Professional Documents
Culture Documents
Wasiat Luqman Alhakim
Wasiat Luqman Alhakim
1436ه
الموافق2015 /6/3 :م اهليئة العامة للشؤون اإلسالمية واألوقاف
1
() البقرة .231 :
2
() الزمر .18 - 17 :
أ َُّي َه((ا ال ُْم ْس( (لِ ُمو َن :ذَ َـك ـ َـر لَنَـ ــا الْقُ ـ ـْر ُ
آن الْ َكـ ـ ِرميُ أمجلَ املواعظِ ،و َّ
قص
علينَا
أحسن ال َقصصِ ،لنسـ ــتفيدَ ِمْن ِعَبِرهَ ـ ـا ،قـ ــالَ اهللُ عـ ـ َّـز وجـ ـ َّـل (:لََق( ( ْد َ
أخربنَـ ـ ـا اهللُ (اب)(َ .)1وِممَّا َ ص ( ( ِه ْ(م ِع ْ(ب ((رةٌ أِّل ُْولِي األَلْبَ( ( ِ
َك( ((ا َن فِي قَص ِ
َ
َ
احلكيم ،وهوَ ِ بعض ِم ْن وص ــايَا لقم ــانَ ـرمي ٌ ـرآن الك ـ ِ تعـ ـاىَل بهِ يِف الق ـ ِ
اهلل الصــاحلنيَْ ،أعلَى اهللُ ســبحانَهُ قـ ْد َرهُ ،ورفَـعَ شـ َـأنُه، من عبــادِ ِ عبدٌ ْ
ـرمي باس ـ ـِْمِه، ت سـ ــورةٌ ِمَن القـ ــرآنِ الكـ ـ ِ وأثَنى عليهِ فِي كتابِ ـ ـِه ،ومُسِّيَ ْ ْ
َن ا ْش ( ُك ْر ْح ْكم( ةَ أ ِ ِ
فيهاَ (:ولََق( ْد آَت ْينَ((ا لُْق َم((ا َن ال َ ق ــالَ اهللُ ع ـ َّـز وج ـ َّـل َ
ِ َّ ِ ()2
ـرأي
ُ ـ ـ ـ ـ ـ
ل وا ، ـديد
ُ ـ ـ ـ ـ ـ
س ال ـول
ُ ـ ـ ـ ـ ـ
ق وال ُ،
والعلم ُ
الفهم هي
َ ُ
احلكمة و . لله)
ـاه ـ ت آ د ْ ـ ـ
قَ ف ـاـ عمة كب ــريةٌ من أكرمــه اهلل تعـ ـاىَل هِب ٌ ِ
ن ـك
َ ـ ل ت و . ()3
ـيد
الرش ـ ُ
ُ َ َ ْ ََ ُ ُ
تش (اء َو َمنْ ُي( ْ(ؤ َ ْح ْك َم( ةَ َمنْ يَ َ خــريا كثــريا ،قــالَ ســبحانَُه (:يؤْتِي ال ِ
ُ ً ً
ْح ْك َمةَ َف َق ْد أُوتِ َي َخ ْي ًرا َكثِ ًيرا)(.)4 ال ِ
ُم اهللُ س ـ ــبحانَهُ باخلصـ ـ ــالِ ِ
ـذين حبـ ـ ــاه ُ احلكيم م َن الـ ـ ـ َ
ُ وكـ ـ ــا َن لقمـ ـ ــا ُن
الزكيةِ ،واألخالقِ العليَّةِِ َ ،
ـك َم ــا َن ـ َـرى مِن قيل للُ ْق َمــا َنَ :م ــا َبلَ ـ َـغ بِ ـ َ
1
)(2يوسف .111 :
)(3لقمان .12 :
)(4ابن كثري .16/335 :
() البقرة .269 :
وصايا لقمان 2
ـالِ :صـ ـ ـ ـ ْد ُق احْل ـ ـ ـ ِـد ِ
يثَ ،وأ ََداءُ اأْل ََمانَـ ـ ـ ِـةَ ،وَت ـ ـ ـ ْـر ُك َما الَ ضـ ـ ـ ـلِ؟ َف َقـ ـ ـ َ
الْ َف ْ
َ
َي ْعنِييِن (.)1
فيَ ــا لَ ــهُ ِم ْن حكي ٍم الَْت ـ َـز َم القُـ ـدوةَ ِفي أخالقِـ ـهِ ،والرمحةَ يِف س ــلوكِِه،
والشكر َعلَى نِ َع ِم ربِِّه وخالِِق ِه سبحانَهُ. َ ، واحلكمةَ يِف تصرفاتِِ
ه
اهللَّ : (اد ِ ِ
َّم مثالً رائعًـ ـ ـا فِي أدبِ احلوارِ معَ احلكيم ق ـ ــد َ
َ إن لقم ـ ــانَ عبَ( ( َ
ـات
ـائح جامعةٍ ،اشــتملَتْ َعَلى كلمـ ٍ ـص ون األبنــاءِ ،عربَ وصــايَا نافعـ ٍ
ـة
َ
وآداب تربويةٍ رفيقـ ـ ٍـة ،فكـ ــانَ يسـ ــتفتحُ وصـ ــايَُاه البنِـ ـ ِـه ٍ عذبة رقيقةٍ، ٍ
نتعلم ٌ
م عظي ٌ
درس ا ذ
َ ـ ـه و ) يَّ ن
َ ب (ا( ي ( : ـول
ُ ـ ق في ة بن ــداء ٍ
ات أبوي ـ ٍـة ش ــفيق ٍ
ُ ُ َ
ـاور اآلبـ ــاءُ مـ ـ َـع أبنـ ــائِ ِه ْم ،وينقلـ ــو َن إلي ِه ْم خالص ـ ـةَ ـف يتحـ ـ ُ مْنـ ــهُ كيـ ـ َ
جتارهِبِ ْم ،وحييط ـ ــو َن ُه ْم برع ـ ــايتِ ِه ْم ،ويه ـ ــذبو َن نفو َسـ ـ ـ ُه ْم ،ويرت ُق ـ ــو َن
سبيل احلكم ِـة واملوعظ ِـة احلسـ ِـنة ،قـ َ ِ
ـال ذلك َ بفك ِره ْم ،ويسلكو َن يِف َ
ْح ْك َم( ( ( ِ(ة َوال َْم ْو ِعظَ ( ( ( ِ(ة ك بِال ِ يل َربِّ َ اهللُ عـ ـ ـ ـ َّـز وجـ ـ ـ ـ َّـل (:ا ْدعُ إِلَى َس( ( ( (بِ ِ
أبنائ ـ ـِه،
حكيمــا قريبً ـ ـا مِْن ِ ًـ ـون األبُ أمجل أنْ يكـ ـ َ س( (نَ ِة)( )2فمَ ـ ـا َ الح َ
َ
بالكلمة اجلميلةِ ،ويسـ ـ ـ ـ ـ ــمعُ مشـ ـ ـ ـ ـ ــكالتِِهمْ ِ يـ ـ ـ ـ ـ ــرتفَُّق ِبِهمْ ،وحياورُُهْم
ويِّربيهِْم علَى احلكيمةُ ،
ِ ِ
احلسنة جهَا باألساليبِ برحابة صدرٍ ،ويعالِ ُ ِ
1
)(2مالك 1860 :بالغا.
() النحل .125 :
وصايا لقمان 3
ني اجلانبِ ،والبعدِ َعِن العنفِ، الكلمة ،ولِ ِ ِ القلب ،وعُذوبةِ ِ رقَِّة
واألخالق الزكيةَ. َ ويغرس فيهُِم القَِيمَ َ
النبيلة ُ
احلكيم وصــايَاهُ البنِـ ِـه بــأمرٍ جليـ ٍـل، ُ ـدأ لقمــانُ صلُّو َن :لقَـدْ بـ َ أ َُّي َها ال ُْم َ
بربهِ عـ َّـزِّي صلتَهُ ِّ قو ي ل ، ه س ِ
ولد ِ ِ نف
ْ ي ِ
ف ىَلا تع غرس اإلميانِ ِ
باهلل وهوَ ُ ُ
َ ُ
ـال س ــبحانَُه(: ـوق عب ــادِِه ،ق ـ َ ـوق اهللِ وحق ـ ِ حس ـَِن أداءَ حق ـ ِ وج ـ َّـل ،فيُ ْ
(ال لُْق َم( ((ا ُن اِل بْنِ( ( ِ(ه َو ُه( ( َ(و يَ ِعظُ ( ((هُ يَ( ((ا ُبنَ َّي اَل تُ ْش ( ( ِر ْك بِاللَّ ِه إِ َّن
َوإِ ْذ قَ( ( َ
على أَْن يَن ّمِي فِي ِ ش ( (ر َك لَظُلْم َع ِ
يم ظ ال ِّ ْ
()1
قلب َ َ ُ
ـان ـ ـ م لق َ
ص َ
ر ـ ـ ـوح
َ . ) ٌ ٌ
بعظمة اهللِ عـ ـ ــز
ِ اهلل تع ـ ـ ـاىَل يف السـ ـ ـ ِّـر والعلَ ِن ،فـ ـ ـ َّ
ـذكرَُه ابنِـ ـ ـ ِـه مراقب ـ ـ ـةَ ِ
ُ
ـيء علمً ـا ،وأحص ـَى كلَّ شــيءٍ وأنُه ســبحانَُه أحــاطَ بكلِّ شـ ٍ وجلَّ ،
ـماء ،والَ ُ
يغيب األرض والَ يِف الس ـ ـ ِ ِـ ع ـ ــددًا ،الَ خيفَى عليهِ شـ ــيءٌ يِف
(ال َحبَّ ٍة ِّم ْن (ك ِم ْث َق( َذرة ،فق ــالَ ُله (:يَ ((ا ُبنَ َّي إَِّن َه((ا إِن تَ ( ُ عنْـ ـُه مثق ــالُ ٍ
ض ي (أ ِ َخ((ر َد ٍل َفتَ ُكن( فِي ص ( ْخر ٍة أَو فِي ال َّ ِ ِ
ْت س ( َم َوات أ َْو في اأْل َْر ِ َ َ َ ْ ْ
بِ َها اللَّهُ إِ َّن اللَّهَ لَ ِط ٌ
ِ ()2
طاهلل عز وجل حمي ٌ أن َ أيقن َّ
َ ن
ْ َ
فم . يف َخب ٌير)
أحسن ِفي عملِ ـِه، علمـا سـ َـعى يِف َنْيـ ِـل حمبَّتِـ ِـه ورضــاهُ ،و َ ـيء ًـ بكــل شـ ٍ
ِّ
ِئ. َم ُيس ْأفاد ول ْيضر ،و َ َم َّ نفع ول ْ وراقبَهُ ِفي تعامُِلِه معَ الخ ْل ِق ،و َ
1
)(2لقمان .13 :
() لقمان .16 :
وصايا لقمان 4
(اد ِ
اهلل: ِ
هي
ـالة ،التِي َ
على احملافظةِ علَى الص ـ ِ
وحث لقم ــانُ ابنَـ ـُه َ
َّ عبَ ( َ
اهلل تعـ ـاىَل
عم ــودُ ال ــدينِ ،ورأسُ القرب ــاتِ ،وأعظمُ الطاع ــاتِ ،ق ــالَ ُ
عنـ ـ ـ ـُه (:يَ ( ((ا ُبنَ َّي أَقِ ِم ال َّ
ص( ( (اَل َة)( .)1فالص ـ ـ ــالةُ تطهرُ القل ـ ـ ــوبَ، خُم ًربا ْ
وتنهى ع ِن وتزكِّي النفوسَ ،وتَسـ ُـمو بـاألخالقَِ ، األرواحُ ،َ هذ ُ
ب وتُ ِّ
ِ
الفحشاء واملنك ِر.
ص(لُّو َن :ومَِن اجلوانبِ التِي رسَّـخََها لقمــانُ ِفي ابنِ ـِه حسن الم َ أ َُّي َه((ا ُ
اجلانب ،والبعدـِ َعِن
ِ مع النـ ــاسِ ،فحثَُّه علَى التواض ـ ـُِع ولنيِ التعامُ ـ ـِل َ
ب والتع ـ ـ ـ ـ ــالِي ،وأمـ ـ ـ ـ ـ َـرهُ بـ ـ ـ ـ ـ ـالتزامِ مك ـ ـ ـ ـ ــارمِ األخالقِ ،والتحلِّي
العُجْ ِ
ص ِّع ْر
سبحانُه حكايةً عنُْهَ (:واَل تُ َ َ الوقورة ،قالَ
ِ بالشخصيةِ الرصينةِ
(ل
ب ُك( َّ ض َم َر ًح((ا إِ َّن اللَّهَ اَل يُ ِح ُّ ش فِي اأْل َْر ِ َّاس َواَل تَ ْم ِ َخ( َّ(د َك لِلن ِ
ض َعْن ُه ْم َّاسَ ،و ُت ْعـ ـ ـ ِر َ ن ال ِّر
ق ح ُت ف
َ ر ب
َّ ك
َ ت
َ ت
َ اَل : ْ
ي أ
َ . ()2 ُم ْختَ( ( ٍ
(ال فَ ُخ( ((و ٍر)
ْ ََ َ
ِ ـوك( .)3بـ ـ ـ ــل ألِ
ـكَ ،وابْ ُسـ ـ ـ ـ ـ ْط إليهِْم ـ ـ
َ َ َ ـ ـ ب ان ج ْ
م هل
ُ ن
ْ بَِو ْج ِهـ ـ ـ ـ َ
ـك إِ َذا َكلَّ ُمـ ـ ـ ـ َ
ك.
َو ْج َه َ
1
)(2لقمان .17 :
)(3لقمان .18 :
() البغوي .6/289 :
وصايا لقمان 5
ومِْن حكمةِ لقمـ ــانَ أنَُّه لََّما نَهَى ابنَ ـ ـُه َعِن ْالخُُل ـ ـِق الـ ــذميمـِ دلَّهُ َعَلى
ص ( ( ( ْد فِي
اخْلُلُقِ الْ َكـ ـ ـ ِرميِ الَّ ِذي يْنبغِي أَ ْن يس ـ ـ ـَتع ِملَه( )1فق ـ ـ ــالَ (:واقْ ِ
َ َْ ْ ُ ََ
ك)(َ )2أيْ توس ـَّ ْ ص( ْوتِ َ ض( ِ َم ْش(يِ َ
متحلي ـا
كً ، ط فِي مشيِ َ ض من َ ك َوا ْغ ُ ْ
دون حاجةٍ ،لِمَـ ـا ت مِْن ِ صـ ـو ِ
بالوق ــارِ والس ــكينةِ ،وَنهَـ ـاهُ َعْن َرفْعِ ال َّ ْ
ـربي ول ـ َـدُه َعَلى احلكيم ي ـ ِّ
ُ التكلف واإلي ــذاءِ ،وك ــانَ لقم ــا ُن ِ فيه ِمَن
ِ
ـولَ :ك َفىإليهْم ،وينهَ ـُاه َعِن األذَى ،فيقـ ُ الرمحة بالنــاسِ ،واإلحســانِ ِ ِ
َّاس ِم ْن َشِّر َك(.)3 ك َع ْقاًل أَ ْن يَ ْسلَ َم الن ُ بِ َ
اها مِْن قَِيٍم وآدابٍ. خصال ،ومَا أمسَ َ ٍ فمَا أمجلََها مِْن
َاللُ َه َّم َو ِّف ْقنَا للسدادِ ِفي القولِ والعملَِ ،وأ َِعنَّا َعلَى التَّحَِّلي ف
ك حُمَ َّم ٍد ِ ِ ِ
اعـ ِـة َر ُسـول َـك َوطَ َ اعتِ َ
وو ِّف ْقنَــا مَج ًيعــا لطَ َ
بــاألخالقِ الزكيَّةَِ ،
َّ ِ ِ
آمنُ ((وا
ين َ اعتِ ـ ِـهَ ,ع َمالً بَِق ْول ـ َ
ـك (:يَ ((ا أ َُّي َه((ا الذ َ
وطَ ِ
اع ــة َم ْن أ ََم ْرَتنَ ــا بِطَ َ
َ َ
ول َوأ ُْولِي األ َْم ِر ِمن ُك ْم)(.)4 الر ُس َ َطيعُوا َّ َطيعوا اللَّه وأ ِ
ََ أ ُ
ِ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم. ِ ِ ِ ِ
َن َف َعيِن اللَّهُ َوإِيَّا ُك ْم بِالْ ُق ْرآن الْ َعظي ِمَ ،وبِ ُسنَّة نَبِيِّه الْ َك ِر ِمي َ
ول َقويِل ه َذا وأَسَت ْغ ِفر اللَّه يِل ولَ ُكم ،فَاسَت ْغ ِفروه إِنَّه هو الْغَ ُفور َّ ِ
يم.
الرح ُ ُ أَقُ ُ ْ َ َ ْ ُ َ َ ْ ْ ُ ُ ُ ُ َ
1
() القرطيب .14/71 :
2
() لقمان .19 :
3
() حلية األولياء .6/6 :
4
() النساء.59 :
وصايا لقمان 6
وصايا لقمان 7
الْ ُخطْبَةُ الثَّانِيَةُ
يكنيَ ،وأَ ْش َه ُد أَ ْن الَ إِلهَ إِالَّ اللَّهُ َو ْح َدهُ الَ َش ِر َ احْل م ُد لِلَّ ِه ر ِّ ِ
ب الْ َعالَم َ َ َْ
ِ
أن َس ـيِّ َدنَا حُمَ َّم ًداـ َعْبـ ُـد اللَّه َو َر ُس ـولُهُ ،اللَّ ُه َّم َ
ص ـ ِّل َو َس ـلِّ ْم لَــهَُ ،وأَ ْش ـ َه ُد َّ
ين َو َعلَى رِ وبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ِر ْك علَى سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيِّ ِدنَا حُم َّم ٍد وعلَى آلِـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـه الطَّيِّبِني الطَّ ِ
اه
َ َ َ ََ َ َ ََ
ان إِىَل َي ْوِم الدِّي ِن. أَصحابِِه أَمْج عِني ،وعلَى التَّابِعِني هَل م بِِإحس ٍ
َ ُْ ْ َ َ َ ََ َْ
الت ْقـ ـ َـوىَ ،و َراقِبُ ـ ــوهُ يِف ال ِّسـ ـ ـِّر ـاد اللَّ ِه َحـ ـ َّـق َّ ِ
أ ََّما َب ْع( ( ُد :فَ ـ ـ َّـات ُقوا اللَّهَ عبَ ـ ـ َ
ـاء ْ
ت وصايا لُْق َـمـا َن احْلَ ِكي ِم البْنِـ ِـه التِي جـ َ أن ِمْن َ َّج َوىَ ،و ْاعلَ ُموا َّ َوالن ْ
ال لَُه :يا ب جالِ
س الْعُلَ َماءَ ،فَـِإ َّن اللَّهَ حُيْيِي الْ ُقلُـ َ
ـوب ِبهَا اآلثارُ َّأنُه قَ َ َ ُيَنَّ َ ْ
ض الْ َمْيتَـ ـ ـ ـةَ بَِوابِـ ـ ـ ِـل ال َّسـ ـ ـ َم ِاء(.)1 ِ ِ
بِنُ ـ ــو ِر احْل ْك َمـ ــة َك َمـ ـ ــا حُيْيِي اللَّهُ اأْل َْر َ
ـاء لِيَأْ ُخـ ـ ـ ـ ـ ـ َذ َعْن ُه ْمَ ،و َيَت َعلَّ َم ِم ْن ِع ْل ِم ِه ْمفأوصـ ـ ـ ـ ـ ـَُاه مِب جالَسـ ـ ـ ـ ـ ـ ِة الْعلَ ـمـ ـ ـ ـ ـ ِ
َُ َُ َ
اعـ ِـة، حيَ ـا ِبه الْ ُقلُــوبُ فــتزدادُ ِفي الطَّ َ ـور احْلِ ْك َـم ِـة تَ ْ ألن نُـ َ وح ْك َمتِ ِه ْمَّ ، ِ
ـول أَُب ـو ُج َحْي َف ـ ةَ رض ــي اهلل عن ــه: ص ـيَ ِة ،ول ـ َ
ـذلك يق ـ ُ وتبتعِ ـدُ َعِن الْمع ِ
َْ
ـل ـ
يجم ف . ()2 ِ جالِسـوا الْ ُكبــراء ،ـ ِ
ُُ وخـالطُوا احْلُ َك َـمـاءَ ،و َسـائلُوا الْعُلَ َـمـاءَ ََ َ َ َ ُ
ـتفادة ِمَن العلم ـ ـ ــاءِ الع ـ ـ ــاملنيَ ِ
أهل بنَ ـ ـ ــا أَْن نـ ـ ـ ـريِّب أبناءنَ ـ ـ ــا علَى االس ـ ـ ـ ِ
َ َ َ
1
() املوطأ .1856 :
2
() الطرباين يف الكبري 22/133بإسناد صحيح كما يف جممع الزوائد للهيثمي (.)1/12
وصايا لقمان 8
ُه ْم ِمَن الوقـ ـ ــوعِ ِفي الزللِ, ـك يعصم ُ التوسطِ واالعتـ ـ ــدالِ ،فـ ـ ـ َّ
ـإن ذلـ ـ ـ َ
واخلوضِ فِي الباطلِ.
ـالص ـالَِة َوال َّس ـالَِم َعلَْيـ ِـه ،قَ ـ َ ص ـلُّوا َو َس ـلِّ ُموا َعلَى َم ْن أ ُِمـ ْـرمُتْ بِال َّ َهـ َذا َو َ
َّ ِ ِ ِ
آمنُ((وا ين َ صلُّو َن َعلَى النَّب ِّي يَا أ َُّي َها الذ َ َت َعاىَل (:إِ َّن اللَّهَ َو َمالئ َكتَهُ يُ َ
ص(لَّى ول اللَّ ِ ِ ِ
ن م يما) َ َ ُ ص(لُّوا َعلَْي(ه َو َس(لِّ ُموا تَ ْس(ل ً
()1
َْ َ «: ه ُ ـ س ر ـال
َ ـَق و َ
ـال «:الَ َي ( ُ(ر ُّد ص( (لَّى اللَّهُ َعلَْي ( ِ(ه بِ َه((ا َع ْش( (راً»(َ )2وقَـ ـ َ ص( (الَ ًة َ َعلَ َّي َ
الد َعاءُ»(.)3 اء إِالَّ ُّ ضَ الْ َق َ
صـ ـ ـ ـ ِّل َو َس ـ ـ ـلِّ ْم َوبَ ـ ـ ــا ِر ْك َعلَى َسـ ـ ـ ـيِّ ِدنَا َونَبِِّينَ ـ ـ ــا حُمَ َّم ٍد َو َعلَى آلِ ـ ـ ـ ِـه
اللَّ ُه َّم َ
ين :أَيِب بَ ْـكـ ـ ـ ٍر دالرا ِشـ ـ ـ ـ ِ
َّ وصـ ـ ـ ـحبِ ِه أَمْج عِني ،وارض اللَّه َّم ع ِن اخْل لَ َفـ ـ ـ ِ
ـاء
َ َ َ ْ َ َ َْ َ ُ َ ُ
ِ وعمـ ــر وعثْمـ ــا َن وعلِي ،وعن سـ ـ ـائِِر ال َّ ِ
نيَ ،و َعلَى صـ ـ ـ َحابِة األَ ْكـ ـ َـرم َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ٍّ َ َ ْ َ
ان إِىَل ـات الْمـ ْـؤ ِمنِني ،وع ِن التَّابِعِني ومن تَبِعهم بِِإحسـ ـ ٍ اج ِه أ َُّمهـ ِ ـ ـأ َْزو ِ
َ ْ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ
َي ْوِم الدِّي ِن.
اللهم اه ــدنا ألحسـ ـ ِن األخالق فإن ــه ال يه ــدي ألحس ــنها إال أنت،
واصرف عنا سيئها ،فإنه ال يصرف عنها سيئها إال أنت يــا أرحم
الرامحني.
1
)(2األحزاب .56 :
)(3مسلم .384 :
() الرتمذي .2139 :
وصايا لقمان 9
اللَّ ُه َّم الَ تَـ َـد ْع لَنَــا َذ ْنبًــا إِالَّ َغ َف ْرتَــهَُ ،والَ مَهًّا إِالَّ َفَّر ْجتَــهَُ ،والَ َد ْينًــا إِالَّ
اجـ ةً إِالَّ ِ مِح ض ـْيتَهُ ،والَ م ِري ً ِ
ض ـا إالَّ َش ـ َفْيتَهَُ ،والَ َميِّتًــا إالَّ َر ْتَــهَُ ،والَ َح َ قَ َ َ َ
نيَ ،ربَّنَــا آتِنَــا يِف الـ ُّـد ْنيَا َحسـنَةً ويِف ِ
ب الْ َعــالَم َ ضـْيَت َها َويَ َّسـ ْرَت َها يَــا َر َّ قَ َ
َ َ
ِ ِ
اب النَّا ِر.اآلخَر ِة َح َسنَةًَ ،وقنَا َع َذ َ
ب إِلَْي َهــا ِم ْن َقـ ْـو ٍل أ َْو َع َـم ٍـلَ ،و َنعُــوذُ ك اجْلَنَّةَ َو َمــا َقـ َّـر َ اللَّ ُه َّم إِنَّا نَ ْس ـأَلُ َ
ك ب إِلَْي َـهـا ِم ْن َقـ ْـو ٍل أ َْو َع َـم ٍـل ،اللَّ ُه َّم إِنَّا نَ ْسـأَلُ َ ـك م َن النَّا ِـر َو َمــا َقـ َّـر َ
بِـ َ ِ
ِ ِ ِِ ِ ِ
ني أَمْج َع َ
ني. اجْلَنَّةَ لَنَا َول َوالدينَاَ ،ول َم ْن لَهُ َح ٌّق َعلَْينَاَ ،ول ْل ُم ْسلم َ
ش ( ( ْيخ خليف( ((ة بن زاي( ((د، الد ْولَ( ( ِ(ة ،ال َّ
يس َّ اللَّه َّم وفِّق ولِي أَم ِرنَ( ((ا رئِ
ُ َ ْ َ َّ ْ َ َ
(كاج َع ْل(هُ يَ(ا َر َّبنَ(ا فِي ِح ْف ِظ َ ِِ
ص( ْحة َوال َْعافيَ(ةَ ،و ْ
وأ َِدم َعلَي ِه موفُور ال ِّ ِ
َ ْ ْ َْ َ
(د ِه األ َِم ِ (ك ،ووفِّ ِق اللَّه َّم نَائِب ( ( ((هُ وولِ َّي َع ْه( ( ( ِ و ِعنَايتِ
ين ل َم( ( ((ا تُ ِحبُّهَُ ََ َ ُ ََ َ ( ( ( َ َ
ضاهُ ،وأَيِّ ْد إِ ْخوانَهُ ح َّكام ا ِإلمار ِ
ات. َ ُ َ ََ َوَت ْر َ َ
ـاء ِمْنهم واألَمـ ــو ِ ات األ ِ اغف ـ ــر لِْلمسـ ـ ـلِ ِمني والْمسـ ـ ـلِم ِ ِ
ات، َحيَ ـ ـ ُ ْ َ ْ َ ْ اللَّ ُه َّم ْ ُ ْ َ َ ُ ْ َ
ش ( ْيخ م ْكتُ((وم ،و ُش (يو َخ ا ِإلم((ار ِ
ات َ َ َ ُ ش ( ْيخ َزايِ((دَ ،وال َّ َ اللَّ ُه َّم ْار َح ِم ال َّ
(كَ ،وأ َْد ِـخـ ِل اللَّ ُه َّم يِف َع ْـف ـ ِو َك َوغُ ْفَرانِ ـ َ ين ا ْنَت َقلُ ((وا إِلَى َر ْح َمتِ ( َ َّ ِ
ـك الذ َ
يع أ َْر َح ِامنَا َو َم ْن لَهُ َح ٌّق َعلَْينَا. ِ ِ
ك آبَاءَنَا َوأ َُّم َهاتنَا َومَج َ َو َرمْح َتِ َ
www.awqaf.ae -أضيفتـ خدمة جديدة لتطوير خطبة اجلمعة على موقع اهليئة
وذلك من خالل اقرتاح عناوين جديدة أو إثراء للعناوين املعتمدة أو إبداء الرأي يف اخلطب اليت ألقيت.
الرؤية :هيئة رائدة يف توعية اجملتمع وتنميته وفق تعاليم اإلسالم السمحة اليت تدرك الواقع وتتفهم املستقبل.
الرسالة :تنمية الوعي الديين ورعاية املساجد ومراكز حتفيظ القرآن الكرمي ،وتنظيم شؤون احلج والعمرة واستثمار
الوقف خدمة للمجتمع.
-مركز الفتوى الرمسي بالدولة باللغات (العربية ،واإلجنليزية ،واألوردو)
800 24 22 لإلجابة على األسئلة الشرعية وقسم الرد على النساء
من الثامنة صباحا حىت الثامنة مساء عدا أيام العطل الرمسية
2535 -3خدمة الفتوى عرب الرسائل النصية smsعلى الرقم
() العنكبوت.45 :
وصايا لقمان 12