Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 36

‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬

‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫حاجة المجتمع الدولي إلى نظام قانوني لحماية التراث الغابي‬


‫في إطار التنمية المستدامة‬
‫‪The need for the international community to‬‬
‫‪the legal system to protect the forest heritage‬‬
‫‪in the framework of sustainable development‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬العربي بوكعبان‪ ،‬أستاذ ‪ ، ،‬جامعة سيدي بلعباس‪.‬‬
‫مخلوف عمر ‪ ،‬طالب دكتوراه ‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‬

‫‪GFHGFGHGFGFDGGF‬‬
‫تاريخ االرسال‪ - 2018/06/19‬تاريخ القبول ‪ -2018/11/19‬تاريخ النشر‪2019/01/02‬‬

‫أصبحت مسألة الحفاظ على الغابات و إدارتها اهتماما دوليا ومن ضمن األولويات‪،‬‬
‫و قد تجلى هذا االهتمام بصورة واضحة في االتفاقيات الدولية والمؤتمرات‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫لقد ش ّكل مؤتمر ريو ‪ 9119‬نقلة نوعية بتناوله المباشر و ألول مرة لقضية الغابات التي تعد‬
‫من المسائل التي لم يسبق لها أن حظيت بتوافق الرؤى بين الدول فيما تعلق بقضية حمايتها‬
‫و استغاللها كانعكاس لعالقة حماية البيئة بالتنمية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التراث الغابي‪ ،‬القانون الدولي‪ ،‬التنمية المستدامة‪ ،‬التزامات اتفاقية‪.‬‬
‫‪Abstarct:‬‬
‫‪The issue of forest conservation and management has become‬‬
‫‪an international concern and a priority. This interest has been clearly‬‬
‫‪reflected in international conventions and conferences. In this regard,‬‬
‫‪the 1992 Rio Conference has made a qualitative leap by addressing,‬‬
‫‪for the first time, the issue of forests, To have consensus among‬‬
‫‪countries on the issue of protection and exploitation as a reflection of‬‬
‫‪the relationship of environmental protection to development.‬‬
‫‪Key words : Forest Heritage, International law, sustainable‬‬
‫‪development.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫مقدمـــــــة‬
‫يعددد االهتمددام بالغاب ددات محددو امر أساسدديام لحماي ددة البيئددة فددي الع ددالم‪ ،‬لكددن موض ددو‬
‫حمايتهددا لددم يحددت باالهتمددام الكددافي فددي مقابددل الدددور االيكولددوجي و االنمددائي الددذي‬
‫تؤديه‪ .‬تشكل الغابات بصفة خاصة و التراث الغابي بصفة عامدة مسداحة ‪ 19‬بالمائدة‬
‫مددن مجمددو سددط األرت فددي العددالم‪ ،‬أي ح دوالي ‪ 4‬مليددارات هكتددار تحتددوي وحدددها‬
‫على أكثر من ثلثي التنو في العالم‪ ،‬و يوجد فدي حدوت األمدازون وحدده مدا يقددر ب‬
‫مناطق‬
‫ٌ‬ ‫‪ %92‬من جميع األنوا على اليابسة‪ 11 ،‬بالمائة منه غابات طبيعية‪ ،‬وهي‬
‫ات علد ددى التد دددخالت البشد د درية‪ .‬وتعتبد ددر هد ددذه الغاب د ددات‬
‫َح َرجيد ددة ال تظهد ددر فيهد ددا مؤشد د در ٌ‬
‫الرطبددة واالسددتوائية مددن أكثددر ينظددم العددالم البيئيددة ث د ار م‬
‫األساسددية‪ ،‬وخصوص دام الغابددات َ‬
‫بالتنو الحيوي بمقياس األنوا والتنو االيكولوجي‪ ،‬و ‪ 7‬بالمائة فقط غابات مزروعة‪،‬‬
‫و تعتبر مدالذا ضدروريا للتندو البيولدوجي‪ .1‬و يتدأثر التن ّدو الحيدوي للغابدات فدي العدالم‬
‫األوليدة "وتددهور حالتهدا‬
‫جر إزالة الغطا الحرجدي‪ ،‬وتنداقير رقعدة "الغابدات ّ‬ ‫سلبا من ّا‬
‫نتيجة معدالت االستغالل المرتفعة للغابدات‪ ،‬و الدذي يرجدع للتطدور المسدتمر فدي حيداة‬
‫اإلنسدان والنمدو الددديمغرافي المتندامي‪ ،‬و الحاجددة لاسدكان و التدفئددة‪ ،‬و التدي بسددببها‬
‫ي ددتم ت دددمير وح ددرق الغاب ددات أو قط ددع أش ددجارها م ددن أج ددل اس ددتغالل المس دداحة لغ ددرت‬
‫السددكن‪ ،‬أو إنشددا أ ارضددي زراعيددة و ألغ درات صددناعية‪ .‬يددؤدي تدددمير الغابددات إلددى‬
‫المس دداس بالبيئ ددة الطبيعي ددة أي ددن تدددؤثر و تتدددأثر ب ددالظواهر الطبيعي ددة األخدددرى ك ددالتغير‬
‫المناخي‪ ،‬التصحرو الجفاف‪ ،‬الفيضانات و الكدوارث الطبيعيدة و غيدر ذلد ‪ .‬ومدن ثمدة‬
‫فهند ددا ضد ددرورةٌ لضد ددمان الحفد دداظ علد ددى الثد ددروة الغابيد ددة مد ددن خد ددالل اسد ددتغالل مسد ددتدام‬
‫المستدامة للغابات‪.‬‬
‫ألصولها في ظل اإلدارة ي‬
‫تشدكل الغابات واألشجار في العديد من البلدان الناميدة مصدادر رئيسددية للمعيشددة‪،‬‬
‫و الشددعوب األصدلية أيددن تلبددي احتياجداتهم مددن غددذا و دوا و دخددل‬ ‫وخاصدة للفقد ار‬
‫نقدددي‪ ،‬باإلضددافة لمددا تددوفره األخشدداب مددن وقددود حي ددوي ألغ درات الطهددي و التدفئددة‪،‬‬
‫و هددي بددذل بمثابددة ش ددبكات أمددان اقتصددادية و ايكولوجيددة لمددا تدددره مددن م دوارد و مددا‬

‫‪83‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫تقدم دده م ددن خد دددمات‪ .‬و يظه ددر تقريدددر حال ددة الغاب ددات ف ددي العدددالم لعدددام ‪ 2 9192‬أن دده‬
‫دحر أو‬
‫باإلمكددان زيددادة اإلنتاجيددة الزراعيددة وتعزيددز األمددن الغددذائي بم دوازاة وقددف التصد ّ‬
‫حتددى عكددس اتجاهدده مددن خددالل دعددم الصددكو الخاصددة بالسياسددات لتعزيددز اسددتدامة‬
‫الغابد د ددات والز ارعد د ددة ‪ .‬و انطالقد د ددا مد د ددن األدوار الحيويد د ددة و المتعد د د ّدددة للت د د دراث الغد د ددابي‬
‫و ارتباطهددا المباشددر باإلطددار المعيشددي لانسددان و باسددتم ارريته علددى كوكبدده‪ ،‬و نظ د ار‬
‫لمقتضدديات الحفدداظ علددى هددذا الت دراث و إنمائدده مددن خددالل صددكو و ليددات قانونيددة‬
‫دوليددة نطددرش االشددكال ا تددي‪ :‬مددا مدددى كفايددة قواعددد القددانون الدددولي للبيئددة فددي تقريددر‬
‫م ارعدداة البعدددين اإليكولددوجي و‬ ‫الحمايددة و االسددتخدام المسددتدام للغابددات مددن خددالل‬
‫اإلنمائي؟‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تطور االهتمام بحماية التراث الغابي في القانون الدولي ‪.‬‬
‫تعد مشدكلة و ظداهرة اختفدا التدراث الغدابي و انحسداره صدورة تامدة و مثلدى لنددرة‬
‫الثددروات الطبيعيددة المسددتنزفة‪ .‬لددذا أصددبحت مسددألة الحفدداظ عليدده اهتمامددا دوليددا ومددن‬
‫ضددمن األولويددات و تجلددى ذل د بصددورة واضددحة فددي االتفاقيددات الدوليددة والمددؤتمرات‬
‫الراميددة للحفدداظ علددى الطبيعددة‪ .‬و فيمددا شددكل مددؤتمر اسددتوكهولم نقلددة نوعيددة فددي مجددال‬
‫التأسيس لحماية البيئة االنسانية من الناحيدة التشدريعية و كدذا المؤسسداتية فقدد كدان لده‬
‫دور كددذل باإلضددافة إلددى صددكو أخددرى قبددل مددؤتمر ريددو ‪ 9119‬فددي معالجددة بعددت‬
‫المسد ددائل التد ددي تند دددرب ضد ددمنها الغابد ددات (المطلد ددب االول)‪ ،‬إال أن مد ددؤتمر ريد ددو لسد ددنة‬
‫‪ 9119‬كان له الفضل الكبير في التطرق للقضايا التي شدكلت حجدر عثدرة فدي طريدق‬
‫حمايدة البيئددة‪ ،‬سداعيا فددي ذلد لحددل المعدادالت الصددعبة‪ ،‬و أهمهدا قضددية التنميدة التددي‬
‫ش ّكلت نقطة خالف بين دول متقدمة ببنى تحتية متطورة و رفاه اقتصادي واجتماعي‪،‬‬
‫و دول خرجددت حددديثا مددن وطددأة االسددتعمار وقددد جعلددت التنميددة أولددى أولوياتهددا‪ ،‬أيددن‬
‫أَوج ددد الم ددؤتمر مفه ددوم جدي ددد و هدددو التنميد ددة المس ددتدامة الت ددي تد دوازن ب ددين المفهد ددومين‬
‫المتناقضين ‪ ،‬و يكّرس مفهوم االستدامة في مجال الغابات بإدراجه السيما ضدمن خطدة‬
‫عمددل القددرن ‪ 99‬و اإلعددالن العددالمي للغابددات (المطلددب الثدداني)‪ .‬وبعددد هددذا المددؤتمر‬
‫واصل المجتمع الدولي جهوده الحثيثة من أجدل الحفداظ علدى الثدروة الغابيدة فدي العدالم‬

‫‪84‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫مددن خددالل العديددد مددن االتفاقيددات و ا ليددات المؤسسدداتية عقددب مددؤتمر األمددم المتحدددة‬
‫المعند ددي بالبيئد ددة والتنميد ددة‪ ،‬منهد ددا االتفد دداق الد دددولي لتخشد دداب اإلسد ددتوائية لعد ددام ‪9114‬‬
‫المك ّدرس لمبددأ االسدتدامة‪ ،‬و غيدره مدن ا ليددات القانونيدة إلدى غايدة انعقداد مدؤتمر ريددو‬
‫لسدنة ‪ 9199‬الدذي تناولدت أحدد محداوره دور الغابدات فدي تحقيدق التنميدة المسدتدامة‪.‬‬
‫(المطلب الثالث)‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المبادرات القانونية الدولية لحماية الغابات قبل مؤتمر ريو ‪2991‬‬
‫تبلور الحس بضرورة حماية البيئة نهاية القرن التاسع عشر الذي تجسد من‬
‫خالل االتفاقيات اإلقليمية و العالمية التي ترمي لحماية الطبيعة‪ ،‬ثم أعقبها عقد أول‬
‫مؤتمر دولي سلط الضو على قضية حماية البيئة كمسألة تستوجب االهتمام عاجال‬
‫دونما االقتصار على الغابات إال من حيث اإلشارة العرضية أو الضمنية إليها‬
‫باعتبارها أحد العناصر الحيوية للبيئة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬نحاول بيان محل الغابات‬
‫من الحماية و التسيير المستدام ضمن ا ليات القانونية قبل انعقاد مؤتمر ريو‬
‫‪.9119‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحفاظ على الغابات قبل ‪ 2991‬ـــ مرحلة حماية الطبيعة ـــ‬
‫اهتمام المجموعة الدولية لم يتجاهل مسألة حماية الموارد الطبيعية و األصدناف‬
‫الحيددة‪ ،‬و يظهددر ذل د جليددا مددن خددالل المعاهدددات و االتفاقي دات الدوليددة التددي أيبرمددت‬
‫مددرو ار بعديددد الم ارحددل ‪ ،‬أيددن تددم التركيددز فددي بدداد األمددر علددى حمايددة الطبيعددة ضددمن‬
‫مقاربددة الحماي ددة الكامل ددة للطبيع ددة بص ددفة عامددة من ددذ بداي ددة الق ددرن العشد درين ‪ .3‬إن أول‬
‫اتفاقيددة دوليددة كانددت بهدددف حمايددة األصددناف البريددة وهددي اتفاقيددة بدداريس بشددأن حمايددة‬
‫الطيد ددور المفيد دددة للز ارعد ددة فد ددي ‪ 91‬مد ددارس ‪ ،49119‬وكاند ددت أول ند ددر دولد ددي يظهد ددر‬
‫اهتمام ددا خاص ددا بموائ ددل األص ددناف‪ 5‬بم ددا فيه ددا الت ددي تعتب ددر الغاب ددة موطنه ددا‪ .‬ف ددي س ددنة‬
‫‪ 9191‬تددم التوقيددع علددى االتفاقيددة المتعلقددة بالحفدداظ علددى الحيوانددات والنباتددات علددى‬
‫حالتها الطبيعية‪ ،‬و هي أول نر إتفداقي ورد فيده تعبيدر (األندوا المهدددة بداإلنقرات‪،‬‬
‫المحميد ددات الطبيعيد ددة‪ ،‬الحظد ددائر الوطنيد ددة)‪ ،6‬وفد ددي ذات الصد دددد فد ددإن اتفاقيد ددة حمايد ددة‬
‫الطبيعددة والحفدداظ علددى األحيددا البريددة فددى نصددف الك درة الغربددى و المنعقدددة بواشددنطن‬

‫‪85‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫‪ 9141‬زاوجددت مددابين ضددرورة الحفدداظ علددى الموائددل و األصددناف النباتيددة و الحيوانيددة‬


‫بما فيها الطيور المهاجرة وبأعدادها المناسبة‪.7‬‬
‫إن االستغالل العقالني للموارد الغابية وتوازن تنوعها البيولدوجي وضدمان الحفداظ‬
‫على نظامها االيكولوجي تم االهتمام و الترويج لده مدن خدالل اتفاقيدة الج ازئدر بشدأن‬
‫حفظ الطبيعدة و المدوارد الطبيعيدة لسدنة ‪ 89121‬التدي تعدد أهدم إتفاقيدة إقليميدة بالنسدبة‬
‫للقارة اإلفريقية و كانت بسعي من حكوماتها‪ ،‬وتهدف إلى تشجيع العمدل علدى حفدظ و‬
‫اسددتخدام وتنميددة التربددة والميدداه والمدوارد النباتيددة والحيوانيددة لرفاهيددة البشددر فددي الحاضددر‬
‫والمسددتقبل مددن الن دواحي االقتصددادية والغذائيددة والعلميددة والتربويددة والثقافيددة والجماليددة‪.9‬‬
‫‪10‬‬
‫واتفاقية رامسار بشأن األ ارضدي الرطبدة ذات األهميدة الدوليدة الخاصدة لسدنة ‪9179‬‬
‫بددإيران‪ ،‬و تعددد مددن بددين الموائددل التددي تحميهددا االتفاقيددة الغابددات فددي إطددار الحظددائر و‬
‫المحميات الطبيعية‪.‬‬
‫الفـرع الاـاني‪ :‬مـؤتمر اتـتوكلولم ‪.2991‬‬
‫بن ددا عل ددى اقتد دراش أص دددره المجل ددس االقتصدددادي واالجتمددداعي ف ددي تمدددوز‪/‬يوليد دده‬
‫قررت الجمعية العامة لتمم المتحدة في دورتها الثالثدة والعشدرين فدي كدانون‬
‫‪ّ ،9121‬‬
‫األول‪/‬ديسمبر ‪ 9121‬عقد مؤتمر األمم المتحدة بشأن "البيئة البشدرية" فدي ‪.119179‬‬
‫والغدرت مددن هددذا االجتمددا كدان مددن ناحيددة لمحاولددة الحدد مددن‪ /‬أو كددب تدددهور البيئددة‬
‫البشرية‪ ،‬ومن ناحية أخرى لوضع قاعدة للتنميدة االقتصدادية واالجتماعيدة علدى أسداس‬
‫سليم من خالل إيال مزيد من االهتمام لمشاكل البيئة البشرية‪.‬‬
‫في عام ‪ ،9179‬في استوكهوم‪ ،‬جمع أول مؤتمر حول البيئة البشرية أكثدر مدن‬
‫‪ 9411‬منددوبا مدن ‪ 991‬بلددا متميد از بكونده األول مدن نوعده وقتهدا‪ ،‬وأعطدى دفعدا قويدا‬
‫للتشريعات الدولية المتعلقة بحماية الطبيعة و البيئة‪ .12‬غير أن التطرق لمسألة حماية‬
‫الغابات فقد كان شبه غائب عن ما توصلت إليه أعمال و نتائج المؤتمر ‪.13‬‬
‫‪14‬‬
‫هدو أول وثيقدة دوليدة تيعندى‬ ‫انبثق عن مؤتمر استوكهولم للبيئة البشدرية إعدالن‬
‫بمبدداد العالقددات بددين الدددول فددي شددأن البيئددة وكيفيددة التعامددل معهددا والمسددؤولية عمددا‬
‫أن المدوارد الطبيعيدة فدي العدالم‪،‬‬
‫يصيبها من أضرار ‪ ،‬و الذي أوصى في جوهره على ّ‬

‫‪86‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫بمددا فددي ذل د اله دوا والمددا واألرت والنباتددات والحيوانددات و الددنظم اإليكولوجيددة يجددب‬
‫الحفدداظ عليهددا لصددال األجيددال الحاليددة والمقبلددة مددن خددالل التخطدديط الدددقيق أو اإلدارة‬
‫حسد ددب االقتضد ددا ‪ .15‬و بالنسد ددبة لضد ددرورة إيجد دداد سد ددبل لالسد ددتغالل العقالند ددي للم د دوارد‬
‫الطبيعيددة و منهددا غيددر المتجددددة بددالنظر إلددى قدددرة األرت‪ ،‬فقددد أشددار كددل مددن المبدددأ‬
‫الثالددث و الخددامس مندده علددى ضددرورة الحفدداظ عليهددا و إعددادة بعثهددا و تحسددينها قدددر‬
‫‪16‬‬
‫‪.‬‬ ‫المستطا من خالل االستغالل الذي ال يؤدي إلى االنحسار و االختفا‬
‫أولد ددى إعد ددالن اسد ددتوكهولم عنايد ددة ف د ددي التطد ددرق ألهد ددم مشد دداكل البيئد ددة و السد دديما‬
‫االستغالل غير الرشيد للموارد غير المتجدددة فدي المبددأ الخدامس منده‪ ،‬و الدذي بصدفة‬
‫غير مباشرة يشير إلى ضرورة وضع سياسات عقالنية بغيدة اسدتغالل الغابدات القديمدة‬
‫و االستوائية من أجل ضمان تجددها الطبيعدي و االسدتفادة منهدا اقتصداديا مدع م ارعداة‬
‫تبني أساليب االستغالل العقالني‪.‬‬
‫كددان مددن نتددائج المددؤتمر كددذل وثيقددة خطددة العمددل مددن أجددل البيئددة االنسددانية التددي‬
‫احتددوت ‪ 911‬توصددية ‪،‬و هددي إحدددى النصددور غيددر الملزمددة التددي خددرب بهددا و تمددت‬
‫االشددارة فيهددا بشددكل ص دري إلددى مسددألة الغابددات تحددت عن دوان (الجوانددب البيئيددة إلدارة‬
‫‪17‬‬
‫نص ددت التوص ددية ‪ 94‬ب ددأن يتخ ددذ األم ددين الع ددام خطد دوات لض ددمان‬
‫المد دوارد الطبيعي ددة) ‪ّ .‬‬
‫تعاون هيئات األمم المتحدة المعنية لتلبية احتياجدات المعدارف الجديددة بشدأن الجواندب‬
‫البيئية للغابات وادارة الغابات‪ ،‬ومن تل المنظمدات الدوليدة اليونسدكو و الفداو ومنظمدة‬
‫األرصدداد الجوي دة العالميددة و هيئددات أخددرى‪ .‬كمددا أوصددت خطددة العمددل بكفالددة اسددتمرار‬
‫مراقبة الغطا الحرجي العالمي بالتعاون مع الدول األعضا عن طريق برامج منظمة‬
‫األمددم المتحدددة لتغذيددة والز ارعددة و اليونيسددكو‪ .18‬و تتددولى منظمددة الفدداو التنسدديق فيمددا‬
‫يتعلددق بالبحددث وتبددادل المعلومددات عددن ح ارئددق الغابددات وا فددات واألمدرات‪ ،‬و تتددولى‬
‫تيسددير نقددل المعلومددات المتعلقددة بالغابددات وادارة الغابددات‪ ،‬كمددا تعددزز مددن جهودهددا فددي‬
‫دعم مشاريع الح ارجدة والمشداريع البحثيدة بمدا يشدمل اإلنتداب‪ .19‬وتوصدي خطدة العمدل‬
‫ب ددأن ت ددولي الحكوم ددات واألم ددين الع ددام اهتمام ددا خاص ددا الحتياج ددات الت دددريب ف ددي إدارة‬
‫المتنزاهات والمناطق المحمية‪.20‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫غيددر أننددا نخلددر إلددى أن هددذا المددؤتمر ال يعكددس أهميددة كبي درة بالنسددبة للغابددات‬
‫علددى وجدده الخصددور‪ ،‬إمددا مددن حيددث تددأمين الحمايددة االيكولوجيددة باعتبارهددا مددوردا و‬
‫عنص ار طبيعيا‪ ،‬أو فيما يتعلق بتسيير هذه الثروة و أهميتها االقتصدادية‪ ،‬علدى اعتبداره‬
‫لددم يفددرد لمسددألة حمايددة الغابددات و إدارتهددا ص د قددانوني خددار بهددا أو أحكددام ملزمددة‪،‬‬
‫كون أن ما خرب به المؤتمر من نتائج يعتبر إطا ار عاما لحماية البيئة‪.‬‬
‫الفـــرع الاالـــث ‪ :‬المياـــال العـــالمي لحفـــظ الطبيعـــة و اتفـــال األب ـــاب االتـــتوا ية‬
‫‪.2991‬‬
‫نتعددرت إلددى هدداتين ا ليتددين باعتبارهمددا تتندداوالن مسددألة حفددظ الغابددات و قضددية‬
‫استغاللها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المياال العالمي لحفظ الطبيعة ‪.2991‬‬
‫صدر عن الجمعية العامة لتمم المتحددة سدنة ‪ 9119‬الميثداق العدالمي للطبيعدة‬
‫كتتويج للجهود المبذولة من طدرف رئديس جمهوريدة الزائيدر أمدام الجمعيدة الثانيدة عشدر‬
‫لاتحدداد العددالمي لحفددظ الطبيعددة سددنة ‪ 9179‬أيددن اقتددرش وضددع ميثدداق عددالمي للطبيعددة‬
‫هدفدده توجيدده أي سددلو بشددري و إنسدداني مددن شددأنه التددأثير علددى الطبيعددة‪ ،‬و يتضددمن‬
‫قواعددد السددلو فددي إدارة الطبيعددة و اسددتغالل موارده ددا‪ .21‬وفددي هددذا الشددأن نددرى بددأن‬
‫الغابددات و األحددراب تعتبددر مددن أهددم الم دوارد الطبيعيددة التددي يج ددب حمايتهددا و إدارته ددا‬
‫بطريقة رشيدة‪.‬لكن يظل هذا الميثاق مجرد توصيات عامة تندرب ضمن قواعد القانون‬
‫المرن التي تغيب عن أحكامها اإللزامية من جهة‪ ،‬و مدن جهدة أخدرى فإنهدا لدم تتطدرق‬
‫لقضية الغابات صفة خاصة‪.‬‬
‫اانيا‪ :‬إتفال األب اب االتتوا ية لتنة ‪.2991‬‬
‫التج ددارة الدولي ددة لتخش دداب‬ ‫اعتم دددت ال دددول الصد د األول المل ددزم ال ددذي ي ددنظم‬
‫االسددتوائية‪ ،‬تحددت عن دوان االتفدداق الدددولي لتخشدداب االسددتوائية‪ ،‬بعددد سددت سددنوات مددن‬
‫المفاوضددات برعايددة مددؤتمر األمددم المتحدددة للتجددارة والتنميددة )‪ ، (UNCTAD‬وكددان‬
‫الغددرت األساسددي مددن االتفدداق ه ددو تحسددين التج ددارة الدوليددة ف ددي األخشدداب المداريددة‪،‬‬
‫وحماية الغابات االستوائية فيما يتعلدق بالتجدارة الدوليدة‪ ،22‬أيدن تمدت اإلشدارة إلدى حفدظ‬

‫‪88‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫الم دوارد الوراثيددة للغابددات لكددن بشددكل لددم يددتم التفصدديل فيدده‪ .‬و أنشددأ االتفدداق المنظمددة‬
‫الدوليددة لتخشدداب المداريددة لضددمان تنفيددذ أحكددام االتفدداق و مراقبددة احت ارمدده‪ .23‬بقيددت‬
‫المنظمددة الدوليددة لتخشدداب االسددتوائية لحددد اليددوم المنظمددة الوحيدددة التددي تتعامددل مددن‬
‫للتجددارة الدوليددة فددي األخشدداب االسددتوائية‪ ،‬ومددن ناحيددة‬ ‫ناحيددة مددع الجوانددب التجاريددة‬
‫أخ ددرى‪ ،‬م ددع الجوان ددب البيئي ددة إلدارة الغاب ددات االس ددتوائية‪ .‬غي ددر أن م ددا يثي ددر القل ددق ه ددو‬
‫صعوبة التوفيق بين الجوانب التجارية والجوانب البيئية للغابات المدارية التدي كثيد ار مدا‬
‫تكون متناقضة‪.‬‬
‫مددن خددالل البحددث فددي اإلطددار القددانوني التش دريعي ذا الصددلة بددالحفظ والحمايددة و‬
‫إدارة الغابات المعمول به قبل عام ‪ ،9119‬يتضد أن الغابدات لدم تثدر قلقدا كبيد ار لددى‬
‫المجتمددع الدددولي‪ ،‬و بقيددت قضددية ثانويددة فددي المعاهدددات الدوليددة الخاصددة بالبيئددة فددي‬
‫ذل الوقت‪.‬‬
‫المطلــب الاــاني ‪ :‬المبــادرات القانونيــة الدوليــة لحمايــة الغابــات أانــات مــؤتمر ريــو‬
‫‪.2991‬‬
‫يعتبر مؤتمر ريو ‪ 9119‬من أهم المؤتمرات الدوليدة التدي تعرضدت بصدفة مباشدرة‬
‫و مقصودة إلى مسألة حماية الغابات و استغاللها‪ ،‬وهذا بدين كونهدا ت ارثدا بيئيدا و ثدروة‬
‫اقتصادية‪ .‬و قد أثار ذل خالفا بين الدول في التعامدل معهدا كتدراث عدالمي أو ملكيدة‬
‫وطنية‪.‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬مؤتمر األمم المتحدة للبي ة والتنمية وحماية الغابات‪.‬‬
‫كان مؤتمر األمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية الذي عقد في ريو دي جدانيرو‬
‫فددي عددام ‪ 9119‬والمعددروف باسددم مددؤتمر ريددو منعطفددا هامددا فددي مسددار قضددية حمايددة‬
‫البيئددة بشددكل عددام و أيضددا علددى مسددألة حمايددة مدوارد الغابددات‪.‬يرمددي هددذا المددؤتمر فددي‬
‫جوهره إلقرار حماية مستدامة لمكونات البيئة بما يضمن التوفيق بدين متطلبدات حمايدة‬
‫البيئة ومتطلبات التنمية‪ .24‬كانت قضدية حمايدةو اسدتخدام الغابدات واحددة مدن أصدعب‬
‫المواض دديع المتف دداوت حوله ددا‪ ،‬حيدددث انقس ددمت بشدددأنها دول الش ددمال والجندددوب‪ ،‬وهد ددذا‬
‫بمناسددبة إثددارة عديددد القضددايا الحساسددة التددي تشددكل نقدداط خددالف بددين هددذه الدددول‪ .‬وقددد‬

‫‪89‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫تبلد ددورت فد ددي خمد ددس محد دداور هد ددي السد دديادة الوطنيد ددة ‪ ،‬الت د دوازن بد ددين البيئد ددة والتنميد ددة ‪،‬‬
‫االلتزامات الفنيدة والتقنيدة بدين دول الشدمال والجندوب ‪ ،‬مسدألة التمويدل والتجدارة الدوليدة‬
‫لتخش د دداب االس د ددتوائية ‪ ،‬باإلض د ددافة لم د ددا يتعل د ددق باتفاقي د ددات التغي د ددر المن د دداخي والتن د ددو‬
‫البيولد ددوجي‪ .25‬أيد ددن تمسد ددكت الد دددول الناميد ددة بحد ددق سد دديادتها علد ددى ثرواتهد ددا الغابيد ددة و‬
‫عارضد ددت كد ددل إشد ددارة أو تلمد ددي إلد ددى مفهد ددوم الت د دراث الد دددولي المشد ددتر للغابد ددات فد ددي‬
‫المناقشددات التددي جددرت‪ .‬كمددا عملددت هددذه الدددول جاهدددة علددى تجنددب أي ذكددر ص دري‬
‫لاشكاليات المتعلقة باحتالل الفضا ات الغابية والمساحات الزراعيدة أو المنافسدة بدين‬
‫الزراعة والغابات ‪ ،‬باإلضافة إلى حرصها على تكريس وصف "وطندي" "‪"National‬‬
‫بصفة أساسية حين تكييف الكثير من وظائف الغابات‪.26‬‬
‫وأخي ار ‪ ،‬وبعد مفاوضات طويلدة و صدعبة‪ ،‬بددال مدن إبدرام إتفاقيدة دوليدة للغابدات‬
‫كانددت مددن اقتددراش الواليددات المتح دددة وبريطانيددا العظمددي كانددت النتيجددة الوصددول إلددى‬
‫صياغة أول توافق عالمي في ا ار بشأن الغابات من خالل إعالن للمباد ‪.‬‬
‫الفرع الااني ‪ :‬نتا ج مؤتمر ريو وأارها على الغابات‪.‬‬
‫ك ددان قط ددا الغاب ددات ف ددي م ددؤتمر ري ددو دي ج ددانيرو‪ ،‬ف ددي الفتد درة م ددن ‪ 1‬إل ددى ‪94‬‬
‫حزيران ‪ /‬يونيه ‪ ،9119‬في صميم المناقشات وهو أصعب النقاط التي أثارت الجدل‪.‬‬
‫و فض ددال عددن تندداول الموض ددو ضددمن إعددالن للمبدداد خ ددار بددإدارة الغابددات ك ددأول‬
‫إعددالن بشددأن سياسددة الغابددات ‪ ،‬فقددد تددم كددذل تندداول مسددألة حمايددة الغابددات و إدارتهددا‬
‫ضددمن وثيقددة جدددول أعمددال القددرن ‪( 99‬برنددامج العمددل الددذي يهدددف إلددى رسددم سياسددة‬
‫حمايددة البيئددة للقددرن الحددادي والعش درين) المكددرس لمكافحددة إ ازلددة الغابددات ضددمن فصددل‬
‫واح د ددد م د ددن ‪ 41‬فص د ددال ‪ .27‬إجم د دداال فق د ددد خ د ددرب م د ددؤتمر ري د ددو ‪ 9119‬ب د ددثالث بيان د ددات‬
‫واتفاقيتين‪ .‬نقوم فيما يأتي بالتعرت إلدى الوثدائق ذات الصدلة المباشدرة بقطدا الغابدات‬
‫و األحراب وبيان عالقة كل وثيقة بقضية أو مسألة حماية الغابات تأثي ار وتأث ار‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلعالن غير الملزم للغابات‪.‬‬
‫الهدددف مددن هددذا اإلعددالن أندده جددا ليكددرس اإلعت دراف بالدددور األساسددي للغابددة‬
‫وال ددذي ال غن ددى عن دده‪ ،‬باإلض ددافة إل ددى بي ددان اإلدارة الس ددليمة الت ددي ت ارع ددي وتأخ ددذ ف ددي‬

‫‪90‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫الحسددبان الوظددائف و االسددتخدامات المتعددددة للغابددات بكددل أنواعهددا‪ .‬يعكددس نددر هددذا‬
‫اإلعالن إجما سياسي عالمي على ضرورة حماية الغابات واالعتراف بالدور الحاسم‬
‫للغاب ددات ف ددي التنمي ددة المس ددتدامة‪ .‬وتج دددر اإلش ددارة إل ددى أن جمي ددع النص ددور القانوني ددة‬
‫الدوليددة قبددل مددؤتمر ريددو ‪ 9119‬لتسددف غيددر كافيددة لضددمان حمايددة‪ ،‬حفددظ وتسدديير‬
‫مسدتدام للغابدات ‪ ،‬وبالتأكيدد فدإن هدذه الوثيقدة ال تحمدل القدوة القانونيدة لاتفاقيدة ‪ ،‬و إن‬
‫‪28‬‬
‫‪(mais faisant‬‬ ‫يددنر علددى أندده ذا قددوة ملزمددة‬ ‫كددان فددي عنواندده ( اإلعددالن)‬
‫)‪ ،autorité‬وقد جا في ديباجته أن البلدان التي اعتمدته قد وافقدت علدى تنفيدذه دون‬
‫تأخير فيما تعلق بمستويات اتخاذ القرار في مجال الغابات‪.‬‬
‫اتسدم هددذا اإلعددالن بالطددابع السياسددي وغيددر الملدزم قانونددا لكددن لدده سددلطة الدددول‬
‫على ألنه يدعو إلى اإللتزام األخالقي في إقرار ما ورد فيه من مباد ‪ ،‬أين يعتبر من‬
‫المقبددول بدده فددي القددانون الدددولي أن القدديم والمبدداد األخالقيددة المعتددرف بهددا ص دراحة‬
‫تتعهددد الدددول بإحترامهددا ‪ ،29‬لدديس مددن قبددل اإللت دزام بتحقيددق النتيجددة بددل كونهددا سددلو‬
‫واجددب‪30.‬و بالتددالي فقددد اتخددذ هددذا اإلعددالن مكانددا وسددطا بددين أحكددام القددانون الدددولي‬
‫الملزمة وبين مقتضيات المجاملة اإلختيارية‪.‬‬
‫اانيا ‪ :‬جدول أعمال القرن الحادي و الع رين (أجندا ‪.)12‬‬
‫ِّ‬
‫يعبددر جدددول أعمددال القددرن ‪ 99‬عددن إجمددا عددالمي والت دزام سياسددي علددى أعلددى‬
‫مسددتوى تعدداون بالنسددبة للبيئددة والتنميددة‪ ،31‬وهددو موجدده بالدرجددة األولددى إلددى الدددول وكددذا‬
‫الوكدداالت الدوليددة‪ ،‬بمددا فددي ذل د األمددم المتحدددة والبن د الدددولي‪ ،‬نظ د ار لدددورها فددي دعددم‬
‫التكامددل و تعزيددز التعدداون الدددولي و بنددا القدددرات‪ .32‬يغطددي هددذا برنددامج العديددد مددن‬
‫القضددايا‪ ،‬بمددا فددي ذلدد تغيددر المنددا ‪ ،‬وا ازلددة الغابددات و األح دراب‪ ،‬التصددحر‪ ،‬وحمايددة‬
‫المحيطات ‪...‬الخ‪ .‬تركز األجندا بشكل أكثر وضوحا من خطة عمل ستوكهولم على‬
‫الترابط بين القضدايا االقتصدادية والبيئيدة واالجتماعيدة و اإلنمائيدة‪ ،‬وتسدعى إلدى إدمداب‬
‫هذه األهداف ضمن الحماية المقررة للبيئة‪.33‬‬
‫يعددد المحددور الثدداني مددن جدددول األعمددال ذو عالقددة مباش درة بموضددو الغابددات ال‬
‫سدديما الفصددول مددن ‪ 91‬إلددى ‪ 92‬التددي تهددتم بشددكل مباشددر بدداإلدارة المسددتدامة للم دوارد‬

‫‪91‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫الطبيعية ‪ ،‬أما مسألة إزالة الغابات فقد أيفرد لها الفصل ‪ 99‬من األجنددا الدذي تع ّدرت‬
‫إلى حالة الغابات وكذا تسدييرها ‪ ،‬بقولده أن جميدع الغابدات مهدددة بالتددهور و بالتنميدة‬
‫غيددر الرشدديدة ‪ ،‬ومددن ذلد اسددتخدام األ ارضددي ألغ درات أخددرى نتيجددة تنددامي الحاجددات‬
‫شد هذا الفصل االنتباه لتعزيز‬‫البشرية التي تستدعي التوسع في الزراعة و الصناعة‪ّ .‬‬
‫‪34‬‬
‫الحمايد ددة واإلدارة المسد ددتدامة والحفد دداظ علد ددى جميد ددع الغابد ددات عد ددن طريد ددق تخضد ددير‬
‫المناطق المتدهورة ‪ ،‬من خالل التشجير واعادة تأهيدل الغابدات وغيدر ذلد مدن وسدائل‬
‫إعادة التأهيل ؛ تعزيز االستخدام الفعدال والتقيديم لتثمدين السدلع والخددمات التدي تقددمها‬
‫الغابد ددات واأل ارضد ددي الحرجيد ددة والغابد ددات؛ تعزيد ددز قد دددرات التخطد دديط والتقيد دديم و الرصد ددد‬
‫المنددتظم للغابددات وللبدرامج والمشددروعات واألنشددطة ذات الصددلة ‪ ،‬بمددا فددي ذلد التجددارة‬
‫والعمليات التجارية‪.‬‬
‫و علددى الددرغم مددن عدددم إلزاميددة جدددول األعم ددال للقددرن ‪ 99‬قانونددا ألن األهددداف‬
‫الواردة به جا ت على شكل توصيات أو بصياغة شرطية ( ينبغدي ‪ ،...‬لهدذا الغدرت‬
‫يجددب ‪...‬ألددخ) ‪ ،‬إالّ ّأندده و ِ‬
‫ضددع كخطددة عمددل شدداملة للنهددوت بالتنميددة المسددتدامة فددي‬ ‫ي‬
‫إطددار مددؤتمر البيئددة والتنميددة ‪ ،9119‬و تعددد األجندددا عمددال معتب د ار جددا ت فددي ‪111‬‬
‫ص ددفحة ف ددي محاول ددة منه ددا إل ددى التوفي ددق ب ددين اإلتجاه ددات المتعارض ددة لتحقي ددق التنمي ددة‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫المطلـــب الاالـــث ‪ :‬المبـــادرات القانونيـــة الدوليـــة لحمايـــة الغابـــات بعـــد مـــؤتمر ريـــو‬
‫‪.2991‬‬
‫تواصلت جهود الحفداظ علدى التدراث الغدابي بعدد مدؤتمر ريدو ‪ 9119‬فيمدا يتعلدق‬
‫بالحماية و االستغالل ‪ .‬نتعرت فيها يلي إلى الجهود المنصبة عليها بصفة مباشرة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلتفال الدولي لألب اب اإلتتوا ية ‪.2991‬‬
‫اعتمد ددد فد ددي ‪ 26‬يند دداير ‪ 9114‬إتفد دداق يحد ددل محد ددل االتفد دداق الد دددولي لتخشد دداب‬
‫اإلستوائية لعدام ‪ .9111‬مدن بدين أبدرز أهدداف هدذا االتفداق هدو ترقيدة التجدارة الدوليدة‬
‫في األخشداب المداريدة و تشدجيع‪ ،‬توسديع وتنويدع منتجدات الغابدات‪ ،‬تدوفير إطدار فعدال‬
‫للتشدداور والتعدداون الدددولي و وضددع السياسددات فيمددا بددين جميددع األعضددا فيمددا يتعلددق‬

‫‪92‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫بجميع الجوانب ذات الصلة باالقتصاد العالمي لتخشاب‪ ،35‬على أن تلتدزم و تواصدل‬
‫‪36‬‬
‫المنشددأة بموجددب اإلتفدداق الدددولي لسددنة ‪،9111‬‬ ‫المنظمددة الدوليددة للغابددات االسددتوائية‬
‫‪37‬‬
‫ضمان تنفيذ أحكام هذا االتفاق ومتابعة العمليات ‪.‬‬
‫مضمون القضايا الرئيسية فدي المفاوضدات كدان عددم التمييدز التجداري‪ ،‬والمدوارد‬
‫الماليددة وأدا المنظمددة الدوليددة لتخشدداب االسددتوائية ‪ ،‬مددع رصددد هدددف "عددام ‪"9111‬‬
‫الرامي إلى أن تكون صادرات األخشداب المداريدة قدد نشدأت مدن مصدادر تددار بصدورة‬
‫مسدتدامة‪ .38‬قدد تدأثرت أحكامده الجديددة بقدوة بالمفداهيم التدي نقلهدا مبداد الغابدات‪ ،‬ال‬
‫سيما فيما يتعلق بإدماب البعد اإليكولدوجي فدي عمليدة التنميدة‪ ،‬أو مدا يقصدد بده تحقيدق‬
‫اإلستدامة‪.‬‬
‫يعترف اإلعالن بسيادة الدول على غاباتها ويرفت التمييز فدي التجدارة بندا علدى‬
‫اعتبد ددارات بيئيد ددة بحتد ددة‪ ،‬ويد ددرفت قبد ددول إج د د ار ات أحاديد ددة الجاند ددب فيمد ددا تعلد ددق بقطد ددع‬
‫األخشدداب االسددتوائية التددي تتخددذها بعددت الدددول‪ ،‬حيددث فددرت االلت دزام ب" العالمددة‬
‫ف ددإن نطاق دده ال يد دزال‬ ‫" لجمي ددع األخش دداب االس ددتوائية المس ددتوردة‪ .‬وم ددع ذلد د‬ ‫البيئي ددة‬
‫مح دددودا‪ ،‬باعتب دداره اليرك ددز س ددوى عل ددى الغاب ددات االس ددتوائية‪ ،‬فيم ددا ترك ددز ب دداقي أهداف دده‬
‫الرئيسية على تنمية التجارة في المنتجات الخشبية‪.39‬‬
‫الفرع الااني ‪ :‬مؤتمر ريو للتنمية المتتدامة ‪.1121‬‬
‫عقدد مدؤتمر األمدم المتحددة للتنميدة المسدتدامة ريدو ‪ 91 +‬فدي ريدو دي جدانيرو‪-‬‬
‫الب ارزيددل‪ ،‬فددي الفت درة مددن ‪ 91‬إلددى ‪ 99‬يونيددو ‪9199‬م‪ .‬ركددز المددؤتمر علددى موضددوعين‬
‫هما‪( :‬أ) االقتصداد األخضدر فدي سدياق التنميدة المسدتدامة للقضدا علدى الفقدر‪ ،‬و(ب)‬
‫اإلطد ددار المؤسسد ددي للتنميد ددة المسد ددتدامة‪ .‬وقد ددد تطد ددرق المد ددؤتمر فد ددي وثيقتد دده الختاميد ددة "‬
‫‪40‬‬
‫إل د د د د د ددى مجد د د د د د دداالت عدي د د د د د دددة ذات أولويد د د د د د ددة‬ ‫المس د د د د د ددتقبل الد د د د د د ددذي نص د د د د د ددبو إليد د د د د د دده"‬
‫تسترعي االهتمام وتحتاب إلى عناية من أجل تحقيق التنمية المستدامة ‪ ،‬و تتمثدل فدي‬
‫القضددا علددى الفقددر‪ ،‬األمددن الغددذائي و التغذيددة‪ ،‬الز ارعددة المسددتدامة‪ ،‬الطاقددة‪ ،‬السددياحة‬
‫المسددتدامة‪ ،‬الوظددائف الالئقددة‪ ،‬المدددن المسددتدامة‪ ،‬التصددحر و تدددهور األ ارضددي‪ ،‬الميدداه‬
‫والمحيطات ومخاطر الكوارث‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫تعرضددت هددذه الوثيقددة إلددى الغابددات بصددفة مباش درة فددي الفق درة ‪ 913‬أيددن شد ّدددت‬
‫ّ‬
‫علد ددى أهميتهد ددا االقتد د ددصادية واالجتماعيدد ددة والبيئيدد ددة للند د دداس وأهميدد ددة إس د ددهامات اإلدارة‬
‫المسددتدامة للغابددات فددي مواضدديع وأهددداف المددؤتمر‪ ،‬السدديما مددن حيددث دورهددا كخ دزان‬
‫للكربددون و مددالذ للتنددو البيولددوجي‪ ،‬و دورهددا فددي الحفدداظ علددى ت دوازن النظددام البيئددي‬
‫العددالمي‪.‬و بهددذا فقددد أوصددى هددذا المددؤتمر بضددرورة تعزيددز الجهددود الراميددة إلددى تحقيددق‬
‫اإلدارة المد ددستدامة للغاب ددات‪ ،‬و إع ددادة زارع ددة الغاب ددات‪ ،‬واستص ددالش الغاب ددات‪ ،‬وغ ددرس‬
‫الغابات الجديدة ‪ ،‬ودعم الجهود المبذولة إلبطدا معددل إ ازلدة الغابدات‪.‬‬
‫يمكن القول أن هذا المؤتمر لم يأت بجديدد يدذكر فيمدا تعلّدق بتقريدر ليدات جديددة‬
‫لحماية الغابات‪ ،‬و ّإنما أعاد التأكيد على أهمية الجهود التي بذلت من قبل‪ ،‬و لو أنه‬
‫أبرز بوضوش عالقة الغابات بمسألة تحقيق التنمية المستدامة باعتبارها خيا ار ال يمكن‬
‫التخلف عنه‪.‬‬
‫المبحث الااني ‪ :‬البعد االيكولوجي و اإلنما ي لحماية التراث الغابي‪.‬‬
‫ينبغ د ددي التأكي د ددد عل د ددى ال د دددور األساس د ددي ال د ددذي تلعب د دده الغاب د ددات ف د ددي التد د دوازن‬
‫اإليكولوجي في مناطق كبرى و رئيسدية مدن العدالم والكوكدب أوال وقبدل كدل شدي ‪ ،‬مدن‬
‫خالل أهم وظيفة يقوم بها النبات و هي امتصار غاز ثداني أكسديد الكربدون و طدرش‬
‫غداز األكسدجين أثندا عمليددة التمثيدل الضدوئي‪ ،‬و بدذل فإنهددا تسداعد علدى الدتحكم فددي‬
‫نسددب الغددازات المسددؤولة و المسددببة لالحتبدداس الح دراري بتركزهددا فددي الغددالف الجددوي‬
‫الذي يحافظ على استم اررية الحيداة‪ .‬وتكتسدي غابدات مسدتجمعات الميداه أهميدة خاصدة‬
‫لما يساهم فيه الغطا الحرجي من تقليل لمشكلة تآكل التربة عن طريق إبطدا جريدان‬
‫الميداه و اندزالق التربدة والحدد مدن مخدداطر الفيضدانات و مدن ترسدب مسدتجمعات الميدداه‬
‫والمجدداري المائيددة‪.41‬كمددا تعددد الغابددات االسددتوائية موطنددا طبيعيددا لددعدد معتبددر جدددا مددن‬
‫و األصناف الحية على األرت‪ .‬و نتيجة لهذه األهمية االيكولوجية للغابات‬ ‫األنوا‬
‫سعت الجهود الدوليدة إلدى تدأمين حمايدة قانونيدة لهدا باعتبارهدا عنصد ار مهمدا و جوهريدا‬
‫ض ددمن عملي ددة مواجه ددة أه ددم المش دداكل الطبيعي ددة الت ددي ته دددد التد دراث الغ ددابي كمكافح ددة‬
‫التصحر و حماية التنو البيولدوجي و التغيدر المنداخي وغيرهدا ‪ .‬كمدا تعتبدر الغابدات‪،‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫قدد اعتمدد‬ ‫واألراضي المشجرة‪ ،‬واألشجار المتناثرة موردا اقتصاديا مهما و سبيل عدي‬
‫عليدده البشددر باسددتمرار وط دوال العصددور مددن أجددل تحقيددق التنميددة‪ ،‬حيددث وفددرت الغابددة‬
‫والعل ددف واألخشدداب‪ ،‬واألعم دددة‪ ،‬وحط ددب‬ ‫م دواد البنددا ‪ ،‬والوقددود‪ ،‬واألغذي ددة‪ ،‬واألدويددة‬
‫الوقود‪ ،‬وكذل المواد الخام األولية للصناعة‪ .‬و بسبب عملية التنميدة غيدر المنضدبطة‬
‫تتعددرت الموائددل الطبيعيددة الغابيددة إلددى التدددمير المسددتمر الددذي أدى إلددى تدددهور هددذه‬
‫الددنظم البيئيددة‪ ،‬و هددو مادفعددا للبحددث عددن مدددى فعاليددة ا ليددات القانونيددة فددي ضددمان‬
‫الحف دداظ عل ددى اس ددتدامة الث ددروة الغابي ددة بم ارع دداة ف ددي ذلد د ك ددال البع دددين االيكول ددوجي و‬
‫اإلنمائي لها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬البعد االيكولوجي لحماية التراث الغابي‪.‬‬
‫يقصد بالتدهور البيئي من خالل مدا قدمتده وثيقدة برندامج األمدم المتحددة للبيئدة‬
‫و الت ددي ج ددا ت تح ددت عند دوان "التوقع ددات البيئي ددة العالمي ددة" الص ددادرة س ددنة ‪ 9117‬بأن دده‬
‫التدمير البيئي الدذي يتسدبب فدي حدوثده أو النداتج عدن ت ازيدد انبعاثدات المدواد السدامة و‬
‫الغد ددازات المسد ددببة لظد دداهرة االحتبد دداس الح د دراري‪ ،‬و ع د دددم ت ارجد ددع معد دددالت استئصد ددال‬
‫األشجار‪ ،‬و استمرار تقلر التنو الحيوي‪ .42‬في هذا المطلب سنرى عالقة التدأثير و‬
‫التأثر بين التراث الغابي و الظواهر البيئية األخرى ذات الصلة المباشرة به كالتصحر‬
‫و التنددو البيولددوجي و االحتبدداس الح د ارري‪ ،‬و نوعيددة الحمايددة المقددررة للغابددات ضددمن‬
‫النصور القانونية التي تناولت تل الظواهر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حماية التراث الغابي من أجل مكافحة التصحر‪.‬‬
‫اضددطلعت منظمددة األمددم المتحدددة بالبحددث عددن إطددار تنظيم ددي قددانوني مددن أجددل‬
‫مكافحة التصحر بعد أن اعترف المجتمع الدولي منذ مؤتمر البيئة و التنمية بريو دي‬
‫جانيرو سنة ‪ 9119‬بأنه مشكل عدالمي ذا أبعداد اقتصدادية و اجتماعيدة و بيئيدة كبدرى‬
‫يثيددر قلددق بلدددان كثيدرة فددي العددالم‪ .‬حيددث أصددب مددن الددالزم إيددال أهميددة كبددرى لمشددكل‬
‫التصددحر لدددواعي واقعيددة ماديددة و أخددرى قانونيددة ‪ ،‬بددالنظر ألسددبابه ول ثددار المركبددة‬
‫المنجرة عنه فدي ظدل اسدتمرار توسدع المسداحات الجغرافيدة التدي تتصدحر سدنويا بسدبب‬
‫ّ‬

‫‪95‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫إ ازلددة الغابددات و الجفدداف‪ ،‬ومددا ترتّبدده الظدداهرة مددن ثددار تهدددد األمددن االنسدداني بكافدده‬
‫أبعاده‪.‬‬
‫يع د ّدرف التصد ددحر بحسد ددب اتفاقيد ددة األمد ددم المتحددددة لمكافحد ددة التصد ددحر بأند دده تد ددردي‬
‫األ ارضددي فددي المندداطق القاحلددة وشددبه القاحلددة و الجافددة نتيجددة عوامددل شددتى طبيعيددة و‬
‫بشرية‪ ،‬مما يؤدي إلى فقدان قدرة األرت على االنتاب الزراعي و دعم الحياة‪.43‬‬
‫اعتمدددت اتفاقيددة األمددم المتحدددة لمكافحددة التصددحر لسددنة ‪ 9114‬بعددد المفاوضددات‬
‫التددي انطلقددت بنيروبددي سددنة ‪ 9111‬مددن أجددل التعامددل مددع ا ثددار المأسدداوية للجفدداف‬
‫والتصحر الذي يمس حاليا أكثر من ‪ 2/9‬من سكان العالم في أكثر من ‪ 991‬دولة‪،‬‬
‫و التي بدورها هي شدعوب متخلفدة اقتصداديا و فقيدرة‪ ،‬و ال ازلدت ظداهرة التصدحر تهددد‬
‫أكثددر مددن ‪ %71‬مددن المسدداحة الكليددة لت ارضددي الجافددة و شددبه الجافددة أيددن يوجددد مددا‬
‫يقدارب مددن مليددار شددخر‪ ،44‬وتضددم حاليدا ‪ 914‬طرفددا ‪ .‬تهدددف اإلتفاقيددة إلددى مكافحددة‬
‫التصحر وتخفيف ثار الجفاف والمساهمة في اإلدارة المستدامة للغابات ‪ ،‬وهدو تددبير‬
‫هام من التدابير التصحيحية المتوخاة في اتفاقية مكافحة التصحر‪ .‬تحتوي على أربعة‬
‫مالح ددق جهوي ددة األول خ ددار بإفريقي ددا و الت ددي عل ددى أساس ددها ج ددا ت اإلتفاقي ددة بحي ددث‬
‫اسددتفادت إفريقيددا مددن برنددامج اسددتعجالي خددار ‪ ،‬وهددذا الملحددق عبددارة عددن إلت ازمددات و‬
‫تعهدات األطراف وفقا لقدرات كل منها من أجل اعتماد مكافحة التصحر كإستراتيجية‬
‫مركزية في جهودها الرامية إلى استئصال ظاهرة الفقدر بالتعداون و الشدراكة بدين جميدع‬
‫المس ددتويات ‪ ،‬م ددع الت ازم ددات ال دددول المتط ددورة بنق ددل التكنولوجي ددا و تموي ددل المش دداريع و‬
‫البدرامج‪ .‬أمدا المالحددق األخدرى فالثداني خددار بآسديا والثالدث ببلدددان أمريكدا الالتينيددة و‬
‫الكداريبي و ال اربدع خدار بددول شدمال البحددر المتوسدط و معظدم هدذه المالحدق توصددي‬
‫بالتعاون بين جميع المستويات الوطنية و الجهوية من أجل تحقيق أهداف اإلتفاقية‪.‬‬
‫الصد ددلة‪ ،‬فد ددي رأيند ددا أن بد ددين الغابد ددات والتصد ددحر‪ ،‬تسد ددتند إلد ددى اعتبد ددارات اجتماعيد ددة‪-‬‬
‫اقتصددادية ألندده غالبددا مددا تتشددابه األسددباب المؤديددة للتصددحر و أسددباب إ ازلددة الغابددات‪،‬‬
‫و كذا تستند الصدلة إلدى اعتبدارات بيئيدة ألن الغابدات تدؤدي وظيفدة التخفيدف مدن ثدار‬
‫الجفدداف‪ ،‬و بالتددالي منددع التصددحر‪ ،‬خاصددة عددن طريددق المسدداعدة علددى اسددتقرار التربددة‬

‫‪96‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫و الحفداظ علددى خصددوبتها‪ .‬و فدي هددذا السددياق تطرقدت المددادة الثانيددة مدن االتفاقيددة فددي‬
‫الفقرة الثانيدة إلدى واجدب تنفيدذ اسدتراتجيات "متكاملدة علدى المددى الطويدل " تركدز علدى‬
‫تحسددين إنتاجيددة األ ارضددي‪ ،‬و إعددادة تأهيلهددا‪ ،‬و الحفددظ واإلدارة المسددتدامة للمدوارد مددن‬
‫األ ارضد ددي والميد دداه‪ ،45‬حيد ددث أن االسد ددتراتيجيات التد ددي وضد ددعت و المعتمد ددد عليهد ددا فد ددي‬
‫مكافحدده التصددحر وا ازلددة الغابددات تتقددارب و يعتمددد كددل منهددا علددى ا خددر‪ .‬و فددي هددذا‬
‫السياق تم تبني مقاربة تكامليدة ترمدي إلدى اإلدارة المسدتدامة للغابدات كتددبير فعدال مدن‬
‫أج ددل تحقيد ددق األه ددداف المشد ددتركة مد ددابين اتفاقي ددات ريد ددو ( إتفاقيد دة التند ددو البيولد ددوجي‪،‬‬
‫االتفاقيد ددة األمد ددم المتحد دددة اإلطاريد ددة لتغيد ددر المند ددا ‪ ،‬اتفاقيد ددة التصد ددحر) ضد ددمن مد ددؤتمر‬
‫األطدراف السدادس التفاقيددة التصدحر ( ‪ (Cop.6‬الدذي اعتددرف فدي مق ددرره ‪ 99‬بأهميددة‬
‫األنشد ددطة الهادفد ددة إلددى تشد ددجيع وتعزيددز العالقددات مددع االتفاقيددات األخددرى ذات الصددلة‬
‫والمنظمدات والمؤسسدات والوكداالت الدوليددة ذات الصددلة‪ .‬حيدث تع ّدززت أشددكال التددآزر‬
‫بين اتفاقيدات ريدو مدن خالل عمدل فريدق االتصددال المشددتر ‪ .46‬و ش ّددد المددؤتمر علددى‬
‫أهميد ددة التعد دداون بد ددين تل د د االتفاقيد ددات ومحفد ددل األمد ددم المتحد دددة المعد ددني بالغابد ددات ف ددي‬
‫التشددجيع عل ددى االض ددطال بأنشد دطة فددي البل دددان ذات الغطددا الحرجددي المحدددود بغيددة‬
‫مكافحة التصحر وتدهور األرت و إزلة الغابات‪.47‬‬
‫ف ددي األخي ددر ن ددرى أن ص دديانة وحماي ددة وتنمي ددة الغاب ددات تع ددد أس ددلوبا مهمد داَ لمكافح ددة‬
‫التصددحر ضددمن اتفاقيددة مكافحددة التصددحر التددي هددي ملزمددة فددي الواقددع‪ ،‬لكنهددا محدددودة‬
‫جدا من حيث تناول موضو الغابدات‪ ،‬إذ أنهدا ال تحددد بوضدوش إدراب الغابدات ضدمن‬
‫برامج الحماية واإلدارة المستدامة‪.‬‬
‫الفرع الااني ‪ :‬حماية الغابات كمالذ للتنوع البيولوجي‪.‬‬
‫لق ددد أورد البيولوجي ددون تعريف ددا للتن ددو البيول ددوجي بق ددولهم أن دده " جمي ددع الكائن ددات و‬
‫علددى كوكددب األرت‪ ،‬و تمتددد علددى كامددل سددلم‬ ‫المتغددذيات الحيددة التددي تحيددى و تعددي‬
‫التصنيف و التطور بدد ا مدن الكائندات الدقيقدة األدندى و حتدى الثددييات ‪ .48‬و يمكدن‬
‫و تندو العدالم الحدي‪ ،49‬أو كمدا كدان معروفدا‬ ‫تعريدف التندو البيولدوجي بأنده تبداين‬
‫قددديما بأندده " تنددو األصددناف" أو هددو تنددو األحيددا بكددل مسددتويات التنظدديم ‪ .50‬أمددا‬

‫‪97‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫عرجدت عليده اتفاقيدة التندو البيولدوجي لسددنة ‪9119‬‬


‫تعريفده مدن الناحيدة التشدريعية فقدد ّ‬
‫المبرمة بريو دي جانيرو‪ ،51‬و التي هي من أهدم الوثدائق المنبثقدة عدن مدؤتمر األمدم‬
‫المتحدة للبيئدة و التنميدة علدى أنده" تبداين الكائندات العضدوية الحيدة المسدتمدة مدن كافدة‬
‫المصد ددادر و بمد ددا تتضد ددمنه مد ددن الد ددنظم اإليكولوجيد ددة األرضد ددية و البحريد ددة و األحيد ددا‬
‫و ذلد يتضدمن التندو داخدل‬ ‫المائية و المركبدات اإليكولوجيدة التدي تعدد جدز منهدا‪،‬‬
‫األن دوا و بددين األن دوا و الددنظم اإليكولوجيددة"‪ .‬و هددذا هددو نفددس التعريددف الددذي تبندداه‬
‫المشر الجزائري في المادة ‪ 14‬من قدانون ‪ 91 /11‬المتعلدق بحمايدة البيئدة فدي إطدار‬
‫التنميدة المسدتدامة‪ .52‬و بهددذا فإنده باإلمكدان وصددف التندو البيولدوجي بأندده تندو الحيدداة‬
‫على األرت‪ ،‬و بكل بسداطة هدو تندو كدل األشديا الحيدة‪ ،‬مكدان تواجددها‪ ،‬و التفاعدل‬
‫بينها‪.53‬‬
‫أمددا التنددو البيولددوجي للغابددات فقددد تددم تعريفدده فددي مرفددق المقددرر‪ ، II/9‬حيددث أقد ّدر‬
‫مددؤتمر األطدراف التفاقيددة التنددو البيولددوجي فددي دورتدده الثانيددة أن‪ ":‬التنددو البيولددوجي‬
‫للغابددات ينددتج مددن العمليددات اإلرتقائيددة التددي اسددتمرت علددى مدددى الف السددنين وحتددى‬
‫ماليين السنين‪ ،‬والتي يدتم التدأثير فيهدا مدن قبدل القدوى اإليكولوجيدة كالمندا و الح ارئدق‬
‫والمنافسددة و اخددتالل الت دوازن‪ .‬باإلضددافة إلددى ذل د ‪ ،‬يددؤدي تنددو األنظمددة اإليكولوجيددة‬
‫التكيددف‪ ،‬و‬
‫للغابددات (فددي خصائصدده الفيزيائيددة والبيولوجيددة) إلددى مسددتويات عاليددة مددن ّ‬
‫هي سمة من سمات النظم االيكولوجية الحرجية‪ ،‬التي تعد عنصد ار أصديال مدن تنوعهدا‬
‫البيولوجي‪ .‬و فدي نظدم ايكولوجيدة حراجيدة محدددة تعتمدد صديانة العمليدات اإليكولوجيدة‬
‫على حفظ تنوعها البيولوجي"‪.54.‬‬
‫بددذل فددالتنو البيولددوجي للغابددات عبددارة عددن مصددطل واسددع يشددمل كافددة أشددكال‬
‫الحياة الكامنة في المنداطق الحرجيدة واألدوار اإليكولوجيدة التدي تضدطلع بهدا‪ .‬بالتدالي‪،‬‬
‫ال ييقصدد بدالتنو البيولدوجي للغابدات األشددجار فحسدب‪ ،‬بدل يضدم أعدداد ال تحصددى وال‬
‫ف ددي المن دداطق الحرجي ددة‬ ‫تع ددد م ددن النبات ددات واألشد دجار والكائن ددات الدقيق ددة الت ددي تع ددي‬
‫باإلضافة إلى التنو الوراثي المرتبط بها‪ .‬و يتوز التنو البيولوجي للغابات على عددة‬
‫مس ددتويات تش ددمل األنظم ددة اإليكولوجي ددة والمنظ ددر الطبيع ددي واألند دوا والوراثي ددات‪ .‬وق ددد‬

‫‪98‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫تحدث التفاعالت المعقدة ضدمن هدذه المسدتويات و فيمدا بينهدا‪ .‬ففدي الغابدات المتنوعدة‬
‫بيولوجيد دام‪ ،‬يس ددم ذلد د التعقي ددد للكائندددات بد ددأن تتكيدددف م ددع الظ ددروف البيئي ددة المتغي د درة‬
‫بإستمرار والحفاظ على وظائف األنظمة البيئية‪.55‬‬
‫هنا صلة أساسية بين حماية التنو البيولوجي وادارة الغابات‪ ،‬حيث توفر هدذه‬
‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬
‫و "خ ددارب الوض ددع الطبيع ددي"‬ ‫األخيد درة الموائ ددل الطبيعي ددة "ف ددي الوض ددع الطبيع ددي"‬
‫لتن دوا الحيددة‪ ،‬باعتبارهددا ضددرورية للحفدداظ علددى التنددو البيولددوجي‪ .‬تشددكل الغابددات‬
‫الطبيعيددة موطنددا لنصددف التنددو البيولددوجي فددي العددالم‪ ،‬وتشددمل مجموعددة متنوعددة مددن‬
‫أن الغابات االسدتوائية‬
‫األنوا المتوطنة أكبر من أي نو خر من األنظمة البيئية ‪.‬إذ ّ‬
‫هي األغنى على وجه الخصور‪.58‬‬
‫تنددرب الغابدات ضدمن تعريدف التندو البيولدوجي‪ ،‬و بالتدالي فإنهدا مشدمولة النطداق‬
‫بموجددب اتفاقيددة التنددو البيولددوجي علددى الددرغم مددن أن اتفاقيددة التنددو البيولددوجي ليسددت‬
‫معاهدددة خاصددة بالغابددات‪ .‬و تشددير النتددائج التددي تددم التوصددل إليهددا أن ‪ 911‬غابددة هددي‬
‫مسددتود للتنددو البيولددوجي‪ ،‬و تددوفر م دوائال لنصددف أو أكثددر مددن النباتددات األرضددية و‬
‫األند دوا الحيواني ددة المعروف ددة ف ددي الع ددالم عل ددى اخ ددتالف مس ددتوياتها فيم ددا يتعل ددق بتب دداين‬
‫األنوا الحية و تباين النظم البيئية‪ ،‬و عالوة على ذل فإن التندو البيولدوجي للغابدات‬
‫يوفر وظيفة حجر الزاوية فيما يتعلق بخدمات الدنظم االيكولوجيدة‪ ،59‬أيدن تعتبدر الغابدة‬
‫مالذا له‪.60‬‬
‫الفرع الاالث‪ :‬حماية التراث الغابي للحد من انبعااات الكربون ( التغير المنابي)‪.‬‬
‫استشدعر المجتمددع الدددولي خطدر انبعاثددات غددازات الدفيئدة و تركيزهددا فددي الجدو‬
‫بعددد أن توصددل علمددا المنددا فددي جميددع أنحددا العددالم إلددى نتددائج مفادهددا ارتفددا حد اررة‬
‫األرت الت ددي ن ددتج عنه ددا ارتف ددع مس ددتوى س ددط البح ددر‪ ،‬و ذوب ددان الجلي ددد ف ددي القط ددب‬
‫الشمالي و الجنوبي و تراجع األنهار الجليدية‪ ،‬و تدهور التربدة و تدأثر معددل التسداقط‬
‫ال ددذي أدى إل ددى الجف دداف ف ددي بع ددت المن دداطق‪ ،‬و فيض ددانات ف ددي من دداطق أخ ددرى م ددن‬
‫العددالم‪ ،61‬و بهددذا قددد توجدده المجتمددع الدددولي نحددو بحددث سددبيل مددن أجددل إب درام اتفاقيددة‬

‫‪99‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫دوليددة تبحددث عددن الحلددول و توحددد الددرؤى فيمددا يتعلددق بحمايددة الكوكددب و حفددظ الددنظم‬
‫الشعوب و األجيال القادمة‪.‬‬ ‫البيئية لعي‬
‫اعتمدددت اتفاقيددة األمددم المتحدددة االطاريددة بشددأن تغيددر المنددا فددي ‪ 1‬أيددار‪/‬مددايو‬
‫‪ 9119‬و دخلت حيز النفاذ في ‪ 99‬ذار‪/‬مارس ‪ ، 9114‬بعد أن وقّعت عليها ‪912‬‬
‫من الدول األطراف‪ .‬ويتمثل هدف االتفاقية في تثبيدت انبعاثدات غدازات الدفيئدة‪ 62‬ذات‬
‫المصدددر البشددري فددي الغددالف الجددوي عنددد مسددتوى يحددول دون أي تددأثير خطيددر مددن‬
‫جانب اإلنسان في النظام المناخي‪.63‬‬
‫تعتبر هذه االتفاقية إطارية ‪ ،‬و يتم اعتماد هذا النو من الصكو القانونية عادة‬
‫في مجال القانون الدولي البيئي كوسيلة اتفاقية لوضع المباد األساسية أو التوجيهيدة‬
‫التي تيعتمد الحقا كأساس للتعاون ما بين األطراف فدي مجدال محددد‪ ،‬مدع تدر هددام‬
‫مدن الحركيدة لتطدراف لتحديددد أنمداط التعداون وتفاصديله‪ .‬مددع امكانيدة التنصدير علددى‬
‫إنشد ددا مؤسسد ددات دوليد ددة فد ددي ذات نطد دداق الحمايد ددة مسد ددتقبال‪ .‬و تتضد ددمن االتفاقيد ددة‬
‫اإلطاريدة الت ازمددات لتط د دراف بمواصددلة الدتددفاوت مدن خددالل مددؤتمر األطدراف ‪COP‬‬
‫لتعزيز الدتعاون‪.64‬‬
‫أصب أول تطبيدق عملدي وملدزم لالتفاقيدة رسدميا مدن خدالل بروتوكـول كيوتـو‪،‬‬
‫حيز النفاذ في عدام ‪ ،9112‬وص ّددقت عليده ‪919‬‬ ‫الذي اعتيمد في عام ‪ 9117‬ودخل ّ‬
‫طرف د ددا (ل د ددم تص د د ّددق الوالي د ددات المتح د دددة األمريكي د ددة عل د ددى البروتوك د ددول أب د دددا)‪ .‬وف د ددرت‬
‫البروتوكول علدى ‪ 37‬بلـدا مـن البلـدان المتقدمـة بفـب االنبعااـات بمعددل عدام يبلد‬
‫‪ ٪2‬مقارنة بعام ‪ 9111‬وخفت بمعدل ‪ ٪1‬لالتحاد األوروبدي) فدي الفتدرة الممتددة مدن‬
‫محدد بل يدتم إشدراكها فدي‬
‫عام ‪ 9111‬إلى ‪. 9199‬أما سائر البلدان فال تلتزم بمعدل ّ‬
‫تغيد ددر المند ددا عبد ددر ا ليد ددات التحفيزيد ددة‪ .65‬لتتواصد ددل جهد ددود خفد ددت‬
‫عمليد ددة مكافحد ددة ّ‬
‫االنبعاثددات الغازيددة عبددر ليددة مددؤتمر األطدراف التددي تتددولى التنسدديق بددين الدددول السدديما‬
‫المصد ددنعة منهد ددا مد ددن أجد ددل التوصد ددل إلد ددى حلد ددول ترضد ددي جميد ددع األط د دراف و ت ارعد ددي‬
‫المصلحة العامة للكوكب‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫‪66‬‬
‫إلدى عالقتهدا‬ ‫أشارت اإلتفاقية بصورة صدريحة ولكنهدا مدوجزة فدي المدادة الرابعدة‬
‫بالغابات‪ ،‬حيث جعلت من بدين أهددافها العمدل علدى التعداون مدن أجدل حفدظ مصدارف‬
‫خزانات جميع غازات الدفينة‪ ،‬بما في ذل الكتلة الحيوية والغابدات والمحيطدات فضدال‬
‫ّ‬
‫‪67‬‬
‫‪ .‬و فددي ديسددمبر ‪ 9117‬خددالل‬ ‫عددن الددنظم البريددة‪ ،‬و التددي تعتبددر مصددرفا للكربددون‬
‫م ددؤتمر دول ددي ف ددي ب ددالي ح ددول اتفاقي ددة األم ددم المتح دددة اإلطاري ددة بش ددأن تغي ددر المن ددا ‪،‬‬
‫اعترفت األمم المتحدة بوجود حل ناجع لمعضلة التغير المنداخي‪ ،‬أيدن يجدب أن تددمج‬
‫لية للحد من إزالة و تددهور الغابدات مدن أجدل تحسدين مخدزون الكربدون فدي الغابدات‪،‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ .‬وهددي‬ ‫وقددد لقددي هددذا االقت دراش قبدوال واسددعا‪ ،68‬و التددي يطلددق عليهددا نظددام ‪REDD‬‬
‫نفددس الفكدرة التددي أعدداد مددؤتمر األطدراف ‪ 99‬المنعقددد ببدداريس التأكيددد عليهددا فددي المددادة‬
‫خزن ددات غ ددازات الدفيئ ددة‬
‫الخامس ددة م ددن اتف دداق ب دداريس ب ددأن دع ددا إل ددى ص ددون بوالي ددع و ّا‬
‫الخضد د ار بم ددا يش ددمل ذلد د الغاب ددات ‪ ،‬واتخ دداذ إجد د ار ات ت دددعم التحفي ددز نح ددو خف ددت‬
‫االنبعاث د ددات الناجم د ددة ع د ددن إ ازل د ددة الغاب د ددات و ت د دددهورها م د ددن خ د ددالل اإلدارة الس د ددليمة و‬
‫المستدامة للغابات‪.70‬‬
‫المطلب الااني ‪ :‬البعد اإلنما ي لحماية لتراث الغابي لحقيل التنمية المتتدامة‪.‬‬
‫اعتمددد البشددر باسددتمرار وطدوال العصددور مددن أجددل تحقيددق التنميددة علددى الغابددات‪،‬‬
‫واألراضي المشجرة‪ ،‬واألشجار المتناثرة‪ ،‬حيث وفرت الغابة مواد البندا وحطدب الوقدود‬
‫‪ ،‬واألغذية‪ ،‬واألدوية والعلف و األخشاب‪ ،‬و األعمددة‪ ، ،‬وكدذل المدواد الخدام األوليدة‬
‫للصد ددناعة‪ .71‬تعد ددد م د دوارد الغاب د دات مد ددن السد ددلع المهمد ددة والرئيسد ددية فد ددي تعظد دديم الند دداتج‬
‫أن توسع حاجات‬ ‫االقتصادي التي اعتمد عليها االنسان و الجماعات منذ القدم‪ .‬غير ّ‬
‫اإلنسددان المعاصددر فددي اشددبا رغباتدده زاد مددن الطلددب علددى هددذا المددورد‪ ،‬أيددن تج دددر‬
‫االشددارة إلددى أن الدددول المتقدمددة ‪ ،‬والسدديما تل د التددي عانددت اقتصددادياتها مددن التدددهور‬
‫خددالل الحددرب العالميددة الثانيددة قددد سددعت إلددى تعظدديم ناتجهددا المحل ددي اإلجمددالي بأيددة‬
‫ص ددورة كان ددت ‪ ،‬فبالغ ددت ف ددي اس ددتغالل موارده ددا الطبيعي ددة المحلي ددة‪ ،‬ومنه ددا المنتج ددات‬
‫الغابية الخشبية و غير الخشبية أينما كانت وبأي شكل مدن األشدكال‪ ،‬إذ اسدتطاعت‬
‫أن تحقددق نمد دوا وفائض ددا ف ددي ناتجه ددا المحل ددي اإلجم ددالي‪ .‬و ه ددو نف ددس األم ددر بالنس ددبة‬

‫‪101‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫للدول النامية التي تتواجد بها أكبر نسبة من الثروة الغابية كالدول النامية االستوائية ‪،‬‬
‫و السدديما بع دددما تحددرر معظمهددا مددن السدديطرة االقتصددادية و التبعيددة المباشددرة للدددول‬
‫المتقدمة و تبنيها لسياسة اقتصادية انتاجية و تحويلية معتمدة على االستغالل المفدرط‬
‫لمواردها الطبيعية بعد ارتفا أسعار المواد األولية في العالم نتيجة الستنزاف قسم مدن‬
‫احتياطيات هذه الموارد‪ ،‬في سعي من هذه الدول إلى استغالل هذه الموارد في تعظديم‬
‫إنتاجها المحلي مستفيدة بذل من سياسة االنفتاش االقتصادي العالمي‪.72‬‬
‫الفرع األول‪ :‬البعد االقتصادي للغابات‪.‬‬
‫إن إنتاب المواد الخام هدي واحددة مدن أقددم أدوار الغابدات االقتصدادية بشدكل عدام ‪.‬‬
‫تقسم موارد الغابات مابين المنتجات و الخدمات‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬المنتجات ‪.‬‬
‫توفر الغابات و تورد حوالي ‪ 2111‬منتجا تجاريا مختلفا‪ ،‬ويعتبر الخشدب حاليدا‬
‫هددو المنددتج الحرجددي األكثددر أهميددة مددن الناحيددة االقتصددادية‪ ،‬باعتبدداره أساسدديا يسددتخدم‬
‫كمصدر للوقود ومواد البنا و األثاث‪ .‬حيث يحصد سنويا مدا يجداوز ‪ 3,3‬بليدون متدر‬
‫‪73‬‬
‫مكعب من الخشب‪ ،‬تستخدم منها حوالي ‪ 1,8‬بليون كحطب الوقود و إلنتداب الفحدم‬
‫‪ .‬كما تنتج الغابات عدا الخشب عدد من المنتجات الحرجية غيدر الخشدبية ‪ ،‬و التدي‬
‫يددتم تددداول بعضددها فددي السددوق الدوليددة‪ ،‬وتشددمل هددذه المنتجددات الم دواد الغذائيددة ‪ ،‬مثددل‬
‫المكسدرات و التدوت والفواكده ‪ ،‬الفطدر ‪ ،‬والعسدل‪ ،‬باإلضدافة إلدى "المحاصديل التجاريدة"‬
‫مثددل القهددوة ‪ ،‬زيددت النخيددل و المطدداط‪ ،74‬أمددا منتجددات الغابددات الجزائريددة هددي أساسددا‪:‬‬
‫الخشددب والفلددين ومختلددف المنتجددات الثانويددة‪ .75‬تلعددب المنتجددات الغابيددة بصددفة عامددة‬
‫دو ار حاسما في تحقيق اإلكتفا االقتصادي السكان المحليين و تساهم في رفع االنتاب‬
‫الخام للدول‪.‬‬
‫اانيا‪ :‬البدمات‪.‬‬
‫تش ددير د ارس ددة اقتص دداديات ال ددنظم اإليكولوجي ددة والتن ددو البيول ددوجي إلد دى أن هكت ددا ار‬
‫واحدددا مددن الغابددات المداريددة ينددتج فددي المتوسددط‪ ،‬مددا قيمتدده ‪ 2991‬دوال ار أمريكيددا مددن‬
‫خدددمات ال ددنظم اإليكولوجي ددة‪ ،‬مث ددل حماي ددة مس ددتجمعات المي دداه‪ ،‬وض ددبط أحد دوال المن ددا‬

‫‪102‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫وتثبيددت التربددة‪ ،‬وحمايددة الس دواحل‪ ،‬ودورة المغ ددذيات‪ ،‬وخ ددزن الكرب ددون‪ .76‬حيددث تش ددكل‬
‫الميدداه العذبددة والتربددة الخصددبة مفتدداش اإلنتدداب الغددذائي فددي جميددع أنحددا العددالم‪ .‬وتددؤدي‬
‫الغابددات دو ار جوهريددا فددي حمايددة هددذه المكونددات الرئيسددية‪ .‬ويقدددر أن " ثالثددة أربددا "‬
‫‪77‬‬
‫‪.‬‬ ‫الميداه العذبددة التددي يمكدن الوصددول إليهددا فدي العددالم تددأتي مدن مسددتجمعات الغابددات‬
‫أن المند دداطق غيد ددر الغابيد ددة أو غيد ددر الحرجي د ددة تتعد ددرت ألثد ددار مناخيد ددة مباشد د درة‬
‫كمد ددا ّ‬
‫كاإلشددعا الشمسددي المددؤدي لجفدداف التربددة ‪ ،‬و إلددى كميددات كبي درة مددن األمطددار التددي‬
‫تتسددبب فددي فيضددانات و تددؤدي إلددى انج دراف التربددة ‪ ،‬أو التعددرت للريدداش القويددة التددي‬
‫تحمدل بعيددا التربدة الخصددبة‪ .‬تدؤثر الغابدات فدي دورة الميدداه فتزيدد مدن هطدول األمطددار‬
‫مع تناقر التبخر من التربة‪ ،‬و تنظم الجريان السطحي ‪ ،‬و بالتدالي حمايدة المنداظر‬
‫الطبيعيددة و مكافحددة انتحددات التربددة و االنزالقددات األرضددية ‪ ،‬ومنددع ثددار الفيضددانات‬
‫والتخفيف من حدتها ‪ ،‬الحفاظ على جوده المياه ‪ ،‬وحماية ضفاف األنهدار مدن الددمار‬
‫‪78‬‬
‫‪.‬‬ ‫(ما يسمي (الكشط)‬
‫لددذل ‪ ،‬فددإن الغابددات قددادرة علددى أن تلعددب دو ار حاسددما فددي صددون البيئددة والددنظم‬
‫اإليكولوجيد ددة ذات الصد ددلة ‪ ،‬و السد دديما فد ددي المند دداطق المعرضد ددة للتغي د درات الموسد ددمية‬
‫المكثفد ددة‪ ،‬والجبد ددال والمند دداطق الجافد ددة و الجد ددزر الص د ددغيرة و المحافظد ددة علد ددى التند ددو‬
‫البيولوجي‪.‬‬
‫الفرع الااني‪ :‬دور التراث الغابي في الوصول القتصاد أبضر متتدام‪.‬‬
‫أصددب وضددع و تنفيددذ السياسددات البيئيددة فددي اطددار السددعي نحددو تحقيددق التنميددة‬
‫‪79‬‬
‫لس ددنة‬ ‫المسددتدامة ضددرورة اليمكددن التخلددف عنه ددا ‪ ،‬حيددث وصددف تقري ددر برونتالن ددد‬
‫‪ 9117‬التنمية المستدامة بأنهدا عمليدة " تلبيدة احتياجدات الحاضدر دون المسداس بقددرة‬
‫‪80‬‬
‫كرسددت‬
‫األجيددال المقبلددة علددى تلبيددة احتياجدداتهم الخاصددة" ‪ .‬و فددي هددذا السددياق فقددد ّ‬
‫صدكو ريددو لسدنة ‪ 9119‬و ‪ 9199‬هددذا المفهددوم ضدمن مسددار حمايدة البيئددة ‪ ،‬و مددن‬
‫ذل إدماب الغابات ضمن خطدة تحقيدق تنميدة متواصدلة و مسدتدامة مدن خدالل مقاربدة‬
‫االقتصاد األخضر‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫أوال‪ :‬مفلوم االقتصاد األبضر ‪.‬‬


‫ارتبط الذكر الصري لاقتصاد األخضر كاقتصاد بديل و نهج للتنمية المستدامة‬
‫ضدمن مدا جددا بده مددؤتمر ريدو للتنميددة المسدتدامة ‪ .9199‬و لددو أنده بددرز بصدورة غيددر‬
‫جليددة سددنة ‪ 9119‬أيددن حظددي بإجمددا دولددي فددي مددؤتمر البيئددة و التنميددة الددذي عقدتدده‬
‫األمدم المتحدددة‪ ،‬مددن خددالل "إعدالن ريددو" الدذي نددر علدى أندده ينبغددي للدددول أن تتعدداون‬
‫معددا علددى تشددجيع قيددام نظددام اقتصددادي دولددي داعددم و منفددت يسدداهم فددي تحقيددق نمددو‬
‫اقتصددادي لجميددع الدددول‪ ،‬و تحسددين معالجددة تدددهور البيئددة‪ .81‬و تجددب اإلشددارة إلددى أن‬
‫مص ددطل ومفه ددوم االقتص دداد األخض ددر ال يح ددل أو يع ددوت مص ددطل ومفه ددوم التنمي ددة‬
‫المستدامة‪ ،‬بل أن تحقيق التنمية المستدامة يعتمد على تطبيق خيار و فكدرة اإلقتصداد‬
‫األخضر في ظل الدمار الذي لحق بالبيئة نتيجة النموذب اإلقتصادي التقليدي‪.‬‬
‫يعكس هذا المفهدوم أهميدة كبيدرة‪ ،‬فقدد أصدب تبنيده و تجسديده ضدرورة حتميدة مدن‬
‫أجددل إيقدداف التدددهور البيئددي المتمثددل فددى تفدداقم ظدداهرة تغيددر المنددا وتل د التددداعيات‬
‫وا ثددار المركبددة التددى مددن المتوقددع أن تترتددب عليهددا ‪ ،‬و يعددد مضددادا لمفهددوم االقتصدداد‬
‫األخضددر كددل اقددتال ألشددجار الغابددات والقضددا عليهددا ‪ ،‬إذ تددؤثر هددذه األخي درة علددى‬
‫جددودة و نوعيددة الحيدداة لمددا تلعبدده مددن دور فددي تحسددين نوعيددة اله دوا ال ددذى تستنشددقه‬
‫الكائنددات الحيددة ‪ ،‬و كددذا دورهددا كمصددايد للكربددون و للعديددد مددن العوالددق التددى يسددببها‬
‫التلوث‪.‬‬
‫يعرف برندامج األمدم المتحددة للبيئدة االقتصداد األخضدر علدى أنده االقتصداد الدذي‬ ‫ّ‬
‫ينددتج عندده تحسددن فددي رفاهيددة اإلنسددان والمسدداواة االجتماعيددة ‪ ،‬فددي حددين يقلددل بصددورة‬
‫ملحوظة من المخاطر البيئية وندرة الموارد اإليكولوجية‪ .‬و يمكن أن ننظدر لالقتصداد‬
‫األخضددر فددي أبسددط صددورة كاقتصدداد يقددل فيدده انبعدداث الكربددون وتددزداد كفددا ة اسددتخدام‬
‫الموارد كما يستوعب جميع الفئات االجتماعية‪.82‬‬
‫تتعدد أهداف اإلقتصاد األخضر ‪ ،‬فهي ذات أبعاد اقتصادية و بيئية و اجتماعية‬
‫‪ ،‬فتددرى وثيقددة نت دائج مددؤتمر األمددم المتحدددة للتنميددة المسددتدامة ‪ 9199‬أن‪ " :‬اإلقتصدداد‬
‫األخضددر فددي سددياق التنميددة المسددتدامة والقضددا علددى الفقددر هددو أحددد األدوات الهامددة‬

‫‪104‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫المتاح د ددة لتحقي د ددق التنمي د ددة المس د ددتدامة‪ ،‬ون د ددرى أن د دده يمك د ددن أن يت د ددي خي د ددارات لمق د ددرري‬
‫السياسات‪ ،‬وليس من المفروت أن يكون مجموعة مدن القواعدد الجامددة‪ .‬ونشددد علدى‬
‫ض ددرورة أن يس ددهم االقتص دداد األخض ددر ف ددي القض ددا عل ددى الفق ددر و ف ددي تحقي ددق النم ددو‬
‫االقتصددادي المطددرد وتعزيددز اإلدمدداب االجتمدداعي وتحسددين أحدوال البشددر وخلددق فددرر‬
‫العمددل وتددوفير العمددل الالئددق للجميددع‪ ،‬والحددرر فددي الوقددت ذاتدده علددى اسددتمرار الددنظم‬
‫اإليكولوجية لكوكب األرت في أدا وظائفها علدى نحدو سدليم‪ ."83‬و بالتدالي فهدو نهدج‬
‫و تطبيق للتنمية المستدامة‪.‬‬
‫اانيا‪ :‬إتلام الغابات في االقتصاد األبضر‪.‬‬
‫تتجسددد فددي كونهددا‬
‫ّ‬ ‫إن الجدددوى االقتصددادية للغابددات ضددمن االقتصدداد األخضددر‬ ‫ّ‬
‫جددز رئيسددي مددن " البنيددة التحتيددة اإليكولوجيددة" التددي تدددعم رفاهيددة اإلنسددان‪ .‬إذ تدددعم‬
‫الخدمات والسلع الحرجية المعيشدة االقتصدادية لمدا يربدو علدى ‪ 9‬مليدار نسدمة‪ ،‬و تقدوم‬
‫الغابددات بخدددمات بيئيددة ال يمكددن االستعاضددة عنهددا ف ددي أغل ددب األوقددات‪ ،‬فهددي تددأوي‬
‫على سط األرت‪ ،‬وتوفر األسس اإليكولوجية للنداتج‬ ‫‪ ٪11‬من األجناس التي تعي‬
‫المحلددي اإلجمددالي فددي قطاعددات أخددرى كثي درة‪ :‬الز ارعددة‪ ،‬والسددياحة‪ ،‬وامدددادات الميدداه‪،‬‬
‫والصد ددحة‪ ،‬غيرهد ددا مد ددن القطاعد ددات التد ددي تعتمد ددد علد ددى الن د دواحي البيولوجيد ددة ‪ .‬وتعد ددزى‬
‫المعدالت العالية الحالية إلزالة الغابات وتدهورها إلى الطلب على منتجات األخشاب‪،‬‬
‫والى الضغوط المتعلقة باالستخدامات األخرى لترت‪ ،‬كالزراعة وتربية الماشية علدى‬
‫وجدده الخصددور‪ .84‬ومددن بددين إسددهامات الغابددات فددي تحقيددق اقتصدداد أخضددر تظهددر‬
‫ضمن قطا الطاقة الخض ار ‪ ،‬و ضمن قطا البندا األخضدر و كدذا تدوفير وظدائف‬
‫خض ار بما يساهم في الحد من عديد المشاكل البيئية السيما تغير المنا ‪.‬‬
‫‪ -I‬دور الغابات في توفير طاقة الكتلة الحيوية‪.‬‬
‫يعتبد د ددر قطد د ددا الطاقد د ددة محد د ددر أي تنميد د ددة اقتصد د ددادية ‪ ،‬و هد د ددو مد د ددن القطاعد د ددات‬
‫االسددتراتيجية التددي أوالهددا اإلقتصدداد األخضددر أهميددة كبي درة ‪ ،‬حيددث يرمددي إلددى تددأمين‬
‫الطاقددة فددي ظددل نضددوب الم دوارد الطاقويددة األحفوريددة بسددبب الطلددب المتنددامي عليهددا‪،‬‬
‫فضال عن أنه يسعى لتوفير مصدادر نظيفدة و أقدل بعثدا لغدازات الدفيئدة‪ ،‬لدذا أصدبحت‬

‫‪105‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫البحث عن مصادر طاقوية أخرى غير ناضبة مطلبا ملحا‪.‬و فدي هدذا الموضدع تلعدب‬
‫الغاب ددات دو ار جوهري ددا ف ددي كونه ددا م ددالذا للكتل ددة الحيوي ددة الت ددي ه ددي مص دددر للطاق ددات‬
‫المتجددة‪.85‬‬
‫‪ -II‬الغابات و البنية التحتية البضرات والبنات‪.‬‬
‫يمكن أن تكون مساهمة قطا الغابات في ذل كبيرة‪ ،‬حيث أن الخشدب هدو مدادة‬
‫بنا متجددة وأكثر استدامة مقارنة بالمواد األخرى ‪ ،‬و كدذا يدتم بندا المبداني الخضد ار‬
‫من مواد طبيعيدة وغيدر سدامة وتلد المعداد تددويرها التدي ال تكلدف كثيد ار مثدل الخيدزران‬
‫والقد ‪ ،‬والمعددادن المعدداد تدددويرها أو الخرسددانة الصددديقة للبيئددة…إلددخ‪ .‬و قّدددر المجلددس‬
‫األمريكي لتبنية الخض ار أن المباني الخض ار في المتوسط تقلدل حاليدا مدن اسدتخدام‬
‫الطاقددة بنسددبة ‪ 10‬فددي المائددة‪ ،‬وانبعاثددات الكربددون بنسددبة ‪ 12‬فددي المائددة‪ ،‬و بهددذا فددإن‬
‫بن ددا وع ددزل المب ددانى الس ددليمة بيئي ددا يمك ددن أن يلع ددب دو ار رئيس دديا ف ددى تقل ددير انبع دداث‬
‫الكربون من المبانى ‪.86‬‬
‫‪ -III‬دور الغابات في بلل الوظا ف البضرات‪.‬‬
‫فرت تبندي مقاربدة اإلقتصداد األخضدر كدأهم ركيدزة للتنميدة المسدتدامة ظهدور جديدد‬
‫لوظائف ارتبطت ببعت القطاعات االقتصادية الخضد ار (الطاقدة المتجدددة ‪ ،‬المبداني‬
‫و التشددييد ‪ ،‬النقددل ‪ ،‬الصددناعة األساسددية ‪ ،‬الز ارعددة ‪ ،‬والغابددات) ‪ ،‬و تسدداهم الغابددات‬
‫بحسددب التقريددر العددالمي حددول الوظددائف الخض د ار نحددو عمددل الئددق فددي عددالم مسددتدام‬
‫م د ددنخفت الكرب د ددون لس د ددنة ‪ 9111‬ف د ددي خل د ددق وظ د ددائف تس د دداعد عل د ددى حماي د ددة ال د ددنظم‬
‫اإليكولوجية والتنو البيولوجي ‪ ،‬الحد من استعمال الطاقة و المواد ‪ ،‬واسدتهال الميداه‬
‫من خالل استراتيجيات عالية الكفا ة ‪ ،‬اقتصاد خدالي مدن الكربدون ‪ ،‬وتقليدل أو تجندب‬
‫توليد النفايات‪.87‬‬
‫في األخير ندرى بدأن الغابدات تلعدب دو ار حقيقيدا فدي تخضدير االقتصداد مدن خدالل‬
‫توفيرها فرر متنوعة و عديدة للتنميدة اإلقتصدادية و الدتخلر مدن الفقدر دون اسدتنفاذ‬
‫األصددول الطبيعيددة للدولددة ‪ ،‬ويعتبددر هددذا ضددروريام بصددورة خاصددة فددي الدددول منخفضددة‬

‫‪106‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫الدددخل أيددن تمثددل سددلع وخدددمات النظددام اإليكولددوجي أحددد أكبددر مكونددات سددبل الددرزق‬
‫للمجتمعات الريفية الفقيرة‪.‬‬
‫باتمـــــــــــــــة ‪:‬‬
‫درست هذه الورقة مسدألة تطدور اإلهتمدام القدانوني الددولي بالغابدات فدي إطدار‬
‫الجهود المبذولة قبل مؤتمر البيئدة و التنميدة ريدو ‪ 9119‬و أثندا و بعدد انعقداده ‪ ،‬أيدن‬
‫ش د ّكل هددذا األخيددر منعطفددا حاسددما فددي تطرقدده المباشددر لقضددية حمايددة الغابددات التددي‬
‫تعكددس طبيعددة العالقددة الموجددودة بددين البيئددة و التنميددة ‪ ،‬و هددذا باعتبددار الغابددات ت ارثددا‬
‫بيئيددا و ثددروة اقتصدداية ‪ ،‬أيددن يحددتم األمددر التوفيددق بددين حمايتهددا واسددتغاللها بمددا يكفددل‬
‫اس ددتمرار أص ددولها وع دددم نض ددوبها أو ت دددهورها عل ددى اعتب ددار أن التد دراث الغ ددابي س ددبيل‬
‫الشعوب من كونه فضا زراعيا و انتاجيا و قوة دافعة للتصنيع ‪ ،‬باإلضافة لما‬ ‫لعي‬
‫يقددوم بدده م دن وظددائف ايكولوجيددة متعددددة تجعلدده مددؤث ار و متددأث ار بظ دواهر بيئيددة أخددرى‬
‫كالتصحر‪ ،‬تغير المنا و صون التنو البيولوجي‪.‬‬
‫من خالل ما تطرقنا إليه فإننا توصلنا إلى النتائج التالية ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬عدم كفاية ا ليدات القانونيدة الكفيلدة بحمايدة التدراث الغدابي‪ ،‬التدي جدا ت غيدر ملزمدة‬
‫و ال تعدددو كونهددا إعالنددات مبدداد غيددر ملزمددة فددي ظددل غيدداب اتفاقيددة دوليددة ملزمددة‬
‫للغابات‪.‬‬
‫‪-‬ع دددم ال ددذكر الصد دري لل دددور األساس ددي للغاب ددات ف ددي تحقي ددق التد دوازن اإليكول ددوجي و‬
‫لضرورة حمايتها كما ينبغي ضمن االتفاقيات الدولية الملزمة التي ترمي لحماية التنو‬
‫البيولددوجي أو التصددحر أو التغيددر المندداخي‪ .‬و بالتددالي حمايددة قاص درة للغابددات ضددمن‬
‫هذه الصكو ‪.‬‬
‫‪-‬غل ددو الط ددابع االقتص ددادي المتعل ددق باس ددتغالل الث ددروة الغابي ددة عل ددى اتف دداق األخش دداب‬
‫االسددتوائية ‪ ،9114‬و كددذا اتفاقيددة التنددو البيولددوجي علددى حسدداب م ارعدداة البعددد البيئددي‬
‫لها‪.‬‬
‫‪-‬يعتبر قطا الغابات واعد و معوال عليه في تحقيق التنمية المستدامة و االنتقال إلى‬
‫اقتصاد أخضر أكثر نقا ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫و انطالقا من هذه النتائج ارتأينا أن نوصي بما يلي‪:‬‬


‫‪-‬إبرام اتفاقية دولية ملزمة لحماية و استغالل الثراث الغابي‪ :‬تعتمد هذه االتفاقيدة مبددأ‬
‫سدديادة الدددول علددى ثرواتهددا الطبيعيددة‪ ،‬و تتددولى م ارعدداة الجددانبين األساسدديين للغابددات؛‬
‫الجانب االيكولوجي‪ ،‬بتقريدر حمايدة قانونيدة لهدا و تثمدين دورهدا لمدا تقدمده مدن خددمات‬
‫ايكولوجيددة‪ .‬و الجانددب االقتصددادي‪ ،‬مددن خددالل تنظدديم أنمدداط االسددتخدام و االسددتغالل‬
‫المستديم على اعتبار أن الغابات مصدر للمواد الخام ‪ ،‬واألخشاب ‪.‬‬
‫‪-‬وض ددع لي ددات تمويلي ددة للتنمي ددة المس ددتدامة للغاب ددات‪ ،‬م ددع رص ددد تع ددويت لل دددول ع ددن‬
‫الحفداظ علدى الغابدات عدن طريدق عددرت ثدالث خيدارات رئيسدية هدي ‪:‬صدندوق تمولدده‬
‫الضدرائب ‪ ،‬و اسددتخدام عائدددات المدزاد و إصدددار أرصدددة كربونيددة قابلددة للتددداول لكددون‬
‫أن دور الغابات يتمثل فدي أنهدا تقدوم سدنويا بدالتخزين المت ازيدد لالنبعداث البشدرية تصدل‬
‫إلى الربع في الغابات والتربة الخاصدة بهدا‪ ،‬و تخفيدف الضدغط عدن الغابدة عدن طريدق‬
‫تد ددوفير مصد ددادر إعاشد ددة للسد ددكان الد ددذين يعتمد دددون عليهد ددا مد ددن أجد ددل بقد ددائهم‪ .‬بوضد ددع‬
‫استراتجيات دولية ووطنية من أجل القضا على الفقر‪.‬‬
‫إدماب البعد اإليكولوجي في عملية التنمية من خالل تفعيل العمل بنظام الشهادات‬
‫الدولية للمنتجات الخشبية المستدامة المتداولة في السوق الدولية‪ ،‬أو فرت االلتزام‬
‫ب" العالمة البيئية " لجميع األخشاب‬
‫اللوامــــــــش‬

‫‪-1‬‬
‫منظمة االغذية و الزراعة‪ ،‬هيئة الموارد الوراثية لتغذية و الزراعة‪ ،‬خطة العمل العالمية‬
‫بشأن صون الموارد الوراثية الحرجية و استخدامها المستدام و تنميتها‪ ،9192 ،‬ر ‪.12‬‬
‫‪ -2‬منظمة األغذية و الزراعة ‪ ،‬تقرير عن حالة الغابات ‪ - 9192‬الغابات والزراعة‪:‬‬
‫استخدام األراضي التحديات والفرر‪ ،‬روما‪ ،9192 ،‬ر ‪.991‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Quenida DE REZENDE MENEZES, La protection des ressources‬‬
‫‪forestières par le droit international peut-elle sauver les dernières‬‬
‫‪forêts de la planète, mémoire pour obtenir du grade de maitre en droit,‬‬
‫‪Université Laval, QUEBEC, Année 2010, p. 43 .‬‬
‫‪ -4‬االتفاقية الدولية لحماية الطيور المفيدة في الزراعة لسنة ‪. 9119‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫‪5‬‬
‫‪- Alexandre Charles Kiss, La protection internationale de la vie‬‬
‫‪sauvage, Annuaire français de droit international, N°26, Annee 1980,‬‬
‫‪P. 665.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Convention Relating to the Preservation of Fauna and Flora in their‬‬
‫‪Natural State, London, 1933.‬‬
‫‪ -7‬اتفاقية حماية الطبيعة والحفاظ على األحيا البرية فى نصف الكرة الغربى واشنطن‬
‫‪ ، 9141‬هي اتفاقية اقليمية بين حكومات دول امريكا و التي بدورها تعرضت إلى العديد من‬
‫المفاهيم كالحظائر الوطنية ‪ ،‬المحميات الطبيعية ‪ ،‬التراث الطبيعي‪ ،‬المحميات البرية‪،‬‬
‫الطيور المهاجرة‪.‬‬
‫‪ -8‬اإلتفاقية اإلفريقية لحفظ الطبيعة و الموارد لطبيعية عقدت بمدينة الجزائر في‬
‫تحت إشراف منظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬ودخلت حيز النفاذ في‬ ‫‪9121/11/92‬‬
‫‪. 9121/12/92‬‬
‫‪ -9‬أنظر ديباجة االتفاقية و المكونة من ‪ 11‬فقرات ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬االتفاقية الدولية المتعلّقة بالمناطق الرطبة ذات األهمية الدولية و خاصة اعتبارها‬
‫مالجئ للطيور البرية‪ ،‬الموقعة في ‪ 9179/19/19‬بإيران‪ ،‬دخلت حيز النفاذ بتاريخ‬
‫‪.1975/12/21‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- Résolutions 2398 (XXIII) de 3 Décembre 1968 de l’assemblée‬‬
‫‪générale d’ONU.‬‬
‫‪ -12‬إن االجتما األول للجان الرئيسية الثالث التي كانت مسؤولة عن دراسة المسائل‬
‫الموضوعية الست المطروحة علي جدول األعمال و التي تمت الموافقة عليها سابقا وفقا‬
‫لتوزيع سابق التخطيط‪ .‬أسندت إلى اللجنة االولى والية تناول النقاط التالية‪" :‬تنمية وادارة‬
‫المستوطنات البشرية من أجل ضمان" نوعية البيئة" و "الجوانب التعليمية واالجتماعية‬
‫والثقافية لمشاكل البيئة ومسألة المعلومات"‪ .‬وكلفت اللجنة الثانية بمهمة دراسة مسائل " إدارة‬
‫الموارد الطبيعية من وجهه نظر البيئة" و "التنمية والبيئة"‪ .‬وكلفت اللجنة الثالثة بالنظر في‬
‫المواضيع التالية‪" :‬تحديد الملوثات ذات األهمية الدولية ومكافحة هذه الملوثات" و " ا ثار‬
‫الدولية على مخطط التنظيم ‪ ،‬و تقديم مقترحات للعمل"‪ .‬أنظر ‪:‬‬

‫‪109‬‬
ISSN: 2170-1849 ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
EISSN: 2602-7178 1629 ‫السنة‬01 :‫ العدد‬60 :‫المجلد‬

Kiss Alexandre-Charles, Sicault Jean-Didier, "La Conférence des


Nations Unies sur l'environnement (Stockholm, 5/16 juin2791) ",
Annuaire français de droit international, V 18, 1972, p. 610.
13
- Ch .BARTHOD , "La conference des nations unies sur
l’environnement et le développement ( Rio De Janiro , 3-14 Juin 1992
) et la foret" , Reveu forestière française , N° 04 , 1994 , p. 09 .
‫ يتضمن‬9179/99/92 ‫ المؤر في‬9112 ‫ صدر إعالن استوكهولم بموجب القرار رقم‬-14
.‫ فقرات و سبعة و عشرين مبدأ‬7 ‫ديباجة من‬
15
- Principe 2 de déclaration de Stockholm : "Les ressources
naturelles du globe, y compris l'air, l'eau, la terre, la flore et la faune,
et particulièrement les échantillons représentatifs des écosystèmes
naturels, doivent être préservés dans l'intérêt des générations présentes
et à venir par une planification ou une gestion attentive selon que de
besoin".
16
-Principe 3 de déclaration de Stockholm : " La capacité du globe
de produire des ressources renouvelables essentielles doit être
préservée et, partout où cela est possible, rétablie ou améliorée.
Principe 5 Les ressources non renouvelables du globe doivent être
exploitées de telle façon qu'elles ne risquent pas de s'épuiser et que les
avantages retirés de leur utilisation soient partagés par toute
l'humanité".
17
- Kiss Alexandre-Charles, Sicault Jean-Didier, Op.Cit , p. 616 - 618.
18
- Recommendation 25 of Action Plan For The Human Environment.
19
- Recommendation 12 , 27, 28 of Action Plan For The Human
Environment.
20
- Recommendation 43 of Action Plan For The Human
Environment.
،‫ حماية البيئة والتراث الثقافي في القانون الدولي‬،‫ هشام بشير و عال الضاوي سبيطة‬-21
.22 ‫ ر‬،9191 ،‫ط‬.‫ ب‬،‫المركز القومي لاصدارات القانونية‬
22
Accord international de 1983 sur les bois tropicaux (avec annexes).
Conclu à Genève le 18 novembre 1983.
23
- F.A.O., Le Défi de l'aménagement durable des forêts : quel
avenir pour les forêts du monde, Rome, 1994, p. 18 .

110
ISSN: 2170-1849 ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
EISSN: 2602-7178 1629 ‫السنة‬01 :‫ العدد‬60 :‫المجلد‬

24
- A. KISS et D. BOJIC, « Aspects institutionnels et financiers de la
protection des forêts en droit international » In : M. PRIEUR et S.
DOUMBE-BILLE, « droit, forêts et développement durable: Actes
des 1ères journées scientifiques du Réseau « Droit de
l’Environnement », Limoges, bruylant , Bruxelles , 1996, p. 435.
25
- M.A. MEKOUAR , "Evolution du droit forestière de Rio à
Johannesburg : un aperçu comparatif " , In : Marie CORNU et Jérôme
FROMAGEAU, le droit de la foret au XXI siècle – Aspects
Internationaux, L’Harmattan, Paris , 2004, p. 149.
26
- Ch .BARTHOD , Op.Cit, p. 37.
27
- Ibid, p. 37.
28
- Principes, non juridiquement contraignante mais faisant autorité,
pour un consensus mondial sur la gestion, la conservation et
l’exploitation écologiquement viable de tous les types de forêts.
29
- Ch .BARTHOD, Op.Cit . p. 13 .
‫ ويرجع الفضل في إثارة قواعد‬، " ‫ يسمى هذا النو من القواعد القانونية " القانون المرن‬- 30
:‫ أنها‬9111 ‫عرفها سنة‬
ّ ‫الصياغة المرنة في القانون الدولي العام إلى القاضي باكستر الذي‬
‫وتعرف موسوعة القانون‬
ِّ ، ‫" مجموعة القواعد التي ال تفرت إلتزاما حقيقيا على أطرافها‬
‫الدولي العام الصياغة المرنة بأنها مجموعة من القواعد الخالية من اإللتزام القانوني ولكن‬
.‫يتوفر فيها اإللتزام السياسي أو األخالقي‬
31
- Anja EIKERMAN, Forests in International Law )Is There Really a
Need for an International Forest convention?(, Springer international
publishing AG , Switzerland, 2015, P 49.
32
- Patricia BIRNIE, Alan BOYLE, Catherine REDGWELL,
International law and the environment, Oxford University Press,New
York, Ed 3, 2009, p. 52.
‫ المحور األول‬، ‫ فصال تحت أربع محاور‬41 ، 99 ‫ يتضمن جدول األعمال للقرن ال د‬- 33
‫ حفظ‬: ‫ المحور الثاني‬.8-1 ‫ فصول‬11 ‫ والذي يتضمن‬،‫ األبعاد اإلجتماعية واإلقتصادية‬:
‫ حماية‬: ‫) والذي تناول قضايا‬99-1( ‫ فصال‬94 ‫وادارة الموارد من أجل التنمية والمتضمن ل د‬
‫ إدارة‬،‫ مكافحة إزالة الغابات‬، ‫ النهج المتكامل للتخطيط وادارة األراضي‬، ‫الغالف الجوي‬
‫ التنمية الفالحية والزراعية‬، ‫النظم البيئية الهشة ضد التصحر وكذا تثمين إستدامة الجبال‬
، ‫ حماية المحيطات واألنهار وكذا المياه العذبة‬، ‫ حماية التنو البيولوجي‬، ‫المستدامة‬

111
ISSN: 2170-1849 ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
EISSN: 2602-7178 1629 ‫السنة‬01 :‫ العدد‬60 :‫المجلد‬

: ‫ المحور الثالث‬. ‫ النفايات الصلبة والمشعة‬، ‫التسيير اإليكولوجي للموارد الكيماوية السامة‬
‫ الفصل الرابع‬.)19 ‫ إلى‬91 ‫ فصول ( من‬91 ‫ و يحتوي‬،‫تعزيز دور الفواعل الرئيسية‬
: ‫ أنظر‬.) 41 ‫ إلى‬11 ( ‫ فصول من‬11 ‫ وسائل التنفيذ ويتضمن‬: ‫واألخير‬

Rapport de la Conference des Nation Unies sur L’enviromment et


devoloppement ( Rio De Janeiro , 3-14 Juin 1992 ) conf 0151/26(vol1)
.
34
- Anja EIKERMAN, Op.Cit , p. 50.
35
‫ و الذي دخل حيز النفاذ‬،9114 ‫المادة األولى من االتفاق الدولي لتخشاب اإلستوائية‬-
.9117 ‫كانون الثاني‬/‫في الفات من يناير‬
36
- L’OIBT compte actuellement 59 membres (33 pays producteurs,
26 consommateurs) qui représentent 80 % des forêts tropicales
mondiales et 90 % du commerce international de bois tropicaux.
.9114 ‫المادة الثانية من االتفاق الدولي لتخشاب اإلستوائية‬- 37
38
- A. KISS et D. BOJIC, Op.Cit, p. 433..
39
- Mohamed Ali MEKOUAR, « Rio et les forêts : de la déclaration à
la convention ? » au M. PRIEUR et S. DOUMBE-BILLE(S. dir.)
droit, forêts et développement durable : Actes des 1ères journées
scientifiques du Réseau « Droit de l’Environnement », Limoges,
brulant-Bruxelles , 1996, p. 494 .
40
- Ce document a été approuvé par consensus par l’Assemblée
générale des Nations Unies dans une résolution du 27 juillet 2012 (A/
RE S/ 66/ 288).
41
- A. KISS et D. BOJIC, Op.Cit, p. 433.
42
.9117 ‫ وثيقة "التوقعات البيئية العالمية" الصادرة سنة‬، ‫ برنامج األمم المتحدة للبيئة‬-
43
‫أو‬/‫ المادة األولى من اتفاقية مكافحة التصحر في الدول األكثر تضر ار من الجفاف و‬-
‫ وتم التوقيع عليها بباريس و دخلت‬9114 ‫ يونيو‬97 ‫التصحر بصفة خاصة في إفريقيا في‬
: ‫ أنظر‬.9112 ‫حيز النفاذ في ديسمبر‬
www.unccd.int/Lists/SiteDocumentLibrary/ConventionText/conv-
ara.pdf

112
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫‪44‬‬
‫‪-‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬قانون حماية البيئة‪ ،‬دراسة تأصيلية في األنظمة الوطنية و‬
‫االتفاقية‪ ،‬دار النشر العلمي و المطابع‪ ،‬جامعة المل السعود‪ ،‬ب‪.‬ط‪ ،9112 ،‬ر ‪.141‬‬
‫‪ -45‬المادة ‪ 19‬فقرة ‪ 19‬من اتفاقية التصحر‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬في عام ‪ 9119‬أنشأت أمانات اتفاقيات ريو الثالث فريقام لاتصال المشتر بغرت‬
‫النهوت بالتعاون وتعزيز أوجه التكامل والتآزر‪ .‬ثم جرى توسيع الفريق كي يشمل اتفاقية‬
‫رامسار بشأن األراضي الرطبة‪ ،‬و يعد فريدق اإلتصال المشتر هو مثال على التطورات التي‬
‫دعا إليها برنامج األمم المتحدة للبيئة في مقرره ‪ 91/92‬لسنة ‪ 9111‬بتشجيع التنسيق‬
‫أماناتها‪ ،‬بهدف تحسين فعالية تنفيذ‬ ‫المترابط لسريان اإلتفاقيات البيئية‪ ،‬بما في ذل‬
‫االتفاقيات‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬تقرير مؤتمر األطراف التفاقية التصحر عن أعمال دورته السادسة‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪-‬محمود األشرم‪ ،‬التنمية الزراعية المستدامة العوامل الفاعلة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪ ،9117 ،‬ر ‪.421‬‬
‫‪49‬‬
‫‪- Virginie MARIS , La protection de biodiversité : entre science,‬‬
‫‪éthique et politique, thèse de doctorat en philosophie , Faculté des arts et‬‬
‫‪des sciences, Université de Montréal , 2006, p .08.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪- Ibid , p 26.‬‬
‫‪- 51‬إعتمدت إتفاقية التنو البيولوجي (‪ )CBD‬خالل مؤتمر ريو من ‪ 922‬دولة عضو‬
‫ومنظمة إقليمية للتكامل اإلقتصادي‪ ،‬وتعد إتفاقية إطارية صادقت عليها الجزائر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 921/12‬المؤر في ‪ ، 9112/12/12‬ب ر عدد ‪.19‬‬
‫‪52‬‬
‫‪-‬قانون رقم ‪ 91/11‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة المؤر في‬
‫‪ ،9111/12/91‬ب ر عدد ‪.41‬‬
‫‪53‬‬
‫‪- « La diversité des organismes considérée à tous les niveaux,‬‬
‫‪depuis les variants génétiques appartenant à la même espèce‬‬
‫‪jusqu’aux gammes des espèces et aux gammes des genres, familles,‬‬
‫‪des catégories taxinomiques de plus haut niveau. Elle comprend‬‬
‫‪également la diversité des écosystèmes lesquels sont constitués à la‬‬
‫‪fois de la communauté des organismes vivant au sein d’habitats‬‬
‫‪particuliers et de l’ensemble des conditions physiques qui y règne » .‬‬
‫‪Voir : WILSON (E.O.), La diversité de la vie, Paris , éditions Odile‬‬
‫‪Jacob, 1993, p p. 454-496 .‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫‪54‬‬
‫‪-COP 2 , Decision II/9, FORESTS AND BIOLOGICAL‬‬
‫‪DIVERSITY :‬‬

‫‪« Forest biological diversity results from evolutionary processes over‬‬


‫‪thousands and even millions of years which, in themselves, are driven‬‬
‫‪by ecological forces such as climate, fire, competition and‬‬
‫‪disturbance. Furthermore, the diversity of forest ecosystems (in both‬‬
‫‪physical and biological features) results in high levels of adaptation, a‬‬
‫‪feature of forest ecosystems which is an integral component of their‬‬
‫‪biological diversity. Within specific forest ecosystems, the‬‬
‫‪maintenance of ecological processes is dependent upon the‬‬
‫‪maintenance of their biological diversity. Loss of biological diversity‬‬
‫‪within individual ecosystems can result in lower resilience ».‬‬

‫‪- 55‬إتفاقية التنوع البيولوجي ‪https://www.cbd.int/forest/problem.shtml‬‬


‫‪- 56‬تتم صيانة التنو في الوضع الطبيعي عن طريق انشا نظام للمناطق المحمية‪ ،‬و‬
‫صيانة و حفظ التنو البيولوجي في هذه المناطق أو خارجها‪ ،‬باإلضافة الى صيانة مجمعات‬
‫األنوا القابلة للبقا في البيئات الطبيعية‪ .‬أنظر المادة ‪ 11‬من اتفاقية التنو البيولوجي‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫‪-‬يتم جمع و إدارة الموارد البيولوجية من موائلها الطبيعية من أجل صيانتها خارب الوضع‬
‫الطبيعي بغية عدم تهديد النظم االيكولوجية وأصناف األنوا في الوضع الطبيعي‪ ،‬ثم إعادة‬
‫األنوا المهددة إلى حالتها األولية و إدخالها من جديد في موائلها الطبيعية‪ .‬أنظر المادة ‪11‬‬
‫من اتفاقية التنو البيولوجي‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪- Quenida DE REZENDE MENEZES, Op.Cit, p. 91.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪-‬تعد النظم البيئية بمثابة إطار وظيفي يشمل جماعة من الكائنات الحية و الوسط الذي‬
‫تعيشه فيه‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫‪- Anja EIKERMANN , Op.Cit , p. 101.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪- Ibid , p. 107.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪-‬تعتبر غازات الدفيئة الخض ار هي‪ :‬ثاني أكسيد الكربون ‪ ،CO2‬الميثان ‪ ،CH2‬أكسيد‬
‫النيتروز ‪ ، N2O‬المرّكبات الكربونية الفلورية الهيدروجينية ‪ ، HFCs‬المركبات الكربونية‬
‫الفلورية المشبعة ‪ ، PFCs‬سادس فلوريد الكبريت ‪ .SF2‬أنظر‪ :‬المرفق أ من بروتوكول‬
‫كيوتو‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫‪63‬‬
‫المبرمة بتاريخ ‪ ، 9119/12/11‬لقد‬ ‫‪-‬إتفاقية األمم المتحدة اإلطارية لتغيير المنا‬
‫أشارت هذه اإلتفاقية في ديباجتها إلى أن مشكل اإلحتباس الحراري سببه تركز غازات الدفيئة‬
‫بدرجة كبيرة في الغالف الجوي ‪ ،‬إذ تالحظ أن أكبر قسط من اإلنبعاثات العالمية في‬
‫الماضي والحاضر لهذه الغازات مصدره الدول المتقدمة وأن متوسط اإلنبعاثات للفرد في‬
‫البلدان النامية ما زال منخفضا‪ .‬ونصت المادة ‪ 11‬من االتفاقية ‪ " :‬الهدف النهائي لهذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬وألي صكو قانونية متصلة بها قد يعتمدها مؤتمر األطراف‪ ،‬هو الوصول وفقام‬
‫ألحكام االتفاقية ذات الصلة‪ ،‬إلى تثبيت تركيزات غازات الدفيئة في الغالف الجوي عند‬
‫مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب اإلنسان في النظام المناخي ‪.‬وينبغي بلوغ هذا‬
‫المستوى في إطار فترة زمنية كافية تتي للنظم اإليكولوجية أن تتكيف بصورة طبيعية مع‬
‫تعرت إنتاب األغذية للخطر‪ ،‬وتسم بالمضي قدمام في التنمية‬
‫تغير المنا ‪ ،‬وتضمن عدم ّ‬
‫االقتصادية على نحو مستدام "‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫‪-‬شكراني الحسين‪( ،‬من مؤتمر استوكهولم ‪ 1972‬إلى ريو ‪ 91 +‬لعام ‪ :9199‬مدخل‬
‫إلى تقييم السياسات البيئية العالمية)‪ ،‬بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪ ،9191 ،24 ،21‬ر‬
‫‪ .921‬نقال عن ‪:‬‬
‫‪Alexandre Ch. Kiss, «Les traités- cadre: Une technique juridique‬‬
‫‪caractéristique du droit international de l’environnement,» Annuaire‬‬
‫‪Français de Droit International, vol. 39 (1994), pp. 792-793.‬‬
‫‪- 65‬المادة ‪ 11‬من بروتوكول كيوتو الملحق باتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير‬
‫لسنة ‪ ، 9117‬دخل حيز النفاذ سنة ‪.9112‬‬ ‫المنا‬
‫‪66‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 14‬من االتفاقية ‪ .... " :‬يتخذ تدابير مناظرة بشأن التخفيف من تغير المدنا ‪،‬‬
‫عدن طريق الحد من انبعاثات غازات الدفيئة البشرية المصدر من قبله وحماية وتعزيز‬
‫مصارف وخزانات غدازات الدفيئة لديه‪. ".....‬‬
‫‪67‬‬
‫‪-‬عرفت المادة األولى من االتفاقية مصدطل "المصدرف‪" :‬يعني أي عملية أو نشاط أو‬
‫لية تزيل غازات الدفيئة أو الهبا الجوي أو سالئف غازات الدفيئة من الغالف الجوي"‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫‪-UNFCCC , Report of the Conference of the Parties on its thirteenth‬‬
‫‪session, held in Bali from 3 to 15 December 2007, p. 08‬‬
‫‪69‬‬
‫‪- Reducing Emissions from Deforestation and Forest Degradation .‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -‬مؤتمر باريس بشأن تغير المنا هو مؤتمر وقمة دولية جرت في العاصمة الفرنسية‬
‫باريس بين ‪ 11‬نوفمبر و‪ 99‬ديسمبر ‪ .9192‬ويعتبر هذا المؤتمر النسخة ‪ 99‬من مؤتمر‬
‫األطراف في اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن التغير المناخي‪ ،‬خرب هذا المؤتمر باتفاق‬
‫تم التصديق عليه من قبل ‪ 912‬دولة في ‪ 99‬ديسمبر ‪. 9192‬‬
‫‪71‬‬
‫‪- Anja EIKERMANN , Op.Cit , p. 10.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪-‬أياد بشير عبد القادر الجلبي‪( ،‬دراسة ثار األنشطة االقتصادية على النظام البيئي في‬
‫العالم دراسة تتناول األسباب والتوقعات المستقبلية)‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬جامعة الموصل‪،‬‬
‫العراق‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،9191 ،999‬ر ‪.974‬‬
‫‪73‬‬
‫‪- Anja EIKERMANN , Op.Cit , p. 19.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪- Ibid, P 17.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪- Samir Ouelmouhoub, Gestion multiusage et conservation du‬‬
‫‪patrimoine forestier : cas des subéraies du Parc National d’El Kala‬‬
‫‪(Algérie), L’Institut Agronomique Méditerranéen, Thèse de Master of‬‬
‫‪Science du CIHEAM-IAMM, Montpellier, 2005, p. 31.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬أمانة االتفاقية المتعلقة بالتنو البيولوجي‪ ،‬اليوم الدولي للتنو البيولوجي د التنو‬
‫البيولوجي للغابات كنز األرت الحي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ر ‪.92‬‬
‫‪77‬‬
‫‪-Anja EIKERMANN , Op.Cit , p. 17.‬‬
‫‪78‬‬
‫‪-‬ثامر صبري بكر الحيالي ‪( ،‬األثر االيجابي للغابات على البيئة في العراق)‪ ،‬مجلة‬
‫ابحاث كلية التربية االساسية‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،‬المجلد ‪ ،99‬العدد ‪ ،9199 ،19‬ر‬
‫‪.294‬‬
‫‪79‬‬
‫‪- Le rapport préparé en 1987 à la demande de l'Assemblée Générale‬‬
‫‪des Nations Unies par Mme Gro Harlem BRUNDTLAND, Premier‬‬
‫‪Ministre de Norvège, et appelé « Notre avenir à tous ».‬‬
‫‪80‬‬
‫‪- Patricia BIRNIE, Alan BOYLE, Catherine REDGWELL,Op.Cit,‬‬
‫‪p. 53.‬‬
‫‪ - 81‬المبدأ ‪ 78‬من إعالن ريو للبيئة و التنمية‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫‪- UNEP, Green Economy Developing Countries Success Stories,‬‬
‫‪2010, p. 06.‬‬
‫‪83‬‬
‫‪ -‬مؤتمر األمم المتحدة للتنمية المستدامة ‪ :‬المستقبل الذي نصبو إليه‪ ،‬ريودي جانيرو‪،‬‬
‫الب ارزيل‪ ،9199 ،‬ر ‪.99‬‬
‫‪116‬‬
‫‪ISSN: 2170-1849‬‬ ‫مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬
‫‪EISSN: 2602-7178‬‬ ‫المجلد‪ 60 :‬العدد‪01 :‬السنة ‪1629‬‬

‫‪84‬‬
‫‪-‬برنامج األمم المتحدة للبيئة‪ ،‬نحو اقتصاد أخضر‪ :‬مسارات إلى التنمية المستدامة‬
‫والقضا على الفقر ‪ -‬مرجع لواضعي السياسات‪ ،9199 ،‬ر ‪.94‬‬
‫‪85‬‬
‫‪-‬الكتلة الحيوية مصطل يستخدم لوصف جميع المواد العضوية المنتجة عن طريق‬
‫التمثيل الضوئي‪ ،‬الموجودة على سط األرت‪ ،‬وتشمل جميع النباتات و األشجار‪ ،‬وجميع‬
‫النفايات الصلبة مثل النفايات الصلبة البلدية‪ ،‬والبقايا الحيوانية (السماد)‪ ،‬والحراجة والمخلفات‬
‫معينة من النفايات الصناعية‪ .‬أما المقصود بالطاقة الحيوية هو تحويل‬ ‫الزراعية‪ ،‬وأنوا‬
‫الكتلة الحيوية إلى طاقة‪ ،‬بما فيها الطاقة الخشبية المشتقّة من األشجار‪ ،‬والطاقة الز ارعية‬
‫المشتقّة من المحاصيل الزارعية غير الخشبية‪ ،‬النتاب الطاقات المتمثلة في الوقود الحيوي‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحيوي‬ ‫الديزل‬ ‫وقود‬ ‫الميثانول‪،‬‬ ‫اإليثانول‪،‬‬
‫أنظر‪http://www.fao.org/forestry/energy/en/ :‬أطلع عليه يوم ‪.9191/19/91‬‬
‫‪86‬‬
‫‪- UNECE / FAO, Geneva Timber and Forest Discussion Paper 54‬‬
‫‪:The Forest Sector in the Green Economy, Printed at United Nations‬‬
‫‪Geneva , December 2009 , p. 38.‬‬
‫‪87‬‬
‫‪- UNEP/ ILO/ IOE/ ITUC, Green Jobs: Towards Decent Work in a‬‬
‫‪Sustainable, Low-Carbon World, September 2008, p. 03.‬‬

‫‪117‬‬

You might also like