Professional Documents
Culture Documents
مجاعة أيرلندا
مجاعة أيرلندا
مجاعة أيرلندا
http://muslims-res.com/?p=4043
مجاعة أيرلندا ،حينما أنقذ المسلمون الشعب األيرلندي من موت محقق بينما منعت بريطانيا المساعدات عنهم.
ضت كثي ٌر من الدول األوروبية لعد ٍد من المجاعات .القاسية في العصور الوسطى ،لكن أشدها قسوة كانت تلك المجاعة
تعرَّ َ
التي ضر َبت أيرلندا؛ والتي ُت عرف “بمجاعة أيرلندا الكبرى” أو “مجاعة البطاطا” ،بين عام 1845وعام 1852م ،حيث
ظهرت أولى العالمات الدالة على كارثة وشيكة بين عامي 1844م – 1845م ،وذلك حينما أتلف مرض اللفحة المتأخرة
الفطري حقول البطاطا في جميع أنحاء قارة أوروبا من بلجيكا إلى روسيا ،ولكن النصيب األكبر من األضرار كان قد وقع
على أيرلندا ،حيث كان اعتماد ثلثي سكانها على البطاطا كغذاء رئيسي لهم بسبب الفقر ،وتسببت هذه المجاعة بوفاة مليون
شخص وهجرة مليون آخر.
تعود أسباب هذه المجاعة في األصل لمداومة بريطانيا – التي احتلَّت أيرلندا عام 1801م – على سياسة التمييز
العنصري وال ِّديني ضد س َّكان أيرلندا ،وعدم اكتراث حكومة إنجلترا بهذه اآلفة ( َتلَف محصول البطاطا بسبب مرض اللفحة
المتأخرة الفطري).
بينما كان األيرلنديون يموتون جوعا ً ،كانت بريطانيا تحتلهم آنذاك ،وتحتكر اقتصادهم ،وتمنعهم من امتالك األراضي ومن
حق االنتخاب ودخول البرلمان ،إاّل إذا تركوا الكاثوليكية وتحولوا إلى الطائفة البروتستانتية ،بالرغم من أن الكاثوليك كانوا
األكثرية آنذاك ،ولكن هذا لم يمنع ماّل ك األراضي البريطانيين من جشعهم .،فبقيت أسعار إيجارات األراضي كما هي ولم
تخفف بالرغم من أن األراضي هي ملك األيرلنديين باألساس وتم احتاللها ،ورفضت الحكومة البريطانية تحت تأثير ماّل ك
األراضي البريطانيين استيراد الذرة والحبوب األخرى من أميركا الشمالية للتخفيف من وطأة المجاعة في أيرلندا ،خوفا ً
من أن يؤثر ذلك على قيمة المحاصيل الزراعية للماّل ك البريطانيين الماكثين في بريطانيا والذين لم يذوقوا في حياتهم طعم
هذه المجاعة أو يحسّوا بها ،والذين كان همّهم هو تحصيل النقود فقط ،دون أدنى اكتراث بالماليين من األيرلنديين الذين
هُجروا ولم يستطيعوا معرفة ما العمل ،فال غذاء كافي لهم ،وال يوجد مردود من المحاصيل الزراعية لدفع األموال
لالحتالل البريطاني لقاء إيجار األراضي.
ولقد ذكر المؤرِّ خ األيرلندي “تيم بات كوغان” في كتابه “مؤامرة المجاعة” الدَّور الذي لع َبته بريطانيا في إِبادة الشعب
األيرلندي ،من خالل هندسة َن ْقص الغذاء التي كان من شأنِها في نهاية المطاف أن ُتنهي حيا َة األيرلنديين.
فحينما وصل النبأ إلى أمير المؤمنين السلطان عبد المجيد األول سلطان الدولة العثمانيّة ،أمر بإرسال مساعدات بقيمة 10
آالف جنيه إسترليني للشعب .األيرلندي ،وهو ما يق ّد ر بماليين الجنيهات اإلسترلينية في وقتنا هذا ،ولكن االحتالل
البريطاني رفض ذلك ،ألن الملكة البريطانية فكتوريا تبرعت بـ 2000جنيه إسترليني فقط ،ولم ي َُرد للمسلمين أن يتبرعوا
بهذا المبلغ ،فسمحوا باستقبال 1000جنيه إسترليني فقط من الدولة العثمانية ،وهذا ما لم يعجب السلطان عبد المجيد
األول ،فأرسل 1000جنيه نقداً ،وبـ 9000آالف جنيه حمّل أسطول البحرية العثماني بالمساعدات الغذائية وأرسلها س ّراً
إلى أيرلندا ،فأبحرت سفن اإلغاثة اإلسالمية من عاصمة الخالفة العثمانية إسطنبول باتجاه أيرلندا ،ولكن البحرية
البريطانية علمت باألمر ،فاعترضت طريقهم ومنعت رسوها في مينائي (بيرفاست .وكورك سيتي ) ،ولكن سفن اإلغاثة
اإلسالمية لم تيأس والتفتت في الظالم إلى ميناء آخر صغير يسمّى ( دروغيرا ) لتقدّم النجدة اإلسالمية إلى فقراء
الكاثوليك ،الذين تفاجئوا أن من أنقذهم من موت محقق هم المسلمين ،وليسوا إخوانهم في الدين أو العرق أو جيرانهم.
على عكس الحكومة البريطانية ،لم تكن المساعدات التي قدمها .المسلمون آنذاك إلكراه األيرلنديين على اعتناق اإلسالم بل
تأليفا ً لقلوبهم ،فليس لإلسالم حاجة إلى استغالل فقر الشعوب من غير المسلمين كورقة ضغط لتغيير دينهم ولو حتى في
الظاهر فقط ،فاإلسالم .ال يعترف باإليمان إال إذا نبع عن االختيار واإلرادة ومن القلب ،وال إكراه في الدين.
وإذا فتحت األرشيف العثماني ،ستجد رسالة من عقالء ووجهاء أيرلندا إلى السلطان العثماني محفوظة في األرشيف
العثماني بتركيا حتى وقتنا هذا.
من ناحية أخرى ،فريق كرة القدم األيرلندي دروغيدا يونايتد Drogheda United F.Cالقادم من المدينة التي رست فيها
سفن اإلغاثة اإلسالمية ،أخذ شعاره من الدولة العثمانية ،وإلى اآلن العبو ذلك الفريق في أيرلندا يلبسون على صدورهم
شعار الدولة العثمانية ،كشيء من رد الجميل والعرفان لهم.