Professional Documents
Culture Documents
2019 1 13-8 47 128
2019 1 13-8 47 128
٢٠٠٥/٢٠٠٤ – ١٩٩١/١٩٩٠
أ.د .ھناء خير الدين وأ.د .ھبة الليثي
ورقة عمل رقم )(١١٥
ديسمبر ٢٠٠٦
تتقدم المؤلفتان بالشكر لكل من الباحثة سارة النشار لمعاونتھا البحثية الكفء ،والسيدة غادة سمير لمعاونتھا اإلدارية المتميزة.
مقدمة -١
يعد خفض معدالت الفقر من األھداف الرئيسية للتنمية ،ويتطلب تحقيق ھذا الھدف اتباع مزيج قوي من سياسات
النمو والتوزيع الخاصة بكل دولة ) ،(Bourguignon 2005فالدول التي مزجت بين تحقيق نمو سريع وتحسين
نمط توزيع الدخل كانت األسرع في خفض معدالت الفقر .وقد أصبح واضحا أن "حجم ونوعية تشغيل الفقراء" ھما
من العناصر الھامة الالزمة لتحديد كيفية ترجمة النمو إلى ارتفاع في دخل الفقراء ) ،Osmani 2003وقد تمت
اإلشارة إليه في دراسة .(El-Laithy and El Ehwany 2006إال أنه عندما تكون للسياسات التي تھدف إلى تحقيق
عدالة التوزيع آثار سلبية على النمو ،يصبح تخفيف حدة الفقر محدودا أو سلبيا .كما أنه عندما يصاحب النمو تدھور
في توزيع الدخل يصبح أيضا األثر على النمو محدودا أو سلبيا .وبالتالي فمن المفيد بحث األھمية النسبية لعاملي
النمو وعدم العدالة عند محاولة تحقيق توازن سليم بين العدالة والتدخالت لمساندة النمو.
وتسعى ھذه الدراسة استنادا إلى التجربة المصرية منذ بداية التسعينيات ١وحتى اآلن إلى تفسير النمو
المشاھد في مصر ،وربطه بزيادة معدالت الفقر خالل ھذه الحقبة ،وذلك في محاولة لتحديد إذا ما ارتبط النمو
االقتصادي بتحسن في توزيع الدخل بحيث أدى كالھما معا إلى خفض معدالت الفقر بصورة معنوية ،أم خالفا
لذلك ،صاحب النمو تدھور في توزيع الدخل أضعف أو حتى عكس أثر النمو في خفض معدالت الفقر .وقد تم تقسيم
الفترة موضوع الدراسة إلى ثالث فترات فرعية تتوافق مع المدد الزمنية المنقضية بين األربعة مسوح المتتالية
للدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة المتاحة عن ھذه الحقبة بأكملھا .كما تقدم الدراسة تحليال على ثالثة مستويات
مختلفة :مستوى االقتصاد الكلي الذي يتناول تجربة النمو االقتصادي لمصر خالل الخمسة عشر عاما الماضية؛
والمستوى القطاعي الذي يستعرض نمط النمو في مختلف قطاعات النشاط ومستويات الفقر في ھذه القطاعات؛
ومستوى األسرة ،حيث تبحث الدراسة نمط التوزيع ومؤشرات الفقر لمختلف مجموعات اإلنفاق.
ويعتمد التحليل على بيانات سالسل زمنية وبيانات مقطعية مستقاة من مصادر مصرية تم استكمالھا
باستخدام مصادر دولية .فبينما استخدمت الدراسة األرقام الخاصة بالناتج المحلي اإلجمالي وبالتشغيل الكلي
والقطاعي من وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ،تم حساب البيانات الخاصة برصيد رأس المال من قاعدة بيانات
نھرو وداھرشوار ) (Nehru and Dhareshwar 1993ومن البنك الدولي .World Bankكما تم حساب مقاييس
التوزيع والفقر من أربعة مسوح متتالية للدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة أُعدت خالل الفترة من ١٩٩١/١٩٩٠
وحتى ٢،٢٠٠٥/٢٠٠٤والتي أجراھا الجھاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء ).(CAPMAS
١اختير عام ١٩٩١/١٩٩٠لبداية التحليل حيث يعد بمثابة نقطة تحول في تاريخ االقتصاد المصري الحديث ألنه شھد بدء برنامج اإلصالح
االقتصادي والتعديل الھيكلي الذي يھدف إلى القضاء على الخلل في االقتصاد الكلي وإصالح أوجه القصور االقتصادي نتيجة اتباع سياسات
اقتصادية مكلفة والقصور المؤسسي خالل العقود الماضية.
٢السنوات المشار إليھا ھنا وفيما بعد ھى السنوات المالية التي تبدأ في األول من يوليو وتنتھي في ٣٠يونيو من العام الذي يليه .وقد تم تنفيذ
المسوح األربعة عن األعوام ،١٩٩١/١٩٩٠و ،١٩٩٦/١٩٩٥و ،٢٠٠٠/١٩٩٩و.٢٠٠٥/٢٠٠٤
وتنقسم ھذه الدراسة كالتالي :يلي ھذه المقدمة القسم الثاني ويناقش بعض المالمح الرئيسية لتجربة النمو في
االقتصاد الكلي .في حين يقوم القسم الثالث ببحث اتجاھات الفقر الكلية في مصر ومناقشة عنصري النمو والتوزيع
في مقاييس الفقر .ثم يتناول القسم الرابع بالتحليل األنماط القطاعية لنمو كل من الناتج المحلي اإلجمالي والتشغيل،
مع محاولة ربط ھذه األنماط المشاھدة بتوزيع الدخل والفقر .بينما يلقي القسم الخامس الضوء على السياسات
الالزمة لتحقيق نمو عادل .ويضم القسم السادس المالحظات الختامية.
حقق الناتج المحلي اإلجمالي خالل الفترة موضوع الدراسة نموا حقيقيا بلغ %٤.٢في المتوسط سنويا ،وقد تميز
ھذا النمو بتقلبات متكررة حول المعدل المتوسط تراوحت بين ٠.٥٠٣-كحد أدنى في عام ١٩٩٢/١٩٩١
و %٦.١٥كحد أقصى في عام ١٩٩٨/١٩٩٧بانحراف معياري يعادل .%١.٧١
وبعد التراجع الحاد للنمو خالل عام ،١٩٩٢/١٩٩١وفي أعقاب الجھود المبذولة لتحقيق االستقرار بغية
مواجھة االختالالت الداخلية والخارجية الملموسة التي كانت مصر تواجھھا ،استطاع برنامج اإلصالح االقتصادي
تقليل درجة ھذه االختالالت الماكرو اقتصادية وتحقيق ظروف مواتية لتحقيق نمو مستدام .فاستعاد معدل نمو الناتج
المحلي اإلجمالي عافيته خالل عام ١٩٩٥/١٩٩٤ليصل إلى الذروة متجاوزا %٦في عام ١٩٩٨/١٩٩٧كما
يتضح من الشكل ) .(١ويمكن إرجاع ھذا النمو إلى زيادة استثمارات القطاع الخاص التي تركزت بصفة أساسية في
تراكم المخزون ،أكثر منه إلى الزيادة في تكوين رأس المال اإلجمالي الثابت وفي استثمارات القطاع العام في
مشروعات البنية التحتية الكبرى .إال أن االقتصاد المصري واجه منذ ذلك الوقت عدة صدمات خارجية ،حيث بدأ
معدل النمو االقتصادي في التراجع منذ عام ١٩٩٩/١٩٩٨نتيجة ألثر ثالث صدمات خارجية مجتمعة تتمثل في:
أزمات األسواق الناشئة في آسيا ،وحادثة األقصر ،باإلضافة إلى الھبوط الحاد في أسعار النفط خالل عام ١٩٩٨
فضال عن تراخي جھود اإلصالح االقتصادي الھيكلي ،وما تال ذلك من أزمة االقتصاد العالمي نتيجة ھجمات
الحادي عشر من سبتمبر في عام .٢٠٠١وازداد األمر سوءا نتيجة حرب العراق ،وما ترتب عليھا من ظروف
سياسية غير مستقرة في المنطقة وركود في المناخ العالمي .وانعكس ھذا التباطؤ بوضوح على المؤشرات القطاعية
العينية وعلى المسوح الخاصة باألعمال ).(ERF and FEMISE2 2004, pp.11-12
الشكل ) :(١معدالت النمو في الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي وفي الناتج الحقيقي للعامل )(%) *(٢٠٠٥/٢٠٠٤ – ١٩٩١/١٩٩٠
)(%
٨
معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي
٦
٤
٢
معدل نمو الناتج الحقيقي للعامل
٠
٢٠٠٥ ٢٠٠٠ ١٩٩٥ ١٩٩٠ ٢-
٤-
المصدر :وزارة الدولة للتنمية االقتصادية وقاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية ،WDIوحسابات الباحثتين.
* السنوات المشار إليھا في الشكل أعاله ھى السنوات المالية ،أى أن عام ٢٠٠٠يشير إلى العام المالي ٢٠٠٠/١٩٩٩الذي بدأ في األول من يوليو ١٩٩٩
وانتھى في الثالثين من يونيو ،٢٠٠٠وھكذا.
واستمر معدل النمو االقتصادي في التباطؤ خالل عام ،٢٠٠٢/٢٠٠١مقاربا لـ ،%٤.٣كما ظل النشاط
االقتصادي خالل عام ٢٠٠٣/٢٠٠٢مقيدا نتيجة نقص العملة األجنبية ،وعدم فعالية السياسة النقدية ،وارتفاع
أسعار الفائدة الحقيقية ،وركود المناخ اإلقليمي والعالمي .ثم تم تعويم الجنيه المصري في يناير عام ٢٠٠٣مما
أدى إلى خفض قيمته بأكثر من ،%٣٠بينما تراجع معدل النمو في الناتج المحلي اإلجمالي إلى نحو ،%٣أى
أدنى بكثير من قدرة االقتصاد المصري ومن المعدل الالزم لخفض معدل البطالة وتوفير فرص عمل للمنضمين
حديثا إلى سوق العمل ،كما ارتفع معدل التضخم بصورة سريعة .ورغم ذلك تجاوز معدل النمو %٤.٧خالل
عام ،٢٠٠٤/٢٠٠٣ثم وصل إلى نحو %٥خالل عام ،٢٠٠٥/٢٠٠٤ومن المتوقع أن يتجاوز %٦في نھاية
عام ٢٠٠٦/٢٠٠٥وبداية العام التالي .ويرجع استرداد االقتصاد القومي لعافيته إلى انتعاش قطاع السياحة،
وزيادة صادرات السلع والخدمات ،وحدوث زيادة متوسطة في مستوى اإلنفاق االستھالكي ،إلى جانب استمرار
التوسع المالي المرتبط بتفاقم عجز الموازنة العامة .كما أنه من المتوقع زيادة االستثمارات واستھالك القطاع
الخاص نتيجة خفض معدالت الضرائب على دخل األفراد والشركات ).(UNDP and INP 2005 pp.86-87
مصادر النمو في نصيب العامل من الناتج :كثافة رأس المال واإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج ٢-٢
تفترض حسابات النمو وفقا للفكر االقتصادي النيو الكالسيكي وجود مصدرين محتملين للنمو في الناتج المحلي
اإلجمالي أو الناتج الكلي .يتمثل أولھما في نمو المدخالت المادية المستخدمة في اإلنتاج ،بينما يتمثل المصدر
الثاني في البواقي غير المشاھدة بعد أخذ نمو المدخالت في االعتبار .ويمثل نمو البواقي )أو ما يطلق عليه متبق
سولو ( Solow residualالمكاسب في الناتج نتيجة تحسن الكفاءة التكنولوجية في استخدام المدخالت المادية،
ويعرف باإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج .وتشمل ھذه البواقي تأثير العوامل المؤثرة في دوافع العمال ،وإنتاجية
رأس المال ،ومستويات تعليم ،وصحة ومستوى معيشة أفراد المجتمع ،وكفاءة تخصيص الموارد ،والحصول
على وتطبيق التكنولوجيا الحديثة ،كما تشمل أخطاء القياس وأخطاء إحصائية غير معروفة في بيانات الناتج أو
المدخالت.
وقد تم تقدير نصيب رأس المال للناتج ،أو مرونة الناتج لرأس المال بـ ٣،٠.٥٠٩وذلك باستخدام دالة
إنتاج كوب ودوجالس Cobb-Douglasالمتجانسة خطيا مع تقدم فني محايد وفقا لھيكس Hicks-neutral
technical progressوعنصرين فقط من عناصر اإلنتاج—وھما العمل ورأس المال )أنظر الملحق )—((١
وبافتراض معدل إھالك قدره %٥سنويا ،أمكن قياس اإلسھام النسبي لرأس المال ،أو مرونة الناتج بالنسبة
لرأس المال ،وقد بلغ .٠.٥٠٩باستخدام ھذه التقديرات والنمو المشاھد في رأس المال والتشغيل ،أمكن تقدير
اإلسھامات النسبية لھذه العوامل المادية في نمو الناتج المحلي اإلجمالي .وبالتالي يمكن اشتقاق مساھمة اإلنتاجية
الكلية لعوامل اإلنتاج في نمو الناتج المحلي اإلجمالي كمتبقي من ھذه العالقة.
ويتضح من البيانات أن التشغيل قد حقق نموا بلغ %٢.٦٣في المتوسط سنويا خالل الفترة بأكملھا .كما
كان النمو في معدالت التشغيل سنويا خالل الفترة ٢٠٠٥/٢٠٠٤ – ١٩٩١/١٩٩٠مستقرا بدرجة ملحوظة ،مع
وجود استثناءات قليلة ،وبانحراف معياري ضئيل نسبيا يعادل ) %٠.٤٥انظر الجدول )م .((٤-ونتيجة استقرار
متوسط نمو التشغيل ،شوھد تغير مشترك بين كل من الناتج ونصيب العامل من الناتج على النحو المبين بالشكل
) ،(١وبين معدالت النمو في رأس المال وفي نسبة رأس المال-للعمل .ومن ثم ،فباستبعاد تقلبات نصيب العامل
من الناتج ،يتضح أن نمو رأس المال المادي كاف لتفسير سلوك تغيرات الناتج الحقيقي .كما أن استقرار معدالت
نمو التشغيل في ظل تنمية محدودة لرأس المال البشري وتواضع مھارات العمل—نتيجة عدم كفاءة نظام التعليم
الرسمي—يحد من دور مشاركة العمل في عملية النمو ) .(Kheir-El-Din and Moursi 2007وتقدم ھذه
المشاھدات سبيال بديال لتفسير مساھمات مختلف مصادر نمو الناتج المحلي اإلجمالي من خالل تقسيم نصيب
العامل من الناتج إلى مكونين :يتمثل أحدھما في نمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج ،بينما يتمثل اآلخر في أثر
٣ھذه النسبة أقل من نصيب رأس المال من الناتج المقدر في دراسة لخير الدين ومرسي عن الفترة من ١٩٦٠وحتى ،١٩٩٨والتي قدرته بـ
.٠.٦٠٦
تغير كثافة رأس المال على االقتصاد كما يتضح من التطورات في نسبة رأس المال للعمل ) kانظر الملحق
) .((١ويعكس الجدول ) (١ھذا التقسيم.
الجدول ) :(١مصادر النمو في نصيب العامل من الناتج )متوسط الزيادة السنوية (%
٠٥/٠٤-٠٠/٩٩ ٠٠/٩٩-٩٦/٩٥ ٩٦/٩٥-٩١/٩٠ ٠٥/٠٤-٩١/٩٠
١.٩٩٣ ٢.٣٤٩ ٠.٥٤٦ ١.٥٠٩ نمو نصيب العامل من الناتج
٠.٧٨٢ ٠.٠٨١ ١.٠٨٨ - ٠.١٥٣- من اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج
١.٢١٠ ٢.٢٦٧ ١.٦٦٣ ١.٦٦١ من زيادة نسبة k
بنود للتذكرة %
٢٠.٦٨٩ ٢٣.٨٢٠ ١٩.٨٢٤ ٢١.١٧٨ نسبة االستثمار /الناتج المحلي اإلجمالي
٢.٤١٠ ٤.٥٥٨ ٣.٢٦٥ ٣.٣٢٥ متوسط معدل النمو السنوي في رأس المال لكل
عامل
المصدر :تقديرات الباحثتين استنادا إلى قاعدة بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ،ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
يوضح الشكل ) (٢العالقة بين نصيب العامل من الناتج والنمو في رأس المال لكل عامل )كثافة رأس المال(.
ونظرا لعدم توافر معلومات كافية عن ھيكل وعمر وإنتاجية رصيد رأس المال سواء على المستوى الكلي أو
على المستوى القطاعي في مصر ،تستخدم التدفقات االستثمارية عادة لتفسير أثر تغيرات رأس المال على النمو
في الناتج ).(Kheir-El-Din and Moursi 2007
ومن المالمح البارزة لتغير كثافة رأس المال ھو استمرارھا في التراجع منذ عام ١٩٩١/١٩٩٠وحتى
منتصف التسعينات من القرن العشرين ،مما يعكس الھبوط الحاد في االستثمارات العامة الذي صاحب جھود
التثبيت االقتصادي ،في وقت لم تستطع فيه استثمارات القطاع الخاص تعويض ھذا الھبوط النخفاض المدخرات
المحلية .ثم ارتفعت نسبة كثافة رأس المال نتيجة االستثمارات الضخمة للقطاع العام في المشروعات الكبرى بدءا
من عام ،١٩٩٦/١٩٩٥وكذلك نتيجة زيادة استثمارات القطاع الخاص لسھولة الحصول على التمويل من خالل
االئتمان المصرفي .ولكن في نھاية التسعينيات من القرن الماضي ،وخاصة بحلول عام ،١٩٩٩/١٩٩٨تراجعت
نسبة رأس المال للعمل مرة أخرى في ظل ضغوط الركود التي تعرض لھا االقتصاد المصري ونتيجة الصدمات
الخارجية سالفة الذكر وعدم وجود إصالحات ھيكلية في الداخل .كما تقيدت كثافة رأس المال بانخفاض
استثمارات القطاع العام التي تقيدت بدورھا بزيادة عجز الموازنة العامة وتزايد الدين المحلي ،ثم انخفضت أكثر
نتيجة تقلص استثمارات القطاع الخاص بسبب تناقص المدخرات المحلية وتقييد االئتمان المصرفي ،وخاصة مع
اقتراب نھاية الفترة موضوع الدراسة ) .(Dobronogov and Iqbal 2005; and Abdel-Kader 2006وبحلول
عام ،٢٠٠٤/٢٠٠٣ارتفعت كثافة رأس المال بصورة متواضعة ،إال أن ھذه الزيادة لم تستمر خالل العام التالي
نتيجة الجھود المتكررة التي بذلتھا الحكومة لحل مشكلة البطالة من خالل توظيف عدة آالف من الخريجين الجدد
خالل السنوات األولى من األلفية الثالثة.
شكل ) :(٢معدالت النمو في نصيب العامل من الناتج وفي نسبة رأس المال للعمل )(%
)(%
معدل النمو في نسبة رأس المال للعمل ٨
٦
٤
٢
٠
٢٠٠٥ ٢٠٠٠ ١٩٩٥ ١٩٩٠
٢-
معدل النمو في نصيب العامل من الناتج
٤-
المصدر :تم حساب رصيد رأس المال من بيانات نھرو وداھرشوار Nehru and Dhareshwarوقاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية WDI؛ وتم حساب
نصيب العامل من الناتج من أرقام الناتج المحلي اإلجمالي ومعدالت التشغيل من قاعدة بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
وارتبطت ھذه التغيرات ،إلى حد بعيد ،بنمو نصيب العامل من الناتج .إال أنه كانت ھناك دائما فجوة في
الموارد المحلية في مصر ،وكان عادة ما يتم التغلب على ھذه الفجوة -أى الفرق بين المدخرات المحلية
واالستثمار بواسطة الموارد التمويلية الخارجية .وبالتالي ،يمكننا افتراض أن ارتفاع االستثمار من خالل زيادة
المدخرات المحلية واالئتمان المصرفي ومن خالل تشجيع تدفقات رأس المال األجنبي من شأنھا زيادة النمو
االقتصادي.
يوضح الشكل ) (٣أن اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج كانت متقلبة خالل الفترة ،٢٠٠٥/٢٠٠٤ – ١٩٩١/١٩٩٠
ولكنھا مالت إلى االرتفاع بصورة متواضعة في نھاية الفترة مما يشير إلى حدوث زيادة سنوية في مساھماتھا في
نصيب العامل من الناتج بنسبة %٠.٧٨٢بحلول الفترة الفرعية الثالثة ،كما ھو مبين في الجدول ).(١
كما سجل متوسط نصيب العامل من الناتج خالل الفترة ٢٠٠٥/٢٠٠٤-١٩٩١/١٩٩٠ارتفاعا بمعدل
متواضع بلغ %١.٥١سنويا .وكانت مساھمة نمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج في نصيب العامل من الناتج
سالبة ،في حين مالت الزيادة في كثافة رأس المال إلى تجاوز النمو في نصيب العامل من الناتج بنحو .%١٠
وبتقسيم الفترة موضوع الدراسة إلى ثالث فترات فرعية ،يتضح أن المساھمات النسبية في نصيب العامل
من الناتج تغيرت بدرجة ملحوظة ،كما ارتفعت المساھمة النسبية لنمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج في نمو
نصيب العامل من الناتج بحيث تجاوزت القيمة السالبة—مما أكد على الدور الرئيسي لكثافة رأس المال في
تفسير تغيرات نصيب العامل من الناتج—وأصبحت موجبة بنحو %٣.٤وتزايدت إلى ما يقترب من %٤٠وفقا
للجدول ).(١
٤
٢
٠
٢٠٠٥ ٢٠٠٠ ١٩٩٥ ١٩٩٠
٢-
٤-
٦-
المصدر :تقديرات الباحثتين استنادا إلى بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية وقاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية .WDI
وھكذا ،لعب نمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج خالل الفترة موضوع الدراسة دورا نسبيا متزايدا في
تفسير التغيرات المشاھدة في نمو نصيب العامل من الناتج ،غير أن أثر زيادة كثافة رأس المال ظل مھيمنا ،مما
يفسر التراجع المشاھد في معدل نمو نصيب العامل من الناتج نتيجة الھبوط الحاد في كثافة رأس المال الذي
ارتبط بانخفاض استثمارات القطاع العام واستثمارات القطاع الخاص المقيدة بانخفاض إمكانية النفاذ لالئتمان
المصرفي.
انخفضت خالل النصف الثاني من التسعينات من القرن العشرين معدالت الفقر في مصر وألول مرة منذ بداية
الثمانينات من ذات القرن .وقد انعكس ھذا االنخفاض على مختلف مقاييس الفقر—تراجع معدالت كل من وقع
وعمق وحدة الفقر—المقدرة على أساس خط الفقر لألسرة المحسوب كمجموع خطي الفقر الغذائي والفقر غير
الغذائي ،وفقا لتكلفة االحتياجات األساسية ) .(World Bank and Ministry of Planning 2002وارتبط ھذا
االنخفاض في مقاييس الفقر بعودة النمو في الناتج المحلي اإلجمالي خالل عام ١٩٩٥/١٩٩٤والذي استمر حتى
نھاية ذلك ال ِعقد .ثم تراخى األداء االقتصادي بدءا من عام ،٢٠٠٢/٢٠٠١كرد فعل على ھجمات الحادي عشر
من سبتمبر وحالة انعدام االستقرار التي شھدتھا المنطقة نتيجة ھذه الھجمات .وساھم تباطؤ االئتمان المحلي في
تعزيز ضغوط الركود .كما أن انخفاض قيمة الجنيه بعد تعويمه في يناير ٢٠٠٣أدى إلى رفع متوسط معدل
التضخم المحلي من %٢.٤في عام ٢٠٠٢/٢٠٠١إلى %٣.٢في عام ،٢٠٠٣/٢٠٠٢ثم إلى %٨.١في عام
٤.٢٠٠٤/٢٠٠٣ونظرا لطبيعة الفقر الضحلة في مصر ،ربما يكون كثيرون ممن تجاوزوا خط الفقر خالل
الفترة الفرعية ١٩٩٦/١٩٩٥-١٩٩١/١٩٩٠ثم الفترة الفرعية ،٢٠٠٠/١٩٩٩-١٩٩٦/١٩٩٥قد عادوا
وانزلقوا إليه مرة أخرى خالل الخمس سنوات التالية )الجدول ) .((٢وبلغت معدالت الفقر الكلية في مصر
%١٩.٥٦في عام ٢٠٠٥/٢٠٠٤وفقا لخط الفقر المطلق ،أى أنھا تجاوزت بقليل المستوى الذي كانت عليه في
عام ١٩٩٦/١٩٩٥بعد أن كانت قد تراجعت إلى %١٦.٧خالل عام .٢٠٠٠/١٩٩٩وھكذا نجد أن نحو
%١٩.٥٦من سكان مصر أو ما يقرب من ١٣.٦مليون نسمة ال يمكنھم الحصول على احتياجاتھم األساسية
من الطعام وغيره .ويقاس عمق الفقر بواسطة مؤشر فجوة الفقر الذي يقيس نسبة ھبوط الدخل تحت خط الفقر
لكافة السكان ،والذي بلغ .%٣.٩
المصدر :تقديرات الباحثتين استنادا إلى مسوح الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة.
* يقيس P0وقع الفقر ،ويقيس P1عمق الفقر ،ويقيس P2حدة الفقر ).(Foster, Greer and Thorbecke 1984
** بناء على خط الفقر للفرد ،بينما تم حساب مقاييس الفقر في المسوح الثالثة التالية بناء على خط الفقر لألسرة.
يتبين من الجدول ارتفاع مقاييس الفقر خالل عام ٢٠٠٥/٢٠٠٤عنھا في عامي ٢٠٠٠/١٩٩٩
و ١٩٩٦/١٩٩٥بغض النظر عن المقاييس المستخدمة ،وذلك رغم أن االختالف بين عامي ٢٠٠٥/٢٠٠٤
و ١٩٩٦/١٩٩٥قد ال يكون معنويا .وتشير مقاييس الفقر بناء على المسوح الثالثة األخيرة إلى وجود تراجع
معنوي في كافة مقاييس الفقر مقارنة بالسنة االبتدائية ،١٩٩١/١٩٩٠كما تم إجراء تحليل للھيمنة
) (Dominanceبغية تقييم صحة ھذه النتائج وفقا لخطوط الفقر المستخدمة .وقد تم رسم المنحنيات المناظرة
لمقاييس الفقر الثالثة بيانيا باستخدام قيم متعددة لخط الفقر )من %٤٠إلى %١٠٠من متوسط نصيب الفرد من
اإلنفاق خالل سنوات المسوح األربعة( .ويوضح الشكل ) (٤منحنيات وقع الفقر خالل السنوات التي شملھا مسح
الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة.
يتقاطع المنحنى الخاص بعام ١٩٩١/١٩٩٠مع المنحنيات الثالثة األخرى عند المستويات األدنى من
خطوط الفقر النسبية المحددة بنحو %٤٥و %٥٥من متوسط نصيب الفرد من اإلنفاق سنويا ،مما يشير إلى
تراجع وقع الفقر خالل الفترة من عام ١٩٩١/١٩٩٠وحتى عامي ١٩٩٦/١٩٩٥و ٢٠٠٥/٢٠٠٤عند خطوط
الفقر األدنى المحددة بنحو %٤٥من متوسط نصيب الفرد من اإلنفاق .ثم تراجع وقع الفقر بدرجة أكبر خالل
٤قِيس متوسط معدل التضخم المحلي بناء على التغيرات في الرقم القياسي ألسعار المستھلك ،في حين أنه يرتفع في حالة قياسه بالرقم القياسي
ألسعار الجملة من %٢.١في عام ٠٢/٢٠٠١إلى %١١.٦في عام ٠٣/٢٠٠٢ثم إلى %١٧.٨خالل عام CBE various ) ٠٤/٢٠٠٣
.(issues
الفترة من ١٩٩١/١٩٩٠إلى ٢٠٠٠/١٩٩٩عند أدنى نھاية لتوزيع اإلنفاق بالنسبة لألفراد الذين يعيشون بحوالي
%٥٥من متوسط نصيب الفرد من اإلنفاق .إال أن وقع الفقر كان في عام ١٩٩١/١٩٩٠أقل من المستوى الذي
كان عليه خالل سنوات المسوح الثالثة الالحقة بالنسبة لخطوط الفقر ،حيث تجاوز %٤٥من متوسط اإلنفاق
خالل عامي ١٩٩٦/١٩٩٥و ،٢٠٠٥/٢٠٠٤و %٥٥من متوسط اإلنفاق خالل عام .٢٠٠٠/١٩٩٩األمر الذي
يشير إلى أنه مع خطوط الفقر التي تتجاوز ھذه المستويات ،تدھورت رفاھة مجموعات اإلنفاق الفقيرة في ظل
ارتفاع خطوط الفقر مقارنة بسنة األساس .وكاد وقع الفقر خالل عام ١٩٩٦/١٩٩٥أن يتطابق مع وقع الفقر
خالل عام ٢٠٠٥/٢٠٠٤بالنسبة لكافة خطوط الفقر األدنى من %٨٠من نصيب الفرد من اإلنفاق ،لكنه تجاوزه
عند خطوط الفقر األعلى من %٨٠من نصيب الفرد من اإلنفاق .وأخيرا ،كان منحنى وقع الفقر وكذلك منحنيات
عمق وحدة الفقر )غير ظاھرة( خالل عام ٢٠٠٥/٢٠٠٤أعلى دائما من المنحنيات المناظرة خالل عام
،٢٠٠٠/١٩٩٩مما يشير إلى ارتفاع معدالت الفقر وفقا لكافة المقاييس خالل عام ٢٠٠٥/٢٠٠٤مقارنة بعام
.٢٠٠٠/١٩٩٩ويمكن تفسير ھذه المشاھدات من خالل تقسيم وقع الفقر إلى مكوني النمو وإعادة التوزيع.
الشكل ) :(٤منحنيات وقع الفقر خالل الفترة )(٢٠٠٥/٢٠٠٤-١٩٩١/١٩٩٠
٠.٨
وقع الفقر
٠.٦
٠.٤
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى مسح الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة.
يمكن تقييم التغيرات في نمط توزيع الدخل من خالل متابعة التغيرات في معامل جيني خالل الفترة بأكملھا،
وكذلك خالل الفترات الفرعية المتتابعة ،كما ھو مبين بالجدول ).(٣
الجدول ) :(٣معامل جيني استنادا إلى مختلف مسوح الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى مسح الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة.
وبرغم تحسن توزيع الدخل بصفة عامة خالل الفترة من ١٩٩١/١٩٩٠وحتى ،٢٠٠٥/٢٠٠٤حيث
انخفض معامل جيني من ٠.٤٥الى ،٠.٣٢إال أن ھذا التحسن لم يكن منتظما في المسوح المتتالية لألسرة .فقد
تحسن توزيع الدخل بصورة معنوية في أول مسحين من ٠.٤٥الى ٠.٣٥بسبب ارتفاع الدخل الزراعي بصورة
كبيرة نتيجة تنفيذ جھود التثبيت وتحرير االقتصاد .كما أدى تحرير أسعار التوريد اإلجباري للمحاصيل الزراعية
الرئيسية وتحرير سعر المدخالت الزراعية الرئيسية إلى حدوث زيادة صافية في الدخل الزراعي ،مما يفسر
التحسن المشاھد في توزيع الدخل .إال أن المسح الثالث أظھر تدھورا طفيفا في توزيع الدخل الى ٠.٣٦مصحوبا
بسوء توزيع اإلنفاق في المحافظات الحضرية وبوجه خاص في محافظات الصعيد ) World Bank and
.(Ministry of Planning 2002وبالتالي ارتفع معامل جيني المقدر ،ثم تراجع من ٠.٣٦الى ٠.٣٢بحلول
عام ،٢٠٠٥/٢٠٠٤مما يعكس تحسنا في توزيع اإلنفاق بين المسح األخير للدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة،
والمسح السابق له لعام .٢٠٠٠/١٩٩٩
وعادة ما يتضح عدم العدالة من خالل التغيرات التي تطرأ على مؤشرات توزيع الدخل )اإلنفاق( ،مثل
مؤشر جيني .إال أن ھذه التغيرات ليست بالضرورة مؤشرا على تغير وقع الفقر ،حيث إن األھم ھو التغير في
المقطع من منحنى لورنز الذي يقع يمين النقطة التي تشير إلى نسبة عدد السكان الفقراء .كما أن مؤشر توزيع
الدخل قد يخفق في رصد حدوث تغير ما في ھذا المقطع بدقة ،إذا كان ھناك تغير )تعويضي( في المقطع األيسر
من توزيع لورنز ،أى المقطع الخاص بشرائح الدخل األعلى .وبرغم أن التغيرات في التوزيع قد تستھدف تحقيق
العدالة ،إال أنه قد ال يحقق الفقراء كسبا مطلقا ،كما أن تحول التوزيع لصالح األغنياء يمكن أن يؤدي إلى تحقيق
مكاسب مطلقة للفقراء.
ويمكن تقسيم اآلثار المترتبة على التغيرات المشاھدة في مقاييس الفقر إلى أثرين :أولھما األثر الناتج عن
حدوث تغير متناسب في كافة الدخول بحيث يظل توزيع الدخول النسبية بدون تغيير؛ أى أثر النمو .واألثر الثاني
ھو األثر المترتب على التغير في توزيع الدخول النسبية ،وھذا التغير وفقا لتعريفه يكون مستقال عن المتوسط
وھو أثر التوزيع .وبالتالي يمكن أن يظھر تغير الفقر على أنه دالة في النمو ،وفي التوزيع وفي تغير توزيع
الدخل ).(Datt and Ravallion 1992
ظھرت مع مرور الوقت أنماط متعددة ومتباينة من حيث آثار كل من التوزيع والنمو على تغيرات
اإلنفاق ،وعلى االختالفات في نتائج الفقر خالل الفترة موضوع الدراسة بأكملھا وكذلك خالل الفترات الفرعية
المتتالية )الجدول .(٤فعلى المستوى القومي وخالل الفترة موضوع الدراسة بأكملھا ،أدى التحسن في التوزيع
إلى خفض وقع الفقر بنحو ،%١٠.٥بينما ارتبط أثر النمو بزيادة في وقع الفقر ،بنسبة %٥.٩األمر الذي أدى
إلى تراجع عام في وقع الفقر بنسبة ،%٤.٦كما شوھد نمط مشابه خالل الفترة الفرعية األولى .ورغم أن
التدھور في توزيع الدخل خالل الفترة الفرعية الثانية أضعف األثر اإليجابي للنمو على تخفيف وقع الفقر ،إال أن
معدالت الفقر سجلت انخفاضا بنسبة .%٢.٧ويفسر التحسن النسبي في معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي
والتدھور الطفيف في التوزيع ،وخاصة في غير صالح الصعيد ) World Bank and Ministry of
(Planning 2002ھذه التطورات خالل الفترة من ١٩٩٦/١٩٩٥وحتى .٢٠٠٠/١٩٩٩وأخيرا ،أدى أثر
تحسن التوزيع خالل الفترة الفرعية األخيرة ) ،(٢٠٠٥/٢٠٠٤-٢٠٠٠/١٩٩٩إلى خفض وقع الفقر بنسبة
.%١.٨غير أن األثر المعاكس لبطء النمو والذي أدى إلى ارتفاع وقع الفقر ) (%٤.٦فاق األثر الناتج عن
التحسن في توزيع اإلنفاق ) ،(%١.٨-مما أدى إلى زيادة شاملة في وقع الفقر بنسبة .%٢.٨
الجدول ) :(٤آثار النمو وإعادة التوزيع على التغيرات في وقع الفقر خالل الفترة (%) ٢٠٠٥/٢٠٠٤-١٩٩١/١٩٩٠
تدعم ھذه المشاھدات المرونات في مقاييس الفقر بالنسبة للتغيرات في متوسط اإلنفاق االستھالكي
ولمؤشر عدم المساواة المبينة في الملحق ).(٣
رغم أن معدل النمو االقتصادي يتم قياسه عادة وفقا لمعدل النمو في نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي أو
الناتج القومي اإلجمالي الحقيقي ،إال أن قياس تغيرات الدخل بالنسبة لمؤشرات الفقر يجب أن يتم بناء على التغير
في الدخل أو اإلنفاق الشخصي أو الدخل المتاح لإلنفاق ،والذي يتم تعريف حد الفقر وفقا له .كما أنه باإلضافة
إلى القطاع العائلي ،ھناك قطاعات أخرى لھا أنصبة في الناتج المحلي اإلجمالي أو الناتج القومي اإلجمالي مثل
قطاع األعمال والحكومة ،وأنصبة مختلف ھذه الجھات ال تظل بالضرورة ثابتة .لذلك ،من الطبيعي أن يختلف
معدل نمو الدخل )اإلنفاق( الشخصي /المتاح لإلنفاق عن معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي /الناتج القومي
اإلجمالي ،ويرجع ھذا االختالف إلى السياسات االقتصادية الكلية .وسوف يتم تناول ھذا الموضوع الحقا في
القسم .٤-٣
وكما أسلفنا ،فإن التحسن في توزيع الدخل ،كما يعكسه ھبوط معامل جيني ،قد ال يرتبط بالضرورة
بتراجع وقع الفقر.
وھناك منھج مباشر لتقييم أثر النمو االقتصادي على وقع الفقر يستند إلى األخذ في االعتبار معدالت نمو
نصيب الفرد الفقير من الدخل أو اإلنفاق .فمن الشائع مقارنة النمو في متوسط الدخل خالل التوزيع مرتبا وفقا
لمستويات الدخل ،أو ما يعرف أحيانا "بجدول ترتيب بين" ) .(Pen 1971ولتقييم مدى عدالة النمو ،يمكن حساب
معدل النمو في متوسط دخل الشرائح المئوية األشد فقرا باستخدام جدول ترتيب بين .ويوضح الجدول )م (٧-في
الملحق ) (٤النمو في نصيب الفرد من اإلنفاق وفقا للشرائح العشرية )العشيرات( خالل سنوات المسح .وباتباع
منھج رافاليون وشين ) ،Ravallion and Chen (2001يبين "منحنى وقع النمو" مدى اختالف النمو لشريحة
ما quantileعن غيرھا بعد ترتيبھا وفقا لمستويات الدخل /اإلنفاق.
يعرض الشكل ) (٥منحنى وقع النمو في مصر خالل الفترة ،٢٠٠٥/٢٠٠٤-١٩٩١/١٩٩٠والفترات
الفرعية الثالث المكونة لھا .وجدير بالذكر أن متوسط نصيب الفرد من اإلنفاق الحقيقي كان في تراجع مستمر
خالل كامل الفترة موضوع الدراسة ،وكذلك خالل الفترتين الفرعيتين األولى والثالثة ،ولم يرتفع إال خالل الفترة
الفرعية الثانية .٢٠٠٠/١٩٩٩-١٩٩٦/١٩٩٥كما ظل منحنى وقع النمو لكافة الشرائح في انخفاض خالل الفترة
بأكملھا ،مما يشير إلى تراجع عدم المساواة ،حيث إن الشرائح األعلى تتراجع بصورة أسرع من الشرائح األدنى.
وتقدر الزيادة السنوية في نصيب الفرد من اإلنفاق بأكثر من %١٠بالنسبة للشريحتين المئويتين األشد فقرا
وتتراجع بصورة منتظمة ،حتى تصل إلى صفر عند الشريحة المئوية الثالثين ،ثم تتحول إلى السالب لتصل إلى -
) %٢متوسط النمو في نصيب الفرد من اإلنفاق( بالقرب من منتصف العشير الثامن ،وتستمر بعدھا في التراجع.
األمر الذي يشير إلى أن توزيع اإلنفاق خالل كامل الفترة موضوع الدراسة قد تحسن بصورة ملحوظة ،مع
تراجع واضح في وقع الفقر .ويبين الجدول )م (٧-من الملحق ) (٤ھذه التطورات.
الشكل ) :(٥منحنيات وقع النمو في مصر خالل الفترة )(٢٠٠٥/٢٠٠٤-١٩٩١/١٩٩٠
١٤
١٢
١٠
٨
١٠٠ ٨٦ ٧٢ ٥٨ ٤٤ ٣٠ 16 ٢ ١٠٠ ٨٨ ٧٢ ٥٨ ٤٤ ٣٠ ١٦ ٢ ١٠-
٤-
٢٠-
فئات الدخل فئات الدخل
النمو ٢٠٠٥-٢٠٠٠ النمو فئات الدخل
النمو
متوسط النمو
متوسط النمو متوسط النمو
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى أربعة مسوح للدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة خالل الفترة من ١٩٩١/١٩٩٠وحتى .٢٠٠٥/٢٠٠٤
إال أن ھذا النمط لم يكن موحدا خالل الفترات الفرعية الثالث ،فالتحسن المشاھد في توزيع اإلنفاق حدث
خالل الفترة الفرعية األولى ) (١٩٩٦/١٩٩٥-١٩٩١/١٩٩٠عند تنفيذ جھود حثيثة لتحقيق االستقرار االقتصادي
مع تحرير األسعار ،وخاصة في قطاع الزراعة .وصاحب ذلك انخفاض ملحوظ في كافة مقاييس الفقر )الجدول
،(٢وھبوط حاد في وقع الفقر وھو ما يعكسه انخفاض منحنى وقع النمو على كافة الشرائح في الشكل الخاص
به .بينما شھدت الفترة الفرعية الثانية ) (٢٠٠٠/١٩٩٩-١٩٩٦/١٩٩٥انعكاسا لنمط توزيع اإلنفاق ،مع زيادة
طفيفة في مقاييس الفقر؛ حيث قدرت نسبة الزيادة السنوية في نصيب الفرد من اإلنفاق بأقل من %١للشرائح
المئوية األشد فقرا ،ثم ارتفعت ھذه النسبة بانتظام لتتجاوز متوسط معدالت النمو والذي يقدر بـ %٢عند
الشريحة المئوية التسعين ،وارتفعت بشدة للعشير األكثر غنى .ورغم ارتفاع معدالت الفقر بصورة طفيفة ،إال
أنھا ظلت أدنى من المستوى الذي كانت عليه في عام ،١٩٩١/١٩٩٠بينما تدھور توزيع اإلنفاق في نھاية الفترة
الفرعية الثانية ،حيث كان نصيب الفرد من الفقراء في اإلنفاق يزيد بمعدل أقل بكثير من نصيب الفرد من شرائح
اإلنفاق األكثر ارتفاعا.
وعكست الفترة الفرعية الثالثة نمطا مختلفا للنمو والتوزيع ،حيث تراجع متوسط نصيب الفرد من اإلنفاق
بنحو .%١.٤بينما تجاوزت نسبة التراجع %٢للشرائح المئوية األشد فقرا وظلت سالبة مع تجاوزھا متوسط
%١.٤بدءا من منتصف العشير الثاني وحتى منتصف العشير التاسع ،ثم ھبطت بحدة بالنسبة للشرائح المئوية
األعلى في الشريحة العشير العاشر ،مما يشير إلى تراجع حاد في نصيب الفرد من اإلنفاق بالنسبة للشرائح
المئوية األغنى .وھكذا ،تدھور متوسط نصيب الفرد من اإلنفاق بصفة عامة في نھاية الفترة الفرعية األخيرة،
وكانت الشرائح األكثر تأثرا بھذا التدھور ھى الشرائح األشد فقرا والشرائح األغنى في سلم التوزيع ،بينما كانت
شرائح اإلنفاق المتوسطة أقل تأثرا نسبيا بھذه التطورات .ويؤكد الجدول )-٢أ( بالملحق ) (٣ھذه التطورات .كما
يمكن الوصول إلى ذات النتائج من خالل تكامل منحنى وقع النمو ) ،(Ravallion and Chen 2001لتقدير
مؤشر االنحياز للفقراء.
٤-٣النمو في نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي مقابل نمو نصيب الفرد من اإلنفاق
كما أسلفنا ،فإن معدل النمو في الناتج المحلي اإلجمالي يختلف عادة عن معدل النمو في اإلنفاق الشخصي.
وينعكس ذلك على معدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي مقابل نمو نصيب الفرد من اإلنفاق.
ويوضح الجدول ) (٥االختالفات بين معدالت النمو السنوية خالل الفترات موضوع الدراسة ،حيث تراجع
نصيب الفرد من اإلنفاق الشخصي بنحو %٢.٠٨سنويا خالل الفترة بأكملھا .إال أن ھذا التراجع لم يكن منتظما،
فقد شھدت الفترتان الفرعيتان األولى والثالثة تراجعا يعادل %٥.٩٨و %١.٤٣في المتوسط على التوالي سنويا،
في حين زاد نصيب الفرد من اإلنفاق خالل الفترة الفرعية الثانية ) (٢٠٠٠/١٩٩٩ – ١٩٩٦/١٩٩٥بمعدل
%٢.١٨في المتوسط سنويا .إال أن نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي سجل نموا قدره %٢.٢٤
في المتوسط سنويا خالل الفترة بأكملھا ،مع وجود تقلبات خالل مختلف الفترات الفرعية .وأظھرت الفترة
الفرعية الثانية أدا َء أفضل نسبيا للنمو تجاوز %٣سنويا.
الجدول ) :(٥متوسط معدالت النمو السنوية في نصيب الفرد من اإلنفاق الحقيقي ومن الناتج المحلي اإلجمالي خالل الفترة
)(%) (٢٠٠٥/٢٠٠٤ –١٩٩١/١٩٩٠
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا لألرقام الواردة في مسوح الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة ،وبيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ،ومؤشرات التنمية
العالمية .WDI
ويرجع ھذا التباين بين معدالت النمو في نصيب الفرد من اإلنفاق ومعدالت النمو في نصيب الفرد من
الناتج المحلي اإلجمالي إلى سياسات االقتصاد الكلي ،والتي تؤثر على الحصة النسبية للقطاع العائلي مقارنة
بأصحاب األنصبة األخرى في الناتج المحلي اإلجمالي ،وخاصة قطاع األعمال والحكومة .ومن ھذه السياسات
الضرائب ،والتحويالت بين أصحاب مختلف األنصبة في الناتج المحلي اإلجمالي ،وسياسات األجور وممارسات
قطاع األعمال الخاصة باألرباح المحتجزة .إال أن التعرف على أسباب ھذا التباين يحتاج إلى مزيد من البحث.
• استمرار االقتصاد المصري في اعتماده على قطاع الخدمات .فبرغم التقلبات التي شھدتھا حصتا
قطاعي الخدمات اإلنتاجية والخدمات االجتماعية ٥من الناتج المحلي اإلجمالي ،إال أن نسبة مساھمتھما
معا تجاوزت %٥٠في المتوسط خالل الفترة موضوع الدراسة ،في حين تمثل نسبة مساھمة قطاعي
الصناعة والزراعة نحو %٣٣و %١٦من الناتج المحلي اإلجمالي في المتوسط )الجدول )م(١-
بالملحق الرابع(.
• كان معدل نمو القيمة المضافة لقطاع الزراعة منخفضا عن معدل نمو قطاعي الصناعة والخدمات،
حيث سجلت القيمة المضافة لقطاع الزراعة نموا سنويا بلغ %٢.٤٧في المتوسط ،وھو معدل متواضع
بالمقارنة بمعدل النمو المحقق في قطاع الصناعة وقدره ) %٥.٩ويضم قطاع الصناعة الصناعات
التحويلية ،والتعدين ،والبترول والمنتجات البترولية ،والكھرباء ،والبناء( .كما بلغت االنحرافات
المعيارية في القيمة المضافة للقطاعين نحو %٤.١٥و %٥.١٠على التوالي .ومن ناحية أخرى شھد
٥
تشمل الخدمات اإلنتاجية خدمات النقل واالتصاالت ،وقناة السويس ،والتجارة ،والتمويل ،والتأمين ،والمطاعم والفنادق ،بينما تضم الخدمات
االجتماعية العقارات ،والمرافق العامة ،والتأمينات االجتماعية ،والخدمات االجتماعية والحكومية والشخصية .وتسيطر ھذه األنشطة األخيرة على
القطاع الفرعي للخدمات االجتماعية ،وتدر ما بين %٨٥.٦و %٨٨من القيمة المضافة في ھذا القطاع الفرعي.
قطاعا الخدمات اإلنتاجية واالجتماعية أنماطا متباينة للنمو .فقد حقق قطاع الخدمات اإلنتاجية نموا
سنويا قدره %٤.١٣في المتوسط ،تراوح بين %٠.٤٥-و %٨.٢٣بانحراف معياري قدره ،%٢.٥٩
بينما سجل قطاع الخدمات االجتماعية معدل نمو أقل يعادل %٣.٣١سنويا في المتوسط ،في إطار
نطاق أكثر اتساعا يتراوح بين %٥.٥٣-و %٨.٢٣بانحراف معياري قدره ) %٤.٦١الجدول م(٢-
بالملحق ).(٤
• رغم تباين معدالت النمو ،إال أن التركيب القطاعي للناتج المحلي اإلجمالي ظل مستقرا بصورة
ملحوظة ،وذلك رغم أن نصيب قطاع الصناعة في الناتج المحلي اإلجمالي سجل نموا متواضعا لم يتعد
%٣٦.٠٧في عام ٢٠٠٥/٢٠٠٤في حين تدھور نصيب قطاع الزراعة بصورة طفيفة حيث وصل
إلى .%١٤.٩وينطبق ذات األمر على نصيب القطاعين الخدميين الفرعيين ،حيث ارتفع نصيب قطاع
الخدمات اإلنتاجية بصورة متواضعة إلى ،%٣٢.٢في حين تراجع نصيب قطاع الخدمات االجتماعية
إلى %١٦.٨وفقا للشكل ) (٦والجدول )م (١-بالملحق ).(٤
الشكل ) :(٦األنصبة القطاعية في الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي )(%) *(٢٠٠٥/٢٠٠٤ – ١٩٩١/١٩٩٠
%
إجمالي الخدمات ٦٠
٥٠
الصناعة ٤٠
٣٠
الخدمات االجتماعية الخدمات اإلنتاجية
٢٠
الزراعة ١٠
٠
٢٠٠٤ ٢٠٠٢ ٢٠٠٠ ١٩٩٨ ١٩٩٦ ١٩٩٤ ١٩٩٢ ١٩٩٠
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا لبيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية وقاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية .WDI
* قدر الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي باستخدام مكمش قاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية .WDIسنة األساس=.١٩٩٢/١٩٩١
يمكن أن تؤثر التغيرات في ھيكل التشغيل وفي نصيب العامل من الناتج القطاعي )كمؤشر إلنتاجية
العمل( على محددي تغير الفقر—وھما النمو والتوزيع .فمن شأن تحقيق نمو في التشغيل وفي نصيب العامل من
الناتج القطاعي تحسين معدل النمو االقتصادي .كما يمكن لھذه التغيرات أن تحسن توزيع الدخل من خالل دفع
الشريحة النسبية األدنى في توزيع لورنز للصعود .وال يمكن تحقيق ذلك إال من خالل زيادة معدالت التشغيل
وتحسين الرواتب وخاصة في الشرائح الدنيا لألجور في مختلف القطاعات ،وھو ما ستأتي مناقشته في األقسام
التالية.
٢-٤انتقال العمالة بين القطاعات
تتنبأ النظرية االقتصادية بأنه في دولة لديھا فائض في العمالة المشتغلة في قطاعات منخفضة اإلنتاجية )مثل
الزراعة والخدمات االجتماعية كما ھو الحال في مصر( ،يؤدي النمو السريع والتحول إلى التصنيع إلى انتقال
العمالة من قطاع الزراعة والقطاعات األخرى منخفضة اإلنتاجية إلى القطاع غير الزراعي حيث تزداد معدالت
التشغيل سريعا ) .(Lewis 1954وخالل ھذه العملية يزيد الناتج الكلي لكل عامل بسبب -١ :انتقال العمالة من
قطاعات أقل إنتاجية إلى قطاعات أعلى إنتاجية ،و -٢يزيد نصيب العامل من الناتج القطاعي نتيجة االبتكارات
التكنولوجية والمؤسسية.
من المتوقع أيضا أن ترتفع نسبة رأس المال للعمل على مستوى االقتصاد بأكمله في ظل انتقال العمالة
من القطاعات األقل كثافة في رأس المال إلى القطاعات األعلى كثافة في رأس المال ،وتحول ھذه القطاعات
ذاتھا إلى كثافة أكبر في رأس المال .فبانتقال العمالة خارج قطاع الزراعة ،يرتفع نصيب العامل من الناتج داخل
ھذا القطاع ،وتتراجع مع مرور الوقت الفجوة بين نصيب العامل من الناتج في الزراعة وبين نصيب العامل من
الناتج في القطاعات األخرى .لذلك ،وفي ظل النمو االقتصادي ،يتراجع نصيب القطاعات منخفضة اإلنتاجية في
التشغيل .إال أن ھذا النمط لم يشاھد إال بصورة ضعيفة في مصر كما يوضح الشكل ) ،(٧حيث تشھد أنصبة
التشغيل تراجعا طفيفا في قطاعى الزراعة والخدمات االجتماعية ،بينما توجد زيادة متواضعة في نصيبي
الصناعة والخدمات اإلنتاجية.
)(%
الخدمات االجتماعية ٤٠
٣٥
الزراعة ٣٠
الصناعة ٢٥
٢٠
١٥
الخدمات اإلنتاجية ١٠
٥
٠
٢٠٠٥ ٢٠٠٠ ١٩٩٥ ١٩٩٠
وفي ذات الوقت ،ظل نصيب العامل من الناتج في قطاعى الصناعة والخدمات اإلنتاجية مرتفعا مع
زيادته بصورة متواضعة ،بينما ظل نصيب العامل من الناتج في قطاعي الزراعة والخدمات االجتماعية منخفضا
مع توجھه نحو الصعود بصورة طفيفة ،كما ھو مبين في الشكل ) .(٨وبالتالي ظلت نسبة نصيب العامل من
الناتج في قطاعى الصناعة والخدمات اإلنتاجية مقابل قطاعى الزراعة والخدمات االجتماعية ،أو ما يعرف
بالفجوة في نصيب العامل من الناتج ،مرتفعة باستمرار رغم اتجاھھا نحو التراجع خالل الفترة موضوع
الدراسة ،كما يوضح الجدوالن )م (٥-و)م (٦-في الملحق ).(٤
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا لبيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
*تقاس الفجوة كنسبة مئوية لنصيب العامل من الناتج في قطاعي "الصناعة والخدمات اإلنتاجية" إلى نصيب العامل من الناتج في قطاعي "الزراعة والخدمات
االجتماعية".
لدعم ھذه النتائج بصورة أكبر ،يتم تقسيم النمو الكلي في نصيب العامل من الناتج إلى مجموعتين من المكونات
تتمثل في انتقاالت العمالة بين القطاعات ،والنمو في نصيب العامل من الناتج داخل القطاعات ) Kuijs and
;Wang 2005والملحق ).((٢
ويبين الجدول ) (٦نتائج ھذا التقسيم ،وھى تشير إلى أنه خالل الفترة موضوع الدراسة بأكملھا ،كان
معدل نمو نصيب العامل من الناتج متواضعا بحيث لم يتجاوز %١.٥٣٥سنويا ،غير أنه اتجه نحو الصعود
خالل الفترة ٢٠٠٠/١٩٩٩ – ١٩٩٦/١٩٩٥فوصل إلى %٢.٣٨سنويا بعد أن كان %٠.٥٦٦خالل الخمس
سنوات األولى من جھود التثبيت االقتصادي .ثم تراجع معدل النمو إلى %٢.٠١٩في المتوسط سنويا خالل
الخمس سنوات األخيرة التي سيطرت عليھا ضغوط الركود ،حيث لم يتم التغلب على ھذه الضغوط إال في عام
.٢٠٠٥/٢٠٠٤
١.٤٣٤ ١.٥٣٢ ٠.٠٩٢ ٠.٩٢٣ -٢من الزيادة في نصيب العامل من الناتج القطاعي
٠.١١٧ ٠.٥١٨ ٠.٠٧٣ ٠.٢٠٧ الزراعة
٠.٧٦٣ ٠.٣٤٣ ٠.١٨٦ ٠.٤٢٠ الصناعة
٠.٣٠٧ ٠.٢٥١ ٠.٠٠٥ ٠.١٧١ الخدمات اإلنتاجية
٠.٢٤٦ ٠.٤٢٠ ٠.١٧٣- ٠.١٢٥ الخدمات االجتماعية
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا لبيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
برغم استفادة الصناعة من انخفاض أسعار الطاقة والكھرباء والمرافق )بما في ذلك المياه( وعدم
الخضوع بصرامة للوائح البيئة ،حيث يعمل رخص أسعار الكھرباء لقطاع الصناعة نتيجة دعم الغاز الطبيعي
والمنتجات النفطية الالزمة لتوليد الكھرباء على تشجيع الصناعات كثيفة االستخدام للطاقة والكھرباء ،إال أن ذلك
لم يكن له نتائج ملموسة في تشجيع النمو الصناعي.
ولم يتم حفز التطور في قطاع الخدمات اإلنتاجية بصورة معنوية ،حيث ظل ھذا القطاع يعاني من قيود
تعوق أداءه .كما أن ھناك نسبة ضخمة من التشغيل مازالت حبيسة فخ القطاع الحكومي منخفض اإلنتاجية ،في
ظل جھود غير معنوية للقضاء على البيروقراطية ،فالقطاع الحكومي يقوم بتشغيل نحو %٧٢من العمالة في
الخدمات االجتماعية ،ويستوعب %٢٤.٥من إجمالي التشغيل .كذلك استمر قطاع الزراعة ذو النصيب
المنخفض للعامل من الناتج في تشغيل ما يزيد عن %٢٧.٥من العمالة في عام .٢٠٠٥/٢٠٠٤ويقوم ھذان
القطاعان منخفضا نصيب العامل من الناتج معا بتشغيل أكثر من نصف عدد العاملين في مصر .ومن ھنا تأتي
ضرورة تركيز الجھود المبذولة لتعزيز نصيب العامل من الناتج في ھذين القطاعين )قطاعي الحكومة
والزراعة( حيث ترتفع كثافة العمالة ،كأحد متطلبات تنفيذ إستراتيجية لحفز النمو ولتخفيف حدة الفقر.
تعتمد الغالبية العظمى من الفقراء من أجل البقاء على العمل وھو األصل اإلنتاجي الوحيد الذي تمتلكه .أما مدى
استطاعة الفقراء استخدام ھذا األصل للھروب من الفقر فيعتمد بصورة كبيرة على مدى نجاحھم في العثور على
فرصة عمل والقدر الذي يستطيعون اكتسابه من العمل.
حدد خان ) (Khan 2005خمس قنوات يستطيع التشغيل من خاللھا خفض معدالت الفقر -١ :زيادة
التشغيل بأجر -٢ ،زيادة األجر الحقيقي -٣ ،زيادة التشغيل الذاتي -٤ ،زيادة اإلنتاجية في حاالت التشغيل الذاتي،
و -٥زيادة شروط تبادل ناتج التشغيل الذاتي ٦.فإذا ما جاءت نتائج ھذه القنوات مواتية للفقراء تتراجع معدالت
الفقر.
وعلى المستوى القومي ،ووفقا لمسح الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة عن عام ،٢٠٠٥/٢٠٠٤يشتغل
عدد كبير من الفقراء بالزراعة ،كما ھو مبين في الجدول ) ،(٧حيث يعمل نحو %٤٣.٩من أرباب األسر
الفقيرة في األنشطة الزراعية ،مقارنة بـ %٢٨.٩من إجمالي عدد السكان ،في حين أن نسبة أرباب األسر الفقيرة
المشتغلون في قطاعات الصناعة والخدمات اإلنتاجية واالجتماعية أقل )أى ترتفع ھذه النسبة بين غير الفقراء(
من نسبتھم في عدد السكان بصفة عامة .وقد شوھد ذات النمط خالل جميع سنوات المسح ،مما يعكس استمرار
الفقر في قطاع الزراعة .وتتفق ھذه المشاھدة مع انخفاض نصيب العامل من الناتج في األنشطة الزراعية.
وباإلضافة إلى ذلك ،يتضح من التقسيم اإلقليمي ،بين الريف والحضر ،ارتفاع نسبة الفقراء الذين يعملون
في األنشطة الزراعية في كل من المناطق الريفية والحضرية خالل جميع سنوات المسح باستثناء المناطق
الحضرية عام .١٩٩٦/١٩٩٥كما ارتفعت نسبة الفقراء المشتغلين في األنشطة الصناعية خالل ذات العام وفي
قطاع الخدمات اإلنتاجية خالل عام ١٩٩١/١٩٩٠في المناطق الحضرية ،األمر الذي يعكس سوء الظروف التي
يتعرض لھا المشتغلون في نشاط التشييد والبناء ،والعاملون بأجور متدنية في الصناعة التحويلية وقطاع الخدمات
اإلنتاجية .ومما يثير الدھشة ،أن العاملين في قطاع الخدمات االجتماعية )الذين يشتغلون بصفة رئيسية في
الحكومة( يمثلون %٢١.١من الفقراء و %٢٥.٥من إجمالي نسبة المشتغلين ككل خالل عام .٢٠٠٥/٢٠٠٤
كما تعد نسبة ھؤالء بالنسبة للفقراء أقل من نسبتھم في إجمالي المشتغلين في الريف والحضر على السواء،
وخالل جميع السنوات التي شملھا المسح ،مما يشير إلى أنه على الرغم من أن نصيب العامل من الناتج في قطاع
٦توجد مناقشة إطار العمل التحليلي بصورة أكثر تفصيال في .Khan 2001
الخدمات االجتماعية وبصفة خاصة العاملين في القطاع الحكومي ،ھو األدنى بالنسبة لباقي القطاعات—كما ھو
موضح في الشكل )—(٨إال أن الرواتب الحكومية المتواضعة مع توفيرھا األمان وانتظامھا وإتاحة الفرصة
لالشتغال بأعمال أخرى تؤمن مستويات لإلنفاق تقلل من وقع الفقر بين ھؤالء )انظر الملحق ) ،(٤الجدول )م-
.((٨
الجدول ) :(٧نسبة الفقراء وغير الفقراء وفقا لألنشطة االقتصادية ألرباب األسر في جميع أنحاء مصر )-١٩٩١/١٩٩٠
% (٢٠٠٥/٢٠٠٤
جميع أنحاء مصر
الجملة فقراء غير فقراء الجملة فقراء غير فقراء
١٩٩٦/١٩٩٥ ١٩٩١/١٩٩٠
٢٠٠٥/٢٠٠٤ ٢٠٠٠/١٩٩٩
٢٨.٩٣ ٤٣.٨٨ ٢٥.١٥ ٣٠.٩٣ ٤٥.٨٣ ٢٧.٧٧ الزراعة
٢١.٨٠ ١٨.٣٨ ٢٢.٦٦ ٢٠.٩٤ ١٦.٤٩ ٢١.٨٨ الصناعة
٢٣.٧٤ ١٦.٦٦ ٢٥.٥٢ ٢٢.٢١ ١٦.٣٦ ٢٣.٤٥ الخدمات اإلنتاجية
٢٥.٥٤ ٢١.٠٨ ٢٦.٦٦ ٢٥.٩٢ ٢١.٣٣ ٢٦.٩٠ الخدمات
االجتماعية
١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ اإلجمالي
ويتبين من تحليل بيانات مسح الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة أن قطاع الزراعة ھو المصدر الوحيد
واألھم للتشغيل في المناطق الريفية بالنسبة للفئات األشد فقرا والذين ال يمتلكون أرضا زراعية والنساء .يعمل
األشد فقرا في أغلب األحيان في قطاع الزراعة كأجراء .وبينما تتراجع بانتظام نسبة األجراء في جميع فئات
الدخل ،ترتفع نسبة التشغيل الذاتي في المزارع .أما غير الفقراء في المناطق الريفية فقد يتجھون للعمل في
أنشطة غير مرتبطة بالزراعة أكثر من الفقراء .كما ترتفع بانتظام نسبة إجمالي الدخل المتولد من مصادر غير
مرتبطة بالزراعة مع ارتفاع مستويات المعيشة في مجموعات الدخل ،خالفا للدخل الزراعي الذي يتجه في
االتجاه المعاكس .ويوفر التشغيل في القطاعات غير الزراعية درجة أعلى من األمان .ويتضح من بيانات مسح
الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة أن األسر التي تعيش على الدخل الزراعي فقط )أو الدخل الزراعي
والتحويالت( ھى األشد فقرا واألكثر تأثرا بتقلبات الدخل الزراعي .كما تشير ھذه البيانات إلى أن التشغيل الذاتي
في القطاعات غير الزراعية والتشغيل غير الرسمي في المشروعات متناھية الصغر يعكسان وقعا مرتفعا للفقر.
وتلقي ھذه المشاھدات الضوء على ضرورة دعم التنمية الزراعية وتعزيز نصيب العامل من الناتج الزراعي
وتشجيع التشغيل الذاتي في القطاعات غير الزراعية والتشغيل غير الرسمي للفقراء في المشروعات متناھية
الصغر لضمان احتواء الفقراء في عملية النمو.
وأخيرا ،ھل توجد سياسات واستراتيجيات محددة تؤدي آنيا إلى ارتفاع واستدامة نمو الناتج المحلي اإلجمالي،
وتحقيق مزيد من العدالة في توزيع الدخل وخفض سريع في معدالت الفقر؛ أى سياسات تضمن احتواء الفقراء
وتعزيز النمو االقتصادي .بالنظر إلى تجارب الدول التي نجحت بصورة معنوية في خفض معدالت الفقر مع
تحقيق نمو اقتصادي مرتفع ومستدام ،تتبين لنا أھمية التعامل مع عدد من الخيارات في السياسة االقتصادية
وأھمھا ما يلي:
باإلضافة إلى ضرورة تحقيق النمو االقتصادي لتخفيف حدة الفقر ،فإن توجه عملية النمو من األمور الھامة
أيضا ،لذلك البد من تحديد القطاعات التي يجب أن تكون لھا األولوية في إستراتيجية نمو احتوائية ،أى في إطار
إستراتيجية نمو تستھدف خفض معدالت الفقر.
وقد قدمت نماذج االقتصاد المزدوج للويس وفاى ورانيس (Lewis (1954) and Fei and Ranis
)) (1965محاولة لفھم الدور الذي تلعبه الروابط بين القطاعات والتي اُعتبرت ضرورية عند صياغة إستراتيجية
التنمية .وتركز ھذه اإلستراتيجية منذ الستينيات من القرن العشرين على التوسع في األنشطة الصناعية ،حيث
قامت غالبية الدول النامية بإقامة حواجز أمام التجارة الدولية لحماية الصناعات التحويلية المحلية .ونجحت بعض
الدول ،غالبيتھا في قارة آسيا ،في إقامة صناعة تنافسية .غير أن ھذه اإلستراتيجية لم تؤد إلى إقامة صناعة
تنافسية في مصر ،بل تبين أنھا دمرت اإلنتاج الزراعي التقليدي ،الذي كان يخضع لضرائب ثقيلة العبء لضمان
توفير مدخالت رخيصة الثمن للصناعة التحويلية وأغذية منخفضة التكلفة للقوة العاملة في الصناعة وفي المناطق
الحضرية .األمر الذي لم يؤثر فقط على إيرادات الصادرات ،بل وأيضا على التشغيل والفقر في المناطق
الحضرية والريفية على السواء .ونتيجة تدھور الدخل الزراعي ،انتقل األفراد إلى المدينة باحثين عن فرص
عمل ،وانتھت الغالبية العظمى منھم في االشتغال بالقطاع غير الرسمي أو الدخول في بطالة مفتوحة ،وبالتالي
ارتفعت معدالت الفقر في المناطق الريفية والحضرية على السواء.
وقد أصبح واضحا اآلن ضرورة دعم القطاع الزراعي لزيادة إنتاجيته وخفض معدالت الفقر في الريف.
فإن إصالح البيئة الريفية وزيادة المكاسب الصافية ھى من األمور الضرورية لزيادة معدل النمو بصورة
مستدامة في قطاع الزراعة ).(Christiansen, Demery and Kühl 2006
أظھرت النتائج في الھند أن النمو الزراعي أكثر أھمية من النمو الصناعي لخفض معدالت الفقر
) ،(Ravallion and Datt 1996وحتى إذا كان النمو الصناعي أكثر أھمية لتحقيق النمو االقتصادي الكلي،
فالنمو الزراعي ضروري لرفع معدالت التشغيل وخفض معدالت الفقر.
كما تبين أن انتقال العمالة من أنشطة القطاع غير الرسمي إلى أنشطة القطاع الحديث )الرسمي( وتحسين
ظروف االستثمار والعمل في المشروعات الصغيرة ومتناھية الصغر في المناطق الحضرية والريفية على
السواء ھى من العوامل الھامة في تفسير التغيرات التي تطرأ على معدالت الفقر.
تعد التعديالت في سياسات الضرائب واإلنفاق العام من األمور الھامة الالزمة للخفض السريع لمعدالت الفقر
ولدعم اآلليات الالزمة لتعزيز النمو وتخفيف حدة الفقر على المدى األبعد.
كما أن كفاءة وھيكل النفقات العامة والضرائب ھما من المحددات الحيوية للنمو وتخفيف حدة الفقر.
وتنقسم اآلثار المترتبة على إعادة تخصيص اإلنفاق العام وتغيير الھيكل الضريبي إلى ثالثة أنواع -١ :يتغير
توزيع الدخل ومعدالت الفقر في حالة تغير األسعار النسبية ودخل عوامل اإلنتاج؛ -٢يؤثر تكوين اإلنفاق
الحكومي على إنتاجية القطاعات وبالتالي على الطلب على العمالة وعلى دخل األسر -٣ :التغير في الخدمات
العامة المقدمة مثل التعليم والرعاية الصحية يؤثر على فرصة األسر في تكوين رأس مال بشري ) Bigsten and
.(Levin 2001
وتدفع الضغوط المتزايدة الناتجة عن عجز الموازنة العامة في مصر الحكومة إلى تخفيض اإلنفاق
الرأسمالي بدال من اإلنفاق الجاري ،ال سيما األجور الحكومية والدعم ،والذي ينحاز بوضوح نحو التشغيل
الحكومي واألسر متوسطة الدخل في المناطق الحضرية .ورغم حماية األسر في الحضر من فقدان الدخل على
المدى القصير والمتوسط ،إال أن لذلك أثرا سلبيا طويل المدى على الفقراء في المناطق الريفية بسبب تراجع
االستثمارات الحكومية في الزراعة والبنية التحتية الريفية ،مما يؤدي إلى تراجع اإلنتاج الزراعي على المدى
الطويل؛ إضافة إلى أن ذلك من شأنه الحد من قدرة الحكومة على توفير الدعم المالي والفني والتدريب الالزم
للمشروعات الصغيرة ومتناھية الصغر ،وبالتالي حرمان ھذه المشروعات من أحد مصادر الدعم الھامة.
لذلك ينبغي على أي إستراتيجية نمو مالئمة أن تركز على المالمح الخاصة للفقر في مصر والذي يتركز
في المشروعات متناھية الصغر والصغيرة وفي القطاع الزراعي .ولھذا السبب يعد ضمان إتاحة المدخالت
الحيوية الالزمة للمنشآت الصغيرة ومتناھية الصغر من األولويات ،كما يعد تخفيف العقبات التنظيمية أمام بدء
وتشغيل وتصفية األعمال الصغيرة من األمور األساسية ،وكذلك زيادة االستثمارات التي تھدف إلى تخفيف حدة
الفقر في المناطق الريفية وتعزيز التنمية الزراعية .من األمور الضرورية أيضا دعم الحكومات المحلية في
تخطيط وتنفيذ المشروعات المحلية ذات األولوية وضمان توافر المرونة الالزمة لمشاركة المنظمات غير
الحكومية ،ومنظمات المجتمع المدني ،ومساھمة القطاع الخاص في ھذه االستثمارات ) World Bank and
.(Ministry of Planning 2004
ورغم أن إعادة تخصيص النفقات الحكومية قد يحسن خدمات الصحة والتعليم المقدمة ،إال أن ذلك قد ال
يعود بالضرورة بالنفع على الفقراء؛ حيث إن اإلنفاق على ھذه الخدمات االجتماعية ال يستھدف بكفاءة األسر
األشد فقرا .وبالتالي فإن إعادة تخصيص النفقات الحكومية غير كاف ،بل يجب أن تستند السياسات إلى فھم
العوامل التي تحكم قرارات األسر بشأن الرعاية الصحية وااللتحاق بالمدارس وتوفير سبل ضمان تحقيق أفضل
النتائج من الخدمات االجتماعية المدعمة الموجھة للفقراء.
كذلك ،يقيد انخفاض مستويات اإليرادات العامة تقديم الخدمات العامة في مصر وفي دول أخرى عديدة.
وھذه المعضلة يمكن حلھا مبدئيا من خالل رفع الضرائب .غير أن زيادة الضرائب يمكن أن تعوق االستثمارات
الخاصة وأن تؤثر سلبا على النمو االقتصادي وعلى تحصيل اإليرادات الضريبية في المستقبل .وبالتالي يعد
مساندة تعبئة المشاركة التطوعية للمجتمع المدني وللقطاع الخاص في تقديم ھذه الخدمات بدون استھداف الربح
من الوسائل المطلوب تشجيعھا ،ويمكن تحقيق ذلك من خالل خطط تحفيزية متنوعة.
ويجب أن تتضمن أي إستراتيجية لتحقيق النمو العادل إجراءات تستھدف الفقراء مباشرة .فالدعم العام
ومشو ِ◌ ِ◌ ِ◌ه لھيكل
ِ السائد حاليا في مصر والذي تم تصميمه ليعود بالنفع على الشعب بأكمله ،ثبت أنه غير كفء
األسعار وغير مستدام ماليا ،وبالتالي يعوق تحقيق النمو على المدى البعيد .لذلك يعد توجيه ھذا الدعم الستھداف
الفقراء من األمور الضرورية .وأحد المناھج التي يمكن اتباعھا في ھذا الشأن ھو منھج االستھداف الذاتي والذي
يتم تصميمه بحيث يستفيد منه أفراد المجموعة المستھدفة فقط .وھناك منھج آخر ھو استھداف الخصائص أو
المؤشرات ،والذي يعتمد على تقديم الخدمة أو التحويل استنادا إلى خصائص يسھل مشاھدتھا مثل النوع ،والعمر،
وحجم حيازة األرض ،و/أو منطقة اإلقامة.
وخالصة القول ،يجب على الحكومة مراعاة أمرين ھامين -١ :إن تحسين الخدمات العامة المقدمة
لتعزيز النمو وخفض معدالت الفقر أمر حيوي؛ -٢البد من إعادة تصميم السياسات الضريبية لتلبية الطلب
ت لمساھمة كل من القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني
المتزايد على الخدمات العامة ،مع توفير مناخ موا ِ
وتنميتھا.
يعد تراكم رأس المال البشري من العوامل الھامة المسئولة عن اختالفات معدالت النمو والتوزيع بين الدول.
وھناك نطاق واسع من األدبيات التي تناولت آثار التوسع في التعليم على النمو ،غير أن المعلوم عن وقع ھذه
اآلثار على توزيع الدخل ضئيل نسبيا .ويجب أن تالئم الزيادة في الحجم المعروض من العاملين المتعلمين الزيادة
في الطلب على العمالة ،والتي تعتمد بدورھا على النمو االقتصادي .وكما أوضحنا سابقا ،يتبين من التجربة
المصرية تواضع مساھمة تراكم رأس المال البشري في النمو.
وھناك أربع أولويات في مجال إصالح التعليم تعود بالنفع بصفة خاصة على الفقراء ومن شأنھا زيادة
احتماالت حصولھم على مكاسب مستقبلية ،وتشمل -١ :مكافحة األمية ،و -٢تعزيز نفاذ الفقراء للتعليم وخفض
تكلفته بالنسبة لھم ،و -٣تحسين نوعية ومالءمة التعليم األساسي والثانوي العام والفني .و -٤تعزيز نفاذ الفقراء
للتعليم العالي ).(World Bank and Ministry of Planning 2004
وفقا لتقرير التنمية العالمية ) ،(World Bank 2000يتجاوز مفھوم الفقر انخفاض مستويات الدخل واإلنفاق
االستھالكي ،والتعليم والصحة ليضم زيادة المخاطر والعرضة للصدمات باإلضافة إلى انعدام الصوت والقوة.
وبالتالي يصبح التأكيد على التمكين واألمن من المكونات الھامة في إستراتيجية تخفيف حدة الفقر .و ُيستخدم
مفھوم رأس المال االجتماعي لوصف قدرة األفراد على الحصول على مزايا نتيجة االنضمام لعضوية الشبكات
والھياكل االجتماعية األخرى .ويعد ذلك من األمور الھامة خاصة في مجاالت التمويل متناھي الصغر والنفاذ
لتسھيالت استخدام المدخرات.
إن تخفيف حدة الفقر بصورة سريعة ومستدامة يعتمد على التفاعل بين مجموعة عريضة من
اإلجراءات والسياسات .ولن تكون التنمية المالية أداة لإلدارة االقتصادية وتخفيف حدة الفقر طالما أن المؤسسات
التمويلية التقليدية تتردد في التوسع في أنشطتھا كى تتجاوز المقترضين التقليديين .كما يمكن أن تلعب مؤسسات
التمويل متناھي الصغر دورا ھاما في سد ھذه الفجوة ،بل والمساعدة في تقليل أوجه القصور داخل سوق
االئتمان ،وتحسين سبل نفاذ األسر الفقيرة لالئتمان في المناطق الحضرية والريفية .غير أن كثيرا من البرامج
التي نجحت في الوصول إلى الفقراء ال تتمتع باالستدامة المالية و /أو تعتمد على المبادرات الفردية التي يجب
دعمھا وتطويرھا وإدراجھا تحت إطار مؤسسي موات.
يتبين من تحليل محددات النمو االقتصادي ،مقاسا بالنمو في نصيب العامل من الناتج ،أن النمو يعتمد على كثافة
رأس المال وعلى النمو في اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج ،حيث تبين أن تراكم رأس المال ،كما تعكسه نسبة
االستثمار العيني إلى الناتج المحلي اإلجمالي ،وزيادة معامل رأس المال للناتج ومتوسط معدل النمو السنوي في
رأس المال للعامل ،ترتبط ارتباطا شديدا بالنمو .ولم يظھر تراكم رأس المال البشري نتيجة التعليم أي مساھمة
معنوية في تحقيق النمو .فخالل الفترة موضوع الدراسة بأكملھا ) ،(٢٠٠٥/٢٠٠٤-١٩٩١/١٩٩٠فسر النمو في
كثافة رأس المال أمورا أكثر من النمو المشاھد في نصيب العامل من الناتج ) ،(%١١٠.٠٧مما يعكس عدم
كفاءة استغالل االستثمار وتراجعا في اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج خالل الفترة بأكملھا .األمر الذي يشير
بدوره إلى تراجع كفاءة تخصيص الموارد وحيازة وتطبيق التقنيات الحديثة ،كما يشير إلى اعتماد النمو في
نصيب العامل من الناتج بصورة رئيسية على زيادة كثافة رأس المال .غير أنه بمتابعة مساھمات كل من كثافة
رأس المال والنمو في اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج يتبين أن دور النمو في اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج
خالل الفترات الفرعية الثالث موضوع الدراسة قد زاد بينما تراجع دور كثافة رأس المال حتى وصال إلى
%٣٩و %٦١على التوالي من النمو في الناتج للعامل خالل الفترة الفرعية األخيرة.
ويتبين من نتائج ھذه الدراسة أن نسبة الفقراء قد تراجعت خالل الفترة بأكملھا ،ولكن التراجع األكثر حدة
كان خالل الفترة الفرعية األولى ،حيث بدأ تنفيذ برنامج التثبيت االقتصادي والتحرير .كما تراجعت معدالت
الفقر أكثر خالل الفترة الفرعية الثانية نتيجة ارتفاع معدالت النمو في الناتج المحلي اإلجمالي ونصيب العامل من
الناتج المحقق .إال أن وقع الفقر اتجه إلى االرتفاع مرة أخرى نحو المستوى الذي كان عليه خالل الفترة الفرعية
األولى نتيجة ضغوط الركود التي تعرض لھا االقتصاد المصري بسبب عوامل خارجية وداخلية ،منھا بصفة
رئيسية تراخي اإلصالحات الھيكلية ،وتأخر االستجابة للصدمات الخارجية .كما أن اإلصالحات الھيكلية التي تم
تنفيذھا في السنة األخيرة من الفترة موضوع الدراسة ) (٢٠٠٥/٢٠٠٤والتحسن الناتج عنھا في أداء النمو لم تؤد
بعد إلى تراجع معنوي في وقع الفقر .وظل الفقر ضحال خالل الفترة بأكملھا مما يشير إلى أن أي زيادة أو تراجع
في نمو الناتج قد يصاحبھا تراجع أو زيادة في وقع الفقر بالنسبة لألفراد القريبين من خط الفقر.
ظل نمط النمو القطاعي خالل الفترة كلھا مستقرا بصورة ملحوظة ،مع وجود انتقاالت ھامشية للعمالة
من القطاعات التي ينخفض فيھا نصيب العامل من الناتج )مثل قطاعي الزراعة والخدمات االجتماعية( إلى
قطاعات يرتفع فيھا نسبيا نصيب العامل من الناتج )مثل قطاعي الصناعة والخدمات اإلنتاجية( .كما أن الزيادة
في نصيب العامل من الناتج القطاعي ظلت متواضعة في كافة القطاعات ،بينما ظلت الفجوة بين القطاعات ذات
النصيب المنخفض للعامل من الناتج والقطاعات التي يرتفع فيھا ھذا النصيب متسعة رغم تراجعھا .وخالل الفترة
بأكملھا ،مثلت نسبة انتقاالت العمالة بين القطاعات نحو %٤٠من النمو في نصيب العامل من الناتج سنويا ،في
حين كانت نسبة الزيادات في نصيب العامل من الناتج القطاعي داخل القطاعات النسبة المتبقية من الزيادة
السنوية المتواضعة في نصيب العامل من الناتج والتي لم تتجاوز .%١.٥
ويبدو الفقر متركزا في قطاع الزراعة أكثر منه في القطاعات األخرى وذلك نتيجة انخفاض نصيب
العامل من الناتج في ھذا القطاع .األمر الذي يشير إلى ضرورة التركيز على دعم النمو في قطاع الزراعة في
محاولة لخفض معدالت الفقر.
وتؤكد سياسة الحكومة للتنمية على ضرورة تشجيع االستثمار وبالتالي النمو كأحد شروط خفض معدالت
الفقر .إال أن الدراسة تلقي الضوء على عدم كفاية النمو وحده للوصول إلى ھذه الغاية .فبرغم تحقيق نمو في
الناتج المحلي اإلجمالي ،إال أن ذلك لم ينعكس في صورة تحسن في توزيع الدخل ،وانخفاض معدالت الفقر،
وزيادة نصيب الفرد من اإلنفاق الشخصي .ومن ھنا تأتي الحاجة إلى ضمان وصول نتائج النمو إلى األسر
وخاصة الفقيرة منھا .وكما أسلفنا ،ھناك جھات أخرى غير األسر لھا أنصبة في الناتج المحلي اإلجمالي مثل
قطاع األعمال والحكومة .ويتحدد نصيب كل منھا—ضمن عوامل أخرى—بالسياسات االقتصادية الكلية ،بما في
ذلك سياسة األجور ،والضرائب والتحويالت ،وسياسة احتجاز أرباح األعمال.
ويتضح من الدراسات التطبيقية أن الدول التي نجحت في تحقيق واستدامة النمو االقتصادي ،نجحت كذلك
في خفض معدالت الفقر .إال أنه في حالة ارتباط النمو بتحسن في توزيع الدخل ،يكون خفض معدالت الفقر
أسرع ،خاصة إذا كانت السياسات التي تھدف إلى تحقيق عدالة التوزيع ال تؤثر سلبا على النمو .كذلك يجب أن
يستفيد النمو من السياسات التي تعزز عدالة التوزيع وتضمن احتواء الفقراء ،على أن تھدف ھذه السياسات أيضا
إلى بناء أصول للفقراء ودعم الطلب على ھذه األصول ،وتحسين تقديم واستھداف الخدمات االجتماعية ،ونشر
التعليم ،ودعم التنمية الزراعية ،وزيادة األسعار النسبية للسلع الزراعية وأجور العمالة غير الماھرة في المناطق
الريفية والحضرية على السواء ،وتوفير تحويالت لخفض المخاطر التي يتعرض لھا الفقراء ،وخلق مناخ يؤدي
إلى تحقيق النمو .غير أن ھذه السياسات يجب أن يصاحبھا إجراءات على مستوى االقتصاد الجزئي تھدف إلى
زيادة فرص نفاذ الفقراء إلى األسواق وتحسين أداء ھذه األسواق ،كما تتطلب وجود سياسات اقتصاد كلي تھدف
إلى ضمان االستقرار ،وتحسين توزيع المكاسب من خالل الضرائب التصاعدية وتوجيه مخصصات اإلنفاق
بصورة أفضل .باإلضافة إلى ذلك ،فإن تطوير المؤسسات وتمكين الفقراء مع توفير حوكمة جيدة ھى أيضا من
األمور الضرورية.
الملحق )(١
حيث Ytتمثل دالة كوب ودوجالس Cobb-Douglasلإلنتاج المتجانسة خطيا ،مع افتراض تقدم فني محايد وفقا
لھيكس ووجود عاملين فقط لإلنتاج وھما Kt :رصيد رأس المال باألسعار الثابتة لعام ١٩٩٢/١٩٩١و Ltالعمالة
مقاسة بوحدات مادية .وحيث المعامل 0 < α < 1 ،αھو نصيب رأس المال في الدخل ،و Atاإلنتاجية الكلية
لعوامل اإلنتاج .وقد تم افتراض أن مجموع أ ُس كل من رأس المال والعمالة في دالة اإلنتاج الكلي يساوي الواحد
الصحيح وفقا لفرضية ثبات الغلة مع الحجم.
وبالقسمة على Lوأخذ اللوغاريتم الطبيعي ومفاضلة ) (١كليا بالنسبة للزمن ،يمكن التعبير عن دالة اإلنتاج في
صورة نصيب العامل من كل متغير ،على النحو التالي:
حيث يقيس الحرفان الصغيران & ، yو & kمعدالت النمو اللوغاريتمية في نصيب العامل من الناتج ) (dyورأس
Y K
.y = lnأما المتغير & aفھو المؤشر غير المشاھد للتقدم الفني , k = ln المال لكل عامل )(dk؛ حيث
L L
ويعكس النمو في اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج أو dA
.a = ln A،
A
ومن ثم ،فإن النمو في نصيب العامل من الناتج & yھو مجموع مكونين ھما :مساھمة كثافة رأس المال &k
انتقاالت العمالة بين القطاعات مقابل نمو نصيب العامل من الناتج القطاعي
Y1 + Y 2 + Y 3 + Y 4
حيث يمكن تعريف نصيب العامل من الناتج الكلي) (y = Y/Lكما يلي:
L1 + L 2 + L 3 + L 4
Yiو (i = 1, …,4) Liالناتج القطاعي )القيمة المضافة باألسعار الثابتة لعام (١٩٩٢/١٩٩١والتشغيل
القطاعي على التوالي .ويمكن كتابة ھذا التعريف كما يلي:
حيث yھو نصيب العامل من الناتج الكلي ،و yiھو نصيب العامل من الناتج في القطاع iو liھو نصيب
القطاع iمن إجمالي التشغيل .وبمفاضلة المعادلة ) (٣جزئيا بالنسبة للزمن والقسمة على ،yيمكن كتابة معدل
النمو في نصيب العامل من الناتج الكلي كما يلي:
وتوضح عناصر العمود األول من الطرف األيمن من العالقة السابقة أثر انتقاالت العمالة بين القطاعات ،بينما
تعرض عناصر العمود الثاني النمو في نصيب العامل من الناتج في كل قطاع من القطاعات األربعة.
الملحق )(٣
لقد تغير القدر الالزم من معدل النمو لخفض معدالت الفقر مع مرور الوقت ،وتفسر مرونة وقع الفقر للتغيرات
في متوسط اإلنفاق االستھالكي األثر الذي يحدثه النمو على اتجاھات الفقر .ويبين الجدول )-١أ( تقديرات مرونة
مقاييس الفقر للنمو—أى نسبة التغير في مؤشرات الفقر بالنظر إلى نسبة التغير في متوسط مستويات اإلنفاق.
ويتضح من الجدول أن معدالت الفقر كانت أكثر استجابة للنمو في متوسط اإلنفاق خالل عام ٢٠٠٠/١٩٩٩
مقارنة بسنوات المسوح األخرى ،بينما كانت أدنى استجابة في عام .١٩٩١/١٩٩٠األمر الذي يشير إلى أن
الزيادة بنسبة ما في متوسط اإلنفاق االستھالكي خالل عام ٢٠٠٠/١٩٩٩كان من شأنھا أن تقلل كافة مقاييس
الفقر أكثر منھا في سنوات المسوح األخرى ،وكانت نسبة الخفض ھى األقل في عام .١٩٩١/١٩٩٠
ومن ناحية أخرى ،فإن مرونة مقاييس الفقر لمؤشر عدم العدالة )معامل جيني( كانت األكثر ارتفاعا
خالل عام ،٢٠٠٠/١٩٩٩وكانت المرونة المناظرة لھا في عام ١٩٩١/١٩٩٠قريبة منھا .بينما كانت المرونة
بالنسبة لمؤشر جيني أقل في عامى ١٩٩٦/١٩٩٥و .٢٠٠٥/٢٠٠٤مما يشير ضمنيا إلى أن وجود تغير نسبي
ما في مؤشرات جيني في األربعة مسوح من شأنه أن يغير مقاييس الفقر في عامي ١٩٩١/١٩٩٠
و ٢٠٠٠/١٩٩٩بمعدل أعلى نسبيا مما حدث في عامى ١٩٩٦/١٩٩٥و .٢٠٠٥/٢٠٠٤وھذا يشير إلى ارتفاع
حساسية مقاييس الفقر للتغيرات في توزيع الدخل في أول مسحين عنھا في المسحين األخيرين.
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
يتضمن الجدول )-٢أ( معدل النمو المنحاز للفقراء الذي يقيس معدل النمو العادل بالنسبة لمختلف الشرائح
الخمسية .quintilesوبالنظر إلى الفترة بأكملھا ) ،(٢٠٠٥/٢٠٠٤-١٩٩١/١٩٩٠يتضح أن التغير في نصيب
الفرد من اإلنفاق كان لصالح الفقراء بصورة طفيفة ،حيث كان معدل النمو بالنسبة للشريحة الخمسية األشد فقرا
موجبا ) (%٠.٦بينما كان سالبا بالنسبة للشرائح الخمسية األخرى .وبالنسبة للشريحة الخمسية الثانية ،فرغم
تراجع نصيب الفرد من اإلنفاق فيھا ،إال أن ھذا التراجع كان أقل منه في الشرائح الخمسية الثالث األخرى
األعلى .وتميز النمو بالعدالة خالل الفترة من ١٩٩١/١٩٩٠وحتى ١٩٩٦/١٩٩٥كما يتضح من ارتفاع معدل
النمو في نصيب الفرد من اإلنفاق بالنسبة للشريحة الخمسية األشد فقرا ،حيث ارتفع إلى ،%٥.٧٤وتبعته في
ذلك الشريحتان الخمسيتان الثانية والثالثة ،بينما كان معدل النمو بالنسبة للشريحتين الخمسيتين األغنى سالبا.
األمر الذي يشير إلى تراجع نسبي في نصيب الفرد من اإلنفاق داخل ھاتين الشريحتين .وخالل الفترة الفرعية
) (٢٠٠٠/١٩٩٩-١٩٩٦/١٩٩٥تراجع معدل النمو بصورة ملحوظة إلى %٠.٥٨بالنسبة للشريحة الخمسية
األشد فقرا ،كما أنه لم يكن عادال؛ حيث كان معدل الزيادة في نصيب الفرد من اإلنفاق بالنسبة للشريحة الخمسية
األشد فقرا أدنى منه في الشرائح الخمسية األربع التالية مما يؤكد التدھور المشاھد في توزيع اإلنفاق )الدخل(.
وأخيرا ،شھدت الفترة الفرعية األخيرة من عام ٢٠٠٠/١٩٩٩إلى عام ٢٠٠٥/٢٠٠٤تراجعا في نصيب الفرد
من اإلنفاق بالنسبة لكافة الشرائح الخمسية .وكانت نسبة التراجع أكثر ارتفاعا في الشريحتين الخمسيتين األشد
فقرا واألكثر غنى ،مما يشير إلى أن تجربة النمو لم تكن لصالح الفقراء ،ولكن لصالح الشرائح الخمسية الثالث
الوسطى والتي عانت من تراجع نسبي أقل من الشريحتين األولى والخامسة.
الجدول )-٢أ( :معدل النمو في نصيب الفرد من اإلنفاق في كل شريحة من الشرائح الخمسية المختلفة )(%
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
٧الحظ أن ذلك يختلف عن معدل النمو في متوسط الدخل )أو اإلنفاق( للفقراء.
الملحق )(٤
الجدول )م :(١-التوزيع القطاعي للناتج المحلي اإلجمالي )أسعار ثابتة( )(%
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
الجدول )م :(٢-معدل النمو في الناتج المحلي اإلجمالي وفقا لقطاعات النشاط )(%
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
الجدول )م :(٣-نصيب القطاعات من التشغيل )(%
الجدول )م :(٤-معدالت النمو في التشغيل القطاعي وعلى المستوى الكلي )(%
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية.
الجدول )م :(٥-نصيب العامل من الناتج )أسعار ثابتة( )باأللف جنيه/عامل(
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى بيانات وزارة الدولة للتنمية االقتصادية ومؤشرات التنمية العالمية .WDI
الجدول )م :(٧-نسبة التغير في نصيب الفرد من اإلنفاق وفقا للشرائح العشرية خالل الفترة )(٢٠٠٥/٢٠٠٤-١٩٩١/١٩٩٠
المصدر :حسابات الباحثتين استنادا إلى بيانات مسح الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة ،الجھاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء ).(CAPMAS
الجدول )م :(٨-أنصبة الفقراء وغير الفقراء وفقا للنشاط االقتصادي لرب األسرة خالل الفترة )(٢٠٠٥/٢٠٠٤-١٩٩١/١٩٩٠
*١٩٩١/١٩٩٠
٣٤.٠٦ ٤٥.٠٧ ٣٠.٤٤ ٥٩.٤٧ ٦٦.٧٢ ٥٦.٥٠ ٨.٥٤ ١٤.٠٩ ٧.١١ الزراعة
٢٢.٨٣ ١٨.٧٧ ٢٤.١٧ ١١.٩٢ ٩.٠٤ ١٣.١١ ٣٣.٧٩ ٣٢.٧٠ ٣٤.٠٧ الصناعة
٢٠.٢٩ ١٧.٧٣ ٢١.١٤ ١٠.٨٨ ٩.١٣ ١١.٦٠ ٢٩.٧٥ ٣٠.٠٥ ٢٩.٦٨ الخدمات
اإلنتاجية
٢٢.٨١ ١٨.٤٣ ٢٤.٢٦ ١٧.٧٣ ١٥.١١ ١٨.٨٠ ٢٧.٩٢ ٢٣.١٧ ٢٩.١٤ الخدمات
االجتماعية
١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ اإلجمالي
١٩٩٦/١٩٩٥
٣٣.٠٨ ٤٦.٢٧ ٢٩.٧٢ ٤٨.٥٩ ٥٦.٢٣ ٤٦.٠١ ٥.٩٠ ٨.٣٤ ٥.٥٨ الزراعة
٢١.٣٦ ١٩.٨٢ ٢١.٧٦ ١٥.٢٧ ١٤.٣٧ ١٥.٥٧ ٣٢.٠٤ ٤٠.٥٩ ٣٠.٩١ الصناعة
٢٠.٦٨ ١٤.٠٦ ٢٢.٣٦ ١٣.٥٣ ١١.١٣ ١٤.٣٥ ٣٣.١٩ ٢٥.٢٢ ٣٤.٢٤ الخدمات
اإلنتاجية
٢٤.٨٨ ١٩.٨٥ ٢٦.١٦ ٢٢.٦١ ١٨.٢٨ ٢٤.٠٧ ٢٨.٨٧ ٢٥.٨٤ ٢٩.٢٦ الخدمات
االجتماعية
١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠.٠٠ ١٠٠.٠٠ ١٠٠.٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ اإلجمالي
٢٠٠٠/١٩٩٩
٣٠.٩٣ ٤٥.٨٣ ٢٧.٧٧ ٤٥.٧٢ ٥٤.٠٦ ٤٣.٣٢ ٦.٧١ ١٤.١٥ ٥.٩٣ الزراعة
٢٠.٩٤ ١٦.٤٩ ٢١.٨٨ ١٦.٠٦ ١٣.٨٧ ١٦.٦٩ ٢٨.٩٣ ٢٦.٥٦ ٢٩.١٨ الصناعة
٢٢.٢١ ١٦.٣٦ ٢٣.٤٥ ١٥.٠٢ ١٢.٤٣ ١٥.٧٧ ٣٣.٩٧ ٣١.٥٠ ٣٤.٢٤ الخدمات
اإلنتاجية
٢٥.٩٢ ٢١.٣٣ ٢٦.٩٠ ٢٣.١٩ ١٩.٦٥ ٢٤.٢٢ ٣٠.٣٨ ٢٧.٧٩ ٣٠.٦٦ الخدمات
االجتماعية
١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ اإلجمالي
٢٠٠٥/٢٠٠٤
٢٨.٩٣ ٤٣.٨٨ ٢٥.١٥ ٤٣.٧٨ ٥٠.٩٩ ٤١.١١ ٦.٧٤ ١٥.٢٠ ٥.٨٠ الزراعة
٢١.٨٠ ١٨.٣٨ ٢٢.٦٦ ١٦.٦٥ ١٥.٣٧ ١٧.١٢ ٢٩.٤٩ ٣٠.٥٥ ٢٩.٣٨ الصناعة
٢٣.٧٤ ١٦.٦٦ ٢٥.٥٢ ١٥.٧٣ ١٣.٠٩ ١٦.٧٠ ٣٥.٧١ ٣١.٠٥ ٣٦.٢٢ الخدمات
اإلنتاجية
٢٥.٥٤ ٢١.٠٨ ٢٦.٦٦ ٢٣.٨٥ ٢٠.٥٥ ٢٥.٠٦ ٢٨.٠٦ ٢٣.٢٠ ٢٨.٦٠ الخدمات
االجتماعية
١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ اإلجمالي
* يتبين من مسح الدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة لعام ،١٩٩١/١٩٩٠توافر األنشطة االقتصادية ألرباب األسر دون األفراد خالفا للمسوح الثالثة الالحقة.
وللمقارنة ،تم تقدير األرقام الواردة في ھذا الجدول وفقا لألنشطة االقتصادية ألرباب األسر ،األمر الذي يختلف عن تقديرھا وفقا لألنشطة االقتصادية لألفراد
المتاحة فقط لثالثة مسوح للدخل واإلنفاق واالستھالك لألسرة عن األعوام ،١٩٩٦/١٩٩٥و ،٢٠٠٠/١٩٩٩و.٢٠٠٥/٢٠٠٤
REFERENCES
Abdel-Kader, Khaled. 2006. Private sector access to credit in Egypt: Evidence from survey data.
Working Paper Series, no. 111. Cairo, Egypt: Egyptian Center for Economic Studies.
Bigsten, A. and Levin, J. 2001. Growth, income distribution and poverty: A review. Paper
presented at the WIDER Development Conference on Growth and Poverty, Helsinki 25-26
May.
CAPMAS (Central Agency for Public Mobilization and Statistics). Various issues. HIECS
(Household Income, Expenditure and Consumption Surveys). Cairo, Egypt: CAPMAS.
CBE (Central Bank of Egypt). Various issues. Economic Review. Cairo, Egypt: the Central Bank
of Egypt.
Christiansen, L., L. Demery and J. Kühl. 2006. The role of agriculture in poverty reduction: An
empirical perspective. Policy Research Working Paper, no. 4013. Washington, D.C.: World
Bank.
Datt, G. and Ravallion, M. 1992. Growth and redistribution components of changes in poverty
measures: A decomposition with applications to Brazil and India in the 1980s. Journal of
Development Economics 38, pp. 275-95.
Dobronogov, A. and F. Iqbal. 2005. Economic growth in Egypt: Constraints and determinants.
Middle East and North Africa Working Paper Series, no. 42. Washington, D.C.: World
Bank.
Fei, J.C.H. and G. Ranis. 1965. Development of the labor surplus economy: Theory and policy.
Canadian Journal of Economics and Political Science 31 (2), pp. 283-4.
Foster, J., J. Greer and E. Thorbecke. 1984. A class of decomposable poverty measures.
Econometrica 52: pp. 761-65.
Khan, A.R. 2001. Employment policies for poverty reduction. Issues in Employment and Poverty
Discussion Paper, no. 1, Recovery and Reconstruction Department. Geneva: International
Labor Organization.
Khan, A.R. 2005. Growth, employment and poverty: An analysis of the vital nexus based on
some recent UNDP and ILO/SIDA studies. Paper prepared under the joint ILO-UNDP
program on Promoting Employment for Poverty Reduction.
Kheir-El-Din, H. and T. Moursi. 2007. Sources of economic growth and technical progress in
Egypt: An aggregate perspective in Explaining growth in the Middle East, edited by
Nugent, J. and H. Pesaran, Elsevier, chapter 7.
Kuijs, L. and T. Wang. 2005. China's pattern of growth: Moving to sustainability and reducing
inequality. Policy Research Working Paper, no. 3767. Washington, D.C.: World Bank.
Lewis, A. 1954. Economic development with unlimited supply of labor. The Manchester School
of Economics and Social Studies, 22 pp. 139-91.
Nehru, V. and Dhareshwar A. 1993. A new database on physical capital stock: Sources,
methodology and results. Available online at:
http://econ.worldbank.org/WBSITE/EXTERNAL/EXTDEC/EXTRESEARCH/0,,conte
ntMDK:20699846~pagePK:64214825~piPK:64214943~theSitePK:469382,00.html
Osmani, S. R. 2003. Exploring the employment nexus:Topics in employment and poverty. Report
prepared for the Task Force on the joint ILO-UNDP program on Promoting Employment
and Poverty.
Ravallion M. and S. Chen. 2001. Measuring pro-poor growth. Policy Research Working Paper,
no. 2666. Washington D.C.: World Bank.
Ravallion, M. and Datt, G. 1996. How important to India's poor is the sectoral composition of
economic growth. World Bank Economic Review 10, pp. 1-25. Washington D.C.: World
Bank.
UNDP (United Nations Development Programme) and INP (Institute of National Planning,
Egypt). 2005. Egypt human development report. Choosing our future: Towards a new
social contract.
World Bank and Ministry of Planning. 2002. Poverty reduction in Egypt: Diagnosis and Strategy,
vol. I, report no. 24234-EGT.
World Bank and Ministry of Planning. 2004. A poverty reduction strategy for Egypt, report no.
27954-EGT.
World Bank. 2000. Attacking poverty. The World Development Report. Washington, D.C.: World
Bank.
World Bank. World Development Indicators, online database. Washington, D.C.: World
Bank.