‫معادلة الكلفة المنخفضة والجودة العالية لتذوق النجاح‬

‫فراس حاطوم‪ ،‬ترك أوروبا ليفتتح متجر حلوى في عاليه‬

‫التفكير األولي عند إطالق أي مشروع يفترض أن ينصب على البحث عن كيفية التقليل من‬
‫التكاليف قبل التفكير في حجم األموال التي يمكن جنيها‪ ،‬هذا إضافة إلى الحرص الدائم على‬
‫تقديم منتج ذي جودة عالية‪ .‬هذه هي خالصة الخبرة التي عاشها فراس حاطوم في مشروع‬
‫صناعة الحلوى الذي أطلقه‪ .‬ففي صناعة قوالب الحلوى درس مفيد لكل طامح بتأسيس مشروع‬
‫تجاري مثمر‪ ،‬ألن القالب الناجح كما الشركة الناجحة يتطلب جهدا ً ومثابرة وتكرار المحاولة‬
‫واحت ساب المكونات والمعايير بدقة قبل الوصول إلى النتيجة المرجوة‪ ،‬التي ال يمكن تأمين‬
‫استمراريتها من دون استراتيجية واضحة‪ .‬وبالنسبة إلى فراس‪ ،‬كانت االستراتيجية تقوم على‬
‫الحد من النفقات قدر المستطاع وتوفير المال حيث أمكن‪ ،‬وفي الوقت عينه تقديم منتج ذي جودة‬
‫عالية وخدمة ممتازة ‪.‬‬
 ‫قرر فراس أن يفتتح متجرا ً للحلوى في عاليه‪ .‬الخطوة ليست سهلة‪ ،‬وتفرض دراسة متأنّية جدا ً‬
‫ال سيما لجهة التكاليف والمكان والزبائن‪ ....‬الشاب ليس من أصحاب رؤوس األموال‪ ،‬وال يملك‬
‫وفرا ً من المال ويتمتع برفاهية التجربة والتبذير‪ ،‬لذلك فالحد من المخاطر يعد أولوية بالنسبة‬
‫إليه‪ .‬لحسن حظه فإن والده يملك متجراً‪ ،‬ما خفف عن كاهله عبء اإليجار الشهري‪ .‬وكما استفاد‬
‫من والده بطريقة غير مباشرة‪ ،‬فكان لوالدته أيضا ً دور محوري في مخططه‪ ،‬باعتبار أنه قرر‬
‫االعتماد عليها والتعاون معها إلدارة المتجر وصنع الحلويات‪ ،‬وبالتالي توفير المال الذي كان‬
‫من المفترض أن يدفعه كراتب ألي شخص قد يوظفه في هذا المنصب‪.‬‬
‫وجود متجر حلوى يفترض بطبيعة الحال تجهيز مطبخ تتوافر فيه معدات حديثة‪ ،‬وهو أمر باهظ‬
‫الكلفة‪ .‬لكن غياب السيولة المطلوبة لم تقف عائقا ً أمام فراس ولم تحبط من عزيمته وإصراره‪.‬‬
‫لذا بدأ مع والدته بتحضير الحلويات في المنزل ومن ثم عرضها وبيعها في المتجر ‪.‬‬
‫وسائل التواصل االجتماعي بدورها ساعدت فراس في التسويق لمتجره بكلفة زهيدة ولكن فعّالة‪،‬‬
‫حيث أجاد االستفادة من البعد التجاري والعملي لهذه الوسائل والتي باتت تشكل ركيزة أساسية‬
‫في عالم اليوم وخاصة في مجال األعمال والتجارة اإللكترونية‪ .‬كذلك عرف فراس كيف يستغ ّل‬
‫المهرجانات والنشاطات المحلية والمناطقية حيث يكون إقبال الناس كثيفا ً لعرض حلوياته‬
‫وتعريف الناس بها وبأنواعها‪.‬‬

‫أثمرت خطة فراس وأتت بالنتائج التي كان يتوخاها‪ .‬فقد نجح في تحقيق وفر مادي‪ ،‬ما ساعده‪،‬‬
‫المتطورة كافّة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫صص يتمت ّع بالت ّجهيزات‬
‫بعد مرور عامين فقط‪ ،‬على تجهيز مطبخ حديث متخ ّ‬
‫صة أل ّن األعمال ازدهرت‪،‬‬
‫األمر الذي شجعه على التخطيط لتوسعة المتجر وتكبيره‪ ،‬وبخا ّ‬
‫والطلّب على ما يصنعه‪ ،‬زاد بشكل الفت‪.‬‬
‫نصيحة فراس لكل شاب وصبية‪ ،‬استنادا ً إلى تجربته الخاصة التي خاضها هي اإليمان بأحالمهم‬
‫وأن يسعوا لتقديم أفضل الخدمات والمنتجات مع الحد قدر المستطاع من التكاليف لكي يتمكنوا‬
‫من وضع ركائز ثابتة للعمل واالنطالق نحو األمام‪...‬‬
‫جريدة األخبار اللبنانيّة‪ ،‬العدد ‪ ،3703‬الثالثاء ‪ 5‬آذار ‪ ،2019‬صفحة أعمال‪ :‬ناس و| ‪.Finance‬‬