Professional Documents
Culture Documents
4 5881770412643190938
4 5881770412643190938
المنطلقات واألهداف
الطبعة الثانية
م2019 / هـ1440
www.d-althagafhalqurania.com
2
بسم اهلل الرحمن الرحيم
الحم�د هلل رب العاملين ،وأش�هد أن ال إله إال اهلل املل�ك الحق املبين،
وأشهد أن سيدنا محمدً ا عبده ورسوله خاتم النبيين ،صلوات اهلل وسالمه
عليه وعلى آله الطاهرين ،ورضي اهلل عن صحبه املنتجبين .وبعد
ال ش�ك ب�أن للش�عارات أهميته�ا في ه�ذه املرحلة ،ب�ل صارت
اس�تراتيجية مهمة حتى لدى أعداء هذه األمة بالرغم من إمكانياتهم
الكبيرة املادية والعسكرية؛ فنجد بأنهم يتحركون الحتالل الشعوب
تح�ت ش�عارات متع�ددة ومختلف�ة؛ ألنه�م يعرف�ون أهميتها ،وال
يقولون كام نقول نحن :ما قيمة هذه الشعارات؟.
وبمناس�بة ذكرى (الصرخة) التي أطلقها الس�يد حسين بدر الدين
الحوثي(رضوان اهلل عليه) في وجه املس�تكبرين أحببنا أن نقدم هذه املادة
الثقافية ملعرفة الدوافع واألسباب التي أدت إلى مثل هذا العمل الذي
عنوانه هذه الصرخة ،وما حققه على املس�توى الداخلي والخارجي،
أم�ورٌ تحدث عنها الش�هيد القائد الس�يد حس�ين بدر الدي�ن الحوثي
وأخوه الس�يد القائد عبد امللك بدر الدين الحوثي (رضوان اهلل عليهما) في
كثير من محاضـراتهام وخطاباتهام التي س�نورد بعض ًا مام ورد في فيها
في هذا الكتيب راجي ًا من اهلل سبحانه وتعالى أن تتم االستفادة منه..
واهلل املوفق
3
ما الذي ت�سعى له �أمريكا؟
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر دخلت املنطقة مرحلة جديد
س�عت فيها أمريكا ومعها إسرائيل ومن يتحالفون معها إلى السيطرة
الش�املة والتام�ة عل�ى أمتنا اإلسلامية :أرض� ًا وإنس�ان ًا ومقدرات
وموقع ًا جغرافياً ،وبدافع استعامري ،وبدافع أيض ًا عدائي وليس فقط
بهدف السيطرة على ما في هذه املنطقة من موارد اقتصادية.
هن�اك عداء له�ذه األمة وهو دافع إضافي إلى باقي األطامع ،دافع
إضاف�ي الس�تهداف ه�ذه األمة والس�عي للس�يطرة الش�املة عليها،
والتح�رك األمريك�ي واإلس�رائيلي ف�ي اتجاه الس�يطرة عل�ى األمة
ليس فقط تحركا عس�كرياً ،بل هو اس�تهداف شامل اتجه ليس فقط
الحتلال األرض وإنما الحتالل النفوس والس�يطرة على اإلنس�ان
في فكره وثقافته ورأيه ،والس�يطرة على هذا اإلنس�ان في مس�ارات
حيات�ه ،وفي وضعه بش�كل كامل ،الس�يطرة على الوضع السياس�ي
في منطقتنا والس�يطرة اقتصادي ًا والسيطرة إعالمي ًا والسيطرة في كل
املجاالت ،وفي كل االتجاهات.
وس�يطرة معادية ليس�ت س�يطرة به�دف إرادة الخير له�ذه األمة
والسعي ملا فيه مصلحة هذه األمة ،إنام هي سيطرة العدو على عدوه،
4
وعدوٌ في نفس الوقت حاقد ومستكبر ومجرد من كل القيم اإلنسانية
واألخالقية والدينية ،عدوٌ يسعى إلى السيطرة العسكرية بشكل تام،
وأن تتح�ول منطقتنا هذه الت�ي تحتل وتتبوأ موقع ًا جغرافي ًا مه ًام على
مس�توى العالم ،أن تكون أه�م املناطق فيها وأهم املواقع فيها قواعد
عسكرية يجعل فيها جنوده ويسيطر من خالل ذلك سيطرة تامة.
5
دائ ًام املش�اكل املتفاقمة في واقعها السياسي ،حتى ال تتمكن أبد ًا من
أن تنهض ،وال أن تبني نفس�ها وواقعها ،يشجع االنقسامات ،يغذي
املش�اكل ،يعمل على اختالق املزيد منها ،يوس�ع دائرة االنقس�امات
تح�ت كل العناوي�ن ،يش�جع على الصراع�ات ،ويتج�ه لبعثرة هذه
األمة وتفكيكها.
6
أوس�اط األمة ونظرة خاطئة وغبية تجاه كل تحركات هذا العدو ،بام
يقلب الحقائ�ق التي هي حقائق كبيرة وحقائ�ق مهمة والخداع فيها
والتضلي�ل فيها ل�هُ تداعيات كبيرة في مواقف األمة ،كل ما يس�اعده
على تكبيل ه�ذه األمة واالنحراف بها عن مس�اراتها الصحيحة في
مواقفها ومشاريعها العملية واهتامماتها فيدجنها له ،ويخضعها له.
7
�سيطرة على الخطاب الديني
على مس�توى الخط�اب الديني يس�عى العدو إلى الس�يطرة عليه
فتكون هناك أقالم وكتابات وأنشطة لعلامء سوء من علامء السالطين
وم�ن علامء البالط ومن علامء الضالل الذين يعملون لصالح العدو،
تصدر فت�اوى تدجن هذه األم�ة ألعدائها ولعمالئهم ،تس�عى أيض ًا
بالدف�ع ف�ي األمة إلى كل م�ا يتوافق مع نفس السياس�ات األمريكية
واإلس�رائيلية ف�ي العداء ،وفي املوق�ف وفي التصرف�ات وفي تبرير
السياسات واملواقف ،كام نشاهده اليوم في هيئة كبار علامء السعودية
في مفتيها وهو يس�طر كل فترة الفتوى التي تناس�ب السلطة العميلة
ألمري�كا ،والت�ي تب�رر املوقف ال�ذي يتجه ف�ي نفس الس�ياق الذي
رسمته أمريكا وأرادته إسرائيل.
وهكذا س�عي للسيطرة الشاملة ،وهذه الس�يطرة تهدف وبشكل
رئيس�ي إل�ى انت�زاع كل عناصر القوة ،وكل ما يس�اهم ف�ي بناء هذه
األمة لتواجه هذا العدو.
وه�ذا أس�لوب خطي�ر ج�د ًا للس�يطرة الش�املة والكامل�ة أخطر
م�ن االقتصار على الس�يطرة العس�كرية ،لو كان التوج�ه األمريكي
واإلس�رائيلي توجه� ًا عس�كري ًا بحت� ًا لي�س إلى جانبه س�عي في كل
8
املسارات واالتجاهات ،ليس إلى جانبه سيطرة فكرية ثقافية نفسية،
صياغ�ة لإلنس�ان بما يعبِّده لهم ،بام يح�ول دوره في ه�ذه الحياة في
كل اهتاممات�ه وطاقات�ه ،وفي كل م�ا يمتلكه من مؤهلات وعناصر
لخدمته�م ،ل�و كان التحرك عس�كري ًا فحس�ب لكانت املس�ألة هينة
تح�رك ش�امل وتحرك ش�يطاني وتح�رك مدروس
ٌ وبس�يطة ولكن�ه
يستغل حالة الغفلة في هذه األمة عن فهم طبيعة هذا الصراع ،وطبيعة
ما تحتاج إليه األمة بحس�ب طبيعة هذا الصراع وأس�لوبه ومس�اراته
واتجاهاته ومجاالته.
ال�سيطرة االقت�صادية
يسعى العدو إلى السيطرة على املستوى االقتصادي حتى تتحول
كل ثروات وإمكانات هذه األمة وبالذات املواد الخام ،سوا ًء البترول
أو غي�ره من املواد الخام ف�ي منطقتنا تتحول لصالح العدو ،ونتحول
نحن في واقعنا االقتصادي إلى مجرد سوق استهالكية وأمة تستهلك
وال تنتج وال تبني لها اقتصاد ًا حقيقياً ،أمة عطلت في داخلها اإلنتاج
واالستغالل واالس�تفادة من خيراتها وثرواتها ،فثرواتها كمواد خام
تتجه لصالح العدو يستغلها هو ،يستفيد منها ويصدر إلينا بعض ًا منها
كسلع ندفع له قيمتها بثمن باهض جداً.
9
ومع ذلك نعيش حالة دائمة من األزمات االقتصادية ،واملش�اكل
االقتصادي�ة ،واملحن االقتصادي�ة التي تجعل منا أم�ة فقيرة ومعانية
وبائس�ة وش�قية ،وأمة تعيش الكثير والكثير من املشاكل واألزمات،
تف�رض عليه�ا سياس�ات اقتصادي�ة تعتم�د عل�ى الربا تعتم�د على
االس�تيراد بش�كل تام ،وتعطيل اإلنت�اج والبناء االقتص�ادي ،تعتمد
على سياس�ات إدارية خاطئة جد ًا ينتج عن ذلك بطالة بش�كل واسع
ومتفش وحالة من الضياع بشكل كبير والبؤس والعناء الشديد الذي
ٍ
يساهم في نشوء مشاكل اجتامعية ،ومشاكل اقتصادية ،وبيع للضمير،
وبي�ع لألخلاق ،وبي�ع للوفاء ،وبي�ع لل�والءات ،وبي�ع للمواقف،
وارتهان وخنوع لصالح األعداء.
10
ال�ذي يريدون لن�ا أن نقفه ،نوالي من يريدون لن�ا أن نوالي ،ونعادي
من يريدون منا أن نعادي.
وما مؤدى هذه الحالة إذا قبلنا بها ،وإذا س�لمنا أمرنا لهم ،وقبلنا
بالخض�وع لهم ،واالستسلام له�م ،ومكناه�م من الس�يطرة التامة
علينا ،وقررنا أن نس�ير في كل شؤون حياتنا على حسب ما يريدون،
وما يفرضون وما يقررون؟ هل املسألة سهلة؟ ال ،مؤدى هذا كارثي
علينا وخس�ارة بكل ما تعنيه الكلمة ،خس�ارة في الدنيا وخسارة في
اآلخرة ،وخس�ارة فظيعة وقبيحة وشنيعة؛ ألنك عندما تضحي بكل
ش�يء لصال�ح عدوك ،ف�ي خدمة ع�دوك ،في طاعة ع�دوك ،العدو
الحاقد العدو املجرم ،العدو الشيطاني الذي يتحرك بأجندة شيطانية،
العدو الذي ال يستحق منك أن تقدم إليه أي جميل ،وال أن تفعل له،
أو تحقق له أي مصلحة ،هو يتعامل معك بدافع الحقد واالس�تهتار
واالس�تكبار والع�دوان والطغي�ان واإلجرام وهو يحتق�رك بكل ما
تعنيه الكلمة؛ فتقبل بأن تكون له أعاملك وتصرفاتك وحياتك.
11
أي معت�رك ،مع أي طرف في هذا العالم ،س�واء في داخل األمة ،مع
أحرارها ،وضد رجالها وشرفائها وأخيارها ،كام يفعل اليوم في كثير
م�ن األقط�ار ،وفي كثير م�ن البل�دان ،أو ضد أي قوة منافس�ة له في
الس�احة العاملية س�وا ًء مثلام فعل في املاضي ف�ي معركته مع االتحاد
الس�وفيتي التي خاضها بعرب ومس�لمين ،فقتل منهم مئات اآلالف
ف�دا ًء للضب�اط والجن�ود األمريكيي�ن بدل م�ن أن يقت�ل أي جندي
أمريكي أو ضابط أمريكي.
فخاض معركته مع االتحاد الس�وفيتي آنذاك بمقاتلين ومجندين
من أبناء األمة ،من كل بلدانها وش�عوبها ،وبأموال مدفوعة من ثروة
هذه األمة ،دفعتها آنذاك أنظمة عربية على رأسها النظام السعودي.
أليس�ت هذه خس�ارة أن تتح�ول ثروتنا إلى تموي�ل لألمريكي؟
نحن كأمة مس�لمة نحن كمنطق�ة عربية تتحول ث�روات هذه املنطقة
إل�ى ثروة لألمريكي يرغ�د بها ،يحل بها مش�اكله االقتصادية ،يحل
بها مش�كلة البطالة في أمريكا ،تنمي امليزانية األمريكية ،ثم يس�تفيد
منها أيض ًا لتمويل حروبه ،واعتداءاته ،ومشاكله في داخل أمتناً ،ضد
األح�رار في أمتن�ا ،وفي خارج أمتن�ا ،ضد القوى املنافس�ة واملناوئة
األخرى.
ال ملعركة مع الصي�ن من هذا الن�وع ،وهو اليوم
ويخط�ط مس�تقب ً
12
يخوض معارك كثيرة في الساحة هي معركته هو ،ولو أنها تمول بامل
عربي ،ومال األمة اإلسلامية ،ويقاتل فيها ويضحى فيها بعش�رات
اآلالف من العرب فدا ًء له ولجنوده ولضباطه؛ حتى ال يخسر جندي ًا
أمريكي ًا أو ضابط ًا أمريكي ًا إال عند الضرورة القصوى.
ه�ذا ال�ذي يس�عى له ،م�ؤدى ه�ذه العاملة م�ؤدى القب�ول بهذه
الس�يطرة ،مؤدى أي خيارات لالستسلام أو للعاملة هو مؤدى يصل
باألمة إلى الخسارة الرهيبة بكل ما تعنيه الكلمة الخسارة واإلفالس
(((
على كل املستويات.
13
يقدمونه لألمريكي ،إن لم يكونوا يقدمون له أيض ًا ما يخصه.
كارثة ،مصيبة ،خس�ارة على املس�توى االقتصادي ،خسارة على
املس�توى السياس�ي ،خس�ارة بكل م�ا تعني�ه الكلمة في كل ش�يء،
خسارة في هذه الحياة ،وخسارة في اآلخرة ،خسارة في هذه الحياة؛
ألن م�ؤدى اإلذع�ان للس�يطرة األمريكي�ة أن ينتج عنه�ا واقع بئيس
وكارث�ي وتدمي�ري؛ ألن كل السياس�ات واملخطط�ات واملؤامرات
األمريكي�ة واإلس�رائيلية التي تق�دم إلينا كأمة وتف�رض على واقعنا
كأمة مسلمة في املنطقة العربية بالدرجة األولى ،وفي غيرها كذلك،
كله�ا مؤامرات لتدميرن�ا ،كلها مؤامرات لخس�ارتنا ،كلها مؤامرات
حاقدة ومعادية تؤدي بنا إلى االنهيار.
عل�ى مس�توى واقعن�ا كمجتمع مس�لم إذا تمك�ن األمريكي من
الس�يطرة التامة علينا ماذا ينتج عن ذلك؟ نتحول إلى مجتمع خاسر
وس�يء ،مجتم�ع مليء باملش�اكل السياس�ية واألزم�ات االقتصادية
ومفكك ،مفكك ومبعثر ،تنش�أ مش�اكل تحت كل العناوين تس�اعد
كله�ا عل�ى بعثرته وعل�ى تمزيق حتى نس�يجه االجتامع�ي :عناوين
مناطقية ،عناوي�ن طائفية ،عناوين عنصرية ،كل العناوين التي تمزق
املجتمع ،وتبعث�ر املجتمع ،وتعزز التباينات والنزاعات والصراعات
بين أبناء املجتمع كلها تنزل ضمن تلك السياسات ،وتلك األنشطة،
14
وتلك البرامج التي يشتغل عليها األمريكي واإلسرائيلي في منطقتنا.
ث�م نتحول إلى مجتم�ع مليء باألزمات والعاه�ات االجتامعية،
مجتم�ع غ�ارق في املخ�درات وفي الفس�اد األخالقي وف�ي التميع
وخس�ران الش�رف والضمير والقيم ،مجتمع مل�يء وموبوء باإليدز
واملش�اكل الصحية واآلفات الرهيبة والفظيعة في كل شيء ،مجتمع
محط�م فق�د كل عناص�ر الق�وة ،كل عناص�ر املنع�ة ،كل العناص�ر
والعوام�ل التي تس�اهم ف�ي بناء واقعه ،ف�ي تقويته ،ف�ي حاميته ،في
يجرد منها فيتحول إلى مجتم�ع بئيس ،ومجتمع
النه�وض به ،كله�ا َ
فاق�د لكل ح�االت الوع�ي ،مجتمع غب�ي ،مجتمع ض�ال ،مجتمع
منح�رف ،مجتمع منحل ،مجتمع متميع ،مجتمع فاس�د يطغى عليه
الفساد في كل شيء.
هذا ما تريده أمريكا وإسرائيل ،هذا ما تسعى له أمريكا وإسرائيل،
هذا ما تعمل من أجله الكثير والكثير من الخطط واألنشطة والبرامج
التي تدخل إلى س�احتنا العربية واإلسلامية تح�ت عناوين مخادعة،
ومس�ميات مخادع�ة ،وكله�ا للتضليل والخ�داع ،عنوان ب�راق لكن
وراءه أنشطة تدميرية وهدامة ومفسدة ،وتأتي تلك العناوين يروج لها
في هذه الس�احة ،الس�احة العربية واإلسالمية سياس�يون ومسؤولون
من موقع املسؤولية في تلك الحكومة أو تلك في تلك الدولة أو تلك.
15
وإعالميون وعلامء سوء ومثقفون أغبياء يشتغلون لصالح العدو،
وآخرون كثر وكثر يروجون لعنوان معين أو لنش�اط معين أو ملوقف
معين ولكن خلفياته تدميرية كارثية تفسد واقع هذا املجتمع وتحطمه،
وهذا ما يسعى له األمريكي وما يعمل من أجله اإلسرائيلي.
مؤدى هذه السيطرة أن يفصلنا األمريكي واإلسرائيلي عن انتامئنا
وهويتنا اإلسلامية ،وهذه مس�ألة من أخطر املسائل على اإلطالق،
تجاهلا كبير ًا ل�دى الكثير من أبناء هذه األم�ة ،وتهمش في
ً وتلق�ى
الحدي�ث عن الخطر األمريكي واإلس�رائيلي ،وه�ي نقطة جوهرية
وحساس�ة وفي غاي�ة األهمي�ة ،ال يمكن لإلنس�ان أبد ًا أب�د ًا أبد ًا أن
ال ألمريكا وإس�رائيل ،أو يكون خانع ًا مس�تل ًام وخاضع ًا
يك�ون عمي ً
ومس� ِّل ًام للس�يطرة األمريكية واإلس�رائيلية إال وينف�ك وينفصل عن
مبادئ اإلسالم وقيم اإلسالم وأخالق اإلسالم.
ألن مبادئ اإلسلام العظيمة وقيمه وأخالقه الكريمة ومشروعه
ف�ي الحياة ال ينس�جم ب�أي حال من األح�وال مع ما تري�ده أمريكا،
وما تس�عى له إسرائيل .املس�ار والطريق الذي يدفعك فيه األمريكي
ويدفع�ك نح�وه اإلس�رائيلي ،وتتح�رك فيه مس�ارع ًا الس�ترضائهم
والت�ودد إليه�م والتقرب إليه�م هو مس�ار ينفصل كلي ًا ع�ن املبادئ
اإللهية عن تعاليم اهلل عن إسلامه العظيم إسلامه األصيل إسلامه
16
الحقيقي الذي جاء به رسول اهلل محمد بن عبد اهلل صلوات اهلل عليه
وعلى آله وأتى في القرآن الكريم.
17
ولذلك كل من يس�ارع ف�ي خدمة أمريكا ،وف�ي الوالء ألمريكا،
وف�ي التبعية ألمريكا وإس�رائيل ،كلام خطا خطوة ف�ي ذلك االتجاه
ابتع�د بتل�ك الخطوة مس�افات وأميال ع�ن قيمه ،ع�ن أخالقه ،عن
مبادئه ،بحكم انتامئه لإلسالم.
هذا اإلسلام الذي تنتمي إليه ،ال تنطلق خطوة باملسارعة بالوالء
ألمري�كا والتبعي�ة ألمريكا ،والوالء إلس�رائيل ،إال وأن�ت ابتعدت
بهذه الخطوة و خرجت بها عن مبادئك كمسلم وعن قيمك كمسلم،
والقرآن أكد على ذلك حينام قال اهلل سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
ارى أَ ْو يِلَاءَ َب ْع ُض ُهمْ
انل َص َ َ َ ُ اَ َ َّ ُ يْ َ ُ َ
ود َو َّ َ َ ُّ َ
}ياأيها الذَِّين آمنوا ل تت ِخذوا اله
ْ َ َ ْ َ َ َ َّ ُ ْ ْ ُ ْ َ َّ ُ ْ ُ َْ َ ُ َْ
ض ومن يتولهم مِنكم فإِنه مِنهم{ (من اآلية « »51س�ورة املائدة) أو يِلاء بع ٍ
فإنه منهم ،بهذا التعبي�ر العجيب واملهم والذي يحوي هداية عظيمة
وهداية مهمة ،وفي نفس الوقت زاجر كبير وعظيم ومهم ،يدل على
خطورة املس�ألة وم�ا يترتب عليها ،يؤكد ه�ذه الحقيقة( :فإنه منهم)
انخلع وانسلخ وخرج عن مبادئه وقيمه وعن انتامئه وعن هويته.
فه�و ف�ي الوق�ت ال�ذي يعبر ع�ن نفس�ه وع�ن انتامئه بأنه مس�لم
وأحيانًا بأنه حامل الراية اإلسلامية ،كام يفعل النظام الس�عودي هو
في واقعه وحينام خطا خطوات املس�ارعة في الوالء والتبعية ألمريكا
وإس�رائيل ،ه�و خرج عن مبادئ هذا اإلسلام وأصب�ح من أولئك،
18
وف�ي طريقهم الذي رس�موه له ،هو في مس�ارهم ال�ذي حددوه له،
وهو منفصل كل االنفصال وبعيد كل البعد عن هذا اإلسلام الحق،
(((
عن ديننا العظيم.
19
كاذب ،ه�ذا مجرد كالم فارغ ال أس�اس ل�ه ،تبرير ضعيف ال يمكن
أبد ًا أن يكون مقنعاً ،وال أن يس�قط عنهم املس�ؤولية فيام هم عليه من
تفريط وعصيان هلل سبحانه وتعالى.
اهلل س�بحانه وتعالى أمرنا أن نجاه�د ،الجهاد ضد من هو؟! ضد
أعدائنا املس�تهدفين لنا املعادين لنا املتآمرين علينا املس�تهدفين لنا في
دينن�ا ودنيانا وف�ي أرضنا وفي عرضنا وفي ش�رفنا وفي كرامتنا وفي
قيمنا وفي أخالقنا ،الذين يسعون ليسلبوا منا حريتنا وإرادتنا وقرارنا
وأن يتحكموا بنا وأن يستعبدونا.
أمرن�ا أن نكف�ر بالطاغ�وت الذي يس�عى إلى اس�تعبادنا من دون
اهلل س�بحانه وتعال�ى والطاغ�وت يتمثل ف�ي هذا العصر ف�ي أمريكا
وإسرائيل ومن يحذو حذو أمريكا وإسرائيل ،هذا هو الطاغوت في
ََ ْ َْ َ َ ُْ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َّ ُ
وت َويؤ ِم ْن بِاللهَِّ فق ِد استمس��ك زمننا هذا }فمن يكفر بِالطاغ ِ
ْ ُ ْ َ ْ ُ ْ ىَ اَ ْ َ َ َ َ
بِالعروة ِ الوثق ل ان ِفصام لها{ (من اآلية ( )256البقرة) ،البد ما نكفر بهذا
الطاغ�وت املس�تكبر ،وأن نكون عل�ى تباين مع�ه ،وأن ال نقبل أبد ًا
بالتبعية له ،وال مع كل عمالئه الذين يس�عون لخدمته ،ذلك النفاق،
َ َ َ َّ ُ
تل�ك التبعية هي التي عبر عنها القرآن بقول�ه تعالى َ } :وم ْن يت َوله ْم
ْ ُ ْ َ َّ ُ ْ ُ ْ
مِنكم فإِنه مِنهم{.
َ َ ُ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ ُّ َ
أم�ا االتجاه الصحيح فاهلل يق�ول }ياأيها الذَِّين آمنوا من يرتد
20
ُّ ُ ْ َ ُ ُّ َ ُ َ َّ لَىَ ْ َ َ ْ َ َ ْ هَّ ُ َ ْ ُ ْ َ ْ
حبونه أذِل ٍة ع ِمنكم عن ِدينِ ِه فسوف يأ يِت الل بِقو ٍم يحُِبهم وي ِ
َ اَ خَ َ ُ َ َ َ جُ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َّ لَىَ ْ اَ
يل اللهَِّ ول يافون َالمؤ ِم اَنِني أ ِعزةٍ َع الكف ِِرين ياهِدون يِف سبِ ِ
��ع َعلِ ٌ
ٌ ��اء َو هَّ ُ َ َ ْ
ض ُل اللهَِّ يُ ْؤت ِي ِه َم ْن ي َ َش ُ ََ
يم{ الل َوا ِس ل ْومة لئ ِ ٍم ذل ِك ف
(املائ�دة )54 :ه�ل ه�ذه الصف�ات تنطبق عل�ى النظام الس�عودي أو على
النظام اإلماراتي؟ أو على من هو معهم ويدور في فلكهم من التبعية
املطلقة ألمريكا واتخاذ إسرائيل وليا وصديقا وحليفا وحميام؟
ه�ل تنطب�ق عليه�م هذه الصف�ات؟! ال ،ب�ل تنطبق عليه�م حالة
االرت�داد عن الدي�ن في مبادئه ،ع�ن الدين في قيمه ،ع�ن الدين في
أخالق�ه ،واالتباع لقيم أخرى ليس�ت قي ًام مثلى أبداً ،صفات س�يئة،
مس�ارات خاطئة ،توجهات منحرفة ،رسمتها لهم أمريكا ،وحددتها
لهم إسرائيل ،ودُ فعوا إليها فاندفعوا بغرور ومسارعة.
خي�ار اآلخري�ن ،خي�ار املنافقي�ن ف�ي العامل�ة والتبعي�ة ألمري�كا
وإس�رائيل ه�و الخيار الخاط�ئ والخياني واملنح�رف ،والذي يمثل
نفاق� ًا وخيان ًة وانحراف�اً ،يتوجه إليه�م اللوم ويتقلدون ع�ار ًا وخزي ًا
نعوذ باهلل منه ،يلقون اهلل يوم القيامة بسواد الوجوه.
ألن�ه في يوم القيامة ه�ؤالء الذين انتموا إلى هذا اإلسلام مِنهم
م�ن يلقى اهلل س�بحانه وتعالى ي�وم القيامة ببياض وج�ه ،ومنهم من
21
يلقى اهلل بس�واد وجه�ه ،يلقى اهلل ويك�ون وجهه كخائ�ن ومتراجع
ومنس�لخ عن مبادئ هذا الدين وقيم�ه اإليامنية واألخالقية والعملية
يلقى اهلل يوم القيامة أس�ود الوجه ،سواد الوجوه يوم القيامة للخونة
الذين خانوا أمتهم وخانوا دينهم واتجهوا بالتبعية ألعداء هذه األمة؛
فظلموا هذه األمة ،وظلموا البشرية بكلها.
من يرتبط بأعداء األمة ،يظلم األمة ،ويظلم أيض ًا البشرية بكلها؛
ألن فريق الشر ،اللوبي الصهيوني الذي يقود اليوم أمريكا ،ويتحرك
أيض ًا في دول أخرى من العالم ،وتبعُ ه وضمنُه إسرائيل ،هذا اللوبي
هو فريق الشر اليوم من أهل الكتاب الذي يشكل خطورة كبيرة على
البش�رية بكلها ،وعلى األمن والس�لم في العال�م برمته ،وليس فقط
في املنطقة العربية ،هو أراد املنطقة العربية مرتكز ًا للس�يطرة في بقية
األرض في بقية الشعوب على بقية البلدان.
الجريم�ة كبيرة ،واالنحراف خطير ،واملس�ارات اليوم مس�ارات
رئيسية وفاصلة ومهمة وترتبط ارتباط ًا وثيق ًا باملوقف من الدين نفسه،
من اإلسلام نفس�ه ،من القرآن نفس�ه ،من الرس�ول نفس�ه ،التبسيط
للمس�ألة ه�و الذي خ�دع الكثير من الس�ذج واملغفلين فاستبس�طوا
العاملة ،واس�تهانوا بالوالء ألمريكا وإسرائيل ،وكأن املسألة طبيعية،
وكأن�ه يمكن لك أن تبقى مس�ل ًام صالح ًا من أه�ل الجنة ،وفي نفس
22
ومص�ادق إلس�رائيل ،هذه مس�خرة ،هذه
ٌ الوق�ت موالي� ًا ألمري�كا،
سخافة.
اليوم على األمة أن تكون واعية ،وأول ما تعيه أين يجب أن يكون
مس�ارها؟ وكيف هو الخيار الصحيح؛ ألن الواقع التي تعيش�ه األمة
ضمن هذه الثالث املس�ارات :مس�ار عاملة واضح�ة وتبعية واضحة
ألمريكا وإس�رائيل ،مس�ار استسلام وخنوع وتدجين وقبول فعلي
للس�يطرة األمريكي�ة واإلس�رائيلية ،وقبول باالنقي�اد وقت أن يصل
الدور ،ومس�ار آخر هو املس�ار الحر في هذه األمة ،املسار الشريف،
املسار الصادق ،املسار الوفي ملبادئ هذا اإلسالم وقيم هذا اإلسالم،
وأخالق هذا اإلسالم.
وتعليمات اهلل ف�ي كتابه الكري�م باملعاداة ألعداء األم�ة ،والبراءة
منهم واملباينة لهم هذه مس�ألة أساسية في القرآن ،كل من ينكرها أو
يكذب بها فهو يكذب بآيات اهلل الواضحة الصريحة البينة في القرآن
الكريم ،في سورة براءة ،وفي سورة آل عمران ،وفي سورة املائدة.
إن آي�ات القرآن كلها تجعل هذه املس�ألة مس�ألة مفصلية وفارقة
يتحدد بها مس�ار اإلنس�ان في الدنيا ويوم القيامة ،املس�ألة ليس فيها
م�زاج ،ولي�س فيها م�زاح ،ومهام بس�طها اآلخرون بتس�ويغ العاملة،
وتبس�يط االرتهان ألعداء اهلل ،وتس�ويغ التبعية ألمريكا وإس�رائيل،
23
فه�م بذل�ك يجنون عل�ى أنفس�هم ،ويجنون عل�ى األم�ة بكلها من
حوله�م ،واملس�ألة إل�ى جان�ب الدي�ن واإليمان والق�رآن واالتباع
واالقت�داء لرس�ول اهلل صل�وات اهلل علي�ه وعلى آل�ه ،املس�ألة أيض ًا
مرتبطة بمصلحتنا الحقيقية كأمة إسالمية.
إن العاقبة اليقينية التي ال بد منها لكل الذين اختاروا مسار النفاق
والعاملة والتبعية ألعداء األمة هي الخس�ران ،أن يصبحوا خاسرين،
وأن يصبحوا نادمين ،هذه حقيقة أكد عليها القرآن في سورة املائدة،
وتحقق�ت إلى اليوم في كثير مم�ن اتجهوا هذا االتجاه ،ويلحق بهم
الباقون ،واحد تل�و اآلخر ،ال يكملون الدور إال ووقعوا في النتيجة
نفسها.
لكن خيار موقف البراءة واملباينة ألعداء األمة ،والسعي للتصدي
ملؤامراتهم الهدامة والتدميرية واملضرة باألمة هو انسجام مع القرآن،
انس�جام مع اإلسالم ،ثبات على هذا الدين ومبادئه وقيمه وأخالقه،
ويحف�ظ له�ذه األمة حريتها ،أن تكون أمة حرة مس�تقلة متحررة من
التبعية ألعدائها ،ويحفظ لها مصالحها الحقيقية ،يدفع عنها اإلذالل
والقهر واالس�تعباد واالسترخاص واالستغالل ،ويحفظ لها هويتها
وثروتها وأرضها وعرضها وشرفها وكرامتها.
24
وهذه مس�ألة مهمة جد ًا وعواقبها حميدة ،وعواقبها إيجابية ،أما
عواق�ب االرتهان واالستسلام والخنوع والضع�ة والعاملة والتبعية
فهي أن تخس�ر نفسك ،وأن تخس�ر حياتك ،وأن تخسر كل ما بيدك
لصال�ح عدوك الذي لن يرعى لك هذا الجميل ،ولن يقدر لك ذلك
ال في الدنيا وال في اآلخرة.
(((
•••
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1439هـ باختصار.
25
كيف كانت بداية انطالقة ال�صرخة؟
يق�ول الس�يد عبد امللك ب�در الدي�ن الحوثي حفظه اهلل ف�ي خطابه
بمناسبة الصرخة:
ِف بهذا الشعار((( ابتدا ًء
"في الجمعة األخيرة من ش�هر ش�وال هُ ت َ
في مساجد محدودة ،وفيام قبل هذا اليوم في محاضرة يوم الخميس
أعلن السيد الشهيد القائد/حسين بدر الدين الحوثي (رضوان اهلل عليه)
انطالقة هذا املشروع القرآني بام فيه من مواقف ،بدايتها وأولها وعلى
رأس�ها هذا الشعار املهم ،شعار البراءة من أعداء اإلسالم واألمة من
أعداء اإلنسانية والبشرية (أمريكا وإسرائيل) هذ الشعار املعروف:
الله أكبر -الموت ألمريكا /الموت إلسرائيل /اللعنة على
((( كان ه�ذا ف�ي تاري�خ 2002/1/17م أول انطالقة لترديد هذا الش�عار في قاعة مدرس�ة
اإلمام الهادي في َم َّران -صعدة .-
26
الت�ي تتهدده�ا في كل ش�يء .وف�ي محاضرت�ه تلك وقب�ل أن يعلن
الشعار قال رضوان اهلل عليه:
عندما نتحدث أيض ًا هو لنعرف حقيقة أننا أمام واقع ال نخلوا فيه
من حالتين ،كل منهام تفرض علينا أن يكون لنا موقف:
الحال��ة الأول��ى :نح�ن أم�ام وضعية مَ ِهيْن�ة :ذل ،وخ�زي ،وعار،
اس�تضعاف ،إهان�ة ،إذالل ،نحن تح�ت رحمة اليه�ود والنصارى،
ال تحت أقدام إس�رائيل ،تحت
نحن كعرب كمس�لمين أصبحن�ا فع ً
أق�دام اليه�ود ،ه�ل هذه تكفي إن كن�ا ال نزال عربً�ا ،إن كان ال يزال
لدينا ش�هامة العربي وإباؤه ون َْخوَ ته ونجدته لتدفعنا إلى أن يكون لنا
موقف.
الحال��ة الثانية :ه�ي ما يفرضه علينا ديننا ،م�ا يفرضه علينا كتابنا
الق�رآن الكري�م من أنه ال بد أن يكون لنا موقف من منطلق الش�عور
باملس�ئولية أم�ام اهلل س�بحانه وتعالى ،نح�ن لو رضين�ا -أو أوصلنا
اآلخ�رون إل�ى أن نرضى -بأن نقبل هذه الوضعي�ة التي نحن عليها
بالضعَ ة،
كمس�لمين ،أن نرضى بال�ذل أن نرضى بالقه�ر ،أن نرضى َّ
أن نرضى بأن نعيش في هذا العالم على فتات اآلخرين وبقايا موائد
اآلخرين ،لكن هل يرضى اهلل لنا عندما نقف بين يديه السكوت من
منطلق أننا رضينا وقبلنا وال إش�كال فيام نحن فيه س�نصبر وسنقبل؟
27
فإذا ما وقفنا بين يدي اهلل س�بحانه وتعالى يوم القيامة ،هل س�نقول:
(نحن في الدنيا كنا قد رضينا بام كنا عليه؟) هل سيُعْ فينا ذلك عن أن
ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ْ ىَ َ َ ْ ُ
ات تتل عليكم{ [املؤمنون :من نأمرك�م؟ }ألم تكن آي يِ يق�ال لنا :ألم
بْ
ُ ْ ُ ُ ُ ُ ْ ََّ ْ َََْ َ ُ َ
ات{ [غافر :من اآلية]50؟. اآلي�ة]105؟ }أولم تك تأت ِيكم رسلكم بِاليِن ِ
َ َ َّ َ َ ُ َّ ُ َ َ ُّ َ
أل�م تس�معوا مثل قوله تعالى }يا أيه��ا الذَِّين آمنوا اتقوا اهلل حق
ً ُ َ َ َ ُ ُ َّ اَّ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ َ ْ
صموا حِبب ِل اهللِ جمَِيعا تقات ِ ِه وال تموتن إِل وأنتم مسلِمون واعت ِ
ْ ُ ُ تْ ََ ُ
َوال تف َّرقوا{ [آل عمران :من اآلية ]103ومثل قوله تعالى } َولَك ْن مِنك ْم
َََْْ َ َ ُْْ َ ُ ُ َّ ٌ َ ْ ُ َ ىَ خْ َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ
وف وينهون ع ِن المنك ِر ي ويأمرون بِالمعر ِ أ ُم��ة يدعون إ ِ ْل ال رِْ
اَ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َُ َ َ َ ُ ُ ُْ ُ َ َ َ ُ ُ
•وال تكون��وا كلذَِّين تفرقوا واختلفوا وأولئِ��ك هم المفلِحون
يم • يَ ْومَاب َع ِظ ٌ ��ذ ٌ ُ
ْ َ ْ َ َ َ ُ ُ بْ َ ّ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ َ َ
مِن بع ِد م��ا جاءهم اليِنات وأولئِك لهم ع
َ
كف ْر ُتمْ َ
َ ْ َ َّ ْ ُ ُ ُ ُ ْ َ َ ْ َ ُّ ُ ُ ٌ َ َ ْ َ ُّ ُ ُ ٌ َ َ َّ
تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذَِّين اسودت وجوههم أ
ون • َوأَ َّما الذَِّينَ َْ َ َ ُ ْ َُ ُ َْ َ َ َ ُُْْ َ ُْ ُ َ
بعد إِيمان ِكم فذوقوا العذاب بِما كنتم تكفر
ُ ْ َ َ ُ َ مْ َ ْ َّ ْ ُ ُ ُ َ
الون{ [آل عمران104 : اب َيض��ت ُوجوهه ْم ف يِف َرح ِة اهللِ هم فِيه��ا خ دِ
]107 -أليست هذه اآليات تخاطبنا نحن؟ أليست تحملنا مسئولية؟.
َُُْ َ ُ ْ ُ ْ َ رْ َ ُ َّ ُ ْ َ ْ َّ
اس تأمرون أل�م يقل القرآن لن�ا} :كنتم خي أم ٍة أخ ِرجت ل ِلن ِ
ََْْ َ َ ُْْ َ بال ْ َم ْع ُ
وف َوتنهون ع ِن المنك ِر{ [آل عمران :من اآلية]110؟ .ألم يقل اهلل ��ر ِ ِ
ْ َ ُ ُ ُ َ َ َ
آمنوا كونوا أن َص َ
ار اهللِ{ [الصف :من اآلية]14؟.
َ َ ُّ
لنا }يا أيها الذَِّين
28
ف�إذا رضينا بام نح�ن عليه وأصبحت ضامئرنا ميت�ة ،ال يحركها ما
تس�مع وال م�ا تحس ب�ه من الذل�ة واله�وان ،فأعفينا أنفس�نا هنا في
الدني�ا فإننا لن نُعف�ى أمام اهلل يوم القيامة ،البُدّ للناس من موقف ،أو
ال في الدنيا وخزي ًا في الدنيا وعذاب ًا في اآلخرة ،هذا هو
فلينتظ�روا ذ ً
اَ ُ ّ َ
منط�ق القرآن الكري�م ،الحقيقة القرآنية الت�ي ال تتخلف }ل م َب ِدل
َ َُّ َ َ
لِكلَِمات ِ ِه{ [األنعام:من اآليةَ } ]115و َال مب ِدل لِكلَِم ِ
ات اهللِ{ [األنعام:من اآلية]34
َْ َ ُ َ َّ ُ ْ َ ْ ُ دَ َ َّ َ َ َ اَّ
(((
ي َوما أنا بِظل ٍم ل ِلعبِي ِد{ ّ[ق."]29: }ما يبدل القول ل
المنطلقات
انطلق هذا الشعار من عدة عوامل:
29
مطلق ٍة ألمريكا ومع أمريكا إسرائيل! وهذه الهيمنة التي لها نتائجها
الس�لبية جد ًا في واقع املس�لمين ،هذه الهيمنة التي من أُولَى نتائجها
مس�خ هوية األمة ،وطمس معالم دينه�ا ،والتأثير على أخالقها ،من
نتائ�ج هذه الهيمنة وهذه الس�يطرة وهذا االس�تهداف أن تفقد األمة
أيضا ،استهداف
استقاللها ،وأن تخس�ر كرامتها ،وأن تخسر هويتها ً
كبير وشامل ،وهيمنة مذلة ومهينة ،واستحكام وتحكم وتدخل غير
مسبوق في شؤون هذه األمة ،إضعاف وإذالل وإهانة وقهر واستعباد،
حس�نا اإلنساني ،قيمنا
واقع ال يمكن القبول به إذا كنا ال زلنا نحمل ّ
إحس�اس بالكرامة
ٌ الفطرية التي فطرنا اهلل عليها ،إذا كان ال يزال فينا
وإحساس بالعز واإلباء في مثل هذا الحال مع هذه القيم
ٌ اإلنس�انية،
الفطري�ة ال يمك�ن أن يقبل اإلنس�ان أن يعيش في واقع ه�ذه الحياة
ذليًل�اً مهانً�ا ،ال حرمة له ،وال كرامة له ،وال قيم�ة له ،هذا هو الواقع
العربي أمام التحدي األمريكي واإلسرائيلي.
ف�ي ظ�ل االس�تهداف األمريك�ي واإلس�رائيلي له�ذه األم�ة في
كل ش�عوبها ،وف�ي كل مناطقه�ا وبلدانها وأقطاره�ا تتحرك أمريكا
وإس�رائيل وال تتحاشى أبد ًا من فعل أي ش�ي ٍء بهذه األمة ،مهام كان
ظاملً�ا ،مهما كان طغيانً�ا ،مهام كان بش�عً ا ،مهما كان س�يئًا ،مهام كان
مهينً�ا ،ألن العداء األمريكي واإلس�رائيلي لهذه األمة عداء ش�ديد،
وع�داء حقيق�ي ،وبالتال�ي :يتحركون من تل�ك الحال�ة العدائية في
30
موق�ف عدائ�ي ولكن تحرك ًا ش�املاً ،وتح�ركً ا يس�تهدف األمة في
ٍ
كل مقوم�ات بنائه�ا ،وفي كل عوامل قوتها ،اس�تهداف ف�ي القيم،
ف�ي األخلاق ،واس�تهداف أيض� ًا لإلنس�ان ،وللأرض ،وللث�روة،
وللمقدرات ،اس�تهداف شامل ال يستثني شيئ ًا وال ينحصر في اتجاه
معين أو ينطلق من زاوي ٍة معينة فحس�ب" ،ال" ،اس�تهداف يشمل كل
شيء ،واستهداف كبير وخطير.
واألخط�ر م�ن ذل�ك كله أنه�م يس�تفيدون بالدرج�ة األولى من
الواق�ع الداخلي لألمة ،الواقع املهيأ لصال�ح أعدائها ،الواقع املطمع
الذي جعلهم يطمعون بش�كلٍ كبير ف�ي أن مؤامراتهم ومخططاتهم
ومكائده�م على هذه األمة يمكن أن تنجح في ظل الحالة الس�ائدة
ف�ي واق�ع األمة ،م�ن ضعف الوع�ي إلى ح� ٍد كبير ،انعدام الش�عور
باملسئولية إلى ح ٍد كبير.
ولذل�ك تحرك هذا املش�روع القرآني العظيم بش�عاره وبام فيه من
مواقف ،وفيام فيه من تبصير وتوعية من خالل القرآن الكريم ،ونش ٍر
للثقافة القرآنية التي تضيء الطريق لألمة ،والتي تصنع الوعي لألمة،
والتي يمكن أن نسترش�د بها في الص�راع مع أعدائنا مهام كان حجم
(((
هذا الصراع ومهام كانت إمكانيات األعداء".
((( من خطاب للسيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1437هـ.
31
2ـ انطلق من واقع المعاناة
يقول السيد عبد امللك بدر الدين الحوثي حفظه اهلل:
"لقد انطلق هذا املشروع القرآني من واقعٍ معروف (واقع املعاناة)
فه�و مش�روع أصيل ،لم ي�أت كترف فك�ري ،أو عمل هامش�ي ،أو
خط�وة ليس هناك حاجة إليه�ا "ال" ،انطلق في مرحل� ٍة األمة بحاجة
إلى موقف ،ال بد للناس من موقف ،البديل عن املوقف ما هو؟ حالة
الالموقف ،التي تعني االستسلام ،تعن�ي الصمت ،تعني الخضوع،
تعن�ي أن نترك املج�ال لصالح األع�داء ليعملوا هم كل ما يش�اؤون
ويري�دون ،يعني إفراغ الس�احة من أي مش�روعٍ يناه�ض مؤامراتهم
ومكائدهم وهذا بالضبط هو ما يريدونه.
هم أرادوا لنا كأم ٍة مسلمة أن يكون واقعنا هكذا ،واقع ًا فارغ ًا من
أي مش�روع يناهضهم ويناهض مكائدهم ،أرادوا لس�احتنا العربية،
لس�احتنا اإلسالمية أن تكون ساح ًة يسودها الصمت ،واالستسالم،
والخض�وع ،وأرادوا لنا كأم ٍة مس�لمة -وهي أمة كبي�رة جداً ،مئات
املاليي�ن من املس�لمين -أن نكون قطيعً ا كالحيوان�ات ،يقتلون منا،
ويس�تعبدون ،ويأس�رون ،ويس�فكون الدماء ،ويم�ررون املؤامرات
تلو املؤامرات ،ويفعلون بنا ما يش�اؤون ويريدون وهم مطمئنون كل
32
االطمئنان أنهم لن يُقَ ابَلوا بموقف ،وأن حالة الصمت واالستسلام
والسكوت والتدجين لصالحهم ستبقى هي الحالة القائمة في واقع
األمة ،واملسيطرة على األمة ،واملتغلبة في واقع األمة.
وله�ذا كان هذا املش�روع القرآني مهمً ا ،وضروريً�ا بحكم الواقع،
بحكم الظ�روف ،بحكم األخطار ،بحك�م التحديات ،وضروريًا من
منطلق القيم واملبادئ التي ننتمي إليها كمس�لمين ،أن ديننا ال يس�مح
لن�ا -حتى ل�و رضينا ألنفس�نا -أن نعيش حالة ال�ذل ،وحالة القهر،
وحالة الهوان ،وحالة االستسلام ،وفتحنا املجال ألعدائنا! وقلنا لهم
تفضل�وا ،فافعلوا بنا ما ش�ئتم! اقتلوا من ش�ئتم! وأْسِ �روا من ش�ئتم!
واهتكوا األعراض! ودمروا البلدان! وانهبوا الثروات واملقدرات كل
هذا لكم! لن يعفينا ذلك من املسؤولية أمام اهلل ،سنُحاسب ونُسأل ألن
موقفًا كهذا موقف قائم على أس�اس االستسالم والخنوع والخضوع
لصالح أعداء اإلنس�انية والبش�رية موقف كهذا هو موقف ال ينس�جم
ب�أي حالٍ من األحوال مع مبادئ اإلسلام وقيمه ،م�ع توجيهات اهلل
وتعليامته وأوامره املهمة والعظيمة واملقدسة في كتابه الكريم.
لذل�ك م�ن واقع الظ�روف التي تعيش�ها األمة ،وهي أم�ة أبناؤها
كبش�ر لهم إحس�اس ،لهم معاناة ،لهم واقع مؤس�ف ،يفرض عليهم
أن يتحركوا .الحالة اإلنس�انية ،اإلحس�اس بالكرامة ،اإلنسانية التي
33
هُ �دِ رت والتي اس�تبيحت ،اإلحس�اس بالذل والهوان ،اإلحس�اس
باالستهداف املمنهج والشامل يفرض علينا من واقع حسنا اإلنساني
أن ال نقب�ل بذل�ك ،وأن ال نصم�ت تجاه ذل�ك ،وأن ال نخضع إزاء
ذلك ،وكذلك موقفن�ا الديني ،انتامؤنا الديني ،قيمنا الدينية ،أخالقنا
الدينية ،وفي مقدمتها العزة.
من أهم األخالق في اإلسالم والقيم األصيلة واملهمة التي يجب
أن تحافظ عليها األمة هي( :العزة) اهلل سبحانه وتعالى قال في كتابه
َ ُْْ ُ ْ َّ ُ
الكري�م واملجي�دَ } :وللِهَِّ ال ِعزة َول َِرس��ولهِِ َول ِلمؤ ِمنِ�ين{ [املنافقون،]8
اهلل س�بحانه وتعال�ى وهو العزي�ز يريد لعباده أن يكون�وا أعزاء ،أراد
أيض�ا أن يعيش�وا بكرامة ،وك�رّ م بن�ي آدم وأراد له�م الكرامة،
له�م ً
وعامله�م بكرام�ة ،وق�دم إليهم حت�ى دين�ه بكرامة ،وق�دم تعليامته
وإرش�اداته وتوجيهات�ه له�م بكرامة ،وفيما يحقق له�م الكرامة في
(((
الدنيا واآلخرة.
ُ ْ َ ُْ َُ َ ُّ
3ـ من منطلق } َوأعِدوا له ْم َما است َطعت ْم م ِْن ق َّوةٍ{
بالع�ودة إلى مقابلة الس�يد حس�ين -رضوان اهلل علي���ه -مع قناة (أبو
ظب�ي) نج�د أنه أوج�ز الحديث ع�ن ه�ذا املش�ـروع ودوافعه وعن
الخطوة العملية املتمثلة في الشعار واملقاطعة بقوله:
((( من خطاب للسيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1439هـ.
34
"ي�ا أخي نحن معروف�ون من س�نتين ونصف عملنا يتمث�ل في تذكير
الناس بكتاب اهلل أمام الهجمة الرهيبة من أمريكا وإسـرائيل ضد اإلسالم
َ َ ُّ
واملسلمين .املسلمون عليهم مسؤولية كبيرة أمام اهلل ،اهلل يقول} :وأعِدوا
َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ ْ ُ َّ
لهم ما اس��تطعتم ِمن قوةٍ{ [األنفال ]60:ويقول في آيات كثيرة كلها تحث
املسلمين على أن يكون لديهم تأهب ملواجهة أعدائه وأعدائهم.
اإلنس�ان إذا كان لدي�ه معرف�ة بالبين�ات والهدى فعليه مس�ؤولية
ْ بْ َ ّ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ لنْ َّ
اتكبي�رة ،اهلل يق�ول} :إِن الذَِّي��ن يكتمون ما أنز ا مِ��ن اليِن ِ
ْ َ َُْ َ
ك يَلْ َع ُن ُه ْم اهللُ ْ َ ْ َ َ َّ َّ ُ َّ َ ُْ َ
اب أولئِ كت ِ
اس يِف ال ِ
واله��دى ِمن بع ِد ما بيناه ل ِلن ِ
َ ْ َ ُ ُ ْ َّ ُ َ
َويلعنهم الالعِنون{ [البقرة ]159:نحن أعتقد أن لدينا معرفة -بفضل
اهلل -بالبين�ات واله�دى فم�ن واجبن�ا نح�و اهلل -ونح�ن يجب ألاَّ
نخاف إال اهلل -أن نبين للناس ،فنحن ب َّينَّا للناس أن هذه املرحلة التي
نح�ن فيها ونقوله�ا اآلن للجميع ولكل من يس�مع قناتكم العزيزة:
أن املس�لمين الي�وم هم ف�ي مواجهة مرحل�ة خطيرة جدً ا حس�ب ما
أعتقد ،مرحلة مؤاخذة إلهية ،مرحلة تسليط إلهي؛ إذا لم يعودوا إليه
ويعودوا إلى كتابه بشكل جاد سيُسلّط عليهم أعداءهم .هذه القضية
نذكّ �ر الناس بها؛ فنحن ننطلق من هذه املس�ؤولية اإللهية في القرآن
بالتبيين للناس ،هذا هو الشـيء الذي أخذه اهلل على من لديهم معرفة
َ َ َ ُ ُ ْ َ َ تَ ُ َ ّ ُ َّ ُ َّ ْ َ َ َ ُ َ َ
اس وال
كت��اب لبيِننه ل ِلن ِ }ِإَوذ أخ��ذ اهلل مِيثاق الذَِّين أوتوا ال ِ
35
تكتمون��ه{ [آل عمران ]187:كثير من العلامء ،حت�ى هنا عندنا في اليمن
َ ُُْ َ ُ
ي�ودّ ون أنَّ بإمكانه�م أنْ يبيّنوا ،لكن هناك م�ن يضغط عليهم ،هناك
م�ن يجبرهم عل�ى ألاَّ يتفوّ هوا بكلمة على أس�اس الق�رآن والتبيين
الكامل والتبيين الصحيح للقرآن الكريم.
فنح�ن يا أخي هذا ه�و عملنا من البداية :تذكي�ر الناس بالقرآن ومن
َ َ ّ َّ
منطل�ق قول اهلل تعالى لرس�وله -صلوات اهلل عليه وعلى آل ��ه } :-فذك ِْر إِن َما
ٌ َْ َ ُ َ ّ
أنت مذك ِر{[الغاش�ية ]21:نحن نذكر فَمَ ْن َقب َِل فال بأس ،والذي ال يقبل ال
نفسقه.
توجهَ نا ،ال نكفّره ،وال ّ
نجبره على ذلك ،ال نفرض عليه أنْ يقبل ُّ
والتذكير ليس معناه مجرد أن تذكر أن هناك عدوًّ ا فقط ،بل يجب
أن تكون هناك رؤية تقدم للناس ،رؤية عملية ليتحركوا فيها.
على هذا األساس كان أمامنا قضيتان :رفع شعار
الله أكبر -الموت ألمريكا /الموت إلسرائيل /اللعنة على
اليهود -النصر لإلسالم
36
َ َ َُ ُ ُ َْ َ َ َ ُّ َ
4ـ من منطلق }يا أيها الذَِّين آ َمنوا كونوا أنصار اللهَِّ{
َات ال َّل ِه
(اشتَرَ وْ ا بِ َآي ِ
يقول الس�يد حسين رضوان اهلل عليه في محاضرة ْ
ثَمَ نًا َق ِليلاً ):
"ونح�ن نقول :مهام كان�ت الوعود ،مهام حاول�وا أن نصمت فلن
نصمت ،أليس كذلك؟ وإذا ما صمتنا ،ش�هدنا على أنفس�نا بأننا من
َ َُ ُ ُ َ َ ُّ َ
املعرضي�ن ع�ن كتاب اهلل الذي قال لنا} :يا أيها الذَِّين آمنوا كونوا
َ َْ َ
أنصار اهللِ{ [الصف :من اآلية ]14أفلا نكون من أنصار اهلل ولو بكلمة؟!
س�ننصر دي�ن اهلل ،وإذا لم ننص�ر اهلل ودينه أمام اليه�ود ،في مواجهة
اليهود فأمام من ننصره؟! إذا سكتنا في أوضاع كهذه فمتى سنتكلم؟
متى سنتكلم إذا سكتنا وهناك من يأمرنا بالصمت؟ سنتكلم ،ويجب
أن نكرر دائام ش�عار :اهلل أكبر -املوت ألمريكا /املوت إلسرائيل/
اللعنة على اليهود -النصر لإلسالم في كل جمعة وفي كل اجتامع.
ويقول في الدرس الثاني والعشـرين من دروس رمضان:
"اإلنس�ان الذي هو يعتبر مجاهدً ا يجب أن يبذل جهده في س�بيل
اهلل ،ويع�رف م�اذا ينبغ�ي أن يعم�ل ،وأعتق�د فعلاً أن رفع الش�عار،
واملقاطع�ة االقتصادي�ة ،تعتبر م�ن الجهاد في س�بيل اهلل ،ولها أثرها
امله�م فعلاً ،بل ق�د يكون هذا الجهاد أش�د عل�ى األمريكيين مام لو
37
كنا عصابات نتلقَّ ى لهم ونقتلهم فعلاً ،أنا أعتقد هذا :أن أثره عليهم
أش�د من هذا ،يؤثر عليهم بش�كل كبير من الناحية املعنوية والنفسية
بالش�كل الذي ال يس�تطيعون أن يواجهوه بأي مقولة من مقوالتهم،
عل�ى م�دى س�نتين ل�م يس�تطيعوا أن يقول�وا :إرهابيي�ن نهائـيًّا ،لم
يس�تطيعوا أن يوقفوه ب�أي طريقة أبدً ا ،وال اس�تطاعوا أن يلصقوا به
ش�يئًا يعتبر ذريعة ،وفي نف�س الوقت يعرفون أنه يضـربهم ضـربات
نفسيَّة ومعنويَّة رهيبة".
38
فما الذي يجوز وال�ذي ال يجوز من هذا؟ الذي يصد عن س�بيل
اهلل من داخل املسجد هو الذي ال يجوز له ،وهو الذي يرتكب قبيح ًا
ويرتك�ب جريمة؛ ألن�ك أنت ما دخل�ك في هذا على أق�ل تقدير؟
إذا أنت لس�ت منطلق ًا في هذا املوضوع فاس�كت ال تحاول أن تثبط
آخري�ن ،ال تح�اول أن تعارض آخرين ،ال يجوز ل�ك هذا ،ال يجوز
لك حتى لو عندك بأنه (ليس له فائدة).
َْ
ق�ال اهلل س�بحانه وتعال�ى عن ض�رورة الب�راءة من أع�داء اهلل} :قد
اَ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ ٌ َ َ َ ٌ ْ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ ْ ْ َّ
كنت لكم أسوة حسنة يِف إِبراهِيم والذَِّين معه إِذ قالوا لِقوم ِِهم إِنا
َ َ َ ُ ََ َََْ ُ ُ ْ َ َّ َ ْ ُ ُ َ ُ
ون اهللِ كف ْرنا بِك ْم َوبدا بيننا ِ د ِن م ون ب َراء مِنك��م ومِما تعبد
ُ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ بْ َ ْ َ َ َ ً َ ىَّ ُ ْ ُ
وبينكم العداوة والغضاء أبدا حت تؤمِنوا بِاهللِ وحده{ [املمتحنة.]4
يْ اَ ُ َ ً ُ ْ ُ َ
تد ق ْوما يؤمِن��ون بِاهللِ َوالَ ْو ِم ويق�ول س�بحانه وتعال�ى} :ل جَِ
اءهمْ َ َ
ُ َ ُّ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ُ هَ ُ َ َ ْ اَ ُ َ ُ ْ ْ ْ َ ُ آْ
خ ِر يوادون من حاد اهلل ورسول ولو كنوا آباءهم أو أبن ال ِ
ب ف ق ُلوبه ُ ُ َ َ ُ
�ير َت ُه ْم أ ْ َ أَ ْو إ ْخ َو َان ُه ْ
َ َ
يمان ال ��م ��ك ك َت َ َ
ئ ل و ��م أ ْو َع ِش َ
َ إِْ ِِ يِ ِ َ ِ
ْ أْ حَ
خل ُه ْم َج َّنات تْري مِ��ن تْتِ َها الن َه ُ جَ ُ ُّْ ُْ َوأ َّي َد ُهم ب ُ
ار ِ ٍ وح مِنه َويد ِ ��ر ٍ ِ
َ اَ َ َ ُ ُْ َ ُ َ
ِيها َر يِ َ ُ ْ ُ ْ َ َ َ
ح ْز ُب اهللِ أل ض اهلل عنهم َو َرضوا عنه أ ْولئِك ِ خالدِِين ف
ُ ُْْ ُ َ إ َّن ْ َ
حزب اهللِ ه ُم المفلِحون{ [املجادلة.]22 ِ ِ
39
وفي حديث خطير ومهم يقول الرس�ول (صل���وات اهلل عليه وعلى آله):
((لو أن عبداً قام ليله ،وصام نهاره ،وأنفق ماله في س���بيل اهلل ِعلْقاً
َد اهلل بين الرُّكن والمقام حتى يكون آخ ُر ذلك أن يُذبَح وعب َ
ِعلْق���اً َ
ِد إلى اهلل من عمله وزن ذرة، َما َصع َ
بين الركن والمقام مظلوماً ل َ
ِر المحبة ألولياء اهلل والعداوة ألعداء اهلل))".
حتى يُظه َ
•••
40
ما تدل عليه وتحمله مفردات ال�شعار
يق�ول الس�يد حس�ين رض���وان اهلل عليه ف�ي (الدرس الس�ادس) من
دروس شهر رمضان عند قول اهلل تعالى:
ُ ُ َْ ُْ ََ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َّ ْ َ َ َ َ َ
"}ومن أظلم مِمن منع مس��ا ِجد اهللِ أن يذكر فِيها اس��مه{
مس�ألة ذكر اسمه ليس فقط مجرد أن أحد ًا يقول :اهلل أكبر ،وإنام :اهلل
أكبر بفاعلية فعالً.
ولهذا انظر الفارق أليس املصلون يقولون :اهلل أكبر؟ عندما يقول
الشباب(:اهلل أكبر )...هل يوجد زيادة على ما يقولونه هم :اهلل أكبر؟
فلامذا ينطلقون بقوة عليهم ويمسكونهم ويسجنونهم؟!.
ه�ذه مواقف تنطلق م�ن إعطاء النفس حيوية على أس�اس إعطاء
م�اذا؟ ذكر اهلل حيوية( ،اهلل أكبر) هذه معناه�ا هام جد ًا جد ًا يعني إذا
ال اعرف معنى اس�م اهلل ال�ذي أذكره به فهو يعطيني انطالقة
كنت فع ً
هامة :ال أخش�ى غيره ،فعندما أقول( :اهلل أكب�ر) هو أكبر من أمريكا
وأكبر من إس�رائيل أكبر من أي طرف آخر ،إذ ًا فأنطلق ألرفع ش�عار ًا
ضدهم وأقول :املوت لهم (املوت ألمريكا املوت إلسرائيل) أليست
ه�ذه من قيمة ذك�ر اهلل بمعن�اه الحقيق�ي؟ أي إعطاء اس�مه فاعلية،
والتعام�ل معه�ا بإيجابي�ة بحيوي�ة ،وإال فهن�اك كثير م�ن الناس من
41
َ ْ َ َ
��أ تْلَ ُه ْم َم ْن َخلَ َق ُهمْيقولون} :آمنا{ هكذا مجرد الكالم } َولئِن س
يَ ُ ُ َّ ُ
لَقولن اهلل{ [الزخرف :من اآلي�ة ]87مجرد الكالم ال يكفي لوحده ،ال بد
أن يكون بالشكل الذي يعطي فاعلية يعطي أثر ًا منسج ًام مع مضمون
االس�م اإلله�ي( :اهلل أكب�ر) التي ه�ي من أب�رز الكالم في املس�جد
يدعى بها إلى الصالة( .اهلل أكبر اهلل أكبر) في أول األذان ،وتفتتح بها
الصالة ،وتتكرر داخل الصالة ،مضمون هذا االسم يجب أن يكون
بالش�كل ال�ذي إذا أن�ت ترفعه وتعم�ل على رفعه فيج�ب أن يكون
بالشكل الذي يترك مضمونه أثر ًا لديك يتمثل في مواقف تنطلق فيها
وإال فسيبقى مجرد كالم مثل كلمة املشركين( :اهلل) } َولَئ ْن َس َأ تْلَ ُهمْ
ِ
َ ْ َ َ َ ُ ْ يَ ُ ُ َّ ُ
من خلقه��م لَقولن اهلل{ [الزخرف :من اآلية ]87لك�ن هل انطلقوا على
مضمون هذه ليوحدوه ويتركوا اآللهة األخرى؟ ال".
42
مفردات هذا الش�عار وراء كل مفرد ٍة ثقاف�ة تواجه ثقافة من الضالل
والبغي التي يتحرك من خاللها أعداء اإلسالم للسيطرة على األمة".
(اهلل �أكبر)
لقد بدأ هذا الشعار بعبارة التكبير ،التكبير هلل( ،اهلل أكبر) ،بدأ هذا
الش�عار بهذه العبارة ليقدمها ثقافة ،ليرس�خها إيامنً�ا واعيًا واثـقً ا في
مرحلة حرصت فيها أمريكا وإس�ـرائيل ومن مع أمريكا وإس�ـرائيل
م�ن ق�وى النف�اق والعاملة عل�ى أن يرس�خوا في قل�وب الناس ،في
قلوب ومشاعر وواقع هذه األمة أن أمريكا أكبر من كل شـيء ،وأنه
يجب أن يرهبها الناس فوق كل ش�ـيء ،وأن يخافها الناس فوق كل
ش�ـيء ،وأن يستس�لم لها الن�اس ويرون فيها األكب�ر الذي يجب أن
يخضع�وا ل�ه ،واألكبر الذي يجب أن يستس�لموا ل�ه ،واألكبر الذي
يج�ب أن يطيعوه ،واألكب�ر الذي يرى الناس نفوس�هم في مواجهته
أنهم األصغر واألهون واألضعف واألعجز وبالتالي املستسلم.
لكن عبارة( :اهلل أكبر) في هذا املوقع في إطار هذا املوقف رسخت
قناع�ة رس�خت إيامنًا وعقي�د ًة ومبدءًا وفك�رً ا وثقاف� ًة أن اهلل العظيم
ملك السموات واألرض رب العاملين هو األكبر ،وأن أولئك الطغاة
املستكبرين هم ال شـيء أمام جبروت اهلل وقدرة اهلل وكبرياء اهلل.
43
ه�و األكبر فلنثق به ،هو األكب�ر فلنتوكل عليه ،هو األكبر فلنعتمد
عليه ،هو األكبر فلنس�تنصـر به ولنس�ـر في الطري�ق التي وعدنا فيها
بالنصـ�ر ،ه�و األكبر الذي يجب أن نخش�اه فال نقصـ�ر ،هو األكبر
ال�ذي يج�ب أن نخاف منه فال نهم�ل وال نتراج�ع وال نضعف ،هو
األكبر الذي يجب أن نعتز به في مواجهة كل الطغاة واملستكبرين.
ه�و األكبر الذي يجب أن نطمئن وأن نش�عر بالثقة واألمل عندما
نتوكل عليه ونسير في طريقه ونعتمد عليه ،هو األكبر الذي يجب أن
تمتلئ قلوبنا خش�ية منه ،إجاللاً له ،تعظيمً ا له ،إكبارً ا له حتى يصغر
كل ما سواه في أعيننا ،هو األكبر.
ه�ذه الثقاف�ة املهمة جدًّ ا التي قدمها هذا الش�عار ف�ي مواجهة كل
أصوات السوء ،أصوات الباطل ،أصوات ودعوات وكتابات وأقوال
وفت�اوى املرجفين والعملاء واملتخاذلين واملنافقي�ن الذين يريدون
أن يرس�خوا في نفوس األمة أن أمريكا هي األكبر وبالتالي هي التي
يجب أن تُخاف وأن تُعبد من دون اهلل سبحانه وتعالى ،فيكون أمرها
هو النافذ وكلمتها هي العليا وتوجيهاتها هي املطاعة وسياساتها هي
املعتمدة.
44
(الموت لأمريكا الموت لإ�سـرائيل)
في الش�عار نفس�ه جاءت الفق�رة الثاني�ة والثالثة لتق�ول( :املوت
ألمريكا املوت إلس�ـرائيل) في مرحلة أرادت منا أمريكا وعمالؤها
املنافقون وأولياؤها املرجفون هي وإس�ـرائيل أن نقدس أمريكا ،أن
نخض�ع ألمريكا ،أن نترك ألمريكا املجال لتفعل بنا ما تش�اء وتريد،
لتقتل وتميت دون أن يكون لنا موقف ،دون أن نقول شيئًا ودون أن
نعمل شيئًا.
ف�ي مرحل�ة أرادت فيه�ا أمري�كا وإس�ـرائيل وأولي�اء أمري�كا
وإس�ـرائيل وعمالء أمريكا وإسـرائيل لهذه األمة املوت ،املوت في
كل املج�االت ،املوت قتًل�اً ،واملوت خضوعً ا واستسلامً ا ،واملوت
عجزً ا وانهيارً ا وذلاًّ ،املوت بكل أشكاله املعنوية والحقيقية.
ج�اء هذا الش�عار ليعلِّمن�ا كيف نك�ون تجاه هذا الع�دو الذي ال
يجوز ألحد أن يواليه وال أن يكون عميلاً له ،هذا العدو الذي يجب
أن نتخ�ذه ع�دوًّ ا ،هذا العدو ال�ذي يميت األمة ،يقت�ل األمة ،يميت
ثقاف�ة األم�ة ،عزة األم�ة ،مجد األمة ،يس�تهدف األمة بكل أش�كال
االستهداف أمريكا وإسـرائيل أن نتخذهم أعداء ،وأن نقول :املوت
لهم ،وأن ننادي بعدائنا وأن نظهر س�خطنا تجاه ما يعملون ،أن نعبر
45
عن عزتنا ،عن إبائنا ،عن إحساس�نا ،عن مشاعرنا ،عن وجودنا ،عن
حضورنا ،عن أنَّا أمة تعادي من عاداها ،وتقف بوجه من يستهدفها،
ولس�نا أمة مس�تباحة تترك املج�ال لآلخرين ليفعلوا بها ما يش�اؤون
ويريدون وال يكون لها موقف وال صوت وال حركة وكأنها ميتة.
46
على بش�اعتهم وأن تقدمهم للعالم ليسودوا العالم ،ليسودوا العالم،
ليقودوا العالم ،ليهيمنوا على العالم ،باعتبار أنهم هم األكبر واألكثر
كفاءة لقيادة العالم.
جاءت عبارة( :اللعنة على اليهود) لتحكي موقفًا يعبر عن حقيقة
ما هم عليه ،أنهم أش�ـرار ،أن اهلل قد لعنهم ملا هم عليه من ش�ـر ،ملا
ه�م علي�ه من طغيان ،ملا هم عليه من فس�اد ،ملا ه�م عليه من إجرام،
ملا يمثلونه على البش�ـرية من خطر وش�ـر ومكر وكيد وإجرام وكل
مظاهر الشـر وكل مظاهر الطغيان.
(الن�صـر للإ�سالم)
ثم ختم هذا الش�عار بعبارة هي( :النصـر لإلسالم) لتؤكد حقيقة
الوع�د اإلله�ي الص�ادق بالنصـ�ر لهذا اإلسلام بقيمه املثل�ى ،هذا
اإلسالم بمبادئه الحقة ،هذا اإلسالم بأخالقه العظيمة ،هذا اإلسالم
بمش�ـروعه الع�ادل ف�ي الحي�اة ،ه�ذا اإلسلام الذي كرم اإلنس�ان
والذي أراد لإلنس�ان أش�ـرف دور يقوم به في الساموات واألرض،
وأعظم مس�ؤولية ،هذا اإلسلام ،لكن اإلسلام ال�ذي قدمه القرآن
وتحرك على أساس�ه محمد -صلوات اهلل عليه وعلى آله -وليس اإلسالم
الزائ�ف ،النصر لإلسلام ألن األعداء يريدون له أن يش�وه ،يريدون
47
أن يرس�خوا على مس�توى الذهنية العاملية في كل الدنيا أنه دين شـر
ومنبع إرهاب وفساد ،أنه دين انحطاط ،أنه دين ال قيم له وال شـرف
ل�ه وال ضمير له ،أنه دين هزيمة ،دين يك�ون املنتمون إليه هم األذل
واألحط واألعجز في كل الدنيا.
ج�اءت ه�ذه العب�ارة لتق�دم الحقيق�ة الناصع�ة أنه الدي�ن الذي
س�ينتصـر ،هو الدين الذي ستحتاج إليه البشـرية ،هو الدين الذي ال
خالص للبشـرية ال من ظلم وطغيان وفساد أولئك األشـرار اليهود
ومن يدور في فلكهم إال بهذا اإلسلام ،بمشـروعه العادل ،بمبادئه
املثلى والعظيمة ،بأخالقه ،بسلوكياته بكل تفاصيله ،بروحيته".
(((
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في تأبين الشهيد القائد لعام 1434هـ.
48
إسـرائيل محل شبهة ال في عداوتها لإلسالم وال في ما ارتكبته بحق
املس�لمين وبحق البش�ـرية عمومً �ا من ظلم وإج�رام وطغيان ،وقتل
ملئ�ات اآلالف ،وس�فك للدم�اء بطريقة وحش�ية وفظيع�ة ،وامتهان
لكرامة الناس ،ونهب وسـرقة لثروات البشـرية ،واحتقار واستكبار
وإلى ما هناك ،ليس�ت محل ش�بهة ،لم تكن أمريكا محل شبهة ،وال
إسـرائيل محل شبهة ،ال على مستوى عداوتها لإلسالم واملسلمين،
اإلسالم في كل معامله :في نبيه وكتابه ومقدساته وتفاصيله ،وال على
مس�توى اس�تهدافها لألمة وألرضه�ا وعرضها وثرواته�ا ووجودها
كله ،وال على مستوى ما هي عليه في واقعها.
ه�ل أمريكا له�ا حضارة أخالقي�ة قائمة على الع�دل ،قائمة على
الح�ق ،قائم�ة عل�ى الخي�ر؟ أم ه�ي املتوحش�ة األكث�ر وحش�ية في
العالم مع إس�ـرائيل؟ لم تكن محل ش�بهة ولم تكن إسـرائيل محل
ش�بهة ول�م يكن اليهود محل ش�بهة ،بل هم أع�داء واضحون بينون
صـريحون على كل املستويات بام في ذلك على املستوى األخالقي.
فهو اس�تنهض األم�ة للتحرك ضد ه�ؤالء -الذي�ن يفتكون بها،
الذين يامرسون الطغيان عليها واإلجرام بحقها واالستهداف الشامل
لها -مع دعوة إلى كتاب اهلل ،إلى االهتداء به ،إلى التمس�ك به ،إلى
التثقف به.
49
هل هناك أرقى أو أسمى أو أوضح عدالة وأحقية من هذا املشـروع،
دعوة إلى القرآن ،واستنهاض لألمة في مواجهة شـر البرية واألعداء
األلداء املكش�وفين الواضحين ف�ي عداوتهم وإجرامهم ،مش�ـروع
واض�ح ،ومحق ،وعادل ،ليس فيه ش�بهة ،وليس في�ه غموض ،ولم
يستهدف طرفًا يكون هناك شك في مواجهته أو استهدافه.
اس�تنهض األمة لتداف�ع عن نفس�ها ،وعن دينها ،وع�ن عرضها،
وع�ن أرضه�ا ،عن وجودها ،دع�وة حق واضحة بين�ة ،حق واضح،
وح�ق بيّ�ن ،وقضية عادلة ال لبس فيها أب�دً ا ،ومع كل هذا الوضوح،
م�ع كل هذا الحق ،وُ وجِ َه هذا املش�ـروع من قب�ل الكثير من الناس،
ه�ذا يدل على ماذا؟ لقد كش�ف هذا املش�ـروع الواق�ع الرديء جدًّ ا
والس�يئ الذي وصلت إليه األمة (أمة اإلسلام) ويتحرك من داخل
األم�ة -الت�ي تقول عن نفس�ها أمة اإلسلام -يتح�رك الكثير عدا ًء
صـريـحا بيـنًا بكل وقاحة ضد دعوة الرجوع إلى القرآن.
ً
واجه�وا م�ن ناداهم :بأن تعالوا نتبع كت�اب اهلل ،تعالوا نتثقف به،
تعالوا نتمسك به ،نتحرك على أساسه ،ووقفوا ضد هذه الدعوة التي
كانت تمثل الدعوة التي تحرك بها رس�ول اهلل محمد -صلوا ت اهلل
عليه وعلى آله -من داخل األمة.
50
واجهوا القرآن في ثقافت�ه ،وَ واجهوا القرآن في موقفه ،وَ واجهوا
القرآن في رؤيته ،وَ واجهوا القرآن في دعوته ،وَ واجهوا رؤية القرآن
وثقافة القرآن وعوديت بأشد حاالت العداء ،وُ وجِ هت بكل أشكال
املواجهة وعلى كل املستويات.
عل�ى العم�وم هذا املش�روع القرآني بهتافه وش�عاره ،ومش�روعه
اآلخر املتعلق باملقاطعة للبضائع األمريكية واإلسرائيلية هو مشروع
نحتاج إليه كمس�لمين؛ ألن بقاءنا بال مش�روع يعن�ي البقاء في حالة
من االستسلام والصمت التي تخدم األعداء ،وهو مش�روع متنور؛
ألن الثقاف�ة القرآني�ة تتضم�ن رؤية ش�املة متكاملة ،تتن�اول الواقع
وتتناول مشاكل األمة وتتناول األحداث وطبيعة الصراع وما تحتاج
إليه األمة في مواجهة هذا".
(((
•••
51
الأهداف التي تحققت من الهتاف بال�شعار
يقول السيد عبد امللك بدر الدين الحوثي حفظه اهلل:
"أم�ام ه�ذا الواق�ع الخطر جد ًا الذي تعيش�ه األم�ة ،والذي يؤذن
بمرحلة متقدمة ،وليس�ت أول الطريقة بالنسبة لألمريكيين ،وليست
أول الخطوات بالنسبة ألمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم ،ال.
هي حلقة من حلقات ،خطوة من خطوات ،مرحلة من مراحل.
ف�ي هذا الواق�ع وتزامن ًا مع تل�ك املرحلة وتل�ك الظروف ،أطلق
الس�يد حس�ين ب�در الدين الحوث�ي رض���وان اهلل عليه الصرخ�ة في وجه
املستكبرين ،هتاف الحرية والبراءة ،شعار (اهلل أكبر -املوت ألمريكا
/املوت إلس�رائيل /اللعنة على اليهود -النصر لإلسلام) ،وأعلن
بذل�ك انطالقة املش�روع القرآني ،وذلك بتاري�خ 2002/1/17م،
صادف ذلك في آخر جمعة من شهر شوال في ذلك العام.
هذا املش�روع القرآن�ي الذي هذا ش�عاره ،يهدف إلى اس�تنهاض
األم�ة ملواجه�ة التحديات الكب�رى ،واملخاطر الجس�يمة التي تهدد
وجودها؛ نتيجة الهجمة األمريكية واإلسرائيلية غير املسبوقة ،وإلى
تصحي�ح وضع األمة بالعودة إلى القرآن الكري�م ،والتثقف بثقافته،
واالهت�داء به ،وإلى التحرك العمل�ي وفق خطوات متعددة ،كان من
52
بينها الش�عار ،ومن بينه�ا مقاطعة البضائع األمريكية واإلس�رائيلية،
ونشر الوعي في أوساط األمة.
هذا املشروع ركّ ز بشكل كبير على الصرخة بهذا الشعار والهتاف،
ركّ �ز بش�كل كبي�ر عل�ى التحري�ض ملقاطع�ة البضائ�ع األمريكي�ة
واإلس�رائيلية ،ملا تمثله هذه املسألة من أهمية كبيرة جد ًا في مواجهة
أمريكا ومواجهة إس�رائيل التي عامد قوتها هو إمكاناتها االقتصادية،
العناية بالثقافة القرآنية ونشر الوعي من خاللها والتحرك عملي ًا على
ضوئه�ا في مواجهة مؤامرات أمريكا وإس�رائيل ،في كل املجاالت،
والتصدي لهجمتهم الشرسة الشاملة على األمة.
(((
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1437هـ.
53
فصيحا غير أخرس ،من لم يكن أبكم يمكنه أن يهتف بهذه الخمس
ً
الكلامت ،أي :خطوة سهلة؛ لكنها مهمة وفاعلة ومؤثرة ولها أهداف
ولها نتائج ،وبداية ممكنة.
لم يأت ليدفع باألمة إلى موقف كبير جدًّ ا عليهم لم يتهيؤوا نفسيًّا
وال معنويـًّ�ا لالنتق�ال إليه ،بل انتقال مت�درج ،انتقال بتدرج ،خطوة
مفي�دة ،خروج من حال�ة الصمت وحالة الالموق�ف وحالة التنصل
ع�ن املس�ؤولية إل�ى املوق�ف وموقف مت�اح ،موقف س�هل ،موقف
ممكن.
ه�ذا املوقف حق�ق نتائج أولاً :على مس�توى الهاتفين بالش�عار،
لقد ترك أثرً ا معنويًّا كبيرً ا في أنفسهم ،هذا على مستوى الذين هتفوا
بالشعار وانطلقوا ،غيّـرَ واقعهم تاممً ا ،أحيا فيهم الشعور باملسؤولية،
أحي�ا فيهم الش�عور بالع�زة ،أحي�ا فيهم الش�عور بالق�وة ،أحيا فيهم
أنه�م أصبح�وا ف�ي موقع املس�ؤولية وبالتال�ي رأوا أنفس�هم بحاجة
إلى االلتجاء إلى اهلل ،رأوا نفوس�هم في حالة جهادية ،رأوا أنفس�هم
ف�ي موق�ف ،رأوا أنفس�هم أصبحوا ف�ي مباينة للظاملي�ن واملجرمين
واملس�تكبرين ،أصبح لهم موقف ،أصبح لهم مشـروع ،أصبحوا في
مواجهة تحدٍّ .
54
فحقق نقلة نفس�ية ومعنوي�ة وواقعية وعملية ،وترك أث�رً ا تربويـًّا
ترافق معه النش�اط التثقيفي املستمر الذي كان يقوم به السيد -رضوان
اهلل عليه -في الليل والنهار يتحرك دائـمً ا بتعبئة إيامنية وتثقيف قرآني
يعزز الروح املعنوية ،فترك أثره العظيم في وجدان الهاتفين بالش�عار
املتحركين املنطلقين الذين استجابوا وتحركوا في إطار هذا املشـروع
م�ع النش�اط التثقيفي املس�تمر والتعبئ�ة اإليامنية املس�تمرة ،فوجدوا
أنفس�هم في حالة ارتقاء معنوي إيامني وش�عور بالع�زة يتزايد ،العزة
اإليامني�ة ،وتعزي�ز لحالة الثقة باهلل س�بحانه وتعالى ،مع كل أس�بوع
م�ع كل ظ�رف ،كلما تزايد الوقت ،ش�عروا أكث�ر وأكث�ر بثقتهم باهلل
واعتامدهم على اهلل واحتقارهم لكل أولئك الطاغين واملستكبرين.
55
تواجه حالة معينة ،مش�روع معين تعمل علي�ه أمريكا وتتحرك أيض ًا
على أساسه إسرائيل.
فهو كذلك مش�روع اس�تنهاض لألمة للتحرك عملي ًا في مواجهة
األخطار الحقيقية؛ ألن الكثير من أبناء األمة ،وفي أوس�اط األمة -
عمومً ا -مستاء بالتأكيد من أمريكا ،ومستاء من إسرائيل ،وله موقف
مختزن في داخله يعبر عن هذا االس�تياء ،ويحمل هذا االستياء لكنه
ال يترج�م عمليًا ،حالة الجمود والغفلة والس�كوت والقعود يجعل
من األمة ضحية وفريس�ة س�هلة ألعدائها ،ويجعل منها أيض ًا ساحة
مفتوح�ة لالس�تقطاب ألن هذه الفئة الس�اكتة الجامدة التي تش�كل
أغلبية األمة.
أغلبية األمة هي قابلة ألن يضمحل في واقعها هذا االس�تياء ،هي
أيضا مفتوحة
قابلة ألن تكون س�احة مفتوحة لالس�تقطاب ،وساحة ً
ومي�دان مفتوح كذلك للتضليل واإلغ�واء ،يعني ليس لديها حصانة
معنوي�ة ثقافي�ة فكري�ة تحميها من ذل�ك؛ كان من أه�م أهداف هذه
الصرخ�ة وهذا املش�روع مواجه�ة فرض حالة الصمت والس�كوت
التي واكبت التحرك األمريكي واإلس�رائيلي؛ ألن الذي كان يجري
ف�ي مقابل ه�ذا التحرك الكبي�ر لألمريكيين وهذه الهجمة الشرس�ة
وغير املس�بوقة على األمة ،كان الذي يواك�ب ذلك وكان يتزامن مع
56
ذلك فرض لحالة الصمت وحالة الس�كوت في أوس�اط األمة أن ال
أحد يتحرك ،أن ال أحد يتخذ موقفاً ،ال أحد ينش�ط في أوساط األمة
الستنهاضها في مواجهة هذا الخطر .وهذه املسالة سيئة للغاية؛ ألن
معناه�ا تكبيل الش�عوب بقيود ال�ذل والهوان وتقديم األمة فريس�ة
س�هلة ألعدائها وتهيئة األمة لس�يطرة أعدائها دونام أي كلفة بالنس�بة
لألمريكي".
(((
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1437هـ.
57
إنها من وجهة نظر األمريكيين -اليهود والنصارى -تشكل خطورة
بالغ�ة عليه�م .لنقل ألنفس�نا عندما نقول :ماذا نعم�ل؟ هكذا اعمل
وه�و أضع�ف اإليمان أن تعمل هك�ذا ،ف�ي اجتامعاتن�ا ،بعد صالة
الجمعة ،وستعرفون أنها صـرخة مؤثرة ،كيف سينطلق املنافقون هنا
وهناك واملرجفون هنا وهناك ليخوفوكم ،يتساءلون :ما هذا؟.
أتعرف�ون؟ املنافقون املرجفون هم املرآة الت�ي تعكس لك فاعلية
عمل�ك ض�د اليه�ود والنص�ارى؛ ألن املنافقي�ن هم إخ�وان اليهود
َ َ َُ َُ ُ َ
��ون ل ْخ َوان ِه ُم الذَِّينَ َ َ ْ َ َ ىَ
ِ إِِ والنص�ارى }أل��م تر إِل الذَِّي��ن نافقوا يقول
َ ْ ْ َ َ ْ ُ ْ ْ ُ ْ َ ُ َ َّ َ َ ُ
ْ لنَ ْ َْ ك َف ُ
َ
اب لئِن أخ ِرجت��م خرجن معكم وال ت
َ ِ ك
ِ ال ��ل
ِ ه أ نمِ وا ر
ْ ُ ْ َ َ ً َ ً ْ ُ ْ ُ ْ لنَ َ ْ ُ َ َّ ُ ُ ُ
طي��ع فِيكم أح��دا أبدا ِإَون قوت ِلت��م نصـرنكم{[الحش�ـر]11: ن ِ
فحتى تعرفوا أنتم ،وتسمعوا أنتم أثر صـرختكم ستسمعون املنافقين
هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصـرخة ،يتساءلون ملاذا؟ وينطلقون
ليخوفوكم من أن ترددوها.
إذً ا عرفنا أنَّ باس�تطاعتنا أن نعم�ل ،وأن بأيدينا وفي متناولنا كثيرً ا
م�ن األعمال ،وه�ذه الصـرخة اهلل أكب�ر -املوت ألمري�كا /املوت
إلس�رائيل /اللعنة على اليهود -النصر لإلسلام هي س�تترك أثرها
ستترك أثرً ا كبيرً ا في نفوس الناس ،إن شاء اهلل.
ما هو هذا األثر؟ .إنه الس�خط ،السخط الذي يتفاداه اليهود بكل
58
م�ا يمكن ،الس�خط الذي يعمل اليهود عل�ى أن يكون اآلخرون من
أبناء اإلسلام هم البديل الذي يقوم بالعم�ل عنهم في مواجهة أبناء
اإلسلام ،يتفادون أن يوجد في أنفس�نا س�خط عليه�م؛ ليتركوا هذا
الزعيم وهذا الرئيس وذلك امللك وذلك املس�ؤول وتلك األحزاب،
تتلق�ى هي الجفاء ،وتتلقى هي الس�خط ،وليبق�ى اليهود هم أولئك
الذي�ن يدفع�ون مبال�غ كبيرة لبن�اء م�دارس ومراكز صحي�ة وهكذا
ليمسحوا السخط.
إنهم يدفعون املليارات من أجل أن يتفادوا الس�خط في نفوس�نا،
إنه�م يعرف�ون ك�م س�يكون هذا الس�خط مكلفً�ا ،كم س�يكون هذا
الس�خط مخيفًا لهم .كم سيكون هذا السخط عاملاً مهـمًّ ا في جمع
كلمة املس�لمين ضدهم .كم س�يكون هذا الس�خط عاملاً مهـمًّ ا في
بن�اء األم�ة اقتصاديًّا وثقافيًّا وعلميًّا ،هم ليس�وا أغبي�اء مثلنا يقولون
ماذا نعمل؟ .هم يعرفون كل ش�ـيء ،من خاللهم تستطيع أن تعرف
م�اذا تعمل ،إذا كن�ت ال تعرف من خالل الق�رآن الكريم ماذا تعمل
ضدهم؟.
والق�رآن الكري�م هو ال�ذي أخبرنا عنهم ،وكي�ف نعمل ضدهم،
فحاوِل أن تعرف جيدً ا ما يدبره اليهود والنصارى؛ لتلمس في األخير
إلى أين يصل ولتعرف في األخير ماذا يمكن أن تعمل".
59
ويقول السيد عبد امللك بدر الدين الحوثي حفظه اهلل:
"إذً ا الشعار هو يعبر عن حالة سخط يجب أن تسود األمة ،ال ينبغي
أب�دً ا أن يحل محل هذا الس�خط حال�ة رضا ،ألن حال�ة الرضا تلك
هي التي س�تمهد ألن تقبل األمة بهيمن�ة أولئك وباحتاللهم للبلدان
وس�يطرتهم على املق�درات ،ويمكن من خالل ذلك أن تكون األمة
قابلة ألي شيء يأتي من جانبهم مهام كانت خطورته.
حالة السخط يجب أن تكون حالة قائمة في واقع األمة ،هي تهيئ
األم�ة لتبنّ�ي املواق�ف الالزمة ،وهي تحص�ن األمة تجعله�ا متنبهة،
مدرك�ة ،ترقُب الوض�ع ،ترصد األح�داث ،تتنبه لطبيع�ة املؤامرات
(((
واملكائد وبالتالي تتصدى لها.
60
أم�ة تعيش في مواجهة أخطار وتحديات ولها أعداء بهذا املس�توى،
به�ذا الخب�ث ،به�ذا املكر ،وتعي�ش حال ًة م�ن االس�تهداف الكبير.
بالتال�ي :هي تعيش حال�ة التدجين ،وحالة الخض�وع ،وهذه الحالة
عطّ ل�ت واقع األمة م�ن التوجه إلى عوامل البناء ،إل�ى عوامل القوة
ألن األم�ة التي تعيش اإلدراك واإلحس�اس بالخط�ر وبأن لها أعداء
يستهدفونها ،هذا اإلحساس وهذا الشعور يدفعها إلى أن تبحث عن
عوام�ل القوة ،لتبني نفس�ها ،لتكون قوي ًة فتتمك�ن من دفع األخطار
ومواجهة التحديات.
ولك�ن حينما تفق�د األم�ة ه�ذا الش�عور :اإلدراك للتح�دي،
واإلحس�اس بالخط�ر ،ومعرف�ة من ه�و الع�دو الحقيق�ي ،وطبيعة
االس�تهداف ،حينام تفقد هذا اإلحساس ،وهذا الشعور وتخسر هذا
اإلدراك بالتال�ي :تتجم�د ،ال تنه�ض ،ال تتحرك ،ال تبني نفس�ها ،ال
تبني واقعها ،تقبل باملستوى الذي هي عليه من الضعف!.
وله�ذا حتى على مس�توى النهوض الحض�اري األمة بحاجة إلى
أن ت�درك أنها تعي�ش تحديات وأخطارً ا يجب عليها أن تبني نفس�ها
لتك�ون قوي�ة ،لتك�ون ف�ي مس�توى مواجهة تل�ك األخط�ار وتلك
أيض�ا حالة من
التحدي�ات ،لك�ن حال�ة التدجين لألمة الت�ي رافقها ً
ترس�يخ الش�عور بالعج�ز والش�عور بالضع�ف والش�عور باإلحباط
61
والش�عور بالي�أس والنظرة إل�ى اآلخر أنه مهيم�ن وأن هيمنته قضاء
وق�در ال يمكن الفكاك منه ،هذه حالة س�يئة جدً ا أس�همت إلى ح ٍد
أيضا س�يطرتهم
كبي�ر ملصلحة األعداء أن ت�زداد هيمنتهم وأن تزداد ً
على بلداننا ومقدراتنا وشئوننا.
نح�ن حينما نتحدث ع�ن توصيف الواق�ع هذه هي مس�ألة مهمة
جدً ا ،التوصيف لواقعنا الذي نعيشه كعرب وكمسلمين ،والتوصيف
أيض�ا التوصيف والتحديد
أيضا والتش�خيص للحالة التي نعيش�هاً ،
ً
ملنب�ع الخطورة ،ومصدر الخط�ورة ،وجهة الخط�ورة التي تتهددنا،
ه�ذه كلها ه�ي ركائز واقعي�ة إذا أدركناها أدركنا وعرفن�ا ماذا يجب
أن نعم�ل؟ وماذا يج�ب أن نفعله لنغير هذا الواقع ب�دءًا من تغيير ما
ْ َّ َهّ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ ىَّ ُ َ ّ ُ ْ َ َ ْ ُ
��هم{
بأنفس�نا }إِن الل ال يغ�ِّي�ِّرِ م��ا بِقو ٍم حت يغ رِيوا ما بِأنف ِس ِ
[الرعد.]11
فهذا الش�عار هو يعبر عن حالة سخط يجب أن تعيشها األمة وأن
تتنام�ى هذه الحالة لتكون حصن ًا محصن ًا لألمة من اختراق األعداء،
أيضا فيام يقويها ،فيام تحتاج إليه من عوامل
لتك�ون حافزً ا لبناء األمة ً
وأيضا لتستفيد منه األمة بشكل كبير
ً القوة ملواجهة التحدي والخطر،
كعامل مهيئ لتبني املواقف الالزمة واالستعداد للمواقف الالزمة.
ف�ي املقاب�ل هن�اك من يعم�ل ملصلح�ة األع�داء فيعزز ف�ي واقع
62
األم�ة أوالً :النظرة اإليجابية إلى أعداءه�ا فيجمد األمة وتبقى على
حاله�ا وأس�وأ ،وثانيًا :يح�اول أن يوظف هذه األم�ة وكل مقدرات
األمة ملصلحة أعدائها على أس�اس أنهم أصدق�اء في قلب للحقائق
وتعكي�س لها ،ولذلك يجب أن نس�عى إلى نش�ر حال�ة الوعي التي
تترافق مع املوقف ،والش�واهد الكثي�رة والعظيمة واملهمة واملتجددة
كافي�ة في دحض كل زيف ينطلق م�ن جانب العمالء الذين يعملون
لصالح أعداء األمة.
الحظوا :من أهم ما تحرص عليه أمريكا وتحرص عليه إسرائيل
بالرغ�م من كل ما يفعلونه بأبناء اإلسلام ،م�ا يفعلونه بنا في املنطقة
العربية وغيرها ،ومام قد فعلوه من فظائع وجرائم وأمور رهيبة جدً ا،
لكنه�م بالرغم من كل ذل�ك يحرصون على أن يتفادوا س�خط هذه
األم�ة! وأن يخترق�وا هذه األمة ،أن يحتووا حالة الس�خط في داخل
ه�ذه األم�ة ،ب�ل أن يحولوها إل�ى حالة رض�ى ،وإلى نظ�رة إيجابية
نحوهم ،جهود كبيرة تصب في هذا الس�ياق إلى أن يعززوا ويخلقوا
نظ�ر ًة إيجابي� ًة تجاههم من داخل األمة! وفي هذا الس�ياق مش�اريع
ومؤام�رات كثيرة تتحرك ف�ي داخل األمة ،لتحقيق هذا الهدف حتى
ال تكون األمة س�اخط ًة عليهم باملس�توى وباملقدار الذي يهيئها ألن
تتبنى مواقف عدائية تجاه مواقفهم العدائية.
63
جه�ود كبي�رة ،واهتامم كبي�ر ،ومش�اريع متعددة ،عملي�ة متنوعة
ت َُش�غَّ ل ف�ي داخل األمة حت�ى ال تبقى النظرة الس�لبية قائمة في واقع
األمة إليهم على أنهم أعداء! وأنهم يس�تهدفون األمة في كل ش�يء،
وأنه�م مص�در الخط�ر ،وجه�ة الخطر ،ومنب�ع الخط�ورة على هذه
األمة !.ثم اش�تغلوا بوسائل كثيرة جدً ا ،وحاولوا أن يوجهوا بوصلة
الع�داء هن�اك بعيدً ا عنهم إل�ى أطراف أخرى ،وإل�ى جهات أخرى،
فيام حاولوا أن يعززوا في واقع األمة نظر ًة مختلف ًة إليهم ،وس�اهمت
األنظم�ة والحكوم�ات إس�هامً ا كبي�رً ا في ه�ذا املج�ال لتعزيز نظرة
إيجابي�ة إل�ى األمريكيي�ن! والبعض حت�ى إلى اإلس�رائيليين! .هذه
مأساة يترتب عليها نتائج سلبية للغاية؛ ألن األمة لو أصبحت نظرتها
عاملا مثبطً ا لألمة عن تبني
ً إلى أعدائها نظر ًة إيجابية فهذا س�يكون
املواقف الالزمة تجاه األخطار التي تتهددها من جانب أولئك.
يجعلون األمة غافل ًة عن مؤامراتهم ومكائدهم ،يجعل األمة هي
ذاته�ا متقبل ًة منه�م ،ما يفرضونه عليه�ا فيام يضربه�ا ويذلها ويهينها
ويضعفه�ا ويوصلها إلى املس�توى الذي يريدون�ه ويريدون أن تصل
(((
إليه! وهذه مأساة ،هذه كارثة ،هذه مسألة في غاية الخطورة.
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1435هـ.
64
4ـ خطوة عملية مهمة لمواجهة م�شروع النفاق والعمالة
والتدجين:
مثَّل الش�عار واملقاطع�ة للبضائع األمريكية واإلس�ـرائيلية خطوة
عملية مهمة ملواجهة مشـروع التدجين وفرض حالة الوالء والتسليم
املطلق ألمريكا واإلذعان لها وإلس�ـرائيل؛ ألنه تفرَّ ع عن املش�ـروع
األمريك�ي اإلس�ـرائيلي الغربي في الس�يطرة على األم�ة ،تفرَّ ع عنه
مش�ـروع النف�اق من داخ�ل األم�ة ،األنظمة والحكوم�ات والقوى
السياس�ية التي ح�ذت حذوه�ا ،والتي ارتبط�ت عملـيًّا باملش�ـروع
األمريكي في السيطرة على األمة.
ف�ي حالة يُوَ ِّصفُ ها الق�رآن الكريم بأنها حالة نف�اق ،املنافقون من
داخ�ل األمة الذين يحملون املش�ـروع الهدَّ ام ف�ي ضـرب األمة من
الداخ�ل ،ف�ي فرض حال�ة الوالء داخ�ل األمة لصال�ح أعدائها ،في
فرض حالة التسليم املطلق داخل األمة ألعدائها.
هذا املش�ـروع النفاق�ي داخل األمة الذي حمل�ه منافقو األمة من
حكوماته�ا وأنظمتها وبعض القوى السياس�ية التي حذت حذوها؛
فعملت داخل األمة لتفرض على الشعوب حالة االستسالم ،وحالة
القبول بهيمنة أمريكا ،وحتى عدم االعتراض ،ومَ ْن يعترض يحاولوا
أنْ يقمع�وه بع�د أنْ يش�وهوه إعالمـيًّا وسياس�يًّا ويس�تهدفونه بكل
65
وسائل االس�تهداف؛ لتبقى الحالة السائدة في أوساط الشعوب هي
حالة االستسالم واإلذعان والخضوع الكامل ألمريكا وإسـرائيل.
ه�ذا املش�ـروع مش�ـروع الش�عار ومش�ـروع مقاطع�ة البضائ�ع
األمريكي�ة واإلس�ـرائيلية وما ترافق معه من ثقاف�ة قرآنية يواجه هذا
املش�ـروع ،يواجه املشـروع النفاقي و ُيفَعِّ ل األمة في حال ٍة من التعبير
ع�ن الع�داء والس�خط ويهيئ األم�ة ألي موقف تحتاج إلي�ه بالتالي
ملواجهة العدو ،خطوة أساس�ية تخ�رج بها األمة من حالة الالموقف
إل�ى املوقف ،وتُمنع م�ن حالة العامل�ة وحالة النفاق وحال�ة الهيمنة
والقبول بالهيمنة من داخل األمة نفسها.
فهو مش�ـروع يواج�ه مش�ـروعً ا آخر :مش�ـروع النف�اق والعاملة
م�ن داخل األمة الذي يحاول أن يفرض عل�ى األمة القبول بالهيمنة
األمريكي�ة ،والتس�ليم لها ،وعدم االعتراض عليه�ا ،وعدم تبني أي
موق�ف تجاهه�ا ،يح�اول أن يف�رض حال�ة الصمت وحال�ة القبول
وحالة الخضوع وحالة اإلذعان وحالة االستسالم.
فأتى هذا املشـروع ليقول :ال ،وليدفع األمة في االتجاه الصحيح
ليكون لها موقف ،ولتس�خط وتعبر عن س�خطها هذا ،وليهيئها هذا
الس�خط ألي موقف تحت�اج إليه في املس�تقبل ،ف�كان موقفًا مهـمًّ ا
66
إضافة إل�ى النتائج املهمة ملقاطعة البضائع األمريكية واإلس�ـرائيلية
على قوة األعداء أنفس�هم .كلام اتس�عت مس�احة هذا املشـروع كلام
(((
تجلَّى أثره في الواقع إن شاء اهلل أكثر فأكثر.
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1435هـ.
67
حريتهم التي يزعمون ويفتخرون بها ويخادعون الشعوب بها لم
تط�ق ولم تتحمل الهت�اف بخمس كلامت ،لم تطق حرية التعبير التي
يرددونه�ا كثي�رً ا ،لم تطقنا ول�م تتحملنا أن نعب�ر بخمس كلامت ،لم
يس�تطيعوا أن يتحمل�وا ،وديمقراطيتهم التي يتغنون به�ا ليلاً ونهارً ا
كذل�ك ل�م تتحمل خم�س كلامت ت�ردد بطريق�ة س�لمية وحضارية
معروفة ،حقوق اإلنس�ان كلها ذهبت أدراج الرياح فامتهن اإلنس�ان
وظلم اإلنسان وقهر ولم يكن له من حقوق.
ضـرب�ت هذه العناوين التي تس�تخدمها أمري�كا لضـرب املنطقة
َصفُ وا
واس�تهداف املنطقة ،س�ببت إرب�اكً ا كبيرً ا لم يقدروا عل�ى أن ي ِ
هذا الش�عار باإلرهاب؛ وبالتالي س�بب لهم هذا إرباكً ا كبيرً ا :ما هو
العنوان الذي يتحركون من خالله ملواجهة هذه املسيرة.
على مس�توى قوى النفاق كانت في حالة كبيرة من اإلحراج أمام
هذا املش�ـروع أم�ام هذه الخط�وة األولى في هذا املش�ـروع؛ ألنهم
إن تحرك�وا ملواجهته تحت عنوان إرهاب ال يمكن ،تحت حالة من
القمع واالس�تهداف فضيحة لهم وكش�ف لحقيقة أمرهم وعاملتهم
ونفاقهم وارتباطهم بأعداء اإلسالم".
(((
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1434هـ.
68
6ـ ف�ضح الم�شروع الأمريكي في اليمن:
يقول الس�يد حس�ين رض���وان اهلل عليه في محاضرة (الش�عار سلاح
وموقف):
مثلا ال يريدون أن يس�تمر هذا العمل،
ً "عندم�ا نجد األمريكيين
يعني أن هذا هو شاهد على أن لديهم خططً ا لليمن نفسه ،فهو يشكل
عائقً ا أمام خطط لهم في اليمن ،ليس�ت املس�ألة أنه�م ال يريدون أن
يرتفع هذا الشعار وليس لديهم أي فكرة حول اليمن ،وهم هناك في
بالدهم ،ويعتبر الكالم هذا في بلد (كم بيننا وبينه وما علينا منه) .ال،
إنه يعتبر هذا نفس�ه :موقفه من الش�عار هو شاهد على ماذا؟ على أن
هناك خطط ًا لألمريكيين في اليمن ،للهيمنة على اليمن".
69
وعصي على الهيمنة في مقابل من يحاولون تهيئة املجال وإيجاد بيئة
ٍّ
خصب�ة وقابلة للعاملة والخيانة والهيمنة والس�يطرة ملصلحة األعداء
لدرج�ة عجيبة ،تصب�ح العاملة فيها مح�ط افتخار وتنافس ،وس�لعة
رائج�ة في س�وق النف�اق ،فاملكس�ب األول من مكاس�ب الش�عار،
واملش�روع القرآني الذي الشعار هو عنوانه ،وإال فهو مشروع شامل
ومتكام�ل و َبنَّ�اء ونهضوي يبني األم�ة لتكون في مس�توى مواجهة
التحديات واألخطار.
الش�عار واملقاطع�ة من مكاس�بها األولية هو هذا املكس�ب :توفر
حال�ة من املنعة الداخلية ،حالة من الس�خط والعداء لألعداء تحمي
الداخل الشعبي لشعبنا وألمتنا ،تحميه من العاملة ،عندما يكون هناك
بيئ�ة هك�ذا ،بيئ�ة معادية لألعداء له�ا موقف مع�روف منهم ،تصبح
مسألة العاملة والخيانة مسألة خطيرة ويحسب العمالء والخونة ألف
ألف حساب قبل أن يتورطوا في ذلك ،لكن إذا كان هناك واقع مهيأ
لي�س هناك أي نش�اط عدائ�ي وال أي موقف ،يكون حينئذ مش�جع ًا
للكثير من ضعيفي اإليامن ،من الذين ليس لديهم ضمير وال إنسانية
وال مب�دأ وال وطني�ة وال أي ش�يء آخ�ر ،كل عوامل املنع�ة مفقودة
لديهم يمكن أن يس�تغلوا الفرصة عندما يج�دون بيئة متهيئة وقابلة؛
70
فيدخلوا في العاملة وال يتحاشون من أي شيء ويتسابقون فيها ،هذا
مكسب مهم ،مكسب مهم للغاية".
(((
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1434هـ.
71
ث�م حقق�ت لهم االرتق�اء إلى مس�توى االس�تعداد ألي مواجهة
وإلى مستوى االستعداد لتقديم النفس في سبيل اهلل سبحانه وتعالى
وبذل املال وتقديم أي شـيء.
هيأته�م إلى موقف ه�و :الصدع بالحق والبراءة من املس�تكبرين
واملباينة للطغاة والظاملين ،ثم هيأتهم إلى املستوى األكبر :بذل املال،
إلى املس�توى األعظم :ب�ذل النفس ،فكان مش�ـروعً ا حكيمً ا ارتقى
باألم�ة ،ومش�ـروعً ا تربويًّا حقق نقلة في النفوس كما حقق نقلة في
الواقع.
كان الش�عار خطوة أولى في مشـروع عملي عظيم مستمر يرتقي
باألم�ة إل�ى حيث يج�ب أن تك�ون أم�ة عزيزة قوي�ة متوح�دة ثابتة
مستبصـرة واعية متامسكة ثابتة في مواجهة أعدائها وفي مواجهة كل
التحديات.
البداي�ة هذه كانت بداية عجيبة ،بداية تدل على أن هذا املش�ـروع
كان بهداي�ة وبتس�ديد وبتوفي�ق م�ن اهلل رحمة بعب�اده ،كانت خطوة
متميزة ،جمعت أهدافًا كثيرة وحققت نتائج كثيرة ،ولربام الكثير من
الن�اس لم يعط لنفس�ه الفرص�ة أن يتعرف على أهمي�ة وعظمة ،وما
تحقق من نتائج لهذه الخطوة :الهتاف بالشعار.
72
9ـ ير�سخ فينا الثقة باهلل:
هذا الشعار أيض ًا هو يقدم ثقافة ويعالج حالة :إنه يرسخ فينا الثقة
ب�اهلل واالعتماد عل�ى اهلل وإيامننا بأن اهلل ه�و األكبر في ه�ذا الوجود
بكل�ه ،هو خالق هذا الوجود س�بحانه وتعالى وهو املهيمن والعظيم
واملقتدر ،وحينام نثق به ونعتمد عليه يمكننا أن نتحرك في واقع الحياة
وف�ي مواجهة هذا التح�دي بمعونته وبنصره وبتأييده وأن نسترش�د
بهديه العظيم والحكيم واملنير فنس�تبصر في واقعنا مهام كانت عتمة
الظلامت.
فالبعض لم يتقبّل هذا املش�روع الذي عنوانه الشعار نتيج ًة لليأس
واإلحباط والهزيمة النفس�ية التي اس�تحكمت وتعمَّ قت في نفوس
الكثير من أبناء األمة -لألسف -نتيجة أمور كثيرة :النشاط التثقيفي
غير املجدي ،غير الفاعل ،غير النافع ،النشاط التعليمي التثقيفي الذي
صحيحا ،بنا ًء س�ليمً ا،
ً ب في االتجاه الصحيح لبناء األمة بنا ًء
لم ي َُص ّ
بنا ًء يجعلها في مس�توى املسؤولية ،وفي مستوى مواجهة التحديات
واألخط�ار ،نتيج� ًة للح�رب اإلعالمي�ة والتضليلية التي تس�عى إلى
تدجي�ن األمة وتعزي�ز حالة الذل والهوان واالستسلام والخضوع،
الجه�ود الكبي�رة التي تب�ذل بكل الوس�ائل وكل األس�اليب لتركيع
األمة وإبقائها في حالة الخضوع املطلق ألعدائها جعل الكثير يعيش
73
ف�ي واقعه حالة اليأس حالة اإلحب�اط فقد أمله حتى باهلل ،وفقد أمله
في أمته وفي دينه وفي مبادئه ،ويعيش البعض حالة الهزيمة النفس�ية
التي ك َّبلَته وأقعدته فلم يرفع رأس�ه إلى األعلى ،ولم يجد عند نفس�ه
أي اندفاع لتحمل املسؤولية ،والتخاذ املوقف ،مثل هذا النوع يمكن
أن يعالج واقعه النفسي إذا كان لديه توجه لذلك ،إذا كان لديه توجه
ليعالج واقعه النفس�ي ،فهناك من األح�داث واملتغيرات والوقائع ما
يمكن أن يعزز األمل ،ما يمكن أن يعيد الثقة باهلل سبحانه وتعالى.
أيضا -الجانب الثقافي ،الثقافة القرآنية كفيلة حقً ا
ومن خالل ً -
ب�أن تع�زز األمل ب�اهلل والثقة به ،وأن تُخرج اإلنس�ان تاممً �ا من حالة
(((
اليأس واإلحباط".
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1438هـ .
74
ج�ر األمة إل�ى عداوات أخرى ،يقول ل�ك :ال ،ال تتحدث
أوالًّ :
عن إس�رائيل كع�دو ،وال عن أمريكا كعدو يش�كل خط�رً ا وتهديدً ا
للمنطقة! ال ،اترك هذا ،هذا كالم إيراني دعك من ذلك ،هناك أعداء
آخ�رون ،هن�اك إيران ،هناك الش�يعة ،هناك في اليمن من يس�مونهم
باالنقالبيين ،وهم هناك في العراق ،ويعطون لكلٍ تس�ميته ،وهناك،
وهن�اك ،فهو يحاول أن يتجه ببوصلة العداء داخل األمة إلى أطراف
أخ�رى وأن يحرفه�ا نهائيً�ا م�ن إس�رائيل ،بمعنى أن يش�طب داخل
األم�ة أي نظرة معادية إلس�رائيل ،وأن يمنع ويح�ول كل توجه معا ٍد
إلس�رائيل .أن ال تبق�ى النظ�رة داخ�ل األم�ة إلس�رائيل كع�دو ،ال،
تشطب هذه املسألة نهائيًا.
فه�م ي�رون في كل ص�وت معا ٍد إلس�رائيل ،في كل تح�رك معا ٍد
إلس�رائيل أنه يش�كل خطرً ا مش�تركً ا يصفونه باإليراني حتى لو أنت
يمن�ي ،أبوك يمن�ي ،وأمك يمنية ،ومعروف ف�ي اليمن أنك فالن بن
فلان الفالن�ي ،لكن لك موقف معا ٍد من إس�رائيل س�يقولون عنك
أن�ك إيران�ي ولو كانت لهجت�ك ودمك ولحمك وش�حمك وبيتك
ومالبس�ك يمن�ي خلق�ك اهلل من ترب�ة اليمن س�يقولون ل�ك :أنت
إيراني ..أس�كت ..أصمت ..ال أحد يتحدث عن خطر إسرائيل ،ال
أحد يحرض أو يس�تنهض األمة تجاه الخطر اإلس�رائيلي ،يجب أن
نتعاون معها في مواجهة الخطر الفارسي ...إلى آخره.
75
فاالتجاه املوالي إلس�رائيل وأمريكا واملاد لجس�ور التطبيع معها
ه�و يعم�ل على ج�ر األمة إل�ى عداوات أخ�رى ،ومش�اكل أخرى،
وإغ�راق األم�ة في مش�اكل ال أول لها وال آخر حتى ينس�ى الجميع
إسرائيل.
ثاني�اً :تغيي�ب كل أش�كال التوعي�ة والتعبئ�ة لألمة ضد إس�رائيل
والخط�ر اإلس�رائيلي واألمريك�ي ثقافيً�ا وفكريً�ا وإعالميً�ا ،وكل
أشكال النشاط الشعبي والرسمي .وهذه مسألة خطيرة جدً ا.
اليوم املناهج الدراس�ية الرسمية في العالم العربي غابت منها مع
أنها كانت مقصرة في املاضي كانت مقصرة ،ولكن هناك س�عي ألن
يغي�ب منها نهائيًا كل مضامين التوعية والتعبئ�ة ،توعية أو تعبئة ضد
الخطر اإلس�رائيلي واالس�تعامري والخطر األمريكي أن يغيب منها
نهائيً�ا فلا يبقى أي إش�ارة في أي منهج مدرس�ي هن�ا أو هناك ضد
إس�رائيل ،فيه�ا توعية عن إس�رائيل عن خطر إس�رائيل ،عن القضية
الفلس�طينية ،عن املقدس�ات ،أو فيها تعبئة وتحريض على املس�توى
اإلعالمي كذلك.
اليوم القنوات البارزة لألنظمة املوالية إلسرائيل كيف تتعامل مع
إس�رائيل؟ وصلت إلى درجة أنها تجري مقابالت مع الناطق باس�م
الجيش اإلسرائيلي ،مع ضباط إسرائيليين ،مع إعالميين إسرائيليين
76
لتبري�ر م�ا تفعل�ه إس�رائيل وللتروي�ج إلس�رائيل من عل�ى منابرها،
أصبحت منابر تخدم بش�كل مباش�ر إس�رائيل ،وأصبح�ت كثير من
القنوات املعادية إلس�رائيل تُحارَ ب وتحجب وينزلونها من كثير من
األقامر الصناعية تُحارَ ب فيها وال تس�تقبلها وال تستضيفها هذا على
املستوى اإلعالمي.
على مس�توى الخطاب الديني معظم املنابر في العالم اإلسالمي
في املس�اجد في امل�دارس الدينية غ�اب منها نهائيًا التوعي�ة والتعبئة
ض�د الخطر اإلس�رائيلي واألمريك�ي واتجهت الكثي�ر منها لتعمل
بتموي�ل من تلك األنظمة -بالذات مثل :النظام الس�عودي -إلثارة
مش�اكل في داخل األمة ،للتعبئة ضد أبناء األمة ،ضد اليمنيين وضد
اإليرانيي�ن وضد اللبنانيين وضد حركات املقاومة وضد األحرار في
سوريا واألحرار في العراق واألحرار في البحرين ،وهكذا.
(((
77
أهدافه�م وم�ا يرومون�ه ،ه�ذا اختراق كبي�ر في واقع األم�ة وتحرك
لألس�ف الشديد محسوب على اإلسالم وباسم اإلسالم ،واإلسالم
ال الحالة التي عليها الطغيان األمريكي ،هو
بريء منه ،إنام يجس�د فع ً
يجس�د الطغيان األمريكي واإلس�رائيلي بكل بش�اعته وقبحه ،بكل
وجب�روت وبكل ما فيه من تحلل
ٍ وبطش
ٍ م�ا فيه من إجرا ٍم وعدوانٍ
وبُعد عن القيم اإلنسانية والفطرية التي فطر اهلل الناس عليها.
أع�داد كبي�رة م�ن التكفيريي�ن والقاع�دة والدواع�ش الذين هم
بمجمله�م صناع�ة لالس�تخبارات األمريكي�ة ،وه�م يتحركون في
واق�ع األمة تحت عناوين وأهداف وبش�كل إجرامي وبش�ع وفظيع
ويهدف�ون ف�ي املق�ام األول إل�ى إله�اء األم�ة وإش�غالها تاممً �ا ع�ن
أعدائه�ا الحقيقيي�ن ،عن إس�رائيل وعن أمريكا ،نش�اهد حتى اآلن
كي�ف تحركوا في العراق بش�كل كبير وتحركوا في س�وريا بش�كل
كبي�ر وامت�دوا إلى دول هنا وهن�اك ،لهم في اليمن أعمال رهيبة من
خلال هذا العدوان االجرامي على بلدنا ،بمعنى أن تحركهم تحرك
يس�تهدف املنطقة بكلها ،وأن هناك إمكانيات وقدرة لتفجير الوضع
ونشر االختالالت األمنية واس�تهداف البلدان في املنطقة بكلها من
ه�ذا البلد إلى ذاك ،وأن بوس�عهم وبإمكانه�م أن يتواجدوا في تلك
املنطقة إلى ذلك البلد إلى تلك الدولة وأن يعملوا هنا ،وهنا ،وهنا.
78
ال ضمن
طبعً �ا لو كانوا صادقين ،لو كان�وا مخلصين ،لو كانوا فع ً
مش�روع مس�تقل وهم على ه�ذا املس�توى والقدرة م�ن التحرك في
املنطق�ة عمومً �ا لكانوا تحرك�وا في فلس�طين ،أين ه�و موقفهم من
الع�دوان اإلس�رائيلي؟! بما أن لديهم ه�ذه الق�درة واإلمكانية إلى
الدخول حتى إلى البلدان املجاورة لفلس�طين بام فيه س�وريا ،ملاذا ال
يقفون املوقف املش�رف واملس�ؤول تج�اه العدو اإلس�رائيلي؟! .ال،
ال يفعلون ذلك ألن مش�روعهم لخدمة إس�رائيل أصلاً ويهدف إلى
تدمي�ر البنية الداخلي�ة لألمة بكل ما فيها على املس�توى االجتامعي،
على املس�توى الثقافي ،تدمير الش�عوب ،تدمير املؤسس�ات ،نس�ف
كل القي�م واألخالق ،تقديم أبش�ع صورة عن اإلسلام واملس�لمين
والتشويه لإلسالم واملسلمين.
وأيضا املحاولة من جانب األمريكيين واإلسرائيليين والغرب أن
ً
يستفيدوا من هؤالء في تحفيز الشعوب الغربية ضد اإلسالم ،وفي
تعبئتها ضد اإلسالم وضد املسلمين ،هذا الشيء يستفيد منه أولئك
هناك في بلدانهم في شعوبهم ،يعني يحصنهم على املستوى الثقافي
والفكري والعاطفي من أي ميل إلى اإلسالم حينام يرون ويشاهدون
ما يفعل أولئك من جرائم فضيعة وبشعة للغاية.
79
وبالتال�ي ه�ذا االخت�راق الكبير يه�دف إلى االنح�راف ببوصلة
أيض�ا يتحدث�ون أحيانًا بمش�اريع طائفي�ة أو ما
الع�داء ،ألن أولئ�ك ً
ش�اكلها ،يعن�ي ه�م يحاول�ون أن يضعف�وا األم�ة أن يدم�روا البنية
الداخلية لألمة ،أن يش�تتوا توجه األمة ،وأن يضعفوها ،وأن ينحرفوا
أيضا.
ببوصلة العداء إلى حيث تريده أمريكا وتريده إسرائيل ً
بالتالي نجد لزامً ا علينا أن نتحرك بهذا الش�عار اهلل أكبر -املوت
ألمري�كا /املوت إلس�رائيل /اللعنة على اليهود -النصر لإلسلام
وأن نردده في مساجدنا وفي مدارسنا وفي كل مؤسساتنا ومناسباتنا
وأن نعمم�ه وأن يتحول لدينا إل�ى ثقافة وتربية؛ لتبقى بوصلة العداء
دائمً �ا إل�ى منب�ع الخط�ورة الحقيقي�ة ،إلى إس�رائيل وإل�ى أمريكا،
وبالتال�ي لف�ت نظر وانتباه الن�اس إلى مؤامرات أمري�كا ومؤامرات
إس�رائيل ،ما تتحرك به أمريكا وإس�رائيل على كل املستويات :على
املستوى السياسي ،على املستوى االقتصادي ،على املستوى األمني،
على املستوى العسكري ،على كل املستويات.
ه�ذا ش�يء مه�م؛ ألنه�م يتحرك�ون تح�ركً ا ش�املاً وينش�طون
بإمكانيات هائلة ويستفيدون من واقع مؤسف في داخل األمة".
(((
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1435هـ.
80
11ـ ال�شعار يهيئ للمقاطعة االقت�صادية:
يقول الس�يد حس�ين رض���وان اهلل عليه في محاضرة (ف�ي ظالل دعاء
مكارم األخالق الدرس الثاني):
"ه�ذه الصـرخ�ة وحده�ا التي نري�د أن نرفعه�ا ،وأن تنتش�ـر في
املناط�ق األخ�رى وحده�ا تنبئ عن س�خط ش�ديد ،وم�ن يرفعونها
يستطيعون أن يضـربوا أمريكا ،يضـربوها اقتصاديًّا قبل أن تضـربهم
عس�كريًّا ،واالقتصاد عند األمريكيين مهم يحس�بون ألف حس�اب
للدوالر الواحد.
ه�ؤالء بإمكانه�م أن يقاطع�وا املنتجات األمريكي�ة ،أو منتجات
الش�ـركات التي له�ا عالق�ة باألمريكيي�ن ،وباليه�ود أو بالحكومة
األمريكية نفس�ها ،وحينئذ سيرون كم سيخس�ـرون؛ ألن من أصبح
ممتلئ ًا س�خطً ا ضد أمريكا وضد إس�ـرائيل أليس هو من سيستجيب
للمقاطعة االقتصادية؟ واملقاطعة االقتصادية منهكة جدًّ ا".
81
كبي�ر نح�ن نق�ول مثل موضوع ش�عار ومقاطع�ة اقتصادي�ة وتوجيه
للناس على هذا النحو يعتبر حربًا ،يعتبر تحصينًا لألمة من ماذا؟ من
حربهم الحقيقية.
لك�ن الح�ظ م�ن العجي�ب عندم�ا ال يوجد رؤي�ة بهذا الش�كل
وه�ي رؤية قرآنية يرش�د إليها الق�رآن يقولون (م�اذا نعمل؟!) وهم
كل واح�د يس�تطيع أن يعمل الكثير (ماذا نعمل؟) وس�ائل أن تعمل
كثي�رة ،مطبوع�ات متوفرة أش�رطة متوفرة ،األموال ،بأم�وال الناس
بإمكانياتهم الحاصلة يس�تطيعون أن يك�ون لهم حركة ثقافية كبيرة،
َضح العدو
حركة دعائية ضد العدو كبيرة؛ ألنها أساس في القرآن :ف ْ
وما هو عليه ونواياه ،كذلك مواقف ،ش�عارات ،الش�عار يمثل حربًا
نفس�ية بالنس�بة لهم ،حرب ًا نفس�ية؛ ألنهم عندما يضربون في العراق
ورأوا الن�اس هنا ما س�كتوا ما يزال الش�عار (امل�وت ألمريكا املوت
إلسرائيل) رأوا أن هؤالء لم يتأثروا نفسي ًا هو في املقابل ينهزم نفسي ًا
ه�و ،أي :عندما يفجر هن�اك في األخير ينظر هنا ينظ�ر كم الذين قد
خافوا؟ كيف س�يظهر بأنك خفت منه؟ أن نفسيتك انهزمت؟ عندما
ي�راك تراجع�ت ،رأى الناس يرفعون ش�عارات من قب�ل أن يُضرب
الع�راق ومن بعد أن ُضرب العراق وأثناء ضرب�ه وأثناء عمله الكبير
الدعائ�ي اإلعالم�ي الذي ه�و يمثل م�اذا؟ حرب ًا نفس�ية وجدهم لم
82
يتراجع�وا يح�اول يس�جن ،يحاول كذا ،ل�م يتراجع�وا ،هي في حد
ذاتها حرب نفس�ية كبي�رة في مواجهتهم ،وإبطال لحرب نفس�ية من
عندهم".
83
أفكار أبناء هذا الشعب ،وإلى أفكار أبناء املسلمين وبين أن نسبقهم
نحن .أن نرس�خ في أذهان املس�لمين :أن أمريكا ه�ي اإلرهاب ،أن
أمريكا هي الشر ،أن اليهود والنصارى هم الشر حتى ال يسبقونا إلى
أن يفهم الناس هذه املصطلحات باملعاني األمريكية.
فعندما نرفع هذا الشعار -أيها اإلخوة -نحن نرفعه ونجد أن لـه
أثره الكبير في نفوس�نا ،وفي نفوس من يس�معون هذا الشعار ،حتى
من ال يرددون هذا الش�عار فإننا بترديدنا للش�عار من حولهم سنترك
أثر ًا في نفوس�هم ،هذا األثر هو أن اليه�ود ملعونين ،ونُذكر مثل هذا
الش�خص الذي ال يرفع هذا الش�عار بتلك اآلي�ات القرآنية ،وعندما
يس�مع (الش�عار) ونحن نهتف به ويعود ليقرأ (س�ورة البقرة) و(آل
عمران) و(املائدة) و(النساء) وغيرها من السور التي تحدث اهلل فيها
عن اليهود والنصارى ،س�يفهمهم أكثر من قبل أن يسمع هذا الشعار
يتردد من حوله.
ونح�ن عندما نهتف بهذا الش�عار يترافق معه توعي�ة كاملة ،كلها
تقوم على أس�اس أن منابع الش�ر وجذور الشر ،الفساد في األرض،
اإلره�اب لعباد اهلل ،الظلم لعباد اهلل ،القهر للبش�رية كلها هم أولئك
الذي�ن لعنهم اهلل ف�ي القرآن الكريم ،هم أولئ�ك اليهود ،هم أمريكا
وإسرائيل وكل من يدور في فلكهم".
84
14ـ ف�ضح عمالء �أمريكا وفي مقدمتهم الوهابيون:
يقول السيد حسين رضوان اهلل عليه في محاضرة (الشعار سالح وموقف):
"فالشعار هذا أثبت عندما مسحوه ،عندما تراه ممسوح ًا هو يشهد
-وهو ممس�وح -بماذا؟ أنه مؤث�ر على األمريكيي�ن ،عندما تراهم
يزيلوه يش�هد بأنه مؤثر على األمريكيين ،أيض ًا مؤثر على الوهابيين،
أيضا بش�كل كبير ،ال ن�دري كيف عملوا حتى
مؤث�ر على الوهابيين ً
أصبح�وا هكذا نافرين منَّه ،أما كان م�ن املحتمل أن يتقبلوا ويرفعوا
الش�عار ه�ذا؟ وخاصة أنه ليس محس�وب ًا عليهم وه�و ظهر من عند
أن�اس آخري�ن ،ملاذا نفروا منه! ملاذا حاول�وا أن ال يرفعوه! حتى ملاذا
يحاربونه؟! يحاربونه حرباً ،ال أدري ماذا لديهم من أهداف في هذه.
هو يش�هد ب�أن م�ن كان يُعرف عنهم أنهم باس�م دعاة لإلسلام،
وأنه�م أع�داء ألع�داء اهلل ،وأش�ياء من ه�ذه ،أنها عبارة ع�ن كالم؛
ألنه�م ل�و كانوا أع�داء حقيقيين ألمري�كا ،أعداء إلس�رائيل ،أعداء
لليه�ود والنص�ارى لكان لهم م�ن املواقف أعظم مام لنا :ش�عارات،
مظاه�رات ،ه�م اآلن في الس�احة عبارة عن حزب كبير تحت اس�م
(ح�زب اإلصلاح) ،ح�زب كبي�ر ،ألي�س باس�تطاعته أن يك�ون له
مظاه�رات؟ مثلما يعمل الش�يعة ف�ي لبن�ان ،مثلام يعمل الش�يعة في
85
إي�ران ،مظاهرات ضد أمريكا ،مظاهرات ضد إس�رائيل ،يكون لهم
شعارات يرفعونها ،يوزعونها.
لك�ن وال كلم�ة وال موق�ف ،هذا يثير الش�ك فيهم ه�م؛ أو أنهم
ليس�وا موفقين إلى أن يكون لهم موقف مش�رف ضد أعداء اهلل ،يثير
الشك -أيض ًا -في رموزهم أن لهم عالقات ،هذا الذي كُ شِ ف أخير ًا
عندما كانوا منذ زمن يأخذون ش�باب اليمن ليقاتلوا في أفغانس�تان،
ال ألفغانس�تان ،وإذا بأمري�كا هي التي
أي�ام االتحاد الس�وفيتي محت ً
كانت توجه بهذا وتموله ،وأخذت تصريح ًا من الرئيس بهذا وغيره،
فهي كانت أوام�ر أمريكية تأتي لهؤالء وتوجيهات أمريكية وتمويل
أمريك�ي ،وعندم�ا أصبح الجهاد ض�د أمريكا انته�ى الجهاد ،وكأنه
أقف�ل ب�اب الجهاد ضد أمريكا ،مل�اذا أما ضد االتحاد الس�وفيتي أنه
مشروع وضد أمريكا وإسرائيل لم يعد مشروعاً؟.
مثلا -يحاولون أن ال يحصل
ً الش�يء اآلخر أنهم قد يكونون -
م�ن جانبه�م ما يج�رح مش�اعر أمري�كا ،ربما يحتاج�ون ألمريكا،
سيحتاجونها في الوصول إلى السلطة ،وأشياء من هذه ،فال يحاولون
أن يجرحوا مش�اعرها ،معناه أنهم ليس�وا حرك�ة دينية تنطلق لخدمة
اإلسلام والدفاع عن اإلسلام ،بل حركة لها مقاصد أخرى ممكن
أن تضحي باإلسالم من أجل مقاصدها".
86
15ـ �إيقاظ ال�شعوب وتنبيهها با�ستمرار:
يقول السيد عبد امللك بدر الدين الحوثي حفظه اهلل:
"إيق�اظ الش�عوب ،وتنبي�ه األم�ة تج�اه تح�رك األعداء الش�امل
ومؤامراتهم مس�ألة مهمة؛ ألن حالة الغفلة ،وحالة االنخداع بطبيعة
العناوي�ن التي تتحرك م�ن خاللها أمريكا ،حالة س�ائدة لدى الكثير
م�ن الش�عوب ،وخصوص ًا حينما ال يكون هناك تح�رك كبير لفضح
املؤامرات األمريكية واإلس�رائيلية .فعملي�ة اإليقاظ لألمة من حالة
الخطِ ر جدً ا
الغفلة ،حالة الس�بات التي تعيش فيها تجاه هذا التحرك َ
(((
بكل ما تعنيه الكلمة كان من أهداف هذه الصرخة".
ُ َّ ُ
َ -16ال�ش��عار من م�ص��اديق ق��ول اهلل تعال��ىَ } :وقل له ْم يِف
َ ً ً ُ
أنف ِس ِه ْم ق ْوال بَلِيغا{
قال السيد حس�ين رضوان اهلل عليه في (الدرس العشرين من دروس
شهر رمضان):
(اإلنس�ان املؤمن عليه أن ينطلق ويكون الشيء الذي يسيطر على
مش�اعره هو العمل هلل وفي سبيله بمقدار ما يكون كالمه بليغً ا له أثر
ف�ي نفس�ية هذا العدو ،ول�ه أثر إيجابي في ماذا؟ ف�ي املجال العملي
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1437هـ.
87
ل�ك أن تقوله ،من الكالم الذي يس�وء اليه�ود والنصارى ويخافون
منه كلمة (املوت) "املوت ألمريكا" ال يحب أن يس�مع كلمة (موت)
نهائيً�ا نهائيًا "املوت ألمريكا املوت إلس�رائيل" وله�ذا قال اهلل هناك
ُ ْ ُْ ُ ُ ْ َْ
ظكم{[آل عم�ران ]119 :قل موتوا بغيظكم،
ف�ي اآلية} :قل موت��وا بِغي ِ
َ َُ لُ ُّ َ ْ
وذكره�م هو س�بحانه وتعال�ى باملوت ف�ي قول�ه }ك نف ٍس ذآئِقة
َّ َ ُ َ َّ ْ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ َْْ
ت ِإَونما توفون أجوركم يوم ال ِقيام ِة{ [آل عمران ]185 :جاءت بعد المو ِ
الكالم عن بني إسرائيل مع أنها ال تعتبر كلمة سيئة ،لكن هي بالنسبة
لهم تس�وؤهم أن يسمعوها .وعندما تنطلق يجب أن تنطلق في إطار
عملي ليس�ت مجرد كلمة تش�فِّي هكذا ،بل كلمة لها تأثيرها ،كلمة
تنطلق من جهة هي تعمل لتقف في وجوههم على أساس كتاب اهلل
وبإذن اهلل.
فهذا العمل في نفس الوقت له إيجابية كبيرة جداً ،شعار (اهلل أكبر
-امل�وت ألمريكا /املوت إلس�رائيل /اللعنة عل�ى اليهود -النصر
لإلسالم) كلامت هامة ولها أثر كبير في نفس الوقت أمام أشياء كثيرة
في نفس�ياتهم من املؤامرات والخطط والخبث وتس�د أمامهم منافذ
كثيرة من التي يحاولون أن يستغلوها".
88
ال�صرخة موقف ديني ولي�ست عم ًال حزبي ًا �أو طائفي ًا
يقول الس�يد حسين رضوان اهلل عليه في محاضرة (الصرخة في وجه
املستكبرين):
ونح�ن س�نصرخ -وإن كان البعض منا داخ�ل أحزاب متعددة
-س�نصرخ أينما كنَّ�ا ،نح�ن ال نزال يمنيي�ن ،وال ن�زال فوق ذلك
مس�لمين ،نح�ن ال نزال ش�يعة ،نح�ن ال نزال نحم�ل روحية أهل
البي�ت الت�ي ما س�كتت عن الظاملين ،التي لم تس�كت ي�وم انطلق
أولئ�ك من علامء الس�وء م�ن املغفلين الذي�ن لم يفهموا اإلسلام
يدجنوننا نحن
ليدجنوا األم�ة للظاملين ،فأصبح الظاملون ِّ
ِّ فانطلقوا
املسلمين لليهود.
أليس هذا الزمان هو زمن الحقائق؟ أليس هو الزمن الذي تجلى
فيه كل ش�يء؟ ثم أمام الحقائق نس�كت؟! وم�ن يمتلكون الحقائق
يس�كتون؟! ال يجوز أن نس�كت ،بل يجب أن نكون س�بَّاقين ،وأن
نطل�ب م�ن اآلخري�ن أن يصرخ�وا ف�ي كل اجتماع ،ف�ي كل جمعة
تتبخر كل محاولة لتكميم األفواه ،كل محاولة ألن
(الخطب�اء) حتى َّ
يس�ود الصمت ويعيدوا اللح�اف من جديد على أعينن�ا ،لقد تجلى
في هذا الزمن أن كُ شِ �فت األقنعة عن الكثي�ر ،فهل نأتي نحن لنضع
89
األقنعة على وجوهنا ونغمض أعيننا بعد أن تجلَّت الحقائق وكُ شفت
األقنعة عن وجوه اآلخرين؟! ال يجوز هذا ال يجوز".
ويقول السيد حسين رضوان اهلل عليه في محاضرة (لتحذن حذو بني
إسرائيل):
(دعوا الشعب يصرخ في وجه األمريكيين ،وسترون أمريكا كيف
يامني والحكمة
ستتلطف لكم .هي الحكمة .ألسنا نقول :إن اإليامن ٌّ
يامني�ة؟ أي�ن هي الحكمة؟ إن م�ن يعرف اليهود والنص�ارى ،إن من
يع�رف أن كل مصالحهم في بالدنا .ل�و وقف اليمن ليصرخ صرخة
في أس�بوع واحد لحوَّ لت أمريكا كل منطقها ،ولعدَّ لت كل منطقها،
وألعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيون).
ويقوله رضوان اهلل عليه في الدرس السادس من دروس شهر رمضان:
(عندم�ا نلعن اليه�ود ،فاليهود هم متجهون إل�ى أن يحولونا إلى
كف�ار ،فإما أن نلعنهم وإال فس�يحولونا هم إلى ملعونين عند اهلل .إذ ًا
ألي�س األفض�ل أن نلعنه�م من قبل ،وم�ن خالل لعننا لهم س�نكون
ونحصن أنفس�نا من م�اذا؟ من أن يحولونا إلى
ِّ نلعنهم كام لعنهم اهلل
اهلل لَ َعنَ
كفار .إذا لم تلعنهم س�يحولوك إل�ى كافر يلعنك اهلل} ،إ َّن َ
ِ
ً َ َ َ َ َّ َ ُ ْ َ ْ اَ
الكف ِِرين وأعد لهم سعِريا{ [األحزاب.)]64 :
90
ويقول رضوان اهلل عليه في محاضرة (اإلرهاب والسالم):
"وإن أول م�ا يج�ب أن نعمله وهو أقل ما نعمله ه�و أن نردد هذا
أيضا في مس�اجدنا ليتحدثوا دائمً ا عن
الش�عار وأن يتحرك خطباؤنا ً
اليه�ود والنصارى وفق ما تح�دث اهلل عنهم في القرآن الكريم ،وأن
نتح�دث دائمً �ا عن هذه األح�داث املؤس�فة حتى نخل�ق وعيًا لدى
أيضا كله قائمً ا
املس�لمين ،ونخلق وعيًا في نفوس�نا وأن يكون عملنا ً
عل�ى أس�اس أن تتوح�د كلمتنا ،أن يتوح�د قرارنا أن تتوح�د رؤيتنا
لألحداث".
ْك َنفَرً ا م َِن الْجِ ِّن):
ويقول رضوان اهلل عليه في محاضرة (وَ إِذْ َصرَ ْفنَا إِ َلي َ
"الذي�ن ينطلقون لتثبيط اآلخرين عن أن يرفعوا هذا الش�عار على
الرغ�م م�ن أنه -كام قلن�ا أكثر من مرة :-إنه أقل م�ا يمكن أن نعمل
ال أن�ه كل ش�يء ،إن�ه أقل ما يمك�ن أن نعمل ولكنا عل�ى الرغم من
ذلك -وأس�فنا أن ال نس�تطيع إال ذلك -له أثره الكبير فعالً .الذي
ال -لكنه إنسان ال يهمه شيء ،ال
ينطلق ليثبِّط -وإن كان قد فهم فع ً
يهمه إسلامه ،وال تهمه أمته ،يس�كت؛ ألنه يرى بأن سلامته في أن
يسكت ،هو يرى أنه عندما يتجه إلى السكوت أنه الشخص الحكيم
الذي عرف كيف يحافظ على أمنه وسالمته! نقول :أنت غالط على
نفسك ،أنت تجني على نفسك من حيث ال تشعر...
91
إن من ي َْس�لَم حقيقة ومن ترضى نفس�ه حتى لو أصابه ش�يء هم
ُّ َ ََْْ َ َ َ ََْ
املجاهدون فـ }أجنينا الذَِّين ينهون ع ِن الس��وءِ{ ،وقال س�بحانه
ُْ ْ َ
ن��ج المؤ ِمنِني{،
َ َ َ َ ًّ َ َ ْ َ ُ
وتعال�ى ف�ي آية أخ�رى} :كذل ِك حق��ا علينا ن ِ
املؤمن�ون ه�م م�ن يأم�رون باملع�روف وينه�ون ع�ن املنك�ر هم من
يجاه�دون ف�ي س�بيل اهلل بكل ما يس�تطيعون ،هؤالء ه�م من يصح
أن يق�ال له�م مس�لمون بمعن�ى الكلمة واإلسلام هو دين السلام
ملن؟ دين السلام ملن هم مس�لمون حقيقة؛ ألنهم من يبنون أنفسهم
ليكون�وا أعزاء أقوياء ،هم مَ ن يبنون أنفس�هم ليس�تطيعوا أن يدفعوا
عن أنفس�هم الشر ،ليقطعوا عن أنفس�هم الظلم ،ليدفعوا عن بلدهم
الفس�اد ،ليدفعوا عن دينهم الحرب ،فهم أقرب إلى األمن والسلام
في الدنيا وفي اآلخرة".
92
واإلس�رائيلية ،والت�ي ه�ي بالتأكيد واضحة لدى الكثي�ر من الناس،
وركز على التصدي العملي لها ،مام ال شك فيه أن األمريكي يهدف
إل�ى الس�يطرة الكامل�ة على كل مق�درات وثروات األم�ة واحتالل
بلدانه�ا بحك�م األطامع الرهيبة وبحكم نزعة الس�يطرة واالس�تعامر
لدي�ه .ه�ذه مس�ألة ال ش�ك فيها أب�دً ا ،من ال يع�رف فهو غب�ي جد ًا
وجاهل ،ومن يعرف ويتعامى عن ذلك فهو يعمل لصالح األعداء.
(((
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1437هـ.
93
ال ،ه�و يري�د الس�يطرة املباش�رة عليها ،هو يري�د االس�تئثار بها ،هو
يريد االس�تغالل له�ا .األمريكي طماع بالتأكيد أطامع�ه كبيرة ولديه
النزعة االس�تعامرية .هذه مسألة مؤكدة وواضحة هو يريد أن يسيطر
بش�كل كامل ،أن يس�تحوذ بش�كل كامل حتى على حساب شعوب
ه�ذه البل�دان وهذه املناط�ق ،ال يريد فقط ضمان مصالحه في الحد
واملس�توى املش�روع واملقبول ،يري�د أكثر من ذلك يريد االس�تحواذ
على الكل.
(((
((( من خطاب السيد عبد امللك حفظه اهلل في ذكرى الصرخة لعام 1437هـ.
94
املش�روع القرآني مش�روع لهُ كل املميزات التي يُمكن أن ننشدُ ها
تجاه مش�روع بناء عظي�م فعال مفيد ،يمكن أن تعتم�د عليه األمة بام
مخرج�ا لألمة بام تعني�ه الكلمة،
ً تعني�ه الكلم�ة ،ويمكن أن يش�كل
(((
ومعالجا لكل إشكاالتها بام تعنيه الكلمة.
ً
وهذا ما انطلق به الش�هيد القائد الس�يد حسين بدر الدين الحوثي
رضوان اهلل عليه بهذا املش�روع القرآني الذي عنوانه هذا الش�عار (شعار
الحرية والعزة واإلباء) شعار:
الله أكبر -الموت ألمريكا /الموت إلسرائيل /اللعنة على
•••
95
أخيــــــرا
ً �
لق�د أثبت الش�عار الذي أطلقه الس�يد حس�ين -رض���وان اهلل عليه -
تأثيره اإليجابي منذ انطالقت�ه في العام 2002م وإلى اليوم ،وأثبتت
األح�داث واملتغي�رات والهجمة األمريكية الصهيوني�ة على املنطقة
واعتداءاته�ا املس�تمرة عل�ى أبناء هذه األم�ة وما يحدث م�ن قبلهم
وخصوصا في اليم�ن ،كلها عزّ زت الحاجة إلى رفع هذا
ً م�ن جرائم
الشعار والتمسك به والتثقف بثقافته.
وسيظل هذا املشروع القرآني بشعاره وثقافته ورموزه يشق طريقه
بع�ون اهلل وتأييده مهما كان حجم الصعاب والظ�روف والتحديات
واألخطار ،وس�يبقى قائمً ا وقويًا وكلام حورب فإنه سيزداد قوة ،ألنه
مشروع واقعي صحيح تشهد له األحداث ،تشهد له الوقائع ،وأولئك
الذين يتحركون في الطريق املعاكس لتقديم أمريكا وإس�رائيل على
أنها صديقة لألمة أو لتدجين األمة أو في املشاريع الخطأ التي تخدم
األعداء هم الفاش�لون وهم املتراجعون أم�ام واقع األمة وهي تزداد
وعيًا وتدرك طبيعة الخطر وتحس باملعاناة وتدرك حجم االستهداف
يومً �ا إثر يوم؛ ألن الش�واهد كثيرة واملتغي�رات واألحداث كفيلة بأن
أيض�ا ما يش�هد على أحقي�ة وصوابية ما تضمنه هذا املش�روع
تق�دم ً
القرآني املتميز.
96
ورش�دا وأن يهدينا بكتابه حتى
ً أس�أل اهلل أن يزيدنا وإياكم بصير ًة
نس�تبصر ونسترش�د بهديه ون�وره ،وأن يكتب ألمتن�ا العزة والفالح
والنص�ر والخي�ر واالنعت�اق من حال�ة الظل�م ،والتحرر م�ن هيمنة
األعداء الظاملين واملستكبرين إنه سميع الدعاء.
وصلى اهلل على محمد وعلى آله الطاهرين.
•••
97
المحتويات
ما الذي ت�سعى له �أمريكا؟4...............................................
ال�سيطرة على الم�ستوى ال�سيا�سي 5.........................................
ال�سيطرة على الم�ستوى الإعالمي 6.........................................
ال�سيطرة على الجانب الثقافي 7...........................................
�سيطرة على الخطاب الديني 8............................................
ال�سيطرة االقت�صادية 9.................................................
�سيطرة حتى في الوالءات 10..............................................
�سيطرة على م�ستوى حياة النا�س 11..........................................
ما الذي حل بالأمة نتيجة هذه الم�ؤامرات؟ 13...................................
الإ�سالم ال�سعودي هو توليفة تتنا�سب مع ما تريده �أمريكا و�إ�سرائيل 17..................
�أمام هذه الم�ؤامرات ما هو الموقف ال�صحيح وال�سليم والحكيم؟19.....................
كيف كانت بداية انطالقة ال�صرخة؟ 26.......................................
المنطلقات 30.........................................................
1ـ م��ن واق��ع ال�ش��عور بالم�س���ؤولية وم��ن منطل��ق وعي��ه بطبيع��ة التح��رك الأمريك��ي
الإ�سرائيلي30. ................................................................
ُ
32. .................................................. 2ـ انطلق من واقع َالمعاناة َ
3ـ من منطلق } َ َوأ َع ُّ ُِّد َوا ل ُه ْم َ َما َ ُ ْاس َت َط ُ ْع ُت ُ ْم م َ ْ ِْن َق َّوةٍ{ 35....................
4ـ من منطلق }يا أيها الذَِّين آ َمنوا كونوا أنص َ
ار الل
هَِّ{ 37. .................
5ـ من منطلق البراءة من �أعداء اهلل 39. .........................................
ما تدل عليه وتحمله مفردات ال�شعار 41.......................................
معاني مفردات ال�شعار 42.................................................
(اهلل �أكبر)43. ................................................................
(الموت لأمريكا الموت لإ�سـرائيل) 45. ..........................................
(اللعنة على اليهود) 46. .......................................................
(الن�صـر للإ�سالم)47. ..........................................................
كانت هذه الخطوة في مواجهة �أعداء حقيقيين 48...............................
الأهداف التي تحققت من الهتاف بال�شعار 52....................................
98
1ـ حقق نقلة نف�سية ومعنوية وواقعية وعملية53. .............................. :
2ـ حطم جدار ال�صمت55. ..................................................... :
3ـ �أوجد حالة كبيرة من ال�سخط57. ........................................... :
حافزا مهم ًا للنهو�ض الح�ضاري للأمة60..........................
حالة ال�سخط �ستكون ً
4ـ خطوة عملية مهمة لمواجهة م�شروع النفاق والعمالة والتدجين65. ............ :
5ـ ف�ضح الأمريكيين في �أهم دعاياتهم67. ...................................... :
6ـ ف�ضح الم�شروع الأمريكي في اليمن69. ....................................... :
واقعا مح�ص ًنا من االختراق" 69........................................................................
ً 7ـ بنى
8ـ ال�شعار ارتقى بالأمة �إلى ما هو �أكبر و�أعظم71. ............................... :
9ـ ير�سخ فينا الثقة باهلل73. ...................................................:
10وجه بو�صلة العداء �إلى الأعداء الحقيقيين للأمة74. ......................... :
لقد �أ�صبحت الأمة مخترقة ب�شكل كبير 77......................................
11ـ ال�شعار يهيئ للمقاطعة االقت�صادية81. ..................................... :
12ـ �سالح مهم في مواجهة الحرب النف�سية81. .................................. :
13ـ ال�شعار مهم في معركة الم�صطلحات83. ..................................... :
14ـ ف�ضح عمالء �أمريكا وفي مقدمتهم الوهابيون85. .............................:
َ ً َ ً َ ُ ُ َّ ُ
87. ....................................... 15ـ �إيقاظ ال�شعوب وتنبيهها با�ستمرار:
{87. -16ال�شعار من م�صاديق قول اهلل تعالىَ :وقل له ْم يِف أنف ِس ِه ْم ق ْوال بلِيغا
}
ال�صرخة موقف ديني ولي�ست عم ًال حزبي ًا �أو طائفي ًا 89..............................
�شخ�ص طبيعة الم�ؤامرات الأمريكية والإ�سرائيلية 92.............. الم�شروع القر�آني هو َّ
الأمريكي هدفه ال�سيطرة ب�شكل كامل ومبا�شر على كل مقدرات الأمة 93.................
ولذلك كان ال بد للأمة من م�شروع 94.........................................
أخيــــــرا 96......................................................... ً �
99