Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫اجلمعة‪15:‬مجادى األوىل‬ ‫دولــة اإلمـارات العـربية املتحـدةـ‬

‫‪1436‬ه‬
‫الموافق‪2015 /6/3 :‬م‬ ‫اهليئة العامة للشؤون اإلسالمية واألوقاف‬

‫صايَا لُْق َما َن ْال َح ِك ِيم‬ ‫ِ‬


‫م ْن َو َ‬
‫ْال ُخطْبَةُ األُولَى‬
‫اء‪ ،‬يُؤْيِت احْلِ ْك َمـ ةَ َمنْ‬ ‫اب‪ ،‬أَهْ ـِل الَْمجْ ـدِ َوالثَّنَ ـ ِ‬ ‫ـك الْوَ َّه ِ‬ ‫احْل ـم ُـد لِلَّ ِه الْملِـ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫يَ َشـاءُ‪ ،‬أَمْح َـ ُـدهُ ُسـْب َحانَهُ مَحْـ ًـدا َكثِـ ًـرياـ طَيِّبًــا ُمبَ َار ًـكـا فِيـ ِـه‪َ ،‬وأَ ْشـ َه ُد أَ ْن الَ‬
‫َن َسـ ـيِّ َدنَا َونبَِّينَ ــا حُمَ َّم ًداـ‬‫يك لَ ــهُ‪َ ،‬وأَ ْشـ ـ َه ُد أ َّ‬ ‫إِل ــهَ إِالَّ اللَّهُ َو ْحـ َـدهُ الَ َشـ ـ ِر َ‬
‫ص ـ ِّل َو َس ـلِّ ْم‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ه‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫يب‬‫ِ‬‫ب‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫عبـ ُـد اللَّ ِه ورس ـولُه‪ ،‬وص ـ ِفيُّه ِمن خ ْل ِقـ ِ‬
‫ـه‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫وص ْحبِه أَمْج َع َ‬ ‫َوبَا ِر ْك َعلَى َسيِّدنَا َونبِِّينَا حُمَ َّمد َو َعلَى آله َ‬
‫ـال ُس ـْب َحانَهُ‬ ‫ـاد اللَّ ِه َو َن ْف ِس ـي بَِت ْقـ َـوى اللَّ ِه‪ ،‬قَ ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ََّما َب ْع( ُد‪ :‬فَأُوص ـي ُك ْم عبَ ـ َ‬
‫ت اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم َو َم( ( ((ا أَن( ( ( َ(ز َل َعلَْي ُكمْ ِم َن‬ ‫و َت َعـ ـ ـ ـاىَل ‪َ (:‬واذْ ُك( ( ( ُ(روا نِ ْع َم َ‬
‫َن اللَّهَ بِ ُك( ِّ‬
‫(ل‬ ‫ْح ْك َم( ِ(ة يَ ِعظُ ُكمْ بِ( ِ(ه َو َّات ُق((وا اللَّهَ َوا ْعلَ ُم((وا أ َّ‬ ‫اب وال ِ‬
‫الكتَ ِ َ‬
‫ِ‬
‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ش ( ( ( (ر ِعب( ( ( ِ‬
‫(اد* الَّ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫(‬‫‪:‬‬ ‫ـل‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ج‬
‫ـ‬ ‫و‬ ‫ـز‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ع‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـال‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ق‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫)‬ ‫يم‬ ‫َش ( ( (ي ٍء َعلِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ْ‬
‫سنَهُ)(‪.)2‬‬ ‫َح َ‬ ‫يَ ْستَ ِمعُو َن ال َق ْو َل َفيَتَّبِعُو َن أ ْ‬

‫‪1‬‬
‫() البقرة ‪.231 :‬‬
‫‪2‬‬
‫() الزمر ‪.18 - 17 :‬‬
‫أ َُّي َه((ا ال ُْم ْس( (لِ ُمو َن‪ :‬ذَ َـك ـ َـر لَنَـ ــا الْقُ ـ ـْر ُ‬
‫آن الْ َكـ ـ ِرميُ أمجلَ املواعظِ‪ ،‬و َّ‬
‫قص‬
‫علينَا‬
‫أحسن ال َقصصِ‪ ،‬لنسـ ــتفيدَ ِمْن ِعَبِرهَ ـ ـا‪ ،‬قـ ــالَ اهللُ عـ ـ َّـز وجـ ـ َّـل‪ (:‬لََق( ( ْد‬ ‫َ‬
‫أخربنَـ ـ ـا اهللُ‬ ‫(اب)(‪َ .)1‬وِممَّا َ‬ ‫ص ( ( ِه ْ(م ِع ْ(ب ((رةٌ أِّل ُْولِي األَلْبَ( ( ِ‬
‫َك( ((ا َن فِي قَص ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫احلكيم‪ ،‬وهوَ‬ ‫ِ‬ ‫بعض ِم ْن وص ــايَا لقم ــانَ‬ ‫ـرمي ٌ‬ ‫ـرآن الك ـ ِ‬ ‫تعـ ـاىَل بهِ يِف الق ـ ِ‬
‫اهلل الصــاحلنيَ‪ْ ،‬أعلَى اهللُ ســبحانَهُ قـ ْد َرهُ‪ ،‬ورفَـعَ شـ َـأنُه‪،‬‬ ‫من عبــادِ ِ‬ ‫عبدٌ ْ‬
‫ـرمي باس ـ ـِْمِه‪،‬‬ ‫ت سـ ــورةٌ ِمَن القـ ــرآنِ الكـ ـ ِ‬ ‫وأثَنى عليهِ فِي كتابِ ـ ـِه‪ ،‬ومُسِّيَ ْ‬ ‫ْ‬
‫َن ا ْش ( ُك ْر‬ ‫ْح ْكم( ةَ أ ِ‬ ‫ِ‬
‫فيها‪َ (:‬ولََق( ْد آَت ْينَ((ا لُْق َم((ا َن ال َ‬ ‫ق ــالَ اهللُ ع ـ َّـز وج ـ َّـل َ‬
‫ِ َّ ِ (‪)2‬‬
‫ـرأي‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫ل‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫ـديد‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫س‬ ‫ال‬ ‫ـول‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫ق‬ ‫وال‬ ‫ُ‪،‬‬
‫والعلم‬ ‫ُ‬
‫الفهم‬ ‫هي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫احلكمة‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫لله)‬
‫ـاه‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫آ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫ق‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫عمة كب ــريةٌ من أكرمــه اهلل تعـ ـاىَل هِب‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ـك‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ـيد‬
‫الرش ـ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ ُ ُ‬
‫ت‬‫ش (اء َو َمنْ ُي( ْ(ؤ َ‬ ‫ْح ْك َم( ةَ َمنْ يَ َ‬ ‫خــريا كثــريا‪ ،‬قــالَ ســبحانَُه‪ (:‬يؤْتِي ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ً ً‬
‫ْح ْك َمةَ َف َق ْد أُوتِ َي َخ ْي ًرا َكثِ ًيرا)(‪.)4‬‬ ‫ال ِ‬
‫ُم اهللُ س ـ ــبحانَهُ باخلصـ ـ ــالِ‬ ‫ِ‬
‫ـذين حبـ ـ ــاه ُ‬ ‫احلكيم م َن الـ ـ ـ َ‬
‫ُ‬ ‫وكـ ـ ــا َن لقمـ ـ ــا ُن‬
‫الزكيةِ‪ ،‬واألخالقِ العليَّةِ‪ِ َ ،‬‬
‫ـك َم ــا َن ـ َـرى مِن‬ ‫قيل للُ ْق َمــا َن‪َ :‬م ــا َبلَ ـ َـغ بِ ـ َ‬
‫‪1‬‬
‫‪ )(2‬يوسف ‪.111 :‬‬
‫‪ )(3‬لقمان ‪.12 :‬‬
‫‪ )(4‬ابن كثري ‪.16/335 :‬‬
‫() البقرة ‪.269 :‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪2‬‬
‫ـال‪ِ :‬صـ ـ ـ ـ ْد ُق احْل ـ ـ ـ ِـد ِ‬
‫يث‪َ ،‬وأ ََداءُ اأْل ََمانَـ ـ ـ ِـة‪َ ،‬وَت ـ ـ ـ ْـر ُك َما الَ‬ ‫ضـ ـ ـ ـلِ؟ َف َقـ ـ ـ َ‬
‫الْ َف ْ‬
‫َ‬
‫َي ْعنِييِن (‪.)1‬‬
‫فيَ ــا لَ ــهُ ِم ْن حكي ٍم الَْت ـ َـز َم القُـ ـدوةَ ِفي أخالقِـ ـهِ‪ ،‬والرمحةَ يِف س ــلوكِِه‪،‬‬
‫والشكر َعلَى نِ َع ِم ربِِّه وخالِِق ِه سبحانَهُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫واحلكمةَ يِف تصرفاتِِ‬
‫ه‬
‫اهلل‪َّ :‬‬ ‫(اد ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم مثالً رائعًـ ـ ـا فِي أدبِ احلوارِ معَ‬ ‫احلكيم ق ـ ــد َ‬
‫َ‬ ‫إن لقم ـ ــانَ‬ ‫عبَ( ( َ‬
‫ـات‬
‫ـائح جامعةٍ‪ ،‬اشــتملَتْ َعَلى كلمـ ٍ‬ ‫ـ‬‫ص‬ ‫ون‬ ‫األبنــاءِ‪ ،‬عربَ وصــايَا نافعـ ٍ‬
‫ـة‬
‫َ‬
‫وآداب تربويةٍ رفيقـ ـ ٍـة‪ ،‬فكـ ــانَ يسـ ــتفتحُ وصـ ــايَُاه البنِـ ـ ِـه‬ ‫ٍ‬ ‫عذبة رقيقةٍ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫نتعلم‬ ‫ٌ‬
‫م‬ ‫عظي‬ ‫ٌ‬
‫درس‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ه‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫ي‬‫َّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫(ا‬‫(‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫ـول‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫بن ــداء ٍ‬
‫ات أبوي ـ ٍـة ش ــفيق ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـاور اآلبـ ــاءُ مـ ـ َـع أبنـ ــائِ ِه ْم‪ ،‬وينقلـ ــو َن إلي ِه ْم خالص ـ ـةَ‬ ‫ـف يتحـ ـ ُ‬ ‫مْنـ ــهُ كيـ ـ َ‬
‫جتارهِبِ ْم‪ ،‬وحييط ـ ــو َن ُه ْم برع ـ ــايتِ ِه ْم‪ ،‬ويه ـ ــذبو َن نفو َسـ ـ ـ ُه ْم‪ ،‬ويرت ُق ـ ــو َن‬
‫سبيل احلكم ِـة واملوعظ ِـة احلسـ ِـنة‪ ،‬قـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـال‬ ‫ذلك َ‬ ‫بفك ِره ْم‪ ،‬ويسلكو َن يِف َ‬
‫ْح ْك َم( ( ( ِ(ة َوال َْم ْو ِعظَ ( ( ( ِ(ة‬ ‫ك بِال ِ‬ ‫يل َربِّ َ‬ ‫اهللُ عـ ـ ـ ـ َّـز وجـ ـ ـ ـ َّـل‪ (:‬ا ْدعُ إِلَى َس( ( ( (بِ ِ‬
‫أبنائ ـ ـِه‪،‬‬
‫حكيمــا قريبً ـ ـا مِْن ِ‬ ‫ًـ‬ ‫ـون األبُ‬ ‫أمجل أنْ يكـ ـ َ‬ ‫س( (نَ ِة)(‪ )2‬فمَ ـ ـا َ‬ ‫الح َ‬
‫َ‬
‫بالكلمة اجلميلةِ‪ ،‬ويسـ ـ ـ ـ ـ ــمعُ مشـ ـ ـ ـ ـ ــكالتِِهمْ‬ ‫ِ‬ ‫يـ ـ ـ ـ ـ ــرتفَُّق ِبِهمْ‪ ،‬وحياورُُهْم‬
‫ويِّربيهِْم علَى‬ ‫احلكيمة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلسنة‬ ‫جهَا باألساليبِ‬ ‫برحابة صدرٍ‪ ،‬ويعالِ ُ‬ ‫ِ‬
‫‪1‬‬
‫‪ )(2‬مالك‪ 1860 :‬بالغا‪.‬‬
‫() النحل ‪.125 :‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪3‬‬
‫ني اجلانبِ‪ ،‬والبعدِ َعِن العنفِ‪،‬‬ ‫الكلمة‪ ،‬ولِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫القلب‪ ،‬وعُذوبةِ‬ ‫ِ‬ ‫رقَِّة‬
‫واألخالق الزكيةَ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ويغرس فيهُِم القَِيمَ َ‬
‫النبيلة‬ ‫ُ‬
‫احلكيم وصــايَاهُ البنِـ ِـه بــأمرٍ جليـ ٍـل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ـدأ لقمــانُ‬ ‫صلُّو َن‪ :‬لقَـدْ بـ َ‬ ‫أ َُّي َها ال ُْم َ‬
‫بربهِ عـ َّـز‬‫ِّي صلتَهُ ِّ‬ ‫قو‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫س ِ‬
‫ولد ِ‬ ‫ِ‬ ‫نف‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ىَل‬‫ا‬ ‫تع‬ ‫غرس اإلميانِ ِ‬
‫باهلل‬ ‫وهوَ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـال س ــبحانَُه‪(:‬‬ ‫ـوق عب ــادِِه‪ ،‬ق ـ َ‬ ‫ـوق اهللِ وحق ـ ِ‬ ‫حس ـَِن أداءَ حق ـ ِ‬ ‫وج ـ َّـل‪ ،‬فيُ ْ‬
‫(ال لُْق َم( ((ا ُن اِل بْنِ( ( ِ(ه َو ُه( ( َ(و يَ ِعظُ ( ((هُ يَ( ((ا ُبنَ َّي اَل تُ ْش ( ( ِر ْك بِاللَّ ِه إِ َّن‬
‫َوإِ ْذ قَ( ( َ‬
‫على أَْن يَن ّمِي فِي ِ‬ ‫ش ( (ر َك لَظُلْم َع ِ‬
‫يم‬ ‫ظ‬ ‫ال ِّ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫قلب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫لق‬ ‫َ‬
‫ص‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫وح‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫بعظمة اهللِ عـ ـ ــز‬
‫ِ‬ ‫اهلل تع ـ ـ ـاىَل يف السـ ـ ـ ِّـر والعلَ ِن‪ ،‬فـ ـ ـ َّ‬
‫ـذكرَُه‬ ‫ابنِـ ـ ـ ِـه مراقب ـ ـ ـةَ ِ‬
‫ُ‬
‫ـيء علمً ـا‪ ،‬وأحص ـَى كلَّ شــيءٍ‬ ‫وأنُه ســبحانَُه أحــاطَ بكلِّ شـ ٍ‬ ‫وجل‪َّ ،‬‬
‫ـماء‪ ،‬والَ ُ‬
‫يغيب‬ ‫األرض والَ يِف الس ـ ـ ِ‬ ‫ِـ‬ ‫ع ـ ــددًا‪ ،‬الَ خيفَى عليهِ شـ ــيءٌ يِف‬
‫(ال َحبَّ ٍة ِّم ْن‬ ‫(ك ِم ْث َق( َ‬‫ذرة‪ ،‬فق ــالَ ُله‪ (:‬يَ ((ا ُبنَ َّي إَِّن َه((ا إِن تَ ( ُ‬ ‫عنْـ ـُه مثق ــالُ ٍ‬
‫ض ي (أ ِ‬ ‫َخ((ر َد ٍل َفتَ ُكن( فِي ص ( ْخر ٍة أَو فِي ال َّ ِ ِ‬
‫ْت‬ ‫س ( َم َوات أ َْو في اأْل َْر ِ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫بِ َها اللَّهُ إِ َّن اللَّهَ لَ ِط ٌ‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫ط‬‫اهلل عز وجل حمي ٌ‬ ‫أن َ‬ ‫أيقن َّ‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫فم‬ ‫‪.‬‬ ‫يف َخب ٌير)‬
‫أحسن ِفي عملِ ـِه‪،‬‬ ‫علمـا سـ َـعى يِف َنْيـ ِـل حمبَّتِـ ِـه ورضــاهُ‪ ،‬و َ‬ ‫ـيء ًـ‬ ‫بكــل شـ ٍ‬
‫ِّ‬
‫ِئ‪.‬‬ ‫َم ُيس ْ‬‫أفاد ول ْ‬‫يضر‪ ،‬و َ‬ ‫َم َّ‬ ‫نفع ول ْ‬ ‫وراقبَهُ ِفي تعامُِلِه معَ الخ ْل ِق‪ ،‬و َ‬
‫‪1‬‬
‫‪ )(2‬لقمان ‪.13 :‬‬
‫() لقمان ‪.16 :‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪4‬‬
‫(اد ِ‬
‫اهلل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫هي‬
‫ـالة‪ ،‬التِي َ‬
‫على احملافظةِ علَى الص ـ ِ‬
‫وحث لقم ــانُ ابنَـ ـُه َ‬
‫َّ‬ ‫عبَ ( َ‬
‫اهلل تعـ ـاىَل‬
‫عم ــودُ ال ــدينِ‪ ،‬ورأسُ القرب ــاتِ‪ ،‬وأعظمُ الطاع ــاتِ‪ ،‬ق ــالَ ُ‬
‫عنـ ـ ـ ـُه‪ (:‬يَ ( ((ا ُبنَ َّي أَقِ ِم ال َّ‬
‫ص( ( (اَل َة)(‪ .)1‬فالص ـ ـ ــالةُ تطهرُ القل ـ ـ ــوبَ‪،‬‬ ‫خُم ًربا ْ‬
‫وتنهى ع ِن‬ ‫وتزكِّي النفوسَ‪ ،‬وتَسـ ُـمو بـاألخالقِ‪َ ،‬‬ ‫األرواح‪ُ ،‬‬‫َ‬ ‫هذ ُ‬
‫ب‬ ‫وتُ ِّ‬
‫ِ‬
‫الفحشاء واملنك ِر‪.‬‬
‫ص(لُّو َن‪ :‬ومَِن اجلوانبِ التِي رسَّـخََها لقمــانُ ِفي ابنِ ـِه حسن‬ ‫الم َ‬ ‫أ َُّي َه((ا ُ‬
‫اجلانب‪ ،‬والبعدـِ َعِن‬
‫ِ‬ ‫مع النـ ــاسِ‪ ،‬فحثَُّه علَى التواض ـ ـُِع ولنيِ‬ ‫التعامُ ـ ـِل َ‬
‫ب والتع ـ ـ ـ ـ ــالِي‪ ،‬وأمـ ـ ـ ـ ـ َـرهُ بـ ـ ـ ـ ـ ـالتزامِ مك ـ ـ ـ ـ ــارمِ األخالقِ‪ ،‬والتحلِّي‬
‫العُجْ ِ‬
‫ص ِّع ْر‬
‫سبحانُه حكايةً عنُْه‪َ (:‬واَل تُ َ‬ ‫َ‬ ‫الوقورة‪ ،‬قالَ‬
‫ِ‬ ‫بالشخصيةِ الرصينةِ‬
‫(ل‬
‫ب ُك( َّ‬ ‫ض َم َر ًح((ا إِ َّن اللَّهَ اَل يُ ِح ُّ‬ ‫ش فِي اأْل َْر ِ‬ ‫َّاس َواَل تَ ْم ِ‬ ‫َخ( َّ(د َك لِلن ِ‬
‫ض َعْن ُه ْم‬ ‫َّاس‪َ ،‬و ُت ْعـ ـ ـ ِر َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ِّر‬
‫ق‬ ‫ح‬ ‫ُ‬‫ت‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫اَل‬ ‫‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ُم ْختَ( ( ٍ‬
‫(ال فَ ُخ( ((و ٍر)‬
‫ْ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ـوك(‪ .)3‬بـ ـ ـ ــل ألِ‬
‫ـك‪َ ،‬وابْ ُسـ ـ ـ ـ ـ ْط إليهِْم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫َ َ َ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ان‬ ‫ج‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫هل‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫بَِو ْج ِهـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـك إِ َذا َكلَّ ُمـ ـ ـ ـ َ‬
‫ك‪.‬‬
‫َو ْج َه َ‬

‫‪1‬‬
‫‪ )(2‬لقمان ‪.17 :‬‬
‫‪ )(3‬لقمان ‪.18 :‬‬
‫() البغوي ‪.6/289 :‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪5‬‬
‫ومِْن حكمةِ لقمـ ــانَ أنَُّه لََّما نَهَى ابنَ ـ ـُه َعِن ْالخُُل ـ ـِق الـ ــذميمـِ دلَّهُ َعَلى‬
‫ص ( ( ( ْد فِي‬
‫اخْلُلُقِ الْ َكـ ـ ـ ِرميِ الَّ ِذي يْنبغِي أَ ْن يس ـ ـ ـَتع ِملَه(‪ )1‬فق ـ ـ ــالَ‪ (:‬واقْ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ ُ‬ ‫ََ‬
‫ك)(‪َ )2‬أيْ توس ـَّ ْ‬ ‫ص( ْوتِ َ‬ ‫ض( ِ‬ ‫َم ْش(يِ َ‬
‫متحلي ـا‬
‫ك‪ً ،‬‬ ‫ط فِي مشيِ َ‬ ‫ض من َ‬ ‫ك َوا ْغ ُ ْ‬
‫دون حاجةٍ‪ ،‬لِمَـ ـا‬ ‫ت مِْن ِ‬ ‫صـ ـو ِ‬
‫بالوق ــارِ والس ــكينةِ‪ ،‬وَنهَـ ـاهُ َعْن َرفْعِ ال َّ ْ‬
‫ـربي ول ـ َـدُه َعَلى‬ ‫احلكيم ي ـ ِّ‬
‫ُ‬ ‫التكلف واإلي ــذاءِ‪ ،‬وك ــانَ لقم ــا ُن‬ ‫ِ‬ ‫فيه ِمَن‬
‫ِ‬
‫ـول‪َ :‬ك َفى‬‫إليهْم‪ ،‬وينهَ ـُاه َعِن األذَى‪ ،‬فيقـ ُ‬ ‫الرمحة بالنــاسِ‪ ،‬واإلحســانِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ِم ْن َشِّر َك(‪.)3‬‬ ‫ك َع ْقاًل أَ ْن يَ ْسلَ َم الن ُ‬ ‫بِ َ‬
‫اها مِْن قَِيٍم وآدابٍ‪.‬‬ ‫خصال‪ ،‬ومَا أمسَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫فمَا أمجلََها مِْن‬
‫َاللُ َه َّم َو ِّف ْقنَا للسدادِ ِفي القولِ والعملِ‪َ ،‬وأ َِعنَّا َعلَى التَّحَِّلي‬ ‫ف‬
‫ك حُمَ َّم ٍد ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اعـ ِـة َر ُسـول َ‬‫ـك َوطَ َ‬ ‫اعتِ َ‬
‫وو ِّف ْقنَــا مَج ًيعــا لطَ َ‬
‫بــاألخالقِ الزكيَّةِ‪َ ،‬‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُ ((وا‬
‫ين َ‬ ‫اعتِ ـ ِـه‪َ ,‬ع َمالً بَِق ْول ـ َ‬
‫ـك‪ (:‬يَ ((ا أ َُّي َه((ا الذ َ‬
‫وطَ ِ‬
‫اع ــة َم ْن أ ََم ْرَتنَ ــا بِطَ َ‬
‫َ َ‬
‫ول َوأ ُْولِي األ َْم ِر ِمن ُك ْم)(‪.)4‬‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َطيعُوا َّ‬ ‫َطيعوا اللَّه وأ ِ‬
‫ََ‬ ‫أ ُ‬
‫ِ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َن َف َعيِن اللَّهُ َوإِيَّا ُك ْم بِالْ ُق ْرآن الْ َعظي ِم‪َ ،‬وبِ ُسنَّة نَبِيِّه الْ َك ِر ِمي َ‬
‫ول َقويِل ه َذا وأَسَت ْغ ِفر اللَّه يِل ولَ ُكم‪ ،‬فَاسَت ْغ ِفروه إِنَّه هو الْغَ ُفور َّ ِ‬
‫يم‪.‬‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ‬ ‫أَقُ ُ ْ َ َ ْ ُ َ َ ْ ْ ُ ُ ُ ُ َ‬
‫‪1‬‬
‫() القرطيب ‪.14/71 :‬‬
‫‪2‬‬
‫() لقمان ‪.19 :‬‬
‫‪3‬‬
‫() حلية األولياء ‪.6/6 :‬‬
‫‪4‬‬
‫() النساء‪.59 :‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪6‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪7‬‬
‫الْ ُخطْبَةُ الثَّانِيَةُ‬
‫يك‬‫ني‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أَ ْن الَ إِلهَ إِالَّ اللَّهُ َو ْح َدهُ الَ َش ِر َ‬ ‫احْل م ُد لِلَّ ِه ر ِّ ِ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫أن َس ـيِّ َدنَا حُمَ َّم ًداـ َعْبـ ُـد اللَّه َو َر ُس ـولُهُ‪ ،‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫ص ـ ِّل َو َس ـلِّ ْم‬ ‫لَــهُ‪َ ،‬وأَ ْش ـ َه ُد َّ‬
‫ين َو َعلَى‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫وبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ِر ْك علَى سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيِّ ِدنَا حُم َّم ٍد وعلَى آلِـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـه الطَّيِّبِني الطَّ ِ‬
‫اه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ان إِىَل َي ْوِم الدِّي ِن‪.‬‬ ‫أَصحابِِه أَمْج عِني‪ ،‬وعلَى التَّابِعِني هَل م بِِإحس ٍ‬
‫َ ُْ ْ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َْ‬
‫الت ْقـ ـ َـوى‪َ ،‬و َراقِبُ ـ ــوهُ يِف ال ِّسـ ـ ـِّر‬ ‫ـاد اللَّ ِه َحـ ـ َّـق َّ‬ ‫ِ‬
‫أ ََّما َب ْع( ( ُد‪ :‬فَ ـ ـ َّـات ُقوا اللَّهَ عبَ ـ ـ َ‬
‫ـاء ْ‬
‫ت‬ ‫وصايا لُْق َـمـا َن احْلَ ِكي ِم البْنِـ ِـه التِي جـ َ‬ ‫أن ِمْن َ‬ ‫َّج َوى‪َ ،‬و ْاعلَ ُموا َّ‬ ‫َوالن ْ‬
‫ال لَُه‪ :‬يا ب جالِ‬
‫س الْعُلَ َماءَ‪ ،‬فَـِإ َّن اللَّهَ حُيْيِي الْ ُقلُـ َ‬
‫ـوب‬ ‫ِبهَا اآلثارُ َّأنُه قَ َ َ ُيَنَّ َ ْ‬
‫ض الْ َمْيتَـ ـ ـ ـةَ بَِوابِـ ـ ـ ِـل ال َّسـ ـ ـ َم ِاء(‪.)1‬‬ ‫ِ ِ‬
‫بِنُ ـ ــو ِر احْل ْك َمـ ــة َك َمـ ـ ــا حُيْيِي اللَّهُ اأْل َْر َ‬
‫ـاء لِيَأْ ُخـ ـ ـ ـ ـ ـ َذ َعْن ُه ْم‪َ ،‬و َيَت َعلَّ َم ِم ْن ِع ْل ِم ِه ْم‬‫فأوصـ ـ ـ ـ ـ ـَُاه مِب جالَسـ ـ ـ ـ ـ ـ ِة الْعلَ ـمـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫َُ‬ ‫َُ َ‬
‫اعـ ِـة‪،‬‬ ‫حيَ ـا ِبه الْ ُقلُــوبُ فــتزدادُ ِفي الطَّ َ‬ ‫ـور احْلِ ْك َـم ِـة تَ ْ‬ ‫ألن نُـ َ‬ ‫وح ْك َمتِ ِه ْم‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ـول أَُب ـو ُج َحْي َف ـ ةَ رض ــي اهلل عن ــه‪:‬‬ ‫ص ـيَ ِة‪ ،‬ول ـ َ‬
‫ـذلك يق ـ ُ‬ ‫وتبتعِ ـدُ َعِن الْمع ِ‬
‫َْ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬
‫يجم‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬ ‫جالِسـوا الْ ُكبــراء‪ ،‬ـ ِ‬
‫ُُ‬ ‫وخـالطُوا احْلُ َك َـمـاءَ‪ ،‬و َسـائلُوا الْعُلَ َـمـاءَ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ـتفادة ِمَن العلم ـ ـ ــاءِ الع ـ ـ ــاملنيَ ِ‬
‫أهل‬ ‫بنَ ـ ـ ــا أَْن نـ ـ ـ ـريِّب أبناءنَ ـ ـ ــا علَى االس ـ ـ ـ ِ‬
‫َ َ َ‬

‫‪1‬‬
‫() املوطأ ‪.1856 :‬‬
‫‪2‬‬
‫() الطرباين يف الكبري ‪ 22/133‬بإسناد صحيح كما يف جممع الزوائد للهيثمي (‪.)1/12‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪8‬‬
‫ُه ْم ِمَن الوقـ ـ ــوعِ ِفي الزللِ‪,‬‬ ‫ـك يعصم ُ‬ ‫التوسطِ واالعتـ ـ ــدالِ‪ ،‬فـ ـ ـ َّ‬
‫ـإن ذلـ ـ ـ َ‬
‫واخلوضِ فِي الباطلِ‪.‬‬
‫ـال‬‫ص ـالَِة َوال َّس ـالَِم َعلَْيـ ِـه‪ ،‬قَ ـ َ‬ ‫ص ـلُّوا َو َس ـلِّ ُموا َعلَى َم ْن أ ُِمـ ْـرمُتْ بِال َّ‬ ‫َهـ َذا َو َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُ((وا‬ ‫ين َ‬ ‫صلُّو َن َعلَى النَّب ِّي يَا أ َُّي َها الذ َ‬ ‫َت َعاىَل ‪ (:‬إِ َّن اللَّهَ َو َمالئ َكتَهُ يُ َ‬
‫ص(لَّى‬ ‫ول اللَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫يما) َ َ ُ‬ ‫ص(لُّوا َعلَْي(ه َو َس(لِّ ُموا تَ ْس(ل ً‬
‫(‪)1‬‬
‫َْ َ‬ ‫‪«:‬‬ ‫‪‬‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ـال‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ق‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ـال ‪ «:‬الَ َي ( ُ(ر ُّد‬ ‫ص( (لَّى اللَّهُ َعلَْي ( ِ(ه بِ َه((ا َع ْش( (راً»(‪َ )2‬وقَـ ـ َ‬ ‫ص( (الَ ًة َ‬ ‫َعلَ َّي َ‬
‫الد َعاءُ»(‪.)3‬‬ ‫اء إِالَّ ُّ‬ ‫ضَ‬ ‫الْ َق َ‬
‫صـ ـ ـ ـ ِّل َو َس ـ ـ ـلِّ ْم َوبَ ـ ـ ــا ِر ْك َعلَى َسـ ـ ـ ـيِّ ِدنَا َونَبِِّينَ ـ ـ ــا حُمَ َّم ٍد َو َعلَى آلِ ـ ـ ـ ِـه‬
‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ين‪ :‬أَيِب بَ ْـكـ ـ ـ ٍر‬ ‫د‬‫الرا ِشـ ـ ـ ـ ِ‬
‫َّ‬ ‫وصـ ـ ـ ـحبِ ِه أَمْج عِني‪ ،‬وارض اللَّه َّم ع ِن اخْل لَ َفـ ـ ـ ِ‬
‫ـاء‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َْ َ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫وعمـ ــر وعثْمـ ــا َن وعلِي‪ ،‬وعن سـ ـ ـائِِر ال َّ ِ‬
‫ني‪َ ،‬و َعلَى‬ ‫صـ ـ ـ َحابِة األَ ْكـ ـ َـرم َ‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ٍّ َ َ ْ َ‬
‫ان إِىَل‬ ‫ـات الْمـ ْـؤ ِمنِني‪ ،‬وع ِن التَّابِعِني ومن تَبِعهم بِِإحسـ ـ ٍ‬ ‫اج ِه أ َُّمهـ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫أ َْزو ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َي ْوِم الدِّي ِن‪.‬‬
‫اللهم اه ــدنا ألحسـ ـ ِن األخالق فإن ــه ال يه ــدي ألحس ــنها إال أنت‪،‬‬
‫واصرف عنا سيئها ‪ ،‬فإنه ال يصرف عنها سيئها إال أنت يــا أرحم‬
‫الرامحني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ )(2‬األحزاب ‪.56 :‬‬
‫‪ )(3‬مسلم ‪.384 :‬‬
‫() الرتمذي ‪.2139 :‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪9‬‬
‫اللَّ ُه َّم الَ تَـ َـد ْع لَنَــا َذ ْنبًــا إِالَّ َغ َف ْرتَــهُ‪َ ،‬والَ مَهًّا إِالَّ َفَّر ْجتَــهُ‪َ ،‬والَ َد ْينًــا إِالَّ‬
‫اجـ ةً إِالَّ‬ ‫ِ مِح‬ ‫ض ـْيتَهُ‪ ،‬والَ م ِري ً ِ‬
‫ض ـا إالَّ َش ـ َفْيتَهُ‪َ ،‬والَ َميِّتًــا إالَّ َر ْتَــهُ‪َ ،‬والَ َح َ‬ ‫قَ َ َ َ‬
‫ني‪َ ،‬ربَّنَــا آتِنَــا يِف الـ ُّـد ْنيَا َحسـنَةً ويِف‬ ‫ِ‬
‫ب الْ َعــالَم َ‬ ‫ضـْيَت َها َويَ َّسـ ْرَت َها يَــا َر َّ‬ ‫قَ َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب النَّا ِر‪.‬‬‫اآلخَر ِة َح َسنَةً‪َ ،‬وقنَا َع َذ َ‬
‫ب إِلَْي َهــا ِم ْن َقـ ْـو ٍل أ َْو َع َـم ٍـل‪َ ،‬و َنعُــوذُ‬ ‫ك اجْلَنَّةَ َو َمــا َقـ َّـر َ‬ ‫اللَّ ُه َّم إِنَّا نَ ْس ـأَلُ َ‬
‫ك‬ ‫ب إِلَْي َـهـا ِم ْن َقـ ْـو ٍل أ َْو َع َـم ٍـل‪ ،‬اللَّ ُه َّم إِنَّا نَ ْسـأَلُ َ‬ ‫ـك م َن النَّا ِـر َو َمــا َقـ َّـر َ‬
‫بِـ َ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني أَمْج َع َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫اجْلَنَّةَ لَنَا َول َوالدينَا‪َ ،‬ول َم ْن لَهُ َح ٌّق َعلَْينَا‪َ ،‬ول ْل ُم ْسلم َ‬
‫ش ( ( ْيخ خليف( ((ة بن زاي( ((د‪،‬‬ ‫الد ْولَ( ( ِ(ة‪ ،‬ال َّ‬
‫يس َّ‬ ‫اللَّه َّم وفِّق ولِي أَم ِرنَ( ((ا رئِ‬
‫ُ َ ْ َ َّ ْ َ َ‬
‫(ك‬‫اج َع ْل(هُ يَ(ا َر َّبنَ(ا فِي ِح ْف ِظ َ‬ ‫ِِ‬
‫ص( ْحة َوال َْعافيَ(ة‪َ ،‬و ْ‬
‫وأ َِدم َعلَي ِه موفُور ال ِّ ِ‬
‫َ ْ ْ َْ َ‬
‫(د ِه األ َِم ِ‬ ‫(ك‪ ،‬ووفِّ ِق اللَّه َّم نَائِب ( ( ((هُ وولِ َّي َع ْه( ( ( ِ‬ ‫و ِعنَايتِ‬
‫ين ل َم( ( ((ا تُ ِحبُّهُ‬‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫َ َ‬
‫ضاهُ‪ ،‬وأَيِّ ْد إِ ْخوانَهُ ح َّكام ا ِإلمار ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫َ ُ َ ََ‬ ‫َوَت ْر َ َ‬
‫ـاء ِمْنهم واألَمـ ــو ِ‬ ‫ات األ ِ‬ ‫اغف ـ ــر لِْلمسـ ـ ـلِ ِمني والْمسـ ـ ـلِم ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‪،‬‬ ‫َحيَ ـ ـ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫اللَّ ُه َّم ْ ُ ْ َ َ ُ ْ َ‬
‫ش ( ْيخ م ْكتُ((وم‪ ،‬و ُش (يو َخ ا ِإلم((ار ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ش ( ْيخ َزايِ((د‪َ ،‬وال َّ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم ْار َح ِم ال َّ‬
‫(ك‪َ ،‬وأ َْد ِـخـ ِل اللَّ ُه َّم يِف َع ْـف ـ ِو َك َوغُ ْفَرانِ ـ َ‬ ‫ين ا ْنَت َقلُ ((وا إِلَى َر ْح َمتِ ( َ‬ ‫َّ ِ‬
‫ـك‬ ‫الذ َ‬
‫يع أ َْر َح ِامنَا َو َم ْن لَهُ َح ٌّق َعلَْينَا‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ك آبَاءَنَا َوأ َُّم َهاتنَا َومَج َ‬ ‫َو َرمْح َتِ َ‬

‫وصايا لقمان‬ ‫‪10‬‬


‫اب لِ َم ْن َبىَن َـهـ ـ ـ ـ ـ ـ َذا الْ َم ْسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِج َـد‬ ‫ِ‬
‫ك الْ َم ْغفـ ـ ـ ـ ـ ـ َـر َة والث ََّو َ‬ ‫اللَّ ُه َّم إنَّا نَ ْسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأَلُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولِوالِ َديـ ِـه‪ ،‬ولِ ُكــل من ع ِـمـل فِيـ ِـه حِل‬
‫صـا ًا َوإِ ْح َسـانًا‪َ ،‬وا ْغفـ ِر اللَّ ُه َّم ل ُكـ ِّ‬
‫ـل‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ِّ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك َم ْسج ًداـ يُ ْذ َك ُر ف ِيه امْسُ َ‬ ‫َم ْن َبىَن لَ َ‬
‫اج َع ـ ْـل َت َفُّر َقنَ ــا ِم ْن َب ْعـ ِـد ِه‬ ‫اج َع ـ ْـل مَجْ َعنَ ــا َـه ـ َذا مَجْ ًع ــا َم ْر ُح ْو ًمــا‪َ ،‬و ْ‬ ‫اللَّ ُه َّم ْ‬
‫ص ْو ًما‪َ ،‬والَ تَ َد ْع فِْينَا َوالَ َم َعنَا َش ِقيًّا َوالَ حَمْ ُر ْو ًما‪.‬‬ ‫َت َفُّرقًا َم ْع ُ‬
‫ات ِم َن ال ِْفتَ ِن َم((ا ظَ َه( َ(ر ِم ْن َه((ا َو َم((ا بَطَ َن‪،‬‬ ‫اح َف( ْظ َدولَ(ةَ ا ِإلم((ار ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫اللَّ ُه َّم ْ‬
‫ين(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫َوأ َِد ْم َعلَْي َها األ َْم َن َواأل ََما َن يَا َر َّ‬
‫َغ ْثنَ ـ ــا‪ ،‬اللَّ ُه َّم‬ ‫ث والَ جَتْع ْلنَ ـ ــا ِمن الْ َق ـ ــانِ ِطني‪ ،‬اللَّه َّم أ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم ا ْسـ ـ ـقنَا الْغَْي َ َ َ‬
‫َغ ْثنَا‪ ،‬اللَّه َّم أ ِ‬
‫َغ ْثنَا‪.‬‬ ‫أِ‬
‫ُ‬
‫(اء ِذي ال ُق( ْ(ربَى‬ ‫ان وإِيت( ِ‬ ‫ِعبَ( َ َّ ِ ِ َّ‬
‫س( ِ َ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫(اد الله‪ ( :‬إ َّن اللهَ يَ(أ ُْم ُر بال َْع( ْدل َوا ِإل ْح َ‬
‫ش( ِاء َوال ُْمن َك( ِر َوالَْبغْ ِي يَ ِعظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ( َذ َّك ُرو َن)‬ ‫َو َي ْن َهى َع ِن ال َف ْح َ‬
‫(‪.)2‬‬
‫‪ )(1‬يكررها الخطيب مرتين‪.‬‬
‫‪ -‬من مسؤولية اخلطيب ‪:‬‬ ‫‪ )(2‬النحل ‪. 90 :‬‬
‫‪ .2‬أن يكون حجم ورقة اخلطبة صغرياً ( )‪.‬‬ ‫مبكرا ‪.‬‬
‫‪ .1‬احلضور إىل اجلامع ً‬
‫ملتزمـ ــا ب ـ ــالزي‪ ،‬ومس ـ ــتعدا إللق ـ ــاء اخلطب ـ ــة كب ـ ــديل‪ ،‬وإب ـ ــداء‬
‫ً‬ ‫املؤذن‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫‪.‬‬‫‪4‬‬ ‫‪ .3‬مس ـ ــك العص ـ ــا ‪.‬‬
‫املالحظات على اخلطيب إن وجدت‪.‬‬
‫‪ . 5‬التأكد من عمل السماعات الداخلية الالقطة لألذان املوحد وأهنا تعمل بشكل جيد أثناء اخلطبة‪.‬‬
‫‪ .6‬التأكد من وجود كتاب خطب اجلمعة يف مكان بارز (على احلامل)‪.‬‬
‫‪ .7‬منع التسول يف املسجد منعاً باتًّا‪ ،‬ولإلبالغ عن املتسول يرجى االتصال برقم ( ‪ )800 26 26‬أو رقم (‪ )999‬أو‬
‫إرسال رسالة نصية على رقم (‪.)2828‬‬
‫‪ -‬لط ًفـ ـ ــا ‪ :‬من يـ ـ ــرغب أن يكتب خطبـ ـ ــة فلريسـ ـ ــلها مشـ ـ ــكورا على فـ ـ ــاكس ‪ 026211850‬أو يرسـ ـ ــلها على إمييـ ـ ــل‬
‫‪Alsaeed.Ibrahim@awqaf.ae‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪11‬‬
‫كروهُ علَى نِ َع ِـم ِـه يَـِز ْد ُك ْم ( َوأَقِ ِم‬ ‫يم يَ ْذ ُك ْر ُك ْم‪َ ،‬وا ْش ُ‬
‫َّ ِ‬
‫ا ْذ ُك ُروا اللهَ الْ َعظ َ‬
‫ش ( ( ِاء َوال ُْمن َك( ( ِر َولَ( ( ِ(ذ ْك ُر اللَّ ِه‬ ‫ص ( (الةَ إِ َّن ال َّ‬
‫ص ( (الَةَ َت ْن َهى َع ِن ال َف ْح َ‬ ‫ال َّ‬
‫صَنعُو َن)(‪.)3‬‬‫أَ ْكَب ُر َواللَّهُ َي ْعلَ ُم َما تَ ْ‬

‫‪www.awqaf.ae‬‬ ‫‪ -‬أضيفتـ خدمة جديدة لتطوير خطبة اجلمعة على موقع اهليئة‬
‫وذلك من خالل اقرتاح عناوين جديدة أو إثراء للعناوين املعتمدة أو إبداء الرأي يف اخلطب اليت ألقيت‪.‬‬
‫الرؤية‪ :‬هيئة رائدة يف توعية اجملتمع وتنميته وفق تعاليم اإلسالم السمحة اليت تدرك الواقع وتتفهم املستقبل‪.‬‬
‫الرسالة‪ :‬تنمية الوعي الديين ورعاية املساجد ومراكز حتفيظ القرآن الكرمي‪ ،‬وتنظيم شؤون احلج والعمرة واستثمار‬
‫الوقف خدمة للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬مركز الفتوى الرمسي بالدولة باللغات (العربية ‪ ،‬واإلجنليزية ‪ ،‬واألوردو)‬
‫‪800 24 22‬‬ ‫لإلجابة على األسئلة الشرعية وقسم الرد على النساء‬
‫من الثامنة صباحا حىت الثامنة مساء عدا أيام العطل الرمسية‬
‫‪2535‬‬ ‫‪ -3‬خدمة الفتوى عرب الرسائل النصية ‪ sms‬على الرقم‬
‫() العنكبوت‪.45 :‬‬
‫وصايا لقمان‬ ‫‪12‬‬

You might also like