Professional Documents
Culture Documents
مجالـــس الشــــيطان
مجالـــس الشــــيطان
إن للشيطان أماكن يأوي إليها ويترصد الناس فيها ليكيدهم ويلحق األذى والضرر بهم في دينهم
" فمن مجالسه ودنياهم
" اهلل تعالىعنه :قال (( قال رسول اهلل صلى اهلل عليه الماء :جاء في الحديث عن جابر رضي
" منه منزلة أعظمهم فتنة , وسلم :إن إبليس يضع عرشه على الماء ,ثم يبعث سراياه ,فأدناهم
يجيء أحدهم فيقول :ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ,قال :فيدنيه منه ,ويقول :نعم
أنت ))
أماكن العبادة :قد يحضر الشيطان إلى دور العبادة ولذا أمر المصلون في جماعة بأن يسووا
" لهم ,فأن الشيطان يأتي " فرجة للشيطان فيوسوس الصفوف في الصالة وأال يدعوا بين صفوفهم
للمصلي ليلهيه عنها ,ويشوش عليه فيها ,جاء في الحديث عن جابر رضي اهلل تعالىعنه :قال :
سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول (( :أن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في
جزيرة العرب .ولكن في التحريش بينهم ))
أماكن اللهو :األماكن هي مصائد الشيطان ,فيها تؤتى الفواحش ,وتهتك األعراض ,ويزين
"
" وضاللة لمن قصدها . . . الشيطان فيها كل فجور
" إلى عورات مواضع النجاسات :المراحيض والحمامات فأن الشيطان يرتاح للخبث وينظر
" ,لذا أمرنا أن نسمي اهلل قبل دخول الحمامات والمراحيض ,ونقول الناس في المرحاض والحمام
( :بسم اهلل اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث من الرجس النجس الشيطان الرجيم ) وذكر
" في األذكار (( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول : النووي
بسم اهلل ))
األسواق ومفترق الطرق :هذه من أماكن الغفلة يجد الشيطان فيها طريقه إلى قلوب العباد فينشر فيها
الفساد ويهيئها لما يريد
مداخــل الشــــيطان
قال ابن الجوزي رحمه هللا تعالى ( :إنما يدخل على الناس بقدر ما يمكنه ,ويزيد تمكنه منهم ويقل على مقدار
يقظتهم وغفلتهم وجهلهم وعلمهم .واعلم أن القلب كالحصن وعلى ذلك الحصن سور ,وللسور أبواب وفيه
ثلم ( أي نوافذ ) وساكنه العقل والمالئكة تتردد إلى ذلك الحصن ,والى جانبه ربض فيه الهوى والشياطين ,
تختلف إلى ذلك الربض من غير مانع ,والحرب قائم بين أهل الحصن وأهل الربض والشياطين ال تزال تدور
حول الحصن تطلب غفلة الحارس والعبور من بعض الثلم فينبغي للحارس أن يعرف جميع أبواب الحصن الذي
قد وكل بحفظه وجميع الثلم وأن ال يفتر عن الحراسة لحظة ,فأن العدو ما يفتر )
" كل ما يمر به " بالذكر مشرق باأليمان وفيه مرآة صقلية يتراءى فيها صور وهذا الحصن مستنير
"
" حيطان الحصن وتصدأ المرآة .وللعدو فأول ما يفعل الشيطان في الربض إكثار الدخان فتسود
" دخل فعاث ( أي أفسد ) " عليه الحارس فيخرج وربما حمالت :فتارة يحمل فيدخل الحصن فيكر
" حيطان الحصن وتصدأ " أقام لغفلة الحارس ,وربما كدت الريح الطاردة للدخان فتسود
وربما
" يستنبط " ,وأقيم
" واستخدمالمرآة ,فيمر الشيطان وال يدري به ,وربما جرح الحارس لغفلته وأُسر
. . الحيل في موافقة الهوى ومساعدته ,وربما صار كالفقيه في الشر
قال بعض السلف :رأيت الشيطان فقال لي :كنت ألقى الناس فأعلمهم فصرت ألقاهم فأتعلم منهم
.وربما هجم الشيطان على الذكي الفطن ومعه عروس الهوى قد جالها فيتشاغل الفطن بالنظر
. إليها فيستأثره
وأقوى القيد الذي يوثق به األسرى :الجهل ,وأوسطه في القوة :الهوى ,وأضعفه :الغفلة ,
. . وما دام درع األيمان على المؤمن فأن نبل العدو ال يقع في مقتل
" واإلخالص واليقين أخيرا أعلم أن الشيطان ال يدخل إال على ذي القلب الخالي من الذكر والتقوى
:فيلقي وساوسه فتجد المحل خاليا فتتمكن منه وتستقر فيه .كما قيل
فصادف قلبا خاليا فتمكنا أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى
وأما إذا كان القلب عامرا باأليمان مسربال بالتقوى ,محصنا بالذكر فال يكون للشيطان عليه
سلطان وال إليه سبيل
قال سبحانه وتعالى (( :إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون
))
مصــائد الشــــيطان