Professional Documents
Culture Documents
الانقلاب العثماني الجزء الثانى 2
الانقلاب العثماني الجزء الثانى 2
وبدأت أحداث االنقالب العثماني في 31مارس 1909حينما حدثت اضطرابات باستانبول قتل فيها جنود من االتحاد
والترقي ،فجاءت قواتهم من البلقان بدعوى الدفاع عن السلطان ،ومنع السلطان الجيش األول من االشتباك معها.
وأعلنت تلك القوات األحكام العرفية واتهمت السلطان بأنه وراء أحداث 31مارس ،واستصدرت فتوى من أحد
الشيوخ واسمه موسى كاظم أفندي بخلع السلطان .وقد أعلن المحفل األعظم التركي مؤخرا على الصفحة
الرئيسية لموقعه على اإلنترنت أن السلطان مراد الخامس وشيوخ اإلسالم موسى كاظم أفندي ومحمود أسعد
أفندي وعدد ممن تولوا الصدارة العظمى مثل :فؤاد باشا ومدحت باشا وخير الدين باشا التونسي وأحمد وفيق
باشا وإبراهيم حقي باشا والكاتب نامق كمال كانوا جميعا من أعضاء محفل برودوس في استانبول .وأبلغت
السلطان بالقرار لجنة من االتحاديين مؤلفة من يهودي ماسوني (إيمانويل قره صو) وأرمني وألباني وكرجي .وتم
نفي السلطان إلى سالونيك المدينة العثمانية باليونان والتي كانت معقل اليهود والماسونية العثمانية .وتوفي بها
. في عام 1918
ويكفي أن نعلم أن السلطان عبدالحميد منع الماسونية في عهده ،ولم تتمكن المحافل التركية من العمل مرة
.أخرى إال بعد إزاحة السلطان عبدالحميد فبدأت العمل في عام 1909وحتى اآلن
وقد تولى االتحاديون الحكم بواسطة مجموعة من قادتهم هم إسماعيل أنور باشا ،ومحمد طلعت باشا الذي كان
أول أستاذ أعظم للماسونية العثمانية بعد إعادة افتتاحها ،وأحمد جمال باشا (الشهير بالسفاح) .فتنازلوا عن ليبيا
لإليطاليين ،وتوالت هزائمهم بالبلقان وتوجت بالهزيمة في الحرب العالمية األولى وفقد فلسطين وسوريا لبريطانيا
وفرنسا .واحتلت استانبول من قبل الحلفاء وفرضت معاهدات مهينة على الدولة العثمانية .واغتيل قادة االتحاديين
في المنفى ،حيث اغتيل محمد طلعت في برلين ،واغتيل أحمد جمال في تبليسي بجورجيا ،وقتل أنور باشا وهو
.يحارب الجيش السوفيتي األحمر في تركستان (طاجيكستان الحالية)
وكان الهدف من المعاهدات المذلة هو التمهيد لتولي مصطفى كمال الذي عرف فيما بعد بأتاتورك (أبو األتراك) .وهو
أحد الماسونيين العثمانيين ،الذي كان مجهول النسب وتبناه زوج أمه على رضا .وأطلق عليه أستاذه للرياضيات
اسم كمال لتفوقه .والتحق بعد تخرجه من الكلية الحربية بحركة سرية للضباط اسمها فادان .ثم انضم لالتحاديين
في عام .1907وفي عام 1915انسحب الحلفاء أمامه في معركة جاليبولي لكي يظهروه كبطل حرب .وحارب بعد
ذلك في القوقاز ضد الروس ،وفي الحجاز ضد حركة الشريف حسين عميل بريطانيا واليهود .ثم تولي قيادة الدفاع
عن فلسطين الذي انتهى بتسليمها لبريطانيا .وكان نجاحه في طرد اليونانيين من تركيا عامال حاسما لتوليه قيادة
الدولة .ثم أعلن إلغاء الخالفة .ومنع ارتداء العمامة واستبدلها بالقبعة tاألوروبية .كما حل المدارس الدينية ،ومنع
ارتداء الحجاب .واضطهد المسلمين وعلى رأسهم العالمة بديع الزمان سعيد النورسي الذي قاد حركة لمقاومة
أتاتورك فسجن هو ومن ساعدوه.وإضافة لكون أتاتورك عضو بعدة محافل ماسونية فقد كان عدد كبير من وزرائه
ومساعديه وجنراالت جيشه وشرطته ماسونا .فضال عن 60عضوا من أعضاء البرلمان وكذلك طبيبه الخاص الذي
كان نائبا لألستاذ األعظم للماسونية التركية حينها .وقد خطب اتاتورك في البرلمان التركي يوم إلغاء الخالفة في
عام 1924خطبة كان مما جاء فيها" :نحن اآلن في القرن العشرين ،ال نستطيع أن نسير وراء كتاب تشريع يبحث
".عن التين والزيتون