Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 38

‫تعلّم كيف حتاور‬

w
‫مقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصبحه‬
‫أجمعين أمابعد ‪:‬‬
‫نن األمث‬ ‫فإن الحور مبدأ عظيم من مبادئ النضج الفكري ‪ ،‬والرقي والتقدم لألمم والمجتمعات ‪ ،‬بحيث‬
‫التثثي تفثثتب بثثاب الح ثوار البنثثاء ‪ ،‬وناف ث ة النقثثاا الدثثادف تتثثيب لدثثا الحيثثاة ‪ ،‬والمتتبثثق للق ثرآن الك ثريم يجثثد مجثثا‬
‫خصبا لموضوع الحوار وفي ميادين مختلف ‪ ،‬وما لك ن لعظيم شأنه ‪ ،‬وعلو قدره ‪.‬‬
‫واألم ث امسثثالمي فثثي ن ث ا ال_مثثان ل خاص ث ل بثثأمح الحاج ث للح ثوار ‪ ،‬وفثثتب بثثاب المناقش ث الداد ث‬
‫المت_ن ‪ ،‬ألندا بد ا تعيد بناء ما تصثدع واندثار ‪ ،‬وتجثدد ت ار ثا قثد بلثي أو تآكث ‪ ،‬وتعثد ا عوجثا ‪ ،‬وتصثلب‬
‫الخطأ ‪ ،‬وتتدارك الركب ال ي تجا_ونا ماديا بأمد ‪.‬‬

‫ال ي نو بعنوان "تعلّم كيف حتاور" األص اسمه ‪ ،‬أدب الحوار فثي القثرآن الكثريم‪ّ ،‬‬
‫وغيثرت‬ ‫ون ا البح‬
‫العنوان ليكون ج ّ ابا لعثين القثارئ ‪ ،‬لك ثرت التسثميات بثأدب الحثوار‪ ،‬وتثم تقديمثه للجنث المنظمث لجثا _ة األميثر‬
‫سثثلطان الدولي ث فثثي حفثثظ الق ثرآن الك ثريم ‪ ،‬والتثثي قامثثت مشثثكورة بتحفيثث_ البثثاح ين للكتاب ث فثثي ن ث ا الموضثثوع ‪،‬‬
‫وغيره من الموضوعات التي طرحت في المسثابق ‪ ،‬فبثارك اهلل فثي جدثودنم ‪ ،‬ونفثق بدثم ‪ ،‬ووفقدثم لكث خيثر ‪،‬‬
‫كالتالي ‪:‬‬ ‫وخط ن ا البح‬

‫األو ‪ :‬مفدوم الحوار ‪ ،‬ويتضمن تعريف الحوار في اللغ وا صطالح‬ ‫المبح‬


‫ال اني ‪ :‬الفرق بين الحوار والجدا‬ ‫المبح‬
‫‪ :‬أنمي الحوار‬ ‫ال ال‬ ‫المبح‬
‫الرابق ‪ :‬أنواع الحوار في القرآن الكريم ‪:‬‬ ‫المبح‬
‫أو ‪ :‬حوار اهلل سبحانه ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬
‫(‪ )1‬حوار اهلل سبحانه مق المال ك‬
‫(‪ )2‬حوار اهلل مق األنبياء‬
‫(‪ )3‬حور اهلل مق عا ل آ عمران‬
‫(‪ )4‬حوار اهلل مق المؤمنين‬
‫(‪ )5‬حوار اهلل مق الكافرين‬
‫(‪ )6‬حوار اهلل مق نبليح‬
‫(‪ )7‬حوار اهلل مق الجن‬
‫(‪ )8‬حوار اهلل مق غير البشر ‪ :‬ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬
‫(أ) حواره سبحانه مق النار‬
‫(ب) حواره سبحانه مق السموات واألرض‬
‫(جث) حواره سبحانه مق النح‬
‫انيا ‪ :‬حوار المال ك ‪ ،‬ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬
‫(‪ )1‬حوار المال ك مق بعضدم‬
‫(‪ )2‬حوار المال ك مق األنبياء‬
‫(‪ )3‬حوار المال ك مق المؤمنين‬
‫(‪ )4‬حوار المال ك مق الكافرين‬
‫ال ا ‪ :‬حوار األنبياء ‪ :‬ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬
‫(‪ )1‬حوار األنبياء مق بعضدم‬
‫(‪ )2‬حوار األنبياء مق المؤمنين‬
‫(‪ )3‬حوار األنبياء مق الكافرين‬
‫(‪ )4‬حوار األنبياء مق غير البشر‬
‫رابعا ‪ :‬حوار المؤمنين مق بعض‬
‫خامسا ‪ :‬حوار الكافرين مق بعض‬
‫سادسا ‪ :‬حوار غير البشر‬
‫سابعاً ‪ :‬حوار صاحبي الجنتين‬
‫امنا ‪ :‬حوار الكافرين مق المؤمنين‬
‫الخامح ‪ :‬آداب الحوار في القرآن الكريم وني ك يرة ولع من أنمدا ‪:‬‬ ‫المبح‬
‫(‪ )1‬امخالص‬
‫(‪ )2‬طلب الحق ‪ ،‬وعد ا نتصار للنفح‬
‫(‪ )3‬أنلي المحاور‬
‫(‪ )4‬التدر في العرض‬
‫(‪ )5‬البساط والوضوح‬
‫(‪ )6‬حسن امنصات‬
‫(‪ )7‬الحكم والموعظ الحسن‬
‫(‪ )8‬اختيار ال_مان والمكان‬
‫(‪ )9‬احترام الطرف اآلخر وعدم احتقاره‬
‫(‪ )11‬المخاطب على قدر الفدم‬
‫(‪ )11‬التواضق ولين الجانب‬
‫(‪ )12‬نب التعصب وا بتعاد عن الغضب‬
‫(‪ )13‬الرجوع نلى الحق والتسليم بالخطأ‬
‫(‪ )14‬البدء باألنم‬
‫(‪ )15‬تحديد موضوع الحوار‬
‫الخاتم ‪ :‬و كرت فيدا أنم النتا ج‬
‫م قا م المراجق و فدرح الموضوعات‪ .‬فإن أصثبت فدث ا مثا أصثبو نليثه ‪ ،‬ونثو مثن توفيثق اهلل ‪ ،‬وان‬
‫أخطأت فمن نفسي والشيطان ‪ ،‬وأستغفر اهلل من _للي وتقصيري ‪.‬‬
‫وباهلل التوفيق ‪.‬‬

‫الباحث‬
‫د‪.‬إبراهيم بن فهد الودعان‬
‫‪ebrahim.f.w@gmail.com‬‬
‫املبحــــــــــــث األول‬
‫مفهــــــــــــــــــــــــــــــوم احلــــــــــــــــــــــــــوار‬
‫تعريف احلوار يف اللغة واالصطالح ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪:‬الح ْور ‪ :‬الرجوع عن الشيء نلى غيره ‪ ،‬وك شيء يتغير من حثا نلثى حثا‬ ‫َ‬ ‫قا في "تد يب اللغ "‬
‫أحث ْرت لثه‬
‫فإنك تقو حار يحور ‪ ،‬والمحثاورة ‪ :‬مراجعث الكثالم فثي المخاطبث ‪ ،‬تقثو ‪ :‬حاورتثه فثي المنطثق ‪ ،‬و َ‬
‫جوابا ‪ ،‬وما أحار بكلم ‪ ..‬ويقا ‪ :‬نن الباط لفي ّح ْور أي ‪ :‬في رجوع ونقص ‪ ،‬ورج حا ٌر با ر "ن ا نقص‬
‫ورجق" ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪" : :‬الحاء والواو والراء ال أصو أحدنا لون ‪ ،‬واآلخر الرجوع ‪،‬‬ ‫وقا في "المقاييح في اللغ "‬
‫وال ال أن يدور الشيء دو ار ‪ ..‬وأما الرجوع ‪ :‬فيقا ‪ :‬حار ن ا رجق قا تعالى ‪[ :‬إِ َّن ُه ظَ َّن أ ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫ور]‬
‫َن لَ ْن َي ُح َ‬
‫الح ْوُر مصدر ‪ :‬حار َح ْو ار‬ ‫‪ .‬والعرب تقو ‪ :‬الباط في ُحور ‪ ،‬أي ‪ :‬رجق ونقص وك نقص ورجوع ُحور ‪ .‬و َ‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬
‫الح ْور بعد ال َك ْور"‬
‫أي ‪ :‬رجق ‪ ،‬وفي الحدي ‪ :‬نعو باهلل من َ‬
‫وقا في التوقيف على مدمات التعاريف(‪" : )5‬المحاورة والحوار ‪ :‬المراددة في الكالم ومنه التحاور" ‪.‬‬
‫يتبثثين لنثثا مثثن خثثال ا طثثالع علثثى كتثثب ومعثثاجم اللغث أن معنثثى الحثوار لغث مراجعث الكثثالم والمثراددة‬
‫أ ناء المخاطب ‪.‬‬
‫معنى احلوار يف االصطالح ‪:‬‬

‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫ننه ‪ :‬مناقش بين ا نين فأك ر في أمر ما‬ ‫يخر عن مدلوله اللغوي حي‬
‫ون ا األمر الث ي ينثاقا فيثه ‪ ،‬قثد يكثون أمث ار متفقثا عليثه فثي األصث ‪ ،‬ويحتثا نلثى نيضثاح و_يثادة فثي‬
‫البيان ‪ ،‬وقد يكون مختلفا فيه يحتا نلى مراجع ومرادة في وجدات النظر حتى يتفق عليه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬تد يب اللغ لأل_نري مادة حور ‪. 146/5‬‬


‫بن فارح مادة حور ص‪. 269‬‬ ‫(‪ )2‬المقاييح في اللغ‬
‫(‪ )3‬سورة ا نشقاق آي ‪. 14‬‬
‫‪ . 3361‬سنن النسا ي في كتاب ا ستفادة‬ ‫(‪ )4‬سنن الترم ي كتاب الدعوات باب ما يقو ن ا خر مساف ار ‪ 464/5‬رقم الحدي‬
‫‪ ، 5513‬وصثححه األلبثاني فثي صثحيب سثنن الترمث ي ‪154/3‬‬ ‫باب ا ستعا ة في الحور بعد الكور ‪ 666 /8‬رقم الحدي‬
‫رقم ‪. 2735‬‬
‫(‪ )5‬للمناوي ص‪. 299‬‬
‫(‪ )6‬انظر ‪ :‬أدب الحوار للش ري ص‪ . 9‬فنون الحوار وا قناع لمحمد ديماح ص‪. 11‬‬
‫املبحــــــــــــث الثانـــــــــــي‬
‫الفـــــــــــــــــرق بني احلـــــــــــــوار واجلــــــــــــدال‬
‫الفرق بني احلور واجلدال ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪،‬‬ ‫كمثا سثبق بيانثه أن الحثوار معنثاه المجاوبث والمثرادة فثي الكثالم ‪ ،‬وأنثثه نقثاا بثين ا نثثين فثي أمثر مثثا‬
‫وألن الجثثدا قريثثب المعنثثى مثثن الحثوار ‪ ،‬فكثثان ل ا_مثثا تعريفثثه ‪ :‬فالجثثدا مثثن اللثثدد والخصثثوم ‪ ،‬يقثثا ‪ :‬جادلثثت‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬والج ثثدا‬ ‫الرج ث فجدلتثثه جثثد وا سثثم الجثثد ونثثو ‪ :‬شثثدة الخصثثوم ‪ ،‬والمجادل ث والمنثثاظرة والمخاصثثم‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫يستعم في الحق والباط‬
‫(‪)4‬‬
‫‪:‬‬ ‫ل لك يقسم الجدا نلى قسمين‬
‫األو ‪ :‬أن يكون الغرض من لك ن بات الحق وابطا الباط ونو مأمور به نما وجوبا أو استحبابا‬
‫س ُن إِ َّن‬ ‫س َن ِة َو َج ِاد ْل ُه ْم ِبالَِّتي ِه َي أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫الح َ‬
‫ظة َ‬
‫الح ْكم ِة والمو ِع َ ِ‬
‫ِ‬
‫يل َرِّب َك ِب َ َ َ ْ‬ ‫س ِب ِ‬
‫بحسب الحا لقوله تعالى ‪ْ [ :‬ادعُ إِ َلى َ‬
‫الم ْهتَِد َ‬
‫ين](‪. )5‬‬ ‫س ِبيلِ ِه َو ُه َو أ ْ‬
‫َعلَ ُم ِب ُ‬ ‫ض َّل َع ْن َ‬
‫َعلَ ُم ِب َم ْن َ‬
‫َّك ُه َو أ ْ‬
‫َرب َ‬
‫ال اني ‪ :‬أن يكون الغرض منه التعنيت أو ا نتصار للنفح أو للباط فدو قبيب مندي عنه لقوله تعالى‬
‫ادلُوا ِبالب ِ‬
‫اط ِل‬ ‫ين َكفَُروا فَ ََل َي ْغ ُرْر َك تَ َقلُّ ُب ُه ْم ِفي ال ِب ََل ِد] وقوله تعالى ‪َ [ :‬و َج َ‬
‫(‪)6‬‬
‫اهلل إََِّّل الَِّذ َ‬
‫ات ِ‬ ‫‪[ :‬ما يج ِاد ُل ِفي آَي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫اب] فيلتقي الحوار والجدا في أندما حدي أو مناقش بين‬ ‫(‪)7‬‬
‫ان ِعقَ ِ‬ ‫ف َك َ‬‫َخ ْذتُ ُه ْم فَ َك ْي َ‬
‫ق فَأ َ‬ ‫لِي ْد ِح ُ ِ‬
‫ضوا ِبه َ‬
‫الح َّ‬ ‫ُ‬
‫(‪)8‬‬
‫‪ ،‬بينما يختلفان في أن الجدا يكون في أجواء ساخن وحال مشدودة ‪ ،‬ويقصد بالمجادل ا نتصار‬ ‫طرفين‬
‫الع_ة بام م فينتصر لباطله ويحامي عنه ‪ ،‬ويدافق بك ما أوتي من‬
‫والغلب على الطرف اآلخر ‪ ،‬وقد تأخ ه ّ‬
‫قوة بالحج تارة ‪ ،‬وتارة بسالط اللسان ‪ ،‬والتطاو برفق الصوت(‪. )9‬‬
‫والحوار بعكح الجدا يكون غالبا في جو نادئ ‪ ،‬وتكون لغ الخطاب فيه عادي غير مشدودة ‪ ،‬وفي‬
‫حال يسودنا الود واأللف ‪.‬‬

‫( ‪ )1‬ص ‪. 7‬‬
‫(‪ )2‬لسان العرب بن منظور ‪ 391/1‬مادة جد ‪.‬‬
‫(‪ )3‬معجم المصطلحات واأللفاظ الفقدي لمحمود بن عبدالرحمن عبدالمنعم ‪. 523/1‬‬
‫(‪ )4‬شرح لمع ا عتقاد للشيخ ابن ع يمين ص‪. 161‬‬
‫(‪ )5‬سورة النح آي ‪. 125‬‬
‫(‪ )6‬سورة غافر آي ‪. 4‬‬
‫(‪ )7‬سورة غافر آي ‪. 5‬‬
‫(‪ )8‬في أصو الحوار للندوة العالمي للشباب امسالمي ص‪ . 14‬كيف تحاور ‪ .‬د‪ .‬الحبيب ص‪. 8‬‬
‫(‪ )9‬أسلوب الحوار في القرآن الكريم ألوننا ص‪ 22‬بتصرف‬
‫املبحــــــــــــــــــث الثالـــــــث‬
‫أهميـــــــــــــــــــــــــــة احلـــــــــــــــــــــــــــــــوار‬
‫أهمية احلوار ‪:‬‬

‫تنبق أنمي الحوار في أمور لع من أنمدا ‪:‬‬


‫(‪ )1‬نقام الحج على المعاند ‪ ،‬واظدار الحق وبيانه ‪ ،‬ودفق الشبد ‪ ،‬والفاسد من القو والرأي(‪.)1‬‬

‫(‪ )2‬معرف وجدات النظثر ‪ ،‬ومحاولث التقثارب بثين اآلراء ‪ ،‬واألفكثار المتباينث ‪ ،‬والتوفيثق فيمثا بيندثا نن‬
‫تيسر ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الوسق لتظافر الجدود ‪ ،‬لتكون المدام والتصورات مشترك‬ ‫(‪ )3‬تنسيق القوى ‪ ،‬وب‬

‫(‪ )4‬بناء عالقات جديدة ‪ ،‬ومد جسور المودة والتفانم ‪ ،‬ليسود الو ام في األرض ‪.‬‬

‫(‪ )5‬أنثه طريثثق نلثثى التفثانم ‪ ،‬والوصثثو نلثثى نتثثا ج أفضث بثثين األفثراد والجماعثات ‪ ،‬وكث لك بثثين الثثدو‬
‫وخاص في ن ا ال_مان ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )6‬ننه بواب واسع نحو طريق النجاح ‪ ،‬وسبي للرقي والتقدم‬

‫(‪ )7‬الحاج ث الماس ث والشثثديدة للح ثوار ‪ ،‬للثثدخو نلثثى قلثثوب النثثاح ودعثثوتدم نلثثى ن ث ا الثثدين الحنيثثف ‪،‬‬
‫‪ ،‬وكاف الطرق ‪.‬‬ ‫وال ي يحاو أعداء الدين تشويه صورته بشتى الوسا‬

‫(‪ )8‬نن الحوار سبي لتصحيب الخطأ وباب واسق للتشاور والتناصب ‪ ،‬ومن م تدارك للنقص ‪ ،‬ومعرف‬
‫لمكان الخل ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أصو الحوار وآدابه ‪ .‬الحميد ص‪. 7‬‬


‫(‪ )2‬أسلوب الحوار في القرآن الكريم ألوننا ص‪. 24‬‬
‫(‪ )3‬أدب الحوار للقرني ص‪. 2‬‬
‫املبحــــــــــــــث الرابــــــــــــــع‬
‫أنــــــــواع احلــــــــــــوار يف القـــــــــرآن الكريـــــــــــم‬
‫اشتم القرآن الكريم على أنثوع ك يثرة مثن الحثوار ‪ ،‬ولعلثي أشثير نلثى جملث مندثا ‪ ،‬ويكثون طرحدثا علثى‬
‫النحو التالي ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬حوار اهلل سبحانه ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬

‫(‪ )1‬حوار اهلل سبحانه مع املالئكة ‪:‬‬


‫اعاال ِفااي‬ ‫اك لِ ْلم ََل ِة َك ِاة إِ ِّنااي ج ِ‬
‫َ‬ ‫اال َرُّبا َ َ‬ ‫كنحثو حثواره سثثبحانه مثق مال كتثثه فثي خلثق آدم ‪ ،‬قثثا تعثالى ‪َ [ :‬وِا ْذ قَا َ‬
‫ال إِ ِّني أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ض َخلِيفَ ًة قَالُوا أَتَ ْجع ُل ِفيها م ْن ي ْف ِس ُد ِفيها وي ِ‬
‫َعلَ ُم‬ ‫ ُس لَ َك قَ َ‬ ‫س ِّب ُح ِب َح ْمد َك َوُنقَ ِّد ُ‬
‫اء َوَن ْح ُن ُن َ‬
‫ِّم َ‬
‫سف ُك الد َ‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫األ َْر ِ‬
‫اء َه ُاََّْل ِء إِ ْن ُك ْناتُ ْم‬ ‫اال أَ ْن ِب ُةاوِني ِبأَسام ِ‬
‫َْ‬ ‫الم ََل ِة َك ِاة فَقَ َ‬
‫اه ْم َعلَاى َ‬ ‫ضُ‬ ‫اء ُكلَّ َهاا مُ َّام َع َر َ‬‫َس َام َ‬ ‫َد َم األ ْ‬ ‫ون * َو َعلَّ َام آ َ‬ ‫َما ََّل تَ ْعلَ ُم َ‬
‫َس َام ِاة ِه ْم‬
‫َد ُم أَ ْن ِبا ْة ُه ْم ِبأ ْ‬
‫اال َياا آ َ‬‫ايم * قَ َ‬ ‫ات العلِايم ِ‬
‫الحك ُ‬ ‫اك أَ ْن َ َ ُ َ‬ ‫س ْب َحا َن َك ََّل ِع ْل َام لَ َناا إََِّّل َماا َعلَّ ْمتََناا إِ َّن َ‬‫ين * قَالُوا ُ‬ ‫ص ِاد ِق َ‬ ‫َ‬
‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫َس َم ِاة ِه ْم قَ َ‬
‫ال أَلَ ْم أَ ُق ْل لَ ُك ْم إِ ِّني أ ْ‬
‫اون]‬‫ون َو َما ُك ْنتُ ْم تَ ْكتُ ُم َ‬ ‫َعلَ ُم َما تُْب ُد َ‬‫ض َوأ ْ‬ ‫ب َّ َ َ‬ ‫َعلَ ُم َغ ْي َ‬ ‫َه ْم ِبأ ْ‬
‫َفلَ َّما أَ ْن َبأ ُ‬
‫(‪.)1‬‬

‫(‪ )2‬حوار اهلل مع األنبياء ‪:‬‬


‫ف تُ ْح ِيي‬ ‫ب أ َِرِني َك ْي َ‬
‫يم َر ِّ‬ ‫كنحو حواره سبحانه مق نبرانيم في نحياء الموتى ‪ .‬قا تعالى ‪[ :‬وِا ْذ قَ َ ِ ِ‬
‫ال إ ْب َراه ُ‬ ‫َ‬
‫ص ْرُه َّن إِلَ ْي َك مُ َّم ْ‬
‫اج َع ْل َعلَى ُك ِّل‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ال َبلَى َولَ ِك ْن لِ َي ْط َم ِة َّن َق ْل ِبي قَ َ‬
‫ال أ ََولَ ْم تُ ْْ ِم ْن قَ َ‬
‫ال فَ ُخ ْذ أ َْرَب َع ًة م َن الط ْي ِر فَ ُ‬ ‫الم ْوتَى قَ َ‬ ‫َ‬
‫ِ (‪)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن اهللَ َع ِزيز َحكيم] ‪.‬‬ ‫اعلَ ْم أ َّ‬‫س ْع ًيا َو ْ‬ ‫َج َب ٍل م ْن ُه َّن ُج ْزًءا مُ َّم ْاد ُع ُه َّن َيأْتي َن َك َ‬

‫(‪ )3‬حور اهلل مع عائلة آل عمران ‪:‬‬


‫ت‬‫َّل ِم ِّني إِ َّن َك أَ ْن َ‬ ‫ت لَ َك َما ِفي َب ْط ِني ُم َح َّرًار فَتَقَب ْ‬ ‫ب إِ ِّني َن َذ ْر ُ‬‫ان َر ِّ‬ ‫ام َأرَةُ ِع ْم َر َ‬ ‫ِ‬
‫قا سبحانه ‪[ :‬إِ ْذ قَالَت ْ‬
‫الذ َك ُر َكاألُ ْنمَى َوِا ِّني‬ ‫ضع ْت ولَ ْي ُس َّ‬ ‫ب إِ ِّني َو َ‬ ‫الس ِميع ِ‬
‫َعلَ ُم ِب َما َو َ َ َ َ‬ ‫ض ْعتُ َها أُْنمَى َواهللُ أ ْ‬ ‫ض َعتْ َها قَالَ ْت َر ِّ‬‫يم * َفلَ َّما َو َ‬ ‫العل ُ‬‫َّ ُ َ‬
‫س ًنا‬‫س ٍن َوأَ ْن َبتَ َها َن َباتًا َح َ‬ ‫ول َح َ‬ ‫ُّها ِبقَ ُب ٍ‬ ‫ان َّ ِ‬
‫الر ِجيم * فَتَقََّبلَ َها َرب َ‬ ‫طِ‬ ‫ُعي ُذ َها ِب َك َوُذِّريَّتَ َها ِم َن َّ‬
‫الش ْي َ‬ ‫س َّم ْيتُها مريم وِا ِّني أ ِ‬
‫َ َ َْ ََ َ‬
‫اب َو َج َد ِع ْن َد َها ِرْزقًا قَا َل َيا َم ْرَي ُم أ ََّنى لَ ِك َه َذا قَالَ ْت ُه َو ِم ْن ِع ْن ِد‬ ‫ِ‬
‫َو َك َّفلَ َها َزَك ِريَّا ُكلَّ َما َد َخ َل َعلَ ْي َها َزَك ِريَّا الم ْح َر َ‬
‫ب َه ْب لِي ِم ْن لَ ُد ْن َك ُذِّريَّ ًة طَ ِّي َب ًة إِنَّ َك‬ ‫ال َر ِّ‬
‫َّه قَ َ‬ ‫اب * ُه َنالِ َك َد َعا َزَك ِريَّا َرب ُ‬ ‫س ٍ‬ ‫ِ‬
‫اء ِب َغ ْي ِر ح َ‬‫ش ُ‬ ‫ق َم ْن َي َ‬ ‫ِ‬
‫اهلل إِ َّن اهللَ َي ْرُز ُ‬
‫شر َك ِبي ْحيى مص ِّدقًا ِب َكلِم ٍة ِم َن ِ‬ ‫الم ْحر ِ‬ ‫ادتْ ُه الم ََل ِة َك ُة و ُهو قَ ِاةم يصلِّي ِفي ِ‬ ‫س ِميع الدُّع ِ‬
‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫َن اهللَ ُي َب ِّ ُ َ َ ُ َ‬ ‫اب أ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اء * فَ َن َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ال َك َذلِ َك‬ ‫اقر قَ َ‬ ‫الكبر وام أرَِتي ع ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ون لي ُغ ََلم َوقَ ْد َبلَ َغن َي َ ُ َ ْ َ‬
‫ب أ ََّنى ي ُك ُ ِ‬
‫َ‬ ‫ال َر ِّ‬‫ين * قَ َ‬ ‫الصالِ ِح َ‬
‫ور َوَن ِبيًّا ِم َن َّ‬ ‫ص ًا‬ ‫س ِّي ًدا َو َح ُ‬
‫َو َ‬
‫َّك َك ِم ًا‬
‫ير‬ ‫َّام إََِّّل َرْم ًاز َوا ْذ ُك ْر َرب َ‬ ‫النا ُس مَََل مَ َة أَي ٍ‬
‫ال آ ََيتُ َك أَََّّل تُ َكلِّ َم َّ َ‬ ‫اج َع ْل ِلي آ ََي ًة قَ َ‬ ‫ب ْ‬ ‫ال َر ِّ‬‫اء * قَ َ‬ ‫ش ُ‬‫اهللُ َي ْف َع ُل َما َي َ‬
‫اك علَى ِنس ِ‬ ‫ط َّهرِك واص َ ِ‬ ‫ار * وِا ْذ قَالَ ِت الم ََل ِة َك ُة يا مريم إِ َّن اهلل اص َ ِ‬ ‫الع ِش ِّي َو ِ‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫طفَ َ‬ ‫ط َفاك َو َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْب َك ِ‬ ‫س ِّب ْح ِب َ‬ ‫َو َ‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة اآليات ‪31‬ل‪. 33‬‬


‫(‪ )2‬سورة البقرة آي ‪. 261‬‬
‫وح ِ‬
‫يه إِلَ ْي َك َو َما ُك ْن َ‬
‫ت‬ ‫اء ال َغ ْي ِب ُن ِ‬
‫ين * َذلِ َك ِم ْن أَ ْنب ِ‬ ‫اك ِع َ‬
‫الر ِ‬
‫اس ُج ِدي َو ْارَك ِعي َم َع َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫العالَ ِم َ‬
‫َ‬ ‫ين * َيا َم ْرَي ُم ا ْق ُنتي ل َرِّبك َو ْ‬ ‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ون] ‪.‬‬ ‫ص ُم َ‬ ‫ت لَ َد ْي ِهم إِ ْذ ي ْختَ ِ‬
‫ُّه ْم َي ْك ُف ُل َم ْرَي َم َو َما ُك ْن َ‬ ‫لَ َد ْي ِه ْم إِ ْذ ُي ْلقُ َ‬
‫ْ َ‬ ‫ون أَق ََْل َم ُه ْم أَي ُ‬

‫(‪ )4‬حوار اهلل مع املؤمنني ‪:‬‬


‫ت‬‫ض َرَّب َنا َما َخلَ ْق َ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ون ِفي َخ ْل ِ‬ ‫ودا َو َعلَى ُج ُنوِب ِه ْم َوَيتَفَ َّك ُر َ‬ ‫ِ‬ ‫[الَِّذ َ‬
‫ق َّ َ َ‬ ‫اما َوقُ ُع ً‬
‫ون اهللَ ق َي ً‬‫ين َي ْذ ُك ُر َ‬
‫صٍ‬ ‫َخ َزْيتَ ُه وما لِلظَّالِ ِم َ ِ‬ ‫ار * رَّب َنا إِ َّن َك م ْن تُ ْد ِخ ِل َّ‬ ‫س ْب َحا َن َك فَ ِق َنا َع َذ َ َّ‬ ‫ِ‬
‫ار * َرَّب َنا‬ ‫ين م ْن أَ ْن َ‬ ‫ََ‬ ‫الن َار فَقَ ْد أ ْ‬ ‫َ‬ ‫اب الن ِ َ‬ ‫َه َذا َباط ًَل ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان أ ْ ِ‬ ‫س ِم ْع َنا ُم َن ِاد ًيا ُي َن ِادي لِ ْ ِ‬
‫س ِّي َةات َنا َوتََوف َنا َمعَ‬‫وب َنا َو َكفِّ ْر َع َّنا َ‬
‫َم َّنا َرَّب َنا فَا ْغف ْر لَ َنا ُذ ُن َ‬
‫َن آَم ُنوا ِب َرِّب ُك ْم فَآ َ‬ ‫يم ِ‬
‫ْل َ‬ ‫إِ َّن َنا َ‬
‫القيام ِة إِ َّن َك ََّل تُ ْخلِ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ َْب ار ِر * رَّب َنا وآ َِت َنا ما وع ْدتََنا علَى ر ِ‬
‫ُّه ْم‬
‫اب لَ ُه ْم َرب ُ‬
‫استَ َج َ‬‫اد * فَ ْ‬ ‫يع َ‬
‫ف الم َ‬ ‫سل َك َوََّل تُ ْخ ِزَنا َي ْوَم َ َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ارِه ْم َوأُوُذوا‬‫ُخ ِر ُجوا ِم ْن ِد َي ِ‬
‫اج ُروا َوأ ْ‬‫ين َه َ‬ ‫ض فَالَِّذ َ‬ ‫ض ُك ْم ِم ْن َب ْع ٍ‬ ‫ام ٍل ِم ْن ُك ْم ِم ْن َذ َك ٍر أ َْو أُْنمَى َب ْع ُ‬
‫ُضيع عم َل ع ِ‬
‫أ َِّني ََّل أ ُ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ات تَ ْج ِري ِم ْن تَ ْح ِتها األَ ْنهار مَوابا ِم ْن ِع ْن ِد ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِفي س ِبيلِي وقَاتَلُوا وقُِتلُوا َألُ َكفِّر َّن ع ْنهم س ِّي َة ِات ِهم وَأل ُْد ِخلَنَّهم ج َّن ٍ‬
‫َُ ًَ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫اب] ‪.‬‬ ‫س ُن المََّو ِ‬ ‫ِ‬
‫َواهللُ ع ْن َدهُ ُح ْ‬

‫(‪ )5‬حوار اهلل مع الكافرين ‪:‬‬


‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َكفَُروا ََّل تَأ ِْتي َنا َّ‬
‫كقوله تعالى ‪َ [ :‬وقَا َل الَِّذ َ‬
‫ب َع ْن ُه‬ ‫اع ُة ُق ْل َبلَى َو َرِّبي لَتَأْت َي َّن ُك ْم َعالم ال َغ ْي ِب ََّل َي ْع ُز ُ‬ ‫الس َ‬
‫ين](‪ )3‬وحواره سبحانه مق‬ ‫اب ُم ِب ٍ‬‫َص َغر ِم ْن َذلِ َك َوََّل أَ ْك َبر إََِّّل ِفي ِكتَ ٍ‬ ‫ات َوََّل ِفي األ َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫ممْقَا ُل َذ َّرٍة في َّ َ َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ض َوََّل أ ْ ُ‬
‫صالِ ًحا َغ ْي َر الَِّذي ُك َّنا َن ْع َم ُل أ ََولَ ْم‬ ‫َخ ِر ْج َنا َن ْع َم ْل َ‬
‫يها َربَّ َنا أ ْ‬ ‫الكافرين أن النار قا سبحانه ‪[ :‬و ُهم يصطَ ِر ُخ َ ِ‬
‫ون ف َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬
‫ين ِم ْن َن ِ‬
‫ير فَ ُذوقُوا فَ َما لِلظَّالِ ِم َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صٍ‬ ‫ُن َع ِّم ْرُك ْم َما َيتَ َذ َّك ُر فيه َم ْن تَ َذ َّك َر َو َج َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ير] ‪.‬‬ ‫اء ُك ُم النذ ُ‬

‫(‪ )6‬حوار اهلل مع إبليس ‪:‬‬


‫ي ُس لَ ْم َي ُك ْن ِم َن‬ ‫ِ‬
‫س َج ُدوا إََِّّل إِ ْبل َ‬
‫ِ‬
‫اس ُج ُدوا ِل ََد َم فَ َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ص َّو ْرَنا ُك ْم مُ َّم ُق ْل َنا ل ْل َم ََل ة َكة ْ‬
‫قا تعالى ‪َ [ :‬ولَقَ ْد َخلَ ْق َنا ُك ْم مُ َّم َ‬
‫ال‬
‫ين * قَ َ‬ ‫ار َو َخلَ ْقتَ ُه ِم ْن ِط ٍ‬ ‫ال أََنا َخ ْير ِم ْن ُه َخلَ ْقتَِني ِم ْن َن ٍ‬ ‫َم ْرتُ َك قَ َ‬ ‫ال ما م َن َع َك أَََّّل تَ ْ ِ‬
‫س ُج َد إ ْذ أ َ‬ ‫ين * قَ َ َ َ‬ ‫اج ِد َ‬ ‫الس ِ‬ ‫َّ‬
‫ال‬
‫ون * قَ َ‬ ‫ال أَ ْن ِظ ْرِني إِلَى َي ْوِم ُي ْب َعمُ َ‬ ‫ين * قَ َ‬ ‫الص ِ‬
‫اغ ِر َ‬ ‫اخ ُر ْج إِ َّن َك ِم َن َّ‬ ‫يها فَ ْ‬ ‫ِ‬
‫َن تَتَ َكب ََّر ف َ‬ ‫ون لَ َك أ ْ‬ ‫اه ِب ْط ِم ْن َها فَ َما َي ُك ُ‬ ‫فَ ْ‬
‫يم * مُ َّم َِل َِت َينَّ ُه ْم ِم ْن َب ْي ِن أ َْي ِدي ِه ْم َو ِم ْن‬ ‫ص ارطَ َك الم ِ‬
‫ستَق َ‬‫ُ ْ‬
‫ِ‬
‫ْع َد َّن لَ ُه ْم َ‬
‫ِ‬
‫ال فَ ِب َما أَ ْغ َوْيتَني َألَق ُ‬ ‫ين * قَ َ‬ ‫الم ْنظَ ِر َ‬
‫إن َك م َن ُ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ور لَ َم ْن تَِب َع َك‬‫وما َم ْد ُح ًا‬ ‫ال ْ ِ‬ ‫اك ِر َ‬‫شِ‬ ‫ش َم ِاةلِ ِه ْم َوََّل تَ ِج ُد أَ ْكمََرُه ْم َ‬ ‫َخ ْل ِف ِه ْم َو َع ْن أ َْي َم ِان ِه ْم َو َع ْن َ‬
‫ْء ً‬‫اخ ُر ْج م ْن َها َمذ ُ‬ ‫ين * قَ َ‬
‫ين](‪. )5‬‬ ‫َج َم ِع َ‬ ‫َن َج َه َّن َم ِم ْن ُك ْم أ ْ‬
‫ِم ْن ُه ْم َأل َْم ََل َّ‬

‫(‪ )1‬سورة آ عمران اآليات ‪35‬ل‪. 44‬‬


‫(‪ )2‬سورة آ عمران اآليات ‪191‬ل‪. 195‬‬
‫(‪ )3‬سورة سبأ آي ‪. 3‬‬
‫(‪ )4‬سورة فاطر آي ‪. 37‬‬
‫(‪ )5‬سورة األعراف اآليات ‪11‬ل‪. 18‬‬
‫يه ِم ْن ر ِ‬ ‫ت ِف ِ‬ ‫ش ًار ِم ْن ِط ٍ‬ ‫ُّك لِ ْل َم ََل ِة َك ِة إِ ِّني َخالِق َب َ‬
‫وحي‬ ‫ُ‬ ‫س َّوْيتُ ُه َوَنفَ ْخ ُ‬ ‫ين * فَِإ َذا َ‬ ‫ال َرب َ‬ ‫وفي قوله تعالى ‪[ :‬إِ ْذ قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ان ِم َن ال َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم ََل ِة َك ُة ُكلُّ ُه ْم أ ْ‬ ‫اج ِد َ‬
‫س ِ‬
‫ي ُس‬‫ال َيا إِ ْبل ُ‬
‫ين * قَ َ‬ ‫اف ِر َ‬ ‫استَ ْك َب َر َو َك َ‬
‫ي ُس ْ‬ ‫ون * إََِّّل إِ ْبل َ‬
‫َج َم ُع َ‬ ‫س َج َد َ‬ ‫ين * فَ َ‬ ‫فَقَ ُعوا لَهُ َ‬
‫ين * قَا َل أََنا َخ ْير ِم ْن ُه َخلَ ْقتَِني ِم ْن َن ٍ‬
‫ار‬ ‫العالِ َ‬
‫ت م َن َ‬
‫ت أَم ُك ْن َ ِ‬
‫َستَ ْك َب ْر َ ْ‬
‫ي أْ‬ ‫ت ِب َي َد َّ‬‫س ُج َد لِ َما َخلَ ْق ُ‬‫َن تَ ْ‬
‫َما َم َن َع َك أ ْ‬
‫ب فَأَ ْن ِظ ْرِني إِلَى‬ ‫ال َر ِّ‬
‫ِّين * قَ َ‬ ‫اخ ُر ْج ِم ْن َها فَِإ َّن َك َر ِجيم * َوِا َّن َعلَ ْي َك لَ ْع َن ِتي إِلَى َي ْوِم الد ِ‬ ‫ال فَ ْ‬ ‫ين * قَ َ‬ ‫َو َخلَ ْقتَ ُه ِم ْن ِط ٍ‬
‫ين * إََِّّل‬ ‫َج َم ِع َ‬
‫ال فَ ِب ِع َّزِت َك َألُ ْغ ِوَينَّ ُه ْم أ ْ‬
‫وم * قَ َ‬ ‫ْت الم ْعلُ ِ‬
‫َ‬
‫ين * إِلَى يوِم الوق ِ‬
‫َْ َ‬ ‫الم ْنظَ ِر َ‬ ‫ون * قَ َ ِ َّ ِ‬
‫ال فَإن َك م َن ُ‬ ‫َي ْوِم ُي ْب َعمُ َ‬
‫ين] (‪. )1‬‬‫َن َج َه َّن َم ِم ْن َك َو ِم َّم ْن تَِب َع َك ِم ْن ُه ْم أَ ْج َم ِع َ‬ ‫الح َّ‬
‫ق أَقُو ُل * َأل َْم ََل َّ‬ ‫ق َو َ‬ ‫الح ُّ‬
‫ال فَ َ‬ ‫ين * قَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫اد َك ِم ْنهم الم ْخلَ ِ‬
‫ُُ ُ‬ ‫ِع َب َ‬

‫(‪ )7‬حوار اهلل مع اجلن ‪:‬‬


‫ال قَ ِري ُن ُه َرَّب َنا َما أَ ْط َغ ْيتُ ُه‬ ‫الش ِد ِ‬
‫يد * قَ َ‬ ‫الع َذ ِ‬
‫اب َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قا تعالى ‪[ :‬الَِّذي جع َل مع ِ‬
‫اهلل إِلَ ًها آ َ‬
‫َخ َر فَأَْلق َياهُ في َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ض ََل ٍل ب ِع ٍ‬
‫يد](‪. )2‬‬ ‫ان ِفي َ‬
‫َولَ ِك ْن َك َ‬
‫َ‬

‫(‪ )8‬حوار اهلل مع غري البشر ‪ :‬ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬


‫(أ) حواره سبحانه مع النار ‪:‬‬
‫ْت وتَقُو ُل َه ْل ِم ْن م ِز ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد](‪. )3‬‬ ‫َ‬ ‫قا تعالى ‪َ [:‬ي ْوَم َنقُو ُل ل َج َهنَّ َم َهل ْ‬
‫امتَََل َ‬

‫(ب) حواره سبحانه مع السموات واألرض ‪:‬‬


‫ض ِا ْة ِت َيا َ‬
‫ط ْو ًعا أ َْو َك ْرًها قَالَتَا أَتَ ْي َنا‬ ‫ال لَ َها َولِ َْلَ ْر ِ‬ ‫السم ِ‬
‫اء َو ِه َي ُد َخان فَقَ َ‬ ‫ِ‬
‫استََوى إلَى َّ َ‬
‫قا تعالى‪[ :‬مُ َّم ْ‬
‫طَ ِاة ِع َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ين]‬

‫(جث) حواره سبحانه مع النحل ‪:‬‬


‫ون * [مَُّم‬‫ش َ‬‫الش َج ِر َو ِم َّما َي ْع ِر ُ‬
‫ال ُب ُيوتًا َو ِم َن َّ‬ ‫َن اتَّ ِخ ِذي ِم َن ِ‬
‫الج َب ِ‬ ‫الن ْح ِل أ ِ‬
‫ُّك إِلَى َّ‬ ‫قا تعالى ‪َ [ :‬وأ َْو َحى َرب َ‬
‫ا ُس إِ َّن ِفي‬
‫يه ِشفَاء لِ َّلن ِ‬ ‫شراب م ْختَلِف أَْلوا ُن ُه ِف ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سُب َل َرِّبك ُذلًَُل َي ْخ ُر ُج م ْن ُبطُون َها َ َ ُ‬
‫ات فَ ِ‬
‫اسلُكي ُ‬ ‫ْ‬
‫ُكلِي ِم ْن ُك ِّل المَّمر ِ‬
‫ََ‬
‫َذلِ َك َِل ََي ًة لِقَ ْوٍم َيتَفَ َّك ُر َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ون] ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬حوار املالئكة ‪ ,‬ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة ص اآليات ‪71‬ل‪. 85‬‬


‫(‪ )2‬سورة ق اآليات ‪27‬ل‪. 28‬‬
‫(‪ )3‬سورة ق آي ‪. 31‬‬
‫(‪ )4‬سورة فصلت آي ‪. 11‬‬
‫(‪ )5‬سورة النح اآليات ‪68‬ل‪. 69‬‬
‫(‪ )1‬حوار املالئكة مع بعضهم ‪:‬‬
‫ق و ُهو ِ‬ ‫كما قا تعالى ‪َ [ :‬حتَّى إِ َذا فُِّز َ‬
‫العل ُّي ال َك ِب ُ‬ ‫ع َع ْن ُقلُوِب ِه ْم قَالُوا َما َذا قَ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ير]‬ ‫الح َّ َ َ َ‬
‫ال َرُّب ُك ْم قَالُوا َ‬

‫(‪ )2‬حوار املالئكة مع األنبياء ‪:‬‬


‫اال‬
‫س َاَل ًما قَا َ‬ ‫يم ِبا ُلب ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ش َارى قَاالُوا َ‬ ‫سالُ َنا إ ْبا َاراه َ‬
‫ااء ْت ُر ُ‬
‫كحثوارنم مثق نبثرانيم عليثه السثالم قثا تعثثالى ‪َ [ :‬ولَقَ ْاد َج َ‬
‫ ُس ِم ْن ُه ْم ِخيفَ ًة قَالُوا ََّل تَ َخ ْ‬
‫اف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫َن ج ِ‬
‫اء ِبع ْج ٍل َحنيذ * َفلَ َّما َأرَى أ َْيد َي ُه ْم ََّل تَص ُل إِلَ ْيه َنك َرُه ْم َوأ َْو َج َ‬
‫ث أْ َ َ‬ ‫س ََلم فَ َما لَ ِب َ‬‫َ‬
‫ٍ (‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫إِ َّنا أ ُْرس ْل َنا إِلَى قَ ْوِم لُوط] ‪.‬‬

‫(‪ )3‬حوار املالئكة مع املؤمنني ‪:‬‬


‫عندما يساق المؤمنون نلى الجن يدور حوار جمي بيندم وبين خ_ن الجن يقو اهلل تعالى ‪َ [ :‬و ِس َ‬
‫يق‬
‫س ََلم َعلَ ْي ُك ْم ِط ْبتُ ْم‬ ‫وها َوفُِت َح ْت أ َْب َو ُاب َها َوقَ َ‬
‫ال لَ ُه ْم َخ َزَنتُ َها َ‬ ‫اء َ‬ ‫ِ‬
‫الج َّنة ُزَم ًار َحتَّى إِ َذا َج ُ‬
‫َّه ْم إِلَى َ‬
‫ين اتَّقَ ْوا َرب ُ‬‫الَِّذ َ‬
‫َج ُر‬‫اء فَ ِن ْع َم أ ْ‬
‫ش ُ‬ ‫الج َّن ِة َح ْي ُ‬
‫ث َن َ‬ ‫ِ‬
‫ض َنتََب َّوأُ م َن َ‬
‫ص َدقَ َنا َو ْع َدهُ َوأ َْو َرمََنا األ َْر َ‬ ‫ِ ِ‬
‫الح ْم ُد هلل الَّذي َ‬ ‫وها َخالِ ِد َ‬
‫ين * َوقَالُوا َ‬ ‫فَ ْاد ُخلُ َ‬
‫ين] (‪. )3‬‬ ‫املِ َ‬
‫الع ِ‬
‫َ‬

‫(‪ )4‬حوار املالئكة مع الكافرين ‪:‬‬


‫ال إِ َّن ُكم م ِ‬
‫اكمُون *‬ ‫اد ْوا َيا َمالِ ُك لِ َي ْق ِ‬
‫ُّك قَ َ ْ َ‬ ‫ض َعلَ ْي َنا َرب َ‬ ‫كحوار أن النار لمالك خا_ن النار قا تعالى ‪َ [ :‬وَن َ‬
‫ون](‪. )4‬‬
‫ارُه َ‬ ‫ق َولَ ِك َّن أَ ْكمََرُك ْم لِ ْل َح ِّ‬
‫ق َك ِ‬ ‫لَقَ ْد ِج ْة َنا ُك ْم ِب َ‬
‫الح ِّ‬

‫ثالثاً ‪ :‬حوار األنبياء ‪ :‬ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬


‫(‪ )1‬حوار األنبياء مع بعضهم ‪:‬‬
‫الس ْع َي‬
‫كنحو حوار نبرانيم عليه السالم مق ابنه نسماعي حين أراد قتله ‪ ،‬قا تعالى ‪َ [:‬فلَ َّما َبلَغَ َم َع ُه َّ‬
‫اء اهللُ‬ ‫ستَ ِج ُد ِني إِ ْن َ‬
‫ش َ‬
‫ِ‬ ‫الم َن ِام أ َِّني أَذ َْب ُح َك فَا ْنظُ ْر َما َذا تََرى قَ َ‬
‫ال َيا أ ََبت اف َْع ْل َما تُ ْْ َم ُر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َيا ُب َن َّي إ ِّني أ ََرى في َ‬
‫قَ َ‬
‫ين](‪. )5‬‬ ‫الصا ِب ِر َ‬‫ِم َن َّ‬

‫(‪ )2‬حوار األنبياء مع املؤمنني ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة سبأ آي ‪. 23‬‬


‫(‪ )2‬سورة نود اآليات ‪69‬ل‪. 71‬‬
‫(‪ )3‬سورة ال_مر ‪73‬ل‪. 74‬‬
‫(‪ )4‬سورة ال_خرف اآليات ‪77‬ل‪. 78‬‬
‫(‪ )5‬سورة الصافات اآلي ‪. 112‬‬
‫استَِعي ُنوا ِب ِ‬
‫اهلل‬ ‫وسى لِقَ ْو ِم ِه‬
‫ْ‬ ‫ال ُم َ‬ ‫المؤمنين ‪ ،‬قا تعالى ‪[ :‬قَ َ‬ ‫كحوار موسى عليه السالم مق قومه‬
‫َن تَأ ِْت َي َنا َو ِم ْن‬‫أْ‬ ‫ُوذي َنا ِم ْن قَ ْب ِل‬
‫ين * قَالُوا أ ِ‬ ‫اق َب ُة لِ ْل ُمتَّ ِق َ‬
‫ِعب ِاد ِه والع ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫اء ِم ْن‬ ‫ش ُ‬ ‫هلل ُي ِ‬
‫ورمُ َها َم ْن َي َ‬ ‫ض ِ‬ ‫اص ِب ُروا إِ َّن األ َْر َ‬
‫َو ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ون] ‪.‬‬ ‫ف تَ ْع َملُ َ‬‫ض فَ َي ْنظُ َر َك ْي َ‬‫ستَ ْخلِفَ ُك ْم ِفي األ َْر ِ‬ ‫َوَي ْ‬ ‫َن ُي ْهلِ َك َع ُد َّو ُك ْم‬
‫سى َرُّب ُك ْم أ ْ‬ ‫َب ْع ِد َما ِج ْةتََنا قَ َ‬
‫ال َع َ‬

‫(‪ )3‬حوار األنبياء مع الكافرين ‪:‬‬


‫وحوار األنبياء مق قومدم الكافرين ك يرة جدا ‪ ،‬كنحو حوار نوح عليه السالم مق قومه وابنه ‪ ،‬قا‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك اتََّب َع َك إََِّّل الَِّذ َ‬ ‫ش ًار ِم ْملَ َنا َو َما َن َر َ‬
‫اك إََِّّل َب َ‬‫ين َكفَُروا ِم ْن قَ ْو ِم ِه َما َن َر َ‬ ‫الم ََلُ الَِّذ َ‬
‫ين ُه ْم أ ََراذلُ َنا َباد َ‬ ‫تعالى ‪[ :‬فَقَا َل َ‬
‫ت َعلَى َب ِّي َن ٍة ِم ْن َرِّبي َوآَتَ ِاني‬ ‫َر َْيتُ ْم إِ ْن ُك ْن ُ‬
‫ال َيا قَ ْوِم أ َأ‬‫ين * قَ َ‬ ‫ض ٍل َب ْل َنظُ ُّن ُك ْم َك ِاذ ِب َ‬ ‫ْي َو َما َن َرى لَ ُك ْم َعلَ ْي َنا ِم ْن فَ ْ‬ ‫الر ِ‬
‫َّأ‬
‫ي إََِّّل‬ ‫َسأَلُ ُك ْم َعلَ ْي ِه َم ًاَّل إِ ْن أ ْ‬
‫َج ِر َ‬ ‫ون * َوَيا قَ ْوِم ََّل أ ْ‬ ‫ارُه َ‬ ‫وها َوأَ ْنتُ ْم لَ َها َك ِ‬ ‫َر ْح َم ًة ِم ْن ِع ْن ِد ِه فَ ُع ِّم َي ْت َعلَ ْي ُك ْم أَُن ْل ِزُم ُك ُم َ‬
‫ص ُرِني ِم َن‬ ‫ون * َوَيا قَ ْوِم َم ْن َي ْن ُ‬ ‫َر ُك ْم قَ ْو ًما تَ ْج َهلُ َ‬ ‫َم ُنوا إِ َّن ُه ْم ُم ََلقُو َرِّب ِه ْم َولَ ِك ِّني أ َا‬ ‫ين آ َ‬‫ارِد الَِّذ َ‬ ‫اهلل َو َما أََنا ِبطَ ِ‬ ‫علَى ِ‬
‫َ‬
‫ب َوََّل أَقُو ُل إِ ِّني َملَك َوََّل أَقُو ُل‬ ‫ون * وََّل أَقُو ُل لَ ُكم ِع ْن ِدي َخ َزِاة ُن ِ‬ ‫اهلل إِ ْن َ‬‫ِ‬
‫َعلَ ُم ال َغ ْي َ‬
‫اهلل َوََّل أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ط َرْدتُ ُه ْم أَفَ ََل تَ َذ َّك ُر َ َ‬
‫وح قَ ْد‬ ‫ين * قَالُوا َيا ُن ُ‬ ‫َعلَ ُم ِب َما ِفي أَ ْنفُ ِس ِه ْم إِ ِّني إِ ًذا لَ ِم َن الظَّالِ ِم َ‬ ‫َع ُي ُن ُك ْم لَ ْن ُي ِْْت َي ُه ُم اهللُ َخ ْي ًار اهللُ أ ْ‬ ‫ين تَْزَد ِري أ ْ‬ ‫لِلَِّذ َ‬
‫اء َو َما أَ ْنتُ ْم‬ ‫ش َ‬ ‫ال إِ َّن َما َيأ ِْتي ُك ْم ِب ِه اهللُ إِ ْن َ‬ ‫ين * قَ َ‬ ‫الص ِاد ِق َ‬
‫ت ِم َن َّ‬ ‫ت ِج َدالَ َنا فَأ ِْت َنا ِب َما تَِع ُد َنا إِ ْن ُك ْن َ‬ ‫اد ْلتََنا فَأَ ْكمَْر َ‬
‫َج َ‬
‫َن ُي ْغ ِوَي ُك ْم ُه َو َرُّب ُك ْم َوِالَ ْي ِه تُْر َج ُع َ‬
‫ون‬ ‫ان اهللُ ُي ِر ُ‬
‫يد أ ْ‬ ‫ص َح لَ ُك ْم إِ ْن َك َ‬ ‫َن أَ ْن َ‬‫ت أْ‬ ‫ص ِحي إِ ْن أ ََرْد ُ‬ ‫ين * َوََّل َي ْنفَ ُع ُك ْم ُن ْ‬ ‫ِب ُم ْع ِج ِز َ‬
‫ون](‪.)2‬‬ ‫امي َوأََنا َب ِريء ِم َّما تُ ْج ِرُم َ‬ ‫ون افْتَراه ُق ْل إِ ِن افْتَرْيتُ ُه فَعلَ َّي إِ ْجر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫* أ َْم َيقُولُ َ َ ُ‬

‫(‪ )4‬حوار األنبياء مع غري البشر ‪:‬‬


‫ان‬
‫اله ْد ُه َد أ َْم َك َ‬ ‫ِ‬ ‫كحوار سليمان عليه السالم مق الددند ‪ ،‬قا تعالى [ َوتَفَقَّ َد الطَّ ْي َر فَقَ َ‬
‫ال َما ل َي ََّل أ ََرى ُ‬
‫ث َغ ْير ب ِع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِد ً‬ ‫ُع ِّذ َبنَّ ُه َع َذ ًابا َ‬ ‫ِم َن ال َغ ِاة ِب َ‬
‫طت‬
‫َح ُ‬ ‫ال أ َ‬‫يد فَقَ َ‬ ‫ين * فَ َم َك َ َ َ‬ ‫ان ُم ِب ٍ‬‫طٍ‬ ‫س ْل َ‬‫يدا أ َْو َألَذ َْب َح َّن ُه أ َْو لَ َيأْت َي ِّني ِب ُ‬ ‫ين * َأل َ‬
‫ش ْي ٍء َولَ َها َع ْرش‬ ‫ام َأرَةً تَ ْملِ ُك ُه ْم َوأُوِت َي ْت ِم ْن ُك ِّل َ‬
‫ت ْ‬ ‫ين * إِ ِّني َو َج ْد ُ‬ ‫س َبٍإ ِب َن َبٍإ َي ِق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِب َما لَ ْم تُح ْط ِبه َو ِج ْةتُ َك م ْن َ‬
‫يل‬‫الس ِب ِ‬
‫َّه ْم َع ِن َّ‬ ‫صد ُ‬ ‫َّن لَ ُه ُم َّ‬ ‫ون ِ‬ ‫ ُس ِم ْن ُد ِ‬ ‫لش ْم ِ‬‫ون لِ َّ‬ ‫ِ‬
‫َع َمالَ ُه ْم فَ َ‬
‫ان أ ْ‬‫الش ْيطَ ُ‬ ‫اهلل َو َزي َ‬ ‫س ُج ُد َ‬
‫َعظيم * َو َج ْدتُ َها َوقَ ْو َم َها َي ْ‬
‫ون *‬ ‫ون َو َما تُ ْعلِ ُن َ‬‫ض َوَي ْعلَ ُم َما تُ ْخفُ َ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْب َء في َّ َ َ‬ ‫هلل الَِّذي ُي ْخ ِر ُج َ‬ ‫ون * أَََّّل يسج ُدوا ِ‬
‫َُْ‬ ‫فَ ُه ْم ََّل َي ْهتَ ُد َ‬
‫ْه ْب ِب ِكتَا ِبي َه َذا فَأَْل ِق ِه‬
‫ين * اذ َ‬ ‫ت ِم َن ال َك ِاذ ِب َ‬ ‫ْت أ َْم ُك ْن َ‬‫َص َدق َ‬‫س َن ْنظُُر أ َ‬ ‫ال َ‬ ‫الع ِظ ِيم * قَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫الع ْر ِ‬
‫ب َ‬ ‫اهللُ ََّل إِلَ َه إََِّّل ُه َو َر ُّ‬
‫ون] (‪.)3‬‬ ‫إِلَ ْي ِه ْم مُ َّم تََو َّل َع ْن ُه ْم فَا ْنظُ ْر َما َذا َي ْر ِج ُع َ‬

‫رابعاً ‪ :‬حوار املؤمنني مع بعض ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة األعراف اآليات ‪128‬ل‪. 129‬‬


‫(‪ )2‬سورة نود اآليات ‪27‬ل‪. 35‬‬
‫(‪ )3‬سورة النم اآليات ‪21‬ل‪. 28‬‬
‫ش ِاف ِق َ‬
‫ين *‬ ‫َهلِ َناا ُم ْ‬
‫ون * قَاالُوا إِ َّناا ُك َّناا قَ ْبا ُل ِفاي أ ْ‬
‫ااءلُ َ‬
‫س َ‬‫اض َيتَ َ‬‫ض ُه ْم َعلَاى َب ْع ٍ‬ ‫كنحو قوله تعالى ‪َ [ :‬وأَق َْب َل َب ْع ُ‬
‫يم](‪. )1‬‬ ‫وم * إِ َّنا ُك َّنا ِم ْن قَ ْب ُل َن ْدعوه إِ َّن ُه ُهو الب ُّر َّ ِ‬
‫السم ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫اب َّ ُ‬ ‫فَ َم َّن اهللُ َعلَ ْي َنا َو َوقَا َنا َع َذ َ‬

‫خامساً ‪ :‬حوار الكافرين مع بعض ‪:‬‬


‫َن َوََّل ِبالَِّذي َب ْي َن َي َد ْي ِه َولَ ْو تََرى إِِذ‬ ‫ين َكفَُروا لَ ْن ُن ْْ ِم َن ِب َه َذا القُ ْرآ ِ‬ ‫كنحو قوله تعالى ‪َ [ :‬وقَا َل الَِّذ َ‬
‫استَ ْك َب ُروا لَ ْوََّل‬
‫ين ْ‬ ‫ض ِعفُوا لِلَِّذ َ‬
‫استُ ْ‬‫ين ْ‬ ‫ض القَ ْو َل َيقُو ُل الَِّذ َ‬ ‫ض ُه ْم إِلَى َب ْع ٍ‬ ‫ون ِع ْن َد َرِّب ِه ْم َي ْر ِجعُ َب ْع ُ‬‫ون َم ْوقُوفُ َ‬ ‫الظَّالِ ُم َ‬
‫ين استُ ْ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال الَِّذ َ‬ ‫أَ ْنتُ ْم لَ ُك َّنا ُم ْْ ِم ِن َ‬
‫اله َدى َب ْع َد إِ ْذ َج َ‬
‫اء ُك ْم َب ْل ُك ْنتُ ْم‬ ‫ص َد ْد َنا ُك ْم َع ِن ُ‬‫ضعفُوا أََن ْح ُن َ‬ ‫استَ ْك َب ُروا للَّذ َ ْ‬‫ين ْ‬ ‫ين * قَ َ‬
‫اهلل َوَن ْج َع َل لَهُ‬ ‫ار إِ ْذ تَأْمروَن َنا أَ ْن َن ْكفُر ِب ِ‬ ‫استَ ْك َبروا َب ْل م ْكر اللَّْي ِل َو َّ‬
‫الن َه ِ‬ ‫ض ِعفُوا لِلَِّذ َ‬ ‫ال الَِّذ َ‬ ‫ُم ْج ِرِم َ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ين ْ ُ‬ ‫استُ ْ‬ ‫ين ْ‬ ‫ين * َوقَ َ‬
‫ين َكفَُروا َه ْل ُي ْج َز ْو َن إََِّّل َما َكا ُنوا‬ ‫ق الَِّذ َ‬ ‫اب َو َج َع ْل َنا األَ ْغ ََل َل ِفي أ ْ‬
‫َع َنا ِ‬ ‫الع َذ َ‬
‫ام َة لَ َّما َأر َُوا َ‬ ‫َّ‬
‫َس ُّروا الن َد َ‬ ‫ادا َوأ َ‬ ‫أَ ْن َد ً‬
‫ون](‪. )2‬‬ ‫َي ْع َملُ َ‬

‫سادساًًً ‪ :‬حوار غري البشر ‪:‬‬


‫كحوار النمل مح رة رفيقاتدا من سليمان عليه السالم وجنوده ‪ .‬قا تعالى ‪َ [ :‬حتَّى إِ َذا أَتَ ْوا َعلَى َو ِاد‬
‫ِ‬ ‫النم ُل ْاد ُخلُوا م ِ‬
‫ون] (‪.)3‬‬ ‫ش ُع ُر َ‬
‫ودهُ َو ُه ْم ََّل َي ْ‬
‫ان َو ُجنُ ُ‬ ‫ساك َن ُك ْم ََّل َي ْحط َمنَّ ُك ْم ُ‬
‫سلَ ْي َم ُ‬ ‫َ َ‬ ‫الن ْم ِل قَالَ ْت َن ْملَة َيا أَي َ‬
‫ُّها َّ ْ‬ ‫َّ‬

‫سابعاً ‪ :‬حوار صاحيب اجلنتني ‪:‬‬


‫اه َماا‬
‫اب َو َحفَ ْف َن ُ‬ ‫َح ِد ِه َما َج َّنتَ ْي ِن ِم ْن أ ْ‬
‫َع َن ٍ‬ ‫ِ‬
‫اض ِر ْب لَ ُه ْم َممًََل َر ُجلَ ْي ِن َج َع ْل َنا أل َ‬ ‫كما جاء لك في قوله تعالى ‪َ [ :‬و ْ‬
‫اه‬
‫اان لَ ُ‬
‫ار * َو َك َ‬ ‫َّرَناا ِخ ََل لَ ُه َماا َن َه ًا‬ ‫الج َّنتَ ْي ِن آَتَ ْت أُ ُكلَ َها َولَ ْم تَ ْظلِ ْم ِم ْن ُه َ‬
‫ش ْاي ًةا َوفَج ْ‬
‫ِ‬
‫ِب َن ْخ ٍل َو َج َع ْل َنا َب ْي َن ُه َما َزْر ًعا * ك ْلتَا َ‬
‫ان‬
‫اال َماا أَظُ ُّ‬ ‫االم ِل َن ْف ِس ِاه قَ َ‬
‫ظِ‬ ‫اه َو ُه َاو َ‬ ‫َع ُّز َنفًَار * َوَد َخ َال َج َّنتَ ُ‬ ‫ِ‬
‫اوُرهُ أََنا أَ ْكمَُر م ْن َك َم ًاَّل َوأ َ‬ ‫اح ِب ِه َو ُه َو ُي َح ِ‬
‫ال لِص ِ‬
‫مَ َمر فَقَ َ َ‬
‫اه‬ ‫ار ِم ْن َهااا ُم ْن َقلَ ًبااا * قَا َ‬
‫اال لَا ُ‬ ‫ت إِلَااى رِّبااي َأل ِ‬
‫َجا َاد َّن َخ ْيا ًا‬ ‫َ‬ ‫اع َة قَ ِاة َما ًة َولَا ِاة ْن ُرِد ْد ُ‬
‫السا َ‬
‫ان َّ‬ ‫َن تَِبيا َاد َها ِاذ ِه أ ََبا ًادا * َو َمااا أَظُا ُّ‬
‫أْ‬
‫اك َر ُج ًاَل * لَ ِك َّناا ُه َاو اهللُ َرِّباي َوََّل‬ ‫س َّاو َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اب مُ َّام م ْان ُن ْطفَاة مُ َّام َ‬ ‫اك ِم ْان تُار ٍ‬
‫َ‬ ‫ت ِبالَّ ِاذي َخلَقَ َ‬ ‫ص ِ‬
‫اح ُب ُه َو ُه َاو ُي َح ِ‬
‫ااوُرهُ أَ َكفَ ْار َ‬ ‫َ‬
‫ش ِر ُك ِب َرِّبي أ َ‬
‫(‪)4‬‬
‫َح ًدا] ‪.‬‬ ‫أُ ْ‬

‫ثامناً ‪ :‬حوار الكافرين مع املؤمنني ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة الطور اآليات ‪25‬ل‪. 28‬‬


‫(‪ )2‬سورة سبأ اآليات ‪31‬ل‪. 33‬‬
‫(‪ )3‬سورة النم آي ‪. 18‬‬
‫(‪ )4‬سورة الكدف اآليات ‪32‬ل‪.44‬‬
‫س َبقُوَنا إِلَ ْي ِه َوِا ْذ لَ ْم َي ْهتَ ُدوا ِب ِه‬
‫ان َخ ْي ًار َما َ‬
‫َم ُنوا لَ ْو َك َ‬ ‫ين َكفَُروا لِلَِّذ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫ال الَِّذ َ‬
‫كنحو قوله تعالى ‪َ [ :‬وقَ َ‬
‫ون َه َذا إِفْك قَِديم](‪. )1‬‬
‫س َيقُولُ َ‬
‫فَ َ‬
‫نن لكث ث مجتد ثثد طريقث ث ف ثثي‬ ‫والمج ثثا واس ثثق لالس ثثتنباط ف ثثي أنث ثواع الحث ثوار الموج ثثود ف ثثي القث ثرآن حيث ث‬
‫ت اآليات ‪ ،‬وفدم معانيدا ‪ ،‬وسبر أغوارنا ‪.‬‬ ‫ا ستنباط وا ستقراء ‪ ،‬ومن م عرض لك من خال تلمح د‬

‫(‪ )1‬سورة األحقاف آي ‪. 11‬‬


‫املبحـــــــــــــث اخلــــــــامس‬
‫آداب احلــــــــــــــــــــوار يف القــــــــــرآن الكريـــــــــــــــم‬
‫آداب احلوار ‪:‬‬
‫حصر لدا ‪ ،‬وسأقتصر على أنمدا من وجد نظري ‪ .‬فمن لك ‪:‬‬ ‫للحوار آداب‬

‫(‪ )1‬اإلخالص ‪:‬‬


‫أن يبتغي المحاور ويقصد بحواره وجه اهلل ‪ ،‬ويجع نيته صادقه خالص لينا األجر والم وب منه‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يبتغي به وجه اهلل فدو وبا على صاحبه ‪ ،‬يقو سبحانه ‪َ [ :‬و َما أُم ُروا إَِّل ل َي ْع ُب ُدوا اهللَ‬ ‫سبحانه ‪ .‬وك عم‬
‫ين القَ ِّي َم ِة](‪)1‬وكلما رجا المحاور ماعند مو ه‬ ‫الزَكاةَ َوَذلِ َك ِد ُ‬
‫الص ََلةَ َوُي ْْتُوا َّ‬
‫يموا َّ‬ ‫ِ‬
‫اء َوُيق ُ‬
‫ِّين ُح َنفَ َ‬
‫ين لَ ُه الد َ‬
‫ص َ‬‫م ْخلِ ِ‬
‫ُ‬
‫سبحانه أ مر حواره وكانت نتيجته نيجابي ‪.‬‬
‫فعلى المحاور قب أن يدخ في أي حوار أن ينظر نلثى نيتثه ‪ ،‬ألن مثدار العمث الصثادق علثى النيث ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫كما قا صلى اهلل عليه وسلم "ننما األعما بالنيات"‬
‫(‪)3‬‬
‫لقوله صلى اهلل عليه وسثلم‪":‬مثن‬ ‫وأن يكون صافي النفح ‪ ،‬بعيدا عن الرياء والسمع ‪ ،‬وحب الظدور‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫طلب العلم ليجاري به العلماء ‪ ،‬أو ليماري به السفداء ‪ ،‬أو يصرف به وجوه الناح نليه أدخله اهلل النار "‬

‫(‪ )2‬طلب احلق ‪ ,‬وعدم االنتصار للنفس ‪:‬‬


‫ون ا من أنم آداب الحوار‪ ،‬ب نو قاعدة جليل القدر ‪ ،‬فالغرض من الدخو في المناظرات أو‬
‫المكاسب ال اتي ‪ .‬لقوله‬ ‫المحاورات نو طلب الحق والوصو نليه ‪ ،‬تحقيق أغراض شخصي ‪ ،‬و_يادة في‬
‫ين](‪ )5‬ون ه عدة‬‫سلِ ِم َ‬
‫الم ْ‬
‫ُ‬ ‫صالِ ًحا َوقَا َل إِ َّن ِني ِم َن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُن قَ ْوًَّل م َّم ْن َد َعا إِلَى اهلل َو َعم َل َ‬
‫َح َ‬
‫تبارك وتعالى ‪َ [ :‬و َم ْن أ ْ‬
‫أقوا نبي لبعض العلماء تؤكد ن ا األدب وتح عليه ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ث رحمثه اهلل ث ‪" :‬مثا نثاظرات أحثدا ن ولثم أبثا بثين الحثق علثى لسثاني أو لسثانه " قثا‬ ‫قثا الشثافعي‬
‫(‪)7‬‬
‫معلقا على لك ‪ " :‬ون ا يد على أنه لم يكن له قصد ن في ظدور الحق ولو كان على لسثان‬ ‫ابن رجب‬
‫غيره ممن يناظره أو يخالفه " ‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البين آي ‪. 5‬‬


‫(‪ )2‬صحيب البخاري كتاب بدء الثوحي بثاب كيثف كثان بثدء الثوحي نلثى رسثو اهلل صثلى اهلل عليثه وسثلم ص‪ 1‬رقثم ‪ . 1‬صثحيب‬
‫مسلم كتاب اممارة باب قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪" :‬ننما األعما بالني ‪ "...‬ص‪ 1156‬رقم ‪. 1917‬‬
‫(‪ )3‬كيف تحاورين لعبل جواد الدرا ص ‪. 19‬‬
‫(‪ )4‬سثثنن الترم ث ي ‪ ،‬كتثثاب العلثثم عثثن رسثثو اهلل صثثلى اهلل عليثثه وسثثلم بثثاب فثثيمن يطلثثب بعلمثثه الثثدنيا ص‪ 612‬رقثثم ‪. 2654‬‬
‫وحسنه األلباني في صحيب الجامق ‪ 1191/2‬رقم ‪. 6383‬‬
‫(‪ )5‬سورة فصلت آي ‪. 33‬‬
‫(‪ )6‬حلي األولياء لألصفداني ‪ . 118/9‬المجموع للنووي ‪. 54/1‬‬
‫(‪ )7‬الفرق بين النصيح والتعيير ص‪. 15‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يفثرق بثين أن تظدثر الضثال‬ ‫ث رحمثه اهلل ث ‪" :‬أن يكثون فثي طلثب الحثق كناشثد ضثال‬ ‫وقثا الغ ا_لثي‬
‫عرفه الخطأ‪ ،‬وأظدر له الحق" ‪.‬‬
‫على يده أو على يد من يعاونه ‪ ،‬ويرى رفيقه معينا خصما ويشكره ن ا ّ‬
‫وفثي م التعصثب ‪ ،‬ولثو كثان للحثق‪ ،‬يقثو الغ ا_لثي(‪ )2‬ث رحمثه اهلل ث " التعصثب سثبب يرسثخ العقا ثد فثي‬
‫النفثثوح ونثثو مثثن آفثثات علمثثاء السثثوء ‪ ،‬فثثإندم يبثثالغون فثثي التعصثثب للحثثق‪ ،‬وينظثثرون نلثثى المخثثالفين بعثثين‬
‫مثثندم الثثدعوى بالمكافثثأة ‪ ،‬والمقابل ث ‪ ،‬والمعامل ث ‪ ،‬وتتثثوفر ب ثواع دم علثثى طلثثب‬ ‫ا _دراء وا سثثتحقار ‪ ،‬فتنبع ث‬
‫نصرة الباط ‪ ،‬ويقوى غرضدم في التمسك بما نسبوا نليه ‪ ،‬ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحم والنصب في‬
‫يقثثوم ن با سثثتتباع ‪ ،‬و‬ ‫فثثي معثثرض التعصثثب والتحقيثثر لنجح ثوا فيثثه ‪ ،‬ولكثثن لمثثا كثثان الجثثاه‬ ‫الخلثثوة ‪،‬‬
‫التعصب ‪ ،‬واللعن والشتم للخصوم ‪ ،‬اتخ وا التعصب عادتدم وآلتدم"‬ ‫يستمي األتباع م‬
‫يفسثد القلثوب ‪ ،‬ويدثيج‬ ‫والمقصود أن يكون الحوار بري ا مثن التعصثب ‪ ،‬خالصثا لطلثب الحثق ‪ ،‬حتثى‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬فت نب ب لك مرته المرجوة منه‪.‬‬ ‫النفوح ‪ ،‬ويولد النفرة ‪ ،‬ويوغر الصدور ‪ ،‬وينتدي ن القطيع‬

‫(‪ )3‬أهلية احملاور ‪:‬‬


‫يقدم على الحوار بدون تأني فيخ‬ ‫و بد أن يكون المحاور متسلحا بسالح العلم والمعرف ‪ ،‬حتى‬
‫يريد أن ينصره ‪.‬‬ ‫الحق من حي‬
‫فيدخ المحاور للنقاا وعنده الحصيل العلمي ‪ ،‬والقوة ال قافي بالحج والبرنان ‪ ،‬وقد عاب اهلل‬
‫ص َر‬
‫الب َ‬ ‫ ُس لَ َك ِب ِه ِع ْلم إِ َّن َّ‬
‫الس ْم َع َو َ‬ ‫ف َما لَ ْي َ‬
‫سبحانه على من يدخ في أمر وليح عنده علم بقوله ‪َ [ :‬وََّل تَ ْق ُ‬
‫س ُةوًَّل](‪. )4‬‬ ‫اد ُك ُّل أُولَ ِة َك َك َ‬
‫ان َع ْن ُه َم ْ‬ ‫َوالفُ َْ َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ث يرحمثه اهلل ث ‪" :‬وقثد يندثون عثن المجادلث والمنثاظرة ن ا كثان المنثاظر‬ ‫قثا شثيخ امسثالم ابثن تيميث‬
‫تعرفثه‬ ‫ضعيف العلم بالحج ‪ ،‬وجواب الشبد فيخاف عليه أن يفسده لثك المضث " فثال تنثاقا فثي موضثوع‬
‫جيدا ‪ ،‬و تدافق عن فكرة ن الم تكن علثى اقتنثاع تثام بدثا ‪ ،‬فإنثك نن فعلثت عرضثت نفسثك لإلحث ار ‪ ،‬وأسثأت‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫نلى الفكرة التي تحملدا وتدافق عندا‬

‫(‪ )4‬التدرج يف العرض ‪:‬‬

‫(‪ )1‬أحياء علوم الدين ‪. 44/1‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابق ‪. 41/1‬‬
‫(‪ )3‬أصو الحوار وآدابه في امسالم لصالب بن حميد ص‪21‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )4‬سورة امسراء آي ‪.36‬‬
‫(‪ )5‬درء تعارض العق والنق لشيخ امسالم ابن تيمي ‪.173/7‬‬
‫(‪ )6‬في أصو الحوار للندوة العالمي للشباب امسالمي ص‪.42‬‬
‫كون أرضي سدل مناسب للتقبث والتلقثي‬ ‫يبدأ في الحوار باألنم م المدم ‪ ،‬حتى يستطيق المحاور أن ُي ّ‬
‫‪ ،‬م ا لك ‪:‬‬
‫َن آَتَاهُ‬‫يم ِفي َرِّب ِه أ ْ‬ ‫حوار نبرانيم عليه السالم مق النمرود ‪ ،‬قا سبحانه ‪[ :‬أَلَم تَر إِلَى الَِّذي ح َّ ِ ِ‬
‫اج إ ْب َراه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫يم فَِإ َّن اهللَ َيأْتي ِب َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫ ُس‬ ‫ِ‬ ‫يت قَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُح ِيي َوأُم ُ‬ ‫يم َرِّب َي الَِّذي ُي ْح ِيي َوُي ِم ُ‬ ‫اهلل الم ْل َك إِ ْذ قَ َ ِ ِ‬
‫ال إ ْب َراه ُ‬ ‫يت قَا َل أََنا أ ْ‬ ‫ال إ ْب َراه ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ت الَِّذي َكفَ َر َواهللُ ََّل َي ْه ِدي القَ ْوَم الظَّالِ ِم َ‬
‫الم ْغ ِر ِب فَ ُب ِه َ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِر ِ ِ‬
‫ق فَأْت ِب َها م َن َ‬
‫ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫ين] ‪.‬‬ ‫الم ْ‬
‫م َن َ‬
‫ابتدأ نبرانيم عليه السالم في حواره بما نو أنم وني امحياء واممات وفيدا ن بات الربوبي هلل ع_ وجث‬
‫أحضثر رجلثين مثن‬ ‫في قوله "ربي ال ي يحي ويميت " والتي ّادعانا النمرود بقوله ‪ " :‬أنا أحيي وأميت " حيث‬
‫السجن فقت أحدنما وعفا عن اآلخر ‪ ،‬فانتق نبرانيم عليه السالم نلى درج أعلى في سثلم الحجث والبرنثان ‪،‬‬
‫يسثتطيق النمثرود أن يغثالط فيثه قثا ال ‪" :‬فثإن اهلل يثأت بالشثمح مثن المشثرق فثأت بدثا مثن‬ ‫حي أورد دلثيال ًَ‬
‫المغثثرب " فكانثثت النتيجث أمثثام نث ه الحجث القويث أن بدثثت النمثثرود ‪ ،‬ولثثم يحثثر جوابثثا كمثثا قثثا سثثبحانه "فبدثثت‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ال ي كفر"‬

‫(‪ )5‬البساطة والوضوح ‪:‬‬


‫ن ا كان الكالم سدال وواضحا لم يحتج السامق نلى تأويالت أو تخمينات حتى يفدثم مثا يثدار أمامثه مثن‬
‫حثوار أو كثثالم ‪ ،‬وا ا كثثان قريبثثا بينثثا فلثثن يث نب يمنث ويسثرة‪ ،‬ويؤلثثه تثثؤيال آخثثر‪ .‬لث لك تقثثو عا شث رضثثي اهلل‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫عندا ‪" :‬كان كالم رسو اهلل صلى اهلل عليه وسلم كالما فصال يفدمه ك من سمعه"‬
‫ولو تتبعنا أساليب الحوار الموجودة في القرآن الكريم لوجثدنانا سثدل وواضثح ‪ ،‬وقريبث الفدثم لكث أحثد‬
‫‪ ،‬فال تجد لك التقعر ‪ ،‬و تلك العبارات الغريب الصعب ‪ ،‬ألن المقصد من لك كله نو أن تص الرسال نلى‬
‫قلوب الناح وآ اندم ‪ ،‬ولتقوم ب لك الحج عليدم ‪.‬‬
‫صدِّيقًا َن ِبيًّا * إِ ْذ قَا َل‬ ‫ان ِ‬ ‫يم إِ َّن ُه َك َ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫فمن لك حوار نبرانيم عليه السالم مق أبيه ‪َ [ :‬وا ْذ ُك ْر في الكتَاب إ ْب َراه َ‬
‫ش ْي ًةا * يا أَب ِت إِ ِّني قَ ْد جاء ِني ِم َن ِ‬
‫الع ْلِم َما لَ ْم‬ ‫ص ُر َوََّل ُي ْغ ِني َع ْن َك َ‬ ‫يه يا أَب ِت لِم تَعب ُد ما ََّل يسمع وََّل ي ْب ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ ُ َ ُ‬ ‫ألَِب َ َ َ ْ ُ َ‬
‫صيًّا * َيا أ ََب ِت إِنِّي‬ ‫ان لِ َّلر ْحم ِن ع ِ‬
‫َ َ‬ ‫ان َك َ‬ ‫ان إِ َّن َّ‬
‫الش ْيطَ َ‬ ‫الش ْيطَ َ‬‫س ِويًّا * َيا أ ََب ِت ََّل تَ ْع ُب ِد َّ‬ ‫يأ ِْت َك فَاتَِّبع ِني أ ْ ِ ِ‬
‫َهد َك ص َارطًا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يم لَ ِة ْن لَ ْم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت َع ْن آَل َهتي َيا إ ْب َراه ُ‬ ‫اغب أَ ْن َ‬ ‫ال أَر ِ‬
‫ان َوليًّا * قَ َ َ‬
‫لش ْيطَ ِ ِ‬ ‫ون لِ َّ‬ ‫س َك َع َذاب ِم َن َّ‬
‫الر ْح َم ِن فَتَ ُك َ‬ ‫َن َي َم َّ‬‫اف أ ْ‬ ‫َخ ُ‬ ‫أَ‬
‫ان ِبي َح ِفيًّا * َوأ ْ‬
‫َعتَ ِزلُ ُك ْم َو َما تَ ْد ُع َ‬
‫ون‬ ‫َستَ ْغ ِف ُر لَ َك َرِّبي إِنَّ ُه َك َ‬
‫سأ ْ‬
‫س ََلم َعلَ ْي َك َ‬ ‫ال َ‬‫اه ُج ْرِني َملِيًّا * قَ َ‬
‫تَ ْنتَ ِه َأل َْر ُج َم َّن َك َو ْ‬
‫ش ِقيًّا] (‪. )4‬‬ ‫اء َرِّبي َ‬ ‫ون ِب ُدع ِ‬
‫سى أَََّّل أَ ُك َ َ‬
‫ِم ْن ُد ِ ِ‬
‫ون اهلل َوأ َْد ُعو َرِّبي َع َ‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة آي ‪.258‬‬


‫(‪ )2‬أسلوب الحوار في القرآن الكريم ألوننا ص‪.131‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )3‬سنن أبي داود كتاب األدب باب الددى في الكالم ص‪ 684‬رقم ‪ 4839‬وحسنه األلباني في صثحيب أبثي داود ‪ 917/3‬رقثم‬
‫‪. 4151‬‬
‫(‪ )4‬سورة مريم اآليات ‪41‬ل‪.48‬‬
‫نالحظ في ن ه اآليات البساط والسثدول تبثدو واضثح وجليث ‪ ،‬فعلثى المحثاور التأسثي بأسثلوب القثرآن‬
‫تجدض العمليث‬ ‫الكريم في الحوار فيتجنب امغراب في الكالم ويخاطب الناح باللغ التي يفدموندا ‪ ،‬حتى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحواري‬

‫(‪ )6‬حسن اإلنصات ‪:‬‬


‫ون ا المبدأ من األنمي بمكان في الحثوار ‪ ،‬ألنثك بحسثن امنصثات ستكسثب الطثرف اآلخثر ‪ ،‬ونثو فثن‬
‫عظثثيم مثثن فنثثون التعام ث مثثق اآلخ ثرين وكمثثا نثثو أدب مثثن آداب الح ثوار ‪ ،‬فدثثو أيضثثا أدب مطلثثوب مثثن آداب‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬ل ا يقو النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬استنصت الناح "‬ ‫الحدي‬
‫يراعى فيدا آداب ا ستماع ‪ ،‬وحسن امنصات ‪ ،‬فما نن‬ ‫ومما يالحظ أن الك ير من مجالح الحوار‬
‫األشر من لك أن يسكته‬
‫يبدأ شخص ّما في طرح فكرة معين ‪ ،‬حتى يقوم آخر باقتحام الحدي عليه ‪ ،‬و ّ‬
‫ويكم نو ‪ ،‬ويمسك دف الحدي ‪ ،‬و يبالي بمشاعر المتحد (‪ ، )3‬ولنق أر بعض اآليات من كتاب اهلل يتجلى‬
‫ُّها‬
‫ال َيا أَي َ‬
‫فيدا أدب ا ستماع ‪ ،‬وفن امنصات ‪ ،‬يقو سبحانه حاكيا على لسان نبيه سليمان عليه السالم ‪[ :‬قَ َ‬
‫ين] (‪ )4‬فسليمان عليه السالم أخ بتوجيه سؤا لمن حوله ‪ ،‬م‬ ‫سلِ ِم َ‬ ‫يني ِب َع ْر ِش َها قَ ْب َل أ ْ‬
‫َن َيأْتُوِني ُم ْ‬
‫الم ََلُ أ َُّي ُكم يأ ِْت ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ال ِع ْفريت‬ ‫أحسن امنصات واستمق لإلجاب ‪ ،‬فكانت نجاب األو ‪ "" :‬مق أن الجواب يكفي من دون قوله ‪[:‬قَ َ‬
‫مق أن الجواب يكفي من دون قوله‬ ‫ي أِ‬
‫َمين]‬ ‫ام َك َوِا ِّني َعلَ ْي ِه لَقَ ِو ٌّ‬
‫(‪)5‬‬ ‫َن تَقُوم ِم ْن مقَ ِ‬
‫الج ِّن أََنا آ َِتي َك ِب ِه قَْب َل أ ْ‬
‫ِم َن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َمين " ومق ن ه امضاف التي مدح فيدا العفريت نفسه ن أن نبي اهلل سليمان أرنف له‬ ‫ي أِ‬ ‫" َوِا ِّني َعلَ ْي ِه لَقَ ِو ٌّ‬
‫السمق وتركه يتكلم حتى أتم كالمه ‪.‬‬
‫يك ِب ِه قَْب َل أ ْ‬
‫َن َي ْرتَ َّد إِلَ ْي َك طَ ْرفُ َك](‪. )6‬‬ ‫اب أََنا آ َِت َ‬ ‫ال الَِّذي ِع ْن َده ِع ْلم ِم َن ِ‬
‫الكتَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫م أجاب ال اني ‪[ :‬قَ َ‬
‫وألن المقثثام يتسثثق لعثثرض أم لث أخثثرى ‪ ،‬لكثثن يكفثثي مثثن القثثالدة مثثا أحثثاط بثالعنق ‪ ،‬فمثثن نث ا الم ثثا‬
‫القرآني البديق ‪ ،‬وغيره ك ير ‪ ،‬يتبين لنا أنمي ا سثتماع ‪ ،‬وحسثن امنصثات ‪ ،‬وأن لثه شثأنا ‪ ،‬وقيمث كبثرى فثي‬
‫نجاح الحوار ‪ ،‬والخرو منه ب مار يانع ‪ ،‬وفوا د جم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أسلوب الحوار في القرآن الكريم ألوننا ص‪152‬وما بعدنا بتصرف ‪.‬‬
‫رقثم‬ ‫(‪ )2‬صحيب مسلم كتاب اميمان باب بيان معنثى قثو النبثي صثلى اهلل عليثه وسثلم ‪ :‬ترجعثوا بعثدي كفثا ار ‪ ..‬ص‪52‬‬
‫‪.188‬‬
‫(‪ )3‬كيف تحاورين لعبل الدرا ص‪ .62‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )4‬سورة النم أي ‪. 38‬‬
‫(‪ )5‬سورة النم آي ‪. 39‬‬
‫(‪ )6‬سورة النم آي ‪. 41‬‬
‫(‪ )7‬احلكمة واملوعظة احلسنة ‪:‬‬
‫الحكمث مثثن الكلمثثات الجامعث لك يثثر مثثن المعثثاني ‪ ،‬ونثثي الفدثثم العميثق ألحكثثام الثثدين ومقاصثثده والقثثدرة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫على معالج األمور ‪ ،‬وامصاب في القو والعم‬
‫سبحانه وصف عبادة المؤمنين بأندم يتكلمون بالكالم الطيب الحسن ‪ ،‬فقا سبحان ‪َ [:‬و ُه ُدوا إِلَى‬ ‫واهلل‬
‫يد](‪ )2‬فنحن مأمورون بالكلم الطيب ‪ ،‬والعبارة السلس الجميل التي‬ ‫اط الح ِم ِ‬
‫صر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الطَّ ِّي ِب ِم َن‬
‫َ‬ ‫القَ ْول َو ُه ُدوا إلَى َ‬
‫تتغلغ نلى القلوب بال است ان ‪ ،‬فالبرغم من جبروت فرعون وشدته ‪ ،‬ن أن اهلل سبحانه أمر نبيه موسى‬
‫شى](‪.)3‬‬ ‫وأخاه نارون بأن يتكلموا معه بالحسنى واللين ‪ ،‬قا سبحانه ‪[:‬فَقُوََّل لَ ُه قَ ْوًَّل لَ ِّي ًنا لَ َعلَّ ُه َيتَ َذ َّك ُر أ َْو َي ْخ َ‬
‫اب إََِّّل‬ ‫َه َل ِ‬
‫الكتَ ِ‬ ‫وأمرنا سبحانه أن نتحاور مق أن الكتاب بالكالم الحسن ‪ ،‬فقا سبحانه ‪َ [ :‬وََّل تُ َج ِادلُوا أ ْ‬
‫احد َوَن ْح ُن‬ ‫ين ظَلَموا ِم ْنهم وقُولُوا آَم َّنا ِبالَِّذي أُْن ِز َل إِلَ ْي َنا وأُْن ِز َل إِلَ ْي ُكم واِلَه َنا وِالَه ُكم و ِ‬ ‫َِّ َِّ‬ ‫ِبالَِّتي ِه َي أ ْ‬
‫ْ َ ُ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫س ُن إَّل الذ َ ُ‬ ‫َح َ‬
‫ون](‪. )4‬‬‫سلِ ُم َ‬‫لَ ُه ُم ْ‬
‫َّك ُه َو‬‫س ُن إِ َّن َرب َ‬
‫َح َ‬‫س َن ِة َو َج ِاد ْل ُه ْم ِبالَِّتي ِه َي أ ْ‬ ‫الح َ‬
‫ِ‬
‫الم ْو ِعظَة َ‬
‫ِ ِ‬ ‫وقا سبحانه ‪ْ [:‬ادعُ إِلَى َ ِ‬
‫س ِبيل َرِّب َك ِبالح ْك َمة َو َ‬
‫ين](‪. )5‬‬‫الم ْهتَِد َ‬ ‫س ِبيلِ ِه َو ُه َو أ ْ‬
‫َعلَ ُم ِب ُ‬ ‫ض َّل َع ْن َ‬‫َعلَ ُم ِب َم ْن َ‬
‫أْ‬
‫فما أقرب القلوب في حا الكالم معدا بالكلم الطيب ‪ ،‬والعبارة اللطيف ‪ ،‬وما أبعثدنا فثي حثا التعامث‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫والعبارة الشديدة ‪ ،‬مدما كان الحق واضحا ومدما كانت الحج معك‬ ‫معدا بالكلم الغليظ‬

‫(‪ )8‬اختيار املكان والزمان ‪:‬‬


‫من المدم جدا في الحوار أن ينتقى المكثان ‪ ،‬ويختثار وقتثا مناسثبا ‪ ،‬يثتال م مثق الموضثوع المثراد الحثوار‬
‫فيه‪.‬‬
‫فيكون في مكان معد مسبقا ‪ ،‬أو مرتب له ‪ ،‬بعيد عن الصخب والضوضاء ‪ ،‬حتى يصفو ال نن ‪،‬‬
‫ويرتاح البا ‪ ،‬و ينشغ ال نن ن بشيء واحد نو الحوار ال ي جيء من أجله‬
‫اح ِب ُك ْم ِم ْن ِج َّن ٍة إِ ْن‬
‫ادى مُ َّم تَتَفَ َّكروا ما ِبص ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫َن تَقُوموا ِ‬
‫هلل َممْ َنى َوفَُر َ‬ ‫ُ‬ ‫اح َد ٍة أ ْ‬
‫َعظُ ُكم ِبو ِ‬
‫ْ َ‬
‫قا تعالى ‪ُ [:‬ق ْل إِ َّنما أ ِ‬
‫َ‬
‫ِ ٍ (‪)7‬‬ ‫ِ‬
‫شديد] ‪.‬‬ ‫اب َ‬ ‫ي َع َذ ٍ‬ ‫ُه َو إََِّّل َنذير لَ ُك ْم َب ْي َن َي َد ْ‬

‫(‪ )1‬أدب الحوار في امسالم لسيف الدين شانين ص‪.74‬‬


‫(‪ )2‬سورة الحج آي ‪.24‬‬
‫(‪ )3‬سورة طه آي ‪.44‬‬
‫(‪ )4‬سورة العنكبوت آي ‪. 46‬‬
‫(‪ )5‬سورة النح آي ‪. 125‬‬
‫(‪ )6‬قواعد ومنطلقات في أصو الحوار ورد الشبدات د‪ .‬عبداهلل الرحيلي ص‪ .21‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )7‬سورة سبأ آي ‪. 46‬‬
‫والمعنى ل واهلل أعلم ل ‪ :‬أن األجواء الصاخب ‪ ،‬وا جتماعات الملي بالناح قد تغطي الحق ‪ ،‬وتلبح‬
‫بثين ا نثين أو أعثداد متقاربث ‪ ،‬فقثد يكثون نث ا أدعثى نلثى‬ ‫على ال نن ‪ ،‬وتشوا الفكر ‪ ،‬بينما ن ا كان الحثدي‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬فالعناي بد ا األدب أمر مدم ‪ ،‬ومطلب سامي ‪.‬‬ ‫استجماع الرأي ‪ ،‬وصفاء ال نن ونقاء الفكر‬

‫(‪ )9‬احرتام الطرف اآلخر وعدم احتقاره ‪:‬‬


‫نن الرجث النبيث ‪ ،‬و المثثروة واألدب نثثو مثثن ي ارعثثي مشثثاعر اآلخثرين ‪ ،‬فثثال يثثؤ يدم بكلمث ‪ ،‬و يجثثرح‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫مشاعرنم بإشارة أو نحونا ‪ ،‬ب يحفظ عليدم كرامتدم ‪ ،‬وماء وجوندم‬
‫فالمحاور الحق من يعم على تقدير الشخص ال ي أمامه ‪ ،‬كا نا من كان ما دام أنه ننسان وبغض‬
‫معه ‪ ،‬ويحترمه ل اته ‪ ،‬يقو تبارك‬ ‫النظر عن لون وجنسه ‪ ،‬فيب ما بوسعه في نعطا ه حقه ‪ ،‬ويعد‬
‫وه ْم َوتُ ْق ِسطُوا إِلَ ْي ِه ْم‬
‫َن تََب ُّر ُ‬ ‫ِم ْن ِد َي ِ‬
‫ارُك ْم أ ْ‬ ‫ين لَ ْم ُيقَ ِاتلُو ُك ْم ِفي الد ِ‬
‫ِّين َولَ ْم ُي ْخ ِر ُجو ُك ْم‬ ‫وتعالى ‪ََّ[:‬ل َي ْن َها ُك ُم اهللُ َع ِن الَِّذ َ‬
‫الم ْق ِس ِط َ‬
‫ين](‪.)3‬‬ ‫ب ُ‬ ‫إِ َّن اهللَ ُي ِح ُّ‬
‫ومن احتثرام الطثرف اآلخثر أ تحتقثره وتنثتقص مثن قثدره ‪ ،‬بكلمث أو نشثارة أو نظثرة ونحثو لثك ‪ ،‬فيقلث‬
‫ب لك من شأنه ويحط من قيمته ‪ ،‬ب عليه أن يناديه بأحب األسماء نليه ‪ ،‬ويكنيه بأفض كني عنده ‪ ،‬ويوجثه‬
‫له العبارات التي توحي بالرفق من قيمته ‪ ،‬وامعالء من شأنه ‪ ،‬حتى يكون أدعى لقبو الكالم ‪ ،‬والخرو مثن‬
‫المحاورة بأ ر نيجابي ‪.‬‬

‫(‪ )11‬املخاطبة على قدر الفهم ‪:‬‬


‫بثثد للمحثثاور وان كثثان م قفثثا قاف ث عالي ث ‪ ،‬واسثثتأ ر بعلثثم غ_ي ثر ‪ ،‬أن يكثثون أ نثثاء حدي ثثه مثثق الطثثرف‬
‫اآلخر عارفا بمستوى قافته ‪ ،‬فال يخاطبه بكالم فثوق مسثتوى فدمثه ‪ ،‬و ينث_ فثي حدي ثه نلثى ا بتث ا فيش ّثنق‬
‫عليه ‪.‬‬
‫فدانو الرجث المثؤمن مثن آ فرعثون ‪ ،‬والث ي يكثتم نيمانثه ‪ ،‬يخاطثب قومثه علثى قثدر عقثولدم ‪ ،‬وعلثى‬
‫َل ِف ْر َع ْاو َن َي ْكاتُ ُم‬‫اال ر ُجال م ْاْ ِمن ِم ْان آ ِ‬
‫ُ‬ ‫مستوى قافتدم الفكري ‪ ،‬بأبسط كلمث ‪ ،‬وأوجث_ عبثارة ‪ ،‬قثا تعثالى ‪َ [ :‬وقَ َ َ‬
‫اه َوِا ْن َيا ُك‬ ‫اات ِما ْان َرِّب ُكا ْام َوِا ْن َيا ُك َك ِاذ ًبااا فَ َعلَ ْيا ِاه َك ِذ ُبا ُ‬
‫اول رِّبااي اهلل وقَا ْاد جاااء ُكم ِبالب ِّي َنا ِ‬
‫َن َيقُا َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫اون َر ُجا ًاَل أ ْ‬
‫يما َنا ُه أَتَ ْقتُلُا َ‬
‫إ َ‬
‫ِ‬

‫ااه ِر َ‬
‫ين‬ ‫ض الَِّذي ي ِع ُد ُكم إِ َّن اهلل ََّل يه ِدي م ْن ُهو مس ِرف َك َّذاب * يا قَوِم لَ ُكم الم ْلا ُك الياوم ظَ ِ‬ ‫ص ِادقًا ي ِ‬
‫ص ْب ُك ْم َب ْع ُ‬
‫ََْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اال ِفرعااو ُن مااا أ ُِري ُكاام إََِّّل مااا أَرى ومااا أ ْ ِ‬ ‫ض فَما ْان ي ْنصاارَنا ِما ْان ب اأ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ا ِب َ‬
‫يل‬ ‫َهاادي ُك ْم إََِّّل َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫اء َنااا قَا َ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ ُس اهلل إِ ْن َج َ‬ ‫َ‬ ‫فااي األ َْر ِ َ َ ُ ُ‬
‫اوح وع ٍ‬ ‫اب * ِم ْم َال َدأ ِ‬ ‫َح َاز ِ‬‫ااف َعلَا ْي ُك ْم ِم ْم َال َي ْاوِم األ ْ‬ ‫َم َن َيا قَ ْوِم إِ ِّناي أ َ‬ ‫ش ِاد * وقَ َ َِّ‬
‫اود‬
‫ااد َومَ ُم َ‬ ‫ْب قَ ْاوِم ُن ٍ َ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫ال الذي آ َ‬ ‫َ‬ ‫الر َ‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬أصو الحوار وآدابثه فثي امسثالم للحميثد ص‪ . 29‬أدب الحثوار للقرنثي ص‪. 29‬فثي أصثو الحثوار للنثدوة العالميث للشثباب‬
‫امسالمي ص‪.41‬‬
‫(‪ )2‬أخطاء في أدب المحاد والمجالس لمحمد ابن نبرانيم الحمد ص‪.16‬‬
‫(‪ )3‬سورة الممتحن آي ‪.8‬‬
‫اف علَ ْي ُكم يوم التََّن ِ‬
‫ااد * َي ْاوَم تَُولُّ َ‬
‫اون ُم ْاد ِب ِر َ‬
‫ين‬ ‫يد ظُ ْل ًما لِ ْل ِع َب ِاد * َوَيا قَ ْوِم إِ ِّني أ َ‬
‫ين ِم ْن َب ْع ِد ِه ْم َو َما اهللُ ُي ِر ُ‬
‫َوالَِّذ َ‬
‫َخ ُ َ ْ َ ْ َ‬
‫ضلِ ِل اهللُ فَ َما لَ ُه ِم ْن َه ٍاد] (‪. )1‬‬ ‫اصٍم َو َم ْن ُي ْ‬‫اهلل ِم ْن ع ِ‬
‫َ‬
‫ما لَ ُكم ِم َن ِ‬
‫َ ْ‬
‫نجثثد فثثي ن ث ه اآليثثات البسثثاط فثثي العثثرض ‪ ،‬والعبثثارات السثثدل المفدوم ث التثثي تص ث نلثثى القلثثوب قب ث‬
‫األسماع ‪ ،‬تتوا م مق مستوى الفدم ‪ ،‬وتتال م مق استيعاب العق ‪ ،‬و تحتا نلى أعما فكر ‪.‬‬
‫نضاف نلى تضمندا الشفق والتلطف والرغب في نداي قومه ‪ ،‬ود لتدم على الحق ‪.‬‬

‫(‪ )11‬التواضع ولني اجلانب ‪:‬‬


‫والتواضق نو ‪ :‬خفض الجناح ولين الجانب ‪ ،‬ونو من أرفق الصفات وأ_كانا ‪ ،‬ل لك أمر اهلل تعالى‬
‫ين](‪ )2‬ونو أدب رباني ‪ ،‬به يتجنب المسلم الصادق الفخر‬ ‫اح َك ِل ْل ُم ْْ ِم ِن َ‬ ‫اخ ِف ْ‬
‫ض َج َن َ‬ ‫نبيه بأن يتواضق ‪ ،‬فقا ‪َ [:‬و ْ‬
‫والخيالء ؛ ويبين لنا القرآن سلوك المتكبر بطريق فيدا تدكم وسخري قا سبحانه ‪[ :‬إِ َّن َك لَ ْن تَ ْخ ِر َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ض‬‫ق األ َْر َ‬
‫ال طُوًَّل](‪. )4‬‬ ‫َولَ ْن تَْبلُغَ ِ‬
‫الج َب َ‬
‫والتواضق طريق لكسب القلوب وأسرنا ‪ ،‬فينبغي أن يتصف المحاور بد ه الخصل النبيل ‪ ،‬واألدب‬
‫الرفيق ‪ ،‬ل لك لما رفق اهلل يوسف عليه السالم على أخوته ‪ ،‬تواضق ‪ ،‬وأ ن جانبه لدم ‪ ،‬وصفب عندم قا‬
‫اح ِم َ‬
‫ين](‪. )5‬‬ ‫الر ِ‬
‫الي ْوَم َي ْغ ِف ُر اهللُ لَ ُك ْم َو ُه َو أ َْر َح ُم َّ‬ ‫ال ََّل تَمْ ِر َ‬
‫يب َعلَ ْي ُك ُم َ‬ ‫سبحانه حاكيا عن يوسف عليه السالم ‪[:‬قَ َ‬

‫(‪ )12‬نبذ التعصب واالبتعاد عن الغضب ‪:‬‬


‫غالبا ما يكون التعصب والغضب متال_مين ‪ ،‬فإ ا تعصب المحاور ألمر معين كثوطن ‪ ،‬أو قبيلث ‪ ،‬أو‬
‫م نب ‪ ،‬ونحو لك ‪ ،‬فإنه بد أن يغضب لك ما يسم لك الشيء ال ي تعصب له ‪.‬‬
‫وا ا تعصب المحاور فإنه قد يبتعثد عثن األدب المطلثوب فثي المحثاورة أو المنثاظرة ‪ ،‬ن المحثاور عليثه‬
‫أن يبثثين دليلثثه بأوض ثب عبثثارة ‪ ،‬وأقثثوى حج ث فثثإ ا رام نلثثى التعصثثب والتحثث_ب ‪ ،‬فإنثثه حتمثثا سثثيبتعد عثثن الحثثق‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫ويخر عن الطريق المستقيم‬
‫ومدما اشتدت المخالف بينك وبين مثن تحثاوره ؛ فثال تتخلثى عثن األدب والحلثم واألنثاة ‪ ،‬ولثيكن غضثبك‬
‫يكث ثثون في ثثه أي حج ث ث ‪ ،‬وانم ثثا نث ثثو ضث ثثجيج‬ ‫بالش ثثخص اتث ثثه ‪ ،‬فالصث ث ار ورفث ثثق الص ثثوت‬ ‫متعلق ثثا بالخط ث ثأ‬
‫(‪)7‬‬
‫بددوء وسكين حتى يفدم الطرف اآلخر ما يقا له ‪ ،‬ويكون الحوار م م ار ‪.‬‬ ‫‪ .‬فالبد من التحد‬ ‫وضعف‬

‫(‪ )1‬سورة غافر اآليات ‪ 28‬ل‪. 33‬‬


‫(‪ )2‬سورة الحجر آي ‪. 88‬‬
‫(‪ )3‬أدب الحوار في امسالم لسيف الدين شانين ص‪. 125‬‬
‫(‪ )4‬سورة امسراء آي ‪. 92‬‬
‫(‪ )5‬الفوا د المجموع في الرؤى من سورة يوسف لمحمد بن فدد الودعان ص‪.83‬‬
‫(‪ )6‬أدب الحوار للش ري ص‪.37‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )7‬قواعد ومنطلقات في أصو الحوار للرحيلي ص‪. 21‬بتصرف ‪.‬‬
‫وتحم من تحاور معه ما تراه حقا وصوابا ‪ ،‬فما تراه أنت حقا وصوابا قد‬ ‫ّ‬ ‫وان من الخطأ أن تغضب‬
‫ش ُد ِم َن ال َغ ِّي فَم ْن ي ْكفُر ِبالطَّا ُغ ِ‬
‫وت‬ ‫الر ْ‬
‫َّن ُّ‬ ‫يراه الطرف اآلخر ك لك ‪ ،‬يقو تعالى ‪ََّ[ :‬ل إِ ْك َراهَ ِفي الد ِ‬
‫ِّين قَ ْد تََبي َ‬
‫َ َ ْ‬
‫س ِميع َعِليم](‪ )1‬فال يجو_ امكراه بالدخو في‬ ‫ام لَ َها َواهللُ َ‬
‫صَ‬
‫ِ‬
‫الع ْرَوِة ُ‬
‫الومْقَى ََّل ا ْنف َ‬ ‫س َك ِب ُ‬
‫استَ ْم َ‬
‫ِ ِ‬
‫َوُي ْْ ِم ْن ِباهلل فَقَد ْ‬
‫الدين امسالمي ‪ ،‬ومن باب أولى أن يكون نناك نكراه في وجدات النظر(‪. )2‬‬

‫(‪ )13‬الرجوع إىل احلق والتسليم باخلطأ ‪:‬‬


‫ن ا جاء الحق على لسان المخثالف ‪ ،‬فثال ينبغثي تجثاو_ه ‪ ،‬والصثد عنثه ‪ ،‬ووصثم صثاحبه بالسثفه ‪ ،‬وقلث‬
‫يثثؤ ر علثثى‬ ‫المعرف ث ‪ ،‬ب ث الواجثثب ا عت ثراف بثثالحق ‪ ،‬وانكثثار الباط ث ‪ ،‬فلثثن يضثثيرك ا عت ثراف بثثالحق ‪ ،‬ن‬
‫شخصيتك ‪ ،‬و يقدح فيما تحمله من مبادئ وآراء ‪ ،‬ننما ي_يدك رفع ‪ ،‬ويقويك ‪ ،‬ويعلثي من_لتثك فثي نظثر كث‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫أحد ‪ ،‬حتى لك المخالف سينظر لك نظرة نكبار وتقدير‬
‫ولو تأملنا ما جرى ليوسف عليه السالم مق نخوته ‪ ،‬وكيف أندم لما رجعوا نليه بعد ما جاؤوا نليه‬
‫يريدونه أن يتصدق عليدم ‪ ،‬ويوف لدم الكي ‪ ،‬ورأى ما بدم من الضر رق لدم ‪ ،‬وعطف عليدم ‪ ،‬وقا ‪َ [ :‬ه ْل‬
‫يه إِ ْذ أَ ْنتُم ج ِ‬
‫َخ ِ‬ ‫ف وأ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون](‪. )4‬‬
‫اهلُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫وس َ َ‬ ‫َعل ْمتُ ْم َما فَ َع ْلتُ ْم ِب ُي ُ‬
‫فبد ا الحوار المؤدب من يوسف عليه السالم ‪ ،‬عرفوا يقينا أن ال ي يقفون أمامه ويخاطبدم نو يوسف‬
‫َخي] فما كان مندم أمام ن ا‬ ‫ف و َه َذا أ ِ‬ ‫حي قالوا مندنشين ‪[:‬قَالُوا أ َِة َّن َك َألَ ْن َ‬
‫وس ُ َ‬
‫ال أََنا ُي ُ‬
‫ف] فأجابدم ‪ [:‬قَ َ‬
‫وس ُ‬
‫ت ُي ُ‬
‫الحوار ال ي ينطق بالصراح والصدق ‪ ،‬ن أن أقروا بخط دم واعترفوا نادمين بجريرتدم ‪[:‬قَالُوا تَ ِ‬
‫اهلل لَقَ ْد َآمََر َك‬
‫ين](‪.)5‬‬ ‫اط ِة َ‬
‫اهلل علَ ْي َنا وِا ْن ُك َّنا لَ َخ ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫فالعاق أمام الحج الصادق ‪ ،‬والبرنان الصحيب ‪ ،‬بد أن يعترف ويستسلم للحق ‪ ،‬ألن في لك‬
‫الي ْوَم‬ ‫وكسب احترام الطرف اآلخر ‪ ،‬ل ا قا لدم يوسف عليه السالم ‪ََّ [ :‬ل تَمْ ِر َ‬
‫يب َعلَ ْي ُك ُم َ‬ ‫السالم والرفع ‪،‬‬
‫اح ِم َ‬
‫ين] (‪.)6‬‬ ‫الر ِ‬
‫أ َْر َح ُم َّ‬ ‫َي ْغ ِف ُر اهللُ لَ ُك ْم َو ُه َو‬

‫(‪ )14‬البدء باألهم ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة آي ‪.256‬‬


‫(‪ )2‬في أصو الحوار للندوة العالمي ص‪91‬‬
‫(‪ )3‬قواعد ومنطلقات في أصو الحوار للرحيلي ص‪ . 34‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )4‬سورة يوسف آي ‪. 89‬‬
‫(‪ )5‬سورة يوسف آي ‪. 91‬‬
‫(‪ )6‬سورة يوسف آي ‪.92‬‬
‫نجد في حوارات األنبياء مق أقوامدم التركي_ بداءة على الددف األو من خلق امنسان في ن ا الوجود‬
‫فيبدؤون باألنم ونو "عبادة اهلل وحده" ونب ما سواه من اآللد ‪ ،‬فد ا نبرانيم عليه السالم بدأ الحوار مق أبيه‬
‫ص ُر َوََّل ُي ْغ ِني َع ْن َك َ‬
‫ش ْي ًةا](‪. )1‬‬ ‫يه يا أَب ِت لِم تَعب ُد ما ََّل يسمع وََّل ي ْب ِ‬
‫ال ألَِب َ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ ُ َ ُ‬
‫بقوله ‪[ :‬إِ ْذ قَ َ ِ ِ‬
‫اع ُب ُدوا اهللَ َما لَ ُك ْم ِم ْن إِلَ ٍه‬
‫ال َيا قَ ْوِم ْ‬‫ودا قَ َ‬‫اه ْم ُه ً‬‫َخ ُ‬ ‫ون ا نود عليه السالم قا عنه سبحانه ‪َ [:‬وِالَى َع ٍاد أ َ‬
‫ون](‪. )2‬‬ ‫َغ ْي ُرهُ إِ ْن أَ ْنتُ ْم إََِّّل ُم ْفتَُر َ‬
‫وني مسأل جونري ‪ ،‬بد من العناي بدا في بداي الحوار(‪. )3‬‬
‫ن ا ل ثثيح م ثثن المنط ثثق أن يب ثثدأ المح ثثاور ب ثثأمور ص ثثغيرة ب ثثد م ثثن األم ثثور الكبيث ثرة ‪ ،‬وأن يب ثثدأ ب ثثاألمور‬
‫المختلف عليدا ‪ ،‬قب المتفق عليدا ‪ ،‬أو يبدأ بأمور فرعي قب األصو ‪.‬‬
‫يفقثد الحثوار‬ ‫فيبثدأ بثاألنم ثم المدثم ‪ ،‬ويتثثدر فثي النقثاط التثي يريثد عرضثثدا حسثب األولويثات ‪ ،‬حتثى‬
‫يخسر ق الطرف اآلخر ‪.‬‬ ‫قيمته ‪ ،‬وك لك حتى‬

‫(‪ )15‬حتديد موضوع احلوار ‪:‬‬


‫فا ثثدة منثثه ‪،‬‬ ‫ينبغثثي أن يثثدور الح ثوار حثثو مسثثأل محثثددة ‪ ،‬ونقط ث معين ث ‪ ،‬وا أصثثبب جثثد عقيمثثا‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫يتجاو_ نلى غيره ‪ ،‬و يتعدانا حتى ينتدي مندا‬ ‫فيرك_ على شيء معين‬
‫(‪)5‬‬
‫عالقث لثه بثاألو‬ ‫فيكون الحوار في حدود الموضوع المطروح بح ه ‪ ،‬و يخر نلثى موضثوع آخثر‬
‫‪.‬‬
‫وا ا لم يكن نناك اتفاق بين المتحاورين على نقاط معين ‪ ،‬فإن الحوار سيتشثعب ويطثو ‪ ،‬ويثدخ فثي‬
‫_مثام لثه ‪،‬‬ ‫أمور فرعي بعيدة عن موضوع المحاورة األساح ‪ ،‬ولد ا فالحوار غير المحثدد يكثون عا مثا‬
‫ينتدي نلى نتيج ‪ ،‬وا ستمرار على ن ا النحو يعتبر تبديدا للجدود ‪ ،‬واضاع للوقت ‪.‬‬ ‫سا با‬
‫قا الربيق بن سليمان ‪" :‬كان الشافعي ن ا ناظره ننسان في مسأل فغدا نلى غيرنا يقو ‪ :‬نفرغ من ن ه‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫المسأل م نصير نلى ما تريد"‬
‫ضبط الحوار و لك لمنثق تشثعبه ودخولثه فثي متانثات‬ ‫فتحديد موضوع الحوار وسيل عظيم من وسا‬
‫(‪)7‬‬
‫‪.‬‬ ‫من و ار دا‬ ‫طا‬ ‫واستطرادات‬
‫أم ل على لك ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة مريم آي ‪. 42‬‬


‫(‪ )2‬سورة نود آي ‪. 51‬‬
‫(‪ )3‬أسلوب الحوار في القرآن الكريم ألوننا ص‪. 77‬‬
‫(‪ )4‬أدب الحوار لسلمان العودة ص‪. 23‬‬
‫(‪ )5‬أدب الحوار لسيف الدين شانين ص‪. 94‬‬
‫(‪ )6‬ت كرة السامق والمتكلم بن جماع ص‪. 53‬‬
‫(‪ )7‬الحوار أصوله المندجي للصويان ص‪. 64‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬كثان موضثوع الحثوار حثو نث ه البقثرة مثق‬ ‫(‪ )1‬لما أمثر موسثى عليثه السثالم قومثه بثأن يث بحوا بقثرة‬
‫مراوغتدم وعنادنم في أوصافدا ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كثثان موضثثوع الح ثوار والس ثؤا‬ ‫النبثثي صثثلى اهلل عليثثه وسثثلم عثثن أصثثحاب الكدثثف‬ ‫(‪ )2‬عنثثدما س ث‬
‫محددا ‪.‬‬
‫يخثر عثن نطثاره‬ ‫فعلى المحاور أن يحثرص علثى ضثبط جثو الحثوار ؛ بتحديثد موضثوع الحثوار حتثى‬
‫المحدد له ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر سورة البقرة اآليات ‪67‬ل‪. 71‬‬


‫(‪ )2‬انظر سورة الكدف اآليات ‪9‬ل‪. 22‬‬
‫اخلـــــــــــــــــامتـــــــــــــــــة‬
‫أ كر أنم نتا جه وني كتالي ‪:‬‬ ‫وفي ختام ن ا البح‬

‫(‪ )1‬أن الجدا غالبا ما يكون في أجواء سثاخن ‪ ،‬وحثا ت مشثدودة ويقصثد بثه ا نتصثار والغلبث علثى‬
‫الطرف اآلخر ‪ ،‬بينما الحوار في الغالثب يكثون فثي جثو نثادئ ‪ ،‬وتكثون لغث الخطثاب فيثه عاديث ‪ ،‬وفثي حالث‬
‫يسودنا الود واأللف ‪.‬‬

‫(‪ )2‬الحاج الماس والشديدة للحوار الدادئ والدادف ‪ ،‬للدخو نلى قلوب الناح ودعوتدم نلى اهلل ‪.‬‬

‫(‪ )3‬نن الحوار من الطرق السليم لتصحيب أوضثاع المجتمعثات واألفثراد ‪ ،‬ولبنثاء عالقثات متوافقث مثق‬
‫العالم ‪.‬‬

‫(‪ )4‬تعدد أنواع الحوار في القرآن الكريم ‪ ،‬بتعدد المناسبات واختالف المواقف ‪.‬‬

‫(‪ )5‬مثثن خثثال مثثا عثثرض مثثن آداب للح ثوار يتبثثين لنثثا أنثثه مثثن األسثثاليب الناجع ث للوص ث نلثثى الدثثدف‬
‫المنشود والحق المطلوب ‪.‬‬

‫(‪ )6‬أن الحثوار سثبي لحث الن ا_عثات ‪ ،‬وفثض الخالفثثات ‪ ،‬والتقريثب بثين المتنثا_عين فثي وجدثات النظثثر‬
‫والتوفيق بيندما ‪.‬‬

‫(‪ )7‬ي_داد امنسان نيمانا وقوة حينما يستقرئ آيات اهلل ويستنبط مندا العظات والعبر سواء فثي موضثوع‬
‫ينضب على مر السنين ‪.‬‬ ‫الحوار أو غيره ‪ ،‬ألن القرآن دستور األم ‪ ،‬ونبعدا الصافي ‪ ،‬ومعيندا ال ي‬

‫(‪ )8‬مثثن خثثال تصثثفب كتثثاب اهلل ‪ ،‬واسثثتقراء آياتثثه ‪ ،‬نجثثد التركيثث_ الشثثديد لمبثثدأ الح ثوار ‪ ،‬والتأكيثثد علثثى‬
‫أنميتثثه فثثي نيصثثا الحثثق بأبسثثط عبثثارة ‪ ،‬وأوجثث_ كلم ث ألن فيثثه جثثالء لألفدثثام ‪ ،‬بالحقثثا ق البين ث ‪ ،‬والب ثرانين‬
‫الواضح ‪.‬‬
‫قائمــــــــــــــــــة املراجـــــــــــــــــــــــــــــــع‬
‫‪ .1‬نحياء علوم الدين ‪ .‬ألبي حامد محمد الغ_الي ‪ .‬دار القلم ‪ .‬بيرت الطبع األولى‪.‬‬
‫‪ .2‬أخط ثثاء ف ثثي أدب المحاد ث ث والمجالسث ث ‪ .‬لمحم ثثد ب ثثن نبث ثرانيم الحم ثثد ‪ .‬دار اب ثثن خ_يمث ث ‪ .‬الري ثثاض الطبعث ث‬
‫األولى ‪1417‬نث ‪.‬‬
‫‪ .3‬أدب الحوار ‪ .‬د‪ .‬سلمان بن فدد العودة ‪.‬مكتب الرشد ‪ .‬الرياض الطبع األولى ‪1424‬نث ‪.‬‬
‫‪ .4‬أدب الحوار د‪ .‬سعد بن ناصر الش ري ‪ .‬دار كنو_ اشبيليا الرياض الطبع األولى ‪1427‬نث ‪.‬‬
‫‪ .5‬آدب الحوار د‪ .‬عا ض بن عبداهلل القرني ‪ .‬مؤسس البيان ‪ .‬بيروت ‪ .‬الطبع األولى ‪1425‬نث ‪.‬‬
‫‪ .6‬أدب الحوار في امسالم ‪ .‬لسيف الدين شانين ‪ .‬راسم ‪ .‬الرياض الطبع األولى ‪1413‬نث ‪.‬‬
‫‪ .7‬أسثثلوب الح ثوار فثثي القثرآن الك ثريم ‪ .‬لألسثثتا ندريثثح أو ننثثا ‪.‬و ا_رة األوقثثاف والشثثؤون امسثثالمي ‪ .‬المغثثرب‬
‫الطبع األولى ‪1426‬نث ‪.‬‬
‫‪ .8‬أصثثو الحثوار وآدابثثه فثثي امسثثالم ‪.‬د‪ .‬صثثالب بثثن عبثثداهلل بثثن حميثثد ‪ .‬دار المنثثارة ‪ .‬جثثدة ‪ .‬الطبعث األولثثى‬
‫‪1415‬نث ‪.‬‬
‫‪ .9‬ت ث كرة السثثامق والمثثتكلم فثثي أدب العثثالم والمثثتعلم ‪ .‬لبثثدر الثثدين نب ثرانيم بثثن سثثعد اهلل بثثن جماع ث الكنثثاني ‪.‬‬
‫تحقيق حسان عبد المنان ‪ .‬بيت األفكار الدولي ‪ .‬األردن ‪1424‬نث ‪.‬‬
‫تدث يب اللغث ‪ .‬ألبثثي منصثثور محمثثد بثثن أحمثثد األ_نثثري ‪ .‬نشثراف د‪ .‬محمثثد بثثن عثثوض مرعثثب ‪ .‬دار‬ ‫‪.11‬‬
‫نحياء الت ار العربي ‪ .‬بيروت ‪ .‬الطبع األولى ‪1421‬نث ‪.‬‬
‫التوقيف على مدمات التعاريف ‪ .‬لمحمد عبدالرؤوف المناوي ‪ .‬تحقيق د ‪.‬محمثد رضثوان الدايث ‪ .‬دار‬ ‫‪.11‬‬
‫الفكر المعاصر ‪ .‬بيروت ‪ .‬دار الفكر ‪ .‬دمشق ‪ .‬الطبع األولى ‪1423‬نث ‪.‬‬
‫حلي ث األوليثثاء وطبقثثات األصثثفياء ‪ .‬ألبثثي نعثثيم أحمثثد بثثن عبثثداهلل األصثثفداني ‪ .‬دار الكتثثب العلمي ث ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫بيروت ‪.‬‬
‫الحثوار أصثثوله المندجيث وآدابثثه السثثلوكي ‪ .‬ألحمثثد بثثن عبثثدالرحمن الصثثويان ‪ .‬دار الثثوطن الريثثاض ‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫الطبع األولى ‪1413‬نث ‪.‬‬
‫درء تعارض العق والنق ‪ .‬ألبي العباح تقي الدين أحمثد بثن عبثدالحليم بثن تيميث ‪ .‬تحقيثق د‪ .‬محمثد‬ ‫‪.14‬‬
‫رشاد سالم ‪ .‬جامع اممام محمد بن سعود امسالمي ‪ .‬الرياض الطبع األولى ‪1411‬نث ‪.‬‬
‫سثثنن الترم ث ي ( جثثامق الترم ث ي ) ‪ .‬لمحمثثد بثثن عيسثثى الترم ث ي ‪ .‬نش ثراف صثثالب بثثن عبثثدالع_ي_ آ‬ ‫‪.15‬‬
‫الشيخ ‪ .‬دار السالم ‪ .‬الرياض ‪.‬الطبع األولى ‪1421‬نث ‪.‬‬
‫األ_دي ‪ .‬نش ثراف الشثثيخ صثثالب بثثن عبثثدالع_ي_ آ‬ ‫سثثنن أبثثي داود ‪ .‬ألبثثي داود سثثليمان بثثن األشثثع‬ ‫‪.16‬‬
‫الشيخ ‪ .‬دار السالم ‪ .‬الرياض الطبع األولى ‪1421‬نث ‪.‬‬
‫س ثثنن النس ثثا ي ‪ .‬ألب ثثي عب ثثدالرحمن أحم ثثد ب ثثن ش ثثعيب ب ثثن عل ثثي النس ثثا ي ‪ .‬نشثثراف الش ثثيخ ص ثثالب ب ثثن‬ ‫‪.17‬‬
‫عبدالع_ي_ آ الشيخ دار السالم ‪ .‬الرياض ‪.‬الطبع األولى ‪1421‬نث ‪.‬‬
‫شرح لمع ا عتقاد ‪ .‬للشيخ محمثد بثن صثالب بثن ع يمثين ‪ .‬تحقيثق أشثرف عبدالمقصثود ‪ .‬مكتبث دار‬ ‫‪.18‬‬
‫طبري ‪ .‬الرياض ‪.‬الطبع ال ال ‪1415‬نث ‪.‬‬
‫صثثحيب البخثثاري ‪ .‬ألبثثي عبثثداهلل محمثثد بثثن نسثثماعي البخثثاري ‪.‬انتمثثام عبثثدالمالك بثثن مجانثثد ‪ .‬دار‬ ‫‪.19‬‬
‫السالم ‪ .‬الرياض ‪ .‬الطبع األولى ‪1417‬نث ‪.‬‬
‫صثثحيب الجثثامق الصثثغير و_يادتثثه ‪ .‬لمحمثثد ناصثثر الثثدين األلبثثاني ‪ .‬نشثراف _نيثثر الشثثاويا ‪ .‬المكتثثب‬ ‫‪.21‬‬
‫امسالمي ‪.‬بيروت ‪ .‬الطبع ال ال ‪1418‬نث ‪.‬‬
‫صحيب سنن أبي داود ‪ .‬لمحمد ناصر الدين األلباني ‪ .‬نشراف _نير الشاويا ‪ .‬مكتب التربي العربي‬ ‫‪.21‬‬
‫لدو الخليج ‪ .‬الرياض الطبع األولى ‪1419‬نث ‪.‬‬
‫صحيب سنن الترم ي ‪ .‬لمحمد ناصر الدين األلباني ‪ .‬نشراف _نير الشاويا ‪ .‬مكتثب التربيث العربثي‬ ‫‪.22‬‬
‫لدو الخليج ‪ .‬الرياض ‪.‬الطبع األولى ‪1418‬نث ‪.‬‬
‫صثثحيب مسثثلم ‪ .‬ألبثثي الحسثثين مسثثلم بثثن الحجثثا القشثثيري ‪ .‬دار المغنثثي ‪.‬الريثثاض الطبع ث األول ثثى‬ ‫‪.23‬‬
‫‪1419‬نث ‪.‬‬
‫لثه ) جمثق وتخثريج عثاد‬ ‫الفرق بين النصيح والتعيير ‪ .‬ألبي رجب الحنبلي (ضمن مجموعث رسثا‬ ‫‪.24‬‬
‫بن يوسف الع_ا_ي ‪.‬مكتب التربي امسالمي ‪ .‬الجي_ة بمصر ‪ .‬الطبع األولى ‪1412‬نث ‪.‬‬
‫فنون الحوار وامقناع ‪ .‬لمحمد ديماح ‪ .‬دار ابن ح_م ‪ .‬الطبع األولى ‪1421‬نث ‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫الفوا د المجموع في الرؤى من سثورة يوسثف ‪.‬د‪ .‬محمثد بثن فدثد الودعثان ‪ .‬دار كنثو_ اشثبيليا الطبعث‬ ‫‪.26‬‬
‫األولى ‪1428‬نث ‪.‬‬
‫ف ثثي أص ثثو الحث ثوار ‪ .‬نع ثثداد الن ثثدوة العالميث ث للش ثثباب امس ثثالمي وح ثثد الد ارس ثثات والبح ثثو ‪ .‬الري ثثاض‬ ‫‪.27‬‬
‫الطبع الرابع ‪1416‬نث ‪.‬‬
‫قواعثثد ومنطلقثثات فثثي أصثثو الح ثوار ورد الشثثبدات ‪.‬د‪ .‬عبثثداهلل بثثن ضثثيف اهلل الرحيلثثي ‪ .‬دار المسثثلم‬ ‫‪.28‬‬
‫‪.‬الرياض الطبع األولى ‪1414‬نث ‪.‬‬
‫كيف تحاور ‪.‬د‪ .‬طارق بن علي الحبيب ‪ .‬مؤسس الجريسي ‪ .‬الرياض الطبع التاسع ‪1423‬نث‪.‬‬ ‫‪.29‬‬
‫كيف تحاورين ‪.‬د‪ .‬عبل جواد الدرا ‪.‬مكتب الصحاب ‪.‬اممارات ‪ .‬الطبع األولى ‪1425‬نث ‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫لسثثان العثثرب ‪ .‬ألبثثي الفضث جمثثا الثثدين محمثثد ابثثن منظثثور ‪ .‬دار صثثادر ‪ .‬بيثثروت ‪.‬الطبعث األولثثى‬ ‫‪.31‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫المجموع شرح المد ب ألبي _كريا محي الدين بن شرف النووي ‪ .‬دار الفكر‪ .‬بيروت ‪.‬‬ ‫‪.32‬‬
‫معجث ث ث ثثم المصث ث ث ثثطلحات واأللفث ث ث ثثاظ الفقدي ث ث ث ث ‪ .‬د ‪ .‬محمث ث ث ثثود عبث ث ث ثثدالرحمن عبث ث ث ثثدالمنعم ‪ .‬دار الفضث ث ث ثثيل‬ ‫‪.33‬‬
‫القانرة‪1419.‬نث‬
‫المقاييح في اللغ ‪ .‬ألبي الحسين أحمد بن فارح بن _كريا ‪ .‬عناي د‪ .‬محمد عوض مرعب وفاطمث‬ ‫‪.34‬‬
‫محمد أصالن ‪ .‬دار نحياء الت ار العربي ‪ .‬بيروت ‪ .‬الطبع األولى ‪1422‬نث ‪.‬‬
‫فهــــــــــــــــــــــــرس املوضوعـــــــــــــــــــــــــات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪3‬‬ ‫مقدم‬
‫‪7‬‬ ‫األو ‪ :‬مفدوم الحوار ‪ ،‬ويتضمن تعريف الحوار في اللغ وا صطالح‬ ‫المبح‬
‫‪9‬‬ ‫ال اني ‪ :‬الفرق بين الحوار والجدا‬ ‫المبح‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬أنمي الحوار‬ ‫ال ال‬ ‫المبح‬
‫‪12‬‬ ‫الرابق ‪ :‬أنواع الحوار في القرآن الكريم‬ ‫المبح‬
‫‪13‬‬ ‫أو ‪ :‬حوار اهلل سبحانه ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬
‫‪16‬‬ ‫انيا ‪ :‬حوار المال ك ‪ ،‬ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬
‫‪16‬‬ ‫ال ا ‪ :‬حوار األنبياء ‪ :‬ويتضمن عدة أنواع ‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫رابعا ‪ :‬حوار المؤمنين مق بعض‬
‫‪18‬‬ ‫خامسا ‪ :‬حوار الكافرين مق بعض‬
‫‪18‬‬ ‫سادسا ‪ :‬حوار غير البشر‬
‫‪18‬‬ ‫سابعاً ‪ :‬حوار صاحبي الجنتين‬
‫‪19‬‬ ‫امنا ‪ :‬حوار الكافرين مق المؤمنين‬
‫‪21‬‬ ‫الخامح ‪ :‬آداب الحوار في القرآن الكريم‬ ‫المبح‬
‫‪21‬‬ ‫(‪ )1‬امخالص ‪:‬‬
‫‪21‬‬ ‫(‪ )2‬طلب الحق ‪ ،‬وعد ا نتصار للنفح‬
‫‪22‬‬ ‫(‪ )3‬أنلي المحاور‬
‫‪23‬‬ ‫(‪ )4‬التدر في العرض‬
‫‪23‬‬ ‫(‪ )5‬البساط والوضوح‬
‫‪24‬‬ ‫(‪ )6‬حسن امنصات‬
‫‪25‬‬ ‫(‪ )7‬الحكم والموعظ الحسن‬
‫‪25‬‬ ‫(‪ )8‬اختيار ال_مان والمكان‬
‫‪26‬‬ ‫(‪ )9‬احترام الطرف اآلخر وعدم احتقاره‬
‫‪26‬‬ ‫(‪ )11‬المخاطب على قدر الفدم‬
‫‪27‬‬ ‫(‪ )11‬التواضق ولين الجانب‬
‫‪27‬‬ ‫(‪ )12‬نب التعصب وا بتعاد عن الغضب‬
‫‪28‬‬ ‫(‪ )13‬الرجوع نلى الحق والتسليم بالخطأ‬
‫‪29‬‬ ‫(‪ )14‬ابدأ باألنم‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪29‬‬ ‫(‪ )15‬تحديد موضوع الحوار‬
‫‪32‬‬ ‫الخاتم‬
‫‪34‬‬ ‫قا م المراجق‬
‫‪37‬‬ ‫فدرح الموضوعات‬

You might also like