Professional Documents
Culture Documents
النظام الداخلي كمصدر من مصادر قانون العمل PDF
النظام الداخلي كمصدر من مصادر قانون العمل PDF
لجنة المناقشة:
-
-
-
السنة الجامعية:
2016 -2015
إلى مثلي و قدوتي وولي نعمتي من رباني على مكارم األخالق "والذي
العزيز"
إلى التي أهدتني من نور قلبها يوم أرضعتني من حليبها" أمي الغالية"
إلى رفيق دربي و مساندي في الحياة" زوجي"
إلى ابنتي الحبيبة و قرة عيني "صوفيا" حفظها هللا عز وجل
إلى أخواتي األعزاء و خاصة إلى أخي الوحيد "مصطفى" الذي كان
جزءا في إنجاز هذا البحث
وإلي جميع األساتذة الكرام "قسم علوم قانونية و إدارية"
حفظهما هللا عز وجل أتقدم بخالص الشكر إلى والدي و أخي
لمساعدتهما لي في إنجاز هذه المذكرةوتقديم النصائح و التوجيهات
التشكرات
المقدمة ……04……………..………………………………………………………….....
تاريخ القانون08....................................................................................
محدد المضمون37............................................................................
المطلب األول :تحديد مدة العمل و االستفادة من الراحة األسبوعية و العطلة السنوية42................
مراقبة الحضور45.........................................................................
مراقبة الغياب45...........................................................................
مراقبة التأخر45...........................................................................
تحديد الراحة األسبوعية48.....................................................................
المطلب الثاني :النظام الداخلي وتدابير تطبيق الحماية الصحية و األمنية في وسط العمل51..........
تدابير تطبيق قواعد الوقاية من المخاطر الناجمة عن استعمال وسائل العمل المختلفة58.........
الخاتمة62..........................................................................................
المراجع65..........................................................................................
المقدمة:
يعتبر قانون العمل في الجزائر من القوانين الحديثة نسبيا ً بالرغم من أهميته الكبرى ،وضرورته القصوى.
ورغم أنه يمتد بجذوره التاريخية إلى الفترة االستعمارية التي كان يطبق فيها قانون العمل الفرنسي على
العمال في الجزائر ،وهو القانون الذي بقي ساري المفعول إلى فترة متأخرة بعد االستقالل ،األمر الذي أخر
ظهور قانون العمل الوطني .إال أن تأخر ظهور قانون العمل في الجزائر لم يمنعه من التطور السريع واللحاق
بالقوانين األخرى.
فال شك أن لكل مؤسسة قانونا خاصا و نظاما داخليا تعمل به من أجل ضمان سيرورة حسنة و هادفة،
حيث أن الن ظام الداخلي يتشكل من مجموعة مسائل إلزامية ذات طابع عام و دائم ،فالمستخدم يتميز بسلطة
انفرادية معترف بها في وضعه لقواعد عامة و دائمة تفرض على عمال المؤسسة ،وهي تتجلى في مجمل
األنظمة الداخلية و التعليمات و التوجيهات ،تتعلق بتنظيم المؤسسة كالقواعد الصحية و األمنية و التأديبية
والمواظبة و الجدية ،والتي تدخل ضمن سياق عام ،اصطلح عليه بثقافة المؤسسة .
لقد أصبح النظام الداخلي في الوقت الراهن ضروريا للسير العادي للمؤسسة ،والكتابة هي شرط من
شروط صحته وهي في الوقت نفسه وسيلة إثباته ،بحيث كانت نشأة النظام الداخلي في بداية القرن التاسع
عشر بإرادة أصحاب العمل ،إذ لم يكن هناك من التشريع ما يجبرهم على إنشائه ،بل كان الدافع إلى ذلك هو
خلق قواعد دقيقة و مجحفة في حق العامل تحد من حرياته داخل المؤسسة ،ويترتب عن مخالفتها عقوبات
مالية .
لقد كان للضغوطات الممارسة على المنظمات التربوية بعد الثورة الصناعية في أوروبا ،بفعل إضراباتها
المتواصلة ،األثر المباشر في تدخل الدولة لتنظيم و الحد من سلطة المستخدم التنظيمية ،حيث تدرجت مطالبها
بصورة مستمرة و متتالية الى أن بدأ التشريع المقارن يهتم بالنظام الداخلي و يتدخل في تنظيمه ،فالبلدان
األوروبية التي عرفت هذا التطور في بلجيكا في ،1889ثم ألمانيا ،1891فايطاليا في ،1924أما فرنسا فقد
عرفت تطورا بطيئا في هذا المجال ،اذ مس تنظيمه بعض الحاالت الخاصة إلى أن شمل جميع القطاعات في
عام .1942
إن التطرق لموضوع النظام الداخلي للمؤسسة المستخدمة في تشريع العمل الجزائري ،يقتضي منا وتجدر بنا
بداية ،وضع المنطلق الذي بواسطته نقوم بإعداد البحث ،وهو عبارة عن تساؤل يدفعنا إلى طرح اإلشكالية
التالية والمتعلقة بصلب الموضوع:
ماهو النظام الداخلي و ماهي أهم مميزاته؟ و وكيف تتجلى عالقة العامل بالنظام الداخلي للمؤسسة؟
لإلجابة على هذا التساؤل ،وضعت خطة بحث تتشكل من فصلين ،كل فصل يضم مبحثين ،حيث يحتوي كل
مبحث على مطلبين.
فالفصل األول( قانون العمل في ظل التشريع الجزائري) ينحصر محتواه ويركز على:
المبحث األول :النظرية العامة لقانون العمل
أما الفصل الثاني (النظام الداخلي للمؤسسة في ظل التشريع الجزائري) فخصصناه للنظام الداخلي حيث
سيكون بهذا الشكل على :
المطلب األول :تحديد مدة العمل و الراحة األسبوعية و إجراءات الخروج إلي العطلة السنوية و
الغيابات الخاصة.
المطلب الثاني :النظام الداخلي و تدابير الحماية الصحية و األمنية في وسط العمل.
ختاما و في األخير ،نصل إلى الخاتمة ،حيث يتم التطرق لالستنتاجات العامة التي لها عالقة بموضوع
الظروف المهنية التي يعيشها العمال في المنظومة القانونية ،ومن بينها قانون العمل الذي يتحدث و يؤكد في
شتى مواده على ضرورة ضمان المستخدم لحقوق و حريات العمال و العمل في رفاهية تامة خالية من
العوائق ،وكدا التزام العامل بتطبيق اإلجراءات التأديبية القانونية ،والتي تنعكس كلها في عملية صياغة
النظام الداخلي للمؤسسة بوجه حسن و متماشي مع المنظومة القانونية.
المبحث األول :قانون العمل
-1تاريخ القانون:
تميزت مرحلة ما قبل االستقالل بالهيمنة االستعمارية في مجال عالقات العمل ،إذ كان العامل الجزائري يفتقد
ألدنى حقوقه ،فلم يكن له من خالل ذلك سوى المطالبة بالحرية واالستقالل ،وقد تجسد ذلك من خالل القيام
بإضرابات عديدة التي اكتست الطابع السياسي .حيث نتج عن ذلك تأسيس االتحاد العام للعمال الجزائريين
سنة 1956م ،وبعد رحيل االستعمار واسترجاع السيادة الوطنية أصبحت معظم أمالك األوروبيين
ومؤسساتهم شاغرة ،فقام العمال تلقائيا بإدارتها بعد أن صدرت جملة من النصوص القانونية والتنظيمية .فبعد
التغييرات التي عرفها هذا النظام في مختلف المجاالت االقتصادية منها واالجتماعية صدر األمر رقم 57-62
سنة 1962القاضي بتمديد العمل بالتشريع الفرنسي إال ما تعارض منه مع السيادة الوطنية .ثم األمر -66
133سنة 1966المتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية يليه األمر رقم74 -71سنة1971م المتعلق
بالتسيير االشتراكي للمؤسسات وهو أول قانون للعمل في الجزائر المستقلة .فاألمر 75-71المتعلق بالشروط
العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص كما صدرت مجموعة من التشريعات المختلفة ،إضافة إلى ذلك
األمر رقم 32-75المتعلق بالعدالة في العمل واألمر رقم 33-75المتعلق باختصاصات مفتشيه العمل
والشؤون االجتماعية..
يعتبر قانون 12-78المتضمن القانون األساسي العام للعامل ،الذي جاء تكريسا للمبادئ الواردة في الميثاق
الوطني ودستور 1976م والذي جاء بمبدأين هامين :مبدأ الشمولية ومبدأ التوحيد.
وهذا في ظل النظام الالئحي ،كما صدرت مجموعة من األحكام في ظله منها :القانون رقم 05-82المتعلق
باتقاء الخالفات الجماعية للعمل وتسويتها وكذا القانون رقم 06-82المتعلق بعالقات العمل الفردية.
تميزت سنة 1983م بصدور أهم القوانين المتعلقة بالضمان االجتماعي ،ونذكر منها رقم 11-83المتعلق
بالتأمينات االجتماعية ،وقانون 12-83المتعلق بالتقاعد ،قانون 13-83المتعلق بحوادث العمل واألمراض
المهنية فقانون 14-83المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي وقانون 15-83المتعلق
بالمنازعات فيه.
كان لألزمة االقتصادية العالمية أثر بالغ على االقتصاد الوطني ،إذ كان هناك تدهور في األوضاع االقتصادية
واالجتماعية ونتيحه لهذا وبجملة من اإلصالحات في مختلف الميادين و السياسية منها ،تحقق بموجب
دستور 1989المعدل والمتمم بدستور 1996الذي كرس مجموعة من الحقوق الفردية والجماعية لم يكن
معترف بها من قبل ،وبعد ذلك وتماشيا مع التوجه االقتصادي الجديد صدر قانون 11-90المتضمن لعالقات
العمل المختلفة ،ويبين هذا القانون امتيازات مختلفة في تطبيقاته ،فطريقة إنهاء عقد العمل دون تعسف من
المستخدم وتعويض العامل إذا كان هناك فصل تعسفي ويعرف تواجد التمثيل النقابي للعمال الذي يتولى تنظيم
مصالحهم والدفاع عليها.
وقد حظي العامل في ظل قانون 11-90بمكانة راقية في عمله وبجملة من االمتيازات رغم أنه لم يعرف تبات
1
واستقرار في البعض من مواده ،إذ عدل البعض والغي البعض األخر....
قانون العمل هو مجموعة القواعد التي تنظم العالقات الناشئة بمناسبة قيام شخص بالعمل لحساب شخص
2
آخر .وهو فرع من فروع القانون الخاص الذي يهتم بتنظيم عالقات األفراد ببعضها البعض.
كما يعتبر قانون العمل من القوانين الحديثة النشأة ،إذ لم تتبلور أحكامه ومبادئه في شكلها المتميز إال مع بداية
القرن العشرين ،لتعرف بعد ذلك تطورا سريعا نتيجة لظهور سلوكيات و عالقات جديدة ،والتي أخذها
المشرع بعين االعتبار ،وتشكلت من جراء ذلك مجموعة من القواعد القانونية والتنظيمية واالتفاقيات التي
تحكم مختلف أوجه العالقات الناتجة عن القيام بنشاطات العمل المنتج ،على مستوى كل المؤسسات منها
3
اإلنتاجية واإلدارية والتربوية واإلعالمية وغيرها.
يعرف قانون العمل بأنه ذلك القانون الذي يتضمن جملة من القواعد القانونية التي تنظم عالقة العمال مع
أصحاب العمل أي المستخدمين ،وهذه القواعد منصوص عليها في عدة قوانين وضعها المشرع الجزائري،
4
وأبرزها قانون 11-90المؤرخ في 26رمضان عام 1410الموافق 21أبريل سنة .1990
غير أن التعريف الذي نقترحه ليكون اشمل هو أن قانون العمل عبارة عن"مجموعة من القواعد القانونية
والتنظيمية والمهنية التي يحكم العالقات الفردية والجماعية في العمل بين العمال اإلجراء والمستخدمين
5
عموميين كانوا أو خواص وما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات ومراكز قانونية "
1بن عزوز بن صابر :مباديء عامة في شرح قانون العمل الجزائري – دراسة مقارنة – دار الجامعة الجديدة للنشر،
االسكندرية ، 210،ص 18الى ص 25
2
موسوعة ويكيبيديا الحرة – قانون العمل
3أحميـة سليمــان -قانون عالقات العمـل في التشريـع الجزائــري -طبعة إلكترونية خاصة بالسنة الجامعية 2014ـ 2015كلية
الحقوق ـ جامعة الجزائر
4منتدى الجلفة -قسم قانون العمل http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=199618
مرجع سابق -بن عزوز بن صابر :مباديء عامة في شرح قانون العمل الجزائري 5
رغم استقاللية قانون العمل بذاته لكنه لم يتمكن من وضع كافة القوانين المنظمة لجوانبه ومازال يخضع في
الكثير من المواضيع في األحكام العامة االلتزامات المدنية ال سيما في مجال شروط صحة التعاقد :
-األهلية:
هي صالحية الشخص الكتساب الحقوق ولتحمل االلتزامات ،ووفقا للقاعدة العامة فالعمل الذي يقوم به العامل
يتراوح بين النفع والضرر ويتعين أن تتوافر فيه السن القانونية واألهلية القانونية 19سنة ،باستثناء الستثناء
عقد العمل الذي حدد من خالله المشرع أهلية العمل ابتداء من سن 16سنة طبقا ألحكام المادة 15من قانون
11-90بقولها ( :ال يمكن في أي حال من األحوال أن يقل العمر األدنى للتوظيف عن 16سنة إال في
الحاالت التي تدخل في إطار عقود التمهين التي تعد وفق التشريع والتنظيم المعمول به).
أكد قانون 11-90على ضرورة احترام السن القانونية فيما يتعلق بتشغيل القصر وحدد عقوبة يتعرض لها
صاحب العمل في حالة مخالفته لذلك ،لكن بالمقابل ،لم يحدد المشرع الحد األدنى للسن الذي يتميز به رب
العمل ،وبالتالي كمبدأ عام تطبق عليه القاعدة العامة،أي 19سنة حسب ( قانون العمل) هذا إذا كان صاحب
العمل شخص ا طبيعيا وبالنسبة أما إذا كان شخصا معنويا ،فاألهلية يقابلها االختصاص حيث تحدد القوانين
الداخلية ومصالح األشخاص الذين لهم الحق في إبرام عقود العمل والتشغيل ومنع أي جهة أو مصلحة من
ممارسة االختصاص سواء داخلية أو خارجية من منح حق التشغيل.
-الرضا:
تطبق أحكام الرضا المعبر بها عن اإلرادة بالرجوع بالنظرية العامة لإللتزامات في القانون المدني لعدم
وجودها في تشريعات العمل من الناحية النظرية فالعامل حر في إبرام العقد الذي يتناسب مع إمكانياته
ومؤهالته وعليه فإن احتمال وجود إكراه أو الضغط على حرية العامل هو نادر الوقوع و ذلك باستبعاد
6
المصلحة كما هو الحال في العقود األخرى.
هو كل خالف يقوم بين العامل و صاحب العمل بسبب تنفيذ التزامات العامل أو صاحب العمل
و قانون العمل جاء بكل ما من شاًنه أن يقي العالقة من النزاع في حالة حدوثه ،و ذلك باتخاذ اإلجراءات
المطلوبة لحل هذا النزاع أي على مستوى المؤسسة أو مفتشيه العمل أو على مستوى القضاء .
-أطراف النزاع الفردي :و هما العامل و مستخدمه اللذان تربطهما عالقة عمل و التي تتميز بوجود
التزامات بين الطرفين و أجرة متفق عليها و عالقة تبعية قانونية.
منتدى األوراس القانوني – منتدى يهتم بالثقافة القانونية – قسم محاضرات في قانون العمل 6
-طبيعة النزاع الفردي :و هي ما ينشأ من مضاعفات و إخالل باستقرار عالقة العمل الفردية و ما يترتب
7
عن ذلك من إخالل في الحقوق و االلتزامات المقررة بين الطرفين.
يقصد بمصادر قانون العمل المنابع واألصول التي يستمد منها قانون العمل مجموع قواعده ومضامينها ،فهي
أذن مجموعة من المصادر التي درج المشرع على استقاء أحكام هذا القانون منها ،وهي بالضرورة ال تطابق
مصادر أي قانون آخر الختالف النشأة واألهداف والعالقات التي تحكمها ،إذ يتمتع قانون العمل في هذا
اإلطار بشيء من الخصوصية وبالتالي باختالف في بعض مصادره.
وعليه فإن مصادر قانون العمل يمكن إجمالهما من خالل المصادر الخارجية و المصادر الداخلية.
ويقصد بها كل االتفاقيات التي تم إبرامها مع منظمات العمل سواء مع منظمة العمل الدولية أو العربي وكذا
كل التوصيات التي تصدرها هذه المنظمات تعتبر ملزمة للقانون الداخلي وتجدر اإلشارة إلى أن االتفاقيات
تعلوا على القانون الداخلي وبالتالي يجب على الدول األعضاء األخذ بها قبل األخذ بالقانون الداخلي.
الدستور :ونجدها في الباب الخاص بالحريات وقد سبق اإلشارة إليها سابقا وتجدر اإلشارة إلى أن حق
الممارسة النقابية واإلضراب طرأ عليهما تعديل بعد دستور 1996بحيث كان حق النقابي منحصرا على
تكوين نقابة واحدة وكدا حق اإلضراب كان منحصرا على القطاع الخاص فقط أما اآلن فأصبح حق لكال
القطاعين الخاص أو العام.
النصوص التنظيمية :وهي األعمال التي تقوم بها السلطة التنفيذية وتعد مصدرا الن تعدد مجاالت قانون
العمل مختلفة وال مجال للنصوص التشريعية لتغطيتها كلها لهذا استوجب تدخل السلطة التنفيذية من خالل
نصوص تنظيمية المتمثلة في مراسيم وقرارات وتعليمات تنظم مهنة معينة.
األحكام القضائية :وهي من األعمال السلطة القضائية تأتي لملئ بعض الفراغ القانوني إن وجد في قانون
العمل الصادر عن المصادر األخرى بقيامها بتفسير كل ماهو مبهم حول مواد خاصة بقانون العمل.
االتفاقيات الجماعية :وهي وثيقة مكتوبة ناتجة عن تفاوض بين المجموعة النقابية للمستخدمين والمجموعة
النقابية للعمال ،وممكن أن تخص مؤسسة واحدة أو عدة مؤسسات عبر تراب البلدية آو الوطن من نفس
المهنة وتكمل أهميتها ألنها صادرة عن المعنيين بتطبيقها وتنظم شروط العمل لكل مؤسسة حسب المعطيات
الخاصة لكل مهنة ،ويجب أن ال تضمن المساس بحق من حقوق العمال ،ويجب أن توافق عليها مفتشية العمل
وان ترسل نسخة منها لكاتب ضبط المحكمة لكي يعمل عليها القاضي في حالة حصول نزاع بين المستخدم
والعامل ألحد هذه المؤسسات.
النظام الداخلي للمؤسسة :وهي وثيقة مكتوبة يقوم بإعدادها المستخدم فقط ،وفي المؤسسة التي يزيد فيها عدد
العمال أكثر من 20عامل وأية مخالفة للمصادر الرسمية تكون لصالح العامل فهي جائزة وهي األخرى يجب
أن يوافق عليها مفتشية العمل وان ترسل نسخة لكاتب ضبط المحكمة لكي يعمل عليها
القاضي في حالت حصول نزاع ويجب على جميع العمال في تلك المؤسسة ان يعلموا بها بتعليقها من قبل
9
المستخدم في مكان يراه الجميع.
إن وجود بعض المسائل في قانون العمل تم إحالتها إلى القانون المدني وأبرزها إبرام عقد العمل الذي يخضع
للقواعد العامة النعقاد العقد يجعل له عالقة متينة مع القانون المدني ،إلى جانب البعد التاريخي الذي كان
قانون العمل فيما مضى جزء من القانون المدني ولكن للتغيرات التي حصلت استوجب استقاللية قانون العمل
.
بحيث يمكن القول أن معظم القواعد القانونية لقانون العمل هي تجسيد لمبادئ مذكورة في الدستور ومنها
10
المذكورة في الباب الخاص بالحريات كحق اإلضراب وحرية إنشاء اتفاقيات وغيرها.
9منتدى ستار تايمز – قسم شؤون قانونية – خصائص قانون العمل و عالقته بالقوانين األخرى ومصادره.
http://www.startimes.com/?t=15285692
10
مرجع سابق – منتدى األوراس القانوني -عالقة قانون العمل مع القانون المدني و الدستوري
oعالقة قانون العمل بالقانون المدني :
إن وجود بعض المسائل في قانون العمل تم إحالتها إلى القانون المدني وأبرزها إبرام عقد العمل الذي يخضع
للقواعد العامة النعقاد العقد يجعل له عالقة متينة مع القانون المدني وال ننسى البعد التاريخي الذي كان قانون
العمل فيما مضى جزء من القانون المدني ولكن التغيرات التي حصلت استوجب استقاللية قانون العمل ولكنها
ليست استقاللية تامة مثال:
ما يخص أركان العقد – التعبير عن اإلرادة...الخ فنجدها موجودة في القانون المدني.
تتمثل في النصوص اآلمرة المرتبطة بالجزاء حيث أن قانون العمل يحتوي على عقوبات جنائية لقمع الجرائم
التي ترتكب بمخالفة قواعده ,فإلزامية القواعد القانونية اآلمرة تكمن في العقوبات الجزائية المطبقة على
مخالفيها.
وهي عالقة تكاملية ألن قانون العمل ينظم عالقة العامل ورب العمل ,والقانون االقتصادي ينظم المؤسسات
11
المستخدمة.
تنشأ عن عقد العمل حقوق والتزامات في ذمة العامل ،فهو يتمتع بمجموعة من الحقوق يقرها القانون
واالتفاقيات الجماعية وحقوق أخرى ناتجة عن العقد ،ويخضع في المقابل لمجموعة من التزامات قانونية
وعقدية هي في الواقع حقوق يتمتع بها المستخدم ،غير أن ما يهمنا في هذا المجال هو الوقوف عند بعض
اإلشكاالت المتعلقة بهذه الحقوق وااللتزامات بالنظر إلى الطابع المؤقت الذي يتميز به نشاط العامل الذي
يربطه عقد محدود المدة مع المستخدم.
لقد أورد القانون ( ) 11-90في المادة 05مجموعة من الحقوق وأطلق عليها عبارة الحقوق األساسية ،وأورد
في المادة 06حقوق أخرى .وأطلق عليها عبارة "يحق للعمال" وهنا يثور التساؤل عن معنى الحقوق
األساسية.
لقد ذهب البعض إلى القول أن الحقوق األساسية المنصوص عليها بالمادة 05هي الحقوق المنصوص عليها
في الدستور ،لكن سرعان ما يُحجب هذا الرأي عندما نجد أن بعض الحقوق الواردة في المادة 06منصوص
الحق في األجر:
لقد نص القانون ( ) 11-90في المادة 80منه على الحق في األجر والتي جاءت كمايلي " للعامل الحق في
أجر مقابل العمل المؤدي ،ويتقاضى بموجبه مرتبا أو دخال يتناسب ونتائج عمله".
فاألجر هو أهم الحقوق األساسية للعامل ،كما يعتبر أهم التزامات المستخدم األمر الذي يجعله يحظى بالحماية
القانونية المشددة في مختلف التشريعات العمالية.
التمييز بين األجر في عقد العمل محدد المدة وعقد العمل غير محدد المدة:
العامل الذي يتعاقد مع المستخدم بموجب عقـد محدد المـدة الستخالف عامـل مثبت له من األقدمية مدة طويلة
تغيب عن عمله بسبب عطلة مرضية ،ففي هذا المثال هل أن تعويض األقدمية وحوافز الكفاءة المهنية تلحق
العامل الجديد؟
إننا ال نجد في القانون ما يجيب على ذلك ،غير أننا نجد أنفسنا بين كفتين الكفة األولى وهو األجر الذي يعود
إلى العامل بحكم المنصب الذي يشغله بموجب عقد محدد المدة والذي كان يدفعه المستخدم للعامل المتغيب
مشتمالً على تعويض األقدمية ,وبذلك يمكن أن نقول أن العامل الجديد أصبح يشغل ذلك المنصب بجميع
امتيازاته وكأنه يحل محل العامل المتغيب.
وبالرجوع إلى المادة 81من القانون 11/90نجد " يفهم من عبارة مرتب ،حسب هذا القانون مايلي:
التعويضات المدفوعة بحكم أقدمية العامل أو مقابل الساعات االضافية بحكم ظروف عمل خاصة ،السيما
العمل التناوبي و العمل المضر و االلزامي بما فيه العمل الليلي ،و عالوة المنطقة.
12
العالوات المرتبطة بإنتاجية العمل و نتائجه.
ومن حق العامل الذي تربطه عالقة محددة المدة أن يستفيد مـن الدفـع المنتظم لألجور كل شهـر وفقا للقانون
78/49وكذلك وفقا للمادة 88من القانون ( ) 11-90والتي تنص على "يجب على المستخدم دفع األجور
لكل عامل بانتظام عند حلول استحقاقه".
مولود ديدان :مدونة العمل ،دار بلقيس للنشر-دار البيضاء -الجزائر ،2012-ص 86 12
-عدم التنازل عن األجر المادة 173من األمر المتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص .
-إلزامية تسليم قسيمة أو كشف األجر المادة .86
-تسليم األجرة للعامل بصفة شخصية ,ومباشرة أو بموجب وكالة المادة 15/02من األمر المتعلق بالشروط
العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص .
لقد بسط المشرع حماية خاصة على العامل ,بهدف رعايته ألداء مساهمة بصورة فعاّلة ،إذ أن الحق في
الحماية أصبح من أهم خصائص تشريعات العمل في الوقت الحاضر.
وقانون العمل هو في ذاته قانون اجتماعي يسعى لحماية العامل وضمان أمنه من جميع أخطار العمل ،وتشمل
التأمينات االجتماعية ،التأمين على المرض ،التأمين على الوالدة ،التأمين على العجز ،التامين على الوفاة.
كما تشمل أحكام الحماية والضمان االجتماعي ,حوادث العمل األمراض المهنية ،الوقاية الصحية وطب
العمل.
و بصورة عامة ال يختلف العامل الذي يربطه بالمستخدم عقد محدد المدة ,مع العامل الذي يربطه بالمستخدم
عقد عمل غير محدد المدة ,في شأن الحق في الحماية والضمان االجتماعي غير أننا نجد المرسوم التشريعي
11 / 94قد خرج عن هذه القاعدة واستثنى من التأمين على البطالة العمال ذوي العقود المحددة المدة بنص
صريح وذلك في المادة 5منه والتي تنص أنه "ال يمكن أن يستفيد من خدمات التأمين على البطالة ،األجراء
ذو عقد عمل محدود المدة ،والعمال الموسميون أو العاملون لحسابهم الخاص أو ذوو عدة مستخدمين"...
ويظهر أن المشرع حرم العمال ذوي العقود المحددة المدة من التأمين على البطالة ,ألن نشاطهم ينتهي بانتهاء
مدة العقد ,إضافة أن العقود المحددة المدة لها طابع استثنائي.
الحق النقابي:
لقد كرس دستور 1996وقبله دستور 1989الحق النقابي في المادة 56منه إذ نصت على "الحق النقابي
معترف به لجميع المواطنين ".
واقتضى األمر إصدار القانون ( ) 14 - 90بتاريخ 02بتاريخ 02جوان 1990المتعلق بكيفية ممارسة
الحق النقابي ،وقد نصت المادة األولى منه " أن هذا القانون يطبق على مجموع العمال األجراء وعلى
المستخدمين"
"تعتبر تمثيلية داخل المؤسسة المستخدمة الواحدة ،المنظمات النقابية للعمال التي تضم % 20على األقل من العدد
الكلي للعمال األجراء التي تغطيهم القوانين األساسية لهذه المنظمات النقابيـة و/أو المنظمات النقابية التي لها تمثيل
% 20على األقل في لجنة المشاركة ،إذا كانت موجودة داخل المؤسسة المستخدمة...".
من أهم الحقوق التي عادة ما تركز عليها اإلتفاقيات الجماعية السيما القطاعية منها ،الحقوق النقابية التي تتناول
معظم هذه االتفاقيات كيفيات ممارستها ،حيث أنها عادة ما تنطلق من مبدأ تكريس مظاهر ممارسة هذه الحقوق
13
وفق ما هو منصوص عليها في القانون المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي.
مرجع سابق -أحمية سليمان :قانون عالقات العمل الجماعية في التشريع الجزائري المقارن –الجزائر،ط ،2،2013ص377 13
إن المشرع استعمل عبارة "العمال" وهي عبارة عامة تشمل العمال ذوي العقود المحددة المدة وذوي العقود
غير المحددة المدة ،غير أنه وطالما كان التمثيل النقابي حق دستوري مكفول لكل العمال دون استثناء ،ويسمح
بوجود هيئة تمثلية تدافع عن حقوقهم المادية والمعنوية ،فإنه ليس من المستساغ استثناء العمال الذي تربطهم
عالقة محددة المدة مع المستخدم من التمثيل النقابي.
الحق في المشاركة:
تنص المـادة 91من القانـون ( )11 - 90على" :تتم المشاركـة في الهيئة المستخدمة كما يلي :
-بواسطة مندوبي المستخدمين في مستوى مكان كل عمل متميز يحتـوي على 20عامـال على األقل.
-بواسطة مشاركة تضم مندوبي المستخدمين في مستوى مقر الهيئة المستخدمة المنتخبين طبقا للمادة 93
أدناه...".
وهذه المادة بدورها تحيلنا إلى مواد أخرى إلى المواد 97 - 92ولكن ما يمكن استخالصه من المادة 97أنه
يجب أن تتوفر في مندوب العمال شروط معينة هي:
إنه بتحليلنا للمادة 97نجد أنها تذكر العمال بصفة عامة ،وبالتالي فال نفهم منها هل تقصد العمال الدائمين
والعمال المؤقتين الذين يربطهم عقد عمل محدد المدة مع المستخدم؟ ونالحظ أن شرطي أن يكون العامل
مثبتا ،وأن يكون بالغا سن 21سنة على األقل هما شرطان يمكن أن يتوافر في العامل ذو العقد محدد المدة.
غير أن الشرط المتعلق باألقدمية لمدة سنة تثير إشكاال باعتبار أن شرط مرور سنة قلما يتوافر في هذه الفئة
من العمال ،نظرا ألن مدة عقد العمل عمليا تكون قصيرة ،وال تتجاوز في غالب األحيان السنة وهذا ما يجعل
هذا الشرط غير متوفر ويقصيهم بذلك من حرية اختيار مندوبيهم.
يقصد بالتكوين المهني تأهيل العمال في المؤسسات المستخدمة ،ورفع مستواهم المهني لمزاولة مهام جديدة
في العمل مواكبة للتطور ،وذلك عن طريق تنظيم ملتقيات وندوات دراسية وتقع مسؤولية التكوين على
المستخدم ,والمشرع الجزائري خول للعمال بموجب المادة 06من القانون ( ) 11-90هذا الحق ،ويفهم من
عموم النص أي المادة 06أنه لم يتم استثناء العمال ذوي العقود المحددة المدة ,غير وأنه وبالمقابل فمن غير
المعقول استفادة عامل مؤقت بفترة تكوين مهني ،على أساس أن المدة التي يبرم في حدودها العقد قد ال تغطي
أحيانا فترة التكوين ,وحتى وأن كانت تغطي المدة ,فإنه من غير المنطقي أن يوظف مستخدم عامل ويمتعه
بفترة تكوين قد تأخذ جزءا ً مهما من مدة العقد الذي يربطه بالعامل.
ومن هنا كان من األفضل تنظيم هذه المسألة ولو بطريقة تجعل من حق العامل في التكوين المهني يتناسب
ومدة عقد العمل.
الحق في الترقية:
لقد جعل القانون الجزائري من الترقية إجازة للعامل على تنمية معارفه ومؤهالته المهنية بتعيينه في منصب
عمل جديد يخوله رتبة أعلى من رتبته السابقة.
والهدف من الترقية هو تشجيع للعامل على المواصلة والتطور في حياته المهنية وعادة ما يستفيد العامل من
الترقية إذا أمضى فترة زمنية معتبرة في المنصب الذي يشغله ،باعتبار أن نتائج عمله ومؤهالته تظهر مع
الزمن ،وهذا ما يجعل من الترقية في مجال العقود محدد المدة نادرة جدًّا بسبب أن نشاط العامل يرتبط
بمنصبه فترة زمنية محدودة ،ثم ينتهي بانتهاء المدة ،وفي أحسن األحوال يجدد العقد لمدة أخرى .
ومما سبق يظهر أن التفرقة بين الحقوق التي يتمتع بها العامل الذي يرتبط عقد محدد المدة والعامل الدائم هي
تفرقة تظهر على أرض الواقع وهذا في ظل عدم تمييز المشرع بين الصنفين.
هو حق شخصي ذو طابع مالي ،يستفيد منه العامل الذي استوفى شروط استحقاقه ،السيما دفع استحقاقات
الضمان االجتماعي خالل المدة التي تمكنه من االستفادة من أداءات الصندوق ،و هي مقدرة ب 32سنة
يستحق على إثرها العامل الحق في التقاعد على أساس نسبة 80من المائة من متوسط األجر المدفوع عن
السنة األخيرة من العمل ،أو الثالث سنوات األخيرة منم العمل إذا كان ذلك أفضل للعامل ،،و ينتقل الحق في
التقاعد إلى من هم في كفالته من ذوي الحقوق ،و هم الزوج ،و الفروع ،و األصول المكفولين.
نصت المادة 7من القانون ( ) 11-90على مجموعة من التزامات العامل ،والواقع أن التزامات العامل ،هي
التزام أصلي يتمثل في تنفيذ العمل تدور حوله التزامات فرعية أو تبعية كما يمكن تصنيف التزامات العامل
إلى صنفين .
أ -االلتزام بتنفيذ العمل المحدد في العقد واالمتثال ألوامر وتوجيهات المستخدم:
إن مضمون هذا االلتزام هو قيام العامل بتنفيذ ما يجب أن يتم بصفة شخصية ودون اللجوء إلى التنفيذ بمقابل.
وتنفيذ العمل المحدد في العقد يفرض تحديد كافة األعمال واألشغال والنشاطات التي تشكل منصب العمل أو
المهمة الموكولة للعامل ,وذلك من خالل التحديد الموضوعي والمكاني والزماني .
وألجل تحقيق ذلك وجب أن يخضع العامل ألوامر وتوجيهات المستخدم ,وهذا ما نصت عليه المادة 07من
القانون ( ) 11-90في فقرتها الثالثة على "...أن ينفذوا التعليمات التي تصدرها السلطة السلمية ,التي يعينها
المستخدم أثناء ممارسته العادية للسلطة اإلدارية"...
بـــ -االلتزام بمراعاة تدابير الصحة واألمن والخضوع للرقابة الطبية :
هذا االلتزام عبارة عن تدابير يفرضها النظام الداخلي أو اللوائح الداخلية ويكون الغرض منه حماية العامل
واآلخرين والممتلكات مثل :ارتداء األلبسة الواقية أو القبعات أو عدم التدخين في أماكن العمل
إضافة إلى ذلك فإن العامل ملزم باالمتثال للرقابة الطبية التي تهدف إلى الوقوف على مدى قدرة العامل
وأهليته على القيام بالنشاط الموكول له في الزمان والمكان.
إن المشاركة في التكوين هو من جهة حق للعامل ومن جهة أخرى التزام يقع عليه ,ذلك أن الهدف منه هو
تحسين المستوى للرفع من اإلنتاج أو الخدمات.
هذا وأن هذه االلتزامات التي تقع على عاتق العامل تحددها أيضا االتفاقيات الجماعية للعمل وكذلك
المنصوص عليها في النظام الداخلي للعمل.
يبقى العامل ملتزما ببعض الواجبات حتى خارج عمله ,مثله في ذلك مثل الموظف في قطاع الوظيف
العمومي ,كااللتزام بالسر المهني ,وااللتزام بعدم ممارسة أي منافسة ,أو أي نشاط يتعارض مع طبيعة العمل.
إن عالقة العمل يفترض فيها أن تقوم على أساس الثقة المتبادلة ,ألن المستخدم يضع كل ممتلكاته وأسراره
المهنية أو جزء منها في يد العامل.
ومن ثمة يتوجب على العامل المحافظة على أسراره المهنية وخاصة المتعلقة بالمسائل التي تعتبر من أمالك
واحتكار وامتياز المستخدم ،مثل الوسائل المستعملة في تركيبة المنتوج ،األسعار المرتقبة...إلخ
وعلى أية حال كـل معلومة من شأنها أن تستغل من طرف المتنافس استغالال يترتب عليه خسارة المستخدم .
ومن ذلك أيضا يمنع على العامل إخفاء ملفات الخدمة وأوراقها ووثائقها أو إتالفها أو إطالع الغير عليها ,وال
يتحرر العامل من التزام السر المهني إال بموافقة كتابية من السلطة التي عينته ,كما فرضت المادة 24من
قانون تشغيل األجانب عقوبات جزائية على اإلخالل بالسر المهني ,من بينها العقوبات الواردة في المادة 302
من قانون العقوبات ,باإلضافة إلى العقوبات التي يتضمنها النظام الداخلي .
االنقطاع للعمل:
لقد ذهب قانون ( ) 11-90إلى ذكر بعض حاالت التنافي أو التعارض كامتالك مصالح مالية في مشروعات
أخرى ,ولقد نصت المادة 7/7على "...أن ال تكون لهم مصالح مباشرة أو غير مباشرة في مؤسسة أو شركة
منافسة أو زبونة أو مقاولة من الباطن ,إال إذا كان هناك اتفاق مع المستخدم ,وأن ال تنافسه في مجال
نشاطه...".
كما يرتب عقد العمل على عاتق العامل التزامات أخرى و هي :
االلتزام بتنفيذ العمل المحدد في العقد :أقرت المادة 7من قانون 11/90هذا االلتزام باعتباره التزاما
أساسيا مرتبا على عاتق العامل بمقتضى العقد ،كما أن اإلخالل به بدون عذر مقبول يمكن اعتباره
خطا مهنيا جسيما قد تسريحه تأديبيا بدون الحق في التعويض وفق نص المادة 73من القانون
.11/90
االلتزام بتوجيهات صاحب العمل :من الواجبات األساسية المترتبة على عاتق العامل و المستندة إلى
عنصر التبعية و سلطة رب العمل في اإلشراف و الرقابة ،سواء قدمت هذه التوجيهات مباشرة أو
بشكل غير مباشر ،السيما بمقتضى التقسيم العضوي للمهام.
االلتزام بالسر المهني :يعتبر خرق هذا االلتزام بالحاالت التي يمكن أن تبرر التسريح الذي يتعرض
له العامل دون الحق في التعويض ،على اعتبار أنه من األخطاء المهنية الجسيمة حسب مفهوم نص
المادة 0214 /73
-2حقوق و التزامات رب العمل:
حقوق رب العمل :
تثبت لمصلحة رب العمل بمقتضى عقد العمل حقوق يمكن تلخيصها فيما يلي:
-الحقوق المرتبطة بعقد العمل :تتضمن في ذات الوقت االلتزامات المترتبة بمقتضى العقد على عاتق
العامل ،على اعتبار الطابع التبادلي لعقد العمل ،و على هذا األساس يكون التزام العامل ببذل الجهد حقا لرب
العمل ،كما أن التزام العامل بالسر المهني يقع في مصلحة رب العمل باعتباره وسيلة للحفاظ على مصالحه
المادية ،و الشأن ذاته النسبة لباقي االلتزامات.
-الحق في اإلدارة و التنظيم :تظهر سلطة رب العمل اإلدارية من خالل صالحية اتخاذ اإلجراءات التنظيمية
داخل مقرات العمل ،مثل صالحية إصدار وثيقة النظام الداخلي ،حتى و إن كانت خاضعة للرقابة اإلدارية
لمفتش العمل المختص.
-صالحية توقيع الجزاءات التأديبية :تثبت للمستخدم سلطة توقيع الجزاءات بما خوله المشرع من سلطة
تأديبية ،حتى و إن كانت هذه السلطة محدودة قانونا ،حيث تتوقف عند التسريح ،الذي يخضع إلجراءات و
شروط قانونية.15
ويعتبر النظام التأديبي أساس السير الحسن للمؤسسة سواء كانت عمومية أو اقتصادية ،وقد وجد لحماية
العامل و صاحب العمل داخل الهيئات المستخدمة ،و ذلك بتوقيع الجزاءات التأديبية المقررة لألخطاء المهنية
16
التي يرتكبها العامل بسبب أو بمناسبة العمل.
يعتبر إنهاء عقد العمل و انحالل الرابطة القانونية التي نشأت عنه مصيرا محتوما لعقود العمل ،إذ ال يمكن
أن تدوم هذه العقود لمدى الحياة .وحاالت إنهاء عقد العمل ثالثة وهي :األسباب القانونية العادية و األسباب
القانونية العارضة و األسباب االقتصادية:
ويقصد بهذا النوع من األسباب ،تلك الحاالت التي يجيز فيها القانون و النظم المعمول بها إلى الطرف
المتضرر من المبادرة بإنهاء عقد العمل مع االلتزام بإتباع اإلجراءات المقررة لذلك ،و كذلك االلتزام بما
يترتب من حقوق للطرف اآلخر.وتتمثل هذه األسباب فيما يلي:
االستقالة:
وهي طريقة قانونية إلنهاء عقد العمل وعالقته ،وقد اعتمدها المشرع في قانون عالقات العمل ،إذ تنص
المادة " 66تنتهي عالقة العمل في الحاالت التالية ( :االستقالة) و تنص المادة 68فقرة 1من ذات القانون
على أن " االستقالة حق معترف به للعامل " .ويعتبر هذا الحق غير مطلق بل مقيد بعدة قيود تنظيمية ،و من
أهم هذه القيود وجوب إخطار المستخدم أو المؤهل الستقبالها وذلك من اجل أن يتمكن من تعويض العامل
المستقيل وعدم تعريض مصالحه للضياع نتيجة لمغادرته العمل .أما من الناحية الشكلية فال بد لصحة
االستقالة أن تكون كتابية ،بمعنى أن يوجه العامل الراغب في قطع عالقة العمل رسالة مكتوبة تتضمن
األسباب و الدوافع التي دفعته إلى االستقالة هو ما نصت عليه المادة 68في فقرتها 3،2من ق.ع.ع " على
العا مل الذي يبدي رغبته في إنهاء عالقة العمل مع الهيئة المستخدمة أن يقدم استقالته كتابة ،و يغادر منصب
عمله بعد فترة إشعار مسبق وفقا للشروط التي تحددها االتفاقيات الجماعية " ،أما عدم احترام التزام اإلشعار
المسبق فيؤدي إلى تعويض المستخدم عن الضرر.
االستقالة حق معترف به للموظف يمارس ضمن الشروط المنصوص عليها في هذا القانون األساسي.18
التقاعد :
التقاعد هو نهاية المدة القانونية للحياة المهنية للعامل ،فال يجوز إنهاء العقد إال ببلوغ العامل السن القانونية
ليحال على التقاعد مع توفر شرط ثاني و هو أن يكون العامل قد قضى في عمله 15سنة و ينص المشرع على
أن التقاعد يعد حالة قانونية إلنهاء عقد العمل في المادة 66فقرة 8من ق.ع.ع
" تنتهي عالقة العمل في األحوال التالية :التقاعد ،أما المادة 6من قانون التقاعد فتنص على شروطه"
تتوقف وجوبا استفادة العامل من معاش التقاعد على استيفاء الشرطين التاليين:
-بلوغ سن الستين ( )60عاما بالنسبة للرجال و خمسة و خمسون ( )55سنة للنساء .
الوفاة :
هي كذلك سبب إلنهاء عالقة العمل إذا تعلق األمر بالعامل ،أما إذا توفي المستخدم فإن عقد العمل يبقى قائما
إذا استمر نشاط المؤسسة و ينتقل إلى من استخلفه ،إال إذا روعيت شخصية المستخدم وقت إبرام عقد العمل
،غير أن اآلثار المترتبة عن عقد العمل قبل وفاة العامل كحقوقه في األجر و العالوات و المنح و الترقية التي
يترتب عنها أثر مالي فتدخل في التركة و يسوغ للورثة المطالبة بها.
طبقا للمبادئ العامة في القانون المدني عندما ينعدم احد شروط صحة العقد أو تخلف ركن من أركانه
الجوهرية كالرضا أو المحل أو السبب يترتب عليه البطالن أما في عقد العمل فكل عالقة عمل مخالفة للقانون
تكون باطلة و بالتالي يترتب عليها إنهاء عقد العمل و عالقته .
و يكون البطالن نتيجة حكم قضائي و ذلك طبقا للقواعد العامة أمام غياب نتيجة البطالن في قانون ، 11/90
حيث يكون البطالن ب أثر رجعي ،و لمن تقرر له أن يطالب بالتعويض وهذا ما تنص عليه المادة 103فقرة
1من القانون المدني " :يعاد المتعاقدان إلى الحالة التي كان عليها قبل العقد في حالة بطالن العقد أو إبطاله ،
فإذا كان مستحيال جاز الحكم بتعويض عادل".
ينتهي عقد العمل بعجز العامل عن تأدية عمله ويعتبر العجز الكامل من األسباب الصحية والمهنية الحقيقية و
الجدية إلنهاء عقد العمل و التي تمنح للمستخدم حق المبادرة بإنهائه مع االلتزام بكافة االلتزامات التي تقررها
النظم و القوانين المعمول بها و يكون إثبات العجز بشهادة طبية و في بعض األحيان يكون اإلثبات صعب
كحالة إدعاء المستخدم بعدم الكفاءة المهنية للعامل ،أي عجز العامل على أداء عمله على الوجه الذي يريده أو
يحدده المستخدم بسبب نقص الكفاءة المهنية أو المهارة أو الخبرة أو االستعداد ،وقد نص المشرع على العجز
كحالة من حاالت إنهاء عالقة العمل في المادة 66فقرة 5من ق.ع.ع " تنتهي عالقة العمل في األحوال
التالية :العجز الكامل عن العمل كما ورد تحديده في التشريع".
القاعدة أنه إذا كان عقد العمل محدد المدة فإنه ال يجوز ألي من طرفيه أن ينهيه بإرادته المنفردة قبل انقضاء
هدفه ،و لكنه ينتهي تلقائيا بعد انقضائها دون الحاجة ألي إجراء أو بانتهاء العمل المتفق عليه ،دون أن
يترتب على ذلك أي إلتزام على عاتق طرفيه ،إال فيما يخص ضرورة إعالم احدهما اآلخر بنيته في عدم
تجديد العقد .أما إذا حدث االنتهاء قبل انقضاء المدة القانونية للعمل المتفق عليه فإنه يفرض على المستخدم
المبادرة باإلنهاء باتخاذ اإلجراءات التي أقرتها النظم و القوانين المعمول بها حماية لحقوق و مصالح الطرف
اآلخر من أهمها » اإلخطار المسبق ".
إنهاء النشاط القانوني للهيئة المستخدمة:
و هذه الحاالت تكاثرت في اآلونة األخيرة بسبب تدهور الوضعية االقتصادية للبالد وحل المؤسسات و
تصفيتها ،ففي هذه الحالة يزول محل العقد بتعرض المؤسسة إلى اإلفالس أو التصفية أو زوالها نهائيا ،أما في
حالة تغيير المستخدم فحسب فإن عقود العمل التي أبرمت معه تبقى قائمة.
وهي األسباب التي ال تشمل كافة العمال ،حيث افرد لها القانون أحكام خاصة بها تتناسب مع معطياتها و
ظروفها ،قصد ضمان حقوق العمال من جهة و حقوق و مصالح المستخدم من جهة أخرى وهي :
يعترف الفقه و القضاء و التشريع على حد سواء للمستخدم بحق إيقاف وفصل العامل الذي يثبت في حقه
ارتكاب خطأ جسيم أثناء قيامه بعمله أو بمناسبة ذلك و هذا قصد حماية مصالحه من جهة و ضمان استقرار و
فعالية النظام في المؤسسة المستخدمة من جهة أخرى .وقد نصت المادة 66فقرة 4من ق.ع.ع » تنتهي
عالقة العمل في األحوال التالية :العزل « و جاءت المادة 73المعدلة و المتممة بموجب المادة 2من القانون
رقم 21/91المؤرخ في 1991/12/21بتغيير عميق في نص المادة 73من القانون رقم 11/90إذ عرفت و
حددت طبيعة الخطأ الجسيم المؤدي للتسريح ،غير أنها بقيت خالية من اإلشارة إلى األخطاء التي ال تؤدي
للتسريح و التي ترك تحديدها ضمنيا للنظام الداخلي إذ أنها تنص على " :يتم التسريح التأديبي في حالة
ارتكاب العامل أخطاء جسيمة و عالوة على األخطاء الجسيمة ،التي يعاقب عليها التشريع الجزائي و التي
ترتكب أثناء العمل ،تعتبر على الخصوص أخطاء جسيمة ،يحتمل أن ينجر عنها التسريح بدون مهلة العطلة
و بدون عالوات .
لقد ارتبط تسريح العمال ألسباب اقتصادية بالتطور العلمي و التكنولوجي الحديث ،و ما نتج عن ذلك من
أزمات مالية و تجارية تلحق المؤسسات المستخدمة ،إذا يتحتم عليها اللجوء إلى تخفيض عدد العمال ،وهو ما
اهتمت به التشريعات العمالية الحديثة ،من حيث إخضاعه إلى شروط و إجراءات محددة .وقد اعتبر
المشرع التسريح ألسباب اقتصادية سبب من أسباب إنهاء عالقة العمل و هو ما تنص عليه المادة 66فقرة 6
من ق.ع.ع .
إن التسريح الجماعي ،هو فصل أو تسريح أكثر من عاملين دفعة واحدة أو وفق جدول زمني محدد بصفة
متالحقة نظرا ألسباب اقتصادية أو هو إجراء يتخذه المستخدم عندما يتعرض لصعوبات مالية أو تجارية أو
تقنية تفرض عليه التخفيف أو التقليل من عدد العمال الذين يشتغلون لديه ،كحل وحيد إلعادة توازنه
االقتصادي و المادي .و تنص المادة 69فقرة 1من ق.ع.ع على أنه " يجوز للمستخدم تقليص عدد
المستخدمين إذا بررت ذلك أسباب اقتصادية « لكن تعدد و اختالف األسباب االقتصادية المبررة للتسريح
الجماعي أدى إلى صعوبة إيجاد معيار دقيق لحصرها إال من طرف المستخدم القادر وحده على إثبات حقيقة
و جدية هذه األسباب .
الضمانات القانونية للعمال المسرحين :
يترتب على التسريح الجماعي ألسباب اقتصادية ،و ضمن شروط معينة باعتباره سبب قانوني و شرعي
إلنهاء عقد العمل ،عدة حقوق للعمال المسرحين تحظى بحماية قانونية ،ومن أهمها :
-1الحق في مهلة اإلخطار :و تكون مدفوعة األجر ،تقدر حسب مستوى التأهيل المهني للعامل المعني ،وفقا
لما هو محدد في األنظمة الداخلية و االتفاقيات الجماعية .
-2الحق في التعويض :و يمنح للعامل المسرح لتعويضه عن فقدان منصب العمل ،و يقدر باالتفاق مع ممثلي
العمال ،ويساوى على العموم اجر ثالثة أشهر يتحملها المستخدم.
-3األولوية في تحصيل األجور و التعويضات المستحقة و المترتبة كديون على المستخدم .
-4األولوية في التوظيف :عند إعادة توظيف عمال آخرين بالمؤسسة المعنية.
-5الحق في الضمان االجتماعي و تحصيل األداءات العينية للتامين عن المرض و األمومة ،و كذا المنح
العائلية ،في إطار نظام التامين من البطالة.
-6الحق في االستفادة من أداءات الخدمات االجتماعية التابعة للهيئة المستخدمة األخيرة ،و ذلك بالنسبة
للعمال المستفيدين من التامين عن البطالة.
-7الحق في الحصول على شهادة العمل :و تتضمن البيانات المتعلقة بسنوات الخدمة التي قضاها العامل في
المؤسسة .هذا و تتمتع الحقوق السابقة بحماية قانونية ،حيث ينتج عن اإلخالل بها من طرف المستخدم ،نشوء
الحق للعامل المعني في رفع دعوى قضائية أمام القسم االجتماعي بالمحكمة المختصة و الحكم بشأنها ابتدائيا
19
و نهائيا.
19منتدى األوراس القانوني -منتــدى يهتـم بالثقافـة القانونيــة -قسم قانون العمل-تعديل و تعليق عالقة العمل.
http://sciencesjuridiques.ahlamontada.net/t241-topic
المبحث األول :مفهوم النظام الداخلي للمؤسسة في قانون العمل:
بكون المؤسسة بمختلف أشكالها هي مجموعة من العالقات االجتماعية تسودها و تنظمها مجموعة من القيم و
القواعد القانونية و التنظيمية ،بهدف ضبط سلوك العمال فالبد من صياغة جملة من الضوابط ذات الطابع
اإللزامي ،يتقيد بها الجميع و هذا يتمثل في النظام الداخلي .فهذا األخير هو وثيقة مكتوبة يحدد فيها المستخدم
لزوما القواعد المتعلقة بالتنظيم التقني للعمل و الوقاية الصحية و األمن و االنضباط.
وبالرجوع إلى القانون رقم 11/90المؤرخ في 1990/04/21المتعلق بعالقات العمل ،عرفت المادة 77من
القانون 11/90بأن " :النظام الداخلي هو وثيقة مكتوبة يحدد فيها المستخدم لزوما القواعد المتعلقة بالتنظيم
التقني للعمل و الوقاية الصحية و األمن و االنضباط ،يحدد النظام الداخلي في المجال التأديبي طبيعة األخطاء
20
المهنية و درجات العقوبات المطابقة و إجراءات التنفيذ"
كما يعرف بأنه مجموعة القواعد ذات الطابع العام و الدائم ،التي يمليها المستخدم بصفة انفرادية على عمال
المؤسسة ،و المفرغة ضمن وثيقة تدعى النظام الداخلي ،أو ما يعرف في بعض الدول بالئحة العمل و
الجزاءات أو الئحة الورشة ،حيث يتوجب على العامل احترام أوامر رب العمل في إدارة العمل وهذه األوامر
تصدر في حدود تنفيذ العمل المتفق عليه الذي يدخل في عمله أو مهنته ،كما أن إخالل العامل بالتزاماته
21
يعرضه للخضوع للسلطة التأديبية لرب العمل بوصفه رئيسا للمشروع.
انطالقا من الطابع اإللزامي للنظام الداخلي المستقرأ من المادة 75من القانون 11-90والمضمون القانوني
للنظام الداخلي المحدد في المادة 77من القانون المذكور أعاله نجد النظام الداخلي يتميز بخصائص ومميزات
من حيت مضمونه القانوني نحصرها فيما يلي:
إن الدور الفعال الذي لعبته الطبقة العاملة في بلورة قواعد قانون العمل لتنظيم عالقات العمل الفردية
والجماعية قد طبع هدا القانون بنزعة متميزة جعلته يعتمد بشكل كبير على المتطلبات والظروف والحتميات
التي يتميز بها قطاع هدا النشاط إلى جانب المطالب الخاصة بالعمال .وذلك عند صياغة أحكام هدا القانون .
بما أن النظام الداخلي يعد مصدرا من مصادر هذا األخير فهو مصدر ذاتي أي نابع من محيط العمل شأنه في
ذلك شان االتفاقيات الجماعية وعقود العمل الفردية .إال انه يختلف في هذه األخيرة في كونه يعتبر مظهرا من
مظاهر التعبير عن سلطة المستخدم داخل المؤسسة والمتمثلة في سلطته التنظيمية التي يمارسها في مواجهة
العمال.
إذن هو تعبير عن إرادة المستخدم في تنظيم المؤسسة.حتى وان التزم المستخدم بعرضه على لجنة المشاركة
أو مندوبي المستخدمين إلبداء الرأي فيه قبل تطبيقه ألن رأيهم في ذلك ال يعدو إن يكون استشاريا.
و إن كان جانب من الفقه الفرنسي من ال يعتبر النظام الداخلي مصدرا حقيقيا لقانون العمل مستندا في دلك
على طبيعته القانونية التي تجعل من المستخدم سيدا في مؤسسته .حيث يحدد في نظامه الداخلي النظام
التأديبي للعامل دلك أن هذا األخير يمارس تأثير مباشر على المركز القانوني للعامل األجير.كما استدل بما
توصل إليه االجتهاد القضائي الفرنسي حيث اعتبر النظام الداخلي مجرد ملحق لعقود العمل الفردية.هذه
األخيرة تعتبر موضوع قانون العمل أكثر من اعتبارها مصدرا له.بل يستوجب حينئذ أن تكون مطابقة
للقوانين واألنظمة واالتفاقيات الجماعية.
وبالتالي توصل القول بأنه ال يمكن اعتبار النظام الداخلي مصدر حقيقي لقانون العمل إال إذا تم التصويت عليه
من طرف لجنة المشاركة أو تم التفاوض حوله مع النقابات العمالية.
إن كل عمل تنظيمي يفترض أن تكون قواعده عامة ودائمة .فهي من جهة ال تخص عامل لوحده وإنما
مجموع عمال المؤسسة باستثناء اإلطارات المسيرة لها .ومن جهة أخرى قواعده دائمة أي ال يمكن أن
نتصورها محددة.
وهذا بالنظر إلى المسائل التي يتضمنها لزوما النظام الداخلي ،فهي عبارة عن مجموع القواعد التقنية و
الصحية و األمنية و التأديبية التي تهدف إلى ضمان السير الحسن للمؤسسة بما يحقق التنفيذ الحسن للعمل و
يحافظ على سالمة و أمن العمال ،وكدا ضمان احترام حقوقهم و حرياتهم الفردية و االجتماعية.
ينبغي اإلشارة إلى أن القواعد التي تتضمنها األنظمة الداخلية تسري على كل من يعمل في المؤسسة
المس تخدمة ،سواء أكان التحاقه بها قبل أو بعد وضع النظام الداخلي ،ألنه من مقتضيات صفتي العمومية
والديمومة أن تطبق القواعد على كل األشخاص دون شخص معين ،كما تطبق على طائفة معينة من العمال
دون أن يخلو ذلك من صفتي العمومية و الديمومة طالما أن قواعد النظام الداخلي تنصرف إلى هذه الطائفة
بناءا على صفات من يدخل فيها و ليس بدواتهم .فالعبرة إذن ،ليس بعدد من تتوجه إليه تلك القواعد قلت أم
كثرت وإنما بصفة من تتوجه إليه.
تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري و هو يعرف النظام الداخلي ،لم يوضع ما إذا كانت قواعده عامة و
دائمة.عكس م ا ذهب إليه المشرع الفرنسي إلى تأكيد هاتين الصفتين،باعتبارهما لصيقتان بقواعد النظام
الداخلي.
خالصة القول ،أنه و إن كانت قواعد النظام الداخلي عامة و دائمة فإنها قابلة للتطور و التعديل بتطور
التشريع و التنظيم المتعلقين بالعمل و كدا باالتفاقيات الجماعية.
تجدر اإلشارة إلى أن الصيغة اآلمرة لقواعد النظام الداخلي تستمد وجودها من قواعد قانون العمل ،دلك أن
هدا األخير نشأ في ظل المذهب الفردي حيث كان المبدأ سلطان اإلرادة هو القانون المطبق على مختلف
العالقات التعاقدية ،مما أدى في الكثير من األحياء إلى إجحاف في حق مصالح العمال و انتهاك لحقوقهم
المهنية و حرياتهم الفردية و الجماعية.
لذلك جاء تدخل الدولة لوضع قواعد منظمة لعالقات العمل متشددة نوعا ما في صياغة هده القواعد ،وعدم
السماح لألطراف بتجاوزها و االتفاق على مخالفتها ،وقد أوضح المشرع الجزائري الحكمة التشريعية من
إلزام المستخدم بإيداع النظام الداخلي لدى مفتشية العمل المختصة إقليميا ،و المتمثلة في المصادقة على
مطابقته للتشريع و التنظيم المتعلقين بالعمل.
و تتجلى الصيغة اآلمرة لقواعد النظام الداخلي في عدة نواحي :
إن قواعد النظام الداخلي تهدف إلى تنظيم المؤسسة المستخدمة بدأ من قواعد التنظيم التقني ،التي تنظم العمل
داخل المؤسسة كوضع مقاييس العمل وتحديد طرق تنفيذه و مراقبة أوقات العمل و التأخر و تحديد طرق
تنفيذه و مراقبة أوقات العمل والحضور و التأخر و الغياب لضمان التنفيذ الحسن للعمل .و كذلك تدابير
تطبيق قواعد الوقاية الصحية و األمن المستمدة من أحكام القانون رقم 07-88:التي ألزم المستخدم بإدراجها
في النظام الداخلي لتوفير األمن لمنشآت المؤسسة و المحافظة على سالمة و أمن العمال.
ضمان التطبيق السليم لقواعد النظام الداخلي عن طريق فرض إجراءات تأديبية مقررة ضد العامل التي
تسبب في خرق قواعد النظام الداخلي ،وذلك بتسليط عقوبات تأديبية تتراوح ما بين عقوبة اإلنذار أو التوبيخ
أي عقوبة التسريح .على سبيل المثال ،بخصوص غياب العامل غير المبرر عن العمل يحرمه من األجر،
وكذلك في حالة عدم امتثال العامل للقواعد المتعلقة بالوقاية الصحية و األمن يتعرض لعقوبات تأديبية محددة
في النظام الداخلي للمؤسسة المستخدمة.
مرجع سابق -بن سالم كمال -مذكرة تخرج ماجستر ص 34و 35و 36 23
oعالقة النظام الداخلي بالمبادئ الدستورية :
تحتل المبادئ الدستورية في كافة الدول المكانة الصدارة في السلم التشريعي الوطني ،ومن ثم فهي تعد
المصدر األول للقوانين المنظمة لمختلف النشاطات االجتماعية و االقتصادية و السياسية ،بل والمقررة
لمختلف الحقوق و الحريات الفردية و الجماعية و الواجبات ،ومن ضمنها تلك المتعلقة بالنظم الخاصة
بعالقات العمل.
فجاءت الدساتير الوطنية المتعاقبة مكرسة لهذا المبدأ ،حيث توسع دستور 1976في وضع األحكام و
المبادئ التي تقوم عليها عالقات العمل ،كإقرار حق العمل ،بينما سلكا دستوري 1989و 1996مسلكا
أخر ،حيث اكتفيا بالنص على بعض المبادئ األساسية و القانونية للعمل ،مثل الحق في العمل و الحق في
الحماية و األمن و النظافة و الحق النقابي و الحق في اإلضراب.
ينبغي على كل مستخدم أن يتقيد بهذه المبادئ الدستورية المقررة للحقوق و الحريات الفردية و الجماعية
الخاصة بعالقات العمل ،التي أدت إلى مراجعة و تعديل مختلف القوانين ووضع قوانين جديدة أكثر مالئمة
مع االتجاه الجديد،حيث كرسها القانون رقم 11/90:والنصوص التطبيقية المكملة له ،فال يضع شروطا في
النظام الداخلي قد تلغي حقوق العمال أو تحد منها وإال عدت باطلة و عديمة األثر.
oعالقة النظام الداخلي بالقوانين و األنظمة:
لقد نصت المادة 78من القانون رقم 11-90على أنه " :تعد الشروط الواردة في النظام الداخلي ،التي قد
تلغي حقوق العمال أو تحد منها ،كما تنص عليها القوانين و االتفاقيات الجماعية المعمول بها ،الغية و
عديمة المفعول"
وعليه ال يمكن للمستخدم أن يدرج في النظام الداخلي بنودا مخالفة للقوانين و األنظمة و السيما القواعد
اآلمرة أو ماتعلق منها بالنظام العام و إال عدت باطلة و عديمة األثر ،ففيما يتعلق بالتنظيم التقني للعمل،
فالمستخدم ملزم باحترام القواعد اآلمرة المنصوص عليها في األمر رقم ، 03-97 :و األحكام المنصوص
عليها في القانون .11-90
أما فيما يتعلق بقواعد الوقاية الصحية و األمن فالمستخدم ملزم بتنظيمها في النظام الداخلي استجابتا لنص
المادة 77من القانون رقم 11-90 :مراعيا في ذلك أحكام القانون رقم.07-88 :
كما أنه ملزم بتوفير الوقاية الصحية و األمن داخل المؤسسة المستخدمة حرصا على سالمة وأمن العمال
من جهة ،و المحافظة على منشآت المؤسسة من جهة أخرى.
و أخيرا فيما يخص المجال التأديبي فنظمه القانون رقم ،29-91حيث تولى تحديد األخطاء الجسيمة
الموجبة للتسريح ،كما ألزم المستخدم بمراعاة ظروف العامل التي ارتكب فيها الخطأ و سيرته ،عند تحديد
ووصف الخطأ الجسيم الذي يرتكبه.
تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري أوضح الحكمة التشريعية من إيداع النظام الداخلي لدى مفتشية
العمل المختصة إقليميا ،و المتمثلة في إجراء رقابة المشروعية حول مدى مطابقة بنود النظام الداخلي
للنصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالعمل.
من المفيد القول أن النظام الداخلي يستمد قوته اإللزامية و شرعيته القانونية من مدلى مطابقته للنصوص
التشريعية و التنظيمية ،و تأشيرة مفتشية العمل دليل على ذلك .األمر الذي يجعلنا نستقرأ بوضوح العالقة
المباشرة و المتالزمة بين النظام الداخلي كمصدر مهني ،و النصوص التشريعية و التنظيمية كمصدر
رسمي أساسي.
عالقته بالمصادر المهنية :
توجد إلى جانب المصادر الرسمية طائفة أخرى من المصادر غير الرسمية ذات طابع مهني ،ذلك أن
قانون العمل ال تصنعه فقط المصادر والسلطات الرسمية ،وإنما يشارك في وضع قواعده أطراف عالقة
العمل و هم العمال وأصحاب العمل عن طريق اتفاقيات العمل الجماعية أنظمة العمل الداخلية و عقود
العمل الفردية.
إلى جانب العرف و العادات المهنية التي كثيرا ما تجد طريقها إلى التحول إلى قواعد قانونية أو تنظيمية
بعد اعتمادها من قبل السلطات الرسمية المختصة.
عالقة النظام الداخلي باالتفاقيات الجماعية:
تعتبر االتفاقيات الجماعية من أهم المصادر المهنية لقانون العمل ،نظرا لما تتمتع به من مكانة معتبرة
فالتشريعات العمالية المقارنة ،و ماتمتاز به من إمكانية إدخال أحكام أكثر من فائدة العمال ،لكونها تخضع
لإلرادة الحرة للعمال و أصحاب العمل في إطار اتفاق جماعي يتراضى عليه أطراف عالقة العمل في
حدود ما يسمح به النظام العام ،األمر الذي يعطيها أكثر مصداقية بين الطرفين ،ألن أحكامها نابعة من
إرادتهم الحرة وليست مفروضة عليهم ،و هو ما يقلل عدم تنفيذهم لها ،كما أن إلغائها اليتم إال بموافقة
الطرف ين ،وإال تعرض الطرف المخل بالتزاماته إلى جزاء التعويض على أساس المسؤولية العقدية،
انطالقا من مبدأ "العقد شريعة المتعاقدين" من هنا تكتسب صفة القواعد المكملة للقواعد القانونية و
التنظيمية التي تضعها سلطات العمل.
وقد ترجم المشرع الجزائري هذه المهمة العملية التفاقيات العمل الجماعية ضمن المصادر المهنية لقانون
العمل ،إذ نص في المادة 78من القانون لرقم 11-90على أنه ":تعد الشروط الواردة في النظام الداخلي
التي قد تلغي حقوق العمال أو تحد منها ،كما تنص عليها القوانين واالتفاقيات الجماعية المعمول بها ،الغية
و عديمة المفعول".
إذن عند إعداد النظام الداخلي على المستخدم التقيد باألحكام و الشروط التي تضمنتها االتفاقيات و
االتفاقات الجماعية المعمول بها ،وإال عدت بنود النظام الداخلي باطلة ،وانطالقا من المادة 78من نفس
القانون نستنتج أن االتفاقيات الجماعية تعتبر أساس لرقابة المشروعية التي يمارسها مفتش العمل ،ولهذا
األخير أن يأمر بسحب أو تعديل بند أو أكثر من النظام الداخلي متى تبين له مخالفته ،وذلك في أجل ال
يتعدى ثمانية أيام .
عالقة النظام الداخلي بعقد العمل:
إن عقد العمل الفردي هو اتفاق ثنائي بين العامل و صاحب العمل بموجبه أن يتفق الطرفان بكل حرية و
استقاللية على كافة الشروط التي يتضمنها عقد العمل ،من أجر و عالوات و تعويضات مرتبطة به،
وتحديد منصب العمل و مدة عقد العمل ان كانت محددة المدة .وهو بهذا الشكل و المضمون يشكل حدا
للسلطة التنظيمية للمستخدم ،فال يمكن لهذا األخير تنظيم تلك المسائل في النظام الداخلي ،ألن هذا األخير
مضمون محدد كما أنه تصرف باإلرادة المنفردة للمستخدم.
المبحث الثاني :التزام الهيئة المستخدمة بقواعد التنظيم التقني للعمل
يتعرض العامل في حياته المهنية لمجموعة من الضغوطات ،وبسببها قد يرتكب بعض المخالفات و األخطاء
المهنية ،لذلك أوجب المشرع على العامل الخضوع ألوامر صاحب العمل الخاصة بتنفيذ العمل المتفق عليه،
سواء وردت فردية أو تنظيمية ،فسلطة اإلرادة تتركز في يد صاحب العمل باعتباره رئيسا للمشروع كجماعة
مهنية ،التي يستلزم حسن سير العمل فيها .لذلك تنطوي على العمال مسائل تقنية تنحصر في المطالب اآلتية:
المطلب األول :تحديد مدة العمل و االستفادة من الراحة األسبوعية و العطلة السنوية:
24
تحديد مدة العمل:
يقصد بالمدة القانونية للعمل ،تلك الفترة الزمنية اليومية أو األسبوعية التي يلتزم فيها العامل بوضع نفسه
ووقته تحت تصرف وخدمة صاحب العمل ،أو بمعنى أخر تلك المدة الزمنية التي يلتزم العامل بقضائها في
مكان العمل.
تجدر اإلشارة إلى أن المستخدم يعتقد خطآ انه ملزم بتنظيم المدة القانونية األسبوعية للعمل في النظام الداخلي
على الرغم من تعرض القانون لها بالتنظيم والتحديد ،لدلك نجد من الناحية العملية الكثير من األنظمة الداخلية
ذهبت لتحديد المدة القانونية للعمل و تنظيمها من جديد ، .التي في معظمها ما جاء في األمر رقم ، 03 - 97
المؤرخ في 2رمضان عام 1417الموافق 11يناير سنة .1997
ّ
المادة :1يحدد هذا األمر المدة القانونية للعمل المطبقة ضمن الهيئات المستخدمة التي يحكمها القانون رقم
11-90المؤرخ في 26رمضان عام 1410الموافق 21أبريل سنة 1990و المتعلق بعالقات العمل ،و كذا
ضمن المؤسسات و اإلدارات العمومية.
المادة :2تحدد المدة القانونية األسبوعية للعمل بأربعين ( )40ساعة في ظروف العمل العادية
وزع هذه المدة على خمسة ( )5أيام عمل على األقل.
المادة : 3يحدد تنظيم ساعات العمل األسبوعية و توزيعها عن طريق االتفاقات أو االتفاقيات الجماعية.
و يتم تحديدهما عن طريق التنظيم بالنسبة لقطاع المؤسسات و اإلدارات العمومية.
-أن تخفض المدة القانونية األسبوعية للعمل بالنسبة لألشخاص الذين يمارسون أشغاال شديدة اإلرهاق و
خطيرة أو التي ينجز عنها ضغط على الحالة الجسدية و العصبية،
تحدد اإلتفاقيات أو اإلتفاقات الجماعية قائمة المناصب المعنية ،كما توضح لكل منهما مستوى تخفيض مدة
العمل الفعلي أو رفعها.
تحدد المناصب المذكورة في الفقرتين األولى و 2من هذه المادة عن طريق التنظيم بالنسبة لقطاع المؤسسات
و اإلدارات العمومية.
المادة : 5تحدد مدة العمل المرجعية بالنسبة لإلستثمارات الفالحية بألف و ثمانمائة ( )1800ساعة في السنة،
موزعة على فترات حسب خصوصيات المنطقة آو النشاط .
المادة : 6إذا كانت ساعات العمل المؤداة حسب نظام الدوام المستمر ،يتعين على المستخدم تخصيص وقت
لإلستراحة ال يمكن أن يتجاوز ساعة واحدة ( (1و تعتبر نصف ساعة منها كوقت عمل لتحديد مدة العمل
الفعلي.
المادة : 7ال تتجاوز مدة العمل اليومي الفعلي في أي حال من األحوال ،إثنتي عشر ( )12ساعة .
25
* وحسب األمر 03-97المؤرخ في 11يناير 1997في مواده 31 ، 30 ، 27و التي تنص على مايلي:
oالعمل الليلي:
المادة ": 27يعتبر كل عمل ينفذ ما بين الساعة التاسعة ليال والساعة الخامسة صباحا عمال ليليا .تحدد قواعد
وشروط العمل الليلي والحقوق المرتبطة به عن طريق االتفاقيات أو االتفاقات الجماعية".
oالعـمل التناوبي:
المادة : 30يجوز للمستخدم أن ينظم العمل على أساس فرق متعاقبة أو عمل تناوبي إذا اقتضت ذلك حاجات
اإلنتاج أو الخدمة .يخول العمل التناوبي الحق في التعويض.
oالساعات اإلضافـية:
المادة " : 31يجب أن يكون اللجوء إلى الساعات اإلضافية استجابة لضرورة مطلقة في الخدمة ،كماال يجب
أن يكتسي هذا اللجوء طابعا استثنائيا.
وفي هذه الحالة ،يجوز للمستخدم أن يطلب من أي عامل أداء ساعات إضافية ،زيادة على المدة القانونية
للعمل ،دون أن تتعدى % 20من المدة القانونية المذكورة ،مع مراعاة أحكام المادة 26أعاله".
25قانون رقم 11-90المؤرخ في 26رمضان عام 1410الموافق 21أبريل سنة 1990يتعلق بعالقات العمل،
معدل ومتمم -المواد 27و 30و 31
إجراءات مراقبة الحضور والتأخر والغياب :
من أجل احترام العامل لمواقيت عمله المحددة في النظام الداخلي يستلزم من صاحب العمل وضع نظام
مراقبة يسمح له بمراقبة وجود العامل في المؤسسة من عدمه،وفي حالة عدم التزامه بإحدى إجراءات
الحضور أو التأخر أو الغياب قد يترتب عنها حرمانه من األجر إضافة إلى التدابير التأديبية الواردة في النظام
الداخلي .ومنه نحدد إجراءات الحضور والتأخر وكدا الغياب.
oمراقبة الحضور:
إن جميع األنظمة الداخلية ،العمال باحترام نظام القيد بسجل الحضور فحددت قواعد متعلقة بقيد العمال عند
الحضور أو الدخول أو عند الخروج من المؤسسة في مواقيت محددة .كما منعت من أي عامل آخر أن يؤشر
في مكان عامل آخر فيسجل الحضور وإال يتعرض للمتابعة التأديبية.
مراقبة التأخر:
لقد اعتبرت بعض األنظمة الداخلية كل وصول متأخر عن العمل المؤدي إلى اإلنقاص من األجر بغض النظر
عن العقوبة التأديبية ،بل اعتبرت بعضها أن بمجرد نسيان التأشير عند الدخول بمتابة إهمال المنصب.
مراقبة الغياب:
يعتبر في مفهوم األنظمة الداخلية الغيابات الغير قانونية ،تلك الغيابات عن المنصب خالل حصص العمل
القانونية إذا لم يعلم العامل بها المستخدم أو لم تبرر من طرفه.وعليه يتم قانونيا خصمها من الساعات العادية
للعمل .ومن بين حاالت الغياب التي تعد غير قانونية نذكر منها مايلي:
وحسب المادة 53من األمر 21/96المؤرخ في .1996/07/09فقد نصت ال يمكن أن يتقاضى العامل اجر
فترة لم يعمل بها مهما تكن وضعيته في الترتيب السلمي ،ما عدا في الحاالت التي ينص عليها القانون
بصراحة ،ودلك ذون اإلخالل بالتدابير التأديبية الواردة في النظام الداخلي.و المادة 54من نفس القانون التي
تنص :زيادة على حاالت الغياب لألسباب المنصوص عليها في التشريع والمتعلق بالضمان االجتماعي ،يمكن
للعامل ان يتغيب دون فقدان اآلجر ،إذا اعلم المستخدم بدلك وقدم له تبريرات مسبقا لألسباب اآلتية :
-تأدية مهام مرتبطة بتمثيل نقابي أو تمثيل المستخدمين ،حسب المدة التي حددتها األحكام القانونية أو
التعاقدية
-متابعة دورات التكوين المهني او النقابي التي يسمح بها المستخدم والمشاركة في امتحانات أكاديمية أو
مهنية.
-يستفيد العامل ثالت ( )3ايام كاملة مدفوعة األجر ،بمناسبة حدث من األحداث العائلية اآلتية :
-زواج العامل و والدة مولود له ،او زواج احد فروع العامل أو وفاة احد الفصول أو الفروع أو الحواشي
من الدرجة االولى للعامل او لزوجه ،او وفاة زوج العامل ،أو ختان ابن العامل .
-تأدية فريضة الحج إلى البقاع المقدسة ،مرة واحدة خالل الحياة المهنية للعامل كما ان المادة 55تنص على
انه :
تستفيد العامالت خالل فترات ما قبل الوالدة و ما بعدها من عطلة األمومة طبقا للتشريع المعمول به.
و المادة : 56يمكن للمستخدم أن يمنح رخص تغيب خاصة غير مدفوعة األجر الى العمال اللذين لهم حاجة
ماسة للتغيب ،حسب شروط محددة في النظام الداخلي .
يلتزم العمال بمجملهم بالمواظبة واحترام مواقيت العمل وفقا لإلجراءات القانونية و التنظيمية التي تم إعدادها
من قبل السلطة الداخلية للمؤسسة ،ولهذا الغرض يتوجب على المؤسسة أن تطبق نظام العالوات و التحفيزات
المادية و المعنوية لتشجيع العمال على اتقان العمل ،اخالل بهذه القواعد يعرض المخالفين له إلى إجرءات
26
تأديبية وفقا للقانون الساري المفعول.
لذلك وفيما يتعلق بالسلطة التأديبية ،يسند أصحاب هذه النظرية رأيهم إلى أن النظام الداخلي للمؤسسة هو الذي
يحدد األخطاء التأديبية و العقوبات المحددة بحيث تتالشى فكرة االلتزامات التبادلية و الحقوق المتساوية
النابعة من الفكرة العقدية ،ويلتزم العامل بما جاء في القانون الداخلي ال على إعتبار أنه جزء مكمل أو اتفاق
الحق لعقد العمل ،وإنما على أنه أساس قانون المجتمع المصغر (العمال) الذي يعتبر صاحب العمل بمثابة
26مرجع سابق -بن سالم كمال :النظام الداخلي للهيئة المستخدمة ص 132و 133و 134
المشرع ،حيث يمارس سلطاته التشريعية في داخل المؤسسة بوضع قانونها أو نظامها المتمثل في القانون
27
الداخلي الذي يعتبر كنتيجة لعقد العمل الموجود بين العامل و صاحب العمل أو المستخدم
إلى جانب تحديد مواقيت العمل اليومية للمؤسسة المستخدمة ،تلتزم هذه األخيرة بتحديد الراحة األسبوعية و
شروط توقيف العطلة السنوية الستفادة العامل من العطلة المرضية و الحقوق المرتبطة بها و إجراءات
خروج العامل إلى العطلة السنوية و كدا الغيابات الخاصة ،فالحق في الراحة من الحقوق الدستورية التي
أقرتها األنظمة القانونية المعاصرة ،حيث جعلت منه حقا من الحقوق األساسية للفرد و حسب المادة 33من
االمر 21- 96المؤرخ في 09جويلية 1996تنص على انه " :حق العامل في الراحة يوم كامل في
األسبوع و تكون الراحة األسبوعية العادية في ظروف العمل العادية يوم الجمعة" .
المادة : 35يعتبر يوم الراحة األسبوعي و أيام األعياد و العطل أيام راحة قانونية.
المادة :36يحق للعامل الذي يشغل في يوم الراحة القانونية التمتع براحة تعويضية مماثلة لها ،و ينتفع بالحق
في زيادة ساعات إضافية ،طبقا ألحكام هذا القانون.
المادة : 37يمكن تأجيل الراحة األسبوعية أو التمتع بها في يوم آخر إذا استدعت دلك الضرورات االقتصادية
أو ضرورات تنظيم اإلنتاج.
و يحق للهيئات و المؤسسات األخرى أن تجعل الراحة األسبوعية تناوبية ،إذا كان التوقف عن العمل فيها يوم
العطلة األسبوعية يتعارض مع طبيعة نشاط الهيئة أو المؤسسة أو يضر العموم .
المادة : 38يحدد الوالي بقرار يوم الراحة األسبوعية لجميع العمال أو لبعضهم في الهياكل أو مؤسسات
التجارة بالتجزئة ،و يأخد بعين االعتبار ضرورات تموين المستهلكين و حاجات كل مهنة ،و يضمن تناوب
هياكل كل فئة و مؤسساتها .
و قد أشارت المادة 39من األمر 21- 96انه لكل عامل الحق في عطلة سنوية مدفوعة األجر يمنحها إياه
المستخدم.وكل تنازل من العامل عن عطلته أو عن بعضها يعد باطال و عديم األثر.
سعيد طربيت :سلطة المستخدم في تسريح العمال تأديبيا ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2001 ،ص4327
المادة :40يعتمد الحق في العطلة السنوية على أساس العمل المتمم خالل فترة سنوية مرجعية تمتد من أول
يوليو للسنة السابقة للعطلة إلى غاية 30يونيو من سنة العطلة.
المادة : 41تحسب العطلة المدفوعة األجر على أساس يومين و نصف يوم في كل شهر عمل ،دون ان
تتعدى المدة اإلجمالية ثالثين ( )30يوما تقويميا عن سنة العمل الواحدة.
المادة : 42يمنح العامل في واليات الجنوب عطلة إضافية ال تقل عن عشرة ( )10أيام عن سنة العمل
الواحدة.
لقد خول المشرع الجزائري للمستخدم صالحية وضع برنامج العطلة السنوية و تجزئتها بعد استشارة لجنة
المشاركة أو مندوبي المستخدمين ،و لعل الحكمة من ذلك هي مراعاة ظروف العمل و متطلبات المصلحة
العامة و الخصوصيات المحلية التي تحيط بكل مؤسسة.
وضع المستخدم لبرنامج العطلة السنوية يستلزم منه تحديد إجراءات خروج العامل إلى العطلة السنوية ،و ما
يترتب عنه من التزامات الواجب احترامها .من جملة هذه اإلجراءات التي ذهبت إليها بعض األنظمة
الداخلية ،نذكر منها ما يلي:
-1ضرورة حصول العامل على شهادة عطلة تبين تواريخ المغادرة و الرجوع و الممضاة من طرف السلطة
المؤهلة.
28بلعروسي أحمد التيجاني /وابل رشيد :قانون العمل – دار هومة للطباعة و النشر ،الجزائر -الطبعة الخامسة ، 2009 ،ص ص 13
و 14
29الجريدة الرسمية -القانون األساسي العام للوظيفة العمومية -الباب الثامن -المدة القانونية للعمل و أيام الراحة القانونية –
الجزائر في 19جمادى الثانية عام 1427الموافق 15يوليو سنة .2006
-2التزام العامل – قبل مغادرة المنصب للتمتع بالعطلة السنوية -بإبالغ التعليمات الالزمة للعامل الذي يخلفه
،و كدا تحقق العامل من أجهزة ووسائل العمل ،و من نظافة مناصب العمل و نظامها.
-3التزام العامل بتلبية االستدعاء يسبب المصلحة الضرورية للمؤسسة ،األمر الذي يتطلب منه التزامه بإبالغ
مصلحة المستخدمين عن العنوان الصحيح لتواجده.
30
* حيث ال يمكن للعامل اإلستفادة من أي شكل من أشكال التعويض في ما يخص العطلة السنوية.
المطلب الثاني :النظام الداخلي وتدابير تطبيق الحماية الصحية و األمنية في وسط العمل
بفعل تطور استعمال اآلالت و المواد الخطيرة ووسائل التكنولوجيا الجديدة خالل القرن 19و 20ازداد خطر
حوادث العمل و األمراض المهنية حيث أصبحت مسألة حماية األمن البدني للعامل يشغل الرأي العام في
المجتمع ،لذا ال يمكن للدولة أن ال تهتم بظروف تشغيل العمال التي تدمر القوى الحية في األمة.
إن السياسة األفضل تتمثل في الوقاية المناسبة ،والتخفيض من احتمالية تحقق األخطار ،وهذا لمصلحة العامل
ومصلحة الجماعة كما أنه يخفف العبء المالي.
* قانون رقم 07-88المؤرخ في 07جمادى الثانية عام 1408الموافق 26ينا ير سنة 1988يتعلق بالوقاية
الصحية واألمن وطب العمل في مادته األولى ينص :يهدف هذا القانون إلى تحديد الطرق والوسائل التي
تضمن للعمال أحسن الشروط في مجال الوقاية الصحية واألمن وطب العمل وتعيين األشخاص المسؤولة
31
والمؤسسات المستخدمة المكلفة بتنفيذ اإلجراءات المقررة.
فتعد حوادث العمل كما عرفها المشرع الجزائري على أنها إصابة بدنية ناتجة عن سبب مفاجئ وخارجي
طرا في إطار عالقة عمل أو خارج هذه العالقة ،أو طبقا لتعليمات رب العمل كممارسة انتداب نقابي أو
انتخابي ،أو في المسافة التي تفصل العامل عن مكان العمل.وهدا التعريف في الواقع مأخوذ من المرسوم
الفرنسي المؤرخ في 1958/09/27والدي يعتبر حادث ما على انه حادث عمل كل حادث يقع في مكان
العمل أو بمناسبة القيام به .وانطالقا من دلك يتبنى المشرع الجزائري موقف اجتماعي اتجاه حوادث العمل
فال يحصرها فقط في الحوادث التي تحصل بمناسبة األداء المباشر للعمل داخل مصنع أو ورشة لكنه من جهة
أخرى يقترح نظام وقائي من هده الحوادث وتتمثل الوقاية حسب قانون رقم 13/83في مجموعة من
اإلجراءات والتدابير واألعمال التي ترمي إلى تفادي وقوع الحوادث أو التخفيف من حدتها والتقليل من
30
المرجع السابق ،الجريدة الرسمية ،المادة : " 205ال يمكن بأي حال تعويض العطلة السنوية براتب".
31
مرجع سابق ،بلعروسي أحمد التيجاني /وابل رشيد :قانون العمل ،ص119
عددها خاصة بعد االرتفاع المتواصل لحوادث الشغل.فبحسب اإلحصائيات عن مصدر من الوزارة المكلفة
بالحماية االجتماعية فقد بلغ عدد حوادث العمل من سنة 1980إلى سنة : 1985
7616هذه الحوادث مصحوبة بتوقف عن العمل ألكثر من سنة أما اإلحصائيات المتعلقة بحوادث الوفاة فقد
بلغت 629من نفس السنوات السابقة.وهدا يعود إلى نقص فبالرقابة وضعف النظام الوقائي للهيئات
المستخدمة ،األمر الذي اجبر السلطة على اتخاذ مجموعة من التدابير التقنية والقانونية ذات الطابع الوقائي إذ
تقوم بإعداد برامج وطنية لتحسين ظروف العمل على مستوى التكوين باقتراح مشاريع القوانين المتعلقة
باألمن والصحة وطب العمل باالشتراك مع وزارة الصحة والحماية االجتماعية.
كما أنشأت الدولة ،مراكز متخصصة لحوادث العمل من بينها المعهد الوطني لحفظ الصحة واألمن،والهيئة
32
الوطنية للوقاية في قطاع البناء واألشغال العمومية إضافة إلى الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية.
أما فيما يخص التعليمات المتعلقة بالوقاية الصحية فقد جاء في نص المادة 4من القانون رقم :07 -88
"يجب أن تكون محالت و أماكن العمل و محيطها و ملحقاتها و توابعها ،بما في ذلك كل أنواع التجهيزات،
نظيفة بصفة مستمرة ،و أن تتوفر فيها شروط الوقاية الصحية الضرورية لصحة العمال".
يجب أن يستجيب جو العمل إلى شروط الراحة و الوقاية الصحية ،و على وجه الخصوص ،التهوئة و
تجديدها و التشمس و اإلضائة و التدفئة و الحماية من الغبار و األضرار األخرى و تصريف المياه القدرة و
الفضالت.
يجب تمكين العمال من ممارسة رياضة االستراحة و وضع وسائل النظافة الفردية تحت تصرفهم ،و ال
سيما خزانة المالبس و دورات المياه و المرشات و توفير المياه الصالحة للشرب و كدا النظافة في المطاعم .
إن هذه القواعد العامة المذكورة في المادة أعاله يمكن للمستخدم أن يحددها في محاور ثالثة أساسية وهي:
تستلزم الهيئة المستخدمة بوضع جميع التعليمات التي من شانها المحافظة على نظافة أماكن العمل و
ملحقاتها ،فبخصوص أرضية األماكن المخصصة للعمل و ملحقاتها بما في ذلك جدرانها و سقوفها
و احترام تدابير النظافة و التطهير ،كالغسل و المسح كلما سمح غطاء األرضية بذلك ،و إعادة الدهن و
التغليف دوريا كما جاء في المادة 5من نفس القانون.
32
عجة الجياللي -الوجيز في قانون العمل و الحماية اإلجتماعية ،دار الخلدونية ،الجزائر ص ص 130و131
و كذلك يجب أن تستجيب خاصة للمقتضيات التالية :
-ضمان حماية العمال من الدخان و األبخرة الخطيرة و الغازات السامة و الضجيج و كل األضرار األخرى .
إن مفهوم الوقاية الصحية واألمن يشمل ميدان طب العمل،لدا يمكن أن يتضمن النظام الداخلي تدابير تطبيق
النصوص التشريعية والتنظيمية التي تفرض على المستخدم التزامات فيما يتعلق بطب العمل وال سيما فيما
يتعلق بالفحوصات الطبية.
فنقصد باألمراض المهنية تلك العلل الجسمانية التي تنشا بسبب العمل خالل فترة من الزمن كامتصاص الجسم
لمواد ضارة ال تظهر أعراضها إال بعد مدة تطول أو تقصر حسب ظروف العمل ،وقد عرفها المشرع
الجزائري في المادة 63من القانون 13/83على أنها :تعتبر أمراض مهنية كل أعراض التسمم ،التعفن
واالعتالل التي مصدرها العمل،والمالحظ أن المشرع الجزائري لم يطرح تعريفا مانعا لألمراض
المهنية،وربما ترك دلك إلى التنظيمات األخرى .
* أمراض التسمم ،وقد تصيب المشتغلين بمصانع الزئبق أو الرصاص أو المواد التي تنبعث منها الغازات
و أخيرا األمراض المعدية التي تظهر بالخصوص في المخابر و المستشفيات ،وتخضع قائمة األمراض
المهنية لتقدير اللجنة الطبية للصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية.
وحسب إحصائيات عدد األمراض المهنية المعوض عنها من طرف الصندوق منذ سنة 1980إلى 1985
هي 475حالة و ذلك حسب الصندوق الوطني للتأمينات.
و تتمثل الخدمات العينية في تغطية النفقات الطبية ،الجراحية ،والصيدالنية ،أما الخدمات النقدية فيتلقى العامل
المريض بمقتضاها تعويض يومي يقدر ب % 50من األجرة الشهرية خالل النصف األول من الظهر و
% 100ابتداء من اليوم السادس عشر ،و في حالة األمراض المزمنة طويلة المدى فله الحق في الحصول
على كامل أجرته .
وبصدد الوقاية من األمراض المهنية ،اهتمت السلطة بطب العمل حيث أنشأت مصلحة بذلك لدى صندوق
التأمينات و بعض الهيئات المستخدمة ،و تتكفل هذه المصلحة باتخاذ التدابير الالزمة لوقاية العمال من
األخطار الصحية التي تسببها ظروف العمل.
ويعتبر طب العمل ،جزءا من السياسة الوطنية للصحة ،و مهمة طبيب العمل وقائية في األساس و عالجية
بالتبعية .ويهدف طب العمل إلى المحافظة على بنية و معنويات العمال ،في كافة القطاعات ،وحماية العمال
من المخاطر و األمراض المهنية ،كما يعمل على إزالة طل العوامل التي تؤثر على صحة العمال مع تقديم
بعض العالجات المستعجلة و يعد طب العمل بمثابة التزام يقع على عائق الهيئة المستخدمة ،إذ يتعين عليها
فتح مصلحة طب العمل داخل الوحدة أو المؤسسة أو إبرام اتفاقية نموذجية مع القطاع الصحي ،كما يتعين
33
عليها إنشاء لجان متساوية األعضاء للوقاية و األمن داخل كل مؤسسة يتجاوز عدد عمالها 9أفراد.
وعلى مستوى التشريع المتعلق بالوقاية من األمراض المهنية فيستمد أساسه من أحكام القانون 07/88التي
ألزمت المستخدم بإخضاع كل عامل إلى فحوصات طبية مسبقة للتشغيل أو التحويل أو دورية وفحوصات
خاصة وأخرى تلقائية وكدا المتعلقة باستئناف العمل.
يشتمل الفحص الطبي للتشغيل على فحص سريري عادي يخضع إليها العامل وجوبا عند تشغيله بالمؤسسة
المستخدمة،وذلك بغرض البحث عن سالمته من أي داء خطير على باقي العمال،كما عليه إجراء فحص طبي
جديد آخر قصد التأكد من أنه مأهال للمنصب الجديد المرشح له وهذا ما يعرف بنظام الشهادة الطبية للتأهيل،
وهذا ما حددته المادة 17من قانون 07/88أن العمال الجدد والممتهنون والعمال المحولون من مناصب
عملهم سواء عن طريق الترقية آو التنزيل في الرتبة آو النقل التأديبي أو الغير التأديبي.
للتأكد من أهلية العمال لمناصب عملهم،يجب على الهيئة المستخدمة أن تعرض عمالها على فحص دوري
على األقل مرة واحدة في السنة.وهناك فئات أخرى من العمال يتعين عليها أن تجري فحوصات طبية مرتين
في السنة ونقصد بهم المعرضون لمخاطر مهنية صعبة في أشغالهم...وهذا ما جاء في المرسوم التنفيذي رقم
120/93في مادته16المتعلق بطب العمل:يضاف إلى الممتهنين الخاضعين إلجراء رقابة طبية خاصة عليهم،
العمال الذين يخضعون إلجراء فحوص دورية وخاصة وهم العمال المعرضون بشكل خاص لألخطار
المهنية.
33
المرجع السابق ص 134
ج :الفحوصات الطبية الستناف العمل:
إلى جانب الفحوصات المذكورة أعاله ،تجرى كذلك فحوص طبية للعمال وجوبا الستئناف العمل بعد غياب
ما سببه حادث عمل أو بعد عطلة أمومة أو غياب ال يقل عن 21يوم بسبب مرض ما .وعليه تلتزم الهيئة
المستخدمة في هده الحالة بإعالم طبيب العمل بهذه التغيبات قبل استئناف العمل.كما انه يتطلب من المستخدم
تحديد مواعيد الفحوصات ومكانها وعددها وكذلك نوعها وكيفياتها في النظام الداخلي وان رفض العامل
الخضوع ألي إجراء فحصي طبي،يعتبر خطا مهني يستوجب المتابعة التأديبية.
لقد جاء في المادة 3من القانون 07-88وما يليها بالتزام المستخدم بتوفير اآلمن والسالمة للعامل في أماكن
العمل .وعليه االلتزام بهذا و إال يتعرض للمتابعة الجزائية طبقا للمادة 38من نفس القانون،حيث تنص:
"يعاقب كل مخالف ألحكام المواد 3و 5و 6و 7و....11بغرامة من500الى1500دج ،وفي حالة العود يعاقب
المخالف بالحبس لمدة ثالثة أشهر على األكثر وبغرامة من 2000دج الى4000دج أو بإحدى هاتين
العقوبتين" .وعليه فان هناك تدابير ضرورية واجب تحديدها في النظام الداخلي:
إن المخاطر المهنية المتعددة الناجمة عن استعمال مختلف وسائل العمل من اآلالت وأجهزة ومنشات كهربائية
تتطلب من المستخدم تحديد جملة من التدابير الوقائية واألمنية وذلك حفاظا على سالمة العمال من مختلف
المخاطر المهنية ،فمن بين التدابير األمنية التي نذكرها:
oتدابير تطبيق قواعد الوقاية من المخاطر الناجمة عن استعمال وسائل العمل المختلفة:
البد أن يتضمن النظام الداخلي موازاة مع طبيعة األخطار الموجودة في المؤسسة ،تعليمات تتعلق بتنقل
األشخاص داخل أماكن العمل أو نقل البضائع وتشغيل مختلف الوسائل كتشغيل شبكة الطاقة الكهربائية
واآلالت واستعمال المواد والمستحضرات الخطيرة.....الخ.
على المستخدم أن يمنع العمال من دخول قاعات اآلالت المولدة أو المحركة ،إال بموجب ترخيص مسبق من
طرف الهيئة المستخدمة .فضال عن ذلك ،يلتزم المستخدم بإعطاء التعليمات الضرورية و المناسبة حول كيفية
استعمال هذه اآلالت حتى تقي العمال من اإلصابة بأية ضرر .في نفس الوقت ،يلتزم العمال بارتداء ألبسة
تليق بعملهم مثال أن تكون مضبوطة و غير فضفاضة .ويلتزم المستخدم من جهته بإقامة حواجز واقية مثل
الشبابيك و حاميات األجساد ،وعليه أن يمنع مراقبة أو إصالح آالت اإلنتاج من أشخاص غير مؤهلين أو غير
مرخص لهم وفي كل األحوال يمنع على العمال استعمال أجهزة التستجيب لشروط ومقتضيات األمن المحددة
في المواد 10-09-08من قانون 07-88أو استعمال آالت نزعت منها أجهزة الحماية.
في إطار حماية العمال من مخاطر المستوى العلوي ،يمنع على العمال أن ينقلوا أشياء عبر الساللم وزنها
أكثر من 50كلغ ،أو أشياء حجمها ضخم ،و على المستخدم أن يتخذ ما يراه مالزما لهذا الغرض ،بصرف
النظر عن ما يمكن أن يتخذه من تدابير أمنية في أماكن العمل للوقاية من مخاطر المستوى العلوي المنصوص
عليها في المواد 33إلى 37من المرسوم التنفيذي رقم 05-91التي ال تعتبر موضوعا للنظام الداخلي لكونها
تندرج في إطار تدابير الحماية الجماعية.
إذا كان نشاط المؤسسة المستخدمة يشمل عادة حركة شاحنات أو مركبات نقل أو آليات للشحن أو التفريغ،
فيجب على المستخدم أن يتخذ التدابير األمنية الالزمة للواقية من هذه المخاطر ،فضال عن ذلك ما ينبغي أن
يح دد من تدابير وقائية من مخاطر الشحن و التفريغ في النظام الداخلي ،كأن يمنع على العامالت و العمال
القصر حمل أكثر من 25كلغ إذا تطلب منهم األمر أن ينقلوا أشياء ثقيلة من مكان آلخر دون جهاز ميكانيكي،
كما عليهم ارتداء أجهزة مالئمة لشحن السوائل لتفريغها و تحوياها من وعاء آلخر ،ذلك لكي ال تتسبب لهم
في حروق من أصل حراري أو كيميائي.
نالحظ أن الكثير من األنظمة الداخلية للمؤسسات المستخدمة لم تول أهمية لهذه التدابير األمنية الخاصة،
على الرغم من أن نشاطها يشمل عادة حركة شاحنات أو أجهزة و آليات للشحن والتفريغ.
د .تعليمات تتعلق بتطبيق التدابير الخاصة بحماية العمال وأمنهم من األخطار الكهربائية في الهيئة
المستخدمة:
من أجل حماية العمال من األخطار الكهربائية التي قد يتعرضون لها عند استعمالهم للمنشآت الكهربائية أو
إنجاز األشغال عليها أو مراقبتها ،صدر المرسوم التنفيذي رقم 342-01الذي جاء تطبيقا ألحكام المادة 45
من قانون رقم ،07-88هذا المرسوم أورد مجموعة من التدابير الخاصة تتعلق بحماية العمال من أخطار
االتصال بالنواقل النشيطة أو القطع الناقلة التي تكون عادة تحت التوتر.
كما تضمنت قواعد حماية العمال من أخطار االتصال بكتل وضعت بصفة خاطئة تحت التوتر ،وأخيرا
حددت التدابير المتعلقة بكيفيات استعمال المنشآت الكهربائية و مراقبتها و صيانتها و مراجعتها.
oتدابير تطبيق قواعد الوقاية من الحرائق و اإلنفجارات :
يقع على عائق الهيئة المستخدمة التزامها بتصميم و تهيئة المؤسسات والمحالت المخصصة للعمل و
ملحقاتها و توابعها ،كأماكن الراحة و خزانة المالبس ودورات المياه ،بصفة تضمن أمن العمال ،بل يجب أن
تستجيب خصوصا لمقتضيات ضمان الشروط الضرورية الكفيلة بالتقاء كل أسباب الحرائق و االنفجارات و
كدا مكافحتها بصفة ناجحة ،األمر الذي يقتضي من المستخدم تحديد التدابير الالزمة لتطبيق قواعد الوقاية
من الحرائق و االنفجارات ،ضمانا ألمن العمال.
oالتدابير الخاصة بالوقاية من الحرائق و االنفجار:
إنه من جملة التدابير التي يلتزم المستخدم بتحديدها في النظام الداخلي لوقاية عمال المؤسسة المستخدمة من
أخطار الحريق و االنفجار ،تلك التي حدد المشرع الجزائري قواعدها في المواد من 46إلى 53من المرسوم
التنفيذي رقم 05-91كأن يمنع على العمال إدخال أي موقد إلى األماكن التي تودع أو تعالج فيها مواد سريعة
االل تهاب أو االنفجار يمكن أن تؤدي إلي التوهج .فضال عن ذلك ،يمنع العمال من التدخين في هذه األماكن أو
اإلتيان بالنار إليها في أي شكل من األشكال بل يجب أن يكون هذا المنع أيضا واسع و مالئم ولو عن طريق
إشارات منع التدخين ،حتى يتمكن العمال من أخد احتياجاتهم األمنية في هذا المجال على المستخدم إعالمهم
بأصناف المواد السريعة االلتهاب ،كما يمنع على العمال ايداع في األماكن التي تعالج أو تستعمل فيها المواد
السريعة االلتهاب كميات من الوسائل تزيد على الكمية الالزمة للعمال في اليوم الواحد وهدا من صالحيات
المستخدم المخولة في النظام الداخلي .وقد وضع المشرع الجزائري جملة من التدابير الوقائية يمنع على
العمال فيها بوضع القنوات والعتاد الكهربائي بكيفية تسمح بتفادي االتصال الطارئ بالمواد القابلة لالحتراق
فور اتصالها بشرارة وتتسبب سريعا في امتداد الحريق.
الخاتمة :
لقد تم استعراض من خالل هذا البحث أهم النقاط و العناصر ذات العالقة بموضوع قانون العمل كمصدر
يستنبط منه النظام الداخلي ،الذي تتميز به كل مؤسسة حسب خصوصيتها من حيث العملية اإلنتاجية وعدد
العمال و مختلف وظائفها الداخلية ومحيطها الداخلي والعالقات الجماعية والفردية للعمل وكذا نظام السلطة
المتمثلة في الهرم اإلداري الذي تتحدد بموجبه المهام و الوظائف الموكلة و المنوطة بكل شخص وفقا لكفاءاته
و مؤهالته.
إن العمل كنشاط إنساني بجانبيه البدني و الفكري ،له بعد اجتماعي بحيث يتمكن األفراد من إبراز مكانتهم
داخل المجتمع ،بغية أداء واجباتهم و الحصول على حقوقهم ،وهذه بمثابة قضايا يخولها لهم القانون ،كما هو
منصوص عليه في مختلف الدساتير ،إلى جانب هيئات وطنية و دولية كالمكتب العالمي للعمل ،والتي تنص
وتوصي بضرورة احترام اإلنسان ،وتجنب تشغيل النساء و األطفال في المهن الصعبة والخطيرة .
فقد مرت عالقات العمل داخل المؤسسة بمختلف أشكالها وعبر مسارها التاريخي ،بكثير من الضغوطات و
الظروف المهنية المتعلقة بالحوادث و األضرار التي يتعرض لها العامل ،نتيجة اإلهمال و الالمباالة وعدم
احترام القواعد الخاصة بالوقاية وتجنب اإلصابة باألمراض المهنية المختلفة .
لما عاشت فئة العمال هذه الظروف المهنية ،ظهرت بعض النظريات العلمية ،التي تضمنت في محتواها
ضرورة إدخال البعد اإلنساني ف ي عالقة رئيس المؤسسة بمرؤوسيه ،من هنا اهتم الجانب القانوني بهذه
المسألة و أوالها عناية كبيرة ،حيث تولى المشرع سن مجموعة من النصوص التشريعية بغية معالجة هذه
المسائل ،التي يترتب على عدم االلتزام بها تسليط عقوبات وإجراءات ردعية ،حسب الدرجة التي تبلغها
المخالفة أو الخطأ المهني .
بناءا على ذلك ،يمكن الخروج ببعض اإلستنتاجات العامة ذات العالقة باإلشكالية المطروحة في بداية هذا
البحث ،باإلمكان إجمالها فيما يلي :
الفلسفة التي يحملها قانون العمل هي تنظيم العالقات و التفاعالت اإلجتماعية في المحيط الداخلي
للمؤسسة.
يجب أن يسود مبدأ احترام القواعد القانونية واإللتزام بها.
احترام السلم اإلداري فيما يخص انسياب المعلومات لتسهيل عملية اإلتصال المؤسساتي.
وجوب تعميم وإلزامية البنود التي يحتويها النظام الداخلي .
التمثيل النقابي هيئة يقرها القانون الساري المفعول.
ضرورة احترام قواعد النظافة والصحة والوقاية من األمراض المهنية وحوادث العمل.
االنضباط والتقيد بالتوقيت الرسمي للعمل .
قائمة المراجع
الكتب :
بن عزوز بن صابر :مباديء عامة في شرح قانون العمل الجزائري – دراسة مقارنة – دار الجامعة الجديدة
للنشر ،االسكندرية
سعيد طربيت :سلطة المستخدم في تسريح العمال تأديبيا ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2001 ،
بلعروسي أحمد التيجاني /وابل رشيد :قانون العمل – دار هومة للطباعة و النشر ،الجزائر -الطبعة الخامسة،
.2009
عجة الجياللي -الوجيز في قانون العمل و الحماية اإلجتماعية ،دار الخلدونية ،الجزائر.
الرسائل و المذكرات:
بن سالم كمال -مذكرة تخرج ماجستر -النظام الداخلي للهيئة المستخدمة -دفعة - 2004جامعة السانيا.
أحميـة سليمــان -قانون عالقات العمـل في التشريـع الجزائــري -طبعة إلكترونية كلية الحقوق ـ جامعة
الجزائر.
مواقع االنترنت:
محاضرات األستاذ ساسان في قانون العمل الجزائري.
منتدى جامعة محمد خيضر -بسكرة .
منتدى ستار تايمز – قسم شؤون قانونية .
منتدى األوراس القانوني -منتـــدى يهتــم بالثقافـة القانونية .
موسوعة ويكيبيديا الحرة .