Professional Documents
Culture Documents
الفصل الأو;ل
الفصل الأو;ل
إن الدعوى االستعجالية شأنها شأن الدعوى الموضوعية إذ خصها المشرع بنصوص قانونية
وحدد إجراءات و مواعيد الفصل فيها ،و خول االختصاص فيها للقاضي االستعجالي من أجل توفير"
الحماية المؤقتة .
غير أن هذا االختصاص ال ينعقد له إال إذا توافرت" مجموعة من الضوابط أو الشروط التي هي
الشروط العامة الختصاص القضاء المستعجل و التي يجب توافرها في جميع دعاوى االستعجال العادي أو
اإلداري لذلك نتناول في هذا الفصل الشروط العامة لالختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
وذلك كما يلي:
4
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
إصالحه فـــي حالة حدوثه وهو ما يعبر عنه" بحماية الحقوق الظاهرة " ،فكلما تعرضت" هذه الحقوق إلى
خطر محدق أصبـــــح قاضي" األمور المستعجلة مختصا بنظر" الدعوى فاالختصاص مخول له من طبيعة
النزاع فهو مختص متى عاين خطرا يداهم حقا ظاهرا وهذا الخطر والحق الظاهر يتخذان عدة أشكال
وصور" يستحيل حصرها كما أنهما يختـــــلفان من منطقة إلى أخرى فمثال في وهران النزاع على السمك
حالة من اختصاص القضاء االستعجالى" بينما في بشار" ال نجد هذه الحالة ،بل األكثر من ذلك في بعض
الحاالت يتغير االستعجال في نفس موضوع" الطلب القضائي وأحسن مثال على ذلك انقطاع التيار
الكهربائي عن مصنع للتبريد" أو مخزن للمواد الغذائية أو الصيدالنية يتوافر" على ركن اإلستعجال في حين
انقطاع التيار الكهربائي" بالنسبة ألصحاب محالت بيــــع المالبس واألحذية ال يعـــــــد متوافرا" على
1
عنصر االستعجال".
وترى المحكمة العليا أن فكرة اإلستعجال متصلة بالواقع" ولهذا فإنها تترك لقضاة الموضوع"
السلطة التقديرية للتعامل مع عنصر اإلستعجال ،إضافة إلى كـــــــــــونها تفرض على قضاة الموضوع
التحقق من وجود عنصر اإلستعجال وإال تعرض حكمهم إلى النقض حيث جاء في قرار" لها مؤرخ في
" 15/12/1977وبما ان مجلس قضاء الجزائر أحال األطراف" على تنفيذ شرط التحكيم دون أن يبحث
عن وجود عنصر االستعجال فان حكمه هو بدون أساس قانوني" يتعين نقضه ".2
وكون اإلستعــــجال وصف يلحق الدعوى اإلستعجالية وينشا" من طبيعة الحق المطلوب حمايته
ومن الظروف" المحيطة به ال من فعل الخصوم" أو اتفاقهم فذلك معناه أن توافر" هذا الشرط متعلق بالنظام
العام وبالتالي" ليس للخصوم" االتفاق على اختصاص القاضي االستعجالى في دعوى تفتقر إلى هذا الشرط
الن اختصاصه ال يجوز أن يتولد من مجرد رغبه الخصوم" أو اتفاقهم صراحة على ذلك ،والقاضي
يستلهم وينتزع" هذا الوصف من تكييفه للنزاع.
2
خترج لنيل إجازة املعهد الوطين للقضاء سنة 1999ص 10
حامدي فريدة ،القضاء املستعجل،مذكرة ّ
6
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
وبحث مستندات الخصوم" كاالعتراض على قائمة شروط البيع ودعاوى اإلسترداد" ،ودعاوى" الشفعة
ودعاوى اإلستحقاق الفرعية .
الدعوى اإلستعجالية والنفاذ المعجل :
النفاذ المعجل :
يقصد به تنفيذ حكم أو قرار معين بصورة عاجلة أثناء نظر الدعوى في حالة بيع مال محجوز حجزا
احتياطيا خشية تلفه أو بيعه وقد" حدد قانون اإلجراءات المدنية حاالت النفاذ المعجل وعلى المحكمة أن
تراعي هذه الحاالت على أن يكون قرارها" خاضعا للطعن فيه باإلستئناف بصورة متصلة بالموضوع" وال
يرتب أثره إال مع الحكم به ،أما اإلستعجال فينظر له كطلب منفصل تماما عن الطلب المتعلق بالموضوع .
الطلبات اإلستعجالية والطلبات الوقتية :
وإن كان موضوعها واحد هو اتخاذ إجراء وقتي يقصد به تحديد مركز الخصوم تحديدا مؤقتا" دون
الفصل في أصل الحق ،فالطلب اإلستعجالي" يتميز بتوافر" اإلستعجال فيه ،وهو ضرورة الحصول على
الحماية العاجلة حيث يتضمن خطـــرا يصعب تالفيه في حالة اللجوء إلى القضاء العادي ،أما الطلب
الوقتي فأساس اإلختصاص فيه ليــــــس قضائيا وإنــــما والئي" أي إداري ينظر فيه القضاء بناءا على
طلب الخصوم" دون توافر عنصر اإلستعجال مثل الطلب الذي يبديه الخصــــم لتعيين حارس على األموال
المتنازع عليها إلى حين الفصل في النزاع على الملكية دون أن يكون هناك خطر داهم يهدد بقاء األموال
في حيازة المدعى عليه .
الطلب المستعجل والقضاء اإلستعجالي :
الطلب المستعجل :
هو طلب إجراء مؤقت يبرره خطر داهم أوامر يتضمن ضرر ال يمكن تالفيه إذا ما لجأ إلى
القضاء العادي ،أما القضاء اإلستعجالي" فهو مجموعة من اإلجـــــــــراءات التي ترمي إلى الفصل بصفة
مستعجلة أو سريعة في حاالت اإلستعجال
و يمكن أن يرفع الطلب المستعجل عن طريق" عريضة إلى رئيس الجهة و هو ما يميز اختصاص
القاضي االستعجالي عن اختصاص رئيس الجهة القضائية كما سنراه .
7
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
فيجوز" للخصوم التمسك بتوافره أو بعدم توافره في أية مرحلة كانت عليها الدعوى ،كما يجوز
لقاضي أول درجة أو قاضي االستئناف" أن يثيره من تلقاء نفسه إذ بدونه ال يكون القاضي مختصا" بنظر
الدعوى.
و كما هو معلوم فان قواعد االختصاص النوعي في جميع الدعاوى و مهما كانت الجهة القضائية
الناظرة فيها عادية أو إدارية فهي مقيدة بممارسته ضمن حدود اختصاصاتها القانونية و في هذا الصدد
تنص المادة 462الفقرة األخيرة من قانون اإلجراءات المدنية على أنه يجوز" إبداء الدفع الخاص بقواعد
االختصاص النوعي في أي وقت.
االستعجال واجب اإلثبات: -2
فهو شرط قانوني" و مناط االختصاص و الحكم في الدعوى االستعجالية يتعين على القاضي أن يثبت
توافره في أسباب أمره أن لم يكن قد افترضه القاضي بنص خاص مستلهما إياه من الوقائع المطروحة
عليه و الظروف المحيطة بها ،بل و حتى في الحالة التي يفترض القانون وجوده بنص فانه يتعين على
القاضي أن يثبت أن النزاع المطروح أمامه من النوع الذي افترض القانون توافر" االستعجال فيه مع
اإلشارة إلى النص القانوني" الذي افترضه.
ثانيا :اآلثار المترتبة عن ثبوت االستعجال
ثبوت االستعجال" في الدعوى تترتب عليه نتائج قانونية أهمها :
االستعجال يحتم صدور أمر مستعجل: -1
فبمجرد ثبوت عنصر االستعجال في وقائع الدعوى مع مراعاة الشروط األخرى طبعا ،ينعقد
االختصاص للقاضي االستعجالي" إلصدار أمر استعجالي متضمن إجراء سريع يكفل معالجة المسألة
المطروحة أمامه ،فان كان االستعجال القائم في الدعوى بسيطا جاز نظرها ضمن الجلسات العادية ،أما
إذا كان يشكل حالة استعجال قصوى فانه يقتضي تقصير المواعيد من ساعة إلى ساعة بل حتى خارج
أوقات العمل و في أيام العطل و األعياد الرسمية .
االستعجال يقتضي النفاذ المعجل: -2
فجميع األوامر االستعجالية معجلة النفاذ بقوة القانون رغم المعارضة أو االستئناف" فالنفاذ المعجل
هو نتيجة حتمية و منطقية لالستعجال الذي يكيف الوقائع التي تتصف بها الدعوى إذ ال معنى للقضاء
االستعجالي الذي وجد أصال لمواجهة حاالت مستعجلة إن لم يكن األمر الصادر" في الدعوى مشموال
بالنفاذ المعجل هذا األخير الذي هو غير متروك" للسلطة التقديرية للقاضي إن شاء أمر به و إن شاء
رفضه بل عليه القضاء به متى أصدر أمره االستعجالي في الدعوى حتى و لو لم يطالب به الخصوم".
8
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
اإلستعجال هو شرط" أساسي الختصاص القضاء االستعجالى وعنصر من عناصره يجب على
القاضي أن يثبت توافره في الحكم الذي يصدره إال في األحوال المستعجلة بنص القانون.1
9
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
مجمل حيثياته " حيــــــث أن النزاع يتعلق أصال بتمكين المستأنف" من اإلقامة البنكية التي يشترطها
القانون إلخراج هذه البضاعة من الميناء. 1
حيث أن المجلـــــس بعد اإلطالع على تصريحات" الخصــــــمين ومن الوثائق" المرفقة وبعد
المداولة قانونا" ثبت أن النزاع جدي والتطرق إليه قد يغير من مراكز الخصمين وينشأ حقا ومن ثمة يتعين
المصادقة على األمر المستأنف فيما قضى بعدم االختصاص النوعي .
وفي قرار آخـــــــر بنـــــــــــــفس التاريخ في الملف رقم 357/97قضية (ب ع ) ضد (ط ك و
ب ف ) "،حيث أن االستعجال شرع للـــــــــــبت في المسائل التي يخشى عليها من فوات الوقت والحماية
مؤقتة عاجلة دون المساس بأصل الحق وأن الحالة التي يشتكي منها المستأنفون ليست فجائية إذ يبدو من
أوراق الملف أن األشغال التي قام بها المستأنف عليــــــــهما انتهت وهذا بإقرار من المستأنفين أنفسهم ،
حيث أن إعادة الحال إلى ما كانت عليه من اختصاص قاضــــــي" الموضوع يتعين إلغاء األمر المستأنف"
والقضاء من جديد بعدم اإلختصاص النوعي . "2
1
خترج لنيل إجازة املعهد الوطين للقضاء ،ص11
حممد خلخال القضاء املستعجل مذكرة ّ
ّ .
2
.حامدي فريدة ،املرجع السابق ،ص 20
10
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
لقاضي االستعجال اختصاص في أن يتخذ أي أجراء مناسب للحفاظ على الحق شريطة أن يكون بصفة
مؤقتة ال تمس بأصل الحق الذي يبقى من اختصاص قاضي الموضوع.3
إن القضاء بصفة عامة إنما تقرر لتحري الحقوق و الحكم بها ألصحابها بمقتضى أحكام عامة
وبصفة قطعية بعد استيفاء األطراف لكل طلباتهم" و أوجه دفاعهم في ذلك هو أصل مهمة القضاء ،غير انه
من اجل تدارك بعض األخطار المحدقة التي يخشى عليها ضياع الحقوق لو طال أمد التقاضي ّ
سن
المشرع على سبيل االستثناء " الدعوى االستعجالية" لدرء الخطر أو وقفه إلى أن يتم الفصل في أصل
الحق.
ثانيا :المبررات العملية
إضافة إلى المبررات التي يفرضها المنطق" هناك مبررات يفرضها الواقع العملي أهمها:
إذا كان المطلوب من قاضي االستعجال أن يتخذ قرار إجراء سريع لوقف" خطر حال أو على -
األقل وضع حد إلثارة المضرة بالحق كان لزاما إعفاؤه من البحث المعمق للبت في أصل
الحق و عدم إثقال اإلجراءات بما يتطلبه حق األطراف في الدفاع عن أصل الحق فضابط عدم
المساس بأصل الحق من الناحية العملية هو إعفاء للقاضي من البحث المعمق في الحق ألن
الواقع يفرض عليه تحقيق الحماية العاجلة .
إن المشرع لو منح لقاضي االستعجال سلطة الفصل في الحق أو سلطة القضاء استنادا" له فانه -
من الناحية العملية ينشأ وضع شاذ إذ أن أي مدع في الخصومة يرغب في الحصول على حكم
سريع و معجل النفاذ و بالتالي يتخلى عن اللجوء إلى قضاء الموضوع باعتبار أن إجراءاته
بطيئة و يتجه مباشرة إلى قاضي االستعجال ،األمر الذي سيؤدي" حتما إلى تراكم القضايا
لديه مما يؤدي إلى قلب الهدف من مهمته فعوض أن يوفر" الحماية و لو بصفة مؤقتة عن
الحق ستضيع" هذه الحقوق في خضم تعقد اإلجراءات و كثرة الملفات.
ثالثا :المبررات القانونية
تتمثل أساسا في :
أن حق األطراف في استعمال كافة أوجه الدفاع المتاحة لهم في إثبات الحق أو نفيه يعتبر" من -
الحقوق األساسية لهم و يتعين أن يفسح لهم المجال الستعمالها على الوجه القانوني" الالزم
وإعطاؤهم الوقت الكافي لتحضيرها" وهو ماال تسمح به الظروف المحيطة بالدعوى
االستعجالية التي تستلزم" إجراءا سريعا و بالتالي فالتوفيق بين وقف الخطر بصفة عاجلة وبين
3
د .أمينة النمر ،مناط االختصاص واحلكم يف الدعاوى املستعجلة ،منشاة املعارف ،اإلسكندرية ،ص . 17
11
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
حق األطراف" في ممارسة حق الدفاع يتجسد في منع قاضي" االستعجال من المساس بأصل
الحق.
إن القضاء يقوم على أساس تحقيق العدالة الكاملة بين أألطراف" على ضوء أحكام القانون -
وأسانيدهم" في الدعوى ،و من هنا اقتضى" مبدأ العدالة المؤقتة أن ال يمس قاضي" االستعجال
أساس الحق و جوهره تاركا تحقيق العدالة الكاملة لقضاء الموضوع"
و من هنا فضابط عدم المساس بأصل الحق يعد آلية قانونية تبررها ضرورة توزيع" االختصاص
بين قضاء الموضوع الذي يفصل بصفة قطعية و قضاء االستعجال" الوقتي الذي يوفر الحماية القانونية .
الفرع الثالث :اآلثار المترتبة على شرط عدم المساس بأصل الحق بالنسبة للقاضي االستعجالي
تترتب عن شرط عدم المساس بأصل الحق آثار و نتائج هامة:
-1ال يجوز لقاضــــــي األمور المستعجلـــــــــة أن يأمر بإحالة الدعوى للتحقيق أو بندب خبير أو االنتقال
للمعاينة لبحث واقعة مادية متنازع عليها تمهيدا للفصل لما يترتب مـــــــن مساس بأصـــــــل الحق
الممنوع على القاضي اإلستعجالي الحكم فيه .
-2ال يختــــص القضاء اإلستعجالي بالفصل في دعوى التزوير الفرعية أو األصلية ألن الفــــــصل فيها
يقتضي الحكم بصحة السند المطعون فيه أو برده أو بطالنه وهذا أو ذاك قضاء في أصل الحق يخرج عن
والية القضاء اإلستعجالي" وما يقال بصدد الطعن بالتزوير" ينطبق على الطعن باإلنكار" .1
-3إذا دفع الوارث أو الخلف بجــــــــهالة أمام القاضي اإلستعجالي في محرر عرفي منسوب صدوره إلى
السلف فال يملك القاضي اإلستعجالي" أن يوجه إلى المدعى عليه اليمين بأنه ال يعلم الخط أو اإلمضاء أو
البصمة أو الختم لما في ذلك من مساس بأصل الحق وللقاضي اإلستعجالي بحث جدية الدفع أمامــــــــه .
فإذا إستبان له من ظاهر األوراق" أو من ظـــــــــروف الدعوى ومالبساتها" عدم الجدية قضى في موضوع"
الطلب المستعجل ،أما إذا ظهر له بأن الدفع جدي وجب عليه الحكم بعدم االختصاص .
- 4ال يجوز للقاضي اإلستعجالي اإلختصاص بطلب إلزام الخصم أو الغير بتقديم مستند تحــــــت يده
ألنها طلبات موضوعية تقدم إلى قاضي الموضوع وال تنسجم مع طبيعة القضاء اإلستعجالي .
- 5ال يختص القاضي اإلستعجالي بالحكم بالغــــــــــــرامات المالية أو بطلب التعويض عن اإلجراءات
الكيدية التي يتخذها الخصم أثناء النزاع أمام القاضي اإلستعجالي .
1
حممد خلخال ،املرجع السابق ،ص 8
12
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
1
حممد براهيمي ،القضاء املستعجل ،اجلزء الثاين ،ديوان املطبوعات اجلامعية ص 121
ّ
13
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
ولكن حسب رأينا فإننا نبحث فيما إتفق عليه الطرفان عند إبرام عـــــقد الزواج ،فــــإذا
كانـــــــــت الزوجة قد اشترطت عدم انتقالها مع الزوج إذا تم تغيير" مقر عمله إلى خارج البلدة التي
يســـكنان بها ،فهنا تحترم إرادة الزوجة وال يمــــــــــــكن للقاضـــــــي اإلستعــــــــــــجالي" إلزامــــــــها
بالرجوع لقـــوله صلى هللا عليه وسلم " المسلمون عند شروطهم إال شرطا أحل حراما أو حرم حالال ".
-2النــــفقة:
طبقا للمادة 74من قانون األسرة فإن نفقة الزوجة واجبة على زوجها إذ يعتبر دفع النفقة من
طرف الزوج كالتزام قانوني" و بالتالي يجوز" لقاضي األمور" المستعجلة متى توافر عنصر االستعجال
الحكم على الزوج بدفع النفقة الشرعية لزوجته ،و إذا بقي األوالد عند الزوجة أثناء دعوى الطالق
وغادرت البيت الزوجية الستحالة البقاء فيه فإن لهذه األخيرة حق اللجوء إلى القضاء االستعجالي" لطلب
نفقة األوالد و للقاضي أن يحكم لكل واحد منهم بنفقة مؤقتة و ذلك إلى حين الفصل في موضوع" النزاع
وصدور" حكم نهائي ،كما أن المادة 57مكرر من األمر رقم 05/02المؤرخ في 27/02/2005المعدل
والمتمم لقانون األسرة أجازت صراحة تدخل القاضي االستعجالي" في مادة النفقة.
-3منازعات الميراث:
إذا نشأ بين الورثة نزاع بخصوص قسمة التركة أو توزيعها يختص القاضي اإلستعجالي" بإتخاذ
اإلجراءات التحفظية والوقتــــــية التي يراها الزمة للحفاظ على حقوق األطراف" إذا تـــــــــــــوافرت
شروط اإلستعجال" مثل تعيين خبــير إلثبات حالة األموال المتنازع عليها وجردها" وتحديد قيمتها" وطبيعتها"
أو تعيين حارس قضائي" لها كما يجوز له األمر بوضع األخــــــــتام وإيداع" األموال واألشياء ذات القيمة
1
الناجمة عن الــــــتركة بعد جردها وذلك إلى حين الفصل في قيمة التـــــركة من طرف" محكمة الموضوع"
وقد أقرت ذلك صراحة المادة 183من قانون األسرة الجزائري بنصها"" يجب أن تتبع اإلجراءات
المستعجلة في قسمة التركات فيما يتعلق بالمواعيد و سرعة الفصل في موضوعها و طرق الطعن في
أحكامها" .
ثانيا :المسائل المتعلقة بالملكية والحيازة :
يختص القاضي االستعجالى بالبت بموجب أوامر" استعجاليه في المنازعات المتعلقة بالملكية
والحيازة متى توافر" عنصر االستعجال .
1
حممد علي راتب املرجع السابق ص. 642
ّ
14
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
بغض النظر عن طبيعة أصل الحق أو نوعه فالمسائل التي يخشى عليها من فوات الوقت ال يمكن
أن تدخل أنواعها تحت الحصر وعلى ذلك تركت للسلطة التقديرية للقاضي اإلستعجــــــالي ونظرا"
لكثرتها و تنوعها فإننا اخترنا" منها ما هو أكثر تداوال على القضاء اإلستعجالي من المسائل التي تتطلب
طبيعتها الفصل فيها على وجه السرعة و نتناولها فيما يلي .
-1أ /النزاع حول إستغالل ملكية مشتركة فــــي العقارات المبنية:
نظمت أحكامها المواد من 743إلى 772من القانون المـــــدني حيث أن كل واحــــــد من المالك
الشركاء يعتبر مالكا لألجزاء الخاصة للعقار الذي يشغله بينما األجزاء المشتركة للعقار ملك للجميع
كالدرج والمصعد والرواق الخارجي .....إلخ .وبالتالي إذا نشأ نزاع حول اإلستغالل أو اإلنتفاع باألجزاء
المشــــتركة فيجوز رفعه إلى القاضي اإلستعجالي الذي سيتخذ التدابير التحفظية والوقتية للحفاظ على حق
كل الشركاء إذا ثبت له توافر عنصر اإلستعجال ،كذلك فإن الترميمات" الكبرى و بالتالي فالترميمات
الكبرى للعقار وصيانته وكذا أمن الشركاء في الملكية والشاغلين بها يتكفل بها الشركاء في ملكية ذلك
العقار طبقا للمادة 750من القانون المدني ،وعليه فإذا رفض أحد الشركاء المساهمة في هذه التكاليف
يختص القاضي اإلستعجالي عند توافر" عـــــنصر" اإلستعجال بتعيين خبير لإلنتقال لمعاينة األشغال وتحديد"
قيمتها وأحقية كل مالك فيها ثم الترخيص لباقي الـــــمالك بإجراء هذه األشغال على نفقتهم مع حفظ
حقوقهم في مطالبة الشريك" المستعصي بالتعويضات الالزمة بموجب دعوى الموضوع". 1
-1ب /النزاع حول ملكية عقــــــــار :
إذا تنازع شخصان على ملكية عقار فيدعي كل منهما ملكيته فإن القضاء والفقه قد استقرا على أنه
في حالة توافر عنصر اإلستعجال يجوز للقاضي اإلستعجالي األمر بتسليم هذا العقار إلى أحدهما بصفة
مؤقتة ريثما يتم الفصل في دعوى الموضوع".
-1ج /النزاع بين الشركاء على الشيــــــوع :
إذا تصرف" أحد الشركاء على الشيوع دون رضا باقي المالكين فإنه يجوز للقاضي اإلستعجالي"
األمر بوقف أشغال البناء بصفة مؤقتة إلى أن يتم الفصل في موضوع الدعوى من طرف قاضي
الموضوع" ،وهنا يجوز أن يمثل الشركاء في الملكية أو الشاغلين لها وكيال يختارونه باستثناء المتصرف"
كما يجوز" للقاضي أن يقوم بتعيين وكيل بطلب من الشركاء أو من المتصرف" طبقا للمادة 764مكرر
واحد من القانون المدني.2
1
حممد براهيمي ،املرجع السابق ،ص104
ّ .
د .الغويت بن ملحة ،القضاء املستعجل وتطبيقاته يف النظام القضائي اجلزائري ،الطبعة األوىل ،الديوان الوطين لألشغال الرتبوية ،2000 ،ص.46 2
15
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
تنقسم دعاوى الحيازة إلى ثالثة أقسام :دعوى منع التعرض ،دعوى وقف" أعمال جديدة ودعوى
استرداد الحيازة ،وقانــــــــون اإلجراءات المدنية نص صراحة وفقط على دعوى إسترداد الحيازة في
المادتين 413و 414دون الـــــنص على النوعين اآلخرين ونظرا" لكون الحيازة قرينة على الملكية
ومحمية قانونا إذا توافرت" شروطها" بكونها "علنــــــية ،هادئة ومستمرة وال لبس فيها" فإنه يجوز للقاضي
اإلستعجالي الفصل في كل من دعاوى استرداد الحيازة ووقف" األعمال الجديدة دون دعوى منع التعرض
ألنها تدخل في اختصاص قاضي الموضوع" وليس في اختصاص القاضي اإلستعجالي .
كما درجت محكمة المدية على الفصل في قضايا منع التعرض على أساس أنها دعاوى في
الموضوع" النزاع فيها جدي ويمس بأصل الحق حيث صدرت عدة أحكام عن القسم العقاري بشأن دعوى
منع التعرض فصلت في موضوعها" على أساس أنها دعوى عادية . 1
-2أ /إختصاص القاضي اإلستعجالي بالفصل في دعوى وقف األعمال الجديدة :
هذه الدعوى تتميز عن دعوى منع التعرض في كونها وقائية حيث يرفعها" الحائز ضد الغير الذي
شرع في أعمال لو تمت ألصبحت تعرضا تاما للحيازة وخالفا" لدعوى منع التعرض فإنه يجوز للقاضي
اإلستعجالي الفصل في دعاوى وقف" األعمال الجديدة بشرط توافر" عنصر اإلستعجال" ومتى توافرت
شروط هذه الدعوى في حد ذاتها من كون الحيازة قانونية وأن يقع عليها إعتداء وأن ترفع خالل سنة من
تاريخ اإلعتداء وأن تكون الحيازة السابقة على اإلعتداء لمدة سنة من تاريخ وقوعه انعقد االختصاص
لقضاء األمور المستعجلة ،وفصل" القاضي االستعجالي في هذه الدعوى يقتصر فقط على األمر بوقف
هذه األعمال أو اإلذن بإستمرارها دون األمر بإزالتها كون ذلك يمس بأصل الحق ،فإذا تضمن طلب
الخصم وقف األعمال وإزالتها" فال يمكن للقاضي اإلستعجالي" سوى الفصل في الشق األول من الطلب دون
الثاني.2
-2ب /إختصاص القاضي اإلستعجالي بالفصل في دعوى إسترداد الحيازة :
األصل وطبقا للمواد 817وما يليها من القانون المدني فإن دعوى إسترداد الحيازة تدخل في
إختصاص قاضي الموضوع" غير أن القاضي اإلستعجالي" يختص كذلك بنظر هذه الدعوى متى توافر"
عنصر اإلستعجال" وشروط" رفع دعوى إسترداد" الحيازة في حد ذاتها والمتمثلة في كون الحيازة قانونية
"هادئة ،مستمرة ،علنية وال لبس فيها " وأن يقع اعتداء أي وضع لليد على الحيازة ،وأن ترفع خالل
سنة من وقوع االعتداء وما يميزها هو عدم اشتراط المشرع صراحة في نص المادة 413من قانون
1
.القسم العقاري حكم بتاريخ 24/03/2007فهرس رقم 07/ 628مرفق
2
حممد علي راتب املرجع السابق ص600
ّ
16
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
اإلجراءات المدنية أن تكون الحيازة لمدة سنة " ...فيما عدا دعوى إسترداد" الحيـازة "...فيجوز لرافع
الدعوى أن يكون قد حازها ألقل من سنة .3
-3المسائل المتعلقة باإليجار:
يتدخل القاضي اإلستعجالي" في المنازعات المتعلقة باإليجار سواء إيجار المحالت التجارية أو
المهنية أو السكنية وذلك متى توافر" عنصر اإلستعجال .
-3أ /طرد شاغل المحل بغير عقد اإليجار :
قد يحصل أن يستولي شخص على محل ما بإستعمال القوة أو بترخيص من المالك في إنتظار
إبرام عقد إيجار ،ففي كلتا الحالتين يكون القاضي اإلستعجالي" مختصا باألمر بطرد واضع اليد على
المحل وذلك لكون الشاغل ال يحوز" عقد إيجار كتابي وال يمكنه اإلستشهاد" بعقد شفهي وعنصر" اإلستعجال
هو الذي يحرك إختصاص قاضي األمور المستعجلة وذلك عمال باألصل العام الوارد في نص المادة 183
من قانون اإلجراءات المدنية فإذا ثبت توافر" عنصر اإلستعجال يجب بعدها أن يثبت المدعي أن المدعى
عليه شاغل للمحل عن طريق" إستعمال العنف أو بدون عقد إيجار كتابي كان أو شفهي فلو إستظهر"
المدعى عليه بعقد إيجار في مواجهة طلب المدعي فمن البديهي أن يصرح القاضي اإلستعجالي" بعدم
إختصاصه ويكون كذلك في حالة إفتراض أن المدعــــــــــي يدفع بأن هذا العقد مزور أو غير صحيح ألن
القاضي اإلستعجالي ملزم بالتقيد بظاهر العقد دون الخوض في مضمونه ،بغض النظر عن حيازة الشاغل
لعقد اإليجار الذي يترتب عليه إستحالة طرده عن طريق دعوى إستعجالية .
-3ب /طرد المستأجر بسبب إنتهاء مدة اإليجار:
نميز هنا بين إيجار المحالت التجارية التي تخضع ألحكام القانون التجاري واإليجارات األخرى
سيما إيجار المحالت السكنية أو المهنية التي كانت تخضع للقانون المدني طبقا للمادة 467وما يليها .
-المحالت ذات الطابع المهني :ال يختص بنظر منازعاتها القاضي اإلستعجالي وتبقى خاضعة للقانون
المدني سيما المادة 514التي تمنح لمستأجري هذه المحالت حق البقاء في األمكنة سواء كان عقد
اإليجار محدد المدة أم ال ،فإنتهاء مدة اإليجار ال يمنح للمؤجر حق طلب طرد المستأجر" من العين
المؤجرة إذا تمسك المستأجر بحق البقاء ولو عن طريق دعوى في الموضوع" ،ولذلك فإن قاضي" األمور
المستعجلة ال يكون مختصا للفصل في هذا النزاع .
-إيجار األراضي الفالحية :تخضع في األصل ألحكام القانون المدني شأنها شأن المحالت ذات الطابع
المهني والسكني الفرق األساسي بين النظامين هو أن شاغلي ومستأجري األراضي" ذات الطابع الفالحي ال
يستفيدون من حق البقاء وتطبق" على عقود إيجار األراضي" الفالحية المادة 508من القانون المدني التي
تنص على نفس المبدأ ولكنها تضيف" أنه إذا عقد اإليجار دون اتفاق على مدة أو لمدة غير محددة وتعذر
3
حممد براهيمي املرجع السابق ص115
ّ
17
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
إثبات المدة أو كذلك إذا إنتهت المدة المتفق عليها في العقد الكتابي وبقي المستأجر في العين المؤجرة فإنه
ال ينتهي عقد اإليجار إال بعد توجيه تنبيه باإلخالء وإذا تعلق األمر بإيجار صادر عن من له حق المنفعة
فإن هذا اإليجار ينقضي حسب المادة 469من القانون المدني بإنقضاء هذا الحق على شرط مراعاة
القواعد المقررة للتنبيه باإلخالء والمواعيد الالزمة لنقل محصول السنة ،وتبعا لهذا كله فإذا تعلق األمر
بعقد إيجار أرض زراعية محدد المدة ولم يمدد هذا العقد ال صراحة وال ضمنا يصبح المستأجر ملزما
بإخالء األماكن فور" إنتهاء المدة المتفق عليها دون حاجة للتنبيه باإلخالء ، 1ففي هذه الحالة يحق للمؤجر
أن يرفع دعواه بطرد" المستأجر إلى القاضي اإلستعجالي" على أساس أن هذا المستأجر أصبح واضع اليد
على العين المؤجرة دون سند قانوني ومغتصبا ويجب طبعا أن يكون هناك ما يستدعي الفصل في الدعوى
بصفة مستعجلة أي أن يتوفر" عنصر اإلستعجال كأن يثبت من ظاهر الوقائع والمستندات أن بقاء األراضي
المستأجرة بين يدي المستأجر" يضر بحقوق المؤجر .
-إيجار المحالت ذات الطابع السكني :صدر المرسوم" التشريعي رقم" 93/03المؤرخ في 01/03/1993
المتعلق بالنشاط العقاري و الذي ادخل تعديالت جذرية على مبدأ حق البقاء في األمكنة المقرر في ظل
التشريع المدني القديم و ذلك من أجل تشجيع المالك على إيجار محالتهم المعدة للسكن لكونه ألغى حق
البقاء حيث نصت المادة 20منه على عدم تطبيق" المواد 471و ما يليها و 514و ما يليها من القانون
المدني والمتعلقة بحق البقاء في األمكنة على عقود اإليجار ذات االستعمال السكني المبرمة بعد تاريخ
صدور هذا المرسوم ،و بالتالي إذا انقضت مدة عقد اإليجار سواء تعلق األمر بعقد إيجار أصلي أو مجدد
فإن المستأجر يكون ملزما بإخالء األماكن و تسليم العين المؤجرة للمؤجر ألن بقاءه فيها يعد غير شرعي
و بدون سند قانوني ،و بالتالي يجوز للمؤجر إذا توافر" عنصر االستعجال أن يرفع دعوى طرد إلى
القاضي االستعجالي بشرط أن يقدم بجانب ذلك ما يدل داللة مطلقة على أن مدة اإليجار انقضت ألنه لو
دفع المستأجر بسريان عقد اإليجار و ظهر ذلك بالفعل من ظاهر العقد حكم القاضي االستعجالي بعدم
اختصاصه.
-المحالت ذات الطابع التجاري :
-1اختصاص قاضي األمور المستعجلة في عقود اإليجار المبرمة قبل صدور القانون رقم 05/02
المؤرخ في 06/02/05المعدل والمتمم للقانون التجاري :
األصل في عقود إيجار المحالت المعدة لمزاولة نشاط تجاري المبرمة قبل صدور القانون
05/02المؤرخ في 06/02/2005المعدل والمتمم" للقانون التجاري أن المستأجر يستفيد بحق تجديد
اإليجار وقد نصت على هذه القاعدة المادة 172من القانون التجاري ولكن ال يكون كذلك إال إذا كانت مدة
عقد اإليجار المتفق عليها سنتين متتاليتين في حالة وجود عقد إيجار مكتوب أو أربع سنوات متتالية في
1
حممد براهيمي املرجع السابق ص67
.قرار احملكمة العليا ،الغرفة املدنية األوىل بتاريخ 12/06/1991ملف رقم ّ 72558
18
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
حالة وجود عقد شفهي بمعنى المستأجر" في هذه الحالة يستفيد بقوة القانون بحق تجديد اإليجار وال يمكن
طرده عند إنتهاء مدة اإليجار إال بعد منحه تعويضا إستحقاقيا" الذي يسبقه تنبيها باإلخالء عمال بالمادتين
173و 176من القانون التجاري .
وطبقا لهذه القواعد فإن قاضي" األمور المستعجلة يكون غير مختص لطرد مستأجر" لمحل تجاري
يستفيد بحق تجديد اإليجار ولكن إذا كان عقد اإليجار" الكتابي المبرم بين الطرفين تقل مدته عن 24شهرا
أو كان المستأجر" قد شغل المحل بموجب ترخيص شفهي لمدة تقل عن أربع سنوات فإن األمر يختلف
جذريا إذ أنه وفي هذه الحالة ال يستفيد المستأجر بحق تجديد عقد اإليجار ويكون ملزما باإلخالء عند
انقضاء مدة العقد دون إنذار وال تعويض ،وفي" هذه الحالة يجوز" للمؤجر رفع دعوى من أجل الطرد أمام
القاضي اإلستعجالي الذي يفصل فيها وقد ثبتت له المحكمة العليا هذا االختصاص في قرار مبدئي مؤرخ
في 13/07/1999جاء فيه " إن المستأجر لمحل تجاري" لمدة تقل عن سنتين يعد محتال بدون حق وال سند
بعد انقضاء مدة العقد وال يحق له المطالبة بتجديد عقد اإليجار ومتى كان كذلك فإن القضاء اإلستعجالي"
مختص للحكم بالطرد " وفي" هذا القرار المحكمة العليا أسست قرارها على إنتهاء مدة عقد اإليجار دون
عنصر اإلستعجال" الذي هو شرط أساسي الختصاصه وذلك لكون تقدير هذه المسألة يدخل في السلطة
التقديرية له وال رقابة عليه من المحكمة العليا. 1
-2إختصاص قاضي األمور المستعجلة في عقـــــــود اإليجار المبرمة بعد صـــــــدور القانون 05/02
المؤرخ في 06/02/2005المعدل والمتمم للقانون التجاري :
أدخل هذا القانون تعديالت جذرية على قاعدة تجديد اإليجار إذ أن عقود إيجار المحالت التجارية
أصبحت تبرم" لمدة يحددها األطراف" بكل حرية ويلزم" المستأجر بمغادرة األمكنة المستأجرة بانتهاء األجل
المحدد في العقد دون حاجة إلى توجيه تنبيه باإلخالء ودون تعويض استحقاقي طبقا للمادة 187مكرر من
القانون 05/02وبالتالي عمال بهذه المادة لو رفض المستأجر" مغادرة المحل إذا انتهت مدة االتجار جاز
طلب طرده عن طريق القضاء دون تنبيه باإلخالء و ال تعويض استحقاقي إن توافر عنصر االستعجال. 2
- 3اختصاص القاضي اإلستعجالي لطرد المستأجر بعد إنتهاء عقد التسيير الحر :
لقد أخضع المشرع" الجزائري عقود التسيير الحر ألحكام خاصة تختلف جذريا عن األحكام
المطبقة على اإليجارات التجارية ،إذ فور" انتهاء مدة عقد التسيير" الحر فإن المستأجر المسير يصبح ملزما
بمغادرة العين المؤجرة تطبيقا للمادة 203من القانون التجاري.
كما استقر قضاء المحكمة العليا على أن إيجار التسيير الحر للمحل التجاري ينتهي بمجرد اإلبالغ
بنهاية العقد وال يترتب على هذا اإلنهاء أي حق في التعويض للمسير و انه يكفي توجيه رسالة مضمنة من
الغرفة التجارية و البحرية قرار بتاريخ ،22/09/1998 :رقم ،171664حممد براهيمي ،املرجع السابق ،ص .71 1
19
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
مالك المحل للمسير دون حاجة إلى تنبيه باإلخالء ،كما أنه ال يمكن اعتبار عقد التسيير الحر بمثابة عقد
إيجار تجاري مهما طالت مدة بقاء المسير بالمحل التجاري ،و عدم تحديد المدة ال يغير من طبيعة العقد .
واإلختصاص في البت في طلبات طرد" المستأجر المسير بسبب إنتهاء مـــــدة عقد التسيير" الحر
ينعقد مبدئيا للقسم التجاري بالمحكمة ومع ذلك يجوز للمؤجر أن يرفع طلبه إلى قاضــــــــي" األمور
المستعجلة بشرط" توافر عنصر اإلستعجال وأال تثير مسألة إنقضاء مدة العقد أو صحته منازعة جدية .1
و قد قضت المحكمة العليا أن القاضي االستعجالي يكون مختصا بطرد المستأجر" من محله الذي
كان يشغله على سبيل التسيير" الحر حتى و أن طعن المستأجر" في صحة مضمون عقد التسيير الحر .
-4مسألة البت في دعاوى الحراسة القضائية :
أشارت إلى الحراسة القضائية الفقرة األولى من المادة 183من قانون اإلجراءات المدنية إذ
نصت " في جميع أحوال اإلستعجال أو عندما يقتضي البت في تدبير الحراسة القضائية أو أي تدبير
تحفظي آخر ال تسري" عليه نصوص خاصة "....
في هذه المادة يبدو" من الصيغة التي حرر بها نص المادة أنها ميزت بين أحوال اإلستعجال
وتدابير الحراسة القضائية ولكن الرأي الراجح يأخذ بضرورة توافر عنصر اإلستعجال ليكون هناك مجال
الختصاص القاضي اإلستعجالي" في مادة الحراسة القضائية ،فإذا أنعدم هذا العنصر" يصبح القاضي
اإلستعجالي غير مختص ويجب حينئذ رفع دعوى الحراسة القضائية إلى قاضي الموضوع 2في غياب
موقف صريح للمحكمة العليا من هذه المسألة التي لم تشر في قراراتها" إلى وجوب توافر" عنصر
اإلستعجال وبالتالي يرجع إلى القواعد العامة الختصاص القضاء اإلستعجالي حيث استقر الرأي على قيام
اختصاص القاضي اإلستعجالي" بنظر دعوى الحراسة القضائية متى توافرت مجموعة من الشروط" تتمثل
في النزاع ،الخطر ،االستعجال ،عدم المساس بأصل الحق وأن يكون المال المطلوب تعيين الحارس
عليه قابال ألن تسند إدارته إلى الغير 3فالحراسة القضائية هي وضع مال يقوم في شأنه نزاع أو يكون
الحق المتنازع" فيه غير ثابت ويتهدده خطر عاجل في يد أمينة بحكم القضاء تتواله وتحفظه وتديره وترده
فيما بعد مع تقديم الحسابات عنه إلى من يثبت له الحق فيه. 4
ويشترط" في جميع أحوال الحراسة القضائية أن يكون هناك استعجال الختصاص القاضي
اإلستعجالي هذا االستعجال الذي يبرره الضرر الواقع الذي يهدد كل صاحب مصلحة من ترك المال تحت
1
حممد براهيمي املرجع السابق ص76ّ
2
د .الغوثي بن ملحة القضاء املستعجل وتطبيقاته يف النظام القضائي اجلزائري الطبعة األوىل ديوان املطبوعات اجلامعية 2000ص 99
3
حممد علي راتب املرجع السابق ص 351 ّ .
4وردت أحكام احلراسة القضائية يف القانون املدين يف املادة 602املأخوذة حرفيا من نص املادة 1955من القانون الفرنسي ولكنّها مل
تورد تعريف احلراسة القضائية بل استهلت تعريفها من التعريف الذي أورده بشأهنا القانون املدين املصري يف املادة 729منه.
20
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
يد حائزه ومن ثمة فالخطر العاجل هو خطر فوري يهدد مصلحة صاحب الحق ويدفعه إلى وضع المال
تحت الحراسة .
وتقدير الخطر العاجل يتوقف على ظروف" كل حالة فهو من المسائل المتصلة بالواقع التي تكون
تحت السلطة التقديرية للقاضي اإلستعجالي" فيختص هذا األخير بنظر طلب الحراسة القضائية بشرط عدم
المساس بأصل الحق الذي هو موضوع" الدعوى األصلية زيادة على شرط وجود" نزاع جدي على المال
وتكفي جدية النزاع دون اشتراط أن تكون هناك دعوى مرفوعة أمام القضاء طبقا للمادة 603من القانون
المدني والمقصود بالمصلحة القائمة أن يكون لرافع الدعوى حق اعتدي عليه أو حصل بخصوصه نزاع
فيحقق الضرر الذي بشأنه يتم اللجوء إلى القضاء .1
1
د .الغوثي بن ملحة املرجع السابق ص 35
21
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
يكلف بمهمة إبداء رأيه فيما إذا كانت تتوفر في المحل المعروض الشروط الصحية المنصوص عليها في
المادة 225من القانون المدني مع المالحظة أن هذه اإلجراءات المتعلقة باسترجاع العقار المؤجر من قبل
المالك تطبق فقط على المحالت المعدة للسكن التي تم ايجارها" قبل تاريخ صدور المرسوم التشريعي" رقم
93/03المؤرخ في 01/03/93المتعلق بالنشاط العقاري ،أما بعد هذا التاريخ فان حق المستأجر" في
االحتجاج بالبقاء في األماكن المعدة للسكن قد ألغي و أصبح عقد اإليجار" يخضع إلرادة المتعاقدين .
-2منح أجل للوفاء :
طبقا للمادة 281من القانون المدني يجب أن يتم الوفاء فور" ترتيب االلتزام نهائيا في ذمة المدين
ما لم يوجد" اتفاق أو نص يقضي بغـــــــــير ذلك ،و مع ذلك يجوز" حسب نفس المادة للقضاة نظرا لمركز
المدين ومراعاة للحالة االقتصادية أن يمنحوا آجاال مالئمة للظروف" دون أن تتجاوز مدة سنة و أن يوقفوا"
التنفيذ مع إبقاء جميع األمور على حالها ،و تضيف نفس المادة أنه في حالة االستعجال يكون منح اآلجال
من اختصاص القاضي االستعجالي". 1
-3الرهن :
في مجال الرهن الرسمي فان تخلية العقار المرهون يقع بموجب تقرير يقدمه الحائز إلى قلم كتاب
المحكمة المختصة كما يجوز حسب المادة 922من القانون المدني لمن له المصلحة في التعجيل أن يطلب
من قاضي األمور المستعجلة تعيين حارس تتخذ في مواجهـــــــته إجراءات نزع الملكية و إذا طلب ذلك
جاز لهذا القاضي أن يطلب تعيين حارس.2
ثانيا :اختصاص القاضي االستعجالي العادي ،الوارد في المرسوم رقم 63/62المؤرخ في
: 18/02/1963
تضمن المرسوم" رقم 63/65المؤرخ في 18/02/1963و المتعلق بخفض بدل اإليجار المعدل
بموجب المرسوم رقم" 63/68المؤرخ في 01/03/1963نصوصا" تمنح للقاضي االستعجالي" اختصاص
طرد المستأجر من العين المؤجرة في حالتين هما ترك العين المؤجرة و حالة عدم تسديد بدل اإليجار .
و المالحظ على هذا المرسوم أنه ما زال ساري" المفعول بحيث أن القوانين الالحقة له سيما أحكام
القانون المدني لم تتضمن نصا خاصا يقضي بإلغاء هذا المرسوم" كما أخذت المحكمة العليا بهذا المنهج
عندما طرحت أمامها إشكالية هذا المرسوم حيث صدر عن الغرفة االستعجالية بتاريخ 20/01/1992في
ملف رقم" " 75603من المقرر قانونا ان المادة 11من المرسوم رقم" 65/ 63المؤرخ في 18/02/1963
تسمح لرئيس المحكمة بالفصل في القضايا المستعجلة بإصدار أمر بطرد المستأجر من العين المؤجرة
نتيجة عدم الوفاء باال يجار بعد مضى شهر من تبليغه باإللزام بالدفع ولم يستجب لذلك ،ولما ثبت أن
حممد براهيمي ،املرجع السابق ،ص .20 1
22
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
قاضي االستعجال قد صرح بعدم اختصاصه فانه يكون قد خرق مقتضيات المرسوم" المذكور مما يستوجب
نقض القرار المطعون فيه". 1
-1الطرد بسبب ترك األمكنة :
طبقا للمادة 09من المرسوم" رقم 63/65المؤرخ في 18/02/1963فإنه في حالة ترك األمكنة
المثبت من طرف المحضر القضائي المعين بأمر صادر" عن رئيس المحكمة بمكان تواجد العقار وبعد
مضي شهر من اإلنذار باحتالل المحل يســقط حق المستأجر أو الشاغل في البقاء في األمكنة ويجوز"
طرده بموجب أمر استعجالي .
فالمادة 09تجيز طرد المستأجر عن طريق" القضاء االستعجالي ضمن شروط معينة إذ يجب أوال
إثبات ترك األمكنة بموجب محضر محرر من طرف محضر" قضائي يعينه رئيس المحكمة بموجب أمر
على ذيل عريضة و ثانيا توجيه إعذار للمستأجر" الحتالل األماكن بقي بدون مفعول لمدة تزيد عن شهر
واحد وإذا توفرت هذه الشروط جاز اللجوء إلى قاضي األمور" المستعجلة بطلب طرد" المستأجر .
-2الطرد بسبب رفض تسديد بدل اإليجار :
حسب نص المادة 11من المرسوم" رقم 63/65المؤرخ في 18/02/1965إذا امتنع المستأجر
عن دفع بدل اإليجار المتفق عليه أو المحدد قانونا" يفسخ اإليجار الشفوي أو الكتابي بقوة القانون و حينئذ
وحسب نفس المادة يعد القاضي االستعجالي مختص لألمر بطرد" المستأجر وذلك مهما كان مبلغ بدل
اإليجار ورغم األحكام المتعلقة بحق البقاء ،هذا و اعتبرت المحكمة العليا أن إجراء توجيه إعذار بتسديد
بدل اإليجار قبل رفع الدعوى االستعجالية هو إجراء جوهري و من النظام العام. 2
هذا و نفس المرسوم منح للقاضي االستعجالي سلطة عدم الحكم بطرد" المستأجر إذا قدم هذا
األخير أسبابا خطيرة و شرعية حسب عبارات المادة 12من الفقرة األولى من المرسوم" ففي هذه الحالة
يجوز للقاضي منح المستأجر آجاال و لكن دون أن تتعدى 12شهرا .
ثالثا :القرار الوزاري المشترك المؤرخ في : 11/06/1993
تقدم طلبات تسديد متأخرات اإليجار المحالت المعدة للسكن أو لمزاولة نشاط مهني عادة أمام
قاضي الموضوع و لكن أقر القرار الوزاري" المشترك المؤرخ في 01/06/1983المتضمن كيفية تطبيق
المرسوم" رقم 83/256المؤرخ في 09/04/1983المتضمن نظام إيجار المحالت المعدة للسكن أو
لمزاولة نشاط مهني قاعدة خاصة تمنح لقاضي األمور" المستعجلة اختصاصا" في هذا المجال لكن يجب أن
تتوافر" بعض الشروط حيث يجب أوال أن يمتنع المستأجر عن تسديد 03أجزاء فأكثر من بدالت اإليجار
فإذا كان األمر يتعلق بعدم تسديد جزء أو جزأين فقط من اإليجار ال يمكن اللجوء إلى القاضي االستعجالي،
1حممد براهيمي ،املرجع السابق ،ص .21
2
حممد براهيمي املرجع السابق ص 68
23
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
و ثانيا أن يوجه للمستأجر إنذار بتسديد" متأخرات بدالت اإليجار بعدها يمكن رفع طلب تسديد متأخرات
اإليجار إلى القاضي االستعجالي مباشرة بعد تبليغ المستأجر" باإلنذار.
رابعا :المحالت التابعة لدواوين الترقية و التسيير العقاري :
لقد أخضع المشرع" تنظيم العالقات بين المؤجر" و المستأجر" للمحالت المعدة للسكن التابعة
لدواوين الترقية و التسيير العقاري إلى نظام" تحكمه بعض القواعد الخاصة ،القانون الذي تضمن هذه
األحكام الخاصة هو أصال المرسوم" رقم 76/147المؤرخ في 23/10/1976المتضمن تنظيم العالقات
بين المؤجر و المستأجر" لمحل معد للسكن و تابع لمكاتب الترقية و التسيير العقاري. 1
هذا المرسوم" ثبت المبدأ الوارد في المادة 514من القانون المدني المتعلق بحق البقاء إذ نصت
المادة 11منه على استفادة المستأجر من حق البقاء باألمكنة و إلى جانب ذلك أقر صراحة اختصاص
القاضي االستعجالي للبت في طلب طرد المستأجر" من العين المجرة إذا خالف هذا األخير أحكام المرسوم
المذكور حيث جاء في المادة 17من المرسوم" رقم 76/147ما يلي " :كل مخالفة ألحكام هذا المرسوم
تؤدي إلى فسخ عقد اإليجار فورا" أو يتعرض المتسبب للطرد الفوري بموجب أمر مستعجل مع عدم
اإلخالل باإلجراءات األخرى المناسبة التي ترى المصلحة المؤجرة لزوما في اتخاذها .
هذا و يكون قاضي األمور" المستعجلة مختصا ال فقط عندما يخل المستأجر بااللتزامات المحددة
في المرسوم رقم" 76/147السالف الذكر عمال بالمادة 17بل أجاز هذا المرسوم" تدخل نفس القاضي إذا
كان شاغل السكن قد احتل األمكنة دون سند و ال صفة .
و إلى جانب التخلف عن تسديد بدل اإليجار الذي ورد صراحة في نصي المادتين 17و 29فان
إخالل المستأجر بأي التزام منصوص عليه في هذا المرسوم يترتب عليه كذلك فسخ عقد اإليجار بقوة
القانون و طرد" المستأجر عن طريق" القضاء المستعجل ومن جملة هذه االلتزامات أن يشغل المستأجر
األمكنة لسكناه بصفة أصلية و شخصية وكذلك ألعضاء عائلته الذين يعيشون عادة تحت سقف منزله و أال
يباشر في األمكنة أي نشاط تجاري" أو صناعي أو أية مهنة أخرى دون ترخيص صريح مكتوب من
المصلحة المؤجرة و أن يحترم جميع أحكام النظم الداخلية للعمارة و كذلك التعليمات التي ترى المصلحة
المؤجرة وضعها من اجل المنفعة العامة .
خامسا :النزاعات الفردية في العمل :
في مجال النزاعات الفردية في العمل إذا حصل اتفاق بين العامل و المستخدم أثناء محاولة الصلح
أمام مكتب المصالحة فان هذا األخير يحرر محضرا بالمصالحة على ذلك و هذا عمال بالمادة 31من
القانون 90/04المؤرخ 06/02/1990المتعلق بتسوية النزاعات الفردية في العمل و لكن قد يحصل أن
11
جريدة رمسية رقم 12بتاريخ 09/02/77حممد براهيمي ،املرجع السابق ،ص 26
24
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
يرفض أحد الطرفين تنفيذ اتفاق المصالحة ففي هذه الحالة فان المادة 34من القانون رقم 90/04المؤرخ
06/02/1990نصت على أنه في حالة عدم تنفيذ اتفاق المصالحة من قبل أحد األطراف وفقا للشروط"
واآلجال المحددة في المادة 33من هذا القانون يأمر رئيس المحكمة الفاصلة في المسائل اإلجتماعية
والملتمس بعريضة من أجل التنفيذ في أول جلسة و مع استدعاء المدعى عليه نظاميا ،التنفيذ المعجل
لمحضر المصالحة اختصاص القضاء المستعجل حتى و لو لم يرد صراحة في نص المادة 33فانه يستنتج
أوال من صيغة هذا النص التي منحت االختصاص ال للمحكمة االجتماعية بتشكيلتها الجماعية الخاصة بل
لرئيس المحكمة االجتماعية بمفرده و ثانيا من أن الدعوى يفصل فيها بأمر و ليس بموجب حكم كذلك
مصطلح أمر و عريضة فال يفهم منه أن تنفيذ اتفاق المصالحة يتخذ بموجب أمر على ذيل عريضة أي عن
طريق أمر والئي و لكن يتخذ بموجب أمر استعجالي" ،إضافة إلى أن المادة نصت بأن األمر يكون
مشموال بغرامة تهديدية يومية و القاضي االستعجالي وحده له صالحية الحكم بالغرامة التهديدية.1
سادسا :في القانون التجاري
تضمن القانون التجاري" مجموعة من األحكام التي تنص على اختصاص القاضي االستعجالي"
والمواد التي تستدعي تدخله بنص صريح و قد تتعلق باإليجار أو بالشركات" التجارية او باإلفالس. 2
ففي المنازعات حول المحالت التجارية و فيما يتعلق بدفع ثمن بيع المحل التجاري فانه حسب
المادة 90من القانون التجاري يجب على كل حائز للثمن الذي تم به بيع محل تجاري" أن يقوم بتوزيعه في
ظرف ثالثة أشهر من تاريخ عقد البيع و إذا طرأ إشكال حول دفع الثمن فان القانون أجاز تدخل القاضي
االستعجالي في حالة :ما إذا لم يوزع الثمن الذي تم به بيع المحل التجاري" بعد مضي ثالثة أشهر
المنصوص عليها بالمادة 09/01التي جاء فيها أن الطرف" الذي يهمه التعجيل أن يرفع" دعوى مستعجلة
أمام رئيس المحكمة التي يقع المحل التجاري في دائرة اختصاصها و عندئذ يجوز لهذا القاضي األمر
بإيداع الثمن في مصلحة الودائع و األمانات أو تعيين حارس موزع" ،كما أنه قد تحصل أن ترفع معارضة
في دفع ثمن بيع المحل التجاري ففي هذه الحالة يتدخل القاضي االستعجالي إلصدار" أمر بإذن البائع بقبض
هذا الثمن و في رهن المحل التجاري طبقا لنص المادة 126يجوز" للبائع و للدائن المرتهن و المقيد دينهما
على المحل التجاري أن يحصال على أمر ببيع المحل الذي يضمن الرهن وذلك بعد ثالثين يوما من اإلنذار
بالدفع المبلغ للمدين و الحائز من الغير إذا كان له محل و الباقي بدون جدوى" فإذا قرر البائع أو الدائن
المرتهن مباشرة إجراءات بيع المحل التجاري بالمزاد العلني الستيفاء حقوقه يجب عليه حينئذ إتباع
األشكال و اإلجراءات الواردة في المادة 127من القانون التجاري و إذا اعتبر من له مصلحة أن
25
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
إجراءات البيع السابقة لمرسي المزاد هي إجراءات باطلة جاز له رفع المسألة إلى قاضي األمور"
المستعجلة للمكان التابع للدائرة التي يجري فيها استغالل المحل التجاري .
و في منازعات اإلفالس و التسوية القضائية يفصل مبدئيا بموجب أحكام صادرة عن قاضي
الموضوع" ،و مع ذلك فلقد أجازت المادة 221من القانون التجاري تدخل القاضي االستعجالي" إذا كان
التدبير المطلوب هو اتخاذ إجراء من إجراءات التحقيق لتبقي جميع المعلومات عن وضعية المدين
واألمثلة كثيرة.
المطلب الثاني :تمييز اختصاص القاضي االستعجالى عن اختصاص رئيس الجهة القضائية
نصت المادة 183من قانون اإلجراءات المدنية في فقرتها" األولى على أنه"في جميع حاالت
االستعجال أو في أي إجراء تحفظي أو فان الطلب يرفع إلى رئيس الجهة القضائية من الدرجة األولى
وكذلك األمر في حالة إشكاالت التنفيذ "
يبدو من ظاهر النص أن المشرع خول االختصاص في القضاء المستعجل إلى رئيس الجهة
القضائية بمقتضى أوامر استعجاليه في منازعات ال تحتمل التأخير للفصل فيها أو اتخاذ تدابير وقائية
وتحفظيه لو قام بخصوصها نزاع مستقبال وهو المبدأ العام باعتباره رئيس الفرع االستعجالى".1
غير انه من الناحية النظامية والعملية في المحاكم قد يكون رئيس المحكمة هو الذي يتولى الفصل
في الدعاوى المستعجلة بموجب أوامر استعجالية وقد" يقوم بانتداب قاضى" من قضاة نفس المحكمة ليقوم
مقامه بالنظر فيها مادامت هناك منازعة قائمة
غير انه يختص لوحده كرئيس للجهة القضائية باتخاذ تدابير" مؤقتة ووقائية لدرء الخطر المتوقع"
مستقبال تماما كما هو منصوص عليه في قانون اإلجراءات المدنية وهو ما يميز اختصاص رئيس
المحكمة باتخاذ تدابير استعجالية ووقتيه حتى عند عدم وجود منازعة عن اختصاص القاضي االستعجالى"
بإصدار أوامر استعجالية لذلك نتناول دور" رئيس المحكمة في اتخاذ تدابير مستعجلة في حالة عدم وجود
منازعة .
26
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
2
.احملكمة العليا الغرفة املدنية الثانية بتاريخ 27/04/1983ملف رقم 31624
27
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
و نص المادة 365هو نص عام يشمل كل الحاالت سواء تعلق األمر بدين بمقتضى سند رسمي
أو عرفي أو حتى بدون سند يجوز للقاضي تحديد وتقدير مبلغ الضمان الذي يجب تقديمه دون أن يتقيد في
ذلك بتصريحات" أو مزاعم الدائن حول مبلغ الدين.
و لكن إذا قضى بحجز ما للمدين لدى الغير بمقتضى سند رسمي فهو ما لم يستقر القـــضاء على
إيجاد حل شامل له و حسب رأي األستاذ محمد براهيمي" أمام سند رسمي ال يطعن فيه بالتزوير"
يجــــــــــب على القاضي االستعجالي االرتكاز" على هذا السند لتحديد مدى الضمان الذي يجـــــــب تقديمه
من قبل المدين و إال ارتكب القاضي تعسفا في السلطة مع إلحاق ضرر قد يكون جسميا للدائن. 1
- 3الحجز على المنقول :
هو الحجز الذي يجيز للدائن بيع المنقوالت المادية لمدينة بغرض استيفاء دينه و يتم الحجز
بموجب حكم أو سند تنفيذي و لذلك فان اإلشكاالت التي تطرأ في هذا المجال تدخل بطبيعتها في
اختصاص القاضي االستعجالي" تطبيقا للمادة 183من قانون اإلجراءات المدنية و من جهة أخرى المادة
377تنص صراحة على اختصاص قاضي" األمور المستعجلة اذا رفعت منازعة من قبل الغير حول ملكية
المنقوالت المحجوزة .
- 4الحجز االستحقاقي :
حسب نص المادة 440من قانون اإلجراءات المدنية فان القاضي االستعجالي يختص بنظر
اإلشكاالت المتعلقة بالحجز االستحقاقي لذي يعرف على انه اإلجراء المباشر الذي يباشره شخص يزعم
أن له حق الملكية أو الحيازة القانونية أو الرهن على منقول يملكه الغير و يضع هذا الشيء تحت يد العدالة
إلى حين الفصل في الحق الذي يطالب به المحجوز له .
فعندما يقضي بالحجز االستحقاقي" الذي يتخذ بموجب أمر على ذيل عريضة ككل المحجوزات
طبقا للمادة 441الفقرة األولى من قانون اإلجراءات المدنية قد يعترض المحضر" القضائي" إشكاالت أو
حواجز حينما يشرع في إجراءات الحجز كأن يعارض الغير الموجود" لديه المنقوالت إجراءات الحجز
فعندئذ يتدخل القاضي االستعجالي تطبيقا لنص المادة 440الذي يصدر أمر بترخيص الحجز أو منعه فإذا
تعنت الغير في موقفه المعارض جاز للمحضر القضائي مباشرة التنفيذ الجبري عن طريق" فتح األبواب
باالستعانة بالقوة العمومية بناءا على تسخير من النيابة.
ثالثا :تحديد إلكراه البدني
28
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
دقق قانون اإلجراءات المدنية القواعد التي يخضع لها اإلكراه البدني و هذا في المواد من 407
إلى 412حيث نصت المادة 407منه على جواز تنفيذ األحكام و األوامر الحائزة لقوة الشيء المقضي به
في المواد التجارية و قروض النقود بطريق اإلكراه البدني .
غير أن اإلشكال الذي طرح بهذا الصدد هو تناقض هذه المادة مع المادة 11من العهد الدولي
لحقوق اإلنسان المدنية و السياسية الذي انضمت إليه الجزائر ،هذه المادة التي تقضي بعدم جواز سجن أحد
بسبب عجزه عن تنفيذ التزام تعاقدي.1
فطبقا للمادة 132من دستور 1996فان المعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية تسمو
على القانون و بالتالي هل تطبق المادة 11لكون الجزائر انضمت إلى العهد الدولي لحقوق اإلنسان المدنية
و السياسية أم المادة 407من قانون اإلجراءات المدنية ؟
في الواقع العملي القضاء كرس المادة 11و بالتالي ال يكون تنفيذ األحكام بطريق اإلكراه البدني
إال في المواد الجزائية طبقا للمادتين 600و 602لما يقضي بالغرامة و المصاريف القضائية ورد ما يلزم
رده و التعويضات ففي هذه الحالة إذا نازع المحكوم" عليه باإلكراه البدني المقبوض عليه في صحة أو
قانونية إيقافه فان المادة 607من قانون اإلجراءات الجزائية نصت على أن المحكوم عليه يقدم إلى رئيس
المحكمة التي يقع بدائرتها" محل القبض عليه أو حبسه و الذي يفصل في النزاع على وجه االستعجال
ويكون أمره واجب التنفيذ رغم االستئناف" .
رابعا :إجراءات التحقيق
جاء في نص المادة 187من قانون اإلجراءات المدنية انه يجوز لرئيس الهيئة المختصة بالقضاء
المستعجل باتفاق الخصوم أن يأمر باتخاذ إجراء من إجراءات التحقيق يكون ضروريا للفصل في نزاع
يحتمل حصوله .
في هذا النص خرج المشرع عن المبادئ" التقليدية المطبقة على الدعاوى القضائية إذ أنه أجاز
2
تدخل القاضي االستعجالي" التخاذ إجراء من إجراءات التحقيق وذلك في نزاع محتمل
و إذا كانت المادة 187تشترط اتفاق الخصوم لقبول الدعوى و ال تتطلب توافر عنصر االستعجال
فانه حسب رأي األستاذ محمد براهيمي الصيغة التي حرر بها هذا النص تشكل عائقا أمام تطور هذا النوع
من الدعاوى المستعجلة البالغة األهمية ألنه في الواقع نادرا ما يقع اتفاق بين الخصوم" لذلك يستحسن
حينئذ إعادة النظر في صيغة هذه المادة و السماح للقاضي االستعجالي باتخاذ" التدابير المذكورة إذا وجد
1انضمت اجلزائر إىل العهد الدويل حلقوق اإلنسان املدنية والسياسية مبوجب املرسوم الرئاسي رقم 89/67املؤرخ يف
16/05/1989جريدة رمسية رقم 20بتاريخ . 17/05/1987
2األصل حىّت تقبل ال ّدعوى أمام القضاء يشرتط أن تكون للم ّدعي مصلحة حالة و قائمة طبقا للمادة 459ق إ م فاملصلحة احملتملة ال
تكفي لتأسيس ال ّدعوى القضائية .
29
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
سبب شرعي دون اشتراط اتفاق الخصوم ،كون إجراءات التحقيق المتخذة من قبل قاضي األمور"
المستعجلة ال سيما منها الخبرة غالبا ما يلجأ إليها بصفتها عوارض للخصومة المستعجلة األصلية .
خامسا :إشكاالت التنفيذ
األصل في إجراءات التنفيذ أنها تسير سيرا عاديا و منتظما إلى غاية استنفاذ آخر اإلجراء طالما
أن الحكم أو السند فصل في جميع الدفوع سواء قانونية أو غيرها غير انه قد تطرأ إلى عوارض
وإشكاالت تؤثر سلبا على السر العادي لهذه اإلجراءات و تحسبا لهذه االحتماالت تدخل المشرع" و نظم
طريقة حلها .
حيث نص في المادة 183من قانون اإلجراءات المدنية على اختصاص رئيس المحكمة بالفصل
في إشكاالت التنفيذ المتعلقة بسند تنفيذي أو أمر أو حكم أو قرار.1
و تعرف إشكاالت التنفيذ على أنها عقبات قانونية تعترض سير التنفيذ فهي منازعات تطرح
بصددها خصومة قضائية على القضاء ليصدر حكما فيها و هي ليست بعقبات مادية يقصد بها منع التنفيذ
كإغالق األبواب او إبداء مقاومة عند دخول المحضر لتوقيع الحجز ،فهذه سبيل تذليلها يكون باستعمال
القوة العمومية بل هي عقبات قانونية تعترض التنفيذ ،و مثال اإلشكال التنفيذي ادعاء المدين عدم إعالنه
بالسند التنفيذي ،و التنفيذ بموجب حكم غير حائز لقوة التنفيذ كما لو كان ابتدائيا غير مشمول بالتنفيذ
المعجل ...ففي مثل هذه الحاالت أجاز القانون تدخل القضاء االستعجالي للفصل في المنازعة بصفة مؤقتة
ودون المساس بأصل الحق .
و قد نشأ جدال في الفقه حول ما إذا كان توافر" ركن االستعجال ضروريا أم ال لتدخل القاضي
االستعجالي و استقر الفقهاء أخيرا على أن ركن االستعجال" ليس شرطا الختصاص القاضي االستعجالي
في مجال إشكاالت التنفيذ ،أما في تشريعنا" و حسب رأي األستاذ محمد براهيمي فان الصيغة التي حررت
بها المادة 183من قانون اإلجراءات المدنية توحي بان المشرع أراد منح االختصاص للقاضي
االستعجالي للفصل في إشكاالت التنفيذ دون استلزام توفر" ركن االستعجال إذ أن هذه المادة تشير إلى
حالتين متميزتين هما ":جميع حاالت االستعجال و عندما يتعلق األمر بالبت مؤقتا" في إشكاالت التنفيذ".
فالمشرع" استوجب توفر ركن االستعجال في الحالة األولى و لم يتكلم عنه في الحالة الثانية و ما
يدعم هذا الطرح هو أن اإلشكال الذي يعترض تنفيذ سند تنفيذي يتسم دائما بالطابع االستعجالي" و قد نهجت
المحكمة العليا هذا الطرح ذ اعتبرت أن إشكاالت التنفيذ هي من المسائل المستعجلة بقوة القانون.2
وبالتالي نستعرض فيما يلي أنواع السندات التنفيذية و اإلشكاالت التي قد تطرح بخصوصها
-1السندات و األحكام التي يستوجب تنفيذها تدخل القضاء االستعجالي :
.الندوة الوطنية للقضاء االستعجايل مديرية الشؤون املدنية والديوان الوطين لألشغال الرتبوية 1995
1
2
حممد براهيمي املرجع السابق ص 142
.قرار احملكمة العليا ،الغرفة املدنية الثانية بتاريخ 22/12/1982ملف رقم ّ 28862
30
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
نصت الفقرة الثانية من المادة 183من قانون اإلجراءات المدنية على البت مؤقتا في إشكاالت
التنفيذ المتعلقة بسند تنفيذي أو أمر أو حكم أو قرار...بمعنى" هذا النص هو عام و شامل لجميع اإلشكاالت
التي قد تطرأ أثناء التنفيذ سواء تعلق األمر بعقد توثيقي أو أمر أو حكم قضائي أو حكم أجنبي .
أ /العقود التوثيقية :
تصدر هذه العقود عن الموثق المختص بضبط و توثيق هذا العقد كعقد البيع أو اإليجار أو العارية
أو القرض أو غير ذلك من العقود المتخذة في حدود اختصاصه فتعتبر" سندات تنفيذية يمكن لحاملها تنفيذها
دونما حاجة إلى استصدار حكم قضائي ،بشرط أن يكون ذلك العقد التوثيقي ممهورا بالصيغة التنفيذية
وهذا تطبيقا للمادة 320من قانون اإلجراءات المدنية ،فإن أغفل عن وضع الصيغة التنفيذية على السند
الرسمي ال تكون له قوة التنفيذ و تبعا لذلك فإذا رفعت دعوى إشكال في تنفيذ عقد توثيقي أمام قاضي
األمور المستعجلة و تبين فعال أن هذا العقد غير ممهور بالصيغة التنفيذية فانه يقضي بوقف" التنفيذ،كما
يجب أيضا أن يتضمن العقد التوثيقي بنودا تقبل التنفيذ الجبري أي التزام محقق الوجود و معين المقدار
وحال األداء كأن يتضمن العقد االلتزام بدفع مبلغ مالي أما إذا تضمن مجرد تقرير مركز أو إنشاءه بغير
التزام الطرف اآلخر بشيء ما ال يكون لهذا العقد قوة التنفيذ و بالتالي اإلشكال فيه ال يكون مقبوال.1
هذا و السندات التنفيذية اإلدارية المتعلقة بضمان تحصيل الديون العمومية اإلدارة تتمتع فيها
بامتياز إنشاء سندات تنفيذية تعفيها من اللجوء إلى القضاء الستصدار سند رسمي ضد المدينين و توجد
عدة أصناف من السندات التنفيذية فضلنا التطرق" إليها و إلى إشكاالتها" في الفصل الثاني الخاص
باالختصاص النوعي للقاضي االستعجالي" اإلداري .
ب /األحكام :
الفقرة الثانية من المادة 183من قانون اإلجراءات المدنية شملت كال من الحكم و األمر والقرار ،
فإشكاالت التنفيذ قد تتعلق بحكم صادر عن المحاكم أو حتى عن المحكمين و كذا األحكام األجنبية التي
قضي بتنفيذها من إحدى جهات القضاء الجزائرية و القرارات الصادرة عن المجالس القضائية و كذا
الصادرة عن المحكمة العليا ،كما أن اإلشكال قد يخص تنفيذ أمر استعجالي أو أمر على ذيل عريضة .
ب /1-أحكام المحاكم :اإلشكاالت المتعلقة بتنفيذ أحكام المحاكم تدخل في اختصاص القاضي االستعجالي"
و لكن يجب أن تتوفر" على مجموعة من الشروط" وهي :أن يتعلق األمر بحكم يتضمن إدانة المحكوم" عليه
مدين للمحكوم له و قد يتضمن موضوع الدين دفع مبلغ مالي أو أداء عمل أو امتناع عن عمل.
أما إذا تعلق بحكم مقرر أو منشئ فال يكون سندا تنفيذيا بل أن يكون الحكم قد حاز قوة الشيء
المقضي به أي أن يكون حكما نهائيا أو مشموال بالنفاذ المعجل ،و الحكم المشمول بالنفاذ المعجل يكون
قابال للتنفيذ و لو كان ابتدائي قابال للطعن فيه باالستئناف أو المعارضة ،و لذلك فإذا رفع اإلشكال إلى
1
حممد براهيمي املرجع السابق ص 145
ّ .
31
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
القاضي االستعجالي و كان موضوع اإلشكال ينصب على ما إذا كان االستئناف" أو المعارضة المرفوع"
ضد حكم مشمول بالنفاذ المعجل بوقف" إجراءات التنفيذ التي شرع فيها المحضر القضائي أم ال أي هل أن
الحكم المستشكل" فيه يفقد صفة السند التنفيذي أم ال فان قاضي األمور المستعجلة يقضي في هذا اإلشكال
باالستمرار" في التنفيذ إذا كان المستشكل هو الدائن و يقضي برفض الطلب إذا كان المستشكل هو المدين
وأخيرا يشترط" أن يكون الحكم ممهورا" بالصيغة التنفيذية طبقا للمادة 320فإذا رفع إشكال في التنفيذ إلى
قاضي األمور" المستعجلة و كانت المسألة تدور حول قانونية إجراءات التنفيذ التي باشرها" المحضر
القضائي بموجب حكم يدعي انه غير ممهور" بالصيغة التنفيذية فان القاضي يفحص هذا اإلشكال من ظاهر
المستندات فإذا تبين له أن الحكم فعال غير مهور" بالصيغة التنفيذية فانه يقضي بوقف التنفيذ.1
و بخصوص النفاذ المعجل فهناك إشكال تطرحه المادة 40من قانون اإلجراءات المدنية
بخصوص الكفالة حيث جاء في نص المادة انه يمكن أن يحكم القاضي بالنفاذ المعجل بكفالة و اإلشكاالت
التي قد تطرأ في هذا الشأن ال تقتصر فقط على مسألة ما إذا كانت الكفالة الزمة التنفيذ أم ال كان يدعي
المحكوم له أن التنفيذ المعجل الذي باشره هو بال كفالة و يدعي المحكوم" عليه بعكس ذلك أي أن التنفيذ
المعجل يكون بشرط إيداع كفالة ،بل هذه اإلشكاالت تمتد إلى أكثر من ذلك كأن يدور" النزاع حول
إجراءات و طرق" تقديم الكفالة أو الكفيل .
فإذا حكم بالنفاذ المعجل بكفالة و تبين أن المحكوم" له لم يدفعها جاز المحكوم عليه إن يرفع إشكاال
في التنفيذ أمام قاضي األمور" المستعجلة هذا األخير الذي يقضي بوقف التنفيذ متى رأى من ظاهر
المستندات تخلف هذا الشرط ،وقد" استقر قضاء المحكمة العليا على انه ال يجوز في دعوى اإلشكال
التعرض لتفسير الحكم.2
ب / 2-األحكام األجنبية :تدخل في اختصاص القاضي االستعجالي اإلشكاالت المتعلقة بتنفيذ األحكام
األجنبية إذا كانت قابلة للتنفيذ في الجزائر ،و لكن حسب المادة 325من قانون اإلجراءات المدنية ،فانه
كي يصبح الحكم األجنبي نافذا في األراضي" الجزائرية يجب أن يصدر" القضاء الجزائري أمرا بتنفيذه ففي
غياب أمر التنفيذ ال يكون للحكم األجنبي أي قوة تنفيذية أي ال يعتبر حينئذ سندا تنفيذيا ،و بالتالي إذا طرح
إشكال في تنفيذ حكم أجنبي أمام القاضي االستعجالي و تبين للقاضي أن هذا الحكم ال يحمل أمر تنفيذ
صادر من القضاء الجزائري" طبقا للمادة 325من قانون اإلجراءات المدنية فانه يقضي بوقف التنفيذ .
هذا و تجدر اإلشارة بخصوص االختصاص المحلي في تنفيذ حكم أجنبي إلى المادة 08من
قانون اإلجراءات المدنية التي تمنح االختصاص في مجال الحكم األجنبي إلى المحكمة المنعقدة في مقر
المجلس القضائي حيث يجب على الطالب تقديم نسخة رسمية من الحكم الملتمس متابعة تنفيذه في الجزائر
و يكون الحكم الصادر" في طلب التنفيذ قابال للطعن ضمن الشروط العادية.1
ب / 3 -أحكام المحكمين :دقق قانون اإلجراءات المدنية القواعد و اإلجراءات التي يخضع لها التحكيم
ويعتبر قرار" المحكمين بمثابة حكم قضائي" و ينتج كل اآلثار على انه كذلك ،باستثناء القوة التنفيذية و عليه
فطبقا للمادتين 452و 453من قانون اإلجراءات المدنية ال يكون حكم التحكيم قابال للتنفيذ إال بأمر من
رئيس المحكمة و يصدر" هذا األمر بالتنفيذ بذيل أو بهامش حكم التحكيم و يتضمن اإلذن بتسليم نسخة
رسمية منه ممهورة بالصيغة التنفيذية .
فإذا وضع حكم التحكيم حيز التنفيذ فرفع المحكوم عليه إشكاال إلى القاضي االستعجالي و كان هذا
اإلشكال مأخوذا من بطالن هذا الحكم ألحد األسباب سالفة الذكر فان القاضي إذا تبين له من ظاهر
المستندات جدية الطلب فهو يقضي مؤقتا" بوقف التنفيذ.
3ـ /القرارات :نصت المادة 183من قانون اإلجراءات المدنية صراحة على اإلشكال في تنفيذ قرار
ومعنى القرار هنا هو القرار الصادر عن المجلس القضائي أو مجلس الدولة أو حتى المحكمة العليا.2
هذا و قد نصت المادة 109من قانون اإلجراءات المدنية على انه " إذا الغي الحكم برمته فيعود
تنفيذه بالنسبة للخصوم" أنفسهم إلى الجهة االستئنافية بمعنى المجلس القضائي "غير انه استقر القضاء على
أن هذا النص ال ينزع للقاضي االستعجالي" التابع للمحكمة اختصاصه بالبت في إشكاالت تنفيذ قرار في
إطار المادة 183من قانون اإلجراءات المدنية .
هذا و قد فضلنا" دراسة اإلشكاالت في تنفيذ قرارات القضاء اإلداري في الفصل الثاني المخصص
الختصاص القاضي االستعجالي" اإلداري عند حديثنا عن اختصاص القاضي االستعجالي في دعوى وقف
تنفيذ قرار" إداري .
ج /األوامر على ذيل عريضة :
أشارت المادة 183الفقرة الثانية صراحة إلى "األمر" و هذا إلى جانب الحكم و القرار عمال
بالمادة 172الفقرة األولى التي نصت " الطلبات التي يكون الغرض منها استصدار أمر بإثبات الحالة أو
باإلنذار أو باتخاذ إجراء مستعجل آخر في أي موضوع" كان دون مساس بحقوق األطراف" تقدم إلى رئيس
الجهة القضائية الذي يصدر" أمره بشأنها ،فإذا اصدر الرئيس أمرا على عريضة في إطار المادة 172قد
يحصل أن يتعرض المحضر القضائي أثناء تنفيذه لهذا األمر إلى إشكال كأن يتعرض له شخص على
مواصلة التنفيذ بداعي أن التدبير المأمور به يسبب له أضرار" و لتسوية هذا النزاع يرفع إلى قاضي
33
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
اإلشكاالت في التنفيذ الذي هو القاضي االستعجالي طبقا للمادة 183من قانون اإلجراءات المدنية ليفصل
فيه.
-2إشكاالت المادة 183من قانون اإلجراءات المدنية :
بعد عرض أنواع السندات و األحكام التي قد تستوجب في تنفيذها تدخل القاضي االستعجالي"
سنتعرض إلى بعض الحاالت التطبيقية التي ترفع بشأنها إشكاالت التنفيذ إلى القاضي االستعجالي .
أ /اإلشكاالت العامة :
أ /1 -لوفاء بالدين :عند شروع المحضر القضائي في تنفيذ الحكم المتضمن إلزام المحكوم عليه بدفع
مبلغ من المال قد يدفع هذا األخير بأنه أو في بالدين المطالب به ،حينئذ يرفع" اإلشكال إلى قاضي األمور
المستعجلة الذي يفحص جدية هذا الدفع فإذا تبين لقاضي األمور المستعجلة أن الدين المحكوم به قد سدد
فعال من قبل المدين يقضي بوقف التنفيذ و إذا ظهر له عكس ذلك قضى" باستمراره .
و يجب إثبات واقعة الوفاء بسند صحيح فإذا كانت الوثيقة المقدمة إلى قاضي" األمور المستعجلة
مشكوك فيها فانه يستبعدها" و يأمر بمواصلة التنفيذ .
و في حالة تـضامن المدينين فمن حق الدائن المحكوم له مطالبة أي من هؤالء بكامل الدين فإذا
رفع المدين بالتضامن إشكاال إلى قاضي" األمور المستعجلة و كان سبب اإلشكال مأخوذا من عدم تبرير
مطالبته بتسديد" كل الدين مقام باقي المدنيين بالتضامن فعلى القاضـــي استبعاد دفعه و األمر بمواصلة
التنفيذ ألنه عمال بالمادة 232من القانون لمدني يجوز للدائن مطالبة المدينين المتضامنين مجتمعين أو
منفردين .1
و حتى يكون الدفع بالوفاء بالدين مقبوال ال يرتب عليه وقف" لتنفيذ يجب أن يتم الوفاء بين أيدي
الدائن المحكوم له أو لوكيله فإذا تم التسديد لشخص آخر فان الدفع بالوفاء يكون غير مؤسس و ال يمكن
التمسك به أمام القاضي االستعجالي للحصول على وقف" التنفيذ .
أ /2 -المقاصة :قد يدفع المدين المنفذ عليه أمام القاضي االستعجالي بحصول مقاصة بين الدين محل
التنفيذ و بين دين مستحق له في ذمة طالب التنفيذ ،و هنا يتعلق األمر بالمقاصة القانونية و ليس
القضائية 2وهنا يجوز للقاضي االستعجالي فحص هذا الدفع المحتج به و األمر بوقف التنفيذ إذا كانت
المقاصة صحيحة وتكون كذلك بتوافر" الشروط المنصوص عليها في المادة 297و ما يليها من القانون
المدني وهي أن يكون موضوع كال الدينين نقودا أو مثليات متحدة النوع و الجودة و كل منهما ثابت وخالي
1
حممد براهيمي املرجع السابق ص 177
.قرار احملكمة العليا الغرفة املدنية بتاريخ 30/03/1989ملف رقم ّ 26320
2املقاصة هي وسيلة قانونية جتيز انقضاء دينني متقابلني يف ذمة شخصني دائنني ومدينني بعضهما البعض مبقدار أصغر منهما مثال أ مدين
لـ ب مببلغ 5000دينار و ب مدين لـ أ مببلغ 10000دينار فعن طريق املقاصة يبقى ب وحده مدين لـ أ مببلغ 5000دينار
34
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
من النزاع و مستحق األداء صالح للمطالبة به قضائيا فإذا لم يتوفر شرط" من هذه الشروط" وجب األمر
باستمرار" التنفيذ .
هذه المقاصة التي يمكن أن يدفع بها المدين هي المقاصة القانونية المنصوص عليها في القانون
المدني أما المقاصة القضائية التي نص عليها قانون اإلجراءات المدنية فال يمكن في أي حال من األحوال
التمسك بها أمام قاضي األمور" المستعجلة ،وذلك لكون هذه المسألة تمس بالموضوع.
و إذا كان المدينون متضامنين و حصلت مقاصة بالنسبة ألحدهم فيجوز" للباقين التمسك بها بالنسبة
لنصيب هذا األخير عند التنفيذ عليهم بكامل الدين.1
أ / 3-التجديد :هو العملية القانونية التي يتفق بموجبها األطراف" على استبدال االلتزام األصلي بالتزام"
جديد و يخضع التجديد ألحكام المواد من 287الى 293من القانون المدني و شروطه ثالثة هي إنشاء
التزام جديد ،انقضاء االلتزام األصلي ونية التجديد ،و يتغير االلتزام أما بتغير موضوع" االلتزام و أما
بتغير في شخص الدائن أو المدين طبقا للمادة 287من القانون المدني وهو ال يفترض بل يجب االتفاق
عليه صراحة أو استخالصه بوضوح" من الظروف طبقا للمادة 289و يترتب عليه انقضاء االلتزام
األصلي و توابعه و لكن طبقا للمادة 288من القانون المدني ال يتم التجديد إال إذا كان االلتزامين القديم
والجديد قد خال كل منهما من أسباب البطالن و استبدال االلتزام األصلي بالتزام جديد يستتبع انقضاء األول
بكل توابعه و إنشاء التزام جديد مكانه طبقا للمادة 291ومن ثمة إذا رفع إشكال إلى القاضي االستعجالي
بقصد وقف" التنفيذ و أسس هذا الطلب على أن االلتزام محل التنفيذ قد انقضى بموجب التجديد و إذا تبين
للقاضي من ظاهر المستندات أن هذا الدفع مبرر فانه يقضي مؤقتا" بوقف التنفيذ و أما إذا تبين له عكس
ذلك فانه يأمر باستمراره.
أ /4 -إتحاد الذمة :طبقا لمادة 304من القانون المدني فإنه إذا اجتمعت في شخص واحد صفة الدائن
والمدين بالنسبة إلى دين واحد ،انقضى هذا الدين بالقدر الذي اتحدت فيه الذمة ،فإتحاد الذمة هو إذا سبب
من أسباب انقضاء االلتزام ولذا فإذا رفع المنفذ ضده إشكاال في التنفيذ على أساس انقضاء الدين محل
التنفيذ بإتحاد الذمة فإنه يجوز للقاضي اإلستعجالي إذا تبين له جدية هذا الدفع من ظاهر المستندات أن يأمر
بوقف التنفيذ وإما إذا تبين له خالف ذلك قضى باإلستمرار" في التنفيذ والفرضية المثلى إلتحاد الذمة هي
الحالة التي يصبح فيها أحدا أطراف اإللتزام وإرثا" لآلخر ،وهكذا إذا أقرض األب المتوفى ألحد أبنائه
مبلغا من المال فإن دين المستعير ينقضي بمقدار الحصة التي ترجع له من التركة وكذلك إذا حكم على
مستأجر بإخالء المحل الذي يشغله ثم أصبح بعدها مالكا للعمارة التي يوجد بها هذا المحل فيجوز له رفع
اإلشكال أمام القاضي اإلستعجالي وطلب وقف" التنفيذ .
ب /اإلشكاالت التي قد يثيرها الغير :
.1004 حممد علي راتب املرجع السابق ص 1
35
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
المبدأ أن األحكام كالعقود لها أثر نسبي بمعنى ال تفيد وال تلزم غير أطرافها" ومع ذلك قد يتعدى
أثر التنـفيذ إلى شخص لم يــــــــكن طرفا في الحكم أو العقد الرسمي" المطلوب تنفيذه من طرف" المدين ،
ففي هذه الحالة إذا زعم الغير أن طالب التنفيذ يرغب في التنفيذ على أموال ملك له فإنه يمكنه رفع اإلشكال
إلى القاضي اإلستعجالي وطلب وقف" التنفيذ فإذا تبين للقاضي أن المستشكل هو فعال من فئة الغير وأن
اإلشكال المقدم من طرفه جدي وأن اإلستمرار في التنفيذ سيلحق" أضرارا بحقوق هذا الغير المثبتة
بمستندات قاطعة فإنه يأمر بوقف التنفيذ وأما إذا ظهر له أن إعتراض الغير ال يرتكز على وسائل جدية
فإنه يأمر بإستمرار" التنفيذ .
ج /اإلشكاالت المتعلقة بطرق التنفيذ المختلفة :
تتعلق هذه اإلشكاالت بإجراءات الحجز بمختلف أنواعها :
ج /1-الحجز التحفظي :تناوله المشـرع الجزائري" بالتنظيم في المواد من 345إلى 354من قانون
اإلجراءات المدنية وتشترك الحجوز التحفظية بكل أنواعها في إنها إجراء وقائي" يلجأ إليه الدائن لضمان
إستيفاء دينه من المدعي وتستوجب صدور" أمر على ذيل عريضة من رئيس المحكمة وغاية هذا الحجز
هو وضع أموال المدين المنقولة تحت تصرف" القضاء إذ أنه ال يقع على عقار بل على منقول مادي كما
أنه ال يرمي إلى بيع هذا المنقول بل فقط إلى المنع من التصرف" فيه .
وقد نصت المادة 346من قانون اإلجراءات المدنية في الفقرة الثالثة على أن األمر بالحجز
التحفظي ينفذ بموجب مسودة ويرجع إلى القاضي فيما قد يثار من إشكاالت في تنفيذه وبالتالي إذا طرأ
إشكال في تنفيذه فإن المشرع" وطبقا للمادة 183الفقرة الثانية والمادة 172الفقرة الثانية منح صراحة
للقاضي اإلستعجالي النظر في إشكاالت األمر على عريضة و يدخل ضمنه:
الحجز على منقوالت المدين المتنقل :هو نوع من أنواع الحجز التحفظي الذي يمكن الدائن
وبإذن من القاضي من مباشــرة الحجز على المنـقوالت الموجودة في المنطـقة التي يقيم فيها
والمملوكة لمدينه المتنقل الذي يقيم في منطقة أخرى ويجوز" للدائن مباشرة هذا النوع من الحجز
سواء كان بحوزته سند أم ال ويقع الترخيص بالحجز بموجب أمر على ذيل العريضة يصدره
رئيس المحكمة للمكان الذي توجد به األموال المطلوب حجزها وما دام هذا الحجز يتم بأمر على
ذيل عريضة فإنه يجوز لقاضي األمور المستعجلة المرفوع إليه اإلشكال إعادة النظر في
الترخيص الذي سبق وأن قام بمنحه بموجب األمر على العريضة وأن يبطل جميع آثاره بما فيها
إجراءات تنفيذه.
الحجز اإلستحقاقي :يباشر" ممن لهم حق الملكية أو حق عيني على منقول ،وبصفة عامة ممن
لهم حق التتبع على منقول فغايته ليست بيع األموال المحجوزة بغرض إستيفاء الحاجز لدينه كما
36
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
هو الشأن بالنسبة للحجوز التحفظية األخرى بل غايته إعادة المنقول إلى الشخص الذي يدعي أن
له عليه إمتياز أو حق ملكية وقد نص عليه القانون في المادتين 440و 441من قانون
اإلجراءات المدنية هذا الحجز يختص بإشكاالته القاضي اإلستعجالي" ،على أنه ال يجوز له نظر
طلب اإلستحقاق إذا تم الحجز فعال على المنقول كون ذلك يمس بأصل الحق كما ال يجوز له
األمر بمواصلة تنفيذ إجراءات الحجز إذا أثبت المستشكل وجود" دعوى إستحقاق مرفوعة أمام
قاضي الموضوع وذلك ألن المسألة تمس بحق الملكية وبالتالي" تخرج عن إختصاص القضاء
اإلستعجالي.1
ج / 2-حجز ما للمدين لدى الغير :هو الحجز الذي يوقعه الدائن على ما يكون لمدينه من حقوق في ذمة
الغير أو منقوالت مادية في حيازة هذا الغير ،فهذا النوع من الحجز ال يقع على عقار ويفترض ثالثة
أطراف هم الدائن ,الحاجز والمدين المحجوز عليه ومدين المدين الذي في حوزته منقوالت المدين وهو
المحجوز لديه والقانون الجزائري يعرف نوعين من حجز ما للمدين لدى الغير أحدهما تحفظي واآلخر"
تنفيذي وتطبق على األول أحكام الحجز التحفظي فضال على أحكام المواد 353و 354من قانون
اإلجراءات المدنية ،ويختص القاضي اإلستعجالي في حالة رفع إشكال أمامه بخصوص هذا الحجز مثله
مثل باقي الحجوز التحفظية .
ج / 3 -الحجز التنفيذي :معناه حجز أموال المدين ووضعها تحت يد القضاء تمهـيدا لبيعـها بغرض
إستيفاء الدائن لحقه من ثمنها ,وطرق" الحجز التنفيذي كما أوردها قانون اإلجراءات المدنية نوعين :حجز
على المنقول وحجز على العقار.
حجز على المنقول :يجوز" في هذا النوع من الحجز للدائن بيع المنقوالت المادية لمدينه بغرض
إستيفاء دينه ويتم هذا الحجز بموجب حكم أو سند تنفيذي ولذلك فإن اإلشكـاالت التي قد تـطرأ في
هذا المجال تدخل بطبيعتها" في إختصاص قاضي" األمور المسـتعجلة تطـبيقا للمادة 183الفقرة
الثانية من قانون اإلجراءات المدنية والمادة 377التي نصت صراحة كذلك على إختصاصه إذا
رفعت منازعة من قبل الغير حول ملكية المنقوالت المحجوزة وبالتالي فهو" المختص مؤقتا سواء
كان اإلشكال قد أثاره المدين كإدعائه بعدم إستيفاء الحجز لإلجراءات القانونية للمدين أو الدائن أو
الغير كأن يدعي بملكيته للمنقوالت المحجوز عليها فكلها يفصل فيها القاضي اإلستعجالي" .
الحجز العقاري :قد يكون هو اآلخر محل صعوبات" وإشكاالت تستدعي تدخل القاضي
اإلستعجالي وقد" نظمه المشرع في المواد من 379إلى 399من قانون اإلجراءات المدنية حيث
أجاز للدائن الحائز لسند تنفيذي أن يستوفي" دينه عن طريق التنفيذ على عقارات مدينه ولكن ال
37
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
يجوز نزع ملكية عقارات المدين إال في حاالت عدم كفاية المنقوالت ،أو عدم وجودها فيبدأ" في
إجراءات التنفيذ بالحجز" على العقار ,وتبدأ إجراءات التنفيذ بصدور" أمر الحجز من القاضي
اإلستعجالي بموجب أمر على عريضة وهو إجراء جوهري" طبقا للمادة 379الفقرة الثانية من
قانون اإلجراءات المدنية بعدها يشرع المحضر في توقيع" الحجز فإذا وقع إشكال في أثناء ذلك
يرفع إلى القاضي اإلستعجالي للبت فيه كسائر اإلشكاالت في التنفيذ وسواء أثاره المدين في الشكل
أو الموضوع ملتمسا وقف" التنفيذ كما يختص القاضي اإلستعجالي بالفصل في اإلشكاالت الوقتية
التي قد تطرأ بعد صدور حكم رسو المزاد يختلف عن العقار المراد إستالمه تنفيذا له وظهر
للقاضي جدية هذا الدفع فإنه يأمر بوقف التنفيذ مؤقتا إلى حين الفصل في الموضوع" من طرف"
المحكمة المختصة ،كما يمكن للقاضي اإلستعجالي" إتخاذ كل تدبير من شأنه منع المدين من إلحاق
أضرار بالعقارات المحجوزة كما يختص القاضي اإلستعجالي" .
بعد صدور حكم رسو المزاد بطرد المحجوز عليه إذا رفض إخالء العقارات رغم تبليغه بذلك ،
وإذا إمتنع الراسي عليه المزاد عن تسديد" باقي الثمن بحجة التعرض وأسس ذلك على نص المادة 388
الفقرة الثانية من القانون المدني فيختص قاضي األمور" المستعجلة للفصل في هذا اإلشكال. 1
38
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
ولكن األمر مختلف في حالة عدم وجود منازعة إذ يرفع الطلب إلى رئيس الجهة القضائية التخاذ
تدبير مؤقت ريثما يتم رفع الدعوى في الموضوع وذلك باعتبار ه رئيس الفرع االستعجالى ألنه قد يمارس
مهامه كقاضي استعجالى وقد يتخلى عنها ألحد قضاة المحكمة فيبقي في كل األحوال المختص لوحده دون
القاضي االستعجالى بالبت بإصدار" أوامر على ذيل عرائض وغيرها من تدابير االستعجال التي توفر"
الحماية المؤقتة .
39
الفصل األول :االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي
االختصاص بالفصل في القضايا االستعجالية قد ينعقد لرئيس الجهة القضائية و يمكنه إنابة أي
واحد من قضاة المحكمة ليحل محله للفصل بموجب أوامر استعجالية في حالة وجود منازعة ،أما
تدابير االستعجال فيختص بالفصل فيها لوحده بموجب أمر على ذيل عريضة.
التعديل الجديد لقانون األسرة الجزائري لسنة 2005نص في المادة 57مكرر منه على
اختصاص القاضي االستعجالي" بمسائل النفقة و الحضانة و الزيارة و المسكن و بالتالي فهذا
االختصاص ينعقد للقاضي االستعجالي العادي أو القاضي المكلف بشؤون األسرة ،إذ يفصل في
قضايا األحوال الشخصية العادية منها و االستعجالية.
هناك مسائل يفصل فيها القاضي االستعجالي" نظرا لكون طبيعة النزاع في ذاتها تتطلب الفصل
على وجه السرعة ،و هناك مسائل نص القانون على اختصاصه بالفصل فيها لكن بعد تثبته من
توافر الشروط التي نص عليها القانون ،باإلضافة إلى توافر عنصر االستعجال ،أي في كل
األحوال عنصر االستعجال يعتبر ضروريا".
40