‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫خمتصر دفع املني‬

‫عن أحكام العني‬

‫تأليف ‪:‬‬
‫د‪ .‬إبراهيم بن حممد كشيدان‬
‫عفا اهلل عنه وعن والديه ومشاخيه‬
‫واملسلمني‬

‫‪1‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫خمتصر دفع املني‬

‫عن أحكام العني‬

‫تأليف ‪:‬‬
‫د‪ .‬إبراهيم بن حممد كشيدان‬
‫عفا اهلل عنه وعن والديه ومشاخيه‬
‫واملسلمني‬

‫‪2‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫‪‬‬

‫احلمد هلل ‪ ،‬والصالة والسالم عىل رسول اهلل ‪ ،‬وعىل آله وصحبه ومن وااله ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬

‫خمتص لكتايب ‪:‬‬

‫ر‬ ‫فهذا‬

‫( دفع الـمني عن أحكام العني )‬

‫واهلل أسأل أن ينفع به وبأصله ‪ ،‬وأن جيعله خالصا لوجهه الكريم ‪ ،‬واحلمد هلل رب‬

‫العاملني ‪ ،‬وصىل اهلل عىل نبينا ممد ‪ ،‬وعىل آله وصحبه ‪ ،‬وسلم تسليم ثيرا ‪.‬‬

‫وكتب ‪ :‬إبراهيم بن ممد كشيدان‬

‫‪3‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫* تعريف العني ‪:‬‬

‫« العني ‪ :‬سها رم ‪ ،‬خترج من نفس احلاسد والعائن ‪ ،‬نحو املحسود والـمعني ‪ ،‬تصيبه‬

‫تارة ‪ ،‬وختطئه تارة » ‪.‬‬

‫** * *‬

‫* العني حق ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َ َ ۡ ُ ُ ْ‬
‫ح ٖد‬‫ٖ ي‬‫َٰ‬ ‫و‬ ‫اب‬ ‫ب‬ ‫ۢ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫م‬ ‫قال اهلل تعال إخبارا عن يعقوب عليه السالم ‪ ﴿ :‬وقال يَٰب يِن َل تدخلوا‬
‫ُۡ ۡ‬
‫ك ُم إ ََّل ي ََّّلليِۖ َعلَ ۡيهي تَ َو ََّّكۡتُِۖ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ۡ ُ ُ ْ ۡ َ ۡ َ َٰ ُّ َ َ َ َ َ ٓ ُ ۡ َ ُ‬
‫ي‬ ‫ب متف يرق ٖةٖۖ وما أغ يِن عنكم مين ٱَّللي مين َشءٖۖ إ ي ين ٱۡل‬ ‫وٱدخلوا مين أبو ٖ‬
‫َ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َّ ۡ ُ َ‬
‫ّك ٱل ُم َت َو يَّكون ‪. ﴾ ٧٦‬‬
‫وعليهي فليتو ي‬

‫قال ابن ثير رمحه اهلل ‪ « :‬يقول تعال إخبارا عن يعقوب عليه السالم ‪ :‬إنه أمر بنيه لـم‬

‫جهزهم مع أخيهم بنيامني إل مص ‪ ،‬أال يدخلوا ثلهم من باب واحد ‪ ،‬وليدخلوا من أبواب‬

‫متفرقة ‪ ،‬فإنه ثمـا قال ابن عباس ‪ ،‬وممد بن ثعب ‪ ،‬وجماهدر ‪ ،‬والضحاك ‪ ،‬وقتادة ‪،‬‬

‫والسدي ‪ :‬إنه خش عليهم العني ‪ ،‬وذلك أّنم ثانوا ذوي جـمـال وهيئة حسنة ‪ ،‬ومنظر‬

‫حق ‪ ،‬تستنزل الفارس عن‬

‫وهباء ‪ ،‬فخش عليهم أن يصيبهم الناس بعيوّنم ؛ فإن العني ٌّ‬

‫فرسه » اهـ‬

‫‪4‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫ُيل يقون َك بيأبۡ َص َٰ يره ۡيم ﴾ ‪ .‬قال ابن عباس ‪،‬‬ ‫َ َ‬
‫كف ُروا ل ُ ۡ‬ ‫َ ُ‬
‫وقال تعال ‪ِ ﴿:‬إَون يَكاد ٱَّليين‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ُيل يقون َك ﴾ لينفذونك بأبصارهم ‪ ،‬أي ‪ :‬ليعينونك بأبصارهم ‪،‬‬
‫وجماهدر ‪ ،‬وغرمها ‪ ﴿ :‬ل ُ ۡ‬

‫ومعناه ‪ :‬يصيبونك بأعينهم ‪ ،‬من شدة نظرهم ‪ .‬بمعنى ‪ :‬يسدونك ؛ لبغضهم إياك لوال‬

‫وقاية اهلل لك ‪ ،‬ومحايته إياك منهم ‪ ، ...‬ويف هذه اآلية ر‬

‫دليل عىل أن العني إصابتها وتأثرها‬

‫حق بأمر اهلل عز وجل ‪ ،‬ثم وردت بذلك األحاديث املروية من طرق متعددة ثيرة ‪.‬‬
‫ٌّ‬

‫وقيل ‪ :‬إن املراد منها هو أّنم ينظرون إليك نظر البغضاء والعداوة فيكادون من شدة‬

‫نظرهم أن يصعوك ‪ ،‬ويسقطوك ‪ .‬واملعنى اجلامع ‪ :‬يصيبونك بالعني ‪ .‬واهلل أعلم ‪.‬‬

‫حق » ‪.‬‬
‫حق » ‪ .‬وقال ﷺ أيضا ‪ « :‬استعـيذوا باهلل ‪ ،‬فإن العني ٌّ‬
‫وقال ﷺ ‪ « :‬العـني ٌّ‬

‫ثابت موجو رد ‪.‬‬

‫حق ‪ .‬أي ‪ :‬ر‬
‫حق » ‪ .‬أي ‪ :‬اإلصابة بالعني ٌّ‬
‫وقوله ﷺ ‪ « :‬العني ٌّ‬

‫وقال ﷺ أيضا ‪ « :‬أثير من يموت من أمتي بعد ثتاب اهلل عز وجل وقضائه وقدره‬

‫باألنفس » ‪ ،‬يعني ‪ :‬العني ‪.‬‬

‫حق ‪ ،‬ولو ثان يش رء سابق القدر سبقته العني ‪ ،‬وإذا استغسلتم‬

‫وقال ﷺ أيضا ‪ « :‬العني ٌّ‬

‫فاغسلوا » ‪.‬‬

‫وقال ﷺ أيضا ‪ « :‬إن العني لتدخل الرجل القب ‪ ،‬وتدخل اجلمل القدر » ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫وقال ﷺ ألسمء بنت عميس رض اهلل عنها ‪ « :‬ما يل أرى أجسام بني أخي ضارعة ‪،‬‬

‫تصيبهم احلاجة ؟ » ‪ .‬قالت ‪ :‬ال ‪ ،‬ولكن العني تسع إليهم ‪ ،‬قال ‪ « :‬ارقيهم » قالت ‪:‬‬

‫فعرضت عليه ‪ ،‬فقال ‪ « :‬ارقيهم » ‪.‬‬

‫وعنها أيضا رض اهلل عنها أّنا قالت ‪ :‬يا رسول اهلل ! إن بني جعفر تصيبهم العني ‪،‬‬

‫فأسرتقي هلم ؟ قال ‪ « :‬نعم ‪ ،‬فلو ثان يش رء سابق القدر ‪ ،‬سبقته العني » ‪.‬‬

‫** * *‬

‫* أسباب العني ‪:‬‬

‫من أسباب العـني ‪ :‬احلسد ‪ ،‬واإلعجاب ‪ .‬وقد تصيب العـني البدن ثامال ‪ ،‬أو عضوا‬

‫منه ‪ ،‬أو عائلة ثاملة ‪ ،‬فالعني نوعان ‪:‬‬

‫عي حاسد نة ‪.‬‬

‫‪ .1‬ن‬

‫وعي معجب نة ‪ ،‬ليست حاسدة ‪.‬‬

‫ن‬ ‫‪.2‬‬

‫جاء عن أيب سعيد رض اهلل عنه أن جبيل أتى النبي ﷺ فقال ‪ :‬يا ممد ! اشتكيت ؟‬

‫فقال ‪ « :‬نعم » قال ‪ « :‬باسم اهلل أرقيك ‪ ،‬من ثل يشء يؤذيك ‪ ،‬من ش ثل نفس أو عني‬

‫حاسد اهلل يشفيك ‪ ،‬باسم اهلل أرقيك » ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫وعن عائشة زوج النبي ﷺ أّنا قالت ‪ :‬ثان إذا اشتكى رسول اهلل ﷺ رقاه جبيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫« باسم اهلل يبيك ‪ ،‬ومن ثل داء يشفيك ‪ ،‬ومن ش حاسد إذا حسد ‪ ،‬وش ثل ذي عني » ‪.‬‬

‫وعند ابن ماجه ‪ « :‬باسم اهلل أرقيك ‪ ،‬من ثل يشء يؤذيك ‪ ،‬من ش ثل نفس أو عني ‪،‬‬

‫أو حاسد اهلل يشفيك ‪ ،‬باسم اهلل أرقيك » ‪.‬‬

‫وقال ﷺ ‪ « :‬إذا رأى أحدثم من أخيه ما يعجبه ‪ ،‬فليدع له بالبثة » ‪ .‬وعند النسائي‬

‫يف ( الكبى ) ‪ « :‬إذا رأى أحدثم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه ‪ ،‬فليدع بالبثة » ‪.‬‬

‫وقال ﷺ ألسمء بنت عميس رض اهلل عنها ‪ « :‬ما يل أرى أجسام بني أخي ضارعة ‪،‬‬

‫تصيبهم احلاجة ؟ » ‪ .‬قالت ‪ :‬ال ‪ ،‬ولكن العني تسع إليهم ‪.‬‬

‫قال احلافظ رمحه اهلل ‪ ... « :‬وأن العني تكون مع اإلعجاب ‪ ،‬ولو بغر حسد ‪ ،‬ولو من‬

‫الرجل املحب ‪ ،‬ومن الرجل الصالح » اهـ‬

‫** * *‬

‫* الفرق بني العني ‪ ،‬واحلسد ‪:‬‬

‫قال ابن القيم رمحه اهلل ‪ « :‬والعائن ‪ ،‬واحلاسد يشرتثان يف يشء ‪ ،‬ويفرتقان يف يشء ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫‪ -‬فيشرتثان يف ‪ :‬أن ثل واحد منهم تتكيف نفسه ‪ ،‬وتتوجه نحو من يريد أذاه ‪ ،‬فالعائن‬

‫تتكيف نفسه عند مقابلة املعني ومعاينته ‪ ،‬واحلاسد يصل له ذلك عند غيب املحسود‬

‫وحضوره أيضا ‪.‬‬

‫‪ -‬ويفرتقان يف ‪ :‬أن العائن قد يصيب من ال يسده من مجاد أو حيوان أو زرع أو مال ‪،‬‬

‫وإن ثان ال يكاد ينفك من حسد صاحبه ‪ ،‬وربم أصابت عينه نفسه ‪ ،‬فإن رؤيته للشء‬

‫رؤية تعجب وحتديق ‪ ،‬مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر يف املعني » اهـ‬

‫خاص ‪ ،‬وهو أض من احلاسد » اهـ‬

‫ٌّ‬ ‫وقال أيضا رمحه اهلل ‪ « :‬العائن حاسدر‬

‫** * *‬

‫* تكون العني من اإلنس ‪ ،‬واجلن ‪ ،‬ومن بعض احليوانات ‪:‬‬

‫وعني جنـي رة ؛ فقد صح عن أم‬

‫ر‬ ‫عني إنسي رة ‪،‬‬
‫قال ابن القيم رمحه اهلل ‪ « :‬والعني عينان ‪ :‬ر‬

‫سلمة رض اهلل عنها أن النبي ﷺ رأى يف بيتها جارية ‪ ،‬يف وجهها سفع رة ‪ ،‬فقال ‪ « :‬اسرتقوا‬

‫هلا ‪ ،‬فإن هبا النظرة »‪.‬‬

‫قال احلسني بن مسعود الفراء ‪ :‬وقوله ‪ « :‬سفع رة » أي ‪ :‬نظر رة ‪ .‬يعني من اجلن ‪ ،‬يقول ‪:‬‬

‫عني أصابتها من نظر اجلن ‪ ،‬أنفذ من أسنة الرماح ‪.‬‬

‫هبا ر‬
‫‪8‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫ويذثر عن جابر يرفعه ‪ « :‬إن العني لتدخل الرجل القب ‪ ،‬واجلمل القدر » ‪.‬‬

‫عني ‪ .‬قال‬
‫منظور ‪ .‬أي ‪ :‬أصابتـه ر‬
‫ر‬ ‫صبي‬
‫ٌّ‬ ‫و« قال العلمـاء ‪ :‬النظرة ‪ :‬العني ‪ .‬يقال ‪:‬‬

‫اخلطايب ‪ :‬ويقال ‪ :‬عيون اجلن أنفذ من أسنة الرماح » ‪.‬‬

‫وقال احلافظ رمحه اهلل ‪ « :‬واختلف يف املراد بالنظرة ‪:‬‬

‫عني من نظر اجلن ‪.‬‬

‫‪ -‬فقيل ‪ :‬ر‬

‫‪ -‬وقيل ‪ :‬من اإلنس ‪ ،‬وبه جزم أبو عبيد اهلروي ‪.‬‬

‫واألول ‪ :‬أنه أعم من ذلك ‪ ،‬وأّنا أصيبت بالعني ؛ فلذلك أذن ﷺ يف االسرتقاء هلا ‪ ،‬وهو‬

‫ٌّ‬
‫دال عىل مرشوعية الرقية من العني عىل وفق الرتمجة » اهـ‬

‫ومن احليوانات من تصيب الناس بأعينها ونظرها ‪ ،‬وتؤثر ‪ ،‬وقد تقتل هبا ‪ .‬وقد صح‬

‫عن ابن عمر رض اهلل عنهم أنه سمع النبي ﷺ خيطب عىل املنب يقول ‪ « :‬اقتلوا احليات ‪،‬‬

‫واقتلوا ذا الطفيتني واألبرت ‪ ،‬فإّنم يطمسان البص ‪ ،‬ويستسقطان احلبل » ‪.‬‬

‫قال ابن عبد الب رمحه اهلل ‪ « :‬يقال ‪ :‬إن ذا الطفيتني ر‬

‫حنش ‪ ،‬يكون عىل ظهره خطان‬

‫أبيضان » اهـ‬

‫قال بعض العلمـاء ‪ « :‬ويف خواص الـحيوان عجائب ال تنكر ‪ ،‬وقد ذثـر يف خواص‬

‫‪9‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫األفعى أن احلبل يسقط عند مرافقة النظرين ‪ ،‬ويف خواص بعض احليات أن رؤيتها تعمي ‪،‬‬

‫ونوع آخر إذا‬

‫ر‬ ‫نوع يسمى الناظور ‪ ،‬متى وقع نظره عىل إنسان مات من ساعته ‪،‬‬
‫ومن احليات ر‬

‫سمع اإلنسان صوته مات » اهـ‬

‫وقال املروذي رمحه اهلل ‪ « :‬ثنت مع أيب عبد اهلل يف طريق العسكر ‪ ،‬فنزلنا منزال ‪،‬‬

‫فأخرجت رغيفا ‪ ،‬ووضعت بني يديه ثوز ماء ‪ ،‬فإذا بكلب قد جاء ‪ ،‬فقام بحذائه ‪ ،‬وجعل‬

‫يرك ذنبه ‪ ،‬فألقى إليه لقمة ‪ ،‬وجعل يأثل ‪ ،‬ويلقي إليه لقمة ‪ ،‬فخفت أن يض بقوته ‪ ،‬فقمت ‪،‬‬

‫فصحت به ألنحيه من بني يديه ‪ ،‬فنظرت إل أيب عبد اهلل قد امحار ‪ ،‬وتغر من احلياء ‪ ،‬وقال ‪:‬‬

‫دعه ؛ فإن ابن عباس رض اهلل عنهم قال ‪ « :‬هلا نفس سوء » ‪.‬‬

‫وقد سألت شيخـنا الشيخ وص اهلل عباس حفـظه اهلل ‪ ،‬وقلت له ‪ :‬هل تقع العـني‬

‫من احليوان ؟ فقال ‪ :‬نعم تقع ‪ ،‬ومن ثل احليوانات ‪ ،‬وذثر أثر اإلمام أمحد رمحه اهلل ‪.‬‬

‫* فائد نة ‪:‬‬

‫ليست الرقية الثابتة عن رسول اهلل ﷺ يف العي خاصة يف بني آدم ‪ ،‬بل ثابت نة لكل من‬

‫باب يف رقية‬
‫أصابته العي من آدمي ‪ ،‬أو غيه ‪ .‬وقد بوب البيهقي يف ( الدعوات الكبر ) ‪ :‬ر‬

‫الدابة ‪ ،‬وثذلك ابن أيب شيبة يف ( املصنف ) ‪ ،‬يف ثتاب الدعاء ‪ ،‬باب جامع الدعاء ‪ :‬يف الدابة‬

‫يصيبها الشء بأي يشء تعوذ به ؟ ثم ذثرا األثر الـموقوف عن ابن مسعود رض اهلل عنه‬

‫‪10‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫عن سحيم بن نوفل ‪ ،‬قال ‪ :‬بينمـا نحن عند عبد اهلل إذ جاءت وليد رة أعرابي رة إل سيدها‬

‫ونحن نعرض مصحفا ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ما يبسك وقد لفع ف ر‬

‫الن مهرك بعينه ‪ ،‬فرتثه يدور يف‬

‫الدار ثأنه يف فلك ‪ ،‬قم فابتغ راقيا ‪ ،‬فقال عبد اهلل ‪ « :‬ال تبتغ راقيا ‪ ،‬وانفث يف منخره األيمن‬

‫أربـعا ‪ ،‬ويف األيس ثالثا » ‪ ،‬وقل ‪ « :‬ال بأس ‪ ،‬أذهب البأس ‪ ،‬رب الناس ‪ ،‬اشف أنت‬

‫الشايف ‪ ،‬ال يكشف الض إال أنت » ‪ ،‬قـال ‪ :‬فذهب ‪ ،‬ثم رجـع إلينا ‪ ،‬فقال ‪ :‬قلت ما أمرتني‬

‫فمـا جئت حتى راث ‪ ،‬وبال ‪ ،‬وأثل ‪.‬‬

‫** * *‬

‫* الوقاية من العني ‪:‬‬

‫تكون الوقاية من العي ب ٍ‬
‫أمور ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬التوكل عىل اهلل عز وجل ‪:‬‬

‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ۡ َ َ‬
‫ٱَّللي ف ُه َو َح ۡس ُب ُه ٓۥ ﴾‪ .‬وقال النبي ﷺ لعبد اهلل بن عباس‬ ‫قال تعال ‪َ ﴿ :‬و َمن َي َت َوّك لَع‬

‫رض اهلل عنهم ‪ « :‬يا غالم ! إّن أعلمك ثلمت ‪ ،‬احفظ اهلل يفظك ‪ ،‬احفظ اهلل جتده‬

‫جتاهك » ‪.‬‬

‫‪ .2‬املحافظة عىل األذكار ‪ ،‬واألوراد ‪ ،‬والرقية الّشعية ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫ومن التعوذات ‪ ،‬والرقى ‪ :‬قراءة فاحتة الكتاب ‪ ،‬وآية الكرس ‪ ،‬وقراءة اآليتني من آخر‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬واملعوذات ‪ :‬اإلخالص ‪ ،‬والفلق ‪ ،‬والناس ‪.‬‬

‫ومن التعوذات النبوية ‪:‬‬

‫‪ « -‬أعوذ بكلمت اهلل التامات ‪ ،‬من ش ما خلق » ‪.‬‬

‫‪ -‬و« أعوذ بكلمت اهلل التامة ‪ ،‬من ثل شيطان وهامة ‪ ،‬ومن ثل عني المة » ‪.‬‬

‫فاجر ‪ ،‬من ش ما خلق ‪ ،‬وذرأ‬

‫‪ -‬و« أعوذ بكلمت اهلل التامات التي ال جياوزهن ب ٌّر وال ر‬
‫وبرأ ‪ ،‬ومن ش ما ينزل من السمء ‪ ،‬ومن ش ما يعرج فيها ‪ ،‬ومن ش ما ذرأ يف‬

‫ش ثل طارق‬
‫األرض ‪ ،‬ومن ش ما خيرج منها ‪ ،‬ومن ش فتن الليل والنهار ‪ ،‬ومن ر‬
‫إال طارقا يطرق بخر ‪ ،‬يا رمحن ! » ‪.‬‬

‫‪ -‬و« بسم اهلل الذي ال يض مع اسمه يش رء يف األرض وال يف السمء ‪ ،‬وهو السميع‬

‫العليم ‪ ،‬ثالث مرات » ‪.‬‬

‫‪ .3‬التربيك ‪:‬‬

‫أي ‪ :‬إذا رأى من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبثة ‪ :‬بارك اهلل عليه ‪ ،‬أو ثلمة نحوها ‪ ،‬ثم‬

‫بي ﷺ ‪ ،‬قال ﷺ ‪ « :‬عالم يقـتل أحدثم أخاه ‪ ،‬إذا رأى أحـدثم من‬
‫أرشـد إل ذلك الن ٌّ‬
‫نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع بالبثة » ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫ويف رواية ‪ « :‬عالم يقتل أحدثم أخاه ‪ ،‬أال برثت » ‪ .‬وقوله ﷺ ‪ « :‬أال برثت »‪ .‬أي ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬اللهم بارك عليه ‪.‬‬

‫وإذا رأى من نفسه أو ماله أو صحته ‪ ،‬أو جتارته أو نحو ذلك ما يعجبه فليبك أيضا ‪،‬‬

‫وله أن يقول ‪ :‬ما شاء اهلل ‪ ،‬ال قوة إال باهلل ‪ ،‬ثم يف قصة صاحب اجلنـتني ‪ .‬قال ابن ثير‬

‫رمحه اهلل ‪ « :‬قال بعض السلف ‪ :‬من أعجبه يش رء من حاله أو ماله ‪ ،‬أو ولده أو ماله ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ٓ‬
‫ٱَّللي ﴾ » اهـ‬‫فليقل ‪ ﴿ :‬ما شاء ٱَّلل َل قوة إيَل ب ي‬

‫‪ .4‬التحرز من العي ‪ ،‬وست ماسن من ياُ عليه العي بام يردها عنه ‪:‬‬

‫ح ٖد‬‫اب َو َٰ ي‬ ‫ِن ََل تَ ۡد ُخلُوا ْ يم ۢن بَ‬ ‫قال اهلل تعال إخبارا عن يعقوب عليه السالم ‪َ ﴿ :‬وقَ َال َي َٰ َب َّ‬
‫ٖ‬ ‫ي‬
‫ۡ ُ ۡ َّ َّ َ َ‬ ‫َ ۡ ُ ُ ْ ۡ َ ۡ َ َٰ ُّ َ َ َ َ َ ٓ ُ ۡ َ ُ‬
‫نكم م َين ٱ ََّّلل ي مين َ ۡ‬
‫ٱۡلك ُم إيَل يَّلليِۖ عل ۡيهي‬ ‫َشءٖۖ إ ي ين‬ ‫ب متف يرق ٖةٖۖ وما أغ يِن ع‬
‫وٱدخلوا مين أبو ٖ‬
‫َ َ َّ ۡ ُ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َّ ۡ ُ َ َ ُ َ‬
‫ّك ٱلمتو يَّكون ﴾ ‪.‬‬ ‫توَّكتِۖ وعليهي فليتو ي‬

‫وقد أرشد النبي ﷺ إل االستعاذة من ذلك قبل وقوعه ‪ ،‬فعن ابن عباس رض اهلل عنهم‬

‫قال ‪ :‬ثان النبي ﷺ يعوذ احلسن واحلسني ‪ ،‬ويقول ‪ « :‬إن أباثمـا ثان يعوذ هبا إسمعيل‬

‫وإسحاق ‪ :‬أعوذ بكلمت اهلل التامة ‪ ،‬من ثل شيطان وهامة ‪ ،‬ومن ثل عني المة » ‪.‬‬

‫** * *‬

‫‪13‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫* عالج العني ‪:‬‬

‫قد يعرف العائن ‪ ،‬وقد ال يعرف ‪:‬‬

‫‪ ‬فإذا مل يعرُ العائن ‪:‬‬

‫فعالج اإلصابة بالعني يكون بالرقية الرشعية ‪ ،‬من اآليات القرآنية ‪ ،‬واألدعية النبوية‬

‫اليابتة عن سيـد البية ﷺ ‪ ،‬وبمـا أرشد إليه رسول اهلل ﷺ من األدوية النافعة ‪ .‬مع حرص‬

‫املصاب عىل التغافل واإلعراض عن العني ‪ ،‬وعدم التفكر فيها ‪.‬‬

‫* شوُ الرقية ‪:‬‬

‫« جلواز الرقية ش ن‬
‫وُ ‪:‬‬

‫‪ -‬األول ‪ :‬أن ال يعتقد أّنا تنفع بذاتا دون اهلل عز وجل ‪ ،‬فإن اعتقد أّنا تنفع بذاتا من‬

‫دون اهلل تعال فهو مر رم ‪ ،‬بل ش رك ‪ ،‬بل يعتقد أّنا ر‬

‫سبب ال تنفع إال بإذن اهلل تعال ‪.‬‬

‫‪ -‬الثاين ‪ :‬أن ال تكون مـمـا خيالف الرشع ‪ ،‬ثمـا إذا ثانت متضمنة دعاء غر اهلل تعال ‪،‬‬

‫أو استغاثة باجلن ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪ ،‬فإّنا مرم رة ‪ ،‬بل ش رك ‪.‬‬

‫‪ -‬الثالث ‪ :‬أن تكون مفهومة معلـومة ‪ ،‬فإن ثانت من جنس الطـالسم والشعـوذة فإّنا‬

‫ال جتوز » ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫وليحذر الـمؤمن من تعليق التمـائم ‪ ،‬ولبس اخليط ‪ ،‬واحللقة ‪ ،‬من حديد أو ذهب ‪،‬‬

‫أو فضة ‪ ،‬أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬ثاملرصعات ‪ ،‬واألشكال املعينة من نحاس ‪ ،‬أو غره ؛ لدفع‬

‫البالء ‪ ،‬أو يعلق عىل نفسه شيئا من أجزاء احليوانات ‪ ،‬أو األتربة ونحوها ‪.‬‬

‫* ومن الرقية الّشعية ‪:‬‬

‫‪ .1‬قراءة سورة الفاحتة ‪ ،‬وآية الكرس ‪ ،‬واآليتني األخرتني من سورة البقرة ‪ ،‬واملعوذات ‪.‬‬

‫‪ .2‬التعويذات الرشعية النبوية ‪ ،‬من األدعية اليابتة عن سيد البية ﷺ ‪.‬‬

‫‪ .3‬بعض األدوية النافعة التي أرشد إليها رسول اهلل ﷺ ‪.‬‬

‫* يستحب للراقي عند الدعاء ‪:‬‬

‫موقوف بني السمـاء‬

‫ر‬ ‫أن يثني عىل اهلل جل وعال ‪ ،‬ويصّل عىل نبينا مم ٍد ﷺ ؛ فإن الدعاء‬

‫واألرض ال يصـعد منه يش رء حتى تصـّل عىل نبيك ﷺ ‪ ،‬فعن عمـر بن اخلطاب رض اهلل عنه‬

‫موقوف بني السمء واألرض ال يصعد منه يش رء حتى تصّل عىل نبيك ﷺ » ‪.‬‬
‫ر‬ ‫قال ‪ « :‬إن الدعاء‬

‫‪ .1‬ثم يّشع يف القراءة ‪ ،‬فيقرأ ‪:‬‬

‫ٱلرِنَٰمۡح َّ‬
‫ني ‪َّ ٢‬‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫ٱۡل ۡم ُد ي ََّّلل ي َرب ۡٱل َعَٰلَم َ‬ ‫ٱلرِنَٰمۡح َّ‬ ‫َّ‬
‫ٱَّللي َّ‬
‫ٱلرحيي يم ‪٣‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٱلرحيي يم ﴿‬ ‫‪ -‬سورة الفاحتة ‪ِ :‬مۡسِب‬
‫ص َر َٰ َط َّٱَّل َ‬ ‫ٱلص َر َٰ َط ٱل ۡ ُم ۡس َتقي َ‬ ‫َّ َ َ ۡ ُ َّ َ َ ۡ َ ُ ۡ َ‬
‫يين ‪ ٤‬إيياك نع ُبد ِإَوياك نستعيني ‪ ٥‬ٱهدينا ي‬ ‫َمَٰل ي َ ۡ‬
‫يين‬ ‫يم ‪ ٧‬ي‬ ‫يك يو يم ٱل ي‬
‫َ‬ ‫َ َ ۡ ۡ َ َ َّ‬ ‫َۡ َ ۡ َ َ َۡ ۡ َۡ َۡ ۡ ُ‬
‫وب علي يهم وَل ٱلضٓال يني ‪.﴾ ٦‬‬
‫ۡي ٱلمغض ي‬‫أنعمت علي يهم غ ي‬

‫‪15‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫َ َ َّ‬ ‫َّ ُ َ ٓ َ َٰ َ َّ ُ َ ۡ َ ُّ ۡ َ ُّ ُ َ َ ۡ ُ ُ‬
‫وم ُۚ َل تأخذهُۥ س َينة َوَل ن ۡوم ُۚ َُّلۥ َما يِف‬ ‫‪ -‬وآية الكرس ‪ ﴿ :‬ٱَّلل َل إيله إيَل هو ٱلَح ٱلقي‬
‫ني َأيۡدييه ۡم َوماَ‬ ‫يندهُ ٓۥ إ ََّل بإ ۡذنيهيۦ َي ۡعلَ ُم َما بَ ۡ َ‬
‫ۡرض َمن َذا َّٱَّليي ي َ ۡش َف ُع ع َ‬ ‫َۡ‬ ‫ٱلس َم َٰ َو َٰ َ َ‬
‫َّ‬
‫ي‬ ‫ي ي ي ُۚ‬ ‫ت وما يِف ٱۡل ي ِۗ‬ ‫ي‬
‫ۡ ۡ ٓ َّ َ َ ٓ َ َ َ ُ ۡ ُّ ُ َّ َ َ َ ۡ َ َ َ‬ ‫َ َۡ ُ ۡ ََ ُ ُ َ َ‬
‫ۡرض َوَل‬
‫ِۖ‬ ‫ٱۡل‬ ‫و‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫َٰ‬ ‫و‬‫َٰ‬ ‫م‬ ‫ٱلس‬ ‫ه‬ ‫يي‬
‫س‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫يع‬
‫س‬ ‫و‬ ‫ُۚ‬ ‫ء‬ ‫ا‬‫ش‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫َل‬
‫ي ي ي‬ ‫إ‬ ‫يۦ‬ ‫ه‬‫م‬‫يل‬‫ع‬ ‫ين‬ ‫م‬ ‫ء‬
‫ٖ‬ ‫ۡ‬
‫َش‬ ‫خلفهمِۖ وَل ُيييطون ب ي‬
‫يم ‪. ﴾ ٢٥٥‬‬ ‫ِل ۡٱل َع يظ ُ‬ ‫ۡ‬
‫ودهُۥ ح ۡيف ُظ ُه َما ُۚ َو ُه َو ٱل َع ي ُّ‬ ‫َُ ُ‬
‫يـ‬
‫َّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ُ َ ٓ ُ َ َ‬
‫نزل إيَلهي مين ربيهيۦ‬ ‫‪ -‬واآليتني األخرتني من سورة البقرة ‪ ﴿ :‬ءامن ٱلرسول بيما أ ي‬
‫َ َُ ُ َۡ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َٰٓ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ۡ ُ ۡ ُ َ ُ ٌّ‬
‫ني أ َح ٖد مين ُّر ُسليهُۚيۦ‬ ‫ون ُك َء َام َن بيٱَّللي َو َملئيكتيهيۦ َوك ُتبيهيۦ َو ُر ُسليهيۦ َل نف يرق ب‬ ‫وٱلمؤمين ُۚ‬
‫َّ‬ ‫َّ ُ َ ۡ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ُ ْ َ ۡ َ َ َ َ ۡ َ ُ ۡ َ َ َ َ َّ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ َ‬
‫ٱَّلل نف ًسا إيَل‬ ‫ۡي ‪َ ٢٨٥‬ل يُكل يف‬ ‫ص‬ ‫وقالوا س يمعنا وأطعناِۖ غفرانك ربنا ِإَوَلك ٱلم ي‬
‫ۡ َ َ َ ۡ َ َّ َ َ ُ َ ۡ َ ٓ َّ َ ٓ َ ۡ َ ۡ َ ۡ َ‬ ‫ُ ۡ َ َ ََ َ َ َ َ ۡ َ َ‬
‫ت َوعل ۡي َها َما ٱكتسبتۗۡ ربنا َل تؤاخيذنا إين نسيينا أو أخطأنا ُۚ‬ ‫وسعها ُۚ لها ما كسب‬
‫َ‬ ‫َ ۡ َ َ َّ َ َ َ ُ َ ۡ‬
‫َت يمل َنا َما َل‬ ‫لَع َّٱَّل َ‬
‫يين مين قبل ينا ُۚ ربنا وَل‬
‫َ َّ َ َ َ َ ۡ ۡ َ َ ۡ َ ٓ ۡ ر َ َ َ َ ۡ َ ُ َ َ‬
‫ربنا وَلَت يمل علينا إيصا كما َحلتهۥ‬
‫لَع ۡٱل َقو يمۡ‬ ‫َ ۡ ُ َ َّ َ ۡ ۡ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ٓ َ َ َ ۡ َ َٰ َ َ ُ ۡ َ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫َطاقة َلَا بيهِۖيۦ وٱعف عنا وٱغفير َلا وٱرَحنا ُۚ أنت مولىنا فٱنُصنا‬
‫ۡ َ‬
‫كَٰفير َ‬
‫ين ‪. ﴾ ٢٨٧‬‬ ‫ي‬ ‫ٱل‬

‫‪ -‬واملعوذات ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ۡ ُ َ َّ ُ َ َ ٌ َّ ُ َّ َ ُ َ ۡ َ ۡ َ َ ۡ ُ َ ۡ َ‬ ‫َّ‬
‫ول ‪َ ٣‬ول ۡم يَكن‬ ‫ٱلرحيي يم ﴿ قل هو ٱَّلل أحد ‪ ١‬ٱَّلل ٱلصمد ‪ ٢‬لم ي يِل ولم ي‬ ‫ٱلرِنَٰمۡح َّ‬ ‫ٱَّلل ي َّ‬ ‫ِمۡسِب‬
‫َّ ُ ُ َ‬
‫َُّلۥ كف ًوا أ َح ُدۢ ‪. ﴾ ٤‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُۡ َ ُ ُ َ َۡ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ‬
‫ش َغسيق إيذا‬ ‫ش ما خلق ‪ ٢‬ومين ي‬ ‫ب ٱلفل يق ‪ ١‬مين ي‬ ‫ِمۡسِب ٱَّللي ٱلرِنَٰمۡح ٱلرحيي يم ﴿ قل أعوذ بير ي‬
‫َ‬
‫ش َحاسيد إيذا َح َس َد ‪.﴾ ٥‬‬
‫َ‬ ‫ت ِف ۡٱل ُع َق يد ‪َ ٤‬‬ ‫َّ َّ َٰ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ي‬ ‫ين‬‫م‬ ‫و‬ ‫ش ٱَلفثَٰ ي ي‬ ‫وقب ‪ ٣‬ومين ي‬
‫َ‬ ‫اس ‪ ٢‬إ َلَٰهي ٱَلَّ‬ ‫يك ٱَلَّ‬ ‫اس ‪َ ١‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُۡ َ ُ ُ‬ ‫ٱلرِنَٰمۡح َّ‬ ‫َّ‬
‫ٱَّلل ي َّ‬
‫ش‬
‫ي‬ ‫ين‬
‫م‬ ‫‪٣‬‬ ‫ي‬
‫اس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ٱَل‬ ‫ب‬
‫ييم ﴿ قل أع ي ي‬
‫ر‬ ‫ب‬ ‫وذ‬ ‫ٱلرح ي‬ ‫ِمۡسِب‬
‫َ ۡ‬ ‫َّ‬ ‫اس ۡ َ‬ ‫ۡ‬
‫اس ‪. ﴾ ٧‬‬ ‫ٱۡل َّنةي َوٱَلَّ ي‬
‫اس ‪ ٥‬مين ي‬ ‫اس ‪ ٤‬ٱَّليي يُ َو ۡسوي ُس يِف ُص ُدوري ٱَلَّ ي‬ ‫ٱۡل َّن ي‬ ‫ٱل َو ۡس َو ي‬

‫‪16‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫وعن عائشة رض اهلل عنها ‪ :‬أن النبي ﷺ ثان إذا أوى إل فراشه ثل ليلة مجع ثفيه ‪،‬‬
‫ُۡ‬ ‫ُۡ َ ُ ُ َ َۡ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ ۡ ُ َّ ُ َ‬
‫َ‬
‫ب ٱلفل يق ﴾ ‪ ،‬و﴿ قل‬
‫ثم نفث فيهم ‪ ،‬فقرأ فيهم ‪ ﴿ :‬قل هو ٱَّلل أحد ﴾ ‪ ،‬و﴿ قل أعوذ بير ي‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫اس ﴾ ‪ ،‬ثم يمسح هبم ما استطاع من جسده ‪ ،‬يبدأ هبم عىل رأسه ووجهه‬ ‫ب ٱَل ي‬
‫أعوذ بير ي‬

‫وما أقبل من جسده ‪ ،‬يفعل ذلك ثالث مرات ‪.‬‬

‫‪ .2‬ثم يأيت بالتعويذات الّشعية ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬

‫‪ « -‬اللهم رب الناس ‪ ،‬أذهب الباس ‪ ،‬اشفه وأنت الشايف ‪ ،‬ال شفاء إال شفاؤك ‪ ،‬شفاء‬

‫ال يغادر سقم » ‪.‬‬

‫‪ « -‬امسح الباس ‪ ،‬رب الناس ‪ ،‬بيدك الشفاء ‪ ،‬ال ثاشف له إال أنت » ‪.‬‬

‫‪ « -‬اللهم رب الناس ‪ ،‬مذهب الباس ‪ ،‬اشف أنت الشايف ‪ ،‬ال شايف إال أنت ‪ ،‬شفاء ال‬

‫يغادر سقم » ‪.‬‬

‫‪ -‬و« باسم اهلل أرقيك ‪ ،‬من ثل يشء يؤذيك ‪ ،‬من ش ثل نفس أو عني حاسد ‪ ،‬اهلل‬

‫يشفيك ‪ ،‬باسم اهلل أرقيك » ‪.‬‬

‫‪ -‬و« باسم اهلل يبيك ‪ ،‬ومن ثل داء يشفيك ‪ ،‬ومن ش حاسد إذا حسد ‪ ،‬وش ثل ذي‬

‫عني » ‪.‬‬

‫‪ -‬و« باسم اهلل » ثالثا ‪ ،‬ثم « أعوذ باهلل وقدرته من ش ما أجد وأحاذر » سبع مرات ‪.‬‬

‫‪ « -‬اجعـل يدك اليـمنى عليه ‪ ،‬وقل ‪ :‬باسم اهلل أعوذ بعـزة اهلل وقدرته من ش ما أجـد‬

‫‪17‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫وأحاذر ‪ ،‬سبع مرات » ‪.‬‬

‫‪ -‬وقول دعاء الكرب ‪ « :‬ال إله إال اهلل العظيم احلليم ‪ ،‬ال إله إال اهلل رب السموات‬

‫واألرض ‪ ،‬ورب العرش العظيم » ‪ « .‬ال إله إال اهلل العظيم احلليم ‪ ،‬ال إله إال اهلل رب‬

‫العرش العظيم ‪ ،‬ال إله إال اهلل رب السموات ورب األرض ‪ ،‬ورب العرش الكريم » ‪.‬‬

‫وعن أيب بكرة رض اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ ‪ « :‬دعوات املكروب ‪ :‬اللهم‬

‫رمحتك أرجو ‪ ،‬فال تكلني إل نفيس طرفة عني ‪ ،‬وأصلح يل شأّن ثله ‪ ،‬ال إله إال أنت » ‪.‬‬

‫وعن أسمـاء بنت عميس رض اهلل عنها قالت ‪ :‬قال يل رسول اهلل ﷺ ‪ « :‬أال أعلمك‬

‫ثلمت تقولينهن عند الكرب ‪ ،‬أو يف الكرب ‪ « :‬اهلل اهلل ريب ‪ ،‬ال أشك به شيئا » ‪.‬‬
‫ٱلظليم َ‬‫ُ ُ َ َّ َٰ‬ ‫َّ ٓ َ َٰ َ َّ ٓ َ َ ُ ۡ َ َٰ َ َ‬
‫ني ﴾ ‪ .‬قال رسول اهلل‬ ‫ي‬ ‫ين‬
‫م‬ ‫نت‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫‪ -‬وأيضا قول ‪َ ﴿ :‬ل إيله إيَل أنت سبحن ي ي‬
‫إ‬ ‫ك‬
‫َّ ٓ َ َٰ َ َّ ٓ َ َ ُ ۡ َ َٰ َ َ‬
‫ﷺ ‪ « :‬دعوة ذي النون إذ دعا وهو يف بطن احلوت ‪َ ﴿ :‬ل إيله إيَل أنت سبحنك إ ي ين‬
‫َّ َٰ‬
‫نت م َين ٱلظليم َ‬
‫ك ُ‬ ‫ُ‬
‫مسلم يف يشء قط إال استجاب اهلل له » ‪.‬‬
‫ر‬ ‫ني ﴾ ‪ ،‬فإنه مل يدع هبا ر ر‬
‫جل‬ ‫ي‬

‫‪ -‬وعن عائشة رض اهلل عنها أن النبي ﷺ ثان يقول للمريض ‪ « :‬باسم اهلل ‪ ،‬تربة‬

‫أرضنا ‪ ،‬بريقة بعضنا ‪ ،‬يشفى سقيمنا ‪ ،‬بإذن ربنا » ‪.‬‬

‫‪ .3‬ويستعمل األدوية النافعة التي أرشد إليها رسول اهلل ﷺ ‪ :‬ومنها ماء زمزم ‪ ،‬والعسل ‪،‬‬

‫واحلبة السوداء ‪ ،‬واحلجامة ‪ ،‬والصدقة ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫أما ‪ :‬ماء زمزم ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬فقد صح فيه عن ابن عباس رض اهلل عنهم قال ‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ ‪ « :‬خر ماء عىل‬

‫وجه األرض ماء زمزم ‪ ،‬فيه طعا رم من الطعم ‪ ،‬وشفا رء من السقم ‪ ،‬وش ماء عىل وجه‬

‫األرض ما رء بوادي برهوت ‪ ،‬بقيـة حضموت ‪ ،‬ثرجل الـجراد من اهلوام ‪ ،‬يصبح‬

‫يتدفق ‪ ،‬ويميس ال بالل هبا » ‪.‬‬

‫‪ -‬وقال ﷺ ‪ « :‬إّنا مبارث رة ‪ ،‬إّنا طعام طعم » ‪.‬‬

‫‪ -‬وقال ﷺ ‪ « :‬إّنا مبارث رة ‪ ،‬وهي طعام طعم ‪ ،‬وشفاء سقم » ‪.‬‬

‫‪ -‬وعن جابر بن عبد اهلل رض اهلل عنهم قال ‪ :‬سمعت رسول اهلل ﷺ يقول ‪ « :‬ماء‬

‫زمزم لـم شب له » ‪.‬‬

‫وأما ‪ :‬العسل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬فجاء فيه عن أيب سعيد رض اهلل عنه ‪ :‬أن رجال أتى النبي ﷺ فقال ‪ :‬أخي يشتكي‬

‫بطنه ‪ ،‬فقال ‪ « :‬اسقه عسال » ‪ ،‬ثم أتى اليانية ‪ ،‬فقال ‪ « :‬اسقه عسال » ‪ ،‬ثم أتاه‬

‫اليالية ‪ ،‬فقال ‪ « :‬اسقه عسال » ‪ ،‬ثم أتاه فقال ‪ :‬قد فعلت ‪ .‬فقال ‪ « :‬صدق اهلل ‪،‬‬

‫وثذب بطن أخيك ‪ ،‬اسقه عسال » ‪ .‬فسقاه فبأ‪.‬‬

‫‪ -‬وعن جابر بن عبد اهلل رض اهلل عنهم قال ‪ :‬سمعت النبي ﷺ يقول ‪ « :‬إن ثان يف‬

‫خر ‪ ،‬ففي شطة مجـم ‪،‬‬

‫يشء من أدويتـكم ‪ -‬أو يكون يف يشء من أدويتكم ‪ -‬ر‬
‫‪19‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫أو شبة عسل ‪ ،‬أو لذعة بنار ‪ ،‬توافق الداء ‪ ،‬وما أحب أن أثتوي » ‪.‬‬

‫وأما ‪ :‬احلبة السوداء ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬وهي التي يقال هلا ‪ :‬الشونيز ‪ ،‬وهي الكمون األسود ‪ ،‬ويقال هلا أيضا ‪ :‬الكمون‬

‫اهلندي ‪.‬‬

‫‪ -‬فقد صح فيها عن خالد بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجنا ‪ ،‬ومعنا غالب بن أبجر ‪ ،‬فمرض‬

‫مريض ‪ ،‬فعاده ابن أيب عتيق ‪ ،‬فقال لنا ‪ :‬عليكم هبذه‬

‫يف الطريق ‪ ،‬فقدمنا املدينة وهو ر‬

‫احلبيبة السوداء ‪ ،‬فخذوا منها مخسا أو سبعا ‪ ،‬فاسحقوها ‪ ،‬ثم اقطروها يف أنفه بقطرات‬

‫زيت ‪ ،‬يف هذا اجلانب ‪ ،‬ويف هذا اجلانب ‪ ،‬فإن عائشة رض اهلل عنها حدثتني ‪ :‬أّنا‬

‫سمعت النبي ﷺ يقول ‪ « :‬إن هذه الـحبة السوداء شفا رء من ثل داء ‪ ،‬إال من‬

‫السام » ‪ .‬قلت ‪ :‬وما السام ؟ قال ‪ « :‬املوت » ‪.‬‬

‫‪ -‬وعن أيب هريرة رض اهلل عنه أنه سمع رسول اهلل ﷺ يقول ‪ « :‬يف احلبة السوداء‬

‫شفا رء من ثل داء ‪ ،‬إال السـام » ‪ .‬قال ابن شهاب ‪ :‬والسام ‪ :‬الـموت ‪ ،‬واحلبة‬

‫السوداء ‪ :‬الشونيز ‪.‬‬

‫وأما ‪ :‬احلجامة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬فقد صح فيها عن ابن مسعود رض اهلل عنه قال ‪ :‬حدث رسول اهلل ﷺ عن ليلة‬

‫‪20‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫أسي به أنه مل يمر عىل مإل من املالئكة إال أمروه أن مر أمتك باحلجامة » ‪.‬‬

‫‪ -‬وعن أنس رض اهلل عنه أنه سئل عن أجر احلجام ‪ ،‬فقال ‪ :‬احتجم رسول اهلل ﷺ ‪،‬‬

‫حجمه أبو طيبة ‪ ،‬وأعطاه صاعني من طعام ‪ ،‬وثلم مواليه فخففوا عنه ‪ ،‬وقال‬

‫ﷺ ‪ « :‬إن أميل ما تداويتم به احلجامة ‪ ،‬والقسط البحري » ‪.‬‬

‫‪ -‬وعن جابر بن عبد اهلل رض اهلل عنهم أنه عاد املقنع ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ال أبرح حتى حتتجم ‪،‬‬

‫فإّن سمعت رسول اهلل ﷺ يقول ‪ « :‬إن فيه شفاء » ‪.‬‬

‫‪ -‬وعن أيب هريرة رض اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ ‪ « :‬من احتجم لسبع عرشة ‪،‬‬

‫وتسع عرشة ‪ ،‬وإحدى وعرشين ثان شفاء من ثل داء » ‪.‬‬

‫‪ -‬وعن أنس رض اهلل عنه قال ‪ :‬ثان رسول اهلل ﷺ يتجم يف األخدعني والكاهل ‪،‬‬

‫وثان يتجم لسبع عرشة ‪ ،‬وتسع عرشة ‪ ،‬وإحدى وعرشين ‪.‬‬

‫‪ -‬وعن ابن عمر رض اهلل عنهم قال ‪ :‬يا نافع ! قد تبيغ يب الدم ‪ ،‬فالتمس يل حجاما ‪،‬‬

‫واجعله رفيقا إن استطعت ‪ ،‬وال جتعله شيخا ثبرا ‪ ،‬وال صب ًّيا صغرا ‪ ،‬فإّن‬

‫سمعت رسول اهلل ﷺ يقول ‪ « :‬احلجامة عىل الريق أميل ‪ ،‬وفيه شفا رء وبرث رة ‪،‬‬

‫وتزيد يف العقل ويف احلفظ ‪ ،‬فاحتجموا عىل برثة اهلل يوم اخلميس ‪ ،‬واجتنبوا‬

‫احلجامة يوم األربعاء واجلمعة والسبت ويوم األحد ‪ ،‬حتريا ‪ ،‬واحتجموا يوم‬

‫االثنني واليالثاء ‪ ،‬فإنه اليوم الذي عاىف اهلل فيه أيوب من البالء ‪ ،‬وضبه بالبـالء‬

‫‪21‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫رص إال يوم األربعاء ‪ ،‬أو ليلة األربعاء » ‪.‬‬

‫يوم األربعاء ‪ ،‬فإنه ال يبدو جذا رم ‪ ،‬وال ب ر‬

‫وأما ‪ :‬القسط اهلندي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬فقد مر فيه حديث ‪ « :‬إن أميل ما تداويتم به احلجامة ‪ ،‬والقسط البحري » ‪.‬‬

‫‪ -‬وقال ﷺ أيضا ‪ « :‬ال تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة ‪ ،‬وعليكم بالقسط » ‪.‬‬

‫والعذرة ‪:‬‬

‫وجع يف احللق يعرتي الصبيان غالبا ‪.‬‬

‫ر‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ .2‬وقيل ‪ :‬قرح رة خترج بني األذن واحللق ‪ ،‬أو يف اخلرم الذي بني األنف واحللق ‪.‬‬

‫‪ -‬وقال ﷺ أيضا ‪ « :‬عليكم هبذا العود اهلندي ‪ ،‬فإن فيه سبعة أشفية ‪ :‬يستعط به‬

‫من العذرة ‪ ،‬ويلد به من ذات اجلنب » ‪.‬‬

‫ويتمل أن تكون السبعة أصول صفة التداوي هبا ؛ ألّنا إما ‪ :‬طال رء ‪ ،‬أو ش رب ‪،‬‬

‫تبخر ‪ ،‬أو س ر‬
‫عوط ‪ ،‬أو لدو رد ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تنطيل ‪ ،‬أو‬ ‫أو تكميدر ‪ ،‬أو‬

‫فالطالء يدخل يف املراهم ‪ ،‬ويىل بالزيت ويلطخ ‪ ،‬وثذا التكميد ‪ ،‬والرشب يسحق‬

‫وجيعل يف عسل أو ماء أو غرمها ‪ ،‬وثذا التنطيل ‪ ،‬والسعوط يسحق يف زيت ويقطر‬

‫واضح ‪.‬‬
‫ر‬ ‫يف األنف ‪ ،‬وثذا الدهن ‪ ،‬والتبخر‬

‫وقوله ‪ « :‬ويلد به من ذات اجلنب » ‪ :‬اللدود بفتح الالم وبمهمـلتني ‪ ،‬هو الدواء‬

‫الذي يصب يف أحد جانبي فم املريض ‪ ،‬واللدود بالضم الفعل ‪ .‬وذات اجلنب ‪:‬‬
‫‪22‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫‪ .1‬قيل ‪ :‬هو السل ‪.‬‬

‫‪ .2‬وقيل ‪ :‬قرح رة يف الباطن ‪.‬‬

‫‪ .3‬وقيل ‪ :‬طول املرض ‪.‬‬

‫‪ .4‬وقيل ‪ :‬وجع الكليتني ‪.‬‬

‫حار يعرض يف الغشاء املستبطن لألضالع ‪.‬‬

‫‪ .5‬وقيل ‪ :‬ور رم ٌّ‬
‫‪ .6‬وقد يطلق عىل ما يعرض يف نواحي اجلنب من رياح غليظة حتتقن بني الصفاقات‬

‫والعضل التي يف الصدر واألضالع فتحدث وجعا ‪.‬‬

‫ويدث بسببه مخسة أعراض ‪ :‬الـحمى ‪ ،‬والسـعال ‪ ،‬والنخس ‪ ،‬وضيق النفس ‪،‬‬

‫والنبض املنشاري ‪.‬‬

‫ويقال لذات اجلنب أيضا ‪ :‬وجع اخلارصة ‪ ،‬وهي من األمراض املخوفة ؛ ألّنا‬

‫حتدث بني القلب والكبد ‪ ،‬وهي من سيئ األسقام ‪.‬‬

‫وأما ‪ :‬الصدقة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬فإّنا من أنفع الدواء احليس ‪ ،‬وهي دوا رء منج رع ‪ ،‬تدفع األمراض واألعراض ‪ ،‬من‬

‫الـمصائب والباليا ‪ ،‬وتطفئ اخلطيئة ‪ ،‬ثم يطفئ املاء النار ‪ .‬قال رسول اهلل ﷺ ‪:‬‬

‫« داووا مرضاثم بالصدقة » ‪.‬‬

‫‪ -‬وقال ﷺ‪ « :‬والصدقة تطفئ اخلطيئة ‪ ،‬ثم يطفئ املاء النار » ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫‪ -‬وعن سعد بن عبادة رض اهلل عنه أنه أتى النبي ﷺ فقال ‪ :‬أي الصدقة أعجب‬

‫إليك ؟ قال ‪ « :‬املاء » ‪.‬‬

‫* مّشوعية الرقية من الغي ‪ ،‬ومراتبها ‪:‬‬

‫يّشع للمصاب بالعي وغيها أن يرقيه غره بالرقية الرشعية ‪ ،‬فقد رقى الرسول ﷺ‬

‫جبيل عليه السالم ‪ ،‬وعائشة رض اهلل عنها ‪ ،‬صح عنها أّنا قالت ‪ :‬ثان إذا اشتكى رسول‬

‫اهلل ﷺ رقاه جبيل ‪.‬‬

‫وعنها أيضا رض اهلل عنـها أن النبي ﷺ ثان ينفث عىل نفسه يف مرضـه الذي قبض‬

‫فيه باملعوذات ‪ ،‬فلم ثقل ثنت أنا أنفث عليه هبن ‪ ،‬فأمسح بيد نفسه لبثتها » ‪.‬‬

‫* وال جيوز للراقي األجنبي أن يلو باملرأة األجنبية ‪:‬‬

‫وجيب أن يكون مع املرأة مر رم ‪ ،‬تزول به اخللوة ‪ ،‬فعن عقبة بن عامر رض اهلل عنه أن‬

‫رسول اهلل ﷺ قال ‪ « :‬إياثم والدخول عىل النـساء » ‪ ،‬فقال ر‬

‫رجل من األنصار ‪ :‬يا رسول‬

‫اهلل ! أفرأيت احلمو ؟ ‪ ،‬قال ‪ « :‬احلمو املوت » ‪.‬‬

‫وعن ابن عباس رض اهلل عنهم عن النبي ﷺ قال ‪ « :‬ال خيلون ر‬

‫رجل بامرأة إال مع ذي‬

‫مرم » ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫‪ ‬وإذا عرُ العائن ‪:‬‬

‫إذا عرف العائن ‪ -‬وهو املعيان ‪ -‬شع استغساله ‪ ،‬بأن يغسل وجهه وثفيه يف إناء ‪ ،‬ثم‬

‫يغتسل به املعني ‪ -‬وهو املعيون ‪ -‬؛ حلديث ابن عباس رض اهلل عنهم قال ‪ :‬قال رسول اهلل‬

‫ﷺ ‪ « :‬وإذا استغسلتم فاغسلوا » ‪.‬‬

‫قال احلافظ ابن عبد الب رمحه اهلل ‪ « :‬وأما إذا عرف الذي أصابه بعينه فإنه يؤمر‬

‫بالوضوء ‪ ، ... ،‬ثم يصب ذلك املاء عىل املعني » اهـ‬

‫وعن أيب أمامة بن سهل بن حنيف قال ‪ :‬مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف ‪ ،‬وهو‬

‫يغتسل فقال ‪ :‬مل أر ثاليوم ‪ ،‬وال جلد خمبأة ! فم لبث أن لبط به ‪ ،‬فأت به النبي ﷺ فقيل له ‪:‬‬

‫أدرك سهال رصيعا ‪ ،‬قال ‪ « :‬من تتهمون به ؟ » قالوا ‪ :‬عامر بن ربيعة ‪ ،‬قال ‪ « :‬عالم يقتل‬

‫أحدثم أخاه ؟ إذا رأى أحدثم من أخيه ما يعجبه ‪ ،‬فليدع له بالبثة » ‪ .‬ثم دعا بمء ‪ ،‬فأمر‬

‫عامرا أن يتوضأ ‪ ،‬فغسل وجهه ويديه إل املرفقني ‪ ،‬ورثبتيه وداخلة إزاره ‪ ،‬وأمره أن يصب‬
‫‪.‬‬ ‫ر‬
‫سفيان‪ :‬قال معم رر ‪ ،‬عن الزهري ‪ :‬وأمره أن يكفأ اإلناء من خلفه‬ ‫عليه‪ .‬قال‬

‫وعند مالك أيضا ‪ :‬عن ممد بن أيب أمامة بن سهل بن حنيف ‪ ،‬أنه سمع أباه يقول ‪:‬‬

‫اغتسل أيب سهل بن حنيف باخلرار ‪ ،‬فنزع جبة ثانت عليه ‪ ،‬وعامر بن ربيعة ينظر ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫وثان ر‬
‫سهل رجال أبيض حسن اجللد ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال له عامر بن ربيعة ‪ :‬ما رأيت ثاليوم ‪ ،‬وال‬
‫‪25‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫جلد عذراء ! قال ‪ :‬فوعك ر‬

‫سهل مكانه ‪ ،‬واشتد وعكه ‪ ،‬فأت رسول اهلل ﷺ فأخب أن سهال‬

‫وعك ‪ ،‬وأنه غر رائح معك يا رسول اهلل ! فأتاه رسول اهلل ﷺ فأخبه ر‬
‫سهل بالذي ثان من‬

‫حق ‪،‬‬
‫شأن عامر ‪ ،‬فقال رسول اهلل ﷺ ‪ « :‬عالم يقتل أحدثم أخاه ‪ ،‬أال برثت ‪ ،‬إن العني ٌّ‬

‫بأس ‪.‬‬ ‫عامر ‪ ،‬فراح ر‬

‫سهل مع رسول اهلل ﷺ ليس به ر‬ ‫توضأ له » ‪ ،‬فتوضأ له ر‬

‫ويف رواية ملالك أيضا أنه قال ‪ :‬رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫ما رأيت ثاليوم ‪ ،‬وال جلد خمبأة ! فلبط ر‬

‫سهل ‪ ،‬فأت رسول اهلل ﷺ ‪ ،‬فقيل ‪ :‬يا رسول اهلل !‬

‫هل لك يف سهل بن حنيف؟ واهلل ما يرفع رأسه ‪ ،‬فقال ‪ « :‬هل تتهمون له أحدا ؟ » قالوا ‪:‬‬

‫نتـهم عامر بن ربيعة ‪ ،‬قال ‪ :‬فدعا رسول اهلل ﷺ عـامرا ‪ ،‬فتغيـظ عليه ‪ ،‬وقـال ‪ « :‬عالم‬

‫عامر وجـهه ويديه ‪ ،‬ومرفقـيه‬

‫يقتل أحدثـم أخاه ؟ أال برثت ‪ ،‬اغتـسل له » ‪ ،‬فغسل ر‬
‫ورثبتيه ‪ ،‬وأطراف رجليه وداخلة إزاره يف قدح ‪ ،‬ثم صب عليه ‪ ،‬فراح ر‬
‫سهل مع الناس‬

‫بأس ‪.‬‬
‫ليس به ر‬

‫قوله ‪ ( :‬فلبط ) أي ‪ :‬رصع ‪.‬‬

‫* كيفية وضوء العائن وغسله ؛ ليغتسل بمئه املعني ‪:‬‬

‫وأحسن يشء يف وضوء العائن وغسله ‪ :‬أن يؤتى الرجل الذي يعني صاحبه بالقدح‬

‫فيه املاء ‪ ،‬فيمسك له مرتفعا من األرض ‪ ،‬فيدخل فيه يده اليمنى ‪ ،‬فيغرف من املاء ‪ ،‬ويصب‬
‫‪26‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫عىل وجهه صبـة واحدة يف القدح ‪ ،‬ثم يدخل يـده اليسى ‪ ،‬فيمضـمض ‪ ،‬ثم يمجه يف‬

‫القدح ‪ ،‬ثم يدخـل يده اليسى ‪ ،‬فيغرتف قبـضة عىل ظهر ثفه اليمنى صبـة واحدة يف‬

‫القدح ‪ ،‬وهو ثان يده عىل عقبه ‪ ،‬ثم يفعل ميل ذلك يف مرفق يده اليسى ‪ ،‬ويفعل ميل ذلك‬

‫يف طرف قدمه اليمنى من عند أصول أصابعه ‪ ،‬واليسى ثذلك ‪ ،‬ثم يدخل يده اليسى ‪،‬‬

‫فيصب عىل ثتفه اليمنى ‪ ،‬ثم يفعل ميل ذلك يف اليسى ‪ ،‬ثم يغمس داخلة إزاره اليمنى يف‬

‫املاء ‪ ،‬ثم يقوم الذي يف يده القدح حتى يصبه عىل رأس املعني من ورائه ‪ ،‬ثم يكفأ القدح‬

‫عىل ظهر األرض وراءه ‪.‬‬

‫* إجبار العائن عىل الوضوء للمعي ‪:‬‬

‫العائن يؤمر بالوضوء ‪ ،‬وبالغسل للمعني ‪ ،‬وأّنا نرش رة ينتفع هبا ‪ .‬واحتج من أوجبه بقوله‬

‫ﷺ ‪ « :‬وإذا استغسلتم فاغسلوا » ‪ ،‬وبرواية املوطإ أنه ﷺ أمره بالوضوء ‪ ،‬واألمر للوجوب ‪.‬‬

‫** * *‬

‫‪27‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫* مسائلُ ‪:‬‬

‫* املسألة األوىل ‪ :‬حكم الرقية يف املاء ‪:‬‬

‫فيها قوالن للعلمء ‪:‬‬

‫‪ .1‬القول األول ‪ :‬اجلواز ‪:‬‬

‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهلل ‪ « :‬وجيوز أن يكتب للمصاب وغره من املرض شيئا‬

‫من ثتاب اهلل وذثره باملداد املباح ‪ ،‬ويغسل ‪ ،‬ويسقى ثم نص عىل ذلك أمحد وغره » اهـ‬

‫وقال ابن القيم رمحه اهلل ‪ « :‬ورأى مجاع رة من السلف أن تكتب له اآليات من القرآن ‪،‬‬

‫ثم يرشهبا ‪ .‬قال جماهدر ‪ :‬ال بأس أن يكتب القرآن ‪ ،‬ويغسله ‪ ،‬ويسقيه املريض ‪ ،‬وميله‬

‫عن أيب قالبة » اهـ‬

‫وجاء يف فتاوى اللجنة الدائمة ‪ ،‬عند حدييهم عن الرقية وشوطها ‪ « :‬وهي تكون‬

‫بالقراءة والنفث عىل املريض ‪ ،‬سوا رء ثان يرقي نفسه ‪ ،‬أو يرقيه غره ‪ .‬ومنها قراءة القرآن‬

‫يف املاء للمريض ‪ ،‬وشبه إياه » اهـ‬

‫وقال الشيخ العالمة ابن باز رمحه اهلل ‪ « :‬الرقية يف املاء ال بأس هبا ‪ ،‬وذلك بأن يقرأ يف‬

‫املاء ويرشبه املريض ‪ ،‬أو يصب عليه ‪ ،‬فقد فعل ذلك النبي ﷺ ‪ ،‬فإنه ثبت يف ( سنن أيب‬

‫داود ) يف ثتاب الطب ‪ :‬أنه ﷺ قرأ يف ماء ليابت بن قيس بن شمـاس ‪ ،‬ثم صبه عليه ‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫وثان السلف يفعلون ذلك ‪ ،‬فال بأس به » اهـ‬

‫‪ .2‬القول الثاين ‪ :‬املنع ‪:‬‬

‫لـم جيوز الرقية يف املاء بعض العلمء ‪ ،‬منهم الشيخ املحدث األلباّن رمحه اهلل ‪ ،‬وثذلك‬

‫الشيخ الفقيه ممد أمان رمحه اهلل ‪ ،‬وثذلك شيخنا الفقيه اللحيدان حفظه اهلل ‪ ،‬وشيخنا‬

‫ربيع حفظه اهلل ‪.‬‬

‫املحدث ر‬

‫* املسألة الثانية ‪ :‬من عرُ باإلصابة بالعي ‪:‬‬

‫إذا عرف أحدر باإلصابة بالعني فينبغي اجتنابه والتحرز منه ‪ ،‬وإذا ثبت عند اإلمام‬

‫فينبغي لإلمام منع العائن إذا عرف بذلك من مداخلة الناس ‪ ،‬وأن يلزمه بيته ‪ ،‬فإن ثان فقرا‬

‫رزقه ما يقوم به ‪ ،‬فإن ضره أشد من ضر املجذوم الذي أمر عمر رض اهلل عنه بمنعه من‬

‫خمالطة الناس ‪ ، ...‬وأشد من ضر اليوم الذي منع الشارع آثله من حضور اجلمعة ‪.‬‬

‫ني ‪ ،‬وال يعرف عن‬

‫صحيح متعـ ر‬
‫ر‬ ‫قال النووي رمحه اهلل ‪ « :‬وهذا الذي قـاله هذا القائل‬

‫تصيح بخالفه ‪ .‬واهلل أعلم » اهـ‬

‫ر‬ ‫غره‬

‫وقال ابن القيم رمحه اهلل ‪ « :‬وقد قال أصحابنا وغرهم من الفقهاء ‪ :‬إن من عرف‬

‫بذلك ‪ ،‬حبسه اإلمام ‪ ،‬وأجرى له ما ينفق عليه إل املوت ‪ ،‬وهذا هو الصواب قطعا » اهـ‬

‫‪29‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫وقال القرطبي رمحه اهلل ‪ « :‬وقد قيل ‪ :‬إنه ينفى ‪ ،‬وحديث مالك الذي ذثرناه يرد هذه‬

‫األقوال ؛ فإنه عليه السالم مل يأمر يف عامر بحبس وال بنفي ‪ ،‬بل قد يكون الرجل الصالح‬

‫عاينا ‪ ،‬وأنـه ال يقدح فيه ‪ ،‬وال يفسق به ‪ ،‬ومن قال ‪ :‬يبس ‪ ،‬ويؤمر بلزوم بيته ‪ ،‬فذلك‬

‫ر‬
‫احتياط ‪ ،‬ودفع ضر ‪ ،‬واهلل أعلم » اهـ‬

‫* املسألة الثالثة ‪ :‬حكم ما لو أتلف العائن شيئا ‪ ،‬أو قتل شخصا بعينه ‪:‬‬

‫إذا أتلف شيئا بإصابة عينه ضمنه ‪ ،‬وإذا قتل قتيال ‪:‬‬

‫‪ .1‬ضمنه بالقصاص ‪ ،‬أو الدية ‪.‬‬

‫‪ .2‬وقيل ‪ :‬إنه يقتص منه إذا تكرر منه ذلك وثبت ‪.‬‬

‫‪ .3‬وقيل ‪ :‬إنه إذا أصاب غره بالعني ‪ ،‬واعرتف أنه قتله بالعني فال قصاص ‪ ،‬وإن ثانت‬

‫العني ح ًّقا ؛ ألنه ال يفيض إل القتل غالبا ‪ ،‬وال يعد مهلكا ‪.‬‬

‫**‬ ‫**‬

‫واحلمد هلل رب العاملي‬

‫اختصه من األصل إبراهيم بن ممد كشيدان ‪ ،‬يف اخلامس والعّشين من مر ٍم ‪1442‬هـ‬

‫** * *‬
‫‪30‬‬
‫عن أحكام العني‬ ‫خمتصر دفع املني‬

‫*‬ ‫فهرس املوضوعات‬ ‫*‬

‫املقدمة ‪3................................................................................................. .................................................‬‬

‫تعريف العني ‪4......................................................................................................................................‬‬
‫العني حق ‪4.............................................................................................................................................‬‬
‫أسباب العني ‪6........................................................................................................................................‬‬
‫الفرق بني العني واحلسد ‪7..............................................................................................................‬‬
‫تكون العني من اإلنس واجلن وبعض احليوانات ‪8................................................................‬‬
‫الوقاية من العني ‪12.............................................................................................................. .............‬‬
‫عالج العني ‪14.........................................................................................................................................‬‬
‫مسائل ‪28..................................................................................................................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪31........................................................................................................................‬‬

‫**‬ ‫**‬

‫‪31‬‬