اغتنام فرصة العمر

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫‪ 1‬من ‪10‬‬

‫اغتنام فرصة العمر‬ ‫عنوان الخطبة‬


‫تذكر ِ‬
‫انقضاء األعمار وقُ رب اآلجال‬ ‫‪ /1‬تأمالت في قدوم العام الجديد ‪ُّ /2‬‬ ‫عناصر الخطبة‬
‫‪ /3‬اغتنام األوقات في طاعة اهلل تعالى‪ /4‬فضل صيام يوم عا ُشوراء‪.‬‬
‫د‪ .‬عبد اهلل بن عبد الرحمن البعيجان‬ ‫الشيخ‬
‫‪10‬‬ ‫عدد الصفحات‬
‫‪14636‬‬ ‫رقم الخطبة في الموقع‬

‫اخلطبة األوىل‪:‬‬

‫رجع‬
‫مرياث السماوات واألرض وإليه تُ ُ‬
‫ُ‬ ‫احلمد هلل الذي له‬
‫احلمد هلل؛ ُ‬
‫ُ‬
‫الشمس‬
‫َ‬ ‫سخر‬
‫ُّشور‪ ،‬سبحانه َّ‬
‫احلمد والثَّناءُ والبقاءُ وإليه الن ُ‬
‫األمور‪ ،‬له ُ‬ ‫ُ‬
‫وسخر ل ُكم الليل والنَّهار‪ ،‬وكل ٍ‬
‫شيء عنده مبِقدار‪.‬‬ ‫والقمر دائِبَني‪َّ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫احلمد حُي يِي‬


‫شريك له‪ ،‬له امللك وله ُ‬ ‫َ‬ ‫وحده ال‬
‫أشهد أن ال إله إال اهللُ َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ومُي يت‪ ،‬وهو حي ال ميوت‪ِ ،‬‬
‫وأشهد‬
‫ُ‬ ‫بيده اخلريُ وهو على كل شيء قدير‪،‬‬ ‫ٌّ ُ‬
‫حممدا خامت أنبيائِه‪ Y‬ورسلُه بعِث على ٍ‬
‫فرتة ِمن ُّ‬
‫الر ُسل فبلَّغ الرسالةَ‪،‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫أن ً ُ‬
‫هاد حىت أتاه اليَ ِقني‪،‬‬
‫حق اجلِ ِ‬
‫وجاه َد يف اهلل َّ‬
‫ونصح األمةَ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫وأدى األمانةَ‪،‬‬
‫َّ‬
‫صلَّى اهلل عليه وعلى آلِه وأصحابِه امل ِ‬
‫هاجرين‪ ،‬الذين أُخ ِر ُجوا ِمن ِديا ِرهم‬
‫ُ‬
‫‪ 2‬من ‪10‬‬

‫َّار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل‬


‫يبتغُون فضالً من اهلل ورضوانًا‪ ،‬واألنصار الذين (َتَب َّوءُوا الد َ‬ ‫وأموا م َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص ُدو ِره ْم َح َ‬
‫اجةً‬ ‫اجَر إِلَْي ِه ْم َواَل جَي ُدو َن يِف ُ‬
‫َواإْلِ ميَا َن م ْن َقْبل ِه ْم حُي بُّو َن َم ْن َه َ‬
‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬
‫اصةٌ) [احلشر‪،]9 :‬‬ ‫ص َ‬ ‫َّا أُوتُوا َويُ ْؤث ُرو َن َعلَى أَْن ُفس ِه ْم َولَ ْو َكا َن ْم َخ َ‬
‫بإحسان‪ ،‬وسلَّم تسليما كثريا إىل ِ‬
‫يوم الدين‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أثرهم وتبِ َعهم‬
‫ً ً‬ ‫وعلى َمن ق َفا َ‬

‫التقوى‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫بعد‪َّ :‬‬


‫تاب اهلل‪ ،‬وأوثَ َق العَُرى كلمةُ َ‬ ‫أصد َق احلديث ك ُ‬ ‫فإن َ‬ ‫أما ُ‬
‫دي‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫اهلد‬ ‫وأفضل‬ ‫رآن‪،‬‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫‪Y‬‬
‫ص‬ ‫القص‬ ‫وأحسن‬ ‫إبراهيم‪،‬‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫وخري املِلَل ِ‬
‫م‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫حُم ٍ‬
‫ضاللة‪.‬‬‫وكل بِدعة َ‬ ‫األمور حُم دثاهُت ا‪َّ ،‬‬ ‫وشر ُ‬ ‫مد ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪َّ ،-‬‬
‫ين َآمنُوا‪َّ Y‬ات ُقوا اللَّهَ َح َّق ُت َقاتِِه َواَل مَتُوتُ َّن إِاَّل َوأَْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمو َن)‬ ‫َّ ِ‬
‫(يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫[آل عمران‪.]102 :‬‬

‫ٍ ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫دار جزاء وبقاء‪ ،‬الدُّنيا متاعُ‬ ‫دار بالء وفناء‪ ،‬واآلخرةُ ُ‬ ‫عباد اهلل‪ :‬الدُّنيا ُ‬
‫األعوام‪Y‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ود ُهور‪ ،‬تفىَن‬
‫هور‪ ،‬وسنُون ُ‬ ‫وش ٌ‬ ‫وأيام ُ‬
‫ساعات ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الغُُرور‪ ،‬إمنا هي‬
‫ِ‬
‫ب اللَّهُ اللَّْي َل َوالن َ‬
‫َّه َار‬ ‫األيام ومتُُّر الشُّهور‪( ،‬يُ َقلِّ ُ‬
‫وتتالح ُق الدُّهور‪ ،‬ومتضي ُ‬ ‫َ‬
‫صا ِر) [النور‪.]44 :‬‬ ‫إِ َّن يِف َذلِ َ ِ أِل‬
‫ك لَعْبَرةً ُويِل اأْل َبْ َ‬

‫تف األجيال‪ ،‬وتنتَ ِهي‪ Y‬اآلمال‪ ،‬وتن َق ِ‬


‫ضي‪ Y‬اآلجال‪ ،‬و( ُك ُّل من علَيها فَ ٍ‬
‫ان *‬ ‫َ ْ َ َْ‬ ‫ىَن‬
‫ك ذُو اجْلَاَل ِل َواإْلِ ْكَر ِام) [الرمحن‪.]27 ،26 :‬‬
‫َو َيْب َقى َو ْجهُ َربِّ َ‬
‫‪ 3‬من ‪10‬‬
‫ِ‬
‫ورها‬
‫صَ‬ ‫تاهلل ما الدُّنيا بدا ِر بقاء *** كال وإن شيَّد ُ‬
‫األنام قُ ُ‬
‫املمات طَويلُها وقَصريُها‬‫ِ‬ ‫األعمار لكن يستَ ِوي *** عند‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫تتفاو ُ‬
‫َ‬
‫ورها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ات ما الدُّنيا بدار يُرجَتَى *** فيها البقاءُ وال يُت ُّم ُسُر ُ‬
‫هيه َ‬
‫َ‬
‫ورها‬ ‫فاستوت *** عند اللَّبِ ِ‬ ‫كل ٍ‬
‫ورها و ُقبُ ُ‬
‫ص ُ‬‫يب قُ ُ‬ ‫نفس َ َ‬ ‫وت غايةُ ِّ‬ ‫واملَ ُ‬

‫اآلجال‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫نقص ِمن عُمر الدُّنيا َّ‬
‫وقر َ‬ ‫انقضى‪َ Y،‬‬ ‫عام َ‬ ‫معاشر املُسلمني‪ٌ :‬‬
‫ِ‬
‫ومضى‪ُ ،‬ختِ َمت أعمالُه‪ ،‬وطُ ِويَت‪ Y‬صحائُِفه‪ ،‬فهنِيئًا‪ Y‬ملن اغتنَ َم فُرصتَه‪،‬‬‫َ‬
‫َ‬
‫وربِ َح وقتَه‪ ،‬وأصلَ َح عملَه‪.‬‬

‫عام ٍ‬
‫جديد ي ِزفُّنا إىل ال ُقبُور‪ ،‬وحَي ُدو بِنا إىل يوم‬ ‫دخلنا يف غَُّرة ٍ‬ ‫أال وإننا قد َ‬
‫مع أن يغتَنِ َم فُرصةَ‬‫الس َ‬
‫لب أو أل َقى َّ‬ ‫دير مبَن كان له قَ ٌ‬ ‫فج ٌ‬‫ُّشور‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫البعث والن ُ‬
‫س‬
‫يض الدَّمع‪ ،‬وتقول ( َن ْف ٌ‬‫ف املآقِي ويَِف َ‪Y‬‬ ‫العُمر قبل الن ََّدم‪ ،‬وقبل أن ِجت َّ‬
‫ب اللَّ ِه وإِ ْن ُكْنت لَ ِمن َّ ِ‬‫ت يِف َجْن ِ‬
‫ين * أ َْو‬‫الساخ ِر َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫اح ْسَرتَا َعلَى َما َفَّرطْ ُ‬ ‫يَ َ‬
‫َن اللَّه ه َدايِن لَ ُكْنت ِمن الْمت َِّقني * أَو َت ُق َ ِ‬
‫اب‬
‫ني َتَرى الْ َع َذ َ‬
‫ول ح َ‬ ‫ُ َ ُ َ ْ‬ ‫ول لَ ْو أ َّ َ َ‬ ‫َت ُق َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني) [الزمر‪.]58 -56 :‬‬ ‫َن يِل َكَّرةً فَأَ ُكو َن م َن الْ ُم ْحسن َ‬
‫لَ ْو أ َّ‬

‫حمصورةٌ يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الزمن ميضي‪ ،‬والعُمر يسريُ‪ ،‬وحلظات احلياة ُ‬ ‫عباد اهلل‪ :‬إن َ‬
‫َ‬
‫مسؤول‬
‫ٌ‬ ‫قوق ُمزدمِح ة‪ ،‬واإلنسا َ‪Y‬ن‬
‫بات ُمرتاكِمة‪ ،‬واحلُ َ‬ ‫ِ‬
‫والواج ِ‬ ‫مدى قصري‪،‬‬
‫ً‬
‫ب على العُمر الضائِع‪،‬‬ ‫اس ٌ‬
‫فيم أباَل ه‪ Y،‬وحُم َ‬
‫ِ‬
‫فيم أفناه‪ ،‬وشبابه َ‬
‫عن عُمره َ‬
‫‪ 4‬من ‪10‬‬
‫مدى قصري‪( ،‬قَ َال َك ْم لَبِثْتُ ْم يِف‬ ‫طال العُمر فإنه ً‬ ‫ومهما َ‬ ‫والزم ِن ُ‬
‫املهدور‪َ ،‬‬
‫ال‬
‫ين * قَ َ‬ ‫ني * قَالُوا لَبِْثنَا يوما أَو بعض يوٍم فَ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اأْل َْر ِ‬
‫اسأَل الْ َع ِّاد َ‬
‫َْ ً ْ َ ْ َ َْ ْ‬ ‫ض َع َد َد سن َ‬
‫إِ ْن لَبِثْتُ ْم إِاَّل قَلِياًل لَ ْو أَنَّ ُك ْم ُكْنتُ ْم َت ْعلَ ُمو َن * أَفَ َح ِسْبتُ ْم أَمَّنَا َخلَ ْقنَا ُك ْم َعبَثًا‬
‫َوأَنَّ ُك ْم إِلَْينَا اَل ُت ْر َجعُو َن) [املؤمنون‪.]115 -112 Y:‬‬

‫املوت‬
‫خلق َ‬ ‫عباد اهلل‪ :‬إن اهلل مل خيلُقكم عبَثًا‪ ،‬ولن يرتُ َككم مهَاًل ‪ ،‬وقد َ‬
‫عماًل ‪.‬‬
‫أحسن َ‬ ‫ُ‬ ‫واحلياةَ ليبلَُوكم أيُّكم‬
‫وأفج َع األهوال‪ ،‬وأفظَ َع‬ ‫وأج َّل اخلُطُوب‪َ ،‬‬ ‫ب‪َ Y،‬‬ ‫أال وإن أعظم املصائِ ِ‬
‫َ‬
‫ض ِّي ساعات‬ ‫وفوات األجل‪ ،‬وم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضياع ِ‬
‫الوقت‬ ‫ال ُك ُروب‪ :‬احلسرةُ على ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الزمان من غري عمل‪ ،‬تبدأُ حسرهُت ا وندامتُها من ساعة االحتضار‪َ ،‬‬
‫(حىَّت‬
‫يما‬ ‫ون * لَعلِّي أَعمل حِل ِ‬ ‫ب ار ِجع ِ‬ ‫ِ‬
‫صا ًا ف َ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫ال َر ِّ ْ ُ‬ ‫ت قَ َ‬‫َح َد ُه ُم الْ َم ْو ُ‬
‫إذَا َجاءَ أ َ‬
‫ت َكاَّل إِن ََّها َكلِ َمةٌ ُه َو قَائِلُ َها َو ِم ْن َو َرائِ ِه ْم َب ْر َز ٌخ إِىَل َي ْوِم يُْب َعثُو َن)‪Y‬‬
‫َتَر ْك ُ‬
‫[املؤمنون‪.]100 ،99 :‬‬

‫ين َآمنُوا‪ Y‬اَل تُ ْل ِه ُك ْم أ َْم َوالُ ُك ْ‪Y‬م َواَل أ َْواَل ُد ُك ْم َع ْن ِذ ْك ِر اللَّ ِه َو َم ْن‬ ‫َّ ِ‬
‫(يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫اس ُرو َن * َوأَنِْف ُقوا ِم ْن َما َر َز ْقنَا ُك ْم ِم ْن َقْب ِل أَ ْن‬ ‫ك هم اخْل ِ‬
‫ك فَأُولَئ َ ُ ُ َ‬
‫ي ْفعل َذلِ َ ِ‬
‫َ َْ‬
‫َج ٍل قَ ِر ٍ‬ ‫ب لَواَل أ َّ ِ‬
‫َّق‬
‫َصد َ‬ ‫يب فَأ َّ‬ ‫َخ ْرتَيِن إىَل أ َ‬ ‫ول َر ِّ ْ‬ ‫ت َفَي ُق َ‬ ‫يَأْيِت َ أ َ‬
‫َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُ‬
‫َجلُ َها َواللَّهُ َخبِريٌ مِب َا‬ ‫ِ‬ ‫وأَ ُكن ِمن َّ حِلِ‬
‫ني * َولَ ْن يُ َؤ ِّخَر اللَّهُ َن ْف ًسا إذَا َجاءَ أ َ‬ ‫الصا َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َت ْع َملُو َن) [املنافقون‪.]11 -9 :‬‬
‫‪ 5‬من ‪10‬‬

‫ب الشُّكر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فلحظات العُمر ‪ -‬عباد اهلل ‪ -‬فُرصةٌ للعمل‪ ،‬ونعمةٌ تستوج ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طال‬
‫"وخريُ ُكم َمن َ‬
‫وها) [إبراهيم‪َ ،]34 :‬‬ ‫ص َ‬ ‫(وإِ ْن َتعُدُّوا ن ْع َم َ‬
‫ت اللَّه اَل حُتْ ُ‬ ‫َ‬
‫مره وساءَ عملُه"‪.‬‬
‫طال عُ ُ‬
‫وشر ُكم َمن َ‬‫وحس َن عملُه‪ُّ ،‬‬ ‫مره ُ‬ ‫عُ ُ‬

‫‪-‬عز‬ ‫نعمة األوقات والعمر يف ِ‬


‫طاعة اهلل َّ‬ ‫غالل ِ‬ ‫أال وإن ِمن ُشكر النِّعم‪ :‬استِ َ‬
‫ُ‬
‫وجل‪ ،-‬وفق ما شرع على لِ ِ‬
‫سان نبيِّه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪.-‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫والن َقم‪ ،‬واحلسرة والن ََّدم‪:‬‬ ‫وأسباب البالء ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ويف املقابِل فإن ِمن ُكفر النِّعم‬
‫ع اهلل‪،‬‬ ‫شر‬ ‫ما‬ ‫ِ‬
‫ري‬ ‫غ‬ ‫يف‬ ‫أو‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫األوقات والعمر يف ِ‬
‫معص‬ ‫ِ‬ ‫صرفُ ِ‬
‫نعمة‬ ‫ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال َذ َّر ٍة َخْيًرا َيَرهُ * َو َم ْن َي ْع َم ْل ِم ْث َق َ‬
‫ال ذَ َّر ٍة َشًّرا َيَرهُ)‬ ‫(فَ َم ْن َي ْع َم ْل ِم ْث َق َ‬
‫[الزلزلة‪.]8 ،7 :‬‬

‫ِ‬
‫اآليات‬ ‫بارك اهللُ يل ولكم يف القرآن العظيم‪ ،‬ون َف َعين وإيَّاكم مبا فيه من‬
‫َ‬
‫اجلليل يل ولكم‬ ‫العظيم‬ ‫اهلل‬ ‫ر‬ ‫أقول ما تسمعون‪ ،‬وأست ِ‬
‫غف‬ ‫ِّ‬
‫والذك ِر احلكي ِم‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫الرحيم‪.‬‬ ‫الغفور‬ ‫ِ‬
‫فاستغف ُروه‪ ،‬إنه هو‬ ‫ولسائِِر املسلمني‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ 6‬من ‪10‬‬

‫اخلطبة الثانية‪Y:‬‬

‫ورض َي لنا‬‫رب العاملني أكمل لنا الدين‪ ،‬وأمتَّ علينا النِّعمةَ‪ِ ،‬‬ ‫احلمد ِ‬
‫هلل ِّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(و َم ْن يُ ْش ِر ْك‬
‫شريك له‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫أشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال‬‫اإلسالم دينًا‪ُ ،‬‬
‫عبده‬
‫حممدا ُ‬ ‫وأشهد أن ً‬‫ُ‬ ‫يدا) [النساء‪،]116 :‬‬ ‫ضاَل اًل بَعِ ً‬
‫ض َّل َ‬
‫ِ‬
‫بِاللَّه َف َق ْد َ‬
‫ِ‬
‫كثريا‪.‬‬ ‫ورسولُه صلَّى اهلل عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم ً‬
‫تسليما ً‬

‫شهر حُم َّرم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫شهر حُم َّرم‪ ،‬وهو ُ‬ ‫سته َّل السنة اهلجريَّة ٌ‬ ‫معاشَر املُسلمني‪ :‬إن ُم َ‬
‫اب اللَّ ِه َي ْو َم‬
‫قال تعاىل‪( :‬إِ َّن ِع َّد َة الشُّهو ِر ِعْن َد اللَّ ِه ا ْثنَا َع َشر َش ْهرا يِف كِتَ ِ‬
‫َ ً‬ ‫ُ‬
‫ِّين الْ َقيِّ ُم فَاَل تَظْلِ ُموا‬
‫ك الد ُ‬
‫ِ‬
‫ض ِمْن َها أ َْر َب َعةٌ ُح ُر ٌم َذل َ‬ ‫خلَق َّ ِ‬
‫الس َم َاوات َواأْل َْر َ‬ ‫َ َ‬
‫فِي ِه َّن أَْن ُف َس ُك ْم) [التوبة‪.]36 :‬‬

‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪:‬‬ ‫وعن أيب بَكْرة ‪-‬رضي اهلل عنه‪ ،-‬عن ِّ‬
‫خلق اهلل السماوات واألرض‪ ،‬السنةُ‬ ‫ِ‬
‫استدار كهيئته‪ Y‬يوم َ‬
‫َ‬ ‫"إن الزما َن قد‬
‫ثالث ُمتوالِيات‪ :‬ذُو ال َقعدة‪ ،‬وذُو‬
‫شهرا‪ ،‬منها أربعةٌ ُحُرم ٌ‬
‫اثنَا عشر ً‬
‫ضر الذي بني مُج َادى وشعبان"(متفق عليه)‪.‬‬ ‫ورجب ُم َ‬
‫ُ‬ ‫احلِ َّجة‪ ،‬وامل َّ‬
‫حرم‪،‬‬
‫ُ‬
‫‪ 7‬من ‪10‬‬
‫عباد اهلل‪ :‬إن ِمن هد ِي نبيِّنا ٍ‬
‫حممد ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ِ ،-‬‬
‫ومن‬ ‫َ‬
‫عاشوراء‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬
‫وتعظيمه‪ :‬صيام يوم ُ‬ ‫مكفِّرات السيئات‪ِ ،‬‬
‫ومن ُشك ِر اهلل‬ ‫ُ‬
‫العاش ُر ِمن شهر حُم َّرم‪.‬‬
‫ِ‬

‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه‬ ‫ِ‬ ‫فعن ابن ٍ‬


‫عباس ‪ -‬رضي اهلل عنهما ‪ -‬قال‪" :‬ملا قَد َم ُّ‬
‫فسئِلُوا عن ذلك‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫عاشوراء‪ُ ،‬‬ ‫ومون ُ‬ ‫يص ُ‬
‫اليهود ُ‬
‫َ‬ ‫وجد‬
‫وسلم‪ -‬املدينةَ َ‬
‫وسى وبيِن إسرائيل على فِرعون‪ ،‬وحنن‬ ‫هذا اليوم الذي أظ َفَر اهلل فيه ُم َ‬
‫رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬حنن أَوىَل‬
‫ُ‬ ‫تعظيما له‪ ،‬فقال‬
‫ومه ً‬ ‫نص ُ‬‫ُ‬
‫مبُوسى ِمنكم"‪ ،‬مث أمر بص ِ‬
‫ومه" (متفق عليه)‪.‬‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬

‫فضلَه‬ ‫يتحرى ٍ‬
‫يوم َّ‬ ‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪َّ -‬‬
‫رأيت َّ‬
‫وعنه قال‪" :‬ما ُ‬
‫شهر رمضان‬ ‫على غ ِريه إال هذا اليوم يوم ُ‬
‫عاشوراء‪ ،‬وهذا الشهر ‪ -‬يعين‪َ :‬‬
‫‪( "-‬رواه البخاري)‪.‬‬

‫يام يوم‬ ‫ِ‬


‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪" :‬ص ُ‬ ‫ويف "صحيح ُمسلم"‪ :‬أن َّ‬
‫يام‬ ‫عرفة أحتَ ِسب على اهلل أن يكفِّر السنةَ اليت قبلَه والسنةَ اليت َ ِ‬
‫بعده‪ ،‬وص ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب على اهلل أن يُكفِّر السنةَ اليت قبلَه"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عاشوراء أحتَس ُ‬
‫يوم ُ‬
‫‪ 8‬من ‪10‬‬
‫بلغ النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يف آخر عمره أن اليهود يت ِ‬
‫َّخ ُذون‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وملا َ َّ‬
‫والعاشَر ِمن العام املقبِل‪ ،‬فحالَت‬
‫ِ‬ ‫يدا‪ ،‬فه َّم أن يصوم ِ‬
‫التاس َع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عاشوراء ِع ً‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُدونَه املنِيَّة‪.‬‬

‫رسول اهلل ‪-‬صلى‬


‫ُ‬ ‫صام‬
‫عباس ‪ -‬رضي اهلل عنهما ‪ -‬قال‪" :‬حني َ‬ ‫عن ابن ٍ‬
‫يوم‬ ‫بص ِ‬‫عاشوراء وأمر ِ‬
‫رسول اهلل! إنه ٌ‬
‫َ‬ ‫يامه‪ ،‬قالُوا‪ :‬يا‬ ‫ََ‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ -‬يوم ُ‬
‫رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬فإذا‬‫ُ‬ ‫تُعظِّ ُمه اليهود والن َ‬
‫َّصارى‪ ،‬فقال‬
‫ِ‬
‫والعاشر ‪.-‬‬ ‫كان العام املقبِل إن شاء اهلل صمنَا اليوم‪ِ Y‬‬
‫التاسع"" يعين‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬

‫رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه‬‫ُ‬ ‫العام املقبِل حىت تُويِّف‬ ‫قال‪" :‬فلم ِ‬
‫يأت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وسلم‪"-‬؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫ب فال يُغلنَب َّ على‬ ‫ِ‬ ‫فاألفضل أن يصام قبله ِ‬
‫ومن غُل َ‬
‫يوم خالفًا لليهود‪َ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ِصيام ِ‬
‫العاشر‪.‬‬

‫حِم‬ ‫ِ‬
‫وكل‬ ‫معاشر املسلمني‪ :‬البِدعُ فنَت ‪ ،‬والفنَت َن‪ُّ ،‬‬
‫وشر األمور حُم دثاهُت ا‪ُّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ُ‬
‫والصراط‬
‫ِّ‬ ‫‪Y‬‬
‫ى‬ ‫ق‬‫ث‬
‫َُ‬ ‫الو‬ ‫روة‬ ‫بالع‬
‫ُ ُ‬ ‫‪Y‬‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ك‬‫فاستمس‬ ‫النار‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ضاللة‬ ‫وكل‬
‫ُّ‬ ‫ضاللة‪،‬‬ ‫بِدعة‬
‫فتفرق ب ُكم عن سبيلِه‪.‬‬ ‫املستقيم‪ ،‬وال تتبِعُوا ُّ‬
‫السبُل َّ‬
‫ُ‬
‫‪ 9‬من ‪10‬‬

‫وهد ِي نبيِّكم؛‪Y‬‬ ‫ِ‬


‫بكتاب ربِّكم َ‬ ‫فاح َذ ُروا ِمن ذلك ‪ -‬عباد اهلل ‪َّ ،-‬‬
‫ومتس ُكوا‬
‫اط ُم ْستَ ِقي ٍم *‬
‫َّك علَى ِصر ٍ‬
‫َ‬ ‫ك إِن َ َ‬
‫ك بِالَّ ِذي أ ِ‬
‫ُوح َي إِلَْي َ‬ ‫استَ ْم ِس ْ‬ ‫ِ‬
‫فقد ُكفيتُم‪( ،‬فَ ْ‬
‫وإِنَّه لَ ِذ ْكر لَ ِ‬
‫ف تُ ْسأَلُو َن) [الزخرف‪.]44 ،43 :‬‬ ‫ك َو َس ْو َ‬‫ك َول َق ْو ِم َ‬‫َ ُ ٌ َ‬

‫ديره‬ ‫ِ‬ ‫دبره امل ِ‬


‫فس ُدون‪ ،‬وخُي طِّ ُ‬ ‫ِ‬
‫ط له املُجر ُمون‪ ،‬ويُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫معاشر املسلمني‪ :‬إن ما يُ ِّ‬
‫الت‬ ‫مح‬ ‫هي‬ ‫إمنا‬ ‫نا‬ ‫الد‬ ‫احلاسدون ِمن أعدائِنا‪ِ ُ Y‬‬
‫وأعداء دينِنا وبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُ‬
‫املاك ُرون‬
‫َ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ؤامرات خبِيثَة َ‬
‫تسعى‬ ‫ٌ‬ ‫ات ش ِر َسة‪ُ ،‬‬
‫وم‬ ‫وهج َم ٌ‬
‫عايات شيطانيَّة‪َ ،‬‬ ‫إعالميَّة‪ ،‬ود ٌ‬
‫ص ُفوفِنا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لتهديد َّأمتنا‪ ،‬وتفكيك ِوحدتنا‪ ،‬وإيقاد الفتنة يف بِالدنا وبني ُ‬
‫ِ ِ‬
‫روج عن‬‫كث البَ َيعة‪ Y،‬واخلُ ِ‬‫العهد ونَ ِ‬‫ونقض ِ‬‫ِ‪Y‬‬ ‫األشهر احلُُرم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهتك ُحرمة ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫والفساد يف األرض‪.‬‬ ‫الطاعة‪،‬‬

‫وقد رأينا بأ ُِّم أعيُنِنا‪ Y‬ما آلَت إليه البُلدا ُن املجا ِورةُ ِمن دمار‪ ،‬فاعترِب ُوا‪ Y‬يا‬
‫ُ‬
‫أُويِل األبصار‪.‬‬

‫ستقرة‪ ،‬اللهم‬ ‫الد‪ ،‬اللهم اح َفظ هذه البِ َ‬


‫الد آمنةً ُم َّ‬ ‫اللهم اح َفظ هذه البِ َ‬
‫اح َفظها ِمن الفنت‪ ،‬اللهم اح َفظها ِمن الفنت‪ ،‬اللهم اح َفظها ِمن َكيد‬
‫واحلاس ِدين‪ ،‬اللهم‬
‫ِ‬ ‫شر األعداء‬
‫ومن ِّ‬‫فسدين‪ِ ،‬‬ ‫شر امل ِ‬
‫ومن ِّ‬ ‫الكائِ ِدين‪ِ ،‬‬
‫ُ‬
‫اح َفظها وسائَِر بِالد املسلمني‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ 10‬من ‪10‬‬
‫احقن دماءهم‪ ،‬اللهم ِ‬
‫احقن‬ ‫اللهم ُكن للمسلمني يف بورما‪ ،‬اللهم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وآمن روعاهِت م‪ِّ ،‬‬
‫وعجل َفر َجهم يا رب العاملني‪.‬‬ ‫دماءهم‪ ،‬واس عوراهِت م‪ِ ،‬‬
‫رُت‬ ‫َ‬

‫ويل أم ِرنا خادم احلرمني الشري َفني ِ‬


‫بتوفيقك‪ Y،‬وأيِّده بتأيِيدك‪،‬‬ ‫اللهم وفِّق َّ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫عهده لِما فيه‬
‫وويل ِ‬
‫صالح البالد والعباد‪ ،‬ولما فيه خريٌ‬
‫ُ‬ ‫اللهم وفِّقه َّ‬
‫لإلسالم واملسلمني يا رب العاملني‪.‬‬
‫ُ‬

‫نودنا يا رب العاملني‪.‬‬
‫وانصر ُج َ‬
‫دودنا‪ُ ،‬‬‫اللهم اح َفظ ُح َ‬
‫اشف مرضاهم‪ ،‬وتقبَّل موتاهم‪ ،‬واح َفظهم ِ‬
‫حبفظك‪ ،‬واكألهم‬ ‫اللهم ِ‬
‫ب ِرعايتِك يا أرحم الرامحني‪.‬‬

‫ان َوإِيتَ ِاء ِذي الْ ُق ْرىَب َو َيْن َهى َع ِن‬ ‫عباد اهلل‪( :‬إِ َّن اللَّه يأْمر بِالْع ْد ِل واإْلِ حس ِ‬
‫َ َ ُُ َ َ ْ َ‬
‫الْ َف ْح َش ِاء َوالْ ُمْن َك ِر َوالَْب ْغ ِ‪Y‬ي يَعِظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكُرو َن * َوأ َْوفُوا بِ َع ْه ِد اللَّ ِه إِ َذا‬
‫يد َها َوقَ ْد َج َع ْلتُ ُم اللَّهَ َعلَْي ُك ْم َك ِفياًل‬
‫عاهدْمُت واَل َتْن ُقضوا اأْل َمْي ا َن بع َد َتوكِ ِ‬
‫َ َْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َْ‬
‫إِ َّن اللَّهَ َي ْعلَ ُم َما َت ْف َعلُو َن) [النحل‪.]91 ،90 :‬‬

You might also like