Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫كلية أصول الدين الجامعة‬

‫الدراسات االسالمية‬
‫أصول الفقه االسالمي‬
‫(د‪ .‬جعفر)‬

‫التأويل‬

‫رائدة عبد االمير محمود حسين‬


‫المرحلة الرابعة مسائي‬
‫مصطلح التأويل‬
‫التأويل في اللغة هو اإلرجاع‪ .‬أوّ َل الشئ أي أرجعه‪ ،‬وآل إليه الشئ أي‬
‫ً‬
‫و(أيلولة) و(مآالً) تعني رجع وصار‬ ‫رجع إليه ‪ .‬إذن‪ 8‬فكلمة (آل) (إياالً)‬
‫و(آل) عنه تعني ارتد‪ .‬و(آل) على القوم تعني ولي عليهم فهم رعاياه‬
‫ويرجعون اليه وهو مسئول عنهم‪ .‬و(أوّ ل) الشئ إليه أرجعه‪ ،‬و(أوّ ل) الكالم‬
‫يعني فسره‪ ...‬فكأن التأويل هو إرجاع للكلمة المرادة‪ 8‬إلى أصل أبعد من‬
‫المعنى الحرفي لها‪ .‬أي أن التأويل إرجاع أبعد من إرجاع المفردة العادية‪،‬‬
‫أو‪ ،‬قل‪ ،‬هو إرجاع ثنائي‪ ،‬أوال يتم إرجاع الكلمة إلى الذهن لمعرفة معناها‪،‬‬
‫ثم يتم إرجاع المعنى إلى ما وراء المعنى المصطلح عليه للتوصل إلى‬
‫(معنى المعنى)‪.‬‬

‫ولعله ال توجد كلمة في العربية أثارت جدال بين الباحثين مثل كلمة تأويل‪.‬‬
‫فهي الكلمة التي امتازت بفتح األفق واكتشاف المثير والجديد‪ 8،‬كما أنها هي‬
‫نفسها التي أظهرت الطوائف اإلسالمية باختالفها الموضوعي وغير‬
‫الموضوعي الذي وصل حد االقتتال‪ ،‬كما هي بذاتها التي أخرجت المدارس‪8‬‬
‫النقدية والفكرية والفنية المتميزة ودارت حولها أفكارها ومفاهيمها‪ ،‬وهي‬
‫(هي) التي تثير جدال واسعا اآلن بين مفكري العصر الحديث‪ ،‬وهي (هي)‬
‫التي عن طريقها يبلغ األديب والفقيه ذروة‪ 8‬غاياته‪.‬‬
‫ولمعرفة التأويل أكثر ال بد من التطرق لعدد من المصطلحات اللغوية التي‬
‫تتبع لكلمة تأويل مثل (الداللة) و(التفسير) و(اللغة)‪.‬‬
‫أهمية التأويل‬
‫هذا هو األصل الثاني ـ كما يقول ـ الذي ينبغي أن نتكئ عليه في تصنيف‬
‫النحو تصنيفا جديدا‪ ،‬وهو يعد ضرورة من ضرورات فهم األساليب العربية‬
‫فهما دقيقا‪ ،‬وتطبيق هذا األصل أو المبدأ‪ 8‬يريحنا من ثالثة أشياء‪ :‬إضمار‬
‫المعموالت وحذف العوامل وبيان محل الجمل والمفردات المقصورة‬
‫والمنقوصة والمبنية‪.‬‬
‫أما إضمار المعموالت فنقصد بها الفاعل المضمر الذي يقدره النحاة مستترا‬
‫جوازا أو وجوبا‪ ،‬وهو استتار وهمي ال دليل عليه‪ ،‬ففي جملة (زيد قام) نجد‬
‫أن من التكلف اعتبار (قام) بها فاعل مستتر يعود على (زيد) وزيد معنا في‬
‫الجملة‪ ،‬فال داعي لتقديره مع وجوده‪ ،‬فالفعل يدل بمادته على الفاعل كما‬
‫يدل على الحدث والزمن‪ ،‬ويتضح هذا في الصيغ (أعلم ونعلم وتعلم)‪ ،‬فلماذا‬
‫نقدر فاعال مستترا وجوبا في الصيغ الثالث هو (أنا‪ ،‬نحن‪ ،‬أنت)؟ بل ينبغي‬
‫أال نتحدث عنه مادام ال يمكن ظهوره‪ ،‬وخير من ذلك أن نقول‪ :‬إن (أعلم)‬
‫فعل مضارع للمتكلم‪ ،‬ونسكت‪ ،‬وليس من الضروري أن يكون لكل فعل‬
‫فاعل‪ ،‬فقد يوجد الفاعل مع فعله وقد يحذف؛ ألن الفعل يدل عليه بنفسه‪،‬‬
‫ويتضح هذا أكثر في فعل التعجب وأفعال االستثناء (خال‪ ،‬عدا‪ ،‬حاشا) وفي‬
‫(نعم وبئس) وفي باب التنازع مثل (قام وقعد الناس)‪ ،‬فالفاعل المضمر غير‬
‫معروف‪ ،‬ومن ثم ينبغي أال نتحدث عنه؛ حتى ال نحيل على أشياء ال يراها‬
‫الناس في الصيغة التي يقرءونها ‪.‬‬
‫التأويل اإلسالمي الحديث‬
‫إن التأويل (حركة) متصاعدة ال تتوقف فإذا توقفت تحتم وجود تجاوز‬
‫زمكاني للنص لهذا فإن النص ال يعيش اال في ظل التأويل‪ ..‬ومن هنا‬
‫ظهرت في العصر الحديث حركات إسالمية (فردية)عديدة تبنت مفهوما‬
‫جديدا للنص القرآني كما ظهر مفكرون أصحاب وجهات نظر مغايرة‬
‫لمألوف التراث اإلسالمي ولعل تاريخ هذه الحركة الفكرية الجديدة قد‬
‫استهلت باإلمام محمد عبده الذي قاد هجمة شرسة على مؤسسة الدين‪8‬‬
‫الرسمية في البالد (األزهر) ومما قاله عن األزهر (مكثت عشرة أعوام‬
‫أنظف رأسي عن قاذوراته ولم أستطع)‪ ..‬ولعل هذه القطيعة العجيبة بين‬
‫شيخ أزهري وبجدته كان سببها الرئيس هي تأويالته الحداثوية التي القت‬
‫اعتراضا شرسا من اصحاب العمامات‪ .‬يقاسم الشيخ محمد عبده ريادته‬
‫الدكتور طه حسين الذي أحدث ثورة في عالم الفكر الديني ومن أشهر‬
‫مظاهر ثورته كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي رفض فيه ما نحل للشعراء‬
‫الجاهليين من أشعار من قبل المفسرين وكتاب السيرة‪ .‬وهناك أيضا محمد‬
‫عمارة الذي تأثر بأفكار المعتزلة وحقق لهم الكثير من الكتب المهمة ومن‬
‫أهم كتبه (التراث في ضوء العقل)‪ .‬وهناك الكاتب (علي حرب) الذي تناول‬
‫أزمة الحداثة والفكر اإلسالمي‪ ،‬وهناك أيضا الكاتبة فاطمة المرنيسي‪.‬‬
‫وهناك أيضا الدكتور نصر حامد أبو زيد الذي كاد أن يكلفه تأويله حياته‬
‫الزوجية ففر وزوجته إلى المهجر‪..‬‬

You might also like