Professional Documents
Culture Documents
3 4 150784928
3 4 150784928
النجف االشرف
المرحلة :الرابعة
أعداد
منتصر عمران ناجي الرفاعي
6102-6102
المحاضرة األولى :مفهوم السياسة الخارجية
اليوجد هناك تعريف متفق عليه لمفهوم السياسة الخارجية عند علماء علم
السياسية بشكل عام ،وعلم العالقات الدولية بشكل خاص ،وعلية فقد تعدد تعريفات
-لسياسة الخارجية هي العمل على إيجاد التوازن بين االلتزام الخارجي لدولة
-السياسة الخارجية هي مجموعة األفعال وردود األفعال التي تقوم بها الدولة
مع متغيرات هذه البيئة .وهذا التعريف يشتمل على أنماط السلوك الخارجي
عادة ما تشتمل على كثير من المتغيرات التي يتعين على صناع السياسة
الخارجية أخذها في االعتبار عند وضع هذه السياسة .إذاً ،يمكننا أن نقول
التي تطوره الدول لتغيير سلوكيات الدول األخرى وألقلمة أنشطتها طبقاً لمتغيرات
البيئة الخارجية.
أو يحدث في الحاضر ،أو يتوقع حدوثه في المستقبل ،وهذا التعريف األخير يمكن
أن نشير بشأنه إلى ما يلي :أ .أن يجعل عملية صنع السياسة الخارجية تتم في
سياق زمني ممتد يشمل ما حدث وما يحدث وما سيحدث .ب .أنه يشتمل على
بعض مكونات التعريفات األخرى خاصة فيما يتعلق بالقواعد التي تنظم العمل في
نطاق السياسة الخارجية .ج .أنه يفتح مجا ًال واسعاً أمام االبتكار والمبادرة في
مجال صنع السياسة الخارجية حيث أنه يتيح الفرصة لوضع الخطط والتفضيالت
مقدماً بحيث تشكل مجموعة من القواعد المرشدة عند اتخاذ الق اررات.
تهدف لسياسية الخارجية لحماية األمن القومي .والحفاظ على بقاء الدولة
واستمرارها .والتنمية االقتصادية كذلك تهدف الى تدعيم هيبة ومكانة الدولة في
المجتمع الدولي وبناء صورة إيجابية عنها لدة الدول واألشخاص اآلخرين من غير
الدول .فضالً عن نشر الثقافة القومية وهذا هدف تسعى إليه الدول الكبرىوالنظم
المعارضة.
علية فأن للسياسة الخارجية مكانة غاية في األهمية لكل دولة .فالعالقة بين
الدولة والسياسة الخارجية عالقة وطيده ،وذلك إلثبات كيانها على الساحة الدولية
واستقالليتها الرسمية.
وهو مصطلح يشير إلى كافة أنواع التفاعل بين أعضاء المجتمع الدولي سواء
كان األعضاء دوال أو ال ،وان أكثر تعريف يالئم العالقات الدولية وهو الذي يأخذ
مسألة عبور الحدود معيا ار للخصوصية ألن كل التدفقات التي تعبر الحدود أو
تتطلع نحو عبورها هي تدفقات يمكن وصفها بالعالقات الدولية ،وتشتمل هذه
التدفقات على العالقات بين حكومات هذه الدول وبين األفراد والمجموعات العامة
أو الخاصة والتي تضع على جانبي الحدود ،وفي هذا التطور فإن مفهوم الالعب
يضم الدولة وحكومتها ولكن ال يستبعد تدخل العبين آخريين محتملين من الذين
يصعب أن تحدد سلفا قائمة نهائية تضمهم جميعا ،والعالقات الدولية التي تستند
والمفاوضات والحرية وغيرها والذي يشمل في الوقت نفسه على إتفقات من طبقات
تكبر أو تصغر حسب األحوال ،وتؤدي إلى خلق مناطق من التعاون أو الصراع
تختلف عن تلك التي رسمها التصور التنفيذي للتقسيم الجغرافي للكون ،ومن هنا
وتدرس العالقات الدولية على أنها العالقات الفعلية التي تجري عبر الحدود
ولكن هنا تظهر مشكلة ترتيب األولويات بين هذه العالقات ألنها ليست في مستوى
واحد واذا رتبناها على أساس أهميتها السياسية فهذا يجعلنا نقبل بالنظام السياسي
على أنه اإلطار المركزي المنظم لهذه العالقات الدولية ،واذا قلنا إن العالقات
الدولية هي ما يتم منها عبر الحدود فهذا يعني عدم إشتمال التعريف على الوقائع
التي تجري في نطاق العالقات الدولية مثل العالقة بين السياسة الخارجية
والداخلية ،واذا فكرنا بالدول والحكومات فقط ،فإن العالقات الدولية سوف تكون
العالقات بين هذه الدول غير أن هذه الدول خضعت لتغيرات مستمرة من الناحية
التاريخية ،كما أنه سوف تبرز أسئلة عن المستعمرات الخاضعة للوصايا والدول
المقسمة واألقاليم التي تعيش حالة إستثنائية ،هذا باإلضافة إلى المنظمات اإلقلمية
أو الدولية التي تجرى في داخلها عالقات دبلوماسية هامة ،وهذا كله دفع بكوينسي
رايت إلى تحديد العالقات الدولية على أنها العالقة بين عدد وآخر من الكيانات ذات
السيادة غير المحدودة ،على أن تكون غير مقصورة على التشكيلة النظامية
والقانونية التي تحدد بدقة ماهي الكيانات ذات السيادة والكيانات التي تفتقدها .
ثانياً :الدبلوماسية:
هي عملية إدارة وتنظيم العالقات الدولية عن طريق المفاوضة ،وهي طريقة
تسوية وتنظيم هذه العالقات بواسطة السفراء والمبعوثين ،وهي أيضا عملية التمثيل
والتفاوض التي تجري بين الدول في غمار إدارتها الدولية ،وقدعبر عنها ساتو
بأنها إستخدام الذكاء والكياسة في تعريف العالقات الرسمية بين حكومات دول
ذات سيادة.
ستكون فعالية الدبلوماسية محدودة هذا إن لم تكن معدومة وقد عرفت خالل
المرحلة األولى من تطورها بالدبلوماسية (التقليدية) وكانت تجمع بين فن الممكن
وفن التوفيق وفن اإلكراه ،وكانت هذه الدبلوماسية أداة رئيسية من أدوات تنفيذ
سياسات الصراع على القوة وأيضا فإنها تجنبت اإلندفاع إلى إستخدام وسائل
اإلكراه المسلح ،وقد كانت تمر عبرها التهديدات الدولية المتبادلة بين القوى
إمكانات القوة الحقيقية المساندة لها ،ومن ثم جاءت الدبلوماسية (الحديثة) التي
إتسع نطاق تأثيرها حيث أصبح للنشاط الدبلوماسي تأثير إقليمي ودولي وهذا مازاد
من أهمية الدبلوماسية في السياسة الدولية ،وساهمت فيها أجهزة كثيرة وأصبحت
والبرلمانات وجماعات الضغط والصحافة التي أجبرت الحكومات على نبذ السرية
في سياساتها الخارجية واعالن أهدافها الوطنية ،وقد زادت أهمية الدبلوماسية
بسبب تنوع أنماطها وتعدد أشكالها فهناك دبلوماسية القمة وهي التي تكون على
شكل مؤتمرات وقد عرفت قديما بالدبلوماسية الشخصية وهناك دبلوماسية األزمات
وتكون لحل أزمات دولية طارئة وهي بديل للحرب ومخرج للتوتر بين الدول.
باألعمال .
وأخي ار فإن الدبلوماسية وسيلة وليست غاية وهي التصنع أو تكون صورة
لألغراض الوطنية والقومية ،فهي عكس السياسة الخارجية والعالقات الدولية وهي
تسهم في تحديد الخيارات التي تقرها السلطة السياسية،وتعمل أيضا على إنجاح
القومية.
إن السياسة الخارجية كبرنامج عمل تقع في مجال الفن إذ أنها تتمثل في
عملية اختيار أو مفاضلة بين األهداف والوسائل المختلفة أو عملية ابتداع هذه
الوسائل.
أما العالقات الدولية فهي علم تفسيري يهدف إلى الكشف عن حقيقة الظواهر
السياسية الدولية وتفسير هذه الظواهر تفسي ار علميا في معنى الكشف عن
خصائصها المشتركة.
ترى المدرسة األمريكية (مورجانتو) "إن علم العالقات الدولية من علوم
الدولي".
تعتبر العالقات الدولية علما تفسيريا يهدف إلى الكشف عن حقيقة ظواهر
السياسة الدولية من أجل الحقيقة ذاتها ،والبعض يميز بين العالقات الدولية
والسياسة الخارجية للدول ،وهو تباين موضوع االهتمام بين الحالتين فموضوع
دراسة العالقات الدولية ينصب على الظواهر السياسية الدولية التي تنشأ نتيجة
السياسات الخارجية للدول على السلوك الخارجي لهذه الدول أو المواقف التي
يعرف مارسيل ميرل :السياسة الخارجية (إنها ذلك الجزء من النشاط الحكومي
الموجه نحو الخارج الذي يعالج مشاكل تختلف عن مشاكل السياسة الداخلية)
والخارجية والتي تأخذ أشكاال مادية داخلية كالطبيعة الجغرافية والقوى العسكرية
الدولية كما عرفها سنيدر( :هي أفعال وردود أفعال وتفاعالت بين وحدات تعرف
بالدول القومية) وعملية التفاعل بين دولتين هي السياسة الدولية التي نجد في
أما العالقات الدولية فهي التي تأخذ مسألة عبور الحدود ألن كل التدفقات التي
تعبر الحدود أو تتطلع نحو عبورها هي تدفقات يمكن وصفها بالعالقات الدولية،
وتشمل هذه التدفقات على العالقات بين مكونات هذه الدول ،فالعالقات الدولية
الودية والتفاهم مع الدول يسهل هدف القانون الدولي ،وليس دائما حيث يتم
اللجوء إلى القوة أم ار محتوما وعندها يتدخل القانون الدولي ليخفف من النتائج
إن نشوء العالقات الدولية بين الدول ال تتم إال بالتقاء إرادات الدول ثنائيا أو
أكثر تحت أوصاف مختلفة كالمعاهدات واالتفاقيات الدولية ،وان التقاء هذه
اإلرادات هي التي تنظم تلك العالقات والتي تعتبر من مصادر القانون الدولي.
تمثل السياسة الخارجية للدولة السلوك الخارجي لها ،وتتأثر بالحالة التي
عليها النسق الدولي الذي تتفاعل الدولة من خالله مع غيرها من الدول ،وقد
تحول تاريخي في صورة النسق الدولي العالمي وذلك بعد تفكيك أحد قطبي النسق
الثاني االتحاد السوفيتي ،وقد تحول النسق الراهن إلى نسق أحادي القطبية،
ويعتبر الوضع الراهن ال يملك سوى مرحلة انتقالية وسرعان ما تختفي مخلفة
أنموذجاً)
تحديده باتجاهين:
-األول :استعمال صانع السياسة الخارجية هذا الموقع كأداة تأثير في وحدات
-اآلخر :حرص صانع السياسة الخارجية على أالا يتحول هذا الموقع إلى أداة
على المجتمع ،إال أنها اختلفت في تحديد مدى هذا التأثير حيث ترجع إلى تطور
ومما الشك فيه ،أن هناك عالقة وثيقة بين المتغير الجغرافي وبين سياسة
الدولة وتطورها وقد حاول العلماء الربط بين المتغير الجغرافي وسياسة الدولة
فظهرت النظريات الجيوبولتكية التي أثرت في عدد كبير من الدول؛ ومنها ألمانيا
التي تبنت نظرية القوة البرية ،أما بريطانيا فتأثرت بنظرية القوة البحرية نظ ارً
الخارجية إال أن هذه المتغيرات بدأت تفقد أهميتها ،وذلك بسبب التطور الحاصل
في ميدان االتصاالت والتقدم التكنولوجي واألسلحة ووسائل االتصال وأصبح البعد
الجغرافي ال يحمي من االستهداف العسكري ،إال أنه مازال له أهمية نسبية لدى
النخب الحاكمة .وعليه فمن الخطأ ،نكران الدور المستمر الذي تؤديه الجغرافية في
.0إن الواقع الجغرافي للدولة يترتب علية أحياناً مجموعة أنماط سلوكية ثابتة
وكذلك فإن الجغرافية وما تحمله معها من ثروات وموارد طبيعية؛ وحجم الدولة
وحتى المناخ فإنه يؤثر في طبيعة السكان وكما أن التباين في توزيع هذه العوامل
كلها يؤثر في البناء السياسي للدولة وعلى قدرة نظامها السياسي على الفعل.
ويرى نابليون بونابرت :أن السياسة الخارجية ألي دولة تكمن في موقعها
الخارجية ،ألن تلك السياسة تكمن في أهميتها الجغرافية ،ويرى المختصون في
مجال العالقات الدولية أن هناك عالقة وثيقة ومترابطة بين الجغرافية والسياسة،
لهذا أطلق على هذه العالقة الوثيقة تسمية علم الجغرافية السياسية
(الجيوبوليتكس) الذي يمكن تعريفه بأنه العلم الذي يهتم بالدولة؛ ال على أساس
أنها مفهوم جامد بل كائن حي ،وأنه يبحث بالدرجة األولى عالقة الدولة ببيئتها
وعليه فإن قوة الدولة عبر العصور الماضية كانت نابعة من جغرافيتها بمعناها
الواسع ،أي من مواردها وحجمها وموقعها وسكانها ،وقد ساد دور المكان في بناء
عظمة الدولة وسعة هيمنتها على التفكير السياسي الجيوبوليتيكي القديم ،غير أنه
دراسة الدولة من زوايا متعددة ،وطالما أن الدولة في حركة سريعة بسبب تعرضها
لضغوط خارجية وتغيرات داخلية ،ومن ثم فإن تحليل الدولة من منظور الجغرافية
السياسية يعين على فهم ظاهرة التغيير واألبعاد المترتبة عليها ،وهذا يعني أن
الحدود السياسية تؤثر في توزيع السكان ،كما أن الموقع الجغرافي يتحكم إلى قدر
كبير في التطورات السياسية للدولة .إن الدولة الحديثة تتحدد وفق مقومات
السياسة الخارجية لبلد ما .فالموقع الجيوستراتيجي لدولة ما يملي عليها نتائج
منها :االعتبارات األمنية والخطط العسكرية والتنمية واألحالف ...وغيرها ،وال يخلو
الموقع الجغرافي للدولة من تأثير في الشعور بالوهن أمام واقع جغرافي آخر لدولة
مجاورة أو لتحالف دول ،ويؤول هذا األمر إلى تبني سياسات داخلية وخارجية
االستراتيجية ،وهو ما يبدو اليوم غير متوافر على اإلطالق في معادلة السياسة في
المنطقة.
هذه الجيرة أكثر من إخالل بالجغرافية السياسية ،ذلك ألن األرض ليست أرضهم
والموارد ليست مواردهم وكل ما هناك أنهم يريدون األرض والموارد ويريدون أن
فالمشكلة تتمثل بأن كل وافد على الجغرافية االستراتيجية ،صحيح أنه يستطيع
أن يدير األرض والموارد مهما كانت الصعوبات ،لكن البشر والتاريخ أمر ال يمكن
إدارته وهو جزء من الجغرافية االستراتيجية ،بل هو الجزء األكثر أهمية في تلك
المعادلة كما يقول األميرال سيليريه وماكس سور عندما يصيغان معادلة أن
الجغرافية البشرية تغدو أكثر وأكثر كجغرافية اإلنسان ،أي بمعنى التمييز بين
العوامل الثابتة والعوامل المتغيرة .لذلك لم يكن األدميرال بيير سيليير مخطئا ًً في
أهمية (المدى) الذي يسكنه البشر ،حينما قال :فإذا كان ثقل تاريخ البشر (بما فيه
ثقل المكان يفرض نفسه بالشدة نفسها في تلك المعادلة ،ذلك أن تغيير الدول
ال ألن يكون مثم ارً لصالح دولة واحدة على حساب الدول
ليس ممكناً أو قاب ً
األخرى .ومن ثم فإن الواليات المتحدة األمريكية تستطيع أن تكون جزءاً من
أن تكون جزءاً من الجغرافية االستراتيجية ،ألنها تفتقد إلى االمتداد مع األرض
جيوسياسة في صيغة جيوستراتيجية .من خالل افتعالها األزمات تارة وبالقوة تارة
أخرى ،وهذا ما يفسر التواجد العسكري األمريكي الكثيف في منطقة الشرق األوسط
الذي تسعى وتدعي من خالله تحقيق أمنها القومي ،ولضمان تعاون أوثق بين
االستنتاجات:
-أن من اهم اسباب تعدد المفاهيم ازاء السياسة الخارجية ،مرده غياب
السياسية بوصفها كون هذه أداة التنبؤ واتخاذ القرار ونظرية العالقات
الخارجية إال أن هذه المتغيرات بدأت تفقد أهميتها ،وذلك بسبب التطور
مازال له أهمية نسبية لدى النخب الحاكمة .وعليه فمن الخطأ ،نكران الدور
المصادر:
.6112
.0220
-فواز جرجس ،السياسة األمريكية تجاه العرب ومن يصنعها ،مركز دراسات