Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 9

‫أهمية الترجمة في تعزيزوتقوية الحواربين الثقافات ‪.

‬‬
‫الدكتورة‪ :‬لغرس سوهيلة‪.‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.‬‬
‫جامعة معسكر‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر الترجمة من أهم جسور التواصل بين األمم‪ ،‬فقد مارسها البشر منذ األزل بطرق مختلفة باإلماء والكالم والكتابة‬
‫فتبادلوا املعارف وانتقلت الثقافات من محيط جغرافي إلى آخر مما أدى إلى قيام حضارات إنسانية وقد اكتسبت الترجمة‬
‫مدلوال عامليا كما أنها أدت دورا بالغ األهمية في إثراء التراث الثقافي العاملي‪ ،‬وهي فن عسير تكمن مهمتها النبيلة في فتح طرق‬
‫التقارب املؤدية إلى السالم وبالتالي إقامة التفاهم بين الشعوب واألمم وقد غدت كقناة تنتقل بواسطتها األفكار بين الثقافات‪،‬‬
‫فاإلشكال املطروح هو كالتالي‪:‬‬
‫إلى أي مدى تساهم الترجمة في بناء حوار بين الثقافات؟‬
‫هل تسعى الدول لتعزيز هذا الحوار الثقافي؟ كيف ذلك؟‬
‫‪-1‬تحديد املفاهيم‪:‬‬
‫‪1-1‬مفهوم الثقافة‪ :‬يعرف تايلور الثقافة‪" :‬بأنها ذلك الكل املركب الذي يشمل املعرفة واملعتقدات والفن واألخالق والقانون‬
‫والعادات وكل القدرات والعادات األخرى التي يكتسبها اإلنسان بوصفه عضوا في املجتمع"(‪.)1‬‬
‫تمثل الثقافة روح املجتمع وحقيقته فمن خاللها يكتسب اإلنسان جانبا هاما من شخصيته ومن خاللها أيضا نميز بين‬
‫املجتمعات وهذا يعني أن لكل مجتمع ثقافة خاصة به‪ ،‬ولكي نتعرف على هذه الثقافات املختلفة وأن ننقلها إلى ثقافتنا يكون‬
‫عن طريق الترجمة بنوعيها الشفوي والكتابي‪.‬‬
‫‪ 2-1‬مفهوم الترجمة‪ :‬يقول سيجل‪" :‬إن الترجمة تنشأ من الحاجة إلى ربط مصلحة أحدهم بمصالح اآلخرين والتعبير عنها‬
‫بصورة مناسبة‪ ،‬وما تشتمل عليه الترجمة في هذه الحالة ال يقتصر على قدرة املرء أن يتكلم لغة أخرى غير لغته‪ ،‬بل يتعداه‬
‫إلى القدرة على إعادة صياغة أفكاره وأفعاله على نحو يتسق مع األشكال املقبولة‪ .‬وبالتالي الترجمة هي مسألة تبين الفروق بين‬
‫السنن االجتماعية وداخلها ثم استكشاف إمكانية إيضاحها وإلقاء الضوء عليها"‪2‬‬

‫إن أي ترجمة تقتض ي وجود أربعة شروط أساسية ومتكاملة مع بعضها البعض وهي‪:‬‬
‫‪-1‬النص األصلي‪:‬‬
‫بداية نشير إلى أن كلمة نص في الترجمة تعني أي منتوج لغوي وفكري سواء كان شعرا أو نثرا‪ ،‬فقرة أو جملة‪.‬‬
‫فكل نص مكتوب بلغة أجنبية على املترجم أن يمثل نقطة االنطالق بالنسبة إليه حيث يعبر عن انفعاالت الكاتب وتفاعالته‬
‫تجاه موضوع معين إضافة إلى انه يحمل رسالة الكاتب إلى القارئ‪.‬‬
‫‪-2‬النص املترجم‪:‬‬
‫هو اإلنتاج اللغوي والفكري للنص األصلي بناءا على أفكار الكاتب ورسالته املوجهة إلى القارئ ونقطة الوصول بالنسبة إلى‬
‫املترجم زيادة على ذلك يعتبر النص األول للنص املترجم‪.‬‬
‫‪ -3‬القارئ‪:‬‬
‫يقصد هنا بقارئ النص املترجم واملتلقي الثاني لرسالة كاتب النص األصلي وهدف املترجم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-4‬املترجم‪:‬‬
‫"هو كاتب أي أن عمله هو صوغ األفكار في كلمات موجهة إلى قارئ‪ ،‬والفارق بينه وبين الكاتب األصلي هو أن األفكار التي‬
‫يصوغها ليست أفكاره‪ ،‬بل أفكار سواه"‪3‬‬

‫وبالتالي فاملترجم هو همزة الوصل بين الكاتب والقارئ وبهذا يجب عليه أن يتصف باألمانة‬
‫واملوضوعية حيال ما يترجمه‪.‬‬
‫ومن شروط املترجم هي‪:‬‬
‫"‪-‬أن يكون املترجم عارفا باملوضوع الذي يترجمه‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون متقنا للغتين‪ :‬املنقول عنها واملنقول إليها‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون عارفا بأسلوب املؤلف وعباراته وألفاظه وتأويالته‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون بيانه في الترجمة في وزن علمه باملوضوع الذي يترجمه" ‪. 4‬‬
‫‪-‬كما يجب على املترجم أيضا أن يجيد فهم النصوص التي يترجمها وكذلك أن يلم بعلوم العصر‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون املترجم من أهل االختصاص مثال ترجمته لنصوص قانونية تتطلب منه أن يكون دارس للقانون أو ملم ملختلف‬
‫جوانبه بكل عمق‪.‬‬
‫‪-‬أنواع الترجمة‪:‬‬
‫يجري التفريق بين نوعين متميزين من الترجمة وهما‪:‬‬
‫‪-‬الترجمة الشفوية الفورية‪":‬هي الترجمة التي تتم شفويا تلبية الحتياجات التفاهم بين متكلمين بلغات مختلفة‪ ،‬وهي قديمة‬
‫النشأة احتاج إليها الناس منذ القديم‪ ،‬وصارت في العصر الحالي صناعة أو اختصاصا قائما بذاته‪ ،‬وله معاهده وبرامجه‬
‫وأصوله وأساليبه‪.‬‬
‫‪-‬الترجمة الكتابية‪ :‬التي تتم بنقل املكتوب إلى مكتوب‪ ،‬ويفترض أن تكون هذه الترجمة أكثر دقة وأفضل أداء من الترجمة‬
‫الفورية الشفوية ألن أداتها القلم والورق و تفسح املجال للتأني‬
‫والتجويد في حين أن تلك الترجمة أداتها الصوت واللسان وال تفسح املجال لتأن أو تجويد إال بحدود‪.‬‬
‫وتتفرع الترجمة الكتابية إلى فرعين‪:‬‬
‫أ‪-‬الترجمة اإلدارية واإلعالمية‪ :‬وهي التي تدخل في عمل بعض اإلدارات والدوائر‬
‫واملؤسسات والتي تعنى بنقل األخبار واملقاالت لوسائل اإلعالم‪ ،‬وتماثلها الترجمة السياسية‬
‫والصحفية والتجارية‪...،‬الخ‪.‬‬
‫ب‪-‬الترجمة الثقافية‪ :‬وهي "ترجمة اآلثار واملؤلفات الفكرية والعلمية واألدبية والفنية من لغة إلى لغة‪ ،‬وهذا اللون من‬
‫الترجمة عظيم األهمية وبليغ األثر ألنه طريق التبادل الثقافي بين األمم والشعوب والسبيل إلى الرقي العلمي وغناء املعرفة‬
‫وبالتالي هو إحدى دعائم التنمية االقتصادية واالجتماعية وبناء الحضارة وازدهارها "‪. 5‬‬
‫وتتم هذه الترجمة الثقافية من اللغات األجنبية إلى اللغة العربية أو من اللغة العربية إلى اللغات األجنبية‪ ،‬ففي الحالة األولى‬
‫تسمى تعريبا وفي الحالة الثانية تسمى تعجيما‪.‬‬
‫تنقسم الترجمة إلى ترجمة مباشرة أي الترجمة الحرفية وترجمة‬ ‫‪-‬طرائق الترجمة‪:‬‬
‫غير مباشرة أي الترجمة املعنوية‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أ‪-‬الترجمة الحرفية‪ :‬برز هذا النوع من الترجمة على يد يوحنا ابن البطريق‪ ،‬الذي عاصر املأمون‪ ،‬وكان هذا النوع مقبوال في‬
‫ترجمة العلوم الطبيعية والطب والرياضيات‪...،‬حيث ال تتأثر قيمة العمل املترجم كثيرا‪ ،‬في حين كانت ترجمة األعمال‬
‫الفلسفية مليئة باألخطاء‪ ،‬حيث تختص كل لغة في تزويد أبنائها بنمط للتفكير يختلف عن غيرهم من أبناء األمم الذين لهم‬
‫لغات مختلفة مثال على ذلك نقل التراث اليوناني إلى اللغة العربية لم يكن نقال مباشرا من اللغة اليونانية إلى العربية بل هو‬
‫نقل من اليونانية إلى السريانية ومن ثم ترجمة ما نقل إلى السريانية للعربية"‪. 6‬‬
‫ويعود هذا إلى عدم إملام العرب باللغة اليونانية املاما يؤهلهم لفهم ما يقرؤون ليستعيضوا عنه بمفردات عربية‪.‬‬
‫و"مبدأ الترجمة الحرفية هو ترجمة كلمة بكلمة أو جملة بجملة" ‪. 7‬‬
‫ب‪-‬الترجمة املعنوية‪ :‬ويرجع الفضل لهذا النمط من الترجمة إلى حنين ابن إسحاق فهو صاحب الفكرة والتي مفادها أن نقرأ‬
‫الجملة من اللغة األجنبية ونفهمها وبعد ذلك نعبر عنها باللغة املنقول إليها‪ ،‬وال يشترط هنا أن تكون عدد الكلمات في الجملتين‬
‫متطابقا‪ ،‬فقد تكون الجملة املنقول منها باللغة األصلية أكثر بعدد الكلمات وقد تكون أقل‪.‬‬
‫وقد ظهر في هذا النوع من الترجمات بعض املساوئ‪:‬‬
‫أ‪"-‬عدم قدرة املترجمين على اإلحاطة الكاملة في مادة املوضوع املنقول‪.‬‬
‫ب‪-‬تدخل أهواء املترجم وخصوصا منها الدينية أو القومية‪ ،‬فيحرف ما قرأ وفق هواه الديني مثال كما حدث في ترجمات‬
‫الفرس‪.‬‬
‫ج‪-‬طمع املترجمين في املال‪ ،‬أي تصبح الترجمة كرواح من اجل بيع منتوجه املترجم مقابل املال"‪8‬‬

‫‪-2‬أهمية الترجمة‪:‬‬
‫إن األهمية التي تكسبها الترجمة وعظمة املسؤولية امللقاة على عاتق املترجم في أداء رسالته الخالدة خدمة لإلنسانية جمعاء‪،‬‬
‫وقد اهتمت األمم بالترجمة في وقت السلم ووقت الحرب على حد سواء إذ كانت وال تزال تشكل حجر الزاوية لكل نهضة علمية‬
‫قديما وحديثا في الغرب والشرق‪.‬‬
‫تعتبر الترجمة وسيلة االطالع على ما أبدعه اآلخرون"سواء العرب أو الغرب" في ميدان العلم واألدب والفن‪ .‬وتجمع آراء أهل‬
‫الفكر ودعاة النهضة والتقدم وبالتالي تعتبر خطوة نحو التقدم حيث إن الدول املتقدمة علميا وتقنيا يترجم بعضها اعن‬
‫بعض‪ ،‬ولذلك أوسع حركة ترجمة هي بين اللغات االنجليزية والفرنسية والروسية واألملانية نذكر على سبيل املثال "إن عدد‬
‫الترجمات عام ‪ 1973‬من اللغة االنجليزية إلى غيرها من اللغات كان(‪)18350‬كتابا ومن اللغة الفرنسية(‪)5993‬كتابا ومن‬
‫الروسية(‪ )5113‬كتابا ومن األملانية (‪ )4277‬كتابا ومن االسبانية(‪)1368‬كتابا ومن االيطالية(‪)1136‬كتابا"‪9‬‬

‫في حين نجد هذه الحركة ضيقه في البلدان العربية ففي سنة ‪1976‬نجد(‪ )2294‬عنوانا لكتب مترجمة‪،‬فقد طالب رجال الفكر‬
‫والعلم واألدب بنقل ثمرات الفكر الغربي من اجل التقدم االقتصادي والثقافي واالجتماعي وفي هذا الصدد كتب األستاذ‬
‫صالح هاشم‪" :‬ينبغي تكثيف الجهود وتركيزها في نقل العلوم الحديثة إلى لغتنا العربية"‪.‬‬
‫لقد كتب األستاذ البشير بن سالمة يقول‪" :‬إن الترجمة بوجودها حية في مجتمع عنوان لليقظة والنهضة والتقدم‪،‬وانعدامها‬
‫يعد نذيرا بالتدهور واالنحطاط"‪.10‬‬
‫‪-‬تعتبر الترجمة الجسر الذي يصل الثقافات املختلفة بعضها ببعض وبالتالي غناء الثقافات بروائع الفكر املتنوع سواء في‬
‫األدب أو العلم أو الفن عن طريق األخذ والعطاء‪.‬‬
‫‪-‬تعتبر الترجمة وسيلة لتعريف الهوية الثقافية ملجتمع ما‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-3‬اثرالترجمة الثقافي‪:‬‬
‫‪.1-3‬داخل الوطن العربي‪:‬‬
‫وعلى أساس ما قدمته الترجمة‪،‬سار العرب قدما‪ ،‬وتفتحت عبقريتهم عن كشوف وإبداعات في كل فن‪ ،‬فحفظوا علوم من‬
‫سبقهم وصححوا ما احتاج إلى تصحيح‪ ،‬وأضافوا الكثير إليها مما اكتشفوه وخبروه‪،‬ولم يكونوا نقلة فحسب‪ ،‬كما زعم بعض‬
‫املفكرين بل اجتهدوا وأبدعوا فدخلوا ما نسميه عصر االزدهار العربي‪ ،‬وهو عصر كان فيه للتفتح العقلي والبحث العلمي‬
‫والتأليف الواسع‪.‬‬
‫ففي مجال الرياضيات أخذ العرب نظام الترقيم عن الهنود فجعلوا منه سلسلتي‪:‬‬
‫"األولى تعرف باألرقام الهندية حيث يتمثل الصفر فيها بنقطة‪ ،‬والثانية تعرف باألرقام العبرية‬
‫ويتمثل الصفر فيها بدائرة حيث شاع استعمالها في املغرب العربي ثم انتقلت إلى أوربا‪.‬‬
‫و من ابرز علماء العرب في الرياضيات محمد بن موس ى الخوارزمي صاحب كتاب "الجبر‬
‫واملقابلة" وواضع علم الجبر‪ ،‬وغيث الدين جمشيد الكاس ي واضع أسس الكسر العشري في كتابه "مفتاح الحساب" وآخرون‪.‬‬
‫وكان للعرب في علم الفلك إسهام كبير ومن بين علمائه أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان الذي ألف كتابا في الفلك و اخترع‬
‫اإلسطرالب في صورة جديدة تفيد في عمليات الرصد كتعيين ارتفاع األجرام السماوية عن األفق وحساب الوقت و ابن أبي‬
‫الرحال القيرواني صاحب كتاب‬
‫"البارع في أحكام النجوم" املترجم إلى الالتينية‪.‬‬
‫أما في مجال املوسيقى نجد زرياب الفنان األندلس الذي وضع أسس التعليم املوسيقي وابتكر طرق قياس إمكانيات الصوت‬
‫عند املتعلم‪.‬‬
‫و في مجال علم الطبيعة برز علماء كثيرون منهم الحسن بن الهيثم صاحب كتاب " املناظر" الذي صحح فيه أخطاء إقليدس‬
‫وبطليموس وسلك املنهج التجريبي وقد ترجم كتابه إلى الالتينية خمس مرات حتى صار أساس تطور علوم الطبيعة في الغرب‬
‫وفي العلوم الطبية استوعب األطباء العرب ما ترجم من اليونانية والهندية ولكنهم بعد ذلك صححوا وأضافوا اعتمادا على‬
‫املالحظة والتجربة العلمية‪ ،‬فكان لهم اكتشافاتهم ومصنفاتهم التي نقلت إلى اللغات الالتينية فكانت املنطلق في تقدم علم‬
‫الطب في العصر الحديث ومن أشهر أطبائهم‪ :‬أبو بكر الرازي صاحب املوسوعة الطبية "الحاوي" التي ترجمت إلى اللغات‬
‫الالتينية‪.‬‬
‫وفي مجال الجغرافيا نجد أبو الفداء في كتابه"تقويم البلدان" الذي ترجم إلى الالتينية في القرن الثامن عشر"‪.11‬‬
‫إن هذه اليقظة الفكرية التي عرفها العرب قد أعطت ثمراتها في كل باب من أبواب املعرفة التي يصعب تعدادها كلها وقد‬
‫اكتفيت بذكر القليل ليدل على الكثير‪.‬‬
‫فقد أثارت جهود العرب العلمية إعجاب املؤرخين والعلماء الغربيين حيث قال سارتون‪" :‬انه لعمل عظيم أن ينقل إلينا‬
‫العرب علوم اليونان وفلسفتها وأن يزيدوا عليها حتى أوصلوها إلى درجة مرموقة من النمو واالرتقاء"‪.‬‬
‫وقال سيديو أيضا‪" :‬إن العرب كانوا أساتذة أوربا كلها في جميع فروع املعرفة" ‪.12‬‬
‫وبالتالي شهدت اليقظة الفكرية مراكز اإلشعاع في الشرق وفي الغرب‪ ،‬وشارك فيها أبناء األقطار العربية واإلسالمية وكان‬
‫ناظمها وواسطة العقد فيها اللغة العربية التي أفسحت صدرها للمعارف كلها والتي إليها ترجمت الثقافات وبها دون العلماء‬

‫‪4‬‬
‫العرب تصنيفهم ومؤلفاتهم‪ ،‬وما كانت الترجمة في كل ذلك إال نقطة البداية واملفتاح الذي جعل العقل العربي يقتحم أبواب‬
‫املعارف‪.‬‬
‫‪ 2-3‬خارج الوطن العربي‪:‬‬
‫لقد ترافق زمن ازدهار العلوم واملعارف عند العرب بزمن انتشار الجهل في أوربا فيما نسميه بالعصور الوسطى و يقول‬
‫جيبون‪" :‬إن عصر العلم العربي يتوافق مع أكلح عصر من حلويات أوربا و أكثرها جهال"‪13‬‬

‫ولكن هذا االزدهار لم يدم طويال حيث مع بدء االنحسار العربي أخذ األوربيون يأخذون من الثقافة العربية واعتمدوا على‬
‫الترجمة في اقتباس علوم العرب فكان ما نقلوه إلى لغاتهم هي األساس في نهضتهم العلمية الحديثة وما تزال مستمرة حتى يومنا‬
‫هذا‪.‬‬
‫ففي مجال الرياضيات نجد جان غورتز"الذي أرسل في بعثة سياسية إلى األندلس عام ‪953‬م فمكث فيها ثالث سنوات وعاد‬
‫يحمل الكثير من الكتب العربية مما جعل االهتمام بالرياضيات يظهر في اللورين وحوض الراين في القرن الحادي عشر"‪.‬‬
‫ونجد كذلك جيرارد الكريموني نقل كتاب "املجسطي" وأكثر من ثمانين مخطوطة أما في الكيمياء ترجمت رسائل جابر بن‬
‫حيان إلى األملانية على يد هول مبارد (‪ )1678‬ثم ترجمتها إلى االنجليزية ريتشارد راسل (‪.")1928‬‬
‫أما في مجال الطب فقد ترجم كتاب "الحاوي" ألبو بكر الرازي فقد ترجمته إلى الالتينية جيرارد الكريموني عام ‪،1486‬‬
‫ورسالته في الجدري والحصبة ترجمها فاال إلى الالتينية عام ‪1498‬م‪ ،‬وجوبيل إلى اليونانية عام ‪1548‬وبوله إلى الفرنسية‬
‫‪ .1866‬وقد اهتم حاكمان كبيران من أوربا في القرن الثالث عشر برعاية حركة الترجمة وهما فريديك الثاني وألفنسوا‬
‫العاشر‪ ،‬حيث ترجم كتب الفيلسوف الطبيب ابن سينا" ‪.14‬‬
‫كتاب "القانون" البن سينا وكتاب "املعادن" ألفرد دي سويشال وغيرها من الكتب وهكذا تمكنت أوربا خالل قرنين أن‬
‫تنقل وتتمثل أربع ثقافات‪ :‬اليونانية‪ ،‬الهيلينية‪ ،‬البيزنطية‪ ،‬العربية عن طريق الترجمة التي لعبت دورا فاعال في إثراء وتبادل‬
‫الثقافات فيما بينها‪ ،‬وهذا األخذ‬
‫والعطاء تأكيد "للهوية الثقافية"‪.‬‬
‫‪ -4‬أهداف الحوارالثقافي‪:‬‬
‫يرى غادامير أن اللغة ليست مجرد أداة يتوسل بها اإلنسان في التعبير عن أغراض خارجية‪ ،‬وإنما هي أساسا حقيقة حوارية‬
‫يتواجه فيها عاملان لغويان مختلفان يصيران تدريجيا إلى التداخل فيما بينهما‪ ،‬فتنبثق عن هذا التداخل لغة متجددة تحمل‬
‫معاني غير مسبوقة‪ ،‬وبهذا يكون الفهم في نهاية املطاف عبارة عن تفاهم‪.‬‬
‫فاللغة‪" :‬هي أداة إنتاج كسائر األدوات املستعملة في الزراعة والصناعة والتجارة والثقافة" ‪. 15‬‬
‫إن تنوع اللغات الذي يؤدي إلى تنوع الثقافات وبما أن الثقافة تتصف بقدرتها على االنتشار‪ ،‬أي االنتقال من مجتمع إلى آخر‬
‫أو من وسط ثقافي إلى آخر وهذا االنتقال يكون عن طريق الترجمة باعتبارها وصال بين اللغات‪.‬‬
‫وملا كانت الترجمة فهما يجمع بين حفظ حقوق تراث خاص هو اللغة الناقلة وبين ما يقوله الغير في األصل املنقول‪ ،‬فإنها هي‬
‫األخرى ممارسة حوارية‪ ،‬تدور على "ش يء" ال ينفك عن لغة األصل‪ ،‬بحيث ال يكون املترجم مترجما حقا حتى يظفر بلغة ال‬
‫تحمل خصوصية تراثية فقط‪ ،‬بل تكون قادرة على حمل هذا الش يء املالزم للنص األصلي‪ ،‬وتمتاز املمارسة الحوارية في عمل‬
‫الترجمة بكونها في الحقيقة مناظرة مزدوجة‪" :‬فهناك مناظرة املترجم للجانب اآلخر الذي يترجم عنه وهناك مناظرتنا نحن‬

‫‪5‬‬
‫للترجمة‪ ،‬باعتبارنا نتلقى ما ينقله املترجم عن هذا الجانب‪ ،‬كما يتجلى ذلك في ممارسة الترجمة الشفوية‪ ،‬وال طريق إلى تحقيق‬
‫يء الذي يدور عليه النص ينفذ اللغة ويلبس لباسها "‪16‬‬ ‫التفاهم املطلوب في هذين املستويين من التناظر إال بجعل الش‬
‫فالترجمة مجال خصب جدا يجلب املعارف عن طريق الحوار مع اآلخرين‪ ،‬فهي نافذة مهمة للتطلع على الثقافات املختلفة و‬
‫بالتالي هي وسيلة من وسائل التفاهم والتعارف بين الثقافات والشعوب‪.‬‬
‫وتتجلى أهداف هذا الحوارالثقافي فيما يلي‪:‬‬
‫‪"-‬يجعلنا نقبل الصواب‪ ،‬ونعتذر عن االختالف واالنفتاح على آراء اآلخرين ومناقشتها مناقشة علمية في ظل القيم الحضارية‬
‫للشعوب الذي يوفر لنا الحوار الهادئ‪.‬‬
‫‪ -‬نترجم أسس التسامح الديني بناءا ملفاهيمه التي تجعلنا إن تعلمنا لغة الحوار أن نقبل ثقافة اآلخر وبالتالي تخطي التفكير‬
‫املبني على العصبية والتطرف"‪.17‬‬
‫‪ -‬يسمح لنا هذا الحوار الثقافي باالحتكاك الذي يوصلنا إلى معرفة عالم جديد وثقافة جديدة‪.‬‬
‫وال يمكن تحقيق الحوار الثقافي في غياب املترجمين‪ ،‬وذلك ألن املترجم قادر على مد الجسور بين الداخل والخارج‪ ،‬وإيجاد‬
‫الحوار بين الثقافات أخذا وعطاء‪.‬‬
‫‪-5‬الدعوة لتعزيزالحواربين الثقافات‪:‬‬
‫تشجيع الدول العربية واألجنبية باالهتمام بالترجمة باعتبارها وسيلة ممتازة للحوار بين الثقافات‪ ،‬وملا كان الحوار مناقضا‬
‫للتطرف والصراع والعنف تزداد الحاجة إلى نشر ثقافة الحوار والتفاهم وهو دور الترجمة في انتقال األفكار واملعارف‬
‫والخبرات وفي انتشارها عبر اللغات والثقافات‪.‬‬
‫كما أن التنوع الثقافي ثروة تعمل اليونسكو على صونها باعتبارها ملكا للبشرية جمعاء‪ ،‬والحوار عبر الترجمة وسيلة فعالة في‬
‫سبيل صون ثقافات البلدان الضعيفة من الناحيتين املادية واالقتصادية ثم إن عملية الترجمة تسهم في عملية االعتراف‬
‫بحق اآلخر في الوجود والحد من انتشار حاالت سوء التفاهم بين الثقافات‪ ،‬ومن املمكن توظيف الحوار ال للتفاهم مع اآلخر‬
‫فحسب بل إلفهامه أيضا أن التطرف واالتكال على القوة ال يضمنان ضمانا دائما الغلبة‬
‫والسيادة وأن السبيل خالص البشرية جمعاء هو الحوار واحترام التعددية الثقافية‪.‬‬
‫وقد دعا املثقفين بإعطاء األولوية للترجمة باعتبارها مشروع من املشاريع التنموية للوطن وفي هذا الصدد يقول الدكتور‬
‫حنفي بن عيس ى‪" :‬إن تعلم اللغات ال ينبغي أن يؤدي باملرء إلى تصنيع قوميته ‪...‬فلتكن الشبابيك مفتوحة على الداخل قبل‬
‫كل ش يء ‪...‬وعندما نفتحها على الخارج‪ ،‬لنتأمل في كل ما نراه ونسمعه ونقرأه ونترجمه ولنتفحص بالبصر والبصيرة ‪...‬إعطاء‬
‫األولوية للترجمة للنقل إلى اللغة األم أي التعريب‪ ،‬ألن للتعريب وسيلة فعالة من وسائل دعم الثقافة العربية التي أصبحت‬
‫اليوم في أشد الحاجة إلى روافد الثقافات األجنبية"‪18‬‬

‫وبناءا على هذا قد ساهمت الدول العربية بإنشاء جمعيات ومدارس لتعزيز الحوار بين الثقافات من خالل الترجمة وفي هذا‬
‫الصدد نذكر نموذجين‪:‬‬
‫‪ 1-5‬املدرسة العليا للمترجمين الفوريين واملترجمين "أيزيت"‬
‫أ‪-‬تعريفها‪ :‬هي مدرسة دولية تم إنشائها عام ‪ 1957‬وهي الرمز الحي للعالقات املتميزة املوجودة بين فرنسا والدول العربية "‬
‫لبنان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سوريا ‪ ،"...‬وهي تضم قسم لغة عربية‪-‬فرنسية‪ ،‬وهي توفر فرصا عظيمة للتفاعل اللغوي والثقافي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ب‪-‬أهدافها‪:‬‬
‫‪")1‬إعداد متخصصين من الدرجة األولى القادرين على التكيف السريع مع كل املجاالت املعرفة‪.‬‬
‫‪)2‬السماح بإقامة اتصاالت مختلفة املستويات القائمة على االتصال بين لغتين‪.‬‬
‫‪ )3‬تحقيق انفتاح على األنشطة املختلفة للعالم"‪. 19‬‬
‫وقد كان لهذه املدرسة دور كبير في تحقيق عربي فرانكفوني‪ ،‬حيث أصبح من السهل أن يتم التعامل مع التبادالت مباشرة‬
‫باللغة الفرنسية واللغة دون املرور باللغة االنجليزية‪ ،‬كما تم إثبات إمكانية وجود حوار يومي حقيقي بين الشعوب والثقافات‬
‫باإلضافة إلى االستماع إلى اللغات األخرى وتقبل االختالفات‪.‬‬
‫‪ 2-5‬جمعية الترجمة العربية وحوارالثقافات‪:‬‬
‫أ‪-‬تعريفها‪":‬تأسست في ‪ 2006-09-30‬مقرها جنيف بسويسرا‪ ،‬وهي جمعية مهنية متخصصة في تسخير الترجمة في خدمة‬
‫الحوار بين الثقافات وهي كيان غير حكومي مستقل تماما وليس لديه أي توجه سياس ي أو ديني أو مذهب معين‪.‬‬
‫ب‪-‬أهم األسس التي انبنت عليها الجمعية‪ :‬تتلخص رؤية الجمعية في تحقيق التعارف بين الشعوب‪ ،‬ورسالتها في تعزيز حوار‬
‫الثقافات بواسطة الترجمة من العربية إلى لغات أخرى‪ ،‬وقيمها تتمثل في االستقاللية واالنفتاح والتسامح واألمانة املهنية‬
‫والجودة‪.‬‬
‫ج‪-‬أهدافها‪:‬‬
‫‪)1‬التعريف باللغة والثقافة العربيتين وغيرها من الثقافات ونشرها على أوسع نطاق ممكن‬
‫والعمل على أن تساهم الحضارة العربية بنصيبها في مسيرة الحضارة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪)2‬استنهاض طاقات الناطقين باللغة العربية املشتغلين في حقل الترجمة واللغات وحوار الثقافات في مختلف بقاع املعمورة‬
‫وتوعيتهم بدور الترجمة في تعزيز الحوار الثقافات وفي قيام نهضة فكرية شاملة‪.‬‬
‫‪)3‬إيجاد فضاء حر للنقاش بين املترجمين واللغويين واملهتمين بحوار الثقافات ولنشر إبداعاتهم ومقاالتهم و لتبادل‬
‫املعلومات‪.‬‬
‫‪)4‬املساهمة في تنشيط حركة الترجمة والنشر بتشكيله الورقي وااللكتروني‪.‬‬
‫‪)5‬تطوير قدرات املترجمين وتعزيز دورهم في مواقع عملهم‪.‬‬
‫وانسجاما مع هذه الرؤية والرسالة والقيم واألهداف‪ ،‬أصدرت الجمعية حتى اآلن أربعة مواقع إلى جانب املوقع العربي‪:‬‬
‫االنجليزي‪ ،‬االندونيس ي‪ ،‬والفارس ي‪ ،‬الصيني "‪. 20‬‬
‫ومن بين اهتمامات املشرفون هو حرصهم على روائع األدب العاملي ومثال على ذلك‪:‬‬
‫‪" )1‬ترجمة الشعر القديم والحديث من رومانيا وايطاليا‪.‬‬
‫‪)2‬ترجمة أدب الرحاالت‪ :‬رحلة ابن بطوطة ‪،‬رحلة كاداموست ‪...،‬‬
‫‪ )3‬ترجمة قصص وحكايات من ألبانيا واملكسيك واليونان‪.21 "...،‬‬
‫باإلضافة إلى ترجمة الكتب العلمية في مختلف امليادين كترجمة كتب الفلسفة وكتب مختصة في مجال الطب والرياضيات‬
‫وغيرها من العلوم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إال أن "نسبة الكتب املترجمة في العالم العربي اآلن ضئيلة للغاية إذا ما قورنت بأوروبا أو اليابان رغم تأسيس مشروعات‬
‫جادة منذ سنوات مثل املشروع القومي للترجمة الذي يشرف عليه املجلس األعلى للثقافة والذي احتفل مؤخرا بصدور‬
‫الكتاب رقم ‪ 250‬في سلسلة ترجماته"‪.22‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن لكل مجتمع ثقافة خاصة به بمعنى "النسبية الثقافية" حيث ال توجد ثقافة متكاملة أو متعالية‪ ،‬وبما أن اللغات تقترض‬
‫من بعضها البعض مفردات ال توجد في قواميسها‪ ،‬وهذا يعني أن الثقافات تأخذ من بعضها وتتكامل نتيجة االحتكاك وهذا‬
‫األخير يكون عن طريق الترجمة التي ينجر عنها حوار ثقافي الذي يؤدي إلى تفهم الشعوب بعضها البعض للوصول إلى التطور‬
‫والتكافؤ والتبادل فيما بينها‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪Edward Burnet Taylor. Primitive culture researches: into the development of mythology, philosophy -1‬‬
‫‪,religion ,art and custom .London. 2em vol .j.murray. 1871. P : 1 .‬‬
‫‪2-robinson Douglas . decolonizing translation and literature . university press . London . p : 210 .‬‬
‫‪-3‬د محمد عناني‪ .‬فن الترجمة‪ .‬القاهرة‪ .‬الشركة املصرية العاملية للنشر‪ .‬لونجمان‪ .‬الطبعة الخامسة‪ .2000 .‬ص‪. 6-5 :‬‬
‫‪-4‬شحادة الخوري‪ .‬الترجمة قديما وحديثا‪ .‬تونس‪ .‬دار املعارف‪ .‬سوسة‪ .‬الطبعة األولى‪ .1988 .‬ص‪.54 :‬‬
‫‪-5‬شحادة الخوري‪ .‬نفس املرجع‪ .‬ص‪. 90 -89 :‬‬
‫‪-6‬عبد الغفور الخطيب‪ .‬حركة الترجمة وأثرها في الفكر العربي‪ .‬على املوقع التالي‪:‬‬
‫‪www .wataontine.net.‬‬
‫‪consulte le : 14-03-2008.‬‬
‫‪-7‬ايف ميشو‪ .‬ما اإلنساني‪ .‬املجلس األعلى للثقافة‪ .‬جامعة كل املعارف‪ .‬الجزء الثاني‪ .2005 .‬ص‪.136 :‬‬
‫‪-8‬عبد الغفور الخطيب‪ .‬نفس املرجع السابق‪.‬‬
‫‪-9‬شحادة الخوري‪ .‬نفس املرجع‪ .‬ص‪. 104 -102 :‬‬
‫‪-10‬البشير سالمة‪ .‬دور الترجمة في تدعيم النهضة العربية‪ .‬املجلة العربية للثقافة‪ .‬العدد األول‪ .‬سبتمبر ‪. 1979‬‬
‫‪-11‬شحادة الخوري‪ .‬نفس املرجع‪ .‬ص‪.61 -59 -58 -56-55 :‬‬
‫‪-12‬شحادة الخوري‪ .‬نفس املرجع‪ .‬ص ‪.61 :‬‬
‫‪-13‬شحادة الخوري‪ .‬نفس املرجع‪ .‬ص‪. 63 :‬‬
‫‪-14‬شحادة الخوري‪ .‬نفس املرجع‪ .‬ص‪. 66-65-64-63 :‬‬
‫‪-15‬مجموعة باحثين‪ .‬الثقافة واإلبداع‪ .‬تونس‪ .‬املنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ .1992 .‬ص‪.77:‬‬
‫‪-16‬طه عبد الرحمن‪ .‬فقه الفلسفة ‪-‬الفلسفة والترجمة‪ .‬بيروت‪ .‬الطبعة الثانية‪ .2000 .‬ص‪.111:‬‬
‫‪-17http://attarjama.googlepage.com.‬‬
‫‪Consulte le :16-04-2008.‬‬
‫‪-18‬مجموعة باحثين‪ .‬الثقافة واإلبداع‪ .‬نفس املرجع ‪.76 :‬‬
‫‪-19‬جيهان عيسوي‪ .‬الفرانكفونية العربية ‪-‬دراسات و شهادات‪ .‬القاهرة‪ .‬املجلس االعلى للثقافة‪ .‬الجزيرة‪ .2005 .‬ص‪.242 :‬‬
‫‪8‬‬
20-www .atida.org
Consulte le :05-08-2008.
21-www.alarabiyak.ws/showpost.php ?
Consulté le :05-08-2008.
:‫مساهمة اليونسكو في حوار الثقافات عبر برنامج روائع األدب على املوقع التالي‬-22 -
www.atida.org/makal.php=
Consulté le :05-08-2008.

You might also like