‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫كيف أراجع الفقه?‬

‫يـشـتـكـي كـثـيـر مـن طـالب الـعـلـم مـن تـفـلّـت عـلـم الـفـقـه مـن قـلـوبـهـم وعُـزوب مـسـائـلـه عـن أذهـانـهـم‪ ,‬وهـذه‬
‫مـحـاولـة لـوصـف عـالج لـهـذا الـداء‪ ,‬خلّـصـتـهـا ف نـقـاط عـمـلـيـة‪ ,‬تـرسـم مبـجـمـوعـهـا جـادةً واضـحـة وطـريـقـا‬
‫الحـبًـا‪ ,‬يـعـي سـالـكـه عـلـى بـلـوغ هـذه الـغـايـة‪ ,‬ويُـخـلّـصـه مـن كـثـيـرٍ مـن بُـنـيّـات الـطـريـق وعـثـرات اجلـوادّ‪,‬‬
‫إن هو استعان بال وأخَذها بقوة‪.‬‬
‫وأصـل هـذه الـطـريـقـة مُـفـادٌ مـن الـشـيـخ الـفـقـيـه الـبـاذل‪ :‬عـامـر بـهـجـت‪ ,‬إال أنـي زدتـهـا حتـريـرا وتـوضـيـحـا‬
‫وأضفت إليها قيودا وتفاصيل اقتضتها التجربة وأمالها التطبيق‪ ,‬فدونكها خطوة خطوة‪:‬‬
‫‪ .١‬استعن بال‪ ,‬والتمس قرينا صاحلا‪ ,‬قريبا من مستواك ف هذا العلم‪.‬‬
‫‪ .٢‬اتـفـق مـعـه عـلـى كـتـاب مـخـتـصـر ملـدارسـتـه بـطـريـقـة االخـتـبـارات‪ ,‬واألصـل ف ذلـك الـبـداءة مـن‬
‫أسـفـل الـسـلـم الـتـعـلـيـمـي إلـى أعـاله; فـيـبـدأ احلـنـبـلـي مـثـال بـاألخـصـر فـالـدلـيـل فـالـزاد فـالـروض ‪,..‬‬
‫حسبما رتبها الشيخ القعيمي ف املدارج‪.‬‬
‫‪ .٣‬يُ ـح ـدﱠد ق ـبــل ال ـبــدء ورد أس ـبــوعــي )‪ (١٠‬ص ـف ـحــات م ـثــال‪ ,‬ويُ ـحــدد أي ـضــا عــدد األس ـئ ـلــة‪ ,‬ويــوم‬
‫املدارسة ووقتها‪.‬‬
‫‪ .٤‬يُـراعـى حتـديـد مـنـهـج لـألسـئـلـة )حـتـى يـعـرف الـسـائـل واجملـيـب حـدود احملـتـوى مـحـل املـدارسـة(‪,‬‬
‫والـذي أرشـحـه أن تـكـون األسـئـلـة عـلـى املـت فـقـط‪ ,‬مـن دون أي زيـادة عـلـيـه‪ ,‬إال مـا يُـحـتـاج إلـيـه ف‬
‫فـهـم مـحـتـوى الـكـتـاب واسـتـثـمـاره‪ ,‬مـن نـحـو بـيـان غـريـب أو مـبـهـم أو مـفـهـوم عـبـارة‪ ,‬ويُـسـتـعـان عـلـى‬
‫معرفة ذلك بالشروح املطبوعة واملسموعة واحلواشي وغيرها‪.‬‬
‫وممـا يـحـسـن هـنـا‪ :‬الـتـنـويـع بـي األسـئـلـة املـقـالـيـة واألسـئـلـة األخـرى‪ ,‬كـاألسـئـلـة الـتـطـبـيـقـيـة وأسـئـلـة‬
‫الفروق والتقاسيم وغيرها‪.‬‬
‫‪ .٥‬عـنـد حـلـول مـوعـد املـدارسـة األسـبـوعـيـة يُـرسـل كـل واحـد مـن املـتـدارسَـي أسـئـلـتـه لـصـاحـبـه ‪-‬‬
‫بـالـواتـس أو غـيـره‪ ,-‬ويـسـتـقـبـل أيـضـا األسـئـلـة الـتـي كـتـبـهـا لـه صـاحـبـه فـيُـجـيـب عـلـيـهـا‪ ,‬ثـم يـكـون‬
‫التصحيح‪.‬‬
‫واألضـبـط هـنـا‪ :‬حتـديـد وقـت أسـبـوعـي إلرسـال األسـئـلـة‪ ,‬ووقـتٍ لـنـهـايـة اسـتـقـبـال اإلجـابـات‪ ,‬فـمـثـال‪:‬‬
‫تكون املدارسة كل جمعة س‪ ١٠‬مساء‪ ,‬وآخر وقت لإلجابة السبت س‪ ١٠‬مساء‪.‬‬
‫‪-•-•-‬‬
 ‫🎯 وهذه الطريقة اإللكترونية ف املدارسة متتاز عن املدارسة احلضورية بأمور‪ ,‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬سرعة املرور على املت‪.‬‬
‫‪ -‬الدقة والوضوح; فال مجاملة بي املتدارسي‪.‬‬
‫‪ -‬السالمة من االستطراد واخلروج عن املوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬السالمة من االنقطاع ومن األعذار املانعة من حضور مجالس املدارسة‪.‬‬
‫‪ -‬انتقاء القرين املناسب‪ ,‬ولو كان بعيد الدار‪.‬‬
‫‪ -‬أنﱠ جميع املدارسات تبقى محفوظة‪.‬‬
‫‪-•-•-‬‬
‫🚦تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -‬رمبـا يُـحـتـاج بـعـد الـشـروع ف املـدارسـة لـلـتـدقـيـق ف مـعـالـم مـنـهـج املـدارسـة‪ ,‬ومـا الـذي يـدخـل ممـا ال‬
‫يدخل‪ ,‬وهذا طبيعي‪.‬‬
‫‪ -‬يُـفـضـل أن تـنـتـقـي ملـدارسـتـك قـريـنـا جـادًّا حـريـصـا‪ ,‬وإن كـان مـع ذلـك مـتـقـدمـا عـلـيـك بـيـسـيـر فـتـشـبّـث‬
‫به; ألنه يحفّزك للنشاط وحسن التحضير‪.‬‬
‫‪ -‬احلـذر احلـذر مـن الـعـجـلـة وحـرق املـراحـل‪ ,‬بـل تـريّـث‪ ,‬وال تـتـجـاوز كـتـابـا ف الـسـلـم الـتـعـلـيـمـي الـذي‬
‫سلكته إال وقد أتقنته; فإن هذا يُريحك إذا تقدمت‪ ,‬ويوفّر جهدك لضبط الزوائد‪.‬‬
‫‪ -‬وبـنـاءً عـلـى الـنـقـطـة الـسـابـقـة; فـيـحـسـن بـاملـتـدارسَـي تـكـرار كـل كـتـاب مـرتـي وثـالثـا وأربـعـا حـتـى‬
‫يرتويا منه‪.‬‬
‫‪ -‬احـذر االعـتـمـاد عـلـى الـذاكـرة ف فـهـم املـت‪ ,‬بـل دوّن عـلـى نـسـخـتـك كـل مـا يُـحـتـاج إلـيـه لـفـهـم‬
‫الكتاب محل املدارسة‪ ,‬وتذكّر أن الكتاب ال يضيء حتى يُظلم‪.‬‬
‫‪ -‬أصـل هـذه الـفـكـرة مـرسـومٌ ملـدارسـة اثـنـي‪ ,‬وميـكـن تـطـويـرهـا ملـدارسـة مـجـمـوعـات بـالـطـريـقـة نـفـسـهـا‪,‬‬
‫وقد فعل هذا بعض الفضالء‪.‬‬

‫وخـتـامًـا; فـإن هـذه املـدارسـات سـتـذكّـرك بـأن احلـفـظ مـن أهـم أدوات الـفـهـم‪ ,‬وبـدونـه ال يُـتـقَـن الـعـلـم‪,‬‬
‫ولو استكثر الطالب من القراءة واملطالعة‪ ,‬وال املوفق والهادي‪.‬‬

‫وكتب‬
‫يونس بن عبد ال السالمة‬
‫‪ya.aa.sk@gmail.com‬‬