Professional Documents
Culture Documents
New Microsoft Word Document
New Microsoft Word Document
الدراسات االسالمية
أصول الفقه االسالمي
(د .جعفر)
التأويل
ولعله ال توجد كلمة في العربية أثارت جدال بين الباحثين مثل كلمة تأويل.
فهي الكلمة التي امتازت بفتح األفق واكتشاف المثير والجديد 8،كما أنها هي
نفسها التي أظهرت الطوائف اإلسالمية باختالفها الموضوعي وغير
الموضوعي الذي وصل حد االقتتال ،كما هي بذاتها التي أخرجت المدارس8
النقدية والفكرية والفنية المتميزة ودارت حولها أفكارها ومفاهيمها ،وهي
(هي) التي تثير جدال واسعا اآلن بين مفكري العصر الحديث ،وهي (هي)
التي عن طريقها يبلغ األديب والفقيه ذروة 8غاياته.
ولمعرفة التأويل أكثر ال بد من التطرق لعدد من المصطلحات اللغوية التي
تتبع لكلمة تأويل مثل (الداللة) و(التفسير) و(اللغة).
أهمية التأويل
هذا هو األصل الثاني ـ كما يقول ـ الذي ينبغي أن نتكئ عليه في تصنيف
النحو تصنيفا جديدا ،وهو يعد ضرورة من ضرورات فهم األساليب العربية
فهما دقيقا ،وتطبيق هذا األصل أو المبدأ 8يريحنا من ثالثة أشياء :إضمار
المعموالت وحذف العوامل وبيان محل الجمل والمفردات المقصورة
والمنقوصة والمبنية.
أما إضمار المعموالت فنقصد بها الفاعل المضمر الذي يقدره النحاة مستترا
جوازا أو وجوبا ،وهو استتار وهمي ال دليل عليه ،ففي جملة (زيد قام) نجد
أن من التكلف اعتبار (قام) بها فاعل مستتر يعود على (زيد) وزيد معنا في
الجملة ،فال داعي لتقديره مع وجوده ،فالفعل يدل بمادته على الفاعل كما
يدل على الحدث والزمن ،ويتضح هذا في الصيغ (أعلم ونعلم وتعلم) ،فلماذا
نقدر فاعال مستترا وجوبا في الصيغ الثالث هو (أنا ،نحن ،أنت)؟ بل ينبغي
أال نتحدث عنه مادام ال يمكن ظهوره ،وخير من ذلك أن نقول :إن (أعلم)
فعل مضارع للمتكلم ،ونسكت ،وليس من الضروري أن يكون لكل فعل
فاعل ،فقد يوجد الفاعل مع فعله وقد يحذف؛ ألن الفعل يدل عليه بنفسه،
ويتضح هذا أكثر في فعل التعجب وأفعال االستثناء (خال ،عدا ،حاشا) وفي
(نعم وبئس) وفي باب التنازع مثل (قام وقعد الناس) ،فالفاعل المضمر غير
معروف ،ومن ثم ينبغي أال نتحدث عنه؛ حتى ال نحيل على أشياء ال يراها
الناس في الصيغة التي يقرءونها .
التأويل اإلسالمي الحديث
إن التأويل (حركة) متصاعدة ال تتوقف فإذا توقفت تحتم وجود تجاوز
زمكاني للنص لهذا فإن النص ال يعيش اال في ظل التأويل ..ومن هنا
ظهرت في العصر الحديث حركات إسالمية (فردية)عديدة تبنت مفهوما
جديدا للنص القرآني كما ظهر مفكرون أصحاب وجهات نظر مغايرة
لمألوف التراث اإلسالمي ولعل تاريخ هذه الحركة الفكرية الجديدة قد
استهلت باإلمام محمد عبده الذي قاد هجمة شرسة على مؤسسة الدين8
الرسمية في البالد (األزهر) ومما قاله عن األزهر (مكثت عشرة أعوام
أنظف رأسي عن قاذوراته ولم أستطع) ..ولعل هذه القطيعة العجيبة بين
شيخ أزهري وبجدته كان سببها الرئيس هي تأويالته الحداثوية التي القت
اعتراضا شرسا من اصحاب العمامات .يقاسم الشيخ محمد عبده ريادته
الدكتور طه حسين الذي أحدث ثورة في عالم الفكر الديني ومن أشهر
مظاهر ثورته كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي رفض فيه ما نحل للشعراء
الجاهليين من أشعار من قبل المفسرين وكتاب السيرة .وهناك أيضا محمد
عمارة الذي تأثر بأفكار المعتزلة وحقق لهم الكثير من الكتب المهمة ومن
أهم كتبه (التراث في ضوء العقل) .وهناك الكاتب (علي حرب) الذي تناول
أزمة الحداثة والفكر اإلسالمي ،وهناك أيضا الكاتبة فاطمة المرنيسي.
وهناك أيضا الدكتور نصر حامد أبو زيد الذي كاد أن يكلفه تأويله حياته
الزوجية ففر وزوجته إلى المهجر..