Professional Documents
Culture Documents
الفصول كاملة مع ملخص النتائج والتوصيات والمقترحات والمراجع PDF
الفصول كاملة مع ملخص النتائج والتوصيات والمقترحات والمراجع PDF
الفصول كاملة مع ملخص النتائج والتوصيات والمقترحات والمراجع PDF
الفصل األول
مقدمة الدراسة
-1-1المقدمة:
إن تطور المنظومة التربوية ورهانها على تجويد التعليم صب االهتمام على العقل البشري بهدف تفتيح
عقل المتعلمين إلى أقصى ما تسمح به إمكاناتهم ،وبالتالي عمل ت المؤسسات التربوية على تطوير المناهج في
ضوء نتائج الدراسات واألبحاث الحديثة ،وخاصة في مجال علم النفس المعرفي ،إضافة إلى ظهور نظريات تفسر
أسباب االختالف بين المتعلمين في طرائق تعلمهم ،وتؤكد على أن المتعلم إنما هو فرد فريد متميز ،وقد بلغت تلك
النظريات أوجها من خالل نظرية الذكاءات المتعددة التي قدمها جاردنر Gardnerفي كتابه أطر العقل عام
،1983داعياً فيها إلى تغيير النظرة األحادية للذكاء ،ومؤكداً على النظر إلى الذكاء من خالل طيف من القدرات
والكفايات العقلية التي أسماها ذكاءات إنسانية تتنوع بين الذكاء اللغوي ،والموسيقي ،ومرو اًر بالذكاء المنطقي
انتهاء بالذكاء الشخصي واالجتماعي.
ً الرياضي ،والمكاني ،والجسمي الحركي ،وليس
وقد كانت الممارسات التربوية قبل بزوغ هذه النظرية تعتمد على النظرة األحادية للذكاء ،مما كرس
النمطية في التدريس وزاد من معاناة التعليم المدرسي في ابتعاده عن عالم المتعلمين ،وأدى إلى جمود في العملية
التعليمية ظهرت من خالل تعاطي المتعلمين مع المواد الدراسية دون تأثر أو انفعال وجداني ،وهذا بدوره ولد نفو اًر
واتجاهات سلبية من المدرسة عموماً والمدرسين خصوص ًا ،في مقابل ما وفرته التقنيات الحديثة من إشباع
لرغباتهم واظهار إلمكاناتهم بطرق مشوقة .لذلك فقد أحدثت هذه النظرية ثورة في الممارسات التربوية التعليمية
من خالل تعميق نظرة المعلمين إلى تالميذهم على أساس تنوع قدراتهم وامكاناتهم (عامر ومحمد.)2008 ،
إن هذه النظرة البديلة للذكاء تؤكد أن هناك مستويات عقلية متباينة لدى المتعلمين ،وأنهم يختلفون في
أساليب البحث وكيفية الوصول إلى المعرفة ،وبالتالي الذكاء ليس واحداً عندهم ،ومن هذا المنطلق على المدرسة
أن تأخذ بعين االعتبار أن ميول التالميذ واهتماماتهم لي ست متماثلة ،وأنه ليس هناك أسلوب واحد في التعليم
يصلح للجميع (عدس .)1997 ،كما أن اإلعالء من شأن المهارات اللغوية والمنطقية الرياضية التي تعد األساس
في مدارسنا ،قد يضعف من قدرة التالميذ على إظهار المهارات األخرى الموجودة لديهم ،والمرتبطة مباشرة
باألنواع األخرى للذكاء ،وبالتالي كان لنظرية الذكاءات المتعددة وقعاً طيباً لدى التربويين ألنها تتناسب مع ما
يدعون إليه من اعتماد استراتيجيات جديدة لتعليم التالميذ تتواءم مع فروقهم الفردية (اودونيل وآخرون،)2009 ،
وخاصة ما أثبتته بعض الدراسات في نتائجها (Zarei & Mohseni, 2012؛ Ozdilek, 2010؛ & Rahimi
2
Qannadzadeh, 2010؛ Saricaoglu & Arikan, 2009؛ أمزيان )2008 ،من االسهام الكبير للتدريس
وفق هذه النظرية في التحصيل الدراسي للتالميذ ،إضافة إلى إبراز أهميتها في تعلم اللغات ومهاراتها ،وتمكين
التالميذ من مهارات حل المشكالت.
إن نظرية الذكاءات المتعددة تضع المعلمين أمام تحديين كبيرين ،التحدي األول يفرض عليهم أن يعلموا
بالطريقة التي يتعلم بها التالميذ ،وذلك من خالل مالحظة قدرات تالميذهم وأساليبهم في التعلم حتى يكونوا قادرين
على مواءمة طرائق التدريس مع تباين تالميذهم ،والتساؤل حول كيفية استخدام الكلمة المكتوبة واألرقام ،وكيفية
توظيف األنغام الموسيقية والوسائل البصرية وحركات الجسد في الدرس ،وكيفية استثارة االنفعاالت االيجابية لدى
التالميذ ،والنشاطات التي تزيد من تفاعلهم ومشاركتهم في الدرس (خليل .)2010 ،ويتمثل التحدي الثاني في
كيفية استيعاب المعلمين لنظرية الذكاءات المتعددة ،واستخدامها لمواجهة الفروق الفردية بين تالميذهم ،وتهيئة كل
ما يمكنهم من أساليب ووسائل واستراتيجيات إلظهار هذه الفروق وتنميتها بدالً من العمل على تجاهلها واذابتها،
وقد بينت بعض الدراسات (عفانة والخزندار2004 ،؛ )Behjat, 2011أن هناك درجات مختلفة من الذكاءات
يتمتع بها التالميذ والطالب ال بد من العمل على مراعاتها ،كما بينت دراسة الغرابية والعتوم ( )2012أن هناك
تأثي ًار إيجابياً للذكاءات المتعددة على بعضها البعض عندما يتم التدريس وفق هذه النظرية.
في ضوء ما سبق فإن ظ هور المستجدات العلمية في مجال التعليم والتعلم ،وبخاصة نظرية الذكاءات
المتعددة ،التي تعد إحدى إرهاصات تفريد التعليم ال بد وأن يكون لها انعكاسات على األساليب والطرائق المعتمدة
في المؤسسات التي يقع على عاتقها مسؤولية إعداد وتدريب الكوادر التدريسية ،ذلك أن قضية إعداد المعلم اليوم
هي قضية التربية نفسها .وقد أكدت منظمة اليونسكو على أن عملية إعداد المعلم إنما هي بمنزلة استراتيجية
لمواجهة أزمة التعليم ،وألجل إعداد جيل من المتعلمين القادرين على التكيف مع التغيرات المتسارعة ،فإنه ينبغي
إعداد جيل من المعلمين المتمتعين بدرجة عالية من الموهبة والمهارة في استخدام فنون التدريس(األحمد.)2006 ،
إن االهتمام بإعداد المعلم إعداداً رفيع المستوى إنما يصب مباشرة في توفير الفرصة لكل تلميذ ألن
يدرس ويتعلم على يد معلم كفء مؤهل ،ويعتمد النجاح في التدريس داخل الصف الدراسي على ما لدى المعلم
من مستويات عالية من المهارات المتنوعة ،فالمعلم يجب أن يكون مالحظاً ،ومخططاً ،ولديه حصيلة جيدة من
استراتيجيات التدريس ومهارات التعامل مع الفروق الفردية بين تالميذه ،وهذا ال يتم بالحدس والبديهة ،بل إنه
يظهر بوضوح أن المهارات التي يحتاجها المعلم لكي ينجح في التعامل مع محتوى أكثر تحدي ًا لفكر وتنوع التالميذ
بحاجة إلى برامج لتنميتها وصقلها ،فالمعلم ال يحتاج فقط إلى معارف نظرية ومعلومات تربوية ،وانما يحتاج
إضافة لذلك إلى معالجة األفكار التي يدرسها تطبيقاً وممارسة (جابر .)2000 ،وبالتالي البد من إعداد برامج
تدريبية لتنمية مهارات التدريس لدى المعلم قبل الخدمة وأثنائها لكي يتمكن من إعداد تالميذه لمواجهة مستجدات
العلم والمعرفة ،ويكون قاد اًر على رؤية الترابط واالتصال بين جميع مكونات العملية التعليمية انطالقاً من أن نجاح
المؤسسات التعليمية في تحقيق أهدافها يتوقف على المعلم الكفء القادر على توظيف معارفه النظرية من خالل
إظهار مهاراته التدريسية ،فالمناهج الجيدة تكون غير كافية لنجاح العملية التعليمية ككل إذا لم يتوافر في المقابل
المعلم الجيد المؤهل (رشوان.)2006 ،
3
إن ما تقدم يظهر بجالء ضرورة إعداد معلم يستطيع مواكبة تطورات المعرفة اإلنسانية والمستجدات
التربوية ،وذلك من خالل تزويده بمهارات تدريسية متنوعة في ضوء هذه المستجدات وبخاصة نظرية جاردنر
للذكاءات المتعددة التي تٌلح على المعلم لكي يعلم بطرق وأساليب إبداعية يراعي من خاللها كل ما لدى تالميذه
من قدرات وامكانات وذكاءات ،وهو ما تقوم به الدراسة الحالية من إعداد برنامج قائم على نظرية جاردنر
للذكاءات المتعددة لتدريب الطلبة المعلمين على بعض المهارات التدريسية.
-2-1مشكلة الدراسة:
لقد الحظ الباحث من خالل إشرافه على مجموعات في مقرر التربية العملية ،وكذلك تدريسه لمقرر إعداد
المعلم وتدريبه ،وخاصة في جانبه العملي ،أن هناك قصو اًر واضحاً لدى غالبية الطلبة المعلمين في إتقان
المهارات التدريسية ،وتحديداً قدرتهم على تخطيط الدرس ،وتقويمه ،وكيفية التعامل مع الفروق الفردية للتالميذ،
وصوالً إلى إدارة صفهم ،وهذا ما يصعب النجاح في تحقيق األهداف التي وضعوها لدروسهم ،ويعيق تطوير
أدائهم في الصف الدراسي.
وما زاد من يقين الباحث وشعوره بوجود هذا القصور النتائج التي توصلت إليها العديد من الدراسات
مؤخ اًر (المطلق2010 ،؛ كنعان2009 ،؛ القاسم )2008 ،من أن هناك انخفاضاً في مستوى أداء الطلبة
المعلمين للمهارات التدريسية وخاصة في استيعاب تخطيط الدروس ،وصياغة األهداف السلوكية مما ينعكس سلباً
على أدائهم التدريسي ،إضافة إلى أن برامج إعداد المعلمين ومخرجاتها وخاصة في المجال المهني لم تحقق
الرضا الكبير والمطلوب للمستفيدين من هذه البرامج ،فالجانب التطبيقي العملي ال يحظى باالهتمام الكافي مقارنة
بالجانب النظري ،ولذلك فقد أكدت بعض الدراسات (بدر )2005 ،أنه ال بد من إعادة النظر في برامج إعداد
المعلم ،وزيادة االهتمام بتدريب الطلبة المعلمين على المهارات التدريسية في ضوء االتجاهات العالمية الحديثة.
فليس مقبوالً اليوم الركون إلى إعداد الطلبة المعلمين عن طريق إكسابهم حداً أدنى من الكفايات والمهام
بواسطة بعض التدريب في ظل انفجار معرفي يفرض إعداد معلم مسؤول عن تهيئة تالميذه الستيعاب االنجازات
العلمية والتكيف معها ،بل ينبغي التركيز في إعداد الطلبة المعلمين على تصور لمستوى أعلى من الكفاية في
االنجاز ،وهذا ما تمثله المهارة ،وتؤكده نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة التي تدعو المعلمين إلى تنمية مهاراتهم
التدريسية لكي يتعدوا النص والسبورة إلى إيقاظ عقول تالميذهم ومخاطبة ذكاءاتهم المختلفة (جابر .)2003 ،وقد
أكدت بعض الدراسات (الرزوق وآخرون2011 ،؛ )Krstanoviae, 2003حاجة المعلمين إلى التدريب على
استراتيجيات تدريسية وفق نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،وأهمية تصميم برامج تدريبية قائمة على هذه النظرية
وفي المقابل أظهرت دراسة عفانة والخزندار ( )2003عدم وجود أية عالقة بين لتدريب المعلمين وفقها.
استراتيجيات التعلم للذكاءات المتعددة لدى الطلبة المعلمين وأدائهم التدريسي.
وفي ذات السياق اهتمت الكثير من الدراسات التربوية بنظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،وسعت إلى
تطبيقها في الصف المدرسي نظ اًر لما تمثله هذه النظرية من مقاربة متميزة لتفريد التعليم بعيداً عن النمطية في
التعامل مع التالميذ ،إال أنه من المالحظ – في حدود علم الباحث -وبعد االطالع على أدبيات البحث العلمي أن
4
المعلمين لم يحظوا بنصيب وافر من هذه الدراسات ،مع العلم أنه ينبغي قبل تطبيق أي نظرية في الصف
المدرسي أن نطبقها على المعلمين والمربين ،ألنه إذا لم يكن لديهم الفهم الكافي لهذه النظرية واإللمام بجوانبها
المختلفة ،وتكوين خبرة حولها فإنه لن يكون بمقدورهم تطبيقها على أرض الواقع وافادة التالميذ منها ،وهذا يعني
أن المعلمين هم األقدر على ترجمة هذه النظرية ووضعها موضع التطبيق الفعلي ،وهذا يحتم عليهم استيعابها فك اًر
وممارسةً.
وبناء على ما سبق وخاصةً التأكيد على إعداد الطلبة المعلمين في ضوء االتجاهات العالمية الحديثة،ً
تتحدد مشكلة الدراسة الحالية بالسؤال الرئيس اآلتي :ما فاعلية برنامج تدريبي قائم على نظرية جاردنر للذكاءات
المتعددة في تحسين بعض مهارات التدريس لدى طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة حلب؟
-1-3-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في
القياس البعدي لمهارات التدريس؟
-2-3-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في
القياس البعدي لمهارة تخطيط الدرس؟
-3-3-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في
القياس البعدي لمهارة إدارة الصف؟
-4-3-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في
القياس البعدي لمهارة مالحظة الفروق الفردية؟
-5-3-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في
القياس البعدي لمهارة التقويم الصفي؟
-6-3-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في
القياس البعدي لمهارة األسئلة الصفية؟
-7-3-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية في متوسطات درجات المجموعة التجريبية بين القياس القبلي
والقياس البعدي في مهارات التدريس؟
-8-3-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية في متوسطات درجات المجموعة الضابطة بين القياس القبلي
والقياس البعدي في مهارات التدريس؟
-9-3-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية في متوسطات درجات المجموعة التجريبية بين القياس البعدي
والقياس التتبعي في مهارات التدريس؟
-10-3-1ما هي الصعوبات التي واجهت طلبة معلم الصف في تدريبهم على بعض مهارات التدريس وفق
البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة؟
5
-4-1أهداف الدراسة:
-1-4-1بناء برنامج تدريبي قائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة لتحسين بعض مهارات التدريس لدى
طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة حلب.
-2-4-1دراسة فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في تحسين بعض مهارات
التدريس لدى طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة حلب.
-3-4-1دراسة فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في تحسين بعض مهارات
التدريس لدى طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة حلب بعد الفترة التتبعية.
-4-4-1دراسة فاعلية البرنامج المتبع في كلية التربية في تحسين بعض مهارات التدريس لدى طلبة معلم
الصف في كلية التربية بجامعة حلب.
-5-4-1تعرف الصعوبات التي واجهت طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة حلب في تدريبهم على بعض
مهارات التدريس وفق البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
-5-1أهمية الدراسة:
تستمد الدراسة الحالية أهميتها من أن المعلم لكي يستطيع أن يتقدم في سلم المهن االجتماعية البد وأن
يمتلك مهارات وكفايات ،واتجاهات يتمكن من خاللها القيام بأدوار ومسؤوليات تتطلبها مهنة التدريس .وفي ظل
ظهور فلسفات ونظريات وأساليب جديدة البد من إعداد المعلم وتمكينه من مهارات وخبرات في ضوء المستجدات
التربوية العالمية (الفتالوي ،)2004 ،لذلك تأتي أهمية الدراسة الحالية من خالل النقاط اآلتية:
-1-5-1تقدم الدراسة الحالية أسلوباً جديداً لتدريب الطلبة المعلمين على مهارات التدريس يستند إلى نظرية
جاردنر للذكاءات المتعددة ،وذلك من خالل إعداد برنامج تدريبي وفق هذه النظرية ،األمر الذي قد يسهم في
زيادة قدرة الطلبة المعلمين على تنمية مهاراتهم التدريسية وقدراتهم المعرفية ،ودوافعهم الشخصية نحو التخصص
من خالل ما تتسم به نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة من تنوع يثير اهتمامهم.
-2-5-1قد تسهم الدراسة الحالية في تنمية الكثير من مهارات حل المشكالت الصفية التي تواجه الطلبة
المعلمين في الصف المدرسي من خالل نماذج تدريبية مستندة إلى نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
-3-5-1قد تستفيد الجهات التربوية والقائمين على برامج إعداد وتدريب المعلمين عند تطوير هذه البرامج من
نتائج هذه الدراسة ،وذلك من خالل تعريفهم بمدخل جديد في إعداد المعلم يقوم على نظرية جاردنر للذكاءات
المتعددة.
-4-5-1تقدم الدراسة الحالية رؤية جديدة حول نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة وأساليب تطبيقها من خالل
نماذج تدريبية مقترحة.
6
-5-5-1قد تسهم الدراسة الحالية في إثراء جانب مهم في مجاالت الدراسات النفسية والتربوية يتعلق بنظرية
جاردنر للذكاءات المتعددة ومهارات التدريس.
-6-5-1ندرة األبحاث – في حدود علم الباحث – في مجال نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة وربطها
بالمهارات التدريسية لدى الطلبة المعلمين.
تعرفه السعدي ( )388،2003أنه " :مجموعة الخطوات المرسومة بأسلوب علمي ومنطقي مرتب ،والتي
يتطلب من الطالب أو المدرس السير وفقها تحقيقاً ألغراض أو ألهداف معينة ".
ويعرفه الباحث إجرائياً أنه :برنامج مخطط ومنظم مسبقاً ،قائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة،
يتضمن مجموعة من المعارف واإلجراءات والنشاطات تقدم في عدة جلسات تدريبية يتم من خاللها تدريب
مجموعة من طلبة معلم الصف على بعض مهارات التدريس.
هي نظرية تقوم على أساس أن الذكاء هو كفايات عقلية متعددة مستقلة عن بعضها البعض نسبياً،
وتعمل بتناسق وتفاعل معقد ،بحيث تمكن الفرد من حل المشكالت التي تصادفه في الحياة بطرائق مختلفة ،وهي
قابلة للنمو والتطور من خالل دور بيئي وثقافي وتربوي ناضج (.)Gardner, 1983
-3-6-1التدريسTeaching :
يعرفه محمود ( ) 5 ،2005أنه " :عملية إجرائية مقصودة ،مخططة ،ومنظمة ،تتضمن مجموعة من
اإلجراءات التي يقوم بها المعلم وتالميذه ،والتي تهدف في النهاية لمساعدة التالميذ على التعلم ".
يعرفها زيتون ( )12 ،2001أنها " :القدرة على أداء عمل أو نشاط معين ذي عالقة بتخطيط الدرس
وتنفيذه ،وتقويمه ،وهذا العمل قابل للتحليل لمجموعة من السلوكيات (األداءات) المعرفية/الحركية/االجتماعية،
ومن ثم يمكن تقييمه في ضوء معايير الدقة في القيام به وسرعة إنجازه ،والقدرة على التكيف مع المواقف
التدريسية المتغيرة ،باالستعانة بأسلوب المالحظة المنظمة ،ومن ثم تحسينه من خالل البرامج التدريبية ".
كما يعرفها الهاشمي ( )265 ،2006أنها " :القدرة على القيام بأعباء المادة العلمية وطرائق تدريسها
وتحقيق أهدافها التعليمية والسلوكية وأنشطتها الصفية والالصفية لصناعة الجيل القادر على تطوير الحياة في
جميع مجاالتها ".
ويعرفها الباحث إجرائياً أنها :هي القدرة على أداء مجموعة من المهام السلوكية من قبل الطالب المعلم
بدقة وسرعة في الصف الدراسي ،بغية تحقيق األهداف التي وضعها لدرسه.
7
وستتناول الدراسة الحالية مهارات خمس يعرفها الباحث إجرائياً كما يلي:
-1-4-6-1مهارة تخطيط الدرس :هي قدرة الطالب المعلم على التخطيط لدرسه وفق نظرية جاردنر للذكاءات
المتعددة ،بحيث يضع مكونات خطة الدرس في ضوء تنوع وتباين تالميذه.
-2-4-6-1مهارة إدارة الصف :هي قدرة الطالب المعلم على القيام بأداءات لفظية أو عملية تمكنه من تهيئة
المناخ المالئم لتالميذه ،بحيث يمكنهم من اكتساب المعارف والخبرات بيسر وسهولة ،آخذاً في الحسبان تنوعهم
واختالفهم وذكاءاتهم.
-3-4-6-1مهارة مالحظة الفروق الفردية :هي قدرة الطالب المعلم على المالحظة الدقيقة لتالميذه وتدوينها،
ووصف ذكاءات كل تلميذ على حدة ،بحيث يتبين ما لدى تالميذه منها ،بغرض تقديم أساليب تعلم تناسب
ذكاءاتهم.
-4-4-6-1مهارة التقويم الصفي :هي قدرة الطالب المعلم على إصدار حكم دقيق حول مدى تعلم تالميذه،
ومدى تحقيق األهداف التي وضعها لدرسه ،مستخدماً أساليب تقويم متنوعة تراعي االختالف بين تالميذه ،وتسهم
في تنمية ذكاءاتهم بآن واحد.
-5-4-6-1مهارة األسئلة الصفية :هي قدرة الطالب المعلم على طرح أسئلة استفهامية أو طلبية بدقة وسرعة،
بغرض تقديم إجابات لفظية من قبل تالميذه أو تركيز انتباههم على نقطة معينة ،بحيث تتنوع هذه األسئلة مراعاة
للفروق الفردية بينهم ،وخاصة في ذكاءاتهم.
-1-7-1الحدود البشرية :طلبة السنة الرابعة في قسم تربية الطفل ،شعبة معلم الصف بكلية التربية بجامعة
حلب.
-3-7-1الحدود الموضوعية:
-بعض مهارات التدريس ،حيث أن الباحث وبعد اطالعه على األدب التربوي والدراسات الخاصة بمجال برامج
إعداد المعلم ،ومجال التدريس ومهاراته وتصنيفها ،وألغراض هذه الدراسة فقد حدد الباحث خمس مهارات تدريسية،
وهي :مهارة تخطيط الدرس ،مهارة إدارة الصف ،مهارة مالحظة الفروق الفردية ،مهارة التقويم الصفي ،مهارة طرح
حيث الحظ الباحث من خالل إجرائه تقاطع بين أفكار تلك األدبيات إعطاء أهمية أكبر األسئلة الصفية.
8
للمهارات موضوع الدراسة ،وهذا ليس إقالالً من شأن مهارات مقابل مهارات أخرى ،بل ألن توافرها لدى المعلم
يجعله قاد ًار على التعامل بمرونة عالية مع التالميذ من جهة والمواد الدراسية من جهة أخرى.
-الالئحة األولية للذكاءات السبعة التي قدمها جاردنر ،تتضمن :الذكاء اللغوي ،والذكاء الموسيقي ،والذكاء
المكاني ،والذكاء المنطقي الرياضي ،والذكاء الجسمي الحركي ،والذكاء الشخصي ،والذكاء االجتماعي.
-8-1متغيرات الدراسة:
-1-8-1المتغير المستقل :برنامج تدريبي قائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
-2-8-1المتغير التابع :بعض مهارات التدريس لدى طلبة معلم الصف (مهارة تخطيط الدرس ،مهارة إدارة
الصف ،مهارة مالحظة الفروق الفردية ،مهارة التقويم الصفي ،مهارة طرح األسئلة الصفية).
-9-1إجراءات الدراسة:
لتحقيق أهداف الدراسة فان الباحث اتبع اإلجراءات اآلتية:
-االطالع على الدراسات السابقة وأدبيات البحث التربوي في مجاالت إعداد الطلبة المعلمين والتدريس ومهاراته،
وكذلك األدبيات المتعلقة بنظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
-إعداد قائمة بالمهارات التدريسية الرئيسية والفرعية الخاصة بالدراسة ،ومن ثم عرضها على عدد من المحكمين
بهدف ضبطها.
-إعداد بطاقة مالحظة أداء مهارات التدريس في ضوء أدبيات البحث التربوي واالختبارات .ومن ثم عرضها
على التحكيم .ومن ثم تطبيق بطاقة المالحظة على عينة استطالعية لحساب الخصائص السيكومترية .وبعد
ذلك أصبحت البطاقة جاهزة في صورتها النهائية للتطبيق على عينة الدراسة.
-إعداد برنامج تدريبي قائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،يتضمن المهارات التدريسية المحددة في هذه
الدراسة ،ومن ثم عرضه على التحكيم بهدف ضبطه ،حيث أصبح جاه اًز للتطبيق على المجموعة التجريبية.
-تحديد عينة الدراسة ،واختيار مجموعتين عشوائيتين من طلبة السنة الرابعة في قسم معلم الصف في كلية
التربية بجامعة حلب ،بحيث تمثل إحداهما المجموعة التجريبية ،والثانية المجموعة الضابطة.
-تم تطبيق بطاقة مالحظة أداء مهارات التدريس تطبيقاً قبلياً على المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة،
بغرض قياس التكافؤ بينهما.
-تم تطبيق البرنامج التدريبي على طلبة المجموعة التجريبية ،بينما بقي طلبة المجموعة الضابطة في السياق
العادي للعملية التعليمية.
-تم تطبيق بطاقة مالحظة أداء مهارات التدريس تطبيقاً بعدياً على المجموعتين التجريبية والضابطة ،بغرض
دراسة فاعلية البرنامج التدريبي في تحسين بعض مهارات التدريس.
9
-إجراء مقابالت مع طلبة المجموعة التجريبية ،بهدف تعرف الصعوبات التي واجهتهم في أثناء التدريب على
المهارات التدريسية وفق البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
-إجراء قياس تتبعي على طلبة المجموعة التجريبية بعد مضي فترة زمنية تقدر بأربعين يوماً ،بغرض قياس األثر
التتبعي للبرنامج التدريبي.
-تفريغ النتائج وتحليل البيانات الكمية والنوعية للتحقق من فرضيات الدراسة واإلجابة عن أسئلتها.
لقد عرض الباحث فيما سبق في الفصل األول مقدمة الدراسة ،وبين مشكلتها وأهدافها ،وتساؤالتها،
إضافة إلى أهمية الدراسة ومصطلحاتها واإلجراءات المتبعة لتحقيق أهدافها.
وسيتناول الفصل الثاني التالي اإلطار النظري للدراسة ،وذلك مقسماً إلى محورين ،يتضمن األول منهما،
نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،من حيث توضيح مفهوم الذكاء ومحاوالت تعريفه ،والتعرض للنشأة التاريخية
لنظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،وأسسها العلمية ،وقائمتها األولية ،وامكانية تنمية الذكاء .أما المحور الثاني
فقد تضمن مهارات التدريس ،من حيث الخصائص وكيفية اكتسابها وتنميتها ،ووجهات نظر التربويين حولها،
والقاء الضوء على المهارات التدريسية المحددة في هذه الدراسة ،وهي :مهارة تخطيط الدرس ،مهارة إدارة الصف،
مهارة مالحظة الفروق الفردية ،مهارة التقويم الصفي ،مهارة طرح األسئلة الصفية.
كما تعرض الدراسة في الفصل الثالث أهم الدراسات السابقة التي تناولت نظرية جاردنر للذكاءات
المتعددة تطبيقاً في المراحل التعليمية ،أو تدريب ًا للمعلمين قبل الخدمة أو في أثنائها ،ومن جهة أخرى تلك
الدراسات التي تناولت تدريب المعلمين على مهارات التدريس.
ويبين الفصل الرابع منهجية الدراسة من حيث المنهج المتبع والمجتمع والعينة واألدوات الكمية منها
والكيفية واجراءات تطبيق الدراسة بمراحلها األربعة ،القياس القبلي ،وتطبيق البرنامج التدريبي ،والقياس البعدي،
والقياس التتبعي.
بينما تتناول الدراسة في الفصل الخامس النتائج التي تم التوصل إليها ،ومن ثم تفسيرها في ضوء أدبيات
البحث التربوي والدراسات السابقة.
وتقدم الدراسة في الختام ملخصاً ألهم النتائج والمقترحات والتوصيات ،إضافة إلى المراجع والمالحق.
10
الفصل الثاني
اإلطار النظري
أوالً :نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة
إن حقيقة وجود الفروق الجسمية والعقلية بين األفراد قضت بعدم التماثل حتى بين التوائم ،فاالختالف قد
يصل إلى الصوت وبصمات األصابع ،لكن أكثر ما تم االهتمام به في هذا االختالف بين األفراد هو الذكاء الذي
دار جدل حول تحديد معناه وتعريفه (الواقفي ،)2003 ،فاالهتمام بتقييم الناس وتحديد هيئاتهم العقلية والفروق فيما
بينهم ألهب الحماس حول مفهوم الذكاء واختباراته ،وكان ظهور أول اختبار للذكاء على يد ألفرد بينيه من أعظم
إنجازات علم النفس ولمدى طويل ،ولكنه في الوقت نفسه زاد من السجاالت حول مفهوم الذكاء وعوامله (جاردنر،
.)2004
ورغم ظهور نظريات تحاول تفسير الذكاء إال أنها لم تنجح في أن تقارب بين وجهات النظر التي تباينت
أكثر من خالل حصر الذكاء في عامل واحد أو عاملين أو طائفة من العوامل التي تشكل في مجملها ذكاء الفرد
وقد مثلت هذه النظريات ما سمي بالنظرة التقليدية للذكاء .وفي ظل هذه التجاذبات حول الذكاء قدم هاورد
جاردنر معالم نظرية جديدة في الكفايات العقلية اإلنسانية يتحدى من خاللها النظرة التقليدية للذكاء التي آمن بها
كثير من الناس عن ظهر قلب ،حيث بين جاردنر أن كل فرد يتميز بقدرات فريدة ،وأنه من الخطأ أن يصنف
الناس على أساس ذكاءاتهم ألنهم يملكون أنماطاً من القدرات تختلف في قوتها وضعفها لديهم ،لذلك يتوجب على
واضعي اختبارات الذكاء أن يلحظوا قدرات أخرى غير القدرات اللغوية والمنطقية الرياضية (الواقفي.)2003 ،
وسيعرض الباحث في السطور التالية نشأة النظرية ،وأسسها العلمية ،وقائمتها األولية للذكاءات السبع،
إضافة إلى بيان تنمية الذكاء وتربيته ،ولكن قبل ذلك ال بد من التعرف على الذكاء بين المفهوم والتعريف:
-1-1-2المفهوم:
إن مفهوووم الووذكاء كمصووطلح إنمووا يعووود إلووى جووذور فلسووفية ،فكلمووة الووذكاء Intelligenceهووي فووي أصوولها
كلمة التينية تدعى Intelligentaأبدعها الفيلسووف شيشورون ،وهوذا موا يودل علوى أن هوذا النشواط العقلوي لوم يكون
11
حك اًر على علماء النفس وانما سبقهم إلى ذلوك الفالسوفة الوذين تنواولوه بالد ارسوة معتمودين علوى مونهج التأمول البواطني
أو موا يسوومى باالسووتبطان ،وكووان البووادف بيوونهم أفالطووون فووي تقسوويمه الوونفس اإلنسووانية إلووى مكونووات ثالثووة تتمثوول فووي
العقل والشهوة والغضب ،وجاء من بعده أرسطو فاختزل هذا التقسيم في تعامله مع النشواط العقلوي إلوى مكوون عقلوي
معرفي ،ومكوون خلقوي انفعوالي ،ومون ثوم جواء شيشورون ليطلوق علوى هوذا النشواط العقلوي مصوطلح الوذكاء معتبو اًر أن
العقوول خاصووية البشوور التووي تميووزهم عوون غيوورهم موون المخلوقووات .إن نشوووء الووذكاء فووي بيئووة فلسووفية ال يعنووي أخووذ
التصوورات التوي جوواء بهوا رواده حووول الوذكاء دون إخضواعها للد ارسووة العلميوة ،وهووذا موا حودث عنوودما نقول المصووطلح
إلووى علووم الوونفس الحووديث علووى يوود هربوورت سبنسوور لتبوودأ مرحلووة جديوودة فووي النظوور إلووى الووذكاء موون وجهووة بيولوجيووة
وفيزيولوجيوة ،حيووث رأى أن اإلنسوان يعتموود علووى الوذكاء فووي تكيفوه مووع الحيوواة ،بينموا فسوور ثو ارنودايك الووذكاء بالمقوودار
الووذي يمتلكووه االنسووان موون وصووالت عصووبية بووين خاليووا الوودماغ ،وبالتووالي فووإن درجووة تعقيوود الجهوواز العصووبي لوودى
اإلنسان هي التي تحدد درجة ذكائه (الشي.)1990 ،،
كما ذهب البعض إلى تحديد الذكاء لدى الفرد باالعتماد على شكل وجهه ،حيث تتم مقارنة مالمح الوجه
بمالمح الحيوانات المختلفة ويعطى الفرد الصفة المشابهة لوجودها في ذلك الحيوان ،كما كان للصفات العقلية
نصيب في تفسير الذكاء ،حيث أن تفوق الفرد في ملكة من الملكات العقلية إنما يعود إلى نتوء في جمجمته،
والموجود في مركز هذه الملكة في الدماغ (السيد .)2000 ،أما مفهوم الذكاء عند جاردنر فقد تمثل بأنه مؤلف
من كثير من القدرات العقلية المنفصلة عن بعضها ،والمستقلة نسبياً فيما بينها ،إال أنها تعمل بانسجام
مميز(الواقفي.)2003 ،
-2-1-2التعريف:
إن تعدد وجهات النظر في مفهوم الذكاء كرست االختالف في تعريفه ،حيث اتخوذ التعريوف محواو اًر ثالثوة،
ركز المحور األول على أن الذكاء إنما هو القدرة على التعلم ،فالوذكاء يبورز مون خوالل التحصويل العوالي فوي الموواد
الد ارسووية .بينمووا ركووز المحووور الثوواني علووى أن الووذكاء إنمووا هووو القوودرة علووى التكيووف ،حيووث يظهوور الووذكاء بمقوودار مووا
يمتلك الفرد من قدرة على التكيف مع البيئوة المحيطوة بوه .وينحوى المحوور الثالوث للتركيوز علوى أن الوذكاء إنموا هوو
القوودرة علووى التفكيوور حيووث يتجلووى فووي إدراك الفوورد للعالقووات بووين األشووياء وبخاصووة المجووردة منهووا .إن هووذه المحوواور
الثالثووة فووي محاولتهووا لتعريووف الووذكاء لووم تجوود توافق واً عنوود غالبيووة العلموواء نظ و اًر الحتوائهووا علووى بعووض المصووطلحات
المبهم ووة ،ل ووذا ك ووان الزمو واً وج ووود تعري ووف إج ارئ ووي يف ووي بش ووروط االتص ووال الجي وود ويك ووون واقعيو واً ،حي ووث ق وودم وكس وولر
Wechslerتعريفواً للووذكاء علووى " أنوه قوودرة الفوورد الكليوة التووي تعموول فوي سووبيل هوودف محودد ،وأن يفكوور الفوورد تفكيو اًر
رشيداً ويتعامل بكفاءة مع بيئته ،ثم ظهر التعريوف األكثور شويوعاً وهوو تعريوف بوورنج Boringحيوث بوين أن الوذكاء
هو ما تقيسه اختبارات الذكاء ،وقد جاء هذا التعريف انطالقاً من قدرة الفرد علوى تقوديم أداء جيود فوي اختبوار الوذكاء
" (ذكر في الشي.)64:60 ،1990 ،،
أما جاردنر ( )21 ،2004فإنه يعرف الذكاء على أنه " :القدرة على حل المشكالت أو إبداع نتاجات
ذات قيمة في بيئة ثقافية أو أكثر" .ويالحظ في هذا التعريف الرغبة في توسيع مفهوم الذكاء وعدم حصره في
اختبارات الورقة والقلم أو القياسات اللفظية المقننة التي تتطلب قدرات لغوية أو منطقية رياضية فقط ،بل يجب أن
تشمل مفاهيم الذكاء المعرفة بالدماغ اإلنساني والحساسية لتنوع البيئات الثقافية .إن هذه النظرة إلى الذكاء تهدف
12
إلى تقديم تعريف بديل يقوم على األخذ بوجهات النظر المختلفة عن العقل وجمعها ،وتنظيم العديد من الحقائق
العقالنية عن االدراك والفهم ،والمعرفة االنسانية التي تختلف لدى الناس من حيث قوتها ،وأساليب الحصول
عليها .كما تقرر هذه النظرة للذكاء أن بعض العمليات العقلية المحدودة يمكن أن تستثار لتصل إلى الحد
االقصى من خالل العديد من األنشطة االنسانية ،وبالتالي فإن الذكاء االنساني يمكن مالحظته من خالل عمليات
حل المشكالت التي تواجه الفرد في حياته العملية ،ويمكنه هذا من تقديم نتاجات جديدة (.)Christison, 1998
ورغم هذا االختالف الكبير حول ماهية الذكاء ومحاوالت تعريفه يجب أال تغيب عن األذهان حقيقتان
واضحتان ،تتمثل األولى في أن الذكاء صفة للفرد وهو بذلك ليس شيئاً ملموس ًا ،وانما يظهر في تفاعل الفرد مع
عالمه الداخلي والخارجي .أما الحقيقة الثانية فإنها تتجلى في أن الذكاء إنما هو محصلة الخبرات التعليمية التي
يكتسبها الفرد ،وكلما زادت هذه الخبرات كلما تطور ونما الذكاء لديه (الشي.)1990 ،،
-2-2النشأة التاريخية:
لووم يكوون يخطوور علووى بووال أحوود أن طلب واً موون " مؤسسووة برنوواد فووان ليوور " لكليووة الد ارسووات التربويووة العليووا فووي
جامعة هارفارد في أواخر السبعينيات من القرن الماضي سيظهر إلوى الوجوود نظريوة فوي الوذكاء ،كوان ارئودها هواورد
جوواردنر ،موودعوماً بفريووق بحثووي متعوودد التخصصووات بوودءاً موون علووم الوونفس وعلووم االجتموواع وفلسووفة التربيووة والعلوووم،
واء بعلوم اإلنسووان وعلووم االنثروبولوجيووا االجتماعيووة .إن تضووافر جهووود ومورو اًر بعلووم الو ارثووة والبيولوجيووا العصووبية ،انتهو ً
البوواحثين فووي هووذه المجوواالت ونتووائج د ارسوواتهم مكنووت جوواردنر موون االمتووداد علووى نحووو أكثوور اتسوواعاً وعمق واً ل تيووان
بنظريووة مدعمووة بالنتووائج العلميووة لعلووم األعصوواب وعلووم الوونفس المعرفووي .إن هووذه النظريووة أحوودثت تح ووالً كبي و اًر فووي
النظورة إلووى الووذكاء موون أنووه قوودرة عامووة واحوودة مرنووة إلووى القووول بتعدديووة الووذكاء ووجووود كفايووات عقليووة انسووانية دعاهووا
جاردنر بالذكاءات المتعددة.
لقود أثوار ذهون جواردنر مشوهد فتواة صوغيرة تمطوور بمجموعوة مون األسوئلة المعتمودة علوى تخوزين المعلومووات،
وهي أسئلة بالورقة والقلم في أكثر األحيوان ليتحودد فوي نهايوة إجاباتهوا مسوتوى ذكائهوا ،ولربموا مسوتقبلها الد ارسوي مون
خووالل مغووزى الوودرجات التووي حصوولت عليهووا .إن معاموول الووذكاء هووذا قوود ينبووت بقوودرة التلميووذ علووى التعاموول مووع الموواد
الدراسية على المدى المنظور ،لكن يبقى التنبؤ بقدرته على النجواح فوي الحيواة محودوداً جوداً ،وفوي ظول غيواب طورق
أفضوول للتفكيوور بالووذكاء وماهيتووه ،وغيوواب طوورق حقيقيووة لتقووويم قوودرات الفوورد ،فووإن سوويناريو الفتوواة الصووغيرة قوود يتكوورر
آالف المرات في اليوم الواحد حول العالم ،لذلك ركز جاردنر على ترك المجال واسعاً أمام الفرد وقد ارتوه لنقول أفكواره
ومعارفوه إلووى حيوز التطبيووق العملووي والبرهنوة علووى أداء مووا يسوتطيع فعلووه تمامواً ،هووذا التركيووز علوى األداء هووو السوومة
الحقيقية التي تظهر نجاح الفرد في الحياة ،وتظهر ذكاءاته في التعامل مع مجاالتها المتعددة.
لقد انطلق جاردنر في نظريته بداية من التمييز بين اتجاهين يبحثان في العقل ،األول ينظر إليه على أنه
قطعة واحدة يتمتع بقدرة مفردة تمثل سمة للكائنات البشرية ،وهذه السمة لها الدور الحاسم في ترتيب األفراد بمقدار
الذكاء الذي يولدون به .أما االتجاه الثاني فإنه ينظر للعقل من باب تقسيمه إلى مكونات عدة تصل معها قدرات
الفرد العقلية إلى حوالي مئة وعشرين قدرة عقلية ،ولكن ما يميز هذا االتجاه هو إدخال البيئة والتدريب كعامل آخر
13
مؤثر في قدرات الفرد العقلية غير الوراثة .وقد أكد جاردنر على أن نظريته في الذكاء إنما هي فكرة قديمة لكنها
استعادت الحق في مناقشة جدية لبيان حقيقتها العلمية (.)Gardner, 1983
إن اآلراء المبكرة لنظرية الذكاءات المتعددة كان رائدها " فرانز جوزيف غال " في علم الجمجمة العقلي
حيث الحظ وجود عالقة بين خصائص عقلية معينة وأشكال الرؤوس ،فاالختالف بين جماجم الناس يعكس
اختالفاً في حجم الدماغ وشكله ،ووفقاً لذلك تؤدي كل منطقة في الدماغ وظيفة مختلفة عن غيرها من المناطق
األخرى ،وبالتالي يمكن تحديد هيئة الفرد العقلية من خالل تحديد مواطن القوة والضعف في جمجمة كل فرد
(جاردنر .)2004 ،إن تأكيد غال على أن هناك أجزاء مختلفة من الدماغ تقوم بوظائف مختلفة ،واقتراحه بأنه ال
توجد قدرات عقلية عامة ،بل صور مختلفة من االدراك والذاكرة لكل ملكة من الملكات العقلية ،هذه األفكار أكدها
" بيير بروكا " في إظهاره ل وجود عالقة بين إصابة منطقة معينة في الدماغ بخلل وبين قيامها بوظيفتها الموكولة
إل يها ،ففقدان القدرة اللغوية مرتبط بوقوع تلف بالجزء العلوي اليساري للقشرة الدماغية ،أما إصابة النصف األيمن
للدماغ فإنه قد يبقى القدرة على القراءة إال أنه يؤثر في عدم القدرة على تفسير ما يق أر (عامر ومحمد.)2008 ،
وفي المقابل من علم وظائف االعضاء واالعصاب اتجه علماء النفس للبحث عن قوانين لملكات عقلية
أفقية مثل قدرات الذاكرة ،واإلدراك الحسي ،واالنتباه ،كما بحثوا في مبادف معالجة المعلومات االنسانية ،وصوالً
إلى البحث في الفروق الفردية ،حيث قدم " غالتون " مناهج إحصائية تمكن من ترتيب الناس وفق ما يتمتعون به
من قدرات جسمية وعقلية ،إضافة إلى إمكانية التحقق من وجود عالقة بين الوراثة واالنجاز المهني ،ولربما شكلت
هذه االفكار األرضية المناسبة لو " ألفرد بينه " في تصميم أول اختبار للذكاء لترتيب األطفال في المستوى الدراسي
المالئم ،والكشف عن المتخلفين منهم .وقد اشعل الهوس بتقييم الناس ألغراض محددة الحماس الختبارات الذكاء،
حيث يشير جاردنر في تعليقه على هذه االختبارات بأنه قد تكون لها قدرة تنبئية في النجاح المدرسي ،إال أن هذه
القدرة تصبح موضع شك خارج سياق المدرسة (جاردنر.)2004 ،
ولم تهمل نشأة الذكاءات المتعددة ما قدمه " سبيرمان " Spearmanفي نظريته عن الذكاء والتي اعتقد
فيها بوجود عامل عام مسيطر تشترك فيه جميع القدرات العقلية المعرفية ،أما العامل الثاني فإنه يتكون من عدة
عوامل متنوعة ،بمعنى أن جميع أساليب النشاط العقلي لدى االنسان تشترك في عامل عام واحد ،بينما تختلف
عن بعضها في نواحي خاصة نوعية .كما ظهر في الجانب اآلخر " ثيرستون " Thurstonبنظريته العوامل
الطائفية ،والتي يؤمن من خاللها بوجود مجموعة من الملكات العقلية األولية المستقلة عن بعضها نسبياً ،والتي
تقاس من خالل مهمات مختلفة ،حيث حدد ثمان عوامل اسماها القدرات العقلية األولية ،وهذه العوامل هي:
االستيعاب اللفظي ،والطالقة اللغوية ،والقدرة العددية ،والعالقات المكانية ،والذاكرة ،واالدراك ،واالستدالل .أما "
كاتل " Cattellفقد أكد وجود عاملين يشير كل منهما إلى نوع من الذكاء ،األول هو الذكاء السائل ،الذي يقاس
من خالل اختبارات االدراك والتقدير والفهم واالستدالل ،وهو ال يرتبط بالثقافة والخبرات التعليمية .والنوع الثاني
هو الذكاء المتبلور ،والذي يقاس من خالل المهارات العددية واللغوية ،واستخدام المترادفات ،ويتأثر بالخبرة
والتعليم ،وال ينخفض أو يتدهور مع تقدم العمر (الشي.)1990 ،،
14
وقد تأثرت سيطرة موجة قياس الذكاء بالنظرة العقلية التي قدمها " بياجه ،" Piagetحيث بحث في كيفية
عمل العقل ،والتركيز على طرائق المحاكمة العقلية التي يلجأ إليها الطفل في اكتسابه للمعرفة .إن هذه النظرة
للمعرفة االنسانية تقوم على أساس أن الفرد يحاول الكشف عن العالقات بين األشياء من حوله ،وكيف تتفاعل مع
بعضها البعض ،وتفسير تلك العالقات .لقد مهدت أفكار بياجه لالهتمام اكثر بسيكولوجيا " معالجة المعلومات "،
أي التفصيل الدقيق لكل خطوة يقوم بها الطفل في أدائه لمهمة معينة ووصفها ،بمعنى التركيز على تفاصيل هذه
المعالجة ،وتوضيح الطبيعة الجزئية لتلك المعالجة .كما برزت وجهة نظر بديلة تركز بدقة على التعامل مع
مستويات االبداع العليا التي أهملت في اختبارات الذكاء ومعالجة المعلومات ،حيث تجلت هذه النظرة بمنحى "
النظم الرمزية " ،والتي أكدت على أن أهم ما يميز الكائنات االنسانية عن بقية الكائنات الحية هو استخدام
االنسان لوسائط رمزية متنوعة في التعبير عن المعاني وتوصيلها .ولم يتوقف جاردنر عند حدود علم النفس
المعرفي في استدالله على الذكاءات المتعددة ،بل تجاوزه للوصول إلى علم النفس العصبي ،والكشف عن المبادف
العامة والفروق التي تتصل بمرونة النمو وهوية الكفايات االنسانية من خالل ما يتميز به الجهاز العصبي من
مرونة تتيح له التطور الدقيق والمبرمج .فقد قدم علم االعصاب أدلة على وجود وحدات وظيفية في الجهاز
العصبي ،منها ما يخدم قدرات في مناطق حسية ،ومنها ما يخدم وظائف إنسانية تتعلق بالمعالجة اللغوية أو
المكانية ،إن هذه الوحدات الوظيفية تشير بدقة إلى أسس بيولوجية للذكاءات المتخصصة ،وبالتالي فإن ما تظهره
البيولوجيا العصبية يمكن أن يكون حجة قوية على وجود أنواع ممكنة للذكاء االنساني (جاردنر.)2004 ،
إن اهتمام جاردنر بهذه االفكار والنظريات المفسرة للذكاء ،ومناقشتها واستناده إلى أدلة من سيكولوجيا
معالجة المعلومات والنظم الرمزية ،إضافة إلى البيولوجيا العصبية ،مك نته من الوصول إلى مفهوم جديد للذكاء
يقوم على أنه مجموعة من الكفايات العقلية التي أسماها بالذكاءات المتعددة.
-2-3-2معاايير الااذكاء :يقصوود بهوا المعووايير الفعليوة التووي يمكون موون خاللهوا الحكووم علوى الووذكاء المرشوح للوودخول
إلووى قائمووة الكفايووات العقليووة بأنووه اجتوواز االختبووار األول لالنضوومام إليهووا .وتعوود هووذه المعووايير بمثابووة البوصوولة التووي
15
تحوودد الطريووق الووذي ال يمكوون الحيوواد عنووه ،وان بوودت مهووارة مووا للوهلووة األولووى ،أنهووا مرشووحة ألن تكووون كفايووة عقليووة
ممكنة إال أن خضوعها لهذه المعايير يبين أنها ال تتمتع بالمواصفات الالزمة لذلك .ووفقاً لهوذه المعوايير فوإن علوى
الذكاء المرشح أن يحوز عدداً كافياً منها لكي يدخل قائمة الذكاءات ،ومن أهم هذه المعايير:
-1-2-3-2التلف الدماغي المقابل :إن أي ملكة إنسانية محددة يجوب أن تكوون مسوتقلة نسوبياً عون غيرهوا ،ولهوا
منطقة محددة في الدماغ ،فإذا أصاب هذه المنطقة أي تلف أثر عليها وحدها دون غيرها من الملكات.
-2-2-3-2الظواهر االستثنائية :هناك مواهب مبكرة جداً تظهر لدى بعض األفراد في أكثر مون مجوال ،إضوافة
إلى وجود بعض األفراد الذين يتمتعون بموهبة في كفاية إنسانية محددة رغم أداء عادي في المجاالت األخرى.
-3-2-3-2العملياات المركزياة :يقصوود بهوا وجوود نووواة لكول ذكواء موون الوذكاءات ،وهوي عبووارة عون عمليوة مركزيووة
لمعالجوة المعلومووات ،تحتوواج بوودورها ألن تفعوول وتثوار موون خووالل معلومووات تقوودم للفورد إمووا بشووكل داخلووي أو خووارجي.
مثالً القدرة على تقليد حركات االخرين إنما هي بمثابة نواة للذكاء الحركي.
-4-2-3-2التااااريل النماااائي الممياااز :إن ك وول ذك وواء يج ووب أن يك ووون ل ووه ت وواري ،نم ووائي مح وودد تلع ووب في ووه البيئ ووة
الطبيعيووة واالجتماعيووة دو اًر بووار اًز ،ذلووك أن الووذكاء ال يتطووور فووي عزلووة .فظهووور الكفايووة االسووتثنائية فووي مجووال موون
المج وواالت ال ب وود وأن يس ووتند إل ووى نض ووج فيزيول وووجي اس ووتثنائي ،أو الخض وووع إل ووى ت وودريب متمي ووز يؤدي ووان بالمحصو ولة
لظهور مستويات عالية جداً في هذه الكفاية أو تلك.
-5-2-3-2تطااور الااذكاءات وأناواا النشاااط الااذهني :تعووود جووذور كوول ذكوواء مون الووذكاءات إلووى ماليووين السوونين،
ولكوون كوول منهووا يثبووت مصووداقية وجوووده موون خووالل تحديوود س ووابقه التطوريووة وانفصوواله عوون القوودرات المشووتركة مووع
الكائنات الحية األخرى ،فالذكاء الموسيقي ربما كان مشتركاً مع غناء الطيور.
-6-2-3-2دعاام االختبااارات التجريبيااة :إن مووا تقدمووه نتووائج األبحوواث التجريبيووة يبوورز عموول الووذكاءات المرشووحة،
فاسووتخدام منوواهج علووم الوونفس المعرفووي تمكوون موون د ارسووة عمليووات المعالجووة اللغويووة أو المكانيووة ،وبيووان كيفيووة تنفي وذ
مهامها بدقة وتداخل هذه المهام مع بعضها.
-7-2-3-2دعااام القيااااس النفساااي :ي وودعم ج وواردنر نظريت ووه بنت ووائج االختب ووارات النفس ووية وخاص ووة تل ووك المتعلق ووة
بالوذكاء ،فكلمووا ارتبطووت المهمووات التووي تقوويس ذكوواء مووا ارتباطواً عاليواً ببعضووها الووبعض ،وارتباطواً أدنووى مووع المهمووات
المخصصوة لقيواس ذكواءات أخورى ،فوإن مصوداقية هوذه النظريوة توزداد ،موع اإلشوارة إلوى عودم ثقوة جواردنر باختبوارات
الذكاء ألنها ال تتميز بالصدق دوماً.
-8-2-3-2قابلياااة الترمياااز :تتمث وول المعرف ووة اإلنس ووانية ب ووالنظم الرمزي ووة ،فاللغ ووة والرياض وويات نظ ووم رمزي ووة مهم ووة
ل نسان .فكل ذكاء يجب أن يكون له نظام رمزي خاص (جاردنر.)2004 ،
موجودة لدينا بودرجات ال يسوتهان بهوا رغوم أن معظمنوا قود ال يكوون شواع اًر أو كاتبواً مرموقواً أو خطيبواً إال أن الوتمكن
من بعض جوانب اللغة واستخداماتها العملية يتيح للفرد بأن يتذوق اللغة (الخفاف.)2011 ،
إن الذكاء اللغوي يبدو أوسع األشياء توزيعواً بوين النواس ،لكون موا يميوز المتفووق فيوه أنوه يطوور قودرات تبودو
فووي متنوواول كوول النوواس األسوووياء .كمووا أن الممارسووة والتوودريب شوورط ضووروري لتنميووة هووذا الووذكاء ،لووذا تبوودو محاكوواة
اآلخ ورين إحوودى ضووروب هووذه الممارسووة لكووي ال يخموود الصوووت لوودى الشووعراء والخطبوواء وحتووى الكتوواب ،فالممارسووة
توصل إلى درجة من الطالقة.
وموون الحجووج التووي سوواقها جوواردنر ( )2004بخصوووص هووذا النوووع موون الووذكاء أن األشووخاص الووذين لووديهم
صعوبات لغوية خاصة لم يدفعوا ثمناً باهظاً ،بل كانت إنجازاتهم إضواءات لطريوق البشورية ،ومون أمثلوة أولئوك يبورز
البورت اينشوتاين ،الوذي كوان لتوأخره فوي الكوالم فائودة ،جعلوت مون صومته توأمالً أكبور لفهوم العوالم مون حولوه .كمووا أن
مرض ووى الحبس ووة اللغوي ووة فق وودوا الق وودرة عل ووى أن يكونو ووا م ووؤلفين أو خطب وواء مرم وووقين إال أنه ووم أب وودعوا ف ووي مج وواالت
الموسيقى والفن التشكيلي .إن هذه الصعوبات اللغوية وغيرها أدلة على استقاللية الكفايات العقلية كالً على حده.
بمعنى محاكاة شكل أو شيء موجود أمام الكثيرين بطريقة مختلفة وتدويره عقلياً من زوايا مختلفة إلنتاج
أشكال مميزة ،وعلى الرغم من أن هذا الذكاء يرتبط بشكل وثيق مع حاسة البصر إال أن جاردنر يتجنب وصفه
بالذكاء المكاني الب صري ،ذلك أن هذا الذكاء يتطور حتى عند فرد فقد هذه الحاسة ،ذلك أن إدراك عناصر
المكان وما بينها من ترابطات مهم جداً في توجيه الذات عند التعامل مع العالم الواقعي (جاردنر.)2004 ،
إن هذا الذكاء يتجه نحو اآلخرين معتمداً على قدرة مركزية فعالة تتجلى في مالحظتهم والتمييز بينهم
وفقاً لطبائعهم ،بحيث يستطيع الفرد أن يق أر اآلخرين ويتصرف معهم وفق تلك القراءة ،بمعنى آخر يركز هذا النوع
من الذكاء على فهم سلوك اآلخرين ومشاعرهم وانفعاالتهم .إن فهم الفرد لآلخرين يمكنه من توطيد عالقات جيدة
معهم والتأثير بهم ،ولعل أهم ما في األمر هو أن هذا الذكاء يبرز لدى الفرد منذ أن يكون رضيعاً ،وذلك من
خالل التناغم المسبق مع مشاعر اآلخرين وسلوكهم ،حيث يتناغم الطفل مع حركات وجوههم (جاردنر.)2004 ،
طفل عادي تلقى العناية الكافية إلظهار مكنوناته وتطوير ذكائه ،فالذكاء مهارة قابلة للتعلم ،وأنه يمكن لكول فورد أن
يكون ذكياً انطالقاً من أن الذكاء حق طبيعي لكل فرد.
لقد بين جاردنر ( )2004إمكانية تحديد هيئة الفرد العقلية أو ميوله في سن مبكرة ،واالستفادة منها إلثراء
فرص هذا الفرد واختياراته التربوية ،ويمكن لذوي المواهب اتباع برامج خاصة إلبراز ذكاءاتهم أكثر ،أما أولئك
الذين يبدون هيئات عادية أو قصو اًر وظيفياً في كفاياتهم العقلية ،يمكن أن يخضعوا لبرامج تعويضية لتنمية
ذكاءاتهم إلى الحد الذي تسمح به امكاناتهم.
فالمكونات الرئيسية ألي موقف تربوي وفق نظرية الذكاءات المتعددة تتمثل في أنواع الذكاءات
المتضمنة ،والوسائط الناقة الرئيسية ،والسياق العام الذي تحدث فيه المعرفة .وتشير القدرات المتضمنة في ذكاء
ما إلى الوسيلة الكتساب المعارف والمعلومات ،كما أن طرائق التعلم مرتبطة بشكل كبير بالذكاءات المتضمنة،
فاستخدام النمذجة والتقليد كطريقة للتعليم المباشر بالمالحظة يكون شكالً من أشكال المعرفة الجسمية والمكانية
والشخصية .في مقابل ذلك تبرز الوسائل التي تستخدم لنقل المعرفة بشكل غير مباشر ،كالكتيبات والخرائط
كما أن مواقع التعلم تتعد بحسب تطور والحواسيب ،وتختلف هذه الوسائل باختالف الذكاءات المستهدفة.
المجتمع ودرجة تعقيده ،بدءاً من المنزل مرو اًر بالدكاكين والمختبرات ،وصوالً إلى المدرسة ،وال يمكن إغفال الدور
الهام للمفوضين بنقل المعرفة .إن طرائق التعلم المباشر قد تكون كافية لنشاطات غير معقدة نسبياً ،وكلما زادت
درجة تعقد المهمات المطلوب تعلمها أصبح من المتعذر االكتفاء بمجرد المالحظة ،وال بد من االنتقال إلى آليات
نظامية تزيد من إظهار الموهبة في المجتمع ،أي االنتقال من االشكال الضمنية إلى األشكال الصريحة من
المعرفة.
لقد انطلق جاردنر في نظريته من خالل بعض االسئلة التي تمحورت حول ما إذا أفرطت هذه النظرية
في تطرفها أو انتقائيتها؟ وكيف يمكن أن تضم هذه النظرية وجوهاً أخرى من المعرفة بالكائنات االنسانية؟ وكيف
يمكن أن تكون هذه النظرية أكثر نفع ًا لصانعي السياسات؟ هذه االسئلة مكنت جاردنر من تفحص نظريته
الجديدة ،وبيان موضعها بين نظريات المعرفة االنسانية.
إن هذه النظرية في إحاطتها لمجموعة من الركاز العقلية االنسانية ،والتي بلغ عددها السبعة بداية ،أكدت
تمتع كل الناس بها بفضل انتمائهم للنوع االنساني ،وبفضل التفاعل بين الوراثة والتدريب المبكر فإن بعض
الذكاءات سوف تنمو لدى بعض االفراد أكثر من غيرهم ،لكن هذا النمو في الذكاء محكوم بما يتوفر للفرد من
فرص إلظهاره ،مع االشارة إلى تفاعل الذكاءات مع بعضها البعض ،واالستناد على بعضها أيضاً منذ بداية
الحياة ،والمهم في النهاية هو تطويع هذه الذكاءات في خدمة أدوار مجتمعية متنوعة.
ويشير جاردنر إلى أن السبب وراء استخدامه لمصطلح مثقل بالمعاني " الذكاء " إنما كان بهدف تقديم
نموذج للذكاء أكثر تطو اًرن والوصول إلى فكرة جديدة عن الذكاء يمكن تقييمها على نحو موثوق ،ولربما فضل
20
كثي اًر استخدام عبارات من قبيل الكفايات العقلية ،العمليات الفكرية ،القدرات المعرفية ،بديالً عن مصطلح "الذكاء"
فالمهم ليس التركيز على االسم وانما المفهوم .كما يبين أن هناك جوانب معينة في السلوك االنساني ترقى لقدرات
عقلية معرفية من مستوى أعلى ،مثل الحس المشترك ،واألصالة ،والمجاز ،إال أنها تبدو مستعصية على التفسير
في حدود الذكاءات المفردة .كما أن االحساس بالذات والنظر إليه على أنه قدرة من المستوى الثاني أو مرشح
للدخول في قائمة الذكاءات ،قد تنظر إليه بعض الثقافات بدرجة أقل أهمية من ثقافات أخرى تمجده على أنه
عامل منشط التخاذ الق اررات .وبالتالي فإنه يمكن لذكاء تم تجاهله في مرحلة ما أن يعود ليحتل موقعاً بين
الذكاءات ،ولكن بشكل عام فإن هذه النظرية توفر قد اًر كبي اًر من التفسير للنشاط العقلي االنساني
يمكن وصف نظرية الذكاءات المتعددة على أنها تلخيص لجهد كبير قدم لفهم أفضل للمهارات المتضمنة
في االنجازات البارعة المختلفة ،وتقديم وصف للعمليات التربوية التي تطور هذه الكفايات ،حيث يبرز إسهام هذه
النظرية من خالل تجنيد الذكاءات المتعددة في خدمة أدوار مجتمعية لثقافة أوسع.
وبع وود تس ووليط الض وووء عل ووى نظري ووة ج وواردنر م وون حي ووث النش ووأة وال ووذكاءات الت ووي تض وومنتها ،وامكاني ووة تنمي ووة
الذكاءات لدى الفرد ،ننتقل في الصفحات اآلتية إلى التعرف على مهارات التدريس:
21
لقوود تكوورس االهتمووام بالمهووارات التدريسووية فووي ضوووء تحووول النظ ورة إلووى التوودريس موون أنووه مجوورد عمليووة نقوول
معلومات واكساب معارف للتالميذ إلى أنه مجمووع الجهوود التوي تبوذل مون قبول المعلوم لمسواعدة التالميوذ علوى النموو
المتكامل بما يالئم قدرات ،وامكانوات كول مونهم علوى حوده .فالتودريس موا هوو إال عمليوة تفاعول ذات وجهوين ،يتمثول
األول فووي التفاعوول القووائم بووين المعلووم والتلميووذ ،ويتجسوود الثوواني فووي التفاعوول بينهمووا وبووين المعرفووة بجميووع مصووادرها
درسووي وخارجووه ،وهووذا يضووع المعلووم أمووام تحوود يتمثوول فووي الووتمكن موون المووادة العلميووة بمووا فيهووا موون
داخوول الصووف ال ا
خبورات ومعوارف واختيووار أنسوب الط ارئووق واألسواليب لجعلهووا فوي متنواول تالميووذه .إن هوذا الووتمكن ال يتحقوق إال موون
خالل امتالك المعلم لمهارات تدريسية عالية المستوى تساعده على أداء دوره بدقة ومسؤولية (إبراهيم.)1997 ،
إن هذه المهارات اكتسبت أهمية خاصة من كونها تميز تماماً بين المعلوم التقليودي والمعلوم الفعوال ،فوالمعلم
الممتلووك لهووذه المهووارات يسووهم بشووكل رئيسووي فووي تحقيووق األهووداف المنشووودة موون العمليووة التعليميووة المتمثلووة ب والنمو
المتكاموول لشخصووية التلميووذ ،والتووأثير اإليجووابي علووى سوولوكه واكتسووابه للمعووارف والخبورات ،كمووا أنووه يووؤثر مباشورة فووي
التحصوويل الد ارسووي لتالميووذه موون خووالل قدرتووه علووى التعاموول بفاعليووة معهووم ومووع الم وواد الد ارسووية ،بحيووث يجعوول هووذه
المواد الدراسية مصد اًر إلثارة دافعيتهم نحو التعلم ،والى إقبالهم علوى المعرفوة بمحبوة ورغبوة فوي االسوتزادة منهوا ،مموا
ي ووؤدي إل ووى تحس ووين تحص وويلهم الد ارس ووي (نصو و ار .)2004 ،ف ووالمعلم الفاع وول ه ووو ال ووذي يس ووتطيع أن يزي وود مس ووتوى
التحصوويل الد ارسووي لتالميووذه موون خووالل مووا يمتلك وه موون مهووارات فووي اإلعووداد الجيوود للوودروس والتخطوويط السووليم له وا،
وكيفية التهيئة العقلية والنفسية لتالميذه ،واثارة أساليب المناقشة ،وكيفية تقويمهم تقويماً شامالً (جابر.)2004 ،
ولكي تتضح ماهية هذه المهارات ومضمونها ،وكيفية تنميتها ،وتطويرها ،وأهم وجهات النظر حولها ،ربما
يكون من المفيد إلقاء الضوء عليها في السطور اآلتية:
-1-6-2تقااديم المهااارة :تعوود هووذه المرحلووة أولووى م ارحوول اكتسوواب المهووارة التدريسووية ،حيووث تتضوومن هووذه المرحلووة
تزويد الطالب المعلم بمعارف ومعلومات نظرية عن هذه المهارة ،من حيث مواصفاتها ،ومكوناتها ،وأسواليب أدائهوا،
وأهوودافها ،وأهميتهووا بالنسووبة للمعلووم ،وكووذلك المهووارات الفرعيووة التووي تنوودرج تحتهووا أو المهمووات األدائيووة التووي تؤلفهووا.
فهذه المرحلة تعبر بدقة عن فهم المهارة.
-2-6-2المالحظة والنمذجاة :بعود تقوديم المعوارف النظريوة توأتي هوذه المرحلوة لتتويح الفرصوة أموام الطالوب المعلوم
لكوي يشوواهد نموواذج ألداء المهووارات التدريسووية التووي سوويتم التوودرب عليهوا ،وقوود تكووون موون خووالل مشوواهدة معلووم مووتمكن
أثنوواء تأديتووه للمهووارة أو عوورض مقطووع فيووديو مسووجل لهووذه المهووارة ،أو عوورض صووور توضووح كيفيووة أدائهووا ،أو أداء
جوانووب منه وا ،ويووتم بعوود المشوواهدة مناقشووة فنيووات أداء هووذه المهووارة أو تلووك .وبووذلك يكووون الطالووب المعلووم فووي هووذه
22
المرحلة أمام توسيع وتعميق لفهم المهارة التدريسية المطلوبة ونقل هذا الفهم إلى التطبيق الميوداني مون خوالل د ارسوة
سلوكيات نموذج مثالي يقوم بأداء المهارة.
-3-6-2التدريب األولي :تتضمن هذه المرحلة قيام الطالب المعلم بتنفيوذ المهوارة وأدائهوا بعود أن تلقوى المعلوموات
والمعووارف النظريووة الخاصووة بهووا ،وشوواهد نموواذج موون كيفيووة تأديتهووا ،حيووث يقوووم الطالووب المعلووم بالتحضووير للمهووارة
والتخطوويط المالئووم لهووا وعرضووه علووى الموودرس المشوورف قبوول السووماح لووه بوواألداء ،وبعوود الموافقووة يووؤدي المهووارة أمووام
زمالئه ،وتتم مناقشته في جوانب القوة والضعف لديه أثناء تأديته للمهارة.
-4-6-2الممارساة :تتضومن هوذه المرحلووة قيوام الطالوب المعلووم بتخطويط الودرس وتنفيوذه لحصووة د ارسوية كاملوة فووي
الصووف ،وذلووك بعوود أن اطمووأن المشوورف علووى امتالكووه للمهووارة ،ومجموعووة المهووارات الفرعيووة المكونووة لهووا ،وهنووا يووتم
متابعته من قبل المشرف عبر بطاقة مالحظة أو مقياس تقدير يقيم من خاللوه المشورف أداء الطالوب المعلوم ،ويبوين
مدى امتالكه لهذه المهارة.
-5-6-2اإلتقااان :تعوود هووذه المرحلووة هووي األخي ورة فووي سلسوولة م ارحوول اكتسوواب المهووارة ،ففووي هووذه المرحلووة يصوول
الطالب المعلم إلى أداء المهوارة بتلقائيوة ،حيوث يالحوظ نودرة األخطواء وقلتهوا ،وتبودأ فوي المقابول شخصويته وامكانياتوه
بالظهور أكثر من خالل التميز الذي يبرز في أدائه وحسن تصرفه في الموقف التعليمي (محمود.)2005 ،
إن صعوبة عزل المهارات التدريسية عن بعضها زاده اختالف التربويين في تقسيمهم المها ارت التدريسية
إلى مهارات أساسية ومهارات فرعية تندرج تحتها ،وربما اختالفهم أيضاً على تسميتها مهارات أم كفايات ،ولذلك
سيتناول الباحث بعض وجهات نظر التربويين في المهارات التدريسية التي يجب أن يمتلكها كل معلم للقيام بالدور
المنوط به في العملية التعليمية.
التنفيذية التالية :مهارة تهيئة غرفة الصوف ،مهوارة إدارة اللقواء األول ،مهوارة إدارة أحوداث موا قبول الودخول فوي الودرس
الجديد ،مهوارة تهيئوة الطوالب لموضووع الودرس الجديود ،مهوارة الشورح ،مهوارة تنفيوذ العوروض العمليوة ،مهوارة اسوتخدام
الوسووائل التعليميووة ،مهووارة االسووتحواذ علووى انتبوواه الطووالب ط ووال الوودرس ،مهووارة تعزيووز العالقووات الشخصووية ،مهووارة
تلخوويص الوودرس ،مهووارة ط وورح األسووئلة الشووفهية ،مه ووارة التوودريس االستقصووائي ،مهووارة اس ووتثارة الدافعيووة للووتعلم لوودى
الطالب ،مهارة التعزيز ،مهارة ضبط النظام داخل الصف ،مهارة تعيين الواجبات المنزلية ومعالجتها.
وتؤكود الساعدي ( )2003علووى الودور الوذي تلعبوه المهووارات التدريسوية فوي تطوووير العمليوة التعليميوة وأهميووة
امتالك المعلوم لهوذه المهوارات ،حيوث تركوز علوى المهوارات التدريسوية التاليوة بجانبيهوا النظوري والعملوي :مهوارة تحديود
األهداف وصياغتها ،مهارة التخطيط لدروس العلوم ،مهارة التقويم واالختبارات.
ويرى محمود ( )2005أن الدور المتجدد للمعلم في العملية التعليمية يتطلب عدداً مون المهوارات التدريسوية
التووي تتنوووع بووين المهووارات التدريسووية الخاصووة بووأداء المعلووم النظووري التخطيطووي قبوول دخووول الوودرس ،وبووين مهووارات
التدريس األدائية ،إضوافة إلوى مهوارات التقوويم ،وقود حوددها وفقواً لوذلك كموا يلوي :مهوارات التخطويط ،وتتضومن تحديود
موضوووع الوودرس ،وتحديوود أهدافووه وصووياغتها ،وتحديوود الموودركات الرئيسووية ،وتحديوود التعميمووات الموجووودة فووي الوودرس،
ووضع مقدمة مناسبة للدرس ،وتعميم سيناريو الدرس ،وتحديد أسئلة التقييم لجوانب الوتعلم فوي الودرس .أموا مهوارات
التنفيذ العملي للدرس فإنها تتضومن مهوارات تقوديم موضووع الودرس والتهيئوة لوه وجوذب انتبواه التالميوذ ومهوارة الشورح،
ومه ووارة إنه وواء ال وودرس ،ومه ووارة حيوي ووة الم وودرس ،ومه ووارة إص وودار التعليم ووات والتوجيه ووات ،ومه ووارة ص ووياغة األس ووئلة
وتوجيهها ،ومهارة التعزيز ،ومهارة استثارة الدافعية ،ومهارة المناقشة.
ويلح ووظ م وون إجو وراء التقاطع ووات ب ووين وجه ووات نظ وور الترب ووويين أن هن وواك اتفاقو واً فيم ووا بي وونهم عل ووى ع وودد م وون
المهارات ،يأتي في مقدمتها مهارة تخطويط الودرس ،حيوث تمثول ذلوك باالهتموام الكبيور بصوياغة االهوداف وتحديودها.
كما بورز االهتموام بمهوارة اسوتخدام االسوئلة الصوفية وكيفيوة صوياغتها .ونالوت مهوارة إدارة الصوف نصويباً واسوعاً مون
اهتمامات التربويين أيضاً ،إضافة إلى مهارة استخدام الوسائل التعليمية.
إن هووذا االتفوواق ال يعنووي االقووالل موون شووأن المهووارات االخوورى التووي أختلووف عليهووا موون تربوووي آلخوور فووي
عرضه لمهارات التدريس أو تصنيفها ،وانما األخذ باألكثر أهمية في الصف الدراسي ،والتي تعين المعلوم علوى أداء
دوره بفعاليووة أكبوور ،وال بوود موون االشووارة إلووى أن جميووع هووذه المهووارات يفتوورض أن يمتلكهووا المعلووم إذا مووا أراد أن يكووون
فعاالً بحق.
وبناء على ما تقدم من التأكيود علوى أهميوة اموتالك المعلوم لمهوارات تدريسوية نوعيوة تجعلوه معلمواً فعواالً فوي
العمليووة التعليميووة ،فووإن الباحووث يتن واول خمس واً موون المهووارات التدريسووية وذلووك فووي ضوووء نظريووة جوواردنر للووذكاءات
المتعووددة وهووي (مهووارة تخطوويط الوودرس ،مهووارة مالحظووة الفووروق الفرديووة ،مهووارة طوورح األسووئلة الصووفية ،مهووارة التقوويم
الصفي ،مهارة إدارة الصف) ،حيث تتالقى هذه المهارات مع المهارات التي عرضها الباحثين التربويين فوي وجهوات
نظوورهم ،والتووي حووازت علووى اتفوواقهم جميع واً ،إال أن الباحووث يعووالج هووذه المهووارات وفووق نظريووة الووذكاءات المتعووددة،
والتركيز على مهارة مالحظة الفروق الفردية ،بحيث تكون هذه المعالجة استناداً التجاه يعتمد فلسفة تفريد التعليم.
24
-1-8-2المفهوم:
تعد مهارة تخطيط الدرس من أولى المهارات األساسية التي يجب أن يمتلكها المعلم ،بل وأهمها على
اإلطالق ،فالمعلم يجب أن يفكر في كيفية تحقيق أهداف درسه آخذاً في الحسبان إمكانات وذكاءات تالميذه
لترجمة المحتوى الذي سيقدم إليهم من خالل توظيف األساليب التدريسية المالئمة لهم (جابر.)2000 ،
-2-8-2األهمية:
إن التصووور الووذهني المسووبق للمواقووف التعليميووة التووي سووتحدث فووي الوودرس يعووين المعلووم علووى تحديوود أهووداف
درسه ،ويمكنه من العمول علوى إعوادة تنظويم المحتووى التعليموي واختيوار وسوائله وأنشوطته المالئموة لتحقيوق األهوداف
المنشودة ،والمالئمة إلبراز الفروق الفردية بين تالميذه وتنشيط ذكاءاتهم المتعوددة مون جهوة أخورى .إن هوذا التنظويم
يبعد المعلم عن االرتجال من خالل تحديد الوقت الالزم لكل خطوة من خطوات الدرس (الهاشمي.)2006 ،
إن نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة تمنح المعلم اإلمكانية لترجمة الدروس إلى فرص تعلم متعددة تالئم
تنوع تالميذه في ذكاءاتهم وحاجاتهم وامكاناتهم .فالمعلم عندما يخطط لدرسه وفق الذكاءات المتعددة إنما يضع
في حسبانه أن كل تلميذ أمامه يمتلك سبعة أنواع من الذكاءات على األقل ،والبد أن يتنقل بين ذكاء وآخر بهدف
تنشيط كل ذكاء على حدة (عفانة والخزندار.)2007 ،
المجال المعرفي :يعبر هذا المجال عن الجوانب الخاصة باسترجاع المعلومات والمهارات والقدرات العقلية
ونموها .فاألهداف في هذا المجال تقيس القدرة على التذكر واستعادة أشياء تم حفظها ،إضافة إلى تصحيح
العمليات العقلية وحل المشكالت من خالل أساليب وخطوات مناسبة سبق تعلمها .وهذا المجال مقسم إلى ستة
مستويات مرتبة بشكل هرمي من األدنى لألعلى كما يأتي:
26
التذكر :يقصد به قدرة التلميذ على تذكر المادة التي يتعلمها بدءاً من معرفة المصطلحات إلى معرفة
النظريات الخاصة بالمادة ،أو قدرته على استدعاء الحقائق أو المالحظات أو التعميمات التي سبق
تعلمها.
الفهم :يقصد به قدرة التلميذ على ترجمة أحد مستويات التجريد إلى مستوى آخر ،أو التحويل من صورة
لفظية إلى أخرى ،أو إعادة الصياغة بطريقة جديدة ،أو إعطاء معنى جديد ،أو إكمال المعلومات
الناقصة ،وبذلك يكون هذا المستوى أبعد من مجرد تذكر المعلومات.
التطبيق :يقصد به قدرة التلميذ على تطبيق الخبرات والمعارف التي اكتسبها في مواقف جديدة ،وذلك من
خالل استخدامه لقواعد وقوانين وحل مشكالت علمية واعداد رسوم بيانية وجداول تعلمها في وقت سابق.
التحليل :يقصد به قدرة التلميذ على تحليل المادة العلمية أو المعرفة أو الخبرة إلى مكوناتها والتعرف على
أجزائها ،وادراك األسس المنظمة لها.
التركيب :يقصد به قدرة التلميذ على تكوين بنية كلية بأسلوب جديد مبتكر ،وهذا يتضمن إنتاج أفكار
وتقديم خطط ومشاريع بأسلوب جديد ،واعادة صياغة عالقات مجردة.
التقويم :يقصد به القدرة على إصدار حكم على قيمة معينة ،أو إعطاء قيمة الفكرة أو عمل أو مادة ما
في ضوء معيار محدد.
المجال الوجداني :يعبر هذا المجال بدقة عن الجوانب االنفعالية العاطفية المتمثلة بالميول واالتجاهات والقيم
والتقدير ،وهذه النواحي يمكن أن تظهر بشكل سلوك يمكن مالحظته بشكل غير مباشر من خالل دالالت أو
عالمات ثانوية .ومن المهم اإلشارة إلى أن تصنيف األهداف في هذا المجال يتميز بأنه مجرد وعام ،إضافة إلى
عدم إمكانية جعله إجرائياً ،وبذلك يجد المعلم صعوبة كبيرة في صياغة األهداف في هذا المجال بشكل سلوكي
عموما ،والتلميذ خصوصاً ،وتأثيره الكبير
ً قابل للمالحظة والقياس ،إال أن أهمية هذا المجال في شخصية اإلنسان
على تعلمه جرت محاوالت لوضع تصنيفات في هذا المجال كان من أهمها تصنيف كراثول ،حيث قسم هذا
المجال إلى المستويات الخمسة اآلتية:
االستقبال :يشير هذا المستوى إلى اهتمام التلميذ بشيء معين ،وحساسيته لتقبل وجود بعض الظواهر
والمثيرات ،بحيث يكون التلميذ مستعداً الستقبالها واالنتباه إليها.
االستجابة :يشير هذا المستوى إلى رغبة التلميذ في المشاركة واالندماج في الموضوع أو العمل أو النشاط
أو الخبرة التي تقدم له ،فيقوم بالبحث عنها بنفسه إلشباع رغبته.
تكوين القيم :يشير هذا المستوى إلى احترام التلميذ للعمل اليدوي ،وميله إلى االعتماد على نفسه،
واالستعداد للعمل مع اآلخرين ،وبذلك يظهر التلميذ سلوكاً متناسب ًا مع الظروف المحيطة به.
التنظيم :يشير هذا المستوى إلى محاولة التلميذ دمج عدد من القيم مع بعضها البعض لحل التناقضات
فيما بينها ،وتحديد العالقات التي تربطها مع بعضها ،ومن ثم تنظيم هذه القيم وترتيبها حسب صفة
التفضيل.
التمييز :يشير هذا المستوى إلى أن لكل قيمة مكانها عند التلميذ ،وذلك بعد أن قام بتنظيمها وترتيبها في
نظام متوافق مع تفضيله لها ،وهذا يكسبه مفهوماً شامالً عن فلسفة الحياة (بشارة والياس.)2005 ،
27
المجال الحسي الحركي :يعبر هذا المجال عن المهارات الجسدية والعقلية الضرورية في الحياة اليومية،
حيث أن أنماط السلوك الحسي الحركي تعد القاعدة لكل تعلم معرفي أو انفعالي في سنوات حياة الفرد األولى
من خالل احتكاكه مع عالمه الخارجي ،فالمثيرات المحيطة به تفرض عليه أن يستجيب لها ،وبذلك يحدث
التعلم .وقد جرت محاوالت عديدة لتصنيف األهداف في هذا المجال ولعل من أبرز هذه التصنيفات تصنيف
سمبسون ،الذي ينقسم إلى سبعة مستويات (الفتالوي:)2003 ،
المالحظة (اإلدراك الحسي) :يقصد به قدرة التلميذ على استعمال أعضائه الحسية للقيام بوظائفها،أي
ترجمة ما يالحظه التلميذ إلى حركة من خالل ربط المعرفة باألداء.
التهيئة :يقصد به قدرة التلميذ على تذكر خطوات العمل بعد أن تم تزويده بالتعليمات المناسبة للقيام بهذا
العمل.
االستجابة الموجهة :تعد هذه المرحلة أولى مراحل تعلم المهارات الحركية ،حيث يقصد بها قدرة التلميذ
على تطبيق ومحاكاة الخبرات المقدمة له نظرياً ،ويكون أداؤه قابالً للتقويم.
اآللية :يقصد بها قدرة التلميذ على تأدية الحركة بدرجة عالية من اإلتقان.
االسااتجابة المعقاادة :يقصوود بهووا قوودرة التلميووذ علووى أداء المهووارة بب ارعووة وكفوواءة ،بحيووث يظهوور موون خاللهووا
السرعة مع الدقة في العمل بأقل جهد.
التكيااف :يقصوود بووه قوودرة التلميووذ علووى تعوودي مسووتوى القيووام بوواألداء المهوواري إلووى حوود تطوووير وتعووديل أنموواط
الحركة بما يالئم الظروف المحيطة به.
اإلبداا :يقصد به قدرة التلميذ على تقديم أشياء جديدة تظهر قدرته الفائقة على إبداع شيء جديد
إن نظرية الذكاءات المتعددة تؤكد على تنويع الوسائل لتناسب إمكانات كل تلميذ وما لديه من ذكاءات،
بحيث تشمل أوسع مدى من التالميذ ،وتعمل على إثارة عقولهم وجذبهم نحو التعلم ،فالمعلم يجب أن يمتلك مهارة
في اختيار األنسب من الوسائل التعليمية التي تتوافق مع موضوع الدرس وخصائص التالميذ واإلمكانات المتاحة،
والمؤكد أن نجاح استخدام الوسيلة التعليمية مرتبط تماماً بمدى قدرة المعلم على توظيفها بالشكل األمثل ،ومدى
مهارته في اختيارها واستخدامها ،فمهارة المعلم في دقة اختيارها ربما يساعد على إظهار ذكاءات كانت لفترة ما
كامنة لدى بعض التالميذ (عفانة والخزندار.)2007 ،
-4-4-8-2مهارة عرض إجراءات سير الدرس:
تبرز في هذه المهارة قدرة المعلم على التصور الذهني المسبق للكيفية التي يمكن أن يسوير بهوا الودرس بموا
فيه من أنشطة تعليمية تعلميوة وط ارئوق وأسواليب تدريسوية ممكون أن يسوتخدمها لتحقيوق أهوداف الودرس ،كموا يتصوور
المعلم محاور النقاش واألسئلة التي ستطرح في الدرس ،وأسواليب اإلجابوة عليهوا ويترجمهوا كتابوةً فوي الخطوة ،ولوذلك
فإن هذه المهارة تظهر في جوانب خمسة هي:
-التمهيد :يتحدد الهدف منه في نقطتين أساسيتين ،األولى جذب انتباه التالميذ نحو الودرس لتقوديم مفواهيم وحقوائق
المادة الدراسية وهذا يسهم في زيادة الدافعية والتفاعل والمشاركة في الدرس ،والنقطوة الثانيوة تتجلوى فوي التأكيود علوى
اسووتم اررية المعرفووة عوون طريووق ربووط التعل ويم السووابق بووالتعليم الالحووق .ولتحقيووق الهوودف موون التمهيوود يجووب أن يقوودم
المعلووم الموضوووع بطريقووة مشوووقة ومالئمووة لمسووتوى التالميووذ ،مرك و اًز علووى إثووارة تفكيوور تالميووذه منووذ البدايووة ،فاسووحاً
المجال أمامهم للمناقشة وطرح األسئلة (راشد.)2005 ،
-عاارض الاادرس واختيااار الطرائااق واألنشااطة :هنووا تظهوور قوودرة المعلووم علووى تصووور كوول خطوووة موون خطووات تنفيووذ
الدرس وشرحها ،بحيث تتضمن كل خطوة عرضاً ألحد العناصر الرئيسية للدرس بموا يتوافوق موع األهوداف السولوكية
التووي تووم تحديوودها ،والووذكاءات المسووتهدفة ،وأسوواليب التقووويم المالئمووة لهووا ،المهووم يجووب أال يغيووب عوون ذهوون المعلووم
ترابط هذه الخطوات عضوياً ،فتكون كالً منها نتيجة طبيعية للخطوة التي تسبقها ،وتمهيداً للخطوة التي تليها.
-إغاالق الادرس :هوذه المرحلوة مهموة جوداً مون حيووث أنهوا تسواعد التالميوذ علوى تنظويم معوارفهم التوي اكتسوبوها فووي
هوذا الودرس لالسوتفادة منهوا الحقواً لوذلك يقووم المعلوم هنوا بتلخويص موضووع الودرس فوي نقواط أساسوية ،أو إعوادة هوذه
النقاط باختصار وتركيز على مسامع التالميذ (محمود.)2005 ،
-تقويم الدرس :يتم تقويم الودرس بموا يتوافوق موع األهوداف المحوددة التوي يضوعها المعلوم لدرسوه ،ولوذلك يجوب علوى
المعلم العودة إلى أهوداف درسوه التوي حوددها سوابقا لكوي يحودد آليوة وكيفيوة التحقوق مون نجاحوه فوي الوصوول إلوى موا
وضووع موون أهووداف ،فالعمليووة هنووا ليسووت إصوودار حكووم علووى التالميووذ ،وانمووا بيووان ن وواحي القوووة والضووعف فووي تعلمهووم
بغية تحسينه ،وبالتالي يمكون التقوويم مون الكشوف عون مسوتويات التالميوذ ومراعاتهوا (حميودة وآخورون .)2000 ،إن
االتجاه الحديث في التقويم ينطلوق مون أن التقوويم جوزء ال يتجو أز مون العمليوة التعليميوة يتكامول وينودمج معهوا ،ويجوب
أن يووتم فووي سووياقها ،معتمووداً علووى أداء التلميووذ وموودى قدرتووه علووى توظيووف مهووارات التفكيوور العليووا لديووه فووي تطبيووق
المعارف التي اكتسبها .لذلك فانه يعطي أهمية كبرى للتقويم الوصوفي الكموي واالبتعواد قودر اإلمكوان عون االعتمواد
علووى الوودرجات الرقميووة فحسووب .موون أمثلووة هووذا النوووع موون التقووويم والتووي تتفووق مووع الووذكاءات المتعووددة لوودى التلميووذ:
تقويم األداء ،وتقويم األقران ،والتقويم الذاتي.
29
-تحديد الواجبات المنزلية :إن الزمن المخصص للحصة الدراسية ال يكفي حتماً للقيام بجميع أوجه النشاط
الالزمة لتحقيق األهداف التعليمية ،فقد تتطلب هذه األنشطة مجاالً غير الصف الدراسي ،لذا تعد الواجبات
المدرسية المنزلية التي يكلف بها التلميذ خارج الصف المدرسي جزءاً مكمالً للعمل التعليمي الذي يتم داخل الصف
المدرسي ،بحيث يكون الهدف من هذه الواجبات هو تثبيت الخبرة في أذهان التالميذ ،وربطها بالمادة الدراسية لمدة
أطول وليس العقاب.
-9-2مهارة مالحظة الفروق الفردية:
-1-9-2المفهوم:
يجب أن يضع المعلم في حسبانه عند قياموه بالتودريس أن كول تلميوذ فوي الصوف الد ارسوي يملوك طائفوة مون
الووذكاءات ،وأنووه يمكوون تنميتهووا إلووى حوود مقبووول إذا ت ووافرت البيئووة المالئمووة والخلفيووة الثقافيووة المعرفيووة ،واألهووم المعلووم
المميووز ف ووي مها ارت ووه .وق وود أوض ووح جوواردنر ف ووي نظريت ووه ال ووذكاءات المتع ووددة أن هنوواك ميو ووالً ونزع ووات ف ووي ذك وواءات
محوودودة تظهوور فووي سوون مبكورة ،وهنووا تبوورز خصووائص المعلووم الموواهر فووي أن يالحووظ ويبوودأ بوصووف ذكوواءات تالميووذه
األكثر نمواً ،ويعمل في الوقت ذاته على إظهار ذكاءاتهم التي بقيت ولوقت طويل في الظل.
-2-9-2األهمية:
لقد ركز جاردنر ( )2004في نظريته على االكتشاف المبكر لقدرات التالميذ ،والمرتكز على السماح لهم
بأن ينطلقوا ويتقدموا في تلك القنوات العقلية التي يتمتعون بالموهبة فيها على أساس تقديم دعم مالئم لتنمية هذه
الموهبة أو تلك التي تبدو متواضعة نسبياً .وبالتالي فإن دقة المعلم في مالحظة التالميذ وهم منشغلون في
نشاطات الصف الدراسي ،التي ال تستغرق في مجموعها الكلي في السنة الدراسية كلها بين خمس إلى عشر
ساعات ،وهو وقت قصير جداً إذا ما قورن بحياة التلميذ ،تمنح المعلم الحصول على صورة دقيقة عن هيئة التلميذ
العقلية ،وتمك نه من تحديد ذكاءاته التي انطلقت بالفعل أو التي لم تنطلق بعد للعمل على تنميتها لدى تالميذه.
المعلم سيئة من قبيل التلميذ الذي يتحدث بغير دوره (ذكاء لغوي ) ،والتلميذ الذي يتحرك كثي اًر (ذكاء جسمي
حركي) ،والتلميذ الذي يعبر عن أحالم اليقظة أو يرسم بشكل حر (ذكاء مكاني ) ،والتلميذ الذي يميل إلى التفاعل
مع الجماعة (ذكاء اجتماعي).
إن هذه السلوكيات إنما هي بمثابة تلميحات من قبل التال ميذ لمعلمهم يقولون له فيها هذه هي الطريقة
التي نتعلم بها ،إضافة إلى أنها هاديات للمعلم لكي يصنف ذكاءات تالميذه ويختار على أساسها أفضل الطرائق
واالستراتيجيات التدريسية التي تتوافق معها ،أي كيف يتعلم التالميذ على نحو فعال .وحتى يكون المعلم ماه اًر في
وصف ذكاءات تالميذه ال بد من أن يدون في دفتر يومياته ولو سطرين عن كل تلميذ أسبوعياً إذا كان العدد كبي اًر
جدًا وال يمكن متابعة الجميع بدقة ،فقد تكون هذه المالحظات ذات فائدة (جابر.)2003 ،
عقلية عليا لديه تتطلب التحليل والتعميم والتركيب واالستنتاج والتقييم ،لذلك يؤكد المربون على أهمية امتالك
المعلم لمهارة صياغة األسئلة الصفية وطرحها (حميدة وآخرون.)2000 ،
-1-3-10-2مهارة صياغة األسئلة الصفية :تتضمن هذه المهارة معرفة أنواع األسئلة وشروط األسئلة الجيدة
إلعدادها بدقة:
أنواا األسئلة ووظائفها :يحددها (زيتون2001 ،؛ الفتالوي )2003 ،كما يأتي:
أسئلة متطلبات التعلم السابقة :تهدف هذه األسئلة إلى تحديد مدى توافر متطلبات التعلم السابقة الالزمة
لتعلم الموضوع الجديد ،وغالباً ما تتطلب اإلجابة عليها مستويات تفكير دنيا أو متوسطة.
أسئلة التهيئة الحافزة :يتميز هذا النوع من األسئلة بتركيزه على إثارة التفكير لدى التلميذ وليس االعتماد
على استدعاء المعلومات.
األسئلة االستكشافية :الهدف منها هو توجيه التالميذ إلى اكتشاف المعلومات بأنفسهم والوصول إلى
المعرفة ،بحيث يستخدم المعلم بعض التلميحات والحوار والمناقشة معهم حتى يصلوا بأنفسهم لما سيقدم
اليهم من خبرات ومعارف.
أسئلة المتابعة :يستخدمها المعلم لكي يتأكد من أن تالميذه قد فهموا نقطة معينة في الدرس ،قد يكون
تعريفاً أو شرحاً لمصطلح أو مفهوماً ما ،وذلك حتى يستطيع االنتقال إلى النقطة التي تليها.
أسئلة توضيح المشاعر :تمكن هذه األسئلة المعلم من التعرف على مشاعر تالميذه وقيمهم واتجاهاتهم.
أسئلة ضبط السلوك :يوجه المعلم سؤاله مباشرة لتلميذ يلحظ بأنه مشغول عن الدرس في أمر معين أو شارد
الذهن وذلك إلعادته إلى الجو الصفي في الدرس .مع العلم بأن هذه األسئلة يجب أال تسيطر على المعلم
ألنها قد تأخذ حي اًز غير قليل من الدرس ،وربما تصرفه عنه.
أسئلة المراجعة :يمكن أن يطرح المعلم عدداً من األسئلة في نهاية الدرس تكون بمثابة التركيز على النقاط
األكثر أهمية في الدرس.
إعداد األسئلة والتخطيط لها:
يقوم المعلم باالطالع على محتوى الدرس وتحليله ووضع قائمة باألسئلة ،بحيث يكون لكل هدف وضعه
لدرسه عدداً من األسئلة مراعياً شروط السؤال الجيد كأن يصاغ بإيجاز ووضوح ،بحيث يعطي معنى واحداً فقط،
أو يصاغ بطريقة تثير التفكير ،كما يجب أال يعطي السؤال اإلجابة أو جزء منها ،ويجب أن يصاغ في مستوى
نمو التالميذ العقلي.
تتضمن هذه المهارة التركيز على فنيات إلقاء السؤال وهي :كيفية طرح وتوجيه السؤال ،واالنتظار عقب
طرح السؤال ،واختيار التلميذ المجيب ،واالستماع إلى اإلجابة ،واالنتظار عقب سماع اإلجابة ،وكيفية معالجة
إجابات التالميذ (زيتون.)2001 ،
32
يجب أن يضع المعلم في ذهنه أن ال هدف من طرح األسئلة على التالميذ هو تحفيزهم على التفكير وهذا
ما يتطلب منه أن يستخدم استراتيجيات معينة عند طرحه لألسئلة الصفية ،بمعنى أن يعتمد المعلم على طريقة في
توجيه أسئلته الصفية تؤدي إلى استجابات مالئمة من قبل التالميذ ،وتمنحهم الفرصة للوصول إلى مستويات
أعلى من استدعاء المعلومات .ويمكن للمعلم أن يستخدم االستراتيجيات اآلتية:
أسئلة أقل مقابل فترات انتظار أطول :إن طرح المعلم أل سئلة كثيرة متتالية وبخاصة التي تتطلب منها
استدعاء إجابات قصيرة من جانب التالميذ قد ال تراعي الفروق الفردية فيما بينهم وال تساعدهم في الوقت ذاته
على تنمية مهارة التعبير اللفظي لدى التالميذ .فالتلميذ بحاجة إلى أن يفكر بالجواب الدقيق الصحيح وبحاجة
أيضاً إلى وقت كاف لتقديمه ،وبالتالي على المعلم أن يكون دقيق ًا في طرحه للسؤال ،ويعمد إلى إطالة فترة
االنتظار لتلقي اإلجابة من التالميذ بحيث يمنحهم الفرصة على اإلجابة بشكل أكثر عمقاً واكتماالً في تعبيرهم
اللفظي.
إتاحة الفرصة ألكبر عدد من التالميذ لإلجابة :الشائع في الصف الدراسي أن هناك استحواذاً على اإلجابات
من قبل عدد من التالميذ على األسئلة التي يطرحها المعلم .لذلك فإن عليه أن يلحظ جميع تالميذه عند
طرحه للسؤال ،بمعنى أن يشعرهم بأن كل تلميذ في الصف معني باإلجابة والتفكير بالسؤال المطروح ،وما
يساعد المعلم على إدراك ه ذا الشعور من قبل التالميذ هو التجوال ببصره بين جميع التالميذ أثناء طرحه
للسؤال.
تشجيع التالميذ على المشاركة في اإلجابة :حتى تكون المناقشات والحوارات الصفية هادفة وفعالة يجب على
المعلم أن يحث تالميذه وينشطهم ويدفعهم إلى تقديم إجابات عن أسئلته الصفية ،وذلك من خالل تعزيز
إجاباتهم معنوياً ومادياً ،واشعارهم بأن أي إجابة منهم لن تكون محل سخرية من قبله بل محط اهتمامه.
تحسين نوعية اإلجابات :تظهر مهارة المعلم في طرحه لألسئلة الصفية من خالل معالجته ل جابات
الخاطئة ،فقد تكون إجابة التلميذ ناقصة أو سطحية أو غامضة ،لذلك فإن قول المعلم لتلميذ مثالً :أحسنت
ولكن هل يمكنك أن توضح أكثر؟ ما الذي يمكنك أن تضيفه على ذلك؟ تعطيه الفرصة بالتفكير أعمق في
إجابته ،وقدح ذهنه ،لتقديم إجابة أفضل وتبعد عنه اإلحباط في الوقت ذاته (حميدة وآخرون.)2000 ،
التقويم األصيل هو تقويم بديل واقعي يتضمن استخدام استراتيجيات تتسم بالتنوع والشمول واالستم اررية لتقويم
مخرجات تعليمية بقيت لوقت طويل خارج اهتمامات التقويم التقليدي باختباراته التحصيلية (الشامسي.)2007 ،
-2-11-2الهدف:
تقترح نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة بأ ن كل هدف تعليمي يمكن تحقيقه من خالل تدريسه بسبع طرق
مختلفة تقريباً ،لذلك فإنها تركز في المقابل على أنه يمكن تقويم التلميذ بسبع طرائق مختلفة على األقل أيضاً .إن
نظرة الذكاءات المتعددة للتقويم تهدف إلى تجاوز المقاييس المقننة والتركيز على أن التالميذ يجب أن يظهروا ما
تعلموه من معارف ومهارات بطرائق متعددة ويبرهنوا على فهمهم لما قدم إليهم من خبرات بشكل عملي.
تقويم المجال المعرفي :بما أن الجانب المعرفي يتصدر المجاالت األخرى في تعليم التالميذ فإن تقويمه أيضاً
يشغل الحيز األكبر من التقويمات لنواتج التعلم ،ولكن يقتصر غالباً على اختبارات تحصيلية شفهية أو
تحريرية ورغم محاوالت تطويرها إال أنها تركز على المستويات الدنيا للتفكير.
تقويم المجال المهاري :يركز المعلم عند تقويم هذا الجانب على مدى اكتساب التالميذ للمهارات اليدوية
والعلمية واالجتماعية ،وهو بذلك يهتم بأداء التلميذ وما يمكن أن يفعله بعد اكتسابه للمعارف والخبرات النظرية
المقدمة له .وقد ركزت نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة كثي اًر على هذا المجال إضافة إلى المجال الوجداني
ألنهما على األغلب غائبين في مدارسنا.
تقويم المجال الوجداني :يجب على المعلم أن يلتفت إلى تنمية ميول تالميذه واتجاهاتهم وقيمهم نحو التعليم
إذا ما أراد رفع مستوى التعلم والدافعية لدى تالميذه ،فاهتمام المعلم بتقويم هذا المجال له أهمية كبيرة في
ويمكن للمعلم أن يعتمد على تكوين شخصية التلميذ واكتسابه للقيم الصحيحة في البيئة المحيطة به.
المقاييس النفسية لتقويم هذا الجانب لدى تالميذه كمقياس االتجاه (راشد.)2005 ،
-2-3-11-2مهارة تنويع أساليب التقويم:
لقد ركز جاردنر ( ) 2004على أنه يمكن تقويم التالميذ من خالل مالحظتهم وهم مستغرقين في عمل
ما ،فمالحظة التلميذ عند قيامه بسرد قصة ،أو قدرته على تشغيل آلة بسيطة ،أو قيامه بألعاب الرقع األخرى ،أو
كيف يعمل ضمن جماعته ،وكيف يتعامل مع مشكالت تعترضه .إن مالحظة المعلم لهذه المهمات السابقة
وغيرها يوفر له طرقاً أكثر صدقاً لتقييم هيئات التالميذ العقلية وركازهم من االختبارات المقننة التي تستوجب الورقة
والقلم مع سلسلة من األسئلة في مواقف مصطنعة .ولكن المالحظة وحدها ال تكفي لتقديم بيانات عن نواتج
العملية التعليمية ،لذلك ال بد للمعلم من قيامه بتوثيق هذه النواتج وتدوينها ،وهذا هو العنصر األهم في التقويم
34
البديل ،حيث يقدم هذا التقويم مدى عريض من األساليب واالستراتيجيات لتوثيق أداء التالميذ بحيث تغطي طائفة
واسعة من المهارات والقدرات التي يتميز بها كل تلميذ على حده ،ويستطيع المعلم أن يوثق أداءهم من خالل ما
يوفره هذا التقويم من طرائق وأساليب متنوعة هي:
تقويم األداء :إن تقويم األداء يشير إلى أن هناك تعيينات ومهمات وأعمال يبرهن التلميذ من خالل القيام
بها على فهمه وتط بيقه لما اكتسبه من معارف ومهارات في سياقات متنوعة ،إن التركيز على إظهار التلميذ
لما يمكن أن يؤديه بالفعل ال يعني إلغاء االختبارات التقليدية نهائياً ،وانما اإلقالل منها وااللتفات أكثر إلى
تقويم نتاجات تعليمية ال تغطيها االختبارات المقننة (مارزانو وآخرون.)2000 ،
-طرق تقويم األداء :إن أداء التلميذ في الصف الدراسي متنوع ومتسع جداً ،فقد يظهر من خالل التعبير الكتابي
أو الشفهي ،أو أداء أ دوار تمثيلية أو مسرحية ،أو القيام بتجارب ،أو التعامل مع األجهزة واألدوات التعليمية،
والمعلم في تقويمه ألداء التلميذ في هذه المهام فإن عليه إتباع إحدى الطريقتين التاليتين ،الطريقة الكلية ،التي
تشير إلى تقويم أداء التلميذ بشكل كلي دون الدخول في تفاصيل المهمة وأجزائها .وحتى يوثق المعلم هذا األداء
يلجأ إلى ميزان تقدير األداء ،بحيث يضع وصفاً مختص ًار لكل نقطة من نقاط ميزان التقدير (العبسي.)2007 ،
أما الطريقة الثانية فهي تتمثل بالطريقة التحليلية التي تعتمد في تقويم األداء على التفصيل ،بحيث تقسم المهمة
إلى أجزاء ،لكل جزء تقدير أو درجة معينة يحصل عليها التلميذ عند قيامه بأدائها .إن أهم أدوات هذه الطريقة
هي قوائم المراجعة التي تساعد المعلم على تدوين مالحظاته مباشرة حول أداء التلميذ للمهمة المكلف بأدائها أو
النشاط الذي ينفذه ،واإلشارة إلى مدى تقدمه في اكتساب المهارات واظهار الذكاءات .إضافة إلى أداة ثانية تتمثل
في موازين التقدير ،وهي عبارة عن معايير وصفية أو نقاط متدرجة تظهر جوانب القوة والضعف في أداء التلميذ،
وهي بذلك تختلف عن قوائم المراجعة التي تحدد فقط هل تحققت المحكات أم ال (عالم.)2004 ،
-محاذير استخدام تقويم األداء :يجب أن يأخذ المعلم بعين االعتبار عند استخدامه طرائق تقويم األداء أن هذه
األدوات تعتمد بشكل رئيسي على تقديراته الشخصية ،لذلك ال بد للمعلم أن يبتعد عن التحيز تجاه صفة محببة،
كأن يعطي المعلم تقدي اًر للتلميذ ألن فيه صفة االحترام بغض النظر عن أدائه .وعدم تأثر المعلم بسلوك التلميذ
قبل التقويم مباشرة ،كأن يكون التلميذ ممي اًز لفترة طويلة إال أنه ونتيجة لظرف معين قد يختلف سلوكه قليالً ،فيحكم
المعلم على أدائه دون النظر إلى تميزه سابقاً .كما يجب على المعلم االبتعاد عن المحاباة الشخصية ،كأن يعطي
بناء على أدائه الفعلي ،إضافة إلى عدم مراعاة المعلم للفروق تقدي اًر مرتفعاً لتلميذ معين بسبب معرفته وليس ً
الفردية بين تالميذه ،كأن يقوم بوضع تقديرات موحدة تقريباً لجميع التالميذ معتقداً أن جميعهم يبذلون جهداً كبي اًر،
وهذا التقدير يعبر عن جماعية األداء ،وهذا كله يعني إغفاالً لتفرد كل تلميذ (أبو سماحة.)2001 ،
-فوائد تقويم األداء:
إن استخدام طرائق تقويم األداء يبي ن للمعلم الكيفية التي يطبق فيها التالميذ المعارف والخبرات التي
اكتسبوها في تقديم نتاجات تعليمية وأداء نشاطات في مواقف واقعية ،وهذا ما يصبوا إليه أصحاب نظرية الذكاءات
المتعددة .كما أن استخدام هذه الطرائق يضمن للمعلم استم اررية التقويم ،وتوثيق نتاجات التالميذ وتشخيصها من
إضافة إلى أن أدوات تقويم األداء تمنح المعلم المرونة في خالل تركيزها على أدائهم بأجزائه التفصيلية.
استخدامها ،فهي تستخدم لتوثيق تقدم التالميذ تعليمياً ،كما أنها تستخدم إلعطائهم تقديرات ودرجات عن هذا التقدم
35
مقارنة باختبارات الورقة والقلم فأنها تعطي المعلم الفرصة لبيان نواحي القوة والضعف في أداء تالميذه ومعالجتها
وفقاً لذلك (.)Airasian, 1994
ملف األعمال:
مع تزايد اندماج التالميذ في تعلمهم والتركيز على أدائهم يبرز ملف األعمال كأداة مهمة في توثيق نتاج
عمل التلميذ وبيان كيفية إظهار ذكاءاته في التعامل مع المعارف والخبرات المقدمة له .إن استخدام المعلم لهذا
األسلوب في التقويم ال يعني حفظ أوراق التلميذ أو جمع أعمال عشوائية له ،إنما هو انتقاء دقيق ألعمال التلميذ
بحيث تكون بمثابة عينات تمثل أدلة على ما يمكن أن يؤديه في جميع مجاالت دراسته (جابر.)1999 ،
-استخدامات ملف األعمال :يجب أن يعلم المعلم أن استخدام ملف األعمال مرتبط باألغراض التربوية له ،والتي
تحدد ما يجب أن يحتويه ملف األعمال من مواد .وهناك بعض الصيغ التي تبين أغراض استخدامه ،أهمها:
صيغة العرض ،التي تهدف إلى بيان أفضل أعمال التلميذ ونتاجاته حيث تظهر هذه الصيغة قدرته على اختيار
المميز من أعماله واداءاته لكي يضمنها بملف اعمال ليعرضها على أولياء األمور والمسؤولين التربويين .أما
صيغة التوثيق ،فإن الغرض منها توثيق التقدم العلمي والتعليمي للتلميذ كمياً وكيفياً ،بحيث يضمن التلميذ في ملفه
وفق هذه الصيغة اختباراته التي أداها ،وتقديراته الذاتية ،وقوائم المراجعة .بينما يكون الغرض من الصيغة الثالثة،
المسماة بصيغة التقويم ،بيان تحصيل التلميذ وأدائه في دراسته ،بحيث تتضمن عينات من عمل التلميذ ،يحددها
بناء على معايير ،وتقدم هذه الصيغة ألولياء األمور والمسؤولين في المدرسة ،للحكم على أداء التلميذ ،من
المعلم ً
حيث النجاح ،أو الرسوب ،أو الترفيع إلى صف أعلى .بينما يكون الغرض من الصيغة الصفية إعالم أولياء
األمور والمسؤولين التربويين بأحكام المعلم على نتاجات التلميذ ومالحظاته حول تقدمه العلمي وتحصيله الدراسي
ومقترحات المعلم لتطوير أداء التلميذ (عالم.)2006 ،
إن الصيغ السابقة لملف األعمال تختلف فيما بينها باختالف الغرض التربوي من استخدامها ،وهذا يفسر
تباين محتوياتها ،فما يحكم محتوى الملف هو الهدف منه .ويقترح في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة أن يتسع
ملف األعمال ليحتوي مواد تالئم الذكاءات السبعة جميعها وتوثقها.
-تقويم ملف األعمال :إن عملية تقويم ملف األعمال تمثل تحدياً لمهارة المعلم في التقويم ،ذلك أن هذه العملية
تتطلب تحديد محكات يحكم المعلم من خاللها على كفاءة التلميذ في توظيف معارفه وقدرته على التخطيط لتنظيم
ملفه .ويمكن للمعلم االستعانة بموازين التقدير الرقمية منها أو الوصفية لتقويم درجة جودة ملف التلميذ وفق
المحكات التي وضعها لقياس مهارات التلميذ في التخطيط ،والتنظيم ،والربط وتناسق األفكار ،واالستدالل بالحجج
المنطقية واألدلة الداعمة لعمله وأدائه .إن قيام التلميذ ببناء ملفه وان كان وفق محكات يحددها المعلم ،يسمح له
من خالل عمليات الربط واالستنتاج والتأمل والتخطيط أن ينمي ذكاءاته أكثر فأكثر والوصول إلى مستويات
عميقة من الفهم تبرز تفرد شخصيته وقدرته على حل المشكالت واتخاذ الق اررات .وكلما أعطي التلميذ قد اًر أكبر
من التأمل الفكري ألدائه وعمله العلمي كلما كان أقدر على تحسينه من خالل توظيف تعلمه (الزهراني.)2009 ،
التقويم الذاتي:
ي قصد بهذا األسلوب وضع التلميذ أمام ذاته لكي يحاسب نفسه على ما أنجز وما لم ينجز ،وبالتالي تنمية
هذه القدرة لدى التلميذ تعمل على إظهار ذكائه الشخصي وابراز فرديته واكتشاف أخطائه بنفسه ،كما أن تأمل
36
التلميذ لذاته والتفكير في نتاجاته التعليمية يجعله جاه اًز لتقبل نقد االخرين (شحاته .)1998 ،إن استخدام هذا
األسلوب من قبل المعلم يتيح الفرص أمام التالميذ لكي ينظروا إلى ذاتهم ،وهذه النظرة الداخلية القائمة على
التأمل ،تفرض على التلميذ أن يراجع عمله ونتاجه وأدائه ،والتفكر فيها لتحقيق مستويات عليا من اإلنجاز،
فالتلميذ يقوم عمله ويصلح أخطائه وهذا ما يعطيه حاف ًاز كبي اًر لتحقيق النجاح ثم النجاح.
تقويم األقران:
يقصد بهذا األسلوب إفساح المجال أمام التالميذ لكي يشاركوا في تقويم أعمال واداءات بعضهم البعض
إما شفهياً أو كتابياً ،وذلك من خالل اإلشارة إلى الجوانب االيجابية أو السلبية في األعمال التي قدمها زميلهم أو
زمالئهم .إن استخدام هذا األسلوب من قبل المعلم ،يتيح للتالميذ الفرصة للتدرب على عملية إصدار األحكام
على النتاج الموجود أمامهم ،دون تردد أو خجل ،على قاعدة احترام شخص الزميل ،وتوجيه النقد إلى األداء فقط،
وبعبارات مالئمة ،ومن المالحظ أن هذا األسلوب يتجه مباشرة إلى الذكاء الشخصي واالجتماعي بآن واحد ،ويتيح
الفرصة لتنميتهما ،واظهارهما ،من خالل توعية التلميذ بوجوب احترام زمالئه وأدائهم (الوكيل ومحمود.)1999 ،
التسجيالت:
يمكن للمعلم أن يستخدم آلة التسجيل الصوتي أو الفيديو أو التصوير لتسجيل أداء تلميذه عند قيامه
بإلقاء قصيدة أو رواية قصة أو تأديته ألغنية ما أو عزفه على آلة موسيقية .إن استخدام هذه الوسائل يوائم أغلب
أنواع الذكاءات الموجودة لدى التالميذ ،ويتمكن المعلم بواسطتها من حفظ عينات من أداء التلميذ باستخدام اللغة
الشفوية وتوثيق قدرته ،كما يمكن حفظ هذه التسجيالت أو الصور في ملف أعمال التلميذ.
إن أساليب التقويم سالفة الذكر ال تعني االستغناء عن االختبارات النظامية ،إنما تفسح المجال واسعاً أمام
بيان ما يعرفه التلميذ حقاً ،ومن جهة ثانية تمنح المعلم فرصاً ليعرف كيف يفكر تلميذه (جابر.)2003 ،
-2-12-2األهمية:
إن أهمية هذه المهارة تنبع من أن امتالك المعلم لها يمكنه من التحكم بحديث التلميذ ونشاطه وحركته
وأدائه في الصف الدراسي ،وقد ال يقصد هنا بالتحكم على انه التقييد لنشاط التلميذ اللفظي والحركي ،وانما التنظيم
الذي يكفل في النهاية التفاعل الحقيقي وليس الفوضى أو الشغب.
فالمعلم الماهر في إدارة صفه يتميز بتفاعله مع التالميذ وقربه من شخصياتهم ،بحيث يكون أكثر إدراكاً
الهتماماتهم وحاجاتهم ،وواعياً لقدراتهم وذكاءاتهم ،ومراقباً لتصرفاتهم وتقدمهم وتحصيلهم الدراسي ،وهذا ما يوجب
عليه أن يكون مصغياً ألفكارهم ،ومتجاوباً مع تساؤالتهم ،ومشجعاً إلظهار مكنوناتهم .إن المعلمين المقبلين على
التدريس ينتابهم قلق كبير فيما يتصل بإدارة الصف الدراسي حيث يتصورون أنفسهم أمام أعداد من التالميذ
المحدقين بهم ،المنتظرين حديثهم وأفعالهم ،والمختلفين في سلوكهم وطبائعهم ،وهذا ما يجعل المعلمين يضعون في
أذهانهم أن نجاحهم وفشلهم في مهنة التدريس يتوقف على مدى قدرتهم في إدارة صفهم ،لذلك فإن هذا القلق
مهارتها (جابر.)2005 ،
ا يتالشى من خالل اكتساب المعلمين الفهم الصحيح إلدارة الصف وامتالك
-تهيئة البيئة المادية :يشكل تنظيم البيئة المادية اإلطار الذي يتم فيه التعلم ،وهذا التنظيم قائم أساساً على مدى
مهارة المعلم في فهم خصائص تالميذه وحاجاتهم وأساليبهم في التعلم والعمل .وهذا يتطلب منه حسن تخطيط
الصف واستغالل كل ركن من أركانه ،بحيث يتمكن المعلم من ترتيب األثاث والتجهيزات والموارد والوسائل
التعليمية في الصف الدراسي بما يتناسب مع طبيعة األنشطة الصفية التي خطط لها في درسه .وتوفر نظرية
جاردنر للذكاءات المتعددة صيغة تتيح للمعلم من خالل تساؤالت يطرحها على نفسه أن يهيت بيئة مادية تظهر
ذكاءات التالميذ وبخاصة ما خفي منها وتنميها لديهم ،وتبين له ما يغيب من عناصر مادية في الصف الدراسي،
والتي يمكن توفيرها بغية تيسير تعلم التالميذ وتنمية قدراتهم وامكاناتهم.
38
-1-13-2المعلم :تركز نظرية جاردنر على تحسين أداء المعلم من خالل الربط بين دوره في العملية التعليمية
وبين فهمه لتالميذه ،بحيث تعمل هذه النظرية على تعميق هذا الفهم لكي يستطيع المعلم تنمية شخصيات تالميذه
إلى أقصى ما تسمح به إمكاناتهم ،وذلك من خالل تقديمها تفسي اًر دقيقاً لكل نوع من أنواع الذكاءات التي يتميز
بها كل تلميذ ،وهذا يساعد المعلم على رسم االستراتيجيات المالئمة لتنمية الذكاءات لدى تالميذه ،ومحاولة إظهار
الكامنة منها (عفانة والخزندار.)76 ،2007 ،
وقد بي ن جاردنر أن الذكاء ال يتمثل فقط في الكيفية التي يفكر بها المتعلم ،وانما البد من مالحظة أن هناك
معلومات وقيم تقدم في موقف محكوم بزمان ومكان تحدث فيهما عملية التفكير .فبمقدار ما يتوفر من معلومات
وقيم بمقدار ما تتحدد درجة نشاط ذكاء المتعلم وامكانية تطويره أو إخفاءه ،فالمعلم الذي لديه خبرة في أنواع
الذكاءات والذاكرة ،وكيفية تكوينها ،يمكن أن يختار االستراتيجيات التي تساعد في دعم القدرة على تخزين
المعلومات وسهولة استرجاعها ،انطالق ًا من أن الكيفية التي يعالج بها المتعلم المعلومات المقدمة إليه في المدرسة
تؤثر إلى حد كبير في مدى جودة المعلومات التي اكتسبها ،واذا ما كان سيسهل ذلك من إدماجها في معارفه
السابقة (سوسا.)2009 ،
39
-2-13-2التلميذ :تساعد هذه النظرية التلميذ على فهم نفسه والتعرف على قدراته عن قرب ،وتلح على ذاتيته
ونشاطه في التعامل مع المعارف والخبرات واالنتقال من التعليم إلى التعلم ،وذلك من خالل إثارة قدراته الكافية
والتعامل مع فروقه الفردية إلظهار ما منحته الطبيعة من ذكاءات وتنشيطها.
-3-13-2المحتوى :إن استخدام هذه النظرية في التدريس يجعل المحتوى مرناً ومطواعاً بين يدي المعلم الذي
يشكله بحيث يوائم بينه وبين ذكاءات تالميذه ،كما أن نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة تكسب المعلم تعامالً
إيجابياً مع ركاز تالميذه بحيث يتكامل المحتوى مع األنشطة المالئمة لجميع التالميذ كالً حسب قدراته.
-4-13-2طرائق التدريس :تؤكد نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة على استخدم المعلم لطرائق تدريسية تتناسب
مع إمكانات التالميذ وقدراتهم المختلفة ،وعدم االعتماد على طريقة واحدة يظن المعلم أنها تصلح لجميع التالميذ،
فالمعلم من خالل استخدامه لطرائق متنوعة إنما يالمس ذكاءات كل تلميذ على حده ،ويقارب من خاللها إمكانات
تالميذه وينشطها بذات الوقت ،فاالختالف بين التالميذ في أساليب تعلمهم حقيقة ال يمكن تجاهلها مطلقاً من قبل
المعلم ،وكل نوع من أنواع الذكاءات له طرائق تدريسية وأنشطة خاصة به (عفانة والخزندار.)2007 ،
عرض الباحث في الجزء األول من هذا الفصل ،الذكاء بين المفهوم والتعريف ،والنشأة التاريخية لنظرية
جاردنر للذكاءات المتعددة ،وأسسها العلمية ،وقائمة جاردنر للذكاءات السبعة ،وتنمية الذكاء وتربيته .أما الجزء
الثاني فقد تضمن مراحل اكتساب وتنمية مهارات التدريس ،ووجهات نظر التربويين فيها ،والقاء الضوء على مهارة
تخطيط الدرس ،ومهارة مالحظة الفروق الفردية ،ومهارة األسئلة الصفية ،ومهارة التقويم الصفي ،ومهارة إدارة
الصف.
ويتناول الباحث في الفصل الثالث القادم ،عرضاً ألهم الدراسات التي تناولت تطبيق نظرية جاردنر
للذكاءات المتعددة في العملية التعليمية ،ومن جهة أخرى تطبيقها على المعلمين قبل الخدمة أو في أثنائها ،وكذلك
الدراسات التي تناولت واقع التدريب على مهارات التدريس ومعوقاته.
40
الفصل الثالث
الدراسات السابقة
قام الباحث بإجراء مسح لألدب التربوي واالطالع على العديد من الدراسات والبحوث ذات الصلة
بموضوع الدراسة الحالية ،والتي تناولت المتغيرين ،نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،ومهارات التدريس ،حيث تم
ترتيب وعرض تلك الدراسات وفق محورين ،كما يلي:
-1-3المحور األول :دراسات تناولت تطبيق نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في العملية التعليمية:
اهتمت الدراسات التربوية بنظرية جاردنر للذكاءات المتعددة بشكل كبيور لموا تمثلوه هوذه النظريوة مون تغييور
حقيقووي فووي مفهوووم الووذكاء وانعكاسووه علووى العمليووة التربويووة ،وحاولووت تطبيقهووا فووي العمليووة التعليميووة وبوواألخص فووي
الصووف المدرسووي .وكووان موون أهووم تلووك الد ارسووات د ارسووة عفاناااة والخزنااادار ( )2003التووي هوودفت التعوورف علووى
استراتيجيات الوتعلم للوذكاءات المتعوددة لودى الطلبوة المعلموين تخصوص رياضويات بغوزة وعالقتهوا بوبعض المتغيورات،
وتحديد نوعية العالقة بين هذه االستراتيجيات وأدائهم التدريسي .اعتمدت الد ارسوة المونهج الوصوفي التحليلوي ،حيوث
تمثلووت أدوات الد ارسووة ببطاقووة مقابلووة لقيوواس اسووتراتيجيات الووتعلم للووذكاءات المتعووددة ،إضووافة إلووى بطاقووة مالحظووة
المشرف وبطاقة مالحظة مدير المدرسة للطالب المعلم .طبقت الدراسة على عينوة مكونوة مون ( )59طالبواً وطالبوة
موون الطووالب المعلمووين فووي الجامعووة اإلسووالمية وجامعووة األقصووى فووي غ وزة ،موونهم ( )17سووبعة عشوور طالب واً و()42
اثنتوين وأربعووين طالبووة .وقود توصوولت الد ارسووة فووي نتائجهوا إلووى امووتالك عينووة الد ارسوة السووتراتيجيات الووتعلم للووذكاءات
المتعووددة بوودرجات مختلفووة ،حيووث جوواءت اسووتراتيجيات الووذكاء المنطقووي الرياضووي بالمرتبووة األولووى .كمووا توصوولت
الدراسة إلى عدم وجود أي أثر للجنس أو المؤسسة التعليمية على استراتيجيات التعلم للذكاءات المتعوددة ،وأنوه لويس
هناك أية عالقة بين استراتيجيات التعلم للذكاءات المتعوددة لودى الطلبوة المعلموين وأدائهوم التدريسوي مون وجهوة نظور
المشرف ومدير المدرسة.
كموا هودفت د ارسوة كراساتينوفا ( )Krstanoviae, 2003الكشوف عون تطبيقوات نظريوة الوذكاءات المتعوددة
واسووتخدام أسوواليب الووتعلم المالئمووة فووي الصووفوف التووي توودرس اللغووة االنجليزيووة كلغووة أجنبيووة ،والتحقووق موون اسووتخدام
أنشووطة تدريسووية مالئمووة لتنوووع الووذكاءات لوودى الطووالب .اعتموودت الد ارسووة الموونهج الوصووفي ،وتمثلووت أدوات الد ارسووة
باسووتبانة األنش و طة التدريسووية التووي تسووتخدم فووي الصووفوف التووي توودرس اللغووة االنجليزيووة كلغووة أجنبيووة ،إضووافة إلووى
مقياس سويلفر لمسوح الوذكاءات المتعوددة .وتكونوت عينوة الد ارسوة مون مجمووعتين ،تألفوت األولوى منهموا مون ()115
مئة وخمسة عشر طالباً وطالبة من طالب مدرستين ثانويتين عامتين فوي مقاطعوة ريجيكوا فوي كرواتيوا ،بينموا تألفوت
المجموعة الثانية من المعلمات المسؤوالت عن صفوف المجموعة األولوى وعوددهن ( )5خموس معلموات .وأظهورت
النتائج الحاجة إلى زيادة وعي كالً من المعلمين والطالب بأسواليب تعلوم الوذكاءات المتعوددة وتضومينها فوي التودريس
والتعليم في الصفوف التي تدرس اللغة االنجليزية كلغة أجنبية.
41
وقوودم عفانااة والخزناادار ( )2004د ارسووة هوودفت الكشووف عوون مسووتويات الووذكاء المتعوودد لوودى طلبووة مرحلووة
التعليم األساسي بغزة وعالقتها بالتحصيل في الرياضيات وميوول الطلبوة نحوهوا .اعتمودت الد ارسوة المونهج الوصوفي
التحليلي ،حيث تمثلت أدوات الدراسة بقائموة تيلوي للوذكاءات المتعوددة ،ومقيواس الميول نحوو الرياضويات ،إضوافة إلوى
اختبوار تحصويلي فووي الرياضويات .طبقووت الد ارسوة علووى عينوة موون طلبوة مرحلووة التعلويم األساسووي مون الصووف األول
إل ووى الص ووف العاش وور ف ووي الم وودارس الحكومي ووة بمنطق ووة غو وزة التعليمي ووة بل ووغ ع ووددها ( )1387أل ووف وثالثمئ ووة وس ووبعة
وثمووانين طالب واً وطالبووة .وتوصوولت الد ارسووة فووي نتائجهووا إلووى أن عينووة الد ارسووة تمتلووك الووذكاءات المتعووددة بوودرجات
مختلفة ،ويتفوق الذكاء المنطقي الرياضي لديهم على األنواع األخرى من الذكاءات ،كما جاء الوذكاء الشخصوي فوي
آخوور الترتيووب .كمووا أن هنوواك ارتباط واً بووين الووذكاء المنطقووي الرياضووي والتحصوويل فووي الرياضوويات ،فووي مقابوول عوودم
وجووود عالقووة بووين الووذكاءات اللغوووي والجسوومي الحركووي والشخصووي واالجتموواعي وبووين التحصوويل فووي الرياضوويات،
إضافة إلى وجود عالقة سلبية بين الذكاء المكواني والتحصويل فوي الرياضويات .كموا أشوارت النتوائج أيضواً أنوه كلموا
زاد الووذكاء المنطقووي الرياضووي كلمووا زاد الميوول نحووو الرياضوويات ،فووي مقابوول ذلووك كلمووا ارتفعووت مسووتويات الووذكاءات
األخرى قل الميل واالهتمام بالرياضيات.
واستهدفت دراسة البدور ( )2004الكشف عن أثور اسوتخدام اسوتراتيجيات الوذكاءات المتعوددة فوي تحصويل
طلبة الصف السابع األساسي في مادة العلوم العامة واكتسابهم لمهارات العلوم .اعتمودت الد ارسوة المونهج التجريبوي،
حيث درست المجموعتين التجريبيتين باستراتيجية الذكاءات المتعددة بينما درسوت المجمووعتين الضوابطتين بالطريقوة
االعتيادية ،واستمرت التجربة لمدة فصل دراسي واحد .وتمثلت أدوات الدراسة بمقيواس مواكنزي للوذكاءات المتعوددة،
واختبار عمليات العلم األساسية ،إضافة إلى اختبار تحصيلي .طبقت الدراسة علوى عينوة مكونوة مون ( )95خمسوة
وتسعين طالباً وطالبة من طلبة الصف السابع األساسي في محافظة الكرك ،موزعين إلوى أربوع شوعب ،شوعبتين مون
مدرسة الموزار األساسوية للوذكور ضومتا مجموعوة تجريبيوة تألفوت مون ( )31واحود وثالثوين طالبواً ،ومجموعوة ضوابطة
ض وومت ( )28ثماني ووة وعشو ورين طالبو واً ،والش ووعبتين األخو وريين م وون مدرس ووة المو وزار األساس ووية ل ن وواث ض وومتا مجموع ووة
تجريبيووة تألفووت موون ( )20عش ورين طالب وةً ،ومجموعووة ضووابطة ضوومت ( )18ثمووان عش ورة طالب وةً .وأظهوورت النتووائج
تفوق طلبة المجموعتين التجريبيتين في التحصيل العلمي للطلبة في موادة العلووم واكتسوابهم لمهوارات عمليوات العلوم،
بينمووا تكافووأ الووذكور واإلنوواث فووي التحصوويل العلمووي ،وتفوقووت الطالبووات علووى الطووالب ف وي اكتسوواب عمليووات العلووم
األساسية.
وأجورت العنيزات ( )2006د ارسوة هودفت بيوان فاعليوة برنوامج تعليموي قوائم علوى نظريوة الوذكاءات المتعوددة
فووي تحسووين مهووارات الق وراءة والكتابووة لوودى الطلبووة ذوي صووعوبات الووتعلم .اعتموودت الد ارسووة الموونهج التجريبووي ،حيووث
اس ووتغرق تطبي ووق البرن ووامج التعليم ووي أرب ووع وعشو ورين حص ووة د ارس ووية بواق ووع ث ووالث حص ووص أس ووبوعياً ،لم وودة ش ووهرين
متتووابعين .وتمثلووت أدوات الد ارسووة بمقيوواس الووذكاءات المتعووددة ،واختبووارات تحصوويلية فووي الق وراءة والكتابووة .طبقووت
الد ارسووة علووى عينووة مكونووة موون ( )60سووتين تلميووذاً وتلميووذة موون تالميووذ الصووف ال اربووع والخووامس والسووادس االبتوودائي
الملتحقووين بغوورف مصووادر صووعوبات الووتعلم فووي الموودارس التابعووة لمديريووة التربيووة والتعلوويم فووي منطقووة عمووان الرابعووة.
وتم توزيع العينة إلى مجموعتين ،األولى تجريبية ،والثانية ضابطة ،ضمت كوالً منهموا ( )30ثالثوين تلميوذاً وتلميوذة.
42
وقوود أظهوورت النتووائج تفوووق عينووة الد ارسووة فووي كوول موون الووذكاءات الجسوومي الحركووي ،والمنطقووي الرياضووي ،والمكوواني،
واالجتمواعي .كمووا بينووت النتوائج وجووود فووروق ذات داللوة إحصووائية فووي متوسوطات عالمووات أفوراد عينوة الد ارسووة فووي
االختبار البعدي لمهارات القراءة والكتابة ،وذلوك لصوالح المجموعوة التجريبيوة ،بينموا لوم يكون هنواك أي أثور ذو داللوة
إحصائية للتفاعل بين متغيري البرنامج التعليمي والجنس في التحصيل الد ارسي لمهارات القراءة والكتابة.
واسووتهدفت د ارسووة عيااااد ( )2008استقصوواء أثوور برنووامج بالوسووائط المتعووددة فووي ضوووء نظريووة الووذكاءات
المتعووددة علووى اكتسوواب المفوواهيم التكنولوجيووة وبقوواء أثوور الووتعلم لوودى طالبووات الصووف السووابع األساسووي .اعتموودت
الد ارسووة الموونهج التجريب ووي ،وامتوودت لفص وول د ارسووي واحوود ،حي ووث طبووق البرن ووامج بواقووع سووت عش وور حصووة د ارسووية.
وتمثلت أدوات الدراسة باختبار المفاهيم التكنولوجية المكون مون ثالثوين فقورة اختيوار مون متعودد ،إضوافة إلوى برنوامج
الوسووائط المتعووددة .طبقووت الد ارسووة علووى عينووة مكونووة موون ( )41إحوودى وأربعووين طالبووة موون طالبووات الصووف السووابع
األساسي من مدرسة السويدة خديجوة الخيريوة للبنوات فوي منطقوة ديور الوبلح ،مووزعين إلوى مجمووعتين ،مثلوت األولوى
منهما المجموعة التجريبية والتي ضمت ( )20عشرين طالبوة ،بينموا مثلوت الثانيوة المجموعوة الضوابطة التوي تكونوت
موون ( )21إحوودى وعش ورين طالبووة .وأظهوورت النتووائج وجووود فووروق فرديووة ذات داللووة إحصووائية فووي متوسووط درجووات
عينووة الد ارسووة فووي اختبووار اكتسوواب المفوواهيم التكنولوجيووة لصووالح طالبووات المجموعووة التجريبيووة ،وكووذلك فووي االختبووار
المؤجل ،وهذا ما يشير إلى األثر الهام والفعال لبرنامج الوسوائط المتعوددة فوي ضووء نظريوة الوذكاءات المتعوددة علوى
اكتساب المفاهيم التكنولوجية وبقاء أثر التعلم.
كمووا أجوورى كوول موون إكسااي ول اين ( )Xie & Lin, 2009د ارسووة هوودفت معرفووة أثوور التوودريس باسووتخدام
استراتيجيات الذكاءات المتعددة .اعتمدت الدراسة المنهج التجريبي ،واستغرقت التجربوة سوت وثالثوين سواعة موزعوة
على ثمانية عشور أسوبوعاً .وتمثلوت أدوات الد ارسوة بموواد تدريسوية مصوممة وفوق نظريوة الوذكاءات المتعوددة ،وطٌلوب
من جميع الطالب عينة الدراسة القيام بتصميم مشاريع فردية ،إضافة إلى استبانة واختبار الذكاءات المتعوددة .وقود
تكونووت عينووة الد ارسووة موون ( )71واح وود وسووبعين طالب واً وطالبووة موون طلب ووة الجامعووة البولتكنيكي وة فووي مركووز تووايوان،
موزعين إلى مجموعتين ،األولى تجريبية ضمت ( )36ستة وثالثوين طالبواً وطالبوة ،بينموا الثانيوة ضوابطة تألفوت مون
( )35خمسووة وثالثووين طالب واً وطالبووة .وأظهوورت النتووائج تفوووق طووالب المجموعووة التجريبيووة علووى طووالب المجموعووة
الضوابطة فوي تصووميم المشواريع وتقويمهوا ،كمووا أن التعلويم لودى طووالب المجموعوة التجريبيوة أكثوور فاعليوة مون التعلوويم
لدى طالب المجموعة الضابطة ،إضافة إلى تفوق طوالب المجموعوة التجريبيوة فوي االختبوار البعودي مموا يودل علوى
اسوتفادتهم مون تطبيوق التجربووة القائموة علوى التعلويم بموواد ومواضويع توم تدريسوها فووي ضووء الوذكاءات المتعوددة .كمووا
أشارت النتائج إلى أن الطالبات كن أميز في اظهار ذكاءاتهن المتعددة وتفوقهن بذلك على الطوالب موا عودا الوذكاء
الموسيقي.
أما د ارسوة االهادل ( )2009فقود هودفت الكشوف عون فاعليوة أنشوطة وأسواليب التودريس القائموة علوى نظريوة
الووذكاءات المتعووددة فووي تحسووين التحصوويل فووي مووادة الجغرافيووة وبقوواء أثوور الووتعلم لوودى طالبووات الصووف األول الثووانوي
بمحافظووة جوودة السووعودية .اعتموودت الد ارسووة الموونهج التجريبووي ،حيووث اسووتغرق تطبيووق التجربووة موودة فصوول د ارسووي
واحود .وتمثلووت أدوات الد ارسووة بمقيواس موواكينزي المعوورب لمسوح الووذكاءات المتعووددة ،واختبوا اًر تحصوويلياً ،إضووافة إلووى
43
دلي وول ا لمعلم ووة الس ووتخدام أنش ووطة وأسو وواليب ت وودريس ف ووي ض وووء الو ووذكاءات اللغ وووي واالجتم وواعي والجس وومي الحركوووي
والمكاني .طبقت الدراسة على عينة مكونة من ( )72اثنتين وسبعين طالبوة مون طالبوات الصوف األول الثوانوي فوي
المدرسة الخامسة والسبعون الثانوية بجدة ،موزعين إلى مجمووعتين ،مثلوت األولوى منهموا المجموعوة التجريبيوة والتوي
ضوومت ( )38ثمووان وثالثووين طالبووة ،بينمووا مثلووت الثانيووة المجموعووة الضووابطة التووي تكونووت موون ( )34أربووع وثالثووين
طالب ووة .وأثبت ووت النت ووائج فاعلي ووة أنش ووطة وأس وواليب الت وودريس القائم ووة عل ووى نظري ووة ال ووذكاءات المتع ووددة ف ووي تحس ووين
التحصيل وبقاء أثر التعلم لدى طالبات المجموعة التجريبية مقارنة بالمجموعة الضابطة.
و قوام سارك اوغلاو وآركاين ( )Saricaoglu & Arikan, 2009بد ارسوة هودفت الكشوف عون العالقوة بوين
نموواذج الووذكاءات المتعووددة لوودى الطووالب وعوودد موون المتغيورات المتمثلووة بووالجنس وثقافووة األبوووين ونجوواح الطووالب فووي
مهو ووارات اللغو ووة االنجليزيو ووة كلغو ووة أجنبيو ووة .اعتمو وودت الد ارسو ووة المو وونهج الوصو ووفي ،وتمثلو ووت أدوات الد ارسو ووة بمقيو وواس
ارمس ووترونج لل ووذكاءات المتع ووددة ل وودى ال ارشو وودين ،ونت ووائج الط ووالب ف ووي اختبو ووارات مه ووارات اللغ ووة المتمثل ووة بالقواعووود
واالستماع والكتابة .وتكونت عينة الدراسة من ( )144مئة وأربعة وأربعوين طالبواً وطالبوة مون طوالب الصوف األول
اإلعوودادي فووي مدرسووة جامعووة ارسووايز للغووات األجنبيووة .وأظهوورت النتووائج أن الووذكاء المنطقووي الرياضووي هووو الووذكاء
األكثوور شوويوعاً لوودى عينووة الد ارسووة ،بينمووا أظهوورن الطالبووات تفوق واً بالووذكاء االجتموواعي والموسوويقي واللغوووي والمنطقووي
الرياضوي .كموا أشوارت النتوائج إلوى وجوود عالقوة إيجابيووة بوين الوذكاء الموسويقي ونتوائج اختبوار الكتابوة ،إضوافة إلووى
ظهور عالقة سلبية مع الذكاء الجسمي الحركي والذكاء االجتماعي والذكاء المكاني ،ووجود عالقة سلبية أيضاً موع
نتائج اختبار القواعد ،بينما ال توجد أي عالقة بين مستوى ثقافة اآلباء ونوع الذكاء لدى عينة الدراسة.
أما دراسة العكري ( )2009فقد هدفت قياس فاعلية برنامجين إثرائيين في تنمية التفكيور المنوتج لودى عينوة
من التلميذات الموهوبات بالصف ال اربوع االبتودائي مون التعلويم األساسوي فوي البحورين .واشوتملت الد ارسوة علوى عينوة
مؤلفووة موون ( )75خمووس وسووبعين تلميووذة موهوبووة تووم الكشووف عنهووا وتقسوويمها إلووى ثووالث مجموعووات متسوواوية ،اثنتووان
تجريبيتان ،طبق على األولى منهما برنامج الذكاءات المتعددة ،بينما طبوق علوى المجموعوة التجريبيوة الثانيوة برنوامج
كووورت لتعلوويم التفكيوور ،أمووا المجموعووة الثالثووة فمثلووت المجموعووة الضووابطة التووي كانووت فووي سووياق التوودريس التقليوودي،
ضمت كول مجموعوة مون المجموعوات الوثالث خموس وعشورين تلميوذة .اسوتخدمت الباحثوة قائموة السومات السولوكية،
وبطاقووة مالحظووة خصووائص الموهوووبين ،وكووذلك اختبووار تووورانس للتفكيوور اإلبووداعي ،ومقيوواس مهووارات التفكيوور الناقوود،
إضووافة إلووى االختبووارات التحصوويلية كووأدوات للد ارسووة .وأظهوورت النتووائج فعاليووة كوول موون البرنووامجين لوودى مجموووعتي
الدراسة التجريبيتين في تنمية تحصيل التلميذات الموهوبات للموواد األساسوية .كموا أظهورت النتوائج تفووق المجموعوة
التجريبية التي درست البرنامج القوائم علوى الوذكاءات المتعوددة علوى المجموعوة التجريبيوة الثانيوة التوي درسوت برنوامج
كورت لتعليم التفكير.
كمووا هوودفت د ارسووة عبااد القااادر وآخاارون ( )2009إلووى استقصوواء فاعليووة برنووامج مقتوورح قووائم علووى نظريووة
الووذكاءات المتعووددة فووي تحسووين مهووارات الق وراءة لوودى الطلبووة ذوي صووعوبات الووتعلم فووي الصووف الخووامس االبتوودائي.
اعتموودت الد ارسووة الموونهج التجريبووي ،حيووث اسووتغرقت التجربووة شووهرين بواقووع ثووالث جلسووات أسووبوعياً .وتمثلووت أدوات
الد ارسوة باختبووار تنظوويم الكلموة ،واختبووار مهووارات القوراءة .طبقووت الد ارسووة علوى عينووة مكونووة مون ( )60سووتين تلميووذاً
44
وتلميووذة موون تالميووذ الصووف الخ وامس االبتوودائي فووي كفوور الشووي ،بمصوور .تووم توزيووع العينووة إلووى مجموووعتين ،االولووى
تجريبيووة ضوومت ( )23ثالثووة وعش ورين تلميووذاً ،و( )7سووبع تلميووذات ،والثانيووة ضووابطة ضوومت ( )21واحووداً وعش ورين
تلميووذاً ،و( )9تسووع تلميووذات .وقوود أظهوورت النتووائج فاعليووة البرنووامج المطبووق فووي تحسووين مهووارات الق وراءة الخاصووة
بتنظيم الكلمة والفهم القرائي لدى الفئة المستهدفة.
وأجرى ازدليك ( )Ozdilek, 2010دراسة هدفت إلوى بيوان توأثير الوذكاءات المتعوددة علوى تحصويل طوالب
الصووف السووادس االبتوودائي .اعتموودت الد ارسووة الموونهج الوصووفي ،وتمثلووت أداة الد ارسووة باختبووار تحصوويلي قووائم علووى
تطبيووق نموواذج حوول المسووائل ،إضووافة إلووى مقيوواس موواكنزي لمسووح الووذكاءات المتعووددة .وتكونووت عينووة الد ارسووة موون
( )132مئة واثنان وثالثين طالباً وطالبة من طالب الصف السادس االبتودائي الوذين توم اختيوارهم عشووائياً مون أربوع
مدارس ابتدائية .وأظهرت النتائج أن هناك تأثي اًر للوذكاءات المتعوددة فوي تحصويل الطوالب عينوة الد ارسوة مون خوالل
تحس ووين مس ووتواهم ف ووي تطبي ووق نم وواذج ح وول المس ووائل .كم ووا بين ووت النت ووائج أن هن وواك عالق ووة ب ووين مس ووتوى التحص وويل
والذكاءات المنطقي والمكاني والشخصي أكثر من أنواع الذكاءات األخرى.
( )2010التحقوق مون أثور اسوتخدام برنوامج قوائم علوى نظريوة الوذكاءات المتعوددة كما هدفت دراسة حباو
في تحسين مهارات القراءة في مادة اللغة االنكليزيوة لودى طلبوة الصوف الثوامن اإلعودادي .اعتمودت الد ارسوة المونهج
التجريب ووي .وتمثل ووت أدوات الد ارس ووة باختب ووار تحص وويلي ،واختب ووارات قص وويرة ،إض ووافة إل ووى بطاق ووة تحلي وول المحت وووى.
طبقت الدراسة على عينة مكونة من ( )65خمسة وستين طالباً من إعدادية الزيتون فوي غوزة .توم توزيوع العينوة إلوى
مجموعتين ،األولى تجريبية ضمت ( )33ثالثة وثالثين طالباً ،والثانيوة ضوابطة ضومت ( )32أثنوين وثالثوين طالبواً.
وأظهرت النتائج وجود فروق ذات داللة إحصوائية بوين المجمووعتين لصوالح المجموعوة التجريبيوة ،وذلوك فوي مهوارات
التصفح السريع والفحص الدقيق للمعنى ومعرفة معنى الكلمات في النص ،بينما لم تظهور النتوائج وجوود فوروق ذات
داللة إحصائية في مهارتي التسلسل واالستنتاج ،وهذا يشير إلى أن حجم تأثير البرنامج كان متوسطاً.
( ) 2010بد ارسووة التعوورف علووى موودى فاعليووة برنووامج لألنشووطة التعليميووة قووائم علووى نظريووة وقووام الااده
جوواردنر للووذكاءات المتعووددة فووي تنميووة التفكيوور الرياضووي واالتجوواه نحووو الرياضوويات لوودى طووالب المرحلووة المتوسووطة
بمودراس الريوواض .وطبقووت الد ارسووة علووى عينووة مؤلفووة موون ( )60سووتين تلميووذاً بالصووف الثوواني المتوسووط مقسوومة إلووى
مجموووعتين متسوواويتين ،إحووداهما ضووابطة ،وأخوورى تجريبيووة .واسووتخدم الباحووث البرنووامج المقتوورح إضووافة إلووى اختبووار
التفكير الرياضي وكذلك مقياس االتجاه نحو الرياضيات كأدوات للد ارسوة .أظهورت نتوائج الد ارسوة وجوود فوروق ذات
داللة إحصائية بين متوسطات درجات عينة البحث ،وذلك لصالح المجموعة التجريبية في القياس البعدي.
كما قدم مخلف ( )2010دراسة هدفت إلى تعورف أثور اسوتراتيجية الوذكاءات المتعوددة فوي اكتسواب طوالب
الصوف األول المتوسووط موون العواديين وذوي صووعوبات الووتعلم للمفواهيم النحويووة .اعتموودت الد ارسوة الموونهج التجريبووي،
حيووث درسووت المجموعووة التجريبيووة موضوووعات نحويووة موون الكتوواب المقوورر باسووتخدام اسووتراتيجية الووذكاءات المتعووددة
بواقع حصتين دراسيتين أسبوعياً ولمدة ثالثة شهور ،بينما درست المجموعوة الضوابطة الموضووعات نفسوها بالطريقوة
درس ووية ف ووي ض وووء
االعتيادي ووة .وتمثل ووت أدوات الد ارس ووة باختب ووار ارف وون المع وورب لل ووذكاء ،إض ووافة إل ووى إع ووداد خط ووط ا
درس ووية ،واع ووداد اختب ووار اكتس وواب
األه ووداف الس وولوكية والمحت وووى لعين ووة الد ارس ووة بلغ ووت ( )32اثنت ووين وثالث ووين خط ووة ا
45
المفوواهيم .طبقووت الد ارسووة علووى عينووة مكونووة موون ( )68ثمانيووة وسووتين طالب واً موون طووالب متوسووطة بووالل الحبشووي
للووذكور فووي منطقووة االعظميووة ببغووداد ،موووزعين إلووى مجموووعتين تجريبيووة وضووابطة ضوومت كوول منهمووا ( )34أربعووة
وثالثووين طالبو واً ،موونهم ( )8ثماني ووة طووالب ف ووي كوول مجموع ووة موون ذوي ص ووعوبات الووتعلم .وأظه وورت النتووائج فاعليووة
اس ووتراتيجية ال ووذكاءات المتع ووددة ف ووي اكتس وواب ط ووالب الص ووف األول المتوس ووط م وون الع وواديين وذوي ص ووعوبات ال ووتعلم
للمفوواهيم النحويووة ،وذلووك موون خووالل تفوووق طووالب المجموعووة التجريبيووة الووذين درس ووا موضوووعات نحويووة م ون الكتوواب
المقوورر باسووتخدام اسووتراتيجية الووذكاءات المتعووددة علووى طووالب المجموعووة الضووابطة .كمووا أشووارت النتووائج إلووى تفوووق
الطالب ذوي صعوبات التعلم في المجموعة التجريبية على نظرائهم في المجموعة الضابطة.
وهوودفت د ارسووة عالونااة وبلعاااوي ( )2010الكشووف عوون العالقووة بووين أسوواليب الووتعلم المفضوولة والووذكاءات
المتعددة السائدة لدى طلبوة جامعوة اليرمووك .اعتمودت الد ارسوة المونهج الوصوفي االرتبواطي ،وتمثلوت أدوات الد ارسوة
بمقيوواس ريوود ألسوواليب الووتعلم ،ومقيوواس موواكنزي للووذكاءات المتعووددة .طبقووت الد ارسووة علووى عينووة مكونووة موون ()840
ثمانمائة وأربعين طالباً وطالبة مون طلبوة جامعوة اليرمووك فوي األردن .وأظهورت النتوائج أن الطلبوة يفضولون أسولوب
الووتعلم الحركووي واالشووتراك الجسوودي فووي المهووام التعليميووة المختلفووة ،حيووث يتمثوول هووذا األسوولوب بالنشوواطات والوورحالت
الميداني ووة والتج ووارب العملي ووة ،إض ووافة إل ووى تميو و ز الطلب ووة بمس ووتوى ع ووال م وون ال ووذكاء الشخص ووي عل ووى حس وواب بقي ووة
الذكاءات .كما بينت النتائج وجود عالقة دالة إحصائياً بين أساليب التعلم المفضولة وأنوواع الوذكاءات المتعوددة لودى
طلبة جامعة اليرموك مما يعزز وجهة النظر التي تؤكد أن المفهومين ال يختلفان عن بعضهما.
وأجرى بهجات ( )Behjat, 2011دراسة هدفت الكشف عن العالقوة بوين الوذكاءات المتعوددة وتعلوم اللغوة،
وذلك من خالل بيان أهمية الذكاء االجتماعي والشخصي في تعلم اللغة االنجليزية كلغوة أجنبيوة .اعتمودت الد ارسوة
المنهج االرتباطي ،وتمثلت أدوات الد ارسوة باختبوار الكفايوة اللغويوة ،واختبوار المقابلوة الشخصوية ،إضوافة إلوى مقيواس
غاي ،وقائمة ارمسوترونج للوذكاءات المتعوددة .وتكونوت عينوة الد ارسوة مون ( )150مائوة وخمسوين طالبواً وطالبوة مون
طالب السنة الثانية في قسم اللغة االنجليزية فوي جامعوة آزاد اإلسوالمية .وأظهورت النتوائج أن هنواك عالقوة ايجابيوة
بين نوعي الذكاء وتعلم اللغة ،بينما لوم يكون هنواك أي تفاعول أو تفووق ألحود الوذكائين علوى اآلخور فوي تعلوم مهوارات
اللغة .كما أشارت النتائج إلى أن أداء كل من الطالبات والطالب يختلوف بحسوب نووع الوذكاء الوذي يمتلكونوه ،وهوذا
يشووير إلووى التبوواين بووين الطلبووة فووي ذكوواءاتهم .كمووا أن الطووالب الووذين يمتلكووون الووذكاء الشخصووي بدرجووة أكبوور موون
الطالبووات تكووون كفايوواتهم اللغويووة أعلووى موونهن ،بينمووا الطالبووات الل وواتي يمووتلكن الووذكاء االجتموواعي بدرجووة أكبوور موون
الطالب يكن أكثر كفاية في المهارات اللغوية.
وقامت الرزوق وآخرون ( )2011بدراسة هودفت إلوى تصوميم برنوامج تودريبي حوول اسوتراتيجيات التودريس
القائم ووة عل ووى نظري ووة الو وذكاءات المتع ووددة ف ووي ض وووء االحتياج ووات التدريبي ووة للمعلم ووات .اعتم وودت الد ارس ووة الم وونهج
الوصووفي لتحديوود االحتياجووات التدريبيووة للمعلمووات .وتمثلووت أدوات الد ارسووة باسووتبانة مؤلفووة موون ثالثووين بنووداً .طبقووت
الد ارسووة علووى عينووة مكونووة موون ( )30ثالثووين معلمووة موون معلمووات موودارس التربيووة النموذجيووة بالريوواض .وأظهوورت
النتووائج أن هنوواك ضووعفاً فووي اسووتخدام المعلمووات لالسووتراتيجيات التدريسووية القائمووة علووى نظريووة الووذكاءات المتعووددة،
46
واظهو ووار حو وواجتهن للتو وودريب علو ووى اسو ووتراتيجيات تدريسو ووية لتنميو ووة الو ووذكاءات اللغو وووي والمنطقو ووي الرياضو ووي والمكو وواني
والموسيقي ،وهذا ما استوجب تصميم برنامج تدريبي تجسد في إعداد حقيبة تدريبية.
وطبووق عماااار ( )2011د ارسووة هوودفت تقصووي أثوور اسووتخدام برنووامج توودريبي قووائم علووى أنشووطة الووذكاءات
المتعووددة فووي تنميووة بعووض مهووارات التوودريس الفعووال لوودى طووالب شووعبة علووم الوونفس .واش وتملت عينووة الد ارسووة ()30
ثالثوين طالبواً موون طووالب شووعبة علووم الوونفس بكليووة التربيووة بجامعووة أسوويوط .وتمثلووت أدوات الد ارسووة ببرنووامج توودريبي،
إضووافة إلووى بطاقووة مالحظووة للتعوورف علووى موودى ت ووافر المهووارات التدريسووية المرتبطووة بأنشووطة الووذكاءات المتعووددة،
والتي حددها الباحث في اإلعوداد والتخطويط ألنشوطة الوذكاءات المتعوددة ،وتنفيوذ أنشوطة الوذكاءات المتعوددة ،وتنظويم
واعداد حجرة الدراسة ،وتقويم الطالب في ضووء أنشوطة الوذكاءات المتعوددة .وتوصولت الد ارسوة فوي نتائجهوا إلوى أن
البرنامج أسهم في تنمية مهارات التدريس الفعال لدى الطالب المعلمين بشعبة علم النفس ،مجموعة الدراسة.
وأجوورت العويضااي ( )2012د ارسووة هوودفت إلووى استقصوواء فاعليووة حقيبووة تعلميووة قائمووة علووى اسووتراتيجيات
التدريس وفق نظرية الذكاءات المتعددة لتنميوة التحصويل المعرفوي واالتجواه نحوهوا لودى عضووات هيئوة تودريس اللغوة
العربيووة .اعتموودت الد ارسووة الموونهج التجريبووي ،حيووث امتوودت التجربووة لفصوول د ارسووي واحوود .وتمثلووت أدوات الد ارسووة
بالحقيبة التعليمية ،ومقياس االتجاه ،واختبار تحصيلي معرفي .طبقوت الد ارسوة علوى عينوة مكونوة مون ( )25خموس
وعشرين أستاذة من هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز .ودلت النتائج علوى فاعليوة الحقيبوة
التعلمية القائمة على استراتيجيات التدريس وفق نظرية الذكاءات المتعددة في تنمية التحصيل واالتجاه نحوها.
وق وودم ماكااااريو ( )Maccario, 2012د ارس ووة ه وودفت إل ووى بي ووان دور اس ووتخدام الزي ووارة الميدانيووة للمتح ووف
كطريقووة تدريس ووية لتحسووين مه ووارات الووذكاءات المتع ووددة لوودى تالمي ووذ المرحلووة االبتدائي ووة .اعتموودت الد ارسووة الموونهج
الوص ووفي ،حي ووث ركو وزت عل ووى وصو وف خبو ورة الت وودريس ل وودى الطلب ووة المعلم ووين ف ووي إيص ووال مب ووادف الفن ووون البصو ورية
المتضمن في برنامج المدرسة االبتدائية التركية ،وقدرتهم على تحريض الذكاءات المتعوددة لتالميوذهم .وتمثلوت أداة
الدراسة بتقييم نماذج كتابية ورسومات قدمها التالميذ بعد انتهاء ورشة العمل التوي ضومت معلموي الصوفوف والطلبوة
المعلمين وتالميوذهم ،والتوي أعودت فوي ضووء زيوارتهم الميدانيوة لمودة نصوف يووم إلوى أحود المتواحف .وتكونوت عينوة
الد ارسووة موون مجموووعتين ،ضوومت األولووى ( )38ثمووان وثالثووون طالبواً وطالبووة موون الطلبووة المعلمووين فووي السوونة الرابعووة
بكلية التربية ،بينما ضمت الثانية ( )32اثنين وثالثين تلميذاً وتلميذة من تالميذ الصف ال اربوع االبتودائي .وقود بينوت
النتائج بأن للزيارة الميدانية دور هام في تطوير الذكاء المتعدد لودى التالميوذ مون خوالل مشواركتهم الفعالوة باألنشوطة
الجماعية والفردية ،كما أشارت النتائج إلى ان اسوتخدام التسولية فوي التعلويم مون خوالل زيوارات ميدانيوة منظموة يطوور
م وون معرف ووة التالمي ووذ بأهمي ووة الحض ووارة وقيمه ووا الرفيع ووة .كم ووا بين ووت ض وورورة م وورور الطلب ووة المعلم ووين أو المعلم ووين
المتدربين بخبرة ميدانية وتعليم تجريبي من أجل توسيع معارفهم في التطبيق العملي وتنمية شخصياتهم التربوية.
وهودفت د ارسوة فوناك وآخاارون ( )Foong, et al., 2012بيوان العالقووة بوين الوذكاءات المتعوددة ونموواذج
السمات الشخصوية ومهوارات التفكيور لودى الطلبوة المتفووقين فوي ماليزيوا .اعتمودت الد ارسوة المونهج المسوحي الكموي،
وتمثلووت أدوات الد ارسووة بمقيوواس موواكنزي للووذكاءات المتعووددة ،ومقيوواس جالسوور للتفكيوور الناقوود ،إضووافة إلووى مؤشوور
ميووري -بريكووز للسوومات الشخصووية .وتكونووت عينووة الد ارسووة موون ( )1268ألووف ومووائتين وثمووان وسووتين طالبواً متفوقواً
47
موون طووالب الموودارس الثانويووة الداخليووة .وأظهوورت النتووائج ارتباط واً هام واً بووين الووذكاءات المتعووددة ونموواذج الشخصووية
ومها ارت التفكير الناقد .كما بينت النتائج أن غالبية الطلبوة المتفووقين يميلوون إلوى النمووذج االنبسواطي البوديهي فوي
مقابل النموذج االنطوائي ،وأنهوم يركوزون علوى الط ارئوق الكشوفية واإلبداعيوة فوي تعلمهوم ،ويتمتعوون بمهوارات التفكيور
الناقد من حيث القدرة على المناقشوة وتقوديم الحجوج والبوراهين وتنظويم االفت ارضوات والقودرة علوى االسوتنتاج والتفسوير،
ذكاء اجتماعياً مرتفعاً مقارنة بالوذكاءات األخورى التوي أحتول الوذكاء الموسويقي آخرهوا .وأكودت كما أظهر المتفوقون ً
النت ووائج أن االخ ووتالف موج ووود ف ووي الس وومات الشخص ووية وال ووذكاءات والتفكي وور المب وودع ب ووين الطلب ووة المتف وووقين والطلب ووة
العاديين مما يستدعي اهتماماً أكثر بحاجاتهم وتنويع الطرائق التدريسية لتالئم اختالفهم.
وقو ووام الغرايبااااة والعتااااوم ( )2012بد ارسو ووة هو وودفت الكشو ووف عو وون العالقو ووة بو ووين الو ووذكاء االنفعو ووالي والو ووذكاء
االجتم وواعي بع وود الخض وووع لبرن ووامجين ت وودريبيين ف ووي ك ووال ال ووذكاءين .اعتم وودت الد ارس ووة الم وونهج التجريب ووي ،والم وونهج
الوص ووفي االرتب وواطي ،حي ووث طب ووق البرن ووامجين عل ووى م وودى إح وودى وعشو ورين جلس ووة بواق ووع ث ووالث جلس ووات أس ووبوعياً.
وتمثلووت أدوات الد ارسووة بمقيوواس سووتيرنبرغ للووذكاء االجتموواعي ،ومقيوواس عثمووان ورزوق المطووور للووذكاء االنفعووالي.
طبقت الدراسة على عينة مكونة من ( )59تسعة وخمسين طالباً من طلبة الصوف العاشور فوي مدرسوة بشورى للبنوين
في محافظة اربد باألردن ،موزعين إلى ثالث شعب ،مثلت الشعبة األولى المجموعة التجريبية األولوى والتوي ضومت
( )20عش ورين طالب وأً خضووعوا لبرنووامج الووذكاء االجتموواعي ،ومثلووت ثانيهمووا المجموعووة التجريبيووة الثانيووة التووي ضوومت
أيضواً ( )20عشورين طالبوأً خضووعوا لبرنووامج الوذكاء االنفعووالي ،بينمووا مثلوت الشووعبة الثالثووة المجموعوة الضووابطة التووي
تكونووت موون ( )19تسووعة عشوور طالب واً لووم يخضووعوا ألي برنووامج توودريبي .وأظهوورت النتووائج أن هنوواك ارتباط واً ايجابي واً
داالً إحصائياً في أداء الطلبة على مقياسي الوذكاء االجتمواعي والوذكاء االنفعوالي بعود التودريب علوى البرنوامجين مموا
يوودل علووى قوودرة الووذكاء االجتموواعي علووى تحسووين الووذكاء االنفعووالي ،وقوودرة األخيوور علووى التووأثير االيجووابي فووي الووذكاء
االجتماعي.
كموا هودفت د ارسوة امينادو وادكاو ( )Emendu & Udogu, 2013استقصواء فاعليوة التودريس باسوتخدام
اسوتراتيجيات الووذكاءات المتعووددة فووي تحصوويل الطوالب فووي مووادة الكيميوواء وبقوواء أثور الووتعلم لووديهم .اعتموودت الد ارسووة
المنهج شبه التجريبي ،واستغرقت شهرين بمعدل ستة عشر درسواً مووزعين علوى درسوين فوي كول أسوبوع ،وتوم القيواس
البعوودي المؤجوول بعوود موورور شووهر علووى انتهوواء التجربووة .وتمثلووت أدوات الد ارسووة الرئيسووية باختبووارات لموضوووعات
مختارة من مساق تدريس الكيمياء ،موزعوة علوى ثالثوة اختبوارات .وتكونوت عينوة الد ارسوة مون ( )88ثمانيوة وثموانين
طالب واً وطالبووة موون طووالب مدرسووتين ثووانويتين فووي مقاطعووة انووامب ار فووي نيجيريووا الووذين يدرسووون المسووتوى الثوواني فووي
الكيمياء ،مووزعين إلوى مجمووعتين ،األولوى مثلوت المجموعوة التجريبيوة وضومت ( )47سوبعة وأربعوين طالبواً وطالبوة،
والثانيووة مثلووت المجموعووة الضووابطة وضوومت ( )41واحوود وأربعووين طالبواً وطالبووة .وأظهوورت النتووائج بووأن أداء طووالب
المجموعة التجريبية الذين درسوا المفاهيم الكيميائيوة باسوتخدام اسوتراتيجيات الوذكاءات المتعوددة كوان أفضول مون أداء
طالب المجموعوة الضوابطة فوي اختبوارات التحصويل .كموا أشوارت النتوائج إلوى أن اسوتراتيجيات التودريس بالوذكاءات
المتعددة كانت أكثر قوة في مساعدة الطالب على االحتفاظ بالمفاهيم الكيميائية في االختبار المؤجل.
48
وأجورى ساعيدي وكرافنادي ( )Saeidi & Karvandi, 2014د ارسوة هودفت إلوى التحقوق مون وجوود عالقوة
محتملة بين الذكاءات المتعددة لدى الطلبة اإليرانيين الذين يدرسون اللغوة االنجليزيوة كلغوة أجنبيوة وأدائهوم فوي مهوارة
الكتابة .اعتمدت الدراسة المونهج االرتبواطي ،وتمثلوت أدوات الد ارسوة بمقيواس شويرر لتقيويم نموو الوذكاءات المتعوددة،
إضافة إلى اختبار كامبريدج لقيواس مهوارة الكتابوة باللغوة األجنبيوة مون المسوتوى الثواني .وتكونوت عينوة الد ارسوة مون
( )40أربعين طالباً وطالبة مون طوالب اللغوة االنجليزيوة فوي جامعوة آزاد اإلسوالمية بوإيران ،مونهم ( )17سوبعة عشور
طالباً و( )23ثالث وعشرين طالبة بعد خضوعهم الختبار تمهيدي في اللغة االنجليزية .وقد أظهرت النتوائج وجوود
عالقوة ايجابيووة بوين أداء الطووالب فووي مهوارة الكتابووة والووذكاءات اللغووي والشخصووي واالجتمواعي .كموا أكوودت النتووائج
أن عل ووى المعلم ووين أن ي وودركوا جي ووداً دور نظري ووة ال ووذكاءات المتع ووددة ف ووي تفعي وول النش وواطات الص ووفية ومواءمته ووا م ووع
الفروق الفردية في الصف.
-2-3المحور الثاني :دراسات تناولت واقع التدريب على مهارات التدريس ومعوقاته:
ركزت الدراسات التربوية في مجال إعداد المعلم على أهمية إكساب المعلم مهارات تدريسية نوعية
وتنميتها لديهم سواء كان ذلك قبل الخدمة أو في أثنائها وذلك بغية رفع مستوى العملية التعليمية عموماً والتالميذ
خصوصاً ،حيث هدفت دراسة بدر ( )2005التعرف على أثر استخدام برنامج تدريبي مقترح لتنمية المهارات
التدريسية لدى الطالبات المعلمات بقسم الرياضيات في كلية التربية بمكة المكرمة .اعتمدت الدراسة المنهج
التجريبي ،حيث استغرق تطبيق البرنامج ثالثة أسابيع بواقع اثنتان وعشرين ساعة .ولتحقيق هذا الهدف قامت
الباحثة بإعداد بطاقة مالحظة وبناء برنامج تدريبي ،وطبقتهما على عينة الدراسة المكونة من ( )60ستين طالبة
من طالبات الفرقة الرابعة ،تم تقسيمها إلى مجموعتين ،ضابطة تتألف من ( )30طالبة ،وتجريبية من ( )30طالبة
أيضاً .وتوصلت الدراسة إلى أن طالبات المجموعة التجريبية التي تم تدريبهن على البرنامج المقترح تفوقن على
طالبات المجموعة الضابطة بعد أن ثبت تكافؤهم قبل تطبيق البرنامج بالمهارات التدريسية الرئيسية والفرعية بدءاً
انتهاء بالتقويم .كما أظهرت النتائج تفوق أداء طالبات المجموعة
من تخطيط الدرس ،مرو اًر بتنفيذ التدريس ،و ً
التجريبية في التطبيق البعدي عنه في التطبيق القبلي مما يؤكد األثر االيجابي للبرنامج المقترح.
أمووا د ارس ووة مهااادي ( )2010فق وود هوودفت التع وورف عل ووى أثوور برن ووامج الت وودريس المصووغر ف ووي تنميووة بعووض
مهارات التدريس العامة لدى طلبوة الكليوة التربويوة المفتوحوة فوي مركوز النجوف .اعتمودت الد ارسوة المونهج التجريبوي،
حيووث اس وتمرت التجربووة موودة ثالثووة أشووهر .وطبقووت الد ارسووة علووى عينووة مؤلفووة موون ( )20عشوورين طالبواً موون طووالب
المرحلووة الرابعووة تخصووص تربيووة رياضووية وجغرافيووة وتوواري ،بالكليووة التربويووة المفتوحووة .تووم تقسوويمهم إلووى مجموووعتين،
ضووابطة وتجريبيووة .واسووتخدم الباحووث برنامجوواً فووي التوودريس المصووغر وصوومم اس وتمارة مالحظووة كووأدوات لد ارسووته.
ور واضوحاً فوي تنميوة
ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن برنامج التودريس المصوغر المسوتخدم كوان لوه أث اً
مهووارات التنفي ووذ والتق ووويم البالغ ووة عشو ورين مه ووارة للط ووالب المدرسووين ف ووي المجموع ووة التجريبي ووة ،حي ووث ظه وور أن نمووو
المهارات التدريسية لديهم على مستوى جميع المهارات كان أعلى بكثير من نموها لدى المجموعة الضابطة.
49
وهدفت دراسة يونوس وآخرون ( )Yunus, et al.,2010الكشف عن مدى فهم الطلبة المعلموين لخبورات
التوودريس ومعوقات ووه وعالقووتهم بالمش وورف وموودير المدرس ووة والمعل ووم المتعوواون ،وذل ووك موون خ ووالل آرائهووم بعوود التطبي ووق
العملي للتدريس .اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي ،وتمثلت أداة الدراسة باسوتبانة ضومت أسوئلة مفتوحوة .وتكونوت
عينووة الد ارسووة موون ( )38ثمووان وثالثووين طالب واً وطالبووة م وون الطووالب المعلمووين فووي كليووة التربيووة بالجامعووة الوطني ووة
بماليزيووا .وأظهوورت النتووائج أن أهووم التحووديات التووي تواجووه الطلبووة المعلمووين أثنوواء توودريبهم علووى التوودريس تتمثوول فووي
تحفيووز التالميووذ واثووارتهم موون أجوول الووتعلم ،إضووافة إلووى ضووبط التالميووذ وتووأديبهم .كمووا أكوود الطلبووة المعلم وون علووى
العالقة الجيدة مع مدير المدرسة من خالل ما قدمه من تعاون كبير وتسوهيل مهموتهم وتزويودهم بموا يلوزم ،كموا كوان
لمساعدة المعلم المتعاون دور هام في اغلب موضوعات التودريس وعمليوات التعلويم وادارة الصوف ،إضوافة إلوى دعوم
المشرفين الذي أسهم في تنمية مهاراتهم مما مكنهم من تجاوز أي مشكلة تتعلق بالتدريس والبيئة المدرسية.
كمووا قووام تااوك ( )Tok, 2010بد ارسووة هوودفت بيووان المشووكالت التووي تواجووه الطلبووة المعلمووين أثنوواء التوودريب
علووى مهووارات التوودريس .اعتموودت الد ارسووة الموونهج الوصووفي ،وتمثلووت أداة الد ارسووة باسووتبانة حووول مشووكالت مهووارات
التوودريس .وتكونووت عينووة الد ارسووة موون ( )40أربعووين طالب واً وطالبووة موون طلبووة معلمووي المرحلووة االبتدائيووة .وأظهوورت
النتائج أن أهم المشكالت والصعوبات التي واجهوتهم أثنواء التودريب علوى مهوارات التودريس تمثلوت فوي التودريب علوى
مهارة التخطيط ،ومهارة التواصل موع المتعلموين ،ومهوارة إدارة الوقوت ،إضوافة إلوى مهوارات إدارة السولوك فوي الصوف
واثارة المتعلمين.
واسووتهدفت د ارسووة رحماان وآخاارون ( )Rahman, et al., 2011بيووان العالقووة بووين توودريب المعلمووين
والتدريس الفعال ،وذلك من خالل تقييم مهوارات التودريس لودى المعلموات ،وبيوان مووقفهم مون التودريب علوى التودريس
والكشووف عوون فاعليتووه فووي تحصوويل الطلبووة فووي الصووف الد ارسووي .اعتموودت الد ارسووة الموونهج الوصووفي ،وتمثلووت أداة
الد ارسووة باختبووار تحصوويلي ،إضووافة إلووى اسووتبانتين ،األولووى منهمووا موجهووة للمعلمووات تضوومنت أسووئلة عوون توقعوواتهم
حووول فاعليووة توودريبهم علووى التوودريس ومها ارتووه المتمثلووة فووي التقووويم وادارة الصووف والعالقووات اإلنسووانية .بينمووا ركوزت
االستبانة الثانية الخاصة بالطالبات على اهتماماتهن وآرائهن بوالمعلمين وعالقوتهن معهوم .وقود تكونوت عينوة الد ارسوة
موون ( )80ثمووانين معلمووة ،و( )180مائووة وثمووانين طالبووة .وبينووت النتووائج أن لوودى المعلمووات اتجاه واً ايجابي واً نحووو
التوود ريب علووى التوودريس ومها ارتووه فووي الصووف الد ارسووي موون حيووث تووأثيره فووي إكسووابهم مهووارات العموول المهنووي الفعووال،
وادارة الصووف واج وراء عمليووات التقووويم والتقيوويم ،وتطوووير العالقووات اإلنسووانية مووع الطلبووة .كمووا أن غالبيووة الطالبووات
أكدن على استخدام المعلمين لمصادر تعليم متنوعوة إضوافة إلوى تحضوير عوروض تقديميوة لدروسوهم .كموا أظهورت
النتائج أن المعلمين كانوا مهتمين باستخدام تقنيات التدريس في دروسهم ،وبناء عالقات جيدة موع الطلبوة ،كموا كوان
للعالقة اإليجابية بين التدريس الفعال وتدريب المعلم أث اًر ممي اًز في تحصيل الطلبة.
كمووا أجوورى الشااماط ( )2011د ارسووة هوودفت إلووى بيووان فاعليووة برنووامج محاكوواة حاسوووبي لصووف افت ارضووي
إلكساب طلبة دبلوم التأهيل التربوي بعض مهارات التدريس فوي موادة التربيوة العمليوة – تخصوص جغرافيوة وتواري-،
وأث وره فووي تحصوويل طلبووتهم .اعتموودت الد ارسووة الموونهج الوصووفي التحليلووي للتعريووف بووبعض المهووارات التدريسووية التووي
يحتاجها المدرس فوي الميودان التدريسوي ،إضوافة إلوى المونهج التجريبوي فوي تودريب طلبوة دبلووم التأهيول التربووي علوى
50
بع ووض مه ووارات الت وودريس .وتمثل ووت أدوات الد ارس ووة ببرن ووامج محاك وواة حاس وووبي ،واختب ووار تحص وويلي معرف ووي ل ووبعض
مه ووارات الت وودريس ،واس ووتبانة اتجاه ووات الطلب ووة ،وبطاق ووة مالحظ ووة ل ووبعض مه ووارات الت وودريس ،إض ووافة إل ووى اختب ووار
تحصوويلي لطلبووة الصووف األول الثووانوي .طبقووت الد ارسووة علووى عينووة مكونووة موون ( )35خمسووة وثالثووين طالبواً وطالبووة
من طلبة دبلوم التأهيول التربووي تخصوص جغرافيوة وتواري ،فوي كليوة التربيوة بجامعوة دمشوق مووزعين إلوى مجمووعتين
تجريبيووة وضووابطة ،إضووافة إلووى ( )1189ألووف ومئووة وتسووعة وثمووانين طالبواً وطالبووة موون طلبووة الصووف األول الثووانوي
ف ووي م وودارس محافظ ووة ري ووف دمش ووق ،مقس وومين إل ووى مجم وووعتين ،األول ووى تجريبي ووة ض وومت ( )537خمس وومئة وس ووبعة
وثالثووين طالب واً وطالبووة ،والثانيووة ضووابطة ضوومت ( )652سووتمئة واثنووان وخمسووين طالب واً وطالبووة .وأظهوورت النتووائج
وج ود فروق ذات داللة إحصائية لصالح طلبوة دبلووم التأهيول التربووي فوي المجموعوة التجريبيوة فوي بطاقوة المالحظوة
على االختبوار التحصويلي البعودي والتوي توتعلم بواسوطة برنوامج المحاكواة الحاسووبي .كموا بينوت النتوائج وجوود فوروق
ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات طلبة الصف األول الثانوي ،وذلك بعد فتورة المعالجوة لصوالح المجموعوة
التجريبيووة فووي مووادتي الجغرافيووة والتوواري . ،كمووا أشووارت النتووائج إلووى إتجوواه ايجووابي مرتفووع لوودى طلبووة دبلوووم التأهيوول
التربوي في المجموعة التجريبية نحو استخدام برنامج المحاكاة الحاسوبي.
أمووا د ارسووة بوزكااورت وآخاارون ( )Bozkurt, et al., 2012فقوود هوودفت استقصوواء آراء معلمووي المرحلووة
الثانوية حول تدريب المعلمين أثناء الخدمة .اعتمدت الباحثة تصوميم د ارسوة الحالوة ،وتمثلوت أداة الد ارسوة باسوتخدام
طريقة مقابلة المجموعوات ،حيوث ركوزت علوى سوتة أسوئلة تمحوورت حوول الموضووعات التوي تتناولهوا بورامج التودريب
وموودى مواكبتهووا للتغي ورات الحاصوولة فووي المجووال التربوووي ،وموودة التوودريب وتووأثيره علووى حيوواتهم المهنيووة ،وتووم تسووجيل
المقابالت وتحليلها من قبل مالحظين اثنين .وتكونت عينة الد ارسوة مون ( )7سوبعة معلموين ،و( )2معلمتوين اثنتوين
موون معلمووي ومعلمووات الموودارس الثانويووة فووي تركيووا .وأظهوورت النتووائج أن لوودى عينووة الد ارسووة رغبووة قويووة فووي تلقووي
التوودريب علووى المنهوواج ،وضوورورة هووذا التوودريب فووي مواكبووة التطووورات الحديثووة فووي المجووال التربوووي والتووزود بمهووارات
التم ثيل الدرامي والمسرحي ،وأنه البد من أخذ مقترحاتهم وحاجاتهم التدريبية بعين االعتبار قبل البدء بالبرامج.
وهدفت دراسة شيربانيسكو ( )Serbanescu, 2012الكشف عون العالقوة بوين الدافعيوة لحضوور البرنوامج
التدريبي التربوي للمعلم واكتساب الكفايات المهنية ،وذلك بغية تقوديم نتوائج تفيود فوي تنظويم بورامج اإلعوداد األكاديميوة
وت وودريب المعلم ووين قب وول الخدم ووة داخ وول الجامع ووات ف ووي روماني ووا .اعتم وودت الد ارس ووة الم وونهج الوص ووفي ،وتمثل ووت أداة
الد ارسووة باالسووتبانة للتحقووق موون آراء المشوورفين المسووؤولين عوون التوودريب المس وتمر والمسووتفيدين موون ب ورامج التوودريب،
وبيوان بعوض العوامول المعقودة فوي نظوام التودريب .وتكونوت عينوة الد ارسوة مون ( )569خمسومئة وتسوع وسوتين طالبواً
وطالبة الخاضعين لب ارمج تودريب المعلوم ،وهوم مون تخصصوات متنوعوة تشومل الكمبيووتر واللغوات والعلووم والد ارسوات
االجتماعي وة والتربيووة الرياضووية والفنووون ،بينمووا مثلووت المجموعووة الثانيووة ( )40أربعووين مشوورفاً ومسووؤوالً عوون التوودريب
المس وتمر .وبينووت النتووائج أن هنوواك عالقووة وثيقووة بووين الدافعيووة لحضووور البرنووامج التوودريبي التربوووي للمعلووم واكتسوواب
الكفايووات المهنيووة ،ذلووك أن المسووتويات المختلفووة للطلبووة فووي ب ورامج توودريب المعلووم تتوقووف فووي ارتفاعهووا وانخفاضووها
بشكل كبير على تلوك العالقوة بوين الدافعيوة للحضوور والخضووع لبورامج تدريبيوة تربويوة واتموام نمووذج تودريب المعلوم،
51
وأن أه ووم ح ووافز ل وودى ال طلب ووة المعلم ووين لحض ووور بو ورامج الت وودريب ه ووذه ه ووو محب ووة العم وول م ووع التالمي ووذ والط ووالب ف ووي
المدارس والتعامل المباشر معهم.
وقامت أباو رزق ( )2012بد ارسوة هودفت استقصواء أثور اسوتخدام تكنولوجيوا السوبورة التفاعليوة فوي إكسواب
الطلبة المعلمين مهارة التخطيط لتدريس مادة اللغة العربية واتجاهاتهم نحوها كوأداة تعليميوة والمشواكل التوي واجهوتهم
أثنواء اسوتخدامها .اعتموودت الد ارسوة المونهج التجريبووي لتحديود أثور اسووتخدام تكنولوجيوا السوبورة التفاعليووة ،إضوافة إلووى
الموونهج الوصووفي التحليلووي لبيووان آراء الطلبووة نحووو اسووتخدامها .واسووتغرقت التجربووة فصوول د ارسووي واحوود .وتمثلووت
أدوات الد ارسووة باختبووار أدائووي ،ومقيوواس اتجاهووات ،إضووافة إلووى جهوواز eBeamلتحويوول السووبورة العاديووة إلووى سووبورة
تفاعليووة .طبقووت الد ارسووة علووى عينووة مكونووة موون ( )53ثالثووة وخمسووين طالبواً وطالبووة موون الطلبووة المعلمووين فووي قسووم
الدبلوم المهني في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا ،موزعين إلى شعبتين ،مثلوت األولوى منهموا المجموعوة التجريبيوة
والتووي ضوومت ( )27سووبعة وعشورين طالبواً وطالبووة ،بينمووا مثلووت الثانيووة المجموعووة الضووابطة التووي تكونووت موون ()26
سووتة وعشورين طالبواً وطالبووة .وأظهوورت النتووائج وجووود فووروق فرديووة ذات داللووة إحصووائية فووي أداء عينووة الد ارسووة فووي
التخطيط اليومي لصالح طلبة المجموعة التجريبية ،بينما لوم توجود فوروق ذات داللوة إحصوائية فوي التخطويط السونوي
بووين أف وراد عينةالد ارسووة .كمووا بينووت النتووائج أن هنوواك اتجاه واً ايجابي واً نحووو اسووتخدام تكنولوجيووا السووبورة التفاعليووة فووي
الصووف الد ارسووي ،إالأن هنوواك عوائووق تمنووع ذلووك موون أهمهووا عوودم امووتالكهم المهووارة الكافيووة السووتخدامها ،إضووافة إلووى
عدم توفرها في القاعات التدريسية للتدرب على استخدامها.
كما هدفت دراسة عيسى ( )2012قياس فاعلية برنامج تدريسي مقترح فوي تنميوة مهوارات تودريس البالغوة
لودى الطوالب المعلموين فووي ضووء االتجاهوات الحديثووة لتعليمهوا .اعتمودت الد ارسوة الموونهج التجريبوي ،حيوث اسووتغرق
تطبيووق البرنووامج سووتة اسووابيع بواقووع ثالثووة عشوور درسواً توودريبياً .واسووتخدم الباحووث قائمووة للمهووارات التدريسووية الالزمووة
إضافة إلى بناء برنامج تدريبي ،وكذلك بطاقة مالحظة للتعرف على مدى توافر المهارات التدريسوية ومعرفوة فاعليوة
البرنامج المقترح ،واختبوا اًر تحصويلياً فوي ضووء مقورر ط ارئوق التودريس كوأدوات لد ارسوته .وطبقوت الد ارسوة علوى عينوة
مكونووة موون ( )30ثالثوين طالبواً موون طووالب الوودبلوم التربوووي بكليووة التربيووة بجامعووة الطووائف .وأظهوورت نتووائج الد ارسووة
وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطي درجات عينة الد ارسوة فوي أدائهوم فوي االختبوار التحصويلي والمهوارات
الرئيسية والفرعية في بطاقة المالحظة وذلك لصالح القياس البعدي مما يودل علوى فاعليوة البرنوامج التودريبي المقتورح
فووي تنميووة الجوانووب المعرفيووة والمهووارات الالزمووة لتوودريس البالغووة تخطيط واً ،وتنفيووذاً ،وتقويم واً فووي ضوووء االتجاهووات
الحديثة لتعليمها لدى الطالب معلمي اللغة العربية عينة الدراسة.
كما أجرى توماس ( )Thomas, 2013دراسة هدفت إلى المقارنة بين المعلموين الكفووئين والمعلموين غيور
الكف وووئين م وون حي ووث اعتق وواداتهم بش ووأن مع وورفتهم بالت وودريس الص ووفي وطرائق ووه .اعتم وودت الد ارس ووة الم وونهج المس ووحي،
وتمثلت أداة الدراسة باستبانة .وتكونت العينة من ( )123مئة وثالثة وعشورين معلمواً مون معلموي المودارس الثانويوة
كفء ،و( )35خمسوة وثالثوين معلمواً غيور كوفء. ً والمتوسطة في باكستان ،موزعين إلى ( )88ثمان وثمانين معلماً
وتوصوولت الد ارسووة فووي نتائجهووا إلووى عوودم وجووود اخووتالف كبيوور فووي اعتقووادات كووال المجموووعتين موون المعلمووين حووول
التوودريس الصووفي وطرائقووه .فقوود أكوود المعلم وون فووي كووال المجموووعتين أهميووة اسووتخدام ط ارئووق تتمحووور حووول الطالووب
52
كطريقوة المشوروعات وطريقوة حول المشوكالت لتحسوين مهوارات الطوالب ،إضوافة إلوى طريقوة المناقشوة التوي تزيود موون
فوورص مشوواركة الطووالب فووي النشوواطات الصووفية مقارنووة بطريقووة المحاض ورة ،كمووا أنهووا تتوويح الفرصووة أمووام المعلمووين
إلبراز مهارة إدارة الصف ومواجهة مشكالته.
-2-4-3جاءت معظم الدراسات في المحور األول لتبين أهمية األخذ بنظرية جاردنر للذكاءات المتعددة من قبل
المعلمين وترجمتها فعلياً في الصف الدراسي ،ووجوب تضمينها في التدريس كأحد األساليب المميزة لمواجهة
الفروق الفردية بين التالميذ وما تمنحه هذه النظرية من فرص الستخدام أساليب تعلم واستراتيجيات وانشطة
تدريسية تتوافق مع ذكاءاتهم كما في دراسات (( ،)Saeidi & Karvandi, 2014عالونة وبلعاوي،)2010 ،
(.)Krstanoviae, 2003
وتمتد أهمية تطبيق هذه النظرية في الصف المدرسي لتساعد التالميذ على فهم ذاتهم وما يملكون من
قدرات وامكانات يمكن توظيفها في زيادة تحصيلهم الدراسي وتنمية تفكيرهم الناقد والرياضي ،إضافة إلى إسهامها
في تنمية مهاراتهم اللغوية واكتسابهم للمفاهيم العلمية وهذا ما بينته دراسات كالً من ( Emendu & Udogu,
( ،)Ozdilek, 2010( ،)Behjat, 2011( ،)Foong, et al., 2012( ،)2013الدهش( ،)2010 ،حبوش،
( ،)2010العكري( ،)2009 ،االهدل،)Saricaoglu & Arikan, 2009( ،)Xie & Lin, 2009( ،)2009 ،
(عياد( ،)2008 ،البدور( ،)2004 ،عفانة والخزندار .)2004 ،كما بينت بعض الدراسات الدور الهام لنظرية
جاردنر للذكاءات المتعددة عند تطبيقها على التالميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم من خالل إمكانية تحسين
مهارات القراءة لديهم واكتسابهم للمفاهيم النحوية كما في دراسة (مخلف( ،)2010 ،عبد القادر وآخرون،)2009 ،
(العنيزات ،)2006 ،بينما أظهرت دراسة (الغرايبة والعتوم )2012 ،أن الذكاءات تعمل مع بعضها البعض بتفاعل
وتناسق كبير مما يؤدي إلى التأثير االيجابي بينها.
-3-4-3أظهرت بعض دراسات المحور األول أيضاً ضرورة االهتمام بنظرية جاردنر للذكاءات المتعددة،
وتدريب المعلمين ،والطلبة المعلمين وتشجيعهم على استخدامها في الصف الدراسي ،لالستفادة منها في التدريس،
وزيادة فاعلية تالميذهم ،ورفع مستوى مشاركتهم في العملية التعليمية داخل الصف الدراسي.
كما أن هذه النظرية تسهم في توسيع المعارف األكاديمية وتنمية الشخصيات التربوية والتحصيل المعرفي
التدريسي لدى المعلمين والطلبة المعلمين أيضاً من خالل تركيزها على الخبرات الميدانية وفق ما أظهرت دراسات
(( ،)Maccario, 2012العويضي( ،)2012 ،عمار .)2011 ،وبينت دراسة (الرزوق وآخرون )2011 ،حاجة
53
المعلمين إلى االستزادة من فهم نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة وضرورة التدريب على ما تتضمنه من
استراتيجيات تدريسية وأنشطة متنوعة .وفي المقابل أظهرت دراسة (عفانة والخزندار )2003 ،أنه ليس هناك أي
عالقة بين استراتيجيات الذكاءات المتعددة واألداء التدريسي لدى الطلبة المعلمين.
-4-4-3أشارت الدراسات في المحور الثاني إلى ضرورة إكساب المعلمين قبل الخدمة وفي أثنائها مهارات
تدريسية رفيعة المستوى تم كنهم من إظهار قدرات عالية في التعامل مع التالميذ بحيث يستطيعون مواءمة أساليبهم
واستراتيجياتهم التدريسية مع تباين تالميذهم واختيار أنشطة متنوعة تالئم إمكاناتهم وقدراتهم وتزيد من تفاعلهم
ومشاركتهم في الصف الدراسي وتفسح المجال إلظهار ذكاءاتهم وتنميتها ،كما بينت ذلك كالً من دراسات
(.)Bozkurt, et al., 2012( ،)Rahman, et al., 2011( ،)Thomas, 2013
وأظهرت دراسات أخرى إمكانية تنمية المهارات التدريسية لدى الطلبة المعلمين من خالل برامج تدريبية
تعتم د االتجاهات الحديثة والتقنيات التعليمية والتطورات الحديثة في المجال التربوي ،كما في دراسات (عيسى،
( ،)2012أبو رزق( ،)Serbanescu, 2012( ،)2012 ،الشماط( ،)2011 ،مهدي( ،)2010 ،بدر،)2005 ،
بينما بي ن بعضها اآلخر أن هناك صعوبات تواجه الطلبة المعلمين المتدربين أثناء تدربهم على اكتساب المهارات
التدريسية وخاصة أثناء التدرب على مهارة التخطيط ومهارة إدارة الصف الدراسي والوقت وسلوكيات التالميذ واثارة
الدافعية لديهم كما بينت ذلك دراستي (.)Yunus, et al.,2010( ،)Tok, 2010
-5-4-3استخدمت معظم الدراسات المنهج الوصفي التحليلي وبدرجة أقل المنهج التجريبي والمنهج الوصفي
االرتباطي ،كما يظهر في الجدول رقم (:)1
الجدول رقم ()1
تصنيف الدراسات السابقة وفق مناهج البحث
الدراسة المنهج
(عيسى( ،)2012 ،العويضي( ،)2012 ،عمار( ،)2011 ،مهدي( ،)2010 ،مخلف( ،)2010 ،الدهش،)2010 ،
(حبوش( ،)2010 ،العكري( ،)2009 ،االهدل( ،)2009 ،عبد القادر وآخرونXie & Lin, ( ،)2009 ، تجريبي
(،)2009عياد( ،)2008 ،العنيزات( ،)2006 ،بدر( ،)2005 ،البدور.)2004 ،
()Emendu & Udogu, 2013 شبه تجريبي
(( ،)Behjat, 2011( ،)Saeidi & Karvandi, 2014عالونة وبلعاوي.)2010 ، وصفي ارتباطي
(أبو رزق( ،)2012 ،الشماط.)2011 ، وصفي تحليلي وتجريبي
(الغرايبة والعتوم.)2012 ، تجريبي وارتباطي
()Foong, et al., 2012( ،)Thomas, 2013 مسحي
()Bozkurt, et al., 2012 دراسة حالة
54
-6-4-3تنوعت الدراسات في استخدامها لألدوات ،حيث يلحظ استخدام االستبانة ومقاييس الذكاءات المتعددة
واالختبارات التحصيلية ،كما يظهر في الجدول رقم (:)2
الدراسة األداة
(عيسى( ،)2012 ،عمار( ،)2011 ،مهدي( ،)2010 ،بدر،)2005 ،
بطاقة مالحظة
(عفانة والخزندار.)2003 ،
(( ،)Thomas, 2013الرزوق وآخرونSerbanescu, ( ،)2011 ،
،)Tok, 2010( ،)Rahman, et al., 2011( ،)2012 استبانة
س(.)Yunus, et al.,2010
(العويضي( ،)2012 ،أبو رزق)2012 ، اختبار تحصيلي -مقياس االتجاه
(الدهش)2010 ، اختبار التفكير الرياضي -مقياس االتجاه
(العكري)2009 ، اختبار تحصيلي – قائمة السمات السلوكية -بطاقة مالحظة –
اختبار تورنس للتفكير اإلبداعي– مقياس التفكير الناقد.
(عفانة والخزندار)2004 ، قائمة تيلي للذكاءات المتعددة – مقياس الميل – اختبار تحصيلي.
(مخلف)2010 ، اختبار رافن المعرب للذكاء – اختبار اكتساب المفاهيم.
(عالونة وبلعاوي)2010 ، مقياس ريد الساليب التعلم – مقياس مكنزي للذكاءات المتعددة.
(الشماط)2011 ، اختبار تحصيلي – بطاقة مالحظة – مقياس اتجاهات.
(البدور)2004 ، مقياس مكنزي للذكاءات المتعددة – اختبار تحصيلي – اختبار
اكتساب عمليات العلم.
(عياد)2008 ، اختبار اكتساب المفاهيم التكنولوجية.
(الغرايبة والعتوم)2012 ، مقياس ستيرنبرغ للذكاء االجتماعي – مقياس للذكاء االنفعالي.
(( ،)Ozdilek, 2010( ،)Saeidi & Karvandi, 2014االهدل،
مقياس الذكاءات المتعددة – اختبارات تحصيلية.
( ،)Saricaoglu & Arikan, 2009( ،)2009العنيزات)2006 ،
(حبوش( ،)2010،عبد القادر وآخرون)2009 ، اختبار تحصيلي – بطاقة تحليل المحتوى.
()Bozkurt, et al., 2012 المقابلة
()Krstanoviae, 2003( ،)Xie & Lin, 2009 استبانة – مقياس الذكاءات المتعددة.
()Maccario, 2012 تقويم نماذج كتابية وأعمال
()Behjat, 2011 اختبار الكفاية اللغوية – المقابلة الشخصية – مقياس غاي للذكاءات
المتعددة.
()Foong, et al., 2012 مقياس مكنزي للذكاءات المتعددة – مقياس جالسر للتفكير الناقد –
مؤشر ميري بريكز للسمات الشخصية.
()Emendu & Udogu, 2013 اختبار تحصيلي.
-7-4-3شملت الدراسات عينات متنوعة ،حيث يلحظ التركيز على التالميذ والطالب بشكل أكبر ،مقابل الطلبة
المعلمين ،وبخاصة الدراسات التي تناولت نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،كما يظهر في الجدول رقم (:)3
55
الدراسة العينة
( ،)Ozdilek,عب و وود الق و ووادر وآخ و وورون( ،)2009 ،العك و ووري( ،)2009 ،العنيو و وزات( ،)2006 ،عفان و ووة (2010
ابتدائي
والخزندار.)2004 ،
(حب وووش( ،)2010 ،مخل ووف( ،)2010 ،ال وودهش( ،)Saricaoglu & Arikan, 2009( ،)2010 ،عي وواد،
اعدادي – متوسط
( ،)2008البدور.)2004 ،
(( ،)Emendu & Udogu, 2013( ،)Saeidi & Karvandi, 2014الغرايبووة والعتوووم،)2012 ،
ثانوي
(( )Foong, et al., 2012االهدل)Krstanoviae, 2003( ،)2009 ،
(( ،)Behjat, 2011عالونة وبلعاوي.)Xie& Lin, 2009( ،)2010 ، جامعة
( ،)Serbanescu,عم و ووار( ،)2011 ،مه و وودي،)2010 ، (أب و ووو رزق( ،)2012 ،عيس و ووى2012( ،)2012 ،
طالب معلمين
(( ،)Yunus, et al.,2010( ،)Tok, 2010بدر( ،)2005 ،عفانة والخزندار.)2003 ،
(( ،)Thomas, 2013العويضي( ،)Bozkurt, et al., 2012( ،)2012 ،الرزوق وآخرون.)2011 ، معلمين
(( ،)Maccario, 2012الشماط.)2011 ، تالميذ – طالب معلمين
()Rahman, et al., 2011 تالميذ – معلمين
-8-4-3جاءت الدراسة الحالية استم ار ًار للدراسات السابقة ،التي أكدت ضرورة تنمية الوعي والفهم لدى الطلبة
المعلمين بنظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،لكي يتمكنوا من ترجمتها فعلياً في الصف الدراسي .كما تأتي هذه
الدراسة ،دعماً للدراسات السابقة الداعية إلى إكساب الطلبة المعلمين والمعلمين مهارات تدريسية عالية ،تمكنهم من
إدارة البيئة الصفية بكل ما فيها من أنشطة وتفاعالت.
-9-4-3تتقارب الدراسة الحالية مع عدد من الدراسات السابقة ،التي قامت ببناء برامج تدريبية ،لتنمية مهارات
التدريس لدى الطلبة المعلمين ،وباألخص دراسة (عمار ،)2011 ،حيث الحظ الباحث بأن الدراسة المذكورة تركز
على أنشطة الذكاءات المتعددة ،وليس على النظرية ككل .كما أن الدراسة الحالية تعتمد على استراتيجيات
تدريسية ،وسلوكية ،وتقويم ية ،في ضوء نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،والتي يمكن للمعلم أن يستخدمها في
الصف الدراسي تدريساً وادارةً .وتختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في أنها تهتم ببعض المهارات
التدريسية ،التي لم تلحظها الدراسات السابقة ،وبخاصة مهارة مالحظة الفروق الفردية.
وفي ضوء ما سبق ،استفاد الباحث من الدراسات السابقة في تحديد متغيرات الدراسة الحالية ،وصياغة
اسئلتها ،إضافة إلى تحديد إجراءات الضبط ،واختيار العينة ،واألدوات ،وبناء البرنامج التدريبي ،وتنظيم اإلطار
النظري.
وبعد أن تم استعراض الدراسات السابقة ،والتعقيب عليها ،فإن الدراسة تلقي الضوء في فصلها الرابع
القادم ،المنهج الذي اعتمدته الدراسة الحالية ،ومجتمعها ،والعينة ،وكيفية التحقق من تكافئها ،إضافة إلى بيان
أدوات الدراسة الكمية والكيفية ،وآلية حساب خصائصها السيكومترية ،وتطبيقها ،وكذلك إجراءات تطبيق الدراسة.
56
الفصل الرابع
منهجية الدراسة
يعرض الباحث في هذا الفصل المنهج المتبع في هذه الدراسة ،ومجتمعها ،وعينتها بما تتضمنه من كيفية
اختيارها ،والمجموعة التجريبية والضابطة فيها ،والتحقق من تكافؤهما ،إضافة إلى بيان األدوات الكمية المتمثلة
بقائمة المهارات التدريسية ،وبطاقة مالحظة أداء المهارات التدريسية ،والبرنامج التدريبي ،إضافة الى األدوات
الكيفية المتمثلة بالمقابالت ومفكرة الباحث .ومن ثم يعرض الفصل إجراءات تطبيق الدراسة بمراحلها األربع ،بدءاً
بالقياس القبلي لمجموعتي الدراسة ،مرو اًر بتطبيق البرنامج التدريبي على المجموعة التجريبية وبقاء المجموعة
الضابطة في السياق العادي للتربية العملية ،واجراء القياس البعدي لمجموعتي الدراسة ،ثم المرحلة االخيرة المتعلقة
بتطبيق قياس تتبعي للمجموعة التجريبية.
-1-4منهج الدراسة:
اعتمد الباحث المنهج شبه التجريبي في هذه الدراسة ،ذلك أن تصميمات المنهج شبه التجريبي ال تتطلب
توافر شرط العشوائية في انتقاء العينات ،وال ضبط جميع المتغيرات ،عالوة على امتيازها بالمرونة في المواقف
العملية الميدانية التي تمكن من ضبط بعض المتغيرات دون غيرها ،ومع أن ذلك قد يؤدي الى تقليل الثقة بالنتائج
إال أنه في الوقت نفسه يؤدي إلى تعميم أفضل للنتائج في البيئة المدرسية ،ولذلك يتوجب على الباحث أن يأخذ
بعين االعتبار المتغيرات التي لم يتم ضبطها عند تفسيره للنتائج (عالم .)2003 ،إن االعتماد على تصميمات
المنهج شبه التجريبي في البحوث التربوية يرجع إلى أن المنهج التجريبي يتطلب الضبط الدقيق لجميع العوامل
المهمة المؤثرة في سلوك الفرد موضع الدراسة مما يبرز الكثير من المعوقات التي قد تتعلق بدوافعه واتجاهاته
حينما يكون خاضعاً لتجربة ما ،إضافة إلى األنظمة المدرسية ،وطبيعة البرنامج الدراسي ،والعالقات اإلنسانية بين
المعلمين والطلبة ،وهذه العوامل جميعها ال تسمح باالنتقاء العشوائي للعينات ،والتي تعد شرطاً أساسياً في البحوث
التجريبية الحقيقية (محمد.)2004 ،
ورغم المرونة التي تتيحها تصميمات المنهج شبه التجريبي إال أن الباحث ،وبهدف الموازنة ما أمكن بين
الصدق الداخلي والخارجي ،سيتبع عدداً من اإلجراءات تتمثل في استخدام مجموعات متماثلة قدر اإلمكان لضبط
المتغيرات الدخيلة ،إضافة الى ضبط أثر عامل الوقت ،وعامل النضج من خالل تحديد مدة تطبيق البرنامج
بفصل دراسي واحد ،وضبط تفاعل الظروف التجريبية من خالل عدم إجراء تغييرات في نمط اليوم الدراسي ما
أمكن ذلك (فخرو.)2003 ،
57
-2-4مجتمع الدراسة:
يتكون مجتمع الدراسة من الطلبة المعلمين في السنة الرابعة بقسم تربية الطفل ،شعبة معلم الصف،
والمسجلين في العام الدراسي 2016-2015في كلية التربية بجامعة حلب .وقد بلغ عددهم بحسب إحصائية
شؤون الطالب ( )626طالباً وطالبة ،منهم ( )174من الطلبة المستجدين في السنة الرابعة ،و( )425من الطلبة
الراسبين والحملة .كما تراوحت أعمارهم بين ( )23-22سنة.
-3-4عينة الدراسة:
بما أن كلية التربية تعتم د في تنفيذ مقرر التربية العملية على تقسيم الطلبة المعلمين إلى زمر أو
مجموعات تتكون كل منها من عشرة إلى اثنتي عشر طالباً وطالبة تقريباً ،في بداية كل فصل دراسي في السنة
الرابعة في شعبة معلم الصف ،فإن الباحث قام بتحديد عينة الدراسة ،من خالل االختيار العشوائي لمجموعتين من
مجموعات التربية العملية ،لتمثل إحداهما المجموعة التجريبية ،بينما تمثل الثانية المجموعة الضابطة .وقد تألفت
المجموعة التجريبية من ( )11أحد عشر طالب ًا وطالبة ،بينهم طالبان اثنان وتسع طالبات ،بينما تألفت المجموعة
الضابطة من ( )15خمس عشرة طالبة.
وللتحقق من تكافؤ مجموعتي الدراسة قبل تطبيق البرنامج التدريبي على المجموعة التجريبية ،فقد تم
االعتماد على بيانات القياس القبلي وفق بطاقة المالحظة ،والتي طبقها الباحث إضافة الى مالحظ ثان على
الطلبة المعلمين في المجموعتين التجريبية والضابطة في بداية الفصل االول من العام الدراسي .2016-2015
وقد استخدم اختبار مان ويتني ( Mann-Whitney )Uللعينات المستقلة لبيان داللة الفروق بين متوسطي أداء
المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس القبلي بالنسبة لمهارات التدريس.
أظهرت نتائج الجدول رقم ( )4عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في أداء الطلبة المعلمين في القياس
القبلي لمهارات التدريس لمجموعتي الدراسة ،حيث بلغت قيمة ( )Uمان ويتني ( ،)72.5وهي قيمة ليست ذات
داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ،)0.01وبما أن قيمة الداللة ( )0.604هي أكبر من ( )0.01فإنه ال توجد
فروق بين المجموعتين ،أي أنهما متكافئتين.
58
-4-4أدوات الدراسة:
-1-4-4األدوات الكمية:
يتمثل الهدف من هذه األداة بتحديد بعض المهارات التدريسية الرئيسية وما يتفرع عنها من مهارات ،وذلك
في ضوء نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
-اشتقاق المهارات التدريسية :تم اشتقاق المهارات التدريسية من خالل عودة الباحث إلى األدبيات التربوية
والبحوث والدراسات السابقة التي توافرت لدى الباحث في مجال تطبيقات نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في
الصف الدراسي ،وكذلك المتعلقة بمهارات التدريس (إبراهيم1997 ،؛ حميدة وآخرون2000 ،؛ جابر2000 ،؛
زيتون2001 ،؛ السعدي2003 ،؛ الفتالوي2003 ،؛ محمود ،)2005 ،إضافة لخبرة الباحث في الميدان العملي
والنظري على حد سواء ،من خالل تدريسه لمقرر إعداد المعلم في جانبيه النظري والعملي ،واشرافه على
مجموعات في التربية العملية.
-وضع قائمة المهارات التدريسية :بعد قيام الباحث باشتقاق بعض المهارات التدريسية الرئيسية الالزمة لطلبة
معلم الصف ،تم تصنيفها في قائمة مقسمة إلى مجالين ،األول يضم المهارات التدريسية الرئيسية ،والثاني يضم
المهارات التدريسية الفرعية ،وبذلك تم التوصل إلى قائمة للمهارات التدريسية ،موضوع الدراسة الحالية ،بصورتها
األولية (الملحق رقم )1تمهيدًا لعرضها على المحكمين.
-ضبط قائمة المهارات التدريسية :تم عرض القائمة في صورتها األولية على عدد من أعضاء الهيئة التدريسية
في قسم المناهج وطرائق التدريس ،وقسم اإلرشاد النفسي (الملحق رقم ،)2وذلك إلبداء آرائهم في :مدى ارتباط
كل مهارة فرعية بالمهارة الرئيسية التي تتبع لها ،ومدى دقة صياغة المهارات الرئيسية والفرعية .وفي ضوء ما
قدمه المحكمون من مالحظات حول قائمة المهارات التدريسية ،قام الباحث بإجراء بعض التعديالت التي بلغت
نسبتها %80من اتفاق المحكمين على تعديلها ،وذلك على النحو اآلتي:
المهارات الفرعية لمهارة تخطيط الدرس ،مهارة تحديد األهداف السلوكية ،حذف كلمة السلوكية ،لتصبح :مهارة
تحديد األهداف.
المهارات الفرعية لمهارة مالحظة الفروق الفردية ،مهارة اكتشاف الذكاءات ،ومهارة وصف ذكاءات التالميذ
وتصنيفها ،بحيث يتم دمج المهارتين في مهارة واحدة ،لتصبح :مهارة اكتشاف الذكاءات ووصفها.
وبذلك أصبحت قائمة المهارات التدريسية جاهزة في صورتها النهائية (الملحق رقم )3مكونة من خمس
مهارات رئيسية ،هي :تخطيط الدرس ،مالحظة الفروق الفردية ،األسئلة الصفية ،التقويم الصفي ،إدارة الصف.
تتبع لهذه المهارات ثالث عشرة مهارة فرعية ،هي تحديد األهداف ،تحديد المتطلبات األساسية ،اختيار الوسائل
التعليمية ،عرض إجراءات سير الدرس ،اكتشاف ذكاءات التالميذ ووصفها ،مالءمة أساليب التعلم للذكاءات،
59
صياغة األسئلة الصفية ،إلقاء األسئلة الصفية ،شمول التقويم ألهداف الدرس ،تنويع أساليب التقويم ،تهيئة البيئة
الصفية ،ضبط الصف ،إدارة األنماط السلوكية الفردية.
-2-1-4-4بطاقة المالحظة:
يتم ثل الهدف من بطاقة المالحظة بتقييم أداء الطلبة المعلمين لبعض المهارات التدريسية ،وذلك لتعرف
مدى توافرها لديهم قبل البدء بتطبيق البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،وبعد تطبيقه
على المجموعة التجريبية ،مع بقاء المجموعة الضابطة في السياق التقليدي للتدريب على المهارات التدريسية في
التربية العملية ،وبيان مدى التحسن الحاصل لدى الطلبة المعلمين في أدائهم لبعض المهارات التدريسية نتيجة
الخبرات المقدمة إليهم.
-تحديد محتوى البطاقة :بعد أن أعد الباحث قائمة المهارات التدريسية الرئيسية والفرعية ،قام بصياغة المهمات
السلوكية لكل مهارة فرعية على شكل بنود ،وقد بلغ عدد المهمات السلوكية للمهارات الفرعية مجتمعةً ( )80ثمانين
مهمة سلوكية في صورتها األولية ،وتمت صياغة المهمات السلوكية في عبارات إجرائية ،بحيث تحتوي كل مهمة
سلوكية على أداء سلوكي قابل للمالحظة والقياس ،ومن ثم قام الباحث بتوصيف أداء المهام السلوكية لكل مهارة
فرعية ،لتحديد التقدير الكمي لمستوى أداء كل مهمة.
-تحديد التقدير الكمي لمستوى األداء :اتبعت الدراسة تقدي اًر كمياً بالدرجات لمستوى األداء الذي يقدمه كل
متدرب من طلبة معلم الصف في كل مهمة سلوكية أدائية لمهارة من المهارات المحددة في البرنامج ،بحيث يضع
المالحظ إشارة أمام مستوى األداء الذي يقدمه المتدرب ،وذلك وفق تدرج خماسي ألداء كل مهمة ،يبدأ من أدنى
مستوى وهو أداء المهمة السلوكية للمهارة المحددة بمستوى ضعيف تقابله الدرجة( ،)1إلى أعلى مستوى في األداء
للمهمة السلوكية المعينة وهو ممتاز تقابله الدرجة (.)5
يتمثل الصدق هنا بقدرة أداة القياس على قياس ما أعدت لقياسه فعالً ،أي أنها تستطيع أن تحقق الهدف
الذي وضعت من أجله (عودة .)1998 ،وقد قام الباحث بحساب صدق بطاقة المالحظة أداة الدراسة وفق
طرائق ثالث تضمنت صدق المحتوى ،وصدق االتساق الداخلي ،والصدق التمييزي كما يأتي:
صدق المحكمين:
يتمثل هذا النوع من الصدق بدراسة محتوى األداة وتفحص بنودها ،للتأكد من أنها ممثلة للموضوع المراد
دراسته أو السلوك المراد مالحظته .ووفقاً لذلك يتطلب هذا الصدق تحليالً منظماً وتفحصاً دقيقاً لعناصر أداة
القياس وبنودها المختلفة ،وبالتالي عرضها على مجموعة من المحكمين إلبداء آرائهم حولها (مخائيل.)2005 ،
60
وقد عمد الباحث إلى عرض بطاقة المالحظة في صورتها األولية على عدد من أعضاء الهيئة التدريسية
في قسم المناهج وطرائق التدريس ،وقسم اإلرشاد النفسي (الملحق رقم ،)2وذلك لبيان رأيهم في مدى ارتباط كل
مهمة سلوكية بالمهارة التي تتبع لها ،وشمول المهمات السلوكية للمهارة التي تتبع لها ،إضافة الى دقة صياغة
عبارات وصف كل مهمة سلوكية ،ومناسبة كل مستوى من مستويات األداء للمهمة السلوكية.
وبعد االطالع على مالحظات المحكمين واقتراحاتهم ،تم إجراء التعديالت من حيث دمج بعض المهام
السلوكية في بند واحد ،وذلك إلجماع المحكمين على تشابهها ،كما حذفت بعض المهام السلوكية التي لم تحصل
على النسبة الكافية من اتفاق المحكمين التي اعتمدها الباحث وهي بين ( %100 -%80الملحق رقم ،)4
وأصبحت بطاقة المالحظة تشمل في صورتها النهائية ( )63ثالث وستين مهمة سلوكية ،والجدول رقم ( )5يوضح
المهارات الرئيسية والفرعية ،وعدد المهام السلوكية الممثلة لبطاقة المالحظة في صورتها النهائية.
كما أجريت بعض التعديالت في الصياغة اللغوية لعبارات الوصف ،وذلك في ضوء مالحظات
المحكمين وآرائهم (الملحق رقم ،)4وأصبحت بطاقة المالحظة جاهزة للتطبيق على العينة االستطالعية ،والتي
بلغت ( )48ثمانية وأربعين طالباً وطالبة من الطلبة المعلمين في السنة الرابعة في كلية التربية بجامعة حلب،
منهم ( )10عشرة طالب تم مالحظة أدائهم من قبل مالحظين اثنين بالوقت نفسه ،ومن ثم تم إدخال البيانات إلى
برنامج الرزم اإلحصائية ،SPSSوذلك لحساب صدق االتساق الداخلي والصدق التمييزي ،إضافة إلى حساب
معامل الثبات.
61
الصدق التمييزي:
تم حساب ارتباط كل مفردة مع األبعاد األخرى في بطاقة المالحظة ،بحيث يكون ارتباط كل مفردة
ببعدها أكبر من ارتباطها باألبعاد األخرى.
وقد أظهرت النتائج في (الملحق رقم )5أن ارتباط المفردات ببعدها أكبر من ارتباطها باألبعاد األخرى،
باستثناء المفردات ( ،)41 ،7 ،4حيث كان ارتباطها بأحد األبعاد األخرى أكبر من ارتباطها ببعدها ،وبالعودة إلى
محتواها تبين أن إمكانية حذفها غير واردة بسبب أهميتها ،كما أن هذه المؤشرات ال تؤثر بشكل كبير على
الصدق التمييزي لمفردات بطاقة المالحظة ،وبالتالي تم إبقائها ،ويمكن القول أنه بشكل عام تظهر النتائج صدقاً
تمييزياً مرتفعاً بالنسبة إلى مفردات بطاقة المالحظة.
يقصد بالثبات تلك الدرجة المقبولة من الدقة واإلتقان واالتساق في قياس السمة المراد قياسها ،بمعنى أن
الثبات يعبر عن مدى دقة أداة القياس .وتم إيجاد معامل الثبات بعدة طرائق إحصائية:
لمالحظة ( )10عشرة من الطلبة المعلمين من العينة االستطالعية من قبل مالحظين اثنين ،واستخدام " معادلة
عدد مرات االتفاق
×( " )100ذكر في عيسى ،)516 ،2012 ،حيث كانت كوبر ( Coperنسبة االتفاق=
عدد مرات عدم االتفاق+عدد مرات االتفاق
-3-1-4-4البرنامج التدريبي:
في ضوء األساس النظري وقائمة المهارات التدريسية الخاصة بالدراسة الحالية ،وبعد اطالع الباحث على
عدد من المراجع والدراسات ،التي تناولت تخطيط البرامج التدريبية ،وكيفية إعدادها (أبو رزق2012 ،؛ عيسى،
2012؛ الرزوق وآخرون2011 ،؛ الشماط2011 ،؛ عياد2008 ،؛ بدر2005 ،؛ السعدي2003 ،؛ الفتالوي،
،)2003تم بناء البرنامج التدريبي الحالي وفق الخطوات واالجراءات اآلتية:
-الهدف العام :تحسين بعض مهارات التدريس لدى طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة حلب.
-األهداف الفرعية:
تعريف الطلبة المعلمين بأهداف البرنامج وأهميته.
تبصير الطلبة المعلمين بنظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
تعريف الطلبة المعلمين بأهمية امتالكهم لمهارات التدريس.
تزويد الطلبة المعلمين بمعارف نظرية خاصة بالمهارات التدريسية.
تحسين أداء الطلبة المعلمين في مهارة تخطيط الدرس.
تحسين أداء الطلبة المعلمين في مهارة إدارة الصف.
تحسين أداء الطلبة المعلمين في مالحظة الفروق الفردية.
تحسين أداء الطلبة المعلمين في مهارة التقويم الصفي.
تحسين أداء الطلبة المعلمين في مهارة األسئلة الصفية.
تعريف الطلبة المعلمين ببعض النماذج التدريبية للمهارات التدريسية.
األساس النظري :يستمد البرنامج التدريبي أساسه النظري من نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
المهارات التي يتناولها البرنامج :يشتمل البرنامج على المهارات التدريسية اآلتية:
( تخطيط الدرس ،إدارة الصف ،مالحظة الفروق الفردية ،التقويم الصفي ،طرح األسئلة الصفية)
-النماذج التدريبية :تتمثل في وجود نماذج تدريبية لكل جلسة عملية ،وتتضمن:
نموذج تدريبي لخطوات تخطيط دروس مبنية على الذكاءات المتعددة.
نموذج تدريبي الختيار أنشطة تعليمية تعلمية مالئمة للذكاءات المتعددة.
نموذج تدريبي لصياغة األهداف السلوكية.
نموذج تدريبي الختيار وسائل ومواد تعليمية متوافقة مع الذكاءات المتعددة.
نموذج تدريبي لتخطيط درس وفق الذكاءات المتعددة (الرياضيات ،العلوم ،الجغرافية).
نموذج تدريبي الستراتيجيات مهارة إدارة الصف وفق الذكاءات المتعددة.
نموذج تدريبي لقائمة مالحظة ووصف ذكاءات التالميذ.
نموذج تدريبي ألساليب التعلم وفق الذكاءات المتعددة.
نموذج تدريبي لتقويم األداء ،ونموذج تدريبي لمحتويات ملف أعمال الذكاءات المتعددة.
نموذج تدريبي لصياغة األسئلة الصفية وكيفية إلقائها.
الوسائط التعليمية :لوحات وجداول لعملية البناء الضوئي ،مجموعة أشرطة موسيقية ،ألوان ،كتاب العلوم ،بذور.
الجلس ووة الثامن ووة :نم وووذج ل ووبعض اس ووتراتيجيات مه ووارة إدارة األنم وواط الس وولوكية الفردي ووة وف ووق ال ووذكاءات المتع ووددة
(جابر:)2003 ،
حث التالميذ على تمثيل األنماط السلوكية السلبية واإليجابية . الجسمي
درب التالميذ على استخدام حركات جسمية المتصاص الغضب كأن يأخذوا نفساً عميقاً. الحركي
استخدم موسيقا هادئة لمعالجة مسألة التلميذ الذي يتصف بفرط النشاط.
الموسيقي
استخدم موسيقا منشطة لمعالجة مسألة التلميذ الذي يتصف باالنسحاب.
اجعل التلميذ يدرس زميله.
االجتماعي
امنح التلميذ الثقة بنفسه ودعه يقود جماعة معينة في الصف الدراسي.
زود التلميذ بإرشادات وجهاً لوجه.
الشخصي
امنح التلميذ الفرصة للعمل في مشروعات مهمة بالنسبة إليه.
65
الجلسة العاشرة :نموذج تدريبي ألنواع من التعلم تتوافق مع الذكاءات المتعددة ):(Armstrong, 1990
تمرين :1بعد مشاهدتك لما قدمه جاردنر حول رؤيته للذكاء ،وضح بأسلوبك مفهوم الذكاءات المتعددة بما ال يزيد
عن ثالثة أسطر.
تمرين :2تتضمن قائمة جاردنر األولية الذكاءات التالية:
................. -5الذكاء ............. -4الذكاء .............. -3الذكاء ................. -2الذكاء .............. -1الذكاء
. ............................. -7الذكاء .............. -6الذكاء
تمرين :3لخص بأسلوبك أهمية نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في العملية التعليمية.
نشاط تدريبي خاص بالجلسة الخامسة (التدرب على المهارات الفرعية المكونة لمهارة تخطيط الدرس):
تمرين :1ضع تعريفاً للهدف السلوكي بأسلوبك الخاص على أال يزيد عن سطرين.
تمرين :2ميز بين األهداف التي تصف سلوك المعلم واألهداف التي تصف سلوك المتعلم بوضع إشارة (م) للمعلم
واشارة (ت) للتلميذ:
جو -يحلل كلمة. ب -يميز بين أنواع الشرايين. أ -أساعد على تعريف القلب.
هو -أبين أهمية الزراعة في الناتج القومي. د -يحدد موقع القطر المصري على الخريطة.
تمرين :3مي ز بين العبارات التي تصف األهداف العامة للدرس وتلك التي تصف األهداف السلوكية للدرس بوضع
حرف (ع) أمام األهداف العامة وحرف (س) أمام األهداف السلوكية:
ب -أن يعطي التلميذ مرادفات الكلمات. أ -أن يفهم التلميذ قواعد السلوك الصفي.
د -أن يذكر التلميذ عاصمة الجمهورية اللبنانية. جو -أن يشعر التلميذ بأهمية الماء.
و -أن يطبق التلميذ قاعدة المبتدأ على جملة مفيدة. هو -أن يدرك التلميذ قيمة الحفاظ على الكهرباء.
تمرين :4فيما يلي بعض األهداف السلوكية ذات الصياغة الرديئة ،أعد صياغتها بشكل صحيح:
الصياغة الجيدة: الصياغة الرديئة:
-يشرح المعلم فوائد العسل.
-يعرف القلب.
-التلميذ يستطيع التمييز بين أنواع التربة.
-استنتاج األفكار الرئيسية للنص.
تمرين :5استخرج المتطلبات األساسية للدروس التالية من كتاب العلوم في الصف األول األساسي:
الدرس :ما أخطار الكهرباء. الدرس :ما الكائنات الحية والكائنات غير الحية.
المتطلبات األساسية: المتطلبات األساسية:
تمرين :6اذكر أربعة أهداف سلوكية معرفية بمستويات مختلفة ألحد الدروس في مادة تحددها من الصفين الثالث
67
والرابع في الحلقة األولى من التعليم األساسي ستقوم بتحقيقها لدى التالميذ في الصف الدراسي مراعياً شروط
ومعايير صياغة الهدف السلوكي.
الصف: الدرس:
األهداف السلوكية:
تمرين :7ضع لنفس الدرس السابق هدفاً وجدانياً ،وهدفاً مهارياً ،ستقوم بتحقيقهما لدى التالميذ في الصف
الدراسي مراعياً شروط ومعايير صياغة الهدف الجيد.
هدف مهاري: هدف وجداني:
تمرين :8اختر درساً من مادة تحددها بنفسك من الصفوف الدراسية في الحلقة األولى من التعليم األساسي ،وقم
بوضع المعلومات العامة له واألهداف العامة والسلوكية للدرس والمتطلبات األساسية له.
نشاط تدريبي خاص بالجلسة الثامنة (التدرب على مهارة إدارة الصف):
تمرين :1ميز بين االستراتيجيات التعليمية لضبط الصف ،وذلك بوضع نوع الذكاء الذي يتالءم معها؟
-أستخدم ساعة إيقاف لمتابعة الزمن ........ -أكتب على السبورة هدوء لو سمحتم .........
-ضع أصبعك على فمك إشارة للهدوء ....... -أطفت األنوار وأشغلها .....................
-كل جماعة مسؤولة عن تطبيق قاعدة للسلوك....... -صفق تصفيقاً إيقاعياً قصي اًر ................
تمرين :2حاول أن تضع استراتيجية واحدة على األقل للتالميذ غير المنضبطين وفق الذكاءات المتعددة؟
-الذكاء المكاني: -الذكاء المنطقي الرياضي: -الذكاء اللغوي:
-الذكاء االجتماعي: -الذكاء الجسمي الحركي: -الذكاء الموسيقي:
-الذكاء الشخصي:
تمرين :3كيف يمكن من وجهة نظرك أن تهيت البيئة النفسية لتالميذك في الصف الدراسي؟
تمرين :4اذكر لكل نوع من الذكاءات استراتيجية أو أكثر لتهيئة البيئة المادية في الصف الدراسي؟
-الذكاء المكاني: -الذكاء المنطقي الرياضي: -الذكاء اللغوي:
-الذكاء االجتماعي: -الذكاء الجسمي الحركي: -الذكاء الموسيقي:
-الذكاء الشخصي:
نشاط تدريبي خاص بالجلسة العاشرة (التدرب على مهارة مالحظة الفروق الفردية):
تمرين :1حاول أن تحدد بعض المؤشرات التي تمكنك من اكتشاف ذكاءات كل تلميذ لديك في الصف الدراسي.
تمرين :2ضع قائمة مالحظات بسيطة تصف من خاللها ذكاءات كل تلميذ لديك في الصف الدراسي؟
تمرين :3صل بين العبارات في العمود األول ما يناسبها من عبارات في العمود الثاني:
-يفضل أساليب تعلم بصرية أ -يركز التلميذ على استخدام اللغة
-يفضل أساليب تعلم لمسية ب -يهتم باألرقام والعالقات
68
تمرين :1يظهر أداء التلميذ من خالل جانبين هما. ................... ،.............. :
تمرين :2حاول أن تضع ميزاناً تقديرياً كلياً ألداء التلميذ في مهمة تعليمية تختارها بنفسك؟
تمرين :3صمم قائمة مراجعة تحكم من خاللها على أداء التلميذ في مهمة تعليمية معينة؟
تمرين :4ضع ميزان ًا تقديرياً رقمياً تسترشد به في مالحظة أداء التلميذ لمهارة معينة؟
تمرين :5ضع ميزان ًا تقديرياً بيانياً تسترشد به في مالحظة أداء التلميذ لمهارة معينة؟
تمرين :6ضع خطة لتصميم ملف أعمال التلميذ وفق الذكاءات المتعددة؟
تمرين :7كيف يمكن أن تطبق استراتيجية تقويم األقران بين تالميذك في صفك الدراسي؟
تمرين :8كيف يمكن أن تطبق استراتيجية التقويم الذاتي بين تالميذك في صفك الدراسي؟
نشاط تدريبي خاص بالجلسة الرابعة عشرة (التدرب على مهارة األسئلة الصفية):
تمرين :1فيما يلي بعض األسئلة ذات الصياغة الرديئة ،أعد صياغتها وفق شروط صياغة السؤال الجيد:
-نهر الفرات أطول من نهر العاصي ،أليس كذلك؟
-هل يمكننا تحديد موقع سوريا جغرافياً؟
-تكلم عن العسل؟
-هل تعرف عاصمة العراق؟
-هل تعرف معنى كلمة شبه الجزيرة؟
تمرين :2ماذا تفعل في المواقف التعليمية التالية:
-إجابة التلميذ صحيحة في جزء وخاطئة في جزئها اآلخر .............................
-إجابة التلميذ خاطئة ...............................
69
تقويم البرنامج:
تقويم قبلي :يتمثل في التطبيق القبلي لبطاقة المالحظة ،وذلك للوقوف على المستوى المبدئي للطلبة
المعلمين ،الذين يمثلون عينة الدراسة في أدائهم لمهارات التدريس مدار البحث.
تقويم بنائي :يتمثل في تقويم المتدربين وتوجيههم في أثناء أدائهم لألنشطة التدريبية في كل جلسة من جلسات
البرنامج التدريبي.
تقويم بعدي :يتمثل في التطبيق البعدي لبطاقة المالحظة ،وذلك للحكم على مدى فاعلية البرنامج التدريبي
وتحقيقه ألهدافه.
تقويم تتبعي :يتمثل في التطبيق التتبعي لبطاقة المالحظة على المجموعة التجريبية ،وذلك بعد مرور شهر
ونصف تقريباً على االنتهاء من تطبيق البرنامج ،بهدف التأكد من استمرار فاعلية البرنامج التدريبي.
المستفيدون من البرنامج :طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة حلب.
مدة تطبيق البرنامج /15/ :خمس عشرة جلسة تدريبية.
الفنيات المستخدمة في البرنامج:
تم استخدام فنيات وأساليب متنوعة للتدريب على البرنامج المقترح ،روعي فيها اإلمكانات المتاحة ،ومكان
وزمان تطبيق البرنامج ،وحجم العينة ،واحتياجات المتدربين .وقد تمثلت هذه الفنيات باإللقاء ،الشرح ،المناقشة
والحوار ،العرض التقديمي ،التعزيز ،التغذية الراجعة ،النمذجة.
70
تمثلت الوسائل بمادة مطبوعة ،حاسوب ،مقاطع فيديو ،جهاز عرض ،باإلضافة إلى شاشة العرض،
والسبورة.
ضبط البرنامج:
تم عرض البرنامج التدريبي في صورته األولية على ثمانية محكمين من أعضاء الهيئة التدريسية في قسم
المناهج وطرائق التدريس ،وقسم اإلرشاد النفسي (الملحق رقم ،)7وذلك لبيان رأيهم في مدى مناسبة:
التصميم العام للبرنامج التدريبي.
المحتوى العلمي لكل جلسة تدريبية.
أهداف كل جلسة تدريبية للمحتوى العلمي.
الجلسات التدريبية من حيث الزمن ،والعدد ،واألنشطة التدريبية.
وفي ضوء آراء المحكمين ،وبعد مناقشة بعضهم أجريت بعض التعديالت في ضوء مالحظاتهم ،والتي
تركزت حول الصياغة اللغوية ،وبذلك أصبح البرنامج التدريبي جاه اًز في صورته النهائية (الملحق رقم .)8
الجلسة األولى:
موضوا الجلسة :التعريف بالبرنامج التدريبي
أهداف الجلسة:
-تعرف ماهية البرنامج التدريبي
-توضيح أهداف البرنامج التدريبي
-بيان أهمية البرنامج التدريبي
-االتفاق على نظام الجلسات
الفنيات المستخدمة :اإللقاء ،الشرح ،المناقشة ،العرض التقديمي
زمن الجلسة. 45 :د
اإلجراءات المتبعة:
-إلقاء التحية والترحيب بالطلبة المعلمين
-تقديم معلومات عن أهداف البرنامج العامة والفرعية وأهميته
-تقديم معلومات عن محتوى البرنامج وأنشطته
-مناقشة القوانين الناظمة للجلسات التدريبية مع الطلبة المعلمين
-مناقشة عدد الجلسات ومحتواها مع الطلبة المعلمين
-تحديد موعد الجلسة التالية
71
الجلسة الثانية:
موضوا الجلسة :نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
أهداف الجلسة:
-تعرف نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة
-تعرف قائمة جاردنر للذكاءات المتعددة
-توضيح أهمية نظرية جاردنر في العملية التعليمية
الفنيات المستخدمة :اإللقاء ،المناقشة والحوار ،العرض التقديمي ،عرض فيديو.
زمن الجلسة. 45 :د
اإلجراءات المتبعة:
-إلقاء التحية والترحيب بالطلبة المعلمين
-عرض مقطع فيديو يتضمن شرح جاردنر لنظريته
-تقديم معلومات حول مفهوم النظرية وتعريفها
-عرض قائمة جاردنر للذكاءات المتعددة ومناقشتها
-مناقشة أهمية نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في العملية التعليمية
-قيام الطلبة المعلمين ببعض األنشطة التدريبية
-تلخيص ما تم عرضه في الجلسة
-تحديد موعد الجلسة التالية
-إنهاء الجلسة وتوديع المشاركين.
الجلسة الرابعة
موضوا الجلسة :مهارة تخطيط الدرس.
أهداف الجلسة:
-توضيح ماهية مهارة تخطيط الدرس.
-تعرف أهداف مهارة تخطيط الدرس.
-بيان خطوات تخطيط الدرس وفق الذكاءات المتعددة.
-تعرف عناصر خطة الدرس وفق الذكاءات المتعددة.
-تعرف المهارات الفرعية المكونة لمهارة تخطيط الدرس.
الفنيات المستخدمة :اإللقاء ،الشرح ،المناقشة ،النمذجة ،العرض التقديمي.
72
الجلسة الثامنة
موضوا الجلسة :التدرب على مهارة إدارة الصف.
أهداف الجلسة:
-تعرف استراتيجيات مهارة تهيئة البيئة الصفية وفق الذكاءات المتعددة.
-تعرف استراتيجيات مهارة ضبط الصف وفق الذكاءات المتعددة.
-تعرف استراتيجيات مهارة إدارة األنماط السلوكية الفردية وفق الذكاءات المتعددة.
الفنيات المستخدمة :اإللقاء ،الشرح ،المناقشة ،العرض التقديمي ،التعزيز ،التغذية الراجعة ،النمذجة.
زمن الجلسة. 90 :د
اإلجراءات المتبعة:
-إلقاء التحية والترحيب بالطلبة المعلمين.
-عرض نموذج تدريبي الستراتيجيات مهارة تهيئة البيئة الصفية وفق الذكاءات المتعددة.
-مناقشة نموذج تدريبي الستراتيجيات مهارة تهيئة البيئة الصفية وفق الذكاءات المتعددة.
-عرض نموذج تدريبي الستراتيجيات مهارة ضبط الصف وفق الذكاءات المتعددة.
-مناقشة النموذج التدريبي الستراتيجيات مهارة ضبط الصف وفق الذكاءات المتعددة.
-عرض نموذج تدريبي الستراتيجيات مهارة إدارة األنماط السلوكية الفردية وفق الذكاءات المتعددة.
-مناقشة النموذج التدريبي الستراتيجيات مهارة إدارة األنماط السلوكية الفردية وفق الذكاءات المتعددة.
-قيام الطلبة المعلمين بالتدرب على استراتيجيات إدارة الصف في ضوء الذكاءات المتعددة.
-تلخيص ما تم تناوله وانهاء الجلسة وتوديع المشاركين.
73
-2-4-4األدوات الكيفية:
-1-2-4-4المقابالت:
هدف الباحث من المقابالت المباشرة والمفتوحة (الملحق رقم )9مع طلبة المجموعة التجريبية تعرف
الصعوبات التي واجهتهم في أثناء التدرب على البرنامج التدريبي ،وما إذا كان هذا التدريب قد حسن لديهم من
مهاراتهم التدريسية ،ومدى اختالف التدريب وفق هذا البرنامج عن األساليب التدريبية المستخدمة في السياق
العادي للتربية العملية ،وامكانية استخدام أساليب بديلة وفق التوجهات المعاصرة في تدريب الطلبة المعلمين على
المهارات التدريسية .وكذلك بيان ما أضافه البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة من
خبرات ،ومعارف بالنسبة إليهم ،تسهم في تعزيز نقاط القوة في أدائهم التدريسي ،وتبين لهم نقاط الضعف في هذا
األداء وكيفية معالجتها .وقد تم ضبطها من خالل عرضها على عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في قسم
المناهج وطرائق التدريس ،وقسم االرشاد النفسي (الملحق رقم .)7
-2-2-4-4مفكرة الباحث:
هدف الباحث من استخدام هذه األداة تدوين جميع إجراءات تطبيق الدراسة في القياس القبلي ،في أثناء
تطبيق البرنامج التدريبي ،وفي القياس البعدي ،كذلك في القياس التتبعي ،بحيث يسجل الباحث المالحظات التي
يتم رصدها في أثناء تدريب المجموعة التجريبية على البرنامج التدريبي ،بما يتضمنه هذا التدريب من تفاعالت
ونشاطات ،وكيفية االستجابات في جلسات البرنامج التدريبي.
يدون في مفكرة الباحث المالحظات التي يتم رصدها في أثناء قيام طلبة المجموعة الضابطة
كما َّ
بالتدريب على مهارات التدريس في السياق المعتاد للتربية العملية.
-1-5-4تدريب المالحظ:
اختار الباحث المشرفة على تدريب المجموعة الضابطة لتكون مالحظاً ثانياً ،باإلضافة إليه ،لكي تقوم
بمالحظة أداء الطلبة المعلمين في أثناء القياس القبلي ،والبعدي ،والتتبعي لدى عينة الدراسة .وقد جاء هذا
بناء على ما تتمتع به مشرفة المجموعة الضابطة من خبرة في ميدان التربية العملية والتدريب على
االختيار ً
مهارات التدريس لدى الطلبة المعلمين ،إضافة إلى كونها من خريجات كلية التربية بتخصص معلم الصف،
ال عن المهارات التدريسية التي
وكذلك حصولها على شهادة دبلوم التأهيل التربوي ،وقد قدم الباحث لها شرح ًا مفص ً
سيتم تناولها في ال برنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة .وبعد إبداء الموافقة من قبل
مشرفة المجموعة الضابطة لتكون مالحظاً ثانياً ،تم تدريبها على كيفية تطبيق بطاقة المالحظة المعدة لهذه
75
الدراسة ،وعرض المهام السلوكية وتوصيفها ،والتي يجب االلتزام الدقيق بمالحظتها في أداء الطلبة المعلمين في
المجموعتين التجريبية والضابطة.
-2-5-4القياس القبلي:
ه دف الباحث من خالل قيامه بهذا القياس التحقق من تكافؤ عينة الدراسة ،وذلك قبل تطبيق البرنامج
التدريبي ،إضافة الى مقارنته بالقياس البعدي للتحقق من فاعلية البرنامج التدريبي بعد تطبيقه على المجموعة
التجريبية.
ولتحقيق هذا الهدف اجتمع الباحث مع المالحظ اآلخر ،بهدف بيان كيفية إجراء المالحظة واالتفاق على
آلية العمل في هذه المرحلة ،بحيث يتم تدوين المالحظات وفق بطاقة مالحظة أداء المهارات التدريسية التي يجب
أن تظهر لدى كل طالب معلم ،أو طالبة معلمة في المجموعتين التجريبية والضابطة في أثناء تنفيذ درس كامل
لمدة أربعين دقيقة .وبما أن مالحظة أداء الطلبة المعلمين تتم بشكل ميداني في " مدرسة محمد حداد االبتدائية "
في حي الفرقان بحلب ،فقد وجب على الباحث أن يلتزم بقواعد النظام المدرسي من حيث توزيع الحصص
الدراسية ،ومدة كل منها ،ومن جهة أخرى ما تفرضه حساسية الزمن بالنسبة للباحث من أجل تطبيق البرنامج
التدريبي على المجموعة التجريبية ،لذلك فقد تم تطبيق القياس القبلي على المجوعة التجريبية في يومين متتاليين،
حيث قام ستة من طلبة هذه المجموعة بتقديم دروسهم المتفق عليها مسبقاً ،في يوم الثالثاء .2015\10\27
وقد كان الدرس األول في الفوج الصباحي ،في الحصة الثانية ،في مادة العلوم للصف الثالث االبتدائي،
بعنوان "الجذور وأشكالها" ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثالثة ،في مادة العربية لغتي للصف الثالث
االبتدائي بعنوان " الزهرة والعصفور الدوري " ،أما الدرس الثالث فقد قدم في الحصة الرابعة ،في مادة الدراسات
االجتم اعية للصف الرابع االبتدائي ،بعنوان " الطقس والمناخ في الجمهورية العربية السورية ".
أما الدرس الرابع فقد كان في الحصة ا الولى من الفوج الثاني بعد الظهر ،في مادة العربية لغتي للصف
الثاني االبتدائي ،بعنوان " النحلة " ،تبعه الدرس الخامس في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف االول
االبتدائي ،بعنوان " مكونات العدد ،" 6والدرس السادس كان في الحصة الثالثة ،في مادة التربية الدينية للصف
الرابع االبتدائي ،بعنوان " القرآن الكريم نزوله وحفظه ".
بعد ذلك ،في اليوم التالي مباشرة ،األربعاء 2015\10\28تم استكمال القياس القبلي للطلبة المعلمين
المتبقين من طلبة المجموعة التجريبية وعددهم خمسة طالب ،حيث بدأ الدرس األول في الفوج الصباحي ،في
الحصة الثانية ،في مادة العلوم للصف الثاني االبتدائي ،بعنوان " اللسان والتذوق " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني
في الحصة الثالثة ،في مادة الدراسات االجتماعية للصف الثالث االبتدائي بعنوان " أتعرف الى وطني " ،أما
الدرس الثالث فقد قدم في الحصة الرابعة ،في مادة الرياضيات للصف األول االبتدائي ،بعنوان " الجمع ".
أما الدرس الرابع فقد كان في الحصة االولى من الفوج الثاني بعد الظهر ،في مادة العلوم للصف الثاني
الشم " ،تبعه الدرس الخامس في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف الثاني
االبتدائي ،بعنوان " األنف و ُّ
االبتدائي ،بعنوان " العدد ." 100وبذلك تم االنتهاء من اجراء القياس القبلي للمجموعة التجريبية .وقد قام
الباحث إضافة الى مالحظ ثان بمالحظة أداء طلبة المجموعة في جميع هذه الدروس وفق بطاقة مالحظة أداء
المهارات التدريسية.
76
أما بالنسبة المجموعة الضابطة ،فقد بقيت في السياق العادي للتربية العملية ،والتي تنفذ وفق م ارحل
ثالث ،لمدة ثمانية الى عشر لقاءات ،في كل أ سبوع يوم واحد مخصص للقاء من أجل تنفيذ التربية العملية،
المرحلة األولى منها تسمى مرحلة المشاهدة ،يتم فيها حضور دروس لمعلمين أو معلمات لديهم خبرة في التدريس،
لقاء
يتم بعدها مناقشة ونقد أداء المعلمين في هذه الدروس بين الطلبة المعلمين ومشرفهم ،تستغرق هذه المرحلة ً
واحداً على األغلب ،ومن ثم يتم االنتقال الى المرحلة الثانية المسماة مرحلة التدريب الجماعي ،يقوم فيها كل
طالب أو طالبة معلمة بتقديم درس كامل بحضور المشرف وزمالئهم الطلبة المعلمين الذين بدورهم يسجلون
المالحظا ت حول أداء زميلهم أو زميلتهم ل دالء بهذه المالحظات في جلسات النقد التي تعقد بعد االنتهاء من
تقديم درس أو درسين ،وتستغرق هذه المرحلة بين أربعة الى ستة لقاءات ،بحيث يمكن لكل طالب أو طالبة معلمة
من تقديم درس نموذجي أو أكثر ،وذلك بحسب عدد طلبة كل مجموعة.
أ ما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التدريب اإلفرادي ،يقوم من خاللها الطالب أو الطالبة المعلمة بالتدريس
في صف واحد في الفوج االول أو الثاني لمدة يوم دراسي كامل ،بحيث يقدم ثالثة الى أربعة دروس ،وذلك حسب
الجدول المدرسي ،وتستمر هذه المرحلة لقاءين على األكثر.
ووفقاً للمراحل السابقة فقد بدء القياس القبلي لدى طلبة المجموعة الضابطة في يوم الثالثاء
،2015\11\3بعد انتقالهم إلى مرحلة التدريب الجماعي ،حيث حضر الباحث الدرسين المقرر تقديمهما في هذا
اليوم ،وقد كان الدرس االول في الفوج الثاني ،فترة بعد الظهر ،في الحصة الثانية ،في مادة العلوم للصف الثالث
االبتدائي ،بعنوان " غذائي المتوازن " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثالثة ،في مادة الرياضيات للصف
الثالث االبتدائي بعنوان " األشكال الهندسية " ،أعقبته مشرفة المجموعة بمناقشة حول أداء الطالبتين المعلمتين في
درسيهما.
بعد ذلك ،في يوم الخميس ،2015\11\5كان مقر اًر أن تنفذ ثالثة دروس من قبل ثالث طالبات
معلمات ،وبدأ الدرس االول في الفوج الثاني ،فترة ما بعد الظهر ،في الحصة األولى ،في مادة القراءة للصف
الثاني االبتدائي ،بعنوان " نزهة قصيرة " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثانية ،في مادة التربية الدينية
االسالمية للصف الرابع االبتدائي بعنوان " جوانب من سيرة النبي ص" ،ثم بدأ الدرس الثالث ،في الحصة الثالثة،
في مادة العلوم للصف الثالث االبتدائي ،بعنوان " جهاز الهضم " ،وبعد االنتهاء من الدروس الثالثة قامت مشرفة
المجموعة الضابطة بجلسة مناقشة فيما بين طلبة المجموعة حول أداء الطالبات المعلمات.
وفي يوم الثالثاء ،2015\11\10حضر الباحث الدرسين المقرر تقديمهما في هذا اليوم ،وقد كان الدرس
االول في الفوج الثاني ،فترة ما بعد الظهر ،في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف الثالث االبتدائي،
بعنوان " مفاهيم في عالم الهندسة " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثالثة ،في مادة العلوم للصف الرابع
االبتدائي بعنوان " األشكال العين " ،أ عقبتهما مشرفة المجموعة بمناقشة أداء الطالبتين المعلمتين في هذين
الدرسين.
وفي يوم الثالثاء ،2015\11\17تم حضور ثالثة دروس قدمتها ثالث طالبات معلمات ،لكل منهن
درساً واحدًا .بدأ الدرس االول في الفوج الثاني ،فترة ما بعد الظهر ،في الحصة األولى ،في مادة العربية لغتي
للصف الثاني االبتدائي ،بعنوان " مركز التسوق " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثانية ،في مادة
77
الدراسات االجتماعية للصف الرابع االبتدائي بعنوان " وسائل النقل " ،أما الدرس الثالث ،فقد كان في الحصة
الثالثة ،في مادة العلوم للصف الثاني االبتدائي ،بعنوان " الجلد واالحساسات الجلدية " ،وبعد االنتهاء من الدروس
الثالث قامت مشرفة المجموعة الضابطة بجلسة مناقشة فيما بين طلبة المجموعة حول أداء الطالبات المعلمات.
وبعد ذلك ،في يوم الخميس ،2015\11\19قام الباحث بحضور الدروس المقررة في هذا اللقاء ،وعددها
ثالثة دروس ،لكل طالبة معلمة درس واحد .بدأ الدرس االول في الفوج الثاني ،فترة ما بعد الظهر ،في الحصة
األولى ،في مادة العربية لغتي للصف الثالث االبتدائي ،بعنوان " الفعل المضارع وحركته " ،وتبعه مباشرة الدرس
الثاني في الحصة الثانية ،في مادة العلوم للصف الرابع االبتدائي بعنوان " الهيكل العظمي " ،وفي نهاية هذا
الدرس قامت مشرفة المجموعة بعقد جلسة مناقشة لهذين الدرسين ،وذلك في أثناء فرصة التالميذ ونزولهم الى
باحة المدرسة .أما الدرس الثالث ،فقد كان في الحصة الثالثة ،في مادة الرياضيات للصف األول االبتدائي،
بعنوان " األكبر واألصغر " ،وبعد االنتهاء من الدرس قامت مشرفة المجموعة الضابطة بجلسة مناقشة فيما بين
طلبة المجموعة حول األداء في هذا الدرس.
وفي يوم الثالثاء ،2015\11\24حضر الباحث الدرسين المقرر تقديمهما في هذا اليوم ،وقد كان الدرس
االول في الفوج ال ثاني ،فترة بعد الظهر ،في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف الرابع االبتدائي ،بعنوان "
القسمة " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثالثة ،في مادة الرياضيات أيضاً للصف الثاني االبتدائي
بعنوان " الوقت " ،أعقبتهما مشرفة المجموعة بمناقشة أداء الطالبتين المعلمتين في هذين الدرسين.
وبذلك تم االنتهاء من إجراء القياس القبلي ،ومن ثم إدخال البيانات إلى الحاسب وفق برنامج .SPSS
بعد أن أنهى الباحث تطبيق القياس القبلي على المجموعة التجريبية ،بدأ بتدريب المجموعة التجريبية
على بعض المهارات التدريسية في ضوء نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة وفق برنامج تدريبي معد خصيصاً
لذلك ،حيث قام الباحث بالخطوتين اآلتيتين:
إن تطبيق البرنامج التدريبي يتطلب مكاناً تتوافر فيه مواصفات وامكانات تمكن الباحث من تنفيذه بالشكل
األمثل ،وبالتالي فإن الباحث اختار قاعة الدراسات العليا في كلية التربية مكاناً للتطبيق ،نظ اًر لتوفر جهاز عرض،
وسبورة ثابتة ،وجهاز حاسوب ،وترتيب منظم ألماكن الجلوس ،وامكانية التدريب على شكل ورش عمل ،إضافة
إلى اإلضاءة والتهوية الجيدة .كذلك قام الباحث بتجهيز أوراق العمل الخاصة باألنشطة التدريبية لكل جلسة،
إضافة إلى تنظيم الجلسات التدريبية وفق برنامج البوربوينت ،وتجهيز مقاطع الفيديو الخاصة ببعض الجلسات
التدريبية.
78
-2-3-5-4التطبيق العملي:
بعد تهيئة البيئة المادية وتجهيز متطلبات تطبيق البرنامج التدريبي ،بدأ الباحث بتنفيذ البرنامج التدريبي،
وذلك في اليوم المخصص للقاءات التربية العملية وهو يوم الثالثاء من كل أسبوع ،كما احتاج الباحث إلى لقاءين
في يوم الخميس ،بسبب ضغط الوقت واجراء االمتحانات الشهرية في المدرسة االبتدائية ،مكان تطبيق القياس
القبلي ،بحيث يتم في الفترة الصباحية تدريب طلبة المجموعة التجريبية على بعض المهارات التدريسية وفق برنامج
تدريبي قائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،ومن ثم يتم حضور تدريب المجموعة الضابطة في السياق
التقليدي للتربية العملية في فترة بعد الظهر ،بغية إجراء القياس القبلي باستخدام بطاقة المالحظة ،ومن جهة أخرى
يتم مالحظة آلية التدريب ،وذلك لتدوينها في مفكرة الباحث.
وبهدف التوضيح والب يان من أجل الدراسة فإن الباحث قسم هذه المرحلة الى ستة لقاءات ،تضمنت أربع
عشرة جلسة تدريبية ،بمعدل جلستين أو أكثر في كل لقاء وذلك بحسب وقت كل جلسة لدى المجموعة التجريبية،
وفيما يلي عرض إلجراءات هذه اللقاءات:
تضمن هذا اللق اء أربع جلسات تدريبية وفق اآلتي :الجلسة االولى " :التعريف بالبرنامج التدريبي " بدأت
الجلسة في 8,30صباحاً ،حيث رحب الباحث بداية بطلبة المجموعة التجريبية ،ومن ثم تم تعريفهم بالبرنامج
التدريبي الذي سيخضعون له ،من حيث العنوان ،والهدف ،والمحتوى ،واالهمية ،والمهارات التي سيتم تدريبهم
عليها في هذا البرنامج ،إضافة الى عدد الجلسات والقواعد الناظمة لها.
وبعد مناقشة ما تم عرضه تم أخذ استراحة لمدة ربع ساعة لالنتقال إلى الجلسة الثانية ،التي بدأت في
الساعة 9,30صباحاً ،بعنوان " نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة " ،حيث عرض الباحث مقطع فيديو لرائد نظرية
الذكاءات المتعددة ،هاورد جاردنر ،يتحدث فيها عن نظريته ،وبعد ذلك تم مناقشة أهم ما ورد في هذا الحديث،
وتقديم لمحة عن نشوء هذه النظرية وأهميتها في العملية التعليمية ،كما تم عرض قائمة جاردنر األولية للذكاءات
المت عددة التي ضمنها الذكاءات السبعة ،وهي على التوالي الذكاء اللغوي؛ المنطقي الرياضي؛ المكاني؛ الجسمي
الحركي؛ الموسيقي؛ االجتماعي؛ الشخصي ،وفي نهاية الجلسة قام الباحث بتوزيع أوراق عمل على طلبة
المجموعة التجريبية ،حيث طلب إليهم توضيح رؤية جاردنر للذكاء بأسلوبهم ،وتحديد القائمة األولية التي قدمها
جاردنر ،وما يشير إليه كل ذكاء ،وأثر هذه النظرية على العملية التعليمية .وبعد االنتهاء من هذا النشاط تم
مناقشة أفكارهم الواردة فيها ،التي كان من أهمها " أي شخص يمتلك الذكاءات جميعها ،إال أنه ال يستطيع
إظهارها إال إذا توافرت البيئة المالئمة " ،وفي فكرة ثانية " مفهوم الذكاءات يعني أن هناك اختالفاً بين األفراد
وِقواهم العقلية ،وال بد من خالل التعليم وتطبيقه أن يراعى هذا االختالف " ،ومن أهم تعليقات الطلبة المعلمين
على دور هذه النظرية في العملية التعليمية كانت " أن المعلم يستطيع من خالل فهمه لهذه النظرية أن يراعي
الفروق الفردية بين تالميذه ويعمل على تنمية ذكاءاتهم من خالل تحديده لما يتميز به كل تلميذ من ذكاء أو
اكثر".
80
أما الجلسة الثالثة ،فقد كان عنوانها " مهارات التدريس " بدأت هذه الجلسة مباشرة بعد الجلسة الثانية في
الساعة ، 10,15تطرق الباحث فيها الى مفهوم مهارة التدريس وتعريفها ،وأهميتها ،والخصائص المكونة لها ،وبعد
المناقشة والتساؤالت قام طلبة المجموعة التجريبية المتدربين باألنشطة التدريبية الخاصة بهذه الجلسة .حيث
تمحورت هذه األنشطة حول مفهوم المهارة التدريسية وخصائصها ومكوناتها ،وقد كان من أهم أفكار الطلبة
المعلمين في هذه األنشطة " أن مهارة التدريس تعني قدرة المعلم على استخدام أساليب وطرائق إليصال المعلومات
الى التالميذ بدقة وسرعة " ،كما أنها تعني وفق فكرة ثانية " األداء الدقيق للمعلم داخل الصف الدراسي وأسلوبه
المميز في إيصال المعارف الى تالميذه ".
وبدأت الجلسة الرابعة مباشرة في الساعة 11صباحاً ،والتي كان عنوانها " مهارة تخطيط الدرس " حيث
تم تقديم معلومات حول مهارة تخطيط الدرس تعريفاً وأهميةً وهدفاً ،وأهم اسقاطات نظرية الذكاءات المتعددة على
هذه المهارة ،من حيث كيفية تخطيط ا لدرس وفق الذكاءات المتعددة ،وبيان عناصر خطة هذا الدرس .وبعد
الحوار والنقاش قام الباحث بتوزيع أوراق عمل خاصة بأنشطة هذه الجلسة على الطلبة المعلمين ،حيث تضمنت
تقديم وجهات نظرهم في مفهوم تخطيط الدرس ،التي كان من أهمها أن تخطيط الدرس هو " تصور المعلم لما
سيحد ث في الصف الدراسي ،وكيفية عمله والوسائل التي سيستخدمها ،وكيفية انتقاله من فكرة الى أخرى مع تحديد
الزمن المطلوب لهذه االجراءات " .وحسب وجهة نظر ثانية " مهارة التدريس هي خطة المعلم للسير في درسه
بتسلسل ،وتحديده ألساليب ووسائل تمكنه من إيصال المعلومات والخبرات إلى أذهان تالميذه ،كما أن أهمية
تخطيط الدرس تقي المعلم من الوقوع في األخطاء من خالل توقعها المسبق ما أمكن قبل حدوثها ".
تضمن هذا اللقاء جلستين تدريبيتين ،كانتا بعنوان " التدرب على مهارة تخطيط الدرس " بدأت الجلسة
األولى في الساعة 8,30صباحاً ،حيث تم التركيز على مهارتين فرعيتين هما مهارة تحديد االهداف ،ومهارة
تحديد المتطلبات االساسية .قام الباحث بداية بتقديم معلومات حول أهمية مهارة تحديد األهداف ،ثم شرح ًا
مبسطاً لكيفية الصياغة الدقيقة لألهداف العا مة والسلوكية ،والتركيز عند صياغتها على تنويع المجاالت وعدم
قصرها على المجال المعرفي فقط .كما عرض الباحث نماذج تدريبية لألهداف العامة والسلوكية واألفعال الممكن
استخدامها وفق كل مجال ،إضافة إلى بيان كيفية تحديد المتطلبات األساسية لكل درس عندما يراد التخطيط له
وفق الذكاءات المتعددة .ومن ثم قام الطلبة المعلمين بالتدرب على كيفية صياغة أهداف بعض الدروس كالً على
حدة ،وكيفية تحديد المتطلبات األساسية لها من خالل األنشطة التدريبية الخاصة بهذه الجلسة ،حيث تضمنت هذه
األنشطة قيام الطلبة المعلمين بالتمييز بين األهداف التي تصف سلوك المعلم ،واألهداف التي تصف سلوك
المتعلم ،إضافة الى التمييز الدقيق بين األهداف العامة واألهداف السلوكية بحيث يكون لدى الطلبة المعلمين رؤية
واضحة لهذه األهداف ،واألفعال التي تستخدم مع كل منها عند صياغتها ،وقد قاموا بإعادة صياغة لبعض
األهداف المصاغة بشكل خاطت .كما قدمت لهم عناوين لبعض الدروس لكي يستخرجوا متطلباتها األساسية
بدقة .ومن ثم تم االنتقال الى تطبيق صياغة األهداف وتحديد المتطلبات األساسية من خالل اختيار كل من
الطلبة المعلمين لدرس واحد في أحد الصفوف االبتدائية ووضع األهداف العامة والسلوكية بمجاالتها الثالثة ،وتم
81
مناقشة الطلبة المعلمين ومحاورتهم حول ما قدموه في التدريبات ،وبعد مناقشة ما تم عرضه تم أخذ استراحة لمدة
ربع ساعة لالنتقال الى الجلسة التالية.
بدأت الجلسة الثانية في الساعة 10,30صباحاً ،حيث تم استكمال تناول المهارات الفرعية المكونة
لمهارة تخطيط الدرس ،وهما ،مهارة تحديد الوسائل ،ومهارة عرض اجراءات سير الدرس ،حيث تم بيان كيفية
اختيار الوسائل التعليمية المالئمة للدرس وتنوع التالميذ في آن واحد ،والمناسبة لذكاءاتهم ،وعرضت نماذج
تدريبية لكيفية تحديد الوسائل المالئمة وفق كل ذكاء .ومن ثم تم بيان كيفية عرض إجراءات سير الدرس وتنظيم
هذا العرض في جدول بحيث يتضمن كل هدف شرح ًا لكيفية تنفيذه ،والطرائق المستخدمة ،ونوع الذكاء
المستهدف ،وزمن تحقيق الهدف ،وتقويمه المرحلي .وبعد االنتهاء من الجدول يتم إغالق الدرس ثم تحديد التقويم
الختامي ،وفي النهاية يحدد الواجب المنزلي .وقد عرضت على الطلبة المعلمين نماذج تدريب عديدة لكيفية
تخطيط الدروس وفق الذكاءات المتعددة .ومن ثم تم االنتقال إلى جلسة العمل لتنفيذ األنشطة التدريبية الخاصة
بهذه الجلسة ،حيث طلب الى الطلبة المعلمين تقديم وجهات نظرهم حول الوسائل التعليمية ،التي كان من أهمها
أنها" مواد تعليمية يستخدمها المعلم إليصال المعلومات الى التالميذ عندما تكون الفكرة غامضة ،على أن يكون
هناك تنويع في المواد والوسائل التعليمية لتواجه تباين التالميذ " ،ورأت وجهة نظر ثانية أن الوسائل التعليمية "
هي أدوات وت جهيزات تعليمية يستعين بها المعلم إليصال المعلومات للتالميذ بسهولة وبما يناسب الموقف
التعليمي .أما عن كيفية توظيف الوسائل التعليمية في الصف الدراسي لتراعي الفروق الفردية بين التالميذ،
وتنمية ذكاءاتهم ،فقد أكد الطلبة المعلمين من خالل أفكارهم على استخدام وسائل مثيرة لتفكير التالميذ وتأمالتهم
كاستخدام الصور والرسومات لتنمية الذكاء المكاني ،والغناء لتنمية الذكاء الموسيقي ،كما يمكن االعتماد على
المناقشة والحوار لتنمية الذكاء اللغوي ،واثارة أذهان التالميذ من خالل طريقة حل المشكالت لتنمية الذكاء
المنطقي الرياضي .ومن ثم تم التركيز على ترتيب عرض اجراءات سير الدرس ،بحيث ال يتم تقديم خطوة على
ال على حدة باختيار ثالثة دروس من صفوف مختلفة في الحلقة
أخرى ،وبعد االنتهاء قام الطلبة المعلمين ك ً
األولى من التعليم األساسي لتحضيرها بشكل كامل وفق الذكاءات المتعددة ،حسب الترتيب التالي:
التاري:، عنوان الدرس: المادة: الحصة: الصف:
األهداف العامة للدرس:
األهداف السلوكية:
المتطلبات األساسية:
الوسائط التعليمية:
التقويم الذكاء
الزمن الطريقة اجراءات سير الدرس الهدف
المرحلي المستهدف
إغالق الدرس:
التقويم النهائي:
الواجب المنزلي:
82
إن هذا الترتيب يوائم بين التخطيط وفق الذكاءات المتعددة وبعض الخطوات المطلوبة في التخطيط
التقليدي ،وبذلك يتميز بالوضوح في عرض الخطوات ،وتحيد اجراءات كل منها ،والطريقة والذكاء الذي يسعى
المعلم لتنميته ،وتحديد الزمن الالزم لتحقيق كل هدف ،وكيفية التحقق من بلوغه من خالل التقويم المرحلي،
وبذلك يختلف هذا التخطيط عن التخطيط التقليدي المتبع في تحضير الدروس عادة ،والذي يغلب عليه
االختصار الشديد ،فالتخطيط التقليدي للدرس يكون كما يلي:
تضمن هذا اللقاء جلستين تدريبيتين ،الجلسة االولى :عنوانها " مهارة إدارة الصف " بدأت الجلسة في
8,30صباحاً ،وبعد الترحيب بالطلبة المعلمين قدم الباحث معلومات حول مهارة إدارة الصف من حيث المفهوم
واألهمية ،وقد رافق هذا التقديم عرض مقطع فيديو لهذه المهارة بحيث تم النقاش فيما تم عرضه .كما جرى
الحوار مع الطلبة المعلمين حول المهارات الفرعية المكونة لمهارة إدارة الصف ،ومن ثم قام الطلبة المعلمين بإجراء
االنشطة التدريبية المخصصة لهذه الجلسة ،حيث ركزت هذه األنشطة على المفهوم الحديث إلدارة الصف ،وقدم
الطلبة المعلمين وجهات نظرهم حول أهمية هذه المهارة ،والهدف منها في الصف الدراسي ،وكان من أهم وجهات
النظر تلك أن هذه المهارة " هي مجموعة أداءات يقوم بها المعلم بالصف الدراسي لمنع حدوث فوضى أثناء
الدرس ،كما تبرز أهميتها من خالل تأمين مناخ تربوي مالئم يسهل ايصال المعلومات للتالميذ دون فوضى أو
شغب " .وبعد مناقشة ما تم عرضه ،تم أخذ استراحة لمدة ربع ساعة لالنتقال الى الجلسة التالية.
بدأت الجلسة الثانية في الساعة 9,30صباحاً ،والتي كان عنوانها " التدرب على مهارة إدارة الصف "
حيث قام الباحث بدايةً بإلقاء الضوء على المهارات الفرعية المكونة لمهارة إدارة الصف ،واالستراتيجيات التي
اقترحتها نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة إلدارة الصف وفقها ،وقد سادت المناقشة أثناء عرض هذه
االستراتيجيات وامكانية استخدامها في الصف الدراسي ،وكيفية التطبيق .بعد ذلك قام الطلبة المعلمين من خالل
أوراق العمل باألنشطة التدريبية الخاصة بهذه الجلسة ،حيث تم التركيز على التمييز بين عدد من االستراتيجيات
التعليمية وفق كل نوع من أنواع الذكاءات ،وتقديم مقترحاتهم حول االستراتيجيات التي يمكن أن يستخدموها في
الصف الدراسي لتهيئة البيئة الصفية ،أو ضبط الصف وفق ذكاءات التالميذ ،وقد أشار بعضهم الى أنه يمكن
83
الطلب الى التالميذ أن يقفوا ويجلسوا عدداً من المرات مع بعض الحركات الرياضية البسيطة ،وبذلك يتحقق
هدفين بذات الوقت ،األول تنمية الذكاء المكاني ،والثاني ضبط الصف من خالل هذا الفاصل المنشط .كما يمكن
إخراج التلميذ الذي يتمي ز بفرط نشاط الى السبورة للقيام بمهمة تعليمية ،والحديث مع التلميذ الذي يقوم بسلوك
خاطت على انفراد كاستراتيجية ذكاء شخصي .ويمكن تهيئة البيئة النفسية في الصف الدراسي من خالل إيجاد
جو من األلفة والمودة بين التالميذ بحيث يتم تنمية الذكاء الشخصي واالجتماعي لديهم بالوقت ذاته.
تضمن هذا اللقاء جلستين تدريبيتين ،الجلسة األولى ،عنوانها " مهارة مالحظة الفروق الفردية " بدأت
الجلسة في 8,30صباحاً .حيث قدم الباحث في بداية الجلسة معلومات حول هذه المهارة ،ومفهومها واهميتها
والهدف منها في ضوء الذكاءات المتعددة .ثم ناقش الباحث مع الطلبة المعلمين المهارات الفرعية المكونة لمهارة
مالحظة الفروق الفردية ،ومن ثم تم تنفيذ األنشطة التدريبية الخاصة بهذه الجلسة ،التي تضمنت قيام الطلبة
المعلمين بتوضيح المقصود بمهارة مالحظة الفروق الفردية من وجهة نظرهم ،وما يمكن أن تقدمه هذه المهارة
للتالميذ في حال امتالك المعلم لها ،إضافة الى تحديد الهدف منها ،وكيف أن بعض السلوكيات تدل المعلم على
الذكاءات التي يتميز بها كل تلميذ .وكان من أهم األفكار تلك التي أشارت الى أن هذه المهارة " تبرز من خالل
قدرة المعلم على مالحظة ما يتميز به كل تلميذ كمؤشر على ذكاء معين أو أكثر لديه ،بحيث يستخدم من خالل
تدريسه طرائق وأساليب ووسائل مالئمة لذكاءات التالميذ ".
أما الجلسة الثانية ،التي كان عنوانها " التدرب على مهارة مالحظة الفروق الفردية " ،فقد بدأت في
الساعة 9,30صباح ًا ،حيث تم في هذه الجلسة بيان كيفية استخدام فنيات هذه المهارة من حيث تصميم بطاقة
مالحظة ،ومناقشة آلية تدوي ن المالحظات في الصف الدراسي حول أداء التالميذ وذكاءاتهم ،وكيفية اإلفادة منها
في الصف الدراسي ،من خالل استخدام طرائق تدريسية متوافقة مع أساليب التعلم المفضلة لدى التالميذ في
الصف الدراسي .وقد نفذ الطلبة المعلمين أنشطة هذه الجلسة من خالل أوراق العمل ،التي تضمنت قيامهم
بتحديد بعض المؤشرات وقوائم المالحظة التي تمكنهم من اكتشاف ذكاءات التالميذ في الصف الدراسي ،واختيار
األساليب التعليمية التي تتوافق معها .وقد أشارت آراءهم الى أن " التلميذ الذي يبدي رأيه بثقة لديه ذكاء
شخصي ،والتلميذ البارع في الرسم أو لديه اهتمام بالصور فإن ذلك إشارة الى ذكاء مكاني ،كما أن التلميذ الذي
يتحرك كثي اًر في مقعده الدراسي أو يقلد حركات اآلخرين فهو يتميز بذكاء جسمي حركي ،والتلميذ الذي يكثر من
النقر على المقعد ويدندن فإنه يتميز بذكاء موسيقي ،وبالتالي هذه إشارات للمعلم بأن التلميذ يفضل أن يتعلم بهذه
الطريقة أو تلك ،وعلى المعلم أن يدون هذه االشارات في قائمة المالحظة لديه ،بحيث يمكنه في النهاية تكوين
صورة كاملة عن تالميذه ،وامكاناتهم ،وذكاءاتهم في الصف الدراسي ".
تضمن هذا اللقاء جلستين ،الجلسة االولى ،بعنوان " مهارة التقويم الصفي " حيث تم في بداية الجلسة
التعرف على مفهوم التقويم الصفي والهدف في ضوء نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،وبعد ذلك تم بيان
84
المهارات الفرعية المكونة لمهارة التقويم الصفي وبعد الحوار والنقاش مع الطلبة المعلمين تم االنتقال إلى تنفيذ
األنشطة التدريبية ،التي تضمنت قيامهم ببيان الهدف من التقويم وفق نظرية الذكاءات المتعددة ،وأهمية استخدام
أساليب متنوعة لتقويم التالميذ ،وكان من أبرز آرائهم " أن الهدف من التقويم في ضوء هذه النظرية هو التركيز
على معرفة أداء التلميذ في مواقف مختلفة ،وبيان نقاط القوة والضعف في هذا األداء" " ،كما تبرز أهمية استخدام
أساليب متنوعة في التقويم من خالل الوصول الى قدرات التالميذ جميعها ،ومواجهة الفروق الفردية لديهم ".
أما الجلسة الثانية ،فقد كانت بعنوان " التدرب على مهارة التقويم الصفي " ،حيث تم التدريب على كيفية
التركيز على التقويم الشامل ألهداف الدرس وفق المجاالت المعرفية والوجدانية والحس حركية ،وكيفية التنويع في
أساليب التقويم وفق الذكاءات المتعددة لاللتفات إلى الفروق الفردية بين التالميذ من خالل هذه التقييمات ،وبيان
طرائق تقويم األداء ،وكيفية تصحيح قوائم مراجعة ،وموازين تقدير للمهمات التعليمية المراد تقويمها ،إضافة إلى
كيفية تصميم ملف ألعمال كل تلميذ ومحتويات ه وآلية تقويمه ،وكيفية إجراء التقويم الذاتي ،وتقويم األقران ،ومدى
أهميتهما في تنمية شخصية التالميذ وذكاءاتهم ،ومناقشة إمكانية استخدام التسجيالت الصوتية ،والمرئية ،والصور
في التقويم الصفي .ومن ثم تم االنتقال إلى جلسة عمل قام الطلبة المعلمين من خاللها بتنفيذ األنشطة التدريبية
الخاصة بهذه الجلسة ،حيث وضعوا موازين تقدير مبسطة ومختلفة لبعض المهمات التعليمية التي يقوم بها
التالميذ في الصف الدراسي ،كإلقاء قصيدة أو أداء أغنية أو حل مسألة رياضية ،إضافة الى بيان كيفية تنفيذهم
ال أخذ رأي تلميذ بأداء زميله في إجراء
لتقويم األقران أو التقويم الذاتي في الصف الدراسي ،حيث يمكن مث ً
التجربة ،وتحديد أين أصاب ،وأين أخطأ ،أو وضع تعليقات التالميذ على رسومات بعضهم البعض من خالل
تبادل هذه األعمال فيما بينهم.
تضمن هذا اللقاء جلستين ،الجلسة االولى ،بعنوان " مهارة طرح االسئلة الصفية " ،حيث تم فيها توضيح
مفهومها وأهميتها والهدف من امتالك هذه المهارة ،والمكونات الفرعية لها ،وبعد النقاش والحوار فيما بين الطلبة
المعلمين والباحث ،قام الطلبة المعلمين بإجراء األنشطة الخاصة بهذه الجلسة وفق أوراق عمل تم توزيعها عليهم.
وقد تضمنت هذه األنشطة أن يحدد كل من الطلبة المعلمين المقصود بمصطلح السؤال من وجهة نظرهم ،وأهمية
هذه المهارة بالنسبة للمعلم في الصف الدراسي ،والهدف منها .وكان من أهم وجهات النظر تلك التي أشارت إلى
أن السؤال ما هو إال " عبارات يطرحها المعلم بقصد إثارة انتباه تالميذه وتفكيرهم لتقديم إجابات دقيقة " ،كما تبرز
أهمية هذه المهارة من خالل " أنها تعمل على إعالء مستوى التفكير لدى التالميذ لتقديم إجابات مميزة ،وفي
الوقت ذاته إفساح المجال للحوار والنقاش ".
أما الجلسة الثانية ،فقد كانت بعنوان " التدرب على مهارة طرح االسئلة الصفية " ،حيث تم التطرق فيها
الى كيفية صياغة السؤال الصفي من حيث أنواع األسئلة الصفية ،ووظيفة كل منها ،وشروط صياغتها بشكل
جيد .ومن ثم تم عرض فنيات إلقاء السؤال من حيث كيفية توجيهه ،واالنتظار عقب توجيه السؤال ،وكيفية
اختيار التلميذ المجيب واالستماع إلى اإلجابة ومعالجتها ،ومن ثم قام الطلبة المعلمين بالتدريب على هاتين
المهارتين من خالل أنشطة متعلقة بكيفية الصياغة للسؤال ،وكيفية اإللقاء ،بحيث يخرج أحد الطلبة المعلمين أمام
85
زمالئه ويلقي عليهم بعض األسئلة ،ويتم تصويب االخطاء والتركيز على الصحيح منها .ومن ثم تم تنفيذ
األنشطة التدريبية الخاصة بهذه الجلسة ،حيث قام الطلبة المعلمين بتصحيح صياغة بعض األسئلة الخاطئة،
وبيان كيف يواجه كل منهم مجموعة من المواقف التعليمية الخاصة باألسئلة واإلجابة عنها ،وكيفية استخدام
الجسد عند طرح األسئلة تحديدًا .وكان من أهم أفكارهم أنه " إذا كانت إجابة التلميذ صحيحة في جزء وخاطئة
في جزئها اآلخر ،يمكن منح التلميذ الفرصة للتفكير أكثر لتقديم إجابة أدق ،وقد يتم الطلب من زميل له أن
يعاونه ،وبذلك تكون الفرصة سانحة للتركيز على الذكاء االجتماعي ،أما إذا قدم التالميذ إجابات جماعية ،فيجب
الطلب إليهم أن يلزموا الهدوء وتقديم اإلجابة بشكل فردي ".
-4-5-4القياس البعدي:
هدف الباحث من خالل قيامه بهذا القياس التحقق من فاعلية البرنامج التدريبي بعد تطبيقه على
المجموعة التجريبية .ولتحقيق هذا الهدف قام الباحث مع مالحظ آخر بتطبيق بطاقة مالحظة اداء المهارات
التدريسية على أفراد عينة الدراسة ،وذلك بعد االنتهاء من تطبيق البرنامج التدريبي على طلبة المجموعة التجريبية،
وقد انتقلت هذه المجموعة من مكان التدريب في قاعة الدراسات العليا بكلية التربية بجامعة حلب إلى " مدرسة
محمد حداد االبتدائية " في حي الفرقان بحلب ،إلجراء القياس البعدي ،بحيث تتم مالحظة أداء كل طالب معلم أو
طالبة معلمة في المجموعتين التجريبية والضابطة في أثناء تنفيذ كل منهم لدرس واحد لمدة أربعين دقيقة.
وقد حرص الباحث على إجراء القياس البعدي للمجموعة التجريبية في يومين متتاليين ،لكي يوفر الوقت
الكافي إلجراء القياس التتبعي لدى هذه المجموعة ،وكما في القياس القبلي نسق الباحث أوقات طلبة المجموعة
التجريبية والدروس التي سيقدمونها ،والحصص المتاحة في المدرسة االبتدائية ،حيث قام ستة من الطلبة المعلمين
بتقديم دروسهم المتفق عليها مسبقاً في اليوم األول الذي صادف يوم االثنين.2015\11\30
وقد كان الدرس األول في الفوج الصباحي ،في الحصة الثانية ،في مادة العلوم للصف الثالث االبتدائي،
بعنوان " التكاثر عند الثديات " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثالثة ،في مادة العربية لغتي للصف
األول االبتدائي بعنوان " بيتي الثاني " ،أما الدرس الثالث فقد قدم في الحصة الرابعة ،في مادة التربية الدينية
االسالمية للصف الثالث االبتدائي ،بعنوان " الغش ".
أما الدرس الرابع في هذا اليوم ،فقد كان في الحصة االولى من الفوج الثاني بعد الظهر ،في مادة
الدراسات االجتماعية للصف الرابع االبتدائي ،بعنوان " الموارد المائية في سورية " ،تبعه الدرس الخامس في
الحصة الثانية ،في مادة العربية لغتي للصف االول االبتدائي ،بعنوان " حرف الميم " ،والدرس السادس كان في
الحصة الثالثة ،في مادة الدراسات االجتماعية للصف الرابع االبتدائي ،بعنوان " وسائل النقل ".
وفي اليوم التالي مباشرة المصادف ليوم الثالثاء ،2015\12\1تم استكمال القياس البعدي للطلبة
المعلمين المتبقين من طلبة المجموعة التجريبية وعددهم خمسة طالب ،حيث بدأ الدرس األول في الفوج
الصباحي ،في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف الثاني االبتدائي ،بعنوان " الوقت بالساعات الكاملة
وأنصافها " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثالثة ،في مادة العلوم للصف الثالث االبتدائي بعنوان " العين
86
والرؤية " ،أما الدرس الثالث فقد قدم في الحصة الرابعة ،في مادة الرياضيات للصف الثالث االبتدائي ،بعنوان "
المجسمات ".
أما الدرس الرابع فقد كان في الحصة االولى من الفوج الثاني بعد الظهر ،في مادة العلوم للصف الثاني
االبتدائي ،بعنوان " تلوث الغذاء " ،تبعه الدرس الخامس في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف األول
االبتدائي ،بعنوان "استكشاف الجمع ".
وبالنسبة للقياس البعدي لدى المجموعة الضابطة فقد كان في سياق التربية العملية العادية حيث أنه
بعد أن أنهى طلبة هذه المجموعة تقديم درس واحد لكل منهم ،وتم خالل ذلك تطبيق القياس القبلي ،بدأ كل منهم
بتقديم درس ثان ،وقد تم مالحظة أداء كل طالبة معلمة في المجموعة الضابطة أثناء تنفيذ كل منهم لدرس واحد
لمدة أربعين دقيقة من قبل الباحث والمالحظ الثاني ،حيث بدأ القياس البعدي لدى هذه المجموعة في يوم الخميس
،2015\11\26حيث كان الدرس االول في الفوج الثاني ،فترة ما بعد الظهر ،في الحصة الثانية ،في مادة العربية
لغتي ،محفوظ ات ،للصف الثالث االبتدائي ،بعنوان " أغنية الخريف " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة
الثالثة ،في مادة الدراسات االجتماعية للصف الرابع االبتدائي بعنوان " سورية جزء من الوطن العربي " ،أما الدرس
الثالث فقد قدم في الحصة الرابعة ،في مادة الرياضيات للصف الثان ي االبتدائي ،بعنوان " ترتيب األعداد حتى
." 999
وبعد ذلك في يوم الثالثاء ،2015\12\1استكمل القياس البعدي لدى المجموعة الضابطة ،حيث صادف
هذا اليوم أيضاً القياس البعدي للمجموعة التجريبية ،لذلك كان الدرس األول في الفوج الثاني ،فترة ما بعد الظهر،
في الحصة الرابعة ،في مادة ال عربية لغتي ،للصف األول االبتدائي ،بعنوان " تجريد حرف النون " ،وتبعه مباشرة
الدرس الثاني في الحصة الخامسة ،في مادة العلوم للصف الرابع االبتدائي بعنوان " اللسان".
وفي يوم الخميس ،2015\12\3بدأ الدرس األول في الفوج الثاني ،فترة ما بعد الظهر ،في الحصة
الثانية ،في مادة العربية لغتي ،للصف الثاني االبتدائي ،بعنوان " في المطعم " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في
الحصة الثالثة ،في مادة العلوم للصف الثاني االبتدائي بعنوان " غطاء أجسام بعض الحيوانات".
واستمر التقويم البعدي في يوم الثالثاء ،2015\12\8حيث بدأ الدرس األول في الفوج الثاني ،فترة ما
بعد الظهر ،في الحصة األولى ،في مادة ال علوم ،للصف الثالث االبتدائي ،بعنوان " ساق النبات " ،وتبعه مباشرة
الدرس الثاني في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف الرابع االبتدائي بعنوان " الزوايا " ،أما الدرس الثالث
فقد قدم في الحصة الثالثة ،في مادة العربية لغتي ،محفوظات ،للصف الثالث االبتدائي ،بعنوان " دراجتي ".أما
الدرس الرابع فقد كان في الحصة الرابعة ،في مادة التربية الدينية االسالمية للصف الرابع االبتدائي بعنوان " سورة
البلد".
وبعد ذلك في يوم الثالثاء ،2015\12\15استكمل القياس البعدي لدى المجموعة الضابطة ،حيث بدأ
الدرس األول في الفوج الثاني ،فترة ما بعد الظهر ،في الحصة األولى ،في مادة العربية لغتي ،للصف األول
االبتدائي ،بعنوان " آداب السير " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف
87
الثاني االبتدائي بعنوان " الطرح البسيط " ،وقدم الدرس الثالث في الحصة الثالثة ،في مادة العربية لغتي ،تدريب
لغوي ،للصف الثالث االبتدائي ،بعنوان " الجملة االسمية والفعلية " .أما الدرس الرابع فقد كان في الحصة
الرابعة ،في مادة العلوم للصف الثاني االبتدائي بعنوان " حركة الحيوانات".
وبذلك تم االنتهاء من إجراء القياس البعدي ،ومن ثم تم إدخال البيانات الى الحاسب وفق برنامج SPSS
تمهيداً إلظهار النتائج.
-5-5-4القياس التتبعي:
هدف الباحث من خالل قيامه بهذا القياس إلى التحقق من استمرار فاعلية البرنامج التدريبي بعد تطبيقه
على المجموعة التجريبية.
ولتحقيق هذا الهدف قام الباحث مع مالحظ آخر بتطبيق بطاقة المالحظة على الطلبة المعلمين في
المجموعة التجريبية ،وذلك بعد مرور ما يقارب الشهر والنصف على إجراء القياس البعدي ،وذلك في "مدرسة
محمد حداد االبتدائية " في حي الفرقان بحلب ،حيث تم مالحظة أداء كل طالب معلم أو طالبة معلمة في
المجموعة التجريبية في أثناء تنفيذ كل منهم لدرس واحد لمدة أربعين دقيقة .حيث قام خمسة من الطلبة المعلمين
بتقديم دروسهم المتفق عليها مسبق ًا في اليوم األول الذي صادف يوم األحد ،2016\1\10وقد كان الدرس االول
في الفوج الصباحي ،في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف الرابع االبتدائي ،بعنوان " محيط المستطيل "،
وتبعه الدرس الثاني في الحصة الثالثة ،في مادة العلوم للصف الثالث االبتدائي بعنوان " األزهار وفوائدها " ،وقدم
الدرس الثالث في الحصة الرابعة ،في مادة الرياضيات للصف األول االبتدائي ،بعنوان " التطابق ".
أما الدرس الرابع فقد كان في الحصة االولى من الفوج الثاني بعد الظهر ،في مادة العربية لغتي للصف
الثاني االبتدائي ،بعنوان " في المطعم " ،تبعه الدرس الخامس في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف
االول االبتدائي ،بعنوان " المجسمات ".
وفي اليوم التالي ،2016\1\11تم استكمال القياس التتبعي للطلبة المعلمين المتبقين من طلبة المجموعة
التجريبية وعددهم ستة طالب ،حيث بدأ الدرس األول في الفوج الصباحي ،في الحصة الثانية ،في مادة العلوم
للصف الثاني االبتدائي ،بعنوان " القوة وأنواعها " ،وتبعه مباشرة الدرس الثاني في الحصة الثالثة ،في مادة العربية
لغتي للصف الثالث االبتدائي بعنوان " من حكايات السندباد " ،أما الدرس الثالث فقد قدم في الحصة الرابعة ،في
مادة التربية الدينية االسالمية للصف الرابع االبتدائي ،بعنوان " سورة االنعام ".
أما الدرس الرابع فقد كان في الحصة االولى من الفوج الثاني بعد الظهر ،في مادة العلوم للصف األول
االبتدائي ،بعنوان " حيوانات من بيئتنا " ،تبعه الدرس الخامس في الحصة الثانية ،في مادة الرياضيات للصف
الثاني االبتدائي ،بعنوان "الوقت بالساعات الكاملة وأنصافها " ،والدرس السادس كان في الحصة الثالثة ،في مادة
الدراسات االجتماعية للصف الرابع االبتدائي ،بعنوان " وسائل النقل في سوريا ".
88
وبذلك تم االنتهاء من إجراء القياس التتبعي للمجموعة التجريبية ،واالنتقال الى تفريغ البيانات وادخالها
إلى الحاسب وفق برنامج SPSSتمهيدًا إلظهار النتائج.
وبعد أن تناول هذا الفصل المنهج الذي اتبعته الدراسة الحالية ،ومجتمعها وكيفية اختيار عينتها ،إضافة
إلى شرح مفصل لألدوات المستخدمة في اإلجابة عن أسئلة الدراسة ،واإلجراءات التي نفذت لتطبيق البرنامج
التدريبي على المجموعة التجريبية ،وكيفية إجراء القياس البعدي ،ومن ثم القياس التتبعي.
تعرض الدراسة في الفصل الخامس ما تم التوصل إليه من نتائج ومن ثم تفسيرها في ضوء أدبيات
مهارات التدريس والدراسات السابقة من جهة ،وما تم تدوينه من مالحظات ومشاهدات ومقابالت من جهة أخرى.
89
الفصل الخامس
نتائج الدراسة
-مقدمة:
بناء على البيانات الكمية المشتقة من تطبيق بطاقة
يعرض الباحث في هذا الفصل بداية نتائج الدراسة ً
مالحظة أداء المهارات التدريسية على مجموعتي الدراسة في القياس البعدي ،والقياس التتبعي لدى المجموعة
التجريبية ،إضافة إلى النتائج المتعلقة بالبيانات الكيفية التي تم الحصول عليها من خالل المقابالت والمالحظات
المدونة في مفكرة الباحث ،ومن ثم مناقشة نتائج الدراسة وتفسيرها في ضوء ما قدمه األدب التربوي ،وما توصلت
إليه األبحاث والدراسات السابقة.
ل جابة عن هذ السؤال تم استخدام اختبار مان ويتني ( Mann-Whitney )Uللعينات المستقلة لبيان
داللة الفروق بين متوسطي أداء المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بالنسبة لمهارات
التدريس.
الجدول رقم ()7
أظهرت نتائج القياس البعدي لمهارات التدريس في الجدول رقم ( )7وجود فروق ذات داللة إحصائية في
أداء الطلبة المعلمين بين المجموعة التجريبية والضابطة ،حيث بلغت قيمة ( )Uمان ويتني ( )0.50وهي قيمة
ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ،)0.01ألن قيمة الداللة ( )0.000هي أصغر من ( )0.01وبالتالي
توجد فروق ،وبما أن متوسط رتب المجموعة التجريبية البالغ ( )20.95أكبر من متوسط رتب المجموعة الضابطة
البالغ ( ،)8.03فإن الفروق لصالح المجموعة التجريبية.
90
-2-1-5عرض نتيجة السؤال الثاني :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين
التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة تخطيط الدرس؟
متوسطات أداء المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة تخطيط الدرس
أظهرت نتائج القياس البعدي لمهارة تخطيط الدرس في الجدول رقم ( )8وجود فروق ذات داللة إحصائية
في أداء الطلبة المعلمين بين المجموعة التجريبية والضابطة ،حيث بلغت قيمة ( )Uمان ويتني ( )2.50وهي قيمة
ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ،)0.01ألن قيمة الداللة ( )0.000هي أصغر من ( )0.01وبالتالي
توجد فروق ،وبما أن متوسط رتب المجموعة التجريبية البالغ ( )20.77أكبر من متوسط رتب المجموعة الضابطة
البالغ ( ،)8.17فإن الفروق لصالح المجموعة التجريبية.
-3-1-5عرض نتيجة السؤال الثالث :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين
التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة إدارة الصف؟
ل جابة عن هذ السؤال تم استخدام اختبار مان ويتني ( Mann-Whitney )Uللعينات المستقلة لبيان
داللة الفروق بين متوسطي أداء المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بالنسبة لمهارة إدارة
الصف.
متوسطات أداء المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة إدارة الصف
أظهرت نتائج القياس البعدي لمهارة إدارة الصف في الجدول رقم ( )9وجود فروق ذات داللة إحصائية
في أداء الطلبة المعلمين بين المجموعة التجريبية والضابطة ،حيث بلغت قيمة ( )Uمان ويتني ( )0.000وهي
قيمة ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ،)0.01ألن قيمة الداللة ( )0.000هي أصغر من ()0.01
وبالتالي توجد فروق ،وبما أن متوسط رتب المجموعة التجريبية البالغ ( )21أكبر من متوسط رتب المجموعة
الضابطة البالغ ( ،)8فإن الفروق لصالح المجموعة التجريبية.
-4-1-5عرض نتيجة السؤال الرابع :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين
التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة مالحظة الفروق الفردية؟
ل جابة عن هذ السؤال تم استخدام اختبار مان ويتني ( Mann-Whitney )Uللعينات المستقلة لبيان
داللة الفروق بين متوسطي أداء المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بالنسبة لمهارة
مالحظة الفروق الفردية.
متوسطات أداء المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة مالحظة الفروق الفردية
أظهرت نتائج القياس البعدي لمهارة مالحظة الفروق الفردية في الجدول رقم ( )10وجود فروق ذات داللة
إحصائية في أداء الطلبة المعلمين بين المجموعتين التجريبية والضابطة ،حيث بلغت قيمة ( )Uمان ويتني
( )12.50وهي قيمة ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ،)0.01ألن قيمة الداللة ( )0.000هي أصغر من
( )0.01وبالتالي توجد فروق ،وبما أن متوسط رتب المجموعة التجريبية البالغ ( )19.86أكبر من متوسط رتب
المجموعة الضابطة البالغ ( ،)8.83فإن الفروق لصالح المجموعة التجريبية.
-5-1-5عرض نتيجة السؤال الخامس :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات
المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة التقويم الصفي؟
ل جابة عن هذ السؤال تم استخدام اختبار مان ويتني ( Mann-Whitney )Uللعينات المستقلة لبيان
داللة الفروق بين متوسطي أداء المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بالنسبة لمهارة التقويم
الصفي.
92
أظهرت نتائج القياس البعدي لمهارة التقويم الصفي في الجدول رقم ( )11وجود فروق ذات داللة
إحصائية في أداء الطلبة المعلمين بين المجموعتين التجريبية والضابطة ،حيث بلغت قيمة ( )Uمان ويتني
( )0.000وهي قيمة ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ،)0.01ألن قيمة الداللة ( )0.000هي أصغر من
( )0.01وبالتالي توجد فروق ،وبما أن متوسط رتب المجموعة التجريبية البالغ ( )21أكبر من متوسط رتب
المجموعة الضابطة البالغ ( ،)8فإن الفروق لصالح المجموعة التجريبية.
-6-1-5عرض نتيجة السؤال السادس :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات
المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة األسئلة الصفية؟
ل جابة عن هذ السؤال تم استخدام اختبار مان ويتني ( Mann-Whitney )Uللعينات المستقلة لبيان
داللة الفروق بين متوسطي أداء المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بالنسبة لمهارة
األسئلة الصفية.
متوسطات أداء المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة األسئلة الصفية
أظهرت نتائج القياس البعدي لمهارة األسئلة الصفية في الجدول رقم ( )12وجود فروق ذات داللة
إحصائية في أداء الطلبة المعلمين بين المجموعتين التجريبية والضابطة ،حيث بلغت قيمة ( )Uمان ويتني ()16
وهي قيمة ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ،)0.01ألن قيمة الداللة ( )0.001هي أصغر من ()0.01
وبالتالي توجد فروق ،وبما أن متوسط رتب المجموعة التجريبية البالغ ( )19.55أكبر من متوسط رتب المجموعة
الضابطة البالغ ( ،)9.07فإن الفروق لصالح المجموعة التجريبية.
93
-7-1-5عرض نتيجة السؤال السابع :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة
التجريبية في القياس القبلي والقياس البعدي في مهارات التدريس؟
ل جابة عن هذ السؤال تم استخدام اختبار ( Wilcoxon )Wللعينات المترابطة لبيان داللة الفروق بين
متوسطي أداء المجموعة التجريبية في القياس القبلي والقياس البعدي بالنسبة لمهارات التدريس مجتمعة.
متوسطات أداء المجموعة التجريبية في القياس القبلي والقياس البعدي لمهارات التدريس
أظهرت نتائج القياس القبلي والقياس البعدي لمهارات التدريس مجتمعة في الجدول رقم ( )13وجود فروق
ذات داللة إحصائية في أداء الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية ،حيث بلغت قيمة ( )Zوفق اختبار
)2.973( Wilcoxonوهي قيمة ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ،)0.01ألن قيمة الداللة ()0.003
هي أصغر من ( )0.01وبالتالي توجد فروق ،وبما أن متوسط رتب المجموعة التجريبية في القياس البعدي البالغ
( )6.00أكبر من متوسط رتب المجموعة التجريبية في القياس القبلي البالغ ( ،)0.00فإن الفروق لصالح القياس
البعدي.
-8-1-5عرض نتيجة السؤال الثامن :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة
الضابطة في القياس القبلي والقياس البعدي في مهارات التدريس؟
ل جابة عن هذ السؤال تم استخدم اختبار ( Wilcoxon )Wللعينات المترابطة لبيان داللة الفروق بين
متوسطي أداء المجموعة الضابطة في القياس القبلي والقياس البعدي بالنسبة لمهارات التدريس مجتمعة.
الجدول رقم ()14
متوسطات أداء المجموعة الضابطة في القياس القبلي والقياس البعدي لمهارات التدريس
مستوى مجموا متوسط عدد أفراد
الداللة قيمة ()Z القياس
الداللة Sig الرتب الرتب العينة
7 3.50 15 القبلي
دالة 0.003 3.011
113 8.69 15 البعدي
أظهرت نتائج القياس القبلي والقياس البعدي لمهارات التدريس مجتمعة في الجدول رقم ( )14وجود فروق
ذات داللة إحصائية في أداء الطلبة المعلمين في المجموعة الضابطة ،حيث بلغت قيمة ( )Zوفق اختبار
)3.011( Wilcoxonوهي قيمة ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ،)0.01ألن قيمة الداللة ()0.003
هي أصغر من ( )0.01وبالتالي توجد فروق ،وبما أن متوسط رتب المجموعة الضابطة في القياس البعدي البالغ
94
( )8.69أكبر من متوسط رتب المجموعة الضابطة في القياس القبلي البالغ ( ،)3.50فإن الفروق لصالح القياس
البعدي.
-9-1-5عرض نتيجة السؤال التاسع :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات المجموعة التجريبية
في القياس البعدي والقياس التتبعي في مهارات التدريس؟
ل جابة عن هذ السؤال تم استخدام اختبار ( Wilcoxon )Wللعينات المترابطة لبيان داللة الفروق بين
متوسطي أداء المجموعة التجريبية في القياس البعدي والقياس التتبعي بالنسبة لمهارات التدريس.
أظهرت نتائج القياس البعدي والقياس التتبعي لمهارات التدريس في الجدول رقم ( )15عدم وجود فروق
ذات داللة إحصائية في أداء الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية ،حيث بلغت قيمة ( )Zوفق اختبار
)0.777(Wilcoxonوهي قيمة غير دالة إحصائياً عند مستوى داللة ( ،)0.01ألن قيمة الداللة ( )0.437هي
أكبر من ( )0.01وبالتالي ال توجد فروق.
ولحساب حجم تأثير البرنامج التدريبي في حالة استخدام اختبار ( Mann-Whitney )Uتم اعتماد
)2ر−1ر(2
) (عالم .)245 ،2005 ،حيث تشير (ر)1 معامل االرتباط الثنائي المتسلسل الرتب لجالس ،وهو (ر=
ن
إلى متوسط رتب المجموعة االولى ،بينما تشير (ر ) 2إلى متوسط رتب المجموعة الثانية ،وترمز (ن) إلى عدد
أفراد العينة
يتضح من الجدول رقم ( )16أن الفاعلية ذات درجة كبيرة ،حيث بلغت قيمة معامل جالس ( )0.99وهو
ما يشير إلى التأثير الكبير للبرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في أداء الطلبة
المعلمين للمهارات التدريسية.
95
ماهي الصعوبات التي واجهت طلبة معلم الصف في تدريبهم على بعض مهارات التدريس وفق البرنامج
التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة؟
لقد توصل الباحث إلى أن هناك عددًا من الصعوبات التي واجهت الطلبة المعلمين في أثناء تدريبهم،
وبعد االنتهاء منه على بعض مهارات التدريس وفق البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات
المتعددة ،والقيام بالقياس البعدي من خالل تنفيذ الدروس في الصفوف الدراسية ،وذلك باالستناد إلى مشاهداته
ومالحظاته التي دونها في مفكرة الباحث ،إضافة إلى المقابلة التي أجراها مع الطلبة المعلمين في المجموعة
التجريبية .وقد تم تقسيمها إلى نوعين ،األول يتعلق بمهارات التدريس عموماً ،والثاني يتعلق بتطبيق استراتيجيات
نظرية الذكاءات المتعددة كما يأتي:
تأتي في مقدمتها صعوبة " اختيار أنشطة ووسائل تعليمية لبعض الدروس " لتشكل تحدياً أمام الطلبة
المعلمين ،ذلك أن بعض الدروس تضعهم في حيرة من أمرهم ،كيف يختارون وسائل يصلون من خاللها لذكاءات
التالميذ جميعهم ،فالتلميذ يجب أن يفكر ،أن يلمس ،أن يشاهد ،أن يختبر ما يقدم له من معارف وخبرات حتى
يستطيع فهمها ويكون قاد اًر على التفاعل معها.
إن المسح العريض للوسائل واألنشطة واألدوات التي تقترحها نظرية الذكاءات المتعددة جعلت من الطلبة
المعلمين يجدون صعوبة في كيفية اختيار وسائل وأنشطة مميزة وفق ذكاءات التالميذ ،وفي الوقت نفسه التأكد من
توافرها في مكتبة المدرسة أو الحاجة إلى إعدادها ،وخاصة أن هناك دروساً تتطلب تفكي اًر عميقاً لكي يبتكر لها
وسائل .إن هذا الجهد الكبير أشعرهم بهذه الصعوبة .ولتجاوزها كان على الطلبة المعلمين بذل جهد أكبر،
وبخاصة في أثناء تحضير الدروس ،أن يركزوا على الممكنات ،بعد تحديد الهدف والذكاءات المستهدفة ،بحيث
يتأملون ملياً بالمواد والوسائل واألنشطة التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم ،وتنمية ذكاءات تالميذهم .لقد وجد
الطلبة المعلمون أنفسهم ،كما يشير جابر ( ،)2003أمام نظرية ترفض أن يبقى المعلم بعيداً عن رسم الصور
على السبورة ،واستخدام أكبر طيف من اإل يضاحات والوسائل والمواد في عرض الدرس ،وهي بذلك تضعه أمام
نفسه ليتفحص ما إذا كان أسلوبه وأدائه التدريسي يتطابق مع الذكاءات المتعددة.
كما تأتي صعوبة " كثافة أعداد التالميذ في الصف الدراسي " لتزيد من المعوقات التي واجهت الطلبة
المعلمين ،حيث يعد وجود أعداد كبيرة من التالميذ في الصف الواحد معضلة تعوق أية محاولة الستخدام أساليب
حديثة في العملية التعليمية .وقد عبر الطلبة المعلمين عن هذه الصعوبة من خالل تلميحاتهم وأقوالهم ،حيث
علق أحدهم بالقول " :كيف يمكن أن أتحدث مع التلميذ على انفراد كاستراتيجية ضبط لألنماط السلوكية الفردية
وأمامي عشرات من العيون تنظر إلي " ،وأشار طالب آخر " كيف أالحظ هذا العدد الهائل من التالميذ؟ ".
إن العدد الكبير للتالميذ في الصف يضع المعلم أمام تحدي التعامل معهم وادارتهم ،وكيفية الوصول إلى
إمكاناتهم وذكاءاتهم ،فهذا يتطلب منه اإلشراف المباشر على كل واحد منهم ،واذا ما تجاوز المعلم هذه الصعوبة
96
في التحضير للدرس ،فإنه بال شك أمام هذه المشكلة في أثناء التنفيذ والتقويم ،فكيف يمكن أن يطبق قوائم
المالحظة ألداء مهمة تعليمية لخمسين تلميذاً على األقل؟ كيف يمكن أن يوزع أوراق العمل أو أعمال التالميذ
فيما بينهم كتطبيق الستراتيجية تقويم األقران دون إحداث فوضى؟ كيف يمكن أن يطرح أسئلة منوعة ،ويجول
بنظره بين التالميذ؟ كيف يستطيع إشراك أكبر عدد من التالميذ في المناقشة والحوار واجراء التجارب دون
اإلخالل بالنظام الصفي؟ وكيف يستطيع أن يوفر البيئة المادية والنفسية اآلمنة لهذا العدد الكبير من التالميذ؟
وهو بالوقت ذاته مطالب بتحقيق مخرجات أو نتاجات تعليمية نوعية في تعلم التالميذ.
وامتدادًا للصعوبات السابقة تبرز صعوبة " تطبيق استراتيجيات التقويم البديل " وقد أشار الطلبة
المعلمون إلى هذه الصعوبة في أثناء التدريب على مهارة التقويم الصفي ،وفي تطبيق هذه االستراتيجيات في
القياس البعدي ،وكذلك من خالل المقابلة معهم ،حيث علق أحد الطلبة المعلمين بالقول " :إن بعض هذه
االستراتيجيات قد تتطلب أكثر من حصة واحدة " ،وعقب آخر " إن تطبيق استراتيجيات التقويم البديل ،وبخاصة
تقويم األقران ،قد يسبب الفوضى في الصف الدراسي " ،بينما اشارت طالبة معلمة " إلى أنه من الصعوبة بمكان
وضع موازين تقدير لبعض المهام التي يجب أن يؤديها التلميذ " ،وقالت ثانية " :إن هذه االستراتيجيات في التقويم
البديل تمثل عبئاً إضافياً على المعلم في الصف الدراسي ،فلديه الكثير من األعمال اإلدارية األخرى ".
ولقد بين جابر ( )2003أن نظرية الذكاءات المتعددة تؤكد أن المعلمين عندما يدرسون على أساس
التنوع للوصول إلى الذكاءات السبعة لدى التالميذ ،فإنه يجب عليهم أن يفكروا بتقويم تالميذهم وفق تباينهم أيضاً،
على قاعدة إمكانية الحصول على نتائج لتعلمهم يمكن الركون إليها من مصادر متعددة ،وليس باالعتماد على
االختبارات التقليدية فقط على أنها المصدر الوحيد.
تأتي في مقدمة هذه الصعوبات صعوبة " صياغة أهداف الدرس " حيث تجلت هذه الصعوبة في ضعف
صياغة االهداف العامة منها والسلوكية ،والتداخل بينها ،فقد يستخدم الطالب المعلم أفعاالً سلوكية عند صياغة
األهداف العامة .إضافة الى االكثار من االهداف السلوكية في الدرس الواحد التي ربما تتجاوز الثمانية ،مع
التركيز على المجال المعرفي بعيداً عن المجال الوجداني أو المهاري.
كما ظهرت صعوبة " استخدام اللغة الفصحى " من خالل ميل الطلبة المعلمين إلى استخدام اللهجة
العامية واالبتعاد عن التحدث إلى التالميذ باللغة العربية الفصحى ظناً منهم أن التالميذ لن يكون بمقدورهم فهم
الدرس أو ما يقدم إليهم من معارف وخبرات إذا ما تم الحديث باللغة العربية الفصحى .وقد انسحب ذلك على
عدم التركيز وبخاصة عند التالميذ على األحرف اللثوية ولفظها الصحيح ،وترافقت هذه الصعوبة بضعف الصوت
وعدم استخدام طبقاته كوسيلة لجذب انتباه التالميذ.
وبرزت صعوبة " ضبط سلوكيات التالميذ " من خالل تجاهل السلوكيات الفردية الخاطئة لدى بعض
التالميذ كأن يقوم تلميذ بضرب زميله ،أو الحديث بين تلميذين أثناء حديث المعلم ،أو محاولة أخذ بعض األدوات
الخاصة بالتلميذ من قبل تلميذ آخر .إضافة دخول الطالب المعلم بين التالميذ بحيث ينسى الكثير من التالميذ
97
خلفه والذين بدورهم يقومون بسلوكيات غير مرغوبة .كما أن إخراج تالميذ للكتابة على السبورة واالهتمام به
بشكل كامل أسهم في حدوث فوضى في الصف الدراسي .واالصرار على الترديد الجماعي ل جابات أو قراءة
بعض الدروس أو األغاني كرس الفوضى أكثر فأكثر ،ولم يكن لدى غالبية الطلبة المعلمين حيال هذه الصعوبة
إال توجيه النقد لجميع التالميذ بالقول انتبهوا.
كما أن صعوبة " جذب انتباه التالميذ " زادت من ارتباك الطلبة المعلمين في الحفاظ على سوية مرتفعة
من تواصل التالميذ معهم طوال الحصة الدراسية ،مما أدى إلى غياب الحوار والمناقشة ،وظهور الملل لدى
التالميذ ،والسرعة في إنهاء الدرس من قبل الطلبة المعلمين .وبالتالي فالمعلم الممتلك للمهارات التدريسية يكون
قاد اًر على زيادة تفاعل التالميذ في الصف الدراسي ،ومن جهة ثانية التحكم في انتباههم من خالل تشويقهم واثارة
تفكيرهم ،مما يؤدي إلى تجاوز الرتابة في الدرس والوصول إلى التفاعل الحقيقي.
أظهرت نتيجة السؤال األول تفوق الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية ،الذين تدربوا على مهارات
التدريس وفق برنامج تدريبي قائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،مقارنة مع الطلبة المعلمين في المجموعة
الضابطة الذين تدربوا على مهارات التدريس في السياق العادي للتربية العملية.
تتفق هذه النتيجة وما أكده جابر ( ) 2004من أن المدرسين الفعالين هم الذين يتميزون بالتخطيط الدقيق
لدروسهم ،وتحديد أهدافهم وأهداف تعلم تالميذهم ،ومراقبة أعمال التالميذ ،وحثهم على التفكير الناقد والبحث
والتقصي .كما تتالقى هذه النتيجة وما توصلت إليه دراسة ماكاريو ( )Maccario, 2012التي أشارت إلى أن
هناك أث اًر إيجابياً يتركه خضوع الطلبة المعلمين إلى خبرات ميدانية حقيقية ،وتعلم تجريبي ،يؤدي إلى توسيع
معارفهم وتنمية مداركهم وصقل شخصياتهم التربوية.
ورغم اختالف الدراسة الحالية عن دراسات أخرى (مخلف2010 ،؛ الدهش2010 ،؛ البدور )2004 ،من
حيث حجم العينة ،الذي كان يقارب في الدراسات الثالث :من الستين إلى السبعين طالباً ،وكذلك المرحلة التعليمية،
إضافة إلى تناولها دراسة الفروق بين الجنسين ،والطلبة ذوي صعوبات التعلم ،إال أن هناك اتفاقاً من حيث النتائج
التي أشا رت إلى تفوق الطلبة في المجموعة التجريبية الذين تدربوا وفق أنشطة تعليمية أو استراتيجيات قائمة على
نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
كذلك تتقارب نتيجة السؤال األول مع نتيجة دراسة إكسي ولين ( )Xie& Lin, 2009التي أثبتت أن التعليم
كان أكثر فاعلية لدى طلبة المجموعة التجريبية الذين تم تدريسهم في ضوء نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ،مع
اإلشارة إلى أن مدة التجربة في هذه الدراسة استغرقت ست وثالثين ساعة تدريبية ،موزعة على ثمانية عشر أسبوعاً،
وطبقت على عينة بلغت واحد وسبعين طالباً جامعياً ،وهذه المدة أبعدتها عن ضغط الوقت ،واتاحة الفرصة للتدريب
أكثر ،وميزتها عن الدراسة الحالية.
98
كما تتفق نتيجة السؤال األول وما توصلت إليه دراسة الشماط ( )2011من حيث تأكيدها وجود فروق ذات
داللة إحصائية في القياس البعدي في بعض المهارات التدريسية لصالح طلبة المجموعة التجريبية ،الذين تدربوا
وفق برنامج محاكاة حاسوبي.
ويرى الباحث أن تفوق طلبة المجموعة التجريبية في القياس البعدي لمهارات التدريس كافة ،إنما يعود إلى
اإلعداد الجيد للبرنامج التدريبي وفق أسس علمية ،وتميزه بمحتوى وأنشطة وأساليب جديدة .كما أن عرض البرنامج
التدريبي على شكل جلسات تدريبية ،بحيث يقدم فيها المحتوى العلمي وفق برنامج بوربوينت ،وتتخللها مناقشات
وحوارات وأنشطة تدريبية متنوعة ،أثار دافعية الطلبة المعلمين ل قبال على التدريب على مهارات التدريس ،وهم
على قناعة بأن ذلك سيسهم في االرتقاء بأدائهم التدريسي ،وهم على أعتاب التخرج واالنتقال الكامل إلى الميدان
العملي ،إضافة إلى اشتمال البرنامج على نماذج وأمثلة تطبيقية لهذه المهارات في ضوء نظرية جاردنر للذكاءات
المتعددة من تخطيط الدروس ،وأساليب إلدارة الصف ،وأدوات لمالحظة الفروق الفردية ،واستراتيجيات للتقويم
الصفي ،وفنيات لطرح االسئلة.
إن هذا البرنامج جعل الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية أكثر عمقاً في التفكير بكيفية التخطيط
لدروسهم بما يناسب ذكاءات تالميذهم ،واختيار الوسائل واألساليب واألنشطة التي تناسب أكبر عدد من الذكاءات
في الحصة الدراسية ،إضافة إلى التفكير بإدارة صفوفهم وفق استراتيجيات تحترم مشاعر التالميذ وتراعي سلوكياتهم
الفردية وتوجيهها إيجابي ًا .كما قدم البرنامج التدريبي للطلبة المعلمين نماذج ألدوات يستطيعون من خاللها مالحظة
تالميذهم في أدائهم وأعمالهم ،واالعتماد عليها الختيار أساليب لتعليمهم وفقاً لمستوياتهم ،واستخدام أساليب حديثة
ف ي التقويم تعتمد على إظهار األداء الحقيقي للتلميذ .كما أن تدريب الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية على
صياغة األسئلة وطرحها ،منحهم القدرة على الوصول أكثر إلى التالميذ وذكاءاتهم ،بحيث يتيحون المجال لهم
للمناقشة والحوار وتقديم أفكارهم وآرائهم ،بحيث يتأكدون أنهم أمام معلم يسمع جميع أصواتهم.
-2-2-5مناقشة نتيجة السؤال الثاني :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات
المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة تخطيط الدرس؟
بينت نتيجة هذا السؤال وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية
والضابطة في القياس البعدي لمهارة تخطيط الدرس ،وذلك لصالح الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية ،الذين
تدربوا على مهارة تخطيط الدرس وفق نظرية الذكاءات المتعددة.
تنسجم هذه النتيجة وما أشار إليه جابر ( )2003من أن نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ال تقيد
المعلمين بقواعد محددة ،بل تضع بين أيديهم طيفاً واسعاً من األنشطة ،واألساليب ،والطرائق ،كي يختاروا أنسبها
وفق فلسفة قائمة على أن جميع التالميذ ال يتعلمون بالطريقة نفسها ،وبالتالي فإن تخطيط الدرس على أساس أن
كل تلميذ لديه إمكانات وقدرات مختل فة وذكاءات متنوعة ،البد من العمل على إظهارها ،بحيث يجعلون تالميذهم
يشعرون ،بأن هذا النوع من التعليم له مغزى ومعنى ،ومرتبط بحياتهم خارج المدرسة.
وتتفق نتيجة السؤال الثاني ودراسة أبو رزق ( )2012في نتيجتها من حيث وجود فروق ذات داللة
إحصائية في أداء أفراد عينة الدراسة في التخطيط اليومي للدروس ،وذلك لصالح طلبة المجموعة التجريبية ،الذين
99
تدربوا على هذه المهارة باستخدام تكنولوجيا السبورة التفاعلية ،ورغم أن حجم العينة بلغ ثالثة وخمسين من الطلبة
ال دراسياً واحدًا ،وبذلك تتالقى
المعلمين ،وهي بذلك تختلف والدراسة الحالية ،إال أن مدة التجربة استغرقت فص ً
الدراستان في تأكيدهما إمكانية تنمية مهارة تخطيط الدرس لدى الطلبة المعلمين عند تدريبهم وفق استراتيجيات
حديثة.
ويعزو الباحث تفوق الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية إلى أن تدريبهم على تخطيط الدرس وفق
نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة ركز على تمكينهم من التحديد الدقيق لألهداف العامة والسلوكية للدرس ،وسالمة
صياغتها ،واالهتمام بها لتالمس مستويات التفكير العليا عند التالميذ ،ومن ثم التأمل في هذا المحتوى لتحديد
المتطلبات األساسية للدرس ،وبعدها يتم اختيار الوسائل التعليمية للدرس في ضوء طيف واسع من البدائل تناسب
أوسع مدى من ذكاءات التالميذ ،وظروف الصف الدراسي ،واالنتقال إلى عرض إجراءات سير الدرس من خالل
شرح واضح ودقيق ،وموسع لكيفية تحقيق أهداف الدرس ،ويستحسن أن يكون هذا العرض وفق جدول يبين كل
خط أفقي فيه الهدف ،واجراءات تنفيذه ،ووس ائله ،وطرائقه ،وزمنه ،والذكاء المستهدف ،وتقويمه المرحلي ،على أن
يكون أقصى زمن للهدف الواحد سبع دقائق ،ويكون عدد األهداف بين أربعة إلى ستة على األغلب .وبعد
االنتهاء من الجدول يوضع إغالق للدرس مع تحديد زمنه بثالث دقائق على األكثر ،من خالل فقرات محددة
الصياغة ،تبرز النقاط الهامة في الدرس من مفاهيم ومصطلحات ،ومن ثم يتم تحديد التقويم الختامي بأسئلة
واضحة محددة ،مع زمنه المقدر بخمس دقائق كحد أقصى ،وفي النهاية يبين الطالب المعلم للتالميذ الواجبات
المنزلية التي يجب عليهم القيام بها في إطار استمرار المعرفة.
إن تد ريب الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية وفق هذه الخطة أكسبهم القدرة على التفكير العميق
بكيفية تحقيق أهداف الدرس وفق إمكانات التالميذ وذكاءاتهم من خالل توظيف االستراتيجيات ،واألساليب
التدريسية المالئمة لهم ،وهذا يتالقى مع تأكيد الهاشمي ( )2006أن التنظيم الجيد ،والدقيق لخطة الدرس يبعد
المعلم عن االرتجال في الصف الدراسي ،من خالل تصوره المسبق للمواقف واألنشطة التي ستحدث في الدرس،
ومن جهة أخرى ينسجم وما بينه راشد ( )2005من أن امتالك المعلم لمهارة تخطيط الدرس يمكنه من وضوح
الرؤية ،ويكسبه مهارة في مواجهة المواقف الصفية بثقة عالية ،ويحرره من الروتين والتقليد ،ويجعله أكثر قدرة على
المقاربة بين ذكاءات تالميذه والمحتوى العلمي من خالل أساليب وأنشطة تساعدهم على النجاح في استيعاب
مستجدات المعرفة اإلنسانية.
-3-2-5مناقشة نتيجة السؤال الثالث :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات
المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة إدارة الصف؟
أوضحت نتيجة هذا السؤال وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين
التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة إدارة الصف ،وذلك لصالح الطلبة المعلمين في المجموعة
التجريبية ،الذين تدربوا على مهارة إدارة الصف وفق نظرية الذكاءات المتعددة.
وتتفق هذه النتيجة وما بينه جابر ( )2003من أن إدارة الصف وفق نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة
إنما تعني خلق بيئة تفاعلية تأخذ في الحسبان حاجات التالميذ وامكاناتهم ،مما يقلل توترهم ،ويزيد فاعليتهم في
100
التعليم والتعلم .وأيضاً تتناسب هذه النتيجة وتأكيد محمد ( )1996من أن النظرة إلى الصف الدراسي يجب أن
تتعدى المكان الذي يجلس فيه التالميذ لالستماع فقط ،إلى أنه مكان الكتساب الخبرات والقيم التربوية الصحيحة،
فالتالميذ هنا يستمعون ،ويعملون ،ويتعلمون من خالل القراءة والكتابة والمشاركة في الحوارات ،واقامة العالقات،
إن هذه البيئة الصفية تحتاج إلى معلم ماهر قادر على إدارتها بكفاءة وفاعلية.
ورغم أن الدراسة الحالية تختلف ودراسة توماس ( (Thomas, 2013من حيث المنهج ،والعينة ،وحجمها
الذي يبلغ مئة وثالثة وعشرين معلماً ومعلمة ،إال أن هناك اتفاقاً من حيث النتيجة التي أظهرت أهمية استخدام
المعلمين للمناقشة والحوار مع التالميذ ،والعمل على زيادة فرصهم للمشاركة في األنشطة الصفية ،مما يبرز مهارة
المعلم في إدارة الصف الدراسي ومواجهة مشكالته بكل اقتدار.
ويرى الباحث أن تفوق الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية كما أظهرته نتيجة هذه الفرضية ،إنما
يعود إلى ما قدمته هذه النظرية من نماذج وأساليب لضبط الصف ،واألنماط السلوكية الفردية ،وتنظيم البيئة
الصفية وفق ذكاءات التالميذ .إن التدريب على هذه النماذج واألساليب مكن الطلبة المعلمين من رفع مستوى
قدرتهم على إدارة صفهم بفاعلية من خالل أخذهم بالحسبان ذكاءات التالميذ وفروقهم الفردية ،ومحاولة إشراك
أكبر عدد منهم في أنشطة الصف وادارته.
إن المعلم العادي يستخدم صوته المرتفع لجذب انتباه التالميذ وضبط الدرس ،حيث يستخدم عبارات من
قبيل تالميذ " انتبهوا " ويكررها ،وفي النهاية قد يرتفع صوته جداً للقول " اصمتوا " ،إن هذا األسلوب اللغوي في
إدارة الصف الدراسي وفق الذكاءات المتعددة يعد األقل فاعلية في ضبط الصف واالستحواذ على انتباه التالميذ،
كما أشار جابر ( ،) 2003وبالتالي على المعلم أن يلجأ إلى أساليب أكثر فاعلية تتوافق مع تنوع ذكاءات التالميذ،
كأن يقوم بإطفاء المصباح وتشغيله ،أو يعلق صو اًر على جدران الصف لتالميذ في حالة االنصراف من المدرسة
كاستراتيجيات للذكاء المكاني ،أو يستخدم الموسيقا الهادئة كخلفية عند تقديمه تمهيداً للدرس كاستراتيجية ذكاء
موسيقي .المهم أن يصل المعلم إلى استراتيجيات لتوجيه التالميذ وضبطهم واالستحواذ على انتباههم ليس عن
طريق الكالم ،ولربما في كثير من األحيان " الصراخ ".
وقد بين زيتون ( )2001أن كثي اًر من الوقت يضيع في الحصة الدراسية بتنبيه التالميذ الذين يثيرون
الضجة أو يلقون أشياء على زمالئهم ،ويقومون بضربهم أحياناً ،أو يشغلوهم بأحاديث تشتت انتباههم ،وحتى الرد
على حديث المعلم بطريقة غير الئقة ،ولذلك تحاول نظرية الذكاءات المتعددة حل تلك المشكالت من خالل
تقديمها نماذج من الضبط والتأديب ،والوصول إلى كل تلميذ والتعامل معه وفق فرديته ،وهذا ما حاول البرنامج
التدريبي إيصاله إلى الطلبة المعلمين وتدريبهم عليه ،فأفضل تعامل مع التالميذ مثيري الشغب هو إشراكهم في
خبرات تعلم مشوقة ،تتحدى قدراتهم بحيث ينجحون فيها ،فالمعلم الذي يدرس وفق الذكاءات المتعددة يعلن
لتالميذه بأنهم في المكان الذي يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم بحرية على أساس تعزيز اعتقاداتهم بأنهم
مقبولين من اآلخرين ،وفي الوقت ذاته يحترمون اآلخرين ويدعمونهم ،وبالتالي هذا المجتمع اآلمن هو البيئة التي
على المعلم أن يبدعها.
101
-4-2-5مناقشة نتيجة السؤال الرابع :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين
التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة مالحظة الفروق الفردية؟
بينت نتيجة هذا السؤال وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية
والضابطة في القياس البعدي لمهارة مالحظة الفروق الفردية ،وذلك لصالح الطلبة المعلمين في المجموعة
التجريبية ،الذين تدربوا على مهارة مالحظة الفروق الفردية وفق نظرية الذكاءات المتعددة.
تتفق هذه النتيجة وما يذهب إليه جاردنر ( )2004في نظريته الذكاءات المتعددة من أن هناك نزعات
في الذكاءات تظهر في سن مبكرة ،وهذا يتطلب من المعلمين بوصفهم األقرب للتالميذ في هذه المرحلة ،أن
يتمتعوا بمهارة عالية في مالحظة هذه النزعات ،بحيث يتمكنون من اكتشافها ووصفها ،والعمل على رعايتها،
للوصول بها إلى أعلى مستوى يمكن أن تصل إليه.
ورغم اختالف الدراسة الحالية ودراستي (Saeidi & Karvandi, 2014؛ )Foong, et al., 2012من
حيث الهدف ،والمنهج ،والعينة ،حيث اتجهت األولى :إلى قياس أداء الطلبة الجامعيين في مهارة الكتابة وربطها
بالذكاءات لديهم ،واتجهت الثانية :إلى قياس مهارات التفكير لدى الطلبة المتفوقين وعالقتها بالذكاءات ،إال أن
الدراسة الحالية تتفق معهما من حيث النتيجة الت ي أشارت إلى أنه ال بد من تفعيل األنشطة الصفية وفق الذكاءات
بناء على مالحظة دقيقة من قبل المعلم ألداء وسلوكيات التالميذ في
المتعددة ،والتنويع في األساليب التدريسية ً
الصف الدراسي ،بحيث يستطيع التقرب من شخصية كل تلميذ ويتعرف إلى ذكاءاتهم أكثر.
ويعزو الباحث تفوق الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية إلى ما تم تدريبهم عليه من نماذج ،وأدوات
تعين المعلم على تحديد ذكاءات التالميذ ووصفها ،فهو معهم يومياً ما يقارب الست ساعات ،وهذه المالحظة ال
تتطلب منه إال لحظات قليلة من هذه الساعات ،فاستخدام المعلم قوائم المالحظة تعد عملية بسيطة من حيث
التنفيذ ،وقيمة من حيث النتائج ،حيث يقوم بوضع إشارة على القائمة التي أعدها مسبقاً مقابل الذكاء أو السلوك
الذي يبديه هذا التلميذ ،أو ذاك في نشاط معين خالل الدرس ،وعندها سيتوفر لديه الكثير من المالحظات على
أداء كل تلميذ وسلوكه ،مما يمكن المعلم من تكوين صورة كاملة عن إمكانات وذكاءات وقدرات تالميذه ،فمالحظة
األنماط السلوكية التي يقوم بها التالميذ إشارة واضحة للمعلم للطرائق واألساليب التي يريدون أن يتعلموا بها.
وتتالقى نتيجة هذا السؤال مع ما أكده عدد من الباحثين (جابر2003 ،؛ عفانة والخزندار )2007 ،من
أن مالحظة المعلم لتالميذه في عملهم في أثناء أوقاتهم الحرة ،في الفرصة على سبيل المثال ،أو عند اختيارهم
لنشاط معين من بين عدد من األنشطة المقدمة إليهم ،تخبره بالكيفية التي يتعلم بها التالميذ بفعالية ،حيث يختار
لهم ما يناسبهم من أساليب تعلم.
إن ا لمعلم العادي نجده على األغلب يلقي الدرس من مكان واحد محدد ،ويكتب على السبورة بشكل أقل،
وفي النهاية يركز قليالً أو ال يركز على تقويم الدرس وغلقه ،أما المعلم الذي يدرس وفق نظرية الذكاءات
المتعددة ،وقد َخبِر الفروق الفردية بين تالميذه ،فإنه ينتقل من استخدام األشكال إلى الصور ،إلى إجراء تجربة
بمشاركة التالميذ ،مستخدماً الموسيقا حيناً والرقص أحياناً أخرى ،مسمعاً تالميذه أغنية ،ومسجالً أداءاتهم في
أنشطة معينة على فيديو الجوال ،إضافة إلى إتاحة الفرص لتفاعل التالميذ مع بعضهم البعض أو دمجهم في
102
تأمل ذاتي ألنشطة فرد ية تبرز أفكارهم واستقاللهم الذاتي ،فهذا الصف الدراسي يبدو كأنه خلية نحل أو مخبر
عملي ،وهذا الصف الذي نريد.
-5-2-5مناقشة نتيجة السؤال الخامس :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات
المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة التقويم الصفي؟
بينت نتيجة هذا السؤال وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية
والضابطة في القياس البعدي لمهارة التقويم الصفي ،وذلك لصالح الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية ،الذين
تدربوا على مهارة التقويم الصفي وفق نظرية الذكاءات المتعددة.
تتفق هذه النتيجة مع ما بينه جابر ( ) 2003من أن نظرية الذكاءات المتعددة تدعو المعلمين إلى اعتماد
تقويم للتالميذ على أساس ما يستطيعون فعله ،وليس على أساس ما حفظوه فقط ،أي اإلقالل ما أمكن من
اختبارات الورقة والقلم ،واالنتقال إلى اختبارات أدائية ،حقيقية ،بديلة ،تقارن التلميذ بمستوى تقدم أدائه هو ،وليس
بما وصل إليه اآلخرون .إن هذا ال يعني إلغاء االختبارات التحصيلية في المدرسة ،بل التوجه أكثر إلى تقويم
النتاجات التعليمية التي ال تركز عليها هذه االختبارات ،كما أشار بذلك مارزانو وآخرون (.)2000
وتتفق نتيجة هذا ا لسؤال في إظهارها لتفوق الطلبة المعلمين الذين تدربوا على مهارة التقويم الصفي وفق
الذكاءات المتعددة والنتيجة التي توصلت إليها دراسة مهدي ( )2010من تفوق الطلبة المعلمين في المجموعة
التجريبية في أداء مهارات التدريس وبخاصة مهارة التقويم الصفي ،والذين تدربوا على هذه المهارة وفق برنامج
التعليم المصغر.
ورغم اختالف الدراسة الحالية ودراسة رحمن وآخرون ( )Rahman, et al., 2011من حيث الهدف،
والعينة ،التي بلغ حجمها ثمانين معلمة ،ومئة وثمانين طالبة ،إال أنهما يتالقيان في النتيجة التي أظهرت أن
التدريب على مهارات التدريس يكسب المعلمين مهارات إجراء عمليات التقويم والتقييم في الصف الدراسي بفعالية.
وتتقارب أيضاً نتيجة السؤال الخامس والنتيجة التي توصلت إليها دراسة عالونة والبلعاوي ( )2010من
تفضيل الطلبة للقيام بمهام تعليمية مستندة إلى تجارب وأداءات ،وتقييمهم وفق ما يمكنهم أن يؤدوه فعالً ،رغم
االختالف مع الدراسة الحالية من حيث الهدف ،والمنهج ،وحجم العينة الذي بلغ ثمانمئة وأربعون من الطلبة
الجامعيين ،إضافة إلى استهداف قياس الذكاءات المتعددة السائدة لديهم.
ويعزو الباحث تفوق الطلبة في المجموعة التجريبية إلى أن تدريبهم على أساليب التقويم البديل مكنهم من
زيادة تفاعل التالميذ في الصف الدراسي ،وكذلك منحهم الفرصة لمقاربة جديدة لما تعلموه في كلية التربية ،ولزمن
طويل ،بأنهم يجب أن يراعو الفروق الفردية بين التالميذ ،ذلك أن اعتمادهم على تقدير األداء كأحد أساليب
التقويم البديل من خالل قيام التالميذ بأنشطة ومهام مرتبطة بكل نوع من أنواع الذكاءات ،إنما يوفر للتالميذ أنواع
من خبرات الحياة الواقعية ،وقد أوضح جاردنر ( )2004أنه يمكن تقويم التالميذ وهم مستغرقون في عمل معين
في الصف الدراسي ،بحيث تتم مالحظة التلميذ في أثناء حله لمسألة معينة على السبورة أو ورقة عمل ،أو عند
قيامه بتجربة ما ،أو إلقاء قصيدة.
103
وحتى ال تكون هذه المالحظة عبثية ،يقوم المعلم بتوثيق نواتج تعلم التلميذ ،وذلك من خالل موازين تقدير
كلية أو تحليلية أو قوائم مراجعة يعدها المعلم ،تتضمن تقييمه ألداء التلميذ في مهام معينة .كما أن تدريب الطلبة
المعلمين على استراتيجية ملف األعمال َبين لهم كيف أنه يمكن أن يكون التقويم مستم اًر ،وعلى الرغم من صعوبة
تطبيقه بالنسبة إليهم في الصف الدراسي ،في فترة التطبيق العملي ،إال أن محاوالت تطبيقه أو اإلشارة إليه،
جعلتهم يفكرون أكثر بتنمية االستقالل الذاتي للتالميذ ،واشراكهم في تقويم أنفسهم .إن إعطاء الطلبة المعلمين
الفرصة لمحاولة تطبيق تقويم األقران والتقويم ال ذاتي للتالميذ في الصف الدراسي ،من خالل تدريبهم على كيفية
تنفيذ هذه االستراتيجيات ،جعلهم يشعرون بالدور الكبير للمعلم في التقويم الجديد ،بحيث يفكرون بكيفية تنفيذ أوراق
التقويم الذاتي ،وكيف يبادلون أعمال التالميذ فيما بينهم في الصف الدراسي ،ويعودونهم على المناقشة ،والنقد،
وااللتزام بالحوار.
-6-2-5مناقشة نتيجة السؤال السادس :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات
المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارة األسئلة الصفية؟
بينت نتيجة هذا السؤال وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية
والضابطة في القياس البعدي لمهارة األسئلة الصفية ،وذلك لصالح الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية ،الذين
تدربوا على هذه المهارة في ضوء نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
وتنسجم هذه النتيجة وما يؤكده جابر( )2000من أن نظرية الذكاءات المتعددة ترى أن المعلم الفعال هو
ال من خالل الحوار والنقاش ،ونقطة االرتكاز في هذا التفاعل هي طرح
الذي يستطيع أن يخلق صفاً دراسياً متفاع ً
األسئلة واإلجابة عنها ،فهي التي تنقل االهتمام والمسؤولية من المعلم إلى التلميذ ،ولذلك يجب أن يكون المعلم
على يقين من أنه كلم ا طرح أسئلة أكثر كلما زاد تعلم التالميذ ،فهذه المهارة تسمح للمعلم أن يراقب فهم تالميذه،
وتوفر له في الوقت نفسه تغذية راجعة.
وتتفق نتيجة السؤال السادس ودراسة توماس ( )Thomas, 2013التي أكدت أنه ال بد للمعلمين من
العمل على زيادة فرص مشاركة التالميذ في الصف الدراسي من خالل المناقشة ،والتي تتطلب مزيداً من طرح
األسئلة من قبل المعلم على تالميذه ،بحيث يساعدهم ذلك على تفتيح آفاق التفكير أمامهم ،وتنمية قدرتهم على
تنظيم أفكارهم ومعالجة الخبرات المقدمة إليهم.
ويرى الباحث بأن تفوق الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية إنما يعود إلى أن تدريبهم على هذه
المهارة وفق البرنامج التدريبي القائم على نظرية الذكاءات المتعددة ،منحهم القدرة على صياغة األسئلة بدقة
ووضوح ،وركز انتباههم على أهمية التنويع في طرحها بأكثر من أسلوب لمساعدة التالميذ على رفع مستوى
تفكيرهم لتكوين إجابة مميزة ،وجعلهم أكثر فعالية في الصف الدراسي ،وأكثر قدرة على الوصول إلى ذكاءات
تالميذهم ،والعمل على تنميتها ،فالمعلم عندما ينوع في ثنائه على األداء الذي يقدمه هذا التلميذ أو ذاك ،ويستخدم
لغة الجسد في طرح األسئلة ،فيلتقي مع تالميذه بصرياً ،ويتحرك لالقتراب منهم ووضع يده على أكتافهم ،ومسح
رؤوسهم بحنان ،واالبتسام وااليماء كمؤشرين على قبول أفكارهم ،هذا يجعل التالميذ يشعرون بالثقة والقوة إلظهار
مكنوناتهم الخفية.
104
كما أنه من المهم بالنسبة إلى الطلبة المعلمين ،وفق ما بينه زيتون ( ،)2001التدريب على أن يراعوا في
أسئلتهم أهد اف الدرس ،ومستويات التفكير العليا لدى التالميذ ،في مقابل االبتعاد عن الغموض ،والمستحيل منها،
وعدم االقتصار على إجابة من قبيل " نعم " أو " ال " ،وعندما يوجهون سؤالهم إلى التالميذ يجب أن يأخذوا في
الحسبان تنظيم جلوسهم ما أمكن ذلك ،وأن يكونوا على دراية بالوقت المناسب لطرح السؤال ،وتوجيهه بطريقة
مباشرة ،ولغة واضحة ،إضافة إلى التأني باإللقاء بحيث يسمحون للتالميذ بفهمه ،وتوزيع أنظارهم بينهم ،وتوجيه
أسئلة متتابعة لعدد منهم ،وينتقلون من تلميذ إلى آخر .إن هذه الفنيات في إلقاء االسئلة تمكن المعلم من جذب
انتباه تالم يذه ومراعاة قدراتهم ،وتشجيعهم في الوقت ذاته ،وبخاصة أولئك الذين يخافون المشاركة في اإلجابة أو
السؤال ،ومن جهة ثانية تجاوز الرتابة في الدرس للوصول إلى التفاعل الحقيقي الذي ينمي ثقة التالميذ بأنفسهم
من خالل إبراز قدراتهم أمام زمالئهم ،بحيث يظهرون بوضوح أنشطتهم الشخصية ،مما يصب في الذكاء
الشخصي واالجتماعي بآن واحد.
-7-2-5مناقشة نتيجة السؤال السابع :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة
التجريبية في القياس القبلي والقياس البعدي في مهارات التدريس؟
أظهرت نتيجة هذا السؤال وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية
قبل تطبيق البرنامج وبعده في مهارات التدريس ،وذلك لصالح القياس البعدي.
وتتفق هذه النتيجة ونتيجة دراسة عمار ( )2011التي أظهرت تنمية مهارات التدريس الفعال لدى الطلبة
المعلمين الذين تدربوا وفق برنامج قائم على أنشطة الذكاءات المتعددة ،علماً أنها تختلف والدراسة الحالية من
حيث عدم وجود مجموعة ضابطة ،أو إجراء قياس تتبعي.
وتتقارب نتيجة السؤال السابع ونتيجة دراسة بدر ( )2005في تأكيدها تفوق طلبة المجموعة التجريبية في
أداء مهارات التدريس في القياس البعدي ،رغم االختالف مع الدراسة الحالية في حجم العينة الذي بلغ ستين طالبة
معلمة ،ومدة تطبيق البرنامج التدريبي التي بلغت اثنتين وعشرين ساعة تدريبية ،إال أنها لم ِ
تجر قياساً تتبعي ًا.
وتلتقي أيضاً هذه النتيجة ونتائج دراستي (Bozkurt, et al., 2012؛ )Serbanescu, 2012في
إشارتها إلى الدور المهم لمستوى الرغبة والدافعية لدى الطلبة المعلمين في حضور البرامج وتلقي التدريب،
يساعدهم على التزود بمهارات تدريسية مستندة إلى اتجاهات حديثة.
ويرى الباحث بأن تفوق الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية ،إنما يعود إلى ما يحتويه هذا البرنامج
من نشاطات وأساليب ومعلومات توسع مداركهم ،وتضعهم في مواقف يبحثون من خاللها عن كيفية المواءمة بين
المنهاج الدراسي وامكانات التالميذ وذكاءاتهم .إضافة إلى ما لمسه كل طالب منهم بأن الفرصة سانحة أمامه
لتنمية وتحسين مهاراته وابراز إمكاناته من خالل ما تؤكده هذه النظرية للمعلم أن أسلوبه التدريسي يؤثر بشكل
مباشر في تعلم التالميذ في الصف الدراسي ،وهذا ما جعلهم أكثر قدرة على التفكير اإليجابي بكيفية مواجهة
الفروق الفردية بين التالميذ من خالل استخدام استراتيجيات جديدة تعتمد على المزج بين الكلمة المنطوقة،
والوسائل التعليمية ،واألنغام الموسيقية ،ولغة الجسد للوصول إلى األسلوب الذي يفضله كل تلميذ في تعلمه .وقد
تم تدريب الطلبة المعلمين وفق نماذج يمكن أن يستندوا إليها لتنشيط ذكاءات التالميذ المهملة ،وخلق توازن بين
105
جميع أنواع الذكاءات ،من خالل استخدام الكثير من األنشطة التي تحاكي تلك الذكاءات ،وتعمل على تنشيطها،
والمضي في تنمية الذكاءات الظاهرة لدى التالميذ إلى مستويات أعلى.
وأشار جابر ( )2003إلى أن المعلم عندما يتعامل بجدية واهتمام مع التالميذ الذين يقدمون إليه عمالً
ال مبتك اًر لمسألة على السبورة ،فإنه بذلك يهتم بتنمية الذكاء المكاني أو
ممي اًز في الرسم أو الموسيقى أو ح ً
الموسيقي ،ولربما الرياضي المنطقي والشخصي أيضاً لدى هذا التلميذ أو ذاك ،وهذا بخالف المعلم التقليدي الذي
يتجاهل كثي اًر ما يقوم به التالميذ من مشاريع فردية أو إبداعات في إلقاء القصائد أو الغناء ،وبهذا التجاهل إنما
يطفت ذلك الجزء من الذكاء لدى التالميذ دون أن يشعر.
-8-2-5مناقشة نتيجة السؤال الثامن :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة
الضابطة في القياس القبلي والقياس البعدي في مهارات التدريس؟
لقد بينت نتيجة هذا السؤال وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة الضابطة
في القياس القبلي والقياس البعدي في مهارات التدريس كافة ،وذلك لصالح القياس البعدي.
ورغم اختالف الدراسة الحالية ودراسة مهدي ( )2010من حيث نوعية البرنامج المستخدم في تدريب
الطلبة المعلمين ،حيث استخدم في دراسته برنامج التعليم المصغر ،إال أن هناك اتفاقاً بين الدراستين في التوصل
إلى حدوث تحسن في أداء طلبة المجموعة الضابطة الذين تدربوا في سياق البرنامج التقليدي المتبع في كليات
التربية من خالل التربية العملية.
ويعزو الباحث هذه النتيجة التي أشارت إلى تحسن في أداء طلبة المجموعة الضابطة ،إلى طبيعة
البرنامج المتبع في الكلية لتدريب الطلبة المعلمين على مهارات التدريس في سياق التربية العملية ،والتي تنفذ
ميداني ًا في المدارس ،ذلك أن هذا التدريب يتم وفق مدخل الكفايات التدريسية الذي يعتمد على إمداد الطالب المعلم
بالكفايات التي تمكنه من أداء د وره في الصف الدراسي وتحقيق أهداف التعليم المرغوب فيها .وهذا ال يعني أن
هناك قصو اًر في تدريب الطلبة المعلمين ،بل أن هذا التدريب يستند إلى االتجاه السائد في برامج إعداد المعلمين
في كليات التربية عموماً ،حيث تشير الفتالوي ( )2003إلى أنه يتم تحديد كفايات تدريسية من قبل القائمين على
برامج إعداد المعلم ،بحيث يجب على الطالب المعلم امتالكها بشكل واضح ،ويكون القائمين على هذه البرامج هم
المسؤولين عن بلوغ الطلبة المعلمين لمستويات هذه الكفايات.
وتؤكد المقطرن ( )2009بأن البرامج التي تعتمد مبدأ الكفاية في إعداد المعلم ال تقبل إعداد وتدريب
المعلمين عن طريق تزويدهم بمعارف متنوعة واكسابهم بعض الخبرات لتحمل أعباء المسؤولية ،بل ال بد أن يصل
المعلمون إلى حد أدنى من الكفاية في أداء المهام األساسية .ويشير راشد ( )2005إلى أن المعلم الذي يمتلك
قدرات تصل به إلى تحقيق الحد األدنى من األهداف التعليمية يمكن وصفه بأنه يمتلك كفايات ألداء عمله والقيام
بواجباته على الوجه األكمل ،ولكن يجب االنتباه إلى أن الكفاية تصف الحد األدنى لألداء.
وتبين الفتالوي ( )2004بأن هذا البرنامج يمد معلمي المستقبل بخبرات تعليمية تربوية ،تساعدهم على
القيام بأ دوارهم التعليمية المتطورة باستمرار ،وذلك من خالل تمكينهم من أداء كفايات تعليمية محددة .فالمقررات
الدراسية االختصاصية منها ،أو التربوية ال يمكن أن تضمن وحدها االعداد الجيد للطالب المعلم ،بل ال بد من
106
التدرب على كفايات تدريسية واتقانها ،فالطالب المعلم عندما يعرف الكفايات التي يجب أن يكتسبها ،فإنه يعمل
بجد لتحقيق األهداف والتمكن من هذه الكفايات .كما أن التدرج في تعليمها وتقديمها يسهل ترجمتها إلى خبرات
عملية ميدانية.
-9-2-5مناقشة نتيجة السؤال التاسع :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات المجموعة
التجريبية في القياس البعدي والقياس التتبعي لمهارات التدريس؟
لقد بينت نتيجة هذا السؤال عدم وجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات المجموعة التجريبية في
القياس البعدي والقياس التتبعي لمهارات التدريس.
وتتفق هذه النتيجة مع نتائج كل من دراسات (Emendu & Udogu, 2013؛ االهدل2009 ،؛ عياد،
) 2008في تأكيدها أن تدريب الطلبة وتدريسهم وفق نظرية الذكاءات المتعددة قد ساعدهم على االحتفاظ بما
تدربوا عليه ،على الرغم من أن هذه الدراسات الثالث طبقت القياس التتبعي بعد مرور أربعة أسابيع ،وهي بذلك
تختلف والدراسة الحالية التي طبقت القياس التتبعي بعد مرور ما يقارب ستة أسابيع.
ويرى الباحث أن هذه النتيجة تشير إلى استمرار فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر
للذكاءات المتعددة حتى الفترة التتبعية ،مما يدل على احتفاظ الطلبة المعلمين بالمعارف والخبرات والمهارات التي
اكتسبوها ع ند خضوعهم للتدريب على هذا البرنامج .حيث يختلف دور المعلم الذي يدرس وفق الذكاءات المتعددة
عن المعلم العادي ،فهو ينتقل من ذكاء إلى آخر بحيث يحاول الوصول إلى جميع التالميذ ،فتارة يسأل ،وتارة
يرسم على السبورة ،وثالثة يقوم بتسجيل صوت التلميذ عند أدائه قصيدة أمام زمالئه ،أو أن يقوم المعلم بعرض
فيديو أو إشغال التالميذ بأنشطة تتحدى تفكيرهم .إضافة إلى إتقان الطلبة المعلمين الخبرات والمعارف المقدمة
إليهم على أساس أنها استراتيجيات تساعدهم كثي ًار في التقرب من شخصيات تالميذهم ،وتعمل على تنمية
ذكاءاتهم من خالل مواجهة ف روقهم الفردية .إن المحتوى العلمي الذي قدمه البرنامج التدريبي القائم على نظرية
جاردنر للذكاءات المتعددة ،المبسط في عرضه ،والمحكم في تركيزه على المهارات وأدائها ،والمستند إلى نماذج
تدريبية وأنشطة وفق الذكاءات المتعددة ،ساعد الطلبة المعلمين في إدراك األهمية الفعلية ،والقيمة الحقيقية للتدريب
على المهارات التدريسية ،وهو ما أسهم في تحسين هذه المهارات لديهم ،واالحتفاظ بها لالستفادة منها في المستقبل
عندما يصبحون مدرسين في صفوفهم الدراسية.
ماهي الصعوبات التي واجهت طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة حلب في تدريبهم على بعض مهارات
التدريس وفق البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة؟
لقد برزت صعوبة " اختيار أنشطة ووسائل تعليمية لبعض الدروس " لتزيد من تحدي الطلبة المعلمين
ألنفسهم واصرارهم على التدريب أكثر ،حيث تركز نظرية الذكاءات المتعددة على التنويع في الوسائل التعليمية
المناسبة إلمكانات كل تلميذ وما يتسم به من ذكاءات.
107
إن المعلم العادي في الصف الدراسي يتمسك باإللقاء الذي ال يحتاج منه في كثير من األحيان إال إلى
الكتاب المدرسي والسبورة مع لون واحد من األقالم للكتابة عليها كأدوات ووسائل تعليمية .أما المعلم الماهر
والذي يدرس وفق الذكاءات المتعددة فإن عليه دائماً أن يضع بذهنه أن يتعدى السبورة والكتاب المدرسي بمزيد من
الوسائل لتالقي أوسع طيف من تالميذه وذكاءاتهم ،وتعمل على جذبهم أكثر نحو التعلم ،بدءاً من أوراق العمل
إلى األشكال الهندسية واأللغاز المنطقية ،والخرائط والمجسمات والرسوم ،إضافة إلى األلعاب الحركية ،واألناشيد
والبطاقات التوضيحية ،والمشروعات الفردية ،واأللوان ،وأجهزة اإلسقاط والمجاهر والحواسيب ،وصوالً إلى مكتبة
لحفظ ملفات األعمال .إن نظرية الذكاءات المتعددة ،كما يشير عفانة والخزندار ( ،)2007في إلحاحها على
اختيار واستخدام أوسع مدى ممكن من الوسائل واألنشطة التعليمية التعلمية ،ال تعمل على تقييد المعلم ،إنما تمده
بمعالم يهتدي بها لتطوير أدائه التدريسي بما يتناسب والمواقف الصفية بتفاعالتها وظروفها المختلفة ،وتدعوه أكثر
إلى التفكير بتنمية ذكاءات تالميذه.
وجاءت صعوبة " كثافة أعداد التالميذ في الصف الدراسي " لتلقي بظاللها على أداء الطلبة المعلمين
في أثناء تنفيذهم للدروس في الصف الدراسي ،واظهار مهاراتهم التدريسية .إن نجاح المعلم في التعامل مع
التالميذ وفق ذكاءا تهم يعتمد بشكل كبير على وجود أعداد مثالية من التالميذ في الصف الدراسي ،بحيث يستطيع
المعلم أن ينظر معهم ،ويفكر من أجل كل واحد منهم ،ما لدى هذا التلميذ أو ذاك من إمكانات وقدرات ،وما يتسم
به من ذكاءات ،كيف يستطيع تنمية مهارات تالميذه بحيث يتالقى مع شخصياتهم؟ ويملك الفرصة لمالحظة
سلوكياتهم وأداءاتهم وأعمالهم ،لكي يكون معرفة كاملة عن كل تلميذ ،مما يعطيه القدرة على التخطيط السليم
لدروسه على قاعدة الوصول إلى ذكاءاتهم من خالل أنشطة وطرائق تدريسية تتناسب وأساليبهم في التعلم،
واستخدام استراتيجيات في التقويم البديل وطرح األسئلة تتوافق مع فروقهم الفردية.
إن هذه الصعوبة جعلت الطلبة المعلمين مرتبكين في بعض األحيان في أثناء تطبيقهم لمهارة إدارة
الصف ،أو مهارة طرح األسئلة ،أو مهارة التقويم الصفي وفق الذكاءات المتعددة ،فقد يقوم طالب معلم مثالً:
بتصوير أحد التالميذ عبر فيد يو الهاتف الجوال في أثناء قيامه بحل مسألة أو الكتابة على السبورة ،وفي الوقت
ذاته يراقب ويضبط سلوكيات التالميذ اآلخرين ،وأعداد التالميذ تالمس الخمسين ،إنها بال شك إحدى المعوقات
التي تحد من استخدام الكثير من االستراتيجيات وأساليب التعلم الموائمة لذكاءات التالميذ ،فإذا حاول المعلم أن
يمنح التالميذ الفرصة لوضع قواعد صفية للسلوك السليم ،كاستراتيجية ذكاء اجتماعي لضبط الصف ،أو استخدام
موسيقا هادئة للبعض ،ومنشطة للبعض اآلخر ،أو استخدام تقويم األداء ،كاستراتيجيات للذكاءات الموسيقية،
والجسمية الحركية ،لمواجهة األنماط السلوكية الفردية وفق الذكاءات المتعددة .إن كل ذلك يبدو صعباً جداً أمام
هذا العدد من التالميذ ،وقد يخلق نوعاً من الفوضى التي ال يمكن ضبطها وفق ذكاءات التالميذ.
إضافة إلى الصعوبات السابقة واجهت الطلبة المعلمين " صعوبة تطبيق استراتيجيات التقويم البديل "،
ومع أنه تم التركيز في تدريب الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية على مهارة التقويم الصفي وفق نظرية
الذكاءات المتعددة على أن يكونوا أكثر قدرة على تجاوز هذه الصعوبة من خالل مدهم بنماذج تدريبية
الستراتيجيات التقويم البديل ،والعمل معهم في األنشطة التدريبية التي تلت الجلسات المخصصة لهذه المهارة لكي
108
يكونوا قادرين على وضع موازين تقدير ،وقوائم مراجعة لبعض المهمات التعليمية ،وتصور لملف األعمال وفق
الذكاءات المتعددة ،إضافة إلى تنظيم أوراق تقويم ذاتي ،وكيفية عمل تقويم األقران ،وكل ذلك في ضوء نماذج
تدريبية قائمة على الذكاءات المتعددة .إن هذا التدريب أسهم ومن خالل ما الحظه الباحث في اإلقالل من هذه
الصعوبة لدى الطلبة المعلمين ،وتخفيض توترهم وارتباكهم في أثناء تطبيقهم لهذه االستراتيجيات في الصف
الدراسي.
إن استخدام استراتيجيات التقويم البديل يتطلب عمالً أكبر وثقة بالتغيير الذي من الممكن أن تحدثه في
أداء المعلم والتالميذ على حد سواء ،فالمعلم وفق التقويم البديل يفكر في كيفية تقويم أداء تالميذه ،فقد تحتاج
مهمة معينة إلى ميزان تقدير رقمي ،ومهمة ثانية إلى قائمة مراجعة .إن المعلم من خالل تفكيره بتحديد المهمات
التعليمية للدروس وفي جميع المواد التي يدرسها ،ووضع أدوات لقياس أداء التلميذ في هذه المهمات ،إنما يسعى
للتأكد من أن تلميذه قد استوعب الخبرة أو المعرفة المقدمة له ،وفهمها ،وأنه أصبح قاد اًر على تطبيقها فعالً ال
حفظاً فقط ،بحيث يكون لديه توثيق وبرهان على فهم تالميذه وتطبيقهم للمعرفة.
كما أن على المعلم أن يمنح تالميذه الفرصة الكاملة لتجهيز ملفات أعمالهم ،حيث يضع في ذهنه وعلى
أوراقه الخاصة خطوطاً عامة لكيفية شكل ومضمون وتقويم هذا الملف ،ويترك للتالميذ مهمة التنظيم والترتيب
واختيار أعمالهم تحت إشرافه المباشر ،بحيث يصل إلى نتائج موثقة ودالة عن أداء هذا التلميذ أو ذاك .إن
استخدام المعلم الستراتيجية التقويم الذاتي يتيح الفرصة أمام التالميذ لكي يتأملوا أعمالهم ،ويراجعوا أداءهم
ليكتشفوا أخطاءهم بأنفسهم ،كما أن على المعلم التفكير بكيفية إجراء تقويم لألقران في الصف الدراسي ،بحيث
يعود تالميذه على إصدار أحكام على نتاجات موجودة أمامهم قدمها زمالءهم على أساس االحترام وتوجيه النقد
لألداء ،وبعبارات تبرز ذكاءهم اللغوي واالجتماعي بآن واحد .إن هذه االستراتيجيات في التقويم البديل تضع على
المعلم عبئاً ثقيالً ،إال أنها تسمح لكل تلميذ بأن يظهر فرديته ،ويبين أدائه ،وينمي ذكاءاته السبعة على األقل.
لقد برزت " صعوبة صياغة أهداف الدرس " لدى الطلبة المعلمين من خالل تقديم دروسهم في القياس
القبلي .إال أنه ومن المالحظ أن الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية ومن خالل إمدادهم بنماذج تدريبية
لكيفية الصياغة الدقيقة ألهداف الدرس ،واألفعال المناسبة التي تستخدم عند صياغة األهداف العامة ،وتلك التي
تستخدم عند صياغة األهداف السلوكية في كل مجال من المجاالت الثالثة ،المعرفية ،والوجدانية ،والمهارية،
وذلك في إطار قاعدة صياغة األهداف مكن الطلبة المعلمين من تجاوز هذه الصعوبة .كما كان تركيز الطلبة
المعلمين منصباً على صياغة األهداف في المجال المعرفي فقط ،ذلك أن صياغة األهداف في المجال المهاري،
والمجال الوجداني ،تتسم بالعمومية والتداخل ،وعدم إمكانية صياغتها بشكل إجرائي قابل للمالحظة والقياس ،فهي
ال وقيم ًا وتقدي اًر واتجاهاً ،أو تمثل مهارات
تعبر في المجال الوجداني عن جوانب انفعالية ،عاطفية ،تمثل ميو ً
جسدية عقلية في مجالها الحسي الحركي.
وقد ركز تدريب الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية وفق نظرية الذكاءات المتعددة على صياغة
األهداف في هذين المجالين ،بحيث ال يخلو درس يقوم بتحضيره كل طالب معلم من تحديد هدف وجداني وآخر
مهاري على األقل ،إال أن هذا ال يعني تجاوز هذه الصعوبة بشكل كامل ،ولكن تعويد الطلبة المعلمين على
109
صياغة األهداف في هذين المجالين ووضعهما بشكل دائم في التحضير ،والتفكير بكيفية قياسهما من خالل
المؤشرات التي تظهر على سل وك التلميذ كداللة على تحقيقهما ،يجعل الطلبة المعلمين أكثر قدرة على أداء هذه
المهارة ،ومواجهة هذه الصعوبة .وتؤكد نظرية الذكاءات المتعددة ،كما يوضح جابر ( )2003على الشمولية
والتنوع في التعاطي مع التالميذ تدريساً وادارة ،انطالقاً من أن شخصية التلميذ متكاملة ويجب العمل على تنميتها
بجوانبها الثالثة ،فالتكامل يعني خلق توازن بين جميع الجوانب ،وليس االقتصار على الجانب المعرفي فقط مثل
ما هو حاصل حالياً .إن مهمة المعلم في الصف الدراسي وفق هذه النظرية منح الفرصة لذكاءات التالميذ
وامكاناتهم ،وبخاصة ما خفي منها ،للوصول إلى أقصى ما يمكن.
كما جاءت " صعوبة استخدام اللغة العربية الفصحى " لتزيد من ارتباك الطلبة المعلمين في التعامل مع
التالميذ ،سؤاالً وجواب ًا ،ذلك أن التنظيم الجيد للسبورة ،والتمهيد الجيد للدرس ،والشخصية المحببة للطالب المعلم
والمقربة من التالميذ ،ال تغني بالتأكيد عن استخدام لغة فصحى في تقديم الدرس ،ولذلك بإمكان الطلبة المعلمين
استخدام لغة فصحى مبسطة ،ذات تراكيب سهلة ،تكون مفهومة من قبل جميع التالميذ ،وهذا ما تم التركيز عليه
أيضاً أثناء التدريب على مهارات التدريس ،والتأكيد على الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية أن هذا المكان
والوقت هما االنسب للتعود على استخدام اللغة الفصحى المبسطة في تقديم دروسهم ،قبل انتقالهم إلى الحياة
العملية ،وبالتالي االبتعاد عن استخدام اللهجة العامية ،فالتالميذ يكونون أكثر انجذاباً لمعلم يتحدث الفصحى،
ويركز عليهم للحديث بها ،والمعلم سيكون أكثر ثقة بنفسه في اختيار التراكيب اللغوية ،وبذلك فالمعلم هنا يعطي
التالميذ الفرصة إلبراز ذكائهم اللغوي وتنميته .وقد الحظ الباحث من خالل تقديم الطلبة المعلمين لدروسهم في
القياس البعدي ،وفي القياس التتبعي ،المحاوالت الجادة والمركزة الستخدام اللغة الفصحى ،وبساطة التراكيب
المستخدمة ،من قبل الطلبة المعلمين.
وبرزت " صعوبة ضبط سلوكيات التالميذ " لتعطي الطلبة المعلمين دافعاً أكبر في التدريب على كيفية
ضبط الصف وفق فردية التالميذ وذكاءاتهم ،واالبتعاد عن التعميم في توجيه المعالجة لتالميذ الصف بأكمله.
حيث تم التركيز في التدريب على مهارات التدريس لدى المجموعة التجريبية على معالجة السلوكيات الخاطئة من
قبل بعض التالميذ وفق نماذج واستراتيجيات للذكاءات المتعددة تراعي الفروق الفردية بين التالميذ ،فإذا بدر من
تلميذ معين تصرف خاطت يمكن للمعلم أن يستدعيه ويتحدث معه على انفراد ،أو يبين امام جميع التالميذ من
خالل األمثلة السلوكيات الص حيحة التي يجب االقتداء بها ،وتلك السلوكيات الخاطئة التي يجب االبتعاد عنها.
وقد لوحظ على الطلبة المعلمين في القياس البعدي قيامهم بمعالجة السلوكيات الفردية الخاطئة وفق استراتيجيات
الذكاءات المتعددة ،واإلشارة إليها ،ومعالجة كل حالة على حدة ،وعدم إهمالها.
كما واجهت الطلبة المعلمين " صعوبة جذب انتباه التالميذ " فليس من السهل على المعلم أن يجعل
التالميذ محدقين به طوال وقت الحصة الدراسية ،ومتواصلين معه في اكتساب الخبرات والمعارف التي يقدمها لهم.
لذلك فإن على المعلم أن يكون ماه اًر في تنويع طرائقه التدريسية ليالمس فردية كل تلميذ أمامه ،ومثي اًر لدافعيتهم
من خالل محاولته إلشراك أكبر عدد منهم في أنشطة الدرس ،بحيث يحرك ذكاءاتهم وبخاصة الكامنة منها .وهذا
110
ما تم التركيز عليه لدى الطلبة المعلمين في أثناء تدريبهم على المهارات التدريسية ،ذلك أن استخدام الموسيقى
كخلفية عند تقديم التمهيد ،واالنتقال إلى تقديم الخبرات والمعارف من خالل لغة واضحة ،واستخدام طبقات صوت
متنوعة ،واشراك التالميذ في اإلجابة عن االسئلة ،إفساح المجال من خاللها للحوار بين التالميذ أنفسهم ،والقيام
بتصوير بعض المهام التعليمية التي يقومون بها ،تجعلهم منجذبين نحو الدرس ،ولربما متلهفين للمزيد من
الخبرات .إن هذا العمل ليس سهالً على المعلم إنما مع التدريب والممارسة يجعله أكثر قدرة ومرونة في اختيار
األساليب األكثر جذباً النتباه التالميذ لدرسهم.
إن النتيجة التي توصلت إليها الدراسة في تحديد عدد من الصعوبات التي واجهت الطلبة المعلمين في
أثناء تدريبهم على مهارات التدريس وفق البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة تتناسب
وما توصلت إليه نتائج دراستي ( )Tok, 2010; Yunus, et al, 2010اللتين أظهرتا أن أهم المعوقات
والصعوبات التي تواجه ال طلبة المعلمين في تدريبهم على مهارات التدريس تتمثل في التدريب على مهارة تخطيط
الدرس ،وكيفية ضبط سلوك التالميذ وتأديبهم ،وادارة الوقت ،واثارة التالميذ واالستحواذ على انتباههم من أجل
تعلمهم .وبالتالي ال بد من االستناد إلى توجهات تعتمد تفريد التعليم ومواجهة الفروق الفردية ،مما يعني تقديم
التعليم لكل تلميذ بما يتالءم مع قدراته وامكاناته ،بحيث يؤدي ذلك إلى إطالق ذكاءاته ومواهبه الكامنة.
وبشكل عام فإن نتائج الدراسة تشير إلى الفاعلية الكبيرة للبرنامج التدريبي ،والتي تجلت من خالل حساب
معامل جالس الذي بلغ ( .)0.99ويرى الباحث أن هذه الفاعلية إنما تعود إلى دقة تنظيمه ،وما قدمه من خبرات
ومعارف مستندة إلى أساليب ونماذج تدريبية ذات اتجاه جديد يعتمد فلسفة تفريد التعليم ،وضرورة االلتفات
واالهتمام جدياً بالفروق الفردية للتالميذ ،وليس مجرد الحديث عنها ،بل في تدريب الطلبة المعلمين على كيفية
أخذها بالحسبان دائماً عندما ينطلقون في عملهم الميداني في صفوفهم الدراسية بعد التخرج .إن هذه النتيجة تدعم
نتائج عدداً من الدراسات (العويضي2012 ،؛ عيسى2012 ،؛ العكري2009 ،؛ عبد القادر وآخرون2009 ،؛
اء ما يقوم منها على نظرية الذكاءات المتعددة ،أو ما
العنيزات )2006 ،التي أظهرت فاعلية برامج تدريبية ،سو ً
يتصل بتنمية مهارات التدريس لدى الطلبة المعلمين ،أو حتى في تنمية المهارات اللغوية لدى الطلبة في المراحل
التعليمية المتوسطة والثانوية ،كذلك الطلبة ذوي صعوبات التعلم .وفي المقابل تختلف هذه النتيجة مع نتيجة
دراسة (حبوش )2010 ،التي أظهرت تأثي اًر متوسطاً لبرنامج تدريبي مقترح في تحسين مهارات القراءة.
وخالصة القول أنه من المهم أن يفكر المعلم ويعمل ويسهم على األقل في إظهار ما لدى تالميذه من
ركاز لغوي وتنميته رويداً رويداً ،بحيث يكون التالميذ أقدر على التحكم بكلماتهم والتعبير عما يجول في داخلهم
بوضوح مما يمكنهم من صياغة أفكا رهم بلغة منظومة أو مكتوبة دقيقة .كما أن تراكم المعرفة الذي توفره المدرسة
للتالميذ من االهتمامات المجردة ،وتآلفها في الوقت ذاته مع االهتمامات اللغوية والموسيقية وغيرها البد وأن يوجد
تلميذاً يشعر باأللفة مع األرقام ،والتناغم في التعامل مع األعداد ،ويتبلور سلوكه في ضوء آرائه حول المحاكمات
العقلية والمقارنة بين المتناقضات والحكم عليها ،إضافة إلى أن مالحظة المعلم لتالميذه في محاكاتهم لآلخرين في
الصف الدراسي واعتماده على أنشطة خاصة بالذكاء الجسمي الحركي ،أو الذكاء المكاني ،أو الذكاء االجتماعي،
111
أو الذكاء الشخصي ،إنما يوفر بذلك الفرصة لكل تلميذ بأن يتعلم بالطريقة التي يفضلها ،ويسمح له بالوقت ذاته
بإظهار ما يتميز به من مواهب وذكاءات.
إ ن المعلم في الصف الدراسي قد ال يصنع من التالميذ جميعهم موسيقيين أو مؤلفي أغاني ،لكن يمكنه
أن ينمي لدى تالميذه وعياً أكبر باألنغام واأللحان والمقطوعات ،وكذلك ينمي لديهم إحساساً أعمق بصدى الكلمة
وايقاعها ،فإذا لم يظهر بينهم مغن بارع أو موسيقي فقد يكونون على األقل مستمعين أذكياء .ومن جهة أخرى إن
نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة بوصفها نتاجاً ممي اًز يركز على تنمية العقل البشري إلى أقصى ما تسمح به
إمكاناته ،وذلك من خالل تأكيدها على المعلمين بأن يستخدموا استراتيجيات وأساليب تراعي الفروق الفردية أوالً،
وتمنحهم الفرصة للتفكير اإليجابي بما لدى تالميذهم من ذكاءات للعمل على إظهارها في إطار التفرد والتميز في
اإلنجاز.
اء أكان مرد ذلك إلى ضعفوفي الختام ربما ال نستطيع أن نقوم بتغيير جذري في العملية التعليمية ،سو ً
االمكانات أو عدم القدرة على مواكبة سرعة التطورات ،إال أننا نحاول من خالل االستفادة من نظرية جاردنر
للذكاءات المتعددة تكريس االهتمام بالمتعلم وامكاناته واهتماماته وذكاءاته ،وزيادة الوعي لدى القائمين على العملية
التعليمية وبخاصة المعلمين منهم ،أن كل تلميذ إنما هو فرد فريد متميز.
وتعرض الدراسة فيما يأتي ملخصاً للنتائج التي تم التوصل إليها ،إضافة إلى التوصيات والمقترحات في
ضوئها ،ومن ثم بيان للمراجع التي اعتمدتها الدراسة والمالحق التي استخدمتها.
112
ملخص النتائج
وتوصيات الدراسة ومقترحاتها
-1فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في تحسين بعض مهارات التدريس لدى
الطلبة المعلمين في كلية التربية بجامعة حلب ،وذلك من خالل ما أظهره حساب معامل جالس من فاعلية كبيرة
للبرنامج ،والذي بلغ ( .)0.99إضافة إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين
التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمهارات التدريس مجتمعةً ،وذلك لصالح الطلبة المعلمين في المجموعة
التجريبية ،الذين تدربوا على هذه المهارات وفق برنامج قائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
-2وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي
لمهارات التدريس كالً على حدة (تخطيط الدرس ،إدارة الصف ،مالحظة الفروق الفردية ،التقويم الصفي ،األسئلة
الصفية) ،وذلك لصالح الطلبة المعلمين في المجموعة التجريبية ،والذين تدربوا على هذه المهارة وفق برنامج قائم
على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
-3وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي والقياس
البعدي في مهارات التدريس ،وذلك لصالح القياس البعدي ،أي بعد تطبيق البرنامج التدريبي على الطلبة المعلمين
في المجموعة التجريبية.
-4فاعلية البرنامج (برنامج التربية العملية) المتبع في كلية التربية بجامعة حلب في تحسين بعض مهارات
التدريس لدى طلبة معلم الصف ،وذلك من خالل وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات
المجموعة الضابطة في القياس القبلي والقياس البعدي في مهارات التدريس ،وذلك لصالح القياس البعدي.
-5استمرار فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة لدى الطلبة المعلمين في كلية
التربية بجامعة حلب ،وذلك من خالل عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات المجموعة التجريبية
في القياس البعدي والقياس التتبعي لمهارات التدريس.
-6تمثلت الصعوبات التي واجهت طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة حلب في تدريبهم على بعض
مهارات التدريس وفق البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة بعدد من الصعوبات ،قسمت
113
إلى قسمين ،القسم األول تناول الصعوبات المتعلقة بتطبيق استراتيجيات الذكاءات المتعددة ،وهي :صعوبة اختيار
أنشطة ووسائل تعليمية لبعض الدروس ،وصعوبة كثافة أعداد التالميذ في الصف الدراسي ،وصعوبة تطبيق
استراتيجيات التقويم البديل .أما القسم الثاني فقد تناول الصعوبات المتعلقة ببعض المهارات التدريسية ،وهي:
صعوبة صياغة أهداف الدرس ،وصعوبة استخدام اللغة الفصحى ،وصعوبة ضبط سلوكيات التالميذ ،وصعوبة
جذب انتباه التالميذ.
ثانياً :التوصيات:
في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية من وجود فاعلية برنامج تدريبي قائم على نظرية
جاردنر للذكاءات المتعددة في تحسين بعض مهارات التدريس لدى طلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة
حلب ،فإن الباحث يوصي بما يلي:
-1ضرورة تدريب الطلبة المعلمين في كليات التربية على مهارات التدريس في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة
إلكسابهم مهارات مراعاة الفروق الفردية بين تالميذهم.
-2تشجيع الطلبة المعلمين على تخطيط الدرس وفق الذكاءات المتعددة ،بحيث يتم التفكير بكيفية العمل على
تنمية أكبر قدر من ذكاءات التالميذ ،واألساليب التي تحقق ذلك.
-3ضرورة تدريب الطلبة المعلمين على استخدام أدوات مالحظة الفروق الفردية ،بحيث يتمكنوا من تكوين صورة
واضحة عن إمكانات كل تلميذ وما يتميز به من ذكاءات ،بحيث يختاروا األساليب واألنشطة التعليمية المالئمة
لتنمية تلك الذكاءات.
-4ضرورة تدريب الطلبة المعلمين على استخدام استراتيجيات إدارة الصف وفق نظرية الذكاءات المتعددة ،بحيث
يستطيعوا إدارة صفوفهم الدراسية بفاعلية من خالل التعامل مع التالميذ وفق فروقهم الفردية وذكاءاتهم.
-5ضرورة إكساب الطلبة المعلمين ثقافة التقويم التربوي البديل المستند إلى أداء التلميذ ،وتدريبهم على استخدام
أساليبه واستراتيجياته التي تتيح التقويم الفعلي ألداء التلميذ.
-6ضرورة تدريب الطلبة المعلمين على مهارة استخدام األسئلة ،وكيفية تنويعها بما يتوافق مع اختالف ذكاءات
التالميذ ،وذلك لما لها من أهمية في تمكين التالميذ من اكتساب مهارات المناقشة والحوار.
-7إقامة ورش تدريبية بإش ارف و ازرة التربية لالستفادة من البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات
المتعددة لتدريب المعلمين في أثناء الخدمة على بعض مهارات التدريس.
-8توجيه أنظار واضعي المناهج لالستفادة من نظرية الذكاءات المتعددة عند تأليف الكتب المدرسية.
-9ضرورة تطوير ب ارمج إعداد المعلم بما ينسجم مع التغيرات الحاصلة في أدواره ،في ضوء المستجدات العالمية،
وبخاصة ما توصلت إليه تطبيقات علم النفس التربوي.
114
ثالثاً :المقترحات:
-1دراسة فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في تحسين بعض مهارات
التدريس لدى الطلبة المعلمين .على أن يكون تدريب الطلبة المعلمين في المدرسة ،حيث كان الباحث يطمح أن
يطبق البرنامج التدريبي في المدرسة ،بحيث يتم تدريب الطلبة المعلمين على مهارة من المهارات المحددة في
البرنامج ثم نقلهم إلى الصف الدراسي مباشرة لتطبيق ما تم تدريبهم عليه ،إال أن هذا الطموح اصطدم بعدم وجود
قاعة دراسية مزودة بالتقنيات الالزمة ،إضافة إلى التنظيم اإلداري الموجود في المدرسة الذي لم يسمح بذلك
مطلقاً.
-2دراسة فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في تحسين بعض مهارات
التدريس (التخطي ط للدرس ،مالحظة الفروق الفردية ،إدارة الصف) لدى الطلبة المعلمين .حيث شعر الباحث
بكثافة المحتوى العلمي للبرنامج التدريبي ،وأن عدد المهارات التي نظم على أساسها البرنامج التدريبي كان كبي اًر
مقارنة بالوقت المتاح لتنفيذه ،حيث كان على الباحث أن يقلل منها بحيث تكون ثالث مهارات على األكثر لكي
تكون مناسبة للزمن.
-3دراسة فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في تنمية مهارات التدريس لدى
المعلمين في أثناء الخدمة وأثره في تحصيل تالميذهم.
-4دراسة أثر البرنامج التدريبي القائم على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة في تنمية التفكير التدريسي لدى
المعلمين في أثناء الخدمة واتجاهاتهم نحوه.
115
المراجع:
-1ابراهيم ،مجدي عزيز ( .)1997مهارات التدريس الفعال ،ط .1القاهرة :مكتبة االنجلو مصرية.
-2أبو رزق ،ابتهال محمود " .) 2012( .أثر استخدام تكنولوجيا السبورة التفاعلية في إكساب الطلبة المعلمين
مهارة التخطيط لتدريس مادة اللغة العربية واتجاهاتهم نحوها كأداة تعليمية " .المجلة الدولية لألبحاث
التربوية ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة.183 -153 :)32( ،
-3أبو سماحة ،كمال كامل " .)2001( .تقويم األداء" ،مجلة التربية ،اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة
والعلوم ،قطر.95-84 :)139( ،
-4أبو عالم ،رجاء محمود ( .)1999مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية ،ط .2القاهرة :دار الفكر
العربي.
-5األحمد ،خالد طه ( .)2006الجودة في تكوين المعلمين .دمشق :هيئة الموسوعة العربية.
-6االهدل ،أسماء زين صادق " .)2009( .فاعلية أنشطة وأساليب التدريس القائمة على نظرية الذكاءات
المتعددة في تحسين تحصيل الجغرافيا وبقاء أثر التعلم لدى طالبات الصف األول الثانوي بمحافظة جدة ".
مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والنفسية.242 -191 :)1( 1 ،
-7البدور ،عدنان علي محمد ( .)2004أثر استخدام استراتيجيات الذكاءات المتعددة في تدريس العلوم في
التحصيل الدراسي واكتساب عمليات العلم لدى طلبة الصف السابع األساسي .رسالة دكتوراه منشورة ،جامعة
عمان العربية للدراسات العليا ،كلية الدراسات التربوية العليا ،األردن.
-8الخفاف ،إيمان عباس ( .)2011الذكاءات المتعددة برنامج تطبيقي ،ط .1عمان :دار المناهج للنشر
والتوزيعwww.moswarat.com .
بن أحمد بن عبد العزيز " .)2010( .فاعلية برنامج لألنشطة التعليمية قائم على نظرية -9الدهش ،عبد ا
جاردنر للذكاءات المتعددة في تنمية التفكير الرياضي واالتجاه نحو الرياضيات لدى طالب المرحلة المتوسطة
بمدارس الرياض "www.faculty.m.edu.sa Retrieved in June, 2013, from .
-10الرزوق ،الجوهرة والورثان ،أمل والشواف ،حنان والطاهر ،غادة ( .)2011تصميم برنامج تدريبي حول
استراتيجيات التدريس القائمة على نظرية الذكاءات المتعددة .جامعة االمام محمد بن سعود االسالمية ،كلية
العلوم االجتماعية ،قسم التربية.
-11الزهراني ،محمد بن راشد عبد الكريم ( .)2009تصور مقترح لتطوير أدوات قياس تحصيل الطالب وفق
معايير الجودة الشاملة بوزارة التربية والتعليم .رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة أم القرى ،كلية التربية ،المملكة
العربية السعودية.
-12السعدي ،ساهرة عباس قنبر ( .)2003مهارات التدريس والتدريب عليها .عمان :مؤسسة الوراق.
-13السيد ،فؤاد البهي ( .)2000الذكاء ،ط .5القاهرة :دار الفكر العربي.
-14الشامسي ،هاشم بن حمد " .)2007( .األساليب التربوية الحديثة في التقويم وعالقتها بالتربية المهنية".
مقاالت تربوية .منتدى كليات التربيةRetrieved in March, 2010, from www.
116
-15الشماط ،محمد وفا شفيق ( .)2011فاعلية برنلمج محاكاة حاسوبي لصف افتراضي الكساب طلبة دبلوم
التأهيل التربوي بعض مهارات التدريس في مادة التربية العملية – تخصص جغرافية وتاريل – وأثره في تحصيل
طلبتهم .رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة دمشق ،كلية التربية ،دمشق.
-16الشي ،،سليمان الخضري ( .)1990الفروق الفردية في الذكاء .القاهرة :دار الثقافة للطباعة والنشر.
-17العبسي ،محمد مصطفى " .)2007( .طريقة قواعد التصحيح في تقييم األداء وأثرها في تحصيل اتجاهات
طلبة الصف العاشر نحو مادة الرياضيات" .مجلة العلوم التربوية ،كلية التربية ،جامعة قطر.157-133:)12( ،
-18العكري ،سكينة حسن .)2009(.فاعلية برنامجين إثرائيين (الذكاءات المتعددة – كورت لتعليم التفكير)
في تنمية التفكير المنتج لدى عينة من التلميذات الموهوبات بالصف الرابع االبتدائي من التعليم األساسي في
البحرين .رسالة دكتوراه غير منشورة ،معهد الدراسات التربوية ،القاهرةwww.alnodom.com .
-19العنيزات ،صباح حسن حمدان .)2006(.فاعلية برنامج تعليمي قائم على نظرية الذكاءات المتعددة في
تحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الطلبة ذوي صعوبات التعلم .رسالة دكتوراه غير منشورة ،األردن :جامعة
عمان العربية للدراسات العليا ،كلية الدراسات التربوية العليا.
-20العويضي ،وفا حافظ عشيش " .)2012( .فاعلية حقيبة تعلمية قائمة على استراتيجيات التدريس وفق نظرية
الذكاءات المتعددة لتنمية التحصيل المعرفي واالتجاه نحوها لدى عضوات هيئة تدريس اللغة العربية" .مجلة
جامعة الملك سعود ،الرياض.
-21الغرايبة ،سالم علي سالم والعتوم ،عدنان يوسف " .)2012( .فعالية برنامج تدريبي في كشف العالقة بين
الذكاء االجتماعي واالنفعالي لدى طلبة الصف العاشر األساسي " .مجلة العلوم التربوية والنفسية ،كلية التربية،
جامعة البحرين.304 -272 :)1( 13 ،
-22الفتالوي ،سهيلة محمد كاظم ( .)2004تفريد التعليم في إعداد وتأهيل المعلم ،سلسلة طرائق التدريس،
الكتاب الثالث .دار الشروق :عمان.
-23الفتالوي ،سهيلة محمد كاظم ( .)2003الكفايات التدريسية ،ط .1عمان :دار الشروق.
-24القاسم ،عبد الكريم " .) 2008( .تقويم أداء الطلبة المعلمين في الجانب العملي لمقرر التربية العملية في
برنامج التربية في منطقة نابلس التعليمية بجامعة القدس المفتوحة " .مجلة العلوم التربوية والنفسية ،كلية التربية،
جامعة البحرينwww.evi.qou.edu.Retrieved in June, 2013, from.)1( 9 ،
-25المطلق ،فرح سليمان " .)2010( .واقع التربية العملية لطلبة معلم الصف في كلية التربية بجامعة دمشق
وآفاق تطويرها " .مجلة جامعة دمشق.63 :)26( 2-1 ،
-26المقطرن ،سوزان .)2009( .حركة إعداد المعلمين على أساس الكفايات .مجلة المعلم العربي ،مطابع و ازرة
التربية ،دمشق.57-54 :)62( 1 ،
117
-27الهاشمي ،عابد توفيق ( .)2006طرائق تدريس مهارات التربية اإلسالمية ،ط .1بيروت :مؤسسة الرسالة.
-28الواقفي ،راضي ( .)2003مقدمة في علم النفس ،ط .3عمان :دار الشروق.
-29الوكيل ،حلمي أحمد ومحمود ،حسين بشير ( .)1999االتجاهات المعاصرة في تخطيط وتطوير مناهج
المرحلة االولى .القاهرة :دار الفكر العربي.
-30اودونيل ،انجيال وريف ،جون مارشال وسميث ،جيفري ( .)2009علم النفس التربوي ،ترجمة محمد كردي،
ط .1حلب :شعاع للنشر والعلوم.
-31أمزيان ،محمد " .) 2008( .الذكاء اللغوي وحل المشكالت لدى عينة من األطفال المغاربة بالتعليم
االبتدائي" .مجلة العلوم التربوية والنفسية ،كلية التربية ،جامعة البحرين.138 -113 :)2( 9 ،
-32بدر ،بثينة محمد " .)2005( .أثر استخدام برنامج تدريبي مقترح لتنمية المهارات التدريسية لدى الطالبات
المعلمات بقسم الرياضيات في كلية التربية بمكة المكرمة " .مجلة القراءة والمعرفة.30-1 :)46( ،
-33بشارة ،جبرائيل والياس ،أسما ( .)2005المناهج التربوية .دمشق :منشورات جامعة دمشق.
-34جابر ،عبد الحميد جابر ( .)1999استراتيجيات التدريس والتعلم ،ط .1القاهرة :دار الفكر العربي.
-35جابر ،عبد الحميد جابر ( .)2000مدرس القرن الحادي والعشرين الفعال ،سلسة المراجع في التربية وعلم
النفس ،ط .1القاهرة :دار الفكر العربي.
-36جابر ،عبد الحميد جابر ( .)2002اتجاهات وتجارب معاصرة في تقويم اداء التلميذ والمدرس ،ط.1
القاهرة :دار الفكر العربي.
-37جابر ،عبد الحميد جابر ( .)2003الذكاءات المتعددة والفهم تنمية وتعميق،ط .1القاهرة :دار الفكر
العربي.
-38جابر ،عبد الحميد جابر ( .)2004نحو تعليم افضل انجاز اكاديمي وتعلم اجتماعي وذكاء وجداني ،سلسة
المراجع في التربية وعلم النفس ،ط .1القاهرة :دار الفكر العربي.
-39جابر ،عبد الحميد جابر ( .)2005التدريس والتعلم ،ط .1القاهرة :دار الفكر العربي.
-40جاردنر ،هوارد ( .)2004أطر العقل :نظرية الذكاءات المتعددة ،ترجمة محمد بالل الجيوسي .الرياض:
مكتب التربية العربي لدول الخليج.
-41حبوش ،زياد يوسف ديب ( .)2010أثر برنامج مقترح قائم على استخدام نظرية الذكاوات المتعددة في
تحسين مهارات فهم القراءة لدى طلبة الصف الثامن في مبحث اللغة االنكليزية .رسالة ماجستير غير منشورة،
الجامعة اإلسالمية ،كلية التربية ،غزة.
-42حميدة ،امام مختار والنجد ي ،احمد وعرفة ،صالح الدين وراشد ،علي محي الدين والقرش ،حسن حسن
( .)2000مهارات التدريس .القاهرة :مكتبة زهراء الشرق.
118
-43خليل ،سعادة ( .)2010توجهات معاصرة في التربية والتعليمRetrieved in June, 2013, from .
www.nashiri.net
-44روبنس ،بام وسكوت ،جين ( .)2000الذكاء الوجداني ،ترجمة صفاء االعسر وعالء الدين كفافي .القاهرة:
دار قباء للطباعة والنشر.
-45ريان ،فكري حسن ( .)1999التدريس ،ط .4القاهرة :عالم الكتب.
-46راشد ،علي ( .)2005كفايات األداء التدريسي ،ط .1القاهرة دار الفكر العربي.
-47رشوان ،حسين عبد الحميد أحمد ( .)2006العلم والتعليم والمعلم من منظور علم االجتماا .االسكندرية:
مؤسسة شباب الجامعة.
-48زيتون ،حسن حسين ( .)2001مهارات التدريس رؤية في تنفيذ التدريس .القاهرة :عالم الكتب.
-49سعادة ،جودت أحمد ( .)2001صياغة األهداف التربوية والتعليمية ،ط .1عمان :دار الشروق.
-50سوسا ،ديفيد ( .)2009العقل البشري وظاهرة التعلم ،ترجمة خالد العامري .الجيزة :دار الفاروق.
-51شحاته ،حسن ( .)1998المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق ،ط .1القاهرة :مكتبة الدار العربية.
-52عامر ،طارق عبد الرؤوف ومحمد ،ربيع ( .)2008الذكاءات المتعددة .عمان :دار اليازوري.
-53عبد القادر ،فتحي عبد الحميد وجوندوكدو ،كريم وعيسى ،مراد علي " .)2009( .أثر برنامج قائم على
نظرية الذكاءات المتعددة في تحسين مهارات القراءة لدى الطلبة ذوي صعوبات التعلم في الصف الخامس
االبتدائي "www.Electronic Journal of Research in Educational Psychology, 7(3), 673- 690 .
-54عبد الكافي ،اسماعيل عبد الفتاح .)2002(.الذكاء وتنميته لدى اطفالنا ،ط .3القاهرة :مكتبة الدار
العربية للكتاب.
-55عدس ،محمد عبد الرحيم .)1997(.الذكاء من منظور جديد ،ط .1عمان :دار الفكر.
-56عفانة ،عزو اسماعيل والخزندار ،نائلة نجيب " .)2003( .استراتيجيات التعلم للذكاءات المتعددة وعالقتها
ببعض المتغيرات لدى الطلبة المعلمين تخصص رياضيات بغزة " .الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس،
المؤتمر العلمي الخامس عشر ،المجلد الثاني ،جامعة عين شمس.
-57عفانة ،عزو اسماعيل والخزندار ،نائلة نجيب " .)2004(.مستويات الذكاء المتعدد لدى طلبة مرحلة التعليم
األساسي بغزة وعالقتها بتحصيل في الرياضيات والميول نحوها " .مجلة الجامعة االسالمية ،المجلد الثاني عشر،
العدد الثاني ،غزة.
-58عفانة ،عزو اسماعيل والخزندار ،نائلة نجيب ( .)2007التدريس الصفي بالذكاءات المتعددة ،ط .1عمان:
دار المسيرة.
119
-59عالم ،صالح الدين محمود ( .)2003التقويم التربوي المؤسسي :أسسه ومنهجياته وتطبيقاته في تقويم
المدارس .ط .1القاهرة :دار الفكر العربي.
-60عالم ،صالح الدين محمود ( .)2004التقويم التربوي البديل أسسه النظرية والمنهجية وتطبيقاته
الميدانية .ط .1القاهرة :دار الفكر العربي.
-61عالم ،صالح الدين محمود ( .)2005األساليب االحصائية االستداللية في تحليل بيانات البحوث النفسية
والتربوية واالجتماعية .ط .1القاهرة :دار الفكر العربي.
-62عالم ،صالح الدين محمود ( .)2006القياس والتقويم التربوي والنفسي :أساسياته وتطبيقاته وتوجهاته
المعاصرة ،القاهرة :دار الفكر العربي.
-63عالونة ،شفيق فالح وبلعاوي ،منذر يوسف " .) 2010( .أساليب التعلم المفضلة والذكاءات المتعددة السائدة
لدى طلبة جامعة اليرموك" .مجلة العلوم التربوية والنفسية ،كلية التربية ،جامعة البحرين.86-68 :)2( 11 ،
-64عمار ،أسامة عربي " .)2011(.أثر استخدام برنامج تدريبي قائم على أنشطة الذكاءات المتعددة في تنمية
بعض مهارات التدريس الفعال لدى طالب شعبة علم النفس "Retrieved in June, 2013, from .
www.kananaonline.com
-65عياد ،منى خالد محمود ( .)2008أثر برنامج بالوسائط المتعددة في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة على
اكتساب المفاهيم التكنولوجية وبقاء أثر التعلم لدى طالبات الصف السابع بغزة .رسالة ماجستير غير منشورة،
الجامعة اإلسالمية ،كلية التربية ،غزة.
-66عودة ،احمد (.)1998القياس والتقويم في العملية التدريسية ،ط .2عمان :دار األمل.
-67عيسى ،محمد أحمد " .)2012( .فاعلية برنامج تدريسي مقترح في تنمية مهارات تدريس البالغة لدى
الطالب المعلمين في ضوء االتجاهات الحديثة لتعليمها " .مجلة العلوم التربوية والنفسية ،كلية التربية ،جامعة
البحرين.527 -495 :)13( 1 ،
-68فخرو ،عبد الناصر " .) 2003( .فاعلية برنامج مقترح في تنمية بعض مهارات التفكير العليا لدى عينة من
الطلبة المتفوقين عقلي ًا وغير المتفوقين" .مجلة مركز البحوث التربوية ،جامعة قطر.100-61:)24( ،
-69قطامي ،يوسف وقطامي ،نادية وشريم ،رغدة وغرايبة ،عايش والزعبي ،رفعة ومطر ،جيهان وظاظا ،حيدر
( .)2010علم النفس التربوي النظرية والتطبيق ،ط .1عمان :دار وائل للنشر.
-70كنعان ،أحمد علي " .) 2009( .تقييم برامج تربية المعلمين ومخرجاتها وفق معايير الجودة من وجهة نظر
طلبة السنة الرابعة في قسم معلم الصف وأعضاء الهيئة التعليمية " .مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية
والنفسية ،دمشق.94-15 :)25( 4-3 ،
120
: دمشق.1 ط، ترجمة عادل عبد الكريم ياسين، الذكاء حق طبيعي لكل فرد.)2001( لويس البرتو، ماتشادو-71
.دار الرضا للنشر
تقويم األداء باستخدام نموذج أبعاد: أبعاد التعلم.)2000( جي، ديب ار ومكتغ، روبرت وبكرينك، مارزانو-72
. دار قباء: القاهرة، ترجمة صفاء األعسر وجابر عبد الحميد جابر ونادية شريف، التعلم
. مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع: عمان.1 ط. علم النفس التجريبي.)2004( جاسم محمد، محمد-73
. مركز الكتاب: القاهرة. المعلم وادارة الفصل.)1996( فارعة حسن، محمد-74
: القاهرة.1 ط، تعليم وتعلم مهارات التدريس في عصر المعلومات.)2005( صالح الدين عرفة، محمود-75
.عالم الكتب
. منشورات جامعة دمشق. القياس والتقويم في التربية الحديثة.)2005( امطانيوس، مخائيل-76
" أثر استراتيجية الذكاءات المتعددة في اكتساب طالب الصف االول.)2010( . محسن حسين، مخلف-77
.40-1:)2( ، مجلة جامعة االنبار."المتوسط من العاديين وذوي صعوبات التعلم للمفاهيم النحوية
" أثر برنامج التدريس المصغر في تنمية بعض مهارات التدريس العامة.)2010( . محمد ياسر، مهدي-78
Retrieved in June, 2013, from www.iasj.net." لدى طلبة الكلية التربوية المفتوحة – مركز النجف
.1 ط، تدني مستوى التحصيل واالنجاز المدرسي اسبابه وعالجه.)2004( عمر عبد الرحيم، نصر ا-79
. دار وائل للنشر:عمان
81- Armstrong, T. (1990). Multiple intelligences in the classroom. Retrieved in June, 2013, from
www.ascd.org/portal/site/ascd/templatebook.
82- Behjat, F. (2011). Interpersonal and intrapersonal intelligences: Do they really work in foreign-
language learning? Procedia Social and Behavioral Sciences 32 (2012) 351 – 355.
83- Bozkurt, E., Kavak, N., Yamak, H., Bilici, S., Darici,O., & Ozkaya, Y. (2012). Secondary school
teachers’ opinions about in-service teacher training: A focus group interview study. Procedia
Social and Behavioral Sciences, 46, 3502- 3506.
84- Christison, A. (1998). Applying multiple intelligences theory in preservice and in service TEFL
education programs, Journal English Teaching Forum, Vol 36 (2), Apr-Jun; 2-13.
85- Gardner, H .(1983). Farmes of mind: The theory of multiple intelligences. Published by Basic
Books. New York.
86- Emendu, N, B., & Udogu, M. (2013). Effect of multiple intelligence teaching strategies on
students’ achievement and retention in chemistry. The International Journal Of Engineering
121
And Science, Vol2, Issue7, 30-34, ISSN(e): 2319 – 1813 ISSN(p): 2319 – 1805
www.theijes.com
87- Foong, M., Shariffudin, S., & Mislan, N. (2012). Pattern and relationship between multiple
intelligences, personality traits and critical thinking skills among high achievers in Malaysia.
International Conference on e-Education, e-Business, e-Management and e-Learning, vol.27
88- Krstanoviae, I. (2003). Multiple intelligences in the EFL classroom (Unpublished Master of Arts
in Teaching degree at the School for International Training), Brattleboro, Vermont.
90- Nelson, K. (1998). Developing Students' multiple intelligences. Scholastic, Inc., 555 Broadway,
New York:Ny10012.
91- Ozdilek, Z. (2010). To what extent do different multiple intelligences affect sixth grade students’
achievement level on the particle model of matter? Procedia Social and Behavioral Sciences 2
(2010) 4858–4862.
92- Rahimi, A., & Qannadzadeh, J. (2010). Quantitative usage of logical connectors in Iranians’ EFL
Essay writing and logical and linguistic intelligences. Procedia Social and Behavioral
Sciences 5 (2010) 2012- 2019. Available online at www.sciencedirect.com
93- Rahman, F., Jumani, N., Akhter, Y., Chisthi, S., & Ajmal, M. (2011). Relationship between
training of teachers and effectiveness teaching. Centre for Promoting Ideas, USA
www.ijbssnet.com
94- Saeidi, M., & Karvandi, F. (2014). The relationship between EFL learners’ multiple intelligences
and their performance on information-gap writing task. International Journal of Language
Learning and Applied Linguistics World,Vol 5 (1), January ; 274-286.
95- Saricaoglu, A., & Arikan, A. (2009). A Study of multiple intelligences, foreign language success
and some selected variables. Journal of Theory and Practice in Education, ISSN: 1304-9496,
5 (2):110-122 http://eku.comu.edu.tr/index/5/2/asaricaoglu_aarikan.pdf
96- Serbanescu, L. (2012). The relationship between the motivation to attend the teacher education
programme and the acquisition of professional competences. The case of Romanian teachers.
Procedia - Social and Behavioral Sciences 76 ( 2013 ) 770 – 774. 5th International
Conference EDU-WORLD 2012 - Education Facing Cotemporary World Issues.
97- Thomas, M. (2013). Teachers’ Beliefs about classroom teaching-teachers’ knowledge and
teaching approaches. Procedia Social and Behavioral Sciences, 89, 31 – 39
98- Tok, S. (2010). The problems of teacher candidates’ about teaching skills during teaching
practice. Procedia Social and Behavioral Sciences, 2, 4142–4146
99- Xie, J., & Lin, R. (2009). Research on Multiple Intelligences Teaching and Assessment. Asian
Journal Management and Humanity Sciences, Vol 4, No. 2-3, pp. 106- 124.
122
100 - Yunus, M., Hashim, H., Ishak, N., & Mahamod, Z. (2010). Understanding TESL pre-service
teachers’ teaching experiences and challenges via post-practicum reflection forms. Procedia
Social and Behavioral Sciences, 9, 722–728.
101- Zarei, A., & Mohseni, F. (2012). On the relationship between multiple intelligences and
grammatical and writing accuracy of Iranian learners of English. US-China Foreign
Language, ISSN 1539-8080July 2012, Vol. 10, No. 7, 1306-1317.