محاضرة 9و10 نظريات

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫مفاهيم أساسية نظرية التحليل التفاعالتى ‪:‬‬

‫لم تكتف نظرية التحليل التفاعالتى بالوصف التركيبى لحاالت األنا أو لوصف عالقاتها ببعضها البعض‬
‫‪$‬ة‬‫‪$‬ة وتطبيقي‪$‬‬‫‪$‬رى‪ :‬جوهري‪$‬‬ ‫‪$‬ية أخ‪$‬‬ ‫‪$‬اهيم أساس‪$‬‬‫‪$‬د مف‪$‬‬‫‪$‬ت قواع‪$‬‬ ‫‪$‬ل أرس‪$‬‬ ‫‪$‬رض ب‪$‬‬ ‫فى حاالت السواء والم‪$‬‬
‫‪ ،Berene,1967‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اللعبة (الدور(‪  ،Game‬وترجمة هذا المفهوم صعب نسبيا ألن كلمة لعبة بالعربية ال تعنى تماما ما‬
‫‪$‬ف‬ ‫يريده اريك بيرن‪ ،‬بصفة عامة تحقيق نوع ما من التكيف‪ ،‬وتكرار هذه الخطوات نفسها فى نفس الموق‪$‬‬
‫المماثل هو ما دعا بيرن أن يسمى هذا المفهوم اللعبة ألن لكل لعبة قواعد وخطوات وبداية ونهاية تميزها‬
‫وتتكرر فى كل دور‪،‬هذا المفهوم قريب جدا من بعض الحيل النفسية كما تستعملها مدرسة التحليل النفسي‪،‬‬
‫وبذلك فان اللعبة ليست أبدا مفهوما مرضيا‪ ،‬ألنه من خالل هذا التكرار يتم التكيف فى العادة‪ ،‬ولنتص‪$$‬ور‬
‫‪$‬ة‬‫‪$‬ة مولم‪$‬‬ ‫‪$‬ية عاري‪$‬‬ ‫‪$‬زة‪ ،‬أو قاس‪$‬‬ ‫‪$‬ة معج‪$‬‬‫‪$‬ة رهيب‪$‬‬ ‫حياة بال ألعاب من هذا النوع; اذن ألصبحت حياة ثقيل‪$‬‬
‫‪ $‬فى هذه األلع‪$$‬اب‬ ‫مدمراأللعاب‪  ‬ـمثل الحيل‪ ‬ـ‪ ‬تتم عادة بعيدا عن دائرة الوعى نسبيًا على االقل‪ ،‬واالفراط‬
‫هو الذى يعتبر معجزا‪ ،‬ألنه قد ينتهى إلى أن تصبح حياة الفرد تكرارا ممال بال نمو او تغير أو ابداع‪ ،‬وقد‬
‫‪$‬‬
‫كان االنتشار هذا المفهوم عند الشخص العام آثاره الحسنة والسيئة معا على نظرية التحليل التفاعالتى‪ ،‬وقد‬
‫‪ $‬التى يلعبها الناس"‪ Games people play ‬أكثر‬ ‫كان كتاب اريك بيرن المسمى "ألعاب الناس" أو "األدوار‬
‫الكتب مبيعا عدة سنوات متتالية فى الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كان لهذا الكتاب اكبر األثر فى تعري‪$$‬ف‬
‫عامة الناس بهذه النظرية‪ ،‬كما كان له أكبر الخطر فى االفراط فى سوء استعمالها على حد سواء‪.‬‬
‫‪ $‬أسابيع أو شهورا‬ ‫‪ script $‬يعنى هذا المفهوم سلوكا أطول من الدور فى اللعبة قد يستغرق‬ ‫‪ -2‬المخطوط‬
‫‪ $‬يمهد له وراثيا ثم يتشكل ب‪$$‬التعليم البي‪$$‬ئى‪،‬‬
‫أو حتى سنين عددا‪ ،‬وهو متكرر متتابع الخطوات أيضا‪ ،‬وقد‬
‫‪ $‬ه‪$$‬و تل‪$$‬ك‬ ‫وألنه أطول من دور اللعبة فتأثيره أبقى ودالالته أشمل‪ ،‬والمثال الذى يضربه بيرن للمخطوط‬
‫‪$‬ول من‬ ‫المرأة المخلصة التى تحب فتتزوج‪  )Berne 1979( ‬مدمنا كحوليا حتى يكف عن تعاطى الكح‪$‬‬
‫‪ $‬وتتطور األمور‪ ‬من الحب الى التعود إلى الضجر إلى الشك إلى الغ يرة فالع دوان‬ ‫خالل حبها ورعايتها‬
‫‪ $‬مقنع‪$$‬ة‬‫فالطالق‪ ‬وحين تستقر فترة وتعاود المحاولة إذا بها تتزوج كحوليا آخر بنفس التبريرات والنواي‪$$‬ا‬
‫‪$‬ة العالج‬‫‪$‬زواج محاول‪$‬‬ ‫‪$‬واتر‪ :‬الحب ال‪$‬‬‫‪$‬رر بنفس الت‪$‬‬ ‫‪ $‬يتك‪$‬‬‫‪$‬وط‬ ‫‪$‬يرت وتعلمت ولكن المخط‪$‬‬ ‫نفسها بأنها تغ‪$‬‬
‫بالحب‪  :‬الحب‪ ،‬التعود‪ ،‬الضجر‪ ،‬الشك‪ ،‬الغيرة‪ ،‬العدوان‪ ،‬الطالق‪ ،‬ثم الثالثة وهكذا ما أتاحت الظ‪$$‬روف أن‬
‫‪ $‬يفيد فى تتابع مسيرة الحياة بشكل تلقائى دون‬ ‫‪ $‬هام جدا وقد‬‫يتكرر المخطوط‪ ،‬وبنفس المنطق فان المخطوط‬
‫امتحان صعب لالرادة‪ ،‬ولكن استمراره يدل على العجز عن التعلم كما يعلن التوق‪$$‬ف عن النض‪$$‬ج‪ ،‬وإذا‬
‫‪ ..4 $‬قف ثم أعد وهكذا‪،‬‬ ‫‪،3 $‬‬
‫‪،2 $‬‬‫‪ ..4 $‬قف‪ ،‬ثم أعد ‪، 1‬‬ ‫‪،3$‬‬ ‫‪،2$‬‬ ‫شبهنا خطوات "الدور فى اللعبة" هكذا ‪،1‬‬
‫‪ ..15 $‬أو ‪ ، 35‬قف‬ ‫‪،14 $‬‬‫‪، 13 $‬‬‫‪، 12 $‬‬‫‪......،6 $‬‬‫‪،5$‬‬ ‫‪،4$‬‬ ‫‪،3 $‬‬‫‪،2$‬‬ ‫‪ $‬يمكن أن يمثل هكذا ‪، 1‬‬ ‫فإن المخطوط‬
‫ثم أعد‪.‬‬
‫‪ $‬لمجرد ملء الوقت‪،‬‬ ‫‪( $‬تمضية الوقت)‪  Pastime ‬يشير هذا المفهوم الى النشاطات التى تؤدى‬ ‫‪ 3‬ـ السلوي‬
‫قد يسوق صاحبها كثيرا من التبريرات بشأنها لكن التأمل فى داخلها وهدفها وجدواها يثبت أن ما ي‪$$‬ؤدى‬
‫‪ $‬ملء للوقت‪ ،‬وهذا الهدف فى ذاته هام فى الحياة العادية ومفيد فى استمرار التكيف وب‪$$‬يرن لم‬ ‫ليس سوى‬
‫يدمغه اال أنه يجدر االشارة الى أن االفراط فيه البد وأن يقلل من فرص النضج واالرادة واالبداع‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ النشاط‪   Activity ‬يشير هذا المفهوم الى النشاط المنتج الهادف الذى يتصف بأقل درجة من اللعب‬
‫أو السلوك‪ ،‬ويبو أن النشاط ليكون صحيا تماما فأنه بهذه الصورة سوف يتصف بدرجة أو بأخرى بما هو‬
‫ابداع واستمرار للنمو‪.‬‬
‫األوضاع‪:‬‬
‫وصفت هذه النظرية باألضافة للتحليل التركيبى والتحليل التفاعالتى والمفاهيم األساسية لتشكيل الوقت‪،‬‬
‫وصفت عدة أوضاع فى عالقة الفرد بالعالم(أو باألخر) وجعل أنواع هذه العالقات المحتملة تن‪$$‬درج تحت‬
‫أربعة احتماالت‪:‬‬
‫الوضع األول‪    :‬أنا صح‪                   * ‬وأنت لست صحا‪              ‬بارانوي‬
‫‪$‬‬
‫‪ ‬الوضع الثانى‪ :‬أنت صح‪                      ‬وأنا لست صح‪                   ‬اكتئابي‬
‫الوضع الثالث‪ :‬أنا لست صحا‪                   ‬وأنت لست صحا‪              ‬شيزويدي‬
‫‪$‬‬
‫الوضع الرابع‪ :‬أنا صح‪                         ‬وأنت صح‪                    ‬سوى‬
‫‪$‬يوعها عن‪$‬د غ‪$‬ير‬ ‫‪$‬ة بع‪$‬د ش‪$‬‬ ‫وواقع األمر أن هذا التبسيط هو‪   ‬من أسباب سوء استعمال هذه النظري‪$‬‬
‫المختصين حتى أصبح النداء' أنا صح وأنت صح' عنوانا لها فى بعض المجاالت‪ ،‬وخرج أحد تالميذ بيرن‬
‫بكتاب مسهب بهذا العنوان‪  Harris 1973‬كما أن الوضع السوى بالذات ليس بهذا التسطيح وانما ينبغى ‪-‬‬
‫كما اقترح من الممارسة االكلينيكية ‪ -‬أن يحتمل الوضع السوى أن يكون الواحد واآلخ‪$$‬ر‪ ‬كالهم ا على‬
‫صواب وعلى خطأ فى نفس الوقت‪  )Rakhawy,1981( ‬وتحمل هذا الوضع هو من قبيل النضج وما يسمى‬
‫‪$‬ك يتم‬
‫‪$‬ة ومن خالل ذل‪$‬‬ ‫‪$‬اد األربع‪$‬‬ ‫بتحمل الغموض‪ ،‬والتفاعل بين األفراد هو تفاعل معقد يشمل هذه األبع‪$‬‬
‫التقارب الصحيح ومن ثم النمو‪.‬‬
‫التطبيقات العملية‪:‬‬
‫‪$‬امالت والعالج‪،‬‬ ‫‪$‬االت االدارة والمع‪$‬‬
‫‪$‬ا مج‪$‬‬ ‫طبقت مبادئ هذه النظرية فى عديد من المجاالت‪ ،‬وأهمه‪$‬‬
‫وينبنى التطبيق على أساس موحد وهو معرفة(تشخيص) األنا الممثلة للشعور فى وقت بذاته مع عدم اهمال‬
‫التفاعالت األخرى بين الحاالت المتشابكة‪ ،‬ومن خالل ذلك تتضح أعماق التعامل فتسهل االدارة اذ تتحقق‬
‫االحتياجات األعمق غير مكتفين بظاهر التفاعل‪.‬‬
‫‪$‬‬
‫وفى المجال االكينيكي‪ ،‬قد يكون من المفيد عرض التطبيقات المحتملة لالفادة من التحلي‪$$‬ل التركي‪$$‬بى‬
‫‪ $‬على حد سواء‪.‬‬
‫‪ $‬والعالجى‬‫والتفاعالتى فى الموقف التشخيصى‬
‫التشخيص التركيبى‪:‬‬
‫‪ $‬السيكوباثولوجى يمكن باستعمال هذه النظرية للوصول الى تشخيص تركي بى‪ ‬وتش‪$$‬ريح‬ ‫فعلى مستوى‬
‫تركيبى مباشر فى قطاع مستعرض دون الغوص إلى أعماق صعبة أو استقصاء تاريخ طولى مسهب‪ ،‬فقد‬
‫‪$‬اد‬
‫‪$‬ل الوس‪$‬‬ ‫‪$‬ا تحت‪$‬‬‫‪$‬االت األن‪$‬‬
‫‪ $‬من خالل االجابة على اسئلة مثل‪( :‬أ) أى ح‪$‬‬ ‫ثبت فائدة التشخيص التركيبى‬
‫‪ $‬أساسا فتمثل الجزء الطاغى على الصورة االكلينيكية المريض ما‪(.‬ب) وما هى عالقة هذه الحالة‬ ‫الشعورى‬
‫األنوية بسائر حاالت األنا األخرى وهل هى عالقة استبعاد أم تعاون أو مواجه‪$$‬ة أم والف‪ ..‬الخ؟ (جـ)‬
‫وهل يمكن التعقيب على حدود الذات بلغة التليف‪ ،‬والنفاذ والشفافية‪ ..‬الخ؟‬
‫واألمثلة على هذا التطبيق كثير نورد بعضا منها لاليضاح أيضا‪:‬‬
‫‪$‬د'‬
‫‪$‬د‪ ،‬لكن ' الوال‪$‬‬
‫‪$‬ع الوال‪$‬‬
‫‪$‬بيا م‪$‬‬
‫‪$‬وث نس‪$‬‬ ‫‪$‬اغ‪ ،‬مل‪$‬‬ ‫‪$‬ل' ط‪$‬‬ ‫‪ 1‬ـ فى الهوس الخفيف‪' :Hippomania ‬طف‪$‬‬
‫والناضج(الفتي) عموما مستبعدين بدرجة شديدة‪.‬‬
‫‪$‬اد‬
‫‪$‬ة ووس‪$‬‬ ‫‪$‬ج' أزبج من الفاعلي‪$‬‬‫‪ 2‬ـ وفى الهوس ‪':‬طفل' منتصر جامح‪ ،‬و' والد' مستبعد تماما و'ناض‪$‬‬
‫الوعى أو قد يستعمله 'الطفل' ألغراضه الجامحة‪.‬‬
‫‪$‬ل‬‫‪$‬ى قلي‪$‬‬‫‪$‬ام النكوص‪$‬‬ ‫‪$‬مل الفص‪$‬‬ ‫‪ $‬بصفة عامة بما يش‪$‬‬ ‫‪ 3‬ـ وفى الهوس النكوصى ‪ (:‬والذهان النكوصى‬
‫األعراض)‪' :‬طفل' نشط‪ ،‬و' والد' مزاح و' ناضج' مشلول‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ فى االكتئاب يمكن تمييز نوعين يختلف التحليل التركيبى فيهما تماما‪:‬‬
‫‪ $‬الوالد' فى مواجهة 'الطفل' ال‪$$‬ذى أو ال يظه‪$$‬ر على‬ ‫(أ) ففى االكتئاب البيولوجى النشط‪ :‬يطغى نشاط'‬
‫‪ $‬وهذا ما يعطى االكتئ‪$$‬اب‬ ‫‪ $‬التركيبى‬‫المستوى السلوكى ؤانما يقاوم بعنف وقوة فى كل وقت على المستوى‬
‫حدته كما سبق ذكره‪ ،‬ويستمر اليافع فى نشاطه بدرجة متوسطة‪.‬‬
‫(ب ) أما فى االكتئاب المزمن التعاب‪(:‬عادة مجسدن) فان 'الوالد' يبدو طاغيا نسبيا لكن التل‪$$‬وث م‪$$‬ع'‬
‫الطفل' يبدو هو األهم ألن هذا النوع من االكتئاب هو أقرب الى اضطراب الشخص‪$$‬ية‪ ،‬ويك‪$$‬ون نش‪$$‬اط‬
‫'الناضج' معمى نسبيا‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أما فى الفصام فيختلف الوضع حسب النوع ومرحلة تطور العملية الفصامية‪:‬‬
‫(أ) ففى الفصام المبتدئ ( الذى يشارك الذهان المبتدئ عامة) يوجد أكثر من حالة ذات نشطة تعمل فى‬
‫نفس الوقت ويشغل نفس الوساد الشعورى‪ ،‬وأن كان المريض عادة يميز أثنين فى المقام األول اح‪$$‬داهما‬
‫‪$‬ة أو‬
‫‪$‬رورة مواجه‪$‬‬ ‫هى من كانت 'طاغية' طوال الفترة قبل المرض‪ ،‬وهذا النشاط المواكب ال يكون بالض‪$‬‬
‫صراعا بل هو أقرب الى المنافسة فاالعاقة المتسببة عن ذلك وقد يتبع ذلك التردد ظهور ثنائية الوج‪$$‬دان‬
‫وثنائية الميول‪  ‬وثنائية التفكير‪. Ambivalence،Ambitendey Ambithoughts‬‬
‫‪ $‬الفصام المستتب‪ :‬نجد أن 'الطفل' مختلط عليه‪ ،‬يحدث ذلك عادة لتشويش صادر من التع‪$$‬دد‬ ‫(ب) وفى‬
‫والتنافس‪ ،‬أما الناضج فيبدو متناثرا عاجزا وكذلك يظهر نشاط الوالد فيجزر متناثرة بشكل طاغ نسبيا كما‬
‫يختفى تماما فى جزر أخرى من التنافس‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ العصاب‪ :‬نجد فى العصاب‪ ،‬وبصفة خاصة النوع المزمن ‪ -‬أن الغالب على التركيب المرض‪$$‬ى‬
‫‪$‬ل من‬‫‪$‬اط ك‬
‫‪$‬انس من نش‬ ‫‪$‬به متج‬
‫‪$‬ط ش‬ ‫‪$‬ا بخلي‬
‫‪$‬ج' أساس‬
‫‪$‬اط ' الناض‬‫‪$‬بغ نش‬
‫‪$‬وث يص‬ ‫‪$‬تقر‪ ،‬والتل‬
‫‪$‬ير المس‬‫هو التوث (* ) غ‬
‫'الوالد' و' الطفل'‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ اضطرابات الشخصية‪ :‬وخاصة النوع النمطى‪  Personality patterrn Disorder ‬يبدو فى هذا‬
‫النوع من االضطراب أن التوث أعمق وأكثر تغلغال وأثبت مقاما‪ ،‬وقد يظه‪$$‬ر النش‪$$‬اط الطفلى فى بعض‬
‫‪$‬طراب‬ ‫‪$‬ة اض‪$‬‬ ‫‪$‬ل يبقى فى حال‪$‬‬ ‫األنواع المحددة مثل النوع غير الناضج والنوع الهستيرى‪ ،‬ويقال أن الطف‪$‬‬
‫الشخصية الشيزويدى وأن كنا قد أشرنا سابقا كيف يكون التلوث غالبا رغم ظاهر االبعاد‪.‬‬
‫‪ $‬من التلوث الثابت واالقحام المستقر معا‬ ‫‪ -8‬حاالت البارانويا المزمنة ‪ :‬ويمثل هذا النوع درجة قصوى‬
‫بين حاالت األنا وبعضها البعض‪.‬‬
‫أمثلة للتحليل التفاعالتى‪:‬‬
‫وننتقل اآلن إلى عرض أنواع ممثلة للتحليل التفاعالتى كما صوره اريك بيرن‪ ،‬فقد شرح كال مما يلى‪:‬‬
‫‪ $‬هذا النوع أن التفاعل يتم بين نفس‬ ‫‪ -1‬التفاعالتى المتتامة‪ ، Complementary Transactions :‬ويعنى‬
‫حالة األنا من الجانبين‪ ،‬أى أن الطفل ‪ -‬مثال ‪ -‬يتفاعل مع الطفل‪ ،‬هكذا مباشرة والناضج مع الناضج‪...‬‬
‫‪$‬أل‬‫الخ ‪ ،‬ومثال ذلك هو‪ :‬موظف البنك (ناضج) يعطى رقم الحساب لعميلة (ناضج) أو راكب (ناضج) يس‪$‬‬
‫‪$‬باح‬
‫‪$‬اطئ فى ص‪$‬‬ ‫ناظر المحطة عن ميعاد القطار (ناضج) أو زوج (طفل) يسابق زوجته (طفل) على الش‪$‬‬
‫يوم من أجازة الصيف‪ ....‬أو رجل (والد) يقرأ فاتحة خطبة ابنته مع أم خطيبته (والد)‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -2‬التفاعالت التقاطعية‪  Crossed transactions ‬ويعنى هذا النوع ان احدى حاالت األنا ترسل الرسالة‬
‫ظاهريا إلى أخرى مقابلة فى حين يأتى الرد من حالة أنا غير مقابلة‪ ،‬ومثال ذلك حين تطلب زوجة (طفل)‬
‫‪$‬ذا‬
‫‪$‬وان ه‪$‬‬ ‫‪$‬حا لعن‪$‬‬‫‪$‬فا واض‪$‬‬ ‫من زوجها اصطحابها إلى التقديم لعملها الجديد فيعطيها زوجها (ناضج) وص‪$‬‬
‫العمل‪...‬الخ‬
‫‪$‬توى‬ ‫‪ -3‬التفاعالت (الخلفية) الثنائية‪  Ulterior transactions  ‬وهنا يحدث التفاعل الظاهرى‬
‫‪ $‬على مس‪$‬‬
‫يبدو من النوع التام أى بين ذات والذات المقابلة (ناضج ‪ -‬ناضج مثال) فى حين يحدث تفاعل أخ‪$$‬ر بين‬
‫‪ $‬رحلة نهاية األسبوع (ناضج ‪ -‬ناض‪$$‬ج)‬‫‪ $‬أخر بعيد خلفى عن المستوى‬ ‫ذاتين متقابلتين ولكن على مستوى‬
‫‪ $‬بين طفل وطفل يصيحان‪ :‬هيا نلعب؟‬ ‫ويؤكد الزوج بأنه لم ينس ‪ ،‬ويكون التفاعل األقصى‬
‫عالقة هذه النظرية بالنظريات األخرى‬
‫بديهى أن هذه النظرية لم تنشأ من فراغ ‪ ،‬وأن اضافاتها تكمن أساسا على محورين رئيسيين‪ :‬األول هو‬
‫آلتعدد التركيبى‪ ‬والثانى هو التفاعالت المواكبة معا وبالنسبة للمحور األول فاننا نستطيع تتبعه فى أكثر من‬
‫نظرية سابقة ومعاصرة‪ ،‬ونورد أهمها فيما يلى‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية التحليل النفسى (الفرويدي)‪  :‬أوردنا فيما سبق الفروق بين نظرية التحليل النفسى عند فرويد‬
‫وبين التحليل التفاعالتي‪ ،‬اال أننا نستطيع أن نتتبع بعض أفكار فرويد فنكشف التعدد التركيبى ال ك‪$$‬أجزاء‬
‫‪$‬ف واألذن فاليس‪Freud  195 ‬‬ ‫فحسب وانما ككيانات كلية فاعلة فعال‪ ،‬ومن ذلك موافقته صديقه طبيب األن‪$‬‬
‫‪    4‬أنه ما من جماع جنسى اال ويتم بين أربعة باعتبار االزدواجية الجنسية فى الوجود البشرى عند الذكر‬
‫واألنثي‪ ،‬وهذا ما أشار اليه فيما بعد يونج‪ ،‬وبالنسبة‪   ‬لمفهوم األلعاب واألدوار فان الحيل النفس‪$$‬ية ال‪$$‬تى‬
‫وصفها فرويد كانت أقرب ما يكون إلى مفهوم األلعاب‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية ساندور رادو‪Senescu 1975   ‬‬
‫تعتبر النظرية الدينامية النفسية التكيفية‪ adaptational psychodynamics  ‬من التطورات التى خرجت‬
‫‪$‬ا‬
‫‪$‬ج كم‪$‬‬ ‫من عباءة التحليل النفسي‪ ،‬وقد وصف رادو عدة مستويات للتكيف تتصاعد من البدائى الى الناض‪$‬‬
‫‪$‬ة‬
‫‪$‬ق الفاعلي‪$‬‬‫‪$‬ا لتحقي‪$‬‬‫وصف ما أسماه النفس الفاعلة‪ Action self ‬وهى التى تجمع هذه المستويات حوله‪$‬‬
‫‪$‬د‬
‫والتوافق معا‪ ،‬وهذا التصعيد فى المستويات الكلية يذكرنا بالكليات التنظيمية المعبرة عن حاالت األنا عن‪$‬‬
‫بيرن‪.‬‬
‫‪ -3‬علم النفس التحليلى‪ ‬ويونج‪Dorr, 1974   ‬‬
‫‪$‬ية‬‫‪$‬اهرة الشخص‪$‬‬ ‫‪$‬ار إلى ظ‪$‬‬ ‫لعل يونج هو أعمق من وصل إلى تركيب الذات البشرية‪ ،‬وهو الذى أش‪$‬‬
‫والقناع‪   Shadow       ‬والشبح باعتباره النقيض للظاهر وكذلك الثنائية الجنسية فضال عن األنماط الموروثة‬
‫‪ $‬وكلية التنظيم التركيبى‬‫من الالشعور الجمعى ‪ ،‬وكل هذه المفاهيم تشير إلى تعدد مستويات الوجود البشرى‬
‫فى آن واحد‪.‬‬
‫‪ -4‬كارين هورنى‪Karen Horney 1970  ‬‬
‫‪$‬ير إلى‬
‫وحين تتحدث نظرية كارين هورنى عن الذات الحقيقة والذات المثالية والذات العصابية انما تش‪$‬‬
‫‪$‬‬
‫ذوات متعددة وهو األمر المشترك مع فكرة اريك بيرن عن حاالت الذات المتعددة على أن كارين هورنى‬
‫كانت تؤكد أكثر فأكثر على تحقيق الذات الحقيقية بما يقابل الناضج المتكامل عند اريك بيرن‪ ،‬وفى الوقت‬
‫‪ $‬فى عملية النمو لم يذهب اريك بيرن نفس المذهب ألى درجة واضحة‪.‬‬ ‫الذى أكدت فيه على الجدل الوالفى‬
‫‪ -5‬نظرية العالقة بالموضوع‪Object relations therory   ‬‬
‫وهذه النظرية التى غلبت على المدرسة االنجليزية الحديثة بدأت تتضح بأعمال ميالنى كالين‪Melanie   ‬‬
‫‪    Klein 1952‬وأكملت بأعمال فيربيرن وجانترب‪ Guntrip 1969 , 1977  ‬على وجه الخصوص ‪ ،‬وق‪$‬‬
‫‪$‬د‬
‫رفضت فكرة الغزائز والتجزيء العزيزية واستبدلته بعلم نفس للكينونة والكيان وعالقت‪$$‬ه ب‪$$‬اآلخر‪ ،‬وفى‬
‫حديث فيربيرن عن االنشقاق األولى إلى ذات ليبيديه‪  Libidinal ego  ‬وذات مضادة لليبيدو‪Anti-libidinal  ‬‬
‫‪ $‬مركزية ضامة وكابتة‪Central ego  ‬وكذلك عن انشقاق ثانوى فى الذات الليبيدي‪$$‬ه الى ذات‬ ‫‪ ego‬وأخرى‬
‫ليبيديه أصلية‪  Libidinal ego  ‬وذات ناكصة‪  Regressed ego  ‬نجد جذور تعدد الذوات فى النفس البشرية‪.‬‬
‫‪ - 6‬بنفيلد والتركيب البيولوجى‪ :‬أشرنا فيما سبق إلى اعتماد اريك بيرن على تجارب بنفيلد لتأكيد فكرته‬
‫عن حاالت الذات‪ ،‬وبنفيلد ذات نفسه أشار إلى هذه الكلية والتعدد فى تجاربه باثارة كهربية لفصوص المخ‬
‫بقطب ميكروسكوبي‪.‬‬
‫نقد النظرية وبعض مميزاتها‪:‬‬
‫البد ونحن نختم الحديث عن هذه النظرية أن نشير إلى بعض المآخذ التى يمكن أن تؤخذ عليها‪ ،‬وم‪$$‬ا‬
‫تميزت به من معالم أضافت إلى المعرفة المتعمقة عن النفس‪ ‬البشرية‪:‬‬
‫مآخذ ومحاذير‪:‬‬
‫‪ - 1‬البساطة وخطورة سرعة االنتشار وسوء االستعمال‪:‬‬
‫تبدو هذه النظرية شديدة البساطة برغم عمقها المتناهي‪ ،‬ويالم اريك بيرن فى ذلك جزئيا فقد لج‪$$‬أ إلى‬
‫مخاطبة الشخص العادى مباشرة أكثر من المحافل العلمية‪ ،‬وهو ذات نفسه الذى اعتبر نظريته بمثابة قطع‬
‫العقدة بدال من حلها (ضاربا مثاال بقصة عن عقدة جوردون‪Berne, 1976  ‬‬
‫‪ -2‬شرعية التعدد وتسهيل االنشطار‪:‬‬
‫وعلى ذلك فقد أساء استعمالها العامة حتى كاد التعدد يعفى الواحد من مسئوليته نتيجة ألن‪  ‬حال‪$$‬ة ذات‬
‫‪$‬ان‬
‫‪$‬حة فى أذه‪$‬‬ ‫‪ $‬فان أفعال االرادة والتكامل فى واحد لم تعد واض‪$‬‬
‫هى التى فعلت كذا وليس أنا‪ ...‬وبالتالى‬
‫التبريريين مما يفتح األبواب لنوع من التالعب القدرى بشكل أو بآخر‪.‬‬
‫‪-3‬العالج اللفظى التعليمى‪:‬‬
‫‪$‬رح‬‫اتجه اريك بيرن فى تطبيقه لهذه النظرية إلى طريقة المدرس معتمدا على التفسير على سبورة وش‪$‬‬
‫التفاعالت حتى انقلبت المسألة إلى فصل للتدريس وليس بصيرة للمواجهة‪.‬‬
‫‪ -4‬ترجيح أحد الذوات على غيرها‪:‬‬
‫قد يبدو للدارس السطحى أؤ الممارس المبتديء أن الذات الطفلية أولى بالتدريب والرعاية فى المج‪$$‬ال‬
‫‪$‬ية‬
‫‪$‬طرابات الشخص‪$‬‬ ‫العالجى مما قد يشجع النكوص دون التكيف مع خطورة انتاج أنواع محورة من اض‪$‬‬
‫باعتبارها شخصيات متكاملة‪.‬‬
‫المميزات الخاصة‪:‬‬
‫نكرر هنا ما سبق أن ذكرناه فى العرض التفصيلى من أن هذه النظرية تمث‪$$‬ل المباش‪$$‬رة والبس‪$$‬اطة‬
‫‪$‬ية‬
‫‪$‬ركيب الشخص‪$‬‬ ‫‪$‬ه ت‪$‬‬‫‪ $‬الوقت الذى حددت في‪$‬‬ ‫وسهولة التطبيق وبساطة التدريب من خالل مفاهيمها‪ ،‬وفى‬
‫بشكل معين فى حاالت السواد فانها أشارت إلى تشريحات ممكنة وآنية تجاه كل مرض من األمراض‪ ،‬كما‬
‫أسهمت فى اعطاء مفاتيح تشخيصية لحاالت األنا اذ تظهر فى المجال السلوكى ووجهت الممارس‪$$‬ين إلى‬
‫‪$‬يا‬
‫ضرورة تدريب الحدس االكلينيكى الذى يكمل التشخيص السلوكي‪ ،‬وكأنها بذلك قد أعطت بعدا تشخيص‪$‬‬
‫تركيبيا يكمل التشخيص التقسيمى الشائع إلى زمالت مرضية معينة‪ ،‬وهذا البعد التشخيص‪$$‬ى ل‪$$‬ه فائ‪$$‬دة‬
‫‪$‬اوالت لفهم‬‫‪$‬دأت مح‪$‬‬ ‫‪ $‬حيث ب‪$‬‬‫عالجية مباشرة فى مجال العالج النفسي‪ ،‬وكذلك فى مجال العالج العضوى‬
‫العالجات العضوية باعتبارها فاعلة على مستويات انتقائية مختلفة‪ .‬مما قد يسهل مهمة المعالج فى ان‪$$‬اره‬
‫‪( $‬حالة األنا) وتثبيط ذلك‪.‬‬
‫هذا المستوى‬
‫الموقف الحالى‪:‬‬
‫بعد انتشار هذه النظرية تطبيقيا وعمليا فى الستينات وخاص‪$$‬ة فى مج‪$$‬االت العالج النفس‪$$‬ى الجمعى‬
‫‪$‬د ونجحت فى‬ ‫باالشتراك مع العالج الجيشتالتى أو مستقلة عنه بدأت تغزو مجاالت غير طبية بشكل متزاي‪$‬‬
‫تحسين االدارة والمعامالت فى بعض النشاطات الجماعية‪ ،‬اال أنه ما آن حلت أواخر السبعينات حتى بدى‬
‫‪$‬ذان‬
‫‪$‬ار الل‪$‬‬
‫‪$‬و واالنتش‪$‬‬
‫‪$‬ة النم‪$‬‬
‫أنها تنحسر عن‪ ‬المجال الطبى واالكلينيكى‪  ‬بشكل يدعو للتساؤل حول طبيع‪$‬‬
‫حازتهما‪ ،‬فاما لن يكون انحسارها هو موجة انحسار العالجات النفسية عامة والتحليلية خاص‪$$‬ة لص‪$$‬الح‬
‫العالجات العضوية‪ ،‬وأما أن نعزو ذلك إلى أن ما انتشر من هذه النظرية ليس سوى سطحها دون عمقها ‪،‬‬
‫وأن المآخذ التى أشرنا إليها هى المسئولة عن انحسارها الظاهر‪ ،‬على أن أثر هذه النظرية وخاص‪$$‬ة من‬
‫‪ $‬وكذلك من حيث التأكيد على تعدد الذوات قد يمثل نواة لفكر تركيبى ولغة‪  ‬تركيبية‬ ‫حيث التحليل التركيبى‬
‫تستطيع أن تحافظ على ايجابيات هذه النظرية األصيلة دون سلبياتها‪.‬‬

You might also like