Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/329359800

– ‫ه( ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺟﻮﻫﺮ اﻟﻜﻨﺰ‬737 ‫ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﻘﺮﻳﻨﺔ اﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ اﻟﺤﻠﺒﻲ )ت‬
‫دراﺳﺔ أﺳﻠﻮﺑﻴﺔ‬

Article · January 2018

CITATIONS READS

0 128

1 author:

‫ ﻋﺪﻧﺎن ﺟﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﻤﻴﻠﻲ‬.‫ د‬.‫ م‬.‫أ‬


University of Baghdad
16 PUBLICATIONS   0 CITATIONS   

SEE PROFILE

Some of the authors of this publication are also working on these related projects:

‫ اﻹﺑﺪاع اﻟﺸﻌﺮي‬View project

‫ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﻼﻏﻴﺔ‬View project

All content following this page was uploaded by ‫ ﻋﺪﻧﺎن ﺟﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﻤﻴﻠﻲ‬.‫ د‬.‫ م‬.‫ أ‬on 02 December 2018.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫تم قبول نشره في حوليات كلية اآلداب‪ /‬جامعة عين شمس‪/‬‬
‫القاهرة‪ /‬العدد ‪2018/9/24 /245‬‬

‫تفاعل القرينة البالغية في توجيه المعنى عند ابن األثير الحلبي (ت ‪737‬ه)‬
‫في كتابه جوهر الكنز – دراسة أسلوبية‬

‫‪The Interaction of Rhetorical Equivalences in Directing the‬‬


‫‪Meaning of Ibn Alatheer Al Halabi ‘S Book ‘Jawhar Al Kanz’:‬‬
‫)‪A Stylistic Study (737 AH‬‬
‫إعداد‬
‫محمد الجميلي‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬عدنان جاسم ّ‬
‫قسم اللغة العربية ‪ -‬كلية التربية (ابن رشد) للعلوم االنسانية –‬
‫جامعة بغداد‬
‫‪adnan Jassim Mohammed Al- Jumaily‬‬
‫‪Arabic Language - Education College/ Ibn Rushid‬‬
‫‪Baqhdad universit - Iraq‬‬

‫الملخص باللغة العربية ‪:‬‬


‫تشتغل ورقتنا البحثية على قراءة منهجية جادة وطموحة في الحديث عن توجيه المعنى عند ابن األثير‬
‫الحلبي ( ت‪737‬ه) في كتابه (جوهر الكنز) عبر ثيمة تفاعل القرينة البالغية وذلك باعادة النقاش‬
‫الى مفهوم المعنى بتسليط مزيد من األضواء عليه ‪ ،‬بوساطة قراءة أسلوبية معاصرة قائمة على‬
‫االرتداد بالتفكير البالغي العربي واعادته الى أصوله وينابيعه في كتاب ابن األثير الحلبي (جوهر‬
‫وتأسيسا على ذلك حاولنا تركيز الحديث على المحاور اآلتية‬
‫ً‬ ‫الكنز) وقراءته قراءة معاصرة وجديدة ‪.‬‬
‫‪ -1 :‬المقدمة ‪ -2 ،‬مسار حياة ابن األثير الحلبي ‪ -3 ،‬تعريف القرينة في اللغة واالصطالح ‪-4 ،‬‬
‫أنواع القرائن البالغية عند ابن األثير الحلبي وتضمن األنواع اآلتية‪ :‬أ‪ -‬ذكر القرينة بلفظها ‪ ،‬ب‪-‬‬
‫القرائن المقالية ‪ ،‬ج‪ -‬القرائن السياقية ‪ ،‬د‪ -‬القرائن الحالية ‪ ،‬ثم وصلنا الى خالصة البحث ‪ ،‬وختمنا‬
‫البحث بالمصادر والمراجع ‪ .‬أما المنهج الذي اتبعناه فهو المنهج الوصفي التحليلي ‪.‬‬
‫الملخص باللغة االنجليزية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
Abstract:

The paper is concerned with the methodological study of directing

meaning in Ibn Alatheer Al Halabi’s Book Jawhar Alkanz across the

rhetorical equivalences through repeating the arguments about the concept

of meaning by shedding more lights on him by following a contemporary

stylistic study. The analysis is based on the apostasy of Arab rhetorical

thinking bring it back to its origins in his book ‘Jawhar AlKanz’ by a modern

and contemporary reading. In the light of these perspectives, the paper

focuses on the following aspects: 1. introduction 2. Ibn Alatheer Alhalbi’s

Biography 3. Definition of equivalences in language. 4. Types of rhetorical

equivalences according to Ibn Atheer Al Halabi which includes: a.

Mentioning equivalences b. essay equivalences c. contextual

equivalences d. Current equivalences. Then the paper draws some

conclusions based on the descriptive analytic approach


}27/‫{ ق‬  ٍ ‫ان ِفي َض َال ٍل َب ِع‬
‫يد‬ ِ
َ ‫ال َق ِريُن ُه َرَّبَنا َما أَ ْط َغْي ُت ُه َوَلكن َك‬
َ ‫ َق‬

‫المقدمة‬
، - - ‫ والصالة والسالم على رسوله وحبيبه المصطفى محمد‬، ‫الحمد هلل رافع السماوات بال عمد‬
‫ أما بعد؛‬، ‫وعلى آله وأصحابه وأتباعه بال عدد‬
‫اضحا واتسعت مجاالتها عند علماء النحو‬
ً ‫فقد أولت الدراسات العربية القديمة مفهوم (القرينة) باهتما ًما و‬
‫ فتعد دراسة نظرية القرينة مرحلة متقدمة وناضجة في‬. ‫والبالغة والنقد واألدب والتفسير والفقه وأصوله‬

2
‫فهم النص األدبي وتذوق بالغته ‪ ،‬فهي المنهج الناجع في فهم النص من زوايا عدة منها النص نفسه ‪،‬‬
‫وما يتعلق به من مؤثرات ‪ ،‬كذلك أثر الباث أو المتكلم في فهم الداللة المقصودة ‪ ،‬فضال عن تلقي‬
‫الخطاب عند السامع وصوًال الى فهم المراد من هذا النص ‪ ،‬وكذلك األحوال التي ترافق طبيعة النص‬
‫والمتكلم والقاريء في الوقت نفسه‪.‬‬
‫وتأسيساً على ذلك اعتمدنا االجراء في هذا البحث الموسوم ب (( تفاعل القرينة البالغية في توجيه‬
‫المعنى عند ابن األثير الحلبي (ت ‪737‬ه) في كتابه جوهر الكنز – دراسة أسلوبية )) على استجالء‬
‫مالمح هذه القرينة عند ابن األثير الحلبي في كتابه معتمدين في ذلك جانب التطبيق عبر الشواهد‬
‫وبناءا على ما تقدم ‪،‬‬
‫ً‬ ‫البالغية التي ذكرها في كتابه سواء أكانت قرآنية أم أحاديث نبوية أم شعرية ‪.‬‬
‫ابتدأ البحث بالحديث عن مسار حياة ابن األثير الحلبي ‪ ،‬وتعريف القرينة في اللغة واالصطالح ‪ ،‬كذلك‬
‫نأى البحث تتبع مصطلح القرينة عند البالغيين العرب القدامى ‪ ،‬فهي مطروقة من قبل وقد سبقنا بها‬
‫الباحثون بل يهمنا – في هذه الدراسة‪ -‬تتبع أنواع القرائن البالغية عند الحلبي وهذا ما فعلناه ‪ .‬ومن‬
‫رصد مجمل أنواع القرائن لديه رأينا من األجدر تقسيمها على أربعة أقسام ‪ :‬خص األول منهما – ذكر‬
‫القرينة بلفظها‪ ، -‬والثاني‪ -‬القرائن المقالية ‪ ، -‬والثالث – القرائن السياقية‪ ، -‬والرابع –القرائن الحالية‪، -‬‬
‫أخير المصادر والمراجع ‪ .‬وقد راعينا في هذه التقسيمات الكثرة ونسبة‬
‫ثم وصلنا الى خالصة البحث ‪ ،‬و ًا‬
‫خير أسأل هللا‬
‫الورود لهذه األقسام ‪ .‬أما المنهج الذي سلكه البحث فهو المنهج الوصفي التحليلي ‪ .‬وأ ًا‬
‫الباحث‬ ‫السداد في التفكير والقصد والعمل ‪ ،‬ومن هللا العون والتوفيق ‪.‬‬
‫‪ ‬أوال ‪ :‬مسار حياة ابن االثير الحلبي ‪ :‬هو« أحمد بن اسماعيل بن أحمد بن سعيد ‪ ،‬نجم الدين ابن‬
‫األثير الحلبي األصل ‪ ،‬القاهري » (‪ )1‬يقول عنه ابن حجر العسقالني (ت‪852‬ه)‪ « :‬نجم الدين بن‬
‫عماد الدين كان من كبار الرؤساء بالقاهرة ‪ ،‬ومن كتاب االنشاء وممن يحضر دار العدل بين يدي‬
‫السلطان وهو من بيت كبير وأبوه هو الذي استملى من ابن دقيق العيد شرح العمدة ‪ ....‬وقد سمع‬
‫الصحيح من ابن الشحنة قال ابن رافع ما علمته حدث » ( ‪ ) 2‬ومن مؤلفاته « (جوهر الكنز‪ -‬خ )‬
‫بخطه ‪ ،‬اختصر به كتاب ( كنز البراعة) ألبيه ‪ .‬وله ( المختصر المختار من وفيات األعيان ‪ -‬خ )‬
‫في االسكوريال »( ‪ ) 3‬توفي ابن األثير الحلبي في الثالث عشر من صفر سنة ‪737‬ه بالقاهرة‪) 4 (.‬‬
‫‪ ‬ثانيا ‪ :‬تعريف القرينة في اللغة واالصطالح ‪:‬‬
‫‪-1‬في اللغة ‪ :‬جاء جذر (قرن) في معجمات لغوية عدة ‪ ،‬يقول ابن منظور(ت ‪711‬ه) في اللسان‪:‬‬
‫معنى قرن« قرن الشيء بالشيء وقرنه إليه ‪ :‬شده إليه ‪ ،‬وقارن الشيء ‪ :‬اقترن به وصاحبه » (‪)5‬‬
‫عرفها البهاء السبكي (ت ‪773‬ه) بقوله « والمراد بالقرينة ما يمتنع معه‬
‫‪ -2‬في المصطلح ‪ّ :‬‬
‫وعرفها السيد الجرجاني (ت ‪816‬ه) بقوله « أمر يشير الى‬
‫صرف الكالم الى حقيقته » (‪ّ )6‬‬
‫المطلوب » (‪ )7‬أما أحمد الحمالوي (ت ‪1351‬ه) فعرف القرينة بأنها‪ « :‬األمر الذي يجعله‬
‫دليال على أنه أراد باللفظ غير ما وضع له »(‪)8‬‬
‫المتكلم ً‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬ثالثا ‪ :‬أنواع القرائن البالغية عند ابن االثير الحلبي (ت ‪737‬ه) ‪:‬‬
‫احة في مواضع عدة من‬ ‫‪ -1‬ذكر القرينة بلفظها ‪ :‬أورد أبن األثير الحلبي لفظة (القرينة) صر ً‬
‫ذلك قوله « ومن الفصاحة االحتراز من الكالم المعبر به عن معنى يكره ذكره اال أن تنضم إليه‬
‫قرينة تصرفه عن المعنى المكروه ‪ ،‬فانه يجوز استعماله » (‪ )9‬ويدلل الحلبي على كالمه هذا بقوله‬
‫الن ِبي األ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُم َّي َّالذي َي ِجُدوَن ُه َم ْك ُت ً‬
‫وبا‬ ‫ول َّ َّ ّ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫تعالى في حق النبي محمد ‪َّ  : -  -‬الذ َ‬
‫ين َي َّت ِب ُعو َن َّ‬
‫ات َوُي َحِّرُم َعَلْي ِه ُم‬‫الطِيب ِ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫نك ِر َوُيح ُّل َل ُه ُم ّ َ‬‫اه ْم َع ِن اْل ُم َ‬ ‫ِ‬
‫ْمُرُهم ِباْل َم ْعُروف َوَيْن َه ُ‬ ‫ند ُهم ِفي َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الت ْوَراة َواإل ْنجيل َيأ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وه َو َّاتَب ُعوْا‬
‫وه َوَن َصُر ُ‬‫آمُنوْا ِبه َو َع َّزُر ُ‬
‫ين َ‬‫اْل َخَبآئ َث َوَي َض ُع َعْن ُه ْم ِإ ْصَرُه ْم َواألَ ْغالَ َل َّالتي َكاَن ْت َعَلْي ِه ْم َف َّالذ َ‬
‫ُنز َل َم َع ُه أ ُْوَل ِئ َك ُه ُم اْل ُمْفِل ُحو َن‪{ ‬األعراف‪ }157/‬فيحللها بالقول « فلفظة التعزير‬ ‫ور َّال ِذ َي أ ِ‬ ‫ُّ‬
‫الن َ‬
‫موضوعة لمعنى مكروه ‪ ،‬فلما ضم الى لفظة التعزير قي اآلية الكريمة قرينة (آمنوا به ونصروه)‬
‫فهم أن المراد بلفظة التعزير االكرام ‪ ،‬ال ما وضعت له في أصل اللغة ‪ ،‬فحسن استعمالها بهذا‬
‫االعتبار » (‪ « )10‬فذكر النصر قرينة على ارادة التعظيم » (‪ )11‬يقول السبكي عن هذه اآلية «‬
‫ومن أسباب الفصاحة أيضا أن ال تكون مشتركة بين معنيين أحدهما مكروه كقولك ‪ :‬لقيت فالنا‬
‫ور َّال ِذ َي أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُنز َل‬ ‫وه َو َّاتَب ُعوْا ُّ‬
‫الن َ‬ ‫آمُنوْا ِبه َو َع َّزُر ُ‬
‫وه َوَن َصُر ُ‬ ‫فعزرته ‪ ،‬اال بقرينة كقوله تعالى ‪َ  :‬ف َّالذ َ‬
‫ين َ‬
‫القرن الكريم » (‪)12‬‬ ‫َم َع ُه أ ُْوَل ِئ َك ُه ُم اْل ُمْفلِ ُحو َن ‪ ‬وإن وجدت القرينة فهو فصيح لوروده في آ‬
‫ويستمر الحلبي في توضيح مفهوم (القرينة) بقوله ‪ « :‬وأما ما يفهم منه الشيء وغيره فهذا من باب‬
‫التورية ‪ .....‬وهذا القسم مثاله أن تذكر شيئا يحتمل معنيين ومرادك منه المعنى الواحد فال يفهم‬
‫عنك هذا المراد اال أن تضم إليه قرينة تدل عليه» (‪ )13‬ويطيل الحلبي حديثه ؛ فيقول‪ « :‬وأما ما‬
‫يفهم منه المعنى وضده فإنه قليل الوقوع ومثاله أن تقول ‪ :‬فالن يعزر فالنا فهذا يفهم منه االكرام‬
‫واالهانة ‪ ،‬وال يفهم القصد من لفظه التعزير الى أن تنضم إليها قرينة تدل على االكرام أو االهانة ؛‬
‫ألن هذه اللفظة جمعت بين الشيء وضده فال يعلم اال بقرينة » (‪ )14‬ويصل الحلبي في كالمه‬
‫الى القول‪ « :‬وجملة القصد أن الكالم إذا ورد في انشاء الناثر أو الناظم يجب عليه أن ينقح‬
‫المعاني وينتخبها ثم يبرزها في األلفاظ الصحيحة الفصيحة ‪ ،‬بحيث انه إذا ذكر اللفظة دلت على‬
‫المعنى الحسن ‪ ،‬فإن اشترك في معناها معنى آخر غير مراد فيضم الى تلك اللفظة قرينة تصرفه‬
‫الى المعنى الذي أراده » ( ‪ )15‬فضال عن ذلك تناول الحلبي لفظ القرينة في حديثه عن الحقيقة‬
‫والمجاز فقال ‪ « :‬وعالقة الحقيقة المبادرة الى الفهم بال قرينة ‪ ،‬والمجاز عكسه ‪ ،‬وترجيح الحقيقة‬
‫على المجاز متعين فيما إذا وقعت كلمة تحتمل أن يراد بها الحقيقة ‪ ،‬أو يراد بها المجاز فينبغي أن‬
‫ال يعدل عن الحقيقة ؛ ألن األصل في االطالق الحقيقة وال تؤول بالمجاز اال لضرورة تدعو الى‬
‫ذلك » (‪)16‬‬
‫القرائن المقالية ‪ :‬ظهرت القرائن المقالية غير الصريحة عند الحلبي في عدة مواضع من‬ ‫‪-2‬‬
‫كتابه ‪ ،‬منها حديثه عن الفصاحة ؛ إذ يقول ‪ « :‬ومن الفصاحة ‪ :‬االتيان باالسماء المشتركة التي‬
‫‪4‬‬
‫يستخرج منها معنيان تحتملهما فيزين الناظم أو الناثر كالمه بها ويزيده بهجة وفصاحة ‪ ،‬وال يفهم‬
‫ذلك عن المنشىء اال بتأويل » (‪ )17‬ويدلل الحلبي على كالمه بقوله تعالى ‪ِ  :‬‬
‫أح َّل َل ُك ْم َلْيَل َة‬
‫ِ‬ ‫َنتم لَِب ٌ َّ‬ ‫الصيامِ َّ ِ ِ ِ‬
‫آئ ُكم ُه َّن لَِب ٌ َّ‬ ‫ِ‬
‫نت ْم َت ْختاُنو َن أَن ُف َس ُك ْم َف َت َ‬
‫اب‬ ‫ّللا أََّن ُك ْم ُك ُ‬
‫اس ل ُه َّن َعل َم ّ ُ‬ ‫اس ل ُك ْم َوأ ُ ْ‬ ‫الرَف ُث إَلى ن َس ْ‬ ‫َّ‬
‫اشَرُبوْا َح َّتى َي َتَبَّي َن َل ُك ُم اْل َخْي ُ‬
‫ط‬ ‫ّللا َل ُك ْم َوُكُلوْا َو ْ‬ ‫اآلن ب ِ‬
‫وه َّن َو ْاب َت ُغوْا َما َك َت َب ّ ُ‬
‫اشُر ُ‬ ‫نك ْم َف َ َ‬
‫َعَلْي ُك ْم َو َع َفا َع ُ‬
‫اك ُفو َن ِفي‬ ‫َنتم ع ِ‬ ‫الصيام ِإَلى َّاللي ِل والَ ُتب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِمن اْل َخي ِط األ ِ ِ‬
‫وه َّن َوأ ُ ْ َ‬ ‫اشُر ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َس َود م َن اْل َف ْج ِر ُث َّم أَت ُّموْا ّ َ َ‬‫ْ‬ ‫األَْبَي ُ َ ْ‬
‫اس َل َعَّل ُه ْم َي َّتُقونَ ‪{ ‬البقرة‪}187/‬‬ ‫آي ِات ِه لِ َّلن ِ‬‫ّللا َ‬ ‫ّللا َفالَ َت ْقَرُب َ ِ ِ‬
‫وها َك َذل َك ُيَبّي ُن ّ ُ‬
‫اج ِد ِتْلك حدود ِ‬
‫َ ُُ ُ ّ‬ ‫اْلمس ِ‬
‫ََ‬
‫ونراه يحللها بالقول ‪ « :‬فلفظة الخيط تدل على معنى واحد في الحقيقة ومعنى آخر في المجاز فأما‬
‫في الحقيقة ‪ ،‬فالخيط المعهود بين الناس ‪ ،‬وأما المجاز فعبر عن الليل بالخيط األسود وعن النهار‬
‫بالخيط األبيض وهذا من باب الفصاحة والتنقل في البالغة من حقيقة الى مجاز أو من مجاز الى‬
‫حقيقة فيجب أن يطرز به المنشىء كالمه » (‪ )18‬فالمتفحص لقول الحلبي يتلمس «القرينة في‬
‫اشَرُبوْا) ‪ .....‬فقوله ( ِم َن اْل َف ْج ِر) عين الوقت المباح لألكل‬
‫المعنى المجازي نحو قوله تعالى ( َوُكُلوْا َو ْ‬
‫والشرب وهو قرينة على أن المراد بالخيط األبيض ضوء الفجر والخيط األسود ظلمة الليل وغياب‬
‫القرينة قد يحمله على ضوء النهار » (‪ )19‬كذلك وجدنا القرائن المقالية غير الصريحة في فكر‬
‫الحلبي عند حديثه عن التضاد والمقابلة فقال ‪ « :‬وحد الطباق ‪ :‬ذكر الشيء وضده ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو‬
‫اشتراك المعنيين في لفظ واحد‪ .‬وقيل ‪ :‬هو مساواة المقدار من غير زيادة وال نقص ‪ .‬والكل قريب من‬
‫قريب » (‪ )20‬ويدلل الحلبي على كالمه في الطباق بقوله تعالى‪ :‬وما يست ِوي األعمى والب ِ‬
‫ص ُير ‪‬‬
‫{فاطر‪ }19/‬فيعلق قائال ‪ « :‬فانظر الى هذه المطابقة العظيمة في هذه اآلية الكريمة مع‬
‫اختصارها ووجيز لفظها » (‪ )21‬وينتقل الى قرينة مقالية غير صريحة أخرى عند حديثه عن(‬
‫التكافؤ ) ؛ فيقول ‪ « :‬أما التكافؤ فهو كالطباق في أنه ذكر الشيء وضده ‪ ،‬لكن ُيشترط في‬
‫مجاز فبهذا يحصل الفرق بينهما » (‪ )22‬ويسترسل‬
‫التكافؤ أن يكون أحد الضدين حقيقة واآلخر ًا‬
‫الحلبي حديثه ببعض الشواهد فيقول ‪ « :‬وشاهد التكافؤ قول الشاعر ‪:‬‬
‫( دعبل الخزاعي )‬
‫فب َكى‬ ‫ِ ِ‬ ‫َض ِح َك ِ‬ ‫ال َت ْع َج ِبي يا َسْل ُم من َر ٍ‬
‫يب برأسه َ‬
‫المش ُ‬
‫َ‬ ‫جل‬

‫فضحك المشيب مجاز وبكاء الرجل حقيقة ‪ ) 23 (» .‬فالناظر الى البيت الشعري المذكور ً‬
‫آنفا‬
‫يلمس « المجاز هنا في كلمة (المشيب) حيث شبه بإنسان على تخيل أن المشيب قد تمثل في صورة‬
‫انسان ‪ ،‬ثم حذف المشبه (اإلنسان) ورمز له بشيء من لوازمه هو ( ضحك) الذي هو القرينة » (‬
‫( بشار بن برد )‬ ‫‪ « ) 24‬وقول اآلخر ‪:‬‬

‫لها ُع َم ار ُثم َن ْم‬ ‫َف ِّ‬ ‫إذا أيقظ ْتك حروب ِ‬


‫نب ْه َ‬ ‫الع َدى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪5‬‬
‫فايقاظ الحروب مجاز ‪ ،‬ونوم الشخص حقيقة » (‪ )25‬ومن القرائن المقالية غير الصريحة قرينة‬
‫(الدليل) وفي ذلك يتحدث عنها الحلبي ضمنيا في تعريف الكناية فيقول ‪ « :‬وحد الكناية أنها ذكر‬
‫الشيء بوساطة ذكر لوازمه ووجود الالزم يدل على وجود الملزوم عند التساوي ‪ .‬ومعلوم أن ذكر‬
‫الشيء مع دليله أوقع في النفس من ذكره ال مع دليله ‪ .‬ولهذا كانت الكناية أبلغ » (‪)26‬‬

‫فضال عن ذلك فقد وجدنا قرينة (الدليل ) عند الحلبي وذلك في تناوله لمصطلح (المذهب الكالمي)‬
‫فيقول ‪ « :‬وحقيقة هذا النوع احتجاج المتكلم على خصمه لحجة تقطع عناده ‪ ،‬وتوجب له االعتراف‬
‫بما ادعاه المتكلم ‪ ،‬وابطال ما أورده الخصم » (‪ )27‬ويدلل الحلبي على كالمه بشاهد قرآني هو قوله‬
‫ظ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ام َوه َي َرِم ٌ‬
‫يم ‪ { ‬يس‪ }78 /‬فيقف عند‬ ‫ال َم ْن ُي ْحيي اْلع َ َ‬
‫وضَر َب َلَنا َم َث ًال َوَنس َي َخْلَق ُه َق َ‬
‫تعالى ‪َ  :‬‬
‫محلال بالقول ‪ « :‬فعلم – تبارك وتعالى‪ -‬نبيه ‪ -  -‬كيف يحتج على منكري‬ ‫ً‬ ‫هذا النص الكريم‬
‫احتجاجا يقطع عنادهم ؛ ألن معنى هذه اآلية يكون عن أمرين إما عجز عن جمع األجسام‬
‫ً‬ ‫البعث‬
‫المتالشة ‪ ،‬أو عدم العلم بمواضع ما تفرق منها وليس أمر ثالث » (‪ )28‬زيادة على ذلك ف « ال‬
‫َها‬ ‫يها َّال ِذي أ َ‬
‫َنشأ َ‬ ‫بد للحذف (من قرينة ) دالة عليه ليفهم منه المعنى ‪ ......‬وكقوله تعالى ‪ُ  :‬ق ْل ُي ْحِي َ‬
‫أ ََّو َل َمَّرٍة َو ُه َو ِب ُك ِّل َخْل ٍق َعلِيمَ‪{ ‬يس‪ )29( » }79/‬ومن القرائن المقالية غير الصريحة عند‬
‫الحلبي هي ( القرائن الدالة بلفظها) وتكون في الغالب األعم قرائن عقلية تتجلى بالعقل والسياق‬
‫اللفظي ‪ ،‬من ذلك حديث الحلبي عن مصطلح (االيجاز ) وهو باب مهم ينقسم في نظره على أنواع‬
‫نت ِب َج ِان ِب‬
‫مختلفة يقوم بتجزئتها ‪ ،‬ومنها االكتفاء بالسبب عن المسبب في قوله تعالى ‪َ  :‬و َما ُك َ‬
‫ين ‪{ ‬القصص‪ }44/‬فيقول الحلبي عنه ‪:‬‬ ‫ِي ِإ ْذ َق َضيَنا ِإَلى موسى ْاألَمر وما ُكنت ِمن َّ ِ ِ‬
‫الشاهد َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫الغرب‬
‫ْ َْ ِّ‬
‫مشاهدا لموسى‬
‫ً‬ ‫« فمعنى هذه اآلية الكريمة أنه ‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬قال للنبي ‪ : -  -‬ما كنت‬
‫وما جرى له وعليه ‪ ،‬ولكنا نحن أوحينا إليك ‪ ،‬فقد ذكر – سبحانه ‪ -‬سبب الوحي واكتفى به عن‬
‫شاهدا لموسى ‪،‬‬
‫ً‬ ‫قصدا لاليجاز » (‪ )30‬يقول الزمخشري (ت‪538‬ه) ‪ « :‬وما كنت‬
‫المسبب ‪ً .‬‬

‫وما جرى عليه ولكنا أوحينا إليك فذكر سبب الوحي الذي هو اطالة الفترة ّ‬
‫ودل به على المسبب على‬
‫عادة هللا – ‪ -‬في اختصاراته » (‪ )31‬وينتقل الحلبي الى نوع آخر من االيجاز يشتمل على‬
‫القرينة المقالية غير الصريحة ( العقلية) وتكون هذه المرة االكتفاء بالمسبب وهو عكس األول‬
‫الرِجيمِ ‪‬‬ ‫طِ‬
‫ان َّ‬ ‫الشْي َ‬ ‫ويضرب لذلك شاهدا قرآنيا قوله تعالى ‪َ  :‬فِإ َذا َق ْأرت اْلُقرآن َفاس َت ِع ْذ ِب ِ‬
‫اّلل ِم َن َّ‬
‫ّ‬ ‫َ َ ْ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫{النحل‪ }98/‬فيقول‪ « :‬تقديره ‪ :‬إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ ‪ ،‬فاكتفى بالمسبب عن السبب والمسبب‬

‫‪6‬‬
‫االستعاذة والسبب االرادة »(‪ )32‬يقول الزمخشري ‪ « :‬فإن قلت‪ :‬لِم عبر عن ارادة الفعل بلفظ الفعل‬
‫؟ قلت‪ :‬؛ ألن الفعل يوجد عند القصد واالرادة بغير فاصل وعلى حسبه فكان منه سبب قوي ومالبسة‬
‫ظاهرة » (‪ )33‬فالناظر الى النص الجليل يتلمس المعنى عبر القرينة العقلية وتقديرها « فإذا أردت‬
‫قراءة القرآن ؛ ألن االستعاذة متقدمة على القراءة وقد عطفها على القراءة بالفاء التي حكمها التعقيب‬
‫فدل على أن المعطوف عليه محذوف ‪ ،‬اكتفى عنه بالقراءة ‪ ،‬فالمناسبة أن يكون سبب القراءة ‪،‬‬ ‫‪ّ ،‬‬
‫وهو االرادة وانما حذف هنا ؛ ألنه لو قال أردت قراءة القرآن الحتمل أن يكون التعوذ لمجرد االرادة‬
‫وانما هو لالرادة مع القراءة » (‪ )34‬زيادة على ذلك « إذا قيل ‪ :‬استعذ باهلل قبل قراءتك ‪ ،‬احتمل‬
‫يضا فيلزم أن تكون‬
‫أيضا أن تكون االستعاذة للقراءة مرادة كانت أو غير مرادة فال يسن التعوذ أ ً‬
‫(االرادة) مرادة ولو تلفظ بها لحصل اللبس ‪ ..‬فلزم أن تحذف معوضا عنها بمسببها وهو القراءة »‬
‫(‪ )35‬ويتحدث الحلبي عن نوع آخر من االيجاز يشتمل على القرينة المقالية غير الصريحة (‬
‫العقلية) وهو االضمار على شريطة التفسير أي حذف الجملة من الكالم إذا كان ما بعدها يدل عليها‬
‫ور ِّمن َّرّبِ ِه َف َوْي ٌل‬
‫ْل ْس َال ِم َف ُه َو َعَلى ُن ٍ‬ ‫ّللا َص ْدَرُه لِ ْ ِ‬
‫قر ًنيا قوله تعالى ‪  :‬أَ َف َمن َشَر َح َّ ُ‬ ‫شاهدا آ‬
‫ً‬ ‫ويورد لذلك‬
‫ين ‪{ ‬الزمر‪ }22/‬فيقول ‪ « :‬تقدير الكالم ‪ :‬أفمن‬ ‫اسي ِة ُقُلوبهم ِمن ِذ ْك ِر َّ ِ‬
‫ّللا أ ُْوَل ِئ َك ِفي َض َال ٍل ُم ِب ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُُ ّ‬ ‫ّلْلَق َ‬
‫وب ُهم ) » (‪)36‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫شرح هللا صدره لالسالم كمن قسى قلبه ودل على المحذوف قوله ( َف َوْي ٌل ّلْلَقاسَية ُقُل ُ‬
‫والى المعنى نفسه ذهب بعض الدارسين‪ )37( .‬فكان ما ذكره في السابق قرينة على المحذوف ‪،‬‬
‫الصالِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومنه حذف الموصوف واقامة الصفة مقامه مثل قوله تعالى ‪ِ َّ  :‬‬
‫ات‬ ‫آمُنوْا َو َعمُلوْا َّ َ‬
‫ين َ‬ ‫إن َّالذ َ‬
‫ف َعَلْي ِه ْم َوالَ ُه ْم َي ْح َزُنو َن ‪{ ‬البقرة‪}277/‬‬
‫ند َرّب ِِه ْم َوالَ َخ ْو ٌ‬ ‫ِ‬ ‫آت ُوْا َّ‬
‫َجُرُه ْم ع َ‬
‫الزَكا َة َل ُه ْم أ ْ‬ ‫الصالَ َة َو َ‬ ‫َوأَ َق ُ‬
‫اموْا َّ‬
‫ويقدر الحلبي المحذوف فيقول ‪ « :‬فمعناه أن الذين آمنوا وعملوا االعمال الصالحات » (‪ )38‬فكان‬
‫ذكر الصفة قرينة على الموصوف المحذوف ‪ .‬كذلك حديثه عن حذف الصفة واقامة الموصوف‬
‫َن‬ ‫ين َي ْع َمُلو َن ِفي اْلَب ْح ِر َفأََر ُّ‬
‫دت أ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َما َّ ِ‬
‫السفيَن ُة َف َكاَن ْت ل َم َساك َ‬ ‫مقامها ودلل على ذلك بقوله تعالى ‪  :‬أ َّ‬
‫اءهم َّملِ ٌك َي ْأ ُخ ُذ ُك َّل َس ِفيَن ٍة َغ ْصًبا ‪{ ‬الكهف‪ }79/‬فعلق الحلبي بالقول ‪ « :‬يعني‬ ‫ِ‬
‫ان َوَر ُ‬
‫أَع َيب َها َوَك َ‬
‫صالحة » (‪ )39‬فالقرينة مقالية غير صريحة لكنها عقلية كذلك فليس من المعقول أن يأخذ الملك‬
‫ودلل على كالمه بقوله تعالى ‪ :‬‬ ‫السفن غير الصالحة (‪ )40‬كذلك وقف الحلبي عند حذف الفعل ّ‬
‫س َل َك ِب ِه ِعْل ٌم َف َال ُت ِط ْع ُه َما ِإَل َّي َمْرِج ُع ُك ْم‬ ‫اه َد َ ِ‬
‫اك ل ُت ْش ِر َك ِبي َما َلْي َ‬
‫ِ‬
‫ان ِب َوالِ َدْيه ُح ْسًنا َوإِن َج َ‬
‫نس َ‬ ‫َو َو َّصْيَنا ِْ‬
‫اإل َ‬
‫نت ْم َت ْع َمُلو َن ‪{ ‬العنكبوت‪ }8/‬فعلق الحلبي بالقول « فمعناه وإن جاهداك أيها اإلنسان‬ ‫َفأَُنِّبُئ ُكم ِب َما ُك ُ‬
‫فال تطعهما » (‪ )41‬يقول الزمخشري ‪ « :‬ال بد من اضمار القول معناه ‪ :‬وقلنا إن جاهداك أيها‬

‫‪7‬‬
‫فصل القول في أنواع أخرى من االيجاز المشتمل على‬ ‫ِِ ِ‬
‫اإلنسان (ما ليس لك به علم) » (‪ )42‬كذلك ّ‬
‫القرائن المقالية غير الصريحة فوقف عند قرائن (الحذف) وهي من القرائن الخفية عند البالغيين‬
‫الختبار مقدار تنبه السامع أو المتلقي ومبلغ ذكائه في ادراك تلك القرينة الخفية الدالة على‬
‫وسى‬
‫آتْيَنا ُم َ‬
‫المحذوف ‪ ،‬ومن ذلك حذف جواب الفعل وأورد الحلبي لذلك قوله تعالى ‪َ  :‬وَلَق ْد َ‬
‫ير ‪{ ‬الفرقان‪ }35/‬فعلق بالقول « فحذف جواب األمر» (‪)43‬‬ ‫اه َه ُارو َن َو ِز ًا‬ ‫ِ‬
‫َخ ُ‬
‫اب َو َج َعْلَنا َم َع ُه أ َ‬
‫اْلك َت َ‬
‫الن ِ‬
‫اس‬ ‫ثم انتقل الى حذف المفعول به وأورد قوله تعالى ‪َ  :‬وَل َّما َوَرَد َماء َم ْدَي َن َو َج َد َعَلْي ِه أ َّ‬
‫ُم ًة ِّم َن َّ‬
‫ال َما َخ ْطُب ُك َما َقاَل َتا َال َن ْس ِقي َح َّتى ُي ْص ِدَر ِّ‬
‫الر َعاء َوأَُبوَنا‬ ‫ود ِ‬
‫ان َق َ‬ ‫امَر َأتْي ِن َت ُذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْسُقو َن َو َو َج َد من ُدون ِه ُم ْ‬
‫َشْي ٌخ َك ِب ٌير‪{ ‬القصص‪ }23/‬فعلق الحلبي على هذا النص فقال‪ « :‬فقد حذف المفعو ل به عن ذكر‬
‫المواشي في كل مكان » (‪ )44‬وكذلك وقف عند حذف الشرط مستدال بقوله تعالى ‪َ  :‬يا ِعَب ِاد َي‬
‫اعُبُدو ِن ‪{ ‬العنكبوت‪ }56/‬فحّللها قائال ‪ « :‬اال ترى أن الفاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمُنوا إ َّن أَْرضي َواس َع ٌة َفإَّي َ‬
‫اي َف ْ‬ ‫َّالذ َ‬
‫ين َ‬
‫في قوله ‪ :‬فاعبدون جواب الشرط ‪ ،‬محذوف تقديره ‪ :‬إن أرضي واسعة فإن لم تخلصوا لي العبادة في‬
‫أرضي فاخلصوها في غيرها » (‪ )45‬يقول الزمخشري ‪ « :‬فإن قلت ‪ :‬ما معنى الفاء في (‬
‫فاعبدون) وتقديم المفعول ! قلت ‪ :‬الفاء جواب شرط محذوف ؛ ألن المعنى ‪ :‬إن أرضي واسعة فإن‬
‫لم تخلصوا العبادة في أرضي فاخلصوها لي في غيرها ثم حذف الشرط وعوض من حذفه تقديم‬
‫المفعول مع افادة تقديمه معنى االختصاص واالخالص» (‪ )46‬ثم تحدث عن حذف جواب الشرط‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ند َّ ِ‬
‫َرَي ُتم ِإن َكان ِمن ِع ِ‬
‫ّللا َوَك َفْرُتم به َو َش ِه َد َشاهٌد ّمن َبني إ ْسَرائ َ‬
‫يل َعَلى‬ ‫َ ْ‬ ‫قل أَأْ ْ‬
‫وتمثل بقوله تعالى ‪ْ  :‬‬
‫ّللا َال يه ِدي اْلَقوم َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ين‪{ ‬األحقاف‪ }10/‬فقال الحلبي ‪ « :‬فهذا جواب‬ ‫الظالم َ‬ ‫َْ‬ ‫اس َت ْكَبْرُت ْم ِإ َّن َّ َ َ ْ‬
‫آم َن َو ْ‬
‫م ْثله َف َ‬
‫الشرط هاهنا محذوف » (‪ )47‬يقول الزمخشري ‪ « :‬جواب الشرط محذوف تقديره ‪ :‬إن كان آ‬
‫القرن‬
‫ّللا َال َي ْه ِدي اْلَق ْوَم‬ ‫ِ‬
‫من عند هللا وكفرتم به ألستم ظالمين ويدل على هذا المحذوف قوله تعالى (إ َّن َّ َ‬
‫ين) » (‪ )48‬فكان ما ذكر قرينة على جواب الشرط المحذوف ‪ ،‬كذلك حديث الحلبي عن‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الظالم َ‬
‫ال َع ْش ٍر * َو َّ‬
‫الش ْف ِع َواْل َوْت ِر‪‬‬ ‫ودلل على كالمه بقوله تعالى ‪َ  :‬واْل َف ْج ِر * َوَلَي ٍ‬
‫حذف جواب القسم ّ‬
‫{الفجر‪ }3-1‬فتابع تحليله لهذه اآلية بقوله‪ « :‬وجواب القسم هاهنا محذوف تقديره فليعبدون أو نحوه‬
‫ان‬ ‫» (‪ )49‬ثم تحدث عن حذف لو وجوابها واستدل بقوله تعالى ‪  :‬ما َّات َخ َذ َّ ِ‬
‫ّللا من َوَل ٍد َو َما َك َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض سبحان َّ ِ‬
‫ّللا َع َّما َي ِص ُفو َن ‪‬‬ ‫ِ‬
‫َم َع ُه م ْن ِإَل ٍه ِإ ًذا َّل َذ َه َب ُك ُّل ِإَل ٍه ِب َما َخَل َ‬
‫ق َوَل َع َال َب ْع ُض ُه ْم َعَلى َب ْع ٍ ُ ْ َ َ‬
‫{المؤمنون‪ }91/‬يقول الزمخشري ‪ « :‬فكيف وقع قوله َّ‬
‫(ل َذ َه َب ) جزاء وجو ًابا ولم يتقدمه شرط وال سؤال‬
‫سائل ! قلت‪ :‬الشرط محذوف تقديره ‪ :‬ولو كان معه آلهة ‪ ،‬وانما حذف لداللة قوله (وما كان مع ُه ِمن‬

‫‪8‬‬
‫ّللا ِمن َوَل ٍد ‪ ).....‬أي لو‬ ‫ِإله) » (‪ « )50‬وتقدير الشرط ‪ .....‬لقرينة جائز أ ً‬
‫يضا‪َ ( .....‬ما َّات َخ َذ َّ ُ‬
‫كان معه اله إذن لذهب » (‪ )51‬و أرينا الحلبي ينتقل الى حذف المضاف وتمثل بقوله تعالى ‪ :‬‬
‫ح َّتى ِإ َذا ُف ِتح ْت يأْجوج ومأْجوج و ُهم ِمن ُك ِل ح َد ٍب ي ِ‬
‫نسُلونَ ‪{ ‬األنبياء‪ }96/‬فعلق عليها قائال ‪« :‬‬ ‫َ َ ُ ُ ََ ُ ُ َ ّ ّ َ َ‬ ‫َ‬
‫تقديره ‪ :‬حتى إذا فتح سد يأجوج ومأجوج » (‪ )52‬يقول الزمخشري ‪ « :‬وما في خبرها حذف‬
‫المضاف الى يأجوج ومأجوج وهو سدهما كما حذف المضاف الى القرية وهو أهلها » (‪ )53‬فاذا تم‬
‫المعنى بقرينة الحال أو لفظ آخر استغنى عن اللفظ ويواصل الحلبي حديثه عن حذف المضاف في‬
‫يها َوإَِّنا َل َص ِاد ُقو َن ‪{ ‬يوسف‪}82/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يها َواْلعْيَر َّالتي أَ ْقَبْلَنا ف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َل اْلَقْرَي َة َّالتي ُكَّنا ف َ‬
‫قوله تعالى ‪َ  :‬واسأ ِ‬
‫ْ‬
‫فقدرها بقوله ‪ «:‬يعني أهل القرية » (‪ )54‬يقول ابن يعيش ‪ « :‬إن األصل في تركيب اآلية هو (‬
‫واسال أهل القرية ) فحذف المضاف وبقي المضاف إليه ‪ ،‬ذاك أن القرية مجردة عن السؤال وهذا‬
‫من اختصاص العاقل» ( ‪ )55‬فالقرينة عقلية ؛ألن العقل يمنع سؤال الجماد‪ )56(.‬ثم وصل الى‬
‫نهاية أنواع االيجاز المشتمل على القرينة المقالية وهو حذف المضاف إليه متمثال بقوله تعالى ‪ :‬‬
‫ِفي ِبض ِع ِسِنين ِّلِلِ األم ُر ِمن قب ُل و ِمن بعُد ويومِئذ يفرُح ال ُمؤ ِمُنون‪{ ‬الروم‪ }4/‬فقال الحلبي معلقا ‪« :‬‬
‫تقدير الكالم من قبل االشياء ومن بعدها » (‪ )57‬يقول الزمخشري ‪ِ ( « :‬من َقْب ُل َو ِمن َب ْعُد) أي‪:‬‬
‫في أول الوقتين وفي آخرهما حين غلبوا وحين يغلبون » (‪ )58‬ثم ترد القرائن المقالية غير الصريحة‬
‫عند الحلبي بما يسمى القرائن الدالة بمعناها ‪ ،‬فأوردها ضمن باب شجاعة العربية اال وهي مصطلح‬
‫(عكس الظاهر) فيقول الحلبي ‪ « :‬ومن أقسام شجاعة العربية قسم يقال له (عكس الظاهر)‬
‫كالما يدل ظاهره على معنى ويراد به معنى آخر عكسه » (‪ )59‬ويدلل الحلبي‬ ‫وحقيقته أن تذكر ً‬
‫آخر َال برهان َله ِب ِه َفِإَّنما ِحسابه ِعند رب ِ‬ ‫على هذا النوع بقوله تعالى ‪  :‬ومن ي ْدع مع َّ ِ‬
‫ِه‬‫َ َ ُ ُ َ َّ‬ ‫ّللا ِإَل ًها َ َ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫ََ َ ُ ََ‬
‫ِإَّنه َال يْفلِح اْل َك ِ‬
‫افُرو َن ‪{ ‬المؤمنون‪ }117/‬فيقول الحلبي عنه ‪ « :‬فهذا يدل ظاهره على أن ( هناك )‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫من يدعو مع هللا الها آخر وله به برهان ‪ ،‬وما المراد ذلك ‪ ،‬بل المراد أن كل من يدعو مع هللا الها‬
‫آخر ال برهان له به » (‪ )60‬وينتقل الحلبي الى قرائن دالة بمعناها فيقف عند مصطلح (العكس‬
‫والتبديل) فيقول فيه ‪ « :‬وهو أن يأتي الشاعر أو الناثر الى معنى لنفسه أو لغيره فيعكسه ‪ ،‬وبسمى‬
‫( الشاعر القطامي )‬ ‫أيضا مثال ذلك قول الشاعر ‪:‬‬
‫هذا النوع بالمغايرة ً‬

‫كون م َع الم ْس ِ‬
‫تعجل َّ‬
‫الزلل‬ ‫وقد َي ُ َ ُ‬ ‫اج ِته‬ ‫المتأِّني َ‬
‫بعض َح َ‬ ‫قد ُي ْد ِرك َ‬
‫ْ‬

‫(الشاعر احدى الجواري )‬ ‫فيعكسه غيره وقال ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫الح ْزُم ْلو َع ِجلوا » (‪)61‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وكان َ‬
‫م َن التأّني َ‬ ‫الق ْوم أمرُه ُم‬
‫بعض َ‬
‫ات َ‬
‫وربما َف َ‬
‫َّ‬

‫كذلك تعرض الحلبي الى باب آخر هو ( الهجاء في معرض المدح) وهو من القرائن المقالية‬
‫الدالة بمعناها فقال ‪ « :‬حقيقة هذا الباب أن يقصد المتكلم هجاء شخص فيأتي بألفاظ موجهة‬
‫ظاهرها المدح وباطنها القدح فيوهم أنه يمدحه وهو يهجوه كقول بعضهم في بعض األشراف ‪:‬‬
‫(الشاعر محمد بن حمزة السلمي)‬

‫الجمِي ُل‬ ‫ِ‬


‫فالح َس ُن َ‬
‫ال َ‬ ‫فمه َما َق َ‬
‫ْ‬ ‫حق‬
‫وليس عليه ُ‬
‫َ‬ ‫حق‬
‫له ُ‬
‫ُ‬

‫ول » (‪)62‬‬ ‫ِ‬


‫عليه لِ ِ‬ ‫ول يرى ُحقوًقا‬
‫الر ُس ُ‬
‫وهو َّ‬
‫غيره ُ‬ ‫الرس ُ‬
‫كان ُ‬
‫وقد َ‬

‫شاهدا آخر فيقول ‪ « :‬ومن ذلك قول المتنبي في وصف كافور ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ويضيف الى تحليله‬

‫ذي ِ‬
‫ان‬ ‫اله َ‬
‫ِ‬
‫ضر ُب م َن َ‬
‫ِ‬
‫كالم الع َدى ْ‬
‫َ‬ ‫نما‬
‫الك وِإ َّ‬ ‫وِّلل ُّ‬
‫سر في ُع َ‬

‫مدحا بحكم أن عالك في سر هلل لم يهبه لغيرك ‪ .‬ويحتمل أن يكون‬ ‫فهذا مدح موجه يحتمل أن يكون ً‬
‫هجوا ‪ ،‬أي أنك غير مستحق للعلى ‪ ،‬وانما هلل تعالى سر في تقديم من يصلح للتقديم ‪ ،‬وال يكون أهال‬
‫ً‬
‫للكرامة » ‪)63( .‬‬

‫‪-3‬القرائن السياقية ‪ :‬وتضم هذه القرائن عدة أنواع منها ‪ :‬القرينة المتقدمة ‪ ،‬والمكتنفة والمتأخرة ‪،‬‬
‫فالمتقدمة التي تكون في بدء النص ‪ ،‬والمكتنفة في الوسط ‪ ،‬والمتأخرة في نهايته ‪ .‬وفي هذا الصدد‬
‫نلمس القرينة السياقية في حديث الحلبي عن مصطلح (التتميم ) ؛ إذ يقول ‪ « :‬هذا الباب من نعوت‬
‫شيئا يتم به ذلك المعنى اال أتيت به مكمال لنقصه‬
‫المعاني ‪ .‬وحقيقته أن تذكر معنى ‪ ،‬فال تغادر ً‬
‫وفائدته تكميل نقص المعاني وتوفية المقاصد منها »(‪ )64‬ويدلل الحلبي على قوله هذا بقوله تعالى‬

‫َجَرُهم ِبأ ْ‬
‫َح َس ِن َما‬ ‫من َع ِم َل َصالِ ًحا ِّمن َذ َك ٍر أ َْو أُن َثى َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن َفَلُن ْحِيَيَّن ُه َحَيا ًة َ‬
‫طِّيَب ًة َوَلَن ْج ِزَيَّن ُه ْم أ ْ‬ ‫‪ْ :‬‬
‫َكاُنوْا َي ْع َمُلو َن ‪{ ‬النحل‪ }97/‬فيقول ‪ « :‬لم يقل هذه اللفظة – وهو مؤمن‪ -‬الحتمل أن يكون من‬
‫صالحا ‪ ،‬وليس المراد دخول‬
‫ً‬ ‫صالحا يكون له الثواب الموعود به ‪ ،‬فيدخل الكافر إذا عمل‬
‫ً‬ ‫عمل‬
‫الكافر في هذا العموم » (‪ )65‬فالقرينة السياقية المتأخرة في هذا النص‪ .‬كما تلمسنا القرينة السياقية‬
‫عند الحلبي عبر حديثه عن مصطلح (صحة التقسيم) فيقول‪ « :‬وحد هذا الباب أن يستوفي المتكلم‬
‫قرنية‬
‫احدا » (‪ )66‬ويأتي الحلبي بآية آ‬
‫قسما و ً‬
‫جميع أقسام الكلمة التي يمكن وجودها غير تارك منها ً‬

‫‪10‬‬
‫ط َفْيَنا ِم ْن ِعَب ِادَنا َف ِمْن ُه ْم َ‬
‫ظالِ ٌم‬ ‫اص َ‬ ‫ِ‬
‫اب َّالذ َ‬
‫ين ْ‬
‫ِ‬
‫لتوضيح هذا المصطلح هو قوله تعالى ‪ُ  :‬ث َّم أ َْوَرْثَنا اْلك َت َ‬
‫ّللا َذلِ َك ُه َو اْل َف ْض ُل اْل َك ِب ُير‪{ ‬فاطر‪ }32/‬ويعقب‬ ‫ات ِبِإ ْذ ِن َّ ِ‬ ‫ِّلَن ْف ِس ِه و ِمْنهم ُّم ْق َت ِصٌد و ِمْنهم سا ِبق ِباْل َخير ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ُْ َ ٌ‬ ‫َ ُ‬
‫الحلبي بالقول ‪ « :‬فانه استوفى في هذه اآلية الكريمة األقسام التي يمكن وجودها ‪ ،‬فان العالم جميعه‬
‫ال يخلو من هذه األقسام الثالثة » (‪ )67‬فالقرينة السياقية المتأخرة هي التي طبعت هذه اآلية ‪.‬‬
‫اجا‬ ‫وينتقل الحلبي في تفصيل (مصطلح التقسيم) في نصوص أخرى منها قوله تعالى ‪َ  :‬وُك ُ‬
‫نت ْم أ َْزَو ً‬
‫َم ِة ‪‬‬‫اب اْل َم ْشأ َ‬
‫َص َح ُ‬
‫َث َال َث ًة * َفأَصحاب اْلميمَن ِة ما أَصحاب اْلميمَن ِة * وأَصحاب اْلم ْشأ ِ‬
‫َمة َما أ ْ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ‬ ‫ْ َ ُ َْ َ َ ْ َ ُ َْ َ‬
‫{الواقعة‪ }9-7‬و يجللها بالقول ‪ « :‬وهذه اآلية تفسير لآلية المتقدمة ‪ ،‬بأن أصحاب المشأمة هم‬
‫الظالمون ‪ ،‬وأصحاب الميمنة هم المقتصدون ‪ ،‬والسابقون السابقون هم السابقون بالخيرات » (‪)68‬‬
‫يقول الزمخشري ‪( « :‬فأصحاب الميمنة) الذين يؤتون صحائفهم بايمانهم (وأصحاب المشأمة)‬
‫الذين يؤتونها بشمائلهم أو أصحاب المنزلة السنية ‪ .....‬وذلك لتمنهم بالميامين وتشاؤمهم بالشمائل‬
‫‪ .....‬؛ ألن السعداء ميامين على أنفسهم بطاعتهم واألشقياء مشائيم عليها بمعصيتهم » (‪)69‬‬
‫فالقرينة السياقية المتأخرة وضحت ذلك ‪ .‬ولذلك استلزم الخطاب القرآني بالحاح الى قرينة مفسرة تحسم‬
‫االشكال وتبين هذا االجمال ‪ .‬ويستمر الحلبي في إيراد الشواهد البالغية ويقف عند قوله ‪ - -‬؛ إذ‬
‫يقول‪ « :‬ليس لك من مالك اال ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت ‪ ،‬أو تصدقت فأبقيت » (‪)70‬‬
‫شاهدا آخر إذ يقول ‪ « :‬ومن ذلك ما يحكى من أن بعض‬
‫ً‬ ‫كذلك أورد الحلبي من (صحة التقسيم)‬
‫وفود العرب قدم الى مجلس عمر بن عبدالعزيز ‪ -  -‬فكان فيهم شاب فقام وتكلم في المجلس‬
‫فقال (( يا أمير المؤمنين أصابتنا سنون ‪ ،‬سنة أذابت الشحم ‪ ،‬وسنة أكلت اللحم ‪ ،‬وسنة أتت‬
‫إن كانت هلل ففرقوها‬
‫فإن كانت لنا فعالم تمنعونا عنها ‪ ،‬و ْ‬
‫على العظم ‪ ،‬وفي أيديكم فضول أموال ‪ْ ،‬‬
‫إن كانت لكم فتصدقوا علينا بها ‪ ،‬إن هللا يجزي المتصدقين ‪ ،‬فقال عمر بن‬
‫على عباده ‪ ،‬و ْ‬
‫عذرا) )) » (‪ )71‬ثم يطيل الحديث عند‬
‫عبدالعزيز ‪ ( :‬و هللا ما ترك لنا االعرابي في واحدة منها ً‬
‫مصطلح آخر تظهر فيه القرينة السياقية وهو مصطلح ( التفسير بعد االبهام) ويفصح عن هذا‬

‫طو ٌع ُّم ْص ِب ِح َ‬
‫ين ‪‬‬ ‫المصطلح عبر شاهد قرآني هو ‪َ  :‬وَق َضْيَنا ِإَلْي ِه َذلِ َك األ َْمَر أ َّ‬
‫َن َدا ِبَر َه ُؤالء َم ْق ُ‬
‫{الحجر‪ }66/‬فيقول ‪ « ،‬فقوله ذلك األمر إبهام يوجب للفكر استطالع ما هو والتنقيب عن حقيقته‬
‫فلما أن قال ‪ :‬إن دابر هؤالء مقطوع مصبحين كان آكد لعظم األمر وفخامته وموقعه من النفوس ‪،‬‬
‫فان هذا الباب من التفسير بعد االبهام المقصود به تفخيم األمر واعظامه ؛ ألن الشيء إذا طرق‬
‫موقعا‬
‫مبهما ذهب الفكر في معرفة حقيقته كل مذهب ‪ ،‬فإذا فسر بعد ذلك كان التفسير أحلى ً‬
‫السمع ً‬
‫‪11‬‬
‫في النفس » (‪ )72‬يقول الزمخشري ‪ « :‬وفي ابهامه وتفسيره تفخيم لألمر وتعظيم له » (‪ )73‬أي‬
‫أن « ( األمر) هنا مبهم غير محدد اال أنه فسر بالقرينة المتأخرة عنه من اآلية نفسها بقوله تعالى‪( :‬‬

‫طو ٌع ُّم ْص ِب ِح َ‬
‫ين) فهذا (األمر) يعني أمر العذاب كما فسر بالقرينة المتأخرة عنه‬ ‫َن َدا ِبَر َه ُؤالء َم ْق ُ‬
‫أ َّ‬
‫((واالشارة إليه بلفظ (ذلك ) للداللة على عظم خطره وهول أمره )) » (‪ )74‬ومن القرائن السياقية‬
‫عند الحلبي حديثه عن مصطلح ( التعريج) ويقول عنه ‪ « :‬هذا الباب يسمى بحسن االرتباط ‪،‬‬
‫ويسمى حسن الترتيب ‪ ،‬ويسمى حسن النسق ‪ .‬وحقيقته ائتالف الكالم بعضه ببعض حتى كانه أُفرغ‬
‫في قالب واحد ‪ .‬وأكثر ما يوجد هذا النوع مستعمال في كتاب هللا –تعالى‪ -‬الدال على االعجاز‬
‫وعلِم تأويل االرتباط بين اآليتين وامتزج معناهما علم حسن‬
‫وسمي (االرتباط) ؛ألنه إذا جاءت اآلية ُ‬
‫الترتيب ‪ ،‬فسمي حسن االرتباط لذلك‪ .‬وكذلك تسميته بالتمزيج و(حسن) النسق وحسن الترتيب»‬

‫ان ِب َوالِ َدْي ِه َح َمَل ْت ُه أ ُّ‬


‫ُم ُه َو ْهًنا َعَلى َو ْه ٍن‬ ‫نس َ‬ ‫(‪ )75‬ويدلل على كالمه بقوله تعالى ‪َ  :‬و َو َّصْيَنا ِْ‬
‫اإل َ‬
‫اش ُكْر لِي َولِ َوالِ َدْي َك ِإَل َّي اْل َم ِص ُير ‪{ ‬لقمان‪ }14/‬فيقول‪ « :‬اآلية ووجه تعلقها‬ ‫َن ْ‬‫َوِف َصاُل ُه ِفي َعامْي ِن أ ِ‬
‫َ‬
‫بما قبلها أن هللا‪ -‬تعالى‪ -‬لما بين التكاليف وحرض على الطاعة علم أن االنسان إن انقاد لم يكن‬
‫انقياد ألحد أكثر من انقياده لوالديه ‪ ،‬ومن هنا لو أمراه بالمعصية فال يجوز له اتباعهما ‪ .‬فهذا من‬
‫باب حسن الترتيب ‪ ،‬وتمزيج الكالم بعضه من بعض وأمثال ذلك في الكتاب العزيز كثيرة ‪ ،‬أكثر من‬
‫أن تحصى »(‪ )76‬فالنص اشتمل على القرينة السياقية المتأخرة ويعلل الكرماني « سبب الحذف‬
‫اش ُكْر لِي َولِ َوالِ َدْي َك) الذي تضمن معنى االحسان‬ ‫بما ورد في سياق اآلية ذاتها في قوله تعالى (أ ِ‬
‫َن ْ‬
‫فقام هذا المعنى مقام ماحذف وكأن قرينة تدل على ذلك »(‪ )77‬فضال عن ذلك فقد أرينا القرينة‬
‫السياقية عند الحلبي تتمثل في مصطلح (براعة االستهالل) وهو ما يدخل في إطار ما يعرف السياق‬
‫والمقام وفي ذلك يقول الحلبي‪ « :‬ويجب على المنشيء أن يحترز في أول كتابه أو قصيدته من‬
‫ذكر ما يتطير منه ‪ ،‬أو ما ال يفهم معناه في المطلع اال بكلفة ‪ ،‬وأن يتامل أحوال الممدوح فيتجنب ما‬
‫يكره الممدوح ذكره ويتعدى الى غيره » (‪ )78‬ثم بعد ذلك يأخذ الحلبي بايراد الشواهد البالغية‬
‫لتوضيح هذا المصطلح فيقول ‪ « :‬وأما قيل من سوء االبتداءات فكقول ذي الرمة من قصيدة يمدح‬
‫فيها فابتدأ بقوله ‪:‬‬

‫ما بال عينِيك ِمْنها الماء يْن ِ‬


‫سك ُب‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬

‫‪12‬‬
‫فالخطاب بهذا االستفتاح ال يخفى على أحد ما فيه من القبح » (‪ )79‬فنلمس القرينة السياقية القائمة‬
‫على المقام واضحة في هذا النص‪ .‬ويستمر الحلبي في ايراد األمثلة فيقول ‪ « :‬ومنه حكاية أبي نؤاس‬
‫لما مدح الفضل بن يحيى بقصيدة أولها ‪:‬‬

‫إن ال ُخ ُشوع َل ِ‬
‫بع ال ِبَلى َّ‬
‫بادي‬ ‫أَْر َ‬

‫فتطير الفضل بن يحيى من هذا االبتداء فلما انتهى الى قوله ‪:‬‬

‫حين و َغادِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدنيا ِإذا ما ُف ِق ْدتمُ‬


‫سالم على ُّ‬
‫َبني َبْرَم ٍك من َرائ َ‬ ‫ُ‬

‫ِ‬
‫يمض ذلك االسبوع حتى نكب » (‪ )80‬فالقرينة السياقية‬ ‫استحكم تطير الفضل بن يحيى ‪ ،‬فلم‬
‫واضحة من خالل المقام ‪ .‬ويتوسع الحلبي في الموضوع نفسه فيقول‪ « :‬ومما جاء من سوء‬
‫يضا قول اسحاق النديم للمنصور في قصيدة يهنيه فيها ببناء القصر الذي أنشأ فقال في‬
‫االبتداءات أ ً‬
‫( الشاعر اسحاق النديم)‬ ‫أولها‪:‬‬

‫ياليت ِشعري ما الذي أ ِ‬


‫بالك‬ ‫يادار َغيرك ال ِبَلى وم ِ‬
‫حاك‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫كثير ‪ ،‬وربما حرمه الجائزة » (‪ )81‬فالقرينة السياقية في هذا‬


‫تطير ًا‬
‫فتطير المنصور من هذا المطلع ًا‬
‫النص واضحة تقوم على أساس السياق والمقام وأحوال المخاطب عبر القرينة السياقية المتأخرة ‪.‬‬
‫ونلمس القرائن السياقية تتمثل في مفهوم (اللحاق) وذلك في حديث الحلبي عن مصطلح (التوليد) فقال‬
‫‪ « :‬وأما المتعلق بالمعاني فهو أن يذكر المتكلم معنى من المعاني ويلحقه بما هو من لوازم ذلك‬
‫( الشاعر ابن الساعاتي)‬ ‫المعنى مثال ذلك قول ابن الساعاتي ‪:‬‬

‫فالحمد ال ُي ْخشى َع َليك ِخال ُفه‬


‫ُ‬ ‫السماح ُة و َّ‬
‫الندى‬ ‫ذهبك َّ‬
‫بح َت َم َ‬
‫أ ْص ْ‬

‫فلما ذكر أن مذهبه السماحة والندى أن يكون الحمد جزاءه ‪ .‬فالحق هذا المعنى بما هو من لوازمه »‬
‫(‪ )82‬فالنص تضمن القرينة السياقية المتأخرة‪ .‬كذلك وجدنا القرينة السياقية المتأخرة في حديث‬
‫الحلبي عن مصطلح( التسهيم ) ؛ إذ قال ‪ « :‬وهو من نعوت األلفاظ مأخوذ من الثوب المسهم الذي‬
‫يدل أحد سهامه على الذي يليه لكون لونه يقتضي أن الذي يليه لون مخصوص له بمجاورة اللون‬

‫الذي قبله أو الذي بعده وقال آخرون ‪ :‬التسهيم هو أن يكون ما تقدم من الكالم ً‬
‫دليال على ما تأخر »‬
‫(‪ )83‬ويدلل الحلبي على كالمه في التسهيم بشاهد بالغي قرآني هو قوله تعالى ‪  :‬أَ َفَأرَْي ُتم َّما‬

‫‪13‬‬
‫ظَلْل ُت ْم َت َف َّك ُهو َن * ِإَّنا‬
‫اما َف َ‬‫طً‬ ‫اه ُح َ‬‫الز ِار ُعو َن * َل ْو َن َشاء َل َج َعْلَن ُ‬ ‫َت ْحُرُثو َن * أَأ ُ‬
‫َنت ْم َت ْزَر ُعوَن ُه أ َْم َن ْح ُن َّ‬
‫وه ِم َن اْل ُم ْز ِن أ َْم َن ْح ُن‬ ‫ومو َن * أَ َفَأرَْي ُت ُم اْل َماء َّال ِذي َت ْشَرُبو َن * أَأ ُ‬
‫َنت ْم أَن َزْل ُت ُم ُ‬ ‫ن‬
‫َل ُم ْغَرُمو َ * َب ْل َن ْح ُن َم ْحُر ُ‬
‫َنشأ ُْت ْم‬ ‫ورو َن * أَأ ُ‬
‫َنت ْم أ َ‬ ‫نزُلو َن * َلو َن َشاء جعْلَناه أُجاجا َفَلوَال َت ْش ُكرو َن * أَ َف أرَي ُتم َّ َّ ِ‬ ‫اْل ُم ِ‬
‫الن َار التي ُت ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ َ ً ْ‬ ‫ْ‬
‫اها َت ْذ ِكرًة وم َت ِ‬ ‫َشجرَتها أَم َن ْح ُن اْلم ِ‬
‫ين ‪{ ‬الواقعة‪ }73 -63‬فيقول عنه ‪:‬‬ ‫اعا ّلْل ُم ْق ِو َ‬
‫َ ََ ً‬ ‫نش ُؤو َن *َن ْح ُن َج َعْلَن َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫ومعنويا ‪ ،‬فان ذكر‬
‫ً‬ ‫لفظيا‬
‫« فان هذا الكالم اقتضى أن كل آية منه تقتضي معرفة آخرها اقتضاًء ً‬
‫الماء يناسب أن يكون بعده االنزال من السماء وذكر الحرث يناسب الزرع ‪ ،‬وذكر النار (يناسب) فوله‬
‫تورون أي تقدحون ‪ .‬والقدح اظهار موجود من معدوم ‪ .‬وهذا يناسب ذكر االنشاء » (‪ )84‬فالقرينة‬
‫السياقية اعتمدت مبدأ المناسبة ومراعاة السياق عبر القرينة السياقية المتأخرة ‪.‬‬

‫تبعا لورودها في النص فمنها ما يتعلق بأحوال المتكلم ‪،‬‬


‫‪-4‬القرائن الحالية ‪ :‬وتقسم القرائن الحالية ً‬
‫ومنها بأحوال المخاطب ‪ ،‬ومنها بأحوال القول ‪ ،‬وقد آثرنا الحديث عن أحوال القول لكثرة ورودها‬
‫عند الحلبي ‪ ،‬ومن ذلك حديثه عن ما يعرف ب (مناسبات الكالم) ضمن القرائن الحالية وفي ذلك‬
‫يقول ‪ « :‬ومن الفصاحة الجودة في تركيب األلفاظ وذلك أن حسن التأليف هو المعتبر في الكالم ‪،‬‬
‫وال يكتفى بأن تكون األلفاظ في نفسها مليحة رائقة ‪ ،‬بل ال بد من حسن تأليفها مع أخواتها ‪ ،‬فإن‬
‫ليفا غير مرتبط ‪ ،‬كان ذلك‬
‫اللفظ والمعنى إذا كانا رائقين والّفا مع غيرهما من األلفاظ والمعاني تأ ً‬
‫كالعقد الذي أفسده الناظم في نظمه له » (‪ )85‬ويضيف الحلبي قائال ‪ «:‬هذه الصورة غير منتظمة‬
‫التأليف وال مرتبطة األعضاء وال متناسبة الشكل فيقول العرب هذا كالم متمكن يعنون به حسن‬
‫قر ًنيا هو قوله تعالى‬ ‫شاهدا آ‬
‫ً‬ ‫التأليف ومشاكلة بعضه لبعض » (‪ )86‬وللتدليل على ذلك يورد الحلبي‬
‫اس َت َو ْت َعَلى اْل ُج ِ‬
‫ود ِّي‬ ‫ِ‬ ‫اءك َوَيا َس َماء أَ ْقلِ ِعي َو ِغ َ‬
‫ض ابَل ِعي م ِ‬ ‫ِ‬
‫يض اْل َماء َوُقض َي األ َْمُر َو ْ‬ ‫َ‬ ‫يل َيا أَْر ُ ْ‬ ‫‪َ  :‬وق َ‬
‫ين ‪{ ‬هود‪ }44/‬ويعلق عليها قائال ‪ « :‬فانظر ما تفردت به هذه اآلية‬ ‫وِقيل بعداً ِّلْلَقومِ َّ ِ ِ‬
‫الظالم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُْ‬
‫شيئا بعد شيء متناسب التأليف متمكن القوة ‪ ،‬فتعين حينئذ أن من شرط‬
‫الكريمة من ُحسن التأليف ً‬
‫الفصاحة ُحسن التأليف في تركيب األلفاظ » (‪)87‬‬

‫ومن القرائن الحالية عند الحلبي حديثه عن مصطلح ( التفسير وصحته) ؛ فيقول ‪ « :‬ومن هذا‬
‫الباب أن تذكر المعاني مجملة ثم تفسرها ‪ ،‬فتقدم تفسير المقدم ‪ ،‬وتؤخر تفسير المؤخر » (‪)88‬‬
‫الن َه َار لِ َت ْس ُكُنوا‬ ‫القرني في قوله تعالى ‪  :‬و ِمن َّر ْحم ِت ِه َجعل َل ُكم َّ‬
‫اللْي َل َو َّ‬ ‫ويستدل على كالمه بالنص آ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يه َولِ َتْب َت ُغوا ِمن َف ْضلِ ِه َوَل َعَّل ُك ْم َت ْش ُكُرو َن ‪{ ‬القصص‪ }73/‬فيقول الحلبي ‪ « :‬فلما قدم الليل على‬
‫ِف ِ‬

‫‪14‬‬
‫النهار قدم تفسيره قبل السكون ‪ ،‬ثم ذكر تفسير النهار وهو االبتغاء » (‪ )89‬فالقرينة في اآلية‬
‫الكريمة هي القرينة الحالية يقول الزمخشري ‪َ ( « :‬و ِمن َّر ْح َم ِت ِه) زواج بين الليل والنهار ألغراض‬
‫ثالثة لتسكنوا في أحدهما وهو الليل ولتبتغوا من فضل هللا في اآلخر وهو النهار والرادة شكركم »‬
‫(‪ )90‬يقول العلوي‪ « :‬واكتفى في البيان والتفصيل بما يظهر من قرينة الحال في معرفة حكم كل‬
‫واحد منهما » (‪ )91‬وفي موضع آخر يستمر الحلبي في حديثه عن التفسير وصحته ويصل نوع‬
‫ق ُك َّل َد َّاب ٍة ِمن َّماء َف ِمْن ُهم َّمن َي ْم ِشي َعَلى‬
‫ّللا َخَل َ‬
‫منه يسمى (الضروري) ويستدل بقوله تعالى ‪َ  :‬و َّ ُ‬
‫ّللا َعَلى ُك ِّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ّللا َما َي َشاء إ َّن َّ َ‬ ‫َب ْطنه َو ِمْن ُهم َّمن َي ْمشي َعَلى ِر ْجَلْي ِن َو ِمْن ُهم َّمن َي ْمشي َعَلى أَْرَب ٍع َي ْخُل ُ‬
‫ق َّ ُ‬
‫َشي ٍء َق ِد ٌير ‪{ ‬النور‪ }45/‬فيقول ‪ « :‬فاستغرق بذلك أقسام أجناس كل ما دب ودرج مع حسن الترتيب‬
‫ْ‬
‫‪ .‬وهذا تفسير ضروري ‪ .‬فإنه لو اقتصر على قوله ‪ :‬خلق كل دابة من ماء ‪ ،‬ولم يفسر هذا التفسير‬
‫لكان الكالم غير تام ‪ .‬ولما فسره بهذه األقسام الثالثة كمل به المعنى ولم يبق فيه قسم رابع »‬
‫(‪ )92‬فالقرينة الحالية هي التي ظهرت في اآلية الكريمة المذكورة آنفا ‪ .‬ومن القرائن الحالية التي‬
‫تؤكد أحوال القول حديث الحلبي عن مصطلح (المناسبة) فيقول‪ « :‬وهو ينقسم على ضربين ‪ :‬ضرب‬
‫في األلفاظ ‪ ،‬وضرب في المعاني ‪ .‬فأما المناسبة المعنوية فهو أن يكون ما في آخر الكالم من قافية‬
‫بعيدا عنه » (‪ )93‬ويوضح الحلبي قوله هذا‬ ‫مناسبا للمعنى اآلخذ فيه المتكلم ‪ ،‬ال يكون ً‬ ‫ً‬ ‫أو غيرها‬
‫اك ِن ِه ْم ِإ َّن ِفي‬
‫َهَل ْكَنا ِمن َقبلِ ِهم ِمن اْلُقرو ِن يم ُشو َن ِفي مس ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫عبر اآلية الكريمة ‪  :‬أ ََوَل ْم َي ْهد َل ُه ْم َك ْم أ ْ‬
‫ض اْل ُجُرِز َفُن ْخ ِر ُج ِب ِه َزْر ًعا َتأ ُْك ُل ِمْن ُه‬
‫ق اْلماء ِإَلى ْاألَْر ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫َذلِ َك َآلَي ٍ‬
‫ات أَ َف َال َي ْس َم ُعو َ * أ ََوَل ْم َيَر ْوا أَنا َن ُسو ُ َ‬
‫ام ُه ْم َوأَن ُف ُس ُه ْم أَ َف َال ُيْب ِصُرو َن ‪{ ‬السجدة‪ } 27 -26/‬فيقول ‪ « :‬ولما ذكر في صدر اآلية األولى‬
‫أَْن َع ُ‬
‫تاريخ األولين وذلك لم يدرك اال بالسمع فحسن أن يقول في تمام اآلية ( أَ َف َال َي ْس َم ُعو َن) ولما صور‬
‫في اآلية الثانية سوق الماء واخراج الزرع وأكل الطعام ‪ ،‬وذلك كله مما يدرك بحاسة البصر حسن أن‬
‫يكون تمام اآلية (أَ َف َال ُيْب ِصُرو َن) »(‪ )94‬وفي سياق القرائن الحالية تحدث الحلبي عن مصطلح‬
‫(التذييل) فقال‪ « :‬وهو أن يذيل المتكلم كالمه بجملة يحقق بها ما قبلها من الكالم‪ .‬وتلك الجملة على‬
‫قسمين ‪ :‬قسم ال يزيد على المعنى األول ‪ .‬وإنما يؤتى به للتأكيد والتحقيق وقسم يخرجه المتكلم مخرج‬
‫المثل السائر ليحقق به ما قبله مما تضمن زيادة في المعنى » (‪ )95‬ويثبت الحلبي تحليله باآلية‬
‫الجَّن َة ُيَق ِاتُلو َن‬
‫َن َل ُه ُم َ‬‫َم َواَل ُهم ِبأ َّ‬
‫ين أَن ُف َس ُه ْم َوأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اش َتَرى م َن اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ّللا ْ‬ ‫ِ‬
‫الكريمة في قوله تعالى ‪  :‬إ َّن ّ َ‬
‫آن َو َم ْن أ َْوَفى ِب َع ْه ِد ِه ِم َن‬ ‫نج ِ‬ ‫التور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َواْلُقْر ِ‬ ‫اإل ِ‬
‫اة َو ِ‬ ‫ّللا َفَي ْقُتُلو َن َوُي ْقَتُلو َن َو ْعًدا َعَلْيه َحًّقا في َّ ْ َ‬
‫في َس ِب ِ ّ‬
‫يم ‪{ ‬التوبة‪ }111/‬فقال ‪ « :‬فهذه اآلية‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّللا َف ِ‬
‫اس َتْبشُروْا بَبْيع ُك ُم الذي َب َاي ْع ُتم به َوَذل َك ُه َو اْل َف ْوُز اْل َعظ ُ‬
‫ّ ْ‬
‫‪15‬‬
‫الكريمة تضمنت القسمين من التذييل ‪ ،‬أحد القسمين قوله تعالى ( َو ْعًدا َعَلْي ِه َحًّقا ) فقد تم الكالم ثم‬
‫أتى‪ -‬سبحانه‪ -‬بهذه اآلية تحقيقا لما سبق ‪ ،‬واآلخر قوله ‪ -‬سبحانه وتعالى‪َ ( -‬و َم ْن أ َْوَفى ِب َع ْه ِد ِه ِم َن‬
‫ّللا ) فخرج هذا الكالم مخرج المثل السائر لتحقيق ما تقدمه » (‪ )96‬فاألمر مبهم غير محدد عن‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫االشتراء ‪ ،‬فاتت القرينة الحالية المتأخرة ( األمثال وأحوالها) لتزيل هذا الغموض‪ .‬ثم يكتمل حديث‬
‫الحلبي عن التذييل فيقول ‪ «:‬ومن هذا النوع قول ابن نباتة السعدي ‪( :‬الشاعر ابن نباتة السعدي)‬

‫الدنيا ِبال أ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫مل‬ ‫حب ُ‬‫تركتني أ ْص ُ‬ ‫ْلم ُيْب ِق ُج َ‬
‫ودك لي َش ًيئا اؤمُل ُه‬

‫فبقوله (لم يبق جودك لي شيئا اؤمله) ثم الكالم وقوله‪( :‬تركتني أصحب الدنيا بال أمل ) تذييل حسن‬
‫» (‪ )97‬فوردت القرينة الحالية المتأخرة في اليت من التذييل ‪ .‬ومن القرائن الحالية التي تتضمن‬
‫أحوال القول موضوع (العرف والعادة) ‪ ،‬وبعض البالغيين يسمونها قرينة (العرف والعادة)‪)98( .‬‬
‫فيقول الحلبي في ذلك‪ « :‬فهذا وأمثاله ال يجوز استعمال ؛ ألن ألفاظ المدح ال يجوز استعمالها في‬
‫الذم ‪ ،‬وبالعكس وهذا يعود الى العرف دون األصل ‪ ،‬والدليل على ذلك أنه ال يجوز أن نقول ‪ :‬وحق‬
‫الرس والكامل يستعمل في‬
‫قياسا على قولك ‪ :‬وحق أرسك ‪ ،‬فكالهما سواء ‪ ،‬غير أن ذكر أ‬ ‫دماغك ً‬
‫المدح ‪ ،‬والدماغ والقفا والقذال تستعمل في الذم ‪ ،‬وإن كانت معاني الجميع واحدة » (‪ )99‬هذا ما‬
‫يتعلق بأحوال القول ‪ ،‬أما إذا انتقلنا الى (أحوال المخاطب أو السامع) فنراها تأتي ثانية ضمن رؤية‬
‫الحلبي في القرائن الحالية ومن ذلك مراعاة احوال المخاطب ؛ فيقول‪ « :‬ثم انه ‪ -  -‬كتب معه‬
‫كتابا الى بني نهد يقول فيه (( من محمد رسول هللا ‪ -  -‬الى بني نهد بن زيد ‪ ..‬لكم يا بني نهد‬
‫ً‬
‫» (‪ )100‬ويعلق‬ ‫في الوظيفة الفريضة ‪ ،‬ولكم العارض الفريس وذو العنان الركوب ‪)) ..‬‬
‫الحلبي على قول الرسول األعظم ؛ فيقول ‪ « :‬فانظر الى هذا الكالم الصادر من رسول هللا ‪)( -‬‬
‫قوما‬
‫‪ -‬ما أحسنه في بابه مع غرابته وكونه غير مفهوم لكثير من الناس ‪ ......‬فإذا خاطب االنسان ً‬
‫بلغاتهم الدائرة بينهم المفهومة عندهم المستعملة ألفاظها ‪ ،‬ال يكون ذلك من باب الحوشي بل هو من‬
‫الفصاحة ‪ ،‬اال إذا استعمله عند غير أرباب تلك اللغة » (‪ )101‬فالقرينة اعتمدت حال المخاطبين‬
‫واللغة التي يفهمونها فراعت حال السامع ‪.‬‬

‫خير ما وجدناه في القرائن‬


‫أما القرائن الحالية المتعلقة بحال المتكلم فلم نجد لها وجود عند الحلبي ‪ ،‬وأ ًا‬
‫الحالية العدول الى المجاز والسيما عند موضوع (المكان) ومن ذلك قول الحلبي ‪ « :‬ومنه تسمية‬

‫‪16‬‬
‫الشيء بمكانه كقولك للمطر (سماء) ؛ ألنه ينزل من السماء » (‪ )102‬فقولك سماء قرينة دلت‬
‫على المحذوف (المطر) ‪.‬‬

‫خالصة البحث‬
‫اما علينا وضع خالصة نلقي فيها عصا الترحال ونكشف من‬
‫بعد أن بلغت الدراسة نهايتها كان لز ً‬
‫خاللها أهم القضايا التي نجمت عنها ويمكن صياغتها في ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ ‬توصل البحث أن القرائن مما يتوخاه المتكلم أو الباث بوساطة نظمه والسمو والرفعة به في‬
‫مدارج البالغة ‪ ،‬فالق ارئن لوحدها ال تسمو بالنظم بل هي واحدة من أسبابه في الرفعة والعلو ‪.‬‬
‫‪ ‬أكد البحث على استعمال ابن األثير الحلبي مصطلح (القرينة) صراحة في عدة مواضع من كتابه‬
‫مما يدلل على وعيه ألهمية القرينة في رفعة نظم النص وسموه ‪.‬‬
‫‪ ‬وجدنا من خالل البحث أن القرائن المقالية هي األكثر وقوعا في كتاب الحلبي ؛ألنها تكون‬
‫مذكورة مع الكالم نفسه ويمكن االستدالل بها ‪ ،‬وتوزعت القرائن المقالية عند الحلبي في حديثه عن‬
‫الفصاحة ‪ ،‬والتضاد والمقابلة ‪ ،‬والتكافؤ‪ ،‬والدليل ‪ ،‬والقرائن الدالة بلفظها (االيجاز) والحذف ‪ ،‬كذلك‬
‫حديثه عن القرائن الدالة بمعناها ومنها العكس والتبديل ‪ ،‬والهجاء في معرض المدح ‪.‬‬
‫‪ ‬أما القرائن السياقية فجاءت بالمرتبة الثانية في سلم التواتر عند الحلبي وذلك بتفصيله القول في‬
‫موضوعات التتميم‪ ،‬وصحة التقسيم‪ ،‬والتفسير وصحته ‪ ،‬والتفسير بعد االبهام ‪ ،‬والتعريج‪ ،‬وبراعة‬
‫االستهالل ‪ ،‬واللحاق ‪ ،‬والتسهيم ‪.‬‬
‫‪ ‬ثممم وقممف البحممث عنممد ق مرائن أخممرى لممدى الحلبممي فممي كتابممه ‪ ،‬فبممرزت الق مرائن الحاليممة متمثلممة فممي‬
‫موضمموعات مناسممبات الكممالم ‪ ،‬والمناسممبة ‪ ،‬والتممذييل ‪ ،‬والعممرف والعممادة ‪ ،‬وأح موال السممامع أو المتلقممي ‪،‬‬
‫والعدول بالمجاز ‪.‬‬
‫خالصا لوجهه الكريم ‪ ، -  -‬وأن يمثل اضافة أصيلة‬
‫ً‬ ‫وبعُد ؛ نتمنى أن يكون هذا الجهد المتواضع‬
‫ومحمودة في حقل البالغة والنقد واألسلوبية ‪ ،‬وعلى هللا ثواب المجتهد وعطاءه ‪.‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫(‪ )1‬الدرر الكامنة ‪ :‬ابن حجر العسقالني (ت‪852‬ه) ‪ ، 104 /1 :‬األعالم ‪ :‬خير الدين الزركلي (‬
‫ت‪ 1410‬ه) ‪ ، 97 / 1 :‬وينظر‪ :‬كشف الظنون ‪ :‬حاجي خليفة (ت‪1067‬ه)‪1514/ 2 :‬‬
‫(‪ )2‬الدرر الكامنة ‪104 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬األعالم ‪97 / 1 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة ‪ ، 104 /1 :‬مقدمة كتاب جوهر الكنز ‪7 :‬‬

‫‪17‬‬
‫(‪ )5‬لسان العرب ‪ :‬ابن منظور‪ ،‬مادة (قرن)‬
‫(‪ )6‬عروس األفراح في شرح تلخيص المفتاح ‪ :‬تأليف الشيخ بهاء الدين أبي حامد أحمد بن علي بن عبد‬
‫الكافي السبكي المتوفي (ت ‪ 773‬ه ) ‪312/4 :‬‬
‫(‪ )7‬التعريفات ‪ :‬السيد الشريف علي بن محمد بن علي الجرجاني (‪816‬ه) ‪174 :‬‬
‫(‪ )8‬زهر الربيع ‪102 :‬‬
‫(‪ )9‬جوهر الكنز ‪ :‬ابن االثير الحلبي ‪40:‬‬
‫(‪ )10‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )11‬علوم البالغة البيان المعاني البديع ‪:‬أحمد بن مصطفى المراغي ‪19/1 :‬‬
‫(‪ )12‬عروس االفراح ‪83/1 :‬‬
‫(‪ )13‬جوهر الكنز ‪43 :‬‬
‫(‪ )14‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )15‬م ‪ .‬ن ‪44 :‬‬
‫(‪ )16‬م ‪ .‬ن ‪51 :‬‬
‫(‪ )17‬م ‪ .‬ن ‪44 :‬‬
‫(‪ )18‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )19‬تحليل الخطاب في ضوء نظرية أحداث اللغة ‪ ،‬دراسة تطبيقية ألساليب التأثير واالقناع الحجاجي في‬
‫الخطاب النسوي في القرآن الكريم ‪ :‬د محمود أبو المعاطي عكاشة ‪2013 ،‬م ‪www 35 :‬‬
‫‪books.qooqle.com‬‬
‫(‪ )20‬جوهر الكنز ‪84 :‬‬
‫(‪ )21‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )22‬م ‪ .‬ن ‪89 :‬‬
‫(‪ )23‬م ‪ .‬ن‪90- 89 :‬‬
‫(‪ )24‬علم البيان ‪ :‬عبد العزيز عتيق ‪178:‬‬
‫(‪ )25‬جوهر الكنز‪90-89:‬‬
‫(‪ ) 26‬م ‪ .‬ن‪100:‬‬
‫(‪ )27‬م ‪ .‬ن ‪302 :‬‬
‫(‪ )28‬م ‪ .‬ن‪302:‬‬
‫(‪ )29‬مختصر المعاني في البالغة ‪ :‬سعد الدين التفتازاني (ت ‪792‬ه) ‪141 :‬‬
‫(‪ )30‬جوهر الكنز‪273 :‬‬
‫(‪ )31‬الكشاف ‪ :‬الزمخشري (ت‪538‬ه) ‪804 :‬‬
‫‪18‬‬
‫(‪ )32‬جوهر الكنز‪273:‬‬
‫(‪ ) 33‬الكشاف ‪584 :‬‬
‫القرن ‪ :‬محمود السيد‪ ، 61:‬ينظر ‪ :‬القرائن العقلية ودورها في تقدير‬
‫(‪ )34‬من أسرار البالغة في آ‬
‫المحذوف في النص القرآني ‪ :‬د محمد االمين خويلد ‪ ،‬األثر مجلة اآلداب واللغات ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‬
‫‪ ،‬ع ‪ ،9‬ماي ‪2010 ،‬م ‪2:‬‬
‫(‪ )35‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الصفحات نفسها‬
‫(‪ )36‬جوهر الكنز‪274-273 :‬‬
‫(‪ )37‬ينظر ‪ :‬القرائن العقلية ودورها في تقدير المحذوف في النص القرآني‪4 :‬‬
‫(‪ )38‬جوهر الكنز‪274 :‬‬
‫(‪ )39‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ ) 40‬ينظر ‪ :‬الجملة العربية والمعنى ‪ :‬د فاضل صالح السامرائي ‪ ،61 :‬القرائن النحوية اللفظية واالتساق‬
‫النصي ‪ :‬سليمان بوراس ‪ :‬اطروحة دكتوراة كلية اآلداب االخضر باتنة ‪ ،20 :‬تحليل الخطاب في ضوء‬
‫نظرية أحداث اللغة ‪ ،‬دراسة تطبيقية ألساليب التأثير واالقناع الحجاجي في الخطاب النسوي في القرآن‬
‫الكريم ‪www books.qooqle.com 37 :‬‬
‫(‪ )41‬جوهر الكنز‪274 :‬‬
‫(‪ )42‬الكشاف ‪814 :‬‬
‫(‪ )43‬جوهر الكنز‪274 :‬‬
‫(‪ )44‬م‪.‬ن ‪275 :‬‬
‫(‪ )45‬م‪.‬ن ‪:‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )46‬الكشاف ‪822 :‬‬
‫(‪ )47‬جوهر الكنز‪275 :‬‬
‫(‪ )48‬الكشاف ‪1010 :‬‬
‫(‪ )49‬جوهر الكنز‪276 :‬‬
‫(‪ )50‬الكشاف ‪714 :‬‬
‫(‪ )51‬بغية االيضاح ‪ :‬عبد المتعال الصعيدي ‪50 :‬‬
‫(‪ )52‬جوهر الكنز‪276 :‬‬
‫(‪ )53‬الكشاف ‪686 :‬‬
‫(‪ )54‬جوهر الكنز‪276 :‬‬
‫(‪ )55‬شرح المفصل ‪ :‬ابن يعيش (ت ‪643‬ه) ‪223/3 :‬‬
‫(‪ )56‬ينظر ‪ :‬الكشاف ‪526 :‬‬
‫‪19‬‬
‫(‪ )57‬جوهر الكنز‪276 :‬‬
‫(‪ )58‬الكشاف ‪825 :‬‬
‫(‪ )59‬جوهر الكنز‪123 :‬‬
‫(‪ )60‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )61‬م ‪ .‬ن ‪285 :‬‬
‫(‪ )62‬م ‪ .‬ن ‪305 :‬‬
‫(‪ )63‬م ‪ .‬ن ‪306:‬‬
‫(‪ )64‬م ‪ .‬ن ‪132:‬‬
‫(‪ )65‬م ‪ .‬ن ‪:‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )66‬م ‪ .‬ن ‪144:‬‬
‫(‪ )67‬م ‪ .‬ن ‪:‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )68‬م ‪ .‬ن ‪:‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )69‬الكشاف ‪1075 :‬‬
‫(‪ )70‬جوهر الكنز‪145-144 :‬‬
‫(‪ )71‬م ‪ .‬ن ‪145:‬‬

‫(‪ )72‬م ‪ .‬ن ‪152:‬‬

‫(‪ )73‬الكشاف ‪563 :‬‬

‫(‪ )74‬العالقات الداللية في التعبير القرآني في سياقاتها المختلفة ‪ :‬د‪ .‬عدوية عبدالجبار الشرع ‪ ،‬مجلة كلية‬
‫التربية األساسية ‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬عدد خاص المؤتمر العلمي السنوي الثالث ‪ ،‬كلية التربية األساسية‬
‫‪ ،‬اذار ‪2010 ،‬م ‪13 :‬‬

‫(‪ )75‬جوهر الكنز‪154 :‬‬

‫(‪ )76‬م ‪ .‬ن ‪155-154:‬‬

‫(‪ )77‬أثر السياق في توجيه متشابه القرآن عند االمام الكرماني ‪ :‬فضيلة عظيمي ‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية ‪،‬‬
‫ع ‪ ، 23‬ديسمبر ‪2016‬م‬

‫(‪ )78‬جوهر الكنز‪218 :‬‬

‫‪20‬‬
‫(‪ )79‬م ‪ .‬ن ‪220:‬‬

‫(‪ )80‬م ‪ .‬ن ‪:‬الصحيفة نفسها‬

‫(‪ )81‬م ‪ .‬ن ‪221:‬‬

‫(‪ )82‬م ‪ .‬ن ‪225:‬‬

‫(‪ )83‬م ‪ .‬ن ‪248 :‬‬

‫(‪ )84‬م ‪ .‬ن ‪249-248 :‬‬

‫(‪ )85‬م ‪ .‬ن ‪42 :‬‬

‫(‪ )86‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الصحيفة نفسها‬

‫(‪ )87‬م ‪ .‬ن ‪42 :‬‬

‫(‪ )88‬م ‪ .‬ن ‪148 :‬‬

‫(‪ )89‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الصحيفة نفسها‬

‫(‪ )90‬الكشاف ‪809 :‬‬

‫(‪ )91‬الطراز ‪ :‬يحيى العلوي (ت‪745‬ه) ‪199 / 3 :‬‬

‫(‪ )92‬جوهر الكنز‪149-148 :‬‬

‫(‪ )93‬م ‪ .‬ن ‪241:‬‬

‫(‪ )94‬م ‪ .‬ن ‪:‬الصحيفة نفسها‬


‫(‪ )95‬م ‪ .‬ن ‪244:‬‬
‫(‪ )96‬م ‪ .‬ن ‪:‬الصحيفة نفسها‬
‫(‪ )97‬م ‪ .‬ن ‪245:‬‬
‫(‪ )98‬مختصر المعاني في البالغة ‪226 :‬‬
‫(‪ )99‬جوهر الكنز‪140 :‬‬

‫‪21‬‬
‫(‪ )100‬م ‪ .‬ن ‪38:‬‬
‫(‪ )101‬م ‪ .‬ن ‪39- 38 :‬‬
‫(‪ )102‬م ‪ .‬ن ‪54 :‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫‪ -‬القرآن الكريم‬
‫أوال ‪ :‬الكتب المطبوغة ‪:‬‬
‫‪ -‬األعالم ‪ :‬خير الدين الزركلي ( ت‪ 1410‬ه) ‪ ،‬دار العلم للماليين ‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫‪1980‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬بغية االيضاح ‪ :‬عبد المتعال الصعيدي ‪ ،‬مكتبة اآلداب ‪ -‬القاهرة ‪1999 ،‬م ‪(.‬د‪.‬ط)‬
‫‪ -‬التعريفات ‪ :‬السيد الشريف علي بن محمد بن علي الجرجاني (‪816‬ه)‪ ،‬ضبط نصوصها وعلق‬
‫عليها محمد علي أبو العباس ‪ ،‬دار الطالئع للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪،2013‬م ‪(.‬د‪.‬ط)‬
‫‪ -‬الجملة العربية والمعنى ‪ :‬د فاضل صالح السامرائي ‪ ،‬دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫بيروت – لبنان ‪ ،‬ط‪2000 ، 1‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬جوهر الكنز‪ :‬لنجم الدين أحمد بن اسماعيل بن األثير الحلبي(ت‪737‬ه) ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محمد‬
‫زغلول سالم ‪ ،‬منشأة المعارف باالسكندرية ‪(. .‬د‪.‬ط) (د ت)‪.‬‬
‫‪ -‬الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ‪ :‬ابن حجر العسقالني(ت‪852‬ه) ‪ ،‬دار المعارف‬
‫العثمانية ‪ ،‬حيدر اباد ‪1349،‬ه ‪(.‬د‪.‬ط)‬
‫‪ -‬زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع ‪ :‬أحمد الحمالوي (ت ‪1351‬ه) ‪ ،‬المطبعة األميرية ‪،‬‬
‫بوالق مصر ط‪1905 ، 1‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬شرح المفصل ‪ :‬ابن يعيش (ت ‪643‬ه) ‪ ،‬مركز البحث العلمي جامعة ‪ ،‬أم القرى‪2001 ،‬م ‪.‬‬
‫‪(.‬د‪.‬ط)‬
‫‪ -‬الطراز ألسرار البالغة وعلوم حقائق االعجاز‪ :‬يحيى بن حمزة العلوي(ت‪745‬ه) ‪ ،‬المكتبة‬
‫العصرية‪ -‬بيروت ‪ ،‬ط‪1423، 1‬ه ‪.‬‬
‫‪ -‬عروس األفراح في شرح تلخيص المفتاح ‪ :‬تأليف الشيخ بهاء الدين أبي حامد أحمد بن علي بن‬
‫عبد الكافي السبكي المتوفي (ت ‪ 773‬ه )تحقيق د ‪ .‬خليل ابراهيم خليل ‪ ،‬دار الكتب االعلمية‬
‫بيروت‪ -‬لبنان ‪2017 ،‬م ‪(. .‬د‪.‬ط)‬
‫‪-‬علم البيان ‪ :‬عبد العزيز عتيق ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان ‪1405،‬ه‪1985-‬م ‪.‬‬
‫‪(.‬د‪.‬ط)‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬علوم البالغة البيان المعاني البديع ‪ :‬أحمد بن مصطفى المراغي‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان ‪2016،‬م ‪(. .‬د‪.‬ط)‬
‫‪ -‬الكشاف ‪ :‬الزمخشري(ت‪538‬ه) اعتنى به وخرج أحاديثه وعلق عليه ‪ :‬خليل مأمون شيحا ‪ ،‬دار‬
‫المعرفة ‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان ‪ ،‬ط‪1430 ، 3‬ه‪2009 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ‪ :‬حاجي خليفة (ت ‪1067‬ه) ‪ ،‬دار احياء التراث‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان ‪(. .‬د‪.‬ط) (د ت)‪.‬‬
‫‪ -‬لسان العرب ‪ :‬ابن منظور(ت ‪711‬ه) ‪ ،‬دار صادر بيروت ط‪( ، 1‬د ت)‪.‬‬
‫‪ -‬مختصر المعاني في البالغة ‪ :‬سعد الدين التفتازاني (ت ‪792‬ه) تحقيق خليل ابراهيم خليل دار‬
‫الكتب العلمية بيروت – لبنان (د‪.‬ط) (د ت)‪.‬‬
‫‪ -‬من أسرار البالغة في القرآن ‪ :‬محمود السيد ‪ ،‬المطبعة العربية الحديثة ‪ ،‬القاهرة ‪(.‬د‪.‬ط) (د ت)‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األطاريح والرسائل الجامعية ‪:‬‬
‫‪ -‬القرائن النحوية اللفظية واالتساق النصي ‪ :‬سليمان بوراس ‪ :‬أطروحة دكتوراة ‪ ،‬كلية اآلداب لخضر‬
‫باتنة ‪2014-2013 ،‬م ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المجالت والدوريات ‪:‬‬
‫‪-‬أثر السياق في توجيه متشابه القرآن عند االمام الكرماني ‪ :‬فضيلة عظيمي ‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االجتماعية ‪ ،‬ع ‪ ، 23‬ديسمبر ‪2016‬م‬
‫‪ -‬العالقات الداللية في التعبير القرآني في سياقاتها المختلفة ‪ :‬د‪.‬عدوية عبدالجبار الشرع ‪ ،‬مجلة‬
‫كلية التربية األساسية ‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬عدد خاص المؤتمر العلمي السنوي الثالث ‪ ،‬كلية التربية‬
‫األساسية ‪ ،‬اذار ‪2010 ،‬م‬
‫‪ -‬القرائن العقلية ودورها في تقدير المحذوف في النص القرآني ‪ :‬د محمد االمين خويلد ‪ ،‬االثر مجلة‬
‫اآلداب واللغات ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ع ‪ ،9‬ماي ‪2010 ،‬م‬
‫ابعا ‪ :‬أبحاث االنترنيت ‪:‬‬
‫رً‬
‫‪ -‬تحليل الخطاب في ضوء نظرية أحداث اللغة ‪ ،‬دراسة تطبيقية ألساليب التأثير واالقناع‬
‫الحجاجي في الخطاب النسوي في القرآن الكريم ‪ :‬د محمود أبو المعاطي عكاشة ‪2013 ،‬م موقع‬
‫على شبكة االنترنيت ‪www books.qooqle.com‬‬

‫‪23‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like