مجلة الاقتصاد الإسلامي - عدد 463 PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 62

‫منـهج أصـيل ‪ ..

‬وحلول معـاصـرة ‪ -‬تأسست عام ‪1981‬‬ ‫العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ • يونيو ‪٢٠١٩‬‬

‫التلوث البيئي‬
‫خسائر اقتصادية واجتماعية وصحية‬

‫اإلسالم يضبط‬
‫المعامالت بين‬
‫الناس بميزان الحق‬
‫والعدل‬
‫مشروعية العقود‬
‫الذكية على مائدة‬
‫العلماء في ندوة البركة‬ ‫إرصاد الزكاة‬
‫واستثمارها في‬
‫التنمية االقتصادية‬
‫األهمية التمويلية‬ ‫واالجتماعية‬
‫لصيغة اإلجارة‬
‫وصكوكها‬ ‫تطبيق حوافز األداء‬
‫في المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية‬

‫فتاوى‪ :‬حكم الذهاب إلى الحج لمن عليه ديون مؤجلة‬ ‫أخبار‪ :‬إدراج أول صكوك خضراء في ناسداك دبي‬
‫آراء وأصداء‬

‫الفساد اإلداري‪ ..‬والفساد األخالقي!!‬


‫الف�ساد بكل �صوره جرمية تعاين منها غالبية دول العامل‪ ،‬فال تكاد تخلو دولة‪ ،‬مهما كانت قوة نظامها‬
‫الرقابي �أو االقت�صادي �أو ال�سيا�سي �أو الإداري‪ ،‬من وجود ف�ساد يف م�ؤ�س�ساتها‪ ،‬خا�صة امل�ؤ�س�سات‬
‫احلكومية‪ ،‬مع التفاوت يف معدالت هذا الف�ساد بح�سب كل م�ؤ�س�سة �أو هيئة �أو وزارة‪� ..‬أو نظام دولة‪.‬‬
‫وحينما ن�سمع كلمة «ف�ساد» �أو «�إف�ساد»‪ ،‬يتبادر �إىل �أذهاننا مبا�شرة �أن املق�صود بها الف�ساد االقت�صادي‬
‫�أو املايل �أو الإداري �أو ال�سيا�سي‪ ،‬وهذا �صحيح �إىل حد كبري‪ ،‬لكن ماذا عن الف�ساد الأخالقي الذي هو‬ ‫عبـدالوهـاب الطـويل‬
‫الدافع �إىل كل �أنواع الف�ساد الأخرى؟!‬ ‫‪awahab.altaweel@gmail.com‬‬

‫�إن كل املمار�سات ال�سلبية التي نراها اليوم يف جمتمعاتنا و�سائر املجتمعات الأخرى تعد �إف�ساد ًا يف‬
‫الأر�ض‪ ،‬ولوال ف�ساد الأخالق و�ضعف الوازع الديني ما ر�أينا �أرواح امل�سلمني تزهق بغري حق‪ ،‬وما ر�أينا‬
‫امل�سلم يرفع �سالحه يف وجه �أخيه‪ ،‬وما عا�شت بالدنا هذه امل�آ�سي من فقر وجوع وت�شريد للماليني من‬
‫�أبنائها‪ ،‬ولوال ف�ساد الأخالق ما كان هناك ا�ستغالل للنفوذ‪� ،‬أو جماملة �أو حم�سوبية �أو وا�سطة �أو‬
‫ا�ستيالء على الأموال العامة‪ ،‬وما كان هناك غ�ش �أو تدلي�س �أو احتكار �أو �أكل لأموال النا�س بالباطل‬
‫‪ ..‬والواقع �أن كل هذه املمار�سات ال�سلبية والأن�شطة امل�شبوهة �أ�سا�سها ف�ساد الأخالق‪ ،‬وتتعاظم امل�شكلة‬
‫حينما يكون املف�سدون من امل�س�ؤولني �أو �أ�صحاب النفوذ يف الدولة‪ ،‬ذلك لأن ال�شخ�ص الذي يتوىل‬
‫من�صب ًا ر�سمي ًا من املفرت�ض �أنه م�ؤمتن على هذا املن�صب‪ ،‬وهو م�س�ؤول عن الوقوف يف وجه كل مظاهر‬
‫االنحراف يف حميط م�س�ؤوليته‪ ،‬و�إال ملا اختري لتويل امل�س�ؤولية‪ ،‬ويف الغالب تكون �أعني الرقابة بعيدة‬
‫عنه‪ ،‬ويف كثري من الأحيان تغ�ض الطرف عن جتاوزاته‪ ،‬وهذا هو مكمن اخلطورة‪.‬‬
‫�إذ ًا هناك ارتباط وثيق بني �سوء الأخالق والف�ساد‪ ،‬لأن ف�ساد الأخالق ي�ؤدي بال�شخ�ص �إىل االنحراف‬
‫ال�سلوكي‪ ،‬ومن ثم يزين له ال�شيطان كل �أعماله‪ ،‬وحينما متتد هذه ال�سلوكيات �إىل �أجهزة الدولة‬
‫ف�ستكون النتيجة انهيار م�ؤ�س�ساتها وتدهور اقت�صاداتها وتراجع مكانتها وزوال هيبتها‪ ،‬ذلك �أن الدولة‬
‫التي حتكمها الأخ�لاق الفا�ضلة واملبادى ال�سامية تراها تتمتع باقت�صاد قوي‪ ،‬وجمتمع منوذجي‪،‬‬
‫وهيبة تفر�ض نف�سها على كل من يتعامل معها‪ ،‬وعدل ي�سود بني �أركانها‪ .‬والعك�س �صحيح متام ًا؛ ف�إذا‬
‫انهارت القيم الأخالقية‪ ،‬و�ساد الظلم‪ ،‬وتف�شت الر�شوة واملح�سوبية وال�سرقة‪ ،‬وحتول الف�ساد �إىل‬
‫ظاهرة‪ ،‬وتغلبت امل�صالح اخلا�صة على العامة‪ ،‬ف�إن هذا ينبئ ب�آثار كارثية على الدولة واملجتمع‪ ،‬فينهار‬
‫االقت�صاد وينت�شر الفقر وت�ضطر الدولة �إىل اال�ستدانة‪ ..‬وهي �أول خطوة يف طريق �ضياع هيبة‬
‫الدولة‪.‬‬
‫�إن الف�ساد جرمية نكراء يف حق ال�شعوب تعاقب عليها كل القوانني الو�ضعية‪ ،‬والديانات ال�سماوية‪،‬‬
‫والبد �أن تكون هناك و�سائل ملنع انت�شار هذه الظاهرة اخلبيثة التي تنت�شر يف كثري من جمتمعاتنا‪،‬‬
‫�أو على الأقل احلد من انت�شارها يف �أو�ساط املجتمع؟ كما ال يجب تربير هذه اجلرمية مهما كان �سبب‬
‫ارتكابها‪ ،‬وعلى امل�ؤ�س�سات امل�س�ؤولة اتخاذ الإج��راءات العقابية يف حق املف�سدين‪ ،‬وعدم التهاون يف‬
‫تطبيق القانون الرادع عليهم‪ ،‬لأن �أثر هذه اجلرمية ينعك�س �سلب ًا على املجتمع ب�أكمله‪.‬‬
‫وهنا البد �أن ن�ؤكد على �أن الإ�سالم اهتم مبحاربة الف�ساد بكل �أنواعه‪ ،‬وتوعد اهلل �سبحانه وتعاىل‬
‫املف�سدين يف الأر�ض بالعقاب ال�شديد والعذاب الأليم يف �آيات كثرية من القر�آن الكرمي‪ ،‬يقول احلق‬
‫�سبحانه تعاىل (�إمنا جزاء الذين يحاربون اهلل ور�سو َله وي�س َع ْون يف الأر�ض ف�ساد ًا �أن ي َق َّتلوا �أو َ‬
‫ي�صلَّبوا‬
‫تقطع �أيديهم و�أرجلهم من خالف �أو ُين َف ْوا من الأر�ض‪ )...‬املائدة ‪ ،33‬ويقول �سبحانه (‪...‬و�إذا توىل‬ ‫�أو ّ‬
‫�سعى يف الأر�ض ليف�سد فيها و ُيهلك احلرث والن�سل واهلل ال يحب الف�ساد) البقرة ‪ ،205‬ويقول جل وعال‬
‫(‪�...‬إن اهلل ال ي�صلح عمل املف�سدين) يون�س ‪ ،81‬و�أ�سوتنا يف ذلك ر�سولنا الكرمي �صلى اهلل عليه و�سلم‪،‬‬
‫الذي �أقام دولة الإ�سالم على الأخالق الفا�ضلة‪ ،‬و�أ�س�س بنيانها على مبادىء احلق والعدل‪ ،‬و�ضرب �أروع‬
‫الأمثال يف امل�ساواة بني النا�س جميع ًا‪ ،‬فكانت الدولة التي قامت عليها ح�ضارات العامل قدمي ًا وحديث ًا‪..‬‬
‫و�صدق ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم حينما قال «�إمنا ُبعثت لأمتم مكارم الأخالق» رواه البخاري‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬
‫مجلـة اقتصـادية إسالميــة متخصـــصة‬
‫يصدرها ‪ :‬بنك دبي اإلسالمي (دبي ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة)‬
‫المحــتــويات‬
‫العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ • يونيو ‪201٩‬م‬

‫(ص ‪)٥٠‬‬
‫خسائر اقتصادية كبيرة بسبب التلوث‬
‫خبراء االقتصاد والبيئة يؤكدون أن التلوث البيئي‬
‫ينجم عنه خسائر اقتصادية فادحة‪ ،‬فضالً عن‬
‫إهدار الموارد الطبيعية واألمراض الناجمة عن تلوث‬
‫المجاري المائية والمنتجات الزراعية وغيرها‪.‬‬

‫تقرير (ص ‪)٨‬‬
‫إكسبو ‪ 2020‬دبي يرفع توقعات‬

‫‪٥٠‬‬ ‫النمو االقتصادي باإلمارات‬


‫صندوق النقد العربي يتوقع أن يحقق االقتصاد‬
‫اإلماراتي نموا ً بمعدل ‪ %3.5‬عام ‪ 2020‬بسبب‬
‫المكاسب المتوقعة من استضافة معرض إكسبو‬
‫‪ 2020‬في دبي‪.‬‬

‫دراسة (ص ‪)٢٨‬‬ ‫حوار (ص ‪)١٢‬‬


‫حوافز األداء في المؤسسات المالية‬ ‫اإلسالم ضبط المعامالت بين الناس‬
‫اإلسالمية (‪)2‬‬ ‫بميزان الحق والعدل‬
‫الدكتور خالد السياري يتناول تطبيقات حوافز األداء‬ ‫الدكتور محمد القوصي يؤكد أن شريعة اإلسالم‬
‫والضوابط التي تحكمها‪ ،‬ويقرر أن األصل فيها الجواز‬ ‫أرست قواعد الحق والعدل بين الناس جميعاً وأن‬
‫مع مراعاة الضوابط الالزمة‪.‬‬ ‫اإلسالم بريء من كل الظواهر السلبية الموجودة في‬
‫بعض المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫واحة االقتصادي (ص ‪)٥٨‬‬
‫األهمية التمويلية لصيغة اإلجارة‬ ‫دراسة (ص ‪)١٨‬‬

‫وصكوكها‬ ‫إرصاد الزكاة واستثمارها في التنمية‬


‫االقتصادية واالجتماعية (‪)1‬‬
‫الدكتور شوقي دنيا يشير إلى أن صكوك اإلجارة تحتل‬
‫القدر األكبر من األهمية بين الصكوك بوجه عام‪ ،‬ألن‬ ‫الدكتور يوسف الشبيلي يتناول الحكم الشرعي‬
‫التحديات الشرعية أمامها ربما تكون أقل من الصيغ‬ ‫لموضوع إرصاد أموال الزكاة في صناديق تمويل‬
‫األخرى‪.‬‬ ‫وتأمين واستثمارها لصالح مستحقي الزكاة‪.‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪2‬‬
‫ولنا كلمة‬

‫التلوث ‪ ..‬خطر اقتصادي واجتماعي‬


‫التلوث البيئي م�شكة خ�ط�يرة‪ ،‬تعاين منها العديد م��ن دول‬
‫العامل وخا�صة دول العامل النامي‪ ،‬وعلى الرغم من اجلهود‬
‫الكبرية التي تبذل ملواجهة هذه امل�شكلة‪ ،‬والإجراءات التي تتخذ‬
‫يف كثري من دول العامل ملواجهة التغري املناخي والتلوث البيئي‪،‬‬
‫وما يرتكبه الإن�سان من �سلوكيات خاطئة تدمر البيئة وتلحق‬
‫ال�ضرر بالإن�سان واحليوان والنبات‪� ،‬إال �أن امل�شكلة تزداد تعقيداً‪.‬‬
‫�إن حماية البيئة من التلوث �أ�صبحت �أمراً واجباً على احلكومات‬
‫لأنه يتعلق ب�ضرورات احلياة‪ ،‬فالتهاون يف اتخاذ خطوات جادة‬
‫على هذا الطريق يعني �إحل��اق املزيد من ال�ضرر باملجتمعات‪،‬‬
‫وتعطيل م�سرية النمو االقت�صادي‪ ،‬ويعني �أي�ضاً فقدان جزء‬
‫كبري من الطاقة الإنتاجية‪ ،‬وهذا ي�ؤكد �أن تلوث البيئة يرتبط‬
‫ارت �ب��اط �اً م�ب��ا��ش��راً ب�ح��ال��ة املجتمع االق�ت���ص��ادي��ة‪ ،‬وك�ل�م��ا كانت‬ ‫واقرأ أيضاً‬

‫‪١٨‬‬
‫مواجهة م�صادر و�أ�سباب التلوث ج��ادة كلما انعك�س ذلك على‬
‫التنمية االقت�صادية‪.‬‬
‫آراء وأصداء «ص ‪»١‬‬
‫�إن التداعيات االقت�صادية مل�شكالت البيئة موجودة يف كل دول‬
‫الفساد اإلداري ‪ ..‬والفساد‬
‫العامل �سواء املتقدم �أو النامي‪ ،‬وتزداد حدة يف العامل العربي؛‬ ‫األخالقي‬
‫ب�سبب احلروب وال�صراعات امل�سلحة‪ ،‬وما ينتج عنها من تدمري‬ ‫عبد الوهاب الطويل‬
‫ل�ل�م��وارد وم�ق��وم��ات احل�ي��اة الطبيعية‪ ،‬ن�ظ��راً لتعدد م�سببات‬ ‫أخبار «ص ‪»٤‬‬
‫ال�ت�ل��وث‪ ،‬وع ��دم �إع �ط��اء امل�شكلة االه�ت�م��ام ال �ل�ازم ال ��ذي يليق‬ ‫أخبار البنوك والمؤسسات‬
‫بخطورتها على املجتمع‪.‬‬ ‫المالية اإلسالمية‬
‫�إن العالقة وثيقة بني االقت�صاد والبيئة‪ ،‬وهذا االرتباط يزداد‬ ‫مقال «ص ‪»٣٧‬‬
‫ي��وم�اً بعد ي��وم يف الع�صر احل��ا��ض��ر‪ ،‬فكل ت��ده��ور للبيئة يعني‬ ‫دور الصناعة في التنمية‬
‫املزيد من اخل�سائر االقت�صادية‪ ،‬وكل ارتقاء بالبيئة وحت�سني‬ ‫االقتصادية‬
‫م��وارده��ا يعني تعظيم ال �ق��درات االق�ت���ص��ادي��ة ل�ل��دول��ة‪ ،‬وعلى‬ ‫محمد ماهر شمس‬

‫اجلهات امل�س�ؤولة �أن تدرك �أهمية حماربة كل م�سببات التلوث‬ ‫ندوة «ص ‪»٣٨‬‬
‫البيئي مبختلف �أ�شكاله‪ ،‬بعد �أن �أكدت كافة املنظمات الدولية‬ ‫مناقشة مشروعية العقود‬
‫الذكية و”البلوكتشين”‬
‫املهتمة بالبيئة �أنه ي�ؤثر ب�شكل مبا�شر على النمو االقت�صادي‪،‬‬
‫ال عن �أثره اخلطري على �صحة الإن�سان واحليوان‪.‬‬ ‫ف�ض ً‬ ‫رسالة ماجستير «ص ‪»٤٢‬‬

‫‪٤٢‬‬
‫ح ��ول ق�ضية ال�ت�ل��وث ال�ب�ي�ئ��ي وخ�ط��ورت�ه��ا ال�ت�ق��ت «االق�ت���ص��اد‬ ‫دور الوقف اإلسالمي في‬
‫التخفيف من عجز الموازنة‬
‫الإ�سالمي» ع��دداً من خ�براء البيئة واالقت�صاد للوقوف على‬
‫خطورة امل�شكلة‪ ،‬وكيف ميكن مواجهتها‪( .‬اقر�أ �ص ‪.. )٥٠‬‬ ‫فتاوى «ص ‪»٤٦‬‬

‫( المحــرر )‬

‫تابعونا على‬ ‫ماينشر بالمجلة يعبر عن رأي كاتبه‬ ‫رئيس هيئة التحرير‬
‫محمـد سعيــد الشريف‬
‫وال يعبر بالضرورة عن رأي المجلة‪.‬‬
‫الموقع االلكتروني‬

‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‬ ‫المراسالت واإلعالنات‬


‫لمجلة االقتصاد اإلسالمي ‪©2018‬‬ ‫هاتف‪+971 )4( 210738٠ :‬‬
‫الفيسبوك‬ ‫هاتف‪+971 )4( 21073٤٢ :‬‬
‫ص‪.‬ب‪ - 12988 :‬دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫‪/Aliqtisadmag‬‬ ‫طبعت في مطبعة بنك دبي اإلسالمي‬ ‫‪E-mail: aliqtisad.alislami@dib.ae‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫أخبــــــار‬

‫للعام الثالث على التوالي‬


‫بنك دبي اإلسالمي يفوز بجائزة «أفضل المحالت التجارية» من برنامج دبي للخدمة المتميزة‬

‫ث�م��رة ال �ت��زام البنك بتقدمي �أف���ض��ل خدمة‬ ‫بنك دبي الإ�سالمي الفائز بح�ضور م�س�ؤولني‬ ‫�أعلن بنك دبي الإ�سالمي‪� ،‬أكرب بنك إ��سالمي‬
‫ممكنة للمتعاملني‪ ،‬بينما نوا�صل جهودنا‬ ‫م��ن ال�ب�ن��ك‪ ،‬وال ��دائ ��رة االق�ت���ص��ادي��ة ب��دب��ي‪،‬‬ ‫يف دولة الإم��ارات العربية املتحدة‪ ،‬عن فوزه‬
‫ال��د�ؤوب��ة لتلبية احتياجاتهم واعتماد �أف�ضل‬ ‫وطريان الإمارات‪.‬‬ ‫بجائزة �أف�ضل املحالت التجارية لعام ‪2018‬‬
‫املعايري العاملية لتح�سني تقدمي اخلدمات‪،‬‬ ‫وق��د ع�بر نا�صر العو�ضي‪ ،‬رئي�س اخلدمات‬ ‫التي يقدمها برنامج دب��ي للخدمة املتميزة‪،‬‬
‫يرا �إىل �أن ح���ص��ول ال�ب�ن��ك ع�ل��ى ه��ذه‬ ‫م �� �ش� ً‬ ‫امل�صرفية للأفراد يف بنك دبي الإ�سالمي عن‬ ‫� �ض �م��ن ف �ئ��ة اخل ��دم ��ات امل �� �ص��رف �ي��ة‪ ،‬حيث‬
‫اجل��ائ��زة م��ن ج��دي��د مي�ث��ل ح��اف��ز ًا �إ��ض��اف�ي� ًا‬ ‫�سعادته لفوز البنك بهذه اجلائزة املرموقة‬ ‫ا�ستحقها فرع البنك الكائن يف املبنى الرئي�س‬
‫لالرتقاء بخدماته وتقدمي الأف�ضل للمتعاملني‬ ‫للعام الثالث على التوايل‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن ذلك‬ ‫لطريان الإمارات‪.‬‬
‫يف امل�ستقبل»‪ .‬‬ ‫ميثل �إجناز ًا هام ًا نفخر به‪.‬‬ ‫وتفوق بنك دبي الإ�سالمي على جميع البنوك‬
‫ُوتنح جائزة �أف�ضل املحالت التجارية �ضمن‬ ‫و�أ��ض��اف قائالً‪� :‬إن بنك دب��ي الإ�سالمي يعد‬ ‫الأخ � ��رى ��ض�م��ن ه ��ذه ال �ف �ئ��ة ليح�صد ه��ذه‬
‫فئة اخلدمات امل�صرفية للبنوك ا�ستناد ًا �إىل‬ ‫م�ؤ�س�سة رائ ��دة يف القطاع امل�صريف وامل��ايل‬ ‫اجلائزة املرموقة‪ .‬وك��ان نف�س الفرع قد نال‬
‫عدد من العنا�صر مثل‪ :‬املظهر املثايل ملنافذ‬ ‫ل ��دول ��ة الإم � � ��ارات ال �ع��رب �ي��ة امل �ت �ح��دة‪ ،‬وم��ن‬ ‫هذه اجلائزة العام املا�ضي‪ ،‬بينما ح�صل فرع‬
‫اخلدمة‪ ،‬وتوفري بيئة �آمنة و�صحية ومريحة‬ ‫ال�ضروري �أن نركز جهودنا با�ستمرار على‬ ‫البنك يف «دبي مول» على تكرمي مماثل للتميز‬
‫�ضمن ال�ف��روع‪ ،‬وعلى �أ�سا�س توفري خدمات‬ ‫�إثراء التجربة امل�صرفية للمتعاملني �إىل جانب‬ ‫يف �أداء اخلدمات لعام ‪.2017‬‬
‫�� �ص ��رف ج� �ي ��دة‪ ،‬واالم� �ت� �ث ��ال ل�ل���س�ي��ا��س��ات‬ ‫م��واك �ب��ة امل�ت�ط�ل�ب��ات دائ �م��ة ال�ت�غ�ير ل�ق��اع��دة‬ ‫واحتفا ًء مبرور ‪ 25‬عام ًا من التميز‪ ،‬مت ت�سليم‬
‫ال�صحيحة‪ ،‬وج ��ودة اخل��دم��ة ال�ت��ي يقدمها‬ ‫املتعاملني املتنوعة‪ .‬م�ؤكد ًا �أن هذا التكرمي هو‬ ‫اجلائزة �ضمن مرا�سم خا�صة �أقيمت يف فرع‬
‫امل��وظ �ف��ون‪ ،‬ب��الإ� �ض��اف��ة �إىل ن�سبة ��س�ع��ادة‬
‫املتعاملني من تقدمي اخلدمات العامة بنا ًء‬
‫على م�ؤ�شر ال�سعادة‪.‬‬
‫جدير بالذكر �أنه برنامج دبي للخدمة املتميزة‬
‫قد �أُطلق يف عام ‪ 2002‬بهدف تعزيز التميز‬
‫يف م �ع��اي�ير خ��دم��ة امل�ت�ع��ام�ل�ين يف ال�ق�ط��اع‬
‫اخل ��ا� ��ص‪ ،‬وت �ك��رمي امل ��ؤ� �س �� �س��ات ال �ت��ي تقدم‬
‫خدمات متميزة لعمالئها‪ ،‬مع الرتكيز ب�شكل‬
‫�أ��س��ا���س على املعايري الأخ�لاق�ي��ة العالية يف‬
‫�سلوك امل��وظ�ف�ين‪ ،‬والثقافة الداخلية التي‬
‫تعتمد على اجل��ودة‪ ،‬واتباع نهج يرتكز على‬
‫�ضمان تقدمي خدمة متميزة للمتعاملني‪.‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪4‬‬
‫أخبار البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‬

‫مجمع الفقه‪ :‬ورشة عمل حول تطبيقات التحوط في‬


‫«اإلسالمي للتنمية»‪ :‬مبادرة إنسانية‬ ‫المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫إلعادة ‪ 28‬مليون طفل إلى المدارس في‬
‫الدول األعضاء‬
‫نظمت �أمانة جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ووقف �أقر�أ للإمناء والت�شغيل‪،‬‬
‫ور�شة عمل حول تطبيقات التحوط يف امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪ ،‬وذلك‬
‫ق��ال ال��دك�ت��ور ول�ي��د ال��وه�ي��ب‪ ،‬امل��دي��ر ال �ع��ام ل�صندوق‬ ‫تنفيذ ًا لقرار جممع الفقه الإ�سالمي الدويل رقم ‪ )23/8( 244‬ال�صادر‬
‫الت�ضامن اال�سالمي والتنمية‪�« ،‬إن البنك اال�سالمي‬ ‫عن دورة املجمع الأخرية‪ ،‬والذي �أو�صى بعقد ندوات علمية بالتعاون مع‬
‫للتنمية‪  ‬يهدف �إىل �إعادة ‪ 28‬مليون طفل �إىل املدار�س‪ ‬‬ ‫امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية لدرا�سة �أدوات ومعامالت التحوط التي‬
‫يف الدول الأع�ضاء»‪.‬‬ ‫متار�سها امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية �أو التي �أقرتها هيئاتها‪ ،‬ومدى‬
‫و�أ�ضاف الدكتور الوهيب قائالً‪ ،‬على هام�ش م�شاركته يف‬ ‫التزام امل�ؤ�س�سات املالية بال�ضوابط وال�شروط التي �أقرها املجمع يف‬
‫م��ائ��دة م���س�ت��دي��رة �ضمن ف�ع��ال�ي��ات االج �ت �م��اع ال��راب��ع‬ ‫قراراته وتو�صياته بخ�صو�ص مو�ضوع التحوط‪.‬‬
‫والأرب �ع��ون ملجموعة البنك اال�سالمي للتنمية بعنوان‬ ‫وقد �شارك يف الندوة معايل �أمني املجمع الأ�ستاذ الدكتور عبدال�سالم‬
‫«احلاق جميع الأطفال باملدار�س يف البلدان الأع�ضاء يف‬ ‫العبادي‪ ،‬و�سعادة ال�شيخ �صالح كامل‪ ،‬وح�شد من العلماء واملخت�صني‪،‬‬
‫منظمة التعاون الإ�سالمي بحلول ع��ام ‪� ،»2030‬إن��ه مت‬ ‫ونوق�شت فيها عدة �أوراق عمل لباحثني خمت�صني و�صدرت عنها عدة‬
‫التعبري عن «�إع�لان نوايا» مع جمموعة من امل�ؤ�س�سات‬ ‫تو�صيات مت مناق�شتها يف ندوة الربكة لالقت�صاد الإ�سالمي التي عقدت يف‬
‫الإن�سانية بينها الهالل الأحمر الرتكي ومنظمات �أممية‬ ‫‪ 9-8‬رم�ضان ‪1440‬هـ‪ ،‬كما �سيتم رفعها �إىل جمل�س جممع الفقه الإ�سالمي‬
‫من �أجل حتقيق هذه الغاية»‪.‬‬ ‫الدويل يف دورته القادمة‪ ،‬وذلك تنفيذ ًا للقرار املجمعي يف دورته الثالثة‬
‫والع�شرين‪.‬‬

‫اإلمارات‪ :‬الهيئة العليا الشرعية للمصرف المركزي تبحث حوكمة المؤسسات المالية اإلسالمية‬

‫ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�أبوظبي‪ -‬وام‪ :‬عقدت الهيئة العليا ال�شرعية‬


‫وا� �س �ت �ع��ر� �ض��ت ال �ه �ي �ئ��ة م��و� �ض��وع��ات تتعلق‬ ‫للأن�شطة املالية وامل�صرفية يف دولة الإمارات‬
‫باالجتماعات الت�شاورية التي عقدت مع جلنة‬ ‫العربية املتحدة اجتماعها الثالث ل�سنة ‪،2019‬‬
‫ال�صريفة الإ�سالمية التابعة الحتاد م�صارف‬ ‫ب��رئ��ا� �س��ة ف���ض�ي�ل��ة ال���ش�ي��خ ال ��دك �ت ��ور �أح �م��د‬
‫الإم� ��ارات‪ ،‬م��ؤك��دة �أهمية ه��ذه املو�ضوعات‪،‬‬ ‫عبدالعزيز احل��داد‪ ،‬رئي�س الهيئة‪ ،‬وح�ضور‬
‫ووج�ه��ت بدرا�ستها واال��س�ت�م��رار يف الت�شاور‬ ‫�أع�ضاء الهيئة‪ ،‬ف�ضيلة الدكتور جا�سم علي‬
‫ال �ب �ن ��اء م ��ع جل �ن��ة ال �� �ص�يرف��ة الإ� �س�لام �ي��ة‬ ‫ال�شام�سي‪ ،‬وف�ضيلة ال�شيخ ع�صام حممد‬
‫للمحافظة على بيئة مالية �إ�سالمية تقدم‬ ‫�إ�سحاق‪ ،‬وف�ضيلة ال�شيخ الدكتور عزنان ح�سن‪،‬‬
‫خدمات مالية تناف�سية يف الأ� �س��واق املحلية‬ ‫الأط � ��ر امل �ع �ت �م��دة ل �ه��ذا ال �غ��ر���ض يف تعزيز‬ ‫وف�ضيلة الدكتور �أ�سيد حممد �أديب كيالين‪.‬‬
‫وال��دول �ي��ة‪ ،‬وامل�ح��اف�ظ��ة ع�ل��ى �أع �ل��ى درج ��ات‬ ‫اال�ستقاللية والتن�سيق بني �أق�سام ووح��دات‬ ‫وا�ستعر�ضت الهيئة طلبات اعتماد املنتجات‬
‫االلتزام بال�شريعة الإ�سالمية‪ .‬وراجعت الهيئة‬ ‫امل�ؤ�س�سة املالية الإ�سالمية وتعزيز معايري‬ ‫امل�صرفية واال�ستف�سارات ذات ال�صلة املقدمة‬
‫طلبات اعتماد التقارير ال�شرعية ال�سنوية‬ ‫امل�صداقية‪ ،‬وال�شفافية‪ ،‬وامل�ساءلة‪ ،‬و�أك��دت‬ ‫من امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪ ،‬م�ؤكدة �أهمية‬
‫ال�صادرة عن جلان الرقابة ال�شرعية الداخلية‬ ‫�أهمية التطبيق ال�سليم والفعال لأطر احلوكمة‬ ‫�أن تكون املنتجات متطابقة مع �أعلى معايري‬
‫للم�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪ ،‬وكذلك طلبات‬ ‫ال�شرعية‪ ،‬وال��ذي من �ش�أنه �أن ينعك�س بنحو‬ ‫الإف�صاح وال�شفافية‪.‬‬
‫تعيني وجتديد ع�ضوية جلان الرقابة ال�شرعية‬ ‫�إيجابي على قدرة امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‬ ‫ون��اق���ش��ت الهيئة �أم� ��ور احل��وك�م��ة ال�شرعية‬
‫الداخلية لديها‪.‬‬ ‫على �إدارة خم��اط��ر ع��دم االل �ت��زام ب�أحكام‬ ‫للم�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪ ،‬و�أك ��دت دور‬

‫‪5‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫أخبار البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‬

‫و�سي�سلط ال�ضوء على التحديات الرئي�سة التي‬ ‫مجلس البنوك اإلسالمية يعلن‬
‫االتصاالت السعودية تنهي‬
‫تواجه امل�ؤ�س�سات املالية‪.‬‬ ‫خطته االستراتيجية حتى ‪2022‬‬
‫إصدار صكوك دولية بـ‪1.25‬‬
‫واجل��دي��ر بالذكر �أن املجل�س عقد يف جدة‬
‫مليار دوالر‬ ‫االج�ت�م��اع ال�سابع للمجموعة اال�ست�شارية‬
‫للأع�ضاء واالج �ت �م��اع ال�ث��ال��ث ع�شر للهيئة‬ ‫�أعلن املجل�س العام للبنوك وامل�ؤ�س�سات املالية‬
‫الريا�ض ‪ -‬مبا�شر‪� :‬أعلنت �شركة‬ ‫العلمية ل�لاع�ت�م��اد‪ ،‬وح�ل�ق��ة املجل�س ال�ع��ام‬ ‫الإ�سالمية بختام اجتماعاته يف مدينة جدة‬
‫االت�صاالت ال�سعودية عن انتهاء �شركة‬ ‫اال�سرتاتيجية للأع�ضاء‪� ،‬إ�ضافة �إىل االجتماع‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬اخلطة اال�سرتاتيجية للفرتة ‪2019‬‬
‫�صكوك االت�صاالت ال�سعودية املحدودة‬ ‫ال�سابع والثالثون ملجل�س الإدارة‪ ،‬واجتماع‬ ‫‪.2020 -‬‬
‫التابعة لها‪ ،‬من طرح الإ�صدار الأول‬ ‫اجلمعية العمومية ال�سنوي التا�سع ع�شر‪.‬‬ ‫و�أفاد املجل�س �أن اخلطة اال�سرتاتيجية املعلنة‬
‫من �صكوك دولية بالدوالر الأمريكي‪.‬‬ ‫وع�ل��ى هام�ش الفعاليات ناق�شت الأم��ان��ة‬ ‫متثل خارطة طريق لتنفيذ خطة العمل على‬
‫وقالت ال�شركة‪ ،‬يف بيان على «تداول»‪،‬‬ ‫العامة االجتماعات الدورية لأع�ضاء جمل�س‬ ‫مدى الأرب��ع ال�سنوات القادمة‪ ،‬وفق ًا لوكالة‬
‫�إنه مت �إ�صدار ‪� 6.25‬ألف �صك‪ ،‬بقيمة‬ ‫الإدارة‪ ،‬واملجموعة اال�ست�شارية للأع�ضاء‪،‬‬ ‫�أنباء ال�سعودية «وا�س»‪.‬‬
‫ا�سمية ‪� 200‬ألف دوالر‪ ،‬لت�صل القيمة‬ ‫والهيئة العلمية لالعتماد‪ ،‬تقرير ن�شاط‬ ‫كما �أطلق املجل�س‪ ،‬اال�ستبيان العاملي الرابع‬
‫الإجمالية �إىل نحو ‪ 1.25‬مليار دوالر‬ ‫املجل�س ال�ع��ام‪ ،‬وامل ��وارد املالية امل�ستدامة‪،‬‬ ‫للم�صرفيني الإ�سالميني لعام ‪ 2019‬حتت‬
‫تعادل ‪ 4.7‬مليار ريال‪.‬‬ ‫و� �ش �ه��دت ن�ق��ا��ش��ات تفاعلية ح ��ول جت��ارب‬ ‫ع� �ن ��وان‪« :‬اال���س��ت ��دام ��ة وحم ��رك ��ات ال�ن�م��و‬
‫و�أ��ش��ارت �إىل �أن مدة اال�ستحقاق ‪10‬‬ ‫الوكالء وممثلي البنوك وامل�ؤ�س�سات املالية‬ ‫والتحديات التنظيمية»‪ ،‬حتت �إط��ار الهدف‬
‫�سنوات بعائد ي�صل �إىل نحو ‪3.89‬‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫اال��س�ترات�ي�ج��ي املتعلق بالبحث واالب�ت�ك��ار‪،‬‬
‫باملائة‪.‬‬
‫وقالت ال�شركة �إنها قد تقوم با�سرتداد‬ ‫�سيكون مبقابل م��ايل �أو مقابل مبادلته‬ ‫«صافوال» تعتزم إصدار‬
‫ال�صكوك ب�شكل مبكر يف حال وقوع �أي‬ ‫بكامل �أو بع�ض ال�صكوك امل�صدرة بتاريخ‬ ‫صكوك محلية بـ‪ 5.3‬مليار ريال‬
‫حدث �ضريبي‪� ،‬أو يف حال وقوع حدث‬ ‫‪ 22‬يناير ‪ ،2013‬وذل ��ك بح�سب م��ا ت��راه‬
‫هالك كلي �أو حدث ت�صفية لل�صكوك‪ .‬‬ ‫ال�شركة مالئم ًا‪.‬‬
‫كما �أو�ضحت �أن خيار اال�سرتداد قد‬ ‫وق��ال��ت «��ص��اف��وال» �إن��ه �سيتم حتديد قيمة‬ ‫ال��ري��ا���ض ‪ -‬م�ب��ا��ش��ر‪� :‬أع �ل �ن��ت جمموعة‬
‫يكون متاح ًا يف حال وقوع حدث تغيري‬ ‫و� �ش��روط الإ�� �ص ��دار الأول‪ ،‬وق�ي�م��ة وع��دد‬ ‫«� �ص ��اف ��وال» ع ��ن ع��زم �ه��ا �إن �� �ش��اء ب��رن��ام��ج‬
‫يف ال���س�ي�ط��رة‪ ،‬ك�م��ا ق��د ي �ك��ون خيار‬ ‫ال �� �ص �ك��وك ال �ت��ي ق ��د ت �ت��م م�ب��ادل�ت�ه��ا من‬ ‫�صكوك‪ ،‬ب�شكل مبا�شر �أو عن طريق ت�أ�سي�س‬
‫اال��س�ترداد متاح ًا لأم�ين ال�صكوك �أو‬ ‫ال�صكوك ال�سابقة و�شروط تلك املبادلة‪ ،‬يف‬ ‫من�ش�أة ذات غر�ض خا�ص‪ ،‬بغر�ض �إ�صدار‬
‫حملة ال�صكوك‪.‬‬ ‫وق��ت الح��ق بنا ًء على ظ��روف ال�سوق‪ .‬كما‬ ‫�صكوك بالريال ال�سعودي‪.‬‬
‫و�أك � ��دت ال���ش��رك��ة �أن ��ه �سيتم �إدراج‬ ‫�أكدت على �أن الهدف من الطرح‪ ،‬هو تلبية‬ ‫وقالت ال�شركة‪ ،‬يف بيان على «ت��داول»‪� ،‬إنه‬
‫ال�صكوك يف ال�سوق املالية الأيرلندية‬ ‫احتياجات ال�شركة املالية واال�سرتاتيجية‪.‬‬ ‫�سيتم �إ�صدار ال�صكوك على مرحلة �أو عدة‬
‫(يورونك�ست دبلن)‪ ،‬منوهة �إىل �أنها‬ ‫و�أو�ضحت �أن الطرح يخ�ضع ملوافقة اجلهات‬ ‫م� ��راح� ��ل �أو م� ��ن خ �ل��ال � �س �ل �� �س �ل��ة م��ن‬
‫��س�ت�ق��وم ب ��إك �م��ال ك��اف��ة الإج� � ��راءات‬ ‫الر�سمية ذات ال�ع�لاق��ة‪ ،‬و�سيتم الطرح‬ ‫الإ�صدارات‪ ،‬مبا ال يتجاوز ‪ 5.3‬مليار ريال‪.‬‬
‫ال �ل�ازم� ��ة لإمت� � ��ام ع �م �ل �ي��ة �إ�� �ص ��دار‬ ‫مبوجب الأنظمة واللوائح ذات العالقة‪.‬‬ ‫و�أ�شارت �إىل �أن جمل�س �إدارة ال�شركة وافق‬
‫ال�صكوك وتخ�صي�صها للم�ستثمرين‪.‬‬ ‫اجل ��دي ��ر ب��ال��ذك��ر �أن «�� �ص ��اف ��وال» هي‬ ‫على ت�أ�سي�س الربنامج و�إ�صدار ال�صكوك‬
‫ووكانت �شركة االت�صاالت ال�سعودية‬ ‫جمموعة ا�سرتاتيجية ا�ستثمارية قاب�ضة‬ ‫مب��وج�ب��ه‪ ،‬وط ��رح الإ� �ص��دار الأول مبوجب‬
‫�أعلنت يف �أبريل املا�ضي عن بدء طرح‬ ‫رائ��دة يف قطاعي الأغذية والتجزئة يف‬ ‫الربنامج وفق ًا لظروف ال�سوق واحتياجات‬
‫الإ�صدار الأول من برنامج ال�صكوك‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‬ ‫ال�شركة املالية واال�سرتاتيجية‪.‬‬
‫الدولية بالدوالر الأمريكي‪.‬‬ ‫وتركيا‪.‬‬ ‫كما ن��وه��ت �إىل �أن ط��رح الإ� �ص��دار الأول‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪6‬‬
‫امل�ستهلكة ومقيمة من خ�لال الدخل ال�شامل‬ ‫الثالثة �أ�شهر املنتهية يف مار�س ‪ 2019‬مقابل‬ ‫ارتفاع األرباح المجمعة‬
‫والودائع مببلغ ‪ 64.4‬مليون جنيه بن�سبة ‪%12‬‬ ‫‪ 156.780‬مليون جنيه بالفرتة املقارنة من‬ ‫لـ«أبو ظبي اإلسالمي» ‪ -‬مصر‬
‫مقارنة بنف�س الفرتة من ع��ام ‪ ،2018‬وذلك‬ ‫عام ‪ ،2018‬بح�سب «�أموال الغد»‪.‬‬ ‫في الربع األول بنسبة ‪%78‬‬
‫بعد خ�صم الزيادة يف تكلفة الودائع ‪ 201‬مليون‬ ‫و�صعد �صايف الدخل من العائد خ�لال نف�س‬
‫جنيه بن�سبة ‪ %29‬مقارنة بنف�س الفرتة ‪.2018‬‬ ‫ال �ف�ترة �إىل ‪ 706.972‬مليون جنيه مقابل‬
‫وعلى م�ستوى الأعمال امل�ستقلة �أظهرت القوائم‬ ‫‪ 566.769‬مليون جنيه بالفرتة املماثلة‪.‬‬ ‫�أظهرت القوائم املالية املجمعة مل�صرف �أبو‬
‫املالية مل�صرف �أبو ظبي الإ�سالمي ‪ -‬م�صر �أنه‬ ‫و�أرج� ��ع امل���ص��رف ذل ��ك االرت �ف ��اع �إىل زي ��ادة‬ ‫ظبي الإ�سالمي ‪ -‬م�صر ارتفاع �صايف الأرباح‬
‫حقق �صايف ربح بقيمة ‪ 250.110‬مليون جنيه‬ ‫الهام�ش املحقق من حمفظة التمويالت مببلغ‬ ‫خالل الربع الأول من عام ‪ 2019‬بن�سبة ‪%78‬‬
‫خ�ل�ال ال��رب��ع الأول م��ن ع ��ام ‪ 2019‬مقابل‬ ‫‪ 276.9‬مليون جنيه بن�سبة ‪ %39‬مقارنة بنف�س‬ ‫مقارنة بنف�س الفرتة من العام املا�ضي‪.‬‬
‫‪ 151.481‬مليون جنيه بنف�س الفرتة من عام‬ ‫الفرتة يف ‪� ،2018‬إ�ضافة �إىل زيادة يف العائد‬ ‫و�أو�ضح امل�صرف يف بيان للبور�صة‪� ،‬أنه حقق‬
‫‪.2018‬‬ ‫من ا�ستثمارات مالية يف �أدوات دين بالتكلفة‬ ‫�صايف ربح بقيمة ‪ 279.443‬مليون جنيه خالل‬

‫منتدى القطاع الخاص يبحث تحديات ممارسة األعمال في البلدان األعضاء في البنك اإلسالمي للتنمية‬

‫وكانت اجلل�سة الرئي�سة للر�ؤ�ساء التنفيذيني قد بحثت خالل املنتدى‬ ‫ا�ست�ضافت جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية منتدى القطاع اخلا�ص‬
‫ثالثة مو�ضوعات متخ�ص�صة هي‪:‬‬ ‫وال��ذي عقد على هام�ش االجتماع ال�سنوي الرابع والأربعون ملجموعة‬
‫‪ -‬الفر�صة التي تخلقها �سال�سل القيمة الإقليمية للبلدان الأفريقية‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية يف مراك�ش باملغرب يف �أبريل املا�ضي‪ ،‬وذلك‬
‫الأع�ضاء وما ال��دور الذي ميكن �أن يلعبه القطاع اخلا�ص يف �سال�سل‬ ‫من �أجل موا�صلة تطوير القطاع اخلا�ص يف ال��دول الأع�ضاء‪ .‬وافتتح‬
‫القيمة الإقليمية‪.‬‬ ‫املنتدى معايل رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية الدكتور بندر‬
‫‪� -‬إع��ادة حتديد جمموعة �أفكار وك��االت ائتمان ال�صادرات من خالل‬ ‫حجار‪ ،‬ومعايل حممد بن�شعبون‪ ،‬وزير االقت�صاد واملالية املغربي‪.‬‬
‫�إن���ش��اء �أنظمة �إيكولوجية ل��ذك��اء الأع �م��ال »�إع� ��ادة تخطيط املفهوم‬ ‫الهدف من املنتدى ب�شكل رئي�س ت�سليط ال�ضوء على �أن�شطة جمموعة‬
‫اال�سرتاتيجي لوكاالت ائتمان ال�صادرات عرب �إن�شاء نظام معلومات‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية وخدماته ومبادراته يف ال��دول الأع�ضاء مبا‬
‫ملنظومة الأعمال»‪.‬‬ ‫فيها اململكة املغربية‪ .‬حيث ا�ستعر�ض الفر�ص والتحديات التي تواجه‬
‫‪ -‬دور التحول الرقمي يف �إعادة ت�شكيل �صناعة التمويل الإ�سالمي «دور‬ ‫ممار�سة الأعمال مبختلف �أنواعها يف البلدان الأع�ضاء‪ .‬وعالوة على‬
‫التحول الرقمي يف (�إعادة ت�صميم) �صناعة التمويل الإ�سالمي‪ ،‬حيث‬ ‫ذلك‪ ،‬منح املنتدى فر�صة فريدة للم�ستثمرين ورجال الأعمال والر�ؤ�ساء‬
‫قدم الر�ؤ�ساء التنفيذيون ملحة عامة عن كيفية ت�أثري االقت�صاد على‬ ‫التنفيذيني من ال��دول الأع�ضاء للتوا�صل وعقد ال�شراكات و�إقامة‬
‫�أعمالهم و�أين يرون الفر�ص والعقبات التي تواجه م�ؤ�س�ساتهم وكذلك‬ ‫عالقات جتارية مع نظرائهم‪ ،‬وعر�ض ق�ص�ص النجاح من �أجل تبادل‬
‫بالن�سبة للدول الأع�ضاء يف جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫اخلربات ذات ال�صلة‪.‬‬

‫اقت�صاد منخف�ض الكربون‪.‬‬ ‫دبي ‪ -‬مبا�شر‪� :‬أعلنت «ماجد الفطيم»‪ ،‬عن �إدراج �أول‬ ‫«ماجد الفطيم»‬
‫وبح�سب البيان ال�صادر عن ال�شركة ف�إنه من املقرر �أن‬ ‫�صكوك خ�ضراء مرجعية م�ؤ�س�سية على م�ستوى العامل‪،‬‬ ‫تدرج أول صكوك‬
‫تتم اال�ستعانة بعائد الإ��ص��دار لتمويل و�إع ��ادة متويل‬ ‫و�أول �صكوك خ�ضراء يتم �إ�صدارها يف املنطقة‪  .‬‬ ‫خضراء في‬
‫م�شروعات حالية وم�ستقبلية تابعة لل�شركة‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫وتقدر قيمة ال�صكوك ب�ـ‪ 600‬مليون دوالر‪ ،‬وتبلغ مدة‬ ‫ناسداك دبي‬
‫�إن�شاء مبان �صديقة للبيئة وم�شروعات طاقة متجددة‬ ‫ا�ستحقاقها ‪� 10‬سنوات‪ ،‬وهي مبثابة �شهادة على التزام‬
‫والإدارة امل�ستدامة للمياه وكفاءة ا�ستهالك الطاقة‪ .‬‬ ‫«ماجد الفطيم» طويل الأجل بدعم جهود التحول �إىل‬

‫‪7‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫تقرير‬

‫«إكسبو ‪ 2020‬دبي» يرفع توقعات‬


‫نمو االقتصاد اإلماراتي إلى ‪ %3,5‬سنوياً‬
‫توقع صندوق النقد العربي أن يحقق االقتصاد اإلماراتي نموًا بنسبة ‪ %3.5‬خالل عام ‪ 2020‬بارتفاع ملحوظ عن النمو المتوقع‬
‫لعام ‪ 2019‬المقدر بنسبة ‪ %2.7‬مستندًا إلى المكاسب االقتصادية المتوقعة من استضافة الدولة لمعرض «إكسبو ‪2020‬‬
‫دبي»‪ ،‬والتقديرات بنمو القطاع غير النفطي بنسبة ‪ 3.7‬في المائة‪ ،‬والقطاع النفطي بنسبة ‪ 0.3‬في المائة خالل العام‬
‫الحالي‪ ،‬باإلضافة إلى تأثير تحسن اإليرادات العامة بفعل االرتفاع المسجل في األسعار العالمية للنفط‪ ،‬بما يساعد‬
‫على مواصلة اإلنفاق الحكومي المعزز للنمو‪.‬‬
‫وأكد الصندوق في أحدث تقرير له حول «آفاق االقتصاد العربي لعامي ‪ 2019‬و‪ »2020‬أنه من المتوقع استفادة إمارة دبي من‬
‫حجم اإلنفاق المصاحب للترتيبات الالزمة الستضافة معرض «إكسبو ‪ 2020‬دبي» الذي ينشط الحركة االقتصادية في‬
‫عدد كبير من القطاعات االقتصادية‪ ،‬حيث سيكون أول معرض إكسبو دولي تستضيفه منطقة الشرق األوسط وأفريقيا‬
‫وجنوب آسيا‪ ،‬ومن المتوقع أن يستقطب ‪ 25‬مليون زائر على مدار ستة أشهر من نحو ‪ 190‬دولة على مستوى العالم‪ ،‬من‬
‫بينهم ‪ 70‬في المائة من خارج دولة اإلمارات‪ ،‬وهي أكبر نسبة من الزوار الدوليين في تاريخ معارض إكسبو الدولية الممتدة‬
‫على مدى ‪ 168‬عامًا‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬أحمد عبد الفتاح‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪8‬‬
‫لي�صل �إىل ‪ 153.32‬مليار درهم (‪41.8‬‬ ‫أثر إيجابي‬
‫مليار دوالر �أمريكي) متثل نحو ‪ 8.8‬يف‬ ‫وتوقع التقرير �أن ي�سهم معر�ض «»�إك�سبو‬
‫املائة من الناجت املحلي الإجمايل‪.‬‬ ‫«النقد العربي»‪311,05 :‬‬ ‫‪ 2020‬دبي» يف خلق نحو ‪� 280‬ألف فر�صة‬
‫مليار درهم فائض الميزان‬ ‫ع�م��ل‪ ،‬كما �سيحافظ على ا��س�ت��دام��ة ما‬
‫فائض الميزان التجاري‬ ‫يقرب من مليون و‪� 400‬ألف وظيفة �إقليمي ًا‪،‬‬
‫و�أ�شار �إىل �أن��ه كمح�صلة لهذه امل�ؤ�شرات‬ ‫التجاري للدولة في ‪2019‬‬ ‫حيث يتوقع �أن ت�صل العائدات املالية لدبي‬
‫لكل من ال�صادرات والواردات‪ ،‬من املتوقع‬ ‫م��ن ا�ست�ضافة «�إك�سبو ‪ 2020‬دب ��ي» �إىل‬
‫�أن يرتفع الفائ�ض يف امل �ي��زان التجاري‬ ‫�أك�ثر م��ن ‪ 139‬مليار دره ��م‪ ،‬م�شري ًا �إىل‬
‫بن�سبة ‪ 4.1‬يف املائة لي�صل �إىل ‪311.05‬‬ ‫من تنفيذ «برنامج التحفيز امل��ايل» الذي‬ ‫�أن املعر�ض �سيعمل على تن�شيط العديد‬
‫م�ل�ي��ار دره� ��م خ�ل�ال ع� ��ام‪ ،‬وف�ي�م��ا يتعلق‬ ‫مت �إق��راره مبقدار ‪ 50‬مليار درهم‪ ،‬والذي‬ ‫من القطاعات االقت�صادية وعلى ر�أ�سها‬
‫مب�ي��زان اخل��دم��ات وال��دخ��ل فمن املتوقع‬ ‫يهدف �إىل خلق وظائف حلوايل ‪� 10‬آالف‬ ‫قطاعات الفنادق‪ ،‬وال�ط�يران‪ ،‬والتجارة‪،‬‬
‫تراجع الفائ�ض خالل عام ‪ 2019‬ليبلغ نحو‬ ‫م��واط��ن خ�لال اخلم�سة �أع ��وام القادمة‪،‬‬ ‫والإن�شاءات‪ ،‬وخدمات الأعمال‪ ،‬كذلك من‬
‫‪ 1.1‬مليار دوالر‪ ،‬مقارنة مع حوايل ‪1.5‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ع��دد من الإج ��راءات التي مت‬ ‫املتوقع ارت�ف��اع الناجت املحلي لإم ��ارة دبي‬
‫مليار يف عام ‪� ،2018‬أما ميزان التحويالت‬ ‫اتخاذها لت�شجيع ال�شراكة بني القطاعني‬ ‫خ�لال ف�ترة التوقع على �ضوء ال�سيا�سات‬
‫فيتوقع �أن يرتفع العجز بنحو ‪ 3.3‬يف املائة‬ ‫ال �ع��ام واخل��ا���ص‪ ،‬والإج � ��راءات ال�ت��ي يتم‬ ‫امل�ن�ف��ذة جل ��ذب اال� �س �ت �ث �م��ارات‪ ،‬وخف�ض‬
‫لي�صل �إىل‪ 46.7‬مليار دوالر خ�لال عام‬ ‫ات �خ��اذه��ا ب�شكل م�ت��وا��ص��ل لتطوير بيئة‬ ‫تكاليف الإنتاج يف العديد من القطاعات‬
‫‪ 2019‬وذلك يف �ضوء توقع زيادة التدفقات‬ ‫الأع�م��ال‪ ،‬وج��ذب اال�ستثمارات الأجنبية‪،‬‬ ‫من خالل تخفي�ض الر�سوم وخا�صة على‬
‫اخل��ارج��ة لتحويالت العاملني مع حت�سن‬ ‫وخلق فر�ص عمل جديدة‪ ،‬وتوفري حوافز‬ ‫قطاعي العقارات والطريان‪.‬‬
‫م�ستويات التوظيف‪.‬‬ ‫خمتلفة �أهمها منح ت�أ�شريات �إقامة ملدة‬ ‫ووفق ًا للتقرير ف�إن ارتفاع �أ�سعار النفط‬
‫وذك ��ر ال�صندوق يف ت�ق��ري��ره �أن ��ه فيما‬ ‫ع�شر �سنوات للم�ستثمرين الأجانب‪ ،‬كما‬ ‫�أ�سهم يف ارتفاع حجم الفوائ�ض الت�شغيلية‬
‫يتعلق باملالية العامة �سجلت الإي ��رادات‬ ‫�أن العمل بقانون اال�ستثمار اجلديد الذي‬ ‫ل��دى ال�شركات املنتجة للنفط‪ ،‬وا�ستفاد‬
‫العامة املت�ضمنة يف امليزانية االحت��ادي��ة‬ ‫مت �إق ��راره بنهاية ع��ام ‪ 2018‬وال��ذي يتيح‬ ‫القطاع النفطي م��ن ال��زي��ادة يف كميات‬
‫عن عام ‪ 2018‬ارتفاع ًا ن�سبة ‪ 7.7‬يف املائة‬ ‫للأجانب ملكية كاملة للم�شروعات خارج‬ ‫الإن�ت��اج التي منت من ‪ 2.8‬مليون برميل‬
‫لت�صل �إىل ‪ 51.4‬مليار درهم‪ ،‬مما يعك�س‬ ‫املناطق احلرة يف القطاعات التي حتددها‬ ‫يومي ًا خ�لال ال��رب��ع الأول م��ن ع��ام ‪2018‬‬
‫ارتفاع الإي ��رادات النفطية نتيجة ارتفاع‬ ‫ال��دول��ة م��ن ��ش��أن��ه �أن ي��دع��م �آف ��اق النمو‬ ‫�إىل نحو ‪ 3.3‬مليون برميل يومي ًا يف الربع‬
‫�أ�سعار النفط العاملية‪ ،‬كما يرجع ذلك �إىل‬ ‫االقت�صادي يف الإم� ��ارات خ�لال املرحلة‬ ‫الرابع من نف�س العام‪.‬‬
‫االرتفاع يف م�ستوى الإي ��رادات ال�ضريبية‬ ‫املقبلة‪.‬‬
‫يف �ضوء ال�سيا�سات العديدة املتبناة لتنويع‬ ‫وتوقع التقرير �أن يرتفع الفائ�ض بامليزان‬ ‫محركات النمو‬
‫م�صادر الإي ��رادات العامة‪ ،‬وعلى ر�أ�سها‬ ‫اجل��اري لدولة الإم ��ارات بن�سبة ‪ 2.1‬قي‬ ‫و�أ�شار التقرير �إىل �أنه على م�ستوى �إمارات‬
‫ف��ر���ض �ضريبة القيمة امل���ض��اف��ة‪ ،‬وعلى‬ ‫امل��ائ��ة لي�صل �إىل ‪ 144.15‬مليار دره��م‬ ‫ال��دول��ة املختلفة‪ ،‬م��ن امل�ت��وق��ع �أن تلعب‬
‫اجل��ان��ب الآخ ��ر ارتفعت النفقات العامة‬ ‫(‪ 39.3‬مليار دوالر �أمريكي) خالل عام‬ ‫جمموعة من حمركات النمو دور ًا مهما يف‬
‫بن�سبة بلغت ‪ 5.5‬يف املائة لت�صل �إىل ‪51.4‬‬ ‫‪ 2019‬مكتم ًال مب��ا مي�ث��ل ‪ 8.6‬يف امل��ائ��ة‬ ‫رفع م�ستويات الن�شاط االقت�صادي خالل‬
‫مليار درهم‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أنه من املتوقع وفق‬ ‫من الناجت املحلي الإجمايل‪� ،‬أما بالن�سبة‬ ‫عامي ‪ 2019‬و‪ ،2020‬ففي �إم��ارة �أبوظبي‬
‫م��وازن��ة ع��ام ‪ 2019‬ا�ستمرار حتقيق‬ ‫لعام ‪ 2020‬فيتوقع زيادة الفائ�ض اجلاري‬ ‫من املتوقع ا�ستفادة الن�شاط االقت�صادي‬

‫‪9‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫تقرير‬

‫‪ 2018‬لي�صل �إىل تريليون و‪ 657‬مليار درهم‬ ‫ال �ت��وازن امل ��ايل ‪-‬ع�ل��ى م�ستوى امليزانية‬
‫بنمو بلغت ن�سبته ‪ 4.8‬يف املائة‪ ،‬حيث ارتفع‬ ‫االحتادية‪ -‬يف ظل التقديرات ببلوغ كل من‬
‫االئتمان املمنوح للقطاع احلكومي (مت�ضمن ًا‬ ‫‪ 1,21‬تريليون درهم‬ ‫الإيرادات العامة والنفقات العامة م�ستوى‬
‫امل�ؤ�س�سات العامة) بن�سبة ‪ 3.3‬يف املائة‪،‬‬ ‫حصيلة متوقعة‬ ‫‪ 60.3‬مليار درهم‪.‬‬
‫و�سجل االئ�ت�م��ان املمنوح للقطاع اخلا�ص‬ ‫و�أو�ضح �أن امليزانية املجمعة للإمارات‬
‫زيادة ن�سبتها ‪ 4‬يف املائة خالل العام نف�سه‪.‬‬ ‫لصادرات اإلمارات‬ ‫ال �ت��ي ت�شتمل ع �ل��ى امل �ي��زان �ي��ات املحلية‬
‫العام الحالي‬ ‫وامليزانية االحت��ادي��ة‪� ،‬سجلت فائ�ض ًا بلغ‬
‫جاذبية بيئات األعمال‬ ‫نحو ‪ 6‬مليارات درهم خالل ال�شهور الت�سعة‬
‫وب��ال�ن���س�ب��ة ل� ��دول جم�ل����س ال �ت �ع��اون ل��دول‬ ‫الأوىل من عام ‪ ،2018‬حيث جاء الفائ�ض‬
‫اخلليج العربية �أ�شار التقرير �إىل �أن��ه من‬ ‫املحقق يف ظ��ل ارت�ف��اع الإي� ��رادات الكلية‬
‫املتوقع ا�ستمرار النمو مدفوع ًا ب�شكل رئي�س‬ ‫إعادة ترتيب األولويات‬ ‫بن�سبة تقارب ‪ 5‬يف املائة لت�صل �إىل‪304.5‬‬
‫بتح�سن الن�شاط يف القطاعات غري النفطية‬ ‫و�أ� �ش��ار �صندوق النقد العربي يف تقريره‬ ‫مليار درهم مقارنة بنحو ‪ 209.27‬مليار‬
‫م�ستفيدة من عدد من العوامل ت�شمل الأثر‬ ‫�إىل �أن احلكومة تنفذ �إ�صالحات يف جانب‬ ‫درهم يف الفرتة نف�سها من عام ‪ 2017‬يف‬
‫الإيجابي مل�ضي عدد من هذه البلدان قدم ًا‬ ‫النفقات العامة تتمثل يف تر�شيد الإنفاق‬ ‫حني ارتفع �إجمايل النفقات العامة بن�سبة‬
‫يف تنفيذ اال�سرتاتيجيات والر�ؤى امل�ستقبلية‬ ‫احلكومي من خالل �إعادة ترتيب الأولويات‬ ‫بلغت ‪ 2.5‬يف املائة خ�لال الفرتة نف�سها‬
‫ال��رام�ي��ة �إىل زي ��ادة التنويع االقت�صادي‪،‬‬ ‫ب�ش�أن النفقات العامة مم��ا ي�ساعد على‬ ‫لي�صل �إىل ‪ 298.5‬مليار دره��م مقارنة‬
‫والإ� �ص�لاح��ات القائمة ل��زي��ادة م�ستويات‬ ‫�إدارة املوارد املالية بكفاءة وبجودة عالية‪،‬‬ ‫بنحو ‪ 291.09‬مليار درهم يف الفرتة ذاتها‬
‫جاذبية بيئات الأعمال وحفز اال�ستثمارات‬ ‫وتقوم وزارة املالية بتطوير الأنظمة املالية‬ ‫من عام ‪.2017‬‬
‫املحلية والأج �ن �ب �ي��ة‪ ،‬وم��ن امل�ت��وق��ع حتقيق‬ ‫االحت��ادي��ة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تنفيذ ع��دد من‬ ‫و�أرج� � ��ع ال �ت �ق��ري��ر ال�ت�ح���س��ن يف و��ض��ع‬
‫القطاعات النفطية معدالت منو منخف�ضة‬ ‫املبادرات التي تتبناها احلكومة يف �سبيل‬ ‫املالية العامة �إىل ع��دد من الإ�صالحات‬
‫نوع ًا ما يف ظل التوقعات بتباط�ؤ م�ستويات‬ ‫�إ� �ص�لاح ن�ظ��ام املالية العامة مثل تطوير‬ ‫ال �ت��ي ي �ج��ري ت �ن �ف �ي��ذه��ا‪ ،‬ف�ع�ل��ى م�ستوى‬
‫الطلب على النفط‪ ،‬عالوة على ت�أثر �أن�شطة‬ ‫النظام الآيل لإع ��داد امل�ي��زان�ي��ة‪ ،‬و�إن�شاء‬ ‫الإيرادات العامة تنفذ احلكومة عدد ًا من‬
‫القطاع ن�سبي ًا بانخفا�ض كميات الإن�ت��اج‬ ‫ق��اع��دة ب�ي��ان��ات متكاملة مرتبطة بكافة‬ ‫الإ�صالحات املتعلقة بتحديث ال�سيا�سات‬
‫املتوقع يف �إطار اتفاق «�أوبك» خالل الن�صف‬ ‫اجلهات االحتادية‪ ،‬والربط الإلكرتوين مع‬ ‫امل��ال �ي��ة احل �ك��وم �ي��ة‪ ،‬ح�ي��ث ق��ام��ت وزارة‬
‫الأول من عام ‪.2019‬‬ ‫نظام الهيئة االحت��ادي��ة للموارد الب�شرية‬ ‫املالية بتحديث وتطوير منظومة الدرهم‬
‫وت��وق��ع �أن ي�ستفيد قطاع النفط والغاز‬ ‫احلكومية )نظام بياناتي)‪.‬‬ ‫الإل � �ك �ت�روين (اجل �ي ��ل ال� �ث ��اين) كو�سيلة‬
‫يف عدد من دول املجموعة من م�شروعات‬ ‫وف �ي �م��ا ي �ت �ع �ل��ق ب ��ال� �ت� �ط ��ورات ال �ن �ق��دي��ة‬ ‫ع�صرية لتح�صيل ر�سوم خدمات �إيرادات‬
‫يجري العمل عليها ل��زي��ادة طاقات �إنتاج‬ ‫وامل�صرفية ذكر التقرير �أن �إجمايل الودائع‬ ‫احلكومة االحتادية‪ ،‬كما تعمل الوزارة على‬
‫وتكرير النفط والغاز‪ ،‬و�أن ت�ؤدي ال�سيا�سات‬ ‫امل�صرفية �شهد ارتفاع ًا بن�سبة ‪ 8‬يف املائة‬ ‫تطوير �آل�ي��ات تنب�ؤات الإي� ��رادات العامة‬
‫النقدية واملالية املواتية �إىل زي��ادة النمو‬ ‫وو�صل �إىل تريليون و‪ 756‬مليار درهم نتيجة‬ ‫للحكومة االحتادية‪ ،‬بالإ�ضافة اىل اقرتاح‬
‫االقت�صادي‪ ،‬حيث من املتوقع ارتفاع معدل‬ ‫حت�سن و�ضع الودائع احلكومية‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫م�شروعات القوانني اخلا�صة بال�ضرائب‬
‫النمو يف جمموعة دول جمل�س التعاون �إىل‬ ‫�إىل منو ودائع املقيمني بن�سبة ‪ 7.4‬يف املائة‪،‬‬ ‫املبا�شرة وغري املبا�شر‪ ،‬و�إعداد الدرا�سات‬
‫‪ 2.7‬يف املائة عام ‪ 2019‬و�إىل ‪ 3‬يف املائة‬ ‫ومكن ارتفاع حجم الودائع امل�صرفية من‬ ‫الالزمة لتنمية الإيرادات العامة للحكومة‬
‫عام ‪.2020‬‬ ‫زيادة م�ستويات االئتمان املمنوح خالل عام‬ ‫االحتادية‪.‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪10‬‬
‫اجتاه الدول العربية �إىل تبني منهج متكامل‬ ‫وذكر التقرير �أنه بالن�سبة للدول العربية‬
‫يرتكز على �إح��داث حتول �شامل يف هياكل‬ ‫الأخرى امل�صدرة للنفط من املتوقع ت�سجيل‬
‫االق�ت���ص��ادات العربية‪ ،‬وزي ��ادة م�ستويات‬ ‫حت�سن ن�سبي لأداء االق�ت���ص��اد الكلي يف‬
‫ديناميكية �أ� �س��واق العمل وت�سهيل فر�ص‬ ‫ظ��ل ال�ت��وق�ع��ات مبوا�صلة الأث ��ر الإي�ج��اب��ي‬
‫النفاذ للتمويل‪ ،‬وتبني �إ�صالحات م�ؤ�س�سية‬ ‫لال�ستقرار ل�ل�أو��ض��اع الداخلية يف بع�ض‬
‫لزيادة مرونة �أ�سواق العمل واملنتجات‪ ،‬ورفع‬ ‫دول املجموعة‪ ،‬وبدء جهود �إعادة الإعمار‪،‬‬
‫جودة التعليم‪ ،‬وتوجيه ال�سيا�سات التعليمية‬ ‫و���س ��وف ي���س��اع��د ال�ت�ح���س��ن يف الأو�� �ض ��اع‬
‫نحو املجاالت الديناميكية الأك�ثر طلب ًا يف‬ ‫الداخلية كذلك على تركيز ه��ذه البلدان‬
‫�سوق العمل‪� ،‬إ�ضافة �إىل �إن�شاء مرا�صد‬ ‫يف ال ��دول العربية �إىل م��ا ي�شكل تقريب ًا‬ ‫على ا�ستعادة جانب من م�ستويات الإنتاج‬
‫للتعليم ال��س�ت���ش��راف اح�ت�ي��اج��ات �أ� �س��واق‬ ‫�ضعف معدل البطالة العاملي‪ ،‬مو�ضح ًا �أن‬ ‫النفطي ال�سابق ت�سجيلها قبل عام ‪،2011‬‬
‫العمل‪ ،‬وال�سعي نحو املزيد من االندماج يف‬ ‫خ�صو�صية حتدي البطالة يف الدول العربية‬ ‫وا� �س �ت �م��رار ال �ع �م��ل ع �ل��ى حت���س�ين البنية‬
‫االقت�صاد العاملي‪ ،‬و�إبرام اتفاقيات لتحرير‬ ‫تكمن يف تركزها يف فئة ال�شباب‪ ،‬خ�صز�ص ًا‬ ‫الأ�سا�سية لإنتاج وت�صدير النفط وزي��ادة‬
‫التجارة وانتقاالت العمالة ور�ؤو�س الأموال‪.‬‬ ‫الإن��اث منهم‪ ،‬حيث يرتفع معدل البطالة‬ ‫الطاقات الإنتاجية‪ ،‬حيث من املتوقع ارتفاع‬
‫و�أ�� �ش ��ار ال�ت�ق��ري��ر �إىل �أن� ��ه م��ن امل�ت��وق��ع‬ ‫بني �أو�ساط ال�شباب �إىل م�ستوى ‪ 26‬يف املائة‬ ‫معدل منو املجموعة �إىل ‪ 3.1‬و‪ 3.8‬يف املائة‬
‫انخفا�ض معدل الت�ضخم يف الدول العربية‬ ‫وف��ق بيانات البنك ال ��دويل‪ ،‬وه��و م��ا ميثل‬ ‫خالل عامي ‪ 2019‬و‪.2020‬‬
‫�إىل ‪ 9.3‬يف امل��ائ��ة و‪ 8.1‬يف امل��ائ��ة خالل‬ ‫�أي�ض ًا �ضعف املعدل العاملي‪ ،‬فيما ت�سجل‬ ‫و�أ�ضاف التقرير �أنه بالن�سبة للدول العربية‬
‫عامي ‪ 2019‬و‪ 2020‬على التوايل كمح�صلة‬ ‫بطالة الإناث ال�شابات �أعلى م�ستوى عاملي ًا‬ ‫امل�ستوردة للنفط يتوقع حتقيق منو بوترية‬
‫النخفا�ض معدل الت�ضخم يف الدول العربية‬ ‫حيث يبلغ ‪ 40‬يف املائة مقارنة بنحو ‪ 15‬يف‬ ‫مرتفعة نتيجة ت��وا��ص��ل م�سرية الإ� �ص�لاح‬
‫امل�صدرة للنفط �إىل ‪ 6.1‬يف املائة و‪5.9‬‬ ‫املائة للمتو�سط العاملي‪.‬‬ ‫االقت�صادي‪ ،‬وتركيز بلدان املجموعة ب�شكل‬
‫يف املائة على التوايل عامي ‪ 2019‬و‪،2020‬‬ ‫�أك�ب�ر على �إ��ص�لاح��ات ال��و��ص��ول �إىل النمو‬
‫مو�ضح ًا �أنه على م�ستوى جمموعات الدول‬ ‫تطورات تقنية‬ ‫االحتوائي مرتفع ال��وت�يرة مع ما ي�ستلزمه‬
‫ال �ف��رع �ي��ة‪ ،‬م��ن امل �ت��وق��ع ان�خ�ف��ا���ض معدل‬ ‫و�أو� �ض��ح �أن االنعكا�سات املحتملة للثورة‬ ‫ذل��ك م��ن تبني �سيا�سات ل��دع��م قطاعات‬
‫الت�ضخم يف دول جمل�س ال �ت �ع��اون ل��دول‬ ‫ال�صناعية الرابعة وما يتبعها من تطورات‬ ‫التعليم وال�صحة‪ ،‬وتوفري املزيد من فر�ص‬
‫اخلليج العربية �إىل نحو ‪ 1.3‬يف املائة خالل‬ ‫تقنية تزيد من حجم التحديات التي تواجه‬ ‫العمل‪ ،‬وزي ��ادة الإنتاجية والتناف�سية مما‬
‫ع��ام ‪ ،2019‬بينما يتوقع �أن ي�سجل معدل‬ ‫البلدان العربية يف امل�ستقبل‪ ،‬م�شري ًا �إىل‬ ‫ي�سهم يف جني م��زي��د م��ن ث�م��ار الإ� �ص�لاح‬
‫الت�ضخم ح��وايل ‪ 1.6‬يف املائة خالل عام‬ ‫�أن معاجلة حتدي البطالة ي�ستلزم �ضرورة‬ ‫االقت�صادي على امل��دى املتو�سط‪ ،‬حيث من‬
‫‪� .2020‬أما يف الدول النفطية الأخرى فمن‬ ‫املتوقع ا�ستمرار وت�يرة النمو املرتفعة يف‬
‫املتوقع ارتفاع معدل الت�ضخم �إىل نحو ‪6.3‬‬ ‫الدول العربية امل�ستوردة للنفط عند م�ستوى‬
‫يف املائة خالل عام ‪ ،2019‬بينما يتوقع �أن‬ ‫‪ 4.1‬يف املائة و‪ 4.3‬يف املائة على التوايل‬
‫يبلغ نحو ‪ 6.5‬يف املائة خالل عام ‪،2020‬‬ ‫‪ 153,32‬مليار درهم‬ ‫خالل عامي ‪ 2019‬و‪.2020‬‬
‫ويف جم�م��وع��ة ال� ��دول ال�ع��رب�ي��ة امل���س�ت��وردة‬ ‫فائض متوقع بالميزان‬ ‫و�أك� ��د �أن �أب� ��رز الأول ��وي ��ات ع�ل��ى �صعيد‬
‫للنفط من املتوقع تراجع معدل الت�ضخم‬ ‫ال�سيا�سات بالن�سبة للبلدان العربية تتمثل يف‬
‫الجاري في ‪2020‬‬
‫�إىل نحو ‪ 11.8‬يف املائة عام ‪ ،2019‬و‪9.9‬‬ ‫خلق املزيد من فر�ص العمل ملواجهة حتدي‬
‫يف املائة خالل عام ‪.2020‬‬ ‫البطالة يف ��ض��وء ارت �ف��اع م�ع��دل البطالة‬

‫‪11‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫حوار‬

‫الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي ‪ ..‬في حوار مع" االقتصاد اإلسالمي"‬

‫اإلسالم ضبط المعامالت بين الناس‬


‫بميزان الحق والعدل‬

‫أكد فضيلة الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي‪ ،‬عضو هيئة كبار العلماء ونائب رئيس المنظمة العالمية لخريجى األزهر‬
‫الشريف‪ ،‬أن الشريعة اإلسالمية ضبطت عالقات الناس ومعامالتهم بميزان الحق والعدل‪ ،‬فال جور في أية معاملة تتم وفق‬
‫أحكام شريعة اإلسالم‪ ،‬وال إهدار لحق فرد أو جماعة أو دولة وفق منهج اإلسالم‪ ..‬ولذلك فمن الطبيعي أن يجد المنهج‬
‫االقتصادي اإلسالمي القبول والرضا من المسلمين وغير المسلمين‪ ،‬حيث تؤكد التقارير إقبال غير المسلمين على نظم‬
‫معامالت مستمدة من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وشدد الدكتور القوصي في حواره مع «االقتصاد اإلسالمي» على براءة اإلسالم من الظواهر السلبية والفوضى السلوكية‬
‫الشائعة في بعض مجتمعات المسلمين‪ ،‬فاإلسالم دين علم وعمل وانضباط سلوكي وأخالقي‪ ،‬وهو يفرض على المسلم أن‬
‫يحترم القوانين واإلجراءات التي ارتضاها المجتمع‪.‬‬
‫وأكد أن األزهر بخير ويقوم بواجباته على الوجه األكمل‪ ،‬وال تؤثر في رسالته الحمالت الظالمة التي تستهدف تعويق رسالته‬
‫وصرفه عن مهامه‪ ..‬مشيرًا إلى أن كل التيارات الفكرية الرافضة لمنهج اإلسالم‪ ،‬أو التي ال تنتهج الوسطية واالعتدال‪ ،‬حاولت‬
‫النيل من األزهر وفشلت‪ ،‬ألن األزهر كيان وسطي راسخ‪ ،‬وهو محل ثقة وتقدير عموم المسلمين في األرض ومصدر فخرهم‪،‬‬
‫وسيظل قويًا وشامخًا وقادرًا على الدفاع عن ثوابت اإلسالم وأصوله‪ ،‬كما سيظل ساحة للحوار الفكري الموضوعي الذي‬
‫يؤكد ثراء اإلسالم فكريًا وثقافيًا‪.‬‬
‫«االقتصاد اإلسالمي» توجهت إلى فضيلة الدكتور القوصي بأسئلة كثيرة عن قضايا وأمور تشغل العقل المسلم في عالم‬
‫اليوم‪ ،‬وجاءت إجاباته واضحة وصريحة‪ ..‬وفيما يلي نص الحوار مع فضيلته‪..‬‬

‫أجرى الحوار‪ :‬بسيوني الحلواني‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪12‬‬
‫حتيز لغني على ح�ساب فقري‪ ،‬وال حماباة‬ ‫عدالة الشريعة اإلسالمية‬
‫لقوي على �ضعيف‪ ،‬وال تف�ضيل لعربي على‬ ‫ك��ي��ف ي���رى ال��دك��ت��ور ال��ق��و���ص��ي انت�شار‬
‫عجمي وال لأب�ي����ض على �أ� �س��ود �إال بتقوى‬ ‫كل تعامل اقتصادى‬ ‫املعامالت االقت�صادية التي تلتزم مببادىء‬
‫اهلل‪ ،‬وااللتزام مبا �شرع من �أحكام و�آداب‬ ‫مستمد من تعاليم‬ ‫ال�شريعة الإ�سالمية‪ ،‬والتوجه نحو النظام‬
‫و�أخالق‪.‬‬ ‫الإ���س�لام��ي يف جم��االت كثرية م��ن حياتنا‬
‫اإلسالم يجب أن يحظى‬
‫املعا�صرة؟‬
‫نجاح البنوك اإلسالمية‬ ‫بثقة الناس‬ ‫�أي تعامل اقت�صادي �أو غري اقت�صادي‬
‫رغم عدم وجود دعاية كافية‪ ..‬ال تزال‬ ‫م�ستمد م��ن تعاليم ال�شريعة الإ�سالمية‬
‫البنوك الإ�سالمية يف مناطق كثرية من‬ ‫وعالقاتنا‪ ،‬ويق�ضي على كثري مما نعاين‬ ‫ي�ج��ب �أن يحظى بثقة ال �ن��ا���س‪ ..‬و�أق� ��ول‪:‬‬
‫العامل ت�شهد �إقبا ًال كبري ًا من امل�سلمني ومن‬ ‫م�ن��ه يف ع ��امل ال��ي ��وم‪ ،‬ف�ت�ع��ال�ي��م الإ� �س�ل�ام‬ ‫النا�س عموم ًا ‪ -‬ولي�س امل�سلمني فقط ‪-‬‬
‫غري امل�سلمني‪ ..‬ما تف�سري ذلك من وجهة‬ ‫وت�شريعاته ترتبط دائم ًا مب�صالح النا�س‪،‬‬ ‫لأن كلمة �إ�سالم تعني العدالة والإن�صاف‬
‫نظركم؟‬ ‫حتى العبادات التي �شرعها اخلالق �سبحانه‬ ‫واالع� �ت��راف ب �ح �ق��وق ك ��ل ال �ن��ا���س‪ ،‬وتعني‬
‫ك��ل ع�م��ل �إ� �س�لام��ي � �ص��ادق ي�ت�ح��دث عن‬ ‫وت �ع��اىل لإب� ��راز طاعتنا ل ��ه‪ ،‬وا�ستجابتنا‬ ‫�أي�ض ًا رف�ض و�إدان��ة كل �صور الظلم والعنف‬
‫نف�سه‪ ،‬وال يحتاج �إىل دع��اي��ة وت��روي��ج بني‬ ‫لأوام � ��ره‪ ،‬حتقق �أه ��داف � ًا ع��دي��دة يف حياة‬ ‫وال �ت �ط��رف‪ ..‬ف�شريعتنا ت ��ؤك��د م��ن خ�لال‬
‫النا�س‪ ،‬لأن التوجه �إليه والإطمئنان له نابع‬ ‫الإن �� �س��ان‪ ،‬ف��ال���ص�لاة مل ت�ف��ر���ض لتعذيب‬ ‫منهجها يف املعامالت املالية وغ�ير املالية‬
‫م��ن داخ ��ل الإن �� �س��ان امل�سلم ال ��ذي يطمئن‬ ‫ال�ن��ا���س‪ ،‬ب��ل هدفها الأ��س�م��ى كما �أخ�برن��ا‬ ‫قدرتها على �ضبط معامالت النا�س كافة‪،‬‬
‫حيث يكون الإ�سالم حاكم ًا وموجه ًا‪ ،‬ولذلك‬ ‫ال�ق��ر�آن الكرمي �أنها (تنهى عن الفح�شاء‬ ‫وال�سمو بعالقاتهم‪ ،‬واالرتقاء ب�سلوكياتهم‪،‬‬
‫�أتوقع املزيد من النجاح لكل م�ؤ�س�سة تطبق‬ ‫واملنكر) �سورة العنكبوت الآية ‪ ،45‬والزكاة‬ ‫و�إ�شاعة كل مبادئ التعاون والألفة واملحبة‬
‫ما �شرعه الإ�سالم وقرره لتنظيم معامالت‬ ‫لي�ست �إت ��اوة تفر�ض على الأغنياء وه ��ؤالء‬ ‫والتفاهم بينهم‪ ..‬وقد �شهد لعدالة �شريعتنا‬
‫ال�ن��ا���س و��ض�ب��ط ع�لاق��ات�ه��م مب �ي��زان احل��ق‬ ‫ال��ذي��ن �أن�ع��م اهلل عليهم ب��امل��ال ال��وف�ير‪ ،‬بل‬ ‫ك��ل املن�صفني واملو�ضوعيني م��ن اخل�براء‬
‫والعدل‪.‬‬ ‫هدفها �أ�سمى و�أرق��ى ويعود نفعها �أو ًال على‬ ‫يف خمتلف امل�ج��االت‪ ،‬و�أك ��دوا �أن منظومة‬
‫وعندما تقوم امل�ع��ام�لات ب�ين النا�س على‬ ‫املعطي قبل �أن حتل م�شكلة الآخذ‪ ،‬فهي كما‬ ‫ال�ت���ش��ري�ع��ات الإ� �س�لام �ي��ة يف ك��ل جم��االت‬
‫ال� �ع ��دل مت �ت��د ج �� �س��ور ال �ث �ق��ة‪ ،‬وت � ��زول كل‬ ‫قال احلق �سبحانه (‪...‬تطهرهم وتزكيهم)‬ ‫احل�ي��اة تتميز ب��ال�ت��وازن وامل��رون��ة وال�سعة‪،‬‬
‫ال�شكوك‪ ،‬وه��ذا �أم��ر طبيعي‪ ،‬لأن كل واحد‬ ‫�سورة التوبة الآية ‪ ،103‬وال�صيام كتب على‬ ‫واحلر�ص على ما يحقق م�صلحة الإن�سان يف‬
‫اط�م��أن �إىل �أن ق��واع��د التعامل يف حماية‬ ‫الذين �آمنوا (لعلكم تتقون) البقرة ‪،183‬‬ ‫كل ع�صر وحتت �أي ظرف‪.‬‬
‫�شريعة ال ت�ع��رف �إال ال �ع��دل ب�ين ال�ن��ا���س‪،‬‬ ‫واحلج �أذن اهلل به لعباده (لي�شهدوا منافع‬ ‫والواقع �أن التوجه الإ�سالمي يف االقت�صاد‬
‫وترف�ض كل �صور الظلم والغرر واجلهاالت‪.‬‬ ‫لهم ويذكروا ا�سم اهلل يف �أي��ام معلومات)‬ ‫والرتبية والتعليم والعالقات االجتماعية‬
‫�سورة احلج الآية ‪.28‬‬ ‫ون�شر الأخ�لاق الإ�سالمية بني النا�س‪ ،‬من‬
‫بين الحالل والحرام‪ ..‬ال خيار‬ ‫وهكذا يت�ضح لنا �أن كل ت�شريعات الإ�سالم‬ ‫�ش�أنه �أن يواجه كل ما نعاين منه الآن من‬
‫وم���ا واج����ب امل�����س��ل��م وه���و يعي�ش ع�صر‬ ‫وع�ب��ادات��ه ترتبط مب�صلحة الإن���س��ان‪ ،‬فما‬ ‫غلو وتطرف وعنف و�سوء �أخ�لاق ومظاهر‬
‫اختالط الأوراق‪ ،‬وكثري من معامالت النا�س‬ ‫فيه م�صلحة حقيقية �شرعه الإ�سالم‪ ،‬وما‬ ‫�سلبية ك�ث�يرة‪ ،‬وجت� ��اوزات م�ت�ع��ددة‪ ،‬وه��ذا‬
‫وعالقاتهم حتيط بها ال�شكوك والظنون؟‬ ‫فيه �ضرر �أو مفا�سد ح ّرمه‪ ،‬وهذا احلر�ص‬ ‫ال �ت��وج��ه الإ� �س�لام��ي ‪�� -‬ش��ري�ط��ة �أن يكون‬
‫ك ��ل م���س�ل��م م �ط��ال��ب ب ��ال �ت ��زام ال �ط��رق‬ ‫امل�ت�ن��اه��ي ع�ل��ى م�صلحة الإن �� �س��ان ي��ؤك��د‬ ‫و�سطي ًا ومعتد ًال وبعيد ًا عن غلو �أ�صحاب‬
‫والأ���س ��ال��ي ��ب امل �� �ش��روع��ة ال��س�ت�ث�م��ار‬ ‫م�صداقية ديننا ومو�ضوعية �شريعتنا‪ ،‬فال‬ ‫الغلو والتطرف ‪ -‬هو الذي مييز معامالتنا‬

‫‪13‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫حوار‬

‫العبد يف عون �أخيه‪ »...‬رواه م�سلم و�أحمد‬ ‫�أم��وال��ه‪ ،‬واالب�ت�ع��اد ع��ن ال�شبهات‪ ،‬ف�ض ًال‬
‫و�أبو داود والرتمذي‪.‬‬ ‫ع��ن احل ��رام‪ ،‬فبني احل�ل�ال واحل ��رام «ال‬
‫وعلى كل من يعمل بالتجارة ويتعامل مع‬ ‫المسلم مطالب شرعاً‬ ‫اختيار» ف��اهلل �سبحانه وتعاىل يقول‪( :‬يا‬
‫النا�س �أن يتذكر دائم ًا توجيهات وو�صايا‬ ‫بالتزام الحالل واتقاء‬ ‫�أيها النا�س كلوا مما يف الأر�ض حال ًال طيب ًا‬
‫ال��ر� �س��ول العظيم ��ص�ل��وات اهلل و�سالمه‬ ‫وال تتبعوا خطوات ال�شيطان �إنه لكم عدو‬
‫الشبهات في استثمار‬
‫عليه ومن بينها‪« :‬التاجر ال�صدوق الأمني‬ ‫مبني) البقرة ‪ ،168‬وحيث يكون احلرام‬
‫مع النبيني وال�صديقني وال�شهداء» حتفة‬ ‫أمواله‬ ‫يكون ال�شيطان‪ ..‬والر�سول �صلى اهلل عليه‬
‫الأ�� �ش ��راف ‪ .76/50‬وق��ول��ه �أي �� �ض � ًا عليه‬ ‫و�سلم يقول‪�« :‬إن احلالل بني و�إن احلرام‬
‫ال�صالة وال�سالم‪« :‬رحم اهلل عبد ًا �سمح ًا‬ ‫م��ن اجل��رائ��م التي يعاقب عليها اخلالق‬ ‫بني‪ ،‬وبينهما م�شتبهات ال يعلمهن كثري من‬
‫�إذا ب��اع‪� ،‬سمح ًا �إذا ا��ش�ترى‪� ،‬سمح ًا �إذا‬ ‫�سبحانه وتعاىل �أ�شد العقاب‪ ،‬فالإن�سان ال‬ ‫النا�س‪ ،‬فمن اتقى ال�شبهات فقد ا�سترب�أ‬
‫ق���ض��ى‪� ،‬سمح ًا �إذا اق�ت���ض��ى» �أي طالب‬ ‫ميلك روحه لكي يتخل�ص منها‪ ،‬والتحذير‬ ‫لدينه وع��ر��ض��ه‪ ،‬وم��ن وق��ع يف ال�شبهات‬
‫النا�س بحقوقه (رواه البخاري وابن ماجه‪،‬‬ ‫م��ن ه ��ذه اجل��رمي��ة وا� �ض��ح يف ك�ت��اب اهلل‬ ‫كراع يرعى حول احلمى» البخاري ‪101/1‬‬
‫العجلوين ‪ - 355/2‬رقم ‪.1372‬‬ ‫عز وجل ويف �سنة ر�سولنا �صلى اهلل عليه‬ ‫حديث ‪.52‬‬
‫و��س�ل��م‪ ..‬كما ح��ذر الإ� �س�لام م��ن اللجوء‬ ‫فاحلالل ‪ -‬كما ير�شدنا ر�سول اهلل �صلى‬
‫بطالة يدينها اإلسالم‬ ‫للدين �إذا مل يكن يف مقدور الإن�سان الوفاء‬ ‫اهلل ع�ل�ي��ه و� �س �ل��م ال ي�خ�ف��ى ع �ل��ى ع��اق��ل‪،‬‬
‫م���اذا ي��ق��ول ال��دك��ت��ور القو�صي ل��ه���ؤالء‬ ‫ب��ه‪ ،‬وبع�ض الب�سطاء ي�ستخفون بالديون‬ ‫وال���ش��يء احل ��رام يعرفه ك��ل �صاحب قلب‬
‫العاطلني مم��ن �أن��ع��م اهلل عليهم ب���آب��اء‬ ‫ويكبلون �أنف�سهم بالتزامات فوق طاقتهم‪،‬‬ ‫�سليم‪ ..‬وبني احلالل واحل��رام �أمور ا�شتبه‬
‫و�أج�������داد ت���رك���وا ل��ه��م ث�����روات ت����ؤ ّم���ن‬ ‫وتكون النتيجة توقيع العقوبات املن�صو�ص‬ ‫فهمها على كثري م��ن النا�س‪ ،‬فعليهم �أن‬
‫م�ستقبلهم ويقولون �إنهم لي�سوا بحاجة‬ ‫ع�ل�ي�ه��ا ق��ان��ون � ًا ع�ل�ي�ه��م � �ض �م��ان � ًا حل�ق��وق‬ ‫ي�س�ألوا عنها وعن �أحكامها الفقهاء و�أهل‬
‫�إىل العمل؟‬ ‫الدائنني‪.‬‬ ‫ال �ع �ل��م ا��س�ت�ج��اب��ة ل �ق��ول احل ��ق �سبحانه‪:‬‬
‫م��ن ��ش��أن امل�سلم احل��ق ال�سعي يف طلب‬ ‫يع�سرون على‬ ‫و�أن��ا هنا �أنبه ه ��ؤالء الذين ّ‬ ‫(فا�س�ألوا �أه��ل الذكر �إن كنتم ال تعلمون)‬
‫ال��رزق حتى «�آخ��ر نف�س» يف حياته‪ ،‬ولو كان‬ ‫امل��دي �ن�ين ال �ع��اج��زي��ن ع��ن � �س��داد ال��دي��ن‬ ‫ال�ن�ح��ل ‪ ..43‬وم ��ن ي��ري��د �أن ي �ك��ون ممن‬
‫ميتلك ما يكفيه ط��وال حياته وي��زي��د‪ ..‬فال‬ ‫ويحيطونهم بالإجراءات التي تلقي بهم يف‬ ‫ر�ضي اهلل ور�سوله عنهم فعليه �أن يبتعد‬
‫يحق للإن�سان �أن يقعد ع��ن العمل ويكف‬ ‫غياهب ال�سجون �إىل �أنهم يخالفون تعاليم‬ ‫ع��ن ال�شبهات ال�ت��ي التب�س فيها احل�لال‬
‫عن الكفاح ا�ستناد ًا �إىل ما معه من �أموال‪،‬‬ ‫دينهم‪ ،‬فالتي�سري على املع�سر والر�أفة به‪،‬‬ ‫باحلرام‪.‬‬
‫ف��الإ��س�لام ي�أمرنا بال�سعي يف طلب ال��رزق‬ ‫و�إن �ظ��اره حتى يغنيه اهلل من ف�ضله‪ ،‬من‬
‫بجد ون�شاط وع��زمي��ة‪ ،‬ويحثنا على العمل‬ ‫�أبرز تعاليم ديننا يف املعامالت‪ ،‬وقد رغبنا‬ ‫أخالق التاجر المسلم‬
‫املنتج املفيد‪ ،‬واهلل �سبحانه وتعاىل يقول‪:‬‬ ‫ال�ق��ر�آن الكرمي يف ه��ذا ال�سلوك الرحيم‬ ‫قر�أنا يف الأيام الأخرية �أن �أُ ّم ًا انتحرت‬
‫(هو الذي جعل لكم الأر�ض ذلو ًال فام�شوا يف‬ ‫فقال �سبحانه‪( :‬و�إن كان ذو ع�سرة فنظرة‬ ‫على الرغم من �أنها تعول عدد ًا من البنات‬
‫مناكبها وكلوا من رزقه و�إليه الن�شور) امللك‬ ‫�إىل مي�سرة و�أن ت�صدقوا خري لكم �إن كنتم‬ ‫اليتامى‪ ،‬وذل��ك ب�سبب الديون املرتاكمة‬
‫‪ ،15‬فهذه الآية الكرمية دعوة للم�سلمني لكي‬ ‫تعلمون) البقرة ‪ ،280‬والر�سول �صلى اهلل‬ ‫عليها‪ ،‬بينما يهددها الدائن بال�سجن �إذا‬
‫ينتفعوا مبا يف الأر�ض من كنوز حتى يظفروا‬ ‫عليه و�سلم ي�ق��ول يف احل��دي��ث ال�صحيح‬ ‫مل تلتزم باملوعد املحدد لل�سداد؟‬
‫بالغنى وال��رخ��اء يف مطعمهم وم�شربهم‬ ‫«م��ن َي ّ�سر على مع�سر ي�سر اهلل عليه يف‬ ‫ن�س�أل اهلل �سبحانه وتعاىل �أو ًال �أن يعفو‬
‫وملب�سهم وجميع �أمور معا�شهم‪.‬‬ ‫الدنيا والآخرة واهلل يف عون العبد ما كان‬ ‫عنها و�أن يغفر ل�ه��ا‪ ،‬لأن �إزه� ��اق ال��روح‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪14‬‬
‫يف كل مراحل حياته ولي�س لل�شباب فقط‪،‬‬ ‫فوضى ال يعرفها اإلسالم‬
‫فامل�سلم مطالب بالعمل وا�ستغالل وقته فيما‬ ‫ك��ي��ف ت��ن��ظ��رون �إىل م��ظ��اه��ر الفو�ضى‬
‫يفيد جمتمعه حتى ولو تقدم به ال�سن وتخلى‬ ‫بطالة األغنياء يرفضها‬ ‫ال�شائعة يف حياة بع�ض امل�سلمني الآن والتي‬
‫عن واجباته الوظيفية‪ ،‬فالإن�سان مطالب ب�أن‬ ‫اإلسالم وواجب المسلم‬ ‫ت�ضاعف من م�شكالتهم و�أزماتهم احلياتية؟‬
‫يعمل ويكد ويكافح حتى يلقى اهلل عز وجل‪.‬‬ ‫الإ� �س�لام دي��ن ن�ظ��ام وان���ض�ب��اط �سلوكي‬
‫أن يعمل مادام قادراً‬ ‫و�أخالقي‪ ،‬وهو يفر�ض على امل�سلم �أن يكون‬
‫خلط لألوراق‬ ‫على ذلك‬ ‫من�ضبط ًا يف ف��ى ك��ل ت�صرفاته‪ ،‬ملتزم ًا‬
‫البع�ض يربط بني التدين وعزلة بع�ض‬ ‫يف �سلوكه‪ ،‬م �ق��در ًا لكل خ�ط��وة يخطوها‪،‬‬
‫ال�شباب وان�صرافهم عن العمل والإن��ت��اج‬ ‫م��درك � ًا لعواقب ك��ل ت�صرف ي�صدر عنه‪،‬‬
‫وارمتائهم يف �أح�ضان اجلماعات املتطرفة‬ ‫أوقات المسلمين المهدرة‬ ‫وكل كلمة ينطق بها‪ ،‬ولذلك ف��إن الفو�ضى‬
‫‪ ..‬هل ترون ذلك �صحيح ًا؟‬ ‫وما ر�أي ال�شرع فيمن يهدرون وقت العمل‬ ‫والع�شوائية ال�ت��ي تنت�شر يف بع�ض بالدنا‬
‫ه��ذه م��زاع��م و�أوه� ��ام‪ ..‬فالتدين مل ولن‬ ‫والإنتاج وما ن�شر من �إح�صاءات ت�شري �إىل‬ ‫الإ�سالمية والعربية متثل ع��دوان� ًا �صارخ ًا‬
‫يكون �سبب يف عزلة عن املجتمع‪ ،‬والذين‬ ‫�أن عمل املوظف اليومي يف بع�ض البلدان‬ ‫على قيم الإ��س�لام و�أخالقياته‪ ،‬وال ينبغي‬
‫يعانون من العزلة لديهم م�شكالت نف�سية‬ ‫العربية ال يزيد عن ن�صف �ساعة؟‬ ‫�أن نربطها ب��الإ� �س�لام‪ ،‬كما ال ينبغي �أن‬
‫وعلقت ب�أذهانهم مفاهيم خاطئة ولي�سوا‬ ‫�أعتقد �أن ه��ذه �إح���ص��اءات غ�ير دقيقة‪،‬‬ ‫نر�سخ ظواهر مثل تراجع العمل وع�شوائية‬
‫مبتدينني‪ ،‬فالتدين ال�صحيح ال يكون �أب��د ًا‬ ‫ف�ه��ي حت�م��ل ال ��ذي يعمل وي�ن�ت��ج �سلوكيات‬ ‫الإن� �ت ��اج ون�ع�ت�بره��ا ظ��واه��ر ق��ا� �ص��رة على‬
‫�سبب ًا يف م�شكلة ل�ل�إن���س��ان‪ ،‬ب��ل ه��و يقود‬ ‫املهملني لواجباتهم الوظيفية‪ ،‬وعلينا �أن‬ ‫جمتمعات امل�سلمني وح��ده��م‪ ،‬ف��الإ��س�لام‬
‫الإن�سان حلل كل م�شكالته و�أزماته‪.‬‬ ‫نعرتف ب��أن هناك م�شكلة بالفعل يف بع�ض‬ ‫يقودنا ‪ -‬بتعاليمه وقيمه و�آدابه ‪� -‬إىل جودة‬
‫لذلك ال داع��ي خللط الأوراق‪ ،‬وم��ا ي��ردده‬ ‫ال �ب�لاد الإ��س�لام�ي��ة وال�ع��رب�ي��ة فيما يتعلق‬ ‫العمل وغزارة الإنتاج‪ ،‬وهو يرتقي بالإن�سان‬
‫يرا لأن��ه‬‫ه� ��ؤالء ال ينبغي ال��وق��وف عنده ك�ث� ً‬ ‫ب��أوق��ات العمل‪ ،‬وه��ي ظاهرة �أو م�شكلة ال‬ ‫ويدفعه �إىل مزيد من العمل والإنتاج ‪ ..‬كما‬
‫ال ي�ستند �إىل تفكري علمي منطقي‪ ..‬ومن‬ ‫ميكن تعميمها على كل ال��دول‪ ،‬فهناك دول‬ ‫�أن الإ��س�لام دي��ن فر�ض على كل من ي�ؤمن‬
‫يرددون هذا الكالم يريدون �أن ير�سخوا يف‬ ‫عربية و�إ�سالمية كثرية تعي�ش حالة ان�ضباط‬ ‫به �أن يكون منظم ًا ي�ؤدي الواجبات الدينية‬
‫عقول النا�س �أن الدين يحمل قيم ًا �سلبية‪،‬‬ ‫وظيفي جيدة ومطلوب منا الإ�شادة بها لكي‬ ‫والوظيفية واالجتماعية والإن�سانية بحر�ص‬
‫وتعاليمه تفر�ض العزلة عن املجتمع وهذا‬ ‫تكون حالة عامة يف كل بالدنا الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�إخال�ص وتفان‪ ،‬ويلزمه باحرتام النظام‬
‫زعم كاذب‪ ،‬لأن ما يعتقده املتطرفون لي�س‬ ‫و�أهمية الوقت عموم ًا وا�ستثماره يف حياة‬ ‫الذي ارت�ضاه املجتمع والقانون الذي يطبق‬
‫ه��و ال��دي��ن ال�صحيح ال��ذي �أراده اهلل لنا‪،‬‬ ‫كل �إن�سان من الأم��ور التي حث عليها ديننا‬ ‫على اجلميع‪ ،‬وه��ذا جانب مهم للغاية من‬
‫فديننا كما ت�ؤكد ن�صو�صه ال�صحيحة دين‬ ‫الإ�سالمي احلنيف‪ ،‬فالوقت يدخل �ضمن‬ ‫ال�سلوك الإن�ساين ال��ذي يقود �صاحبه �إىل‬
‫علم ونه�ضة وتقدم وع�م��ران وعمل دائ��م‪،‬‬ ‫امل�س�ؤوليات الكبرية التي �سوف ي�س�أل عنها‬ ‫الرقي والتح�ضر‪.‬‬
‫من �أجل البناء والتنمية‪ ،‬ديننا دين يحرتم‬ ‫الإن�سان يوم القيامة‪ ،‬كما �أن عدم ا�ستثمار‬ ‫ل�ق��د رب��ان��ا الإ� �س�ل�ام ع�ل��ى اح �ت�رام النظم‬
‫العمل‪ ،‬ويدفع �إىل الإنتاج احلالل الطيب‪.‬‬ ‫ال��وق��ت فيما ال يفيد ي �ع��ود ع�ل��ى الإن���س��ان‬ ‫وال �ق��وان�ين وال�ت���ش��ري�ع��ات ال �ت��ي ارت���ض��اه��ا‬
‫�إن ديننا الإ��س�لام��ي يحثنا دائ�م� ًا على �أن‬ ‫وامل �ج �ت �م��ع ب�خ���س��ائ��ر ك �ب�يرة ع �ل��ى اجل��ان��ب‬ ‫املجتمع‪ ،‬فاحرتام القانون والنظام العام‬
‫نتعلم ونعمل وننتج ونرتقي بحياتنا‪ ،‬ون�صنع‬ ‫النف�سي والبدين والأخ�لاق��ي واالجتماعي‪،‬‬ ‫الذي ارت�ضاه املجتمع قيمة �إ�سالمية ال يجوز‬
‫لأنف�سنا و�أ�سرنا وجمتمعاتنا ما يوفر لنا كل‬ ‫ف�ض ًال عن التداعيات االقت�صادية‪ ،‬لذلك‬ ‫ب�أي حال التخلي عنها‪ ،‬و�إال حتول الأمر �إىل‬
‫مقومات احلياة الكرمية‪.‬‬ ‫علينا �أن نكثف من حمالت التوجيه للم�سلم‬ ‫فو�ضى يف كل �شيء‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫حوار‬

‫واخل� ��ارج‪ ،‬ويج�سد ال���ص��ورة ال�صحيحة‬ ‫التزام وعمل‬


‫للإ�سالم‪ ،‬فهو كما يت�صدى للمتطرفني‬ ‫وم��اذا تقولون لل�شباب الذين يرفعون‬
‫ال��ذي��ن ي�ج���س��دون � �ص��ورة غ�ير �صحيحة‬ ‫علماء اإلسالم أكثر الناس‬ ‫�شعارات دينية دون �أن يقدموا �أعما ً‬
‫ال‬
‫للإ�سالم‪ ،‬يت�صدى للمتحللني واملنحرفني‬ ‫التزاماً بأدب الحوار‬ ‫مفيدة لأوطانهم وجمتمعاتهم؟‬
‫ال ��ذي ��ن ي���س�ت�ه�ي�ن��ون ب�ت�ع��ال�ي��م الإ�� �س�ل�ام‬ ‫اال��س�لام ال يعرف ال�شعارات الفارغة‬
‫وال مجال لنشر األكاذيب‬
‫و�أحكامه‪ ،‬ولذلك ال يقف يف وجه الأزهر‬ ‫م��ن امل�ضامني امل �ف �ي��دة‪ ،‬كما �أن ��ه ال يقر‬
‫�إال ك��ل ج��اه��ل بر�سالته‪ ،‬وك��ل م��ن تغيب‬ ‫ضدهم‬ ‫االنف�صام بني العمل للدين والعمل للدنيا‪،‬‬
‫عنه ما تقوم به م�ؤ�س�سة الأزه ��ر‪� ،‬أو كل‬ ‫وك ��ل م��ا ي��رت�ق��ي ب�ح�ي��اة الإن �� �س��ان ويحل‬
‫وامل��در� �س��ة وامل���س�ج��د وو� �س��ائ��ل الإع �ل�ام منحرف ال�ف�ك��ر‪ ..‬وم��ع ذل��ك‪ ‬ن�ت�ح��اور مع‬ ‫م�شكالته هو من املطالب الدينية‪ ،‬وهو ال‬
‫املختلفة التي يجب �أن تقوم ب��دور تربوي اجلميع ونرحب مبالحظات وت�سا�ؤالت من‬ ‫يقل �أجر ًا وثواب ًا عند اهلل من العبادة‪.‬‬
‫تعليمي ل�ل���ص�غ��ار ل�ترب�ي�ه��م ع�ل��ى كيفية يريد �أن يعرف ويقف على جهود الأزهر‪،‬‬ ‫ونحن ندعم كل فر�ص التدين ال�صحيح‬
‫ون�ستمع �إىل اجلميع بعقول واعية‪ ،‬وقلوب‬ ‫توظيف �أوقاتهم مبا يعود بالنفع عليهم‪.‬‬ ‫واالح� �ت� �م ��اء ب�ت�ع��ال�ي��م الإ� � �س �ل�ام وق�ي�م��ه‬
‫مفتوحة‪ ،‬وطالبنا من يختلف مع الأزه��ر‬ ‫و�أخالقه‪ ،‬فهذا مطلوب ومرغوب وهدف‬
‫�أن يتحاور مع علمائه و�أ�ساتذته‪.‬‬ ‫اتهامات باطلة‬ ‫لدعوة الإ��س�لام‪ ،‬فالدين هو خري عا�صم‬
‫رغم اجلهود التي يبذلها الأزهر يف ن�شر‬ ‫لل�شباب م��ن و�سائل و�أدوات االن�ح��راف‬
‫خالفات العلماء‬ ‫الدعوة الإ�سالمية الو�سطية‪� ،‬إال �أن كل‬ ‫ال �ت��ي حت�ي��ط ب�ه��م م��ن ك��ل ج ��ان ��ب‪ ..‬لكن‬
‫وم��اذا عن احل���وارات واملناق�شات التي‬ ‫ما يقوم به ال يروق للبع�ض ويحاط دائم ًا‬ ‫التدين ال�شكلي غري مطلوب‪ ،‬ونحن دائم ًا‬
‫تدور بني العلماء‪ ،‬واخلالفات التي حتدث‬ ‫باتهامات التق�صري وعدم حماية ال�شباب‬ ‫نحذر �شبابنا من االن�شغال بال�شكل وتفريغ‬
‫‪� -‬أحيان ًا ‪ -‬فيما بينهم؟‬ ‫من براثن اجلماعات املتطرفة؟‬ ‫الدين من م�ضامينه ال�صحيحة‪ ،‬فالدين‬
‫ال ينبغي التعميم هنا‪ ،‬فعلماء الإ�سالم‬ ‫�أوال‪ :‬الأزه � ��ر ب�خ�ير واحل �م��د هلل‪ ،‬وال‬ ‫كما يدفع �إىل عبادة اهلل و�أداء الواجبات‬
‫هم �أكرث النا�س وعي ًا ب��أدب احل��وار‪ ،‬وهم‬ ‫ينبغي �أن نن�ساق وراء االتهامات الظاملة‬ ‫ال��دي �ن �ي��ة ع �ل��ى ال ��وج ��ه الأك� �م ��ل‪ ،‬ي�ح�ترم‬
‫ي��درك��ون ج�ي��د ًا �أن الإ� �س�لام ي��رح��ب بكل‬ ‫والأك� ��اذي� ��ب ال �ت��ي ي ��ردده ��ا ال�ب�ع����ض عن‬ ‫ال��واج�ب��ات احلياتية ويحث عليها‪ ،‬ويعد‬
‫ح��وار عقالين ه ��ادف‪ ،‬ويرف�ض ال�شجار‬ ‫الأزه � ��ر ‪ -‬م��ؤ��س���س��ة وع �ل �م��اء ‪ -‬فبع�ض‬ ‫التق�صري فيها م��ن موجبات غ�ضب اهلل‬
‫وال��ن ��زاع ال ��ذي ي �ف��رق ال���ص�ف��وف‪ ،‬ويثري‬ ‫�أ�صحاب هذه االتهامات ي�سعون �إىل هدم‬ ‫وعقابه‪ ..‬والتدين ال�صحيح هو الدافع‬
‫احل�ي�رة وال�ق�ل��ق ب�ين ال �ن��ا���س‪ ..‬ول��ذل��ك ال‬ ‫كل ما هو عريق وكبري ويت�صدى للجهالء‬ ‫�إىل العمل والإن �ت ��اج‪ ،‬فديننا الإ�سالمي‬
‫ينبغي ات �ه��ام علماء الإ� �س�لام مب��ا لي�س‬ ‫واحلمقى الذين يتطاولون على الإ�سالم‪،‬‬ ‫يربينا على �أن العمل عبادة‪ ،‬ومن يح�سن‬
‫فيهم‪ ،‬وم��ع ذل��ك ن��ؤك��د على � �ض��رورة �أن‬ ‫ك�م��ا �أن بع�ضهم يحمل ح �ق��د ًا ع�ل��ى �أي��ة‬ ‫عمله ويخل�ص فيه يجد الأجر والثواب من‬
‫يختلف العلماء ب�أ�سلوب يليق بهم كقادة‬ ‫م�ؤ�س�سة ت�ضيف �إىل ا�سم م�صر العربية‬ ‫اهلل‪� ،‬إىل جانب الأج��ر الدنيوي‪ ،‬وهو �أنه‬
‫ر�أي وفكر يف املجتمع‪ ،‬ونرف�ض كل �صور‬ ‫الإ�سالمية وتاريخها وعراقتها‪.‬‬ ‫يعي�ش كرمي ًا عزيز ًا لأنه عمل و�أنتج وكافح‬
‫الإ� �س �ف��اف يف احل � ��وار‪ ،‬ون �ح��ث العلماء‬ ‫والأزهر كان و�سيظل يف مقدمة امل�ؤ�س�سات‬ ‫ليعي�ش م�ستور ًا بني النا�س‪.‬‬
‫على التوا�ضع‪ ،‬وجتنب ال �غ��رور‪ ،‬وال�ت��زام‬ ‫الإ�سالمية التي ينبغي �أن يفتخر بها كل‬ ‫لذلك نحن دائ�م� ًا ن�ؤكد على ��ض��رورة �أن‬
‫الأ� �س �ل��وب امل �ه��ذب ح�ت��ى يف ال�ت�ع��ام��ل مع‬ ‫م�سلم ولي�س كل م�صري فقط‪ ،‬لأنه يدافع‬ ‫نربي �أوالدن ��ا منذ نعومة �أظفارهم على‬
‫اجلهالء الذين يعار�ضون ويخالفون دون‬ ‫ع��ن الإ���س�ل�ام ب���ص�لاب��ة‪ ،‬وي�ت���ص��دى لكل‬ ‫ح��ب العمل واحل��ر���ص عليه وب�ي��ان قيمته‬
‫علم‪.‬‬ ‫اخل��ارج�ين على تعاليم ديننا يف الداخل‬ ‫لهم‪ ،‬وهذه م�س�ؤولية م�شرتكة بني الأ�سرة‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪16‬‬
‫تقرير‬

‫نمو متوقع ألرباح‬


‫المصارف اإلسالمية‬
‫الخليجية (‪)2020 – 2019‬‬
‫توقع تقرير لوكالة «إس آند بي جلوبال» للتصنيف‬
‫االئتماني أن تحتفظ البنوك اإلسالمية في دول‬
‫مجلس التعاون الخليجي بمرونتها خالل العامين‬
‫المقبلين‪ ،‬بعد تجاحها في اجتياز أحوال اقتصادية‬
‫صعبة خالل عام ‪.2018‬‬

‫املحفوف�ة مبخاط�ر �أكبر‪ .‬وه�ذه ه�ي احل�ال خا�ص�ة يف ظ�ل تطل�ب‬ ‫و�أ�ش�ار التقري�ر �إىل �أن وتيرة من�و البن�وك الإ�سلامية اخلليجي�ة‬
‫املعي�ار التا�س�ع‪/‬‏‏املعيار املحا�س�بي امل�ايل ‪ 30‬خم�ص�ص�ات على مدى‬ ‫يف ع�ام ‪ 2018‬كان�ت �أبط��أ م�ن نظرياته�ا التقليدي�ة لأول م�رة من�ذ‬
‫احلي�اة للمعاملات الت�ي ترتاج�ع جودته�ا االئتماني�ة �أو ت�ش�هد تع ً‬
‫رثا‬ ‫خم��س �س�نوات‪ .‬وكان الفارق يف ن�س�بة النمو بني البنوك الإ�سلامية‬
‫يف ال�س�داد‪.‬‬ ‫والتقليدي�ة ‪ %1‬فق�ط‪ ،‬مم�ا يع�زز االعتق�اد ب��أن البن�وك الإ�سلامية‬
‫وج�اء يف التقري�ر �أن�ه يف حين �أنن�ا نتوق�ع ب��أن يبق�ى حج�م الأ�ص�ول‬ ‫والبن�وك التقليدي�ة �ست�ش�هد من�اذج من�و مت�ش�ابهة يف الفترة ما بني‬
‫املتعثرة م�س�تقر ًا �إىل ح�د م�ا‪ ،‬نعتق�د ب��أن تكلف�ة املخاط�ر �سترتفع‬ ‫‪.2020-2019‬‬
‫ب�ش�كل طفي�ف ب�س�بب ارتفاع متطلب�ات املخ�ص�صات مبوج�ب املعيار‬ ‫وتوقع التقرير منو ًا مكون ًا من رقم فردي متو�س�ط للبنوك التقليدية‬
‫التا�س�ع‪ .‬خف�ف م�ن ذل�ك �إىل ح�د م�ا ارتب�اط كل معامل�ة �إ�سلامية‬ ‫والإ�سلامية نظ�ر ًا لع�دة عوام�ل‪ .‬وه�ذا يت�ضم�ن التوقع�ات بح�دوث‬
‫ب�أ�ص�ل �أ�سا��س ملمو��س‪ ،‬عل�ى الأق�ل نظري� ًا‪ ،‬مم�ا يح�د م�ن توقع�ات‬ ‫تباط��ؤ يف النم�و االقت�ص�ادي يف منطقة اخلليج خالل نف��س الفرتة‪،‬‬
‫اخل�س�ارة الناجت�ة ع�ن التعثر يف ال�س�داد‪.‬‬ ‫عل�ى الرغ�م م�ن بع�ض اال�س�تفادة من الإنف�اق احلكوم�ي واملبادرات‬
‫يذك�ر �أن وكال�ة «�إ��س �آند بي جلوب�ال» قامت با�س�تخدام عينة مكونة‬ ‫اال�ستراتيجية مث�ل خط�ط التح�ول الوطن�ي‪ ،‬ومعر��ض �إك�س�بو دب�ي‬
‫م�ن ‪ 17‬م�صرف� ًا �إ�سلامي ًا و‪ 27‬بن�ك ًا تقليدي� ًا يزي�د �إجم�ايل �أ�صولها‬ ‫‪.2020‬‬
‫عل�ى ‪ 2,0‬تريلي�ون دوالر ولديه�ا �إف�صاح�ات مالي�ة كافي�ة‪ ،‬لتقيي�م‬ ‫وا�س�تقرت م�ؤ�ش�رات ج�ودة الأ�ص�ول ل�دى البن�وك الإ�سلامية‬
‫الأداء امل�ايل للبن�وك الإ�سلامية والتقليدي�ة يف دول جمل��س التعاون‬ ‫اخلليجي�ة يف ع�ام ‪ ،2018‬حي�ث بل�غ متو�س�ط ن�س�بة التموي�ل املتعثر‬
‫اخلليج�ي‪ ،‬ومل يغ�ط التقري�ر النوافذ الإ�سلامية للبن�وك التقليدية‪،‬‬ ‫‪ %3,1‬م�ن �إجمايل التمويل لدى عينة البن�وك التي تناولها التقرير‪.‬‬
‫وذل�ك ب�س�بب نق��ص الإف�صاح�ات وخماط�ر خل�ط البيان�ات‪.‬‬ ‫وتوق�ع التقري�ر �أن يبق�ى من�و التموي�ل حم�دود ًا‪ ،‬يف ظ�ل �إعط�اء‬
‫(امل�ص�در‪ :‬البي�ان)‪.‬‬ ‫البن�وك الأولوي�ة للج�ودة عل�ى ح�س�اب الك�م وجتنبه�ا للعملي�ات‬

‫‪17‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫إرصاد أموال الزكاة واستثمارها في‬


‫التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫د‪ .‬يوسف الشبيلي‬
‫أستاذ الفقه المشارك‬
‫المعهد العالي للقضاء ‪ -‬السعودية‬
‫الحلقة األولى‬

‫لحكم عظيمة ومقاصد سامية‪ ،‬تعود بالخير والرخاء‬ ‫إن الزكاة حق مالي واجب في أموال مخصوصة‪ ،‬فرضها اهلل تعالى ِ‬
‫على دافعها وآخذها والمجتمع المسلم‪ .‬وقد بين اهلل تعالى في كتابه مصارفها بقوله (إنما الصدقات للفقراء والمساكين‬
‫والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل اهلل وابن السبيل فريضة من اهلل واهلل عليم حكيم)‬
‫التوبة ‪.60‬‬
‫ونظرًا لتشعب احتياجات مستحقي الزكاة في العصر الحديث‪ ،‬وعدم كفاية الزكاة التي يخرجها أغنياء المسلمين في‬
‫سد احتياج فقرائهم‪ ،‬فقد ظهرت الحاجة إلى إيجاد وسائل يمكن من خاللها إرصاد الزكاة واستثمارها لينتفع بها أكبر‬
‫عدد من الفقراء‪ ،‬وسوف أتناول في هذه الدراسة ثالثة موضوعات مهمة؛ وهي‪ :‬إرصاد أموال الزكاة في صناديق تمويل وتأمين‬
‫لمستحقي الزكاة‪ ،‬استثمار أموال الزكاة في صناديق تمويلية وتأمينية‪ ،‬ونفقات األموال المرصدة والمستثمرة وزكاتها‪.‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪18‬‬
‫�إر�صادها‪ ،‬بخالف الوقف ف�إن املال املوقوف‬ ‫إرصــــاد أمــــوال ال ــزك ــاة فــي صناديق‬
‫قبل وقفه ملك للموقف‪.‬‬ ‫تمويل وتأمين لمستحقي الزكاة‬
‫‪� -‬أن الأموال املر�صدة يجوز يف �أي وقت‬ ‫إرصاد أموال الزكاة‬ ‫�أو ًال ‪ -‬التعريف بالإر�صاد‪:‬‬
‫فك �إر�صادها وت�صرف يف م�صارف الزكاة‬ ‫(�أ) الإر� �ص��اد يف اللغة‪ :‬الإع� ��داد‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫مبا�شرة‪ ،‬بخالف الوقف ف��إن الأ�صل فيه‬ ‫لصالح المستحقين‬ ‫�أر�صد له الأمر‪� :‬أعده‪ .‬ومنه قوله �صلى اهلل‬
‫يختلف عن استثمارها‬
‫الثبات واال�ستمرار‪.‬‬ ‫عليه و�سلم «والذي نف�س حممد بيده لو �أن‬
‫ويتحقق �إر�صاد �أموال الزكاة للأغرا�ض‬ ‫�أُ ُح ��د ًا عندي ذهب ًا لأحببت �أال ي�أتي علي‬
‫التنموية ب�إن�شاء �صندوق تو�ضع فيه �أموال‬ ‫ثالث وعندي منه دينار �أجد من يقبله مني‬
‫ال ��زك ��اة وي�خ���ص����ص ل�ت�م��وي��ل امل�ستحقني‬ ‫لي�س �شيئ ًا �أر�صده يف دين علي»(‪.)1‬‬
‫لت�أ�سي�س �أعمال اقت�صادية منتجة‪� ،‬إما من‬ ‫م�ساجد يكتفى يف امل�سجدية بال�صورة ‪� -‬أي‪:‬‬ ‫وال��ر� �ص��د‪ :‬االن �ت �ظ��ار وال�ت�رق ��ب‪ ،‬ومنه‬
‫خ�لال التمويل الأ�صغر (ق��رو���ض مي�سرة‬ ‫��ص��ورة امل�سجد كبناء حم��راب �أو منرب ‪-‬‬ ‫ال ��ر���ص ��د‪ ،‬وه� ��و ال � ��ذي ي �ق �ع��د ب��امل��ر� �ص��اد‬
‫مببالغ �صغرية)‪� ،‬أو تقدمي ال�ضمانات لهم‬ ‫وباال�سمية ‪� -‬أي‪ :‬بت�سميته م�سجد ًا ‪ ،-‬ف�إذا‬ ‫للحرا�سة(‪ ،)2‬وال َّر َ�صدي‪ :‬ال��ذي يقعد على‬
‫جمان ًا جتاه اجلهات التي يتمولون منها‪� ،‬أو‬ ‫زال��ت ع��ادت الأر���ض �إىل حكمها من جواز‬ ‫الطريق ينتظر النا�س لي�أخذ �شيئ ًا من‬
‫ين�ش�أ بها �صندوق ت�أمني تعاوين للت�أمني على‬ ‫لبث جنب وعدم �صحة اعتكاف(‪.)6‬‬ ‫�أموالهم‪ ،‬وربك لك باملر�صاد‪� :‬أي مراقبك‬
‫حالت التعرث يف �سداد املديونيات‪.‬‬ ‫‪ -2‬حب�س بع�ض املال ال�ستخدامه يف �أوجه‬ ‫ف�لا ي�خ�ف��ى ع�ل�ي��ه � �ش��يء م��ن �أف �ع��ال��ك وال‬
‫و�إر� � �ص� ��اد �أم � ��وال ال ��زك ��اة ي�خ�ت�ل��ف عن‬
‫الرب‪ .‬قال ابن دقيق العيد‪ :‬يحتمل �أن يكون‬ ‫تفوته»(‪.)3‬‬
‫ا� �س �ت �ث �م��اره��ا؛ �إذ ل �ي ����س امل �ق �� �ص��ود منه‬
‫حتبي�س خالد ‪� -‬أي ابن الوليد ‪ -‬لأدراع��ه‬ ‫والإر�صاد عند الفقهاء‪ :‬حب�س املال ‪� -‬أي‬
‫اال�ستثمار‪ ،‬و�إمنا يهدف �إىل حتقيق عدد من‬ ‫و�أعتاده يف �سبيل اهلل‪� :‬إر�صاده �إياه لذلك‪،‬‬ ‫ف��رزه وتخ�صي�صه ‪ -‬لغر�ض معني‪ ..‬ومن‬
‫املقا�صد منها‪:‬‬ ‫وعدم ت�صرفه بها يف غري ذلك‪ .‬وهذا النوع‬ ‫ذلك‪:‬‬
‫(�أ) دميومة الأموال‪ ،‬وا�ستمرار االنتفاع‬ ‫حب�س‪ ،‬و�إن مل يكن حب�س ًا»(‪.)7‬‬ ‫‪ -1‬تخ�صي�ص الإم� ��ام بع�ض �أرا� �ض��ي‬
‫ب�ه��ا‪ ،‬حيث تبقى م��ر��ص��دة يف ال�صندوق‬ ‫‪� -3‬إر�صاد ف�ضل غلة الوقف على معني‪.‬‬ ‫بيت املال لبع�ض م�صارفه‪ ،‬فهذا ال ي�صح‬
‫التنموي لفرتة �أطول‪.‬‬ ‫قال يف ك�شاف القناع‪« :‬ف�ضل غلة موقوف‬ ‫وقف ًا؛ الختالل �شرط الوقف؛ وهو �أن يكون‬
‫(ب) تو�سيع دائرة االنتفاع بها‪ ،‬فبد ًال من‬ ‫على معني ا�ستحقاقه مقدر من الوقف يتعني‬ ‫امل��وق��وف مم�ل��وك� ًا ل�ل��واق��ف ح�ي��ث ال��وق��ف‪،‬‬
‫�أن ينتفع بها �شخ�ص �أو �أ�شخا�ص حمدودون‬ ‫�إر�صاده»(‪.)8‬‬ ‫واملر�صد هو الإمام �أو نائبه‪ ،‬وهو ال ميلك ما‬ ‫ِ‬
‫ف�إن �إر�صادها �سيتيح املجال لأن ينتفع بها‬ ‫و�إر� �ص��اد �أم ��وال ال��زك��اة يق�صد به هنا‪:‬‬ ‫�أر�صده‪ .‬قال ابن عابدين‪�« :‬إر�صاد ال�سلطان‬
‫عدد �أكرب‪.‬‬ ‫ف��رز امل��ال و�إع ��داده فيما هو من م�صلحة‬ ‫بع�ض ال�ق��رى وامل� ��زارع م��ن بيت امل ��ال ملن‬
‫(ج) ت�شجيع ال�ف�ق��راء على املحافظة‬ ‫م�ستحقي الزكاة‪ .‬وهو بهذا املعنى ال يخرج‬ ‫ي�ستحق من يت املال لي�س وقف ًا حقيقة لعدم‬
‫على تلك الأم��وال؛ لعلمهم ب�أنهم مطالبون‬ ‫عما ذكره الفقهاء‪ ،‬وهو يختلف عن الوقف‬ ‫ملك ال�سلطان ل��ه‪ ،‬بل هو تعيني �شيء من‬
‫بردها‪ ،‬وبذا تكون الزكاة �أداة تنمية للمال‬ ‫‪ -‬كما ن�صوا على ذلك؛ ملا يلي‪:‬‬ ‫بيت املال على بع�ض م�ستحقيه»(‪.)4‬‬
‫بيد الفقري ال �أداة ا�ستهالك‪.‬‬ ‫‪� -‬أن هذه الأم��وال هي �أم��وال زكاة وهي‬ ‫وم��ن ه��ذا القبيل‪� :‬أن ُي��ر�ِ��ص��د الإن�سان‬
‫تختلف عن الوقف يف �أحكامها‪ .‬وم�صارفها‬ ‫�أرا��ض��ي تخ�صه وال ميلكها‪ ،‬ق��ال يف غاية‬
‫ث��ان��ي�� ًا ‪ -‬حكم �إر���ص��اد �أم����وال ال��زك��اة‬ ‫�أ�ضيق من م�صارف الوقف‪.‬‬ ‫املنتهى‪« :‬ال ي�صح وق��ف نحو �أر���ض م�صر‬
‫‪� -‬أن املر�صد وهو م�ؤ�س�سة الزكاة التي لأغرا�ض التمويل االقت�صادي‪:‬‬ ‫ك�أر�ض ال�شام والعراق (‪ .)5‬فلو وقف على‬
‫يعينها الإم ��ام ال متلك ه��ذه الأم ��وال قبل ال يخلو �إر���ص ��اد ال ��زك ��اة ل�ل�أغ��را���ض‬ ‫نحو مدار�س �إمنا هي �إر�صاد و�أفراز‪ ،‬ووقفها‬

‫‪19‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫�أنه لو مل ي�ؤد فيه ميوت فيفوت فعند ذلك‬ ‫التنموية من حالني‪:‬‬


‫يت�ضيق عليه الوجوب حتى �أنه لو مل ي�ؤد فيه‬ ‫الأوىل ‪� :‬إر�صادها من قبل املزكي مع بقاء‬
‫حتى مات ي�أثم»(‪.)15‬‬ ‫إرصاد الزكاة لألغراض‬ ‫يده عليها‪.‬‬
‫وا��س�ت��دل �أ��ص�ح��اب ه��ذا ال�ق��ول ب ��أن من‬ ‫والثانية ‪� :‬إر�صادها من قبل جهة عامة‪.‬‬
‫عليه الزكاة �إذا هلك ن�صابه بعد احلول‬ ‫وف�ي�م��ا ي�ل��ي ب �ي��ان ح�ك��م ك��ل م��ن هاتني التنموية يكون إما من‬
‫قبل المزكي مع بقاء‬
‫والتمكن من الأداء‪� ،‬أنه ال ي�ضمن‪ ،‬ولو كانت‬ ‫احلالتني‪:‬‬
‫واجبة على الفور ل�ضمن‪ ،‬كمن � ّأخ��ر �صوم‬ ‫امل�س�ألة الأوىل ‪� :‬إر���ص��اده��ا م��ن قبل‬
‫�شهر رم�ضان ع��ن وق�ت��ه ف��إن��ه يجب عليه‬ ‫يده عليها أو من قبل‬ ‫املزكي مع بقاء يده عليها‪:‬‬
‫الق�ضاء(‪.)16‬‬ ‫وذل ��ك ب� ��أن يخ�ص�ص امل��زك��ي ج� ��زء ًا من‬
‫و�أجيب عنه‪ :‬ب�أن هذا ا�ستدالل يف حمل‬ ‫جهة عامة‬ ‫�أم��وال��ه بقدر ال��زك��اة التي وجبت عليه �أو‬
‫النزاع‪ ،‬ف�إن �أ�صل امل�س�ألة مبني على �أن الأمر‬ ‫بع�ضها بق�صد �إر�صادها مل�صلحة الفقراء‪،‬‬
‫املطلق هل يقت�ضي الفورية �أم ال؟ في�ضمن‬ ‫يكون الوجوب على الفور(‪.)13‬‬ ‫فهذه امل�س�ألة تنبني على كون الزكاة واجبة‬
‫هالك الن�صاب عند من يقول بالفورية‪ ،‬وال‬ ‫‪ -5‬ولأن الزكاة عبادة تتكرر يف كل عام‬ ‫على الفور �أم على الرتاخي؟‬
‫ي�ضمن عند من يقول بالرتاخي‪ ،‬فال ي�صلح‬ ‫فلم يجز ت�أخريها �إىل وق��ت وج��وب مثلها‬ ‫وقد اختلف الفقهاء يف هذه امل�س�ألة على‬
‫هذا الدليل لال�ستدالل به‪.‬‬ ‫كال�صالة وال�صوم(‪.)14‬‬ ‫قولني‪:‬‬
‫واملختار يف �أ�صول الفقه �أن الأمر املطلق‬ ‫القول الثاين‪:‬‬ ‫القول الأول ‪:‬‬
‫ال يقت�ضي الفور وال الرتاخي‪ ،‬بل يقت�ضي‬ ‫�إن وج��وب الزكاة عمري‪� ،‬أي جتب على‬ ‫�إن ال��زك��اة جتب على ال�ف��ور‪ .‬وه��ذا قول‬
‫جم��رد طلب الفعل امل ��أم��ور ب��ه‪ ،‬والفورية‬ ‫ال�تراخ��ي‪ .‬وه��ذا مذهب احلنفية يف قول‬ ‫احل�ن�ف�ي��ة يف امل �خ �ت��ار ع �ن��ده��م وامل��ال�ك�ي��ة‬
‫ت�ستفاد من القرائن‪.‬‬ ‫اختاره �أبو بكر اجل�صا�ص‪ .‬قال الكا�ساين‪:‬‬ ‫وال�شافعية واحل�ن��اب�ل��ة(‪ ،)9‬وا�ستدلوا على‬
‫وب��ال�ن�ظ��ر يف �أدل� ��ة ال�ق��ول�ين ي�ترج��ح ما‬ ‫«وذهب عامة م�شايخنا �إىل �أنها جتب على‬ ‫ذلك مبا يلي‪:‬‬
‫ذهب �إليه جمهور الفقهاء من �أن الزكاة‬ ‫ال�تراخ��ي‪ ،‬ومعنى ال�تراخ��ي عندهم �أنها‬ ‫‪ -1‬قوله تعاىل‪( :‬و�آتوا حقه يوم ح�صاده)‬
‫جتب على الفور‪ ،‬لأوامر ال�شرع التي قامت‬ ‫جت��ب مطلق ًا ع��ن ال��وق��ت غ�ير معني‪ ،‬ففي‬ ‫الأنعام ‪ .141‬والأمر يقت�ضي الفورية‪.‬‬
‫القرائن على وجوب املبادرة بها‪ ،‬وملا �سبق‬ ‫�أي وقت يكون م�ؤدي ًا للواجب‪ ،‬ويتعني ذلك‬ ‫‪ -2‬ما روي عنه عليه ال�صالة وال�سالم‬
‫من الأدلة‪.‬‬ ‫الوقت للوجوب‪ ،‬و�إذا مل ي�ؤد �إىل �آخر عمره‬ ‫�أنه قال‪« :‬ما خالطت ال�صدقة ما ًال قط �إال‬
‫وعلى ه��ذا ف�لا يجوز للمزكي �أن يبقي‬ ‫يت�ضيق عليه الوجوب ب��أن بقي من الوقت‬ ‫�أهلكته» (‪ .)10‬قالوا‪ :‬واملراد بذلك ت�أخريها‬
‫ال��زك��اة عنده‪ ،‬ول��و ك��ان بغر�ض �إر�صادها‬ ‫ق��در ما ميكنه الأداء فيه وغلب على ظنه‬ ‫بعد وجوبها(‪.)11‬‬
‫مل�صلحة ال �ف �ق��راء؛ لأن يف ذل��ك ت ��أخ� ً‬
‫يرا‬ ‫‪ -3‬م ��ا روي ع ��ن ع�ق�ب��ة اب ��ن احل ��ارث‬
‫لإخراج الزكاة عن وقت وجوبها‪.‬‬ ‫ر�ضي اهلل عنه قال‪� :‬صلى النبي �صلى اهلل‬
‫عليه و�سلم الع�صر ف�أ�سرع ثم دخل البيت‬
‫امل�س�ألة الثانية‪� :‬إر�صادها من قبل جهة‬ ‫فلم يلبث �أن خرج فقال‪« :‬كنت خلفت يف‬
‫عامة‪:‬‬ ‫البيت ترب ًا من ال�صدقة فكرهت �أن �أب ّيته‬
‫و�صورة هذه امل�س�ألة �أن تتوىل جهة عامة‪،‬‬ ‫فق�سمته»(‪ .)12‬ف��دل احل��دي��ث على وج��وب‬
‫حكومية كانت �أم �أهلية كاجلمعيات اخلريية‬ ‫املبادرة ب�إخراج ال�صدقة‪.‬‬
‫وم�ؤ�س�سات جباية الزكاة‪� ،‬إن�شاء �صندوق‬ ‫‪ -4‬ولأن حاجة الفقري ناجزة فيجب �أن‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪20‬‬
‫الأ��ص�ف�ه��اين‪ :‬ال�لام للملك واال�ستحقاق‪،‬‬ ‫تر�صد فيه �أم� ��وال ال��زك��اة لغر�ض توفري‬
‫ولي�س بامللك ملك العني‪ ،‬بل قد يكون ملك ًا‬ ‫برامج تنموية مل�صلحة م�ستحقي الزكاة‪.‬‬
‫لبع�ض املنافع �أو ل�ضرب من الت�صرف‪.‬‬ ‫ال يجوز للمزكي أن يبقي‬ ‫فللمزكي يف هذه احل��ال �أن يخرج زكاة‬
‫والثانية ‪� :‬أن ال�صندوق التنموي ملك‬ ‫ماله ف ��ور ًا عند وجوبها لتلك اجل�ه��ة‪� ،‬إال‬
‫للم�ستحقني ب�صفة جماعية وم�صرفه لهم‪.‬‬ ‫الزكاة عنده ولو كان‬ ‫�أن تلك اجل�ه��ة ال ت�سلم ال��زك��اة مبا�شرة‬
‫بغرض إرصادها لمصلحة‬
‫للم�ستحقني‪ ،‬و�إمن ��ا تبقى يف ال�صندوق‬
‫االجت��اه الثاين‪ :‬ج��واز �إر��ص��اد �أم��وال‬ ‫التنموي مل�صلحتهم‪.‬‬
‫الزكاة يف �صناديق متويل تنموية‪ .‬وميكن �أن‬ ‫الفقراء ألن في ذلك‬ ‫وميكن �أن يخرج اجتاهان يف حكم هذه‬
‫ي�ستدل لهذا االجتاه مبا يلي‪:‬‬ ‫امل�س�ألة بناء على اختالف املعا�صرين يف‬
‫‪ -1‬ال �ق �ي��ا���س ع �ل��ى ا� �س �ت �ث �م��ار �أم � ��وال‬ ‫تأخيراً إلخراجها عن وقت‬ ‫حكم ا�ستثمار �أموال الزكاة‪:‬‬
‫ال��زك��اة؛ ف ��إن النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫فاالجتاه الأول‪ :‬حترمي �إر�صاد �أموال‬
‫وخلفاءه الرا�شدين كانوا ي�ستثمرون �أموال‬ ‫وجوبها‬ ‫الزكاة يف �صناديق متويل تنموي ولو كان‬
‫ال�صدقات من �إب��ل وبقر وغنم‪ ،‬فقد كان‬ ‫امل�ستفيدون منه من م�ستحقي الزكاة‪.‬‬
‫لتلك احل �ي��وان��ات �أم��اك��ن خا�صة للحفظ‬ ‫وميكن �أن ي�ستدل لهذا االجتاه مبا يلي‪:‬‬
‫والرعي وال��در والن�سل‪ ،‬كما كان لها رعاة‬ ‫يف �أداء ال��زك��اة‪ ،‬لأن اهلل ت�ع��اىل �أ��ض��اف‬ ‫‪� -1‬أن ذلك ي�ؤدي �إىل ت�أخري الزكاة �إىل‬
‫يرعونها وي�شرفون عليها‪ ،‬وي�ؤيد ذل��ك ما‬ ‫ال�صدقات �إىل امل�ستحقني يف �آية ال�صدقات‬ ‫امل�ستحقني(‪.)17‬‬
‫روى �أن�س ر�ضي اهلل عنه «�أن �أنا�س ًا من‬ ‫بالم امللك(‪.)22‬‬ ‫ومياق�ش‪ :‬ب ��أن الفورية تتعلق باملالك ال‬
‫عرينة اج�ت��ووا امل��دي �ن��ة(‪ ،)25‬فرخ�ص لهم‬ ‫ويناق�ش من وجهني‪:‬‬ ‫بالإمام‪ ،‬ف�إذا و�صلت الزكاة �إىل يد الإمام‬
‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم �أن ي�أتوا‬ ‫الأول ‪ :‬عدم الت�سليم ب�أن الالم يف الآية‬ ‫�أو نائبه �أو وكيل امل�ستحقني كاجلمعيات‬
‫�إبل ال�صدقة ف�شربوا من �ألبانها و�أبوالها‪،‬‬ ‫للتمليك؛ �إذ الالم يف اللغة العربية ت�ستعمل‬ ‫اخل�يري��ة‪ ،‬فقد حتققت ال�ف��وري��ة وج ��از ‪-‬‬
‫فقتلوا ال��راع��ي وا�ستاقوا ال ��ذود‪ ،‬ف�أر�سل‬ ‫ملعان متعددة(‪ .)23‬قال ال�سيوطي يف معاين‬ ‫ٍ‬ ‫عند جمهور العلماء ‪ -‬ت�أخري ق�سمتها؛ ملا‬
‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ف�أتي بهم‪،‬‬ ‫معان‪ :‬اال�ستحقاق وهي‬ ‫الالم اجلارة‪« :‬لها ٍ‬ ‫روى �أن�س اب��ن مالك ر�ضي اهلل عنه قال‪:‬‬
‫فقطع �أيديهم و�أرج�ل�ه��م و�سمر �أعينهم‪،‬‬ ‫ال��واق�ع��ة ب�ين معنى وذات ن�ح��و‪( :‬احلمد‬ ‫«غدوت �إىل ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‬
‫وتركهم باحلرة يع�ضون احلجارة»(‪.)26‬‬ ‫هلل) و(وي ��ل للمطففني)‪ ،‬واالخت�صا�ص‬ ‫بعبداهلل بن �أبي طلحة ليحنكه فوافيته يف‬
‫ف�إذا جاز ا�ستثمار �أم��وال الزكاة مع �أنه‬ ‫نحو «�إن له �أب� � ًا»‪ ،‬وامللك نحو‪( :‬ل��ه ما يف‬ ‫يده املي�سم(‪ )18‬ي�سم �إبل ال�صدقة»(‪ .)19‬فدل‬
‫عر�ضة للخ�سارة ف�إر�صادها لتمويلهم �أوىل‬ ‫ال�سماوات وما يف الأر���ض)‪ ،‬والتعليل نحو‪:‬‬ ‫احلديث على جواز ت�أخري الق�سمة‪ ،‬لأنها لو‬
‫باجلواز‪ ،‬ف��إن التمويل �إذا تعرث املدين يف‬ ‫(�إنه حلب اخلري ل�شديد)‪ .‬وقد ذهب جمع‬ ‫عجلت ال�ستغنى عن الو�سم(‪ .)20‬كما يجوز‬
‫�سداده فهو مل يخرج عن م�ستحقه‪ ،‬بخالف‬ ‫من املف�سرين والفقهاء �إىل �أن الالم يف �آية‬ ‫للإمام ت�أخري الزكاة عند املالك حلاجة‬
‫اال�ستثمار فقد ت�ستثمر الأم ��وال م��ع غري‬ ‫ال�صدقات لالخت�صا�ص �أو لبيان امل�صرف‬ ‫املالك نف�سه �أو امل�ستحقني‪ .‬قال امل��ازري‪:‬‬
‫م�ستحقي الزكاة‪.‬‬ ‫ولي�ست للتمليك(‪.)24‬‬ ‫وللإمام ت�أخري الزكاة �إىل احلول الثاين �إذا‬
‫‪� -2‬أن �إر� �ص��اد �أم� ��وال ال��زك��اة لتمويل‬ ‫وال��ث��اين ‪ :‬على فر�ض �صحة ا�شرتاط‬ ‫�أداه اجتهاده �إىل ذلك»(‪.)21‬‬
‫امل�ستحقني ال يخرج عن م�صارف الزكاة‬ ‫التمليك‪ ،‬فالتمليك حا�صل من جهتني‪:‬‬ ‫‪ -2‬ولأن ذل ��ك ي � ��ؤدي �إىل ع ��دم متلك‬
‫ال �ت��ي بينها اهلل ت �ع��اىل يف ك�ت��اب��ه يف �آي��ة‬ ‫الأوىل ‪� :‬أن امل�ستحقني ميلكون منفعة‬ ‫امل�ستحقني ل�ه��ا‪ ،‬وه ��ذا خم��ال��ف مل��ا عليه‬
‫ال�صدقة (�إمن ��ا ال�صدقات للفقراء‬ ‫ال�صندوق‪ ،‬وهذا نوع متليك‪ .‬قال الراغب‬ ‫ج�م�ه��ور ال�ف�ق�ه��اء م��ن ا� �ش�تراط التمليك‬

‫‪21‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫يحقق �أح��د �أه��م املقا�صد التي من �أجلها‬ ‫وامل�ساكني‪ )...‬التوبة ‪60‬؛ ذلك �أن منفعة‬
‫�شرعت ال��زك��اة‪ ،‬وب��ذا تكون ال��زك��اة يف يد‬ ‫هذه الأموال لهم‪.‬‬
‫الفقري �أداة حتمله على الإنتاج والعمل ال‬ ‫إذا جاز استثمار أموال‬ ‫‪� -3‬أن �إر� �ص��اده��ا يحقق مق�صد ًا من‬
‫على اال�ستهالك واالعتماد على الآخرين‪.‬‬ ‫مقا�صد ال�شريعة يف الزكاة وهو ا�ستغناء‬
‫واملت�أمل يف ن�صو�ص ال�شريعة يالحظ �أنه مع‬ ‫الزكاة لصالح‬ ‫الفقري عن امل�س�ألة‪� ،‬إذ يحمله ذل��ك على‬
‫المستحقين مع أنه‬
‫�أمر ال�شارغ الغني بدفع زكاة ماله ف�إنه يحث‬ ‫التك�سب وال�ع�م��ل ل��رد امل ��ال ال ��ذي �أخ ��ذه‪.‬‬
‫الفقري على التك�سب والعمل‪ ،‬فكل ما يحقق‬ ‫ي��ؤي��د ذل��ك م��ا روى �أن����س ب��ن مالك ر�ضي‬
‫هذا املعنى فهو مطلوب �شرع ًا‪.‬‬ ‫عرضة للخسارة‬ ‫اهلل عنه �أن رج ًال من الأن�صار �أتى النبي‬
‫ومع القول بجواز �إر�صاد الزكاة للتمويل‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم ي�س�أله‪ ،‬فقال‪�« :‬أما‬
‫التنموي ف�إنه يجب تقييد ذلك بال�ضوابط‬ ‫فإرصادها لتمويلهم‬ ‫يف بيتك �شيء؟» قال‪ :‬بلى ِحل�س(‪ )27‬نلب�س‬
‫الآتية‪:‬‬ ‫بع�ضه ونب�سط بع�ضه‪ ،‬و َق ْعب(‪ )28‬ن�شرب فيه‬
‫‪� -1‬أن ي �ك��ون ج�م�ي��ع امل�ستفيدين من‬ ‫أولى بالجواز‬ ‫املاء‪ .‬قال‪« :‬ائتني بهما»‪ ،‬ف�أخذهما ر�سول‬
‫�إر�صادها من م�ستحقي الزكاة ابتدا ًء‪.‬‬ ‫اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم بيده وقال‪« :‬من‬
‫‪� -2‬أن ال ت�ت��وف��ر وج ��وه � �ص��رف عاجلة‬ ‫وال يخفى �أن الزكاة ِح َكمها ظاهرة ولي�ست‬ ‫ي�شرتي هذين؟» فقال رج��ل‪� :‬أن��ا �آخذهما‬
‫تقت�ضي توزيع ًا فوري ًا لأموال الزكاة‪.‬‬ ‫احلكم‬‫تعبدية حم�ضة‪ ،‬فكل ما يحقق ه��ذه ِ‬ ‫بدرهم‪ ،‬قال‪« :‬من يزيد على درهم؟» مرتني‬
‫‪ -3‬وجوب �إعفاء من يتعرث منهم يف �سداد‬ ‫ال�شرعية فهو مطلوب �شرع ًا‪.‬‬ ‫�أو ثالث ًا‪ .‬فقال رجل‪� :‬أنا �آخذهما بدرهمني‪،‬‬
‫مديونيته‪ ،‬وال يجوز الرجوع عليه يف حال‬ ‫والذي يرتجح هو القول الثاين‪ ،‬ملا يلي‪:‬‬ ‫ف�أعطاهما �إياه و�أخذ الدرهمني و�أعطاهما‬
‫ال�ضمان �إذا كان غري قادر على الوفاء‪.‬‬ ‫�أو ًال ‪� -‬أن �إر���ص ��اد �أم� ��وال ال��زك��اة يف‬ ‫الأن�صاري‪ ،‬وقال‪« :‬ا�شرت ب�أحدهما طعام ًا‬
‫‪� -4‬أن تتحقق م��ن �إر��ص��اده��ا م�صلحة‬ ‫�صندوق لتمويل امل�ستحقني يندرج �ضمن‬ ‫فانبذه �إىل �أه�ل��ك‪ ،‬وا�شرت ب��الآخ��ر قدوم ًا‬
‫حقيقية للم�ستحقني‪ ،‬و�أن ي�سبق ق��رار‬ ‫م�صرف (ال �غ��ارم�ين)؛ لأن ال�غ��ر���ض من‬ ‫فائتني به‪ ،‬ف�شد ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه‬
‫الإر�صاد درا�سات دقيقة للت�أكد من مالءمته‬ ‫الإر� �ص��اد �إم��ا متويل امل�ستحقني بقرو�ض‬ ‫و�سلم عود ًا بيده ثم قال‪« :‬اذهب فاحتطب‬
‫حلال امل�ستحقني‪.‬‬ ‫ح�سنة مع �إعفائهم منها يف حال التعرث‪� ،‬أو‬ ‫وب��ع وال �أرينك خم�سة ع�شر يوم ًا‪ ،‬فذهب‬
‫‪� -5‬أن يتم �إر�صادها يف جماالت التمويل‬ ‫�ضمان مديونيات قائمة عليهم‪� ،‬أو الت�أمني‬ ‫ال��رج��ل يحتطب ويبيع فجاء وق��د �أ�صاب‬
‫والت�أمني امل�شروعة‪.‬‬ ‫على ديونهم ت�أمين ًا تعاوني ًا ب�سدادها يف حال‬ ‫خم�سة ع�شر درهم ًا فا�شرتى ببع�ضها ثوب ًا‬
‫‪� -6‬أن يتخذ ق��رار الإر� �ص��اد ممن عهد‬ ‫التعرث‪ ،‬وجميع هذه ال�صور يتحقق فيها �أن‬ ‫وببع�ضها طعام ًا‪ ،‬فقال ر�سول اهلل �صلى اهلل‬
‫�إليهم ويل الأمر بجمع الزكاة وتوزيعها من‬ ‫�آخذ الزكاة غارم لفظ ًا ومعنى‪.‬‬ ‫عليه و�سلم»‪« :‬ه��ذا خري لك من �أن جتيء‬
‫امل�ؤ�س�سات احلكومية �أو الأهلية املرخ�صة‪،‬‬ ‫ثاني ًا ‪� -‬أن �إر� �ص��اد �أم� ��وال ال��زك��اة يف‬ ‫امل�س�ألة نكتة يف وجهك يوم القيامة»(‪.)29‬‬
‫و�أن ي�سند الإ�شراف عليها �إىل ذوي الكفاية‬ ‫�صندوق لتمويل امل�ستحقني يف م�شروعاتهم‬ ‫‪� -4‬أن �إر�صادها ميكن من �أن ينتفع بها �أكرب‬
‫واخلربة والأمانة‪.‬‬ ‫االقت�صادية ال يخرج عن امل�صارف التي‬ ‫قدر من امل�ستحقني‪ ،‬ب��د ًال من �أن تدفع لفئة‬
‫بينها اهلل يف كتابه‪ ،‬ولي�س الغر�ض من هذا‬ ‫حمدودة منهم‪ ،‬ومن املعلوم �أن الزكاة ‪ -‬مهما‬
‫ثالث ًا ‪ -‬جماالت �إر�صاد �أموال الزكاة‪:‬‬ ‫الإر�صاد نفع الغني �أو ت�أخريه دفع الزكاة‪،‬‬ ‫بلغت ‪ -‬فهي يف الغالب لن تفي ب�سد احتياج‬
‫(�أ) ت�أ�سي�س �صناديق للتمويل الأ�صغر‬ ‫ف�إن املال يخرج من يده‪ ،‬و�إمنا املق�صود نفع‬ ‫جميع الفقراء‪ ،‬ففي �إر�صادها لتمويلهم ثم‬
‫(متويل املن�ش�آت ال�صغرية)‪:‬‬ ‫امل�ستحقني‪ ،‬وحملهم على العمل والتك�سب‬ ‫ا�سرتدادها منهم ومتويلها لآخرين ما يحقق‬
‫يق�صد بالتمويل الأ�صغر التمويل مببالغ‬ ‫ل �ئ�لا ي �ك��ون��وا ع��ال��ة ع �ل��ى امل �ج �ت �م��ع‪ ،‬وهنا‬ ‫هذا املق�صد ال�شرعي بتو�سيع دائرة االنتفاع‪،‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪22‬‬
‫‪ -5‬ال ب�أ�س ب�أن يتقا�ضى ال�صندوق ر�سوم ًا‬ ‫�صغرية‪ ،‬وهو ي�ستهدف ال�شريحة الفقرية‬
‫�إدارية بقدر التكلفة الفعلية لتغطية تكاليف‬ ‫من املجتمع بغر�ض م�ساعدتها على تكوين‬
‫الدرا�سة والإ��ش��راف واملتابعة وغري ذلك‪،‬‬ ‫إرصاد أموال الزكاة في‬ ‫من�ش�آت �صغرية �أو متلك �آل��ة االكت�ساب‪.‬‬
‫��س��واء مت خ�صم ه��ذه ال��ر��س��وم م��ن �أ�صل‬ ‫ويف الغالب يكون هذا النوع من التمويل يف‬
‫الأم��وال يف ال�صندوق �أم مت حتميلها على‬ ‫صندوق لتمويل‬ ‫الأعمال احلرفية واملهنية‪.‬‬
‫المستحقين يندرج ضمن‬
‫املقرت�ض؛ لقول اهلل تعاىل (‪...‬والعاملني‬ ‫وع��دم وج��ود بنوك �أو م�ؤ�س�سات مالية‬
‫عليها) التوبة ‪ ،60‬فدلت الآي��ة على جواز‬ ‫تقبل بتمويل تلك ال�شريحة م��ن املجتمع‬
‫�أن ي�أخذ العاملون �أجر املثل(‪ ،)30‬و�سي�أتي‬ ‫مصرف الغارمين‬ ‫ليبد�أوا ن�شاطهم التجاري يعد من �أب��رز‬
‫تف�صيل ذلك فيما بعد‪.‬‬ ‫امل�شكالت التي ت�ؤدي �إىل تراكم الفقر؛ ذلك‬
‫(ب) ت�أ�سي�س �صناديق �ضمانات مالية‬ ‫من �أجله‪ ،‬فهو �صندوق خريي ال ربحي‪.‬‬ ‫�أن من �أهم �شروط تلك امل�ؤ�س�سات املالءة‬
‫‪� -2‬أن يكون جميع امل�ستفيدين من هذه (كفالة) للمن�ش�آت ال�صغرية‪:‬‬ ‫امل��ال�ي��ة للمقرت�ض؛ ول ��ذا جن��د يف الهيكل‬
‫يق�صد بال�ضمان‪� :‬ضم ذمة ال�ضامن �إىل‬ ‫القرو�ض من م�ستحقي ال��زك��اة‪ ،‬وال ب�أ�س‬ ‫الإداري لتلك امل�ؤ�س�سات �إدارات خا�صة‬
‫ذمة امل�ضمون عنه يف االلتزام بالوفاء مبا‬ ‫ب�أن يفا�ضل بني بع�ضهم البع�ض يف الأولوية‬ ‫باالئتمان لتت�أكد من مالءة العميل‪ ،‬وهذا‬
‫وجب عليه وما قد يجب(‪.)31‬‬ ‫يف االقرتا�ض بح�سب معايري ت�ضعها �إدارة‬ ‫الواقع �أ�سهم ب�شكل كبري يف التمايز الطبقي‬
‫وال �غ��ر���ض م��ن ��ص�ن��دوق ال���ض�م��ان دع��م‬ ‫ال�صندوق مبا يحقق امل�صلحة لل�صندوق‬ ‫بني فئات املجتمع‪ ،‬فظهر �أغنياء ق��ادرون‬
‫الفقراء واملن�ش�آت ال�صغرية بتمكينهم من‬ ‫ولهم‪.‬‬ ‫ع�ل��ى م���ض��اع�ف��ة �أر� �ص��دت �ه��م ب��االق�ترا���ض‬
‫احل�صول على التمويل من جهات �أخ��رى‪،‬‬ ‫‪ -3‬يف حال وفاة �أي منهم فيجب �إعفا�ؤه‬ ‫لتمويل م�شروعاتهم‪ ،‬وفقراء ال يجدون من‬
‫�أو الدخول يف عقود يرتتب عليها التزامات‬ ‫وورثته من ال َّدين؛ لأنه من امل�ستحقني لتملك‬ ‫ي�ساعدهم على البدء مب�شروعات تغنيهم‬
‫مالية‪ ،‬وتتطلب وج��ود �ضامن لهم‪ ،‬فيقوم‬ ‫�أ�صل املال ابتداء‪.‬‬ ‫عن امل�س�ألة‪.‬‬
‫ال�صندوق ب�ضمان ما عليهم من التزامات‪،‬‬ ‫‪ -4‬يف حال تعرث املدين‪ ،‬فينبغي �أن يكون‬ ‫وم ��ن احل �ل��ول ال�ت��ي ت�سهم يف ح��ل ه��ذه‬
‫�أي �أن ال�صندوق ال يقر�ض ابتداء و�إمنا يقدم‬ ‫لدى ال�صندوق �آلية لدرا�سة حاالت التعرث‪،‬‬ ‫امل�شكلة �أن تر�صد بع�ض �أم��وال الزكاة يف‬
‫ال�ضمان فقط‪ ،‬فقد يحتاج الفقري ال�ستئجار‬ ‫بحيث ت َق ّيم حال املتعرث‪ ،‬لئال يكون ذريعة‬ ‫�صناديق متخ�ص�صة يف �إقرا�ض املن�ش�آت‬
‫ع�ق��ار ملن�ش�أته‪� ،‬أو ا��س�ت�يراد ب�ضاعة‪� ،‬أو‬ ‫للتالعب‪ ،‬فينظر من كان يرجى منهم �أن‬ ‫ال�صغرية بقرو�ض مي�سرة؛ وذل��ك لدعم‬
‫�شرائها بالأجل‪� ،‬أو احل�صول على متويل من‬ ‫ي�سدد الحق ًا فيتم �إنظاره‪ ،‬ومن كان ال يتوقع‬ ‫ال�شريحة الفقرية يف ت�أ�سي�س من�ش�آت �أو‬
‫بنك‪ ،‬فال يقبل الطرف الآخر الذي يتعامل‬ ‫منه ذلك فيتم �إ�سقاط الدين‪ ،‬لأنه من �أهل‬ ‫�شراء معدات للتك�سب تغنيهم عن امل�س�ألة‪.‬‬
‫معه �إال ب�ضامن له‪ ،‬فيتوىل ال�صندوق تقدمي‬ ‫الزكاة‪.‬‬ ‫وال تهدف هذه ال�صناديق �إىل الربح‪ ،‬و�إمنا‬
‫ال�ضمانات لهم علي �سبيل التربع‪.‬‬ ‫الغر�ض م�ساعدة ال�ف�ق��راء على الكفاف‬
‫وف�ض ًال عن ال�شروط التي �سبقت الإ�شارة‬ ‫والتعفف‪.‬‬
‫�إليها يف �صندوق التمويل الأ�صغر‪ ،‬فيجب �أن‬ ‫ويجب �أن يراعى يف هذه ال�صناديق ما‬
‫يراعى يف �صندوق ال�ضمان ما يلي‪:‬‬ ‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقدم جميع ال�ضمانات للم�ستفيدين‬ ‫‪� -1‬أن ت��ك ��ون ت��ع ��ام�ل�ات ال �� �ص �ن��دوق‬
‫على �سبيل ال�ت�برع‪ ،‬وي�ج��وز لل�صندوق �أن‬ ‫بالقرو�ض احل�سنة فقط‪ ،‬فال ي�أخذ فوائد‪،‬‬
‫ي�أخذ ر�سوم ًا �إداري��ة بقدر التكلفة الفعلية‬ ‫وال ي�ق��دم مت��وي�لات �إ�سالمية ب��رب��ح؛ لئال‬
‫فقط �إما بخ�صمها من �أ�صول ال�صندوق‬ ‫يخرج ال�صندوق عن الغر�ض الذي �أن�شئ‬

‫‪23‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫و�إر�صاد �أموال الزكاة يف �صناديق ت�أمني‬ ‫�أو يتحملها امل�ضمون عنه‪.‬‬


‫تعاونية ال يخن�ص بنوع معني من الت�أمني‪،‬‬ ‫‪ -2‬ت�شكل جلنة يف ال�صندوق للنظر يف‬
‫فكل ما يحتاج �إليه �أهل الزكاة من التغطية‬ ‫يمكن أن ترصد بعض‬ ‫ح��االت �أداء ال�صندوق عن امل�ضمون عنه‬
‫الت�أمينية ميكن �أن يو�ضع له برنامج ت�أميني‬ ‫(م�ستحق الزكاة)‪ ،‬ف�إن كان يرجى من حال‬
‫على النحو امل�شار �إليه‪ ،‬كالت�أمني ال�صحي‬ ‫أموال الزكاة في‬ ‫امل�ضمون عنه �أن ي�ستطيع ال�سداد لل�صندوق‬
‫الحق ًا ف ُي َ‬
‫صناديق متخصصة‬
‫والت�أمني العام‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬ ‫نظر �أو يق�سط املبلغ عليه‪ ،‬و�إن‬
‫و� �ش��رط �صحة ه ��ذه امل�ع��ام�ل��ة �أن يكون‬ ‫كان يف حال ال يغلب على الظن قدرته على‬
‫الت�أمني تعاوني ًا ال جتاري ًا‪ ،‬والفرق بينهما‬ ‫لتمويل المنشآت‬ ‫الوفاء ف ُي�س َقط عنه الدين؛ لكونه من �أهل‬
‫يظهر من وجهني‪:‬‬ ‫الزكاة ابتداء‪.‬‬
‫الأول ‪� :‬أن ال �ت ��أم�ين ال �ت �ج��اري قائم‬ ‫(ج) تكوين �صندوق ت�أمني تعاوين �ضد الصغيرة‬
‫على �أ�سا�س املعاو�ضة بني �شركة الت�أمني‬ ‫خماطر االئتمان واال�ستثمار‪:‬‬
‫(امل��ؤم��ن)‪ ،‬وحملة الوثائق (امل��ؤم��ن لهم)‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫من الو�سائل التي ميكن بها �إعانة م�ستحقي‬
‫بحيث تلتزم ال�شركة لهم بالتعوي�ض يف‬ ‫والآلية التي ميكن �أن يدار بها ال�صندوق‬ ‫الزكاة �أن تر�صد �أموال الزكاة يف �صندوق‬
‫مقابل ا�ستحقاقها لأق�ساط الت�أمني‪ ،‬بينما‬ ‫على النحو الآتي‪:‬‬ ‫ت�أمني تعاوين(‪ )32‬يكون الغر�ض منه تغطية‬
‫الت�أمني التعاوين قائم على �أ�سا�س التعاون‬ ‫‪ -1‬ت �ق��وم امل��ؤ��س���س��ة امل�ع�ن�ي��ة بت�أ�سي�س‬ ‫املخاطر املتنوعة التي قد يتعر�ضون لها‪،‬‬
‫فيما بني حملة الوثائق لتفتيت املخاطر التي‬ ‫�صندوق ت�أمني تعاوين للحماية من خماطر‬ ‫بحيث تدفع الزكاة لل�صندوق كا�شرتاكات‬
‫قد يتعر�ضون لها وتقليلها‪.‬‬ ‫معينة حتددها الئحة ال�صندوق‪.‬‬ ‫ع�ن�ه��م ل �ي �ك��ون ل �ه��م ح ��ق احل �� �ص��ول على‬
‫وال�ث��اين ‪ :‬الأم ��وال يف �صندوق الت�أمني‬ ‫‪ -2‬ال ي�سمح ب��اال��ش�تراك يف ال�صندوق‬ ‫التعوي�ض من ال�صندوق عند وقوع ال�ضرر‪.‬‬
‫التجاري ملك ل�شركة الت�أمني‪ ،‬و�أي فائ�ض‬ ‫�إال مل�ستحقي ال��زك��اة‪ ،‬وتدفع اال�شرتاكات‬ ‫والفرق بني ال�صندوق الت�أميني و�صندوق‬
‫فيها بعد ��ص��رف التعوي�ضات ي�ك��ون لها‪،‬‬ ‫يف ال�صندوق من �أم��وال الزكاة نيابة عن‬ ‫ال�ضمان ال�سابق �أن �صندوق ال�ضمان الأ�صل‬
‫بينما الأموال يف �صندوق الت�أمني التعاوين‬ ‫امل�ستحقني‪.‬‬ ‫فيه �أن يكون لل�صندوق حق الرجوع على‬
‫م��ن اخت�صا�ص امل��ؤم��ن لهم‪ ،‬و�أي فائ�ض‬ ‫‪ -3‬يف حال وقوع �ضرر على امل�شرتك من‬ ‫امل�ضمون عند الأداء عنه‪ ،‬بينما يف �صندوق‬
‫فيخت�ص بهم‪ ،‬ويد �شركة الإدارة عليها يد‬ ‫تعرث �أو عجز ونحو ذلك فيتم �سداد ما عليه‬ ‫ال�ت��أم�ين ال يحق لل�صندوق ال��رج��وع على‬
‫�أمانة ال يد ملك‪.‬‬ ‫من التزامات من �أموال ال�صندوق‪.‬‬ ‫حامل الوثيقة عند دفع التعوي�ض‪.‬‬
‫‪ -4‬يف ح��ال وج��ود فائ�ض يف ال�صندوق‬ ‫ومل�ساعدة الفقراء على البدء مب�شروعات‬
‫استثمار أمــوال الزكاة في التمويل‬ ‫�رح ��ل ل �� �س �ن��وات ق ��ادم ��ة �أو ي� ��وزع على‬
‫ف�ي ّ‬ ‫ا�ستثمارية ميكن �أن ين�ش�أ �صندوق ت�أمني‬
‫والتأمين التنموي‬ ‫امل���س�ت�ح�ق�ين ب�ح���س��ب م ��ا ت� �ق ��رره ال�ه�ي�ئ��ة‬ ‫للحماية من خماطر االئتمان واال�ستثمار؛‬
‫�أو ًال ‪ -‬التعريف با�ستثمار �أموال الزكاة‬ ‫امل�شرفة على ال�صندوق ومبا يحقق الأ�صلح‬ ‫ب�ح�ي��ث ي �ق��وم ال �� �ص �ن��دوق ب��ال �ت ��أم�ين على‬
‫والفرق بينه وبني الإر�صاد‪:‬‬ ‫للم�شرتكني‪.‬‬ ‫امل�شرتكني من م�ستحقي الزكاة من خماطر‬
‫اال�ستثمار يف اللغة‪ :‬طلب الثمر‪ ،‬ويطلق يف‬ ‫‪ -5‬يقوم ال�صندوق باملراجعة الدورية‬ ‫التعرث يف ال �� �س��داد‪� ،‬أو ح ��االت ال��وف��اة �أو‬
‫معان؛ منها‪ :‬حمل ال�شجر‪ ،‬ومنه‬ ‫اللغة على ٍ‬ ‫حل��ال امل�شرتكني للت�أكد من ا�ستحقاقهم‬ ‫العجز الكلي‪ ،‬في�سدد ال�صندوق االلتزامات‬
‫قوله تعاىل (كلوا من ثمره �إذا �أثمر) الأنعام‬ ‫ل�ل��زك��اة‪ ،‬وم��ن تبني منهم �أن ��ه ق��د اغتنى‬ ‫التي عليهم‪ ،‬وكذلك احلماية من خماطر‬
‫‪ ،141‬وكل نفع ي�صدر عن �شيء‪ ،‬كقولك‪:‬‬ ‫و�أ�صبح غري م�ستحق للزكاة فيوقف ا�شرتاكه‬ ‫اال�ستثمار فيما ل��و تعر�ضت امل�ن���ش��أة �أو‬
‫ثمرة العلم العمل‪ ،‬و�أن��واع امل ��ال(‪ ،)33‬تقول‬ ‫ليحل حمله غريه من امل�ستحقني ‪...‬وهكذا‪.‬‬ ‫الب�ضاعة امل�ؤمن عليها حلريق �أو تلف ونحو‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪24‬‬
‫�إغنائهم جاز ا�ستثمارها و�إن�شاء م�شروعات‬ ‫ال�صندوق اال�ستثماري مرابحة من لي�س من‬ ‫العرب‪ :‬ث َّمر الرجل ماله‪ :‬ك� ّثره‪ ،‬وا�ستثمر‬
‫�صناعية �أو زراعية تدر على امل�ستحقني ريع ًا‬ ‫�أهل الزكاة‪� ،‬إال �أن ملكية هذه اال�ستثمارات‬ ‫املال‪ :‬جعله يثمر �أي يكرث وينمو‪ ،‬ومنه قوله‬
‫دائم ًا ينفق يف حاجة امل�ستحقني‪ ،‬وي�ؤمن‬ ‫وعوائدها مل�ستحقي الزكاة فقط‪ ،‬وال يجوز‬ ‫تعاىل (وك��ان له ثمر) الكهف ‪ ،34‬ب�ضم‬
‫لهم �أعما ًال دائمة تتنا�سب مع �إمكاناتهم‬ ‫�أن ي�شاركهم فيها غريهم‪.‬‬ ‫ال�ث��اء وامل �ي��م‪ ،‬ق��ال اب��ن عبا�س ر��ض��ي اهلل‬
‫وقدراتهم(‪.)38‬‬ ‫ثاني ًا ‪ -‬احلكم ال�شرعي ال�ستثمار �أموال‬ ‫عنهما «يعني �أنواع املال»(‪ ،)34‬وقال جماهد‬
‫‪ -2‬اال�ستئنا�س بقول من تو�سع يف م�صرف‬ ‫الزكاة يف الأن�شطة التمويلية‪:‬‬ ‫«ما كان يف القر�آن من ُث ُمر فهو مال‪ ،‬وما‬
‫(يف �سبيل اهلل) وجعله �شام ًال لكل وجوه‬ ‫ال يخلو ا�ستمثار �أموال الزكاة من حالني‪:‬‬ ‫ك��ان م��ن َث� َم��ر فهو م��ن ال �ث �م��ار»(‪ .)35‬وه��ذا‬
‫اخلري‪ :‬من بناء احل�صون وعمارة امل�ساجد‪،‬‬ ‫احل���ال الأوىل‪� :‬أن ي�ستثمرها امل��زك��ي‬ ‫املعنى ‪ -‬الأخري ‪ -‬هو املراد هنا �أي تنمية‬
‫وبناء امل�صانع‪ ،‬وغري ذلك مما فيه نفع عام‬ ‫بنف�سه مل�صلحة الفقراء؛ فال يجوز ذلك؛‬ ‫املال‪.‬‬
‫للم�سلمني؛ ف�إذا جاز �صرف الزكاة يف جميع‬ ‫لأن يف ذلك ت�أخري ًا لدفع الزكاة عن وقت‬ ‫واال� �س �ت �ث �م��ار يف اال� �ص �ط�لاح ال�شرعي‬
‫وجوه اخلري‪ ،‬جاز �صرفها يف �إن�شاء امل�صانع‬ ‫وجوبها‪.‬‬ ‫«تنمية املال من طرقه املباحة �شرع ًا»(‪،)36‬‬
‫وامل�شروعات ذات الريع التي تعود بالنفع‬ ‫واحل��ال الثانية‪� :‬أن يتوىل ا�سثمارها‬ ‫وي���س�ت�خ��دم ال�ف�ق�ه��اء امل�ت�ق��دم��ون �أل �ف��اظ � ًا‬
‫على امل�ستحقني(‪.)39‬‬ ‫م�ؤ�س�سة حكومية �أو �أهلية مرخ�صة من قبل‬ ‫م �ت �ع��ددة ي� ��راد م�ن�ه��ا م�ع�ن��ى اال��س�ت�ث�م��ار‪،‬‬
‫وهذا القول هو الأرجح؛ لقوة �أدلته‪ ،‬وهو‬ ‫الإم ��ام‪ ،‬وذل��ك بعد حت�صيلها من املزكني‬ ‫كالتثمري والتنمية واال�ستنماء واال�ستغالل‬
‫ما انتهت �إليه الندوة الثالثة لق�ضايا الزكاة‬ ‫وق�ب��ل دفعها ل�ل�ف�ق��راء؛ فاختلف العلماء‬ ‫واملتاجرة ونحوها‪.‬‬
‫املعا�صرة‪ ،‬وذلك بال�ضوابط الآتية‪:‬‬ ‫املعا�صرون يف حكم ذلك‪ :‬فذهب بع�ضهم‬ ‫واملق�صود هنا ا�ستثمار �أموال الزكاة يف‬
‫ ‪� -1‬أال تتوفر وج ��وه ��ص��رف عاجلة‬ ‫�إىل ع��دم اجل ��واز؛ مل��ا �سبق يف �أدل ��ة املنع‬ ‫برامج تنموية مل�صلحة م�ستحقي الزكاة‪،‬‬
‫تقت�ضي التوزيع الفوري لأموال الزكاة‪.‬‬ ‫من �إر�صاد الزكاة؛ وف�ض ًال عن ذلك ف�إن‬ ‫كالتمويل الأ� �ص �غ��ر (مت��وي��ل امل���ش��روع��ات‬
‫ ‪� -2‬أن يتم ا�ستثمار �أم��وال الزكاة ‪-‬‬ ‫ا�ستثمارها ب ��ؤدي �إىل تعري�ضها للخ�سارة‬ ‫ال�صغرية ‪ )Micro finance -‬وتقدمي‬
‫كغريها ‪ -‬بالطرق امل�شروعة‪.‬‬ ‫وال�ت�ل��ف(‪ ،)37‬وذه��ب �أك�ثر املعا�صرين �إىل‬ ‫ال�ضمانات املالية (ال �ك �ف��االت) ل�شرائح‬
‫ ‪� -3‬أن تتخذ الإجراءات الكفيلة ببقاء‬ ‫اجل��واز؛ ملا �سبق من �أدل��ة ج��واز الإر�صاد؛‬ ‫املجتمع الفقرية‪ ،‬وت�أ�سي�س �شركات �إدارة‬
‫الأ�صول امل�ستثمرة على �أ�صل حكم الزكاة‬ ‫وملا يلي‪:‬‬ ‫ت�أمني تعاوين‪.‬‬
‫وكذلك ريع تلك الأ�صول‪.‬‬ ‫‪ -1‬ال �ق �ي��ا���س ع �ل��ى ج � ��واز ا� �س �ت �ث �م��ار‬ ‫وا��س�ت�ث�م��ار �أم� ��وال ال��زك��اة يختلف عن‬
‫ ‪ -4‬امل�ب��ادرة �إىل تن�ضي�ض «ت�سييل»‬ ‫امل�ستحقني للزكاة بعد قب�ضها ودفعها �إليهم‬ ‫�إر�صادها من وجهني‪:‬‬
‫الأ� �ص ��ول امل�ستثمرة �إذا اقت�ضت حاجة‬ ‫بق�صد اال�ستثمار‪ ،‬ف���إذا ج��از بعد دفعها‬ ‫الأول‪� :‬أن الغر�ض م��ن اال�ستثمار هو‬
‫م�ستحقي الزكاة �صرفها عليهم‪.‬‬ ‫�إليهم ا�ستثمارها لت�أمني كفايتهم وحتقيق‬ ‫تنمية �أموال الزكاة قبل دفعها مل�ستحقيها‪،‬‬
‫ ‪ -5‬ب ��ذل اجل�ه��د للتحقيق م��ن ك��ون‬ ‫بينما ال �غ��ر���ض م��ن الإر�� �ص ��اد م�ساعدة‬
‫اال��س�ت�ث�م��ارات ال�ت��ي �ستو�ضع فيها �أم ��وال‬ ‫امل�ستحقني لت�أ�سي�س وا�ستمرار �أعمالهم‬
‫الزكاة جمدية وم�أمونة وقابلة للتن�ضي�ض‬ ‫التجارية من خالل متويلهم �أو �ضمانهم �أو‬
‫عند احلاجة‪.‬‬ ‫الت�أمني عليهم‪.‬‬
‫ ‪� -6‬أن يتخذ ق ��رار ا�ستثمار �أم ��وال‬ ‫وال��ث��اين‪ :‬امل���س�ت�ف�ي��دون م��ن �صناديق‬
‫ال��زك��اة ممن عهد �إليهم ويل الأم��ر بجمع‬ ‫الإر�صاد التنموي هم م�ستحقو الزكاة فقط‪،‬‬
‫ال��زك��اة وت��وزي�ع�ه��ا مل��راع��اة م �ب��د�أ النيابة‬ ‫بينما الأوعية التي ت�ستثمر فيها الزكاة قد‬
‫ال�شرعية‪ ،‬و�أن ي�سند الإ� �ش��راف على‬ ‫ي�ستفيد منها غري امل�ستحقني‪ ،‬فقد ميول‬

‫‪25‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫عنه من �أه��ل ال��زك��اة‪ ،‬فيتعني �أن ي�ضمنه‬ ‫اال� �س �ت �ث �م��ار �إىل ذوي ال �ك �ف��اي��ة واخل�ب�رة‬
‫ال���ص�ن��دوق ت�ب�رع � ًا‪� ،‬أي ب�لا �أج ��ر مقابل‬ ‫والأمانة(‪ .)40‬ومن �أوجه اال�ستثمار امل�شروعة‬
‫ال�ضمان؛ وله �أن ي�ستويف ر�سوم ًا �إدارية بقدر‬ ‫يمكن إعانة المستحقين‬ ‫�إن �� �ش��اء ��ص�ن��ادي��ق مت��وي��ل و��ض�م��ان وت��أم�ين‬
‫التكلفة الفعلية فقط بحيث ال يراعى فيها‬ ‫للمن�ش�آت ال�صغرية‪ ،‬فهذه اال�ستثمارات‬
‫مبلغ ال�ضمان ومدته‪.‬‬ ‫برصد أموال الزكاة في‬ ‫يتحقق فيها �أن عائد اال�ستثمار مل�ستحقي‬
‫صندوق تأمين تعاوني‬
‫احلال الثانية‪� :‬أن يكون ال�ضمان ب�أجر‪:‬‬ ‫ال��زك��اة‪ ،‬وامل�ستفيدون منه (امل�ت�م��ول��ون)‬
‫وذلك يف حال كون امل�ضمون عنه من غري‬ ‫من امل�ستحقني �أي�ض ًا‪ .‬وفيما يلي بيان هذه‬
‫�أه��ل ال��زك��اة‪ ،‬في�أخذ ال�صندوق ال�ضامن‬ ‫لتغطية المخاطر التي‬ ‫املجاالت اال�ستثمارية‪:‬‬
‫�أج� ��ر ًا م��ن امل���ض�م��ون ع�ن��ه ق��د ي��زي��د على‬
‫التكلفة الفعلية‪ .‬وحكم هذه امل�س�ألة ينبني‬ ‫ثالث ًا ‪ -‬جماالت ا�ستثمار �أموال الزكاة‪ :‬قد يتعرضون لها‬
‫على خ�لاف الفقهاء يف حكم �أخ��ذ الأج��ر‬ ‫‪ - 1‬ا�ستثمار �أم��وال الزكاة يف التمويل‬
‫على ال�ضمان ال�شخ�صي (الكفالة)‪ .‬ولي�س‬ ‫الأ�صغر (متويل املن�ش�آت ال�صغرية)‪:‬‬
‫هذا هو مو�ضع الب�سط يف هذه امل�س�ألة‪ ،‬فقد‬ ‫وث� ��م جت � ��ارب ع��امل �ي��ة ن��اج �ح��ة ل�ب�ن��وك‬ ‫واملق�صود �أن تن�ش�أ ب�أموال الزكاة م�ؤ�س�سات‬
‫كتبت فيها بحوث متعددة(‪.)41‬‬ ‫متخ�ص�صة يف ه��ذا ال �ن��وع م��ن التمويل‪،‬‬ ‫�أو �صناديق تتخ�ص�ص يف متويل الفئات‬
‫والذي يرتجح �أن �إطالق القول بجواز �أخذ‬ ‫ومن �أب��رز ما ميكن الإ��ش��ادة به هنا «بنك‬ ‫الفقرية واملن�ش�آت ال�صغرية‪ ،‬وتخ�صي�ص‬
‫الأجر على ال�ضمان �أو مبنعه فيه نظر‪ ،‬فيمنع‬ ‫ج ��رام�ي�ن» يف ب�ن�غ�لادي����ش ال� ��ذي �أ��س���س��ه‬ ‫ه��ذه الفئات واملن�ش�آت‪ ،‬لكونها ال حتظى‬
‫�أخذ الأجر على ال�ضمان �إذا �آل ال�ضمان �إىل‬ ‫الربوفي�سور حممد يون�س �سنة ‪1983‬م‪ ،‬وهو‬ ‫ع� ��ادة ب �ق �ب��ول مت��وي�ل�ه��ا م��ن ق �ب��ل ال�ب�ن��وك‬
‫قر�ض؛ ملا يرتتب عليه من القر�ض بفائدة‪،‬‬ ‫بنك متخ�ص�ص يف التمويل الأ�صغر‪ ،‬حيث‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املالية؛ الرتفاع ن�سبة املخاطرة‪،‬‬
‫و�أم��ا �إذا كان ال ي ��ؤول �إىل قر�ض فلي�س يف‬ ‫يقدم البنك قرو�ض ًا للأ�سر الفقرية من دون‬ ‫وال حرج يف �أن يكون التمويل الذي يقدمه‬
‫الأدلة ال�شرعية ما مينع منه‪ ،‬وال يرتتب عليه‬ ‫�ضمانات و�إمنا على �أ�سا�س التعاون فيما بني‬ ‫ال�صندوق جتاري ًا يحقق عوائد ال�صندوق‬
‫حمظور �شرعي‪ ،‬ومما ي�ؤيد ذلك‪ :‬ما ذكره‬ ‫الفقراء املتمولني ل�سداد مديونياتهم‪.‬‬ ‫مل�ستحقي الزكاة‪ ،‬على �أن تكون الأولوية يف‬
‫بع�ض فقهاء املالكية وال�شافعية واحلنابلة‬ ‫‪ -2‬ت�أ�سي�س �صناديق �ضمانات مالية‬ ‫ذلك لأهل الزكاة‪.‬‬
‫من جواز �أخذ ثمن اجل��اه(‪ ،)42‬مع �أن العلل‬ ‫للمن�ش�آت ال�صغرية‪:‬‬ ‫ووج��ود م�ؤ�س�سات متويل لهذه املن�ش�آت‬
‫التي ذكرها املانعون من �أخ��ذ الأج��ر على‬ ‫ويكون دور هذه ال�صناديق تقدمي ال�ضمانات‬ ‫�سيحقق فائدتني‪:‬‬
‫ال�ضمان متحققة فيه‪� ،‬إال �أنه يفارق ال�ضمان‬ ‫املالية لأرباب املن�ش�آت ال�صغرية مبا قد يكون‬ ‫الأوىل ‪� :‬أن عوائد اال�ستثمار �ستكون‬
‫بكونه ال ي�ؤول �إىل القر�ض‪ ،‬لأن �صاحب اجلاه‬ ‫عليهم من التزامات مالية جتاه الآخرين‪،‬‬ ‫ل�صالح م�ستحقي الزكاة‪.‬‬
‫ال يغرم‪ ،‬بخالف ال�ضامن ف�إنه يغرم‪ ،‬وهذا‬ ‫ب�سبب �شراء ب�ضائع بالأجل �أو ا�ستريادها‬ ‫والثانية ‪� :‬أن املتمولني �أي�ض ًا هم يف‬
‫يبني �أن الإج�م��اع املحكي يف حت��رمي الأج��ر‬ ‫�أو الدخول يف مناق�صات �أو احل�صول على‬ ‫الغالب من �أهل الزكاة‪.‬‬
‫على ال�ضمان ينبغي حمله على ما �إذا كان‬ ‫متويالت من بنوك ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ه��ذا و�إن م��ن �أه ��م �أ��س�ب��اب جن��اح هذه‬
‫ي�ؤدي �إىل القر�ض مبنفعة‪.‬‬ ‫وال�ضمان الذي ميكن �أن يقدمه ال�صندوق‬ ‫ال�صناديق التمويلية �أن يقرتن التمويل‬
‫وبناء على ذلك فيجوز ل�صندوق الزكاة‬ ‫له حالتان‪:‬‬ ‫برامج تدريبية للمتمولني؛ لأن الكثري منهم‬
‫ال�ضامن �أخذ الأج��ر على ال�ضمانات التي‬ ‫احل��ال الأوىل‪� :‬أن يكون على �سبيل‬ ‫ق��د ال يجيد �إدارة امل ��ال‪ ،‬فكان ل��زام� ًا �أن‬
‫يقدمها لغري م�ستحقي ال��زك��اة‪ ،‬فذلك يف‬ ‫التربع‪:‬‬ ‫يخ�ص�ص ال�صندوق جزء ًا من م�صروفاته‬
‫احل��االت التي ال ت ��ؤول �إىل القر�ض‪ ،‬ومن‬ ‫وذل ��ك يف ح ��ال م��ا �إذا ك ��ان امل�ضمون‬ ‫للتدريب واملتابعة والإ�شراف‪.‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪26‬‬
‫فائدتني ‪ -‬كما يف �صناديق التمويل‪.‬‬ ‫ذلك‪� :‬إذا كان الأجر م�شروط ًا على �أنه يف على �أن يكون ذلك ب�أجر املثل(‪.)43‬‬
‫الأوىل ‪� :‬أن هذه ال�شركة حتقق عوائد‬ ‫احلال التي يتم فيها تغرمي ال�ضامن ‪� -‬أي ‪ -3‬ت�أ�سي�س م�ؤ�س�سات لإدارة الت�أمني‬
‫م��ن الأج ��ر ال ��ذي تتقا�ضاه مقابل �إدارة‬ ‫�أداء ال�ضامن عن امل�ضمون عنه ‪ -‬ف�إنه ال التعاوين ل�صالح املن�ش�آت ال�صغرية‪:‬‬
‫الت�أمني؛ لكونها وكي ًال عن حملة الوثائق‬ ‫يرجع على امل�ضمون عنه �إال مبقدار املبلغ واملق�صود �أن توجه �أموال الزكاة لال�ستثمار‬
‫ب��أج��ر‪ ،‬كما حتقق ع��وائ��د م��ن ا�ستثمارها‬ ‫ال��ذي غرمه خم�صوم ًا منه الأج ��ر ال��ذي يف ت�أ�سي�س �شركات تتخ�ص�ص يف �إدارة‬
‫لأموالها و�أم��وال حملة الوثائق باعتبارها‬ ‫�أخذه عند �إ�صدار ال�ضمان‪ ،‬وذلك حتى ال الت�أمني التعاوين ل�صالح املن�ش�آت ال�صغرية‪،‬‬
‫م�ضارب ًا‪ ،‬وه��ذه العوائد يجب �أن ت�صرف‬ ‫ي�ؤول ال�ضمان �إىل قر�ض بفائدة لل�ضامن‪� .‬إذ �إن �شركات الت�أمني التجارية ال تلتفت �إىل‬
‫كلها لأهل الزكاة؛ لأن م�صدرها من الزكاة‪.‬‬ ‫ويجوز لل�ضامن �أن ي�أخذ الأج��ر مقابل املن�ش�آت ال�صغرية‪ ،‬فوجود �شركات ت�أمني‬
‫وال��ث��ان��ي��ة‪� :‬أن امل�ستفيدين م��ن ه��ذا‬ ‫اخلدمات الأخ��رى املقدمة لطالب خطاب تعاوين تتقبل اال�شرتاكات من تلك املن�ش�آت‬
‫الت�أمني من �أ�صحاب املن�ش�آت ال�صغرية وهم‬ ‫ال�ضمان‪ ،‬وحتميله امل�صروفات الإداري ��ة‪ ،‬وق��د ت�شرتك لبع�ضهم من �أم��وال الزكاة‪،‬‬
‫يف الغالب من �أهل الزكاة‪.‬‬ ‫�سواء �أكان ال�ضمان مغطى �أو غري مغطى‪ ،‬ال �شك �أن��ه �سيلبي حاجة ملحة‪ ،‬ويحقق‬

‫المــراجـع‬

‫املحاسـبة واملراجعـة للمؤسسـات‬ ‫ينظـر‪ :‬املصبـاح املنير ص‪.43‬‬ ‫(‪)15‬بدائع الصنائع ‪.3/2‬‬ ‫(ا)أخرجـه البخـاري ومسـلم مـن حديـث‬
‫املاليـة اإلسلامية‪ ،‬معيـار التأمين‬ ‫(‪)28‬القـدح الضخم الغليظ‪ ،‬لسـان العرب‬ ‫(‪ )16‬بدائـع الصنائـع ‪ ،3/2‬تبيين الحقائـق‬ ‫أيب هريـرة ريض اللـه عنـه‪.‬‬
‫اإلسلامي‪ ،‬ص‪.433‬‬ ‫‪.683/1‬‬ ‫‪.252/1‬‬ ‫(‪)2‬املغرب‪ ،‬ص‪.191‬‬
‫(‪)33‬القامـوس املحيـط للفيروز أبـادي‬ ‫(‪)29‬أخرجـه أحمـد ‪ ،114/1‬وأبـو داود يف‬ ‫(‪)17‬ينظـر‪ :‬مجلة مجمع الفقه اإلسلامي‪،‬‬ ‫(‪ )3‬املصباح املنري‪ ،‬ص‪.228‬‬
‫ص‪ ،458‬مختـار الصحـاح للـرازي‬ ‫كتـاب الـزكاة‪ ،‬بـاب مـا تجـوز فيـه‬ ‫العـدد الثالث ج‪ ،1‬ص‪.406 - 335‬‬ ‫(‪)4‬رد املحتـار ‪ ،194/4‬وينظـر‪ :‬أنـواء‬
‫ص ‪.37‬‬ ‫املسـألة‪ ،‬برقـم ‪ ،1641‬وابـن ماجه يف‬ ‫(‪ )18‬أي الحديدة التي يكوى بها‪.‬‬ ‫البروق يف أنـواع الفـروق ‪ ،7/3‬تحفـة‬
‫(‪)34‬جامـع البيـان يف تأويـل آي القـرآن‬ ‫كتـاب التجـارات‪ ،‬بـاب بيـع املزايدة‪،‬‬ ‫(‪)19‬أخرجـه البخـاري يف كتـاب الـزكاة‪،‬‬ ‫املحتـاج ‪ ،372/6‬كشـاف القنـاع ‪.159/3‬‬
‫البـن جريـر الطبري ‪.223/8‬‬ ‫برقـم ‪ ،2198‬وقـد ضعـف الحديـث‬ ‫باب وسـم اإلمـام إبل الصدقـة بيده‪،‬‬ ‫(‪)5‬ألن هـذه األرايض أوقفهـا عمـر ريض‬
‫(‪)35‬لسان العرب البن منظور ‪.107/4‬‬ ‫بعـض املحدثين لجهالـة أحـد رواتـه‪.‬‬ ‫برقـم ‪.1431‬‬ ‫اللـه عنـه على عمـوم املسـلمني‪ ،‬فلا‬
‫(‪)36‬معجـم املصطلحـات االقتصاديـة يف‬ ‫ينظـر‪ :‬نصـب الرايـة ‪.22/4‬‬ ‫(‪)20‬فتـح البـاري ‪ ،109/4‬نيـل األوطـار‬ ‫متلـك بنـاء على مذهـب الحنابلـة‪.‬‬
‫لغـة الفقهـاء‪ ،‬د‪ .‬نزيـه حماد‪ ،‬ص‪.55‬‬ ‫(‪)30‬ينظـر‪ :‬بدائـع الصنائـع ‪ ،44/2‬رشح‬ ‫‪.177/4‬‬ ‫(‪)6‬غاية املنتهى ‪.278/4‬‬
‫(‪)37‬ينظـر‪ :‬بحـث «اسـتثامر أمـوال‬ ‫الخـريش ‪ ،216/2‬مغنـي املحتـاج‬ ‫(‪ )21‬نق ًال عن مواهب الجليل ‪.364/2‬‬ ‫(‪)7‬إحـكام األحـكام رشح عمـدة األحـكام‬
‫الـزكاة»‪ ،‬د‪ .‬محمـد عثمان شـبري‪،‬‬ ‫‪ ،108/3‬كشـاف القنـاع ‪.275/2‬‬ ‫(‪)22‬ينظـر‪ :‬مجلة مجمع الفقه اإلسلامي‪،‬‬ ‫‪.383/1‬‬
‫ضمـن أبحـاث النـدوة الثالثـة لقضايا‬ ‫(‪ )31‬ينظر‪ :‬رشح املنتهى ‪.122/2‬‬ ‫مرجع سـابق‪.‬‬ ‫(‪ )8‬رشح املنتهى ‪.427/2‬‬
‫الـزكاة املعـارصة‪.‬‬ ‫(‪)32‬التأمين التعـاوين‪ :‬اتفـاق أشـخاص‬ ‫(‪ )23‬ينظـر يف معـاين الالم‪ :‬مغنـي اللبيب‬ ‫(‪)9‬بدائع الصنائع ‪ ،3/2‬حاشـية الدسـوقي‬
‫(‪)38‬ينظـر‪ :‬مجلة مجمع الفقه اإلسلامي‪،‬‬ ‫يكونـون معرضين ألخطـار متشـابهة‬ ‫البن هشـام ‪.208/1‬‬ ‫‪ ،500/1‬املجمـوع رشح املهـذب‬
‫مرجع سـابق‪.‬‬ ‫على تلايف األرضار الناشـئة عـن تلـك‬ ‫(‪)24‬ينظـر‪ :‬الجامـع ألحـكام القـرآن‬ ‫‪ ،304/5‬املغنـي ‪.289/2‬‬
‫(‪)39‬ينظـر‪ :‬اسـتثامر أمـوال الـزكاة‪ ،‬د‪.‬‬ ‫األخطـار‪ ،‬وذلـك بدفـع اشتراكات‬ ‫‪ ،245/8‬بدائـع الصنائـع ‪.43/2‬‬ ‫(‪)10‬أخرجـه البـزار مـن حديـث عائشـة‬
‫صالـح الفـوزان‪ ،‬ص‪.128‬‬ ‫يف صنـدوق تأمين لـه ذمـة ماليـة‬ ‫الجـوى‪ ،‬وهـو مـرض‪،‬‬ ‫(‪)25‬أي‪ :‬أصابهـم َ‬ ‫ريض اللـه عنهـا ‪ -‬وقـال الهيثمـي‪:‬‬
‫(‪)40‬فتـاوى وتوصيـات النـدوة الثالثـة‬ ‫مسـتقلة‪ ،‬بحيـث يتـم منـه التعويض‬ ‫وذلـك إذا مل يوافقهـم هواؤهـا‪.‬‬ ‫فيـه عثمان بـن عبدالرحمـن‬
‫لقضايـا الـزكاة املعـارصة‪.‬‬ ‫عـن األرضار التـي تلحـق املشتركني‬ ‫النهايـة يف غريـب الحديـث واألثـر‬ ‫الجمحـي‪ ،‬قـال أبـو حاتـم‪ :‬يكتـب‬
‫(‪)41‬ينظـر‪ :‬مجلـة مجمع الفقه اإلسلامي‬ ‫مـن جـراء وقـوع األخطـار املؤمـن‬ ‫‪.318 /1‬‬ ‫حديثـه وال يحتـج به‪ .‬مجمـع الزوائد‬
‫‪ ،2/2‬مجلـة جامعـة امللك عبدالعزيز‪،‬‬ ‫لهـا‪ ،‬ويتـوىل إدارة الصنـدوق هيئـة‬ ‫(‪)26‬أخرجـه البخـاري يف كتـاب املحاربين‬ ‫‪ ،64/3‬وضعفـه األلبـاين يف السلسـلة‬
‫االقتصاد اإلسلامي مج(‪ ،)9‬الخدمات‬ ‫مختـارة مـن حملـة الوثائـق أو رشكة‬ ‫مـن أهـل الكفـر والـردة‪ ،‬بـاب‬ ‫الضعيفـة ‪.14/11‬‬
‫االسـتثامرية يف املصارف ‪.164/2‬‬ ‫مسـتقلة‪ ،‬وتأخـذ جهـة اإلدارة أجـراً‬ ‫قـول اللـه تعـاىل (إمنـا جـزاء الذيـن‬ ‫(‪)11‬نيل األوطار ‪.167/4‬‬
‫(‪)42‬حاشـية الدسـوقي ‪ ،224/3‬املعيـار‬ ‫مقابـل إدارتهـا أعمال التأمين‪ ،‬كما‬ ‫يحاربـون اللـه ورسـوله‪ )...‬برقـم‬ ‫(‪ )12‬أخرجـه البخـاري يف كتـاب الـزكاة‪،‬‬
‫املعـرب ‪ ،239/6‬تحفـة املحتـاج‬ ‫تأخـذ أجـراً أو حصـة مـن األربـاح يف‬ ‫‪ ،6417‬ومسـلم يف كتـاب القسـامة‪،‬‬ ‫بـاب مـن أحـب تعجيـل الصدقـة من‬
‫‪ ،365/6‬الفـروع ‪.207/4‬‬ ‫مقابـل اسـتثامرها ألمـوال الصنـدوق‬ ‫باب حكـم املحاربين واملرتدين برقم‬ ‫يومهـا‪ ،‬برقـم ‪.1363‬‬
‫(‪)43‬املعايير الرشعيـة‪ ،‬معيـار الضامنـات‪،‬‬ ‫ً‬
‫وكيلا بأجـر أو مضاربـاً‪.‬‬ ‫بصفتهـا‬ ‫‪.1671‬‬ ‫(‪ )13‬املغني ‪ ،289/2‬فتح القدير ‪.155/2‬‬
‫ص‪.61‬‬ ‫املعايير الرشعيـة الصـادرة عـن هيئة‬ ‫(‪)27‬أي كسـاء يكـون على ظهـر البعير‪.‬‬ ‫(‪)14‬املغني ‪.289‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫حوافز األداء في تطبيقات‬


‫المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫د‪ .‬خالد السياري‬
‫أستاذ الفقه المقارن‬
‫جامعة اإلمام محمد‬
‫بن سعود ‪ -‬الرياض‬
‫الحلقة الثانية‬

‫لقد شاع موضوع حوافز األداء في العديد من تطبيقات للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬وكانت هناك اجتهادات شرعية‬
‫مختلفة في هذا الموضوع بالمنع والجواز‪ ،‬إال أن حتى اآلن يخلو من رسالة أو بحث أو اجتهاد جماعي ينظم صوره‪ ،‬ويجمع‬
‫شتاته‪ ،‬ويؤصل مأخذه‪ ،‬ويحدد ضوابطه‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى عدم وجود اجتهاد جماعي فيه‪ ،‬مع تنوع صوره‪ ،‬وتعدد العالقات التعاقدية المصاحبة للحافز‪ ،‬واختالف‬
‫مقتضياتها العقدية‪ ،‬التي يتوافق الحافز مع بعضها‪ ،‬ويتنافى مع بعضها اآلخر؛ فإن هناك عددًا من االجتهادات الشرعية‬
‫المتحفظة على فكرة حوافز األداء؛ ألسباب مختلفة‪.‬‬
‫وقد تناولنا في الحلقة السابقة حقيقة حوافز األداء وصوره وأحكامه‪ ،‬وسيحاول الباحث هنا توظيف ما سبق عرضه من‬
‫بيان حقيقة حوافز األداء وأحكامها على تطبيقات حوافز األداء في المؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪28‬‬
‫يف احل�سابات اال�ستثمارية على �أ�سا�س‬ ‫تطبيقات حوافز األداء‬
‫امل�ضاربة‪ ،‬بند ‪ :2/5‬ال يجوز توزيع الأرباح‬ ‫امل�����س���أل��ة الأوىل‪ :‬ح��واف��ز الأداء يف‬
‫ب�شكل نهائي على �أ�سا�س الربح املتوقع‪ ،‬بل‬ ‫ال يجوز توزيع األرباح‬ ‫الوديعة اال�ستثمارية‪:‬‬
‫يجب �أن ي��وزع على �أ�سا�س الربح املتحقق‬ ‫�أو ًال ‪ :‬املق�صود بالوديعة اال�ستثمارية‪:‬‬
‫ح�سب التن�ضيد احلقيقي �أو احلكمي‪.‬‬ ‫بشكل نهائي على‬ ‫الودائع يف احل�ساب البنكي ثالثة �أنواع(‪:)1‬‬
‫أساس الربح المتوقع‬
‫وال ��داف ��ع ل��ذل��ك �أن اح�ت���س��اب التن�ضيد‬ ‫‪ -1‬الوديعة اجل��اري��ة‪ :‬وه��ي الوديعة حتت‬
‫احل�ك�م��ي يتطلب ج �ه��د ًا وتكفلة ال طائل‬ ‫الطلب يف �أي وقت‪.‬‬
‫وراءه� ��ا؛ م��ادام��ت �أي زي ��ادة على الربح‬ ‫بل يجب أن يوزع على‬ ‫‪ -2‬وديعة التوفري‪ :‬وهي الوديعة التي ي�أخذ‬
‫املتوقع هي للبنك؛ باعتبارها من حوافز‬ ‫عليها �صاحبها فوائد ربوية‪ ،‬وله ا�سرتدادها‬
‫الأداء‪ ،‬وم ��ادام البنك يف حالة رب��ح عام‬ ‫أساس الربح المتحقق‬ ‫يف �أي وقت‪.‬‬
‫يف الظروف العادية‪ ،‬وقد يلج�أ البنك �إىل‬ ‫‪ -3‬ال��ودي �ع��ة لأج� ��ل‪ :‬وه ��ي ال��ودي �ع��ة التي‬
‫لا عند اح�ت�م��ال خ�سائر �أو‬ ‫التن�ضيد ف�ع� ً‬ ‫حسب التنضيد الحقيقي‬ ‫ي�أخذ عليها �صاحبها فوائد ربوية‪ ،‬ولي�س‬
‫خماطر �إفال�س‪.‬‬ ‫أو الحكمي‬ ‫له ا�سرتدادها �إال يف الوقت املحدد‪ ،‬ولذا‬
‫ويف كثري من التطبيقات يو�ضع احتياطي‬ ‫�سميت )لأج��ل) وع��ادة ما تكون مدة ربط‬
‫خم��اط��ر اال� �س �ت �ث �م��ار‪ ،‬واح �ت �ي��اط��ي معدل‬ ‫على ذلك جهود وح�سابات خا�صة م�ستمرة‪،‬‬ ‫ال��ودي�ع��ة‪� 3‬أو ‪� 6‬أو ‪� 9‬أو ‪� 12‬شهر ًا‪ ،‬وع��ادة‬
‫الأرباح‪ ،‬وذلك لاللتزام ب�سيا�سة يف التوزيع‬ ‫جاءت فكرة حافز الأداء؛ ب�أن يحدد للعميل‬ ‫ما تكون فوائدها �أعلى من وديعة التوفري‬
‫ب ��أن مينح العميل ق��در ال��رب��ح املتوقع بعد‬ ‫يف عقد امل�ضاربة) اتفاقية ح�ساب الوديعة‬ ‫ب�سبب قيود الت�صرف‪.‬‬
‫التن�ضيد احلكمي‪ ،‬وما بقي في�ستحقه املدير‬ ‫اال�ستثمارية)‪ :‬الربح املتوقع املن�سوب �إىل‬ ‫والبديل ال�شرعي لهذه الودائع‪:‬‬
‫ح��اف��ز ًا على الأداء‪ ،‬ول��ذا ج��اءت الإ��ش��ارة‬ ‫ر�أ� ��س امل ��ال‪ ،‬و�أن م��ا زاد عليه في�ستحقه‬ ‫‪ -1‬الوديعة اجلارية‪ :‬يقابلها عقد القر�ض‬
‫�إىل �أحكام حافز الأداء يف املعيار ال�شرعي‬ ‫البنك كام ًال باعتباره حافز �أداء‪.‬‬ ‫احل�سن‪.‬‬
‫للح�سابات اال�ستثمارية يف �أك�ثر من ت�سعة‬ ‫ج��اء يف بع�ض اتفاقيات ح�ساب الوديعة‬ ‫‪ -2‬وديعة التوفري‪ :‬والبديل ال�شرعي لها هو‬
‫موا�ضع‪ ،‬مما يدل على �أن وجود احلافز يف‬ ‫اال�ستثمارية‪�« :‬إذا كان العائد امل�ستثمر �أكرث‬ ‫احل�ساب املبني على عقد امل�ضاربة(‪.)2‬‬
‫منوذج املنتج ركن �أ�سا�س للتعامل به‪.‬‬ ‫من مبلغ الربح املتوقع ف ��إن املبلغ الزائد‬ ‫‪ -3‬الوديعة لأجل‪ :‬والبديل ال�شرعي لها هو‬
‫ثالث ًا ‪ :‬حكم امل�س�ألة‪:‬‬ ‫يكون للمدير‪ ،‬ويح�صل امل�ستثمر على الربح‬ ‫وديعة املرابحة(‪.)3‬‬
‫فيها احتماالن‪:‬‬ ‫املتوقع فقط‪ .‬و�إذا كان العائد امل�ستثمر �أقل‬ ‫وحمل البحث هو النوع الثاين‪.‬‬
‫االحتمال الأول‪ :‬اجلواز‪.‬‬ ‫م��ن ال��رب��ح املتوقع‪ ،‬ف�لا ي�ستحق امل�ستثمر‬ ‫ثاني ًا ‪� :‬صورة امل�س�ألة‪:‬‬
‫وه��ذا عليه عامة الهيئات ال�شرعية التي‬ ‫�أك�ثر من العائد امل�ستحق‪ ،‬وللمدير تغطية‬ ‫ك ��ان ال�ت�ن�ظ�ير ل�ل��ودي�ع��ة اال��س�ت�ث�م��اري��ة �أن‬
‫�أج��ازت هذا املنتج‪ .‬وم�ستنده ما تقدم يف‬ ‫ال�ف��رق ب�ين العائد امل�ستحق ومبلغ الربح‬ ‫حت��دد الأرب ��اح بني الطرفني بعد التن�ضيد‬
‫الت�أ�صيل الفقهي حلوافز الأداء‪ ،‬من �أن هذا‬ ‫املتوقع» ‪.‬‬ ‫احلكمي(‪ ،)4‬بح�سب ما اتفق عليه الطرفان‬
‫يتفق مع �أ�صل الإباحة يف ال�شروط‪ ،‬وهو ال‬ ‫وعند توزيع الأرب ��اح يعمد البنك مبا�شرة‬ ‫من �أرباح‪ ،‬وهذا ما كان يف قرارات املجامع‬
‫يقطع ال�شركة يف الربح‪.‬‬ ‫�إىل توزيع الربح املتوقع‪ ،‬دون اللجوء �إىل‬ ‫الفقهية واملعايري ال�شرعية‪ ،‬ال �سيما عند‬
‫االحتمال الثاين‪ :‬املنع‪.‬‬ ‫ح�ساب التن�ضيد‬ ‫بداية ظهور فكرة الوديعة اال�ستثمارية‪.‬‬
‫وه ��ذا ميكن �أن ي�ك��ون تخريج ًا على قول‬ ‫احلكمي؛ رغ��م �أن ذل��ك خم��ال��ف للمعيار‬ ‫وكانت فكرة التن�ضيد �أن تكون دوري��ة مع‬
‫م��ن مينع ح��واف��ز الأداء يف ال�صكوك‬ ‫ال�شرعي رق��م (‪ )40‬ب�ش�أن ت��وزي��ع الربح‬ ‫تواريخ توزيع الأرب ��اح‪ ،‬لكن ملا كان يرتتب‬

‫‪29‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫ففي بع�ض ال�صور هي من قبيل ربط عو�ض‬ ‫اال�ستثمارية‪ ،‬كما �سي�أتي يف امل�س�ألة الرابعة‪،‬‬
‫مدير ال��وع��اء اال�ستثماري ب�صايف �أ�صول‬ ‫وت�ب�ع� ًا مل�ستندات امل�ن��ع امل ��ذك ��ورة يف تلك‬
‫الوعاء‪ ،‬و�سبق بيان ج��وازه‪ ،‬والرتديد فيه‬ ‫عند رغبة مدير‬ ‫امل�س�ألة؛ لت�شابه ال�صورتني‪.‬‬
‫من قبيل ال�تردي��د يف الإج ��ارة‪ ،‬وه��و جائز‬
‫�أي�ض ًا ‪ -‬ملا تقدم‪.‬‬ ‫امل�����س���أل��ة ال��ث��ان��ي��ة‪ :‬ح��واف��ز الأداء يف الصندوق االستثماري‬
‫بتغيير مبلغ الحافز يجب‬
‫ويف بع�ضها الآخ� ��ر ع��و���ض ت��اب��ع للعو�ض‬ ‫ال�صناديق اال�ستثمارية‪:‬‬
‫الأ��ص�ل��ي‪ ،‬وه��و جائز �أي���ض� ًا‪ ،‬وم�ستنده ما‬ ‫�أو ًال ‪� :‬صور امل�س�ألة‪:‬‬
‫تقدم يف التخريج الفقهي للعو�ض التابع؛‬ ‫إبالغ المستثمرين بذلك‬ ‫هناك عدة �صور يعمل بها يف هذه احلالة‪:‬‬
‫�إم��ا �أن��ه ال�ت��زام بالتربع �أو وع��د بالهبة �أو‬ ‫‪� -1‬أن ي�ستحق مدير ال�صندوق ن�سبة من‬
‫جعل �أو �أنه �أجر تابع‪ ،‬وكلها تتفق يف نتيجة‬ ‫قبل نفاذ التغيير‬ ‫�صايف �أ�صول ال�صندوق‪ ،‬وتت�صاعد الن�سبة‬
‫اجلواز؛ الحتمالها الغرر واجلهالة‪.‬‬ ‫بزيادة العائد املتحقق لل�صندوق(‪.)5‬‬
‫�أم��ا التخريج على تعليق الهبة فهو حمل‬ ‫وللمستثمر الفسخ حال‬ ‫‪� -2‬أن ي�ستحق مدير ال�صندوق ن�سبة من‬
‫الإ�شكال هنا؛ لأن اجتماع عقد التربع مع‬ ‫عدم رضاه‬ ‫�صايف �أ�صول ال�صندوق‪� ،‬إ�ضافة �إىل جزء‬
‫عقد املعاو�ضة بال�شرط ال يكون تربع ًا‪،‬‬ ‫من الزيادة على حد معني(‪.)6‬‬
‫في�ؤثر فيه الغرر حينئذ‪ ،‬ق��ال اب��ن تيمية‪:‬‬ ‫‪ -3‬مثل ال�سابقة‪� ،‬إال �أن مدير ال�صندوق‬
‫�إن ذلك التربع �إمنا كان لأجل املعاو�ضة ال‬ ‫�أجرته املحددة بن�سبة من عوائد الإيجار؛‬ ‫ي�ستحق كامل الزيادة‪.‬‬
‫تربع ًا مطلق ًا‪ ،‬في�صري جزء ًا من العو�ض(‪.)9‬‬ ‫ج� ��زء ًا م��ن ال ��زي ��ادة يف ق�ي�م��ة ال �ع �ق��ارات‬ ‫‪� -4‬أن ي�ستحق مدير ال�صندوق اال�ستثماري‬
‫والأقرب عندي‪ :‬تخريج العو�ض التابع على‬ ‫(الأرب� ��اح الر�أ�سمالية) عند انتهاء مدة‬ ‫ال�ع�ق��اري (ت�ط��وي��ر ع �ق��ارات) ع�ل�اوة على‬
‫�أن��ه ج��زء من الأج ��رة‪ ،‬وي��ؤي��د ه��ذا ما جاء‬ ‫ال�صندوق(‪.)8‬‬ ‫�أج ��رت ��ه؛ ج� ��زء ًا مم��ا ي��زي��د ع�ل��ى ث�م��ن بيع‬
‫يف الئحة �صناديق اال�ستثمار يف اململكة يف‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬حكم امل�س�ألة‪:‬‬ ‫العقارات املتفق عليه(‪.)7‬‬
‫امل ��ادة (‪ )34‬ب�ش�أن الأت �ع��اب وامل�صاريف‬ ‫الذي يظهر جواز هذه ال�صورة ال�سابقة‪ ،‬مع‬ ‫‪� -5‬أن ي�ستحق مدير ال�صندوق اال�ستثماري‬
‫امل�سموح بها‪ ،‬البند) �أ) فقرة (‪�( )3‬أتعاب‬ ‫اختالف امل�ستند ال�شرعي فيها‪:‬‬ ‫ال�ع�ق��اري (ع �ق��ارات م��ؤج��رة( ع�ل�اوة على‬
‫�إدارة اال�ستثمار‪ ،‬مبا يف ذلك‪� :‬أي مبلغ يدفع‬
‫كحافز �أو مقابل الأداء)‪.‬‬
‫ثالث ًا ‪� :‬ضوابط �إ�ضافية للم�س�ألة‪:‬‬
‫وي�ضاف �إىل الأحكام وال�ضوابط ال�سابقة يف‬
‫الت�أ�صيل الفقهي حلوافز الأداء ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬م��ن ال �ن��ادر اح�ت�ي��اج ه ��ذا امل�ن�ت��ج �إىل‬
‫�إقرا�ض من مدير ال�صندوق للوعاء؛ ف�إن‬
‫وج ��د‪ ،‬ف� ��إن ا��س�ت�ح�ق��اق احل��اف��ز وت�ق��دي��ره‬
‫م�شروط ب�أال يراعى فيه القر�ض‪ ،‬و�إال كان‬
‫من املنفعة املمنوعة يف القر�ض(‪.)10‬‬
‫‪ -2‬عند رغبة مدير ال�صندوق بتغيري مبلغ‬
‫احلافز‪ ،‬فيجب �إبالغ امل�ستثمرين بذلك قبل‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪30‬‬
‫ف�ه��و م��ن ي�ضع احل��اف��ز وه ��و م��ن ي�ستفيد‬ ‫نفاذ التغيري‪ ،‬وللم�ستثمر الف�سخ حال عدم‬
‫منه‪ ،‬ويف ه��ذا تنايف الأغ��را���ض (تعار�ض‬ ‫ر�ضاه(‪.)11‬‬
‫للم�صالح)‪.‬‬ ‫المشورة المالية هي‬
‫املوازنة بني االحتماالت‪:‬‬ ‫امل�����س���أل��ة ال��ث��ال��ث��ة‪ :‬ح��واف��ز الأداء يف‬
‫ال��ذي يظهر م��ن جهة ال�صناعة الفقهية‬ ‫خدمة تقدمها الشركات‬ ‫املحافظ اال�ستثمارية اخلا�صة‪:‬‬
‫�أو ًال ‪� :‬صور امل�س�ألة‪:‬‬
‫االستثمارية أو شركات‬
‫وج��اه��ة االح �ت �م��ال الأول‪� .‬أم� ��ا م��ن جهة‬
‫ال�سيا�سة ال�شرعية والنظر �إىل امل�آل واعتبار‬ ‫‪ -1‬ي�ستحق املدير �أج��رة بن�سبة من �أ�صول‬
‫ال�صكوك منظومة تعاقدية واحدة؛ فيظهر‬ ‫الوساطة المالية‬ ‫املحفظة‪� ،‬إ�ضافة �إىل مبلغ (حافز �أداء)‬
‫�أن الأق� ��وى ه��و االح �ت �م��ال ال �ث��اين‪ .‬ورغ��م‬ ‫بن�سبة م��ن ال�ف��رق ب�ين م�ؤ�شر قيا�س �أداء‬
‫ذل��ك ميكن الأخ��ذ بذلك يف ه��ذه املرحلة؛‬ ‫الخاضعة إلشراف هيئة‬ ‫املحفظة وم��ؤ��ش��ر ال���س��وق‪ ،‬وذل ��ك ب�سبب‬
‫القت�ضاء ح��ال �سوق ال�صكوك ذل��ك‪ ،‬حتى‬ ‫حت�سن �أداء املحفظة باملقارنة مع م�ؤ�شر‬
‫يتي�سر ما ميكن به �إيجاد البديل املنا�سب‬ ‫السوق المالية‬ ‫ال�سوق‪ ،‬ولو مع وجود خ�سارة يف املحفظة‪،‬‬
‫الذي يحقق املق�صود ال�شرعي من حقيقة‬ ‫وهذا يعني �أن املدير ال ي�ستحق احلافز �إذا‬
‫ح��د ًا �أع�ل��ى للتوزيعات ال��دوري��ة امل�ستحقة التعامالت‪.‬‬ ‫كان �أداء عمله �أقل من م�ؤ�شر املحفظة‪.‬‬
‫حلملة ال�صكوك‪ ،‬لي�ستحق امل�صدر الباقي‬ ‫‪ -2‬ي�ستحق املدير �أج��رة بن�سبة من �أ�صول‬
‫امل�س�ألة اخلام�سة‪ :‬حوافز الأداء يف‬ ‫منها(‪.)13‬‬ ‫املحفظة‪� ،‬إ�ضافة �إىل مبلغ (حافز �أداء)‬
‫�إدارة االكتتاب‪:‬‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬حكم امل�س�ألة‪:‬‬ ‫بن�سبة م��ن ال�ف��رق ب�ين م�ؤ�شر قيا�س �أداء‬
‫�أو ًال ‪ :‬املق�صود ب�إدارة االكتتاب‪:‬‬ ‫ويتوجه فيها احتماالن‪:‬‬ ‫املحفظة وم��ؤ��ش��ر ال���س��وق؛ �إذا ك��ان �أداء‬
‫ت�ع��د خ��دم��ة �إدارة االك �ت �ت��اب �أح ��د �أن ��واع‬ ‫االحتمال الأول‪ :‬اجلواز‪.‬‬ ‫املحفظة زائ ��د ًا على �أداء م�ؤ�شر ال�سوق‪،‬‬
‫(خ��دم��ة ال�ت�ع��ام��ل) ال�ت��ي ترخ�صها هيئة‬ ‫وم�ستنده‪ :‬ما �سبق من الت�أ�صيل الفقهي‬ ‫وهذا يعني �أن املدير لن ي�ستحق احلافز �إال‬
‫ال�سوق املالية يف اململكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫حل��واف��ز الأداء‪ ،‬على اخ �ت�لاف يف م�أخذ‬ ‫يف حال ربح املحفظة‪.‬‬
‫واملق�صود بها‪ :‬تنفيذ الإج ��راءات الالزمة‬ ‫اجل ��واز بناء على العالقة التعاقدية بني‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬حكم امل�س�ألة‪:‬‬
‫للطرح الأول ل�ل��ورق��ة امل��ال�ي��ة يف ال�سوق‪.‬‬ ‫امل�صدر وحملة ال�صكوك‪ ،‬هل هي وكالة �أم‬ ‫ال �ك�لام هنا مثل امل���س��أل��ة ال�سابقة‪ ،‬وقد‬
‫فاالكتتاب هو (ال�سوق الأولية)‪ ،‬والتداول‬ ‫�إجارة �أم م�ضاربة‪.‬‬ ‫�أجازته بع�ض االجتهادات ال�شرعية(‪.)12‬‬
‫هو (ال�سوق الثانوية( �إذا دخلت الأوراق يف‬ ‫االحتمال الثاين‪ :‬املنع‪ ،‬وم�ستند املنع ‪:‬‬
‫(‪)14‬‬

‫البور�صة(‪.)16‬‬ ‫‪ -1‬ال �� �ص��وري��ة‪ ،‬ب��رب��ط احل ��اف ��ز مب��ؤ��ش��ر‬ ‫امل�س�ألة ال��راب��ع��ة‪ :‬ح��واف��ز الأداء يف‬
‫ثاني ًا ‪� :‬أنواع االكتتابات‪:‬‬ ‫�سعر الفائدة‪ ،‬ولي�س بالن�شاط وامل�شروع‬ ‫ال�صكوك اال�ستثمارية‪:‬‬
‫‪ -1‬قد يكون االكتتاب (الطرح) عام ًا وقد‬ ‫احلقيقي لل�صكوك‪ ،‬فالغر�ض من احلافز‬ ‫�أو ًال ‪� :‬صورة امل�س�ألة‪:‬‬
‫يكون خا�ص ًا‪ .‬والعام �أي للجمهور وقد ي�سمى‬ ‫يف ال�صكوك هو تثبيت العوائد‪ ،‬لتكون على‬ ‫تتطلب ب�ع����ض من� ��اذج ال���ص�ك��وك تكوين‬
‫املفتوح‪،‬‬ ‫غرار ال�سندات الربوية‪.‬‬ ‫ح���س��اب اح �ت �ي��اط��ي‪،‬لأغ��را���ض م��ن �أهمها‬
‫وخا�ص ًا �أي لفئة حمددة‪ ،‬وقد ي�سمى املغلق‪.‬‬ ‫‪� -2‬أكل املال بالباطل‪ ،‬لأن ن�شرات ال�صكوك‬ ‫تثبيت العوائد امل��وزع��ة‪ ،‬وو��ض��ع ح��د �أعلى‬
‫‪ -2‬وق ��د ي �ك��ون االك �ت �ت��اب يف ��ص�ك��وك �أو‬ ‫م��ن قبيل ع �ق��ود الإذع� � � ��ان(‪ ،)15‬فم�صدر‬ ‫حلملة ال�صكوك‪ ،‬لي�ستحق املُ�صدر الفائ�ض‬
‫�سندات‪.‬‬ ‫ال�صكوك هو من يحدد احلافز‪ ،‬وه��و من‬ ‫م�ن��ه‪ .‬وبع�ض من ��اذج ال�صكوك ال تتطلب‬
‫‪ -3‬وقد يكون االك�ت�ت��اب يف �أ��س�ه��م؛ �إم��ا‬ ‫ينفرد بو�ضع �شروطه‪ .‬كما �أنه حمل تهمة‪،‬‬ ‫ت �ك��وي��ن ح �� �س��اب اح �ت �ي��اط��ي‪ ،‬ول� ��ذا ي��رت��ب‬

‫‪31‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫‪ -2‬هل يخرج العو�ض الأول على العو�ض‬ ‫يف‪:‬‬


‫مبا ينتج من العمل؟ والذي ي�شكل عليه �أن‬ ‫‪� -‬شركة حتت الت�أ�سي�س (جديدة)‪.‬‬
‫النتيجة ال تت�أثر بعمل العامل وح��ده‪ ،‬فقد‬ ‫كل بنك يحتاج إلى بنك‬ ‫‪� -‬شركة قائمة لغر�ض حتولها �إىل �شركة‬
‫ال ي�ستحق املدير �شيئ ًا رغ��م بذله وجهده‬ ‫م�ساهمة عامة (بدون زيادة ر�أ�س مالها)‪.‬‬
‫ون�شاطه وت�سويقه؛ لت�أثر ذلك بعوامل �سوقية‬ ‫مراسل يكون وكيالً عنه‬ ‫‪� -‬شركة قائمة لغر�ض زيادة ر�أ�س مالها‪.‬‬
‫في تنفيذ عمليات‬
‫وا�ستثمارية �أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬حقوق �أول��وي��ة‪ ،‬وه��ي �أوراق مالية متنح‬
‫حاملها �أحقية االكتتاب يف الأ�سهم اجلديدة‬
‫امل�س�ألة ال�ساد�سة‪ :‬حوافز الأداء يف‬ ‫عمالئه وعادة تكون‬ ‫امل�ط��روح��ة عند اعتماد ال��زي��ادة يف ر�أ���س‬
‫امل�شورة املالية‪:‬‬ ‫املال(‪.)17‬‬
‫�أو ًال ‪ :‬املق�صود بامل�شورة املالية‪:‬‬ ‫العالقة بينهما إجارة أو‬ ‫ثالث ًا ‪� :‬صورة امل�س�ألة‪:‬‬
‫هي �إح��دى اخل��دم��ات املالية التي تقدمها‬ ‫ج ��اء يف بع�ض ع �ق��ود �إدارة االك�ت�ت��اب��ات‪:‬‬
‫ال�شركات اال�ستثمارية �أو �شركات الو�ساطة‬ ‫وكالة بأجر أو سمسرة‬ ‫«ي�ستحق مدير االكتتاب‪:‬‬
‫امل��ال�ي��ة اخلا�ضعة لإ� �ش��راف هيئة ال�سوق‬ ‫‪ -1‬ر�سوم اكتتاب بن�سبة‪ 3‬يف املئة من قيمة‬
‫املالية يف اململكة(‪.)19‬‬ ‫النظامية لل�شركة؛ في�ستحق مدير االكتتاب‬ ‫االكتتاب‪ ،‬يف حال جناح عملية االكتتاب‪.‬‬
‫واملق�صود بها‪ :‬تقدمي الر�أي املايل املنا�سب‬ ‫ر�سوم االكتتاب فقط(‪.)18‬‬ ‫‪ -2‬ر�سوم �إجناز بن�سبة‪ 2‬يف املئة من قيمة‬
‫ح ��ول م��زاي��ا وخم��اط��ر ال�ت�ع��ام��ل ب� ��الأوراق‬ ‫رابع ًا ‪ :‬حكم امل�س�ألة‪:‬‬ ‫االك�ت�ت��اب عند ت�أ�سي�س ال�شركة و��ص��دور‬
‫املالية‪ ،‬مثل تقدمي التو�صيات‪ .‬وهي خدمة‬ ‫هذه ال�صورة حمل �إ�شكال‪ ،‬من �أوجه‪:‬‬ ‫�سجلها التجاري‪.‬‬
‫تقدم مقابل ر�سوم ثابتة على امل�شورة‪� ،‬أو‬ ‫‪ -1‬ا�شتمالها على عو�ضني‪ ،‬وكالهما ال‬ ‫ويف حال عدم جناح االكتتاب فتعاد جميع‬
‫بال�ساعة اال�ست�شارية‪ ،‬و�أحيان ًا ي�ضاف �إليها‬ ‫ي�ستحقان �إال بتحقق النتيجة‪ ،‬فهل هما‬ ‫املبالغ املودعة يف ح�ساب احلفظ دون �أي‬
‫حافز �أداء عند جناح نتيجة امل�شورة‪.‬‬ ‫جعالتان؟ الذي ي�شكل عليه �أن عقد �إدارة‬ ‫ح�سم‪ ،‬ودون ح�صول مدير االكتتاب على‬
‫االكتتاب عقد الزم‪ ،‬واجلعالة من العقود ثاني ًا ‪� :‬صورة امل�س�ألة‪:‬‬ ‫�أي ر�سم �أو عمولة‪ .‬ويف حال جناح االكتتاب‬
‫جاء يف بع�ض عقود تقدمي امل�شورة املالية‪:‬‬ ‫اجلائزة‪.‬‬ ‫دون ال �ق��درة على ا�ستكمال الإج� ��راءات‬
‫«حت�ت���س��ب ال��ر� �س��وم ب �ن��اء ع�ل��ى �إج � ��راءات‬
‫العمل‪ ،‬بر�سم ثابت يدفع على مراحل‪ ،‬ويف‬
‫حال جناح العمل املقرتح‪ ،‬فيحت�سب ر�سم‬
‫جن��اح بن�سبة م��ن املبلغ الإج �م��ايل ل�ل�أداة‬
‫املالية املكتتب بها م��ن قبل امل�ستثمرين‪،‬‬
‫على �أن ت�ستحق هذه الر�سوم مبجرد توقيع‬
‫امل�ستثمرين اتفاقية االك�ت�ت��اب‪ ،‬ويحت�سب‬
‫ال�صايف منها يف �ضوء الأر�صدة املحولة من‬
‫ح�ساب احلفظ �إىل ح�ساب العميل‪.‬‬
‫ثالث ًا ‪ :‬حكم امل�س�ألة‪:‬‬
‫ال ��ذي يظهر اجل� ��واز يف � �ض��وء الت�أ�صيل‬
‫الفقهي ال�سابق حلوافز الأداء‪ ،‬واحلافز هنا‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪32‬‬
‫وال��ذي عليه قرار جممع الفقه الإ�سالمي‪،‬‬ ‫عو�ض تابع للعو�ض الأ�صلي‪ ،‬واجلهالة فيه‬
‫واملعيار ال�شرعي يف الت�أمني الإ�سالمي‪ ،‬هو‬ ‫مغتفرة؛ ملا تقدم‪.‬‬
‫عدم ا�ستحقاق ال�شركة �شيئ ًا من الفائ�ض‪.‬‬ ‫استحقاق شركة‬
‫وق��د ظهرت جملة من الإ�شكاالت العملية‬ ‫امل�س�ألة ال�سابعة‪ :‬ح��واف��ز الأداء يف‬
‫التأمين اإلسالمي حافز يف التطبيقات املتعددة يف �شركات الت�أمني‬ ‫العالقة مع البنوك املرا�سلة‪:‬‬
‫�أو ًال ‪� :‬صورة امل�س�ألة‪:‬‬
‫أداء على عمليات‬
‫الإ�سالمية‪ ،‬والعقبات القانونية النظامية‬
‫والرقابية التي واجهتها ب�سبب هذا الأمر‪.‬‬ ‫ع��ادة م��ا يحتاج البنك لتي�سري تعامالته‬
‫ول��ذل��ك �أ� �ص ��در جم�م��ع ال�ف�ق��ه الإ� �س�لام��ي‬ ‫االستثمار ال يظهر فيه‬ ‫و�إجن � ��ازه � ��ا يف ال� �ب� �ل ��دان الأخ � � ��رى �إىل‬
‫يف الريا�ض ع��ام ‪1455‬ه� �ـ ب�ش�أن الت�أمني‬ ‫لا عنه يف‬ ‫بنك يتعامل م�ع��ه‪ ،‬وي �ك��ون وك �ي� ً‬
‫التعاوين؛ تو�صية ببحث م�س�ألة‪:‬‬ ‫إشكال‪ ،‬وهو منسجم‬ ‫تنفيذ عمليات عمالئه‪ ،‬وي�سمى «البنك‬
‫‪« -1‬درا�سة جعل العو�ض ال��ذي يعطى �إىل‬ ‫املرا�سل»(‪ ،)20‬وعادة ما تكون العالقة بينهما‬
‫اجلهة املديرة على �إدارتها لعمليات الت�أمني‬ ‫مع التأصيل الفقهي‬ ‫�إجارة �أو وكالة ب�أجر �أو �سم�سرة‪.‬‬
‫جزء ًا �أو ن�سبة من الفائ�ض الت�أميني‪ ،‬ويكون‬ ‫لحوافز األداء‬ ‫وحتفيز ًا للطرفني يف ذلك لتكثري التعامالت‬
‫ذلك مقابل جميع �أعمالها دون اقتطاع �أي‬ ‫بينهما مينح �أح��ده�م��ا الآخ ��ر ح��واف��ز من‬
‫م�صروفات لها من اال�شرتاكات‪.‬‬ ‫ال��ر� �س��وم وال �ع �م�لات ال �ت��ي ي�ستحقها من‬
‫ال�شيكات ال�سياحية من ال�شركات امل�صدرة ‪ -2‬درا���س ��ة اجل �م��ع ب�ين ن�سبة م��ن مبلغ‬ ‫العمليات املنفية من قبله‪ ،‬ويعر�ض عليه‬
‫اال�شرتاكات‪ ،‬ون�سبة من الفائ�ض‪ ،‬يف الأجر‬ ‫لها‪.‬‬ ‫امل�شاركة فيها‪ ،‬وت�سمى حوافز‪ ،‬وع��ادة ما‬
‫ال��ذي حت�صل عليه اجلهة املديرة للت�أمني‬ ‫تكون يف عموالت �إ�صدار وتعزيز االعتمادات‬
‫امل�س�ألة الثامنة‪ :‬ح��واف��ز الأداء يف مقابل �إدارت �ه��ا لعمليات ال�ت��أم�ين‪ ،‬وال��ذي‬ ‫امل�ستندية‪ ،‬وت��أت��ي �أي�ض ًا يف بع�ض ال�صور‬
‫يكون حافز ًا لها على حت�سني الأداء»‪.‬‬ ‫�شركة الت�أمني الإ�سالمي‪:‬‬ ‫يف ال���ش�ي�ك��ات ال �� �س �ي��اح �ي��ة(‪ ، )21‬و�إن قل‬
‫ثاني ًا ‪ :‬حكم امل�س�ألة‪:‬‬ ‫ا�ستخدامها‪ ،‬كما ت�أتي يف ر�سوم احلواالت �أو ًال ‪� :‬صورة امل�س�ألة‪:‬‬
‫‪� -1‬إن ا�ستحقاق �شركة الت�أمني الإ�سالمي‬ ‫م��ن �أب ��رز ال �ف��روق ب�ين ال�ت��أم�ين التجاري‬ ‫الدولية(‪.)22‬‬
‫حافز �أداء على عمليات اال�ستثمار ال يظهر‬ ‫وغ�ي�ره‪�،‬أن العجز كله على �شركة الت�أمني‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬حكم امل�س�ألة‪:‬‬
‫فيه �إ� �ش �ك��ال‪ ،‬وه��و من�سجم م��ع الت�أ�صيل‬ ‫ال ��ذي يظهر اجل ��واز هنا �أي���ض� ًا يف �ضوء ال �ت �ج��اري‪ ،‬وال�ف��ائ����ض ك�ل��ه ل�ه��ا‪ ،‬بينما يف‬
‫الفقهي حلوافز الأداء‪.‬‬ ‫الت�أ�صيل الفقهي ال�سابق حلوافز الأداء‪� ،‬شركات الت�أمني الإ�سالمي عالقتها بالوعاء‬
‫‪� -2‬أما ا�ستحقاق �شركة الت�أمني الإ�سالمي‬ ‫واحلافز هنا عو�ض تابع للعو�ض الأ�صلي‪ ،‬الت�أميني عالقة �إدارة‪ ،‬التي تخرج على عقد‬
‫ح��اف��ز �أداء ع�ل��ى ع�م�ل�ي��ات ال �ت ��أم�ين‪ ،‬من‬ ‫الإج ��ارة‪ ،‬مع ا�ستثمار مبالغ اال�شرتاكات‬ ‫واجلهالة فيه مغتفرة؛ ملا تقدم‪.‬‬
‫الفائ�ض؛ ففيه احتماالن‪:‬‬ ‫ج��اء يف ال�ضوابط امل�ستخل�صة (‪ :)360‬بامل�ضاربة �أو الوكالة باال�ستثمار‪.‬‬
‫االحتمال الأول‪ :‬املنع‪.‬‬ ‫«ي �ج��وز للبنك �أخ ��ذ ال��ر��س��وم امل �ع��ادة من ف�ه��ي ال تتحمل ال �ع �ج��ز‪ ،‬ك�م��ا ال ت�ستحق‬
‫وم�ستنده‪� :‬أن الفائ�ض حق للم�شرتكني‪ ،‬و�إن‬ ‫البنوك املرا�سلة‪ ،‬وذل��ك كحافز �أداء عند الفائ�ض‪ ،‬ودائم ًا ما يثور الإ�شكال يف حكم‬
‫�أخذ �شركة الت�أمني الإ�سالمي �شيئ ًا منه بال‬ ‫ب�ل��وغ البنك ح ��د ًا معين ًا م��ن االع�ت�م��ادات �أخذ �شركة الت�أمني الإ�سالمي من الفائ�ض‪،‬‬
‫موجب �شرعي‪ ،‬دليل على �أنها �شركة ت�أمني‬ ‫ال �سيما �أن�ه��ا ه��ي التي تتحمل يف الواقع‬ ‫امل�ستندية املنفية‪.‬‬
‫تقليدي‪ ،‬وعلى ه��ذا ق ��رارات جممع الفقه‬ ‫وج��اء يف ال�ضوابط امل�ستخل�صة (‪ :)438‬العملي تغطية العجز بتوفري ال�سيولة الكافية‬
‫الإ�سالمي‪ ،‬واملعايري ال�شرعية‪.‬‬ ‫يجوز �أخ��ذ احل��واف��ز عن الو�ساطة يف بيع �إما برتتيب قر�ض ح�سن �أو متويل م�شروع‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫والذي يظهر �أنه يحتمل التخريجات التالية‪:‬‬ ‫االحتمال الثاين‪ :‬اجلواز(‪.)23‬‬


‫‪� -1‬أنه من ترديد الثمن‪ ،‬فدين التمويل هو‬ ‫وم�ستنده‪� :‬إمكان تطبيق �ضوابط حوافز‬
‫ثمن البيع امل�ؤجل‪.‬‬ ‫من ضوابط حوافز األداء‬ ‫الأداء يف الت�أ�صيل الفقهي املتقدم‪ ،‬وذلك‬
‫‪� -2‬أنه جعل‪.‬‬ ‫على النحو الآتي‪:‬‬
‫‪� -3‬أنه وعد بالهبة‪.‬‬ ‫أال تؤدي إلى جهالة‬ ‫‪� -1‬أن يكون هناك عو�ض �أ�صلي حقيقي‬
‫العوض بأن يوجد عوض‬
‫�أما التخريج الأول‪ ،‬فال تظهر قوته؛ لأن منح‬ ‫وا�ضح وحمدد ومعلوم مقابل الإدارة‪.‬‬
‫ه��ذا احلافز غري ملزم للبائع (امل�م��ول)‪.‬‬ ‫‪� -2‬أن يكون احلافز مرتبط ًا بح�سن �أداء‬
‫والتخريج الثاين والثالث متقارب‪ ،‬والباحث‬ ‫أصلي معلوم ومحدد‬ ‫ال���ش��رك��ة يف ك��ل م��ن عمليات اال�ستثمار‬
‫مييل �إىل �أنها وع��د بالهبة‪ ،‬لعدم انطباق‬ ‫وعمليات الت�أمني‪.‬‬
‫ت�ع��ري��ف اجل�ع��ال��ة م��ن ك��ل وج ��ه ع�ل��ى ه��ذه‬ ‫وحقيقي في المعاملة‬ ‫‪� -3‬أن يكون الفائ�ض مت�أثر ًا بح�سن �أداء‬
‫ال�صورة‪.‬‬ ‫ال�شركة و�إدارت �ه��ا يف الت�سويق ال��ذي ينتج‬
‫وهذا هو الأ�صل يف امل�سائل ال�سابقة‪ ،‬بينما ثاني ًا ‪ :‬حافز ال�سداد املبكر‪:‬‬ ‫عنه زيادة امل�شرتكني‪ ،‬فيعمل قانون الأعداد‬
‫ج��اء يف ال�ضوابط امل�ستخل�صة (‪:)308‬‬ ‫يف مقلوب حافز الأداء يكون املبلغ م�ستحق ًا‬ ‫الكبرية‪ ،‬وبكفاءة �إدارة التعوي�ضات‪ ،‬وح�سن‬
‫»ي�ج��وز حتفيز ًا للمدين على ال���س��داد �أن‬ ‫للعميل من امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫اختيار �شركات �إع ��ادة الت�أمني م��ن حيث‬
‫يلتزم الدائن ب�أن يح�سم من الدين مبلغ ًا‪،‬‬ ‫وال��ذي وقفت عليه هنا بع�ض ال�صور التي‬ ‫ال�سعر ون�سبة الإعادة‪ ،‬وتر�شيد امل�صروفات‬
‫�أو ن�سبة حمددة من كل ق�سط ي�ؤديه املدين‬ ‫يجمعها ا�ستحقاق العميل للحافز مقابل‬ ‫التي يتحملها الوعاء‪ ،‬وجودة الفر�ص‬
‫يف وقته«‪.‬‬ ‫�أدائ ��ه؛ املتمثل �إم��ا بالتزامه ب�سداد دين‬ ‫اال�ستثمارية وارتفاع عوائدها‪.‬‬
‫وال� ��ذي يظهر �أن ه ��ذا احل��اف��ز م��ن قبيل‬ ‫التمويل يف الوقت املتفق عليه‪� ،‬أو بال�سداد‬ ‫‪� -4‬أن تكون ن�سبة احلافز معقولة ال تزيد‬
‫االلتزام بالتنازل �أو احلط من الدين مقابل‬ ‫يف وقت مبكر‪� ،‬أو بكرثة تعامالته(‪ ،)24‬وهذه‬ ‫على الثلث حتى يتحقق كونه تابع ًا‪.‬‬
‫تعجيله‪ ،‬وهو على‬ ‫امل�سائل هي‪:‬‬
‫�صورتني‪:‬‬ ‫‪ -‬حافز اال�سرتداد النقدي يف التمويل‪.‬‬ ‫امل�س�ألة التا�سعة‪ :‬مقلوب حوافز الأداء‪:‬‬
‫ال�صورة الأوىل‪ :‬االتفاق على ذل��ك عند‬ ‫‪ -‬حافز ال�سداد املبكر يف التمويل‪.‬‬ ‫ميكن �إطالق عدة م�صطلحات على �صورة‬
‫الو�ضع (احل�سم) وجمهور الفقهاء على‬ ‫‪ -‬حافز ا�سرتداد ر�سوم اخلدمات البنكية‪.‬‬ ‫امل�س�ألة‪ ،‬مثل‪ :‬مقلوب ح��واف��ز الأداء‪� ،‬أو‬
‫املنع‪ .‬والقول الثاين باجلواز‪ ،‬وهو رواية يف‬ ‫‪ -‬حافز اال��س�ترداد النقدي يف البطاقات‬ ‫معكو�س ح��واف��ز الأداء‪� ،‬أو ح��واف��ز الأداء‬
‫املذهب واختيار ابن عبا�س وابن تيمية وابن‬ ‫االئتمانية‪.‬‬ ‫املعكو�سة‪� ،‬أو حوافز الأداء العك�سية‪ .‬وذلك‬
‫القيم‪ ،‬وعليه فتوى اللجنة الدائمة‪ ،‬وقرار‬ ‫�أو ًال ‪ :‬حافز اال�سرتداد النقدي‪Cash-‬‬ ‫على غ ��رار م��ا ��ش��اع ا�ستخدامه يف بع�ض‬
‫جممع الفقه الإ�سالمي ال��دويل‪ ،‬واملعايري‬ ‫‪back‬يف التمويل‪:‬‬ ‫تعامالت امل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪ ،‬مثل‬
‫ال�شرعية(‪.)25‬‬ ‫ج��اء يف بع�ض عقود التمويل‪ :‬عند حلول‬ ‫مقلوب التورق‪ ،‬واملرابحة العك�سية‪ ،‬والتي‬
‫ال�صورة الثانية‪ :‬االت�ف��اق عليها ابتداء‬ ‫تاريخ ال�سداد‪ ،‬وكان العميل قد �سدد جميع‬ ‫يق�صد منها اختالف امل��راك��ز التعاقدية‪،‬‬
‫يف العقد (كما هنا)‪ ،‬وم��ن مينع ال�صورة‬ ‫دف�ع��ات ثمن البيع دون ت��أخ�ير ط��ول مدة‬ ‫ففي حالة التورق يحتاج العميل �إىل �سيولة‪،‬‬
‫الأوىل مينع ه��ذه ال���ص��ورة �أي���ض� ًا‪ ،‬بينما‬ ‫العقد‪ ،‬ومل يخالف �أي ًا من �شروطه؛ فللممول‬ ‫بينما يف مقلوب التورق لدى العميل فائ�ض‬
‫بع�ض من �أج��از ال�صورة الأوىل مينع هذه‬ ‫ح�سب تقديره رد حافز اال�سرتداد النقدي‬ ‫�سيولة‪ ،‬ول��ذا ي�ستخدم الأول يف التمويل‪،‬‬
‫ال�صورة؛ لعلتني‪:‬‬ ‫للعميل؛ مكاف�أة له مقابل التزامه ب�شروط‬ ‫والثاين يف اال�ستثمار‪.‬‬
‫الأوىل‪ :‬ملا يف ذلك من �شبهة الربا؛ باحتمال‬ ‫العقد‪.‬‬ ‫وحافز الأداء ت�ستحقه امل�ؤ�س�سة من العميل‪،‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪34‬‬
‫‪� -‬أنه منفعة على القر�ض احل�ساب اجلاري‪.‬‬ ‫ا�ستخدامها يف غرامات الت�أخري‪.‬‬
‫‪� -‬أن� ��ه م ��ن ت ��ردي ��د الأج� � ��رة ع �ل��ى ت�ق��دمي‬ ‫وال�ث��ان�ي��ة‪ :‬مل��ا يف ذل ��ك م��ن �شبهة ال�غ��رر؛‬
‫اخلدمة‪.‬‬ ‫يجب أن تتأثر حوافز‬ ‫ال�شتمالها على الرتديد يف الثمن‪.‬‬
‫‪� -‬أنه ُجعل‪.‬‬ ‫وقد �صرح باملنع‪ :‬قرار جممع الفقه الدويل‪،‬‬
‫‪� -‬أنه وعد بالهبة‪.‬‬ ‫األداء بجهد العامل‬ ‫واملعايري ال�شرعية‪ ،‬وعدد من االجتهادات‬
‫ونشاطه وأدائه الفعلي‬
‫�أما التخريج الأول فال تظهر قوته‪ ،‬وال يرد‬ ‫ال�شرعية الأخ ��رى م��ع �إج��ازت�ه��ا لل�صورة‬
‫هنا منع جوائز القر�ض‪� ،‬أو املنفعة على‬ ‫الأوىل(‪.)26‬‬
‫احل�سابات اجلارية‪ ،‬املبنية على عالقة عقد‬ ‫والقول الثاين يف امل�س�ألة‪ :‬اجل��واز(‪ )27‬عند‬
‫القر�ض؛ لأن العالقة هنا ملحوظ فيها كرثة‬ ‫انتفاء املحذور ال�شرعي‪.‬‬
‫تعامالت العميل املبنية على عالقة الإجارة‬ ‫الثمن عند تعجيل امل�شرتي �سداد التزاماته‬ ‫وتبع ًا لهذا القول �صدرت �أنظمة التمويل‬
‫يف ت�ق��دمي ه ��ذه اخل ��دم ��ات‪ ،‬كالتحويالت‬ ‫�إذا مل يكن ب�شرط متفق عليه يف العقد؛ مع‬ ‫اجل��دي��دة يف اململكة العربية ال�سعودية‬
‫البنكية(‪.)28‬‬ ‫مراعاة تعليمات اجلهات الإ�شرافية‪.‬‬ ‫عام‪2012‬؛ لغر�ض الإف�صاح وحماية حقوق‬
‫و�أما التخريجات الثالثة الأخرى فهي تتفق‬ ‫ثالث ًا ‪ :‬حافز ا�سرتداد ر�سوم اخلدمات‬ ‫ال�ع�م�لاء م��ن �إج �ح��اف ال�ب�ن��وك و�شركات‬
‫على �صحة املعاملة‪ ،‬فاخللف فيها �سهل‪،‬‬ ‫البنكية‪:‬‬ ‫التمويل ب�إلزامهم ب�إ�سقاط الأرباح امل�ؤجلة‬
‫والباحث مييل �إىل التخريج الأخري‪.‬‬ ‫وه� � ��ذا م� ��ن ت �ط �ب �ي �ق��ات ب �ع ����ض ال �ب �ن��وك‬ ‫عن العمالء ب�ضوابط مقابل تبكري ال�سداد‪.‬‬
‫راب��ع�� ًا ‪ :‬حافز اال���س�ترداد النقدي يف‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬جاء يف ال�ضوابط امل�ستخل�صة‬ ‫وال ��ذي يظهر اجل ��واز بال�ضابط امل��ذك��ور‬
‫البطاقات االئتمانية‪:‬‬ ‫(‪ :)386‬يجوز للبنك‬ ‫ب��ان�ت�ف��اء امل� �ح ��ذور‪ ،‬ال �سيما ع�ن��د وج��ود‬
‫وهذه احلوافز النقدية متنح من ال�شركات‬ ‫حتفيز ًا للعميل امل�ستفيد من خدمة البنك‬ ‫تعليمات من اجلهة الإ�شرافية‪ ،‬وه��ذا ما‬
‫العاملية للبطاقات االئتمانية ب�ضوابط‬ ‫�أن يعيد له جزء ًا من الر�سوم التي تقا�ضاها‬ ‫قد يفهم من �إ�شارة املعايري ال�شرعية‪ ،‬فقد‬
‫حم ��ددة لعمالء ال�ب�ط��اق��ات بح�سب كرثة‬ ‫البنك منه‪ ،‬وذلك عند جتاوز عدد عملياته‬ ‫جاء يف املعيار ال�شرعي رقم (‪ )47‬ب�ش�أن‬
‫امل�شرتيات من �سلع �أو خدمات‪ ،‬وبح�سب نوع‬ ‫�أو مبالغها حد ًا معين ًا‪.‬‬ ‫�ضوابط ح�ساب ربح املعامالت‪ ،‬بند (‪:)10‬‬
‫العملة امل�ستخدمة‪.‬‬ ‫والذي يظهر �أنه يحتمل التخريجات التالية‪:‬‬ ‫«يجوز للم�ؤ�س�سة �أن تتنازل عن جزء من‬
‫والغر�ض منها الت�سويق؛ للمحافظة على‬
‫ق��اع��دة ال �ع �م�لاء‪ ،‬وج� ��ذب ع �م�لاء ج��دد‪،‬‬
‫واملناف�سة مع �شركات البطاقات الأخ��رى‪،‬‬
‫وحتفيز العمالء على كرثة امل�شرتيات مبا‬
‫يحقق عوائد لل�شركة الراعية للبطاقات‬
‫املتمثلة يف ع�م��والت التعامل م��ع البنوك‬
‫وع��م ��والت ال �� �ص��رف وع��م ��والت الت�سوية‬
‫وخالفه‪.‬‬
‫وهي حتتمل التخريجات التالية‪:‬‬
‫‪� -‬أنه من رد القر�ض ب�أنق�ص منه‪.‬‬
‫‪� -‬أنه ُجعل‪.‬‬
‫‪� -‬أنه وعد بالهبة‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫دراسات‬

‫ثاني ًا ‪ :‬حكم حوافز الأداء‪:‬‬ ‫خاتمة في نتائج البحث‬ ‫�أم��ا التخريج الأول‪ ،‬فال تظهر قوته؛ من‬
‫ب �ع��د ال �ت ��أم��ل يف ح�ق�ي�ق��ة ح ��واف ��ز الأداء الأ�صل يف حوافز الأداء ال�صحة واجلواز مع‬ ‫وجهني‪:‬‬
‫و�أح��ك ��ام��ه ��ا‪ ،‬واالج � �ت � �ه� ��ادات اجل�م��اع�ي��ة مراعاة ال�ضوابط الالزمة‪.‬‬ ‫(�أ) �أن ه� ��ذا احل ��اف ��ز ل �ي ����س خ��ا� �ص � ًا‬
‫ال�صادرة بهذا ال�ش�أن‪ ،‬واجتهادات الهيئات ثالث ًا ‪� :‬ضوابط حوافز الأداء‪:‬‬ ‫ب ��ال� �ب� �ط ��اق ��ات االئ� �ت� �م ��ان� �ي ��ة ال �ق��ائ �م��ة‬
‫ال�شرعية للم�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية لعدد ‪� -1‬أال ت � ��ؤدي �إىل ق�ط��ع ال���ش��رك��ة يف رب��ح‬ ‫ع��ل ��ى ال� �ق ��ر� ��ض‪ ،‬ف��ه ��ي ت �� �ش �م��ل �أي�����ض�� ًا‬
‫من تطبيقات و�صور حوافز الأداء‪ ،‬ميكن امل�ضاربة‪.‬‬ ‫ال � �ب � �ط� ��اق� ��ات االئ� �ت� �م ��ان� �ي ��ة م �� �س �ب �ق��ة‬
‫‪� -2‬أال ت���ؤدي �إىل جهالة العو�ض‪ ،‬ب ��أن يوجد‬ ‫ا�ستخال�ص النتائج الآتية‪:‬‬ ‫الدفع‪.‬‬
‫عو�ض �أ�صلي معلوم وحمدد وحقيقي يف املعاملة‪.‬‬ ‫�أو ًال ‪ :‬حقيقة حوافز الأداء‪:‬‬ ‫(ب) �أن ب��اذل احل��اف��ز ه��و ط��رف ثالث‪،‬‬
‫هي العو�ض الإ�ضايف الذي ي�ستحقه العامل‪� -3 ،‬أن تت�أثر احلوافز بجهد العامل ون�شاطه‬ ‫وهو ال�شركة الراعية للبطاقة ولي�س البنك‬
‫مع العو�ض الأ�سا�س امل�ستحق ب�أ�صل العقد‪ ،‬و�أدائه فع ًال‪.‬‬ ‫املقر�ض‪.‬‬
‫وذل ��ك مقابل ح�سن �أدائ ��ه وعمله‪ ،‬ال��ذي ‪� -4‬أال يراعى فيها قر�ض العامل �إن وجد‪.‬‬ ‫وك �ل�ا ال �ت �خ��ري �ج�ين الأخ �ي�ري� ��ن ممكن‬
‫‪� -5‬أال حتدد �أو تعدل �إال بر�ضى الباذل‪.‬‬ ‫يقا�س يف �ضوء معيار متفق عليه‪.‬‬ ‫وحمتمل؛ ونتيجتهما باجلواز‪.‬‬
‫المــراجـع‬

‫الحـواالت‪ ،‬وفيهـا بيـان العالقـة بأنها‬ ‫موحـدة (العقـود التجاريـة للجبر‬ ‫(‪)8‬قرارات األهيل‪ 210/2‬عام ‪.2003‬‬ ‫(‪)1‬العقـود التجاريـة وعمليـات البنـوك‪،‬‬
‫سـمرسة‪ ،‬والقرار رقـم ‪ 87‬عام ‪،2009‬‬ ‫ص‪ )16‬فيدخـل يف ذلـك نشرات‬ ‫(‪)9‬القواعـد الفقهيـة (القواعـد النورانيـة)‬ ‫د‪.‬محمـد الجبر‪ ،‬ص ‪.286 – 284‬‬
‫وفيـه جـواز املشـاركة مـع البنـك‬ ‫الصكـوك‪ ،‬ونشرات الصناديـق‪.‬‬ ‫ص ‪.203‬‬ ‫(‪)2‬وقد يسـتخدم عقد الوكالة باالسـتثامر‪.‬‬
‫املراسـل يف رسـوم االعتمادات‪.‬‬ ‫(‪)16‬الئحـة أعمال األوراق املاليـة‪ ،‬هيئـة‬ ‫(‪)10‬قـرارات األهلي ‪ 199 – 198/2‬عـام‬ ‫ويطلـق عليـه يف عـدد مـن املصـادر‬
‫(‪)23‬التأمين التكافلي مـن خلال الوقف‪،‬‬ ‫السـوق املاليـة‪.‬‬ ‫‪.2002‬‬ ‫الرشعيـة (الحسـاب االسـتثامري)‪،‬‬
‫د ‪.‬يوسـف الشبييل‪ ،‬ص‪ ،20 19‬توزيع‬ ‫(‪)17‬مذكـرة املـادة التحضرييـة لشـهادة‬ ‫(‪ )11‬الضوابط املستخلصة رقم ‪.479‬‬ ‫كما يف املعيـار الرشعـي رقـم ‪،40‬‬
‫الفائـض التأمينـي من االشتراكات‪ ،‬د‪.‬‬ ‫التعامـل بـاألورق املاليـة؛ ترشيعـات‬ ‫(‪ )12‬قـرار الهيئـة الرشعيـة ملصرف اإلمنـاء‬ ‫وقـرارات مجمـع الفقـه اإلسلامي‪.‬‬
‫عبدالسـتار أبو غـدة ‪ ،240/12‬تحفيز‬ ‫األوراق املاليـة‪ ،‬وعمليـات األوراق‬ ‫رقـم ‪ 144‬عـام ‪.2009‬‬ ‫بينما يقصـد بالحسـاب االسـتثامري‬
‫رشكـة اإلدارة مـن الفائـض‪ ،‬د‪ .‬صالـح‬ ‫املاليـة‪ ،‬هيئـة السـوق املاليـة‪.‬‬ ‫(‪)13‬نشرات عـدد مـن الصكـوك‪ ،‬وينظـر‬ ‫يف أنظمـة اململكـة‪ :‬حسـاب األوراق‬
‫الجربوع‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫(‪)18‬مل ينجـح االكتتـاب‪ ،‬وكانـت الرشكـة‬ ‫قـرارات األهلي ‪.178/2‬‬ ‫املاليـة كاألسـهم املربـوط باملحفظـة‬
‫(‪)24‬ال يدخـل يف ذلـك حافـز الخصـم‬ ‫مسـاهمة مقفلـة‪ ،‬وترغـب التحـول‬ ‫(‪)14‬دراسـات املعايير الرشعيـة‪،978/2‬‬ ‫االسـتثامرية‪ ،‬وذلـك يف الشركات‬
‫إىل عامـة‪ ،‬ولديهـا إشـكاالت نظاميـة‪،‬‬ ‫بحـوث وفتاوى يف االقتصاد اإلسلامي‬ ‫االسـتثامرية (رشكات الوسـاطة املالية)‬
‫يف املرابحـة (املنتـج البديـل للربـح‬
‫فلـم تتمكن مـن اسـتكامل إجراءاتها‬ ‫‪ ،45/4‬أبحـاث ندوة مسـتقبل العمل‬ ‫بـإرشاف هيئـة السـوق املاليـة‪ ،‬ولـذا‬
‫املتغير)؛ لعـدم ارتباطـه بـأداء‬
‫النظاميـة‪.‬‬ ‫املصريف اإلسلامي ‪.311/4‬‬ ‫اخترت التعبير بالوديعـة االسـتثامرية‪.‬‬
‫العميـل‪ ،‬وإمنـا بـأداء املـؤرش‪.‬‬
‫(‪)19‬الئحـة أعمال األوراق املاليـة‪ ،‬هيئـة‬ ‫(‪)15‬يف تحديـد املقصـود بعقـود اإلذعـان‬ ‫(‪)3‬وهـو منتـج التـورق العكسي‪ ،‬أو‬
‫(‪)25‬املغنـي ‪ 21/7‬و‪ ،109/6‬األخبـار‬ ‫مقلـوب التـورق‪ ،‬ويسـمى أحيانـاً‬
‫السـوق املاليـة‪.‬‬ ‫يف القانـون اتجاهـان‪ :‬االتجـاه األول‪:‬‬
‫العلميـة‪ ،‬ص ‪ ،198‬إعلام املوقعين‬
‫(‪)20‬ينظـر‪ :‬تعريـف البنـك املراسـل يف‬ ‫أنـه خـاص بالسـلع والخدمـات‬ ‫(االسـتثامر املبـارش) ‪.‬‬
‫‪ ،278/3‬فتـاوى اللجنـة الدامئـة‬ ‫كتـاب‪ :‬املعايير الرشعيـة‪ ،‬ملحـق‬ ‫الرضوريـة املحتكـرة‪ .‬ومـال لهـذا‬ ‫(‪)4‬التنضيـد الحقيقـي هـو تسـييل أصول‬
‫‪ ،168/13‬قـرار مجمـع الفقـه‬ ‫معيـار االعتمادات املسـتندية‪،‬‬ ‫قـرار مجمـع الفقـه اإلسلامي الدويل‬ ‫املضاربـة‪ ،‬أي‪ :‬بيـع األصـول وتحويلهـا‬
‫اإلسلامي بشـأن البيع بالتقسيط عام‬ ‫ص ‪.418‬‬ ‫بشـأن عقـود اإلذعـان عـام ‪1423‬‬ ‫إىل نقـود‪ ،‬وتحصيل الديـون‪ .‬والتنضيد‬
‫‪1412‬هــ‪ ،‬ومعيـار املرابحـة بنـد ‪.9/5‬‬ ‫(‪)21‬ينظـر‪ :‬تعريـف الشـيكات السـياحية‬ ‫ه‪ ،‬واملعيـار الرشعـي رقـم ‪ 38‬بشـأن‬ ‫الحكمـي‪ :‬تقويم تلك األصول بسـعرها‬
‫(‪v )26‬املواضـع السـابقة‪ .‬وقـرار هيئـة‬ ‫يف كتـاب‪ :‬املعايير الرشعيـة‪ ،‬ملحـق‬ ‫التعاملات املاليـة باإلنرتنـت‪ ،‬بنـد‬ ‫يف السـوق‪ .‬املعيـار الرشعـي رقم ‪.40‬‬
‫الراجحـي رقـم ‪ ،290‬عـام ‪1418‬هــ‪،‬‬ ‫معيـار األوراق التجاريـة‪ ،‬ص‪.460‬‬ ‫‪ .1/3/8‬واالتجـاه الثـاين‪ :‬أنـه يشـمل‬ ‫(‪)5‬أدوات االسـتثامر يف أسـواق رأس املال‪،‬‬
‫وتحفـظ بعـض أعضـاء هيئـة البلاد‬ ‫(‪)22‬قـرار الهيئـة الرشعيـة ملصرف اإلمناء‬ ‫العقـود التـي تكـون رشوطهـا غير‬ ‫ص‪.147‬‬
‫على القـرار رقـم ‪ ،101‬عـام ‪.1429‬‬ ‫رقـم ‪ 48‬عـام ‪ ،2009‬وفيـه بيـان أن‬ ‫خاضعـة للتفـاوض‪ ،‬ومحـددة سـلفاً‬ ‫(‪)6‬أدوات االسـتثامر يف أسـواق رأس املال‪،‬‬
‫(‪)27‬قـرار الهيئة الرشعية لبنـك البالد رقم‬ ‫العالقـة التعاقديـة بين البنـك املحيل‬ ‫مـن أحـد األطراف‪ .‬وأخـذ بهذا قانون‬ ‫ص‪.147‬‬
‫‪ 101‬عام ‪1429‬هـ‪.‬‬ ‫واملراسـل هـي عالقـة وكالـة‪ ،‬والقرار‬ ‫العقـود الفرنسي الجديـد الصـادر‬ ‫(‪)7‬قـرارات األهلي ‪ 202/2‬عـام ‪،2003‬‬
‫(‪)28‬املعيـار الرشعـي رقـم (‪ )19‬بشـأن‬ ‫رقـم ‪ 59‬عـام ‪ ،2009‬وفيـه جـواز‬ ‫عـام ‪2016‬م يف املـادة (‪ ،)1110‬وهذا‬ ‫و‪ 219/2‬عـام ‪ ،2004‬و‪ 232/2‬عـام‬
‫القـرض‪ ،‬بنـد ‪ 2/10‬جوائـز القـرض‪.‬‬ ‫املشـاركة مع البنك املراسـل يف رسوم‬ ‫يعنـي شـموله ألي عقـود منوذجيـة‬ ‫‪.2005‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪36‬‬
‫مقــال‬

‫دور الصناعة في التنمية االقتصادية‬


‫تويل حكومات الدول قطاع ال�صناعة اهتمام ًا كبري ًا وتعمل على تطويره باعتباره رافد ًا رئي�س ًا من روافد التنمية‬
‫االقت�صادية وحتقيق االكتفاء الذاتي واالزدهار االقت�صادي‪.‬‬
‫وتعرف ال�صناعة ب�أنها عملية حتويل املواد اخلام �إىل منتجات ذات فائدة‪ ..‬وتنق�سم ال�صناعة �إىل‪� :‬صناعات تقليدية؛‬ ‫محمد ماهر شمس‬
‫وت�شمل احلرف والأعمال اليدوية‪ ،‬وهي ب�سيطة ال حتتاج �إىل معدات و�آالت معقدة مثل �أعمال الفخار واحلفر على‬ ‫باحث اقتصادي‬
‫املعادن واحلياكة والرتيكو‪ ،‬و�صناعات حديثة تعتمد على امل�صانع واملعامل ويلزمها معدات ثقيلة لتحويل املواد الأولية‬
‫�إىل مواد �أخرى‪.‬‬
‫ومن مقومات �إقامة ال�صناعة الوطنية‪:‬‬
‫‪ -‬املوقع اجلغرايف املنا�سب القريب من املواد اخلام ومن م�صادر الطاقة الالزمة للت�شغيل‪.‬‬
‫‪� -‬ضرورة توفر املواد اخلام الالزمة لل�صناعة بدال من ا�ستريادها وما يرتتب عليه من �أعباء‪.‬‬
‫‪ -‬توفر الأيدي العاملة املاهرة �أمر �ضروري لإقامة �صناعة وطنية ناجحة‪.‬‬
‫‪ -‬توفر الطرق واملوا�صالت الالزمة لنقل العمال واملواد اخلام �إىل امل�صانع‪ ،‬وكذلك نقل املنتجات التي يتم �إنتاجها �إىل‬
‫الأ�سواق املحلية �أو �إىل موانئ الت�صدير‪.‬‬
‫‪ -‬ر�أ�س املال الالزم للوفاء بكل متطلبات �إقامة ال�صناعة من �شراء الأر���ض و�إقامة املن�ش�أة وتوفري الآالت واملعدات‬
‫الالزمة ودفع رواتب العاملني بامل�شروع‬
‫‪� -‬أهمية توفر الأ�سواق الالزمة لت�صريف الإنتاج‪.‬‬
‫‪� -‬ضرورة توفر م�صادر الطاقة واملياه الالزمة لت�شغيل املن�ش�أة ال�صناعية‪.‬‬
‫‪� -‬سيا�سة الدولة الداعمة لإقامة �صناعة وطنية ناجحة عن طريق حزمة الت�شريعات والإج���راءات اجلاذبة‬
‫لال�ستثمار ال�صناعي وخلق البيئة املنا�سبة له‪.‬‬
‫�أهمية ال�صناعة يف االقت�صاد الوطني‪:‬‬
‫‪ -‬تعمل على توفري فر�ص عمل ووظائف يف العديد من املجاالت مما ي�ؤدي �إىل حل م�شكلة البطالة والفقر ورفع م�ستوى‬
‫املعي�شة‪.‬‬
‫‪ -‬توفري املنتجات امل�صنعة حملي ًا وب�أ�سعار منا�سبة للمواطنني‪.‬‬
‫‪ -‬تقلي�ص اال�سترياد من اخلارج‪ ،‬الأمر الذي ي�ؤدي �إىل خف�ض ال�ضغوط على املوازنة العامة للدولة وحت�سني ميزان‬
‫املدفوعات‪.‬‬
‫‪� -‬إمكانية الت�صدير‪ ،‬وهذا يرتتب عليه زيادة ح�صيلة املوازنة العامة من العمالت الأجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬ت�سهم ال�صناعة يف تطوير كثري من القطاعات الأخرى عن طريق املنتجات التي تقدمها خلدمة هذه القطاعات مثل‪:‬‬
‫الزراعة‪ ،‬التجارة‪ ،‬النقل‪ ،‬التعليم‪ ،‬ال�سياحة‪.‬‬
‫‪ -‬ي�ؤدي التقدم ال�صناعي �إىل حتقيق االزدهار االقت�صادي للدولة عن طريق حتقيق االكتفاء الذاتي وتدعيم الناجت‬
‫املحلي الإجمايل مما ي�ؤدي �إىل زيادة ثروة ورفاهية ال�شعوب‪.‬‬
‫‪ -‬ي�ساعد التقدم ال�صناعي يف تعزيز اال�ستقالل االقت�صادي وال�سيا�سي بعيد ًا عن التبعية للخارج املرتتبة على ا�سترياد‬
‫ال�سلع الرئي�سة والتكنولوجيا‪.‬‬
‫العالقة بني املجتمع وال�صناعة‪:‬‬
‫‪ -‬يف املجتمعات املتقدمة تعترب ال�صناعة و�سيلة ت�ساعد على توفري حاجات الأف��راد وحتقيق الرفاهية وتعزيز‬
‫اال�ستقالل ال�سيا�سي‪.‬‬
‫‪� -‬أما دول العامل الثالث ف�إن نظامها االقت�صادي تابع للدول الر�أ�سمالية من حيث ا�سترياد معظم ال�سلع‪ ،‬الأمر الذي‬
‫ينعك�س على �ضعف ال�صناعة من حيث املهارات والتقنيات امل�ستخدمة فيها‪ ،‬ومن ثم �ضعف الناجت القومي ‪.‬‬
‫‪ -‬يف املجتمعات العربية نالحظ �أن ال�صناعة �ضعيفة ومل حتقق التكامل االقت�صادي املطلوب‪ ،‬وتختلف من دولة لأخرى‬
‫ب�سبب اختالف الظروف والتطورات االقت�صادية فيها‪.‬‬
‫مما تقدم تت�ضح �أهمية ال�صناعة يف حتقيق التنمية واالزدهار االقت�صادي ورفاهية ال�شعوب‪ ،‬الأمر الذي يدعو �إىل‬
‫�ضرورة اهتمام الدول العربية ب�إقامة �صناعات تكاملية فيما بينها تفي باحتياجات ال�شعوب العربية وتعمل على‬
‫ا�ستغالل ثرواتها وت�شغيل الأيدي العاملة وحتقيق الرفاهية واال�ستقالل االقت�صادي‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫مؤتمر‬

‫ندوة البركة الـ‪ 39‬لالقتصاد اإلسالمي‪:‬‬

‫دعوة إلى تطوير منتجات االقتصاد اإلسالمي‬


‫مناقشة مشروعية العقود الذكية و«البلوكتشين»‬

‫اختتمت ندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي في نسختها التاسعة والثالثين في جدة‪ ،‬والتي عقدت فعالياتها يومي ‪ 8‬و‪9‬رمضان‬
‫‪1440‬هـ‪ ،‬والذي يوافقه ‪ 13‬و‪ 14‬مايو ‪ ،2019‬بحضور أكثر من ‪ 500‬شخصية بارزة في مجال االقتصاد والتمويل اإلسالمي يمثلون‬
‫غالبية دول العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫وقد استهل الشيخ صالح كامل‪ ،‬رئيس مجموعة البركة المصرفية‪ ،‬رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية ورئيس مجلس أمناء وقف اقرأ لإلنماء والتشغيل‪ ،‬كلمته االفتتاحية برفع أطيب األمنيات في شهر رمضان المبارك‬
‫لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده األمير محمد بن سلمان‪.‬‬

‫جدة ‪« -‬االقتصاد اإلسالمي»‪:‬‬

‫والعم�ل ال�د�ؤوب للم�ؤ�س�سين والقائمين عل�ى امل�ؤ�س�س�ات امل�صرفي�ة‬ ‫وق�ال يف كلمت�ه االفتتاحي�ة �إن امل�ش�ارك يف ر�ؤي�ة ‪ 2030‬الت�ي‬
‫يرا‪ ،‬ولك�ن عندم�ا �أن�ش��أنا ه�ذه امل�سيرة‬ ‫الإ�سلامية‪ ،‬فجزاه�م اهلل خ ً‬ ‫و�ضعه�ا ويل العه�د الأمير حمم�د ب�ن �س�لمان الت�ي ت�ضم�ن الكثري من‬
‫كان هدفه�ا �أن نبر�أ �إىل اهلل م�ن الرب�ا‪ ،‬فمقا�ص�د البي�ع تختلف كثري ًا‬ ‫الت�صحي�ح‪� ،‬ستنعك��س يف حديث�ي الي�وم ال�ذي ين�صب عل�ى الت�صحيح‬
‫ع�ن مقا�ص�د الرب�ا‪ ،‬فالبيع معناه �أنني �أريد �أن �أ�شتري �ش�يئ ًا �أ�س�تعمله‬ ‫يف البن�وك الإ�سلامية‪ ،‬فبالرغ�م م�ن بلوغن�ا م�ا يق�ارب اخلم�سين‬
‫�أو �أتاج�ر في�ه ولي��س لأن �أح�ص�ل على نقد �أقل ث�م �أدفع نق�د ًا �آخر و�أنا‬ ‫عام� ًا يف امل�ص�ارف الإ�سلامية‪� ،‬إال �أن�ه الي�زال �أمامن�ا الكثير حت�ى‬
‫مل �أ�س�تلم �س�لعة‪.‬‬ ‫ن�س�تطيع �أن ن�ص�ل ملقا�ص�د ومع�اين االقت�صاد الإ�سلامي الت�ي �أهملنا‬
‫قائلا‪ :‬هن�ا‪ ..‬وبالرغ�م م�ن اخلير والربك�ة‬ ‫و�أ�ض�اف �صال�ح كام�ل ً‬ ‫يف م�سيرتها بع�د الع�ش�ر ال�س�نوات الأوىل املقا�ص�د وجعلن�ا اهتمامن�ا‬
‫ومن الفتاوي ال�شرعية ونحوها نحن نطمح باملزيد‪ ،‬وكوين الآن �أجل�س‬ ‫بالآلي�ات‪ ،‬ومل نهت�م بابتكار منتجات �إ�سلامية م�س�توحاة من مقا�صد‬
‫ما بني رئي�س البنك اال�سالمي للتنمية الدكتور بندر حجار و�أمني عام‬ ‫ال�ش�ريعة‪ ،‬بل حتى وانح�صر العمل على �إيجاد خمارج �شرعية لكل ما‬
‫جمم�ع الفقه الإ�سلامي الدكتور عبدال�سلام العب�ادي ويف وجود ندوة‬ ‫هو موجود يف الغرب‪ ،‬ونحن هنا ال ميكن �أن نتجاهل اجلهود املبذولة‬
‫الربك�ة باعتباره�ا ق�د قطع�ت ‪ 40‬عام ًا يف م�ش�وار تطوي�ر �أدوات نابعة‬
‫م�ن حاجتن�ا خا�ضع�ة ملقا�ص�د ال�ش�ريعة ولي��س فق�ط حماول�ة �إيج�اد‬
‫حل�ول لق�ضي�ة‪ ،‬فنح�ن ظلمن�ا االقت�ص�اد الإ�سلامي عندم�ا ح�صرن�اه‬
‫يف البن�وك الإ�سلامية وعندم�ا بد�أن�ا امل�سيرة من�ذ �أكثر م�ن ‪ 40‬عام ًا‬
‫بد�أن�ا يف بن�وك في�ص�ل يف ال�س�ودان وم�ص�ر وبن�ك دب�ي الإ�سلامي‪..‬‬
‫وغريه�ا‪ ،‬وق�د كن�ا منار��س التج�ارة واال�س�تثمار ونتلق�ى الأم�وال‬
‫لال�ستثمار ويف احل�سابات اجلارية‪ ،‬وتطورت البنوك التجارية‪ ،‬ووجد‬
‫كثير م�ن البنوك يف الغ�رب �أنظمة تتطابق مع نظ�م و�آليات االقت�صاد‬
‫الإ�سلامي‪ ،‬فلم�اذا انح�صرن�ا فق�ط يف النم�وذج التج�اري‪.‬‬
‫جانب من الحضور‬
‫و�ش�دد كام�ل عل�ى �ض�رورة الع�ودة �إىل م�ا ب�د�أت ب�ه امل�سيرة بثالث�ة‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪38‬‬
‫م�ن التغيرات احلثيث�ة والتط�ورات املتالحق�ة الت�ي‬ ‫�أذرع م�ن بن�وك ا�س�تثمار و�ش�ركات ا�س�تثمار‪،‬‬
‫تغ�ش�ى الأدوات املالية الإ�سلامية‪ ،‬حيث فر�ض هذا‬ ‫والب�د �أن يك�ون ثالثهم�ا البن�ك التج�اري‪ ،‬فالثالث�ة‬
‫التطور على الفقهاء مناق�ش�ة و�إيجاد حلول �ش�رعية‬ ‫ميثل�ون منظومة واح�دة لتخ�ضع كل عملية لل�س�لطة‬
‫مل�س�ائل يف غاي�ة الأهمي�ة يف معاملات امل�ؤ�س�س�ات‬ ‫الإ�ش�رافية الت�ي تتبعه�ا‪ ،‬وال نتب�ع البن�وك املركزي�ة‬
‫املالي�ة الإ�سلامية عام�ة‪ ،‬منه�ا جزئي�ات تطبيقي�ة‬ ‫التي �أنظمتها معروفة‪ ،‬مقرتح ًا �إن�شاء هيئة لتطوير‬
‫�أفرزه�ا �إ�ص�دارات ال�صك�وك اال�س�تثمارية‪ ،‬ظهرت‬ ‫منتج�ات م�ن االقت�ص�اد الإ�سلامي نف�س�ه ولي��س‬
‫صالح كامل‬
‫ب�ش�كل جل�ي يف امل�س�تندات املتعلق�ة ب�إ�ص�دارات‬ ‫لتحري�ر املنتج�ات م�ن االقت�ص�اد الغرب�ي وحتويلها‬
‫ال�صك�وك وتطبيقاته�ا‪.‬‬ ‫�إىل اقت�ص�اد الإ�سلامي‪.‬‬
‫قائلا‪ :‬با�س�تقراء م�س�تندات �إ�ص�دارات ال�صك�وك جن�د‬ ‫و�أ�ض�اف ً‬
‫�أن ه�ذه امل�س�ائل مبعثرة يف �أماك�ن متفرقة منه�ا‪ ،‬وتتم الإ�ش�ارة �إليها‬ ‫صكوك رأس المال‬
‫ت�ضمن�ت اجلل�س�ة الأوىل للن�دوة ع�دة حم�اور مهم�ة‪� ،‬أوله�ا مو�ض�وع يف �ش�كل هيكل�ة معين�ة �أو ق�ضي�ة فقهي�ة ط�ر�أت عن�د �إع�داد العق�ود‬
‫«�صك�وك ر�أ��س امل�ال امل�س�اند»‪ ،‬حي�ث �أو�ض�ح الأمين الع�امل ال�س�ابق �أو ن�ش�رات �إ�ص�دار ال�صك�وك‪ ،‬م� ً‬
‫شيرا �إىل �أن الفقه�اء املعا�صري�ن‬
‫للمرك�ز الإ�سلامي ال�دويل للم�صاحل�ة والتحكي�م يف دول�ة الإم�ارات وخبراء االقت�ص�اد الإ�سلامي عل�ى تن�وع اجتاهاته�م ي�ؤك�دون عل�ى‬
‫الدكت�ور عبدال�س�تار اخلويل�دي خلال بحث�ه حت�ت عن�وان «�صك�وك �ض�رورة اعتم�اد ال�صريف�ة الإ�سلامية �أو االقت�ص�اد الإ�سلامي نظ�ام‬
‫ر�أ��س امل�ال الإ�ضايف» �أن الإطار العام للجنة ب�ازل ‪ 3‬باعتبارها منطلق امل�ش�اركات الت�ي فيه�ا خماط�ر يقابله�ا رب�ح جم�ز وال �ضم�ان فيه�ا‪،‬‬
‫الت�ش�ريعات امل�صرفي�ة واملعايير الدولية هي جمموعة م�ن الإجراءات وجتن�ب �صي�غ التموي�ل ما �أمك�ن‪ ،‬لأن �صيغ امل�ش�اركات ه�ي التي حتقق‬
‫مت اتخاذه�ا بتوجيه من جمموعة الع�ش�رين غر�ضها معاجلة مبا�ش�رة الأهداف ال�سامية لالقت�صاد الإ�سالمي‪ ،‬ومع ذلك يجب تقرير القول‬
‫�ال �أو‬
‫ورد فع�ل عامل�ي عل�ى م�ا �أفرزت�ه الأزم�ة املالي�ة ‪ 2009 - 2007‬م�ن ب��أن وج�ود خماط�ر ونف�ي ال�ضم�ان و�إمكاني�ة اخل�س�ارة ب�ش�كل ع ٍ‬
‫�ضع�ف �إج�راءات امللاءة املالي�ة ما قبل الأزم�ة وذلك بتعزي�ز اجلانب مت�دن يف �أي منت�ج ال يعني بال�ضرورة �أن هذا املنتج �ش�رعي �أو �أح�س�ن‬
‫التنظيم�ي لتحقي�ق حت�سين ج�ودة امل�وارد الذاتي�ة التنظيمي�ة للبن�وك ب�سبب وجود املخاطرة‪� ،‬أو انتفاء ال�ضمان‪ ،‬حيث �إن املخاطرة وانتفاء‬
‫ب�إعط�اء الأهمي�ة لقدرة البن�وك على امت�صا�ص اخل�س�ائر مع موا�صلة ال�ضم�ان ال تكفي�ان وحدهم�ا لإ�ضفاء ال�ش�رعية على هيكل�ة �أو منتج �أو‬
‫الن�ش�اط وذل�ك يف �ش�كل �أ�س�هم �أو م�ا يف حكمه�ا‪ ،‬وكذل�ك الرتفي�ع يف معامل�ة معين�ة‪ ،‬و�إال ل�زم م�ن ذل�ك ج�واز جمموع�ة كبيرة م�ن هي�اكل‬
‫م�س�توى متطلب�ات امل�وارد الذاتي�ة ل�ضم�ان �صالب�ة البن�وك ومنحه�ا املعاملات الت�ي ت�أخ�ذ �صف�ة القمار ب�س�بب ع�دم وجود �ضم�ان وحتقق‬
‫خطوط� ًا دفاعي�ة ملواجه�ة اخل�س�ائر يف زم�ن الأزم�ات‪ ،‬كذل�ك تعزي�ز املخاط�رة العالي�ة‪.‬‬
‫بدوره تناول الدكتور خالد ال�س�ياري‪� ،‬أ�س�تاذ الفقه املقارن بجامعة‬ ‫ت�ش�خي�ص املخاط�ر وتغطيته�ا‪ ،‬و�أخيرا تخفي��ض التقلب�ات الدوري�ة‬
‫االقت�صادي�ة ع�ن طري�ق هوام��ش �إ�ضافي�ة ملواجه�ة التقلب�ات الدوري�ة الإم�ام حمم�د ب�ن �س�عود بالريا��ض يف بحث�ه املتعل�ق بـ»ال�صك�وك‬
‫الدائم�ة الإ�ضافي�ة الداعم�ة لر�أ��س م�ال البن�وك يف �ض�وء معايير‬ ‫واملحافظ�ة عل�ى ر�أ��س امل�ال‪.‬‬
‫م�ن جهت�ه �أ�ش�ار الدكت�ور حمم�د عربون�ة‪ ،‬املراق�ب ال�ش�رعي يف ب�ازل‪ »3‬والت�ي م�ن �ش��أنها تخفي�ف ال�ضغ�وط عل�ى البن�وك الت�ي ق�د‬
‫م�ص�رف ال�سلام البحرين�ي‪ ،‬يف بحث�ه «�صكوك ال�ش�ق الأول من ر�أ��س جت�د �صعوب�ة يف جمع ر�ؤو��س �أموال‪« :‬ميكن تعريف �صكوك ال�ش�ريحة‬
‫امل�ال ومتطلبات ب�ازل ‪ 3‬يف ميزان ال�ضوابط واملبادئ ال�ش�رعية لعقود الأوىل ب�أنه�ا �أوراق مالي�ة دائم�ة ي�صدره�ا بن�ك وف�ق عق�د امل�ش�اركة‬
‫امل�ش�اركات وامل�س�اهمات» �أن ال�صريف�ة الإ�سلامية ت�ش�هد مرحل�ة ق�ادرة عل�ى امت�صا��ص خ�س�ائره‪ ،‬وه�ي ال�صك�وك الت�ي يح�ص�ل به�ا‬
‫متقدم�ة م�ن التطوي�ر والقب�ول‪ ،‬فخلال �أربع�ة عق�ود حدث�ت تغيرات البنك الإ�سالمي على ر�أ�س مال �إ�ضايف يكون مع ر�أ�س املال الأ�صلي»‪،‬‬
‫وتط�ورات جم�ة عل�ى �صي�غ التموي�ل واال�س�تثمار يف امل�ؤ�س�س�ات املالي�ة و�أ�ض�اف �أن هن�اك م�س�ائل م�س�تجدة يف ق�ضاي�ا ال�صك�وك الت�ي‬
‫الإ�سلامية‪ ،‬وم�ا برح�ت امل�ؤ�س�س�ات املالي�ة الإ�سلامية تواج�ه مزي�د ًا ت�صدره�ا البن�وك املتمثل�ة ملعايير جلن�ة ب�ازل للرقاب�ة امل�صرفية‬

‫‪39‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫مؤتمر‬

‫ث�م تنفي�ذ بنوده ب�ش�كل تلقائي مبجرد حتق�ق �أحداث معينة �أو �ش�روط‬ ‫يف ن�س�ختها الثالث�ة لغر��ض دع�م وتعزي�ز قاع�دة ر�أ��س م�ال البن�وك‪،‬‬
‫حم�ددة م�س�بق ًا‪ ،‬حي�ث متتل�ك العقود الذكي�ة عدة خ�صائ��ص متيزها‬ ‫حلمايته�ا م�ن التعثر والإفال��س غير املتوق�ع لالطمئن�ان عل�ى ع�دم‬
‫عن العقود التقليدية‪ ،‬تتمثل �أو ًال يف ا�ستقاللية الأطراف املتعاقدة‪� ،‬إذ‬ ‫تك�رار الأزم�ة املالي�ة العاملي�ة ‪ ،2008‬لذل�ك تكم�ن �أهمي�ة املو�ض�وع‬
‫ال توج�د حاجة �إىل �س�لطة مركزية‪ ،‬وثاني� ًا اخل�صائ�ص التي تتمثل يف‬ ‫يف �أن �إ�ص�دارات �صك�وك ال�ش�ريحة الأوىل �آخ�ذه يف النم�و واالنت�ش�ار‬
‫امل�س�توى العايل من الأمن واحلماية مم�ا مينع حدوث �أي جتاوزات �أو‬ ‫ل�ض�رورة حتقي�ق املتطلب�ات النظامي�ة يف معايير كف�اءة ر�أ��س م�ال‬
‫�أي عملي�ات تزوي�ر‪� ،‬أم�ا اخلا�صية الثالثة فتتمثل يف ال�ش�فافية املطلقة‬ ‫البن�وك‪� ،‬إ�ضاف�ة �إىل �إن�ش�اء �صنادي�ق ا�س�تثمارية مقي�دة باال�س�تثمار‬
‫يف تنفي�ذ العق�د الذك�ي؛ �إذ ميك�ن ل�كل ط�رف �أن يطل�ع عل�ى �أح�كام‬ ‫يف ه�ذا الن�وع اخلا��ص م�ن ال�صك�وك‪.‬‬
‫و�ش�روط وو�ضعي�ة العق�د حلظ�ة بلحظ�ة‪ ،‬كل ه�ذا م�ن �ش��أنه الق�ض�اء‬ ‫وتاب�ع م�ن املعل�وم �أن �إفال��س �ش�ركات امل�س�اهمة العام�ة ي�ؤث�ر يف‬
‫عل�ى �أي منازع�ات ق�د تن�ش�ب بين الأط�راف املتعاق�دة مبج�رد انته�اء‬ ‫اقت�صاد الدولة ما ال ي�ؤثر فيه �إفال�س امل�ؤ�س�سات الفردية �أو ال�شركات‬
‫العق�د‪� .‬أم�ا اخلا�صي�ة الرابع�ة فتتمث�ل يف تقلي��ص تكالي�ف ال�صفق�ة‬ ‫اخلا�ص�ة‪ ،‬فكي�ف �إذا كان الإفال��س م�ن �ش�ركة م�س�اهمة عام�ة يف‬
‫م�ن خالل �إلغاء دور الأطراف الو�س�يطة كاملحامني‪ ،‬ال�ش�هود‪ ،‬البنوك‬ ‫الن�ش�اط امل�ص�ريف (البن�وك) ف��إن خط�ورة �إفال�س�ها وت�أث�ر اقت�ص�اد‬
‫يرا ف�إن اخلا�صية اخلام�س�ة تتمثل يف امل�س�توى العايل‬‫‪..‬وغريه�ا‪ ،‬و�أخ ً‬ ‫الدول�ة به�ا �أكثر عمق ًا و�أ�ش�د �أث�ر ًا‪ ،‬وهذا الذي يف�س�ر تدخ�ل كثري من‬
‫م�ن الدقة يف تنفيذ بن�ود العقد‪.‬‬ ‫ال�دول و�إح�كام قب�ضته�ا عل�ى البن�وك بكثير م�ن ال�ش�روط والقي�ود‬
‫قائلا‪ :‬لق�د �أدى التط�ور الكبير للتكنولوجي�ا‬ ‫و�أ�ض�اف البلو�ش�ي ً‬ ‫والقواع�د م�ا ال يوج�د ل�دى غريه�ا م�ن ال�ش�ركات الأخ�رى ب�أن�ش�طتها‬
‫�إىل الت�أثير عل�ى ال�صناع�ة امل�صرفي�ة‪ ،‬فم�ن الناحي�ة التاريخي�ة جند‬ ‫املختلف�ة‪ ،‬م�ست�ش�هد ًا مب�ا ج�اء يف التقري�ر ال�س�نوي مل�ؤ�س�س�ة النق�د‬
‫�أن �س�رعة تبن�ي امل�ص�ارف ملختل�ف �أن�واع التكنولوجي�ا كان�ت بطيئ�ة‬ ‫العرب�ي ال�س�عودي والت�ي وا�صل�ت جهودهـ�ا فـ�ي توجيـ�ه امل�صـ�ارف‬
‫خ�صو�ص� ًا �إذا م�ا مت�ت مقارنته�ا ب�س�رعة التط�ورات التكنولوجي�ة‪،‬‬ ‫التجاريـ�ة لاللتـ�زام بتطبيـ�ق معاييـ�ر جلنـ�ة بـ�ازل للرقابـ�ة امل�صرفيـة‬
‫مم�ا �أدى �إىل ظه�ور فج�وة كبيرة �أث�رت ب�ش�كل �س�لبي على امل�ؤ�س�س�ات‬ ‫املتعلقـ�ة مبعيـ�ار كفايـ�ة ر�أ��س املـ�ال علـ�ى �أ�سـ�ا�س املخاطـ�ر‪ ،‬ومـ�ن‬
‫امل�صرفي�ة عموم� ًا وعل�ى امل�س�تهلك خ�صو�ص� ًا‪ ،‬ويرج�ع ه�ذا الت�أخر يف‬ ‫�ضمـ�ن ذلـ�ك و�ضـ�ع �إجـ�راءات التقييـ�م الداخليـ�ة لكفايـ�ة ال�سـ�يولة‬
‫تبن�ي التكنولوجي�ا احلديث�ة م�ن جان�ب امل�ص�ارف �إىل الأزم�ة املالي�ة‬ ‫التـ�ي دخلـ�ت حيـ�ز التنفيـ�ذ فـ�ي ‪ ،2018‬وذلـ�ك ملواكبـ�ة تعليمـ�ات‬
‫الت�ي �أث�رت عل�ى االقت�ص�اد العامل�ي ب�س�بب االن�ش�غال بالت�ش�ريعات‬ ‫بـ�ازل‪ 3‬التـ�ي ت�ؤكـ�د علـ�ى �ضـرورة قيـ�ا�س ومراقبـ�ة خماطـ�ر ال�سـيولة‪،‬‬
‫امل�س�تجدة للح�د م�ن الأزم�ة املالي�ة‪ ،‬و�صعوب�ة متوي�ل م�ش�روعات‬ ‫ونظـ�ر ًا لقيـ�ام امل�صـ�ارف بتطبيـ�ق هذه املعايري ب�شـ�كل ا�سـ�تباقي منـذ‬
‫التكنولوجي�ا ب�س�بب الأو�ض�اع املالي�ة للم�ص�ارف‪.‬‬ ‫بدايـ�ة عـ�ام‪ ،2016‬كم�ا �أن امل�ؤ�س�س�ة تتاب�ع ذلـ�ك وحت�دد �أي فجـ�وات‬
‫فـ�ي التطبيـ�ق ملعاجلتهـ�ا وااللتـ�زام بـ��أي حتديثـ�ات تط�ر�أ عليهـ�ا‪ .‬كم�ا‬
‫�أ�صدرت امل�ؤ�س�سـة املبـادئ التوجيهيـة لإدارة وقيـا�س خماطـر التدخـل مواكبة المستجدات‬
‫ال�صـ�ادرة عـن جلنـة بـازل للرقابـة امل�صرفيـة لغـر�ض تعزيـز الرقابـة وح�ول مو�ض�وع العق�ود الذكي�ة ق�ال الدكت�ور عبدال�س�تار �أب�و غ�دة‪� :‬إن‬
‫لنظـ�ام م�صرفيـ�ة الظـ�ل وتخفيـ�ف املخاطـ�ر النظاميـ�ة املحتملـ�ة التعام�ل امل�ايل جمال�ه وا�س�ع ومتع�دد با�س�تمرار‪ ،‬والتعام�ل م�ع ه�ذه‬
‫امل�س�تجدات (مثل العقود الذكية) يتجاذبه �أمران؛ املواكبة الع�صرية‬ ‫املرتبطـ�ة بهـ�ا‪.‬‬
‫ل�كل ما يطرح يف جم�ال امل�صرفي�ة‪ ،‬وااللتزام ال�ش�رعي‪ ،‬حيث تعر�ض‬
‫كل امل�س�تجدات عل�ى ال�ش�ريعة م�ن خلال فق�ه املعامالت‪ ،‬ف��إذا توافق‬ ‫العقود الذكية‬
‫وجاءت اجلل�س�ة الثانية حتت عن�وان‪ :‬العقود الذكية والبنوك الرقمية معه�ا �أخ�ذ ب�ه‪ ،‬و�إذا تعار��ض فينبغ�ي البح�ث ع�ن البدي�ل امل�ش�روع �إذا‬
‫وعمليات «بلوك ت�شني» قدم خاللها ثالثة بحوث علمية‪ ،‬وحتدث �أحمد كان يلب�ي حاج�ة معتبرة و�إال فيهم�ل‪ ،‬وال جت�وز الهرول�ة ايل كل �أم�ر‬
‫البلو�ش�ي‪ ،‬نائ�ب رئي��س تقني�ة املعلومات مبجموع�ة الربك�ة امل�صرفية‪ ،‬جدي�د تطرح�ه الأو�س�اط امل�صرفي�ة التقليدي�ة‪.‬‬
‫و�أ�ض�اف �أب�و غ�دة ً‬
‫قائلا‪� :‬إن الطريق�ة املثل�ى للحك�م عل�ى املنت�ج‬ ‫وقال‪� :‬إن العقد الذكي يجمع طرفني �أو �أكرث‪ ،‬ميكن برجمته �إلكرتوني ًا‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪40‬‬
‫التمويل الزراعي‬ ‫ه�ي معرف�ة ماهيت�ه وت�ص�وره ب�ش�كل �صحي�ح دون االن�س�ياق وراء‬
‫وتطرقت اجلل�س�ة اخلتامية �إىل مو�ضوع تطوير و�س�ائل و�أدوات التمويل‬ ‫الرتوي�ج والت�س�ويق‪ ،‬م� ً‬
‫شيرا �إىل �أن مهم�ه الن�دوات الفقهي�ة �أن تواكب‬
‫الزراع�ي يف امل�ص�ارف الإ�سلامية‪ ،‬وتناول�ت متوي�ل القط�اع الزراع�ي‬ ‫امل�س�تجدات م�ن خالل االجته�اد اجلماعي لإيجاد احلل�ول ال�صحيحة‬
‫يف ال�س�ودان وجت�ارب التموي�ل يف بع��ض ال�دول الأخ�رى‪� ،‬إذ ميث�ل ع�دم‬ ‫مل�ا يط�رح م�ن منتج�ات كلم�ا وج�د الدلي�ل �إىل ذل�ك‪ ،‬ف��إن كان املنت�ج‬
‫توف�ر التموي�ل �أحد �أهم املعوق�ات يف جتويد املنتج الزراعي والتو�س�ع يف‬ ‫جمافي ًا لل�شرع كان من الواجب �إيجاد البدائل التي تغني عن املخالفة‬
‫ال�ص�ادرات الزراعي�ة‪ ،‬و�أن هن�اك حاج�ة ما�س�ة لبن�اء م�ؤ�س�س�ات متويل‬ ‫ال�ش�رعية‪.‬‬
‫ملقابل�ة الطل�ب الكبري عل�ى التمويل يف املج�ال الزراعي وزي�ادة عمليات‬
‫الت�صدير‪.‬‬ ‫التحوط في المعامالت المالية‬
‫وتن�اول الدكتور �أحمد جمذوب‪ ،‬عميد كلي�ة الأفق للعلوم والتكنلوجيا‬ ‫ويف الي�وم الث�اين تن�اول امل�ش�اركون يف اجلل�س�ة الثالث�ة الق�رارات‬
‫بجهورية ال�س�ودان‪ ،‬امل�ش�كالت ال�ش�رعية يف تطبيق�ات التمويل الزراعي‬ ‫ال�ص�ادرة ع�ن جمم�ع الفق�ه الإ�سلامي فيم�ا يتعل�ق بعملي�ة التح�وط‬
‫واحلل�ول املتاح�ة‪ ،‬مبين� ًا �أن�ه ال توج�د �صيغ�ة واح�دة جامع�ة ميك�ن �أن‬ ‫وم�دى الت�زام امل�ؤ�س�س�ات املالي�ة الإ�سلامية بتطبيق�ه‪.‬‬
‫يت�م به�ا متوي�ل جمي�ع احتياج�ات الإنت�اج الزراع�ي‪ ،‬لتع�دد احتياجات�ه‬ ‫و�أو�ض�ح الدكت�ور العيا�ش�ي ف�داد‪ ،‬ع�ضو جمموع�ة البنك الإ�سلامي‬
‫وتن�وع مدخالت�ه واختلاف �أزمان�ه وكذل�ك اختلاف مواقع�ه ومنتجات�ه‬ ‫للتنمي�ة‪� ،‬أن التح�وط يف اال�صطلاح امل�ايل يعن�ي �إج�راءات منظم�ة‬
‫واملتعاملين فيه‪.‬‬ ‫لإدارة املخاط�ر بتحييده�ا �أو احل�د منه�ا �أو �إلغائه�ا‪ ،‬م�ن خلال نقلها‬
‫اجلدي�ر بالذك�ر �أن الن�دوة ناق�ش�ت ‪ 12‬بحث� ًا تناول�ت حم�اور الندوة؛‬ ‫�إىل ط�رف �آخ�ر‪ ،‬حي�ث يج�ب �أال تنط�وي �صي�غ التح�وط عل�ى الرب�ا �أو‬
‫كالت�ايل‪�« :‬صك�وك ر�أ��س امل�ال الإ�ض�ايف (ال�ش�ق الأول) ‪ ..‬الإط�ار‬ ‫تكون ذريعة �إليه‪ ،‬و�أال ت�شتمل على الغرر الفاح�ش‪ ،‬ملا يف ذلك من �أكل‬
‫القان�وين» للدكت�ور عبدال�س�تار اخلويل�دي‪�« .‬صك�وك ال�ش�ق الأول م�ن‬ ‫�أموال النا�س بالباطل‪ ،‬و�أن تكون ال�صيغة يف حد ذاتها م�شروعة‪ ،‬و�أن‬
‫ر�أ��س امل�ال ومتطلب�ات ب�ازل‪ 3‬يف مي�زان ال�ضواب�ط واملب�ادئ ال�ش�رعية‬ ‫ال ت��ؤدي �صيغ�ة التحوط �إىل بي�ع الديون بغري قيمتها اال�س�مية‪ ،‬وتبادل‬
‫لعقود امل�شاركات وامل�ساهمات» للدكتور حممد برهان عربونة‪�« .‬صكوك‬ ‫املمن�وع �ش�رع ًا‪ ،‬كم�ا ه�و م�ش�اهد يف الأ�س�واق املالي�ة التقليدي�ة‪ ،‬و�أن ال‬
‫ال�ش�ريحة الأوىل (�صك�وك دائمة �إ�ضافية داعمة لر�أ��س مال البنوك يف‬ ‫ت��ؤدي �صي�غ التح�وط �إىل بيع احلق�وق املجردة‪.‬‬
‫�ض�وء معايير ب�ازل‪ »3‬للدكت�ور خال�د ب�ن حمم�د ال�س�ياري‪ .‬مقدم�ة ع�ن‬ ‫ب�دوره �أو�ض�ح الدكت�ور عب�داهلل العم�راين‪� ،‬أ�س�تاذ الفق�ه يف كلي�ة‬
‫«العقود الذكية» للدكتور �أحمد خالد البلو�شي‪« .‬العقود الذكية والبنوك‬ ‫ال�ش�ريعة بجامع�ة الإم�ام حمم�د ب�ن �س�عود الإ�سلامية‪ ،‬خلال جل�س�ة‬
‫الرقمية والبلوك�شين» للدكتور عبدال�ستار �أبوغدة‪« .‬القرارات ال�صادرة‬ ‫«البدائ�ل ال�ش�رعية‪� ..‬أدوات التح�وط التقليدي�ة» �أن التحوط والتحوط‬
‫م�ن جمم�ع الفق�ه الإ�سلامي يف التح�وط وم�دى الت�زام امل�ؤ�س�س�ات‬ ‫امل�وازي ع�ن طري�ق الوع�د بال�ش�راء يف امل�س�تقبل وااللت�زام بالتعوي��ض‬
‫املالي�ة الإ�سلامية بتطبيقه�ا» للدكت�ور العيا�ش�ي ف�داد‪« .‬تطبيق�ات‬ ‫ع�ن ال�ض�رر الفعل�ي يه�دف �إىل حماي�ة امل�ص�رف وعمالئ�ه م�ن تقل�ب‬
‫بدائ�ل امل�ش�تقات املالي�ة يف امل�ص�ارف الإ�سلامية» للدكت�ور من�ص�ور ب�ن‬ ‫�أ�س�عار �ص�رف العملات‪ ،‬وذل�ك ع�ن طري�ق وع�د ب�ش�راء عمل�ة يف‬
‫عبدالرحم�ن الغام�دي‪« .‬البدائ�ل ال�ش�رعية لأدوات التح�وط التقليدية»‬ ‫امل�ستقبل ب�سعر حمدد يلتزم فيه العميل بالتعوي�ض عن ال�ضرر الفعلي‬
‫للدكت�ور عب�داهلل ب�ن حمم�د العم�راين‪« .‬متوي�ل القط�اع الزراع�ي‬ ‫فيما لو نكل عن تنفيذ ذلك الوعد‪ ،‬ويجري امل�صرف عند ذلك عملية‬
‫بال�س�ودان» للدكت�ور وجدي مريغن�ي حمجوب‪« .‬جترب�ة البنك الزراعي‬ ‫حتوط �أخرى موازية على النحو نف�س�ه‪ ،‬حيث �أجازت الهيئة ال�ش�رعية‬
‫وم�ص�رف امل�زارع التج�اري» للدكت�ور �أحم�د الناي�ر جاب�ر‪SMART .‬‬ ‫لأح�د امل�ص�ارف ه�ذا املنت�ج وف�ق �ضواب�ط بن�اء عل�ى �أن الوع�د املل�زم‬
‫‪،CONTRACTS - Islamic Jurisprudence Standpoint‬‬ ‫ق�د يطل�ق وي�راد به الإل�زام بالدخول يف عق�د يف امل�س�تقبل‪ ،‬وقد يطلق‬
‫وقدم�ه مي�ان نذي�ر‪ ،‬الرئي��س التنفي�ذي ل�ش�ركة دار ال�ش�ريعة يف بن�ك‬ ‫وي�راد ب�ه التزام الواع�د بالتعوي�ض عن ال�ضرر الفعل�ي الذي قد يلحق‬
‫دب�ي الإ�سلامي‪ .‬و�أخ ً‬
‫يرا «امل�ش�كالت ال�ش�رعية ف�ى تطبيق�ات التموي�ل‬ ‫املوع�ود ح�ال نك�ول الواع�د‪ ،‬دون �أن يرتت�ب عل�ى ه�ذا الوع�د �إل�زام‬
‫الزراع�ى واحلل�ول املتاح�ة» للدكت�ور �أحم�د جم�ذوب �أحم�د عل�ي‪.‬‬ ‫للواع�د بالدخ�ول يف العق�د‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫رسائل علمية‬

‫دور الوقف اإلسالمي في التخفيف‬


‫من عجز الموازنة‬
‫رسالة ماجستير في االقتصاد‬
‫كلية التجارة – جامعة عين شمس ‪ -‬القاهرة‬

‫تعد مؤسسة الوقف اإلسالمي من أهم المؤسسات‬


‫االقتصادية واالجتماعية التي أسهمت في بناء الحضارة‬
‫اإلسالمية على مر العصور‪ ،‬فقد قامت األوقاف بدور بارز‬
‫التأثير على نظام الملكية ونظام اإلنتاج ونظام التوزيع‪،‬‬
‫وبفضل األوقاف توسعت الخدمات االجتماعية في مختلف‬
‫المجاالت االقتصادية‪ ،‬ففي مجال البناء والصيانة تم إنشاء‬
‫المدارس والمساجد والجامعات‪ ،‬والمساكن لمحدودي‬
‫الدخل‪ ،‬وتوصيل بعض المرافق للفقراء مجانًا أو بثمن‬
‫مخفض من ناتج استثمارات األوقاف‪ ،‬وفي مجال اإلنتاج‬
‫أسهمت األوقاف اإلسالمية في إنشاء المباني والمؤسسات‬
‫والمصانع ألغراض التنمية بوقف بعض األراضي والعقارات‪،‬‬
‫وفي المجال المالي أسهمت األوقاف اإلسالمية في إنشاء‬
‫بعض البنوك‪.‬‬

‫إعداد وتقديم‪ :‬د‪ .‬كوثر األبجي‬


‫الطالب ‪ :‬محمود عبدالمنعم يوسف مصري‬

‫مساهمة اقتصادية واجتماعية‬


‫ومع تزايد حدة امل�شكالت االقت�صادية‪ ،‬وتراجع الإيرادات العامة‪،‬‬
‫امل�ساهمة يف تخفيف حدة عجز املوازنة‪ ،‬وهو ما يتوقع الباحث‬ ‫وتزايد عجز املوازنة‪ ،‬وزيادة الدين العام مع زيادة الفوائد‪ ،‬وهو‬
‫منه حتقيق م��ردود �إيجابي من خالل م�ساهمة املجتمع والأف��راد‬ ‫ما �أدى �إىل الدخول يف حلقة مفرغة من اال�ستدانة حتى تفاقمت‬
‫وامل�ؤ�س�سات الوقفية يف حتقيقه‪.‬‬ ‫م�شكلة عجز املوازنة‪ ،‬مما �أدى �إىل ت�ضخم العجز الذي يعرب عن‬
‫وبالنظر �إىل حقيقة الوقف الإ�سالمي ف�إنه يعني �إقامة م�ؤ�س�سة‬ ‫الفرق بني الإيرادات العامة والنفقات العامة‪ ،‬حتى �إنه قد جتاوز‬
‫اقت�صادية لها وجود دائم �أو م�ؤقت ميثل ا�ستثمار ًا للم�ستقبل وبناء‬ ‫احلدود الآمنة املتعارف عليها دولي ًا وتبلغ ن�سبة ‪ %6 - 3‬من الناجت‬
‫للرثوة الإنتاجية من �أجل اجليل احلايل والأجيال القادمة‪ ،‬فالوقف‬ ‫املحلي الإجمايل طبق ًا التفاقية «ما�سرتيخت»‪ ..‬كل هذا �أدى �إىل‬
‫هو عملية تنموية تت�ضمن بناء ثروة �إنتاجية من خالل ا�ستثمار‬ ‫�ضرورة البحث عن جوانب �أخرى تقوم على �أ�سا�س امل�شاركة بني‬
‫حا�ضر عن طريق حب�س الأموال عن الت�صرف و�إنفاق عائدها على‬ ‫�أف��راد املجتمع واحلكومة يف الوفاء مبتطلبات التنمية من خالل‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪42‬‬
‫اجلهات املتوقع �أن ت�ستفيد من هذه الأوقاف بد ًال من �إنفاق الدولة‬
‫على هذه املرافق �أو اخلدمات التي ميكن �أن ميولها الوقف‪.‬‬
‫ضرورة حصر جميع األمالك الوقفية وعمل‬ ‫كذلك ميكن النظر �إىل طبيعة الوقف باعتباره يعتمد على قطاع‬
‫نماذج إرشادية لحجج األوقاف لحمايتها‬ ‫ثالث بخالف القطاع اخلا�ص واحلكومي ب�إخراج جزء من الرثوة‬
‫الإنتاجية يف املجتمع من دائرة املنفعة ال�شخ�صية ومن دائرة القرار‬
‫كذلك تو�صل الباحث �إىل �أنه ال يوجد فكر حمدد وال مدر�سة بعينها‬ ‫احلكومي �إىل دائرة النفع العام الذي يخدم كل �أفراد املجتمع على‬
‫ت�صلح للتطبيق يف كل ال��دول‪ ،‬فلكل منها ظروفها االقت�صادية‬ ‫حد �سواء‪.‬‬
‫واالجتماعية املختلفة يف ذات الوقت عن الدول الأخرى‪ ،‬ومن هنا‬ ‫من هنا ف�إن البحث يهدف �إىل الآتي‪:‬‬
‫يجب البحث عن م�صادر متويلية جديدة بجانب امل�صادر الأ�صلية‬ ‫‪ -1‬ت�سليط ال�ضوء على الوقف الإ�سالمي ال�ستخدامه يف تخفيف‬
‫لتمويل عجز املوازنة العامة‪ ،‬وليكن الوقف الإ�سالمي هو امل�صدر‬ ‫عجز املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫التمويلي امل�ساعد ل�ل�أدوات الأ�صلية باعتباره قد �أ�سهم يف قطاع‬ ‫‪ -2‬بيان دور الوقف يف التمويل من خالل التجارب املعا�صرة لبع�ض‬
‫ال�صحة والتعليم ب�شكل م�ؤثر وكبري على مر الع�صور‪ ،‬والذي �إذا‬ ‫الدول الإ�سالمية مثل ال�سودان والأردن‪.‬‬
‫�أُح�سن ا�ستغالله وتنظيمه يقوم بدور �أكرب يف احلياة االقت�صادية‬ ‫‪ -3‬بيان الآث��ار االقت�صادية واالجتماعية لعجز امل��وازن��ة العامة‬
‫ومن ثم يعمل على تخفيف العبء عن املوازنة العامة للدولة‪.‬‬ ‫للدولة‪.‬‬
‫‪� -4‬إي�ضاح دور الوقف الإ�سالمي يف م�صر و�إمكانية تطويره ومدى‬
‫الف�صل الثاين‪ :‬الوقف وبع�ض التجارب الدولية ومدى ا�ستفادة‬ ‫م�ساهمته يف متويل جانب من عجز املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫الدولة منها‪ ،‬ويتكون من مبحثني‪:‬‬ ‫ويتكون البحث من ثالثة ف�صول كما ي�أتي‪:‬‬
‫املبحث الأول‪ :‬الإطار النظري للوقف‪.‬‬ ‫الف�صل الأول‪ :‬ال�سيا�سات املالية وعجز امل��وازن��ة العامة بني‬
‫املبحث ال��ث��اين‪ :‬بع�ض التجارب الدولية يف ال��وق��ف و�إمكانية‬ ‫املدار�س االقت�صادية وتطورها‪ ،‬ويتكون من مبحثني هما‪:‬‬
‫منوذجا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ا�ستفادة م�صر منها (ال�سودان والأردن‬ ‫املبحث الأول‪ :‬ال�سيا�سات املالية وعجز املوازنة‪.‬‬
‫خال�صة الف�صل الثاين ‪:‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬تطور عجز املوازنة العامة يف م�صر‪.‬‬
‫مت تناول بع�ض التجارب الدولية لبيان كيفية اال�ستفادة منها‪،‬‬ ‫وقد خل�ص هذا الف�صل �إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫فتناول مفهوم الوقف وحكمة م�شروعيته و�أنواعه‪ ،‬كما مت تناول‬ ‫تو�صل الباحث �إىل �أن النظريات االقت�صادية يف ال�سيا�سات املالية‬
‫خ�صائ�ص الأ�صول الوقفية وملكية الوقف وادارته وما يجوز وقفه‬ ‫وعجز املوازنة تدور يف فلك واحد من حيث تدخل الدولة يف الن�شاط‬
‫وما ال يجوز‪ ،‬كما مت تناول اجلهات التي ي�صح الوقف عليها والتي‬ ‫االقت�صادي �أو عدم تدخلها‪ ،‬فالنظرية الكال�سيكية ترى عدم تدخل‬
‫تعد من املقومات الأ�سا�سية التي تبنى عليها املجتمعات املعا�صرة‪،‬‬ ‫الدولة �إال يف الوظائف الأ�سا�سية وترك االقت�صاد للتوازن التلقائي‪.‬‬
‫مما ي�ؤدي �إىل حدوث ت�أثري مبا�شر على اقت�صادات تلك الدول‪.‬‬ ‫ولكن مع ح��دوث الأزم��ات االقت�صادية التي �أطاحت باالقت�صاد‬
‫وم��ن ه��ذا املنطلق ت�ن��اول البحث جتربة ال��وق��ف لكل م��ن دولتي‬ ‫العاملي‪ ،‬و�أبرزها الك�ساد الكبري‪ ،‬تبني �أن تدخل الدولة يحتاج �إىل‬
‫ال�سودان والأردن واللتان تت�شابه ظروفهما مع م�صر (وهي الدولة‬ ‫مزيد من النفقات العامة‪ ،‬و�إعطاء دفعة لالقت�صاد القومي‪ ،‬وقبول‬
‫حمل البحث)‪ ،‬مو�ضح ًا الإجن ��ازات املهمة لكل من التجربتني‬ ‫عجز املوازنة العامة لفرتة معينة على م�ستوى الدورة االقت�صادية‪.‬‬
‫والآث��ار االقت�صادية لالهتمام بالوقف �سواء من خالل االهتمام‬ ‫وق��د انق�سم االقت�صاديون حولها بني م�ؤيد ومعار�ض‪ ،‬وم��ن ثم‬
‫به والرتويج له �إعالمي ًا وبيان ف�ضله و�أث��ره على الفرد واملجتمع‪،‬‬ ‫تعاقبت النظريات االقت�صادية التي تناق�ش كيفية تقلي�ص العجز‬
‫بالإ�ضافة �إىل الإ�صالحات الت�شريعية والقانونية‪ ،‬وكذلك‬ ‫�إىل احلدود املمكنة‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫رسائل علمية‬

‫االهتمام ب�أ�ساليب �إدارة الأوق��اف وط��رق اال�ستثمار فيها طبق ًا‬


‫ملعايري اجل��دوى االقت�صادية و�صيانة مبانيه والتي تعد معظمها‬
‫مزارات �سياحية «دينية و�أثرية وتاريخية» وحماولة عمل �إ�صالحات‬
‫ت�شريعية تنا�سب الوقف‪ ،‬والذي من املمكن �أن يكون له دور �أكرب‬
‫يف املرحلة احلالية من نق�ص يف التمويل لبع�ض متطلبات التنمية‬
‫االقت�صادية واالجتماعية �إذا �أح�سن �إدارت ��ه وا�ستثمار �أمواله‬
‫بطريقة �إ�سالمية �صحيحة‪.‬‬

‫الف�صل الثالث‪ :‬دور الوقف يف احلد من عجز املوازنة العامة يف‬


‫م�صر‪ ،‬ويتكون من مبحثني‪:‬‬
‫حتمل جزء من نفقات ال�صحة والتعليم وتنمية بع�ض املناطق‪،‬‬ ‫املبحث الأول‪ :‬الو�ضع احل ��ايل ل�ل�أوق��اف يف م�صر ‪ ..‬نظرة‬
‫ودوره يف �إعادة توزيع الدخل القومي‪ ،‬وم�ساهمته يف تنمية التجارة‬ ‫اقت�صادية‪.‬‬
‫الداخلية واخلارجية‪ ،‬وحماية حدود الدول‪ ،‬كذلك �إبراز دور الوقف‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬بع�ض النماذج الوقفية يف م�صر وانعكا�ساتها على‬
‫يف التنمية‪ ،‬ويف احلد من تزايد الإنفاق العام‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل نتائج‬ ‫املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫ايجابية على �أدوات املالية العامة للدولة‪.‬‬ ‫وكانت خال�صة هذا الف�صل كما يلي‪:‬‬
‫تناول الف�صل الثالث دور الوقف يف احلد من عجز املوازنة العامة‬
‫نتائج البحث‬ ‫للدولة‪ ،‬وذلك من خالل ا�ستعرا�ض املوارد واال�ستخدامات لوزارة‬
‫وبذلك تو�صل البحث �إىل النتائج العامة التالية‪:‬‬ ‫الأوق ��اف امل�صرية و�أ�ساليب وط��رق ا�ستثمار �أم ��وال الوقف عن‬
‫‪� -1‬أثبت البحث �أن للوقف الإ�سالمي انعكا�سات �إيجابية على‬ ‫طريق هيئة الأوقاف امل�صرية‪ ،‬وقد �أ�شار الباحث يف هذا الف�صل‬
‫امل��وازن��ة العامة للدولة كالإنفاق على ال�صحة والتعليم وتنمية‬ ‫�إىل الأهمية االقت�صادية لهذه الهيئة من خالل درا�سة حتليلية‬
‫امل��راف��ق واملناطق اجل��دي��دة واملناطق ال�سياحية‪ ،‬و�إق��ام��ة بع�ض‬ ‫لإجنازاتها منذ ن�ش�أتها حتى �سنة ‪.2013‬‬
‫امل�شروعات اال�ستثمارية والتنموية‪ ،‬وذلك من خالل توفري بع�ض‬ ‫كذلك تناول هذا الف�صل تعريف الوقف النقدي‪ ،‬وبيان احلكم‬
‫النفقات العامة وقيام الوقف بها بد ًال من الدولة‪ ،‬مما يعمل على‬ ‫الفقهي له‪ ،‬و�أهميته‪ ،‬و�صوره‪ ،‬وجماالت اال�ستثمار فيه‪ ،‬مع بع�ض‬
‫تقلي�ص قيمة العجز يف املوازنة العامة‪.‬‬ ‫النماذج الوقفية يف م�صر �سواء العينية �أو النقدية‪ ،‬وانعكا�ساتها‬
‫‪� -2‬أن الأوقاف امل�صرية لديها القدرة والإمكانات التي ت�ؤهلها لأن‬ ‫على كافة القطاعات االقت�صادية‪ ،‬ودورها يف تخفيف عجز املوازنة‬
‫تقوم بدور ريادي يف متويل بع�ض اخلدمات العامة يف املجتمع �إذا‬ ‫العامة للدولة من خالل م�ساهمته ‪ -‬خا�صة الوقف النقدي ‪ -‬يف‬
‫توفرت لها الإمكانات والدعم املنا�سب من خالل ا�ستقالليتها‪،‬‬
‫ومن خالل م�ساهمة كافة �أفراد املجتمع يف متويل عجز املوازنة‪،‬‬
‫وذلك با�ستخدام الوقف النقدي‪ ،‬عن طريق م�ساهمته يف متويل‬
‫مطلوب عمل قاعدة بيانات لألمالك الوقفية‬
‫بع�ض اخلدمات العامة‪ ،‬مما ينعك�س ب��دوره على عجز املوازنة‬
‫العامة �سواء �أك��ان ذلك بطريق مبا�شر �أو غري مبا�شر‪ ،‬هذا �إذا‬ ‫لسهولة اتخاذ القرارات بشأنها وتثميرها‬
‫ما �أُح�سن ا�ستثمار الأوقاف بطريقة �سليمة وطبق ًا ملعايري اجلدوى‬ ‫بشكل أمثل‬
‫االقت�صادية‪.‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪44‬‬
‫‪ -3‬ال يوجد منهج واحد لعالج عجز املوازنة العامة للدولة ميكن‬
‫االعتماد عليه منفرد ًا‪ ،‬بل يجب اعتماد جمموعة من الإجراءات‬
‫ضرورة االستفادة من وقف النقود بما يؤدي‬ ‫املتعددة لتنا�سب املواقف املختلفة؛ نظر ًا ل�صعوبة وتعقد م�شكلة‬
‫إلى مساهمة كافة أفراد المجتمع‬ ‫عجز املوازنة العامة للدولة‪ ،‬وبالتايل من املمكن ا�ستخدام و�سائل‬
‫متويل م�ساعدة كالوقف وغ�يره من �أدوات التمويل الإ�سالمي‬
‫والتي لها ت�أثري �إيجابي على االقت�صاد القومي بغر�ض تخفيف‬
‫‪� -2‬ضرورة توحيد اجلهود لالرتقاء بقطاع الأوق��اف يف م�صر‬ ‫حدة عجز املوازنة‪.‬‬
‫وت�سهيل �إج��راءات �إن�شاء الأوقاف اجلديدة‪ ،‬و�ضرورة م�ساهمة‬ ‫‪ -4‬يعد تفعيل و�إحياء دور الوقف الإ�سالمي يف جمال ال�صحة‬
‫الدولة‪ ،‬و�إعطاء الأوقاف بع�ض ال�صالحيات‪.‬‬ ‫والتعليم ‪ -‬كما كان �سابق ًا عرب التاريخ الإ�سالمي ‪ -‬من املمكن‬
‫‪ -3‬يجب منح الأوقاف اال�ستقاللية الكاملة من خالل الإ�صالحات‬ ‫�أن ي�سهم يف زي��ادة الوعي وحت�سني معدالت العناية ال�صحية‬
‫القانونية والت�شريعية و�إح�ك��ام الرقابة على ال��وق��ف‪ ،‬وجترمي‬ ‫والتعليم‪ ،‬ومن ثم ي�ؤدي �إىل تخفيف عجز املوازنة العامة للدولة‬
‫االعتداء على املمتلكات الوقفية‪ ،‬وتوجيه مزيد من اال�ستثمارات‬ ‫يف ذات الوقت‪.‬‬
‫الوقفية �سواء للأوقاف اجلديدة �أو القائمة‪ ،‬وامل�ساهمة يف عالج‬ ‫‪ -5‬ال يعني زي��ادة م�ساهمة الوقف بالدولة وجود ق��درات مالية‬
‫بع�ض امل�شكالت االقت�صادية التي تعاين منها معظم ال��دول‬ ‫�إ�ضافية‪ ،‬لكن يكفي يف ذلك تكاتف �أف��راد املجتمع لإحياء هذه‬
‫الإ�سالمية‪ ،‬ومن بينها عجز املوازنة العامة‪.‬‬
‫ال�سنة‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل زيادة ومناء الأوقاف الإ�سالمية يف املجتمع‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪� -4‬ضرورة تخ�صي�ص الدولة ن�سبة من الأرا�ضي للأوقاف لكي‬ ‫‪ -6‬يعاين الوقف يف م�صر من م�شكالت عديدة حتد من دوره‬
‫تعمل بحرية وب��دون قيود للم�ساهمة يف متويل التنمية خا�صة‬ ‫يف تقدمي ال�سلع واخلدمات العامة‪ ،‬مما ي�ؤثر �سلب ًا على دوره يف‬
‫يف التنمية الب�شرية من خالل الإنفاق على ال�صحة والتعليم‪،‬‬ ‫عالج عجز املوازنة العامة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �ضعف الوعي املجتمعي‬
‫وحماولة �إيجاد حل لعودة الأوقاف الأهلية �أو اخلا�صة بد ًال من‬ ‫ل��دور ال��وق��ف‪ ،‬مم��ا ي���ؤدي �إىل وج��ود نظرة حم ��دودة م��ن كثري‬
‫ظهور «الوقف اخلفي» الذي يعمل بعيد ًا عن �أعني الدولة‪.‬‬ ‫من �أف��راد املجتمع للأوقاف باعتبارها تعتني بامل�ساجد فقط‪،‬‬
‫‪ -5‬على الدولة ن�شر ثقافة الوقف والرتويج الإعالمي للم�شروعات‬ ‫بالإ�ضافة �إىل وجود بع�ض املعوقات التي ميكن تالفيها لنه�ضة‬
‫الوقفية‪ ،‬حلث �أف��راد املجتمع على امل�ساهمة يف �إجن��اح جتربة‬ ‫الأوقاف يف م�صر مثل عدم �إعطاء ا�ستقاللية للأوقاف‪ ،‬كذلك‬
‫الوقف‪ ،‬وتعديل م�صارف الأوقاف طبق ًا ل�شروط الواقفني ومنع‬ ‫يجب النظر يف عودة الأوقاف الأهلية؛ والتي من املمكن �أن يكون‬
‫حتويل هذه امل�صارف ب�أي حال من الأحوال‪ ،‬وحماولة اال�ستفادة‬ ‫لها �إ�سهاماتها يف زي��ادة الأ�صول الوقفية يف خمتلف املجاالت‬
‫من مذهب الإم��ام مالك يف وقف النقود‪ ،‬حيث ميكن �أن ي�ؤدي‬ ‫اال�ستثمارية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تفعيل الوقف النقدي يف املجتمع‬
‫ذلك �إىل م�ساهمة كافة �أف��راد املجتمع‪ ،‬وه��ذا ال يت�أتى �إال من‬
‫واال�ستفادة بالآراء املختلفة للفقهاء‪ ،‬ومبا يعود بالنفع على الفرد‬
‫خالل �إرادة �سيا�سية حقيقية لتنمية هذا القطاع‪.‬‬ ‫واملجتمع‪.‬‬
‫‪� -6‬ضرورة ح�صر جميع الأمالك الوقفية وعمل مناذج �إر�شادية‬
‫حلجج الأوق ��اف لال�ستفادة منها بطريقة مثلى ت�ضمن عدم‬ ‫التوصيات‬
‫اال�ستيالء عليها‪ ،‬وذلك بعمل قاعدة بيانات لها ل�سهولة اتخاذ‬ ‫من خالل نتائج الدرا�سة يو�صي الباحث مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تفعيل برامج التمويل الإ�سالمي‪ ،‬ومنها الوقف‪ ،‬للم�ساهمة يف ال�ق��رارات ب�ش�أنها وحمايتها و�سهولة الرقابة عليها‪ ،‬وت�شغيل‬
‫عالج بع�ض امل�شكالت االقت�صادية؛ ومنها تخفيف عجز املوازنة الأوقاف املتعطلة واملوقوفة‪ ،‬بحيث يكون العائد على هذا اال�ستثمار‬
‫يف �صالح كل �أفراد املجتمع خا�صة املوقوفة ل�صاحلهم‪.‬‬ ‫العامة للدولة‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫يقدم هذا الباب مجموعة من الفتاوى المختارة لنخبة‬
‫فتاوى‬
‫من علماء الشريعة اإلسالمية في العالم اإلسالمي‪.‬‬

‫امل��رء متعل ًقا ب�أباطيل الأم ��اين وك ��واذب الآم ��ال‪ ،‬وم��ن �أج��ل هذا‬ ‫حكم «اللوتري» أو اليانصيب‬
‫فال�شريعة الإ�سالمية حترمه وحتذر منه‪ ،‬وجتعل املال املتح�صل‬ ‫يطلب ال�سائل بيان احلكم ال�شرعي يف اال�شرتاك يف اللوتري‬
‫ؤمن تنا ُو ُل ُه �أو التعامل به واال�ستفادة منه» اهـ‪.‬‬
‫منه ُ�س ْحتًا؛ ال يحل مل� ٍ‬ ‫�أو اليان�صيب �أو الفوز بالقرعة التي تنظمها بع�ض امل�ؤ�س�سات‬
‫وما ذكره ال�سائل من �أن هذا مثل الكوبونات التي يتم ال�شراء بها‬ ‫الأجنبية بحيث ي�شرتي امل�شرتك كوبو ًنا بقيمة ثالثني دوال ًرا‬
‫لأ�شياء �أو تعبئة بنزين؛ لأن هذه الكوبونات قد ا�ستفاد �صاحبها‬ ‫�أمريك ًّيا‪ ،‬فقد يحالفه احلظ فيفوز مببلغ مائة مليون دوالر �أو �أقل‬
‫ب�شراء الأ��ش�ي��اء التي تلزمه‪ ،‬ويتم ال�سحب عليها‪ ،‬فنقول ب��أن‬ ‫�أو �أكرث‪ ،‬فالأمر بح�سب احلظ والن�صيب‪ ،‬عل ًما ب�أن هذا يعتمد على‬
‫امل�شرتي ا�ستفاد بالأ�شياء التي ا�شرتاها نظري ما دفعه‪ ،‬ومل يخ�سر‬ ‫اال�شرتاك بر�ضا جميع امل�شرتكني يف ال�سحب‪ ،‬ولي�س بالإكراه‪،‬‬
‫�شي ًئا‪ ،‬ولكن ذلك من باب الوعد بجائزة والتي �أجازها العلماء‪،‬‬ ‫وقد يفوز امل�شرتك وقد ال يفوز‪ ،‬ويقول �إن مثل هذا اليان�صيب مثل‬
‫حيث �إن امل�شرتي مل يخ�سر �شي ًئا‪ ،‬بخالف اليان�صيب؛ ف�إنه �إذا‬ ‫ال�سيارات التي متلأ البلد هذه الأيام التي مل يقل بحرمتها �أحد‪،‬‬
‫مل يربح يخ�سر ما دفعه‪ ..‬ومما ذكر ُيعلم اجل��واب على ما جاء‬ ‫حيث يتم ال�سحب عليها بكوبون �شراء �أو تعبئة بنزين‪ ،‬فرمبا‬
‫بال�س�ؤال‪ ..‬واهلل �سبحانه وتعاىل �أعلم‪.‬‬ ‫ي�شرتي مببلغ مائة ريال ويفوز ب�سيارة قيمتها فوق املائتي �ألف‬
‫(املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4282‬‬ ‫ريال‪ ،‬ويقول ب�أن االثنني �سواء واالختالف يف قيمة الفوز‪ ..‬فما‬
‫احلكم ال�شرعي يف ذلك؟‬
‫تقليد الماركات العالمية والعالمات المسجلة بدون‬ ‫يقول ف�ضيلة الدكتور ن�صر فريد وا�صل‪ ،‬مفتي م�صر ال�سابق‪،‬‬
‫إذن أصحابها‬ ‫ج��اء يف كتاب الفتاوى لف�ضيلة الإم��ام عبداحلليم حممود (‪/2‬‬
‫ما حكم تقليد بع�ض املاركات العاملية وعر�ضها يف ال�سوق بنف�س‬ ‫ني تقوم ب�إ�صدارها جماعة‬ ‫‪« :)232‬اليان�صيب �أورا ٌق لها �سع ٌر مع ٌ‬
‫ا�سم املاركة الأ�صلية؟‬ ‫�أو هيئ ٌة‪ ،‬ثم جتمع املبالغ املتح�صلة من بيع هذه الأوراق وجترى‬
‫يقول ف�ضيلة الدكتور �شوقي عالم‪ ،‬مفتي الديار امل�صرية‪ :‬يحرم‬ ‫قرعة على مبلغ كبري منها‪َ ،‬ومن ت�ستقر عليه القرعة يفوز بهذا‬
‫�شرعا تقليد العالمات التجارية امل�سجلة (املاركات) وعر�ضها يف‬ ‫ً‬ ‫املبلغ ال�ضخم‪ .‬وال�شريعة الإ�سالمية تنظر �إىل هذا العمل على‬
‫ال�سوق بنف�س ا�سم العالمة لبيعها دون �إذن �أ�صحابها؛ لأن الإنتاج‬ ‫�أنه �صور ٌة من �صور املي�سر �أو القمار‪ ،‬حيث يدفع امل�شرتي للورقة‬
‫قطع مبنفعته‪،‬‬ ‫الفكري ‪ -‬ومثله العالمة التجارية (املاركة) ‪ -‬مما ُي َ‬ ‫�ضخم‪ ،‬ف�إذا مل يربح خ�سر‬ ‫ٍ‬ ‫مبل ًغا �صغ ًريا ثم ًنا لها يف انتظار ٍ‬
‫ربح‬
‫ويثبت فيه حق املطالبة الق�ضائية يف ال ُعرف القانوين‪ ،‬وال معار�ض‬ ‫ما دفعه‪ ،‬فاليان�صيب �صور ٌة منظم ٌة من �صور املي�سر الذي حرمه‬
‫لذلك يف ال�شرع‪ ،‬وذل��ك يجعل ملثل هذه احلقوق حكم املالية يف‬ ‫الذينَ � َآم ُنوا‬‫اهلل تعاىل يف القر�آن الكرمي يف قوله تعاىل‪َ ( :‬يا�أَ ُّي َها ِ‬
‫اخت�صا�صا يحجز غريهم‬ ‫ً‬ ‫متلك �أ�صحابها لها واخت�صا�صهم بها‬ ‫الَ ْز َل ُم ر ِْج ٌ�س ِمنْ َع َم ِل َّ‬
‫ال�ش ْي َط ِان‬ ‫اب َو ْ أ‬ ‫الَ ْن َ�ص ُ‬
‫ال ْم ُر َو ْ َال ْي ِ�س ُر َو ْ أ‬
‫�إِ َّ َنا ْ َ‬
‫عن االنتفاع بها بدون �إذنهم‪.‬‬ ‫اج َت ِن ُبو ُه َل َع َّل ُك ْم ُت ْف ِل ُحونَ ) املائدة ‪ ،90‬ثم بني علة التحرمي فقال‪:‬‬ ‫َف ْ‬
‫كما �أن ال�شرع قد جاء بتح ِّري الأمانة يف �إ�سناد الأقوال واجلهود‬ ‫ال�ش ْي َطانُ �أَنْ ُيو ِق َع َب ْي َن ُك ُم ا ْل َعدَ ا َو َة َوا ْل َبغ َْ�ضا َء ِف ْ َ‬
‫ال ْم ِر‬ ‫(�إِ َّ َنا ُي ِري ُد َّ‬
‫ون�سبتها �إىل �أ�صحابها؛ فح َّرم انتحال ال�شخ�ص ً‬
‫قول �أو جهدً ا �أو‬ ‫ال�ص َل ِة َف َه ْل �أَ ْنت ُْم ُم ْن َت ُهونَ )‬
‫الل َو َع ِن َّ‬ ‫َو ْ َال ْي ِ�س ِر َو َي ُ�ص َّد ُك ْم َعنْ ِذ ْك ِر َّ ِ‬
‫إنتاجا لغريه على �أنه هو الذي قاله‪� ،‬أو �إ�سناده �إىل غري َمن �صدر‬
‫� ً‬ ‫املائدة ‪ .91‬فاليان�صيب لكونه لو ًنا من �ألوان املي�سر ين�شر العداوة‬
‫منه ت�ضيي ًعا حلق قائله‪ ،‬وجعل هذا ِمن الكذب الذي ي�ستحق عليه‬ ‫والبغ�ضاء وي�صد عن ذكر اهلل وعن ال�صالة‪ ،‬وهو مع ذلك ي�ؤدي‬
‫�صاحبه العقاب‪.‬‬ ‫�إىل ارتباك احلالة النف�سية ملن ي�شرتك فيه بني الي�أ�س املقنط‬
‫(املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4703‬‬ ‫والأم��ل الكبري‪ ،‬ويبتعد عن املواجهة اجلدية للم�شكالت‪ ،‬ويجعل‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪46‬‬
‫ر�شده �أن يف�سخ ملجرد ظهور ما هو �أغبط من ذلك بعدها‪� ،‬أما �إذا‬ ‫ِ‬ ‫حق اليتيم بعد رشده فيما تصرف فيه الولي من قبل‬
‫مل يكن ت�صرفه وقتها قائ ًما على ا ْل ِغ ْب َط ِة �أو ال�ضرورة ف َي ِح ُّق لليتيم‬ ‫قطعة �أر� ٍ��ض زراعية هي مرياث هذا‬
‫ِ‬ ‫يتيم َعقْدَ بي ِع‬
‫ل ٍ‬ ‫َع َقد َو ِ ُّ‬
‫بعد ر�شده املطالبة بالف�سخ‪ ،‬وكذلك �إذا مل يكن يعرف ذلك وا َّدعى‬ ‫اليتيم؛ لكي ي�شرتي قطعة �أر�ض زراعية �أخرى لليتيم ً‬
‫بدل من‬
‫ل الإتيانَ بالبين ِة‬ ‫�أمام القا�ضي �أنه مل يكن بال ِغ ْب َط ِة ومل ي�ستطع ال َو ِ ُّ‬ ‫الأوىل‪ ،‬وملا بلغ اليتيم �سن الر�شد و�أخذ مرياثه‪ ،‬وجد �أن ما باعه‬
‫وقتئذ‪ ..‬واهلل �سبحانه وتعاىل‬ ‫على كونها بالغبط ِة‪ ،‬فيف�سخ القا�ضي ٍ‬ ‫َو ِل ُّيه مما َو ِرثه يت�ضاعف ثمنه �أ�ضعا ًفا م�ضاعفة على ما ا�شرتاه‬
‫�أعلم‪.‬‬ ‫نظرا‬
‫�شرعا للوارث �أن يف�سخ عقد هذا البيع ً‬ ‫له‪ .‬فهل يحق ويجوز ً‬
‫(املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4724‬‬ ‫للفارق الباهظ يف الثمن؟‬
‫جتيب عن هذا ال�س�ؤال �أمانة الفتوى ‪ -‬دار الإفتاء امل�صرية ‪-‬‬
‫ليحج‬
‫إعطاء الزكاة لشخص ُ‬ ‫بالقول‪ :‬ت�صرفات الويل يف مال ال�صبي وال�صبية وغريهما ممن‬
‫هل يجوز �إعطاء زكاة املال ل�شخ�ص ينوي احلج هو وزوجته‬ ‫حجر عليه ‪ -‬كاملجنون وال�سفيه ‪ -‬تكون بال ِغبط ِة �أو بال�ضرورة‪،‬‬ ‫ُي َ‬
‫حيث ال ميتلك تكاليف احلج لهما �سويا؟‬ ‫مبح�ض امل�صلحة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫�أي‪:‬‬
‫يقول ف�ضيلة الدكتور �أحمد الطيب‪� ،‬شيخ الأزه��ر‪ :‬من �شروط‬ ‫قال �صاحب «فتح الوهاب» يف فقه ال�شافعية (‪ ،293 /2‬ط‪ .‬دار‬
‫هلل َع َلى ال َّن ِ‬
‫ا�س ِح ُّج ا ْل َب ْي ِت‬ ‫وجوب احلج اال�ستطاعة؛ لقوله تعاىل‪َ ( :‬و ِ‬ ‫ع�ض ُه‬ ‫و�سفيه َب َ‬
‫ٍ‬ ‫وجمنون‬
‫ٍ‬ ‫ل لِ ُ َو ِّلي ِه من ٍّ‬
‫�صبي‬ ‫الفكر)‪« :‬وال ي�شرتي ال َو ِ ُّ‬
‫ا�ست ََطا َع ِ�إ َل ْي ِه َ�س ِب ًيل َو َمنْ َك َف َر َف ِ�إنَّ َ‬
‫اهلل َغ ِن ٌّي َع ِن ا ْل َع َ ِالنيَ) �آل‬ ‫َم ِن ْ‬ ‫بع�ض العبد ‪-‬؛ لأنه �إمنا يت�صرف له بالغبطة» اهـ‪ .‬يق�صد‬ ‫‪ -‬يق�صد َ‬
‫عمران ‪ ،97‬فحيث �إنه غري م�ستطيع وال ميلك تكاليف احلج فال‬ ‫�أن ُي َج ِّنبه ال�شرك َة وم�ضايقها‪.‬‬
‫يلزمه احلج‪.‬‬ ‫وق��ال �صاحب «�شرح الوجيز» (‪ ،290 /10‬ط‪ .‬دار الفكر)‪« :‬وال‬
‫وال يجوز �إعطاء زكاة املال ل�شخ�ص من �أجل احلج؛ حيث �إن القر�آن‬ ‫ق�صا�صه‪ ،‬وال يعفو عنه‬ ‫َ‬ ‫يل �إال بال ِغبطة‪ ،‬وال ي�ستويف‬ ‫يت�صرف ال��و ُّ‬
‫ال�صدَ َقاتُ‬ ‫الكرمي حدد م�صارف الزكاة يف قوله تعاىل‪�ِ ( :‬إ َّ َن��ا َّ‬ ‫حق ُ�شفع ِته �إال‬ ‫و�ض وغ ِري عو�ض‪ ،‬وال َيع ُفو عن ِّ‬ ‫وال َيع ِتقُ وال ُي َط ِّلقُ ب ِع ٍ‬
‫اب‬ ‫ِل ْل ُف َق َرا ِء َو ْ َال َ�س ِاك ِني َوا ْل َع ِام ِل َني َع َل ْي َها َو ْالُ�ؤَ َّل َف ِة ُق ُلو ُب ُه ْم َو ِف ال ِّر َق ِ‬ ‫مل�صلحته» اهـ‪.‬‬
‫هلل َو ُ‬
‫اهلل َع ِلي ٌم‬ ‫ي�ض ًة ِمنَ ا ِ‬ ‫ال�س ِب ِيل َف ِر َ‬ ‫هلل َوا ْب ِن َّ‬ ‫َوا ْل َغار ِِم َني َو ِف َ�س ِب ِيل ا ِ‬ ‫يل ال َيرهَ نُ �إال با ْل ِغ ْب َط ِة �أو‬ ‫وق��ال �صاحب «�أ�سنى ا َملطالب»‪« :‬ال��و ُّ‬‫َ‬
‫َح ِكي ٌم) التوبة ‪ ،60‬ومل يعد منها احلج؛ لأنه مفرو�ض على امل�ستطيع‬ ‫ال�ضرورة» اهـ‪.‬‬
‫دون غريه‪.‬‬ ‫أي�ضا �صاحب «�أ�سنى املطالب» يف باب ال�شفعة (‪ ،213 /2‬ط‪.‬‬ ‫وقال � ً‬
‫وعلى ذلك‪ :‬ال يجوز �إعطاء زكاة املال ل�شخ�ص ينوي احلج وهو ال‬ ‫ال�صبي‬‫ُّ‬ ‫يل مع ا ْل ِغ ْب َط ِة ثم بلغ‬ ‫دار الكتاب الإ�سالمي)‪« :‬ولو � َأخ َذ الو ُّ‬
‫ميلك تكاليف احلج‪ ،‬ولكن يجوز دفع الزكاة لهذا الرجل وزوجته‬ ‫و�أراد الر َّد مل ُ َي َّكن ‪ -‬كما َ�ص َّر َح به الأ�ص ُل ‪ ،-‬والقول قو ُله بيمينه‬
‫�إن كانا فقريين‪ ،‬ولهما �أن يت�صرفا ‪ -‬بعد ذلك ‪ -‬يف مبلغ الزكاة يف‬ ‫يل‬‫أخذ مع ا ْل ِغ ْب َط ِة؛ فيلزم الو َّ‬ ‫جره يف �أن الويل ترك ال َ‬ ‫بعد زوال َح ِ‬
‫احلج �أو غريه‪ .‬ومما ذكر يعلم اجلواب عما جاء بال�س�ؤال �إذا كان‬ ‫قبل‬ ‫البينة‪� ،‬إال على � ٍأب �أو جدٍّ قال‪� :‬إنها تركت لغري ِغ ْب َط ٍة؛ فال ُي ُ‬
‫احلال كما ورد به‪ ..‬واهلل �سبحانه وتعاىل و�أعلم‪.‬‬ ‫قوله عليه» اهـ‪.‬‬
‫(املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4604‬‬ ‫الوقف‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أي�ضا يف باب الوقف (‪« :)473 /2‬ولو �أ َّج� َر ال َّناظ ُر‬ ‫وقال � ً‬
‫طالب بزياد ٍة بعد ذلك مل ُين َق�ض عقد‬ ‫ف��زادت الأج��رة �أو ظهر ٌ‬
‫خصم تكاليف الزرع عند حساب الزكاة‬ ‫الإجار ِة‪ ،‬ولو � َّأج َر ُه �سنني؛ لأن العقد جرى بالغبط ِة يف وقته‪ ،‬ف�أ�شبه‬
‫هل تخرج زكاة الأرا�ضي الزراعية بعد خ�صم امل�صاريف من‬ ‫مال طف ِله ثم ارتفعت القيمة بالأ�سواق �أو ظهر‬ ‫يل َ‬ ‫ما �إذا باع ال��و ُّ‬
‫أيد عاملة و�سماد وغريها‪� ،‬أم تخرج من الناجت يوم احل�صاد‬
‫�أجر � ٍ‬ ‫طا ِل ٌب بالزيادة» اهـ‪.‬‬
‫وقبل دفع امل�صاريف؟‬ ‫ل ال َي ِت ِيم بالبي ِع املذكور قد مت وقتها‬ ‫ت�صرف َو ِ ِّ‬
‫ُ‬ ‫وعليه‪ :‬ف�إن كان‬
‫تقول �أمانة الفتوى ب��دار الإفتاء امل�صرية‪ :‬اختلف العلماء‬ ‫بالغبط ِة ‪� -‬أي املنفعة املح�ضة ‪� -‬أو ال�ضرورة‪َ ،‬فل َي ِح ُّق لليتيم بعدَ‬

‫‪47‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫فتاوى‬

‫حكم الذهب الذي أهداه األوالد ألمهم في حياتها‬ ‫يف خ�صم التكاليف والديون ِمن الزرع املُزَ َّكى قبل �إخراج زكاته؛‬
‫توفيت امر�أة عن �أربعة �أبناء‪ ،‬و�ست بنات‪ .‬ومل ترتك املتوفاة‬ ‫فمنهم من قال بخ�صم ديون تكاليف الزرع دون غريها من الديون‪،‬‬
‫املذكورة � َّأي وارث �آخ��ر غري من ذك��روا وال فرع ي�ستحق و�صية‬ ‫ومنهم من �أج��از خ�صم جميع الديون‪ ،‬ومنهم من جعل �إخ��راج‬
‫واجبة‪ .‬فما حكم الذهب الذي �أهداه الأوالد لأمهم يف حياتها‪:‬‬ ‫الزكاة قبل خ�صم الديون مطل ًقا‪ ،‬وهذا الر�أي الأخري هو الأن�سب‬
‫هل هو تركة يوزع على ورثتها �أم ال؟ وما ن�صيب كل وارث؟‬ ‫بتفريق ال�شرع بني ما �سقي ب ُكلفة وما �سقي بغري كلفة؛ حيث �أوجب‬
‫�شرعا �أن‬
‫تقول �أمانة الفتوى بدار الإفتاء امل�صرية‪ :‬من املقرر ً‬ ‫يف الأول ن�صف الع�شر‪ ،‬ويف الثاين الع�شر كله؛ اعتبا ًرا للتكاليف‪،‬‬
‫جميع متعلقات املتوفاة ال�شخ�صية ‪� -‬سواء �أكانت ذه ًبا ُ�أهدي �إليها‬ ‫تخ�صم من الزكاة لأغنى ذلك عن هذا التفريق‪،‬‬ ‫ولو كانت الديون َ‬
‫من �أوالده��ا �أو من غريهم �أم غري ذلك ‪ -‬ملك لها وتركة عنها‬ ‫كما �أن هذا الر�أي هو الأوفق حلاجة الفقراء وامل�ساكني‪.‬‬
‫تق�سم على ورثتها ال�شرعيني كل ح�سب ن�صيبه‪.‬‬ ‫يقول الإم��ام الكمال بن ال ُه َمام احلنفي يف «فتح القدير» (‪/2‬‬
‫فبوفاة املر�أة املذكورة عن املذكورين فقط‪ ،‬يكون لأوالده��ا جميع‬ ‫‪ :)251-250‬قال ‪� -‬أي �صاحب «الهداية»‪« :‬وك��ل �شيء �أخرجته‬
‫تركتها للذكر مثل حظ الأنثيني تع�صي ًبا؛ لعدم وج��ود �صاحب‬ ‫الأر�ض مما فيه الع�شر ال ُيحت ََ�سب فيه �أجر العمال ونفقة البقر؛‬
‫فر�ض‪ ،‬ويدخل الذهب �ضمن الرتكة‪ .‬هذا �إذا كان احلال كما ورد‬ ‫لأن النبي �صلى اهلل عليه و�آله و�سلم حكم بتفاوت الواجب لتفاوت‬
‫بال�س�ؤال‪ ..‬واهلل �سبحانه وتعاىل �أعلم‪.‬‬ ‫امل�ؤنة فال معنى لرفعها‪ .‬قوله‪( :‬مما فيه الع�شر) الأَ ْو َل �أن يقول‪:‬‬
‫(املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4028‬‬ ‫مما فيه الع�شر �أو ن�صفه؛ كي ال يظن �أن ذلك قيد معترب‪ .‬قوله‪:‬‬
‫حت�سب فيه �أجر العمال ونفقة البقر) وكري الأنهار و�أجرة‬ ‫(ال ُي َ‬
‫المطالبة بخصم الهبة من الميراث‬ ‫احل��ار���س وغ�ير ذل��ك‪ ،‬يعني ال يقال بعدم وج��وب الع�شر يف قدر‬
‫قرياطا ون�صف القرياط من الأر�ض؛ وذلك من‬ ‫ً‬ ‫وهب يل والدي‬ ‫اخلارج الذي مبقابلة امل�ؤنة‪ ،‬بل يجب الع�شر يف الكل‪ ،‬ومن النا�س‬
‫�أجل جتهيزي للزواج‪ ،‬فهل من حقِّ �أخي بعد وفاة والدي �أن ي�أخذ‬ ‫َمن قال‪ :‬يجب النظر �إىل قدر قيم امل�ؤنة‪ ،‬في�سلم له بال ع�شر ثم‬
‫مثل ما وهب يل �أبي؟ عل ًما ب�أن �أخي قا�صر ومل يتزوج بعد؟‬ ‫يع�شر الباقي؛ لأن قدر امل�ؤنة مبنزلة ال�سامل بعو�ض ك�أنه ا�شرتاه‪� ،‬أال‬
‫تقول �أمانة الفتوى ب��دار الإف�ت��اء امل�صرية‪ :‬يجوز للإن�سان‬ ‫يرى �أن َمن زرع يف �أر�ض مغ�صوبة �سلم له قدر ما غرم من نق�صان‬
‫�أن يت�ص َّرف يف ملكه يف ح��ال ك�م��ال �أهليته بالبلوغ والعقل‬ ‫الأر�ض وطاب له ك�أنه ا�شرتاه‪.‬‬
‫واالختيار وعدم احلجر عليه �أو كونه يف مر�ض املوت ب�شتى �أنواع‬ ‫ولنا‪ :‬ما تقدم من قوله عليه ال�صالة وال�سالم‪« :‬فيما ُ�س ِق َي َ�س ْي ًحا‬
‫الت�صرفات امل�شروعة كما ي�شاء ح�سبما يراه حمققًا للم�صلحة‪،‬‬ ‫‪...‬الخ» حكم بتفاوت الواجب لتفاوت امل�ؤنة‪ ،‬فلو رفعت امل�ؤنة كان‬
‫ف ��إذا فعل ذل��ك ثم م��ات ف��إن ه��ذه الت�صرفات ‪� -‬سواء �أكانت‬ ‫الواجب واحدً ا وهو الع�شر دائ ًما يف الباقي؛ لأنه مل ينزل �إىل ن�صفه‬
‫بيوعا �أم غري ذلك ‪ -‬هي عقود �شرعية‬ ‫هبات �أم تنازالت �أم ً‬ ‫�إال للم�ؤنة‪ ،‬والفر�ض �أن الباقي بعد رفع قدر امل�ؤنة ال م�ؤنة فيه‪ ،‬فكان‬
‫�صحيحة نافذة ُيعمل بها‪ ،‬وال تدخل الأ�شياء التي ت ََ�ص َّرف فيها‬ ‫�شرعا مرة الع�شر ومرة‬ ‫الواجب دائم ًا الع�شر‪ ،‬لكن الواجب قد تفاوت ً‬
‫خال�صا ملن ُك ِت َبت له‬
‫ً‬ ‫بهذه العقود �ضمن الرتكة‪ ،‬بل تكون ح ًقّا‬ ‫�شرعا عدم ع�شر بع�ض‬ ‫ن�صفه ب�سبب امل�ؤنة‪ ،‬فعلمنا �أن��ه مل يعترب ً‬
‫ال ي�شاركه فيها غريه من ورثة امليت‪ ،‬وال حقَّ لهم يف املطالبة‬ ‫اخلارج ‪-‬وهو القدر امل�ساوي للم�ؤنة‪ً � -‬‬
‫أ�صل» اهـ‪.‬‬
‫ب�شيءٍ منها‪ ،‬وقد يخت�ص بع�ض َمن ي�صريون ورثته ب�شيءٍ زائدٍ‬ ‫خ�صم من املح�صول‬ ‫وبنا ًء على ذلك‪ :‬ف�إن الأ�صل �أن تكاليف الزرع ال ُت َ‬
‫�شرعا؛ كموا�سا ٍة يف حاج ٍة �أو‬ ‫معترب ً‬‫ٍ‬ ‫�صحيح‬
‫ٍ‬ ‫ملعنى‬
‫عن غريهم ً‬ ‫قبل �إخراج الزكاة �إال �إذا كانت نفقات زرع املح�صول م�ساوية للناجت‬
‫مر�ض �أو بالءٍ �أو كرثة عيال �أو ل�ضمان حظ �صغار �أو ملكاف�أة‬ ‫ٍ‬ ‫�أو �أكرث منه‪ ،‬فحينئذ يجوز له �أن ي�أخذ بقول من يجيز خ�صم تكاليف‬
‫تعليم �أو زواج �أو‬
‫على ِب ٍّر و�إح�سانٍ �أو ملزيدِ ُح ٍّب �أو مل�ساعد ٍة على ٍ‬ ‫الزرع قبل �إخراج الزكاة‪ ..‬واهلل �سبحانه وتعاىل �أعلم‪.‬‬
‫احليف؛ لوجود ع َّلة‬ ‫للجور �أو َ‬ ‫غري ذلك‪ ،‬وال يكون بذلك مرتك ًبا َ‬ ‫(املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4555‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪48‬‬
‫وتلبية مطالب احلياة‪ ،‬ولي�س معناها القهر واال�ستبداد بالر�أي‪،‬‬ ‫التف�ضيل‪ ،‬وبهذا ُي َع َّلل ما ُو ِجد من تف�ضيل بع�ض ال�صحابة ر�ضي‬
‫فهي ال تزيد عن �أن للرجل بحكم �أعبائه الأ�سا�سية وم�س�ؤولياته‬ ‫نفر �آخر‪ ،‬كما ُر ِوي ذلك‬ ‫لنفر من ورثتهم على ٍ‬ ‫اهلل تعاىل عنهم ٍ‬
‫وبحكم تفرغه لل�سعي على �أ�سرته والدفاع عنها والإنفاق عليها �أن‬ ‫عن �أبي بكر وعائ�شة ر�ضي اهلل تعاىل عنهما وغريهما‪ ،‬وبهذا‬
‫تكون له الكلمة الأخرية بعد م�شورة �أهل بيته فيما يحقق امل�صلحة‬ ‫ُيف َهم اختيار اجلمهور ال�ستحباب امل�ساواة بني الأوالد يف العطية‬
‫له ولأ�سرته‪ ،‬فهي بذلك تكليف ال ت�شريف‪ ،‬و�ضابطها التعامل يف‬ ‫وعدم قولهم بالوجوب‪.‬‬
‫نطاق الأ�سرة مبا يحقق ال�سعادة لها يف ح��دود �شرع اهلل؛ وف ًقا‬ ‫�شرعا‪ ،‬وما وهبه‬‫أبوك �صحيح ً‬ ‫وعليه ويف واقعة ال�س�ؤال‪ :‬فما فعله � ِ‬
‫لقوله �صلى اهلل عليه و�آله و�سلم‪�« :‬أَ ْك َم ُل ْالُ�ؤ ِْم ِن َني ِ�إ َميا ًنا �أَ ْح َ�س ُن ُه ْم‬ ‫خال�صا لك وقد خرج من ماله‪ ،‬وال ُي َع ّد جز ًءا من‬‫لك يكون ِمل ًكا ً‬ ‫ِ‬
‫ُخ ُل ًقا‪َ ،‬و ِخ َيا ُر ُك ْم ِخ َيا ُر ُك ْم ِل ِن َ�سائِهِ ْم» رواه �أبو داود‪ ،‬والرتمذي من‬ ‫أبيك وقت وفاته‬ ‫تركته التي ت��ورث عنه‪ ،‬و�أم��ا ما بقي على ِملك � ِ‬
‫طريق عبدة بن �سليمان‪ ،‬عن حم َّمد بن عمرو‪ ،‬واللفظ له‪ ..‬واهلل‬ ‫أخوك منهم ‪-‬‬
‫أنت و� ِ‬ ‫يق�سم على ورثته ‪ -‬و� ِ‬
‫فهو فقط املرياث الذي َّ‬
‫�سبحانه وتعاىل �أعلم‪ .‬‬ ‫بح�سب الق�سمة ال�شرعية‪ ،‬ولي�س من حق �أخيك وال غريه �أن ي�أخذ‬
‫(املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4620‬‬ ‫فوق ن�صيبه من الق�سمة ال�شرعية �شي ًئا يف مقابل ما وهبه � ِ‬
‫أبوك‬
‫لك‪ ..‬واهلل �سبحانه وتعاىل �أعلم‪ .‬‬‫ِ‬
‫استقطاع مبلغ من تركة المتوفى قبل توزيعها للحج عنه‬ ‫(املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4538‬‬
‫تويف رجل وترك تركة بعد وفاته ومل يحج طيلة حياته حتى‬
‫تويف‪ ،‬فهل يجب �إجبار ًّيا ا�ستقطاع مبلغ من الرتكة لتكاليف احلج‬ ‫الحج لمن عليه ديون مؤجلة‬
‫قبل توزيعها؟ وهل يعترب ذلك َد ْي ًنا على املتوفى؟ وهل يجوز دفع‬ ‫وعلي ديون م�ؤجلة نتيجة �شراء �شقة بالتق�سيط‪.‬‬
‫َّ‬ ‫�أريد احلج‬
‫تكلفة احلج �إىل �إحدى اجلمعيات ال�شرعية املعتمدة لتقوم باحلج‬ ‫علي ق�ضاء الدين � ً‬
‫أول؟‪ ‬‬ ‫فهل يجوز يل احلج �أم �أنه يجب َّ‬
‫عنه؟‬ ‫يقول ف�ضيلة الدكتور �شوقي عالم‪ ،‬مفتي الديار امل�صرية‪ :‬يجوز‬
‫جتيب �أمانة الفتوى ب��دار الإفتاء امل�صرية بالقول‪ :‬من املقرر‬ ‫�شرعا ملن كان عليه َد ْي��نٌ ُم�� َّؤج� ٌل يف �صورة � ٍ‬
‫أق�ساط �أن يحج �إذا‬ ‫ً‬
‫�دل عن �شيء �آخ��ر على‬ ‫�شرعا �أن ال َّدين هو ما وجب يف الذمة ب� ً‬ ‫ً‬ ‫اطم�أن �إىل �أن �أداء فري�ضة احلج ال ي�ؤثر على �سداد هذه الأق�ساط‬
‫يف �أوقاتها املحددة لها �سل ًفا؛ ك�أن يتوفر له من املال ما ي�ستطيع من �سبيل املعاو�ضة‪ :‬وهو نوعان‪َ :‬د ْينٌ هلل‪ ،‬ودينٌ للعباد‪ .‬فدين اهلل هو‬
‫الذي ال ُمطا ِلب له من العباد؛ كدين الزكاة والكفارات‪.‬‬ ‫خالله الوفاء وال�سداد لهذا ال َّد ْين حني ي�أتي �أجله‪.‬‬
‫و�أداء فري�ضة احلج و�إن كانت َد ْي ًنا هلل ف�إنها ال ت�ؤدى من الرتكة �إال‬ ‫(املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4577‬‬
‫�إذا �أو�صى بها امليت قبل وفاته‪ ،‬وتنفذ مع الو�صايا يف حدود الثلث‬
‫يو�ص بها �سقطت باملوت على ما ذهب‬ ‫بعد �أداء ديون العباد‪ ،‬و�إن مل ِ‬ ‫معنى القوامة‬
‫كيف تو�ضح ف�ضيلتكم للقارئ ال ِق َوامة يف الأ�سرة الإ�سالمية يف �إليه احلنفية‪ ،‬وبه �أخذ القانون؛ حيث �صرحت املذكرة التف�سريية‬
‫ب�أن املراد بالديون هي التي لها ُمطا ِل ٌب من جهة العباد‪� ،‬أما ديون‬ ‫ظل م�ستجدات الع�صر؟‬
‫أخذا مبذهب احلنفية‪.‬‬ ‫يقول ف�ضيلة الدكتور �أحمد الطيب‪� ،‬شيخ الأزهر‪ :‬قوامة الرجل اهلل فال تُطا َل ُب بها الرتكة؛ � ً‬
‫على املر�أة ح ٌّق �أعطاه اهلل للرجل مبقت�ضى قوله تعاىل‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْث ُل �أم��ا �إذا واف��ق الورثة على �أداء احلج عن مورثهم من تركته قبل‬
‫وف َو ِل ِّلر َج ِال َع َل ْيهِ َّن َد َر َج ٌة) (البقرة‪ ،)228 :‬تق�سيمها فال مانع من ذلك‪ ،‬ويجوز دفع تكلفة احلج �إىل �إحدى‬ ‫ا َّل ِذي َع َل ْيهِ َّن ِب ْ َال ْع ُر ِ‬
‫اهلل َب ْع َ�ض ُه ْم اجلمعيات ال�شرعية املعتمدة لتقوم باحلج عنه‪ .‬ه��ذا �إذا كان‬ ‫(الر َج ُال َق َّوا ُمونَ َع َلى ال ِّن َ�سا ِء ِ َبا َف َّ�ض َل ُ‬
‫وقوله تعاىل‪ِّ :‬‬
‫احلال كما ورد بال�س�ؤال‪ ..‬واهلل �سبحانه وتعاىل �أعلم‪ .‬‬ ‫َع َلى َب ْع ٍ�ض َو ِ َبا �أَ ْن َف ُقوا ِمنْ �أَ ْم َوالِهِ ْم) (الن�ساء‪.)34 :‬‬
‫وامل��راد بالقوامة‪ :‬هو القيام على �أمر الن�ساء باحلماية والرعاية ( املصدر‪ :‬موقع دار اإلفتاء املرصية ‪ -‬رقم ‪.)4521‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫في دائرة الضوء‬

‫تقرير دولي يؤكد‪:‬‬

‫تزايد الخسائر االقتصادية‬


‫للدول العربية بسبب التلوث‬
‫أكد تقرير دولي صادر منذ أسابع قليلة بمناسبة يوم األرض أن تزايد معدالت التلوث في معظم دول العالم ‪ -‬وفي مقدمتها‬
‫الدول العربية ‪ -‬ينجم عنه خسائر اقتصادية فادحة‪ ،‬من الممكن تالفيها أو التقليل من حدتها بالمزيد من وسائل حماية‬
‫البيئة من الملوثات التقليدية والمتجددة‪.‬‬
‫وقال التقرير‪ ،‬الذي صدر عن منظمة األمم المتحدة‪ ،‬إن التلوث البيئي أصبح يؤثر في حياة المجتمعات الحديثة اقتصاديًًا‬
‫بشكل أكبر عن ذي قبل‪ ،‬حيث تزايد إهدار الموارد الطبيعية‪ ،‬وإفساد البيئة بالملوثات الصناعية‪ ،‬إلى جانب األمراض‬
‫الناجمة عن التلوث وتضاعفت أعداد الوفيات في أعمار متوسطة تمثل ذروة أعمار العمل واإلنتاج‪ ،‬كما تراجعت معدالت‬
‫العمل بسبب ما يلحق بالعامل من أمراض‪ ..‬فضالً عن المبالغ الطائلة التي تنفق سنويًا على عالج مرضى التلوث البيئي‬
‫التي تتضاعف حدتها في عالم اليوم‪.‬‬
‫وشدد التقرير األممي على أن الوعي البيئي في العالم العربي ال يزال يحتاج إلى محفزات جديدة خاصة في ظل تعاظم‬
‫وانتشار وسائل التلوث الهوائي والغذائي والمائي وغيره‪.‬‬
‫عاما بغرض‬
‫ً‬ ‫كان العالم قد احتفل يوم ‪ 22‬أبريل الماضي بالذكرى الـ‪ 49‬لـ»يوم األرض»‪ ،‬وهي المناسبة التي انطلقت‪ ‬منذ ‪49‬‬
‫التوعية بمخاطر الممارسات البشرية الخاطئة على البيئة‪ ،‬حيث تعددت التحذيرات ‪ -‬عالميًا وعربيًا ‪ -‬من تزايد حدة التلوث‬
‫البيئي‪ ،‬وتداعياته الصحية واالجتماعية واالقتصادية على عالمنا المعاصر‪ ..‬وشدد الباحثون والخبراء العرب على خطورة‬
‫الوضع القائم على معظم المجتمعات العربية‪ ،‬حيث ذكر أحد التقارير أن خسائر التلوث في عالمنا العربي تزيد على ‪100‬‬
‫مليار دوالر سنويًا‪ ،‬وأن التلوث بوضعه الحالي يشكل عقبة كبرى في طريق التنمية الحقيقية‪.‬‬
‫‪« ‬االقتصاد اإلسالمي» فتحت ملف التلوث البيئي في العالم العربي باعتباره أحد أهم معوقات التنمية والذي يهدر بسببه‬
‫جزء كبير من مواردنا االقتصادية‪ ،‬بسبب اإلهمال أحيانًا‪ ،‬وعدم اتخاذ ما يحافظ على البيئة ويرتقي بها أحيانًا أخرى‪ ..‬أو‬
‫بسبب السلوكيات الخاطئة التي تتزايد هي األخرى‪ ..‬وذلك في محاولة جادة للتعرف على حجم المشكلة عربيًا وكيفية‬
‫التعامل معها‪ ،‬وإبراز العطاء اإلسالمي في مواجهة هذه المشكلة التي تتزايد حدتها‪ ،‬وتتضاعف خسائرها عامًا بعد عام‪..‬‬
‫وفيما يلي خالصة ما قاله الخبراء والعلماء ونصحوا به‪..‬‬

‫القاهرة ‪ -‬بسيوني الحلواني‬

‫معظ��م الأحي��ان‪.‬‬ ‫ورغ��م الإج��راءات الت��ي اتخ��ذت يف العدي��د‬ ‫تداعيات اقتصادية كبيرة‬
‫لا‪ :‬احلقيق��ة الت��ي يج��ب �أن‬ ‫وي�ضي��ف قائ� ً‬ ‫م��ن دول الع��امل ملواجه��ة التغ�ير املناخ��ي‬ ‫يف البداي��ة ي�ؤك��د خب�ير البيئ��ة ال��دويل‬
‫يدركها اجلميع �أن حماية البيئة من التلوث‬ ‫والتلوث البيئي‪ ،‬والذي ي�أتي نتيجة تغريات‬ ‫الدكتور جمدي عالم‪ ،‬الأمني العام الحتاد‬
‫واالرتق��اء بها مل يع��د ترف ًا‪ ،‬ب��ل �أ�صبح �أمر ًا‬ ‫املن��اخ �أحيان � ًا‪ ،‬وم��ا يرتكب��ه الإن�س��ان م��ن‬ ‫خ�براء البيئ��ة الع��رب‪� ،‬أن م�ش��كلة التل��وث‬
‫واجب � ًا يتعل��ق ب�ض��رورات احلي��اة‪ ،‬فع��دم‬ ‫�س��لوكيات خاطئ��ة تدم��ر البيئ��ة وتلح��ق �أبلغ‬ ‫البيئ��ي عاملي � ًا وعربي � ًا ت��زداد تعقي��د ًا‪،‬‬
‫اتخ��اذ خط��وات ج��ادة عل��ى ه��ذا الطري��ق‬ ‫ال�ض��رر بالإن�س��ان واحلي��وان والنب��ات يف‬ ‫رغ��م اجلهود املبذولة لن�ش��ر الوعي البيئي‪،‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪50‬‬
‫د‪ .‬مجدي عالم‬
‫تلوث البيئة يزداد تعقيداً‬
‫وإهمال المواجهة يعني تفاقم‬
‫المشكالت‬

‫يرتب��ط بحال��ة البيئ��ة واجله��ود الت��ي تب��ذل‬


‫لالرتق��اء به��ا‪ ،‬وه��ذا يعن��ي �أن��ه ل��ن يح��دث‬
‫من��و اقت�ص��ادي عل��ى الأر���ض �إذا مل يت��م‬
‫االهتم��ام بالبيئ��ة‪ ،‬فزي��ادة االهتم��ام‬
‫بالبيئ��ة يف �أي جمتم��ع تعن��ي زيادة‪ ‬النم��و‬
‫االقت�ص��ادي‪ ،‬وذل��ك م��ن خ�لال حماي��ة‬
‫امل��وارد الطبيعي��ة م��ن التل��ف‪ ،‬وتعظي��م‬
‫االنتف��اع به��ا‪ ،‬وتوف�ير فـ��ر�ص عمـ��ل جدي��دة‬
‫م��ن خ�لال املزي��د م��ن امل�ش��روعات‪ ،‬وتوفري‬
‫م��ا ينفق على مواجهة م�صادر التلوث‪ ،‬وما‬
‫ينف��ق عل��ى ع�لاج املر�ضى الذي��ن حلق بهم‬
‫الأذى الب��دين نتيج��ة التل��وث‪ ،‬وه��ي نفق��ات‬
‫باهظ��ة عل��ى م�س��توى ال��دول وعلى امل�س��توى‬
‫العرب��ي �ضخم��ة للغاي��ة‪.‬‬

‫تقارير عربية تحذر‬ ‫بجدي��ة؛ كلم��ا ر�أين��ا امل��ردود لذل��ك‬ ‫يعن��ي �إحل��اق املزي��د م��ن ال�ضرر بالإن�س��ان‪،‬‬
‫والواق��ع �أن كالم الدكت��ور ع�لام يتف��ق‬ ‫اقت�صادي� ًا‪ ،‬فالتل��وث يقف بالفع��ل عقبة يف‬ ‫ويعن��ي تعطي��ل النم��و االقت�ص��ادي‪ ،‬ويعن��ي‬
‫م��ع تقاري��ر حملي��ة و�إقليمي��ة ودولي��ة‪،‬‬ ‫طري��ق التنمي��ة ال�ش��املة الت��ي تتطل��ع �إليه��ا‬ ‫فق��دان ج��زء كب�ير م��ن طاقتن��ا الإنتاجي��ة‪،‬‬
‫فوف ًق��ا لتقدي��رات �ص��ادرة م��ن وزارة البيئة‬ ‫جمتمعاتن��ا العربي��ة‪.‬‬ ‫وه��ذا ي�ؤكد �أن تلوث البيئ��ة يرتبط ارتباط ًا‬
‫امل�صري��ة‪ ،‬ف ��إن االهتم��ام بالبيئ��ة �س��يوفر‬ ‫ويو�ض��ح الدكت��ور جم��دي ع�لام �أن‬ ‫مبا�ش��ر ًا بحال��ة املجتم��ع االقت�صادي��ة‪،‬‬
‫عل��ى م�ص��ر ‪ -‬عل��ى �س��بيل املث��ال ‪� -‬أكرث‬ ‫الت�ص��ور املتفائـ��ل لالقت�ص��اد العامل��ي‬ ‫وكلم��ا واجهن��ا م�ص��ادر و�أ�س��باب التل��وث‬

‫‪51‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫في دائرة الضوء‬

‫يحق��ق مكا�س��ب عدي��دة وينبغ��ي االهتم��ام‬ ‫م��ن ‪ 2,4‬ملي��ار دوالر �س��نو ًيا‪ ،‬كان��ت مه��درة‬
‫ب��ه عربي� ًا‪ ،‬حي��ث ي�س��هم االحتف��ال ال�س��نوي‬ ‫يف �إه�لاك امل��وارد‪ ،‬وع�لاج املواطن�ين‪،‬‬
‫يف دف��ع ق��ادة ال��دول وامل�ؤ�س�س��ات املالي��ة‬ ‫وخ�س��ارة يف قدراته��م الإنتاجي��ة‪ ..‬كم��ا �أن‬
‫وال�ش��ركات الك�برى �إىل �إع�لان دعمه��م‬ ‫االهتم��ام بالبيئ��ة عربي ًا يوفر م��ا يزيد على‬
‫للبيئ��ة ب�إج��راءات حقيقي��ة‪ ..‬وق��د �ش��هد‬ ‫‪ 100‬ملي��ار دوالر ته��در حالي� ًا ب�س��بب ع��دم‬
‫«يوم الأر�ض»‪ ‬منذ انطالقه‪� ‬إعالنات مهمة‬ ‫اتخ��اذ تدابري ج��ادة للتخل�ص م��ن م�صادر‬
‫اقت�صاد ًي��ا؛ مث��ل �إط�لاق ال�س��يارات املوفرة‬ ‫د‪ .‬محمد عبد الحليم‬ ‫التل��وث و�إه��دار امل��وارد‪ ،‬وعاملي � ًا اخل�س��ائر‬
‫للطاق��ة‪ ،‬وال�س��يارات الكهربائي��ة‪ ،‬وحمالت‬ ‫التلوث أصبح مشكلة‬ ‫�أك�بر بكث�ير وتر�صده��ا تقاري��ر ودرا�س��ات‬
‫حماية املحا�صيل والغابات‪ ،‬وتقدمي الدعم‬ ‫ت�ؤك��د تعاظم اخل�س��ائر االقت�صادية ب�س��بب‬
‫اقتصادية متزايدة والبد من‬
‫احلكوم��ي مل�ش��روعات الطاق��ة ال�شم�س��ية‪،‬‬ ‫التل��وث البيئ��ي وتغ�ير املن��اخ‪.‬‬
‫تكامل الجهود لمواجهته‬
‫وا�س�تراتيجيات حلماي��ة وتنظي��م ن�ش��اط‬ ‫�أي�ض � ًا ت�ضاع��ف جه��ود حماي��ة البيئ��ة‬
‫ال�صي��د وال�صناع��ات املعتم��دة علي��ه‪،‬‬ ‫‪ -‬كم��ا ي�ؤك��د الدكت��ور ع�لام ‪ -‬م��ن ق��درة‬
‫دالل��ة �إح�صائي��ة» للتح��ول نح��و االقت�ص��اد وغريه��ا م��ن الإجن��ازات الت��ي غريت �ش��كل‬ ‫االقت�ص��اد الوطن��ي عل��ى ج��ذب اال�س��تثمار‬
‫الأخ�ض��ر‪ ،‬واحل�صول‪ ‬عل��ى دعم اال�س��تثمار الع��امل �إىل الأف�ض��ل‪.‬‬ ‫والتموي��ل اخلارج��ي‪ ،‬حي��ث ا�س��تحوذ‬
‫الأجنب��ي‪ ،‬وبالت��ايل زي��ادة مع��دالت من��و‬ ‫االقت�ص��اد الأخ�ض��ر عل��ى اهتم��ام ودع��م‬
‫وتنمي��ة اقت�صاد الدول التي تب��دى اهتمام ًا مشكلة عربية تتضاعف‬ ‫كث�ير م��ن امل�ؤ�س�س��ات االقت�صادي��ة ح��ول‬
‫الدكت��ور حمم��د عبداحللي��م عم��ر‪،‬‬ ‫�أك�بر باملل��ف البيئ��ي‪.‬‬ ‫الع��امل‪ ،‬و�أ�صب��ح م��ن حمف��زات اال�س��تثمار‬
‫ورغ��م ت�أكي��د الدكت��ور نف��ادي عل��ى �أن �أ�س��تاذ املحا�س��بة بجامع��ة الأزه��ر‪ ،‬ي�ؤك��د‬ ‫خا�ص��ة يف امل�ش��روعات الت��ي ت�س��تهدف‬
‫االهتم��ام بالبيئة لي���س �ش��عار ًا لال�س��تهالك �أن التداعي��ات االقت�صادي��ة مل�ش��كالت‬ ‫حت�س�ين الرفاهية‪ ‬الب�ش��رية والإن�ص��اف‬
‫الإعالم��ي‪ ،‬و�أن ال��كالم دون فع��ل عل��ى البيئ��ة موج��ودة يف كل دول الع��امل املتق��دم‬ ‫االجتمـ��اعي‪ ،‬م��ع احل��د م��ن املخاط��ر‬
‫الأر���ض ال يغري واقع ًا وال يح�س��ن اقت�صاد ًا‪ ،‬والنام��ي عل��ى ال�س��واء‪ ،‬وه��ي تت�ضاع��ف‬ ‫البيئي��ة‪ ..‬وق��د �أك��دت درا�س��ة �أعده��ا‬
‫�إال �أن��ه ي�ؤك��د �أن االحتف��ال ال�س��نوى بذك��رى وت��زداد ح��دة يف عاملن��ا العرب��ي‪ ،‬ب�س��بب‬ ‫الدكت��ور حمم��د �صدي��ق نف��ادي‪ ،‬الأ�س��تاذ‬
‫يوم الأر�ض يف الثانى والع�ش��رين من �أبريل احل��روب وال�صراع��ات امل�س��لحة‪ ،‬وم��ا‬ ‫بجامع��ة الأزه��ر �أنـ��ه يوج��د ت�أث�ير «ذا‬
‫ينت��ج عنه��ا م��ن �إف�س��اد يف الأر���ض‪ ،‬وتدمري‬
‫للم��وارد ومقوم��ات احلي��اة الطبيعي��ة‪ ،‬الت��ي‬
‫يعي���ش عليه��ا ن�س��بة كب�يرة م��ن املواطن�ين‪،‬‬
‫كم��ا تت�ضاع��ف حدته��ا ب�س��بب ع��دم �ض��خ‬
‫ا�س��تثمارات جي��دة يف م�ش��روعات االرتق��اء‬
‫بالبيئ��ة‪.‬‬
‫وي�ؤك��د الدكت��ور عم��ر �أن م�ش��كالت‬
‫البيئ��ة وتداعياته��ا االقت�صادي��ة تفر���ض‬
‫نف�س��ها علينا الآن �أكرث من �أي وقت م�ضى‪،‬‬
‫بعدم��ا تع��ددت وتنوع��ت �أ�س��باب ومظاه��ر‬
‫التده��ور البيئ��ي‪ ،‬و�أ�صب��ح له��ا �آثاره��ا‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪52‬‬
‫وت��وازن يكفل حفظها وا�س��تمرارها‪ ،‬وي�أخذ‬ ‫ال�سلبية على حياة الإن�سان العربي ب�صورة‬
‫الإن�س��ان منه��ا م��ا يوف��ر ل��ه مقوم��ات حياته‬ ‫كب�يرة‪ ،‬وه��ذا م��ا يفر���ض علين��ا التكات��ف‬
‫دون �أن يلح��ق �ض��رر ًا بحق��وق الآخري��ن‪،‬‬ ‫والتع��اون عربي � ًا ملواجه��ة حقيقي��ة تده��ور‬
‫ون�صيبهم من عطاء اهلل يف كونه الف�س��يح‪.‬‬ ‫عنا�ص��ر البيئ��ة يف املنطق��ة العربي��ة‪ ،‬وه��ذا‬
‫التده��ور مل يع��د يقت�ص��ر عل��ى امللوث��ات‬
‫عالقة االقتصاد بالبيئة‬ ‫التقليدي��ة الت��ي تعودن��ا عليه��ا وتوارثناه��ا‪،‬‬
‫وع��ن ت�أث��ر االقت�ص��اد بالبيئ��ة‬ ‫د‪ .‬رفعت العوضي‬ ‫وت�أت��ي نتيج��ة الإهم��ال والع��دوان امل�س��تمر‬
‫وم�ش��كالتها وانعكا���س ذل��ك عل��ى احلال��ة‬ ‫تداعيات صحية واجتماعية‬ ‫على م�صادر احلياة؛ من هواء وماء ونبات‬
‫االقت�صادي��ة للمجتمع ي�ؤك��د الدكتور رفعت‬ ‫وبيئ��ة عربي��ة �صحي��ة‪ ،‬ب��ل �أ�صبح��ت هن��اك‬
‫واقتصادية خطيرة على الواقع‬
‫العو�ضي‪� ،‬أ�ستاذ االقت�صاد بجامعة الأزهر‬ ‫ملوث��ات جدي��دة �صنعته��ا ح�ض��ارة الع�ص��ر‬
‫العربي بسبب التلوث‬
‫وع�ض��و جممع البحوث الإ�س�لامية‪ :‬ال �ش��ك‬ ‫املادي��ة‪ ،‬وهي حتتاج �إىل مواجهة جماعية‪،‬‬
‫�أن هن��اك عالقة وثيقة ج��د ًا بني االقت�صاد‬ ‫لأنه��ا ف��وق طاق��ات ال��دول منف��ردة‪.‬‬
‫والبيئ��ة‪ ،‬وه��ذا االرتب��اط ي��زداد يوم � ًا بع��د‬ ‫العرب��ي �أ�ض��رار ًا �صحي��ة �أو معي�ش��ية �أو‬ ‫وي�ش�ير الدكت��ور عم��ر �إىل �أن املجتم��ع‬
‫يوم يف الع�صر احلا�ضر‪ ،‬فكل تدهور للبيئة‬ ‫اقت�صادي��ة‪ ،‬وعل��ى امل�س��توى املحل��ي ينبغ��ي‬ ‫ال��دويل معن��ى بالبيئ��ة‪ ،‬وهن��اك قل��ق عامل��ي‬
‫يعن��ي املزي��د م��ن اخل�س��ائر االقت�صادي��ة‪،‬‬ ‫�أن تق��وم كل دول��ة ب�إ�ص��دار الت�ش��ريعات‬ ‫م��ن تزاي��د امل�ش��كالت البيئي��ة من��ذ انعق��اد‬
‫وكل ارتقاء بالبيئة وحت�س�ين مواردها يعني‬ ‫الالزم��ة حلماية البيئ��ة‪ ،‬وحماية مواطنيها‬ ‫م�ؤمت��ر الأمم املتح��دة للبيئ��ة الب�ش��رية‬
‫تعظي��م الق��درات االقت�صادي��ة للمجتم��ع‪،‬‬ ‫واملقيم�ين عل��ى �أر�ضه��ا م��ن كل حماول��ة‬ ‫با�س��تكهومل عام ‪ 1972‬والذي توج ب�سل�س��لة‬
‫وانت�ش��ار امللوث��ات البيئية يف الع��امل العربي‬ ‫للإ�ض��رار به��م بيئي � ًا‪.‬‬ ‫م��ن االتفاقي��ات الدولية‪ ..‬ث��م م�ؤمتر البيئة‬
‫�أدى �إىل تراج��ع الإنتاجي��ة بدرج��ة كب�يرة‪،‬‬ ‫وي�ش�ير الدكت��ور عم��ر �إىل تط��ور مفه��وم‬ ‫والتنمي��ة يف الربازي��ل ع��ام ‪ 1992‬وال��ذي‬
‫وهذا الأم��ر ينبغي �أن تدركه كل م�ؤ�س�س��ات‬ ‫البيئ��ة والت��وازن البيئ��ي يف ع��امل الي��وم‬ ‫لا ع��ن العدي��د‬‫ع��رف بـ»قم��ة الأر���ض» ف�ض� ً‬
‫التخطي��ط االقت�ص��ادي‪.‬‬ ‫لي�ش��مل كل م��ا يتعل��ق بحي��اة الإن�س��ان‪..‬‬ ‫م��ن امل�ؤمت��رات والفعالي��ات والدرا�س��ات‬
‫ويح��ذر الدكت��ور العو�ض��ي م��ن التعام��ل‬ ‫ويق��ول‪ :‬كل م��ا يلح��ق ال�ض��رر باحلي��ز �أو‬ ‫الت��ي تتالح��ق لتح��ذر م��ن ملوث��ات البيئ��ة‪،‬‬
‫الع�شوائي مع مواردنا الطبيعية والتي متثل‬ ‫املحي��ط ال��ذي يعي���ش في��ه الكائ��ن احل��ي‪،‬‬ ‫و�ص��ور الإ�ض��رار بامل��وارد الطبيعي��ة‪ ،‬وغ�ير‬
‫خمزون � ًا ا�س�تراتيجي ًا للأجي��ال القادم��ة‪،‬‬ ‫وعل��ى الأخ���ص الإن�س��ان‪ ،‬م��ن ق��وى وطاق��ة‬ ‫ه��ذا كثري م��ن االتفاقات والإج��راءات التي‬
‫ويق��ول‪ :‬م��ن الإ�ض��رار بالبيئ��ة انت�ش��ار‬ ‫مث��ل ق��وة الري��اح وطاق��ة ال�شم���س‪ ،‬وم��وارد‬ ‫تعك���س اهتم��ام املجتم��ع ال��دويل بق�ضاي��ا‬
‫امل�صان��ع امللوث��ة للبيئ��ة والت��ي تعم��ل بنظ��م‬ ‫مث��ل الأر���ض وم��ا فيه��ا م��ن م��اء وغ��ازات‬ ‫البيئ��ة وامل��وارد الطبيعي��ة‪ ،‬و�إ�ص��راره عل��ى‬
‫قدمي��ة ت�س��تهلك طاقة ب�ش��كل كب�ير وتنبعث‬ ‫وهواء‪ ،‬و�أمناط احلياة النباتية واحليوانية‬ ‫توحي��د اجله��ود الرامي��ة �إىل حماي��ة البيئ��ة‬
‫منه��ا ملوث��ات تف�س��د البيئ��ة املحيط��ة‪،‬‬ ‫‪ -‬ينبغ��ي رعايت��ه واالهتم��ام ب��ه‪ ،‬فالبيئ��ة ‪-‬‬ ‫وتوف�ير نوعي��ة حي��اة �أف�ض��ل للإن�س��ان‬
‫و�أي�ض � ًا م��ن الإ�ض��رار بالبيئ��ة التعام��ل‬ ‫مبفهومه��ا ال�ش��امل ‪ -‬ه��ي املخ��زون ال��ذي‬ ‫والكائن��ات احلي��ة‪.‬‬
‫م��ع «نعم��ة امل��اء» ب�ش��كل ع�ش��وائي كم��ا ه��و‬ ‫خلق��ه اهلل �س��بحانه وتع��اىل للإن�س��ان‪،‬‬ ‫وه��ذا االهتم��ام ال��دويل ‪ -‬كم��ا ي�ؤك��د‬
‫احل��ال يف العدي��د م��ن الب�لاد العربي��ة التي‬ ‫الزاخ��ر بالعنا�ص��ر الت��ي يحوله��ا الإن�س��ان‬ ‫الدكت��ور حمم��د عم��ر ‪ -‬ينبغ��ي �أن ينعك���س‬
‫تل��وث جماريه��ا املائي��ة مبخلف��ات امل�صانع‪،‬‬ ‫بجه��ده �إىل م��وارد نافع��ة حليات��ه وث��روات‬ ‫علين��ا عربي � ًا ويك��ون ل��ه �ص��دى �أو�س��ع يف‬
‫وخملف��ات ال�ص��رف ال�صح��ي وغ�ير ذل��ك‬ ‫للإف��ادة منه��ا يف عي�ش��ه وبقائ��ه‪ ،‬وق��د خل��ق‬ ‫بالدن��ا‪ ،‬فرنف���ض �أو ًال كل �إج��راء ي��ؤدي �إىل‬
‫م��ن م�ص��ادر التل��وث املتنوع��ة‪� ..‬أي�ض � ًا‬ ‫اهلل �س��بحانه وتع��اىل ه��ذه العنا�ص��ر بق��در‬ ‫�إف�س��اد البيئ��ة العربي��ة‪ ،‬ويلح��ق باملواط��ن‬

‫‪53‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫في دائرة الضوء‬

‫م��ن امللوث��ات‪.‬‬ ‫ال�س��لوك غري ال�س��وي يف التعامل مع املوارد‬


‫وي�ؤك��د الدكت��ور �س��رور عل��ى �ض��رورة‬ ‫الطبيعي��ة ي ��ؤدي �إىل خ�س��ائر اقت�صادي��ة‬
‫ا�س��تخدام التقني��ات احلديث��ة يف الزراع��ة‬ ‫كب�يرة‪.‬‬
‫حي��ث توف��ر كمي��ات كث�يرة م��ن املي��اة‬ ‫ويح��ذر الدكت��ور العو�ض��ي من ا�س��تخدام‬
‫نحتاجها يف �أغرا�ض متعددة‪ ،‬وتوفر فر�ص ًا‬ ‫العنا�ص��ر البيئي��ة ‪ -‬ممثل��ة يف امل��وارد ‪-‬‬
‫�أك�بر لتنمي��ة زراعي��ة و�صناعي��ة وعمراني��ة‬ ‫ب�صورة متزايدة وغري حم�س��وية مما ي�ؤدي‬
‫نحن يف �أم���س احلاجة �إليه��ا‪ ،‬كما ينبه �إىل‬ ‫د‪ .‬طارق سرور‬ ‫�إىل ا�س��تنزافها وحرم��ان الأجي��ال القادم��ة‬
‫خماط��ر ع��دم مواجه��ة م�ش��كلة التل��وث يف‬ ‫نحن بحاجة لحمالت توعية‬ ‫منه��ا‪ ..‬ويقول‪ :‬للأ�س��ف يف كثري من بالدنا‬
‫الب�لاد العربي��ة‪ ،‬ويق��ول‪ :‬ال �ش��ك �أن تزاي��د‬ ‫يرا مما حبان��ا اهلل به من‬ ‫العربي��ة نهدر كث� ً‬
‫بمخاطر التلوث يسهم فيها‬
‫مع��دالت التل��وث املائ��ي والهوائ��ي والبيئ��ي‬ ‫موارد طبيعية ملواجهة م�ش��كالتنا الآنية وال‬
‫اإلعالم والتعليم والمسجد‬
‫عموم� ًا ل��ه خماط��ر كث�يرة عل��ى جمتمعاتن��ا‬ ‫نعم��ل ح�س��اب ًا للم�س��تقبل ال��ذي يحم��ل لنا ‪-‬‬
‫�صحي � ًا واجتماعي � ًا واقت�صادي � ًا‪ ،‬فكث�ير‬ ‫وف��ق درا�س��ات وتقارير مو�ضوعي��ة ‪ -‬الكثري‬
‫م��ن الأمرا���ض الت��ي ن�ش��كو منه��ا الآن ت�أت��ي‬ ‫التخل���ص م��ن �آث��ار تل��وث البيئ��ة يت��م �إنف��اق‬ ‫م��ن التحديات‪.‬‬
‫ب�س��بب التلوث البيئي‪ ،‬وما ينفق على عالج‬ ‫مبال��غ طائل��ة وا�س��تخدام م��وارد ب�ش��رية‬ ‫لا‪ :‬هن��اك دول عربي��ة‬ ‫وي�ضي��ف قائ� ً‬
‫مر�ضى التلوث يكفي لإقامة مئات املدار�س‬ ‫عدي��دة‪.‬‬ ‫كان��ت لديه��ا م��وارد مائي��ة جي��دة فتعامل��ت‬
‫وا�س��ت�صالح �آالف الأفدن��ة م��ن الأرا�ض��ي‬ ‫معه��ا ب�لا تخطي��ط وب�لا وع��ي وكان��ت‬
‫ال�صحرواي��ة كل ع��ام‪ ..‬وعلين��ا �أن ن�س ��أل‬ ‫مزيد من الوعي‬ ‫النتيج��ة �أن �ش��حت ه��ذه امل��وارد و�أ�صبح��ت‬
‫الأطب��اء ع��ن حج��م امل�ش��كالت ال�صحي��ة‬ ‫الدكت��ور ط��ارق �س��رور‪ ،‬عمي��د كلي��ة‬ ‫تع��اين م��ن الت�صح��ر‪ ،‬كم��ا �أنن��ا يف جم��ال‬
‫للتل��وث لنع��رف �أن هن��اك الكثريي��ن الذي��ن‬ ‫الزراع��ة بجامع��ة الأ�س��كندرية‪ ،‬م�ص��ر‪،‬‬ ‫الزراع��ة �أف�س��دنا الرتب��ة الزراعي��ة‬
‫ي�صابون بالأمرا�ض الناجتة عن تلوث املاء‬ ‫ي�ؤك��د م��ن جانب��ه ارتب��اط تل��وث البيئ��ة‬ ‫باملح�س��نات الزراعي��ة والأ�س��مدة الكيماوية‬
‫واله��واء‪ ،‬كم��ا �أن التخل���ص م��ن املخلف��ات‬ ‫�أو الإ�ض��رار مبواردن��ا الطبيعي��ة بواقعن��ا‬ ‫و�أ�صبح��ت م�س��احات كث�يرة م��ن �أر�ضن��ا‬
‫ع��ن طريق اجلم��ع والنقل والف��رز والتدوير‬ ‫وم�س��تقبلنا االقت�ص��ادي‪ ،‬ويق��ول‪ :‬كلم��ا‬ ‫«جمه��دة» وغ�ير ق��ادرة عل��ى �إنت��اج زراع��ي‬
‫والدف��ن الآم��ن يتكل��ف الكث�ير م��ن الأم��وال‬ ‫انت�ش��ر الوع��ي البيئ��ي يف بالدن��ا العربي��ة‬ ‫جي��د كم��ا كان��ت �أحواله��ا يف املا�ض��ي‪..‬‬
‫التي تتحملها الدول��ة كما يتحملها املت�ضرر‬ ‫كلم��ا تعاملنا مع مواردنا بوعي وحكمة مما‬ ‫لا ع��ن خملف��ات امل�صان��ع م��ن‬ ‫ه��ذا ف�ض� ً‬
‫م��ن التل��وث ولي���س املت�س��بب في��ه‪ ،‬الأم��ر‬ ‫ي�س��هم يف التعام��ل م��ع م�ش��كالتنا البيئي��ة‬ ‫خملف��ات غ��ازات و�أدخن��ة تل��وث اله��واء‪،‬‬
‫ال��ذي ي�ؤكد العالق��ة الوثيقة ب�ين االقت�صاد‬ ‫والتنموي��ة املتج��ددة‪ ،‬فزي��ادة ا�س��تهالك‬ ‫وم��ن خملف��ات �صلب��ة و�س��ائلة تل��وث املي��اه‬
‫والبيئ��ة‪ ،‬وي�ؤك��د �أي�ض � ًا �أن��ه ال نه�ض��ة لأي‬ ‫املياه دون �ضرورة يحرمنا من مورد تنموى‬ ‫يف الأنه��ار والبح��ار وتل��وث الط��رق‪ ..‬كم��ا‬
‫جمتم��ع اقت�صادي � ًا م��ا مل تتخ��ذ �إج��راءات‬ ‫مه��م للغاي��ة‪ ،‬فامل��اء عن�ص��ر تق��وم علي��ه‬ ‫�أن اال�س��تهالك املتزاي��د للمواط��ن العرب��ي‬
‫ج��ادة حلماي��ة م��وارده الطبيعي��ة وتر�ش��يد‬ ‫الزراع��ة وال�صناع��ة والتنمي��ة العمراني��ة‪،‬‬ ‫ب�س��بب ال�ش��ره اال�س��تهالكي وزي��ادة �أع��داد‬
‫ا�س��تخدامها‪ ،‬واالرتق��اء بالبيئ��ة واحل��د‬ ‫و�ش��ح املي��اه نتيج��ة �س��وء اال�س��تخدام �أو‬ ‫ال�س��كان وانت�ش��ار القمام��ة يف ال�ش��وارع يف‬
‫م��ن تكالي��ف التل��وث‪ ،‬ممثل��ة يف املبال��غ‬ ‫نتيج��ة التل��وث ت ��ؤدي �إىل حرم��ان بالدن��ا‬ ‫العدي��د م��ن بالدن��ا العربي��ة ي�ضاع��ف م��ن‬
‫الت��ي تنف��ق للتخل���ص م��ن التل��وث و�آث��اره‪،‬‬ ‫العربي��ة م��ن خ�ير كث�ير وته��در ج��زء ًا م��ن‬ ‫ح��دة تلوث البيئة �س��واء يف �ص��ورة ال�صرف‬
‫�س��واء تل��ك الت��ي يت��م �إنفاقه��ا عل��ى ت�صميم‬ ‫�إمكاناتن��ا االقت�صادي��ة يف توف�ير املي��اه ع��ن‬ ‫�أو بقاي��ا الطع��ام واملخلف��ات املختلف��ة‬
‫و�إنت��اج وتركي��ب مانع��ات التل��وث‪� ،‬أو الت��ي‬ ‫طري��ق حمط��ات حتلي��ة املي��اه �أو تطهريه��ا‬ ‫(القمام��ة) وم��ن جان��ب �آخ��ر ف�إن��ه ملحاولة‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪54‬‬
‫�أَ ْي� ِ�دي ال َّنا�� ِ�س ِل ُي ِذي َق ُه� ْ�م َب ْع��َ�ض ا َّل� ِ�ذي َعمِ ُل��وا‬ ‫تنف��ق للتخل���ص م��ن امللوث��ات‪� ،‬أو تل��ك الت��ي‬
‫َل َع َّل ُه� ْ�م َي ْر ِج ُع��ون) ال��روم ‪.41‬‬ ‫يت��م �إنفاقها لع�لاج الأمرا���ض التي ت�صيب‬
‫ولذل��ك ف ��إن الأم��ر يقت�ض��ي ن�ش��ر م��ا‬ ‫النا���س من التل��وث‪� ،‬أو التي ت�صيب الأر�ض‬
‫ذك��ره اخلال��ق �س��بحانه وتع��اىل يف �ش ��أن‬ ‫و�س��ائر امل��وارد الطبيعي��ة‪.‬‬
‫مف�س��دي البيئ��ة‪ ،‬فق��د يك��ون ه��ذا رادع � ًا‬ ‫وي�ؤك��د الدكت��ور �س��رور عل��ى �ض��رورة‬
‫وي ��ؤدي �إىل التوق��ف ع��ن التل��وث لأن اهلل‬ ‫توظي��ف كل و�س��ائل التوجي��ه والت�أث�ير‬
‫�س��بحانه وتع��اىل يف �أك�ثر م��ن ‪� 11‬آي��ة نه��ى‬ ‫د‪ .‬محمود زقزوق‬ ‫يف املجتمع��ات العربي��ة �س��واء �أكان��ت‬
‫ع��ن الإف�س��اد يف الأر���ض‪ ،‬و�أخ�بر �س��بحانه‬ ‫البعد الديني مهم جداً في‬ ‫و�س��ائل الإع�لام‪� ،‬أو امل�ؤ�س�س��ات الرتبوي��ة‬
‫�أنه ال يحب املف�س��دين وهذا ما يوجد دافع ًا‬ ‫والتعليمي��ة‪� ،‬أو مناب��ر امل�س��اجد لن�ش��ر‬
‫مواجهة التلوث وعلى دعاة‬
‫�إمياني � ًا ل��دى امل�س��لم لالمتن��اع ع��ن تل��وث‬ ‫الوع��ي البيئ��ي‪ ،‬فنح��ن نع��اين م��ن م�ش��كلة‬
‫اإلسالم القيام بواجباتهم‬
‫البيئ��ة‪.‬‬ ‫تتزاي��د تداعياته��ا با�س��تمرار‪ ،‬والب��د �أن‬
‫تك��ون املواجه��ة �ش��املة ونوعي��ة‪ ،‬مبعن��ى �أن‬
‫دور حيوي‬ ‫الإ�ض��رار املتعم��د به��ا م��ن و�س��ائل الإف�س��اد‬ ‫يق��وم كل فري��ق بجه��ده يف جمال��ه لن�ش��ر‬
‫الدكت��ور حمم��ود حم��دى زق��زوق‪ ،‬ع�ض��و‬ ‫يف الأر���ض‪ ،‬حي��ث ي��ؤدي ذل��ك �إىل �إه�لاك‬ ‫الوع��ي البيئ��ي والتحذي��ر م��ن التل��وث‬
‫هيئ��ة كبار العلماء بالأزه��ر ووزير الأوقاف‬ ‫امل��وارد الت��ي خلقه��ا اهلل لنف��ع الإن�س��ان‪،‬‬ ‫وتداعيات��ه اخلط�يرة عل��ى حياتن��ا‪.‬‬
‫امل�ص��ري ال�س��ابق‪ ،‬ي�ؤك��د �أن اخلط��اب‬ ‫واحل��ق �س��بحانه وتع��اىل يق��ول يف �صف��ة‬ ‫ويع��ود الدكت��ور عم��ر لي�ؤك��د �ض��رورة‬
‫الإ�س�لامي يف حال��ة توظيف��ه ب�ش��كل جي��د‬ ‫ه ��ؤالء املف�س��دين‪( :‬و�إذا َت � َو َّل َ�س � َعى ِف‬ ‫ا�س��تخدام البعد الديني يف مواجهة التلوث‬
‫ميك��ن �أن يق��وم ب��دور حي��وي يف مواجه��ة‬ ‫الأَ ْر ِ�ض ِل ُيف ِْ�س َد ِفي َها َو ُي ْه ِل َك ْ َ‬
‫ال ْرثَ َوال َّن ْ�س َل‬ ‫يف الب�لاد العربية‪ ،‬ويقول‪ :‬موقف الإ�س�لام‬
‫التل��وث البيئ��ي‪ ،‬فاحلالل واحل��رام ال يزال‬ ‫َواهلل ال ُي ِح� ُّ�ب ا ْلف ََ�س��اد) البق��رة ‪ .205‬وم��ن‬ ‫م��ن ق�ضي��ة البيئ��ة وحمايته��ا م��ن التل��وث‬
‫يرتب��ط بحي��اة كث�ير م��ن عام��ة النا���س‪،‬‬ ‫�أوجه الإعجاز القر�آين الإ�ش��ارة �إىل تفاقم‬ ‫وا�ض��ح كل الو�ض��وح‪ ،‬فق��د نال��ت حماي��ة‬
‫ولذل��ك ينبغ��ي �أن يك��ون للدع��اة‪ ،‬وخا�ص��ة‬ ‫حال��ة تل��وث البيئ��ة الت��ي تعي�ش��ها الب�ش��رية‬ ‫البيئ��ة عناي��ة فائق��ة يف اخلط��اب الدين��ي‬
‫خطب��اء امل�س��اجد‪ ،‬دور وا�ض��ح يف مواجه��ة‬ ‫الآن و�آثاره��ا وعالجه��ا يف قول��ه تع��اىل‬ ‫الإ�س�لامي عل��ى ع��دة حم��اور‪� ،‬أبرزه��ا‬
‫كل مظاه��ر التل��وث يف حياتن��ا املعا�ص��رة‬ ‫�بر َوا ْل َب ْح ِر ِ َبا َك َ�س� َب ْت‬
‫(ظه��ر ا ْلف ََ�س��ا ُد ِف ا ْل َ ِّ‬ ‫�أن الإ�س�لام يح��رم تل��وث البيئ��ة‪ ،‬ويعت�بر‬
‫يرا منه��ا يرتب��ط‬‫خا�ص��ة و�أن جانب � ًا كب� ً‬
‫ب�س��لوك الإن�س��ان وم��ا يحمله م��ن خمالفات‬
‫وا�ضح��ة لتعالي��م دين��ه‪.‬‬
‫لا‪ :‬نحت��اج يف معظ��م‬ ‫وي�ضي��ف قائ� ً‬
‫بالدن��ا العربي��ة �إىل حم�لات توعوي��ة‬
‫لـ»�إماط��ة الأذى عن الطريق» لأن كثري ًا من‬
‫النا�س ‪ -‬وخا�صة الب�سطاء يلحقون بالبيئة‬
‫يومي� ًا �أ�ض��رار ًا بالغ��ة‪ ،‬فهناك م��ن ي�صطاد‬
‫الأ�س��ماك م��ن املج��ارى املائي��ة با�س��تخدام‬
‫املبي��دات‪ ،‬وهن��اك م��ن يلق��ي املخلف��ات بكل‬
‫�أ�ش��كالها يف املج��ارى املائي��ة‪ ،‬وهن��اك‬

‫‪55‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫في دائرة الضوء‬

‫ت�س��تهدف حتقي��ق م�صال��ح اخلل��ق‪ ،‬وذل��ك يواج��ه كل �ص��ور القب��ح ال�ش��كلي وال�س��لوكي‬ ‫من يلقي خملفات ا�س��تهالكه ال�شخ�صي �أو‬
‫يك��ون بجلب املناف��ع ودرء املفا�س��د ملقومات والأخالق��ي‪ ،‬فك��ن ترجم��ة حقيقي��ة له��ذا‬ ‫ا�س��تهالك منزله يف الطريق العام‪ ،‬وين�شر‬
‫احلي��اة اخلم�س��ة وه��ي‪ :‬الدي��ن والنف���س الدي��ن العظي��م‪.‬‬ ‫القب��ح والأمرا���ض يف كل م��كان‪.‬‬
‫والعق��ل وامل��ال والن�س��ل‪ ،‬وهن��اك قاع��دة‬ ‫لا‪ :‬الق��ر�آن الك��رمي ‪ -‬وه��و‬ ‫وي�ضي��ف قائ� ً‬
‫فقهي��ة ذهبي��ة تق��ول‪« :‬درء املفا�س��د مق��دم عطاء إسالمى متميز‬ ‫د�س��تور حياتن��ا كله��ا ‪ -‬يح��ذر م��ن ن�ش��ر‬
‫ال�ش��يخ حمم��د ذك��ي‪ ،‬الأم�ين الع��ام‬ ‫عل��ى جل��ب املناف��ع» وتل��وث البيئ��ة يف�س��د‬ ‫الف�س��اد يف الأر�ض‪ ،‬والف�س��اد الذي يق�صده‬
‫ه��ذه املقوم��ات‪ ،‬وبالت��ايل ف��إن من��ع التل��وث ال�س��ابق للدع��وة بالأزه��ر‪ ،‬ي�ؤك��د م��ن‬ ‫الق��ر�آن ل��ه جان��ب ح�س��ي وجان��ب معن��وي‪،‬‬
‫وحماي��ة البيئ��ة م��ن امللوث��ات م��ن مقا�ص��د جانب��ه عل��ى �ض��رورة ن�ش��ر الوع��ى البيئ��ي‬ ‫واالثن��ان يتعلق��ان يف الغال��ب ب�س��لوك‬
‫ال�شريعة التي يجب على كل م�سلم االلتزام ع��ن طري��ق و�س��ائل الرتبي��ة والتعلي��م‬ ‫الإن�س��ان املخالف لتعاليم دينه‪ ..‬والر�س��ول‬
‫به��ا و�إال كان �آثم��ا يعر���ض نف�س��ه لغ�ض��ب والتوجي��ه والت�أث�ير يف املجتم��ع‪� ،‬إىل‬ ‫عليه ال�صالة وال�س�لام يخربنا يف احلديث‬
‫جان��ب م��ا يق��وم ب��ه الدع��اة وخطب��اء‬ ‫اهلل وعقاب��ه‪.‬‬ ‫ال��ذي رواه البخ��اري �أن «الإمي��ان ب�ض��ع‬
‫وينته��ي الدكت��ور زق��زوق �إىل مطالب��ة كل امل�ساجد‪ ،‬ويقول‪ :‬ال �شك �أن حماية البيئة‬ ‫و�س��بعون �ش��عبة و�أف�ضله��ا ق��ول ال �إل��ه �إال‬
‫م�س��لم ب��أن يب��ذل جه��ده يف ح��دود �إمكانات��ه م��ن التل��وث ه��دف �إ�س�لامي‪ ،‬فالإ�س�لام‬ ‫اهلل و�أدناه��ا �إماط��ة الأذى ع��ن الطري��ق»‪،‬‬
‫وم��ا يت��اح ل��ه م��ن و�س��ائل و�أدوات حلماي��ة مل يهم��ل �ش��يئ ًا في��ه م�صلح��ة حقيقي��ة‬ ‫وتع��دد �أحادي��ث �أخ��رى بع���ض �ص��ور التل��وث‬
‫البيئة من التلوث‪ ..‬ويقول‪ :‬واجب امل�س��لمني للإن�س��ان‪ ،‬وي ��ؤدي �إىل االرتق��اء بحيات��ه‪،‬‬ ‫واالعت��داء عل��ى املكون��ات البيئي��ة وحت��ذر‬
‫جميع � ًا وعل��ى كل امل�س��تويات �أن يلتزم��وا �أو توف�ير مقوم��ات احلي��اة الكرمي��ة ل��ه‪..‬‬ ‫كل م��ن يرتك��ب �س��لوك ًا �ض��ار ًا بالبيئ��ة‪ ،‬كم��ا‬
‫ب�أح��كام دينهم‪ ،‬و�أن يتق��وا اهلل يف العنا�صر لذل��ك ج��اء اهتمام��ه وا�ضح � ًا ب�صح��ة‬ ‫تو�ض��ح عط��اء اخلال��ق �س��بحانه ل��كل م��ن‬
‫البيئي��ة‪ ،‬ف�لا يعت��دوا عليه��ا بالتل��وث‪� ،‬أو الإن�س��ان البدني��ة والنف�س��ية‪ ،‬وج��اء‬ ‫يق��وم بعم��ل م��ن �ش ��أنه حماي��ة البيئ��ة م��ن‬
‫بالإ�س��راف والتبذي��ر يف ا�س��تخدامها‪ .‬االهتم��ام باملناف��ع احلياتي��ة ل��كل �أف��راد‬ ‫التل��وث �أو �إماط��ة الأذى ع��ن الطري��ق‪.‬‬
‫كم��ا يوج��ه الدكت��ور زق��زوق ر�س��الة املجتم��ع‪ ،‬ول��ن يتحق��ق ذل��ك �إال �إذا عا���ش‬ ‫ويو�ض��ح الدكت��ور زق��زوق �أن حماي��ة‬
‫�إىل كل م�س��لم ول��و كان يف �أق�ص��ى الأر���ض الإن�سان يف بيئة جميلة ونظيفة خالية من‬ ‫البيئ��ة من التلوث مق�صد مهم من مقا�صد‬
‫يق��ول فيه��ا‪ :‬الدي��ن الإ�س�لامي دي��ن جم��ال امللوث��ات‪ ،‬و�أحاط��ت ب��ه مظاه��ر اجلم��ال‬ ‫�ش��ريعتنا الإ�س�لامية الغ��راء‪ ،‬فال�ش��ريعة‬
‫والإب��داع الإله��ي والإن�س��اين‪.‬‬
‫وي�ؤك��د ال�ش��يخ ذك��ي �أن العط��اء‬
‫الإ�س�لامي يف رعاي��ة البيئ��ة واملحافظ��ة‬
‫عليها من كل �أ�ش��كال امللوثات‪ ،‬والإح�سان‬
‫�إليه��ا بال�س��لوكيات والأعم��ال اجلادة التي‬
‫ترتق��ي به��ا‪ ..‬ه��و يف حقيق��ة الأم��ر عط��اء‬
‫متميز لي���س له وجود يف �أي عقيدة �أخرى‬
‫�أو فل�س��فة �أو ت�ش��ريع قان��وين‪ ..‬ول��و الت��زم‬
‫امل�س��لمون ب�أوام��ر و�أح��كام وتوجيه��ات‬
‫دينه��م فيم��ا يتعل��ق بالبيئ��ة لأ�صبح��ت‬
‫جمتمعاته��م م��ن �أرق��ى املجتمع��ات‬
‫و�أكرثه��ا جم��ا ًال وبهج��ة‪.‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪56‬‬
‫والأم��ر باملع��روف والنه��ي ع��ن املنك��ر»‪.‬‬ ‫واملوق��ف الإ�س�لامي احلكي��م م��ن ق�ضي��ة‬
‫كم��ا يح��ذر النب��ي علي��ه ال�ص�لاة‬ ‫البيئ��ة ‪ -‬كم��ا يق��ول ال�ش��يخ حمم��د ذك��ي ‪-‬‬
‫وال�س�لام م��ن تلوي��ث الطري��ق بف�ض�لات‬ ‫لي���س ولي��د ن�صائ��ح �أو البح��ث ع��ن م�س��توى‬
‫الإن�س��ان‪� ،‬أو تلوي��ث الأماك��ن الت��ي ي�تردد‬ ‫معي�ش��ي �أف�ض��ل فق��ط‪ ،‬لكن��ه يرع��ى البيئ��ة‬
‫عليها النا�س لق�ضاء م�صاحلهم ومعاي�شهم‬ ‫ويح�س��ن �إليه��ا‪ ،‬لأن ذل��ك مطل��ب دين��ي‪،‬‬
‫�أو ي�س��تظلون فيه��ا‪ ،‬وي�ص��ف ه��ذا التل��وث‬ ‫فالر�س��ول �صل��ى اهلل علي��ه و�س��لم يق��ول‪:‬‬
‫ب�أب�ش��ع الأو�ص��اف‪� ،‬إذ يع��ده م��ن املالع�ين‬ ‫الشيخ محمد ذكي‬ ‫«الإميان ب�ضع و�س��بعون �ش��عبة �أف�ضلها قول‬
‫حي��ث يق��ول يف احلدي��ث ال�ش��ريف‪« :‬اتق��وا‬ ‫المنهج اإلسالمي في مواجهة‬ ‫ال �إل��ه �إال اهلل و�أدناه��ا �إماط��ة الأذى ع��ن‬
‫املالع��ن الث�لاث» (عن اب��ن عبا���س مرفوع ًا‬ ‫الطري��ق»‪ ،‬والأذى امل�ش��ار �إلي��ه يف احلدي��ث‬
‫التلوث متميز والعقوبات‬
‫«اتق��وا املالع��ن الث�لاث»‪ ،‬قي��ل‪ :‬م��ا املالع��ن‬ ‫ال�ش��ريف ي�شمل كل �أنواع الإيذاء التي تلوث‬
‫الرادعة جزء منه‬
‫ي��ا ر�س��ول اهلل؟ ق��ال‪�« :‬أن يقع��د �أحدك��م يف‬ ‫البيئ��ة وت�ض��ر مب�صال��ح النا���س و�صحته��م‬
‫ظ��ل ي�س��تظل في��ه �أو يف طري��ق �أو يف نق��ع‬ ‫و�أذواقه��م وم�ش��اعرهم‪ ،‬فتكد���س القمام��ة‬
‫م��اء» رواه �أحم��د (رق��م ‪ )2715‬واخلطاب��ي‬ ‫�إلقاء نفايات امل�صانع وما �ش��اكلها يف املياه‬ ‫يف ال�ش��وارع �أذى ي�ض��ر بالنا���س‪ ،‬والكلم��ة‬
‫يف «الغري��ب» (‪ )1/16/1‬ع��ن م��ن �س��مع‬ ‫اجلاري��ة‪.‬‬ ‫الت��ي تخد���ش احلي��اء �أذى يل��وث البيئ��ة‬
‫اب��ن عبا���س يق��ول فذك��ره‪ .‬و�س��نده ح�س��ن‬ ‫�أي�ض � ًا ‪ ..‬نه��ى الإ�س�لام ع��ن كل م��ا‬ ‫الأخالقي��ة ويخد���ش حي��اء النا���س ويف�س��د‬
‫ل��وال الرج��ل ال��ذي مل ي�س� ّ�م ‪ -‬االقت�ص��اد‬ ‫م��ن �ش ��أنه �أن يل��وث اله��واء ويجعل��ه �ض��ار ًا‬ ‫�أذواقه��م‪ ،‬ومكافح��ة ه��ذا الأذى بكل �صوره‬
‫الإ�س�لامي»)‪.‬‬ ‫بال�صح��ة‪ ،‬فع��وادم ال�س��يارات ودخ��ان‬ ‫يع��د من الواجب��ات الدينية الت��ي يكتمل بها‬
‫وي�ش��دد الأم�ين الع��ام للدع��وة بالأزه��ر‬ ‫امل�صان��ع وغريه��ا م��ن ملوث��ات اله��واء‬ ‫�إمي��ان امل�ؤمن‪ ،‬ولي�س��ت �أمر ًا هام�ش��ي ًا ميكن‬
‫ال�شريف على �ضرورة �سن الت�شريعات التي‬ ‫مرفو�ض��ة �إ�س�لامي ًا لأن اله��واء وامل��اء ال‬ ‫التغا�ض��ي عن��ه‪.‬‬
‫حتم��ل عقوبات رادعة ل��كل من يلحق �ضرر ًا‬ ‫ميلك��ه ف��رد �أو جماع��ة تفع��ل ب��ه م��ا ت�ش��اء‪،‬‬ ‫ويو�ض��ح ال�ش��يخ ذك��ي �أن مظاه��ر رعاي��ة‬
‫متعم��د ًا بالبيئة ويقول‪ :‬الإ�س�لام يف حمايته‬ ‫و�إمن��ا هم��ا مل��ك ع��ام ل��كل النا���س يف كل‬ ‫الإ�س�لام للبيئ��ة وحمايته��ا م��ن كل امللوث��ات‬
‫للبيئ��ة ال يقف عند التوجيهات الدينية التي‬ ‫زم��ان ومكان‪ ..‬ويت�صل بتلويث البيئة �أي�ض ًا‬ ‫لا ‪ -‬وه��و م��ن‬ ‫كث�يرة ومتنوع��ة‪ ،‬فامل��اء مث� ً‬
‫ت�س��تهدف احلفاظ على البيئة‪ ،‬بل هو ي�ؤكد‬ ‫ان�ش��غال الطري��ق ب��أي �ش��كل م��ن الأ�ش��كال‪،‬‬ ‫�أعظ��م نع��م اهلل عل��ى الإن�س��ان وبدون��ه ال‬
‫على �ض��رورة مواجه��ة العابثني امل�س��تهرتين‬ ‫�س��واء �أكان ذلك ب�إ�ش��غاله مبخلف��ات البناء‬ ‫ي�س��تطيع �أن يعي���ش ‪ -‬و�ض��ع الإ�س�لام كل‬
‫بنع��م اهلل م��ن خ�لال العقوب��ات الرادع��ة‬ ‫�أو القمامة �أو غري ذلك من �صور الإ�ش��غال‬ ‫و�س��ائل احلماي��ة ل��ه‪ ،‬فالنا���س �ش��ركاء يف‬
‫الت��ي تتنا�س��ب م��ع حج��م جرائمه��م‪ ..‬وه��ذا‬ ‫الت��ي تعوق حركة النا���س وت�ض��ر ب�صحتهم‪،‬‬ ‫ه��ذا العن�ص��ر احلي��وي ال��ذي يع��د �ش��ريان‬
‫�أم��ر مه��م الآن حي��ث مل تع��د الن�صائ��ح‬ ‫�أو حتى ب�إ�شغال الطريق باجللو�س فيه مما‬ ‫احلي��اة‪ ..‬وم��ادام امل��اء �ش��ركة ب�ين النا���س‬
‫البيئي��ة وال�صحي��ة ق��ادرة عل��ى ك��ف الأيادي‬ ‫ي�س��بب عنت� ًا وم�ش��قة للآخري��ن‪ ..‬ويف ذل��ك‬ ‫ف�لا يج��وز لأي م��ن ال�ش��ركاء‪ ،‬ف��رد ًا �أو‬
‫العابث��ة الت��ي ت�ض��ر بالعنا�ص��ر البيئي��ة يف‬ ‫يقول الر�سول الكرمي �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫جماعة‪� ،‬أن ي�صدر عنه �أي ت�صرف يت�سبب‬
‫بالدن��ا العربي��ة‪ ،‬ف��كل م��ن ي�ض��ر بالبيئ��ة‬ ‫«�إياك��م واجللو���س عل��ى الطرق��ات»‪ ..‬قالوا‪:‬‬ ‫يف �إحل��اق الأذى باملاء‪ ،‬لأن ذلك من �ش��أنه‬
‫عام��د ًا مف�س��د يف الأر���ض‪ ،‬وكل مف�س��د ل��ه‬ ‫ما لنا بد �إمنا هي جمال�سنا نتحدث فيها‪..‬‬ ‫�أن يج��ر وراءه الأ�ض��رار ب�صح��ة النا���س‬
‫عقوب��ة تنا�س��ب ف�س��اده‪ ،‬ولذل��ك الب��د م��ن‬ ‫ق��ال‪« :‬ف�إذا �أبيت��م �إال ذلك ف�أعطوا الطريق‬ ‫الذي��ن ي�ش��ربون م��ن ه��ذا امل��اء‪ ..‬وم��ن هن��ا‬
‫عقوبات رادعة تكف �أيادي العابثني بالبيئة‬ ‫حقه��ا»‪ ..‬قال��وا‪ :‬وم��ا ح��ق الطري��ق؟ ق��ال‪:‬‬ ‫كان نه��ي الإ�س�لام ع��ن التب��ول �أو الت�برز‬
‫يف جمتمعاتنا الإ�سالمية‪.‬‬ ‫«غ���ض الب�ص��ر‪ ،‬وك��ف الأذى‪ ،‬ورد ال�س�لام‪،‬‬ ‫يف املي��اه اجلاري��ة‪ ..‬وين�س��حب ذل��ك عل��ى‬

‫‪57‬‬ ‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬


‫واحة االقتصادي‬

‫األهمية التمويلية لصيغة‬


‫اإلجارة وصكوكها‬ ‫د‪ .‬شوقي أحمد دنيا‬

‫تتميز �صيغة الإج��ارة ‪ -‬من املنظور التمويلي ‪ -‬بفر�ض ا�ستخدامها بطبعتها‬


‫الأ�صلية‪ ،‬بخ�صائ�ص متيزها عن بقية �صيغ التمويل جتذب �إليها الكثري من‬
‫امل�ستثمرين وتبعد عنها يف نف�س الوقت الكثري منهم‪ .‬ومما يالحظ �أن بع�ض من‬
‫تعر�ض من الباحثني لهذه ال�صيغة �أطنب يف تبيان عوامل اجلذب يف الإجارة‬
‫وغ�ض الطرف عن عوامل الطرد فيها(منهم كاتب هذا املقال يف بحث بعنوان‬
‫«الإجارة املنتهية بالتمليك ‪ ..‬درا�سة فقهية معا�صرة» قدمت �إىل الدورة الثانية‬
‫ع�شرة ملجمع الفقه الإ�سالمي)‪ ،‬مع �أن هذه اخلا�صية من طبائع الأ�شياء‪ ،‬فما‬
‫من �صيغة متويلية �إال وفيها هذا وفيها ذاك‪ ،‬وال يعيب �أي �صيغة كونها ال ت�شبع‬
‫كل االحتياجات وتلبي كل الرغبات‪ ،‬و�إال كانت مبفردها كافية‪ ،‬وال حاجة �إىل‬
‫غريها‪ ،‬وهذا ما مل يكن ولن يكون‪.‬‬
‫ويف ر�أيي �أن الدرا�سة اجلادة لأية �صيغة متويلية عليها �أن تك�شف بجالء عن‬
‫بعدي ال�صيغة‪ ،‬حتى يكون املطبق على بينة من �أم��ره‪ ،‬ولعل من �أه��م عوامل‬
‫اجلذب فيها احتفاظ امل�ؤجر «املمول» مبلكية الأ�صل امل�ؤجر‪ ،‬وعلى اجلانب الآخر‬
‫عدم حتمل امل�ست�أجر «امل�ستثمر» تكاليف و�أعباء امتالك الأ�صل مع ا�ستفادته‬
‫من منافعه‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ما فيها من مميزات �أخرى متعددة تنعك�س بو�ضوح‬
‫يف املجال االقت�صادي‪ ،‬من حماية من الت�ضحم‪ ،‬و�سهولة يف الربجمة املالية‬
‫للتدفقات املالية الداخلة واخلارجة ‪...‬الخ‪.‬‬
‫و�أما عن الأهمية التمويلية ل�صكوك الإجارة فيمكن القول �إنه �إذا كان لل�صكوك‬
‫بوجه عام �أهمية متويلية غري منكورة‪ ،‬ف�إن �صكوك الإجارة حتوز القدر الأكرب‬
‫من هذه الأهمية‪ ،‬وما ذلك �إال لأن التحديات ال�شرعية واالقت�صادية �أمامها رمبا‬
‫تكون �أقل منها �أمام غريها‪.‬‬
‫واملعروف �أن �صكوك الإجارة تتمتع مبرونة كبرية جتعلها تلبي احتياجات قطاع‬
‫كبري من املتعاملني من ممولني وم�ستثمرين‪ ،‬ي�ضاف �إىل ذلك �صالحيتها للعمل يف‬
‫القطاع اخلا�ص والقطاع العام والقطاع املدين‪ ،‬وكذلك �صالحيتها لال�ستخدام‬
‫املبا�شر وغري املبا�شر‪ ،‬وللتعامل مع الأ�صل االقت�صادي الواحد والأ�صول املتجمعة‬
‫(يراجع الدكتور منذر قحف ‪ -‬الإج��ارة املنتهية بالتمليك و�صكوك الأعيان‬
‫امل�ؤجرة ‪ -‬الدورة الثانية ع�شرة ملجمع الفقه الإ�سالمي)‪.‬‬
‫ومن �أجل ذلك وجدنا �صكوك الإجارة متثل حتى الآن �أعلى ن�سبة من ال�صكوك‬
‫الإ�سالمية يف التطبيق العملي‪.‬‬
‫ومع ذلك فيجب �أال ُي َغ�ض الطرف عما تواجهه هذه ال�صكوك من حماذير �شرعية‬
‫واقت�صادية‪ ،‬وو�ضع ال�ضوابط التي حتول بني هذه ال�صكوك والوقوع يف املحاذير‬
‫ال�شرعية‪.‬‬

‫دلجملا ا دلجملا لا ا‬ ‫االقتصاد اإلسالمي العدد ‪ • ٤٦٣‬شوال ‪14٤٠‬هـ يونيو ‪201٩‬م‬ ‫‪58‬‬
‫زوروا موقع مجلة االقتصاد االسالمي على شبكة االنترنت‬

w w w. a l i q t i s a d a l i s l a m i . n e t

www.facebook.com/Aliqtisadmag @Aliqtisad

You might also like