Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫الوحدة الخامسة‬

‫النظرية اإلنسانية‬
‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪168‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬
‫محتويات الوحدة‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪171‬‬ ‫‪ .1‬المقدمة ‪....................................................................................................‬‬
‫‪171‬‬ ‫‪ 1.1‬تمهيد ‪................................................................................................‬‬
‫‪171‬‬ ‫‪ 2.1‬أهداف الوحدة ‪....................................................................................‬‬
‫‪172‬‬ ‫‪ 3.1‬أقسام الوحدة ‪.....................................................................................‬‬
‫‪172‬‬ ‫‪ 4.1‬القراءات المساعدة ‪..............................................................................‬‬
‫‪173‬‬ ‫‪ 5.1‬ما تحتاج إليه في دراسة الوحدة ‪...........................................................‬‬
‫‪174‬‬ ‫‪ .2‬نشأة النظرية اإلنسانية وماهيتها ‪.................................................................‬‬
‫‪174‬‬ ‫‪ 1.2‬ظروف نشأة النظرية اإلنسانية ‪............................................................‬‬
‫‪175‬‬ ‫‪ 2.2‬ماهية العالج المتمركز حول الذات ‪........................................................‬‬
‫‪176‬‬ ‫‪ 3.2‬رواد النظرية اإلنسانية ‪.........................................................................‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪ .3‬مفاهيم النظرية اإلنسانية وافتراضاتها ‪........................................................‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪ 1.3‬األسس التي تعتمد عليها النظرية اإلنسانية ‪............................................‬‬
‫‪181‬‬ ‫‪ 2.3‬افتراضات روجرز في السلوك اإلِنساني ‪.................................................‬‬
‫‪184‬‬ ‫‪ .4‬االستراتيجيات والتكنيكيات في التدخل المهني اإلِنساني ‪...............................‬‬
‫‪184‬‬ ‫‪ 1.4‬استراتيجيات العملية المتمركزة حول العميل ‪........................................‬‬
‫‪187‬‬ ‫‪ 2.4‬األساليب والتقنيات المستخدمة في العالج المتمركز حول العميل ‪...........‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪ .5‬رؤية نقدية وتحليلية للنظرية اإلنسانية ‪........................................................‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪ 1.5‬مواطن القصور ‪...................................................................................‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪ 2.5‬مواطن القوة ‪.......................................................................................‬‬
‫‪193‬‬ ‫‪ .6‬الخالصة ‪...................................................................................................‬‬
‫‪193‬‬ ‫‪ .7‬لمحة عن الوحدة الدراسية السادسة ‪............................................................‬‬
‫‪194‬‬ ‫‪ .8‬إجابات التدريبات ‪......................................................................................‬‬
‫‪196‬‬ ‫‪ .9‬مسرد المصطلحات ‪....................................................................................‬‬
‫‪197‬‬ ‫‪ .10‬المراجع ‪..................................................................................................‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪169‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪170‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬
‫‪ .1‬المقدمة‬
‫‪ 1.1‬تمهيد‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬عند الحديث عن النظرية اإلنسانية فإنه يجدر بنا بداية أن نشير إلى‬
‫أن هذه النظرية تشكل القوة الثالثة في علم النفس المعاصر بعد التحليل النفسي والنظرية‬
‫السلوكية‪ ،‬ونشير أيضا إلى أن هذا االتجاه عارض النظرية التحليلية التي مرت معك‪ -‬عزيزي‬
‫الطالب‪ -‬في الوحدة الثانية‪ ،‬والتي أرى فيها نظرية تمثل تشاؤما ويأسا‪ ،‬وكذلك ما تحتمه في‬
‫النظر إلى السلوك اإلنساني واحتوائه على غرائز الجنس والعدوان وأنهما المحرك األساسي‬
‫للسلوك‪ ،‬كما عارضت هذه النظرية التيار السلوكي‪ ،‬ونظرته لإلنسان على أساس أنه أشبه باآللة‪،‬‬
‫وأن االستجابات تكون مرتبطة بالمثيرات‪ ،‬غافلة عن تعقد السلوك اإلنساني وثرائه وفجائيته‪.‬‬
‫ظهر هذا االتجاه في بداية مطلع الخمسينيات من القرن الماضي‪ ،‬ويرى أن اإلنسان‬
‫كائن حر‪ ،‬قادر على االختيار‪ ،‬ويمتلك اإلرادة‪ ،‬ولديه طاقات وإمكانات هائلة لإلبداع وتحقيق‬
‫الذات‪.‬‬
‫في هذه الوحدة سوف نتناول ماهية النظرية اإلنسانية ونشأتها‪ ،‬وبما أن هناك اتجاهات‬
‫عالجية فرعية وفق هذه النظرية‪ ،‬فإننا سوف نتطرق للحديث عن االتجاه العالجي المعروف‬
‫بالعالج المتمركز حول العميل‪ ،‬باإلضافة إلى أهم مفاهيم هذا االتجاه وافترضاته‪ ،‬كما سنتطرق‬
‫بشكل تفصيلي إلى رواد هذا االتجاه وأهم أَفكارهم اإلِنسانية‪ ،‬وأهم االستراتيجيات والتكنيكيات‬
‫المستخدمة في العالج المتمركز حول العميل‪ ،‬وسنقدم في نهاية الوحدة أهم االنتقادات التي‬
‫وجهت إلى هذه النظرية‪.‬‬
‫وستجد عزيزي الطالب‪ ،‬أمثلة ونشاطات وتدريبات منوعة ومتعددة وطرقا تساعدك‬
‫عند االلتزام بها على فهم المادة العلمية والتفوق فيها بإذن الله تعالى‪.‬‬

‫‪ 2.1‬أهداف الوحدة‬
‫يتوقع منك ‪ -‬عزيزي الطالب‪ -‬بعد دراسة هذه الوحدة‪ ،‬وأداء التدريبات والنشاطات‪،‬‬
‫واإلجابة عن أسئلة التقويم الذاتي‪ ،‬أن تكون قادرا على‪:‬‬
‫‪ .1‬توضيح نشأة النظرية اإلنسانية وماهيتها‪.‬‬
‫‪ .2‬توضيح المفاهيم واالفتراضات للنظرية اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ .3‬توضيح أهم االستراتيجيات والتكنيكيات المهنية باستخدام النظرية اإلنسانية التي يمكن‬
‫توظيفها في ممارسة الخدمة االجتماعية مع األفراد والعائالت‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪171‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .4‬تعرف أدوار المختص االجتماعي في إطار النظرية اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ .5‬تحديد خطوات التدخل المهني في نموذج النظرية اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ .6‬اإللمام بمعوقات التطبيق الخاصة بالنظرية اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ .7‬تقويم رؤية نقدية للنظرية اإلنسانية من ناحية تطبيقها في ممارسة الخدمة االجتماعية مع‬
‫األفراد والعائالت‪.‬‬

‫‪ 3.1‬أقسام الوحدة‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬تتكون هذه الوحدة من أربعة أقسام رئيسة‪ ،‬تتألف فيما بينها وتتسق‬
‫معلوماتها لتحقيق األهداف المتوخاة من دراستك لها‪ ،‬وهذه األقسام هي‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬نشأة النظرية االنسانية وماهيتها‪ :‬ويشمل‪ :‬ظروف نشأة النظرية اإلنسانية‪،‬‬
‫وماهية العالج المتمركز حول العميل‪ ،‬ورواد النظرية اإلنسانية‪ ،‬ويحقق هذا القسم‬
‫الهدف األول‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬المفاهيم واالفتراضات للنظرية اإلنسانية‪ ،‬ويشمل‪ :‬األسس التي تعتمد‬
‫عليها النظرية اإلنسانية‪ ،‬وافتراضات روجرز في السلوك اإلنساني‪ ،‬ويحقق هذا القسم‬
‫الهدف الثاني‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬االستراتيجيات والتكنيكيات في التدخل المهني اإلنساني‪ ،‬ويشمل‪:‬‬
‫األساليب والتقنيات المستخدمة في العالج اإلنساني‪ ،‬واستراتيجيات العملية المتمركز‬
‫على العميل‪ ،‬ويحقق هذا القسم األهداف الثالث والرابع والخامس والسادس‪.‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬رؤية نقدية وتحليلية للنظرية اإلنسانية‪ ،‬ويشمل‪ :‬مواطن القصور‪ ،‬ومواطن‬
‫القوة‪ ،‬ويحقق هذا القسم الهدف السابع‪.‬‬

‫‪ 4.1‬القراءات المساعدة‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬يلزمك االطالع على القراءات اآلتية‪ ،‬حتى تتمكن من تحقيق األهداف‬
‫المتوخاة من هذه الوحدة‪:‬‬
‫‪ .1‬الخواجا‪ ،‬عبد الفتاح (‪ .)2009‬اإلِرشاد النفسي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬عمان‪ :‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .2‬عثمان‪ ،‬عبد الفتاح (‪ .)1997‬خدمة الفرد في إطار التعددية المعاصرة‪ .‬القاهرة‪ ،‬مكتبة‬
‫عين شمس‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪172‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ 5.1‬ما تحتاج إليه في دراسة الوحدة‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬تحتاج عند دراسة هذه الوحدة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تهيئة المكان المناسب للدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة كل فقرة‪ ،‬وفهمها‪ ،‬والتعبير عنها بلغتك الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬أداء التدريبات واألنشطة‪ ،‬واإلجابة عن أسئلة التقويم الذاتي‪ ،‬فهي تمنحك الفرصة الختبار‬
‫تعلمك وتطبيق المعلومات والمهارات في الحياة‪.‬‬
‫وكن دائما ً على اتصال بعضو هيئة التدريس الذي يدرس المقرر‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪173‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .2‬نشأة النظرية اإلنسانية وماهيتها‬
‫‪ 1.2‬ظروف نشأة النظرية اإلنسانية‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬يعاني العالم منذ فترة كبيرة ويالت الحروب والكوارث االقتصادية‪ ،‬التي‬
‫كان لها آثار مدمرة‪ ،‬وكان لها أيضا آثار إِيجابية‪ ،‬من أهمها تلك التطورات والتقدم المذهل الذي‬
‫حققته العلوم الطبيعية والذي انعكس على التكنولوجيا والصناعة‪ ،‬ولعل هذا التقدم يرجع لسبب‬
‫رئيس هو تزايد الحاجة إلى اكتساب القوة والتفوق الذي يضمن للدول المتحاربة حسم الحرب‬
‫لصالحها‪ ،‬وقد صاحب هذه الثورة العلمية اهتمام كبير بالجوانب المادية للعلوم‪ ،‬ومنها العلوم‬
‫اإلِنسانية بالطبع‪ ،‬وذلك على حساب الجوانب الروحية والدينية واإلنسانية‪ ،‬وبناء على هذا االتجاه‬
‫ظل علم النفس لمدة طويلة حكرا على االتجاه اإلمبريقي لدراسة سلوك اإلنسان‪ ،‬وظل االلتزام‬
‫بالتعريفات اإلجرائية واالفتراضات الثابتة والمادة العلمية المجموعة بطريقة إِمبيريقية هو الطريق‬
‫الوحيد الممكن الوثوق به من أجل الحصول على بيانات علمية دقيقة عن السلوك اإلِنساني‪.‬‬
‫ولكن مع االتجاه إلى التطرف في اإلمبيريقية والتجريبية واإلسراف في قياس اإلنسان‬
‫وتصنيفه‪ ،‬بدأ الضد الجدلي يتبلور مع ارتفاع المد اإلنساني‪ ،‬وبنفس القدر بدأ المعنيون بالمشكالت‬
‫النفسية يفقدون الثقة في المنهج العلمي عامة‪ ،‬وفي الطرق التجريبية واإلِمبريقية خاصة‪ ،‬وبعبارة‬
‫أخرى لقد ظهر االتجاه اإلِنساني‪ ،‬ونما في صورة ضد جدلي لالتجاه المسرف في المادية‪ ،‬والذي‬
‫طغى على العلوم اإلِنسانية فأفقدها الصلة الحقيقية بموضوعها األساسي‪ ،‬وهو اإلنسان‪ ،‬لذلك‬
‫فإن أصحاب االتجاه اإلِنساني في علم النفس يرفضون المنهجية العلمية التقليدية وأسلوبها في‬
‫التعامل مع اإلِنسان‪ ،‬باإلضافة إلى أنهم يؤكدون أهمية التناول الفردي لإلنسان‪ ،‬وأهمية مبدأ حرية‬
‫اإلنسان في مواجهة ما اعتبرته معظم مدارس علم النفس محددات وجوده ومصيره‪.‬‬
‫أما عن تأكيد االتجاه اإلِنساني التناول الفردي لإلنسان فيلخص جوردون أولبور وجهة‬
‫النظر هذه بالحديث عن اإلِنسان الفرد ‪-‬العنصر المفقود في علم النفس التجريبي ‪ ،-‬حيث أثارت‬
‫دهشة اعترافات مؤسسي علم النفس التجريبي أمثال فونت وتيتشنر أن الشخص الفرد يجب أن‬
‫يكون هو المحور الرئيسي لتعريف علم النفس‪ ،‬فقد أهملوا تتبع هذا التعريف بطريقة متسقة‬
‫حتى النهاية‪ ،‬وعمدوا إلى تجريد الشخص من كل تفضيالته الدقيقة المزعجة‪ ،‬وسعوا إلى إِقرار‬
‫علم المتوسطات بالنسبة للجانب األعظم‪ .‬تلك التفضيالت التي اعتقد التجريبيون أنها (مزعجة)‬
‫هي التي وضعها االتجاه اإلِنساني في بؤرة اهتمامه؛ ألنها هي التي تميز اإلِنسان الفرد‪ ،‬وتحوله‬
‫من فرد في حشد متماثل األفراد إلى إنسان متميز متفرد ال يمكن أن يحل آخر محله‪.‬‬
‫أما تأكيد مبدأ الحرية فيعني استعادة اإلنسان قدرته األصلية على االختيار بين البدائل‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪174‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫وتشكيل قدره ومصيره من خالل هذا االختيار‪ ،‬وهو ما يعني تحجيم الدور الذي تؤديه المؤثرات‬
‫الخارجية في فرض صورة معينة لها صفة القدرية والثبات في حياة اإلِنسان‪( .‬شاهين‪)1995 ،‬‬

‫‪ 2.2‬ماهية العالج المتمركز حول الذات‬


‫يعد كارل روجرز ‪ (1987-1902) Carl Rogers‬العالم النفسي الشهير هو مؤسس‬
‫العالج المتمركز حول العميل في خدمة الفرد الذي يفترض أن العميل يبحث عن النزعة نحو‬
‫تحقيق الذات وفهم القوة الكامنة‪ ،‬وأنه يمكن نمو العميل في ضوء العالقة العالجية التي تنقل‬
‫العميل إلى الواقع بصورة تساعده على إصدار األحكام الصحيحة وحل مشكلته بنفسه‪Richard,( .‬‬

‫‪)2010‬‬

‫استخدم روجرز مصطلح التركيز على العميل؛ ألنه يرى أن العميل هو وحده القادر على‬
‫حل مشكالته‪ ،‬وأن لديه من القوة ما يمكنه من ذلك‪ ،‬فالعالج يركز على مشاعر العميل وأفكاره‬
‫وخبراته واتجاهاته وقدراته وإِمكاناته التي تؤهله ألن يوجه نفسه‪ ،‬ويتحمل مسؤولية قراراته‪ ،‬بما‬
‫يساعده على تحقيق ذاته‪( .‬أمين‪)2000 ،‬‬
‫ويرى روجرز أن اإلِنسان قادر على إِحداث تغيير في نفسه وتحقيق ذاته‪ ،‬إذا تم تغيير‬
‫المحتوى الذي يهدد مفهوم الذات الخاص لديه‪ ،‬فهو بحاجة إلى مساعدة لتغيير ذاته من أعراض‬
‫تحول دون تكيفه مع ظروف الحياة وشروطها‪ ،‬لذلك فالعميل هو بؤرة التركيز أثناء العملية‬
‫العالجية التي يعكس فيها المعالج مشاعر العميل مرة ثانية إليه دون إِيحاء أو تعليل ليقوم‬
‫بفحصها بصور أدق‪ ،‬وينمي مفهوما أكثر إِيجابية وواقعية‪.‬‬
‫والركيزة األساسية للعالج المتمركز حول العميل هي إعطاء العميل تقديرا وثقة غير‬
‫مشروطة‪ ،‬وال ينبغي أن نحكم على السلوك أَنه متوافق أو غير متوافق‪ ،‬وال نحكم على العميل بأنه‬
‫مقبول‪ ،‬أو غير مقبول؛ ألن كل جهد ينبغي أن يكون موجها لتدعيم ثقة العميل بنفسه‪( .‬طه‪)2009 ،‬‬
‫وتنتمي هذه النظرية للمدرسة اإلنسانية في علم النفس‪ ،‬وهي تركز على استبصار الفرد‬
‫بذاته وبالخبرات التي شوهها أو حرفها أو أنكرها في محاولة إلدماجها أو التقريب بينهما‪ ،‬مما‬
‫يعطي الفرص لنمو الشخصية‪)Dweek, 2001( .‬‬
‫وقد تعددت وتنوعت مفاهيم العالج المتمركز حول العميل في خدمة الفرد‪ ،‬فهناك من‬
‫يعرفه بأنه العالج الذي يركز على استبصار الفرد بذاته وبالخبرات التي شوها أو حرفها أو أنكرها‬
‫في محاولة إلدماجها أو التقريب بينهما (أي بين ذات الفرد وخبراته) مما يعطي فرصة لنمو‬
‫الشخصية أو للصيرورة إلى ذات جديدة‪( .‬الشناوي‪)2006 ،‬‬
‫كما يعرف بأَنه طريقة إرشادية أو عالجية تقوم على أساس فرضية مركزية مفادها أن‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪175‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫إمكانية نمو الفرد سوف تنطلق في إطار عالقة يخبر فيها القائم بمساعدة العميل بالواقع‪ ،‬وينقل‬
‫هذا الواقع إلى العميل‪ ،‬ويعبر له عن اهتمامه وفهمه دون إصدار األحكام‪( .‬عبد العزيز‪)2001 ،‬‬
‫والعالج المتمركز حول العميل في الخدمة االجتماعية هو مدخل عالجي غير موجه‪ ،‬يركز‬
‫على توفير مناخ وجداني جيد‪ ،‬يمكن أن يتوصل من خالله العميل إلى حلول مناسبة لمشكالته مع‬
‫المساندة والتأمل من جانب المختص االجتماعي المعالج‪)Ambrosin,et…al, 2008( .‬‬
‫وفي إطار طريقة خدمة الفرد يعرف العالج المتمركز حول العميل» بأَنه أحد النماذج‬
‫الفرعية لسيكولوجية الذات‪ ،‬يهتم بعالج عيوب الشخصية من خالل احباطات الماضي الالشعورية‪،‬‬
‫وكذلك عالج قدرة الذات الشعورية لتعايش الواقع وتواجه مشكالته‪( .‬عثمان‪)1997 ،‬‬
‫كما يعد أحد المداخل العالجية في خدمة الفرد‪ ،‬الذي اشتق أساسا من العالج النفسي‬
‫الذي وضعه كارل روجرز‪ ،‬ويعتمد على فرضية رئيسة مؤداها أن الفرد لديه طاقة فطرية دافعة‬
‫تنمو إلى أقصى قدرتها (الذات الواقعية)‪ ،‬ويمكن أن تساهم في حل مشكالتها من خالل ما يقوم به‬
‫المعالج من تقديم الدفء والتعاطف والدعم وعدم اإلدانة‪ ،‬وتوفير جو نفسي مالئم يتسم بالحرية‪.‬‬
‫(عثمان‪)2012 ،‬‬

‫تدريب (‪)1‬‬
‫لخص بنقاط ظروف نشأة النظرية اإلنسانية‪.‬‬

‫?‬ ‫أسئلة التقويم الذاتي(‪)1‬‬


‫‪ .1‬لماذا استخدم روجرز مصطلح التركيز على العميل؟‬
‫‪ .2‬على ماذا يركز العالج المتمركز على العميل؟‬
‫‪ .3‬ما الركيزة األساسية للعالج المتمركز حول العميل؟‬
‫‪ .4‬عرف العالج المتمركز حول العميل في خدمة الفرد؟‬

‫‪ 3.2‬رواد النظرية اإلنسانية‬


‫عزيزي الطالب‪ ،‬كثيرون هم منظرو هذا االتجاه ولكن عند الحديث عن أبرزهم فإننا‬
‫سنتحدث عن فرانكل (‪ ،)Frankel‬وابراهام ماسلو (‪ ،)A. Maslow‬وكارل روجرز (‪،)K.Rogers‬‬
‫حديثا مختصرا يحقق لك الفائدة المرجوة‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪176‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ 1.3.2‬فرانكل ‪Frankel‬‬
‫ولد فرانكل (‪ )Frankel‬عام (‪ )1905‬في فينا‪ ،‬درس الطب وحصل على أعلى الشهادات‪،‬‬
‫عمل مختصا ً لألعصاب والطب النفسي‪ ،‬وشغل منصب رئيس المستشفى اإلكلينيكي الشامل‬
‫لالضطرابات العصبية في فينا‪ ،‬ثم عمل أستاذا ً في عدة جامعات في الواليات المتحدة‪.‬‬
‫كان أحد تالميذ فرويد‪ ،‬ثم تأثر بكتابات الفالسفة الوجودين أمثال (هييدجر ‪Heidegger‬‬
‫وشيلر ‪ ،)Schiller‬ثم بدأ يطور فلسفته الوجودية الخاصة به‪ ،‬وعالجه الوجودي من خالل العالج‬
‫بالمعنى‪ ،‬الذي يهدف إلى مساعدة الفرد على إِيجاد معنى لحياته‪ ،‬وسبب للعيش من أجله‪.‬‬
‫يستخدم فرانكل في هذا العالج أسلوبين أساسيين هما‪ :‬القصد المعاكس‪ ،‬وصرف‬
‫الذهن أو التفكير؛ فالقصد المعاكس يتعامل مع األعراض‪ ،‬وهو طريقة تشجيع المريض على‬
‫أن يعرض نفسه للمواقف التي تخيفه‪ ،‬ولكن من غير حدوث نتائجه المتوقعة‪ ،‬وبذلك تنكسر‬
‫الدائرة المفرغة‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى انطفاء الخوف أو القلق المتوقع‪ ،‬أما صرف الذهن أو التفكير‬
‫فهذا األسلوب يستخدم مع حاالت االضطراب التي تترتب على مالحظة الذات بصورة مفرطة‪ ،‬فقد‬
‫تتسبب عمليات اإلمعان الفكري المفرط‪ ،‬باإلضافة إلى المبالغة في األَهداف‪ ،‬في ظهور المشكالت‬
‫النفسية الواسعة النطاق‪ ،‬ويتم توعية العميل بتجاهل األعراض وتوجيه إمكانياته إلى الموضوعات‬
‫اإليجابية‪.‬‬
‫والبعد الروحي عند فرانكل منفصل عن البعد النفسي ومختلف عنه‪ ،‬والعالج الوجودي‬
‫هو أسلوب يساعد الفرد على مواجهة مشكالته ذات الطبيعة الفلسفية أو الروحية‪ ،‬فهناك مشكالت‬
‫متصلة بمعنى الحياة‪ ،‬ومعنى الموت‪ ،‬ومشكالت األلم‪ ،‬والعمل‪ ،‬والحب‪ ،‬والمشكالت في هذه‬
‫المجاالت تؤدي إلى إِحباط وجودي أو إلى اإلِحساس بأن الحياة ال معنى لها‪ ،‬ومعنى الحياة يظهر‬
‫من خالل استجابات الفرد لها‪( .‬الخواجا‪)2009 ،‬‬

‫‪ 2.3.2‬ابراهامماسلو (‪)A. Maslow‬‬


‫يع َّد أبراهام ماسلو (‪ )1970-1908‬من أشهر علماء النفس‪،‬حيث حصل ماسلو على‬
‫بكالوريوس في علم النفس عام ‪ ،1930‬ثم الماجستير ‪ ،1931‬ثم الدكتوراه عام ‪ 1943‬من جامعة‬
‫وسكونسن (‪.)University of Wisconsin‬‬
‫ومما يعرف عن ماسلو أنه قدم نظرية عرفت بنظرية الدافعية اإلنسانية (‪Human‬‬
‫‪ ،)motivation theory‬إذ إَن االفتراض األساسي لهذه النظرية هو أن الفرد إذا نشأ في بيئة‬
‫ال تشبع حاجاته فإنه من المحتمل أن يكون أقل قدرة على التكيف‪ ،‬وأن يكون عمله معتالً‪ .‬قام‬
‫«ماسلو» بتقسيم الحاجات اإلنسانية إلى خمس فئات تنتظم في تدرج هرمي بحيث يبدأ الشخص‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪177‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫في إشباع حاجاته الدنيا ثم التي تعلوها وهكذا‪.‬‬
‫ويمكن إِيجاز سلم الحاجات الذي تحدث عنه ماسلو بما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬الحاجات الفسيولوجية‪ :‬وهي قاعدة الهرم‪ ،‬وتمثل أهم األشياء األساسية بالنسبة لإلنسان‬
‫ومنها (الطعام‪ ،‬والهواء والماء‪ ،‬والمسكن)‪.‬‬
‫‪ .2‬الحاجة إلى األمن‪ :‬بعد أن يتم إشباع الحاجة الفسيولوجية‪ ،‬يبدأ اإلنسان بالتطلع إلى األمن‪.‬‬
‫‪ .3‬الحاجات االجتماعية‪ :‬وتعني حاجة الفرد إلى االنتماء‪ ،‬ومن األمور التي تغطي أو تشبع تلك‬
‫الحاجة (تكوين صداقات‪ ،‬وقبول اآلخرين للشخص)‪.‬‬
‫‪ .4‬الحاجة إلى التقدير‪ :‬وهي حاجة الفرد لتنمية احترام الذات والحصول على قبول اآلخرين‬
‫له‪ ،‬والرغبة في تحقيق النجاح‪ ،‬والرغبة في الحصول على مكانة مرموقة وشهرة بين الناس‪.‬‬
‫‪ .5‬الحاجة إلى تحقيق الذات‪ :‬وهذه الحاجة تأتي في قمة الهرم‪ ،‬وتبدأ بالتحرك عندما يتم إشباع‬
‫جميع الحاجات التي أسفل منها‪ ،‬وهذه الحاجة تشير إلى حاجة الفرد إلى توافر الظروف‬
‫التي تساعد على إبراز قدراته على االبتكار‪ ،‬لكي يقدم أفضل ما عنده حتى يستطيع أن يشعر‬
‫بوجوده وكيانه‪)Hoffman, 2004( .‬‬

‫‪ 3.3.2‬كارل روجرز (‪)Carl Rogers‬‬


‫ولد كارل روجرز عام ‪1987-1902‬م بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬امتهن والده الزراعة‬
‫بعد أن ابتاع مزرعة وسكن فيها‪ ،‬وكان يساعد والده في العمل‪ .‬التحق بجامعة وسكونسون‬
‫(‪ )University of Wisconsin‬عام ‪1919‬م لدراسة الزراعة‪ ،‬لكنه انتقل بعد عام لدراسة التاريخ‪،‬‬
‫وتخرج فيها عام ‪ 1924‬م‪،‬وسرعان ما غير دراسة التاريخ‪ ،‬ليلتحق بجامعة كولومبيا ويحصل منها‬
‫على درجة الدكتوراه في علم النفس التربوي والعالجي عام ‪1931‬م‪( .‬ملحم‪)2008 ،‬‬
‫تع ّد نظرية روجرز في الذات من النظريات الرئيسية العالج النفسي حيث يشير بعض‬
‫الباحثين إليها بوصفها بداية للنظريات الحديثة في العالج النفسي‪ ،‬وتسمى هذه النظرية بالنظرية‬
‫المتمركزة حول العميل؛ ألنها تسمح للفرد أن يصل إلى حلول لمشكالته التي يراها مناسبة بنفسه‪،‬‬
‫مع أقصى درجة من الحرية واإلرادة والتقبل والتعاطف مما يؤدي إلى مزيد من التعبير الذاتي‪،‬‬
‫والتشجع على تطوير روح المبادرة وتحمل المسؤولية في حل مشكالت الفرد‪( .‬السفاسفة‪)2003 ،‬‬
‫تصنف هذه النظرية ضمن عدد من التصنيفات وذلك حسب اهتماماتها وأساليبها‬
‫المستخدمة‪ ،‬فمن الممكن تصنيفها على أنها إحدى نظريات المجال الظاهرية‪ ،‬أو الطريقة غير‬
‫المباشرة في العالج‪.‬‬
‫ركز روجرز في نظريته على مفهوم الذات‪ ،‬ويتمثل جوهر النظرية في ضرورة اإلصغاء‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪178‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫غير التقييمي والتقبل غير المشروط إذا أريد للحالة أن تتغير‪ ،‬وبالتالي فاالهتمام يكون بنوعية‬
‫العالقة بين العميل والمختص االجتماعي‪ ،‬حيث يسهل المختص االجتماعي البيئة التي تسمح‬
‫للعميل بأن يتحرك باتجاه نمو الذات‪( .‬الخواجا‪)2009 ،‬‬

‫تدريب (‪)2‬‬
‫ضع دائرة حول رمز اإلِجابة الصحيحة فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬ركز في نظريته على مفهوم الذات‪ ،‬وصنفت نظريته على أَنها من نظريات المجال الظاهرية‪،‬‬
‫أو الطريقة غير المباشرة في العالج‪:‬‬
‫د‪ -‬فرويد‬ ‫ج‪ -‬روجرز‬ ‫ب‪ -‬ماسلو‬ ‫أ‪ -‬فرانكل‬
‫‪ .2‬عرفت نظريته بنظرية الدافعية اإلِنسانية‪ ،‬وهو صاحب فكرة هرم الحاجات‪:‬‬
‫د‪ -‬فرويد‬ ‫ج_ روجرز‬ ‫ب‪ -‬ماسلو‬ ‫أ‪ -‬فرانكل‬
‫‪ .3‬من رواد النظرية اإلِنسانية أسس ما يعرف بالعالج بالمعنى‪:‬‬
‫د‪ -‬فرويد‬ ‫ج‪ -‬روجرز‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ماسلو‬ ‫أ‪ -‬فرانكل‬

‫?‬ ‫أسئلة التقويم الذاتي (‪)2‬‬


‫عزيزي الطالب‪ :‬شكلت الظروف المعيشية لرواد النظرية اإلنسانية دافعا أساسيا‬
‫وكبيرا ً في بلورة أفكارهم النظرية ونموذجهم العالجي‪ ،‬من خالل رجوعك للمصادر والقراءات‬
‫المساعدة المختلفة وبالتعاون مع زمالئك‪ ،‬استنتج كيف ساهمت الظروف في بلورة نموذجهم‬
‫العالجي وخاصة عند روجرز وفرانكل‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪179‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .3‬مفاهيم النظرية اإلنسانية وافتراضاتها‬
‫‪ 1.3‬األسس التي تعتمد عليها النظرية اإلِنسانية‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬جاءت هذه النظرية كما م ّر بك بتصور مخالف تماما لما جاءت به‬
‫نظريات التحليل النفسي والنظريات السلوكية‪ ،‬التي رأت ومن خالل منظريها وأبرزهم كارل‬
‫روجرز وابراهام ماسلو وفرانكل أن اإلنسان كيان منفرد تكمن فيه إمكانات الخير والسوية‬
‫واإلبداع‪ ،‬وهو دائما يتطلع إلى أعلى حيث القيمة والمعنى والمثل العليا والكمال‪ ،‬ويمكن إِيجاز أهم‬
‫األسس التي تعتمد عليها النظرية فبما يأتي‪)Schultz, 2005( :‬‬
‫‪ .1‬يرى ماسلو ‪ Maslow‬أن حياة اإلنسان يجب أن تفهم في إطار سعيه للنمو المتواصل‬
‫وتحقيق الذات‪ ،‬وأن هذه النزعة الكامنة في اإلنسان نحو التميز والعلو والسوية تعد نزعة عامة‬
‫لدى بني البشر‪.‬‬
‫‪ .2‬الحرية من أهم مقومات الشخصية اإلنسانية‪ ،‬والحرية تعني أن يتجاوز اإلنسان ذاته‬
‫ويعلو على نفسه‪ ،‬وأن يفترق عن ماضيه كي يصوغ لنفسه معنى وهوية في الحياة‪ ،‬فاإلنسان‬
‫كائن يسعى دوما إلى التسامي بالذات‪ ،‬فحياته تجاوز للحاضر صوب المستقبل‪.‬‬
‫‪ .3‬حرية اإلنسان ال تعني الحرية المطلقة بل الحرية المسؤولة؛ فاإلنسان مسؤول عن‬
‫اختياراته‪ ،‬وهو الذي يضفي على الحياة وعلى األشياء معنى‪ ،‬وأن التحدي الذي يجابهه اإلنسان‬
‫يكمن في محاولته إضفاء المعنى على حياته وعلى ما يقوم به من أعمال‪.‬‬
‫‪ .4‬القلق سمة كامنة ومالزمة لوجود اإلنسان‪ ،‬وهو طاقة خالقة تدفعنا إلى الحركة والفعل‬
‫والنشاط واإلبداع‪.‬‬
‫‪ .5‬يرى فرانكل ‪ Frankel‬أن حياة اإلنسان تتمركز حول «إرادة المعنى»‪ ،‬وأن غياب مثل هذا‬
‫الشعور عند اإلنسان يجعله يعيش ما يسمى الفراغ الوجودي‪ ،‬وهو الذي يفسر لنا اضطراب‬
‫الشخصية‪ ،‬وما تعانيه من شقاء‪ ،‬وعزلة‪ ،‬وإدمان‪ ،‬واكتئاب‪.‬‬
‫‪ .6‬ينظر ماسلو للطبيعة اإلنسانية نظرة متفائلة‪ ،‬مؤكدا اإلرادة الحرة‪ ،‬واالختيار الواعي‪،‬‬
‫والتفرد‪ ،‬وأن الشخصية تتأثر بالوراثة والبيئة معا‪.‬‬
‫‪ .7‬يعتقد روجرز ‪ Rogers‬أن النزعة اإلِنسانية لتحقيق الذات‪ ،‬تعد الدافعية اإلِنسانية األساسية‬
‫الالزمة لتحقيق الذات وتطويرها‪ ،‬وديمومة ذلك‪.‬‬
‫‪ .8‬حدد روجرز ‪ Rogers‬مجموعة المقومات التي إذا ما امتلكها المرء أصبح شخصية كاملة‬
‫التوظيف‪ ،‬وتتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫ •الوعي بالخبرات كافة‪ ،‬وذلك باالنفتاح على المشاعر اإليجابية والمشاعر السلبية‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪180‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫ •إدراك وتقييم موضوعي للخبرات كافة‪.‬‬
‫ •الثقة بما لدينا من سلوكيات ومشاعر‪.‬‬
‫ •حرية االختيار دون أي كوابح داخلية‪.‬‬
‫ •اإلِبداع والتلقائية‪.‬‬
‫ •الحاجة المستدامة إلى النمو والكفاح لتعظيم اإلِمكانات الذاتية‪.‬‬
‫‪ .9‬اشترك روجرز ‪ Rogers‬وماسلو ‪ Maslow‬في نزعتهما المتفائلة لطبيعة الشخصية‬
‫اإلِنسانية‪ ،‬وفي اعتقادهما «باإلرادة الحرة ‪ ،»Free will‬ولكنه يرجح الدور األكبر للبيئة على‬
‫الوراثة بالنسبة إلى السلوك اإلنساني‪ ،‬كما يشير إلى شيء من العالمية ‪ Universality‬في‬
‫النظر إلى الشخصية اإلنسانية‪)Shultz , 2005( .‬‬

‫تدريب (‪)3‬‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬أَكمل الفراغ في كل من الجمل اآلتية‪:‬‬
‫‪ ..........1‬من أهم مقومات الشخصية اإلنسانية‪ ،‬تعني أن يتجاوز اإلنسان ذاته ويعلو على نفسه‪.‬‬
‫‪ .2‬يرى فرانكل (‪ )Frankel‬أن حياة اإلنسان تتمركز حول‪............‬‬
‫‪ .3‬بحسب اعتقاد روجرز ‪ Rogers‬فإن‪ ........‬لتحقيق الذات‪ ،‬تعد الدافعية اإلِنسانية األساسية‬
‫الالزمة لتحقيق الذات وتطويرها‪.‬‬
‫‪ .....4‬سمة كامنة ومالزمة لوجود اإلنسان‪ ،‬وهو طاقة خالقة تدفعنا إلى الحركة والفعل والنشاط‬
‫واإلبداع‪.‬‬

‫?‬ ‫أسئلة التقويم الذاتي (‪)3‬‬


‫‪ .1‬بين مجموعة المقومات التي إذا ما امتلكها المرء أصبح شخصية كاملة التوظيف من وجهة‬
‫نظر روجرز‪.‬‬
‫‪ .2‬هل نظرت النظرية اإلنسانية إلى اإلِنسان بنظرة متفائلة أم متشائمة ؟ لماذا؟‬

‫‪ 2.3‬افتراضات روجرز في السلوك اإلِنساني‬


‫عزيزي الطالب‪ ،‬ينطلق روجرز في تفسيره للسلوك اإلِنساني من نظرة إِيجابية وتفاؤلية‪،‬‬
‫وعليه تتلخص أهم افتراضاته في السلوك اإلِنساني فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬كل فرد يوجد في عالم من المتغيرات المستمرة للخبرات التي يكون هو مركزها‪ .‬وهذا العالم‬
‫الخاص يتضمن كل ما يختبر بوساطة العضوية سواء أكانت هذه الخبرات مدركة أم لم تكن‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪181‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫مدركة‪ ،‬والحقيقة المهمة بالنسبة إلى هذا العامل الخاص بالفرد هو أنه من الممكن أن يعرف‬
‫فقط من خالل اإلِحساس الصادق والكامل للفرد نفسه‪.‬‬
‫‪ .2‬يستجيب الكائن للمجال كما يخبره ويدركه‪ .‬هذا المجال اإلدراكي هو واقع بالنسبة للفرد‪.‬‬
‫‪ .3‬يستجيب الكائن الحي للمجال الظاهري ككل منظم‪ ،‬أي ليس هناك مجال لتجزئة اإلِنسان‪.‬‬
‫‪ .4‬العضوية لها نزعة أساسية للتحقيق والبقاء والتكيف من خالل خبرات العضوية‪ ،‬فتسلك‬
‫بطريقة دفاعية في وجه المعوقات لتحقيق هدف بقاء الذات‪ ،‬وإذا كانت الطرق االعتيادية‬
‫للهدف مغلقة فيتحرك الفرد باتجاه زيادة سلطة الذات‪ ،‬وتنظيم الذات االستقاللية‪ ،‬واالبتعاد‬
‫عن االنضباط بوساطة القوة الخارجية‪.‬‬
‫‪ .5‬يوجه السلوك أساسا نحو هدف كمحاولة الفرد إِشباع حاجاته من خالل خبرات بالمجال كما‬
‫يدرك‪.‬‬
‫‪ .6‬تكون العاطفة مالزمة للسلوك الموجه نحو الهدف غالبا ً وهي بذلك تسهله‪ ،‬وترتبط شدة‬
‫العاطفة بإدراكات مهمة للسلوك لبقائه وتكيف العضوية‪.‬‬
‫‪ .7‬يجب أن يفهم السلوك ضمن اإلِطار المرجعي الداخلي للفرد نفسه‪.‬‬
‫‪ .8‬يتمايز جزء من المجال اإلِدراكي بالتدريج ليكون الذات‪.‬‬
‫‪ .9‬يتكون مفهوم الذات عند اإلنسان نتيجة للتفاعل مع البيئة‪ ،‬ومن خالل إصدار اآلخرين لألحكام‬
‫التقييمية‪.‬‬
‫‪ .10‬ينتج سوء التوافق النفسي عندما تشوه العضوية اإلِحساسات المهمة والخبرات الواعية التي‬
‫تبعا لذلك ال ترمز أو تنظم كلية ببنية الذات‪.‬‬
‫‪ .11‬أي خبرة تحدث للفرد تتحول إلى صورة رمزية تنظم في عالقة ما مع الذات‪ ،‬أو يتجاهلها‬
‫حيث ال تدرك على أنها لها عالقة ببناء الذات أو يحال بينها‪ ،‬وهذا يعني أن اإلِدراك انتقائي‬
‫يتحدد بمحك أساسي هو مدى إِنشاء الخبرة مع فكرة الفرد مع ذاته‪.‬‬
‫‪ .12‬إذا لم يتسق السلوك مع بناء الذات فإنه ال يكون منتميا للفرد؛ أي إِن هناك جهازا ٍ لتنظيم‬
‫السلوك للذات والكائن الحي‪.‬‬
‫‪ .13‬تنسيق معظم الطرق التي يختارها الفرد لسلوكه مع مفهومه عن نفسه‪ ،‬ومن هنا فإن إحداث‬
‫أي تميز وتعديل في السلوك ال يتم بإحداث تغيير في مفهوم الذات‪( .‬الخواجا‪)2009 ،‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪182‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫تدريب (‪)4‬‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬للتأكد من فهمك للقسم السابق ضع عالمة (√) أماما العبارة الصحيحة‬
‫وعالمة (×) أمام العبارة غير الصحيحة فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬يستجيب اإلنسان للمجال الذي يعيشه كما يخبره ويدركه‪،‬وهذا المجال اإلِدراكي هو غير‬
‫واقعي بالنسبة إليه‪) (.‬‬
‫‪ .2‬بحسب روجرز لدى اإلِنسان نزعة أساسية للتحقيق والبقاء والتكيف‪) (.‬‬
‫‪ .3‬يرى روجرز أن السلوك اإلنساني يجب أن يفهم ضمن اإلِطار المرجعي الداخلي له‪) (.‬‬
‫‪ .4‬بحسب روجرز فإن تفاعل اإلنسان مع البيئة ومن خالل إِصداره األحكام التقييمية لنفسه‬
‫)‬ ‫يتكون مفهوم الذات عنده‪(.‬‬
‫‪ .5‬يرى روجرز أن السلوك موجه أساسا نحو هدف كمحاولة الفرد إلِشباع حاجاته من خالل‬
‫)‬ ‫خبراته بالمجال كما يدرك‪(.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪183‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .4‬االستراتيجيات والتكنيكيات في التدخل المهني اإلنساني‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬هناك أهداف عدة للعالج اإلنساني تتمثل في جعل الفرد أكثر قدرة على‬
‫التوجيه الذاتي واستبصار أسباب سلوكه‪ ،‬وكذلك إِشعار الفرد بالمسؤولية وتقبله لذاته وجعله‬
‫َ‬
‫أكثر انفتاحا على الخبرة وأقل حيل دفاعية‪ ،‬وكذلك أكثر تقبال لآلخرين‪)Feist, 1990( .‬‬
‫ولتحقيق األهداف السابقة يسعى العالج المتمركز على العميل كأحد التوجهات العالجية‬
‫اإلنسانية من خالل اتباع االستراتيجيات اآلتية‪:‬‬

‫‪ 1.4‬استراتيجيات العملية المتمركزة حول العميل‬


‫تقوم العملية العالجية لنموذج المتمركز حول العميل على االستراتيجيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬العالج غير الموجه‪ :‬أي مساعدة العميل على توضيح خبراته الشخصية لتحقيق االستبصار‬
‫بذاته وحياته‪( .‬عياش‪)2008 ،‬‬
‫‪ .2‬التأمل‪ :‬أي تأمل مشاعر العميل وتجنب أي موقف مهدد لشخصيته‪.‬‬
‫‪ .3‬زيادة المشاركة الشخصية للعميل من خالل إعطائه دورا أكثر فاعلية‪( .‬جميل‪)2005 ،‬‬

‫‪ .4‬اهتم (كارل روجرز) بالعالقة العالجية بين المعالج والعميل التي تتطلب القواعد اآلتية‪:‬‬
‫(‪)Teater, 2010‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون المعالج على اتصال شخصي لتحقيق فعالية المتمركز حول العميل‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يدرك المعالج حالة عدم اتزان ميل العميل نتيجة التباين بين الذات الحقيقية والذات‬
‫المدركة والذات االجتماعية والذات المثالية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يقوم المعالج بالتجربة والتعبير عن النظرة اإليجابية غير الشرطية للعميل حتى يصبح‬
‫أكثر توافقا‪.‬‬
‫د‪ -‬أن يحقق المعالج تفاهما ً وتعاطفا ً مع العميل‪.‬‬

‫وباالستناد إلى استراتيجيات العالج المتمركز حول العميل فإن هذا العالج يتم‬
‫عبر مجموعة من المراحل نبينها كما يأتي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬في هذه المرحلة ال توجد رغبة للتواصل مع الذات‪ ،‬فقط يدور العالج حول‬
‫األَشياء الخارجية‪ ،‬وال يوجه االهتمام للمشاعر أو المقاصد أو األَغراض الشخصية‪ ،‬وال يوجد‬
‫اهتمام بالمشكالت أو إِدراكها‪ ،‬وال يوجد رغبة في التغيير علما ً بأن الفرد ال يأتي إلى‬
‫المساعدة المهنية طوعا‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪184‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫المرحلة الثانية‪ :‬إذا أمكن االقتراب من العميل خالل المرحلة األولى بتقديم ظروف محببة تسهل‬
‫التغير‪ ،‬فقد يعبر العميل وينفس عن انفعاالته في موضوعات ال تمس الذات‪ ،‬وقد تبدو‬
‫المشكالت كما لو كانت أشياء خارجية بعيدة عن ذاته‪ ،‬ويتقدم العميل نحو تقبل القليل من‬
‫المسؤولية الشخصية‪ ،‬وقد تبدو المشاعر بالظهور‪ ،‬ولكنه ال يعترف بأنها تخصه‪ ،‬ويتحدث‬
‫عن خبرته وكأنها شيء مضيء‪ ،‬وفي هذه المرحلة ال يأتي العمالء إلى العالج طوعا وال‬
‫يحققون تقدما فيها‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬في هذه المرحلة تصبح األمور أكثر سهولة‪ ،‬ويزداد تحرر الذات والمشاعر‪،‬‬
‫نحو الخبرات كموضوعات ذات صلة بالذات‪ ،‬وليست موضوع مستقل‪ ،‬وإنما يعد وجودها‬
‫انعكاس لوجود اآلخرين‪ .‬إن المشاعر الماضية واألغراض واألهداف الشخصية – التي غالبا ً‬
‫ما تكون سلبية – يعبر عنها مع درجة قليلة من التقبل‪ ،‬ويكون التمييز بين المشاعر أقل‬
‫عمومية‪ ،‬ويهتم العميل بالتناقضات في خبراته‪ ،‬ويبدأ الكثير من العمالء العالج في هذه‬
‫المرحلة‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬يساعد التقبل والفهم واالهتمام في المرحلة الثالثة العميل على التوجه نحو‬
‫الذات‪ ،‬فيزداد التعبير عن المشاعر حدة وإيالماً‪ ،‬ولو أنها‪ ،‬أي المشاعر واالنفعاالت ليست‬
‫حالية أوحادثة اآلن‪ .‬كما يعبر عن بعض المشاعر والخبرات الحاضرة‪ ،‬ولكن مع تردد‬
‫وخوف أو عدم شعور باألمن‪ ،‬ويبدو بعد التقبل للمشاعر بعض السهولة في طريقة تناول‬
‫الخبرة وترجمتها‪ ،‬وبعض اكتشافات الفروض وتعميمات الشخصية‪ ،‬ويزداد التمييز بين‬
‫المشاعر‪ ،‬كما يزداد االهتمام بالتناقضات‪ ،‬ويحدث الشعور بمسؤوليات الذات‪ ،‬وتوجد بداية‬
‫للعالقة مع المعالج على أساس المشاعر‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة‪ :‬في هذه المرحلة يتم التعبير بحرية أكثر عن المشاعر واألحاسيس الحالية أو‬
‫الحاضرة ولكن مع الدهشة والخوف‪ ،‬والتعبير هنا يكون قريبا جدا من المعاناة الحقيقية‬
‫للخبرة‪ ،‬ولكن الخوف والشك وعدم الوضوح الكامل ال يزال قائما‪ ،‬ويتم التمييز بين المشاعر‬
‫واألهداف بدقة أكبر‪ ،‬وتزداد مشاعر الذات خصوصية‪ ،‬ويزداد االعتراف بملكيتها وتقلبها‪،‬‬
‫وتصبح معاناة الخبرة أكثر سهولة وأكثر حضورا‪ ،‬ومواجهة التناقضات أكثر وضوحا‪،‬‬
‫حيث يقترب العميل في هذه المرحلة من كيانه كتنظيم‪ ،‬ومن خالله تتدفق أحاسيسه‬
‫ومشاعره وتتمايز خبراته‪.‬‬
‫المرحلة السادسة‪ :‬هذه المرحلة تميل ألن تكون مميزة ومثيرة فكل شعور قد تم حبسه أو عو َِّق‬
‫عن الظهور في الماضي يخبره العميل حالياً‪ ،‬فالخبرة والشعور المقارب لها مقبولة كما‬
‫هي دون خوف أو إنكار أو مقاومة‪ ،‬فالعميل يحيا الخبرة ويعيشها وليس فقط يشعر‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪185‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫بها‪ ،‬وفي هذه المرحلة يتحول عدم التطابق إلى تطابق‪ ،‬ويتضح تمايز الخبرة‪ ،‬ويصبح‬
‫أساسا‪ ،‬ولم يعد هناك وجود للمشكلة‪ ،‬وتظهر المصاحبات الفيزيولوجية من حيث الراحة‬
‫واالسترخاء الطبيعي‪ ،‬إِن هذه المرحلة مهمة جدا ويبدو أنها ال تكرر‪.‬‬
‫المرحلة السابعة‪ :‬في هذه المرحلة يبدو العميل مواصالً اندفاعه نحو غايته‪ ،‬وقد تحدث هذه‬
‫المرحلة خارج جلسة العالج‪ ،‬ثم يقدم تقريرا ً عنها في الجلسة العالجية‪ ،‬فيختبر العميل‬
‫مشاعر جديدة ويستخدمها كإطار مرجعي في معرفة من هو‪ ،‬وما يريده‪ ،‬وما هي اتجاهاته‬
‫أو المشاعر المتغيرة المقبولة والموجودة لديه فعالً‪ ،‬وهناك ثقة في مجمل عملية التنظيم‬
‫الخاصة بالكائن اإلنساني‪ ،‬وتصبح الذات بصورة رائدة هي موضوع اإلدراك المنعكس‬
‫للخبرة‪ ،‬ويزداد غالبا ً الوعي بها كشيء يتم الشعور به بثقة في أثناء الخبرة‪ ،‬ويكون هناك‬
‫ممارسة لخبرة االختيار الحقيقي الفاعلة فيتحرر التواصل الداخلي والخارجي (االنفتاح‬
‫للخبرة)‪.‬‬

‫وتلخيصا ً لما سبق فإن العملية العالجية تشتمل على‪:‬‬


‫‪ .1‬تسهيل المشاعر‪.‬‬
‫‪ .2‬تغيير أسلوب الخبرة‪.‬‬
‫‪ .3‬االنتقال من عدم التطابق إلى التطابق‪.‬‬
‫‪ .4‬تغير أسلوب الفرد حيث يصبح راغبا وقادرا ً على أن يتواصل ذاتيا ً في جو عالجي متقبل‪.‬‬
‫‪ .5‬تسهيل رسم الخرائط المعرفية للخبرة(ترميزها)‪.‬‬
‫‪ .6‬تغير عالقة الفرد مع مشكلته‪.‬‬
‫‪ .7‬تغير أسلوب الفرد في الربط أو إقامة العالقة السببية أو المنطقية‪.‬‬

‫ويرى الباحثون في الخدمة االجتماعية عموما وخدمة الفرد خصوصا أن‬


‫المختص االجتماعي يكون دوره في هذا النموذج دورا مساعدا ويتحدد في‪:‬‬
‫‪ .1‬توجيه العميل إلى كيفية استثمار قدراته وتوظيفها‪.‬‬
‫‪ .2‬استثمار حرية التفكير الواعي لدى العميل‪.‬‬
‫‪ .3‬االنصات باهتمام بالغ لما يقوله العميل‪.‬‬
‫‪ .4‬تحسس صورة مفهوم الذات لدى العميل ليحدد أين هو وماهية وجهته‪.‬‬
‫‪ .5‬معرفة أين يتدخل كيف ومتى‪ ،‬وماذا يقدم لمساعدة العميل على زيادة وعيه بذاته وإدراكه لها‪.‬‬
‫(أحمد‪)2013 ،‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪186‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫تدريب (‪)5‬‬
‫عزيزي الطالب للتأكد من فهمك للقسم السابق‪:‬‬
‫أ‪ -‬اذكر االستراتيجيات األساسية لنموذج العالج المتمركز حول العميل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وضح المرحلة األولى من مراحل التدخل المهني بحسب نموذج العالج المتمركز حول العميل‪.‬‬

‫?‬ ‫أسئلة التقويم الذاتي (‪)4‬‬


‫بحسب كارل روجرز فإن العالقة المهنية والعالجية مع العميل تتطلب مجموعة من‬
‫القواعد‪ ،‬بينها‪.‬‬

‫‪ 2.4‬األساليب والتقنيات المستخدمة في العالج المتمركز حول‬


‫العميل‪.‬‬
‫تتمحور فلسفة العالج المتمركز حول العميل حول احترام قدرة الفرد في البحث عن‬
‫الشفاء‪ ،‬وأنه من المهم أن ال ننظر إلى العميل فقط في عملية العالج ولكن أيضا إلى خبرة المختص‬
‫االجتماعي المعالج‪.‬‬
‫ويعتمد المختص االجتماعي في إطار نموذج العالج المتمركز حول العميل في‬
‫خدمة الفرد على ثالثة أساليب عالجية مستمرة بشكل رئيس خالل المقابالت المهنية‬
‫هي‪( :‬جبل‪)2011 ،‬‬
‫‪ .1‬تقبل المشاعر‪ :‬أي يتقبل المختص االجتماعي المشاعر السلبية التي يعبر عنها العميل‬
‫بالكيفية نفسها التي يتقبل بها المشاعر اإلٍيجابية‪ ،‬دون نقد ألي انفعال يصدر عن العميل‪،‬‬
‫وذلك يعطي العميل الفرصة األولى لفهم ذاته‪ ،‬وال يكون هناك حاجة لدى الفرد ألن يخفي‬
‫مشاعره خلف دفاعاته أو يتجاهل أو يفرط في تقييم مشاعره اإليجابية‪ ،‬وفي ظل ذلك يصل‬
‫العميل لمرحلة االستبصار وفهم الذات‪ ،‬وبذلك يتحقق الهدف األساسي من العالج ألنه ساعد‬
‫العميل على استبصاره بذاته وتشجيعه على التعبير عن مشاعره واتجاهاته لتحقيق الفهم‬
‫القائم على تكوين البصيرة والتخلي عن األساليب الدفاعية فيكون حرا في رؤيته للمواقف كما‬
‫هي دون تبرير لسلوكه أو حماية ذاته‪ ،‬وكذلك رؤيته للعالقات وإدراكها‪ ،‬ومساعدة العميل على‬
‫إقامة العالقات اإليجابية‪.‬‬
‫‪ .2‬تأمل المشاعر أو عكسها‪ :‬وتعني تكرار المقاطع األخيرة التي يقولها العميل‪ ،‬وإعادة محتوى‬
‫ما يقوله العميل‪ ،‬أو تكرار ما يقوله‪ ،‬أو تكرار جانب مما يقوله بنبرة صوت تبين للعميل فهم‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪187‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫المعالج له‪ ،‬ولكن بدون استحسان أو استهجان‪ ،‬ويعرف هذا التكنيك بالفهم المتعاطف؛ أي‬
‫االستماع للعمالء‪ ،‬ولكن بدون الحكم على سلوكياتهم‪ ،‬ودعم العميل وتشجيعه للتحدث عن‬
‫ذاته كما يدركها هو نفسه‪ ،‬وتشجيعه على ذكر كل ما يرتبط بالمشكلة دون محددات؛ أي من‬
‫وجهات نظر مختلفة‪ ،‬وزيادة بصيرة العميل لذاته ولمشكالته‪ ،‬ومساعدته على فهم ذاته حتى‬
‫يسهل تعديل السلوك غير المرغوب فيه أو تغيره‪.‬‬
‫‪ .3‬توضيح المشاعر‪ :‬حيث يقوم المختص االجتماعي بتفهم مشاعر العميل والتعامل مع ما‬
‫يحاول العميل التعبير عنه‪ ،‬حيث إِن مهمة المختص االجتماعي تتمثل في مساعدة العميل على‬
‫استيضاح هذه المشاعر‪ ،‬ومساعدته على التعبير عنها بوضوح‪ ،‬ويجب عليه أن يكون موضوعيا‬
‫في ذلك بحيث ال يتجاوز ما يريد أَن يعبر عنه العميل بالفعل‪.‬‬

‫وهناك بعض التكنيكيات العالجية من النظريات األخرى في خدمة الفرد التي‬


‫يمكن االعتماد عليها في إطار هذا النموذج‪:‬‬
‫‪ .1‬بناء االتصاالت‪ :‬لتيسير العالقات بين العميل واألنساق األخرى داخل المؤسسة وخارجها‪.‬‬
‫‪ .2‬المناقشة المنطقية‪ :‬وذلك إلقناع العميل بعدم منطقية أَفكاره‪.‬‬
‫‪ .3‬الفكاهة‪ :‬وذلك بمساعدة العميل على فهم بعض األمور الصعبة بنوع من الجد دون تجريح‬
‫أو تجهم أو تكشير‪.‬‬
‫‪ .4‬التدعيم‪ :‬ويمثل أي تدعيم وأي تحسن من العميل لزيادة التقدم اإليجابي‪.‬‬
‫‪ .5‬تجنب العقاب‪ :‬أي عدم توجيه اللوم أو التجريح أو الوصم للعميل‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلستماع ألفكار العميل ومشاعره السلبية واإليجابية‪ ،‬ومساعدته على التعبير عنها‬
‫بوضوح‪.‬‬
‫‪ .7‬التفاعل العقلي‪ :‬وذلك لمناقشة العميل ومجادلته بالحجة‪.‬‬
‫لقد حدد روجرز وزمالئه مجموعة من الشروط الضرورية المسهلة للتغير العالجي‬
‫في إطار نموذج العالج المتمركز حول العميل في خدمة الفرد أو التي ينبغي توافرها‬
‫لتغير شخصية العميل وتحقيق أهداف التدخل المهني‪ ،‬وهذه الشروط تتحدد بما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬العالقة أو االتصال‪ :‬بمعنى وجود حد أدنى من االرتباط النفسي والعقلي المتبادل بين كل من‬
‫المختص االجتماعي والعميل‪ ،‬بحيث ال يأخذ هذا االتصال إطارا شكليا ً فقط بل يمتد إلى درجة‬
‫من التفاعل بين مشاعر وأفكار كل منهما‪ ،‬حيث يع ّد نقطة البدء في أي عملية عالجية ال يمكن‬
‫أن تتم عملية المساعدة دون وجوده‪.‬‬
‫‪ .2‬حالة العميل‪ :‬وتعني أن العميل الذي تتمركز حوله عملية العالج يعاني حالة من التناقض أو‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪188‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫عدم االنسجام‪ ،‬التي تجعله عرضة للقلق‪ ،‬وفي ذات الوقت يجب أن يكون العميل على استعداد‬
‫تام لحمل مسؤولية العالج‪ ،‬وتوجيه نفسه تحت إشراف المختص االجتماعي المعالج‪.‬‬
‫‪ .3‬تطابق وانسجام المعالج‪ :‬حيث تتوقف فاعلية العالج المتمركز حول العميل على العالقة‬
‫بين العميل والمعالج‪ ،‬ويجب أن يكون المعالج على وعي تام بطبيعة هذه العالقة‪ ،‬وما يتدفق‬
‫داخله من مشاعر وأفكار باتجاه عميله‪ ،‬كما يجب أن يكون صادقا مع نفسه في أثناء مقابالته‪،‬‬
‫ويعرف حقيقة مشاعره واتجاهاته ويوظفها بالشكل المالئم‪.‬‬
‫‪ .4‬االعتبار اإليجابي غير المشروط‪ :‬ويشير االعتبار اإليجابي غير المشروط إلى ضرورة احترام‬
‫المختص االجتماعي لعميله‪ ،‬وتقبل جميع سلوكياته وآرائه واتجاهاته أو مكوناته الشخصية‬
‫وصفاته الفردية بصفة عامة دون أدنى قيود أو تحفظات‪ ،‬ولكن ال يعني ذلك موافقتة أو تقبله‬
‫للسلوك الالخالقي أو السلوكيات المنحرفة والمضادة للمجتمع‪.‬‬
‫‪ .5‬الفهم التعاطفي الدقيق‪ :‬ويعني هذا الشرط إدراك المعالج بدقة مشاعر العميل وأحاسيسه‬
‫والخبرات التي مر بها‪ ,‬وتوصيل هذا الفهم إلى العميل‪ ،‬أي قدرة الممارس على أن يبدي للعميل‬
‫أنه يشعر بما يعانيه‪ ،‬ويتفهم ما يحسه من ألم‪ ،‬وقد يكون التعاطف لفظيا من خالل الكلمات‬
‫والعبارات التي يسمعها العميل أو غير لفظي من خالل استخدام حركة الجسم وتعابير الوجه‪.‬‬
‫(القرني ورشوان‪)2004 ،‬‬

‫تدريب (‪)6‬‬
‫عزيزي الطالب من خالل المواقف اآلتية حدد األساليب العالجية التي يستخدمها‬
‫المختص االجتماعي الذي يتبنى نموذج العالج المتمركز في المقابالت المهنية‪:‬‬
‫‪.1‬عندما يسمح المختص االجتماعي لعميل بالتعبير عن مشاعره وإن كانت سلبية‪ .‬هذا األسلوب‬
‫حسب النموذج المتمركز حول العميل هو‪............... :‬‬
‫‪ .2‬عندما ال يقاطع المختص االجتماعي العميل وهو يتحدث عن كرهه ألخيه بسبب شعوره‬
‫بالظلم الذي تلقاه منه‪ .‬هذا األسلوب هو‪............... :‬‬
‫‪ .3‬في إحدى الجلسات العالجية مع المختص االجتماعي لمطلقة تعاني ألم الطالق قالت له‬
‫حينما كانت تبرر سبب طالقها (وهي تبكي) إنها هي من طلبت الطالق من زوجها ألنه‬
‫يتعاطى المسكرات‪ ،‬ويأتي كل ليلة إلى البيت وهو مخمور‪ ،‬وهي غير نادمة ولكنها تعاني‬
‫ظروفا ً سيئة‪ ،‬وبعد أن سردت الظروف السيئة التي تعيشها قال لها‪ :‬تقولين أنت التي طلبت‬
‫الطالق بسبب تعاطيه الخمور‪ ،‬وأصبحت ال تطيقين الحياة معه بهذا الشكل‪ ،‬وأصبحت‬
‫تعانين من ظروفا سيئة‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪189‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫هذا األسلوب هو‪............... :‬‬
‫‪ .4‬عندما يسمح المختص االجتماعي للعميل بذكر كل ما يرتبط بالمشكلة هذا األسلوب‬
‫هو‪..............:‬‬
‫‪ .5‬عندما يقول أحد الذي يعانون الخجل االجتماعي للمختص االجتماعي أنه يشعر بأنه أقل من‬
‫الناس عندما يكون بينهم‪ ،‬فيقول له المختص االجتماعي‪ ،‬يعني تشعر بأنك أقل من اآلخرين‪،‬‬
‫لذلك ال تستطيع التحدث أمامهم‪ .‬هذا األسلوب هو‪............... :‬‬
‫‪ .6‬عندما يستوضح المختص االجتماعي عن مشاعر العميل‪ .‬هذا األسلوب هو ‪...............‬‬

‫?‬ ‫أسئلة التقويم الذاتي (‪)5‬‬


‫‪ .1‬أذكر التكنيكيات العالجية المستقاة من النظريات األخرى في خدمة الفرد التي يمكن االعتماد‬
‫عليها في إطار نموذج العالج المتمركز حول العميل‪.‬‬
‫‪ .2‬ما الشروط التي ينبغي توافرها لتغيير شخصية العميل بحسب نموذج العالج المتمركز حول‬
‫العميل؟‬

‫نشاط‬ ‫نشاط (‪)2‬‬


‫بعد قراءة القسم السابق‪ ،‬عزيزي الطالب‪ ،‬ومن خالل عالقاتك بأحد زمالئك حاول أن‬
‫تمارس أسلوب عكس المشاعر معه‪ ،‬ثم الحظ ردة فعله من حيث استرساله بالموضوع الذي‬
‫طرحه‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪190‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .5‬رؤية نقدية وتحليلية للنظرية اإلنسانية‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬تم التركيز في هذه الوحدة على العالج المتمركز حول العميل‪ ،‬وهو يمثل‬
‫في هذه الوحدة النظرية اإلِنسانية‪ ،‬وفيما يأتي سنتعرض إلى مواطن القصور ومواطن القوة لهذا‬
‫العالج‪:‬‬

‫‪ 1.5‬مواطن القصور‬
‫يرى النقاد أن العالج المتمركز حول العميل يعاني القصور اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬محدد في تكنيكيات اإلصغاء وعكس المشاعر‪.‬‬
‫‪ .2‬المنهج غير فاعل ويؤدي إلى أن يكون العميل غير موجه‪ ،‬هائما ً على وجهه‪.‬‬
‫‪ .3‬من األفضل أن يركز على تطوير تكنيكيات متنوعة تكون قادرة على وضع حلول للمشاكل‬
‫المختلفة بدال ً من التركيز على العميل كفرد‪.‬‬
‫‪ .4‬يجب أن توضع تأكيدات أكثر لنظام التدريب لمهارات المساعدة‪ ،‬وليس التركيز على مواقف‬
‫المعالج وأدواره‪.‬‬
‫‪ .5‬إن حقيقة ضرورة وجود نزعة للتحقيق لدى األشخاص أو أن بداخلهم طاقة كامنة نامية ليست‬
‫حقيقة واقعية‪.‬‬
‫‪ .6‬ال يملك كل العمالء القدرة على الثقة بتوجهاتهم الداخلية وأن يجدوا إجاباتهم‪.‬‬
‫‪ .7‬بعض المختصين ال يقبل اإليمان بقدرة العميل على معرفة إجاباته الخاصة على اتجاهاته‬
‫الداخلية والثقة بها‪.‬‬
‫‪ .8‬على المختص االجتماعي أن ال يتخلى عن دوره كخبير‪ ،‬وعليه أن يوجه العمالء‪.‬‬
‫‪ .9‬يقاوم فكرة أن المختص االجتماعي يجب أَن يفعل كمعلم (مباشر)‪.‬‬
‫‪ .10‬إن المختص االجتماعي ال يستطيع أن يعلم ويؤثر في عمالئه بسلوكه اللفظي وغير اللفظي‬
‫فقط‪ ،‬بل يجب أن يتعرف دوره التعليمي ويتقبله ويستخدمه لمساعدة العميل على إحراز‬
‫أهدافه‪ ،‬فالمختص يستطيع أن يعلم العميل ويشجعه ليتجه نحو االستقاللية‪.‬‬
‫‪ .11‬قليل الفاعلية مع أولئك الناس الذين لديهم اتصال محدود مع الواقع‪ ،‬وأولئك الذين لديهم‬
‫صعوبات في االتصال مع اآلخرين‪.‬‬

‫‪ 2.5‬مواطن القوة‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬كما مر بك سابقا فإن العالج المتمركز حول العميل‪ ،‬وإن كان يعاني‬
‫عددا من أوجه النقد السلبية إال أنه يتميز بمجموعة من المزايا منها‪:‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪191‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .1‬سهل جدا ً وبسيط‪.‬‬
‫‪ .2‬وضوح النظرية التي يعتمد عليها وهي نظرية الذات‪.‬‬
‫‪ .3‬أحسن وسيلة لفهم العميل هو فهم اإلطار المرجعي الداخلي‪ ،‬وفهم عالمه الفردي والخاص؛ أي‬
‫فهم سلوكه والتصرف فيه‪ ،‬وهذا ما جاءت به النظرية‪.‬‬
‫‪ .4‬تركيزه على العالقة المهنية اإلنسانية بين المختص االجتماعي والعميل‪.‬‬
‫‪ .5‬النظرة اإليجابية والمتفائلة للعميل‪.‬‬
‫‪ .6‬تركيزه على حرية االختيار وتقرير المصير للعميل‪.‬‬

‫تدريب (‪)7‬‬
‫عزيزي الطالب للتأكد من فهمك للقسم السابق ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة‪،‬‬
‫وعالمة (×) أمام العبارة غير الصحيحة فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬العالج المتمركز حول العميل هو عالج موجه للعميل‪) ( .‬‬
‫‪ .2‬من االنتقادات التي وجهت لنموذج المتمركز حول الذات أنه ال يهمل دور المختص بوصفه‬
‫)‬ ‫خبيرا‪ ،‬وعليه أن يوجه العمالء‪( .‬‬
‫‪ .3‬بحسب النقاد فإن نموذج العالج المتمركز حول العميل قليل الفاعلية مع أولئك الناس الذين‬
‫لديهم اتصال محدود مع الواقع‪ ،‬وأولئك الذين لديهم صعوبات في االتصال مع اآلخرين‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪ .4‬يرى النقاد أنه من األفضل أن يركز النموذج المتمركز حول العميل على تطوير تكنيكيات‬
‫متنوعة تكون قادرة على وضع حلول للمشاكل المختلفة بدال ً من التركيز على العميل كفرد‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪ .5‬يع ّد العالج المتمركز حول العميل سهالً جدا ً وبسيطا ً وهذه من نقاط قوته‪) ( .‬‬
‫‪ .6‬من ضعف نموذج العالج المتمركز حول الذات تركيزه على العالقة المهنية اإلِنسانية بين‬
‫)‬ ‫المختص االجتماعي والعميل‪( .‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪192‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .6‬الخالصة‬
‫عزيزي الطالب‪ ،‬تناولت هذه الوحدة النظرية اإلنسانية حيث وضحت أن هذه النظرية‬
‫تشكل القوة الثالثة في علم النفس المعاصر بعد التحليل النفسي والسلوكية‪ ،‬وتناولت أهم‬
‫افتراضاتها التي كان أبرزها أن اإلنسان حر قادر على االختيار‪ ،‬بعكس النظرية التحليلية‬
‫والسلوكية بحيث رأت األولى أن اإلِنسان أسير رغباته ونزعاته‪ ،‬والثانية رأت أن هناك حتمية‬
‫للبيئة على السلوك اإلنساني‪ .‬وتعرفنا أيضا على أهم رواد هذه النظرية‪ ،‬وهم فرانكل وماسلو‬
‫وروجرز‪ ،‬وتم التركيز في هذه الوحدة على العالج المتمركز حول العميل من حيث افتراضاته‬
‫واالستراتيجيات والتكنيكيات العالجية المستخدمة في هذا العالج‪ ،‬وأخيرا تطرقت الوحدة إلى‬
‫أوجه النقد الموجه إلى العالج المتمركز حول العميل من حيث مواطن الضعف والقوة‪.‬‬

‫‪ .7‬لمحة عن الوحدة الدراسية السادسة‬


‫تناولت هذه الوحدة النظرية اإلنسانية من حيث نشأتها وأهم افتراضاتها وكذلك‬
‫استراتيجيات آليات التدخل المهني اإلنساني مع التركيز على العالج المتمركز حول الذات‪،‬‬
‫وأوجه النقد من حيث مواطن الضعف والقوة لهذه النظرية‪.‬‬
‫أما الوحدة السادسة فسوف تتناول العالج األسري كأحد النماذج العالجية التي‬
‫تستخدمها طريقة العمل مع الحاالت الفردية‪ ،‬من حيث األصول التاريخية للعالج األسري‪،‬‬
‫والمفاهيم واالفتراضات األساسية للعالج األسري ثم االستراتيجيات واألساليب المهنية لممارسة‬
‫العالج النفسي‪ ،‬وتختم الوحدة السادسة برؤية تحليلية ونقدية للعالج األسري‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪193‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .8‬إجابات التدريبات‬
‫تدريب (‪)1‬‬
‫‪ .1‬التطرف في اإلمبيريقية والتجريبية واإلسراف في قياس اإلنسان وتصنيفه‪ ،‬بدأ الضد الجدلي‬
‫يتبلور مع ارتفاع المد اإلِنساني‪.‬‬
‫‪ .2‬افتقاد المعنيين بالمشكالت النفسية الثقة في المنهج العلمي عامة وفي الطرق التجريبية‬
‫واإلمبريقية خاصة‪.‬‬
‫‪ .3‬تأكيد أصحاب االتجاه اإلنساني في علم النفس أهمية التناول الفردي لإلنسان‪ ،‬وأهمية حرية‬
‫اإلنسان في مواجهة ما اعتبرته معظم مدارس علم النفس محددات وجوده ومصيره‪.‬‬

‫تدريب (‪)2‬‬
‫‪( .3‬أ)‬ ‫‪( .2‬ب)‬ ‫‪( .1‬ج)‬

‫تدريب (‪)3‬‬
‫‪ .4‬القلق‪.‬‬ ‫‪ .3‬النزعة اإلِنسانية‪.‬‬ ‫‪ .2‬إرادة المعنى‪.‬‬ ‫‪ .1‬الحرية‪.‬‬

‫تدريب (‪)4‬‬
‫‪)√( .5‬‬ ‫‪)×( .4‬‬ ‫‪)√( .3‬‬ ‫‪)√( .2‬‬ ‫‪)×( .1‬‬

‫تدريب (‪)5‬‬
‫أ‪ .1 -‬العالج غير الموجه‪.‬‬
‫‪ .2‬التأمل أي تأمل مشاعر العميل‪ ،‬وتجنب أي موقف مهدد لشخصيته‪.‬‬
‫‪ .3‬زيادة المشاركة الشخصية للعميل من خالل إعطائه دورا أكثر فعالية‪.‬‬
‫‪ .4‬العالقة العالجية بين المعالج والعميل‪.‬‬
‫ب‪ -‬في هذه المرحلة ال توجد رغبة للتواصل مع الذات‪ ،‬فقط يدور العالج حول األَشياء الخارجية‬
‫وال يوجه االهتمام للمشاعر والمقاصد أو األَغراض الشخصية‪ ،‬وال يوجد اهتمام بالمشكالت‬
‫أو إِدراكها‪ ،‬وال يوجد رغبة في التغيير في هذه المرحلة‪ ،‬علما ً بأن الفرد ال يأتي إلى المساعدة‬
‫المهنية طوعا‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪194‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫تدريب (‪)6‬‬
‫‪ .3‬عكس المشاعر‪.‬‬ ‫‪ .2‬تقبل المشاعر‪.‬‬ ‫‪ .1‬تقبل المشاعر‪.‬‬
‫‪ .6‬توضيح المشاعر‪.‬‬ ‫‪ .5‬توضيح المشاعر‪.‬‬ ‫‪ .4‬عكس المشاعر‪.‬‬

‫تدريب (‪)7‬‬
‫‪)√( .3‬‬ ‫‪)×( .2‬‬ ‫‪)×( .1‬‬
‫‪)×( .6‬‬ ‫‪)√( .5‬‬ ‫‪)√( .4‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪195‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .9‬مسرد المصطلحات‬
‫‪ -‬النظرية اإلِنسانية ‪ :Humanistic Theory‬نظرية في علم النفس ترى أَن العالقة المهنية‬
‫اآلمنة تساعد العميل على النمو بتحرير الميل إلى تحقيق الذات لديه‪.‬‬
‫‪ -‬العالج بالمعنى ‪ :Logo Therapy‬هو توجه عالجي إنساني يركز على الجانب الروحي‬
‫في اإلنسان‪ ،‬ويهدف إلى مساعدة الفرد على اكتشاف المعاني المفقودة في حياته التي‬
‫سببت اضطرابه مع ذاته‪ ،‬ومع عالمه الخارجي‪ ،‬وذلك من خالل تبصيره بالجوانب‬
‫اإليجابية والطاقات واإلمكانات التي يمتلكها بدال من التركيز على الجوانب السلبية‬
‫ومواطن القصور والعجز‪.‬‬
‫‪ -‬العالج المتمركز حول العميل ‪ :Client Centered Therapy‬أحد المداخل العالجية في‬
‫خدمة الفرد الذي اشتق أساسا من العالج النفسي الذي وضعه كارل روجرز‪ ،‬ويعتمد‬
‫على فرضية رئيسة مؤداها‪ ،‬أن الفرد لديه طاقة فطرية دافعة تنمو إلى أقصى قدرتها‬
‫(الذات الواقعية)‪ ،‬ويمكن أن تساهم في حل مشكالتها من خالل ما يقوم به المعالج من‬
‫تقديم الدفء والتعاطف والدعم وعدم اإلدانة‪ ،‬وتوفير جو نفسي مالئم يتسم بالحرية‪.‬‬
‫‪ -‬الذات ‪ :Self‬مظهر الشخصية الذي ينطوي على إدراك الشخص لذاته؛ أي الصورة التي يراها‬
‫الفرد عن نفسه نتيجة تجاربه عن اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬الذات الحقيقية ‪ :The Real Self‬مركز مفهوم الذات‪ ،‬وتعني ما يكون عليه العميل فعالً‬
‫وبصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬الذات المدركة ‪ :Perceived Self‬تعني الذات كما تراها الذات؛ أي كيف يرى العميل ذاته‪.‬‬
‫‪ -‬الذات االجتماعية ‪ :Social Self‬تعني الذات كما يدركها اآلخرون‪.‬‬
‫‪ -‬الذات المثالية ‪ :Ideal Self‬تشير إلى مفهوم الذات كما ينبغي ان تكون عليه‪ ،‬أو كما يجب‬
‫أن يكون عليه الفرد‪.‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪196‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫‪ .10‬المراجع‬
‫أ‪ -‬المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬احمد‪ ،‬محمد (‪ .)2013‬ممارسة نموذج العالج المتمركز على العميل في خدمة الفرد‬
‫للتخفيف من مشكالت أسر األطفال المصابين بالشلل الدماغي‪ ،‬بحث منشور‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات في الخدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد الرابع والعشرون‪.‬‬
‫‪ .2‬أَمين‪ ،‬هناء (‪ .)2000‬فعالية العالج المتمركز حول العميل في تعديل مفهوم الذات‬
‫للمراهقات مجهوالت النسب‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .3‬جبل‪،‬عبد الناصر (‪ .)2011‬نظريات مختارة في خدمة الفرد‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ .4‬جميل‪ ،‬سمية (‪ .)2005‬اإلِرشاد النفسي‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ .5‬الخواجا‪ ،‬عبد الفتاح (‪ .)2009‬اإلِرشاد النفسي بين النظرية والتطبيق‪ .‬عمان‪ :‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .6‬الريماوي‪ ،‬محمود عوده ورفاقه (‪ .)2004‬علم النفس العام‪ .‬عمان‪ :‬دار المسيرة‪.‬‬
‫‪ .7‬السفاسفة‪ ،‬محمد إِبراهيم (‪ .)2003‬أساسيات في اإلرشاد والتوجيه النفسي والتربوي‪.‬‬
‫حنين للنشر والتوزيع ومكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .8‬شاهين‪ ،‬إِيمان (‪ .)1995‬دراسة نقدية لألسس النظرية للعالج الوجودي‪ ،‬مجلة اإلرشاد‬
‫النفسي‪ ،‬مصر‪ ،‬العدد‪.3‬‬
‫‪ .9‬الشناوي‪ ،‬محروس (‪ .)2006‬نظريات اإلرشاد والعالج النفسي‪ .‬القاهرة‪ :‬دار غريب‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ .10‬طه‪ ،‬فرج (‪ .)2009‬موسوعة علم النفس والتحليل النفسي‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو‬
‫المصرية‪.‬‬
‫‪ .11‬عبد العزيز‪ ،‬مفتاح (‪ .)2001‬علم النفس العالجي «اتجاهات حديثة»‪ .‬القاهرة‪ :‬دار قباء‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .12‬عثمان‪ ،‬عبد الفتاح (‪ .)1997‬خدمة الفرد في إطار التعددية المعاصرة‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫عين شمس‪.‬‬
‫‪ .13‬عثمان‪ ،‬مروة (‪ .)2012‬فاعلية العالج المتمركز حول العميل في تحسن مفهوم الذات‬
‫األكاديمي لطالب الخدمة االجتماعية‪ ،‬مصر‪ ،‬مجلة دراسات في الخدمة االجتماعية‬
‫والعلوم اإلِنسانية‪ ،‬عدد‪ ،33‬ج ‪.10‬‬

‫النظرية اإلنسانية‬ ‫‪197‬‬ ‫الوحدة الخامسة‬


‫ الحوار‬:‫ القاهرة‬.‫ النظرية اإلنسانية في العالج النفسي‬.)2008( ‫ إِبراهيم محمد‬،‫ عياش‬.14
.2256 ‫المتدمن العدد‬
‫ المداخل العالجية المعاصرة مع األَفراد‬.)2004( ‫عبد المنصف‬،‫محمدورشوان‬،‫ القرني‬.15
.‫ مكتبة الرشد‬:‫ الرياض‬.‫واألسر‬
.‫ دار الفكر‬:‫ عمان‬.‫ اإلرشاد النفسي لألطفال‬.)2008( ‫ سامي‬،‫ ملحم‬.16

:‫ المراجع باإلنجليزية‬-‫ب‬
1. Ambrosino & (et.,al.,) (2008). Social Work and Social Wefare. Canada:
Tbomson Brooks, Cole.
2. Dweck, C. S. (2001). Self-theories: Their role in motivation,
personality and development. Philadelphia: Psychology Press.
3. Feist, J. (1990): Theories Of personality: London, Jalt Rienepant and
Unisnton TNC, Second Edition,
4. Hoffaman, E. (2004). Abraham Maslows life and Unfinished Legacy,
Japanese Journal Administrative Science Volume 17 No.3 pp..133-138.
5. Richard, j. (2010). Psychology and Life. New York: Parson Education.
I.N.C.
6. Schultz, P. & Schultz, S. (2005) Theories of personality. Australia,
Belmont, CA: Thomson/Wadsworth.
7. Teater, B (2010): An Introduction To Applying Social Work Theories
and Methods. New York: McGraw Hill Companies.

‫النظرية اإلنسانية‬ 198 ‫الوحدة الخامسة‬

You might also like