بحث التصوف

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫جامعة األزهر‬

‫كلية أصول الدين القاهرة‬

‫مشروع بحث‬
‫المادة‪ :‬التصوف‬
‫عنوان البحث‪ :‬امتياز التصوف اإلسالمي‬

‫الرقم السري‬

‫راسب‪:‬‬ ‫ناجح‪:‬‬ ‫الكنترول‬

‫توقيع أساتذة المادة‬

‫الفصل الدراسي الثاني العام الجامعي (‪2020/2019‬م)‬


‫بيانات الطالب‬

‫همام موّفق سالم سوبرابتو‬


‫اسم الطالب رباعياً‪ّ :‬‬

‫المادة‪ :‬التصوف‬ ‫رقم الجلوس‪201730449 :‬‬

‫القسم‪ :‬حديث‬ ‫الفرقة‪ :‬الثالثة‬

‫رقم التليفون‪01012145896 :‬‬ ‫االيميل‪hmuwaffaq13@gmail.com :‬‬

‫عنوان البحث‪ :‬امتياز التصوف اإلسالمي‬

‫تاريخ التسليم‪2020 / 6 / 13 :‬م‬ ‫أستاذ المادة‪ :‬د‪ /‬خالد دويدار‬

‫الرقم السري‪:‬‬
‫بســــــــــم اهلل الرمحن الرحيــــــــــم‬

‫امتياز التصوف اإلسالمي‬

‫مقدمة‬

‫الحمد هلل الذي من على المسلمين بإنزال القرآن الكريم وشرع به األحكام لعباده‪ ،‬وأناط تفصيل أحكامه بخاتم‬
‫النبيين والمرسلين‪ ،‬سيدنا محمد صلوات هللا وسالمه عليه وعلى آله وصحبه البررة األوفياء ونقلة الوحي‬
‫واألمناء على الحق والدعاة إلى هللا على الهدى وص ارط مستقيم‪ ،‬وعلى من تبع سنتهم وسلك طريقتهم واقتفى‬
‫أثرهم ونصرهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬وبعد‪.‬‬

‫يعتبر التصوف قطاعا رئيسيا ومهما من قطاعات الفكر اإلسالمية‪ ،‬وهو يدخل في الشخصية الخاصة بهذا‬
‫الفكر‪ .‬واإلهتمام بالتصوف ليس حديث الساعة‪ ،‬بل تناوله المؤرخون والعلماء العرب والمسلمون من أمثال‬
‫القشيري والكالباذي وابن سينا والغزالي وابن خلدون‪ .‬أن التصوف كان الضمير الحي والنابض الذي أشاع‬
‫الصدق في وجدان هذه األمة‪ ،‬والغاية منه هي بناء المجتمع المسلم على أساس من الفضيلة والتمسك‬
‫بمبادئ الدين الصحيح‪.‬‬

‫على كل حال فإننا قد وقفنا وقفة فيها على خصائص التصوف باعتباره ظاهره عالمية‪ ،‬وللتصوف اإلسالمي‬
‫خصائص تميزه عن غيره نضيفها إلى هذه الخصائص العامة‪ .‬ولهذا وغيره أحببت أن يكون بحثي عنوانا‬
‫"امتياز التصوف اإلسالمي"‪.‬‬

‫الهدف من البحث‬

‫أن الهدف الرئيسي من هذا البحث ‪ ،‬يعني ‪ :‬إلسهام ﰲ إيﻀاح وتبسيط خصائص التصوف اإلسالمي‬
‫تميزه عن الغير وكل ما ينتمي إليه‪ .‬والهدف التالي ‪ :‬إلنجاز مشروع البحث من كلية أصول الدين بالقاهرة‪.‬‬

‫منهج البحث وخطته‬

‫اعتمدت في إنجاز هذا البحث على المنهج النقلي؛ قد نقلت البعض من المراجع والمصادر التي سأذكر في‬
‫آخر البحث‪ .‬أما هذا البحث ينقسم إلى مقدمة ‪ ،‬وثالثة محاور ‪ ،‬وخاتمة ونتيجة البحث‪.‬‬

‫أما المحور األول ‪ :‬ارتباط المتصوفة في اإلسالم من البداية إلى النهاية بعقيدة التوحيد‪.‬‬
‫والمحور الثاني ‪ :‬التعلق بالذات المحمدية ومحبة شخصية النبي ﷺ‪.‬‬
‫والمحور الثالث ‪ :‬الطريق‪.‬‬
‫والمحور الرابع ‪ :‬العهد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أقدم الشكر والتقدير لوالدي وألستاذ المادة د‪ /‬خالد دويدار‪ .‬ونسأل هللا أن ينفع بما بحثت المسلمين وأن‬
‫يتقبله خالصا لوجهه الكريم‪ .‬وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫المحور األول‬
‫ارتباط المتصوفة في اإلسالم من البداية إلى النهاية بعقيدة التوحيد‬

‫أن التوحيد أو الوحدانية من أشهر األمور في عقيدة اإلسالم‪ ،‬يكون شعا ار ومبدئا‪ ،‬تنطلق منه المدارس‬
‫اإلسالمية المهتمة بالعقيدة في اإلسالم وشرحها‪ .‬والصوفية في اإلسالم تبدو خاصية التحامهم بعقيدة التوحيد‬
‫منذ أول تعلقهم بالتصوف‪.‬‬

‫عقيدة التوحيد عند الصوفية في البداية‬

‫عقيدة التوحيد عند الصوفية في اإلسالم لها طابع خاص‪ ،‬يبدأ عندهم من بداية تصور الوجود‪ ،‬فهم يعلمون‬
‫أن الوجود كمال مطلق‪ ،‬لكنه ال يتحقق له هذا الكمال إال عند الفكرة الفلسفية‪ .‬وهم اليحتاجون إلى دليل‬
‫يثبتون من خالله تحقق هذا الوجود الواجب وإثباته‪ ،‬ألنهم ينطلقون من معايشه لهذا الوجود معايشة فكرية‬
‫وعملية معا‪.‬‬

‫ويرون مثال‪ :‬أن العدم من حيث إنه فكرة موجودة‪ ،‬وما دام يمتنع وجوده في كل ما هو مستحيل الوجود‪،‬‬
‫فإن الوجود مقابل له‪ ،‬وهو الوجود الواجب‪ ،‬ال يمكن تصور عدمه وال نقصانه‪ .‬فالمتصوف – بداهة – ال‬
‫يحتاج إلى داعية تساند هذا الوجود الواجب‪ ،‬وإنما ال ذي يحتاج إلى المساندة إلثباته هو الوجود الناقص‪.‬‬

‫عقيدة التوحيد عند الصوفية في النهاية‬

‫وينتهي المتصوفة – هم في نقطة البداية – أن الوجود الواجب موجود‪ ،‬وهو موجود منفرد ومتوحد‪ ،‬ال يقبل‬
‫االثنينية أو التعمد‪ .‬وأما الوجود الناقص فهو يعد أث ار لهذا الموجود الواجب الكامل متربط به‪ .‬واإلنسان‬
‫منتمي لهذا الوجود الناقص‪ ،‬وبالتالي فهو محتاج لهذا الموجود الكامل يوجده‪ ،‬ويجعله لممارسة الوجود‪،‬‬
‫ويمنحه األسباب التي تعينه على هذا اإلستمرار‪.‬‬

‫ومن ذلك‪ ،‬يرتبط بفكرة التوحيد منذ البداية‪ ،‬وهي فكرة ال تلقى من ذهن المتصوف اثنينية الوجود‪ ،‬وانقسامه‬
‫إلى كمال وناقص‪ ،‬وإنما قاصرى ما تعينه عند المتصوف أن الموجود الكامل ومتوحد‪ ،‬وأن الموجود الناقص‬
‫تابع له مرتبط به‪ .‬فالمتصوف في اإلسالم ال يبدأ من ذاته‪ ،‬وأنه ال ينتهي إلى ذاته‪ ،‬فليس عنده شيء‬

‫‪2‬‬
‫يسمى بـ "وحدة الوجود" الناقص والكامل في شيء واحد‪ ،‬وإنما عنده "وحدة الوجود بمعنى أن صفات الكمال‬
‫هي التي تتجلى في الموجود الناقص‪.‬‬

‫فنقول‪ :‬المتصوفة يعالجون عقيدة التوحيد علما وعمال‪ ،‬ويجعلوها أهم عنصر يكون شخصياتهم‪ ،‬خاصية‬
‫يمتازون بها قبل سواهم‪.‬‬

‫المحور الثاني‬
‫التعلق بالذات المحمدية ومحبة شخصية النبي ﷺ‬

‫هذه الخاصية ربما ال نجدها إال في التصوف اإلسالمي‪ ،‬و هذا حكم مبرر له حيثياته مسوغاته‪ ،‬كما أن له‬
‫داعيته التي تلجئ إلى األخذ به‪ .‬واإلثبات لنا ما نقول‪ ،‬فنتأمل في جانيبن وهما‪:‬‬

‫تأمل في شخصية النبي ﷺ وسيرته‬


‫األول ‪ّ :‬‬
‫إذا نتأمل في شخصية النبي ﷺ وسيرته فسوف يوصلنا إلى شيء عجيب‪ ،‬ودراسة الهدي النبوي أمر له‬
‫أهميته لكل مسلم‪ ،‬فهو يحقق عدة أهداف من أهمها‪ :‬االقتداء برسول هللا ﷺ من خالل معرفة شخصيته‬
‫وأعماله وأقواله وتقريراته‪ ،‬وتكسب المسلم محبة الرسول ﷺ وتنميها وتباركها‪ .‬وسيرته منذ والدته حتى موته‪،‬‬
‫مرو ار بطفولته وشبابه ودعوته وجهاده وصبره وانصاره على عدوه‪ ،‬وتظهر بوﻀوح أنه كان زوجا وأبا وقائدا‬
‫ومحاربا وحاكما ومرييا وداعية وزاهدا وقاﻀيا‪ ،‬وعلى هذا فكل مسلم يجد بغيته فيها‪.‬‬

‫ولما كانت هذه هي طبيعة حياة الرسول ﷺ‪ ،‬صلحت حياته أ تكون أصال ثانيا من أصول التشريع‪ ،‬وأن‬
‫وأيضا ﴿ َلَق ْد‬ ‫الرُس ْو َل ﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هللا َوأَط ْي ُعوا َ‬
‫يوجه ال قرآن األمة إلى اعتبارها كذلك‪ ،‬حين قال تعالى‪َ ﴿ :‬وأَط ْي ُع ْوا َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ُس َوةٌ َح َسَن ٌة ﴾(‪.)2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ان َل ُك ْم ف ْي َرُس ْول هللا أ ْ‬
‫َك َ‬

‫الثاني ‪ :‬التأمل في طبيعة التصوف اإلسالمي‬

‫فإننا نجدها طبيعة خاصة ومتميزة‪ ،‬وأنها أربع طبائع وهي في التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن التصوف اإلسالمي ال يعتبره الشرع إال إذا اتخذ من الشريعة أساسا له‪ ،‬والشريعة أوامر ونواهي‪.‬‬
‫‪ .2‬تتجلى في أنه يحتاج إلى مرشد‪ ،‬ذو بصر بالطريق الموصول إلى هللا تعالى‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫سورة التغابن اآلية ‪.12‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سورة األحزاب اآلية ‪.21‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .3‬البركة التي يراها أهل التصوف سارية فيها‪ ،‬تنتقل من الشيخ إلى المريد‪ ،‬وتشيع في جميع األتباع‬
‫واألصحاب شيوعا تاما‪.‬‬
‫‪ .4‬أن التصوف في اإلسالم ال يقوم على اإللجاء‪ ،‬وإنما قائم على تحقيق مبدأ الحب‪.‬‬

‫فنقول‪ :‬إننا إذا تأملنا في هذين الجانبين‪ ،‬عاد بنا التأمل وملئ إهابنا الثقة‪ ،‬في أن محبة النبي ﷺ والتعلق‬
‫بذاته خاصية مهمة من خواص التصوف في اإلسالم‪.‬‬

‫المحور الثالث‬
‫الطريق‬

‫ومن خواص التصوف في اإلسالم هذه السلسلة أو هذا الطريق الذي يصل بالمتصوف إلى أعلى الدرجات‪،‬‬
‫يأخذ طريق السلوك إلى هللا عبر سلسلة من الرجال تشبه إلى حد كبير اإلسناد في األحاديث‪ ،‬فيقوم على‬
‫اإلسناد ويعتمد على التسلسل‪ ،‬أما التصوف في غير اإلسالم ليس فيه طريقة وليس فيه إسناد‪.‬‬

‫والخالصة‪ :‬أن التصوف في غير اإلسالم يبدأ شخصيا وينتهي ذاتيا؛ بحيث يكون مصدره ذات الشخص‬
‫المتصوف‪ ،‬وتكون نهايته نفس الذات‪ .‬أما التصوف في اإلسالم‪ ،‬فهو ليس على هذه الصفة؛ إذ إنه يحمل‬
‫الشخص المتصوف على أن يعمل من خالل طريق مضمون على مرﻀاة الموجود المطلق الذي هو واجب‬
‫الوجود لذاته دون سواه‪.‬‬

‫المحور الرابع‬
‫العهد‬

‫مفهومه‬

‫في التصوف ‪ :‬إن "العهد" كلمة تساوي "العقد"؛ ألن "العهد" اتفاق بين المريد والشيخ على ما يجب على‬
‫كل منهما تجاه اآلخر‪ .‬وله صور وأنواع في مجال التصوف‪ ،‬ومنها‪ :‬المصافحة‪ ،‬وأخذ السبحة – ولبس‬
‫الخرقة – وتلقين الذكر‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫في الشريعة اإلسالمية ‪ :‬أصل "العهد" في مواطن كثيرة‪ ،‬ومنه ما عاهد النبي ﷺ عليه أهل يثرب ليلة العقبة‪،‬‬

‫الم ْؤ ِمِن ْي َن ِإذ ُيَبايِ ُع ْوَن َك تَ ْح َت َ‬


‫الش َج َرة ﴾(‪ ،)1‬البيعة أو المبايعة‪،‬‬ ‫هللا َع ِن ُ‬
‫ِ‬
‫كما أشار إليه قوله تعالى‪َ ﴿ :‬لَق ْد َرﻀ َي ُ‬
‫أي العهد أو المعاهدة‪ ،‬أي العقد أو التعاقد‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫سورة الفتح اآلية ‪.18‬‬

‫‪4‬‬
‫العهد بين الشيخ والمريد‬

‫له ﻀرورته وله حساسياته‪ ،‬فهو يأتي في المرحلة التالية الختيار الشيخ‪ ،‬وهو الرابطة األساسية التي تقوم‬
‫عليها العالقة بين الشيخ ومريده‪ .‬فكان العهد ﻀرورة هو البديل‪ ،‬والمريد مع شيخه البد له من أن يلتزم‬
‫بأشياء شاقة يقتضيها سلوك الطريق وربما تمنع اإلرادة العادية صاحبها من الوقوع في المخالفات‪ ،‬فكان‬
‫البد من العهد توثيقا ألواصر‪ ،‬وحمال على الجادة‪ ،‬والتزاما بما تتطلبه المسؤولية‪.‬‬

‫الخاتمة والنتائج‬

‫هذا آخر من مخطات هذا البحث ‪ ،‬بتوفيﻖ مﻦ اهللا عﺰ وجل ‪ ،‬بعد مما سبق نلخص ﳌا يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن نعرف خصائص التصوف اإلسالمي تميزه عن الغير وكل ما ينتمي إليه‪.‬‬
‫‪ .2‬أربع خصائص له ومنها‪ :‬ارتباطه بالتوحيد من البداية حتى النهاية‪ ،‬التعلق بالذات المحمدية ومحبة‬
‫شخصية النبي ﷺ‪ ،‬والطريق‪ ،‬والعهد‪.‬‬
‫‪ .3‬لإلشارة إلى عظمة ذلك التصوف‪.‬‬

‫وأخي ار أقول إن أحسنت فمن توفيق هللا تعالى‪ ،‬وإن قصرت فمن نفسي وجهلي‪ .‬ونسأل هللا تعالى أن يوفقنا‬
‫ﳋﲑ القول وخﲑ العمل‪ ،‬وأن يﺮينا اﳊﻖ حقا ويﺮزقنا اتباعه‪ ،‬وأن يﺮينا الباطل باطال ويرزقنا اجتنابه‪ ،‬وأن‬
‫يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه‪ .‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬

‫‪ .1‬آللئ الجواهر من المرشد المعرف‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬طه حبيشي‪ ،‬المطبعة‪ :‬جامعة األزهر قطاع أصول الدين قسم‬
‫العقيدة‪ ،‬دون الذكر سنة الطبعة‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like