Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 54

‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫التطبيع والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫دراقةت‬

‫ثهؿ أثٔثهؿ‬

‫ٌِنٔرات‬
‫ظؿنح اىذعؿٗؿ اىٔغِٖ اىفيكػِٖ٘‪-‬فذط‪.‬‬
‫‪2020‬‬
‫أنةدٍٗ٘ح فذط اىفهؿٗح‬
‫أنةدٍٗ٘ح اىنٓ٘ؽ ـسٍةف أثٔغؿث٘ح‪.‬‬
‫ثةىذفةكف ٌؿ‬
‫ىضِح اىذفجبح اىفهؿٗح‬

‫‪1‬‬
‫التطبيع والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫الفهرس‬

‫الفصل األٍل‪:‬‬

‫نفي أم صراع أم إلحاق؟‬


‫تعريفات التطبيع‬
‫التطبيع الثقافي‪ ،‬حيث الخطر األكبر‬
‫االستثناء الثقافي الفلسطيني‬
‫الدبلوماسية الرقمية والتطبيع االعالمي‬
‫التطبيع الفردي‬
‫التطبيع الرسمي بين الدول‬
‫ما بين التطبيع وثقافة السالم‬
‫أنواع التطبيع‬
‫مخاطر التطبيع؟‬
‫ثقافة السالم وهاني الحسن‬
‫‪2‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫عالقة األمة العربية باالسرائيلي‬


‫الدولة العربية والعالقات مع االسرائيلي‪ ،‬والتطبيع‬
‫التواصل الثقافي بين شقي البرتقالة‬
‫في مقاومة التطبيع عربيًا‬
‫المقاطعة والتطبيع واالتصال‬
‫هل زيارة السجين دعم أم تطبيع؟‬

‫الفصل الثاًي‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫"اإلنعزالية" العربية الجديدة‪ ،‬والتطبيع‪.‬‬
‫االنعزالية العربية و"الترامبية" الصهيونية‬
‫نتيجة مبهرة !‬

‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫"التطبيع" ٍالسالم ٍاالًعساليَى العرب‬
‫‪2‬‬
‫بكر أبَ بكر‬

‫ن أشكال التعامل أو بناء العبللة بٌن البشر‪ ،‬ومنها بٌن الدول‬ ‫إ‬
‫والحكومات لد تؤخذ مسارا منمطعا أومتصبل أو متمطعا‪ ،‬فهً بٌن عبللة الحرب‬
‫والسلم وما بٌنهما‪ ،‬فؤن ٌكون التنالض والتنافر والضدٌة هً سمة العبللة فنحن‬
‫فً عبللة الؽابٌة لن تولد اال النبذ أو الحرب والمواجهة أو المماطعة‪.‬‬

‫فً الشكل اآلخر من العبللة بٌن البشر والدول فإن المسار المتصل الذي‬
‫ٌصل بطرفً الخٌط بٌنهما هً عبللة اعتراؾ وتفهم وتمبل وندٌة‪ ،‬وفً هذه‬
‫الحالة ٌكون السبلم والصفاء سٌد المولؾ وطبٌعة العبللات‪.‬‬

‫‪ 1‬نشرت الدراسة‪/‬الكتٌب ألول مرة عام ‪ 2018‬تحت عنوان‪ :‬التطبٌع" بٌن‬


‫فكرااللؽاء‪ ،‬وضرورة االتصال"‪.‬‬
‫‪ 2‬الدراسة باسم الكاتب والباحث بكر أبوبكر ربٌس التعببة الفكرٌة فً حركة‬
‫فتح‪ ،‬عضو المجلس االستشاري‪ ،‬ونشرت من لبل المركز الدٌممراطً العربً‬
‫للدراسات االستراتٌجٌة والسٌاسٌة فً ‪ 2018/11/2‬م‪ ،‬وأعادت نشرها مفوضٌة‬
‫االعبلم والثمافة والتعببة الفكرٌة لحركة فتح‪ ،‬كملؾ حركً توعوي لجمٌع‬
‫األعضاء والكوادر‪ .‬وبعد التطبٌع العربً العلنً الفالع عام ‪ٌ 2020‬تم إعادة‬
‫النشر بعد التنمٌح من لبل الكاتب مع بعض االضافات للفصل االول‪ ،‬وإضافة‬
‫الفصل الثانً‬
‫‪4‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫الفصل األٍل‬

‫‪5‬‬
‫ًفي أم صراع أم إلحاق؟‬

‫نحن فً فلسطٌن وعبللتنا مع العدو الصهٌونً لد ٌنظر لها من منظور‬


‫التنافر الكلً والصراع الوجودي الذي ٌوجب المطٌعة‪ ،‬او فً االتجاه ذاته فصل‬
‫التعبوي التارٌخً عن العمبلنً الوالعً‪ ،‬بٌنما ٌراه اآلخرون على طرٌك التسوٌة‬
‫وضرورة المزٌد من التنازل ما ٌوجب مزٌدا من االلحاق واالنسحاق‪.‬‬

‫وفً حمٌمة االمر فنحن لسنا هنا أو هنان‪ ،‬فلسنا فً حالة نفً الوجود‬
‫لآلخر أو االنسحاق تحت ألدامه‪ ،‬بل نحن فً حالة صراع ما ٌعنً استمرار‬
‫النضال ضد االسرابٌلٌٌن مع تخٌر الوسٌلة النضالٌة وفك فهم ورإٌة لمتؽٌرات‬
‫الحال والموالؾ والدول وطبٌعة الموى‪.‬‬

‫فً هذه الممدمة أردنا المول أن تصوٌر الحالة مع االسرابٌلٌٌن أنها حرب‬
‫تتواجه فٌها الجٌوش بكافة أنواعها ك ٌل إلفناء اآلخر افناء كلٌا هً حالة لد‬
‫أصبحت من الماضً ألسباب ثبلثة على االلل‪ ،‬فً أوالها خروج مصر من‬
‫معادلة الحرب منذ العام ‪ 9979‬وثانٌها بخروج أو اخراج العراق من ذات‬
‫المعادلة فً العام ‪ 9999‬بعد مؽامرة احتبلل الكوٌت‪ ،‬ثم استؽبلل العملٌة الؽربٌة‬
‫االستعمارٌة للفرصة وتدمٌر العراق والسبب الثالث وهو خروج سورٌا من‬
‫المعادلة مع الربٌع العربً الذي تحول لخرٌؾ منذ العام ‪.1199‬‬

‫ما بٌن العوامل اإلللٌمٌة الثبلثة سمطت معادلة المطبٌن (المعسكرٌن)‬


‫بٌن االتحاد السوفٌتً وامرٌكا‪ ،‬وانتمل الفلسطٌنٌون للتعامل مع أدوات صراع‬
‫جدٌدة أفرزت اتفالٌات أوسلو التً ما زالت تثٌر نزاعا بٌنهم‪ ،‬لكنها تجلت بوالع‬
‫على األرض ٌستدعً حسن فهم المعادلة والتفكٌر والتدبٌر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫فً الحالة الصراعٌة المضطربة التً ٌعٌش فٌها الفلسطٌنٌون ٌتم النظر‬
‫والحدٌث حول مفهوم التطبٌع والتتبٌع ومفهوم السبلم ومفهوم االتصال؟‬

‫نحن من رافضً التتبٌع وااللحاق واالنسحاق أمام اآلخر‪ ،‬فمعادلة‬


‫السبلم ؼٌر متحممة‪ ،‬لتعملك فكر االنؽبلق والنبذ وااللصاء واالحتبلل والتوحش‬
‫والعنصرٌة واالبارتهاٌدٌة والتسٌّد من لبل الفكر الصهٌونً المهٌمن على‬
‫المإسسة االسرابٌلٌة‪.‬‬

‫وعلٌه فإننا بؽض النظر كٌؾ نظرنا لبلتفالٌات وللسلطة الوطنٌة‬


‫الفلسطٌنٌة‪ ،‬فنحن فً ظةىح صؿاع دكذذجؿ دفؿٗفةت ٌعؽدة كآى٘ةت صؽٗؽة‬
‫فٖ ؽو االمذجةؾ اىٌٖ٘ٔ ثفالكةت فيكػِ٘٘ح اقؿاا٘ي٘ح ٌذجةدىح ثَ٘‬
‫اىذلجو أكاىِفٔر‪ ،‬كثَ٘ االكذؿاب كاالثذفةد‪ ،‬كثَ٘ اىظؿكرة كدٌٍٗٔح‬
‫اىٍلةكٌح‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫تعريفات التطبيع‬

‫أن للتطبٌع عدٌد التعرٌفات مثل أنه‪":‬بناء عبللات رسمٌة و ؼٌر‬


‫رسمٌة‪،‬سٌاسٌة و التصادٌة وثمافٌة وعلمٌة واستخباراتٌة مع الكٌان الصهونً‪،‬‬
‫والتطبٌع هو تسلٌم للكٌان الصهٌونً بحمه فً األرض العربٌة بفلسطٌن‪ ،‬وبحمه‬
‫فً بناء المستعمرات (المستوطنات) وحمه فً تهجٌر الفلسطٌنٌٌن وحمه فً تدمٌر‬
‫المرى والمدن العربٌة‪ ،‬وهكذا ٌكون التطبٌع هو االستسبلم و الرضا بؤبشع‬
‫‪3‬‬
‫مراتب المذلة و الهوان والتنازل عن الكرامة وعن الحموق "‬

‫وٌعرؾ الكاتب زٌاد منى‪ 4‬التطبٌع بؤنه‪" :‬أي تصرؾ أو عمل‪ ،‬مادًٌّا كان‬
‫أو معنوًٌّا‪ ،‬فردًٌّا كان أوجماعًٌّا‪ ،‬من شؤنه جعل وجود "العدو اإلسرابٌلً" فً‬
‫أمرا طبٌعًٌّا بما ٌعنً ذلن من تخل نهابً عن حموق‬‫ببلدنا وفً عملنا وتفكٌرنا ً‬
‫‪5‬‬
‫أمتنا فً ببلدنا وأوطاننا وما فٌها وعلٌها‪".‬‬

‫ٌذكر الكاتب ابراهٌم نصار‪ 6‬أنه‪" :‬بدأ الحدٌث عن مفهوم التطبٌع مع‬
‫تولٌع اتفالٌات كامب دٌفٌد بٌن مصر و"إسرابٌل" عام ‪ ،9979‬وهو ٌعنً إلامة‬

‫‪ 3‬التطبٌع بتعرٌؾ الكاتب صبلح الدٌن المصري فً مماله على الشابكة‬


‫المعنون‪ :‬ما هو التطبٌع ؟ و لماذا ٌجب تجرٌمه ؟ وما هً مخاطره؟‬
‫‪ٌ 4‬عتبرزٌاد منى أن ‪" :‬لراءة صحؾ العدو مهمة وضرورٌة للمحللٌن السٌاسٌٌن‬
‫والبحاثة المتخصصٌن والمستشارٌن وصانعً المرار‪ ،‬ولكن لٌس للعامة ألنها‬
‫تإدي بالضرورة إلى عد صحافته جز ًءا من أجهزة اإلعبلم فً ببلدنا‪ ،‬مع أن‬
‫الفارق بٌن أؼلب الصحؾ الناطمة بالعربٌة والعبرٌة‪ ،‬لو تعرفون‪ ،‬ضبٌل!"‬
‫وٌضٌؾ‪" ":‬أي دعوة لعمد مإتمر لبحث المماطعة ومماومة التطبٌع ٌجب أن‬
‫تنطلك من ثابت واحد ال ثانً له هو‪ :‬أن فلسطٌن أرض عربٌة وجزء ال ٌتجزأ‬
‫من الوطن العربً‪ ،‬وحموق أمتنا فٌها ؼٌر لابلة للنماش أوللتصرؾ "‬
‫‪ 5‬من ممال زٌاد منى المعنون‪ :‬التطبٌع مع العدو اإلسرابٌلً‬
‫‪ 6‬الكاتب ابراهٌم نصار فً مدونته حول‪ :‬ما هو التطبٌع‪ ،‬لماذا ٌجب مماومته‬
‫بموة وما هو البدٌل؟‬
‫‪8‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫عبللات سٌاسٌة‪ ،‬التصادٌة‪ ،‬ثمافٌة واجتماعٌة وأكادٌمٌة طبٌعٌة بٌن الدول العربٌة‬
‫و"إسرابٌل" لبل تحمٌك السبلم العادل والشامل‪ .‬وبالتالً فإن اىذػج٘ؿ ٌؿ‬
‫"إقؿاا٘و" ْٔ ك٘ةـ ـالكةت غج٘ف٘ح فٖ كاكؿ كمؿكط غ٘ؿ غج٘ف٘ح‪،‬‬
‫ذىم أف ثِةء كدأق٘ف ديم اىفالكةت كاىجِٕ اىػج٘ف٘ح ٗنذؿط أكال‬
‫ككجو أم مٖء أف دصجط "إقؿاا٘و" دكىح غج٘ف٘ح كأف دذصؿؼ دضةق‬
‫ٌٔاغِ٘ٓة نؽكىح غج٘ف٘ح كأف دذؼيٕ ـَ ـؽكاُ٘ذٓة كاظذالىٓة‬
‫كـِصؿٗذٓة‪".‬‬

‫‪9‬‬
‫التطبيع الثقافي‪ ،‬حيث الخطر األكبر‬

‫الكاتب سماح إدرٌس ٌعرؾ التطبٌع الثمافً تحدٌدا فً مداخلته‪ 7‬أنه‪:‬‬


‫السعً إلى تروٌض عمولنا على تمبّل الفكرة اآلتٌة‪ :‬ال إمكانٌّةَ لعٌشنا ّإال بمبول‬
‫ُ‬ ‫"‬
‫بؤن المامع ألوى منّا اآلن‪ ،‬وربّما‬ ‫وشروطه‪ .‬وهذا التمبّل ناج ٌم عن لناعتنا ّ‬
‫ِ‬ ‫المامع‬
‫وانتصار فً تارٌخنا المدٌم‬
‫ٍ‬ ‫ت لوةٍ وفَ ٍ‬
‫خار‬ ‫إلى األبد؛ أو هو ناج ٌم عن جه ِلنا بلحظا ِ‬
‫أوالحدٌث‪.‬‬
‫أمرا‬
‫نتعرض له ً‬ ‫ّ‬ ‫خطر هذا التفكٌر إلى ح ّد اعتبار الممع الذي‬
‫ُ‬ ‫وٌتفالم‬
‫ّ‬
‫"نستحك"‬ ‫ضنا إلى المول بؤنّنا‬
‫استسبلم للوالع‪ .‬ولد ٌذهب بع ُ‬
‫ٍ‬ ‫مجر َد‬
‫َّ‬ ‫"طبٌعًٌّا‪ "،‬ال‬
‫ً" أو تارٌخنا أو دٌننا أو تركٌبتنا‬ ‫هذا المم َع لعلّ ٍة فٌنا‪ ،‬فً "عملنا العرب ّ‬
‫االجتماعٌّة‪".‬‬
‫إف اىذػج٘ؿ اىسلةفٖ ْٔ ٌَ أػػؿ أمهةؿ اىذػج٘ؿ‪ٗ ،‬ذئق‬
‫ُ‬
‫اىٍصيعٖ االكذصةدم‪-‬ككؽ ٗكجلّ أك ٗؿافلّ‪ -‬اىؾم ِٗفل اىه٘ةف‬
‫أكٗكجلّ‪ ،‬كفٖ نيٍ٘ٓة اىؼػؿ اىهج٘ؿ‪ ،‬ىؾا نةُخ ٌلةغفح اىٍؤقكةت‬
‫اىسلةف٘ح االقؿاا٘ي٘ح ظةٌيح االٗؽٗٔىٔص٘ح اىصُٓ٘ٔ٘ح كاصجح‪ ،‬نٍة‬
‫ٌلةغفح ثظةاؿ اىٍكذفٍؿات فٖ فيكػَ٘ كػةرصٓة قٔاء اىذضةرٗح‬
‫أكاىفيٍ٘ح اكاىذلةُ٘ح (اىذهِٔىٔص٘ح)‪.‬‬

‫فً التطبٌع الثمافً دخول من بوابة الدولة العبرٌة‪ ،‬أو من بوابة‬


‫مإسساتها أو من بوابة رواٌتها المسمومة المؽلفة بالرواٌة التارٌخٌة ذات‬

‫‪ 7‬سماح إدرٌس ربٌس تحرٌر مجلة اآلداب‪ ،‬ولُ ّدمت مداخلة بهذا الشؤن أي‬
‫التطبٌع الثمافً بدعوة من نادي المشعل فً بدناٌل‪ ،‬لضاء بعلبن‪-‬لبنان‪ ،‬وذلن‬
‫بتارٌخ ‪.2017/10/6‬‬
‫‪01‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫الخرافات واألوهام التوراتٌة وأكاذٌب الدٌممراطٌة‪ ،‬ما هو مرفوض على كل‬


‫الجبهات فً الداخل والخارج وللفلسطٌنٌٌن والعرب‪.‬‬

‫االستثٌاء الثقافي الفلسطيٌي‬

‫وفً االستثناء الثمافً نورد العبللة مع الفلسطٌنٌٌن بمإسساتهم على‬


‫جانبً الخط األخضر‪ 8‬ومع أنصار فلسطٌن من مفكري الٌهود فً فلسطٌن‪،‬‬
‫وبعض المإرخٌن الجدد‪ ،‬وبعض جمعٌات اإلسرابٌلٌٌن الحمولٌة مثل "السبلم‬
‫اآلن"‪ ،‬ولنا فً ذلن األسماء العدٌدة أمثال‪" :‬إٌبلن بابِه" و"شلومو ساند" و"عمٌرة‬
‫هاس"‪ ،‬ولطٌؾ دوري‪ ،‬و"زبٌؾ هرتزوغ" وؼٌرهم‪.‬‬

‫فً الثمافة والرواٌة نرى أن وجود مإسسة عربٌة فلسطٌنٌة موحدة كما‬
‫الحال مع لجنة المماطعة ٌعنً تحدٌد ضروب التعامل المباحة وؼٌر المباحة‬
‫وآلٌاتها ما هو ضرورة فً ظل انمبلب الموازٌن والمفاهٌم‪ ،‬وفً ظل الفنون‬
‫الصهٌونٌة فً ؼسٌل الدماغ‪.‬‬

‫ٗضت أف ٗؾو اىٓؽؼ ظةنٍِة‪ ،‬كٌة ُِنئ ـِّ ٌَ كق٘يح‬


‫ىيؽفةع ـَ اىعلٔؽ اىفيكػِ٘٘ح كثف٘ؽا ـَ مجٓح ٌِةصؿة اىجةغو‬
‫االقؿاا٘يٖ‪ ،‬أوالترفٌه وتسخٌؾ الحموق ولٌم الحرٌة والحك والعدالة بالسموط‬
‫فً مستنمع الرذٌلة المومٌة والوطنٌة‪.‬‬

‫‪ 8‬كما المصطلح‪ :‬شما البرتمالة (جزءا فلسطٌن) كما ٌردد العدٌد من المادة‬
‫الفلسطٌنٌٌن فً فلسطٌن الداخل‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪9‬‬
‫الذبلَهاسية الرقوية ٍالتطبيع االعالهي‬

‫أنشؤ الكٌان الصهٌونً وحدة إلكترونٌة كبٌرة تتكون من مبات العاملٌن‪،‬‬


‫ومتخصصٌن فً وسابل التواصل االجتماعً‪ ،‬كان هدؾ الوحدة استخدام الموة‬
‫الناعمة أو ما ٌسمى الدبلوماسٌة االلكترونٌة (الرلمٌة)‪ 10‬لتمرٌر مخططات الكٌان‬
‫الجدٌدة باستخدام آالؾ األسماء الوهمٌة‪ ،‬وأسماء صهٌونٌة بارزة‪ ،‬وكان الحذر‬
‫واجبا ً! (بعد التطبٌع العربً البلحك على صفعة المرن عام ‪ 1111‬لم ِ‬
‫ٌؽن المدر‬
‫عن الحذر الذي كنا ندعو له واهمٌن أن األمة تملن من الحصانة الكثٌر)‪.‬‬

‫كان الحذر من هذه األسالٌب الصهٌونٌة الرلمٌة واالعبلمٌة التً تحاول‬


‫إخفاء شكل الكٌان المذر فً لتل الفلسطٌنٌٌن‪ ،‬وتمسٌم المنطمة العربٌة نجملها فً‬
‫النماط التالٌة‪:‬‬

‫‪-9‬نشر المدرات الصناعٌة والعلمٌة والطبٌة للكٌان الصهٌونً‪ ،‬والتركٌز‬


‫علٌها عبر مربٌات (=فٌدٌوهات) صؽٌرة فً الؽرب والشرق لخلك حالة‬
‫‪11‬‬
‫من اإلبهار بما ٌمدمه الكٌان الصهٌونً‪.‬‬

‫‪ٌ9‬عرض مولع بصابر ‪basaer-online.com‬على الشابكة مظاهر و‬


‫مخاطر التطبٌع االعبلمً بورلة تحت عنوان‪ :‬كٌؾ نفشل محاوالت التطبٌع‪.‬‬
‫‪ 10‬الدبلوماسٌة اإللكترونٌة (‪)Digital Diplomacy/ E-Diplomacy‬‬
‫فٌمكن تعرٌفها بؤنها استخدام الشابكة (اإلنترنت) ووسابل التواصل االجتماعً‬
‫الحدٌثة من أجل تحمٌك األهداؾ الدبلوماسٌة‪ .‬وهً مكملة لعمل الدبلوماسٌة‬
‫التملٌدٌة‪ ،‬من خبلل استخدام التمانة وشبكات التواصل االجتماعً‪ ،‬خبلل المرن‬
‫ضا على أنها «عملٌة توظٌؾ الشابكة‬ ‫الواحد والعشرٌن‪ .‬وٌمكن تعرٌفها أٌ ً‬
‫(اإلنترنت) وتمانة (تكنولوجٌا) االتصال الحدٌثة للتواصل مع جمهور خارجً؛‬
‫بهدؾ خلك بٌبة تمكٌن للسٌاسة الخارجٌة لبلد ما‪.‬‬
‫‪ 11‬ضمن عوامل محتلفة أخرى‪ ،‬أثبتت البلوماسٌة االلكترونٌة الصهٌونٌة نجاحها‬
‫بحٌث أنها "لحست" عمول وأفكار العدٌد من ساسة العرب‪ ،‬ومثمفٌها‪ ،‬وعوامها‪.‬‬
‫‪02‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫‪ .1‬محاولة تمرٌر ثمافة ما ٌسمونه حوار األدٌان وكؤن صراعنا دٌنً‬


‫ولٌس صراع احتبلل وجودي ألرض فلسطٌن العربٌة‪ ،‬وثمافة التسامح‬
‫والتعامل المشترن مع االحتبلل كمحور مهم فً متوازي األضبلع فً‬
‫المنطمة‪.‬‬

‫‪ . 3‬نشر الفتنة بٌن الشعوب العربٌة وتعزٌز الطابفٌة‪ ،‬وصراع األللٌات‪،‬‬


‫ودعم االنفصال‪ ،‬وكان مشهد السنة والشٌعة فً دول الخلٌج حاضرا ً فً‬
‫الصراع الصهٌونً العربً‪ ،‬كذلن تعزٌز انفصال األكراد‪ ،‬فاالحتبلل‬
‫أول من أٌد استمبلل األكراد‪ .‬ومن الوسابل التً ٌستخدمها الكٌان‬
‫الصهٌونً على وسابل التواصل االجتماعً نشر الفتنة بٌن الشعوب‬
‫العربٌة وتعزٌز الطابفٌة‪ ،‬وصراع األللٌات‪ ،‬ودعم االنفصال‪.‬‬

‫‪ .4‬المحاوالت العدٌدة الستضافة أكبر لدر ممكن من الخبراء والمحللٌن‬


‫والنخبة الصهٌونٌة على المنوات العربٌة‪ ،‬ولمد كانت استضافة لناة‬
‫الجزٌرة فً برنامج االتجاه المعاكس نموذجا ً الستخدام الموة الناعمة فً‬
‫التطبٌع اإلعبلمً‪ ،‬عبر استضافة الصهٌونً المتطرؾ‬
‫زور الحمابك وشوه اإلسبلم بشكل‬ ‫المستوطن"مردخاي كوٌدار" الذي ّ‬
‫واضح‪ ،‬لٌلعب فً عمول الجماهٌر العربٌة البسٌطة‪ ،‬لكن ردة الفعل كانت‬
‫لوٌة جماهٌرٌا ً ضده‪ ،‬كذلن كتابة ممال الفخاي أدرعً بالمشاركة مع‬
‫كاتب كردي فً صحٌفة إٌبلؾ السعودٌة اإللكترونٌة لنشر الكذب‬
‫واالفتراءات‪ ،‬ومحاولة إظهار صورة الكٌان الصهٌونً الماتل بصورة‬
‫الراعً للسبلم والمحبة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .5‬استخدام ناطمٌن معٌنٌن ٌمثلون السلطة الحاكمة فً الكٌان الصهٌونً‪،‬‬
‫كؤفخاي أدرعً المتحدث باسم الجٌش الصهٌونً‪ ،‬والذي ال ٌترن مناسبة‬
‫إسبلمٌة أو عربٌة إال وٌهنا بها المسلمٌن والعرب‪.‬‬

‫التطبيع الفردي‬

‫ٌمول أحمد سعٌد لاضً‪": 12‬على الصعٌد الفردي‪ ،‬ال ٌجوز أن تختزل‬
‫مسؤلة التطبٌع الفردي فً الحصول على تصرٌح وزٌارة المدن الفلسطٌنٌة فً‬
‫الداخل المحتل‪ ،13‬أو مجرد إجراء ممابلة مع جهة إعبلمٌة إسرابٌلٌة‪ ،‬بل إنّه‬
‫عملٌة واعٌة وممصودة طوٌلة المدى‪ ،‬مع مإسسات أو أفراد أو جهات رسمٌة‪،‬‬
‫أو ؼٌر رسمٌة إسرابٌلٌة‪ ،‬تإمن ب"إسرابٌل" بشكلها الكولونٌالً اإلثنً‪،‬‬
‫وتناصرها‪ ،‬أوتش ّكل جز ًءا من هذا المشروع‪ ،‬بؽٌة إلامة عبللات طبٌعٌة معها فً‬
‫تنازل عن المبادئ السٌاسٌة واألخبللٌة العادلة للفلسطٌنٌٌن‪.‬‬

‫لكن من ناحٌة أخرى‪ٌ ،‬جب أن تكون هذه الحساسٌة المفرطة فً التعامل‬


‫مع أي تواصل أوعبللة مع "إسرابٌل" مو ّجهة لؤلنظمة العربٌة والمإسسات‬
‫الرسمٌة التً ال ٌجوز أن تنخرط بؤي نشاط تطبٌعً مع الكٌان االستعماري‬
‫االستٌطانً‪".‬‬

‫‪ 12‬من ممال له على الشابكة بعنوان‪ :‬التطبٌع بتعرٌفاته المتعددة‬


‫‪ 13‬الممصود فلسطٌن ‪ 1948‬أي المحتلة عام النكبة ‪ 1948‬المسماة الٌوم‬
‫سٌاسٌا بفعل االحتبلل لوطننا وبلدنا فلسطٌن "اسرابٌل"‪.‬‬
‫‪04‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫التطبيع الرسوي بيي الذٍل‬

‫ٌعرؾ أحمد سعٌد الماضً فً مماله آنؾ الذكر التطبٌع الرسمً بٌن‬
‫الدول أنه‪" :‬جهود اتصال‪ ،‬وتواصل‪ ،‬وبناء‪ ،‬وتطوٌر‪ ،‬عبللات بٌن دولة‬
‫وأخرى‪ 14،‬كانتا فً حالة لطٌعة‪ ،‬بشك ٍل واعٍ وممصود‪ ،‬بؽٌةَ الوصول إلى عبللة‬
‫طبٌعٌة ال ٌشوبها التوتّر‪ ،‬أو التوتّر المفرط‪ .‬وتنتج سٌرورة التطبٌع هذه على‬
‫األرجح من خبلل وصول كل األطراؾ إلى حالة لبول للنظام اآلخر بصٌؽته‬
‫وإٌدٌولوجٌته وشكله وسلوكٌاته الراهنة‪".‬‬

‫مضٌفا أن "التطبٌع مع "إسرابٌل" بهذا المعنى‪ٌ ،‬عنً الدخول فً‬


‫اتصاالت وعبللات مخططة تهدؾ إلى جعل العبللة معها عبللات طبٌعٌة‬
‫منالضة للمماطعة تما ًما‪ .‬وٌحمل التطبٌع داللة المبول بوجود "إسرابٌل" بشكلها‬
‫ونظامها وصٌؽتها الحالٌة الكولونٌالٌة االستٌطانٌة العرلٌة‪ ،‬وكذلن المبول‬
‫بدورها‪ ،‬وإٌدٌولوجٌتها‪ ،‬ومشروعها االستٌطانً اإلحبللً‪ ،‬وكذلن الحال المبول‬
‫بوالع الفلسطٌنٌٌن وحالتهم الشاذة تحت االحتبلل‪ .‬ولد تفترض بعض الدول أن‬
‫هذه العبللات تهدؾ إلى إحداث حالة ٌمكن من خبللها التؤثٌر فً الدولة األخرى‪،‬‬
‫والضؽط علٌها إلجبارها على المبول بتمدٌم تنازالت معٌّنة‪ ،‬كما تدعً بعض‬
‫األطراؾ التً تدافع عن التطبٌع مع "إسرابٌل"‪ ،‬مع أن التجربة التارٌخٌة أثبتت‬
‫خبلؾ ذلن‪".‬‬

‫وهو ما حصل بٌن دولة االمارات العربٌة المتحدة ومملكة البحرٌن حٌن‬
‫ولعتا "اتفالٌة السبلم" مع اإلسرابٌلً المحتل لفلسطٌن فً معاكسة لمتطلبات‬
‫المبادرة العربٌة التً تفترض استمبلل دولة فلسطٌن المابمة (تحت االحتبلل)‬

‫‪ 14‬ونضٌؾ‪ :‬كانتا فً حالة لطٌعة البد وان تكون هذه المطٌعة اتت بعد ان كان‬
‫اتصال وتواصل فانمطع فهل كان ؟!‬
‫‪15‬‬
‫بالحك الطبٌعً والتارٌخً والمانونً أوال‪ ،‬ثم التطبٌع بالكٌفٌة التً ٌفهم فٌها أن‬
‫فلسطٌن أو األمة لد حممت مبتؽاها المرحلً بفلسطٌن‪.‬‬

‫ها بيي التطبيع ٍثقافة السالم‬


‫ّ‬
‫ٍٗهِِة ُعَ أف ُفؿؼ اىذػج٘ؿ ـةٌح ثٍفِٕ‪ :‬كجٔؿ ا‪ٙ‬ػؿ‪-‬أك‬
‫اىذغةطٖ‪ -‬ـيٕ ٌة ٗعٍيّ ٌَ كً٘ اكصةا٘ح (اظذالؿ‪ ،‬ـِصؿٗح‪،‬‬
‫ن‬
‫ـؽكاف‪ ،‬دـكٗؿ‪ ،‬كذو‪ )...‬كاىذفةٌو ٌفّ ٌصيع٘ة‪ ،‬دكف اـذجةر ىيعق‬
‫كاىفؽؿ كاىلً٘‪ .‬كإف نِخ أرل ثؾىم دذج٘فة ثةىعل٘لح‪ٌ ،‬ة ٗفِٖ إف‬
‫إٗضةث٘ح اىيفؼ ال دصؽؽ ـيٕ ظل٘لح اىففو‪ ،‬نٍة اىعةؿ ٌؿ ٌصػيط‬
‫اقذفٍةر‪ ٌَ-‬اإلـٍةر‪ ،‬أك ٌكذٔغِةت‪.‬‬

‫كاىذػج٘ؿ ِْة (أك اىذذج٘ؿ) ٗؼذيف ني٘ة ـَ ٌفٓٔـ اىكالـ‬


‫كدعللّ فٍٓة ى٘كة كؿِٗةف‪ ،‬أك مٖء كاظؽ ظ٘ر أف زلةفح اىكالـ‬
‫ّ‬
‫دفذؿض االـذؿاؼ كاىذفةٗل كاىِؽٗح‪.‬‬

‫اىؿا٘ف اىفؿُكٖ إٍٗةُٔٗو ٌةنؿكف فٖ اصذٍةع األًٌ‬


‫اىٍذعؽة ‪ 2020/9/22‬كةؿ‪" :‬أُة ال أؤٌَ ثكالـ ٗلٔـ ـيٕ اىٍِٓ٘ح‬
‫أك اىؾؿ‪ ،‬ظذٕ ىٔ نةف ْؾا ق٘فٔطّ ثةىٍةؿ‪ ،‬ألُِة ال ُفٔض إذالؿ‬
‫اىٍةؿ"‪15.‬‬ ‫مفت ٌَ ػالؿ‬

‫‪ 15‬نفترض بهذا المول للربٌس الفرنسً ماكرون اإلشارة المادحة لصفمة نتنٌاهو‪-‬‬
‫ترامب لعصرهما أي خطة ترامب التصفوٌة‪ ،‬المعروفة ب “صفمة المرن"‬
‫أورسمٌا‪" :‬سبلم من أجل اإلزدهار‪ ،‬رإٌة لتحسٌن حٌاة للفلسطٌنٌٌن‪ ،‬والشعب‬
‫‪06‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫(االتصال) أو بناء العبللات مع المجتمع االسرابٌلً فً فلسطٌن الداخل‬


‫أو مع األحزاب أوطابفة من المفكرٌن والمإسسات االسرابٌلٌة ٌستدعً نظرة‬
‫مختلفة ال تجعل ذلن فً سٌاق التطبٌع بتعرٌفنا السابك‪ ،‬ولكن ضمن ضوابط‬
‫محددة بدونها ٌصبح االتصال تماهًٌا مع اآلخر‪ ،‬وانزاللا للتطبٌع حٌث التبعٌة‬
‫واالنسحاق تحت ألدام الموي‪ ،‬وهو فً حالتنا االحتبلل االسرابٌلً‪.‬‬

‫إن االتصال من لبل الفلسطٌنٌٌن فً الوطن مع الطرؾ االسرابٌلً بفباته‬


‫المجتمعٌة‪ ،‬ومإسساته ؼٌر االحتبللٌة أو العنصرٌة االبارتهاٌدٌة‪ ،‬وخاصة مع‬
‫الشرابح التً تعترؾ بالحك الفلسطٌنً وتدعمه هو االتصال المرؼوب‪ ،‬والذي ال‬
‫‪16‬‬
‫ندخله فً تعرٌفنا للتطبٌع‪.‬‬

‫اإلسرابٌلً"‪ .‬وهً التً تشٌر لملٌارات تعطى لدول المحٌط حول فلسطٌن على‬
‫شكل دعم‪ ،‬او لروض‪ ،‬وجزء تافه منها للجزر المتناثرة فً الضفة الؽربٌة تحت‬
‫االحتبلل األبدي مهما كانت تسمٌتها‪.‬‬
‫‪ 16‬فلسطٌن كلها لنا‪ ،‬وكل من وجد على ارضها بدون اذن الفلسطٌنٌٌن او رؼما‬
‫عنهم فهو مستعمر احبللً‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫أًَاع التطبيع‬

‫ٌرى الكاتب نصار ابراهٌم فً مدونته السابمة أن التطبٌع هو‪ :‬آلٌة‬


‫سٌاسٌة وثمافٌة والتصادٌة تستهدؾ المفز عن الجذور واألسباب التارٌخٌة‬
‫للصراع والتعامل مع نتابج األمر الوالع باعتبارها معطٌات طبٌعٌة‪ ،‬بمعنى‬
‫تكرٌس نتابج الحروب العدوانٌة على الشعب الفلسطٌنً واألمة العربٌة والمبول‬
‫بتلن النتابج باعتبارها حموق إسرابٌلٌة مكتسبة‪.‬‬

‫وعلٌه فإنه ٌمرر أن‪ :‬أخطر ما تحمله سٌاسة وثمافة التطبٌع أنها تستهدؾ‬
‫فرض التعامل مع "إسرابٌل" كدولة طبٌعٌة وكؤن الصراع انتهى فٌما تواصل‬
‫"إسرابٌل" عملٌا وعلى كل المستوٌات احتبللها وعدوانها على الشعب‬
‫الفلسطٌنً‪ ،‬وهذا ٌعنً بصورة مباشرة تؤمٌن الؽطاء السٌاسً والثمافً واألخبللً‬
‫لذلن االحتبلل‪ ،‬ونزع األبعاد السٌاسٌة والثمافٌة واألخبللٌة عن شرعٌة النضال‬
‫الفلسطٌنً إلنهاء االحتبلل‪.‬‬

‫المبول بهذه الضوابط ٌعنً اإللرار مسبما بعدم شرعٌة المماومة‬


‫الفلسطٌنٌة والعربٌة كونها وفك هذا المنطك تتنالض مع التطبٌع الذي ٌشكل‬
‫الطرٌك الوحٌد لحل الصراع وبناء السبلم الموهوم‪ .‬وعلٌه ٌطرح مظاهر‬
‫وتجلٌات التطبٌع كالتالً‪:‬‬

‫‪-‬التطبيع السياسي‪ :‬عبللات سٌاسٌة‪ ،‬وصؾ المماومة باإلرهاب‪،‬‬


‫الحدٌث عن نزاع ولٌس صراع‪ ،‬وعدم تحمٌل "إسرابٌل" أٌة مسإولٌة عما لحك‬
‫بالشعب الفلسطٌنً من نكبات وتشرٌد‪ ،‬وتكرٌس نتابج االحتبلل اإلسرابٌلً‬
‫المدٌد( تشرٌع المستوطنات (المستعمرات)‪ ،‬تشرٌع المساومة على الحموق‬
‫الفلسطٌنٌة األساسٌة‪ :‬االستمبلل وحك تمرٌر المصٌر وحك العودة)‪ ،‬توفٌر الؽطاء‬
‫للهروب من لرارات الشرعٌة الدولٌة واستبدال ذلن بالمفاوضات بٌن طرفً‬
‫"النزاع‪".‬‬
‫‪08‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫‪-‬التطبيع االقتصادي‪ :‬فتح األسواق العربٌة أمام البضابع اإلسرابٌلٌة‪،‬‬


‫إلامة مراكز صناعٌة مشتركة ترجمة للممولة العنصرٌة تكامل الٌد العاملة‬
‫العربٌة الرخٌصة مع العمل الٌهودي أو العبمرٌة الٌهودٌة‪ ،‬وتزوٌد "إسرابٌل"‬
‫بالطالة‪.‬‬

‫‪-‬التطبيع الثقافي ‪ /‬اللغة‪ /‬الوعي ‪ /‬الذاكرة حٌث المبول بالمفردات‬


‫والمماربة الصهٌونٌة األٌدٌولوجٌة‪ ،‬إعادة صٌاؼة التارٌخ‪ ،‬إعادة صٌاؼة مناهج‬
‫التعلٌم وشطب كل ما ٌشٌر إلى االحتبلل‪ ،‬تؽٌٌر أسماء األمكنة‪ ،‬االستٌبلء على‬
‫التراث (أزٌاء‪ ،‬أكبلت شعبٌة‪ ،‬رلص شعبً) ‪ ،‬العبث باآلثار وسرلتها‪ ،‬إخفاء‬
‫وتدمٌر كل آثار الجرابم التً أدت لتدمٌر المرى والمدن واألحٌاء العربٌة‪ ،‬تؽٌٌر‬
‫الخارطة التارٌخٌة لفلسطٌن{‪.‬‬

‫‪-‬التطبٌع األكادٌمً‪ :‬إلامة عبللات طبٌعٌة بٌن الجامعات والمعاهد‬


‫األكادٌمٌة العربٌة ونظٌرتها اإلسرابٌلٌة‪ ،‬تحت الشعار المزٌؾ والخادع فصل‬
‫األكادٌمٌا عن السٌاسة‪.‬‬

‫‪ -‬التطبٌع االجتماعً‪ :‬شعب لشعب‪ ،‬إلامة األنشطة الرٌاضٌة المشتركة‪،‬‬


‫المهرجانات الفنٌة تشجٌع السٌاحة مع دولة االحتبلل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫هخاطر التطبيع؟‬

‫إذن فالتطبٌع بتعرٌفنا هو عبللة ؼٌر متكافبة بالخضوع للعبللة بٌن السٌد‬
‫والعبد‪ ،‬أوعبللة االلنان بااللطاعٌٌن‪ ،‬فبل حرٌة وال عدالة وال مساواة بل هٌمنة‬
‫وطؽٌان نعبر عنها (بالمبول) أو الخضوع وهو فً حمٌمته الخنوع والركوع‪.‬‬

‫فإن تمبل اآلخر الذي ٌرفضن‪ ،‬وتتعامل معه بشكل طبٌعً دون لٌم أو‬
‫خلفٌة محصنة أو دون أسس فؤنت ترتد على شعبن وتصبح فٌه كالطابور‬
‫الخامس ولٌس ككتٌبة االستطبلع او الكتٌبة العاملة خلؾ خطوط العدو‪.‬‬

‫إن التطبٌع بهذا المفهوم ٌعنً فٌما ٌعنٌه االعتراؾ بالوضع المابم أي‬
‫شرعٌة االحتبلل االسرابٌلً لببلدنا‪ ،‬وٌعنً تجاوز اآلثار المترتبة على االحتبلل‬
‫بالمفز عن حمولنا وجعل العبللات طبٌعٌة وكان شٌبا لم ٌكن وؼٌر كابن حتى‬
‫اآلن‪ ،‬وبذات المعنى ٌفهم وكان الصراع لد انتهى بٌن االمة العربٌة واالسرابٌلً‪.‬‬

‫و مخاطر التطبٌع العربً مع االسرابٌلً كما ٌراها الكاتب صبلح الدٌن‬


‫‪17‬‬
‫المصري ؟‬

‫أ‪ -‬المساهمة فً بناء الشرق األوسط الكبٌر الذي ٌموده الكٌان الصهٌونً‪،‬‬
‫وهو الهدؾ الذي تسعى إلٌه الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة و الصهٌونٌة منذ بداٌات‬
‫‪18‬‬
‫التطبٌع (كامب دافٌد ‪،‬أوسلو)‪.‬‬

‫‪17‬الممال السابك للكاتب صبلح الدٌن المصري‪.‬‬


‫‪ 18‬مصطلح الشرق األوسط الكبٌر هو مصطلح إدارة بوش من عام ‪1114‬‬
‫لٌضاؾ للمنطمة العربٌة تركٌا واٌران وباكستان وافؽانستان‪( .‬وطبعا االحتبلل‬
‫الصهٌونً)‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫ب‪ -‬التسلٌم بالتفوق االستراتٌجً للكٌان الصهٌونً التصادٌا و عسكرٌا و‬


‫إن المنافسة تصبح جرٌمة فً‬‫محاصرة أي محاولة لمنافسة الكٌان الصهٌونً‪ ،‬بل ّ‬
‫منظور المطبعٌن كما هو الشؤن مع الحالة االٌرانٌة و ملفها النووي‬

‫ت‪ -‬اإلمضاء على وثٌمة الموت الطوعً للمشروع العربً و لمشروع‬


‫التحرر و االستنهاض ‪ّ ،‬‬
‫إن التطبٌع هو استباق للمستمبل و لتل ألي أفك مستمبلً‬
‫ٌمكن أن تتؽٌر فٌه موازٌن الموى و ٌصبح العرب ألوٌاء و أحرارا‪ ،‬وبذلن فهو‬
‫تعبٌر عن حالة الٌؤس المطلك‪.‬‬

‫ث‪ -‬التطبٌع هو تنازل عن المعنى االنسانً عند العرب و البشر‪،‬و من‬


‫العجٌب هذا التنالض الماتل عند بعض الؽربٌٌن بٌن ولوفهم ضد "الهولوكست" و‬
‫لبولهم بمجازر الصهٌونٌة ضد العرب ؟ السإال الكبٌر الذي ٌطرح على كل‬
‫انسان ‪ :‬الصهٌونٌة حركة عنصرٌة‪ 19‬فكٌؾ نمبل بوجودها بٌننا ؟‬

‫ج‪ -‬الكٌان الصهٌونً لام على المتل و السرلة وٌستمر بهذا األسلوب‬
‫فكٌؾ نمبل بوجوده ؟ فإذا لبلنا وخاصة نحن العرب فكـؤننا نضع أمننا واستمبللنا‬
‫والتصادنا و ثورتنا فً طبك نمدمها هدٌة إلى عدونا‬

‫‪ٌ 19‬وؼل الكٌان الصهٌونً بعنصرٌته ببل هوادة‪ ،‬ضاربا بعرض الحابط كل‬
‫المواثٌك والموانٌنالدولٌة‪ ،‬فخبلل ‪ 16‬شهرا ألر (‪ )72‬لانونا تستهدؾ الوجود‬
‫الفلسطٌنً فً الداخل المحتل‪ ،‬كما تإشر إلى حالة الملك التً تعٌشها الحركة‬
‫الصهٌونٌة‪ ،‬التً لجؤت إلى لوننة سٌاسات عنصرٌة‪ ،‬من أجل استمرارٌة‬
‫المشروع االسرابٌلً‪ ،‬وحسب دراسة مركز مدار للدراسات االسرابٌلٌة عام‬
‫‪ٌ 2017‬مول‪( :‬منذ تشكٌل الكنٌست الحالٌة اثر انتخابات آذار‪/‬مارس ‪،2015‬‬
‫الرت الكنٌست االسرابٌلٌة "‪ 25‬لانونا عنصرٌا بالمراءة النهابٌة‪ ،‬اضافة الى‬
‫وجود ‪ 15‬لانونا فً مرحلة التشرٌع‪ ،‬وطرح على جدول اعمال الكنٌست ‪136‬‬
‫لانونا"‪).‬‬
‫‪21‬‬
‫ح‪ -‬التطبٌع لبول بتخرٌب الكٌان الصهٌونً لوطننا و لد ظهر هذا‬
‫التخرٌب فً تمسٌم السودان وفً مصر و فً لبنان و فً العراق و فً سورٌا‬

‫والى كل ما سبك ٌتم النظر للتطبٌع خاصة العربً بؤنه ٌمثل تجرٌد‬
‫للعرب والفلسطٌنٌٌن من اوراق لوتهم إزاء االحتبلل‪ ،‬وهو بما ٌشكله من ؼطاء‬
‫اخبللً لبلحتبلل ٌنزع ذات الؽطاء عن المماومة وٌشوهها بل وٌضعؾ من‬
‫مركب الٌسار االسرابٌلً المساند للمضٌة الفلسطٌنٌة‪.‬‬

‫وٌرى هشام البستانً فً مماله مماومة التطبٌع‪:‬ورلة مفاهٌمٌة‪ ،‬لجرٌدة‬


‫االخبار اللبنانٌة أن‪" :‬الجوهري فً تعرٌؾ التطبٌع هو‪ :‬االعتراؾ بشرعٌة‬
‫الكٌان االستعماري االستٌطانً الصهٌونً المسمى «إسرابٌل»‪ ،‬وشرعٌة‬
‫مشروعه‪ ،‬وشرعٌة االستعمار االستٌطانً فً فلسطٌن‪ ،‬والتعاطً معها على أنها‬
‫مبرر‬
‫ّ‬ ‫جمٌعها أمر طبٌعً أو مسؤلة تحتّمها «الوالعٌة السٌاسٌة» أو أي‬
‫ي لبلستعمار االستٌطانً الصهٌونً تمثّل‬ ‫آخر‪« .‬إسرابٌل» لكونها التشكل الماد ّ‬
‫لمجرد وجوده‪ ،‬حالها فً ذلن كحال المولؾ من أي نوع‬ ‫ّ‬ ‫ظلما ً ال ٌمكن المبول به‬
‫من أنواع الظلم كالعبودٌّة واالستؽبلل وؼٌرهما‪ ،‬فكٌؾ إن أضفنا إلٌها سلسلة‬
‫طوٌلة من المذابح واالعتداءات‪ ،‬وارتباطاتها مع الموى اإلمبرٌالٌة واالستعمار‪،‬‬
‫وتوسعٌّتها ومحاولتها الهٌمنة على محٌطها‪ ،‬بل وأدابها دورا ً مساندا ً لؤلنظمة‬
‫الممعٌة والدٌكتاتورٌة فً العالم (جنوب أفرٌمٌا‪ ،‬العدٌد من أنظمة دول أمٌركا‬
‫‪20‬‬
‫الوسطى والجنوبٌّة‪ ،‬وؼٌرها)؟"‬

‫‪ 20‬ممال هشام البستانً فً االخبار اللبنانٌة تحت عنوان‪ :‬مماومة التطبٌع‪ :‬ورلة‬
‫مفاهٌمٌة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫‪21‬‬
‫ثقافة السالم ٍهاًي الحسي‬

‫إذف ـالكذِة اى٘ٔـ ٌؿ اىػؿؼ االقؿاا٘يٖ ْٖ ـالكح صؿاع رغً‬


‫االدفةك٘ةت‪ ،‬فهً صراع مستمر ٌؤخذ أشكاال لم تخطر فً بال أحد فً السابك‬
‫حٌث كانت المعادلة إما حرب أو سلم‪ ،‬وكلنا ٌعلم أن الصراعات بٌن الدول لها‬
‫اشكال متعددة منها السٌاسٌة وااللتصادٌة والثمافٌة والعلمٌة واالجتماعٌة والمٌمٌة‬
‫والمانونٌة‪ 22،‬وكلها باعتمادي مفتوحة على مصراعٌها بٌن الفلسطٌنٌٌن‬
‫واالسرابٌلٌٌن بحٌث ٌتؤرجح هذا الصراع بٌن التعاون المفروض او المختار‪،‬‬
‫وبٌن المماومة بؤشكالها‪ ،‬حٌث لد ال ٌفهم او ٌدرن مثل هذه المعادلة المعمدة اال‬
‫الملٌل‪.‬‬

‫إن ثمافة السبلم ؼٌر الموجودة الٌوم لدى الطرؾ االسرابٌلً – كما كان‬
‫ٌردد المفكر العروبً الكبٌر هانً الحسن (أبوطارق) تستند ألسس بدونها ٌصبح‬
‫السبلم ه ّ‬
‫شا وتتحول العبللة الى عبللة تبعٌة‪.‬‬

‫ٌمول الشهٌد المابد هانً الحسن‪" :‬بدون شن ٌجب علٌنا نحن الفلسطٌنٌون‬
‫أال نخاؾ من السبلم‪ ،‬أوالتسوٌة ألن األرض فً النهاٌة أرضنا والمنطمة‬

‫‪ 21‬هانً الحسن (‪1939‬م‪2012-‬م) عضو مركزٌة حركة فتح وأحد مفكرٌها‬


‫ومفكري األمة الكبار‪.‬‬
‫‪ 22‬مركز مدار للدراسات االسرابٌلٌة ٌعرؾ "الموانٌن العنصرٌة" بانها‪:‬‬
‫"الداعمة لبلحتبلل واالستٌطان وشرعنته‪ ،‬وكل لانون ٌستهدؾ الفلسطٌنً‬
‫كفلسطٌنً أٌنما وجد‪ ،‬ان كان من خبلل لوانٌن مباشرة‪ ،‬او ؼٌر مباشرة‪ ،‬ولوانٌن‬
‫أخرى تبدو فً واجهتها وكانها تعدٌبلت للموانٌن الجنابٌة‪ ،‬اال أنها تسن على‬
‫خلفٌة أحداث سٌاسٌة هً انعكاس لسٌاسة التمٌٌز العنصري‪ ،‬والمبلحمات‬
‫السٌاسٌة‪ ،‬وتضٌٌك حرٌة التعبٌر والعمل السٌاسً‪".‬‬
‫‪23‬‬
‫منطمتنا‪ ".‬مضٌفا " أن تمٌٌم الصراع على أنه (إسرابٌلً فلسطٌنً) ٌجعل من‬
‫السبلم هنا سبلم المهزوم‪ ،‬أما إذا لٌُّم باعتباره (عربٌا اسرابٌلٌا) فالصورة‬
‫متعادلة‪".‬‬

‫ونمتطؾ من محاضرة األخ أبوطارق رحمه هللا فً طبلب جامعة النجاح‬


‫حول ثمافة السبلم‪ ،‬حٌث ٌمول‪ٌ" :‬حمك السبلم مصالح ومنافع للجمٌع‪ ،‬وٌضع‬
‫حلوال لمضاٌا كثٌرة مثل‪ :‬المٌاه‪ ،‬التصحر‪ ،‬نشر المعرفة والتمانة (التكنولوجٌا)‪،‬‬
‫لكن للسبلم ثمافة‪".‬‬

‫مضٌفا‪ " :‬والمشكلة لدى الطرؾ االسرابٌلً أنه حتى الٌوم لم ٌضع ثمافة‬
‫السبلم موضع التنفٌذ على لاعدة أن االعتراؾ بالطرؾ اآلخر – كما للنا سابما –‬
‫ٌتطلب منن أن تإمن بثمافة السبلم التً تتضمن أربعة عوامل هً ‪:‬‬

‫التعاٌش‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫التسامح‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الحوار‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫الندٌّة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫والحوار من أوجب شروط السبلم‪ ،‬وهو ال ٌمكن أن ٌكون حوارا ً إال إذا‬
‫لام على الندٌة‪ ،‬فعلى سبٌل المثال عندما أجرٌنا حوارا ً وطنٌا فً نابلس طالب‬
‫البعض فً البداٌة أن تخضع االللٌة لرأي االؼلبٌة فً مجمل المضاٌا المطروحة‪،‬‬
‫فإذا أردت ان تتعامل بهذا االسلوب فلماذا دعوت للحوار‪ ،‬بمعنى دع االكثرٌة‬
‫تؤخذ لرارها دون هذا الحوار‪ ،‬هذا ما ٌرٌدون‪ ،‬ولكن ما دمت لد لبلت بالحوار‬
‫فإنن تإمن بالتوافك وبالتالً تإمن بالندٌة بؽض النظر عن كونن الكبٌر أو‬
‫الصؽٌر‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫ضا أو تسكت عن ظلم‪ ،‬وإنما‬


‫إن التسامح ال ٌعنً أنن تنسى أر ً‬
‫ٌعنً أن توافك على تجاوز الحواجز دون النظر إلى الماضً‪.‬‬

‫ونفس الشًء ٌنطبك على التعاٌش الذي ٌتطلب االلرار بالندٌة لكبل‬
‫الطرفٌن أٌضاً‪".‬‬

‫إذف ُلٔؿ ُعَ أف زلةفح اىكالـ دكذِؽ ىالـذؿاؼ (ٌة ٗؤدم‬


‫ىيذفةٗل) كاىٍكةكاة (اك اىذكةٌط) كاىِؽٗح ثةىعٔار‪ ،‬فةالـذؿاؼ‬
‫ثةىػؿؼ االػؿ‪ ،‬كظلٔكّ زلةفح قالـ‪ ،‬كاىٍكةكاة ثةىٔاصجةت‬
‫كاىٍذػيجةت كاىِؽٗح ثةىذٍس٘و ْٖ ظل٘لح ٌلٌٔةت اىكالـ كزلةفذّ‬
‫ىؾىم ال دذٔفؿ ٌسو ْؾق اىلةـؽة اى٘ٔـ ٌؿ االقؿاا٘يٖ اىؾم كصت أف‬
‫ٗهٔف اىٍكةر ٌفّ فٖ دفـٗـ ٌلٌٔةت اىجلةء كاىصٍٔد كاىذفةـو‪،‬‬
‫كاىذفةٌو‪ ،‬كاىٍٔاصٓح ثهةفح أمهةىٓة ثٍة ال ٗظؿ ثٍصةىط اىنفت‬
‫كاألْؽاؼ اىٍذعللح‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫عالقة األهة العربية باالسرائيلي‬

‫ال ٌمكن المساواة بٌن العبللة المسرٌة الجبرٌة بٌن الفلسطٌنً‬


‫واالسرابٌلً فً فلسطٌن على جانبً الخط األخضر‪ ،‬ومع مثٌلها بٌن االسرابٌلً‬
‫والعربً‪ ،‬وال ٌمكن إلامة معادلة تبرٌرٌة للعبللات بٌن العرب واالسرابٌلً‬
‫استنادا للتعامل واالتصاالت الفلسطٌنٌة سواء المسرٌة أو تلن التً ارتبطت‬
‫باتفالٌات علنٌة اوسرٌة مباشرة او ؼٌر مباشرة‪ ،‬فهذا شان مختلؾ كلٌا‪.‬‬

‫ان التطبٌع الفلسطٌنً إن حصل هو انسحاق أمام السجان واستسبلم‬


‫إلرادته‪ ،‬وهو ؼٌر متحمك بحالتنا الفلسطٌنٌة عامة‪ ،‬ال من السلطة وال من‬
‫الفصابل‪ ،‬مع هامش اختبلؾ كبٌر فً تحدٌد حجم أو مستوى أو معنى التطبٌع‪.‬‬

‫التطبٌع العربً‪ ،‬أو لنسمه االتصال أو التواصل العربً االسرابٌلً‬


‫البلحك‪ٌ ،‬جب ان ٌنطلك من الرفض المطلك للعبللة اآلن‪ ،‬على لاعدة أن إمكانٌة‬
‫تحمٌك العبللات العربٌة االسرابٌلٌة هً فمط بعد انجاز المبادرة العربٌة للعام‬
‫‪ 1111‬وبتحمٌمها من األلؾ الى الٌاء كما ردد مرارا وتكرارا الربٌس أبومازن‪،‬‬
‫بمعنى اشتراط أولوٌة تحمٌك االستمبلل الوطنً لدولة فلسطٌن المابمة بالحك‬
‫الطبٌعً والتارٌخً والمانونً والمعترؾ بها دولٌا على حدود ‪ 9967‬على فتح‬
‫صلة مع االسرابٌلً تتجاوز حمولنا‪ ،‬فبل تطبٌع أو اتصال عربً اال‬ ‫أي خط إو ِ‬
‫بعد حل الصراع العربً االسرابٌلً‪ ،‬وهو تماما ما تم تجاوزه بعنؾ التحلل من‬
‫الماضً بعد صفمة ترامب‪-‬نتنٌاهو ضد فلسطٌن واألمة‪ ،‬وتولٌع االتفاق الخلٌجً‬
‫(البحرٌنً‪-‬االماراتً) فً واشنطن‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫الذٍلة العربية ٍالعالقات هع االسرائيلي‪ٍ ،‬التطبيع‬

‫لد ٌمول لابل أن هنان من الدول العربٌة من ترتبط بعبللات ضمن‬


‫اتفالٌات‪،‬وهنا وبعٌدا عن الخوض فً مصالح الدول‪ ،‬نمول ان المسار االجتماعً‬
‫والثمافً الشعبً فً هذه الدول (األردن ومصر) ما زال منفصبلً عن المسار‬
‫السٌاسً بالعبللات الدبلوماسٌة وهو الفعل الصابب‪.‬‬

‫أما تلن الدول التً ال ترتبط بحدود مع فلسطٌن ولٌست مضطرة بؤي‬
‫شكل التفاق‪ ،‬فإن تعاملها مع الطرؾ اإلسرابٌلً مهما تم تبرٌره ال ٌصب فً‬
‫المصلحة العربٌة المشتركة‪ ،‬وهو ما تم تجاوزه تحت ادعاءات المرار الوطنً‬
‫(أو السٌادة الوطنٌة) أوتحمٌك السبلم! لهم وٌا للؽرابة ولفلسطٌن! ودون علم أهل‬
‫المضٌة‪ ،‬وبمبررات سالطة مثل أن الناس شبعت مباديء وشعارات! وترٌد أن‬
‫تعٌش وال ٌهمها اال االستهبلكٌة!؟‪ 23‬ممابل المٌم والمباديء وكثٌر ؼٌرها من‬
‫‪24‬‬
‫المبررات االنعزالٌة االستسبلمٌة‪.‬‬

‫ان هامش الحركة لدى الفلسطٌنٌٌن تحت االحتبلل سواء الضفة وؼزة أو‬
‫للفلسطٌنٌٌن بالداخل (فً "اسرابٌل") هو هامش ضبٌل ٌوجب االتصال والتعامل‬

‫‪ٌ23‬مكن مراجعة المماالت فً الصحؾ االماراتٌة وخاصة صحٌفة االتحاد‬


‫الظبٌانٌة‪ ،‬ثم الصحؾ البحرٌنٌة الرسمٌة‪ ،‬وفً صحٌفة الشرق االوسط اللندنٌة‪-‬‬
‫السعودٌة منذ االعبلن المدوي عن االتفاق االسرابٌلً مع االمارات‪ ،‬ثم تولٌعه‬
‫معها ومع البحرٌن فً ‪ 2020/9/15‬لتجد ما تبحث عنه من مبررات واهٌة‬
‫وعجٌبة ؼرٌبة تمتهن الكرامة وتحتمر العمل‪.‬‬
‫‪24‬االنعزالٌة العربٌة وفك ما نعرفها هً التحلل من روابط األمة المختلفة‬
‫والجامعة‪ ،‬ممابل االرتماء فً حضن الهٌمنة الصهٌونٌة‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫مع السلطات االسرابٌلٌة الحاكمة‪ ،‬ولك ٍل أدواته ووسابله و أسالٌبه المختلفة ما بٌن‬
‫المناطك الثبلثة‪.‬‬

‫على اختبلؾ هذه الوسابل‪ ،‬فإن االتصال فً كل منها ٌجب أال ٌنزلك‬
‫لمرحلة التطبٌع بمعنى االنسحاق أمام رواٌة‪ ،‬وعصا وجزرة اآلخر‪ ،‬فنتحول‬
‫ألدوات فً مشروعه البتبلع كل فلسطٌن أرضا وشعبا وكرامة وتارٌخا وفكرا‬
‫ورواٌة‪.‬‬

‫التَاصل الثقافي بيي شقي البرتقالة‬

‫من هنا جاءت أهمٌة إعبلء شؤن التواصل الثمافً االجتماعً السٌاسً‬
‫المومً بٌن لسمً أو شمً البرتمالة أي فً دولة فلسطٌن ومع الفلسطٌنٌٌن فً‬
‫أرضنا عام ‪.9948‬‬

‫هامش الحركة الذي ٌجبر الفلسطٌنً على التعامل مع االسرابٌلً ضبٌل‪،‬‬


‫فهً تدخل فً أكله وشربه وملبسه‪ ،‬وفً كل جوانب حٌاته بما ال ٌمارن مطلما مع‬
‫الدول العربٌة والمتحررة من االحتبلل االسرابٌلً أوهكذا ٌجب أن ٌكون‪ ،‬فلٌس‬
‫لها التحجج بالعبللة الفلسطٌنٌة باإلسرابٌلً مهما كان نوعها‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫سم االتصاالت أو اللماءات الفلسطٌنٌة مع‬
‫لد ل ّ‬ ‫كان الكاتب ولٌد سالم‬
‫اإلسرابٌلٌٌن الى نوعٌن‪:‬‬

‫النوع االول‪ٌ :‬نطوي على نشاطات ترفٌهٌة و استثمارٌة و حٌاتٌة‬


‫مشتركة ‪ ،‬وهذا النوع من النشاطات هو من دون شن تطبٌع‪ ،‬أو ٌخلك حالة من‬

‫‪ 25‬من تمرٌر للكاتب رامً مهداوي فً صحٌفة الحٌاة الجدٌدة تحت عنوان‪:‬‬
‫التطبٌع بٌن ضٌاع المفهوم وضٌاع المضٌة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫الوهم بوجود حاله طبٌعٌة بٌن الشعبٌن‪ 26‬وكؤنه لٌس هنان احد منهما ٌحتل ارض‬
‫االخر‪.‬‬

‫أما النوع الثانً ‪ :‬فهو المتعلك بالترجمة لمرار المجلس الوطنً‬


‫الفلسطٌنً فً دورته الثانٌة عشرة عام ‪ 9974‬الماضً بالتوجه للحوار مع‬
‫الشارع االسرابٌلً و مع لواه المإمنة بحك الشعب الفلسطٌنً فً دوله مستملة‬
‫وعلى حدود الرابع من حزٌران ‪ 9967‬وعاصمتها المدس‪ .‬هذا النوع لٌس‬
‫تطبٌعا‪ ،‬و إنما هو واجب وطنً ونضالً‪ ،‬و جزء من أشكال االشتبان الفلسطٌنً‬
‫المتعددة مع الطرؾ اآلخر من أجل الوصول الى األهداؾ الوطنٌة الفلسطٌنٌة‪.‬‬

‫والنوع الثانً هو ما ندعوه حكما باالتصاالت الواجبة للتؽٌٌر والتؤثٌر‬


‫والكسب لمصلحة حمولنا الوطنٌة والرواٌة العربٌة الفلسطٌنٌة بالحفر فً المجتمع‬
‫االسرابٌلً‪.‬‬

‫‪ 26‬فكرة أن اإلسرابٌلٌٌن عامة‪ ،‬أو أتباع الدٌانة الٌهودٌة لد شكلوا لدٌما شعبا‬
‫فكرة سالطة تارٌخٌا (راجع شلومو ساند فً خرافة الشعب الٌهودي)‪ ،‬اما أنهم‬
‫بعد العام ‪1948‬م حٌث االحتبلل لفلسطٌن بداوا ٌضعون أركان تشكٌل شعب‬
‫جدٌد من جنسٌات مختلفة من لومٌات متنافرة بالعالم تدٌن بالٌهودٌة فٌمكن المول‬
‫علمٌا أنه بدأ فعبل‪ ،‬كما حصل فً استرالٌا وكندا وأمرٌكا حٌث لتل وطرد‬
‫المستعمرون السكان األصلٌٌن لٌستعمروا األرض بدال منهم‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪27‬‬
‫في هقاٍهة التطبيع عربيًا‬

‫ٌعرض مولع بصابر بملم معاذ العامودي‪ 28‬خطوات عملٌة‬


‫لمماومة التطبٌع عربٌا‪ ،‬ومن لبل الجماهٌر العربٌة التً تمثل حمٌمة‬
‫االنتماء والمماومة‪ ،‬ما نإٌده بها ونكتفً‪ ،‬كالتالً‪:‬‬

‫‪-9‬عمد مسٌرات ومطالبات حمولٌة عربٌة بإصدار لوانٌن داخل‬


‫الدول العربٌة تجرم التطبٌع‪ ،‬وتحاسب المطبعٌن أمام الجماهٌر‪.‬‬

‫‪-1‬تعرٌة وفضح كل المطبعٌن مع الكٌان الصهٌونً من‬


‫أشخاص ومإسسات باالسم‪ ،‬وتجرٌم أفعالهم الشنٌعة بحك العرب‬
‫والمسلمٌن‪ ،‬وبحك األجٌال المادمة‪.‬‬

‫‪-3‬إنشاء فرق إلكترونٌة عربٌة داعمة للمضٌة الفلسطٌنٌة‬


‫والمضاٌا العربٌة العادلة؛ لتكون كنانة المواجهة الربٌسٌة فً عصر الموة‬
‫الناعمة‪ ،‬لفضح حمٌمة هذا الكٌان الصهٌونً‪.‬‬

‫صات رلمٌة متعددة وبلؽات مختلفة كاإلنجلٌزٌة‬ ‫‪-4‬إنشاء من ّ‬


‫واإلسبانٌة واأللمانٌة والفرنسٌة‪ ،‬لفضح حمٌمة الكٌان الصهٌونً‪ ،‬وإبراز‬
‫الكذب الذي ٌمارسه االحتبلل عبر ممارنات بٌن ما ٌدعو له فً وسابل‬
‫التواصل االجتماعً من خبلل الشخصٌات البارزة كؤدرعً والمنسك‬
‫وؼٌره‪ ،‬وبٌن الحمٌمة على أرض الوالع من خبلل جرابمه المتواصلة‪،‬‬
‫وكشؾ المإامرات التً ٌمودها ضد األمة العربٌة‪.‬‬

‫‪ 27‬وٌصبح األمر هذا أكثر إلحا ًحا فً زمن الكورونا‪ ،‬المتصادؾ مع زمن‬
‫التتبٌع العربً المسمى تطبٌع‪.‬‬
‫‪ 28‬الرابط للممال فً مولع بصابر ‪https://basaer-online.com‬‬
‫‪01‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫‪-5‬الشرق ساحة مهمة كدول إندونٌسٌا ومالٌزٌا وؼٌرها‬


‫فللموساد ولواه الناعمة دور كبٌر فً اختراق وعً هذه الشعوب عبر‬
‫الوفود الصهٌونٌة ونشر مربٌات (=فٌدٌوهات) باللؽة الماالوٌة‬
‫أواإلندونٌسٌة‪ ،‬فهً تحتاج نشاطا ً مكثفا ً بلؽة بسٌطة إلظهار حمٌمة الكٌان‬
‫الصهٌونً البشع‪ ،‬وتجرٌم المطبعٌن من هذه الدول‪.‬‬

‫‪-6‬نشر كافة المنتجات الصهٌونٌة‪ ،‬والشركات التً تبٌع معداتها‬


‫فً الدول العربٌة والؽربٌة‪ ،‬ومماطعتها بالمنشورات من خبلل عرض‬
‫الجرابم التً ٌسببها االحتبلل بسبب دعم منتجاته التً تتحول إلى شراء‬
‫األسلحة المستخدمة فً لتل الفلسطٌنٌٌن‪.‬‬

‫‪-7‬تعرٌؾ الجماهٌر بؤنواع التطبٌع الناعمة‪ ،‬كالتطبٌع‬


‫اإلعبلمً والتطبٌع السٌاسً وااللتصادي والثمافً‪ ،‬ولد بذل الكٌان‬
‫الصهٌونً جهدا ً كبٌرا ً فً التطبٌع الثمافً واإلعبلمً كمدخل للتطبٌع‬
‫السٌاسً‪.‬‬

‫كل ما ٌبذله الكٌان الصهٌونً من محاوالت لتؽٌٌر الوعً‬


‫العربً عن حمٌمة أنه سبب السرطان فً المنطمة العربٌة وتمسٌمها‬
‫وتفسٌخها ستبوء بالفشل إن انتبهنا لهذه المإامرة‬

‫‪31‬‬
‫الوقاطعة ٍالتطبيع ٍاالتصال‬

‫بٌن المماطعة واالتصال ضمن الهامش الم ِلك بٌن الفلسطٌنً واالسرابٌلً‬
‫عبللة ٌجب أن تمٌل (تعبوٌا وفكرٌا وثمافٌا وعملٌا) لصالح المماطعة‪ ،‬فً معادلة‬
‫توازن المصالح وعدم االضرار بحٌاة الشعب الفلسطٌنً‪ ،‬وادامة الثبات‬
‫والصمود‪.‬‬

‫إف اىٍلةغفح ىالقذسٍةرات كاىجظةاؿ كاىضةٌفةت كاىٍؤقكةت‬


‫ْٖ كاصجح فيكػِ٘٘ة كـؿث٘ة‪ ،‬ألُٓة ٌٔصٓح ثٔطٔح طؽ اىؽكىح‬
‫اىفِصؿٗح كفهؿْة االكصةاٖ اىفةمٖ‪ ،‬كطؽ ٌؤقكةدٓة االظذالى٘ح‬
‫كاىفِصؿٗح‪ ،‬كألُٓة ٌلةغفح كٍ٘٘ح اػالك٘ح ِٗؼؿط ف٘ٓة اىفيكػِٖ٘‬
‫كاىفؿثٖ كاالكركثٖ‪ ،‬كنو اظؿار اىفةىً‪ٌ ،‬ة ال ٗذفةرض ٌؿ اىذفةٌو‬
‫اىك٘ةقٖ ٌؿ (اقؿاا٘و)‪ ،‬اىؽكىح اىلةاٍح ثنهو صـاٖ غ٘ؿ ٌهذٍو اال‬
‫ثةقذلالؿ دكىح فيكػَ٘ ‪-‬دعخ االظذالؿ‪ -‬ظكت اىلؿار ‪.181‬‬

‫إن االتصال مع المجتمع االسرابٌلً من حٌث هو تدعٌم للحموق الوطنٌة‬


‫الفلسطٌنٌة ؼٌر المابلة للتصرؾ مطلوب‪ ،‬كما هو الحال فً تؽٌٌر رأي المجتمع‬
‫ولٌادات وجماهٌر واالحزاب االسرابٌلٌة‪.‬‬

‫الحال ذاته ٌوجب ضرورة الحوار والتعامل ودعم المفكرٌن‬


‫االسرابٌلٌٌن المنصفٌن‪ ،‬ولكن هذا االتصال الثمافً محكوم بالمإسسة الوطنٌة‬
‫وأهدافها ومحكوم بالتكلٌؾ ومحكوم بالهدؾ وهو لٌس لمن هب ودب‪ ،‬ومن هذا‬
‫المنطك فإن لجنة االتصال مع االسرابٌلً فً فلسطٌن وجب أن تنطلك من بوابة‬
‫االٌمان المطلك بالحك‪ ،‬وعدالة المضٌة والرواٌة‪ ،‬وتحمٌك االهداؾ‪ ،‬وحصرٌا‬
‫عبر المإسسة‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫هل زيارة السجيي دعن أم تطبيع؟‬

‫تختلؾ مفاهٌم المماطعة لدى العرب عن تلن لدى الفلسطٌنٌٌن فً زاوٌة‬


‫دعم السجٌن‪ ،‬ففٌما ترى السلطة الوطنٌة الفلسطٌنٌة أننا تحت االحتبلل فً حالة‬
‫مماومة وبحدها االدنى بوجودنا وصمودنا ومماومتنا بكل أشكالها وبالثبات ما‬
‫ٌعنً أمكانٌة ان ٌدعمنا العرب من خبلل بوابة السلطة‪ ،‬وما بٌن المفهوم الذي‬
‫ٌرى زٌارة السجٌن تمثل تطبٌعا مع السجان بالنظر المحدود فٌما ٌتعلك‬
‫بإجراءات الدخول والخروج المرتبطة بالتعامل مع االسرابٌلً بشكل آو بآخر‪.‬‬

‫ببساطة نمول‪ :‬اسكن فً فندق لفلسطٌنً‪ ،‬واشتري بضابع فلسطٌنٌة ومن‬


‫فلسطٌنً وتعرؾ وصادق فلسطٌنً‪.‬‬

‫فً جمٌع األحوال ومهما كان الرأي بزٌارات العرب لفلسطٌن‪ ،‬فؤن‬
‫تكون مثل هذه الزٌارات من بوابة الدولة االسرابٌلٌة أو أي من مإسساتها‬
‫العنصرٌة االحتبللٌة مباشرة ٌعد تعدًٌا على الحك الفلسطٌنً واؼتصابا للرواٌة‬
‫وفرح عارم بالسجان‪ ،‬وكما بدا لنا فً معظم الحاالت التً انسحمت تحت وطاة‬
‫إرادة االسرابٌلً فتخلت عن الحك العربً‪ .‬وٌا للعجب كان ذلن على عكس‬
‫زٌارات المتضامنٌن االجانب الذٌن استثمروا بوابة مطار اللد للمماومة‪ ،‬ولٌس‬
‫لٌتحولوا ألبواق ناعمة لبلستسبلم والتطبٌع والتتبٌع‪.‬‬

‫فً خبلصة هذه الورلة فإننا نفرق بوضوح بٌن حالة السلم وهً الحالة‬
‫المفمودة بٌننا واالسرابٌلٌٌن‪ ،‬وحالة الحرب العسكرٌة او الشاملة‪ ،‬وبٌن الشكل‬
‫الثالث وهو حالة الصراع المابم متؽٌر الوسابل واالدوات‪ .‬ونحن فً هذه المرحلة‬
‫الصراعٌة بٌن األمة ضد الصهٌونً ٌتوجب علٌنا المطع مع االحتبلل ومإسساته‬
‫االلصابٌة االستعمارٌة العنصرٌة كؤمة عربٌة بؽض النظر عن طبٌعة ومسببات‬
‫االتصاالت الفلسطٌنٌة المابمة بمنطك التواصل المسري أو المتفك علٌه دولٌا او‬
‫‪33‬‬
‫مإسسٌا‪ ،‬فشتان بٌن شعب ٌرزح تحت االحتبلل بؤشكاله المتعددة وبٌن شعوب‬
‫أمة حرة من المتوجب أن تكون المماطعة لدٌها أحد ادواتها الربٌسة والهامة فً‬
‫الصراع العربً االسرابٌلً‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫الفصل الثاًي‬

‫‪35‬‬
‫‪29‬‬
‫هقذهة‬

‫فً الفصل الثانً من هذه الدراسة أو الكتٌب ألحمنا ممالٌن حول التطبٌع‬
‫أو التتبٌع (خلك أتباع) ما بٌن دولتٌن خلٌجٌتٌن واالحتبلل الصهٌونً‪ ،‬و(الحبل‬
‫على الجرار) كما ٌمول المثل‪ ،‬باإلضافة لخبلصة تحت عنوان نتٌجة مبهرة!‪.‬‬

‫نحاول هنا لراءة تؽٌر العمول والمفاهٌم لدى بعض المثمفٌن‬


‫أواالعبلمٌٌن أو لادة الرأي ممن أسمٌناهم االنعزالٌٌن العرب الذٌن باتوا ٌمدمون‬
‫المصالح اآلنٌة واالستهبلكٌة على عوامل وحدة او لوة او اخبللٌة ولٌم االمة‬
‫ولضٌتها المركزٌة‪ ،‬فً سٌاق تبنً النفعٌة العدمٌة االستهبلكٌة المجردة من‬
‫الرسالة أو المٌم‪.‬‬

‫ٌؤتً هذا التتبٌع واالنهٌار الثمافً فً سٌاق ماذكرناه فً هذه الدراسة عن‬
‫أن الخطراالكبر هو التطبٌع بمنطك التتبٌع أو الذٌلٌة او األسر الثمافً الحضاري‬
‫الذي ٌجعل األسٌر لعمل المحتل المسٌطر أن ٌُسمط رواٌته على اآلخر فٌتبناها‬
‫بمبول وخضوع وذلة‪ ،‬وكانه خضع لؽسٌل دماغ أو بناء عمدي ٌفوق كل ما تعلمه‬
‫طول حٌاته‪.‬‬

‫سنرى من خبلل نظرة على بعض المماالت االنعزالٌة‪ ،‬والى كاتبٌها حجم‬
‫هذه االنهٌار الفكري الثمافً الذي ٌشكل مساهمة جادة فً تدمٌر كل أسس بناء‬
‫والمستعمر واالندراج فً ظل هٌمنته باعتبار‬
‫ِ‬ ‫األمم الموٌة‪ ،‬عبر التروٌج للمسٌطر‬
‫ذلن حول الحل االللٌمً االنعزالً‪.‬‬

‫‪ 29‬المادة األصلٌة كتبت ونشرت فً العام ‪ ،2018‬وهً الفصل األول الذي تم‬
‫التنمٌح واإلضافة علٌه فً هذه الطبعة‪ ،‬أما هذا الفصل أي الفصل الثانً فكتب فً‬
‫شهر سبتمبر ‪2020‬م‪ ،‬وتمت إضافته‪.‬‬
‫‪06‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫"اإلًعسالية" العربية الجذيذة‪ٍ ،‬التطبيع‪.‬‬

‫حالة االحباط التً ٌعٌشها الكثٌر من أبناء فلسطٌن‪ ،‬وأحرار األمة‬


‫العربٌة‪ ،‬بل وأحرار العالم نتٌجة عدد من الموالؾ العربٌة المنسالة الى المسلخ‬
‫األمرٌكً‪-‬الصهٌونً‪ ،‬لٌست حالة ؼٌر مسبولة وال حالة فرٌدة أبدا وال جدٌدة‪.‬‬

‫عدد من بلدان األمة العربٌة المنسالة الٌوم من رلبتها الى المسلخ‬


‫تجر‬
‫فرحة جذالنة ظانة أنها تدخل التارٌخ؟!هً بحمٌمة األمر ّ‬
‫األمرٌكً وتضحن ِ‬
‫صا لمثل هذا‬
‫جرا لتدخل فً بٌت الطاعة اإلسرابٌلً الذي بُنً خصٌ ً‬
‫ّ‬ ‫من رلبتها‬
‫الٌوم‪.‬‬

‫نحن انعزاليون!‬

‫إنها حالة انحدار تارٌخٌة‪-‬سبمها كثٌر انحدارات‪ -‬تُشعر الكثٌرٌن‬


‫باإلحباط‪ ،‬ولكن لٌس فٌها من الجدٌد اال الذهول من سرعة االنخراط "الطوعً"‬
‫فً المخطط االستعماري إلفماد االمة العربٌة آخر امكانٌات تآزرها او تعاونها او‬
‫توحدها ولو على النمط االوربً‪ ،‬أي بإفمادها االلتفاؾ حول فلسطٌن التً كانت‬
‫لضٌتها المركزٌة الجامعة هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانٌة تؤتً سرعة تنالل‬
‫االخبار‪.‬‬

‫ٌمول الكاتب السعودي عبدهللا بن بجاد العتٌبً أن‪" :‬األجٌال الجدٌدة فً‬
‫الخلٌج تطالب لٌاداتها الشابة بجعل مصالحهم أوالً وممدمةً على مصالح ؼٌرهم‬
‫من الشعوب الشمٌمة والصدٌمة‪ ،‬وهم محمون فً ذلن"!؟‬

‫‪37‬‬
‫ونحن هنا ال نمر بما ٌراه "حمًا" فهذا شؤنه‪ ،‬كما النمر بتمثٌله "لكل‬
‫االجٌال الجدٌدة فً الخلٌج"! وهو الخلٌج العربً الذي ٌنبض مثمفوه بالثمة‬
‫والبصٌرة والعنفوان‪ ،‬المناهض للفكر االنعزالً عن العمك العربً الجامع‪.‬‬

‫ونفهم من كبلمه أن الممصد الربٌس له هنا ب"الشعوب الشمٌمة" هم‬


‫الفلسطٌنٌون‪ ،‬وضرورة التحلل من لضٌتهم العربٌة‪ ،‬فً إطار تبرٌره للتطبٌع‬
‫اإلماراتً والبحرٌنً معا فً مماله الداعً لبلنعزالٌة تحت مسمى الوطنٌة‪.‬‬

‫ترمنا بحجر!؟‬
‫"إسرائيل" لم ِ‬
‫ٗجؿر اىهةدت ذادّ قجت إقلةط اىفٍق اىٍجؽاٖ كاىلٍٖ٘‬
‫كاألػالكٖ اىفؿثٖ اىضةٌؿ ىِة نأٌح ىٍصيعح االُفـاى٘ح اىضؽٗؽة اىذٖ‬
‫ثعضؿ‬
‫ٍ‬ ‫دؿـ دكؿ اىؼي٘ش‬
‫ثؽأت دػو ثؿأقٓة ثةىلٔؿ‪"" :‬إقؿاا٘و" ىً ِ‬
‫ـلٔد ٌَ اىـٌَ)؟! إذف فيذؾْت فيكػَ٘ أك قٔرٗة‬‫ٍ‬ ‫ـيٕ ٌؽار‬
‫أكىجِةف اىٕ اىضعً٘ كٌة ىِة كٌة ـالكذِة ثٓة!؟‬

‫وفً تساإل محك وإن على الهامش نمول‪ :‬هل نمؾ مع إٌران ضد‬
‫ترم فلسطٌن بحجر!؟‬
‫اإلمارات فً احتبللها للجزر الثبلث ألنها لم ِ‬
‫تتوٌجا لتحلٌله االنعزالً التحلّلً من الجوامع العربٌة ٌمول العتٌبً أٌضا‬
‫ت واعٌ ٍة ومتفردةٍ فحسب‪ ،‬بل هو‬ ‫إن‪" :‬طرٌك السبلم الخلٌجً لٌس خٌار لٌادا ٍ‬
‫خٌار الشعوب الخلٌجٌة"؟! وذلن رؼم الرفض الشعبً البحرٌنً ؼٌر المسبوق‬
‫‪30‬‬
‫للتطبٌع البحرٌنً مع اإلسرابٌلً على سبٌل المثال‪.‬‬

‫‪ٌ 30‬كتب االعبلمً المصري دمحم أبوالفضل فً صحٌفة العرب بتارٌخ‬


‫‪2020/8/15‬م‪( :‬أخفمت "إسرابٌل" فً اختراق وجدان وعمل المصرٌٌن‪ ،‬وبذلت‬
‫كل الجهود الممكنة للتطبٌع ولم تستطع‪ ،‬على الرؼم من مضً كل هذه السنوات‪،‬‬
‫‪08‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫"ترامب" الصادق االمين!‬

‫والى ما سبك ٌظهر حجم التمدٌس واالنبهار بالربٌس االمرٌكً الذي باع‬
‫المدس لئلسرابٌلٌٌن علنًا‪ ،‬كما باعهم الجوالن العربً السوري‪ ،...‬لٌمول الكاتب‬
‫العتٌبً لصٌدة مدٌح فٌه لم ٌملها حتى أتباعه من الحزب الجمهوري‪ٌ" :‬ثبت‬
‫ومإثر فً العالم‪ ،‬وأنه أوفى‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫الربٌس األمٌركً دونالد ترمب أنه لابد حمٌم ٌ‬
‫بعهوده ووعوده لناخبٌه وللعالم‪ ،‬وهو ٌرعى نشر السبلم فً المنطمة‪ ،‬وٌنجح فٌما‬
‫عجز عنه أسبلفه"!؟ أي أنه كما كان وصؾ المبابل للنبً دمحم ملسو هيلع هللا ىلص هو الصادق‬
‫االمٌن!؟ حاشا رسولنا الكرٌم عن التشبٌه بمثل هذا الوؼد‪.‬‬

‫تحمٌك نجاح الفت وكسر جدار الممانعة الشعبً‪ ،‬الذي ٌسٌر فً اتجاه مخالؾ لما‬
‫ترٌده تل أبٌب‪ ،‬حٌث تبدي األجٌال الجدٌدة فً مصر والتً لم تعاٌش ذروة‬
‫الصراع مع "إسرابٌل" مولفا أشد صرامة ممن عاٌشوه لبل سنوات‪.‬‬

‫ومنذ ٌومٌن‪ ،‬أخبرنً ابنً‪ ،‬وهو ٌدرس هندسة الحاسوب‪ ،‬وال عبللة له بالسٌاسة‬
‫وتطوراتها‪ ،‬بؤنه حذؾ من على صفحته “فٌسبون” شابا الحظ أنه ٌدعو إلى‬
‫تطبٌع العبللات مع "إسرابٌل" بنعومة‪ ،‬وٌحاول وضع السم فً العسل‪ ،‬والتروٌج‬
‫إلى أنها دولة عصرٌة بعٌدة عن العنصرٌة‪.‬‬
‫وٌدل هذا المولؾ على المكنون الصلب لدى الكثٌر من الشباب العربً‪ ،‬فعندما‬
‫تؤتً سٌرة "إسرابٌل" بطرٌمة إٌجابٌة مبالػ فٌها ٌتحسس أؼلبهم عواطفهم‪،‬‬
‫وٌستنفرون عمولهم‪ ،‬كما ٌستنفرون همتهم الؽاببة فً رفض التعامل معها‪،‬‬
‫فصورتها الذهنٌة محشورة فً نطاق الؽطرسة والتجنً على الحموق‬
‫الفلسطٌنٌة‪).‬‬
‫‪39‬‬
‫تسليم بغداد وخيانة القدس‬

‫ى٘ف صؽٗؽا ٌسو ْؾق االُعؽارات كاالُعكةرات أك اىذجؿٗؿات‬


‫ّ‬
‫ىيكيػةف كاىعهةـ‪ ،‬فيػةىٍة ردد اىؿا٘ف اىؿاظو ٗةقؿ ـؿفةت كصح‬
‫ٌؤٗؽ اىؽَٗ اثَ اىفيلٍٖ اىؾم ػةف األٌح اىفؿث٘ح كاالقالٌ٘ح نيٓة‬
‫كأدػو اىذذةر اىٕ ثغؽاد ثةىؼ٘ةُح (‪ْ656‬ػ)‪ ،‬ى٘فٍئا اىك٘ف فٖ ركةب‬
‫اىِةس كٗلذئف اىؼي٘فح‪ ،‬كنٔفٖء اثَ اىفيلٍٖ ٌَ اىٍغٔؿ‬
‫َ‬
‫ثةؿ ظصةف أظؽ اىفؿقةف اىٍغٔؿ اىٍغٍٔرَٗ ـيٕ‬ ‫ثةالظذلةر ثأف‬
‫كصّٓ فٖ ٌض ِيف اىٍغٔؿ إٌفةُأ فٖ إذالىّ‪ ،‬زً قلػخ دٌنق‬
‫ثفؽ ثغؽاد ثِفف اىنهو‪.‬‬

‫ولد سلّم األمراء والسبلطٌن ‪-‬من ألارب محررها صبلح الدٌن االٌوبً‪-‬‬
‫مدٌنة المدس مرتٌن للفرنجة (الصلٌبٌٌن)‪ ،‬حٌث سلمها للفرنجة خٌانةً لبلمة‬
‫السلطان الكامل دمحم بن العادل األٌوبً (‪626‬هـ)‪ ،‬ثم أعادها ولٌسلمها ثانٌة (عام‬
‫‪637‬هـ) السلطان الناصر داود ابن المعظم (الحظ األلماب الضخمة؟!) نكاٌة بإبن‬
‫ظا على عرشه! وبتبرٌر عجٌب ؼرٌب لخٌانته ما نسمع‬ ‫عمه سلطان مصر! وحفا ً‬
‫مثله الٌوم‪( :‬أنه ٌحافظ على المدس)!؟ وما أشبه الٌوم بالبارحة‪.‬‬

‫ولم تكن التبرٌرات السلطانٌة للخ ََور واالنحطاط والخٌانة بعٌدة عن‬
‫سلّمت لطعة لطعة‪ ،‬والٌكم‬
‫مواضع أخرى فً تارٌخ األمة ومنها فً األندلس التً ُ‬
‫هذه الحادثة الرمزٌة‪ :‬فعندما استنجد العلماء وابن عبّاد بٌوسؾ بن تاشفٌن البطل‬
‫المؽربً وأمٌر المرابطٌن لٌو ّحد األمة فً األندلس فً ظل ملون الطوابؾ تمدم‬
‫البعض من حاكم أحدى اإلمارات مطالبا إٌاهُ بؤن ٌنخرط فً اإلطار الوحدوي مع‬
‫ابن تاشفٌن‪ ،‬فما كان منه إال أن لال‪ :‬لو جاء أبوبكر وعمر ٌطلبون ملكً لماتلتهم‬
‫بسٌفً هذا؟‬

‫‪41‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫فما لنا نُحبط عند كل نازلة؟! أونستعجب صعوبة التخلً عن السلطة أو‬
‫الملن أوالحكم! من أناس ظنّوا أن استمرارهم الذي ال مموم شعبً له‪ ،‬ال ٌص ُح إال‬
‫بتمدٌم كل التنازالت للحاكم الفعلً للمنطمة أي لبلسرابٌلً‪ ،‬فبل عجب وال عجاب‬
‫وال ٌؤس وال إحباط‪.‬‬

‫العرب وجمال عبدالناصر‬

‫لمد سبك لنا وعشنا كفلسطٌنٌٌن وعرب نفس الحالة اإلحباطٌة عبر‬
‫التارٌخ الحدٌث والمدٌم فً عشرات أو مبات األحداث‪ ،‬ووجدنا على الطرٌك من‬
‫المتسالطٌن واالنعزالٌٌن والشعوبٌٌن الكثٌر ممن لم ٌعد التارٌخ ٌذكرهم بتاتًا‪،‬‬
‫ولكن تظل الفبة المإمنة والصامدة والمجاهدة هً حمٌمة الدفع للتارٌخ الى األمام‬
‫وتحمٌك النصر فً كل مرحلة ِذلّة او إنكسار‪.‬‬

‫لاد العرب الفلسطٌنٌون ومعهم الكثٌر من أحرار االمة العربٌة حروبهم‬


‫ونضاالتهم فً فلسطٌن فلم ٌمبلوا احتبلل فلسطٌن أو الهجرة الصهٌونٌة لها فكان‬
‫العربً السوري عزالدٌن المسام وصحبه من مصرٌٌن وعرب ومسلمٌن سنة‬
‫ودروز ومسٌحٌٌن‪ ،‬وؼٌرهم فً المٌدان‪ ،‬وكان إضراب الشهور الستة الذي‬
‫أحبطته الدول العربٌة‪.‬‬

‫وساهمت كل األمة بؤحرارها فً فلسطٌن‪ ،‬لكن بعد الفشل العربً‬


‫واالنصٌاع من كثٌر دول للمحتل البرٌطانً سمطت الراٌة العربٌة فً نكبة األمة‬
‫فً فلسطٌن عام ‪ 1948‬فمامت ثورة مصر ‪ 1952‬لتعلن رفض الهزٌمة‬
‫فتحارب ضد العدوان لتنتصر بمجمل العرب عام ‪.1973‬‬

‫حاصروا عرفات مرات ثالث‬


‫‪41‬‬
‫عندما ولفت األمة شامخة ومتوحدة حول فلسطٌن انتصرت‪ ،‬وعندما‬
‫انصاعت للمدم الهمجٌة من اإلسرابٌلً أو االمرٌكان ولفت تتفرج لثبلث مرات‬
‫على حصار الثورة الفلسطٌنٌة‪ ،‬و ٌاسر عرفات‪ ،‬فلم ٌك ِفها حصارالعدو‬
‫الصهٌونً للبنانٌٌن والفلسطٌنٌٌن وعرفات ‪ٌ 88‬وما فً بٌروت‪ ،‬وإنما أداروا لنا‬
‫الظهر فكانت صحٌفة "فلسطٌن الٌوم" فً عنوانها العرٌض تمول‪ٌ :‬ا وحدنا‪.‬‬

‫وما كنا وحدنا أبدا عندما تآزرت األمة وعندما كان فٌها مثل جمال‬
‫عبدالناصر والملن فٌصل بن عبدالعزٌز‪ ،‬وهواري بومدٌن أبدا!‬

‫وحٌنما حوصرت الثورة الفلسطٌنٌة إثر حرب الخلٌج الثانٌة بالمال‬


‫والضؽوط مما أخمد شعلة االنتفاضة األولى الموٌة‪ ،‬وألجؤنا لمدرٌد وواشنطن‬
‫وأوسلو فً ممرنا اإلجباري‪ ،‬كان العرب محبطٌن ومستسلمٌن كلٌا للراعً‬
‫االمرٌكً‪.‬‬

‫وفً المرة الثالثة تركوا فلسطٌن وٌاسر عرفات وحٌدًا تحت حصارنا فً‬
‫رام هللا سنوات ثبلث ! وها هم ٌمتلون محمود عباس الٌوم‪.‬‬

‫األبطال يسودون‬

‫لم ٌكن لؤلمة إال أن تشعر باالنكسار الى حد االنكشاؾ والكفر بالكثٌر من‬
‫الثوابت مع الؽزو المؽولً‪ ،‬والؽزو االفرنجً حتى تصدى لؤلعداء من آمن باهلل‬
‫وبالنصر‪ ،‬ولوة االمة مجتمعة فتحولت الملّة الى أبطال‪ ،‬وراحت الكثرة المحبطة‬
‫أو المنهارة أوالمتآمرة فً ؼٌاهب التارٌخ‪.‬‬

‫لٌس جدٌدا أن ٌتحول اإلحباط أو الهزٌمة الذاتٌة الى خوؾ ورعب‬


‫وانعزال‪ ،‬كما فً كثٌر من الدوٌبلت العربٌة عبر التارٌخ وهً تلن التً أبت‬
‫الوحدة أو أبت االندراج فً السٌاق الجمعً تحت إدعاء (سٌادتها االنعزالٌة) أو‬

‫‪42‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫تحت إدعاء (مصالحها الوطنٌة) أو دوام سلطانها! تفلت ًا من المضاٌا المومٌة‬


‫الجامعة‪.‬‬

‫لم االحباط؟! فً ظل أن حالة التزعزع واالنهٌارأو الرعب أو "االنعزالٌة‬


‫الجدٌدة" هً حالة دابمة لمصٌري النظر الذٌن ال ٌثمون بشعوبهم‪ ،‬والذٌن‬
‫ٌشترونهم فمط باألموال‪،‬أو الوعود‪ ،‬ولٌس بحمٌمة االنتماء األصٌل للمباديء‬
‫والدٌن والمٌم وصبلبة االرتباط بموة األمة مجتمعة؟ التً بها نجتاز المحٌط‪.‬‬

‫فلسطٌن فً (‪2020/9/14‬م)‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫االًعسالية العربية ٍ"التراهبية" الصهيًَية‪.‬‬

‫ماذا لالت صحؾ الخلٌج فً "الٌوم التارٌخً"‪ ،‬وعن تولٌع ما أسموه‬


‫"اتفاق السبلم" (وعلٌكم السبلم)‪ ،‬كما لال "نتنٌاهو" رافضؤ بوضوح أي ربط له‬
‫باألرض؟‬

‫صحيفة "الشرق االوسط"‪ ،‬وصحيفة "الجزيرة"‬

‫عنونت صحٌفة الشرق األوسط السعودٌة الصادرة فً لندن صفحتها‬


‫األولى‪ ،‬وبالخط األسود العرٌض على الخلفٌة الخضراء‪ ،‬وهو لون ورق‬

‫‪ 31‬الترامبٌة الصهٌونٌة حٌث االندراج االمرٌكً الترامبً فً المخطط الصهٌونً‬


‫بشكل عمدي (عمابدي) ٌربط الفكر المسٌحً‪-‬الصهٌونً الذي ٌتبناه ترامب مع‬
‫الفكر الٌهودي‪-‬الصهٌونً العنصري االحتبللً لنتنٌاهو الموهوم بؤساطٌر والده‬
‫المإرخ‪ ،‬ومع عنصرٌة الربٌس االمرٌكً وفكر الصفمات‪ ،‬واستسخاؾ العرب‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫الصحٌفة بالتالً‪( :‬الخلٌج و"إسرابٌل" سموط الجدار)! مشٌرة فً تمرٌرها لما‬
‫أسمً اتفاق "السبلم" بٌن دولتً اإلمارات والبحرٌن مع اإلسرابٌلً وبرعاٌة‬
‫الترامبٌة الصهٌونٌة‪.‬‬

‫وفً ذات الٌوم كان العنوان الربٌس لصحٌفة الجزيرة السعودٌة الصادرة فً‬
‫الرٌاض‪ ،‬وبالخط األخضر العرٌض (دعم سعودي لجهود حل عادل وشامل‬
‫للمضٌة الفلسطٌنٌة)!‬

‫ولكنها فً النصؾ السفلً من الصفحة األولى تكتب بالخط األحمر‬


‫العرٌض عن حدث واشنطن (التارٌخً) فً ‪ 2020/9/15‬أنه‪( :‬سبلم أساسه‬
‫حل الدولتٌن)!‬

‫فٌما أكدت إذاعة مكان اإلسرابٌلٌة خلو االتفاق من أي إشارة لحل‬


‫الدولتٌن!‬

‫بٌنما صحٌفة عكاظ السعودٌة تعنون صفحتها األولى بالخط االسود‬


‫العرٌض جدا كلمتٌن فمط هما‪( :‬تؤرٌخ للسبلم)! وذلن فوق صورة الزعماء‬
‫األربعة من مولعً (اتفاق السبلم) فً واشنطن‪.‬‬

‫الصحف البحرينية‬

‫فً الصحؾ البحرٌنٌة مثل اخبار الخليج‪ ،‬تضع العنوان الربٌس فً‬
‫صفحتها األولى‪( :‬تولٌع إعبلن تؤٌٌد السبلم فً البٌت األبٌض)‪ ،‬وتضع صحٌفة‬
‫الوطن البحرٌنٌة على صدر صفحتها األولى عنوان بالخط العرٌض فوق صورة‬
‫البٌت االبٌض والمولعٌن‪ٌ( :‬وم تارٌخً للسبلم‪ :‬ترامب رإٌة الملن أشاعت‬
‫االستمرار بالمنطمة)‪ ،‬ومماالت فً صحٌفة البالد وصحٌفة الوطن البحرٌنٌة مثل‪:‬‬
‫ملن ٌصنع تارٌخ السبلم‪ ،‬وممال‪ :‬سنصلً فً المسجد األلصى!‬

‫‪44‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫وممال‪ :‬مملكة السبلم والنفس‪،‬وممال‪ :‬السبلم‪ ..‬نمطة تحول فً الشرق‬


‫األوسط‪....‬الخ من مماالت احتفابٌة فً عدٌد الصحؾ بما تسمٌه السبلم‪ ،‬وتلعن‬
‫المخالفٌن بكافة األلفاظ الوحشٌة الممذعة‪.‬‬

‫فٌما ردد "نتنٌاهو" بكل ثمة المنتصر‪-‬على بعض األمة المتؤسرلة‬


‫والمتبنٌة للفكر االنعزالً العربً فً واشنطن‪ -‬لاببل‪( :‬أننً عملت على تعزٌز‬
‫لوة إسرابٌل فؤصبحت “لوٌة جدا” إٌمانا بؤن الموة تفضً إلى السبلم‪).‬‬

‫الصحف اإلماراتية!‬

‫وتعنون صحٌفة الخليج التابعة إلمارة الشارلة على الصفحة األولى‬


‫باللون األحمر العرٌض‪( :‬اإلمارات تولع معاهدة السبلم لمستمبل المنطمة) لما‬
‫أسمته الحدث التارٌخً!‬

‫أما صحٌفة االتحاد المعبرة عن حكومة إمارة أبوظبً والدولة اإلماراتٌة‬


‫فإنها تضع فوق عنوان الصحٌفة ذاتها (االتحاد) وفوق صورة األعبلم الثبلثة‪،‬‬
‫أعبلم (االمارات وإسرابٌل وامرٌكا) تضع عنوانها ما فوق الربٌس (سبلم‬
‫للمستمبل‪ٌ .‬وم تارٌخً)‪ ،‬ثم فً أسفله بعنوان ألل عرضة (معاهدة سبلم تارٌخٌة‬
‫بٌن االمارات وإسرابٌل)‪ ،‬باإلضافة الى عناوٌن أللوال ومماببلت ومماالت‬
‫متؤسرلة بالصحٌفة مثل ‪:‬المعاهدة فرصة إلسرابٌل إلظهار السبلم‪ ،‬وعنوان‪ :‬على‬
‫الفلسطٌنٌٌن العودة للمفاوضات‪ ،‬وعنوان‪ :‬معاهدة السبلم خطة أمل وتفاإل‬
‫للجمٌع!‬

‫وعناوٌن بخط عرٌض أٌضا فً الصفحات البلحمة تمول‪ :‬اإلمارات‬


‫حاضنة السبلم‪ .‬التسامح جسر بٌن الشعوب‪ .‬بصمات ٌخلدها التارٌخ‪ .‬معاهدات‬
‫السبلم طرٌك الخبلص عبر التارٌخ!؟‬
‫‪45‬‬
‫فٌما أنؽ ىًٓ "ُذِ٘ةْٔ" ثهو صيف ككٔة كـؾٍح ٗؿاْة ثؾادّ‬
‫فٖ كامِػَ‪ٌ ،‬ة ىػً ثفجةردّ اىٍٔصـة ْؾق نو ٌَ ٗؾِٔف أًُٓ‬
‫ظللٔا ٌفّ كن٘ةُّ اىكالـ‪ ،‬كةؿ‪( :‬أف اىلٔة فلع ْٖ ٌَ ٗعلق‬
‫اىكالـ!)‪ ،‬كٌؤنؽا فٖ نو ٌعفو أف ـةصٍذّ اىلؽس كاف أرض‬
‫فيكػَ٘ ْٖ أرطّ نيٓة‪.‬‬

‫وفً صحٌفة االتحاد أٌضا مماالت مثل‪ :‬من جعلهم أوصٌاء علٌنا؟‬
‫وممال‪ :‬الحدٌث فً السبلم عن السبلم‪ ،‬حٌث تحدث الكاتب عن العداء‬
‫ل"إسرابٌل" أنه (العُصاب المهري الذي أفرزه تارٌخ من اللعنات على اآلخر)!؟‬

‫سٌبل من النعوت مثل (المبلءة الرثة) و(الشعارات المبتذلة)‬ ‫ً‬ ‫وأطلك‬


‫و(ؼشاوة سمٌكة) و(العرب ولعوا فً الوهم التارٌخً)!؟ وؼٌرها من‬
‫المصطلحات االنسحالٌة تحت مبلءة الرواٌة الصهٌونٌة ما ال ٌمكن هضمه حتى‬
‫لطفل صؽٌر فٌه ذرة صؽٌرة من االنتماء!‬

‫الصداقة الخليجية مع "الشعب" اإلسرائيلي‬

‫ثم تمفز صحٌفة االتحاد الرسمٌة لفزة كبرى بٌن النجوم كحال‬
‫المسبارالذي اطلك الى المرٌخ! فٌكتب ربٌس التحرٌر حمد الكعبً ممال محبة‬
‫وؼرام وصدالة! له فً صحٌفة (ٌدٌعوت احرونوت) العبرٌة! وفً االتحاد معاً‪،‬‬
‫وللتؤكٌد ٌضع فً صحٌفته صورة مماله هذا بالعبرٌة!‬

‫ٌكتب ربٌس تحرٌر صحٌفة االتحاد اإلماراتٌة‪( :‬لد أصبح السبلم بٌن‬
‫اإلمارات و"إسرابٌل" والعا ً ملموساً‪ ،‬له ما بعده من مكاسب جٌوسٌاسٌة‬
‫والتصادٌة مهمة للبلدٌن‪ ،‬وآفاق رحبة فً مجاالت التجارة واالستثمار والنمل‬
‫والتكنولوجٌا والهندسة المعمارٌة والطب والزراعة المتمدمة‪ ،‬وؼٌرها من‬
‫‪46‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫المجاالت‪ ،‬التً سٌكون للتعاون فٌها آثاره اإلٌجابٌة على الشعبٌن «الصدٌمٌن»‬
‫والمنطمة جمٌعها!)‪ ،‬موهما نفسه أن اإلسرابٌلً "الصدٌك" ٌتعاون! وهو ال ٌمبل‬
‫إال أن ٌسٌطر‪ ،‬ولن ننتظرطوٌبل‪.‬‬

‫وبعد أن ٌشتم ربٌس التحرٌر (ضجٌج وعوٌل «تجار وسماسرة المضٌة»‬


‫الذٌن لم ٌمدموا شٌبا ً ألنفسهم وال ألمتهم وال لمحٌطهم‪ ،‬ولم ٌساهموا سوى فً‬
‫الفرلة واالنمسام وتؤجٌج الصراعات)!‬

‫ٌخلص حمد الكعبً لاببل أن من الضروري‪( :‬أن ٌدرن الجمٌع أن‬


‫«الشخصٌة اإلماراتٌة» تإمن بؤن العبور إلى الؽد ال ٌكون إال بالمرارات‬
‫الشجاعة التً تحول التحدٌات إلى فرص‪ ،‬فلٌس ثمة مكان للمسارات التً‬
‫أصبحت ؼٌر لابلة للتحمك‪ ،‬بٌنما المستمبل لن ٌكون إال للسبلم‪ !).‬إذ ال مكان للفهم‬
‫العروبً الجامع وإنما "للشخصٌة االماراتٌة" المنفصلة والمنعزلة‪ ،‬والتً أسماها‬
‫هو الشجاعة‪ ،‬وكؤن هنان شجاعة باالنسحاق او األسرلة والؽوص فً الوحل!‬
‫ثم ٌختم فٌحًٌ كل أصدلابه فً "إسرابٌل" لاببل‪( :‬وختاما ً نمول‪ :‬سبلما ً‬
‫لمراء «االتحاد» و«ٌدٌعوت أحرونوت» ولكل أصدلابنا فً إسرابٌل‪ ،‬ولكل‬
‫محبً السبلم فً المنطمة والعالم‪!).‬‬

‫وعن أصدلاء حمد الكعبً فً "إسرابٌل"! وردًا على ما لاله اإلماراتً‬


‫فً البٌت األبٌض بمطالبته ولؾ أو تجمٌد الضم‪ ،‬لال له د‪.‬إٌدي كوهٌن صباح‬
‫الٌوم متهكما على ذلن‪( :‬إن ذلن لحفظ ماء الوجه)‪ٌ ،‬عنً مجرد كبلم ببل معنى!‬
‫وال جدٌد فً ذلن لمن ٌفهم ألنه سبلم ممابل سبلم! كما تم خداع الجمٌع! ولن‬
‫ٌرونه إال بالمفهوم اإلسرابٌلً الذي ٌعنً السٌطرة والهٌمنة والجبروت‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫إشارات في السالم‬

‫فً إشارة سرٌعة للحمٌمة والوالع‪ ،‬فهً كما لالها فمط "نتنٌاهو" فً‬
‫واشنطن باالمس‪ :‬أن الموة هً ما صنع السبلم‪ ،‬أي لوة كٌانه اإلرهابً هً من‬
‫الخوارٌن المرتبكٌن المتؤسرلٌن المستسلمٌن للسموط فمط ال ؼٌر‪.‬‬
‫أجبر ّ‬
‫عدا عن أن ما ٌتم ترداده فً بعض صحؾ الخلٌج من مصطلحات‬
‫"السبلم"! هً خارج السٌاق العلمً والمفهومً‪ ،‬فالسبلم ٌكون بؤن ٌإمن الطرفان‬
‫أوال‪ :‬باالعتراؾ ببعضهما البعض‪ ،‬وال اعتراؾ إسرابٌلً حتى اآلن ال بالشعب‬
‫الفلسطٌنً وال باألرض الفلسطٌنٌة ‪ ،‬وال بالدولة‪ ،‬ناهٌن عن إسماط المدس‬
‫والبلجبٌن وتثبٌت المستعمرات فً األرض؟!‬

‫والى ذلن ىذعل٘ق "اىكالـ" كصت دٔفؿ اىٍكةكاة‪ ،‬كاىِؽٗح‬


‫ننؿط ىيكالـ‪ ،‬كثؼؿكج ثفض قةقح اىؽكؿ اىفؿث٘ح ـَ ٌجةدآة‬
‫اىؽاـٍح ىيعق كاىفؽؿ كاىكالـ اىعل٘لٖ‪ ،‬كدعييٓة ٌَ ـؿكثذٓة‬
‫ُ‬
‫كظظةردٓة نجؿت كٔة اإلقؿاا٘يٖ‪ ،‬كاػذو اىٍ٘ـاف ىصةىط ٌـٗؽ ٌَ‬
‫قػٔة اىصُٖٓ٘ٔ ـيٕ فيكػَ٘ كاالٌح‪ ،‬كُفلؽ ُعَ اىلٔة فٖ‬
‫دعل٘ق اىٍكةكاة كاىِؽٗح اىذٖ نِة ُكذٍؽ صـء نج٘ؿ ٌِٓة ٌَ اىعةاع‬
‫اىفؿثٖ اىؾم قلع (نٍة ـُِٔخ اىنؿؽ األكقع ىيٍصةدفح)‪ ،‬ىؾا‬
‫دكلع "زلةفح اىكالـ" كٗذعٔؿ اىكالـ القذفؿاض اىلٔم ـيٕ صسح‬
‫اىظف٘ف ثفؽـ كصٔد االـذؿاؼ كاىِؽٗح كاىذفةٗل كاىٍكةكاة‬
‫كاىفؽاىح‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫خطورة الطروحات فً صحٌفة الشرق االوسط اللندنٌة أنها بالحمٌمة‬


‫تمثل عراب التسوٌة واألسرلة واالستسبلم لبلمرٌكً واالسرابٌلً منذ زمن‬
‫طوٌل‪ ،‬بل وكانت المحرض الربٌس ضد وحدة األمة‪ ،‬فً كثٌر من مماالت‬
‫كتابها‪ ،‬وضد المضٌة الفلسطٌنٌة كما رأٌنا فً سٌاستها الداعمة للترامبٌة‬
‫واالنعزالٌة العربٌة‪ ،‬والحركة الصهٌونٌة‪.‬‬

‫االحتفاء الخارج عن السٌطرة بعبللات "الصدالة" المفاجبة! مع‬


‫اإلسرابٌلٌٌن كما بدا منذ زمن فً الصحؾ المذكورة‪ ،‬ومن سار على دربها من‬
‫سٌاسٌٌن او إعبلمٌٌن ارتبطت بفهم لاصر أو بجهل فً المضٌة الفلسطٌنٌة‬
‫العربٌة‪ ،‬بل وارتبطت بإرادة التحلل النهابً من الرباط العربً واالسبلمً‬
‫المبدأي فٌما أسمى حدٌثا االنعزالٌة العربٌة التً ترى نفسها مطالبة فمط بالدفاع‬
‫عن عروش لادة الدول ومصالحها الذاتٌة‪ ،‬ومصالحها االستهبلكٌة النهمة‬
‫وااللتصادٌة ممابل الدوس العلنً على المضاٌا الجامعة لؤلمة‪ ،‬وهً الى ذلن ال‬
‫ترى امكانٌة استنهاض هذه األمة وجعلها لوٌة حٌث لدم "نتنٌاهو" نصٌحة‬
‫واضحة لهذه األمة العاجزة حٌن لال مبتس ًما وهو ٌؽمز بعٌنه‪ :‬أن من ٌصنع‬
‫السبلم ٌصنعه بالموة وهو لذلن صنعه!‬

‫فؤٌن هً لوتنا الموحدة‪ ،‬السٌاسٌة والعسكرٌة وااللتصادٌة لنكون بممدار‬


‫لوة اإلسرابٌلً؟ إن رؼبنا تحمٌك السبلم الحمٌمً أو الحفاظ على دٌموته؟‬

‫إن ما حصل وبهذا الشكل االنعزالً العربً‪ ،‬المتحالؾ مع الترامبٌة‬


‫الصهٌونٌة هو استسبلم وانسحاق سٌاسً ونكوص دٌنً وحضاري‪ ،‬وفشل فكري‬
‫ثمافً فظٌع حٌن ٌتبنى العربً رواٌة اإلسرابٌلً كاملة‪ ،‬بوعً أو دون وعً‪،‬‬
‫وسٌكون ما سٌكون من انكشاؾ واستباحة لبلمة من المحٌط الى الخلٌج‪.‬‬

‫فً ‪2020/9/16‬‬
‫‪49‬‬
‫‪32‬‬
‫ًتيجة هُبهرة!‬

‫مكونات دول األمة العربٌة المركزٌة‪ ،‬وسلبها‬


‫تم االنتهاء من تدمٌر معظم ّ‬
‫عوامل لوتها الذاتٌة والجماعٌة الكثٌرة متمثلة بمٌمها الجامعة وحضارٌتها‬
‫الرحبة‪ ،‬وكرامتها الموصوفة تارٌخٌا‪ ،‬وتارٌخها المشترن‪ ،‬ودٌنها‪ ،‬ومستمبلها‬
‫الموي الموحد‪ ،‬وجؽرافٌتها الحصٌنة‪ ،‬والتصادها ومواردها‪ ،‬وأبنابها الذٌن ال‬
‫ٌمبلون الضٌم والظلم‪ ،‬ولؽتها وعروبتها السلسة‪ ،‬وصناعتها وزراعتها‬
‫وعلمها‪....‬الخ‪ ،‬ألسباب موضوعٌة وذاتٌة عبر سنوات طوال وجهد مركز‪.‬‬

‫كإزؿ غك٘و اىؽٌةغ اىٍذٔاصو اىؾم قةر ثةىذٔازم ٌؿ‬


‫اىؽثئٌةق٘ح اىصُٓ٘ٔ٘ح اىؾن٘ح‪ ،‬ديم اىك٘ةق٘ح كاىضٍةْ٘ؿٗح‬
‫كاىؿكٍ٘ح‪ٌ ،‬ؿ اىلٔة اىفكهؿٗح اإلقؿاا٘ي٘ح اىضةُعح أثؽا ىيفؽكاف نٍة‬
‫ـجؿ "ُذِ٘ةْٔ" ذادّ اىٍذؼً ثيغح اىلٔة كاىفِصؿٗح فٖ دٔك٘ؿ‬
‫"ادفةك٘ةت اىكالـ" فٖ كامِػَ‪.33‬‬

‫ظهرت النتابج المبهرة بسموط انعزالًٌ العرب فً ببر الخطٌبة‪ ،‬أوربما‬


‫انكشافهم العلنً‪ ،‬وتبنٌهم االنسحالً لثمافة المنتصر أي العدو الصهٌونً! بل‬
‫وتبنً كثٌر منهم فكرة (خرافة) التماء األشماء أو أوالد العم الموهوم تحت مسمى‬

‫‪ 32‬فً هذا العنوان الفرعً اضافة جدٌدة على ورلتنا األصلٌة عام ‪ ،2018‬كما‬
‫بالتعدٌبلت والتنمٌحات األخرى التً أضفناها فً جمل مختلفة بالدراسة نتٌجة‬
‫تطورات األحداث التً ظهر فٌها االنهٌار العربً جلًٌا‪.‬‬
‫‪ 33‬تم تولٌع االتفالٌات المسماة اتفالٌات السبلم فً واشنطن فً ‪2020/9/15‬‬
‫بحضور اماراتً بحرٌنً رسمً مع االمرٌكً واالسرابٌلً‪ ،‬وفٌها كرر نتٌاهو‬
‫ربٌس الوزراء الصهٌونً المؽرور‪ :‬اننا نمٌم سبلما ممابل سبلم؟! فبل أرض وال‬
‫ٌحزنون‪ ،‬كما كرر أن لوتنا هً ما جلب السبلم على حد تعبٌره‪.‬‬
‫‪01‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫اتفاق ابراهام أو ابراهٌم فً محاولة لتخرٌب العمول وتصوٌر الصراع العربً‬


‫الصهٌونً‪ ،‬صراع احتبلل األرض والوجود‪ ،‬والهٌمنة واالستعمار‪ ،‬كانه صراع‬
‫‪34‬‬
‫دٌنً!؟ فً إشارة للنبً إبراهٌم كؤبً الدٌانات؟‪.‬‬

‫نتٌجة الضؽوط األمرٌكٌة الصهٌونٌة على العرب كدول وشخصٌات‪،‬‬


‫وعبر مختلؾ الوسابل األمنٌة واالعبلمٌة والسٌاسٌة‪....‬الخ‪ ،‬وعبر تكبٌر‬
‫‪35‬‬
‫وتضخٌم صورة الخطر متجاوزا االحتبلل الصهٌونً العدو المركزي لؤلمة‪،‬‬
‫ورسم شكل العدو أنه ٌتمثل حصرًٌا بالدولة االٌرانٌة ثم الحما بتركٌا وخاصة بعد‬

‫‪ 34‬النبً ابراهٌم علٌه السبلم ال صلة نسب له ال من لرٌب وال من بعٌد بمحتلً‬
‫فلسطٌن الٌوم‪ .‬كما الحال مع ٌعموب وإسرابٌل‪ ،‬وكما الحال مع لبٌلة بنً إسرابٌل‬
‫(ترسم إسرءٌل للتفرلة عن الكٌان المحتل) المدٌمة المندثرة‪ ،‬كما اندثرت عاد‬
‫وثمود ولوم لوط ولوم صالح‪...‬الخ من مختلؾ االلوام المذكور شًء من تارٌخها‬
‫فً المرآن للعبرة فمط‪ .‬وال صلة لومٌة جٌنٌة وراثٌة (أي نسب) بٌن مختلفً‬
‫الجنسٌات من محتلً فلسطٌن الٌوم مع المبٌلة المدٌمة المندثرة‪ .‬كما ال تعطً‬
‫الصلة الدٌنٌة أنهم والمدماء من الدٌانة الٌهودٌة ال تعطٌهم حك امتبلن أرضنا‪،‬‬
‫كما ال تعطى للمالٌزي او الصٌنً المسلم النه مسلم حك امتبلن مكة أو المدٌنة‬
‫اوادعاء أنه من نسل لرٌش‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ 35‬بدأ ُكت ّاب االنعزالٌة العربٌة ٌحطمون أي فكرة عروبٌة أو لٌمٌة أخبللٌة‬
‫أوالتصادٌة أو سٌاسٌة عربٌة جامعة بعد التطبٌع‪/‬التتبٌع العربً الخلٌجً عام‬
‫‪ 2020‬موهمٌن المراء والجمهور الممٌد‪ ،‬أن ذلن ٌمثل سٌادتهم كدول بمرارهم!‬
‫منفصلٌن كلٌا عن االجماع العربً وعن مركزٌة المضٌة التً بدأوا ٌتهكمون‬
‫علٌها! وهو بالحمٌمة ذلّهم الذي سٌعانونه باالنفصال عن العروبٌة‪ ،‬واالجماع‬
‫والوحدوٌة‪ ،‬وتبنٌهم المخزي للرواٌة الصهٌونٌة‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫"صفمة المرن" تسارعت الهرولة العربٌة باتجاه االستتباع للصهٌونً فٌما سمً‬
‫‪36‬‬
‫"اتفالٌات السبلم"!‬

‫ومع التسارع والصور الفالعة للتولٌع فً واشنطن ظهرت علنا المماالت‬


‫االنسحالٌة تحت ألدام رواٌة االحتبلل‪،‬على وهم أنهم ٌصنعون السبلم؟! ومفهوم‬
‫السبلم ممابل حمٌمة ما حصل على بعد آالؾ األمٌال‪.‬‬
‫ّ‬
‫تنظر‬ ‫كما ظهرت المماالت المخزٌة بؤلبلم االنعزالٌٌن العرب التً‬
‫لئلسرابٌلً وكؤنه صاحب الحك!؟ وترسم صورة العربً والفلسطٌنً باعتباره‬
‫صرا طوال األعوام السابمة!‬
‫كان مم ّ‬
‫و ظهرت اللماءات العلنٌة بٌن السٌاسٌٌن بٌن الطرفٌن العربً االنعزالً‪،‬‬
‫والصهٌونً ضاربٌن بعرض الحابط باتفالٌات االجماع العربً التً منها المبادرة‬
‫العربٌة (عام ‪1111‬م) وما تبلها من مإتمرات الممة التً كان آخرها لمة المدس‬
‫‪37‬‬
‫فً الظهران عام ‪ 1198‬ثم لمة مكة ولمة تونس عام ‪.1199‬‬

‫رغً نو ٌة قجق ٌَ ْؿكىح أك ػظٔع ٌفجؿ ـِّ ثةىذػج٘ؿ أك‬


‫اىذذج٘ؿ‪ ،‬اك اىذعةىف ٌؿ اىصُٖٓ٘ٔ‪-‬االٌؿٗهٖ‪ ،‬كفٖ فًٓ ٌِعؿؼ‬

‫‪ٌ 36‬كتب المركز العربً لؤلبحاث ودراسة السٌاسات فً لطر فً ‪ٌ 21‬ونٌو‬


‫‪ 2020‬أي لبل التولٌع فً واشنطن بشهرٌن ونٌؾ‪( :‬تتجه الدول العربٌة‪ ،‬وال‬
‫سٌما دول الخلٌج العربٌة‪ ،‬ألسباب داخلٌة وخارجٌة مختلفة‪ ،‬إلى تطبٌع العبللات‬
‫مع "إسرابٌل"‪ ،‬وذلن لبل التوصل إلى حل عادل للمضٌة الفلسطٌنٌة‪ .‬وتعتمد هذه‬
‫األنظمة أن التطبٌع مع "إسرابٌل" ٌساعدها فً حماٌة أمنها‪ ،‬وتمرٌبها من‬
‫واشنطن‪ ،‬بؽض النظر عن مولؾ الفلسطٌنٌٌن ومولؾ شعوبها من هذا التطبٌع‪).‬‬
‫‪ٌ 37‬مكن الرجوع أٌضا لدراسة بكر آبوبكر المعنونة المضٌة الفلسسطٌنٌة‬
‫والمطار العربً ‪ ،‬كما ٌمكن الرجوع للمماالت حول التطبٌع العربً أو التتبٌع فً‬
‫مولع بكر أبوبكر على الشابكة ‪www.bakerabubaker.info‬‬
‫‪02‬‬
‫"التطبيع" والسالم واالنعزاليون العرب‬

‫ىسلةفح اىكالـ‪ ،‬أك ٌفِٕ االٌح كاىلظ٘ح اىٍؿنـٗح‪ ،‬فإف اىعل٘لح‬


‫ن‬
‫اىذٖ ال دلجو اىِهؿاف أف فيكػَ٘ ٌِؾ فضؿ اىذةرٗغ ظذٕ اى٘ٔـ كغؽا‬
‫ْٖ ـؿث٘ح فيكػِ٘٘ح‪ ،‬كىَ ِٗفؿ دغ٘٘ؿ اىِؾؿة ىٓة ٌَ كظ٘ح ظق‬
‫كـؽؿ‪ ،‬كاظذالؿ كاقذفٍةر ٌلةثو ٌلةكٌح كُظةؿ كصٓةد‪ ٌَ ،‬أم‬
‫ٌةرؽ ـجؿ اىذةرٗغ فًٓ زاائف كْٖ ثةك٘ح كقذِذصؿ ثإذف اهلل دفةىٕ‪.‬‬

‫اًتهى‬

‫‪53‬‬

You might also like