‫كلية أصول الدين الجامعة‬

‫الدراسات االسالمية‬
‫تحليل النص القرآني‬
‫(د‪ .‬رؤى جعفر )‬

‫تفسير سورة الفيل‬

‫رائدة عبد االمير محمود حسين‬

‫المرحلة الرابعة مسائي‬
 ‫معانى اآليات‪:‬‬
‫ِيل } إلى قوله { مَّأْ ُك ٍ‬
‫ول }‬ ‫ُّك ِبأَصْ َحا ِ‬
‫ب ْٱلف ِ‬ ‫قوله تعالى { أَ َل ْم َت َر َكي َ‬
‫ْف َف َع َل َرب َ‬
‫هي خمس آيات تضمنت الحديث عن حادث جلل وقع أمام والدة النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم وخالصته أن أبرهة األشرم والي اليمن من قبل ملك الحبشة‬
‫قد رأى أن يبني بيتا في صنعاء اليمن يدعو العرب إلى حجة بدل حجهم‬
‫البيت الحرام والقصد من ذلك تحويل التجارة والمكاسب من مكة إلى اليمن‬
‫وعرض هذا على الملك الحبشي فوافق وسره ذلك ولما بني البيت " الكنيسة‬
‫" وسماها القُلَّ ْي س لم يبن مثلها في تاريخها جاء رجل قرشي فتغوط فيها‬
‫ولطخ جدرانها بالعذرة َغصْ با ً منه‪ ،‬وذهب فلما رآها أبرهة األشرم بتلك‬
‫الحال استشاط غيظا وجهز جيشا لغزو مكة وهدم الكعبة وكان معه ثالثة‬
‫عشر فيال ومن بينها فيل يدعى محمود وهو أكبرها وساروا ما وقف في‬
‫وجههم حي من أحياء العرب إال قاتلوه وهزموه حتى انتهوا إلى قرب مكة‬
‫وجرت سفارة بينهم وبين شيخ مكة عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم وانتهت المفاوضات بأن يرد أبرهة إبل عبد المطلب ثم هو‬
 ‫وشأنه بالكعبة وأمر رجال مكة أن يخلو البلد‪ W‬ويلتحقوا برؤوس الجبال‬
‫بنسائهم وأطفالهم خشية المعرة تلحقهم من الجيش الغازي والظالم‪ ،‬وما هي‬
‫إال أن تحرك جيش أبرهة ووصل‪ W‬إلى وادي محسر وهو في وسط الوادي‪W‬‬
‫سائر وإذا‪ W‬بفرق من الطير فرقة بعد أخرى ترسل على ذلك الجيش حجارة‬
‫الواحدة ما بين الحمصة والعدسة‪ W‬في الحجم وما تسقط الحجرة على رجل‬
‫إال ذاب وتناثر لحمه فهلكوا وفر أبرهة ولحمه يتناثر فهلك في الطريق‬
‫وكانت هذه نصرة من هللا لسكان حرمه وحماة بيته ومن ثم ما زالت العرب‬
‫تحترم الكعبة والحرم وسكانه إلى اليوم‪ .‬وقوله تعالى { أَ َل ْم َت َر َكي َ‬
‫ْف }‬
‫يخاطب تعالى رسوله مذكراً إياه بفعله الجبار في إهالك الجبابرة فأين قوة‬
‫ظلمة قريش كالعاص بن وائل وعمرو بن هشام والوليد‪ W‬وعقبة من قوة‬
‫أبرهة وأبادها هللا تعالى في ساعة فاصبر يا محمد وال تحمل لهؤالء األعداء‬
‫هما فإِن لهم ساعة فكانت السورة عبارة عن ذكرى للعظة واالعتبار‪ .‬وهذا‬
‫ِيل } أي ألم ينته إلى‬ ‫ُّك ِبأَصْ َحا ِ‬
‫ب ْٱلف ِ‬ ‫شرح اآليات { أَ َل ْم َت َر َكي َ‬
‫ْف َف َع َل َرب َ‬
‫علمك فعل ربك بأصحاب الفيل‪ { .‬أَ َل ْم َيجْ َع ْل َكيْدَ ُه ْم فِي َتضْ ل ٍ‬
‫ِيل } أي ألم‬
‫يجعل ما كادوه‪ W‬لبيتنا وحرمنا في خسارة وضالل فلم يجنوا إال الخزي‬
‫والدمار { َوأَرْ َس َل َع َلي ِْه ْم َطيْراً أَ َب ِابي َل } أي جماعات جماعات كانت تشاهد‬
‫وهي تخرج من البحر يشاهدها رجال مكة المعتصمون بقمم الجبال إذ تمر‬
‫فوقهم وهي تحمل حجارة من سجيل كل طائر يحمل ثالثة أحجار كالحمصة‬
‫والعدسة‪ W‬واحدة‪ W‬بمنقاره واثنتين بمخلبيه كل واحدة‪ W‬في مخلب ترميهم بها‬
‫فتتفتت لحومهم وتتناثر فجعلهم كعصف مأكول أي كزرع دخلته ماشية‬
‫فأكلت عصفه أي ورقه وكسرت قائمه وهشمته فكانت آية من آيات هللا‬
‫تعالى‪.‬‬
 ‫من هدايا االيات‬
‫‪ -1‬نسلية رسول هللا (ص) عما يالقيه من ضلم كفار قريش‬
‫‪ -2‬تذكير قريش بفعل هللا عز وجل تخويفا لهم وترهيبا‬
‫‪ -3‬مظاهر قدرة هللا تعالى في تدبيره لخلقه وبطشه بأعدائه‬

‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫ألم تر كيف فعل ربك‪ :‬أي ألم ينته إلى علمك فعل ربك بأصحاب الفيل‪.‬‬
‫بأصحاب الفيل‪ :‬أي محمود وهي أكبرها ومعه اثنا عشر فيال وصاحبها‬
‫أبرهة‪.‬‬
‫ألم يجعل كيدهم‪ :‬أي في هدم الكعبة‪.‬‬
‫في تضليل‪ :‬أي في خسار وهالك‪.‬‬
‫أبابيل‪ :‬أي جماعات جماعات‪.‬‬
‫من سجيل‪ :‬أي طين مطبوخ‪.‬‬
‫كعصف مأكول‪ :‬أي كورق زرع أكلته الدواب وداسته‪ W‬بأرجلها‪.‬‬