Professional Documents
Culture Documents
بحث التصوف
بحث التصوف
بحث التصوف
مشروع بحث
المادة :التصوف
عنوان البحث :امتياز التصوف اإلسالمي
الرقم السري
الرقم السري:
بســــــــــم اهلل الرمحن الرحيــــــــــم
مقدمة
الحمد هلل الذي من على المسلمين بإنزال القرآن الكريم وشرع به األحكام لعباده ،وأناط تفصيل أحكامه بخاتم
النبيين والمرسلين ،سيدنا محمد صلوات هللا وسالمه عليه وعلى آله وصحبه البررة األوفياء ونقلة الوحي
واألمناء على الحق والدعاة إلى هللا على الهدى وص ارط مستقيم ،وعلى من تبع سنتهم وسلك طريقتهم واقتفى
أثرهم ونصرهم بإحسان إلى يوم الدين ،وبعد.
يعتبر التصوف قطاعا رئيسيا ومهما من قطاعات الفكر اإلسالمية ،وهو يدخل في الشخصية الخاصة بهذا
الفكر .واإلهتمام بالتصوف ليس حديث الساعة ،بل تناوله المؤرخون والعلماء العرب والمسلمون من أمثال
القشيري والكالباذي وابن سينا والغزالي وابن خلدون .أن التصوف كان الضمير الحي والنابض الذي أشاع
الصدق في وجدان هذه األمة ،والغاية منه هي بناء المجتمع المسلم على أساس من الفضيلة والتمسك
بمبادئ الدين الصحيح.
على كل حال فإننا قد وقفنا وقفة فيها على خصائص التصوف باعتباره ظاهره عالمية ،وللتصوف اإلسالمي
خصائص تميزه عن غيره نضيفها إلى هذه الخصائص العامة .ولهذا وغيره أحببت أن يكون بحثي عنوانا
"امتياز التصوف اإلسالمي".
الهدف من البحث
أن الهدف الرئيسي من هذا البحث ،يعني :إلسهام ﰲ إيﻀاح وتبسيط خصائص التصوف اإلسالمي
تميزه عن الغير وكل ما ينتمي إليه .والهدف التالي :إلنجاز مشروع البحث من كلية أصول الدين بالقاهرة.
اعتمدت في إنجاز هذا البحث على المنهج النقلي؛ قد نقلت البعض من المراجع والمصادر التي سأذكر في
آخر البحث .أما هذا البحث ينقسم إلى مقدمة ،وثالثة محاور ،وخاتمة ونتيجة البحث.
أما المحور األول :ارتباط المتصوفة في اإلسالم من البداية إلى النهاية بعقيدة التوحيد.
والمحور الثاني :التعلق بالذات المحمدية ومحبة شخصية النبي ﷺ.
والمحور الثالث :الطريق.
والمحور الرابع :العهد.
1
أقدم الشكر والتقدير لوالدي وألستاذ المادة د /خالد دويدار .ونسأل هللا أن ينفع بما بحثت المسلمين وأن
يتقبله خالصا لوجهه الكريم .وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .والحمد هلل رب العالمين.
المحور األول
ارتباط المتصوفة في اإلسالم من البداية إلى النهاية بعقيدة التوحيد
أن التوحيد أو الوحدانية من أشهر األمور في عقيدة اإلسالم ،يكون شعا ار ومبدئا ،تنطلق منه المدارس
اإلسالمية المهتمة بالعقيدة في اإلسالم وشرحها .والصوفية في اإلسالم تبدو خاصية التحامهم بعقيدة التوحيد
منذ أول تعلقهم بالتصوف.
عقيدة التوحيد عند الصوفية في اإلسالم لها طابع خاص ،يبدأ عندهم من بداية تصور الوجود ،فهم يعلمون
أن الوجود كمال مطلق ،لكنه ال يتحقق له هذا الكمال إال عند الفكرة الفلسفية .وهم اليحتاجون إلى دليل
يثبتون من خالله تحقق هذا الوجود الواجب وإثباته ،ألنهم ينطلقون من معايشه لهذا الوجود معايشة فكرية
وعملية معا.
ويرون مثال :أن العدم من حيث إنه فكرة موجودة ،وما دام يمتنع وجوده في كل ما هو مستحيل الوجود،
فإن الوجود مقابل له ،وهو الوجود الواجب ،ال يمكن تصور عدمه وال نقصانه .فالمتصوف – بداهة – ال
يحتاج إلى داعية تساند هذا الوجود الواجب ،وإنما ال ذي يحتاج إلى المساندة إلثباته هو الوجود الناقص.
وينتهي المتصوفة – هم في نقطة البداية – أن الوجود الواجب موجود ،وهو موجود منفرد ومتوحد ،ال يقبل
االثنينية أو التعمد .وأما الوجود الناقص فهو يعد أث ار لهذا الموجود الواجب الكامل متربط به .واإلنسان
منتمي لهذا الوجود الناقص ،وبالتالي فهو محتاج لهذا الموجود الكامل يوجده ،ويجعله لممارسة الوجود،
ويمنحه األسباب التي تعينه على هذا اإلستمرار.
ومن ذلك ،يرتبط بفكرة التوحيد منذ البداية ،وهي فكرة ال تلقى من ذهن المتصوف اثنينية الوجود ،وانقسامه
إلى كمال وناقص ،وإنما قاصرى ما تعينه عند المتصوف أن الموجود الكامل ومتوحد ،وأن الموجود الناقص
تابع له مرتبط به .فالمتصوف في اإلسالم ال يبدأ من ذاته ،وأنه ال ينتهي إلى ذاته ،فليس عنده شيء
2
يسمى بـ "وحدة الوجود" الناقص والكامل في شيء واحد ،وإنما عنده "وحدة الوجود بمعنى أن صفات الكمال
هي التي تتجلى في الموجود الناقص.
فنقول :المتصوفة يعالجون عقيدة التوحيد علما وعمال ،ويجعلوها أهم عنصر يكون شخصياتهم ،خاصية
يمتازون بها قبل سواهم.
المحور الثاني
التعلق بالذات المحمدية ومحبة شخصية النبي ﷺ
هذه الخاصية ربما ال نجدها إال في التصوف اإلسالمي ،و هذا حكم مبرر له حيثياته مسوغاته ،كما أن له
داعيته التي تلجئ إلى األخذ به .واإلثبات لنا ما نقول ،فنتأمل في جانيبن وهما:
ولما كانت هذه هي طبيعة حياة الرسول ﷺ ،صلحت حياته أ تكون أصال ثانيا من أصول التشريع ،وأن
وأيضا ﴿ َلَق ْد الرُس ْو َل ﴾ ِ ِ
هللا َوأَط ْي ُعوا َ
يوجه ال قرآن األمة إلى اعتبارها كذلك ،حين قال تعالىَ ﴿ :وأَط ْي ُع ْوا َ
()1
فإننا نجدها طبيعة خاصة ومتميزة ،وأنها أربع طبائع وهي في التالي:
.1أن التصوف اإلسالمي ال يعتبره الشرع إال إذا اتخذ من الشريعة أساسا له ،والشريعة أوامر ونواهي.
.2تتجلى في أنه يحتاج إلى مرشد ،ذو بصر بالطريق الموصول إلى هللا تعالى.
()1
سورة التغابن اآلية .12
()2
سورة األحزاب اآلية .21
3
.3البركة التي يراها أهل التصوف سارية فيها ،تنتقل من الشيخ إلى المريد ،وتشيع في جميع األتباع
واألصحاب شيوعا تاما.
.4أن التصوف في اإلسالم ال يقوم على اإللجاء ،وإنما قائم على تحقيق مبدأ الحب.
فنقول :إننا إذا تأملنا في هذين الجانبين ،عاد بنا التأمل وملئ إهابنا الثقة ،في أن محبة النبي ﷺ والتعلق
بذاته خاصية مهمة من خواص التصوف في اإلسالم.
المحور الثالث
الطريق
ومن خواص التصوف في اإلسالم هذه السلسلة أو هذا الطريق الذي يصل بالمتصوف إلى أعلى الدرجات،
يأخذ طريق السلوك إلى هللا عبر سلسلة من الرجال تشبه إلى حد كبير اإلسناد في األحاديث ،فيقوم على
اإلسناد ويعتمد على التسلسل ،أما التصوف في غير اإلسالم ليس فيه طريقة وليس فيه إسناد.
والخالصة :أن التصوف في غير اإلسالم يبدأ شخصيا وينتهي ذاتيا؛ بحيث يكون مصدره ذات الشخص
المتصوف ،وتكون نهايته نفس الذات .أما التصوف في اإلسالم ،فهو ليس على هذه الصفة؛ إذ إنه يحمل
الشخص المتصوف على أن يعمل من خالل طريق مضمون على مرﻀاة الموجود المطلق الذي هو واجب
الوجود لذاته دون سواه.
المحور الرابع
العهد
مفهومه
في التصوف :إن "العهد" كلمة تساوي "العقد"؛ ألن "العهد" اتفاق بين المريد والشيخ على ما يجب على
كل منهما تجاه اآلخر .وله صور وأنواع في مجال التصوف ،ومنها :المصافحة ،وأخذ السبحة – ولبس
الخرقة – وتلقين الذكر ،وغيرها.
في الشريعة اإلسالمية :أصل "العهد" في مواطن كثيرة ،ومنه ما عاهد النبي ﷺ عليه أهل يثرب ليلة العقبة،
()1
سورة الفتح اآلية .18
4
العهد بين الشيخ والمريد
له ﻀرورته وله حساسياته ،فهو يأتي في المرحلة التالية الختيار الشيخ ،وهو الرابطة األساسية التي تقوم
عليها العالقة بين الشيخ ومريده .فكان العهد ﻀرورة هو البديل ،والمريد مع شيخه البد له من أن يلتزم
بأشياء شاقة يقتضيها سلوك الطريق وربما تمنع اإلرادة العادية صاحبها من الوقوع في المخالفات ،فكان
البد من العهد توثيقا ألواصر ،وحمال على الجادة ،والتزاما بما تتطلبه المسؤولية.
الخاتمة والنتائج
هذا آخر من مخطات هذا البحث ،بتوفيﻖ مﻦ اهللا عﺰ وجل ،بعد مما سبق نلخص ﳌا يلي :
.1أن نعرف خصائص التصوف اإلسالمي تميزه عن الغير وكل ما ينتمي إليه.
.2أربع خصائص له ومنها :ارتباطه بالتوحيد من البداية حتى النهاية ،التعلق بالذات المحمدية ومحبة
شخصية النبي ﷺ ،والطريق ،والعهد.
.3لإلشارة إلى عظمة ذلك التصوف.
وأخي ار أقول إن أحسنت فمن توفيق هللا تعالى ،وإن قصرت فمن نفسي وجهلي .ونسأل هللا تعالى أن يوفقنا
ﳋﲑ القول وخﲑ العمل ،وأن يﺮينا اﳊﻖ حقا ويﺮزقنا اتباعه ،وأن يﺮينا الباطل باطال ويرزقنا اجتنابه ،وأن
يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين .وهللا أعلم.
المصادر والمراجع
.1آللئ الجواهر من المرشد المعرف ،أ.د /طه حبيشي ،المطبعة :جامعة األزهر قطاع أصول الدين قسم
العقيدة ،دون الذكر سنة الطبعة.
5