Professional Documents
Culture Documents
002511
002511
002511
/1طرح المشكلة -:يتحرك الفكر وفق مجموعة من القواعد المنطقية لمنعه من الوقوع في التنازع مع
ذاته.
-تجاوز العقل لكل ماهو اعتباطي لتحقيق وفاق جميع العقول إال أن اإلنسان يصطدم بمجموعة
الضرورات (الحتميات) تحول دون تحقيق التوافق والوصول إلى أحكام منطقية صحيحة.
-فهل يمكن لإلنسان تجاوز األخطاء بمجرد السير وفق قواعد الفكر المنطقية ،بمعنى هل مراعاتنا لقواعد
التفكير المنطقي كاف للوصول إلى أحكام منطقية صحيحة؟
/2محاولة حل المشكلة:
عرض منطق األطروحة- :إن السير وفق قواعد الفكر المنطقي قد يمنع الفكر من الوقوع في األخطاء و
الوصول إلى أحكام منطقية صحيحة.
تحديد مسلمات األطروحة و براهينها -:إن السير وفق قواعد المنطقة يمنع الفكر من التنازع مع ذاته وهذا
ما أسه أرسطو من خالل وضعه لقواعد المنطق الصوري الذي يشكل روح التفكير السليم (آليات ووحدات
التفكير المنطقي و مبادئ العقل).
-إن تحرك العقل وفق مبادئه العقلية يعني تجاوز لكل ما هو متناقض وتحقيق انطباق الفكر مع نفسه
وبالتالي نبعد العقل عن التفكير الساذج ونمنعه من التشويش.
-إن العقل يسير وفق مقومات ثابتة فطرية ال يمكن تجاوزها فمبدأ الهوية يعرفنا على األشياء بدقة فكل
شيء له حقيقة ومن خالل هذا المبدأ يمكن التمييز بين األشياء.
-إن العقل يدرك انه ال يمكن الجمع بين متناقضين فالشيء إما يمكن (أ) أو (ب) واليمكن أن يكون
(أ)و(ب) في أن واحد.
-إن التفكير المنطقي يقتضي االعتقاد بأن الظواهر ال تحدث من تلقاء نفسها وإنما أحدثتها أسباب وكلما
تكررت نفس األسباب أعطت حتما نفس النتائج.
-إن تطابق الفكر مع نفسه يفوض علينا الدقة في وضع المفاهيم (ضبط التصورات) وتجاوز اإلبهام
والغوض والتعبير عنها بالحدود،ثم إن الكليات الخمس هي أساس التفكير المنطقي باعتبار أنه اليمكن
تعريف الشيء بدونها.
-إن العقل في المعرفة االستداللية ينطلق من قواعد منطقية إذا سار عليها حدث اتفاق بين جميع العقول
وبالتالي كنا في مأمن من األخطاء كمراعاتنا لقواعد االستدالل المباشر والقياس.
نقد و تعليق -:إن اإلنسان ليس مجرد كائن حي عاقل تسيره قواعد ذهنية و إنما هو كيان نفسي و اجتماعي
تتحكم فيه جملة من الضرورات و الحتميات.
عرض نقيض منطق األطروحة -:إن السير وفق قواعد المنطق ال يمنعنا من الوقوع في األخطاء و بالتالي
فهي غير كافية للوصول إلى حكم منطقي صحيح.
عرض مسلك األطروحة و براهينها -:إن اإلنسان عندما يصدر حكما منطقيا فإن هذا الحكم قد يتأثر بعدة
حلميات نفسية و اجتماعية و فلسفية.
-إن اإلنسان ال يستطيع التفكير خارج ميوله و أهوائه و عواطفه فالذات اإلنسانية ككيان نفسي كثيرا ما
تكون مطية للشك و التناقض فما يراه شخص حقيقة فهو حقيقة بغض النظر عما يراه اآلخرين باعتبار أن
" اإلنسان مقياس األشياء كلها".على حد تعبير بروتاغوراس.
-إن الفكر المنطقي هو الذي يحقق نجاحا في الواقع ألن األفكار الصحيحة و الصادقة هي األفكار الناجحة
بغض النظر على تطبيقها مع العقل أم عدم تطابقها.
-إن اإلنسان كائن اجتماعي و تفكيره هو تفكير الجماعة" إذا تكلم الضمير فإن المجتمع هو الذي يتكلم
فينا" .على حد تعبير إميل دوركايم .فإذا أراد أن يخالف الجماعة فانه يلقي مقاومة ورفضا كما حدث مع
غاليلي وبالتالي ففكرة الحقيقة ال يمكن أن تفهم إال في إطار الحياة االجتماعية والمجتمع هو الذي يقرض
المبادئ من الخارج على الفرد.
-إن اإلنسان إذا ما حاول أن يثبت فكرة الحقيقة إنما يتأثر بمنطق معين أو تيار أو مذهب معين وهذا ما
يوقعنا في تناقضات مادام المنطق يعبر عن نفسه بلغة األلفاظ وهي لغة غير دقيقة.
نقد وتعليق -:إن التأكيد على هده األطروحة يعني تجاوز كل تفكير منطقي سليم والرجوع إلى السفسطة
وبالتالي الوقوع في تناقضات و مغالطات.
التركيب :لكي يصل اإلنسان إلى حكم منطقي صحيح البد له من السير وفق قواعد المنطق وضرورة
مراعاة تحرر الفكر من مختلف الضرورات والحتميات النفسية واالجتماعية وتأثير حتمية الفكر الفلسفي .