Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫كلية التربية‬

‫قسم الحضارة العربية االسالمية‬


‫قيس من نور حضارتنا‬

‫االندلس‬

‫‪Awatef M‬‬ ‫‪31730427‬‬ ‫‪Section D‬‬


‫‪Banout‬‬
‫سؤال ‪:‬‬
‫اكتب عن دور " االن دلس" في نق ل الحض ارة االنس انية الى اوروب ا‪ ،‬من خالل‬
‫التفاعل بين الشرق والغرب‪.‬‬

‫االندلس‬
‫كانت‪ ‬مساهمات المسلمين في أوروبا العصور الوسطى‪ ‬متعددة‪ ،‬وأثرت على مجاالت‬
‫مختلفة‪ ‬كالفن‪ ‬والعمارة‪ ‬والطب والصيدلة‪ ‬والزراعة‪ ‬والموسيقى‪ ‬واللغة‪ ‬والتكنولوجيا‪ .‬من‬
‫القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر‪ ،‬نهلت أوروبا المعرفة من‪ ‬الحضارة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬عن طريق‪ ‬نقل الكالسيكيات‪ ‬وباألخص أعمال‪ ‬الفيلسوف األغريقي‪ ‬أرسطو‪،‬‬
‫بعد ترجمتها من‪ ‬العربية‪ .‬كانت نقاط التواصل بين أوروبا والممالك اإلسالمية عديدة‪ .‬لذا‪،‬‬
‫فقد انتقلت جوانب من العلوم اإلسالمية إلى أوروبا عن طريق‪ ‬صقلية‪ ‬واألندلس‪،‬من خالل‬
‫ترجمات‪ ‬جيراردو الكريموني‪ K‬بعد أن ضم اإلسبان المسيحيون المدينة عام ‪ 1085‬م‪،‬‬
‫بعدما‪ ‬ضم المسلمون الجزيرة‪ ‬عام ‪ 965‬م‪ ،‬ثم استعادها‪ ‬النورمان‪ ‬عام ‪ 1091‬م‪،‬‬
‫فتولدت‪ ‬ثقافة نورمانية عربية‪ ‬رعاها حكام أمثال‪ ‬روجر الثاني ملك صقلية‪ ،‬الذي كان لديه‬
‫جنود وشعراء وعلماء مسلمين في بالطه‪ .‬ويعد كتاب‪ ‬نزهة المشتاق في اختراق‬
‫اآلفاق‪ ‬الذي كتبه‪ ‬اإلدريسي المراكشي‪ ‬للملك روجر من أعظم مخطوطات جغرافية في‬
‫ضا دورها في تبادل المعرفة بين أوروبا‪ ‬وبالد‬ ‫العصر الوسطي‪ .‬كان‪ ‬للحمالت الصليبية‪ ‬أي ً‬
‫الشام‪ ،‬وباألخص‪ ‬الجمهوريات البحرية‪ ‬التي لعبت دورها في التبادل الثقافي‪ .‬كما‬
‫لعبت‪ ‬أنطاكية‪ ‬دورا في المزج بين الثقافتين العربية والالتينية‪ .‬خالل القرنين الحادي عشر‬
‫والرابع عشر الميالديين‪ ،‬انتقل الكثير من المسيحيين إلى األراضي اإلسالمية لطلب العلم‪،‬‬
‫أمثال‪ ‬ليوناردو فيبوناتشي‪ ‬وأديالرد أوف باث‪ ‬وقسطنطين اإلفريقي‪ ‬وغيرهم من الطلبة‬
‫األوروبيين الذين انتقلوا إلى مراكز العلم اإلسالمية لدراسة الطب والفلسفة والرياضيات‬
‫والعلوم األخرى‪.‬‬
‫وبعد الفتح اإلسالمي لمدينة األندلس في عهد الخليفة األموي الوليد بن عبد الملك‪ ،‬كان هناك‬
‫توجّها ً في هذه الحقبة إلى مزيد من التوسّعات اإلسالمية‪ ،‬حيث شهدت الشعوب تبادالً ثقافيا ً وتعاونا ً‬
‫بين المسلمين والمسيحيين واليهود الذين دفعوا ضريبة توفير الحماية "الجزية"‪ ،‬وفي عهد الخالفة‬
‫في قرطبة كانت األندلس منارة للتعليم‪ ،‬وواحدة من المراكز الثقافية واالقتصادية الرائدة في‬
‫أوروبا‪ ،‬وجميع أنحاء حوض البحر األبيض المتوسط والعالم اإلسالمي‬
‫ويرجع الفضل في ذلك إلى علماء المسلمين الذين ساهموا في نقل إنجازاتهم وابتكاراتهم‬
‫واختراعاتهم إلى أوروبا ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬شهدت األندلس تق ّدما ً في علم المثلثات والرياضة‬
‫على أيدي جابر بن حيان‪ ،‬وفي الطب والجراحة على أيدي أبي القاسم الزهراوي‪ ،‬وفي علم‬
‫الصيدلة على أيدي ابن زهر‪ ،‬وغيرها من المجاالت‪ ،‬حتى أصبحت األندلس مركزاً رئيسيا ً لتعليم‬
‫وتنوير أوروبا وجميع أنحاء دول البحر األبيض المتوسط‪ ،‬باإلضافة إلى أنها كانت ممراً للثقافة‬
‫والعلوم بين العالم اإلسالمي والعالم المسيحي‪ .‬وخالل فترة الحكم اإلسالمي‪ ،‬كثير من المسيحيين‬
‫في إسبانيا استوعبوا الثقافة اإلسالمية وتعلّموا العربية‪ ،‬لدرجة أن بعض النساء المسيحيات أطلقن‬
‫على أطفالهن بعض األسماء اإلسالمية‪ ،‬فضالً عن ارتدائهن الحجاب‪.‬‬
‫المجتمع األندلسي وعالقته بالشعوب األوربية تتبع شبه الجزيرة اإليبيرية جغرافيًا لقارة‬
‫أوروبا‪ ،‬وهو ما كان سببًا كافيا لتأثر الحضارة اإلسالمية في األندلس بكثير من المكونات األوربيّة‬
‫مع حفاظها على اإلرث األكبر الذي نقلته من بالد المسلمين‪ ،‬وال سيما بالد المغرب وشمال إفريقيا‪،‬‬
‫وكل هذا جعل لألندلس انتما ًء مزدوجًا خلق مجتمعًا متمي ًزا ومركبًا في عالقاته ال ّداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬وقد تك ّون المجتمع األندلسي من خليط كبير انصهر وتمازج وتعايش لسنين طويلة‪،‬‬
‫فالمك ّون العربي تش ّكل من قبائل عديدة توافدت إلى األندلس أيام الفتح وفي العصور الالحقة‪،‬‬
‫يضاف إليه المك ّون المغربي اإلفريقي المتمثل بقبائل البربر التي شاركت بالفتوح‪ ،‬ثم ازدادت في‬
‫عصر المرابطين والموحدين‪ ،‬وقد تمازج المسلمون عمو ًما مع المك ّون األوروبي تمازجًا كبيرًا‬
‫وفيهم اإلسبان والقوط والرومان والفاندال والجرمان‪ ،‬وجماعات من اليهود ومن غير اليهود‬
‫استفادوا جميعهم من الفتح اإلسالمي الذي أعاد لهم حقوقهم التي نهبها حكام الدولة القوطية‪ .‬كانت‬
‫الحضارة اإلسالمية في األندلس سببًا في دخول أعدا ٍد كبير ٍة من السّكان األصليين في اإلسالم‪ ،‬فيما‬
‫بقي القسم اآلخر على النصرانية واليهوديّة تحت حماية اإلمارة اإلسالمية‪ ،‬ونتج عن تزاوج العرب‬
‫باإلسبانيات عنصر جديد يدعى بالمولدين‪ ،‬وقد ش ّكل مع الوقت القسم األكبر من السكان‪ ،‬وقد حدث‬
‫شرخ في هذا النسيج في عهد ملوك الطوائف والعهود الالحقة حتى السقوط‪ ،‬مع وجود عناصر‬
‫جديدة أخرى هم المدجنون والمستعجمون‪ ،‬وهم المسلمون الذين بقوا في المدن التي حازها‬
‫اإلسبان‪ ،‬فاصطبغت ثقافتهم بسمات المجتمع اإلسباني‪ ،‬ومنهم من حفاظ على دينه‪ ،‬ومنهم من‬
‫اعتنق المسيحية‪ ،‬وكانت حصيلة هذا االندماج احتكا ًكا كبيرًا ومتمي ًزا بين العقيدتين وبين الثقافتين‬
‫والحضارتين على نح ٍو فري ٍد ليس له مثيل‪ ،‬ولم تنقطع العالقات االقتصادية والسياسية واالجتماعية‬
‫بين األندلس والشعوب األوربية رغم الحروب البرية والبحرية الطويلة‪ ،‬وعندما بدأت الصحوة‬
‫العلمية لدى بعض الفئات األوربية لم يجدوا غير بالد المسلمين يقصدونها لينهلوامن معين علومها‬
‫وثقافتها‪.‬‬
‫أثر الحضارة اإلسالمية األندلسية تركت الحضارة اإلسالمية في األندلس أثارًا كبيرةً في مجموع‬
‫الحياة الثقافية والعلمية األوربية مع أثرها األكبر على المستوى العقائدي اإلسالمي‪ ،‬فضاًل عن‬
‫األمور اإلدارية والسياسية والعسكرية والحضارية والفنية‪ ،‬وهنا ال بد من ذكر الحركة النشطة‬
‫للترجمة من العربية التي كانت لغة العلم والحضارة والثقافة في القرون الوسطى المظلمة أوربيًا‪،‬‬
‫حيث برزت في ظل الحضارة اإلسالمية في األندلس مراكز كبرى في حركة الترجمة كطليطلة‬
‫وأشبيلية‪ ،‬وتأثرت اللغة الالتينية بمفرادات ال تحصى من اللغة العربية مع تعلّم عدد الكبير من‬
‫الطالب األوربيين ألصول اللغة العربية‪ ،‬كما دخلت العلوم من خالل هؤالء الطالب إلى إيطاليا‬
‫وصقلية وعموم أوربا عبر فرنسا التي كانت معبر الثقافة العربية واإلسالمية إلى الشعوب‬
‫األوربية‪ ،‬وهي التي تأثرت بشكل الكبير في فن العمارة اإلسالمية‪ ،‬ويتضح ذلك جليًا في طريقة‬
‫بناء كثير من كنائس المدن الفرنسية‪.‬أ ّما على المستوى اإلسالمي فقد كانت األندلس سببًا من أسباب‬
‫تعرف العرب والمسلمين على العقلية األوربية المختلفة عن الطبيعة الرومانية‪ ،‬حيث عرف العرب‬
‫في األندلس شعوب الفاندال والنورمان والجرمان والفايكنغ‪ ،‬وكان من أثر األندلس على العالم‬
‫اإلسالمي أن خلفت إرثًا أدبيًا وفنيًا وعلميًا عظي ًما‪ ،‬وبقيت بعد سقوطها جرحًا وحزنًا مؤل ًما يردد‬
‫المسلمين قصصه على م ّر التاريخ بأشعارهم وكتاباتهم حين يزورون مدنها وقصورها التي تعيد‬
‫لهم ذكرى ذلك الفردوس المفقود‪.‬‬
‫تعتبر األندلس من أهم الجسور التي ساعدت على انتقال الحضارة العربية اإلسالمية‪  ‬إلى‬
‫أوروبا‪  ‬بحكم المدة الطويلة التي حكم فيها العرب والمسلمون‪  ‬هده البالد‪  ‬والتي تجاوزت ثمانية‬
‫قرون ‪.‬وتعد مدن طليطلة ‪,‬قرطبة ‪,‬قشتالة وغرناطة من أهم المراكز األندلسية‪  ‬التي كانت متشبعة‬
‫بمظاهر الحضارة العربية اإلسالمية ‪,‬حيث كان العديد من‪  ‬الطالب يفدون إليها لالطالع على‬
‫الكتب العربية‪  ‬خاصة المترجمة إلى الالتينية والمنقولة عن اليونان والفرس ‪.‬حيث اشتهرت في هدا‬
‫المجال مدرستا برشلونة و طليطلة التي تم اتخاذها كنافدة تطل مباشرة‪  ‬على الحضارة العربية‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ ‬من جهة أخرى لعب التجار والمهاجرون الدين يتنقلون بين بالد األندلس ومختلف بقاع البالد‬
‫العربية اإلسالمية دورا مهما في انتقال الحضارة العربية اإلسالمية إلى باقي أنحاء أوروبا‬
‫المسيحية ‪.‬هدا دون أن ننسى‪  ‬الدور الذي كان يلعبه السفراء والمد جنين والموريسكيين‪ K‬واليهود في‬
‫هدا المجال‪  ‬ووقوع بعض المدن اإلسالمية‪  ‬تحت الحكم المسيحي تارة وعودتها للحكم اإلسالمي‬
‫تارة أخرى أو العكس ‪.‬‬

You might also like