Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 176

‫إالشراف العام‬

‫الدكتور نضال ّ‬
‫الصالح‬
‫ّ‬
‫المنسق العام‬
‫الدكتور معتز العلواني‬

‫لجنة التقويم‬ ‫لجنة التأليف‬


‫د‪ .‬حممود ّ‬
‫السيد‬ ‫د‪ .‬ج�ال أبو مسرة‬
‫د‪ .‬وهب ّ‬
‫رومية‬ ‫حا� بصيص‬ ‫د‪ .‬ت‬
‫د‪ .‬فرح املطلق‬ ‫أ‪ .‬حسام السعدي‬
‫ين‬
‫سليط�‬ ‫د‪ .‬وفيق‬ ‫د‪ .‬خالد زغريت‬
‫عل ن�عسة‬
‫أ‪ .‬ي‬ ‫أ‪ .‬عفاف إامسعيل‬
‫احل�‬ ‫ّ‬ ‫أ‪ .‬ن�رص ب�صاص‬
‫أ‪ .‬مظهر ج ي‬
‫أ‪ .‬وائل ّ‬
‫حممد‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الهجائي‬ ‫وردت أسماء المؤلفين وفق التسلسل‬

‫مصادر التعلّم وفهرس األعالم متو ّفرة عىل القرص املدمج املرفق بالكتاب‪ ،‬باإلضافة إىل القصائد املس ّجلة‬
‫اإلعالمي جمال اجليش‬
‫ّ‬ ‫بصوت‬

‫ّ ّ‬ ‫حقوق الطباعة والتوزيع محفوظة ّ‬


‫العامة للطباعة‬ ‫للمؤسسة‬
‫ّ‬
‫التربوية‬ ‫ّ‬
‫الوطني لتطوير المناهج‬ ‫حقوق التأليف والنشر محفوظة للمركز‬
‫العربية السوريةّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وزارة التربية ‪ -‬الجمهورية‬ ‫‪2‬‬
‫المقدمة‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ت اللُّغويةَ محادثةً واستماعاً وقراءة وكتابة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫مين المهارا ِ‬ ‫تدريس الل ِغة العربي َِّة إلى إكساب المتعل َ‬‫ُ‬ ‫يهدف‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫فصيحة‬ ‫بلغة عربي ٍَّة‬
‫اآلخرين والتواص ِل مع َهم ٍ‬ ‫ُّ‬
‫للتمكن من االتِّصا ِل مع‬ ‫وتنمية الثَّرو ِة اللُّ ِ‬
‫غوية والفكري َِّة؛‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وتذوقها‪ ،‬وإدراك بعض‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫وفهمها‬ ‫ِ‬
‫المختلفة‪،‬‬ ‫ص األدبي َِّة‬
‫بسهولة ويُسر‪ ،‬وتطوي ِر القدر ِة على قراء ِة الن ُّصو ِ‬ ‫ٍ‬
‫الكتاب صديقاً‬
‫ُ‬ ‫يغدو‬
‫س الناشئة أمال ً بأن َ‬ ‫شغف بالقراء ِة‪ ،‬ومحب َّتها في نفو ِ‬ ‫س ال َّ‬ ‫مواقع الجما ِل فيها‪ ،‬وغر ِ‬ ‫ِ‬
‫ت التفكير لديهم‪ ،‬وتعزي ِز القيم ِ الوطني َِّة والقوميَّة واالجتماعيَّة‪ ،‬وتعزي ِز‬ ‫تنمية مهارا ِ‬ ‫ِ‬ ‫للمتعلِّمِ‪ ،‬إضافةً إلى‬
‫والجمالي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ق الفن ِِّّي‬ ‫واالرتقاء بالذو ِ‬ ‫ِ‬ ‫االنتماء والهويّة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مفاهيم ِ‬
‫األدبي‪ ،‬وهو‬ ‫ِّ‬ ‫ث الثَّانوي‬ ‫الصف الثال ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ألبنائنا ِ‬
‫طلبة‬ ‫ِ‬ ‫كتاب اللُّ ِغة العربي َِّة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫السابقة نقدّم ُ‬ ‫وفي ضوء األهداف‬
‫وثيقة المعايي ِر الوطنيَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الكتاب في ِ‬
‫ضوء‬ ‫ُ‬ ‫بعنوان (اللُّغة ُ العربيَّة ُ وآدابُها)‪ ،‬وقد ُوض َع هذا‬
‫النص الذي سيتناوله‪ ،‬ليدر َك أ ّن النصوص‬ ‫يسبق َّ‬ ‫ُ‬ ‫وحرصاً على تفعيل دور الطالب وضعنا نشاطاً تحضيريّاً‬
‫وأن األعما َل التي يحصل عليها‬ ‫النص‪َّ ،‬‬ ‫دراسة ّ‬ ‫ِ‬ ‫نماذج لتدريبه على‬ ‫َ‬ ‫الموضوعة بين دفّتَي الكتاب تمث ّ ُل‬
‫تتيح له فرصةَ المقارنة بينها وبين هذه النصوص من جهة‪ ،‬وتم ّكنه من دراسة نصوص‬ ‫من مصادر التعلّم ُ‬
‫معمقة من جهة ثانية‪.‬‬ ‫الكتاب دراسةً ّ‬
‫باالستماع الذي ه َدفْنا فيه‬ ‫ِ‬ ‫ت اللُّ ِغة جمي َعها‪ ،‬بدءا ً‬ ‫التكاملي؛ فراعينا مهارا ِ‬ ‫ِّ‬ ‫فق المدخ ِل‬ ‫الكتاب َو َ‬
‫ُ‬ ‫وقد بُني‬
‫وتقيس‬
‫َ‬ ‫النص‪،‬‬ ‫لتالمس َّ‬
‫َ‬ ‫سم بالفهم العام ّ‬ ‫أسئلة تت َّ ُ‬ ‫إليه‪ ،‬فعرضنا فيه سؤالين أو ثالثةَ ٍ‬ ‫المست َ َم ِع ِ‬ ‫إلى قياس فهم ِ ُ‬
‫ت القراء ِة الجهري َِّة مراعين‬ ‫س مهارا ِ‬ ‫ثم انتقلنا إلى قيا ِ‬ ‫األول‪ّ ،‬‬ ‫االستماع َّ‬
‫ِ‬ ‫الطالب من‬‫ُ‬ ‫يمكن أن يلتقطَه‬ ‫ُ‬ ‫ما‬
‫يستدعيه المقامُ‪ ،‬ث َّم انتقلْنا بعد ذلك إلى‬ ‫ِ‬ ‫وفق ما‬ ‫الصوتي َ‬ ‫الصحة اللّغويّة والثاني التلوين‬ ‫ّ‬ ‫األول‬
‫جانبَين‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫ألن الطال ِ‬ ‫االستماع؛ َّ‬ ‫بشيء من الخصوصي َِّة قياساً إلى ما سبقَها في مهار ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫القراء ِة الصامتة التي تت َّ ُ‬
‫سم‬
‫النص‬ ‫ِ‬
‫مناقشة ّ‬ ‫النص‪ ،‬وانتقلنا بعدئ ٍذ إلى‬ ‫بشيء من تفاصي ِل ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اإلحاطة‬ ‫تمكنه من‬ ‫اعتم َد القراءة البصري َّة التي ِّ‬
‫النص فهماً إجماليّاً وتفصيليّاً‪ ،‬وعملْنا على ربط مهاراته‬ ‫فهم ِّ‬ ‫وفق مستويَين‪ :‬مستوى فكريٍّ تناولنا فيه َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫المدر ِ‬ ‫ِّ‬ ‫تنمية تلك المهارات حتّى يُتاح التَّعاون بين‬ ‫بالقراء ِة التمهيدي ّ ِة للوحدة‪ ،‬واتَّجهنا في ذلك إلى ِ‬
‫النص وتجلية معانيه البعيد ِة‪.‬‬ ‫ف ما وراء َ ِّ‬ ‫ب بغية اكتشا ِ‬ ‫والطل ِ‬ ‫ّ‬
‫تثير‬ ‫ِ‬ ‫ص أن نتر َك المجا َل الجتها ِد الزمي ِل‬
‫ض األسئلة التي ُ‬ ‫وضع بع ِ‬ ‫ِ‬ ‫المدرس في‬ ‫ِّ‬ ‫ض النصو ِ‬ ‫ورأينا في بع ِ‬
‫االرتقاء في مستوى المهارة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫طل ِبه على‬ ‫التعليمي‪ ،‬وقدر َة ّ‬ ‫َّ‬ ‫الموقف‬
‫َ‬ ‫التفكير‪ ،‬وفق تقدير ِه‬ ‫َ‬
‫النص بجوانبه‬ ‫ت ِّ‬ ‫الكشف عن جماليَّا ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيه على‬ ‫أمَّا المستوى الثاني فهو المستوى الفن ّ ُّي الذي عملْنا ِ‬
‫ب األدبي ّ ِة واألنماط الكتابي ّ ِة‬ ‫تضم َن أنشطةً تتعل ّ ُق بالمذاه ِ‬ ‫ّ‬ ‫التركيبي الذي‬ ‫ِّ‬ ‫عة‪ ،‬بدءا ً بالمستوى‬ ‫المتنو ِ‬
‫ّ‬
‫النص من خال ِل (البيان والبديع والمعاني) مع التركي ِز‬ ‫جنا بعد ذلكَ بالغةَ ِّ‬ ‫ب اللغوي ّ ِة‪ ،‬وعال ْ‬ ‫واألسالي ِ‬
‫النص بنو َعيها الداخلي َِّة‬ ‫س موسيقا ِّ‬ ‫تلم ِ‬ ‫ب من ّ‬ ‫وحرصنا على تمكين الطال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ت هذا العلمِ‪،‬‬ ‫على جماليَّا ِ‬
‫‪3‬‬
‫لديه‪ ،‬ويكسبُه شيئاً من‬ ‫ف في التفاصي ِل إال بما ينمِّي الذائقةَ الفنيّةَ ِ‬ ‫والخارجيَّة‪ ،‬مع مراعا ِة عدم ِ اإلسرا ِ‬
‫الرؤية النقدي َِّة‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلبداعي‪ ،‬فن َّو ْعنا أنشطةَ هذا المستوى في الجانبَين الفكريِّ‬ ‫ِّ‬ ‫معالجة المستوى‬ ‫ِ‬ ‫وانتقلْنا بعد ذلكَ إلى‬
‫النص‪.‬‬ ‫إبداعه فيما يتعلَّ ُق بفهم ِ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫وفتح أف ِق‬ ‫ِ‬ ‫والفن ّ ِّي‪ ،‬عمال ً على تعزيز مهار ِة الطال ِ‬
‫ب‪،‬‬
‫موضع‬
‫ٍ‬ ‫الناضجةَ للّغة‪ ،‬وأ ّكدنا في غير‬ ‫مر َة ِ‬ ‫الكتابي الذي يع ُّد الث َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫التعبير‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫السابقة‬ ‫وأضفنا إلى المهارات‬
‫والكتابي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫تكامل بين نوعي التعبير الشفويِّ‬ ‫ٍ‬ ‫الكتابة؛ لما يتضمَّنُه هذا المدخ ُل من‬ ‫ِ‬ ‫ع مدخ ِل عمليَّا ِ‬
‫ت‬ ‫ات ّبا َ‬
‫ت اللغوي ّ ِة التي‬ ‫النص بالتطبيقا ِ‬ ‫ونوعنا موضوعات التعبير بين إنشائي ٍَّة وأدبي ٍَّة ووظيفيَّة‪ ،‬وأغل ْقنا دراسةَ ِّ‬ ‫ّ‬
‫ت‬ ‫ب على دراسة حاال ٍ‬ ‫تدريب الطال ِ‬ ‫َ‬ ‫بعين‬
‫ف وإمالء‪ ،‬مت ّ َ‬ ‫ت قواع ِد اللُّ ِغة من نح ٍو وصر ٍ‬ ‫تضمَّنت مهارا ِ‬
‫وتضع هذه القواع َد‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫السابقة‪،‬‬ ‫مراجعة ما تعلَّمه من قواع َد في السنوا ِ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫محدد ٍة توف ّ ُر له فرصةَ‬ ‫َّ‬ ‫نحوي ٍَّة‬
‫ت وجمل لتبقى‬ ‫إعراب مفردا ٍ‬ ‫َ‬ ‫موض َع التطبي ِق‪ .‬كما وض ْعنا بيتاً أو بيتين من الشع ِر‪ ،‬وطلبنا إليه إعرابَهما‬
‫السليمة والبناء السليم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب على ِ‬
‫اللغة‬ ‫أهميّة في التدري ِ‬ ‫ب حاضر ًة في سج ِّل تعلُّ ِمه لما لها من ّ‬ ‫مهارةُ اإلعرا ِ‬
‫ت السابق َِة‬ ‫الطالب في السنوا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ف على تطبي ِق ما تعلَّمه‬ ‫للقوالب اللغوي ّ ِة الرصينة‪ ،‬وقصرنا قواع َد الصر ِ‬
‫تعالج الحالةَ المعروضةَ عليه من وز ٍن إلى‬ ‫ُ‬ ‫ص على تعزي ِز القاعد ِة الصرفيَّة التي‬ ‫تطبيقاً فعليّاً مع الحر ِ‬
‫الطالب من دون زياد ٍة في‬ ‫ُ‬ ‫اإلمالء مر ّكزا ً فيما تعلّمه‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ق إلى عل ّ ٍة صرفيّة‪ .‬وكان االهتمام ُ بمهارا ِ‬ ‫اشتقا ٍ‬
‫ت‪ .‬وأتب ْعنا‬‫بطريقة تع ّز ُز هذه المهارا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلمالء‪ ،‬وإنّما و ِّز ْ‬
‫عت‬ ‫ِ‬ ‫الدروس جمي َعها مهار َة‬ ‫نضم ِن‬
‫التفاصيل‪ ،‬فلم ّ‬
‫َ‬
‫المطلوبة وتركنا إغناءها‬ ‫ِ‬ ‫دراسة المباح ِ‬
‫ث‬ ‫ِ‬ ‫ب على‬ ‫ف لمساعد ِة الطال ِ‬ ‫الكتاب قواع َد عامّة للنح ِو والصَّ ر ِ‬ ‫َ‬
‫للمدرس‪.‬‬
‫ّ‬
‫يتجزأ منها‪ ،‬وتركنا‬ ‫وعرضنا في نهاية الكتاب نصوصاً إثرائيّة تغني الوحدات المطروحة وتع ّد جزءاً ال ّ‬
‫يقتدي بما ورد من منهجيّة في دراسة نصوص الكتاب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مدرسه على أن‬ ‫دراستها للطالب بهدي ّ‬
‫ب إليه اللُّغةَ‪،‬‬
‫ب ما يحبِّ ُ‬ ‫قدمْنا للطال ِ‬ ‫المنهاج نرجو أن نكو َن قد َّ‬ ‫ِ‬ ‫إليه من خال ِل هذا‬ ‫ونحن فيما نسعى ِ‬
‫ويرغِّبُه في االستزاد ِة منها‪.‬‬
‫المدرسين والتربويّين ومن األبناء األع ّزاء واألهل الكرام تزويدنا بمالحظاتهم‬ ‫ّ‬ ‫وأخيرا ً نرجو من الزمالء‬
‫تربوي تسهم سورية كلّها في إنجازه وتطويره‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خير عو ٍن لنا في إعداد منهاج‬ ‫حول عملنا هذا؛ ليكونوا َ‬

‫وﷲ نسأل التّوفيق‬


‫المؤلّفون‬ ‫‬

‫‪4‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬


‫والقومية‬ ‫الوطنية‬ ‫القضا�‬
‫ي‬ ‫الوحدة الوىل‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫املؤلفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫أدب القضايا الوطنيّ ِة والقوميّة‬
‫ُ‬ ‫األ ّول‬
‫‪13‬‬ ‫جميل صدقي الزهاوي‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫حتّام تغف ُُل؟‬ ‫الثّاين‬
‫‪20‬‬ ‫عمر أبو ريشة‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫عرس املجد‬
‫ُ‬ ‫الثّالث‬
‫‪26‬‬ ‫سليامن العيىس‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫انتصار ترشين‬ ‫ال ّرابع‬
‫‪31‬‬ ‫محمود درويش‬ ‫نص أد ّيب‬‫ّ‬ ‫الجرس‬ ‫الخامس‬
‫‪38‬‬ ‫د‪ .‬نجاح العطّار‬ ‫مطالعة‬ ‫أدب املقا َو َمة‬
‫ُ‬ ‫السادس‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ف أ‬ ‫ت‬
‫املهجري‬ ‫واالغ�اب ي� الدب‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬الغربة‬
‫‪42‬‬ ‫املؤلفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫املهجري‬
‫ّ‬ ‫األدب‬ ‫األ ّول‬
‫‪47‬‬ ‫جورج صيدح‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫وطني‬ ‫الثّاين‬
‫‪53‬‬ ‫نسيب عريضة‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫املهاجر‬ ‫الثّالث‬
‫‪60‬‬ ‫جربان خليل جربان‬ ‫نص أد ّيب‬‫ّ‬ ‫الغاب‬ ‫ال ّرابع‬
‫‪66‬‬ ‫ميخائيل نعيمة‬ ‫مطالعة‬ ‫رسالة الرشق املتج ّدد‬ ‫الخامس‬
‫الوحدة الثالثة‪ّ :‬فن الرواية‬
‫‪70‬‬ ‫املؤلّفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫ف ّن الرواية‬ ‫األ ّول‬
‫‪78‬‬ ‫ح ّنا مينة‬ ‫نص روايئ‬
‫ّ‬ ‫"املصابيح الزرق"‬ ‫الثّاين‬
‫‪84‬‬ ‫ألفة اإلدلبي‬ ‫نص روايئ‬
‫ّ‬ ‫دمشق يا بسمة الحزن‬ ‫الثّالث‬
‫‪88‬‬ ‫د‪ .‬نضال الصالح‬ ‫مطالعة‬ ‫عوامل تجديد الرواية العرب ّية‬ ‫ال ّرابع‬

‫‪5‬‬
‫ّ‬
‫وجدانية‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬ظواهر‬
‫‪94‬‬ ‫املؤلّفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫الشع ُر الوجدا ّين‬ ‫األ ّول‬
‫‪97‬‬ ‫عدنان مردم بك‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫الوطن‬ ‫الثّاين‬
‫‪103‬‬ ‫بدر الدين الحامد‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫لوع ُة الفراق‬ ‫الثّالث‬
‫‪109‬‬ ‫نزار قبّاين‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫مشقي‬
‫األم ُري ال ِّد ُّ‬ ‫ال ّرابع‬
‫‪116‬‬ ‫د‪ .‬نعيم اليايف‬ ‫مطالعة‬ ‫مه ّمة الشعر‬ ‫الخامس‬
‫االج� ّ‬
‫عية‬ ‫القضا� ت‬
‫ي‬ ‫الوحدة الخ امسة‪ :‬أدب‬
‫‪120‬‬ ‫املؤلّفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫االجتامعي‬
‫ّ‬ ‫األدب‬ ‫األ ّول‬
‫‪125‬‬ ‫محمود سامي البارودي‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫ق َّو ُة العلم‬ ‫الثّاين‬
‫‪130‬‬ ‫خري الدين الزركيل‬ ‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫مروءة وسخاء‬ ‫الثّالث‬
‫‪135‬‬ ‫عيل أحمد سعيد إسرب‬ ‫نص أد ّيب‬‫ّ‬ ‫رشدون‬
‫امل ّ‬ ‫ال ّرابع‬
‫‪141‬‬ ‫سلمى الحفّار الكزبري‬ ‫مطالعة‬ ‫حب‬
‫رسالة ّ‬ ‫الخامس‬
‫‪144‬‬ ‫مرشوعات مقرتحة‬
‫‪145‬‬ ‫نصوص إثرائيَّة‬
‫‪153‬‬ ‫قواعد اللغة‬

‫‪6‬‬
‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫القضايا‬
‫القومية‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫‪1‬‬
‫قراءة متهيديّة‬ ‫أدب القضايا الوطن ّي ِة والقوم ّية‬
‫ُ‬ ‫الدرس األ ّول‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫تغف ُل؟‬ ‫ح ّتام‬ ‫الدرس الثّاين‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫عرس المجد‬
‫ُ‬ ‫الدرس الثّالث‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫انتصار تشرين‬ ‫الدرس ال ّرابع‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫الجسر‬ ‫الدرس الخامس‬

‫مطالعة‬ ‫المقاو َمة‬


‫َ‬ ‫أدب‬
‫ُ‬ ‫الدرس السادس‬

‫‪7‬‬
‫أدب القضايا الوطنية والقومية*‬
‫ّ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬‬
‫قراءة تمهيديّة‬

‫نشأته‪:‬‬
‫الوطني غرضاً مألوفاً لدى الشعراء حتّى القر ِن التاس َع عشر؛ إذ إ ّن مفهومَ‬ ‫ُّ‬ ‫القومي أو‬
‫ُّ‬ ‫لم يك ِن ال ِّش ُ‬
‫عر‬
‫ِ‬
‫الضعف الفن ّ ِّي‬ ‫قليل من آثا ِر‬
‫غير ٍ‬‫ض شعري ّ ٍة‪ ،‬يشوبُها ُ‬
‫الشع ِر لم يكن يعدو في ذهنهم ما توارثوه من أغرا ٍ‬
‫الشعراء في مصر والشام والعراق كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء‬ ‫المتتابعة‪ ،‬إال َّ‬
‫أن عددا ً من‬ ‫ِ‬ ‫المتب ّقي من عصو ِر الدول‬
‫العرب في عصو ِرهم الغابر ِة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عرفه‬
‫ُ‬ ‫الحماسي الذي‬
‫ِّ‬ ‫القومي أشبه بالشع ِر‬
‫ِّ‬ ‫يمارس نمطاً من الشع ِر‬‫ُ‬

‫‪١.١‬األدب القومي‪:‬‬
‫ِ‬
‫الصافية ال نج ُدها ّإل في ال ّشام والعراق والمهج ِر لدى‬ ‫ِ‬
‫العربية‬ ‫ِ‬
‫بنزعته‬ ‫القومي‬
‫ِّ‬ ‫بواكير ال ِّشع ِر‬
‫َ‬ ‫لع َّل‬
‫ته التي‬
‫القومي آنذاك‪ ،‬ومن ذلك بائي ّ ُ‬
‫ِّ‬ ‫ع ال ّشع ِر‬
‫اليازجي أرو َ‬
‫ّ‬ ‫عد ٍد من ال ّشعراء؛ فقد نظم ال ّش ُ‬
‫اعر إبراهيم‬
‫ذاعت شهرت ُها‪:‬‬

‫كب‬ ‫ِ‬
‫غاصت ال ُّر ُ‬ ‫َطب ح ّتى‬
‫فقد طمى الخ ُ‬ ‫ـرب‬
‫تــنـ َّبــهــوا واســتــفــيــقــوا أيّــهــا الــعـ ُ‬

‫َفـكَــم تُناديك ُُم األَشــعــا ُر َوالخ ُ‬


‫ُطب‬ ‫بِــالــلَّــ ِه يــا َقــو َمــنــا ُهــ ُّبــوا لِــشــأنِ ـكُـ ُ‬
‫ـم‬

‫َشقــاً َوغَــربــاً‪ ،‬وعـــ ّزوا أَي ـ َنــا َذ َه ـ ُبــوا‬ ‫أَلَس ُتم َمن َسطَوا يف األَ ِ‬
‫رض واقتحموا‬
‫ِ‬
‫أرجاء الشام‪ ،‬واكتسبت قصيدة‬ ‫أصداؤها في‬
‫ُ‬ ‫ت مدويَّةً جلجلت‬ ‫كانت هذه القصائ ُد وأمثالُها صرخا ٍ‬
‫ِ‬
‫الحديثة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫النهضة‬ ‫العربي ذي النزعة القوميّة في عصر‬
‫ِّ‬ ‫خاصة؛ ألنّها من بواكير ال ّشعر‬ ‫ّ‬ ‫أهميّة‬
‫اليازجي ّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫والتمرد على الحكم ِ‬
‫ّ‬ ‫العثماني‪،‬‬ ‫بروح الثور ِة على االحتالل‬
‫ِ‬ ‫ت فيها الفكرةُ القوميّة ُ المشبعة ُ‬ ‫ّ‬
‫فقد تجل ْ‬
‫ّ‬
‫وواقعهم األليم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عناصرها من ماضي العر ِ‬
‫ب المجي ِد‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َّ‬
‫واستمد ْ‬ ‫األجنبي‪،‬‬
‫ِّ‬

‫عشر تؤذ ُن‬


‫َ‬ ‫شمس القر ِن التّاس َع‬
‫ُ‬ ‫القومي‪ ،‬ولم تكد‬
‫ِّ‬ ‫بدأ الشعراء ُ ينظمون القصائ َد متتابعةً في ال ِّشع ِر‬
‫مت‬ ‫ش ِ‬
‫عراء قد تسل ّ ْ‬ ‫س‪ ،‬وكانت طبقة ٌ أخرى من ال ُّ‬‫تعمق في الن ُّفو ِ‬
‫ُ‬ ‫جذور الوعي‬ ‫ب حتّى أخذت‬ ‫بالمغي ِ‬
‫ُ‬
‫*  لالستزادة يُنظر‪:‬‬
‫االتجاه القومي يف الشعر العريب الحديث‪ :‬د‪.‬عمر دقّاق‪ ،‬مكتبة الرشق‪ ،‬حلب‪ ،‬ط‪1963 ،2‬م‪.‬‬
‫االلتزام يف الشعر العريب‪ :‬د‪.‬أحمد أبو حاقة‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1979 ،1‬م‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫الشعراء‪ :‬معروف‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء‬ ‫بالتحر ِر واالستقالل‪ ،‬وبرز من‬ ‫القومي‪ ،‬وأخذت تب ّش ُر دون هواد ٍة‬
‫ِّ‬ ‫رايةَ ال ِّشع ِر‬
‫ّ‬
‫مصر‬
‫َ‬ ‫ت األحرا ِر في‬ ‫الرصافي وجميل صدقي الزهاوي من العراق‪ ،‬لتلتقي قصائدهما الثائرةُ مع صيحا ِ‬ ‫ّ‬
‫ومحمد الفراتي‪ .‬وتغدو حرباً على االستبدا ِد؛ إذ إ ّن ّأو َل مراح ِل الثور ِة‬
‫ّ‬ ‫والشام‪ ،‬من مثل‪ :‬خليل مطران‪،‬‬
‫الرصافي في قصيدة يقول فيها‪:‬‬ ‫الشعور ِبه‪ ،‬وهذا ما يشير إليه ُّ‬
‫ُ‬ ‫على الظلم ِ‬

‫النيام هجو ُدها‬


‫ِ‬ ‫ـب عن هــذي‬
‫ويــذهـ َ‬ ‫أمــا آنَ أن يغىش الــبــا َد سعو ُدها‬

‫رافض‬
‫ٌ‬ ‫وما يندرج على الشعر في تلك اآلونة ينسحب على باقي األجناس األدبية؛ إذ ساد تيّار فكريٌّ‬
‫وممن عبّر عنه المف ّكر‬‫الجماهير للوقوف في وجه المستبدّين‪ّ ،‬‬‫َ‬ ‫ض‬‫محر ٌ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ممارساته‪،‬‬ ‫فاضح‬
‫ٌ‬ ‫االستبداد‪،‬‬
‫عبد الرحمن الكواكبي وغيره من الكتّاب والمف ّكرين‪.‬‬

‫‪٢.٢‬األدب الوطني‪:‬‬
‫العرب‬
‫َ‬ ‫لكن‬
‫بعض التب ّدلِ‪ّ ،‬‬ ‫مالمح الحيا ِة في البال ِد العربي ّ ِة َ‬ ‫ُ‬ ‫ب العالمي ّ ِة األولى‪ ،‬تبد ْ‬
‫ّلت‬ ‫انتهاء الحر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬
‫لم يح ّققوا ما كانوا يصبو َن إليه من وحد ِة البال ِد واستقال ِلها‪ ،‬فقد وجدوا أنف َُسهم في معظم أقطارهم‬
‫ص من هذا الحكمِ‪ ،‬والحصو ِل على‬ ‫وصار ك ُّل همِّهم متَّجهاً إلى التخل ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫األجنبي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫تحت الحكم ِ‬ ‫َ‬ ‫يرزحو َن‬
‫المغتص ِبة‬
‫َ‬ ‫حقوق ِه‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ع عن الوطن‪ ،‬واسترجا ُ‬ ‫ض ُه الدفا ُ‬ ‫وطني‪ ،‬غر ُ‬‫ٌّ‬ ‫أدب‬‫فبرز في الشع ِر والنث ِر ٌ‬ ‫االستقاللِ‪َ .‬‬
‫بوصفه مبدأ ً من مبادئ اإلنساني ّ ِة‪ .‬وفي هذه المرحلة غدا ك ّل من تحري ِر األوطا ِن‪ ،‬وتحقي ِق استقال ِلها‪،‬‬
‫تحول في مفهوم‬ ‫والحفاظ على هوي َِّتها ووجو ِدها وروابِ طها غرضاً رئيساً في األدب‪ ،‬إذ أصبح هناك ّ‬ ‫ِ‬
‫الوط ِن الذي كان مرتبطاً بالعالقة البشري ّ ِة اإلنساني ّ ِة ال بالرابطة الجغرافيّة المكانيّة التي برزت في عصرنا‬
‫الفاصلة بين البلدا ِن المختلفة‪ .‬ونظرا ً النقسام ِ هذا الوط ِن الكبي ِر دوال ً‬ ‫ِ‬ ‫وضع الحدو ِد‬ ‫ِ‬ ‫الحاضر نتيجةَ‬
‫مشاعر‬ ‫وأفرزت شعراء َ عب َّروا عن‬
‫ْ‬ ‫االستعمار‪،‬‬
‫َ‬ ‫ثورات كثيرةٌ تقاوم ُ‬
‫ٌ‬ ‫انفجرت‬ ‫لألجنبي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وإخضاعه‬ ‫مختلفةً‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ضد الظالمين‪ ،‬وضرورة‬ ‫س َّ‬ ‫الروح الوطنيّةُ‪ ،‬ونفذت منها إلى إثار ِة النفو ِ‬ ‫ُ‬ ‫غلبت عليها‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫عميقة‪،‬‬ ‫إنساني ٍَّة‬
‫ق المسلوبة‪ ،‬وقد‬ ‫الحري َّة وطر ِد المستعم ِر‪ ،‬ث َّم التآز ِر والتضام ِن الستعاد ِة الحقو ِ‬ ‫ِّ‬ ‫كفاحها من أجل‬ ‫ِ‬
‫ْت النظ ِر إلى ما يثيرهُ من ِفت َ ٍن وخالفا ٍ‬
‫ت ديني ٍَّة‬ ‫التحذير من المستعمر‪ ،‬ولَف َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫المرحلة‬ ‫نت قصائ ُد هذه‬ ‫تضمَّ ْ‬
‫واشتملت‬
‫ْ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫ب والتخاذُ ِل واالنشقا ِ‬ ‫والتعص ِ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫والغفلة‬ ‫تؤدِّي إلى تقسيم ِ الوط ِن في ظ ِّل الظلم ِ والجه ِل‬
‫ِ‬
‫والتفرقة‬ ‫ِ‬
‫ومواجهة التَّقسيم ِ‬ ‫وتسامحهم ونَب ْ ِذ األحقا ِد‬‫ِ‬ ‫تلك القصائ ُد على الدعوة إلى تصافي ِ‬
‫أبناء الوط ِن‪،‬‬
‫بالسالح الذي حاربونا‬ ‫العدو تكو ُن ِّ‬ ‫ّ‬ ‫أن مواجهةَ‬ ‫س‪ ،‬ونبّهت على َّ‬ ‫كالسو ِ‬
‫ُّ‬ ‫خ ُر في جس ِد األمّ ِة‬ ‫التي تن ُ‬
‫‪9‬‬
‫للعدالة اإلنساني ّ ِة‪ ،‬وما إن نالت األقطار العربيّة استقاللها حتّى‬
‫ِ‬ ‫ق تحقيقاً‬ ‫َّ‬
‫الخل ُ‬ ‫والتفكير‬ ‫العلم‬ ‫به‪ ،‬وهو‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫برزت قصائد تتغنّى بالتضحيات التي قدّمها ال ّشعب في سبيل نيل حريّته واستقالله‪ ،‬فها هو ذا بدر الدين‬
‫الحامد يتغنّى بجالء المستعمر الفرنسي عن سورية عام (‪1946‬م)‪ ،‬مازجاً بين فرحه بالجالء واالعتزاز‬
‫بالتضحيات التي قدّمها السوريّون في هذا السبيل‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫ابـــتـــهـــاج ولــلــبــاغــ َن إرغــــا ُم‬


‫ٌ‬ ‫لــنــا‬ ‫يـــو ُم الــجــا ِء هــو الــدّ نــيــا وزهــوتُــهــا‬

‫ج ـلَـ ْ‬
‫ـت فرنسا فــا يف الـــدار هــضَّ ــا ُم‬ ‫يـــاراقـــداً يف روايب مــيــســلــونَ أَ ْ‬
‫فـــق‬

‫الفلسطيني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪٣.٣‬نشأة األدب‬
‫وتعريض س ّك ِانها اآلمنين للمذابح الجماعي َِّة أفرز في هذه‬
‫َ‬ ‫فلسطين‪ ،‬وتشري َد شعبها‪،‬‬ ‫َّ‬
‫إن اغتصاب‬
‫َ‬
‫تقسيمه ثالث مراحل‪ :‬أدب ما قبل‬ ‫ِ‬ ‫أدب القضي ّ ِة الفلسطيني ّ ِة الذي درج الن ّقادُ والدارسون على‬
‫المرحلة َ‬
‫البريطاني‪ ،‬وأدب ما بعد النكبة مع إعالن الصهاينة كيانهم الغاصب على أرض‬ ‫ّ‬ ‫النكبة في زمن االنتداب‬
‫جرت‬ ‫الثوري‪ ،‬إذ ألهبت قصائدهم النفوس‪ ،‬وف ّ‬ ‫ّ‬ ‫فلسطين‪ ،‬وصوال ً إلى أدب المقاومة ومرحلة النهوض‬
‫التمسك والتشبّث باألرض‪ ،‬فاستحال ِ‬
‫ت القضيّة ُ الفلسطينيّة ُ قضيّةَ‬ ‫ّ‬ ‫الحميّة والنخوة فيها‪ ،‬ودفعتها إلى‬
‫جسده تحدّي الشاعر توفيق زياد في قوله‪:‬‬ ‫وجود‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫ألــــف مـــ َّر ْه‬
‫َ‬ ‫أهونُ‬
‫بثقب إِبْـ َر ْه‬ ‫الفيل ِ‬ ‫أن تُد ِخلوا َ‬
‫املشوي يف املجــ َّر ْه‬ ‫َّ‬ ‫السمك‬
‫َ‬ ‫وأن تصيدوا‬
‫أن تحــــــ ُرثوا البحــــرا‬
‫ُنطقوا ال ِّتمســاح‬ ‫أن ت ِ‬
‫ألـــــف مـــــــ َّر ْه‬‫َ‬ ‫أهون‬
‫وميض فكر ْه‬ ‫من أن متيتوا باضطهادكم َ‬
‫وتحرفونا عن طري ِقنا الذي اخرتناه‬
‫قيدَ شَ عر ْه‬
‫الفلسطيني ّإل أ ّن حلم العودة مايزال‬
‫ّ‬ ‫الصهيوني وتهجير الشعب‬
‫ّ‬ ‫الرغم من غطرسة االحتالل‬ ‫وعلى ّ‬
‫أن األرض الفلسطينيّة ستبقى‬ ‫ماثال ً أمام أعين الفلسطينيّين‪ ،‬متمثّال ً بأشعارهم التي طالما أ ّكدوا فيها َّ‬

‫‪10‬‬
‫العدو إبعادَهم عنها‪ ،‬وهذه العودة قادمة ٌ ال محالة‪ ،‬وفي ذلك يقول عبد‬
‫ُّ‬ ‫ملكاً لهم مهما حاول‬
‫الكريم الكرمي‪:‬‬

‫اإليـــــاب‬
‫ِ‬ ‫إىل وقـــــعِ الــخــطــا عــنــد‬ ‫ُ‬
‫واألجــــيــــال تصغي‬ ‫غــــداً ســنــعــو ُد‬

‫‪٤.٤‬األدب وانتصارات تشرين‪:‬‬


‫تعاظمت قدرات ُها السياسيّة ُ واالقتصاديّة ُ والعسكريّة ُ‬
‫ْ‬ ‫بعد حصو ِل الدو ِل العربي ّ ِة على استقال ِلها وحري ِّتها‬
‫ب‪،‬‬ ‫ض العربيّة من جان ٍ‬ ‫األحداث في األر ِ‬
‫َ‬ ‫ث الدولي ّ ِة‪ ،‬فأخذت دو ُل االستعما ِر تفتع ُل‬ ‫مسرح األحدا ِ‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫حرب حزيرا َن (‪1967‬م) التي‬ ‫ُ‬ ‫الصهيوني‪ ،‬فكانت‬
‫ِّ‬ ‫ت العسكريّةَ للكيا ِن‬ ‫آخر القدرا ِ‬‫ب َ‬ ‫وتع ّز ُز من جان ٍ‬
‫فصدمت هذه النكسة ُ اإلنسا َن‬
‫ْ‬ ‫أراضي عربيّةً جديد ًة‪،‬‬
‫َ‬ ‫الصهيوني‬
‫ُّ‬ ‫بنكسة قويّة‪ ،‬واحت َّل فيها الكيا ُن‬
‫ٍ‬ ‫انتهت‬
‫وجدانه ألماً عنيفاً؛ ألنّه لم يكن يتوق ّ ُع هذه النهايةَ الفاجعة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كبريائه‪ ،‬وأحدثت في‬ ‫ِ‬ ‫العربي‪ ،‬ونالت من‬
‫َّ‬

‫تشرين التحريري ّ ِة التي‬


‫َ‬ ‫ب‬ ‫خ ْر‪ ،‬إذ جاء َ متمثّال ً بحر ِ‬
‫الحقيقي على نكسة حزيران لم يتأ َّ‬
‫َّ‬ ‫ولك َّن الردَّ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫الدماء التي ب ُ ِذل َ ْ‬ ‫العربي كرامته بتلك‬
‫ِّ‬ ‫كانت فجرا ً عربيّاً جديدا ً حط ّ َم السدود كلّها‪ ،‬وأعاد لإلنسا ِن‬
‫الساحة الدولي ّ ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت الوجو ِد على‬‫ق نحو التق ّدم ِ وإثبا ِ‬ ‫وترسم بدايةَ االنطال ِ‬
‫َ‬ ‫النصر‬
‫َ‬ ‫في ذلك اليوم ِ لتح ّق َق‬

‫العربي نزار قبّاني‬


‫ُّ‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫صو َر‬ ‫العربي بعد فتر ِة الترق ُّ ِ‬
‫ب واالنتظا ِر‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ِّ‬ ‫عم ِ‬
‫ت الفرحة ُ أرجاء َ الوط ِن‬ ‫ّ‬
‫هذه الفرحةَ بقوله‪:‬‬

‫ُذ ِّل وقـــويل لــلــدَّ هــ ِر كـــ ْن َفــيــكــونُ‬ ‫دمـــشـــق خـــارطـــ َة الـــ ْذ‬
‫ُ‬ ‫مـــ ِّزقـــي يـــا‬

‫واســــتــــعــــا َد ْت شــبــابَــهــا حــطِّــ ُن‬ ‫ِ‬


‫بـــك بــد ٌر‬ ‫اســـــر َّد ْت أيَّــــــا َمها‬
‫وتـــعـــاىف ُوجــــدانُــــنــــا املَـــطـــعـــونُ‬ ‫ُهــــز َم الـــــ ُّرو ُم بــعــدَ ســب ـعٍ عــجـ ٍ‬
‫ـاف‬
‫تباشير‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الزاحف‬ ‫ت في ذرا الجوال ِن وفوق رما ِل سيناء َ حملت في ِ‬
‫عصفها‬ ‫تشرين التي هب ّ ْ‬
‫َ‬ ‫حرب‬
‫َ‬ ‫إ ّن‬
‫تاريخ المسير ِة العربي ّ ِة‬
‫ِ‬ ‫العربي الجدي ِد‪ ،‬وخطّت صفحةً ّ‬
‫مشرفةً في‬ ‫ِّ‬ ‫النص ِر والثقةَ واألم َل بميال ِد اإلنسا ِن‬
‫والرقي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نحو التق ّدم ِ‬

‫‪11‬‬
‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫ظهرت؟‬ ‫العربي؟ وأين َ‬ ‫ِّ‬ ‫القومي‬


‫ِّ‬ ‫المالمح األولى لل ِّشعر‬ ‫ُ‬ ‫‪١‬ما‬ ‫‪.١‬‬
‫خاصة؟‬
‫َّ‬ ‫تكتسب أهميّةً‬‫ُ‬ ‫اليازجي‬
‫ّ‬ ‫جعلت قصيد َة‬
‫ْ‬ ‫األسباب التي‬
‫ُ‬ ‫‪٢‬ما‬ ‫‪.٢‬‬
‫القومي‪ ،‬واذكر المهمَّة التي أدّاها ك ٌّل‬ ‫األدباء العرب الذين حملوا رايةَ الشعر‬ ‫ِ‬ ‫‪٣‬س ِّم اثنين من أوائل‬ ‫‪.٣‬‬
‫ّ‬
‫منهما‪.‬‬
‫قومي؟ وما الغرض من هذا األدب؟‬ ‫وطني‬
‫ٍّ‬ ‫ت إلى برو ِز أد ٍ‬
‫ب‬ ‫الظروف التي د َع ْ‬
‫ُ‬ ‫‪٤‬ما‬ ‫‪.٤‬‬
‫ّ‬
‫التحول‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تحول في مفهوم الوطن‪ .‬والنتائج المترت ّبة على هذا‬ ‫ث ّ‬ ‫ت إلى حدو ِ‬ ‫األسباب التي أدَّ ْ‬
‫َ‬ ‫‪٥‬اذكر‬ ‫‪.٥‬‬
‫الصهيوني؟‬
‫ّ‬ ‫الغربي واالحتال ِل‬
‫ِّ‬ ‫تضمنته أعما ُل األدباء العرب في مواجهة االستعمار‬ ‫ّ‬ ‫‪٦‬ما الذي‬ ‫‪.٦‬‬
‫النص‪ ،‬وآخر‬ ‫الفرنسي عن سورية‪ .‬هات مثاال ً لذلك من ّ‬ ‫األدباء بعيد جالء المستعمر‬ ‫ِ‬ ‫كثير من‬
‫ّ‬ ‫‪٧‬تغنّى ٌ‬ ‫‪.٧‬‬
‫من عندك‪.‬‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫ب المحوريَّةَ‪ .‬و ِّ‬ ‫شكلت فلسطين قضيَّةَ األدباء العر ِ‬ ‫‪َّ ٨‬‬ ‫‪.٨‬‬
‫العربي بعد االنتصار المؤ ّزر في حرب تشرين التحريريّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ضح دور األدباء في رسم صورة الواقع‬ ‫‪٩‬و ّ‬ ‫‪.٩‬‬

‫النشاط التحضيري‬

‫بحق الشعوب‬
‫التعسفية التي قام بها العثمانيّون ّ‬ ‫ *استعن بمصادر التعلّم على جمع معلوما ٍ‬
‫ت عن الممارسات ّ‬
‫العربيّة‪ ،‬تمهيداً للدرس القادم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ل؟*‬
‫‪2‬‬ ‫ح ّتام ُ‬
‫تغف ُ‬

‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫جميل صدقي الزهاوي (‪1936-1863‬م)‬


‫عراقي‪ُ ،‬و ِل َد في بغداد‪ ،‬تلمذ ألبيه وعلماء عصره‪ ،‬وحذق إلى جانب العربيّة الفارسيّة والتركيّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫شاعر‬
‫عضو في مجلس‬ ‫ٌ‬ ‫انصرف إلى الصحافة و تأليف الكتب‪ .‬ونظم الشعر شابّاً‪ ،‬وتقلّد مناصب كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫معارف بغداد ومحكمة االستئناف‪ ،‬وأستاذ لآلداب العربية في دار الفنون‪ .‬دُعي في كهولته بالجريء‬
‫لمقاومته المستبدّين‪.‬‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫العربي ألوا َن االضطها ِد‬
‫ُّ‬ ‫الشعب‬
‫ُ‬ ‫ق رازحاً تحت حكم ِ العثمانيّين أربعةَ قرو ٍن‪ ،‬ذا َق فيها‬ ‫ظ َّل الشر ُ‬
‫ِ‬
‫الحبيسة وأفكارها‬ ‫ِ‬
‫ألصواتها‬ ‫تلتمس‬
‫َ‬ ‫الحرة إلى أن‬
‫ّ‬ ‫س‬
‫أصحاب النفو ِ‬
‫َ‬ ‫واالستعبا ِد والجو ِر كلَّها‪ ،‬ما دف َع‬
‫الشاعر جميل صدقي الزهاوي‬ ‫فوقه ثورت َها على الظالمين‪ ،‬ومن هؤالء‬ ‫تعلن من ِ‬ ‫ُ‬ ‫حراً‪،‬‬ ‫الس ِ‬
‫جينة منبرا ً ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫لفضح ظلم ِ االحتالل العثماني واستبداده داعياً إلى مناهضته ومقاومته‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫شعرهُ وسيلةً‬
‫الذي جعل َ‬

‫‪13‬‬ ‫*  ديوان الزهاوي‪ :‬املطبعة العربيّة مبرص‪1924 ،‬م‪ ،‬ص ‪.282-280‬‬


‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـت تَـ ْجـ َهـ ُـل؟!‬ ‫أمــا علَّ َم ْت َك الــحـ ُ‬


‫ـال مــا كُ ـ ْنـ َ‬ ‫‪ 1‬أال َفــانْـ َتـ ِبــهْ ِلــأَ ْمــرِ‪َ ،‬ح ـ ّتــا َم تَغْف ُـ ُ‬
‫ــل؟!‬
‫عليها عــــوا ٍد لــلــدَّ مــــــــا ِر تُ َع ِّج ُ‬
‫ــــل‬ ‫ـــث َبــلــداً منها نــشــأْ َت ف ـ َقــدْ َعــدَ ت‬ ‫‪ 2‬أ ِغ ْ‬
‫َــت أركـــانُـــهُ تـــــــ َتــــــــزلْـ َز ُل‬
‫فــقــد َجــعــل ْ‬ ‫الــحــق عــز ُمــهُ‬
‫َّ‬ ‫‪ 3‬أمـــا مـــ ْن ظــه ـرٍ َيــ ْعــضُ ــدُ‬

‫ـــل إصـــــاحــاً وال تــتــــــ ـأَ َّمــــ ُـل‬


‫تُـــؤَمـــ ِّـ ُ‬ ‫‪ 4‬ومــــا را َبــــنــــي ّإل غَــــــــرار ُة فــتــي ـ ٍة‬
‫ـــوس مبــا يــقــي َه ــواه ــا وتَــع ـ َمـ ُـل‬
‫َـــس ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫‪ 5‬ومـــا هـــِ َ‬
‫ــي إلَّ َدولَــــــ ٌة َه ـ َمــجِ ـ َّيــــــ ـ ٌة‬
‫الل َمـــ ْن كـــانَ يع ِق ُل‬ ‫وتُــخْــ ِف ُ‬
‫ــض بـــــا ِإل ْذ ِ‬ ‫ـــع بـــاإلِعـــزا ِز َمـــ ْن كـــان جــا ِه ـاً‬
‫فـــر َف ُ‬
‫َْ‬ ‫‪6‬‬

‫ـس يَـ ْهـ ِ‬


‫ـطـ ُـل‬ ‫يَــغُــ ُّرك ِبــال ـ َق ـطْ ـ ِر الَّـــذي لــيـ َ‬ ‫‪ 7‬ومــــا فـــئـــ ُة اإلِصــــــــاحِ إال كَـــبـــارقٍ‬
‫ِّـــل‬ ‫ِّــــل مـــن أطـــا ِعـــه ْ‬
‫ِـــم مـــا ُيَـــث ُ‬ ‫ُيَــــث ُ‬ ‫ـــم أَثَـــــ ٌر ِلـــلْـــ َجـــو ِر يف ك ِّ‬
‫ُــــل بَـــلْـــدَ ٍة‬ ‫‪ 8‬لَـــ ُه ْ‬
‫تُ ـ َح ـ ِّم ـلُــهــا مـــا مل تَــكُــــــــ ْن تَــ َتــ َحــ َّم ُ‬
‫ــل‬ ‫ـس ـ ِف ـ ِهـ ْ‬
‫ـم‬ ‫ـت إىل ُســـوريَّـــ ٍة يَـــدُ َعـ ْ‬ ‫‪ 9‬فــطــالَـ ْ‬
‫ـف َع ْنها تَ ـ َر َّح ـلُــوا‬
‫ـسـ ُ‬‫َف ـ َلـ َّـا دهــاهــا ال ـ َعـ ْ‬ ‫ــل‬ ‫ِ‬
‫أفــاض ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ِجـــــال‬ ‫َــت فــيــهــا ر‬
‫‪ 10‬وكـــم نَــ َبــغ ْ‬
‫يُــ َهــدِّ ُدهــا دا ٌء ِمـــ ْن ال ـ َج ـ ْهــلِ ُم ـ ْعـ ِ‬
‫ـضـ ُـل‬ ‫ـت ِبه ِْم‬ ‫‪ 11‬وبَــغْــدا ُد دا ُر ال ِعل ِْم قد ْ‬
‫أصـ َبـ َحـ ْ‬
‫وآخَـــــ ُر ُحـــ ٌّر بــال ـ َح ـ ِديــــــ ـ ِد ُيكبـ َّـ ُ‬
‫ــل‬ ‫ـــن ِعــــ ِّز ِه‬ ‫ِ‬
‫مـــواط ِ‬ ‫رشيــــف ُيــ َنــ َّحــى عــن‬
‫ٌ‬ ‫‪12‬‬
‫ـت َفــ َمــ ْو ٌت ُمع ّج ُل‬ ‫ـس ـكُـ ْ‬ ‫وإنْ ُهـــ َو ملْ َيـ ْ‬ ‫ــم واألَىس‬ ‫ـت اإلنـــســـانُ َفــالْــ َه ُّ‬ ‫‪ 13‬إذا ســكـ َ‬

‫شرح المفردات‬
‫سف‪ :‬الظلم‪.‬‬
‫الع َ ُ‬ ‫يعضد‪ :‬يعين‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪14‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ب‪:‬‬‫ثم أ ِج ْ‬
‫النص‪ّ ،‬‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫مع إلى ِّ‬
‫‪١ .١‬اختر اإلجابة الصحيحة في ك ٍّل ّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫اإلنساني)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القومي ـ‬
‫ّ‬ ‫(الوطني ـ‬
‫ّ‬ ‫النص من الشعر‪:‬‬
‫ ‪ُّ -‬‬
‫النص‪( :‬التحريض على العثمانيّين ـ مناصرة فئة اإلصالح ـ مباركة المناضلين)‪.‬‬‫ ‪-‬غاية ُ الشاعر من ّ‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراء ًة جهريّ ًة معبّرةً‪ ،‬متمثّال ً مشاعر الغضب في نبرات صوتك وإيماءات وجهك‪.‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬ ‫ •القراءة َّ‬
‫ثم أجب عن السؤالين اآلتيين‪:‬‬ ‫ص قراء ًة صامتةً‪ّ ،‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫دافع الشاعر وراء تنبيه قومه؟‬
‫‪١ .١‬ما ُ‬
‫النص ثالث صفات للدولة العثمانيَّة‪.‬‬ ‫ج من ّ‬ ‫‪٢ .٢‬استخ ِر ْ‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫تعرف معاني كلمتي (عوا ٍد ـ غرارة)‪ّ ،‬‬
‫ثم اختر منها ما يناسب ورودها في‬ ‫‪١ .١‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫النص‪.‬‬
‫ّ‬
‫ص بمضمونه‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬بيِّن ارتبا َط عنوا ِن الن ّ ّ‬
‫مما يأتي‪ ،‬وانسب ّ‬
‫كل ً منها إلى موطنها وفق الجدول التالي‪:‬‬ ‫‪٣ .٣‬ميِّز الفكر الفرعيَّة من الرئيسة ّ‬
‫ ‪-‬التنكيل برجال العلم وأصحاب الكفايات‪.‬‬
‫ ‪-‬زيف اإلصالحات العثمانيّة‪.‬‬
‫ ‪-‬الدعوة إلى إنقاذ البالد وترك الغفلة‪.‬‬
‫ ‪-‬إذالل الكرام وأسر األحرار‪.‬‬
‫ ‪-‬العمل على تجهيل الشعوب‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫ ‪-‬جرائم العثمانيّين وممارساتهم غير اإلنسانيّة‬
‫موطنها‬ ‫الفكر الفرع ّية‬ ‫موطنها‬ ‫الفكر الرئيسة‬

‫األول‪ .‬ما مظاهر واقع األمّة المتردّي؟‬


‫‪٤‬من فهمك المقطع ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫لم استنكر الشاعر اغترار الفتية بإصالحات الدولة العثمانيّة؟‬
‫‪َ ٥‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪٦‬هات أثرين لمظالم العثمانييّن في سورية‪ ،‬مبيناً هدف هذه المظالم‪.‬‬ ‫‪.٦‬‬
‫ضح ذلك من فهمك‬ ‫قومي واجه به العرب محاوالت التتريك‪ .‬و ّ‬ ‫ّ‬ ‫النص على نزوع‬‫ّ‬ ‫‪٧‬انطوى‬ ‫‪.٧‬‬
‫المقطع الثالث‪.‬‬
‫النص‪ .‬اذكر لك ّل قيمة عبار ًة أوحت بها وفق‬
‫‪٨‬فيما يأتي جدول يعرض بعض القيم التي زخر بها ّ‬ ‫‪.٨‬‬
‫الجدول اآلتي‪:‬‬

‫املثال‬ ‫القيمة‬
‫حب الوطن والدفاع عنه‬
‫ّ‬
‫رفض الظلم‬
‫تقدير العلم‬
‫ِّ‬
‫محذرا ً قومه العرب من العثمانيّين‪:‬‬ ‫اليازجي‬ ‫‪٩ .٩‬قال الشاعر إبراهيم‬
‫ّ‬
‫غاص ِت ال ُّرك َُب‬
‫الخطب ح ّتى َ‬
‫ُ‬ ‫فقد طمى‬ ‫ـرب‬
‫تــنـ ّبــهــوا واســتــفــيــقــوا أيّــهــا الــعـ ُ‬
‫النص من حيث المضمون‪.‬‬
‫األول من ّ‬
‫ ‪-‬وازن بين هذا البيت والبيت ّ‬

‫‪16‬‬
‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫النص‪( :‬محاكاة القدماء في المعاني‪ ،‬جزالة األلفاظ‪ ،‬متانة التراكيب)‪ .‬مثّل‬
‫‪١ .١‬من سمات االت ّباعيّة في ّ‬
‫النص‪.‬‬
‫لك ّل منها في ّ‬
‫ثم االنتقال إلى األسلوب الخبري في‬ ‫النص باألسلوب اإلنشائي ّ‬ ‫‪٢ .٢‬ما الفائدة التي أدّاها استهالل ّ‬
‫المقطعين الثاني والثالث؟‬
‫‪٣ .٣‬استخرج من المقطع الثاني أسلوب قصر‪ ،‬واذكر المقصور والمقصور عليه‪ ،‬وبيّن أثره في خدمة‬
‫المعنى‪.‬‬
‫ّ‬
‫تذكر‬
‫من أساليب القصر‪ :‬النفي واالستثناء‪ ،‬والمقصور عليه ما بعد أداة االستثناء‪.‬‬

‫خرج االستفهام في ك ٍّل من البيتَين ّ‬


‫األول والثالث؟‬ ‫َ‬ ‫‪٤ .٤‬إالمَ‬

‫األصلي إلى معا ٍن أخرى على سبيل المجاز ت ُف َهم من سياق الكالم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫قد يخرج االستفهام عن معناه‬
‫جب والتعظيم والتحقير واإلنكار واألمر والنهي والعرض والتحضيض‪.‬‬ ‫النفي والتع ّ‬
‫ُ‬ ‫ومن هذه المعاني‪:‬‬

‫‪٥ .٥‬من وظائف الصورةالشرح والتوضيح‪ .‬بيّن ذلك من دراسة الصور اآلتية‪:‬‬
‫(داء من الجهل ـ يد عسفهم ـ علّمتك الحال)‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ّ‬
‫تذكر‬
‫وظائف الصورة‪:‬‬
‫الشرح والتوضيح‪ :‬خطوة أوليّة في عملية اإلقناع‪.‬‬
‫المبالغة‪ :‬تع ّد وسيلة من وسائل شرح المعنى وإيضاحه حتّى يصير الغائب كالحاضر‪ ،‬والمتخيّل‬
‫كالمتحقِّق‪ ،‬والمتوهَّم كالمتي ّقن …‬
‫السلوك بإثارة االنفعال‬‫التّحسين أو التّقبيح‪ :‬غايتهما التّأثير في المتل ّقي واستمالته إلى نوع من ّ‬
‫الّذي يؤدّي إلى فعل يتجلّى في قبض النّفس أو بسطها إزاء أمر من األمور‪ ،‬فحسن الصورة يسري‬
‫في المعنى ليجذب إليه المتل ّقي‪ ،‬ويرغّبه في ال ّشيء‪ ،‬وكذلك يسري تصوير القبح في المعنى لين ّفر‬
‫من أم ٍر ما‪.‬‬
‫الوصف والمحاكاة‪ :‬تستم ّد الصورة عناصرها من األشياء المحسوسة‪ ،‬يغلب التقليد على االبتكار‬
‫االتباعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والسيّما في المذهب‬
‫اإلبداعي فتخلّت عن المحاكاة‪ ،‬وابتعدت عن إعطاء الشيء‬
‫ّ‬ ‫اإليحاء‪ :‬عرفت الصورة تجديدا ً في التيار‬
‫أوصافه الموضوعيّة الدّقيقة‪ ،‬على حين أضافت إليه ظالال ً من نفس المبدع وروحه‪ ،‬فأضحت تطلق‬
‫ثرة وأجواء متعدّدة‪.‬‬
‫الشعور‪ ،‬بما تحققه من امتدادات‪ ،‬حتى غدت الصورة مركزا ً يش ّع بدالالت ّ‬
‫إضفاء نفسيّة المبدع على الطبيعة واألشياء‪ :‬تنقل الصورة الطبيعة واألشياء بعد انفعال المبدع بها‬
‫فتتلون بمشاعره ورؤاه‪ ،‬وتبدو فرحة أو حزينة وفق مزاج المبدع وحالته النفسية معتمدة على‬ ‫ّ‬
‫التجسيد أو التشخيص …‬
‫الرمز‪ُ :‬وظِّف على نحو واسع في الشعر الحديث‪ ،‬وهو وسيلة لإلشارة واإليحاء واالختصار‬ ‫ّ‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫يؤولها القارئ ويستمتع بتأويلها‪ ،‬وللرمز مصادر ّ‬
‫والتّكثيف؛ ففيه تختبئ معان ودالالت ّ‬

‫‪٦ .٦‬استخرج من البيت السادس مقابلة‪ ،‬وبيّن قيمتها الفنّيّة‪.‬‬


‫النص‪:‬‬
‫كونت تيّار العاطفة في ّ‬ ‫‪٧ .٧‬من المشاعر العاطفيّة التي ّ‬
‫(األلم والحزن ـ النقمة والسخط ـ الغيرة)‪ .‬هات من النص تراكيب تد ّل على ك ّل منها‪.‬‬
‫النص‪ .‬استخرج اثنَين منها مع األمثلة‪.‬‬ ‫مصادر الموسيقا الداخليَّة في ّ‬
‫ُ‬ ‫تنوعت‬
‫‪ّ ٨ .٨‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫‪١ .١‬تخيّل أ ّن الشاعر افتتح قصيدته بمخاطبة العثمانيّين‪ .‬ما الذي كان يمكن أن يقوله لهم؟‬
‫األول بأسلوبك‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬انثر أبيات المقطع ّ‬

‫التعبير الكتابي‬

‫العربي مستفيداً ممّا ورد‬


‫ّ‬ ‫ *اكتب مقاال ً صحفيّاً تتناول فيه السياسات الظالمة للعثمانيين في أثناء احتاللهم الوطن‬
‫النص‪.‬‬
‫في ّ‬

‫التطبيقات ال ّلغوية‬

‫‪١ .١‬ادرس مبحث االستثناء(‪ )1‬مستفيدا ً من أسلوب االستثناء الوارد في البيت اآلتي‪:‬‬

‫ـوس مبــا يقيض هــواهــا وتَـ ْع ـ َمـ ُـل‬


‫تــسـ ُ‬ ‫ومــــا هـــي إال دولــــــ ٌة َهــمــجــ َّيــ ٌة‬
‫ثم ن ّفذ النشاط الذي يليه‪:‬‬
‫‪٢ .٢‬اقرأ البيت اآلتي‪ّ ،‬‬
‫يــهــدّ ُدهــا دا ٌء مــن الــجــهــلِ ُمـ ْعـ ِ‬
‫ـضـ ُـل‬ ‫العلم قد أصبحت بهم‬
‫ِ‬ ‫وبغداد دا ُر‬

‫(نعم) على أن يكون الفاعل اسماً ظاهراً‪.‬‬


‫ ‪-‬اجعل (العلم) مخصوصاً بالمدح مستعمال ً َ‬
‫ ‪-‬اجعل (الجهل) مخصوصاً بالذم ّ مستعمال ً (بئس) على أن يكون الفاعل ضميرا ً مستتراً‪.‬‬

‫النشاط التحضيري‬

‫ *للشعراء السوريّين غير قصيدة بمناسبة جالء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية‪ .‬استعن بمصادر التعلّم في‬
‫ذكر قصائد عن عيد الجالء‪ ،‬مكتشفاً المعاني التي عرضها الشعراء في هذه القصائد‪ ،‬تمهيداً للدرس القادم‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪  ١‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث االستثناء‪.‬‬


‫عرس المجد*‬
‫ُ‬ ‫‪٣‬‬
‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫عمر أبو ريشة (‪1990-1910‬م)‬


‫ثم أقام مع أسرته في حلب‪ ،‬وتعلّم في مدارسها‪،‬‬ ‫عمر أبو ريشة شاعر سوريٌّ ‪ ،‬نشأ وترعرع في منبج‪ّ ،‬‬
‫ليدرس صناعة النَّسيج‪،‬‬
‫َ‬ ‫ليكمل دراسته الثانويّة في الجامعة األميركية في بيروت‪ .‬أرسله والده إلى إنكلترا‬
‫ولكن الشعر كان أقرب إلى نفسه من هذه الدّراسة‪ .‬شغل مناصب عدّة‪ ،‬فمن مدي ٍر لدار الكتب الوطنيّة‬ ‫ّ‬
‫بحلب إلى سفي ٍر لبالده في الهند والنمسا والواليات المتحدة‪ .‬نظم الشعر في س ٍّن مبكرة‪ ،‬وكان غزير‬
‫ف تسعةَ دواوين أحدها باإلنجليزية وملحمةً وتسع مسرحيات‪ ،‬ويع ّد شعر الحماسة‬ ‫ث خل ّ َ‬‫اإلنتاج حي ُ‬
‫أبرز موضوعات شعره‪.‬‬ ‫والوطنيّة وشعر الغزل َ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫ِ‬
‫بدمائه يومَ‬ ‫ت في ك ِّل مكا ٍن إلى أن سط َّ َر‬ ‫الفرنسي مُشعال ً الثورا ِ‬
‫ِّ‬ ‫السوري على االحتال ِل‬
‫ّ‬ ‫خرج الشعب‬‫َ‬
‫ٍ‬ ‫عشر من نيسا َن عام ست ّ ٍة وأربعين‬ ‫ِ‬
‫وتسعمئة وألفٍ ‪ ،‬وها هو ذا ال ّش ُ‬
‫اعر عمر أبو‬ ‫َ‬ ‫الجالء العظيم ِ في الساب َع‬
‫بجالء المحت ِّل عن أر ِ‬
‫ض الوط ِن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ويصو ُر فرحةَ االنتصا ِر‬ ‫ف من نو ٍر‪،‬‬ ‫ت بلده بحرو ٍ‬ ‫يؤرخ النتصارا ِ‬‫ريشة ّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الجالء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العظيمة في يوم ِ‬ ‫السوريّين‬ ‫ت ُّ‬ ‫ويشي ُد بتضحيا ِ‬

‫*  ديوان عمر أبو ريشة‪ ،‬املجلّد األول‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بريوت‪1998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.449-437‬‬ ‫‪20‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـــب‬ ‫َ‬
‫ـــــــــــول الـــشُّ ـــ ُه ِ‬ ‫يف َمــغــا ِنــيــنــا ُذيُ‬ ‫وس املَـــ ْجـــ ِد تِــي ـ ِهــي َو ْاســ َحــبِــي‬
‫‪ 1‬يــا َعـــــ ُر َ‬
‫َــــم تُــ َعــطَّــر بِــ ِد َمـــــا ُحـــــ ٍّر أَ ِبــــــــــــــي‬
‫ل ْ‬ ‫لـــن تَـــــ َري َح ـ ْفــــــ ـ َن ـ َة َر ْمـــــلٍ َفــو َقــهــا‬ ‫‪2‬‬
‫وهــــــ َوى دونَ ُبــــلُــــو ِغ ْالَ َر ِب‬ ‫ِحقْــــ َب ًة‬ ‫َعلَ ْيــهــا‬ ‫َد َر َج الْ َبــــغ ُْي‬ ‫‪3‬‬
‫يـــل املِ ْخل ِ‬
‫َــــب‬ ‫اب كَلِ َ‬ ‫لَيـ ِّـ َن الـــ َّن ِ‬ ‫َوا ْرتَ َــــــى ِكــــ ْبــــــــــ ُر الــلَّــ َي ِ‬
‫ــال ُد ْونَـــهـــا‬ ‫‪4‬‬
‫ـب‬
‫ـصـ ِ‬ ‫ع ـ َـــــــــارِضَ ــي ـ ِه َق ـ ْبـــــضَ ـ ُة ا ْلـ ُمـ ْغـــــــ َتـ ِ‬ ‫ـــق مـــــهــا لَــ َطــ َم ْ‬
‫ــت‬ ‫ــــــوت الـــ َح ُّ‬
‫ُ‬ ‫ال َيُ‬ ‫‪5‬‬

‫وتَــــ َهــــا َدى َمــو ِكـــــ َبـــــاً يف َمـــــو ِك ِ‬


‫ــب‬ ‫‪ِ 6‬مـــ ْن ُهــنــا شَ ــ َّـق الهـُـــدَ ى أكْ َمـــا َمهُ‬
‫ــت ِمــ ْن َعـــبــ ِق ِه امل ُ ْن َس ِك ِب‬ ‫َوانْ َتشَ ْ‬ ‫ـت طَــ َربــاً‬ ‫وأت الدُّ نيـــــا َفــــــــــ َر َّفــــ ْ‬
‫َ‬ ‫‪7‬‬
‫َف َتـــاها ال َعــــــ َريب‬ ‫َعـــ َر َف ْتها يف‬ ‫ـت بــاملُـــــــــــ ُر ْو َء ِ‬
‫ات الَّــتــي‬ ‫‪ 8‬وتَـ َغـــــــ َّنـــــــ ْ‬
‫ــق أَ ْر َح ِ‬
‫ــــب‬ ‫َفـــــــأَ َعـــــدَّ تْـــهُ أل ْف ٍ‬ ‫ــت بِـــ ِه َصـ ْحــــــــــــــرا ُؤ ُه‬
‫أصــيـــــــ َـــدٌ ضــا َق ْ‬
‫‪ْ 9‬‬
‫ـب‬ ‫َحــا ِفـــــــــ ـ ُر املُـــ ْهـــ ِر َجــــــ ـ ِبـ ْ َ‬
‫ـن ال ـكَــوكَـ ِ‬ ‫ــــب لِــلْــفَـــــ ْتــحِ َفـــــــأَ ْد َمـــى تَــ ْحــتَــهُ‬
‫‪َ 10‬ه َّ‬

‫طـــال َجــــــــــ َوى امل ُ َ‬


‫ــغــر ِب‬ ‫َ‬ ‫بعـــدمــا‬ ‫وس املَـــ ْجـــ ِد طَ َ‬
‫ــــاب املُــل ـ َت ـ َقــى‬ ‫‪ 11‬يــا َعـــــ ُر َ‬
‫ــب‬
‫ــس ِ‬ ‫نُــــ ْر ِخ ِ‬
‫ــــص امل َ ـ ْهـــــــــــ َر ومل نَــ ْحــ َت ِ‬ ‫‪ 12‬قـــدْ َع َر ْفنا َم ْهــــ َر ِك الغَـــــايل َفل َْم‬
‫ــت ِم ـ ْنــهــا َو ْ َ‬
‫اشيب!‬ ‫َفــاغْـــــرِيف مــا ِشــ ْئ ِ‬ ‫‪ 13‬وأر ْقــنــ َـــــــــاهـــــا ِد َمـــــــــــــــا ًء ُحـــــــ َّر ًة‬
‫َـــم تَــل ــِـــ ـ ْن لِــلْــمـــــا ِر ِج الْ ـ ُم ـلْ ـ َتـــ ـ ِهـ ِ‬
‫ـب‬ ‫ل ْ‬ ‫‪ 14‬نــحــ ُن ِمــــ ْن ضَ ــــــ ـ ْعـ ٍ‬
‫ـف َب ـ َنــيــنــا ُقـــــ َّو ًة‬
‫ـس ــــــوان ـــ ــا ِمـــــ ْن ُحــــــا ٍة نُـــــــدُ ِب‬ ‫ِب ـ ِ‬ ‫تَــ ْز َد ِهـي‬ ‫لَـــ ْن‬ ‫تُ ْربَ ُتـ َنــا‬ ‫‪ 15‬هـــ ِذ ِه‬

‫شرح المفردات‬
‫مزهو بنفسه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أصيد‪:‬‬ ‫األَرَب‪ :‬الحاجة والبغية واألمنية‪.‬‬
‫مارج‪ :‬لهب شديد‪.‬‬ ‫كليل‪ :‬ضعيف‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ثم أ ِج ْ‬
‫ب‪:‬‬ ‫النص‪ّ ،‬‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫مع إلى ِّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬ ‫‪١ .١‬اختر اإلجابة الصحيحة ّ‬
‫ِّ‬
‫(محذرا ً ـ معت ّزا ً ـ مدافعاً ـ الئماً)‪.‬‬ ‫النص‪:‬‬
‫بدا الشاعر في ّ‬
‫النص؟‬
‫‪٢ .٢‬ما الجوانب التي أسهمت في تحقيق الجالء كما بدت في ّ‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراء ًة جهريّ ًة معبِّرةً‪ ،‬متمثّال ً شعورَي االعتزاز والفرح بعيد الجالء‪.‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬ ‫ •القراءة َّ‬
‫ثم أجب عن السؤالين اآلتيين‪:‬‬ ‫ص قراء ًة صامتةً‪ّ ،‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫النص‪ .‬هات صفتين له‪.‬‬
‫‪١ .١‬تغنّى الشاعر بصفات اإلنسان العربي في ّ‬
‫السوري في نضاله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪٢ .٢‬هات مؤ ّشرين على انتصار الشعب‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫‪١‬استعن بالمعجم في‪:‬‬ ‫‪.١‬‬
‫النص‪.‬‬
‫يناسب معناها في سياق ّ‬
‫ُ‬ ‫(رف)‪ ،‬واختر منها ما‬
‫ّ‬ ‫تعرف المعاني المختلفة للفعل‬ ‫ ‪ّ -‬‬
‫الم ْهر)‪ ،‬وجمع ك ٍّل منهما‪.‬‬
‫(الم ْهر ـ َ‬
‫ ‪-‬إبراز الفرق في المعنى بين ُ‬
‫ص؟‬
‫‪٢‬ما الفكرة العامّة التي بُني عليها الن ّ ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫األول؟ ولماذا؟‬
‫الحريّة في المقطع ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪٣‬إالم دعا الشاعر‬ ‫‪.٣‬‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫‪٤‬انطوى المقطع الثاني على تنديد ضمني بالمستعمر الغربي‪ .‬و ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫ت جليلة في سبيل نيل االستقالل‪ .‬حدّدها في ضوء فهمك المقطع‬ ‫بمهما ٍ‬
‫ّ‬ ‫السوري‬
‫‪٥‬قام ال ّشباب ُّ‬ ‫‪.٥‬‬
‫الثّالث‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫النص على ك ّل من القيم الواردة في الجدول اآلتي‪:‬‬
‫‪٦ .٦‬هات دليال ً من ّ‬

‫الدليل‬ ‫القيمة‬
‫التّضحية يف سبيل الوطن‬
‫االعتزاز باملايض املجيد‬
‫االعتزاز بال ّنرص واالستقالل‬

‫‪٧ .٧‬قال الشاعر نزار قباني مخاطباً دمشق في نصر تشرين‪:‬‬

‫ِ‬
‫املــــنــــاضــــات مثـــ ُن‬ ‫إنَّ َمــــهــــ َر‬ ‫الـــعـــروس ألجــي‬
‫ِ‬ ‫َوضَ ـــعـــي طــرحــ َة‬
‫ص من حيث المضمون‪.‬‬
‫ ‪-‬وازن بين هذا البيت والبيت الثّاني عشر من الن ّ ّ‬

‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫َّ‬
‫السردي في المقطع الثّاني للتعبير عن معانيه‪ .‬هات مؤ ّشرين لذلك‪.‬‬ ‫‪١‬اعتمد ال ّشاعر النَّمط‬ ‫‪.١‬‬
‫العربي والمحت ّل؟‬
‫ّ‬ ‫الصفات المشبّهة في تعبيره عن اإلنسان‬ ‫بم تعلّل اعتماد ال ّشاعر على ِّ‬ ‫‪َ ٢‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫ثم ضمير المتكلّم في المقطع الثالث‪ .‬بيّن دور‬ ‫‪٣‬استعمل الشاعر في المقطع الثاني ضمير الغائب‪ّ ،‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫ك ّل منهما في خدمة المعنى‪.‬‬
‫ثم حلّلها‪ ،‬واذكر وظيفتين من وظائفها‪.‬‬‫األول صورة بيانيّة‪ّ ،‬‬ ‫‪٤‬استخرج من المقطع ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫ضح ذلك في الصورة اآلتية‪:‬‬ ‫‪٥‬من وظائف الصورة إضفاء نفسيّة المبدع على الطبيعة واألشياء‪ .‬و ّ‬ ‫‪.٥‬‬
‫(تربتنا لن تزدهي بسوانا)‪.‬‬
‫بين دوره في خدمة المعنى‪.‬‬ ‫ثم ّ‬ ‫النص طباقاً‪ّ ،‬‬
‫‪٦‬استخرج من ّ‬ ‫‪.٦‬‬
‫النص إلبراز ك ٍّل من شعوري الفرح‬ ‫‪٧‬مثّل ألداتين من األدوات الفنّيّة التي ات ّكأ الشاعر عليها في ّ‬ ‫‪.٧‬‬
‫واالعتزاز‪.‬‬
‫ّ‬
‫تذكر‬
‫من أدوات التعبير عن العاطفة‪:‬األلفاظ ـ التراكيب ـ الصور‪.‬‬

‫المحسنات اللفظيّة)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪٨ .٨‬من منابع الموسيقا الداخلية (تكرار المفردات ـ استعمال الحروف الهامسة ـ‬
‫مثّل لك ّل منها‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫يعزز هذا‬
‫الشاعر قصيدته بدور األبطال في حماية األرض وحفظ كرامتها‪ ،‬أضف إلى هذه الخاتمة ما ّ‬
‫ *ختم ّ‬
‫الدور‪.‬‬

‫التعبير الكتابي‬

‫ *اكتب مقالة تتح ّدث فيها عن جالء المستعمر الفرنسي عن سورية وما يتضمّنه من معا ٍن وقيم سامية‪ ،‬مبيّناً‬
‫العوامل التي أسهمت في تحقيقه‪.‬‬

‫التطبيقات ال ّلغوية‬

‫‪١ .١‬ادرس مبحث الحال(‪ )1‬مستفيدا ً من الحال الواردة في البيت اآلتي‪:‬‬

‫املخلــــب‬
‫ِ‬ ‫كليـــل‬
‫َ‬ ‫اب‬
‫ليـ ّـ َن الـــ ّن ِ‬ ‫وارمتَـــى كــِ ْبـــ ُر اللَّيـــايل دونَها‬

‫ثم ن ّفذ النشاط الذي يليه‪:‬‬


‫‪٢ .٢‬اقرأ البيت اآلتي‪ّ ،‬‬
‫مل تُعطَّر بدمــــــا ُحــــ ٍّر أبــــي‬ ‫لن تَــ َري حفــن َة ر ْمــلٍ فوقـ َـــهـــا‬

‫ ‪-‬استخرج المفعول فيه الوارد في البيت السابق‪ ،‬وأعربه‪.‬‬


‫الصرفيّة لصوغ اسم المكان (مغنى)‪ ،‬ومثّل لها بأمثلة مناسبة من عندك‪.‬‬‫‪٣ .٣‬اذكر القاعدة ّ‬
‫‪٤ .٤‬كتبت األلف اللينة على صورتها في الفعلين‪( :‬أتى ـ تهادى)‪ .‬اشرح القاعدة اإلمالئيّة لكتابة ك ّل‬
‫منهما‪.‬‬

‫‪  ١‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث الحال‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫النشاط التحضيري‬

‫ *استعن بمصادر التعلّم على جمع بعض القصائد الوطنيّة لشعراء سوريّين وعرب‪ ،‬قيلت في انتصار حرب‬
‫تشرين التحريريّة‪ ،‬أو م ّجدت بطوالت ال ُّشهداء وخلّدت ذكرهم‪ .‬تمهيداً للدرس القادم‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫انتصار تشرين*‬
‫‪4‬‬
‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫سليمان العيسى (‪2013-1921‬م)‬


‫سوري ُو ِلد في قرية النعيريّة في لواء اإلسكندرونة‪ ،‬وتل ّقى تعليمه في القرية على يد والده‪ّ ،‬‬
‫ثم في‬ ‫ّ‬ ‫شاعر‬
‫ٌ‬
‫وأتم تحصيله في دار المعلمين العليا في بغداد‪ .‬عمل‬ ‫ودمشق بعد سلخ اللّواء‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ثانويّات حما َة والالذقي ّ ِة‬
‫جهاً ّأول للُّغة العربيّة في وزارة التربية‪.‬‬
‫مدرساً في حلب ومو ّ‬ ‫ّ‬
‫كتب أولى أشعاره في عمر التّاسعة‪ ،‬وشارك بقلمه في القضايا الوطنيّة والقوميّة‪ ،‬ونقل إلى العربيّة عددا ً‬
‫من اآلثار األدبيّة‪.‬‬

‫النص‪:‬‬‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬


‫تاريخ األمّ ِة‬
‫ِ‬ ‫لت منعطفاً في‬ ‫ت التي ش ّك ْ‬ ‫تشرين التّحريريّة ُ (‪1973‬م) أح َد أه ِّم المنجزا ِ‬ ‫َ‬ ‫حرب‬
‫ُ‬ ‫تمثّل‬
‫أعادت لألمّ ِة وج َهها‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫بنفسه‪ ،‬كما‬ ‫زهوه وكبرياءه وثقته‬
‫العربي ّ‬
‫ِّ‬ ‫العربي ّ ِة المعاص ِر؛ إذ إنّها أعادت لإلنسا ِن‬
‫الشاعر سليمان العيسى‬ ‫النص يتغنَّى‬
‫نكسة حزيران (‪1967‬م)‪ ،‬وفي هذا ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ضاء َ وصورت َها المشرقةَ بعد‬
‫الو ّ‬
‫ُ‬
‫ت على ربا‬ ‫رت ِسفرا ً من المالحم ِ والبطوال ِ‬ ‫ش ِ‬
‫هداء التي سط ّ ْ‬ ‫ت ال ُّ‬ ‫جدا ً تضحيا ِ‬ ‫بهذا االنتصا ِر العظيم ِ مم ّ‬
‫انكسرت على‬
‫ْ‬ ‫الصهيوني الذي‬
‫ّ‬ ‫العربي‬
‫ّ‬ ‫مهماً في تاريخ الصراع‬ ‫تحوال ً ّ‬ ‫الجوالن ورما ِل سيناءَ‪ ،‬فكانت ّ‬
‫إثرها شوكته‪ ،‬وتحطَّمت أسطورت ُه‪.‬‬

‫*  سليامن العيىس‪ ،‬األعامل الشعريّة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬املجلّد الثالث‪ّ ،‬‬


‫املؤسسة العربيّة للدراسات والنرش‪ ،‬بريوت‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪.126-122‬‬ ‫‪26‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـــب والغ َـــ َز ِل‬


‫ــاب ال ُح ِّ‬‫بـاب ِك َت ُ‬ ‫َد ُم الشَّ ِ‬ ‫ـك َم ْعقُــو ٌد علـى ال َجب َــــلِ‬ ‫‪ 1‬أيّــا ُر ُعـ ْر ُسـ َ‬
‫ــت فـــي َف ِم األَز َِل‬ ‫أُوىل القَصائِ ِد كانـ َـ ْ‬ ‫ـت ِمن كَف َِن ال َّتاريــــخِ أُ ْغ ِن َيـــ ًة‬ ‫‪َ 2‬خـ َر ْجـ ُ‬
‫يف ملْ تَ ـ َز ِل‬‫الس ِ‬ ‫ل َِيل‪ ،‬وأَ ْر ِض ْ‬
‫ـــــي صـال َة َّ‬ ‫ـــع‪ ،‬و َمـ َّز َق ِني‬
‫يف ل َْم َيركْ َـ ْ‬ ‫‪ 3‬تَ ِع ْب ُت َو َّ‬
‫الس ُ‬
‫ـق األَ ْر َض َوا ْغ َت ِسلِ‬
‫ـأس الشّ ها َد ِة َف ْاس ِ‬
‫كـ َ‬ ‫كيـف ن ْ ُِت ُعهـا‬
‫َ‬ ‫ــــراب َع َر ْفنـا‬
‫ِ‬ ‫‪ُ 4‬قـ ْـل ِلل ُّت‬
‫ــق َغ ْي َمـ َة الشَّ لَلِ‬
‫يـن َف ْاس َح ْ‬‫ب َني امل ُ ِحيطَ ِ‬ ‫زال يف املَــيــدانِ يــا َو َط ـ ِنــي‬
‫‪ 5‬تَــري ـ ُن مــا َ‬
‫وبِالشَّ هيــــ ِد ِب ِعطْـــ ِر ال َو ْحــدَ ِة اك َت ِحـلِ‬ ‫‪َ 6‬وانْـــز ِْل ُهنا َمـــ َّر ًة أُخـــــرى علـى بَـ َردى‬
‫ــك َمعقُوداً عىل ال َج َبـلِ‬ ‫ما َ‬
‫زال ُع ْر ُس َ‬ ‫انـزل ُهنــا َمــ َّر ًة أُخــرى أَت َْس َم ُع ِنــي؟‬‫ْ‬ ‫‪7‬‬

‫الس ِ‬
‫يف بال َبدَ ِل‬ ‫وال ا ْرتَــضَ ــوا عن ِظ ِ‬
‫ــال َّ‬ ‫ـال تَــري ـ َن مــا مــاتُــوا وال انْــطـ َفـؤُوا‬ ‫‪ 8‬أطــفـ ُ‬
‫ال يَ ْخ ِل ُط املَــــ ْو ُت ب َني الجِ ــدِّ وال َهـــ َز ِل‬ ‫ري ـ َن يــا َصـ ْحـــــرا ُء أَ ْعـ ِر ُفـ ُهــــ ْ‬
‫ـم‬ ‫‪ 9‬أطــفـ ُ‬
‫ـال تَ ـ ْ‬
‫ـرس ِللْقُـب َــلِ‬
‫ات لِ ُعــ ْر ِس الع ُـ ِ‬ ‫لِلْ ُمعجِ َز ِ‬ ‫ـال ت َْشيــ َن يا َو ْعـــــداً أُخَب ِّــئُــهُ‬ ‫‪ 10‬أطــفـ ُ‬

‫شرح المفردات‬
‫كفن التاريخ‪ :‬إشارة إلى نكسة حزيران‪.‬‬ ‫أيّار‪ :‬أراد الشاعر عيد الشهداء‪.‬‬

‫مهارات االستماع‬

‫ثم أجب‪:‬‬ ‫ص‪ّ ،‬‬‫ *استمع إلى الن ّ ّ‬


‫مما بين القوسين‪:‬‬
‫الصحيحة ّ‬ ‫‪١ .١‬اختر اإلجابة ّ‬
‫والوطني‬
‫ّ‬ ‫القومي‬
‫ّ‬ ‫واالجتماعي ـ‬
‫ّ‬ ‫الوطني‬
‫ّ‬ ‫واإلنساني ـ‬
‫ّ‬ ‫(القومي‬
‫ّ‬ ‫مزج الشاعر في نصه بين الطابعين‪:‬‬
‫واالجتماعي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلنساني‬
‫ّ‬ ‫ـ‬
‫‪١ .١‬ضع عنواناً آخر للن ّ ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫مشاعر االعتزاز والفرح‪.‬‬
‫َ‬ ‫ص قراءة جهريّة سليمة معبّرة‪ ،‬متمثّال ً‬ ‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫الصامتة‪:‬‬
‫ •القراءة َّ‬
‫ثم أجب‪:‬‬ ‫ص قراءة صامتة‪ّ ،‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫األول أثرا ً لل ّشهادة في ك ٍّل من األرض واإلنسان‪.‬‬ ‫‪١ .١‬ها ِ‬
‫ت من المقطع ّ‬
‫‪٢ .٢‬اذكر صفتين من صفات جيل المقاومة وردتا في المقطع الثاني‪.‬‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫النص‪.‬‬
‫ثم اختر مايناسبها في ّ‬ ‫تعرف المعاني المختلفة لكلمة (أزل)‪ّ ،‬‬ ‫‪١‬استعن بالمعجم في ّ‬ ‫‪.١‬‬
‫ص معجماً لغويّاً لك ّل من (المقاومة ـ العرس)‪.‬‬ ‫‪٢‬ش ّكل من الن ّ ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫ص مستفيدا ً من المعجمين اللغويّين السابقين‪.‬‬ ‫‪٣‬استنتج الفكرة العامّة للن ّ ّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫‪٤‬صنّف الفكر اآلتية إلى فرعيّة ورئيسة‪:‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫ ‪-‬اإلصرار على المقاومة على الرغم من المعاناة‪.‬‬
‫ ‪-‬ديمومة أعراس المقاومة والتضحية‪.‬‬
‫ ‪-‬األمل بجيل المقاومة‪.‬‬
‫تشرين أزال اآلثار النفسيّة لنكسة حزيران‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ ‪-‬انتصار‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫المشرف‪ .‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪٥‬أشار الشاعر في البيت الثاني إلى ارتباط الماضي المجيد بالحاضر‬ ‫‪.٥‬‬
‫بدمشق وردا في البيت السادس‪.‬‬‫َ‬ ‫شاعر‬‫مظهرين من مظاهر اعتزاز ال َّ‬ ‫َ‬ ‫‪٦‬اذكر‬ ‫‪.٦‬‬
‫‪٧‬بيّن جوانب ثقة الشاعر بجيل المقاومة كما وردت في المقطع الثاني‪.‬‬ ‫‪.٧‬‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫رسالة أراد الشاعر إبالغها لألجيال‪ .‬و ّ‬‫ٍ‬ ‫‪٨‬انطوى المقطع الثاني على‬ ‫‪.٨‬‬
‫‪٩‬استخرج من النص قيماً وجدانيّة يحتاج إليها اإلنسان في مواجهة واقع الضعف والتردّي‪.‬‬ ‫‪.٩‬‬

‫‪28‬‬
‫‪١٠١٠‬قال الشاعر عمر أبو ريشة‪:‬‬

‫األكــــــف بــواتــر‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫نـــبـــال ويف‬ ‫ِس‬ ‫ذل الــحــيــا ِة ويف القو‬
‫مــا حملنا َّ‬

‫ث المضمون‪.‬‬
‫النص من حي ُ‬
‫ ‪-‬وازن بين هذا البيت والبيت الثالث من ّ‬
‫مقومات النصر‪ِ .‬أضف من عندك ّ‬
‫مقومات أخرى‪.‬‬ ‫شاعر عددا ً من ّ‬‫‪١١١١‬ذكر ال َّ‬

‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫مر ٍة‪ .‬بيّن أثر هذا االستعمال في تجلية الحالة‬‫األول فعل األمر غير ّ‬ ‫المقطع ّ‬
‫ِ‬ ‫‪١‬استعمل الشاعر في‬ ‫‪.١‬‬
‫االنفعالية‪.‬‬
‫أثر هذا التكرار في خدمة المعنى‪.‬‬ ‫مرة‪ .‬بيّن َ‬
‫اعر (أطفال تشرين) في المقطع الثّاني غير ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫كرر ال َّ‬
‫‪ّ ٢‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫النص رمزا ً لك ّل من (االنتصار‪ ،‬الهزيمة)‪.‬‬
‫‪٣‬استخرج من ّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫الصورة البيانيّة اآلتية‪( :‬السَّ يف لم يركع)‪ ،‬واذكر وظيفتَين من وظائفها‪.‬‬ ‫‪٤‬حلّل ُّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫محسناً بديعيّاً‪ ،‬واذكر قيمةً من قيمه الفنيّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ت من البيت التَّاسع‬ ‫‪٥‬ها ِ‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪٦‬استخرج مصادر الموسيقا الداخليّة الواردة في البيت العاشر‪ ،‬مستعمال ً طريقة التن ّقل في جميع‬ ‫‪.٦‬‬
‫األنحاء‪.‬‬
‫األول والثاني؟‬
‫العاطفي البارز في ك ّل من المقطعين ّ‬
‫ّ‬ ‫‪٧‬ما الشعور‬ ‫‪.٧‬‬

‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫األمة العربية‪،‬‬
‫تمر بها ّ‬ ‫َّ‬
‫المستجدات التي ّ‬ ‫النص‪ ،‬مع مراعاة‬
‫نثري جديد إلى ّ‬
‫ *تعاون مع زمالئك على إضافة مقطع ّ‬
‫وال سيما أنّ هذه القصيدة كتبت منذ زمن‪.‬‬

‫التعبير الكتابي‬

‫ *أحيت مدرستك حفال ً بمناسبة عيد الشهداء‪ ،‬اكتب تقريراً عن وقائع هذا الحفل مستوفياً عناصر التقرير‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫التطبيقات ال ّلغوية‬

‫‪١ .١‬جاء في القصيدة ذاتها قول الشاعر‪:‬‬

‫يا موقدَ الثلجِ ب ـ َن الصق ِر والـ َوعــلِ‬ ‫ــج الــ ّريــحِ مــنــديـاً لِـ ُمــهـ َرتِـ ِه‬ ‫يــا ِ‬
‫نــاس َ‬
‫ ‪-‬ادرس مبحث عمل اسم الفاعل(‪ ،)1‬ثم اجعل اسم الفاعل الوارد في البيت السابق عامال ً عمل‬
‫فعله‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬اجعل (الشهادة) مخصوصاً بالمدح مستوفياً أنواع الفاعل‪.‬‬
‫‪٣ .٣‬أعرب البيت اآلتي إعراب مفردات وجمل‪:‬‬

‫ــق غيمـ َة الشّ للِ‬


‫فاس َح ْ‬ ‫بني املحيطَ ِ‬
‫يـن ْ‬ ‫ترشي ُن ما َ‬
‫زال يف املــيــدانِ يا وطني‬
‫‪٤ .٤‬استخرج االسمين الممنوعين من الصرف من البيت اآلتي‪ ،‬وها ِ‬
‫ت من عندك ثالث حاالت‬
‫أخرى لمنع االسم من الصرف‪:‬‬

‫ال يخلِ ُط امل َ ُ‬


‫ـوت بني الجِ ــدِّ والهـــ َز ِل‬ ‫أعرفهـم‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أطفال ترشي َن يا صحـرا ُء‬

‫النشاط التحضيري‬

‫ *استعن بمصادر التعلّم على جمع قصائد تمثّل مرحلة ما بعد النكبة‪ ،‬تمهيداً للدرس القادم‪.‬‬

‫‪  1‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث عمل اسم الفاعل‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫الجسر*‬
‫‪5‬‬
‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫محمود درويش (‪2008-1941‬م)‬


‫ُو ِل َد في قرية البروة الفلسطينيّة التي تقع في الجليل شرق ساحل ع ّكا‪ ،‬وط ُ ِردَ منها مع أسرته في‬
‫دوي القنابل عام (‪1947‬م)‪ ،‬ووجد نفسه أخيرا ً مَ َع عشرات آالف الالجئين‬ ‫ّ‬ ‫السادسة من عمره تحت‬
‫عمه عائدا ً إلى فلسطين‪ ،‬طوردَ واعتُقل‬ ‫الفلسطينيّين في جنوب لبنان‪ ،‬وبعد سنة تقريباً تسلّل مع ّ‬
‫وفُرضت عليه اإلقامة الجبريّة مراراً‪ ،‬له ستّة ٌ وعشرون ديواناً شعريّاً‪ّ ،‬أولها (عصافير بال أجنحة) الصادر‬
‫دواوين أخرى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عام (‪1960‬م)؛ ن َ َشرت له دار العودة أعمالَه في مجلّدَين‪ ،‬وصدر له بعدهما‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫رافق‬
‫َ‬ ‫تاريخ القضي ّ ِة الفلسطيني ّ ِة‪ ،‬وما‬
‫ِ‬ ‫بفلسطين منعطفاً ِ‬
‫خطرا ً في‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫النكبة التي حل ّ ْ‬ ‫تمث ّ ُل مرحلة ُ ما بعد‬
‫ب‪ ،‬وتهجي ٍر لهم من معظم ِ األراضي الفلسطينيّة‪ ،‬وإحال ِل المستوطنين الصهاينة‬ ‫ذلك من اضطها ٍد للعر ِ‬
‫فلسطيني لجؤوا إلى الدو ِل‬‫ٍّ‬ ‫عربي‬
‫ٍّ‬ ‫أكثر من مليو ِن‬
‫فتشردَ على إثرها ُ‬
‫ّ‬ ‫القادمين من أقطا ِر العالم ِ محلَّهم‪،‬‬
‫َ‬
‫حلمهم بالعود ِة إلى ديا ِرهم‪،‬‬ ‫العربي ّ ِة المجاور ِة‪ ،‬وسائ ِر البلدا ِن العربي ّ ِة األخرى‪ ،‬ولكنّهم لم يتخلَّوا عن ِ‬
‫ُ‬
‫يمتلكها‬ ‫وهذا ما ترصدهُ قصيدةُ (الجسر) للشاع ِر محمود درويش؛ إذ تتجلَّى فيها اإلرادةُ ُّ‬
‫الصلبة ُ التي‬
‫ٍ‬
‫ودماء‪.‬‬ ‫فلسطين مهما كلَّفهم األمر من ٍ‬
‫عناء وجه ٍد‬ ‫َ‬ ‫الفلسطينيّون في اإلصرا ِر على العود ِة إلى‬
‫ُ‬

‫*  محمود درويش‪ :‬األعامل األوىل (‪ ،)1‬مجموعة (حبيبتي تنهض من نومها–‪ ،)1970‬الطبعة األوىل‪ ،‬رياض الريّس للكتب والنرش‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪2005 ،‬م‪،‬‬
‫‪31‬‬ ‫ص ‪.370-366‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫…‪…١‬‬
‫دام‬ ‫َمشْ ياً َع َل األ ْق ِ‬
‫أو َز ْحفاً عىل األيدي نَ ُعو ُد‬
‫قالوا‬
‫الصخ ُر َيضْ ُم ُر‬ ‫وكانَ َّ‬
‫واملَسا ُء َيداً تَقُو ُد‬
‫ريق إىل الطَّ ِ‬
‫ريق‬ ‫مل َي ْع ِر ُفوا أنَّ الطَّ َ‬
‫د ٌم‪ ،‬و ِم ْص َيدَ ٌة‪َ ،‬و ِب ْيدُ‬
‫َاص ْت‬ ‫كل القَوا ِفلِ َق ْبلَ ُه ْم غ َ‬ ‫ُّ‬
‫وكانَ ال َّنه ُر َي ْب ُص ُق ِض َّف َت ْي ِه‬
‫ِقطَعاً ِم َن اللَّ ْح ِم امل ُ َف َّت ِت‬
‫يف ُو ُجو ِه العائِ ِدي ْن‬
‫كانُوا ثَالثَ َة َعائِ ِدي ْن‬
‫شَ يخٌ ‪ ،‬واِ ْب َنتُهُ (‪،)1‬و ُج ْن ِد ٌّي َق ْ‬
‫ديم‬
‫س‬ ‫َي ِقفونَ عندَ الجِ ْ ِ‬
‫س نَعساناً‪ ،‬وكانَ الل َُّيل ُق َّبع ًة‬ ‫كانَ الجِ ْ ُ‬
‫دقائق َي ِصلونَ ‪ :‬هل يف‬ ‫ٍ‬ ‫وبعدَ‬
‫ِ‬
‫البيت ما ْء؟‬
‫ْتاح ثُ َّم تال ِم َن‬ ‫وتَ َح َّس َس املِف َ‬
‫القُرآنِ آيهْ‬
‫قال الشَّ يخُ ُم ْن َت ِعشاً‪ :‬وك َْم‬ ‫َ‬
‫م ْن َم ْنز ٍِل يف األَ ْر ِض‬
‫َيألَ ُفهُ الفَتى‬
‫نازل يا أيب‬ ‫قال َْت‪ :‬ول ِك َّن امل َ َ‬
‫ُ‬
‫أطالل‬
‫فأجاب‪ :‬تَبنيها َيدَ انِ !‬ ‫َ‬
‫وت‬ ‫صاح َص ٌ‬ ‫َول َْم ُي ِت َّم َحديثَهُ ‪ ،‬إ ْذ َ‬
‫ريق‪ :‬تَعالَوا‬ ‫يف الطَّ ِ‬
‫وتلتهُ طَ ْقطَ َق ُة ال َبنا ِدقِ‬
‫لن َيُ َّر العائِدونْ‬

‫‪  1‬إبنته‪ :‬همزة قطع للرضورة الشعريّة‪.‬‬ ‫‪32‬‬


‫َح َر ُس ال ُحدو ِد ُمراب ٌِط‬
‫يحمي ال ُحدو َد ِم َن ال َحن ْني‬
‫…‪…٢‬‬
‫صاص عىل الَّذي‬ ‫أَ ْم ٌر بِإطْالقِ ال َّر ِ‬
‫س‬ ‫س؛ هذا الجِ ْ ُ‬ ‫َي ْجتا ُز هذا الجِ ْ َ‬
‫ِمق َْصلَ ُة الَّذي ما ز َال َي ْحل ُُم‬
‫بِال َوطَ ْن‬
‫ول أَزا َح ْت َع ْن َجب ِني‬ ‫الطَّلْ َق ُة األُ َ‬
‫اللَّيلِ‬
‫ُق َّب َع َة الظَّال ْم‬
‫والطَّلْ َق ُة األُخرى‪...‬‬
‫أصا َب ْت َقل َْب ُج ْن ِد ٍّي َق ْ‬
‫ديم‬
‫َف إِ ْب َن ِت ِه و َي ْتلو‬ ‫والشَّ يخُ يأ ُخ ُذ ك َّ‬
‫َه ْمساً ِم َن القُرآنِ ُسو َر ْه‬
‫و ِبلَ ْه َجة ٍكَال ُحل ِْم قال‪:‬‬
‫الصغ َري ْه‬ ‫حبيبتي َّ‬ ‫َ‬ ‫عينا‬
‫يل يا ُجنو ُد‪ ،‬و َو ْج ُهها ال َق ِم ِح ُّي يل‬
‫ال تَقْتلُوها‪ ،‬وا ْقتلُوين‬
‫…‪…٣‬‬
‫القتل كال َّتدخ ِني‬ ‫وبرغم أنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫لك َّن ال ُجنو َد "الط ِّيب ْني"‬
‫هارس َد ْف َتٍ‬ ‫الطَّالِع َني عىل ِف ِ‬
‫السن ْني‬ ‫َق َذ َفتْهُ أ ْمعا ُء ِّ‬
‫مل يَ ْق ُتلوا االثن ِني‬
‫ُط يف ِميا ِه ال َّن ْه ِر‬ ‫كانَ الشَّ يخُ يَ ْسق ُ‬
‫وال ِب ْن ُت الَّتي صا َر ْت يَتي َمهْ‬
‫كان َْت ُم َم َّزق َة الث ِ‬
‫ِّياب‬
‫الياسم ْني‬ ‫وطا َر ِعطْ ُر َ‬
‫…‪…٤‬‬
‫والص ْم ُت خ َّي َم م َّر ًة أُخرى‬ ‫َّ‬
‫صق ِض َّفتَيهْ‬ ‫وعا َد ال َّنه ُر يَ ْب ُ‬
‫ِقطَعاً ِم َن اللَّ ْح ِم امل ُ َف َّت ِت‬
‫‪..‬يف وجو ِه العائِدي ْن‬
‫ريق إىل الطَّ ِ‬
‫ريق‬ ‫مل يع ِر ُفوا أنَّ الطَّ َ‬
‫‪33‬‬
‫د ٌم‪ ،‬و ِم ْص َيدَ ٌة‪ ،‬ومل يَ ْعر ِْف أ َحدْ‬
‫شيئاً َع ِن ال َّنه ِر الَّذي‬
‫مي َت ُّص ل ْح َم ال َّنازح ْني‬
‫يوم كالطَّ ْ‬
‫ريق‬ ‫كل ٍ‬ ‫يكب َّ‬
‫س ُُ‬ ‫والجِ ْ ُ‬
‫و ِه ْج َر ُة الدَّ ِم يف ِميا ِه ال َّن ْه ِر تَ ْن َح ُت‬
‫من ِح َص الوادي تَ اثيالً لها لَونُ‬
‫وم‪ ،‬ول َْسع ُة ال ِّذكرى‪ ،‬وطَ ْع ُم‬ ‫ال ُّن ُج ِ‬
‫ال ُح ِّب ح َني يَصريُ أكْربَ م ْن ِعبا َد ْه‬

‫مهارات االستماع‬

‫ب‪:‬‬‫ثم أ ِج ْ‬
‫النص‪ّ ،‬‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫مع إلى ِّ‬
‫ص؟‬‫‪١ .١‬ما القضيّة التي يعرضها الن ّ ّ‬
‫راع في النَّ ّ‬
‫ص‪.‬‬ ‫الص ِ‬‫طرفَي ِّ‬
‫حددْ َ‬ ‫‪ِّ ٢ .٢‬‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫والسرد‪.‬‬ ‫ص قراء ًة جهريّ ًة معبّرةً‪ ،‬وتمثَّلِ النّبرة َ التي يقتضيها ٌّ‬
‫كل من الحوار ّ‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬ ‫ •القراءة َّ‬
‫ص قراء ًة صامتةً‪ ،‬ثم أجب‪:‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫القصة ال ِّشعريّة‪.‬‬
‫‪١ .١‬عدّد شخصيّات ّ‬
‫ص؟‬ ‫بم تسلَّح ك ٌّل من طرفي ِّ‬
‫الصراع في الن ّ ّ‬ ‫‪َ ٢ .٢‬‬

‫‪34‬‬
‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫السياقي كما وردت‬ ‫ثم اختر معناها ِّ‬
‫تعرف المعاني المختلفة للفعل (تال)‪ّ ،‬‬ ‫‪١‬استعن بالمعجم في ّ‬ ‫‪.١‬‬
‫األول‪.‬‬
‫في المقطع ّ‬
‫كون معجماً لغويّاً لك ٍّل من مجالي (العودة والجريمة)‪.‬‬ ‫‪ّ ٢‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫ص؟‬
‫‪٣‬ما مراحل العودة كما عرضها الن ّ ُّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫‪٤‬أ ّكد درويش اإلصرار على العودة برغم ما ينتظر العائدين من مخاطر‪ .‬اذكر مظاهر هذا اإلصرار‬ ‫‪.٤‬‬
‫النص‪.‬‬
‫األول من ّ‬ ‫كما تجلّت لك في المقطع ّ‬
‫بحق العائدين كما ورد في المقطع الثالث؟‬
‫ّ‬ ‫‪٥‬ما الجرائم التي اقترفها الصهاينة‬ ‫‪.٥‬‬
‫النص‪ .‬حدّدهما واذكر داللة ذلك‪.‬‬
‫‪٦‬عمد الشيخ إلى القرآن الكريم في موقفين في ّ‬ ‫‪.٦‬‬
‫ضح تأثير ك ّل منهما في اآلخر‬
‫‪٧‬تمثّل شخصيّتا الشيخ وابنته جيلين من الفلسطينيّين‪ .‬اذكرهما‪ ،‬وو ّ‬ ‫‪.٧‬‬
‫النص‪.‬‬
‫من ّ‬
‫أي فعل‪.‬‬
‫النص هامشيّة ذكرها الشاعر في موقفين‪ ،‬ولم يُسند إليها ّ‬ ‫الجندي في ّ‬
‫ّ‬ ‫‪٨‬بدت شخصيّة‬ ‫‪.٨‬‬
‫اذكر هذين الموقفين‪ ،‬مبيّناً غاية الشاعر من ذلك‪.‬‬
‫السخرية من الجنود الصهاينة‪ ،‬مثّل لذلك من المقطع الثّالث‪ ،‬واذكر الهدف من‬ ‫تعمد الشاعر ُّ‬
‫‪ّ ٩‬‬ ‫‪.٩‬‬
‫تلك السخرية‪.‬‬

‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫رات التي تد ّل على‬
‫والسردي في تقديم حكايته‪ ،‬ما المؤ ّش ُ‬‫ّ‬ ‫الشاعر بين النمطَين الوصفي‬
‫ُ‬ ‫‪ّ ١‬لون‬ ‫‪.١‬‬
‫ذلك؟‬
‫ضح‬‫هاتها‪ .‬و ّ‬‫ج ِ‬
‫النص للكشف عن أعماق الشخصيّات وتو ّ‬ ‫الشاعر إلى أسلوب الحوار في ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪٢‬لجأ‬ ‫‪.٢‬‬
‫النص‪.‬‬
‫ذلك من ّ‬
‫نصه‪ ،‬فما الذي رمز إليه ك ٌّل من‪:‬‬
‫اعر على الرمز في ّ‬ ‫‪٣‬ات ّكأ ال ّش ُ‬ ‫‪.٣‬‬
‫الجسر ـ النهر ـ الطريق ـ الليل‪.‬‬
‫ثم اذكر وظيفة من وظائف ك ٍّل منهما‪.‬‬ ‫‪٤‬حلّل الصورتين اآلتيتين‪( :‬هجرة الدم ـ القتل كالتَّدخين)‪ّ ،‬‬ ‫‪.٤‬‬

‫‪35‬‬
‫ضح المعاني اآلتية‪:‬‬
‫‪٥ .٥‬استخرج من المقطعين الثالث والرابع صورا ً تو ّ‬
‫الصهيوني في فلسطين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬عدم شرعيّة الوجود‬
‫ ‪-‬كثرة القتلى الفلسطينيّين الحالمين بالعودة‪.‬‬
‫ ‪-‬تعاظم حلم العودة‪.‬‬
‫‪٦ .٦‬تتبّع عاطفة ك ّل من الشيخ وابنته من خالل الحوار الذي دار بينهما‪ ،‬مؤيّدا ً ما تذهب إليه‬
‫بال ّشواهد المناسبة‪.‬‬
‫النص‪،‬‬
‫‪٧ .٧‬من مصادر الموسيقا الداخليّة (تكرار الصيغ االشتقاقيّة ـ تكرار الحروف)‪ .‬مثّل لذلك من ّ‬
‫ثم اذكر مصادر أخرى أغنت اإليقاع الموسيقي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫النص شخصيّة مؤثّرة في مجريات األحداث و إغناء الحوار‪ ،‬ث َّم أج ِر التغيير‬
‫الجندي القديم في ّ‬
‫ّ‬ ‫ *اجعل شخصيّة‬
‫ّ‬
‫اللزم‪.‬‬

‫التعبير الكتابي‬

‫قصة قصيرة ملتزماً عناصرها‪.‬‬


‫النص إلى ّ‬
‫حول ّ‬‫ * ّ‬
‫ •التعبري األد ّيب‪:‬‬
‫شغلت القضايا الوطنيّة والقوميّة اهتمام األدباء العرب في العصر الحديث‪ ،‬فعبّروا عن فرحتهم‬
‫تمسك‬ ‫الغربي‪ ،‬وأ ّكدوا استمرار معارك المواجهة أمام المعتدين ّ‬
‫الصهاينة‪ ،‬مبرزين ّ‬ ‫ّ‬ ‫بجالء المستعمر‬
‫جرين منهم على العودة إليها حيناً آخر‪.‬‬
‫الفلسطينيّين بأرضهم حيناً‪ ،‬وإصرار المه ّ‬

‫ *ناقش الموضوع السابق‪ ،‬وأيّد ما تذهب إليه بالشواهد المناسبة‪ ،‬موظ ّفاً الشاهد اآلتي‪:‬‬
‫ ‪-‬قال هارون هاشم رشيد‪:‬‬

‫ونــــغــــرق يف دافـــــئـــــات املــنــى‬ ‫ســــرجــــع يـــــومـــــاً إىل حــ ّيــنــا‬

‫‪  1‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث عالمات اإلعراب‪.‬‬ ‫‪36‬‬


‫التطبيقات ال ّلغوية‬
‫(‪)1‬‬
‫مما في‬
‫في األسماء واألفعال مستفيدا ً ّ‬ ‫‪١ .١‬ادرس مبحث عالمات اإلعراب األصليّة والفرعيّة‬
‫األسطر اآلتية‪:‬‬
‫وكان النه ُر يبصق ضفّتيه‬
‫قطعاً من اللحم املف ّتت‬
‫كانوا ثالثة عائدي ْن‬
‫قديم‬
‫وجندي ْ‬‫ٌّ‬ ‫شيخٌ ‪ ،‬وإبنتُهُ ‪،‬‬
‫رس‬
‫يقفونَ عندَ الج ِ‬
‫ثم ن ّفذ النشاط الذي يليها‪:‬‬
‫‪٢ .٢‬اقرأ األسطر اآلتية‪ّ ،‬‬
‫الطريق إىل الطريق‬ ‫َ‬ ‫مل يعرفوا أنَّ‬
‫د ٌم‪ ،‬ومصيد ٌة‪ ،‬وبيدُ‬
‫غاصت‬ ‫كل القوافلِ قبلَهم َ‬ ‫ُّ‬
‫وكان النهر يبصق ضفّتيه‬
‫حرس الحدود ُمراب ٌِط‬‫ُ‬
‫الدم يف مياه النهر تن َح ُت‬ ‫وهجر ُة ِ‬
‫النجوم‬
‫ِ‬ ‫من حىص الوادي متاثيالً لها لونُ‬
‫ ‪-‬استخرج الجمل االسميّة الواردة في األسطر السابقة‪ ،‬واذكر نوع ركني ك ّل منها‪.‬‬

‫‪٣ .٣‬اشرح قاعدة اإلبدال(‪ )1‬في الكلمات التي تحتها خ ّ‬


‫ط فيما يأتي‪:‬‬
‫كانُوا ثالث َة عائِدين‬
‫وبعد دقائِق يَصلُون‪ :‬هل يف ِ‬
‫البيت ماء؟‬

‫‪٤ .٤‬اشرح قاعدة كتابة التّاء المربوطة والمبسوطة في الكلمات اآلتية‪:‬‬


‫غاصت ـ قبّعة ـ الصَّ ْمت‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪  1‬راجع القاعدة العا ّمة مبحث اإلبدال‪.‬‬


‫أدب المقاومة*‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪6‬‬
‫المطالعة‬

‫الدكتورة جناح ّ‬
‫العطار (‪1933‬م)‬
‫مدرسة في‬
‫ثم حصلت على الدكتوراه عام (‪1958‬م)‪ ،‬عملت ّ‬ ‫تخرجت في كليّة اآلداب‪ّ ،‬‬ ‫أديبة ٌ سوريّة‪ّ ،‬‬
‫القومي‪ ،‬عُيّنت نائباً‬
‫ّ‬ ‫ثانويّات دمشق‪ ،‬وبعدها في مديريّة التأليف والترجمة‪ .‬تولّت وزارة الثقافة واإلرشاد‬
‫ٍ‬
‫أوسمة دوليّة‪ .‬من مؤلّفاتها‪ :‬مجموعة ٌ قصصيّة‬ ‫لرئيس الجمهوريّة عام (‪2006‬م)‪ ،‬وقد حصلت على عدّة‬
‫النص‪.‬‬
‫بعنوان (من يذكر تلك األيام)‪ ،‬ودراسة ٌ بعنوان (أدب الحرب) أخذ منها هذا ّ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫…‪…١‬‬
‫تصير شعرا ً ما لم تص ِر المقاومة ُ فعال ً‪،‬‬ ‫ت حدساً في الشعر‪ ،‬لكنَّها ال‬ ‫ِ‬
‫المقاومة قد كان َ ْ‬ ‫إ ّن الرغبةَ في‬
‫ُ‬
‫يسبق‬
‫ُ‬ ‫الناس‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يبلغه‬
‫يحث عليه‪ ،‬وحين ُ‬ ‫ُّ‬ ‫يسبق‪ ،‬ويومئُ إلى الشيء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬وسائر الفنو ِن كذلك‪-‬‬
‫ُ‬ ‫الشعر‬
‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫اف الذي يرودُ المجاه َل‬ ‫ِ‬
‫الشيء اآلخ ِر‪ ،‬المستقب ِل‪ ،‬اآلتي‪ ،‬فكأنّه الك ّش ُ‬ ‫مر ًة أخرى إلى‬‫الناس‪ ،‬ليومئ ّ‬
‫َ‬ ‫هو‬
‫ق‪،‬‬ ‫آفاقها‪ ،‬ويحثُّهم على إدرا ِك تلك اآلفا ِ‬ ‫ويخبرهم بما استطل َع من ِ‬
‫ُ‬ ‫المكتشفين لها‪،‬‬
‫َ‬ ‫معبّرا ً عن صبو ِة‬
‫فأرحب وأغنى وأفض َل أبداً‪.‬‬
‫َ‬ ‫أرحب‬
‫َ‬ ‫ق أخرى‪،‬‬ ‫الستطالع آفا ٍ‬
‫ِ‬ ‫ويطير أمامهم‬
‫ُ‬

‫*  أدب الحرب‪ ،‬ح ّنا مينة‪-‬نجاح العطّار‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة و اإلرشاد القومي‪ ،‬دمشق‪١٩٧٦ ،‬م ص‪ ٢٣٥-٢٢٦‬بترصف‪.‬‬ ‫‪38‬‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫المقاومة‪ ،‬وكذلك كان شأن أد ِ‬ ‫ِ‬
‫المقاومة في‬ ‫ب في الحروب‪ ،‬وأدب‬‫ب الحرو ِ‬ ‫كذلك كان شأن أد ِ‬
‫ِ‬
‫لمواجهتها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫التضحية‬ ‫روح‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫وبث‬ ‫المخاطر‪،‬‬
‫َ‬ ‫استشرف اآلفا َق‪ ،‬ورأى‬
‫َ‬ ‫العربي‪ .‬إنّه‬
‫ِّ‬ ‫الفلسطيني‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫المقاومة‬
‫الوجداني لها‪ ،‬وهو‬ ‫المحرك‬
‫ِّ‬ ‫فلما كانت كان هو التعبير عنها‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬
‫للمقاومة قبل أن تكون‪ّ ،‬‬ ‫وأرهص‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫الضمير المترجم عن غاياتها‪.‬‬

‫الصهيوني لفلسطين العربي ّ ِة في‬ ‫ت المقاومة ُ الفلسطينيّة ُ فعال ً مسلّحاً َّ‬


‫ضد االحتال ِل‬ ‫ولئن كان ِ‬
‫ّ‬
‫النكبة في عام (‪1948‬م)‪ ،‬وكانت قبله فعال ً‬ ‫ِ‬ ‫الستينيّات‪ ،‬لقد كانت فعال ً مقا ِوماً لهذا االحتالل منذ‬
‫الصهيوني‪.‬‬ ‫البريطاني الذي خل ّ َ‬
‫ف االحتال َل‬ ‫ِّ‬ ‫ثوريّاً َّ‬
‫ضد االحتال ِل‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫لمرحلة ما بعد‬ ‫‪-‬والشعر أبرزهُ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫المقاومة‬ ‫ومع أ ّن كالمنا في هذا البحث سيقتصر على أد ِ‬
‫ب‬
‫ُ‬
‫الشعر المقاوم ُ وجودا ً‬
‫ُ‬ ‫السابع من حزيرا َن (‪1967‬م)‪ ،‬حيث صارت المقاومة ُ وجودَ مقاومة‪ ،‬وصار‬ ‫ِ‬
‫ورفاقه من شعراء الثور ِة الفلسطيني َِّة عام (‪1936‬م) ضروريٌّ‬
‫ِ‬ ‫بالقسام‬
‫ّ‬ ‫التذكير‬ ‫المقاومة‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ألد ِ‬
‫ب‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األشياء ِ‬
‫بعضها ببعض‪.‬‬ ‫لرص ِد المأتى الشعريِّ ‪ ،‬ولربط‬

‫ِ‬
‫أقرانه‪.‬‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬بين‬
‫ِّ‬ ‫الفلسطيني عبد الرحيم محمود‪ ،‬في بدايا ِ‬
‫ت الشع ِر الثوريِّ‬ ‫ُّ‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫تفردَ‬
‫لقد ّ‬
‫بالممارسة الثوري َِّة‪ ،‬وفي ذلك يقول‪:‬‬
‫ِ‬ ‫كان بينهم الممارسةَ الشعريَّةَ الملتزمةَ التزاماً كامال ً‬

‫وألــقــي بِـــــــها يف مــهــاوي الـــ َّر َدى‬ ‫ســـأحـــمـــل روحـــــي عـــى را َحـــتـــي‬
‫ُ‬

‫ــغــيــظ الــ ِعــدى‬


‫ُ‬ ‫ـــــات يَ‬
‫ٌ‬ ‫وإ َّمــــــــا َم‬ ‫ـــديـــق‬
‫َ‬ ‫الـــص‬
‫ر َّ‬ ‫فـــإ َّمـــا حـــيـــا ٌة تــــ ُّ‬
‫ونــــيــــل املــنــى‬
‫ُ‬ ‫ورو ُد املـــنـــايـــا‬ ‫الــــر ِ‬
‫يــــف لــهــا غــايــتــانِ‬ ‫ونـــفـــس َّ‬
‫ُ‬
‫…‪…٢‬‬
‫فلسطين‬
‫َ‬ ‫الصهيوني ألرض‬
‫ّ‬ ‫االغتصاب‬
‫ُ‬ ‫فلسطين المحتلَّة وخارجها هي‬ ‫َ‬ ‫إ ّن قضيَّة الجماهير العربيَّة في‬
‫َّث باألرض‪ ،‬وممارسة ُ‬ ‫وتهجيرهم‪ ،‬واضطهادُ مَ ْن رفض منهم الهجر َة وتشب َ‬ ‫ُ‬ ‫أهلها العر ِ‬
‫ب‬ ‫وتذبيح ِ‬
‫ُ‬ ‫العربي ّ ِة‪،‬‬
‫مذبحة كفر قاسم‪ ،‬واحتالل‬ ‫ِ‬ ‫أنواع التميي ِز العنصريِّ عليهم‪ ،‬بل محاولة ُ إبادَ ِتهم كما جرى في‬ ‫ِ‬ ‫أقسى‬
‫ب‪،‬‬ ‫من العر ِ‬
‫ب حزيرا َن (‪1967‬م)‪ ،‬وتذبيح أعدا ٍد كبير ٍة أخرى َ‬ ‫المزي ِد من األراضي العربي َِّة في حر ِ‬
‫ِّ‬
‫وأشدها بربريّةً‬ ‫ِ‬
‫بمختلف الوسائ ِل‬ ‫الصهيوني‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وأمالكهم‪ ،‬والسعي‬ ‫وتهجيرهم واالستيالء على ِ‬
‫بيوتهم‬
‫ّ‬
‫الروح القومي ّ ِة والوطني ّ ِة العربي ّ ِة في ك ِّل شب ٍر دن ّ َسه االحتال ُل‬
‫ِ‬ ‫العربي‪ ،‬وقت ِل‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫للقضاء على العنص ِر‬ ‫ودناء ًة‪،‬‬
‫‪39‬‬ ‫الغاصب‪.‬‬
‫ِ‬
‫بمختلف‬ ‫والوجودي‪ ،‬إزاء هذا االضطها ِد‪ ،‬هو مقاومتُه‪ ،‬القتال َّ‬
‫ضده‬ ‫ُّ‬ ‫الحياتي‬
‫ُّ‬ ‫الطبيعي‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫وردُّ الفع ِل‬
‫ِ‬
‫األسلحة‪:‬‬ ‫أنواع‬
‫ِ‬

‫نح ُن يا أختا ُه من عرشي َن عام‬


‫نكتب أشعاراً‪ ،‬ولك َّنا نقاتِل‬
‫نح ُن ال ُ‬
‫…‪…٣‬‬
‫يتضم ُن‬
‫ّ‬ ‫عربي) ال ينطوي هتافُه على التحدّي فقط‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫يهتف محمود درويش (سجِّ ْل ‪ ..‬أنا‬ ‫ُ‬ ‫عندما‬
‫ٍ‬
‫مقاومة‬ ‫الشعر فع َل‬
‫ُ‬ ‫فلسطين المحتل ّ ِة‪ ،‬التي يأتي‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫لعروبة‬ ‫الصهيوني‬
‫ّ‬ ‫الصور َة النقيضةَ‪ ،‬وهي عمليّة ُ االغتيا ِل‬
‫س‪ ،‬زاوية ُ ِ‬
‫البناء المقاومِ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫للعروبة هو نقطة ُ األسا ِ‬ ‫ضدها‪ .‬وهذا الح ُّد الحادُّ في المبتدأ التوكيديِّ‬ ‫بالكلمة َّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫النقطة بالذات‪ ،‬والمقاومة ُ‬ ‫إن الصهاينَة يطلقون على هذه‬ ‫أطراف البناء كلُّها‪َّ .‬‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫تتفر ُ‬
‫وعنها‪ ،‬ومنها‪َّ ،‬‬
‫الصهيوني أن يعوا ذلك‪ ،‬وأن‬ ‫ينبغي أن تنشأ من هذه النقطة بالذات‪ ،‬وعلى العر ِ‬
‫ب في ظ ِّل االحتال ِل‬
‫ّ‬
‫الصارخ الذي هو ح ٌّد‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫التحدي‬ ‫عروبتهم شعارا ً لمقاومَ ِتهم في ذلك‬
‫ِ‬ ‫يتيقظُّوا له ويعت ُّزوا ِبه ويجعلوا من‬
‫ت‪.‬‬ ‫بين الوط ِن والمو ِ‬

‫يصدر عن تجري ٍد يجع ُل‬‫ُ‬ ‫والتجميع حول هذا المنطل ِق‪ ،‬ال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإليقاظ‬ ‫المقاومة‪ ،‬في عملي ّ ِة‬
‫ِ‬ ‫شعر‬
‫لك َّن َ‬
‫ت‬ ‫المكونا ِ‬
‫ِّ‬ ‫العربي تاريخاً وحاضرا ً ومستقبال ً‪ ،‬وبك ّل‬
‫ِّ‬ ‫الواقع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العروبة لفظةً‪ .‬إنّه يربط ُها بك ِّل عناص ِر‬ ‫من‬
‫ب‪ ،‬وزهرة البرتقالِ‪،‬‬ ‫ت اإلنساني َِّة والوطني َِّة‪ .‬يستم ُّدها من ّ‬
‫ذر ِة الترا ِ‬ ‫المقوما ِ‬‫ِّ‬ ‫القومي َِّة والشعبي َِّة‪ ،‬وك ِّل‬
‫واألفراح‬
‫ِ‬ ‫ق والغرو ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫وسياج الحاكورة‪ ،‬والشرو ِ‬
‫ِ‬ ‫القمح‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وخضرة الزيتون‪ ،‬ونافذة البيت‪ ،‬وحق ِل‬
‫س الذين هم أص ُل ك ِّل هذه األشياء‪ ،‬امتزاجاً ونماء ً وعمال ً‪،‬‬ ‫ت واألساطير‪ ،‬والنا ِ‬ ‫واألتراح‪ ،‬والحكايا ِ‬
‫فات على صور ٍة أجم َل فيما‬‫ت تأتي لالستثار ِة ال الحسر ِة‪ ،‬لتكو َن فع َل صمو ٍد هدف ُ ُه استعادةُ ما َ‬
‫وذكريا ٍ‬
‫هو آت‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الغربة واالغتراب‬
‫املهجري‬
‫ّ‬ ‫في األدب‬ ‫‪2‬‬
‫قراءة متهيديّة‬ ‫األدب المهجريّ‬ ‫الدرس األ ّول‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫وطني!‬ ‫الدرس الثّاين‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫المهاجر‬ ‫الدرس الثّالث‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫الغاب‬ ‫الدرس ال ّرابع‬

‫مطالعة‬ ‫المتجدد‬
‫ّ‬ ‫رسالة الشرق‬ ‫الدرس الخامس‬

‫‪41‬‬
‫األدب المهجري*‬
‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫قراءة تمهيديّة‬

‫المهجري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪١.١‬نشأة األدب‬
‫تنزح إلى المهاج ِر األمريكي َِّة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مواكب المهاجرين العرب‬ ‫ُ‬ ‫شرعت‬
‫ْ‬ ‫عشر‬
‫َ‬ ‫من ُذ أواخ ِر القرن التاس َع‬
‫طبيعتهم منحد ٍر إليهم‬‫ِ‬ ‫طموح كام ٍن في‬
‫ٍ‬ ‫بعض الباحثين هجرت َهم إلى‬ ‫والسيّما من سورية ولبنان؛ فعزا ُ‬
‫ف‬ ‫ٍ‬
‫مرونة وقدر ٍة على التكي ّ ِ‬ ‫البحار‪ ،‬وإلى ما اكتسبوهُ من‬ ‫َ‬ ‫القفار وخاضوا‬
‫َ‬ ‫بالفطر ِة من أجدا ٍد جابوا‬
‫محيط نزلوه‪ ،‬وذهب آخرون في تفسي ِر عوام ِل الهجر ِة إلى العام ِل االقتصاديِّ ‪ ،‬فقد‬ ‫ٍ‬ ‫السريع في أيِّ‬
‫ِ‬
‫ت األرزا َق‬ ‫حكومات استبداديّة ٌ فاسدةٌ استحل ّ ِ‬
‫ٌ‬ ‫توالت عليها‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫غاشمة‪،‬‬ ‫سلطنة عثماني ّ ٍة‬
‫ٍ‬ ‫عاشوا في ظ ِّل‬
‫ب‬‫ب بح ِّق العر ِ‬ ‫ف القه ِر والتعذي ِ‬ ‫جور العثمانيّين وما مارسوهُ من صنو ِ‬ ‫ت‪ .‬وهناك من رأى َ‬ ‫ت الثروا ِ‬ ‫ونهب ِ‬
‫والعوز‪ ِ،‬فانطلقوا يبحثو َن عن الحري ّ ِة‬ ‫َ‬ ‫سبباً لهجر ِة المهاجرين الذين ع َّز عليهم أن يعيشوا أسيري الظلم ِ‬
‫ف العالم ِ الجدي ِد في المهاج ِر‬ ‫واالكتفاء‪ .‬وكان بين الذين نزحوا عن شاطئ البح ِر المتو ِّس ِط إلى ضفا ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪ ،‬وامتلكوا‬ ‫جوانحهم قلوباً متوثّبةً للحري َِّة واإلنصا ِ‬‫ِ‬ ‫ب الذين حملوا بين‬ ‫األمريكي ّ ِة جماعة ٌ من الشبا ِ‬
‫أدب المهجر‪.‬‬ ‫األدبي َ‬
‫ِّ‬ ‫بنتاجهم‬
‫ِ‬ ‫الذين ش ّكلوا‬
‫َ‬ ‫فكرا ً نيّرا ً وخياال ً ِخصباً‪ .‬أولئك هم األدباء ُ المث ّقفو َن‬

‫‪٢.٢‬أبرز موضوعات األدب في المهجر‬


‫‪١.١‬الحنني والغربة‬
‫مهجري حتى تطال َعك هذه النغمة ُ الحزينة ُ الشاكية وتستوقفك‬‫ّ‬ ‫ال تكاد تقرأ ديوان شاعر‬
‫غربة في بالدهم ‪ ،‬وأخرى في مغترباتهم‬‫أنّات االغتراب الرهيبة‪ ،‬إذ عانى المهجريون من غربتين‪ٍ :‬‬
‫أنفسهم غرباء َ ضائعين يحاصرهم‬ ‫القارة األمريكيَّة‪ ،‬ليجدوا َ‬
‫المراكب إلى شواطئ َّ‬
‫ُ‬ ‫حين ألقت بهم‬
‫تزخر‬ ‫ِ‬
‫البائسة في صو ٍر‬ ‫مهرب منهما‪ ،‬وهذا ما دفعهم إلى ترجمة تلك اللحظا ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫وقهر ال‬
‫ٌ‬ ‫فقر‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫جر ينابيع الحنين المترعة بمشاهد الطفولة‬‫بالمرارة واألسى‪ ،‬وتجلو خلجات القلوب المعذّبة‪ ،‬وتف ّ‬
‫البؤس‬
‫ُ‬ ‫لتطفو على سطح الذاكرة لوال هذا‬
‫َ‬ ‫الذكريات‬
‫ُ‬ ‫وأطياف المرابع القديمة‪ ،‬وما كانت هذه‬
‫واإلحساس بالضياع والغربة ؛ لذلك ارتبط شعر الحنين في إبداعات المهجريّين بما عانَوه‬
‫ُ‬ ‫الممض‬
‫ّ‬

‫*  لالستزادة يُنظر يف‪:‬‬


‫‪ -‬عيىس الناعوري‪ :‬أدب املهجر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1997 ،‬دار املعرفة‪ ،‬جمهوريّة مرص العربيّة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عمر الدقّاق‪ :‬شعراء العصبة األندلس ّية ‪،‬الطبعة الثانية ‪ ،1978‬دار الرشق بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬جورج صيدح‪ :‬أدبنا وأدباؤنا يف املهاجر األمريك ّية ‪،‬الطبعة الثالثة ‪، 1998‬مكتبة السائح طرابلس‬
‫القومي يف املهجر الجنو ّيب‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1973‬دار الفكر دمشق ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬د‪ .‬عزيزة مريدن‪ :‬الشعر‬ ‫‪42‬‬
‫وخير ما نستد ّل به على‬ ‫ُ‬ ‫من قسوة االغتراب التي ولَّدت هذه األشواق المحتدمة في النفوس‪،‬‬
‫لتتحول‬
‫ّ‬ ‫المغرب مفصحاً عن مشاعر األم ّ المترقّبة‬
‫ّ‬ ‫ذلك مشه ٌد رواه شفيق معلوف يروي حكاية‬
‫أحاسيسها إلى عذاب يُضاف إلى آالم االغتراب القاسية ‪:‬‬

‫ـف األُ ْف ِ‬
‫ـــــق أفقا‬ ‫وراح يــــرو ُد خــلـ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فـــــوق املــــــوجِ عنقا‬ ‫رشا ٌع مــــدَّ‬
‫فـــأشـــاح عــنــهُ الـــوجـــهَ طلقا‬
‫َ‬ ‫لـــه‬ ‫ـى تــبــدّ ى الـــشَّ ُّ‬
‫ـــط ج ـ ْه ـاً‬ ‫يُـــ ِق ُّ‬
‫ـــل فــتـ ً‬
‫تــــــذوب إلـــيـــه تَــحــنــانــاً وشــوقــا‬
‫ُ‬ ‫وغــــــا َد َر عــنــد صــخــ ِر الـــشَّ ِّ‬
‫ـــط أ َّمـــاً‬

‫ومل تــشــبِــ ْعــه تــقــبــيــاً ونــشــقــا‬ ‫آب مـــ ْن ســفــ ِر رشاعٍ‬


‫تُــــرى هـــل َ‬
‫‪٢.٢‬البؤس والشقاء‪:‬‬
‫منّى المهجريّون أنفسهم بالرغد والرفاه عندما تكدّسوا على ظهور المراكب التي قذفتهم على‬
‫شواطئ الغربة‪ ،‬وسرعان ما خابت أمانيهم حين اصطدموا بواقع حالك ال يجدون فيه ما يس ّد الرمق‬
‫عما يتطلبه تحصي ُل الرز ِ‬
‫ق من أعمال ال ت ُحتَمل وال ت ُطاق‪ ،‬وهذا ما أشعل‬ ‫ويمسك الحياة‪ ،‬ناهيك ّ‬
‫حمص فرارا ً من الجوع والعوز‬
‫َ‬ ‫جحيم المعانا ِة وفتّح أبوابَها الواسعةَ‪ ،‬وهاهوذا حسني غراب يترك‬
‫َ‬
‫الموت إلنهاء‬
‫َ‬ ‫ليجد نفسه أمام معاناة أش ّد وطأة‪ ،‬وأضيع منه وهو في مدينته‪ ،‬حتى بات يستجدي‬
‫مأساته‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫خـــاب‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بـــــال ونــجــمــي‬ ‫ورشاعــــــي‬ ‫زورقــــــي تــــائِــــهٌ وزادي قــلــيـ ٌـل‬

‫بـــاب‬
‫كـــل ِ‬‫الـــيـــأس دونــــه َّ‬
‫ُ‬ ‫أوصـــــدَ‬ ‫بــــريــــق رجـــــا ٍء‬
‫ُ‬ ‫كـــلّـــا الح يل‬

‫واضـــطـــراب‬
‫ِ‬ ‫ونـــجـــا ًة مـــن حـــــر ٍة‬ ‫إنّ يف املــــوت راحـــــ ًة مـــن عــنــا ٍء‬

‫‪43‬‬
‫‪٣.٣‬القوم ّية واإلنسان ّية‪:‬‬
‫األدب‬
‫ُ‬ ‫المغر ِ‬
‫ب عزلة روحيّة‪ ،‬فكان ذلك‬ ‫َّ‬ ‫ترعرع أدب المهجريّين في بالد صاخبة فرضت على‬
‫النفس ّإل في رحاب‬ ‫ث عن الخالص والسعادة المفقودة‪ ،‬ال يج ُد ما تطيب له‬ ‫زفر َة َّ‬
‫معذب باح ٍ‬
‫ُ‬
‫جر كوامن االعتزاز واالنتماء للوطن‪ ،‬وتجلّت هذه الكوامن في صور شتّى نحو‬
‫األمر الذي ف ّ‬
‫ُ‬ ‫بالده‪،‬‬
‫ما جاء على لسان إلياس فرحات ‪:‬‬

‫منك وقلبي ِ‬
‫فيك مل يَــ َز ِل‬ ‫هــا َج ـ ْر ُت ِ‬ ‫دا ُر الــعــروب ـ ِة دا ُر الــحـ ِّ‬
‫ـب والــغـ ِ‬
‫ـزل‬

‫والــعــرب زاحــف ـ ٌة يــا ُ‬


‫أرض فاشتعيل‬ ‫ُ‬ ‫شمس فانْطَ ِفئي‬
‫ُ‬ ‫ـرب واقــف ـ ٌة يــا‬
‫الــعـ ُ‬
‫س أولئك الشعراء َ رسالتَهم اإلنسانيَّةَ‪ ،‬رسالةَ الشرق إلى العالم‬
‫القومي لم يُن ِ‬
‫ّ‬ ‫بيد أ ّن هذا النزوع‬
‫حروب فيها وال خصام‪ ،‬يسودها‬ ‫َ‬ ‫أجمع‪ ،‬بما تحمله من محبّة وإخاء‪ ،‬وتطلّع إلى حياة مُثلى ال‬
‫وتتوجها الغبطة‪ ،‬ينعم فيها اإلنسان بالخير والفضائل والجمال‪ ،‬بعيدا ً عن ضجيج الحياة‬ ‫العدل ّ‬
‫جاف ال‬
‫ّ‬ ‫مادي‬
‫ّ‬ ‫وصراع بنيها ولهاثهم خلف رغباتهم المضطربة وأهوائهم المتصارعة في عالم‬
‫تلمسه في قول إيليا أبي ماضي‪:‬‬ ‫روح فيه‪ ،‬وذلك ما يمكن ّ‬

‫أنــــت فــرقــدْ‬
‫َ‬ ‫مـــا أنـــا َفــحــمــ ٌة وال‬ ‫ِـــك ع ِّني‬ ‫يــا أخـــي ال تَ ِ ْ‬
‫ــــل بِـــو ْجـــه َ‬
‫ّْ‬
‫والــصــد‬ ‫فــلــاذا يــا صــاحــبــي ال ـ ِّتــيــهُ‬ ‫الــــــرى وإلـــيـــ ِه‬
‫َّ‬ ‫أنـــــت مــثــي مـــن‬
‫َ‬

‫‪٣.٣‬مدارس األدب في المهجر وخصائصها‪:‬‬


‫الشمالي في‬
‫ِّ‬ ‫فئة المهج ِر‬ ‫أدب مهجريٌّ انقسم أدباؤه فئتَين‪ِ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫المهاجر األمريكي ّ ِة‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫ُول َد في رحا ِ‬
‫والسيما في البرازي ِل‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫الجنوبي في أمريكا الجنوبي ّ ِة‬
‫ِّ‬ ‫وفئة المهج ِر‬‫ت المتَّحد ِة األمريكي ّ ِة‪ِ ،‬‬‫الواليا ِ‬
‫وثرائ ِه‪ .‬وقد‬
‫ِ‬ ‫النتاج المهجريِّ‬
‫ِ‬ ‫بداية القر ِن العشرين‪ ،‬وأسهمتا في ِ‬
‫إغناء‬ ‫ت واح ٍد مع ِ‬ ‫ظهرت الفئتا ِن في وق ٍ‬
‫الجنوبي فش ّكلوا العصبةَ األندلسيّةَ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الشمالي الرابطةَ القلميّةَ أمّا أدباء ُ المهج ِر‬
‫ِّ‬ ‫ش ّك َل األدباء ُ في المهج ِر‬

‫ ‪ .‬أالرابط ُة القلم ّي ُة‪:‬‬


‫س ض َّم أدباء َ سوريّين وآخرين لبنانيّين‪ ،‬وكانت الغيرةُ على‬ ‫َت عام (‪ )1920‬في مجل ٍ‬ ‫ُولد ْ‬
‫التماس‬
‫َ‬ ‫ق قلوبَ ُهم؛ لذا حاولوا‬
‫يؤر ُ‬ ‫ِ‬
‫المؤلمة ّ‬ ‫ِ‬
‫حالته‬ ‫واألسف على‬
‫ُ‬ ‫نفوسهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫تلتهب في‬
‫ُ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫األد ِ‬
‫ت اآلراء ُ على استحسا ِن فكر ِة‬ ‫وسرعان ما التأم ِ‬ ‫ِ‬
‫الطويلة وجمود ِه الثقي ِل‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫عثرته‬ ‫إلقالته من‬ ‫ِ‬ ‫السب ِل‬
‫األدباء منهم‪ :‬نسيب عريضة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحقيقها‪ .‬وقد أ َّسس تلك الرابطةَ نخبة ٌ من‬ ‫الرابطة والسعي إلى‬ ‫ِ‬
‫وغيرهم‪ ،‬ونشروا‬ ‫ُ‬ ‫وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي وعبد المسيح حدّاد‬ ‫‪44‬‬
‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫السائح ــــ لصاحبها عبد المسيح حدّاد ــــ الَّتي حملت للوط ِن‬
‫ِ‬ ‫األدبي في جريد ِة‬
‫َّ‬ ‫جهم‬ ‫نتا َ‬
‫(السائح) كانت مجلَّة ُ الفنون ـــ لصاحبها نسيب عريضة ــــ ميدا َن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قرائحهم اليانعةَ‪ .‬وقب َل‬ ‫ثمار‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫نشوء الرابطة‪.‬‬ ‫احتجبت قبل‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الرابطة‪ ،‬ولكنَّها‬ ‫ِ‬
‫أعضاء‬ ‫أقالم ِ‬

‫األدبي‪ ،‬وقد‬
‫ِّ‬ ‫والنتاج‬
‫ِ‬ ‫بالتحر ِر من ك ِّل تأثي ٍر للقديم ِ في الفهم ِ‬ ‫ّ‬ ‫الشمالي‬
‫ِّ‬ ‫امتاز أدباء ُ المهج ِر‬
‫َ‬
‫لتكتب‬
‫َ‬ ‫فتح الطري ِق أمامَ األقالم ِ الشرقي ّ ِة؛‬ ‫ث في ِ‬ ‫العربي الحدي ِ‬
‫ِّ‬ ‫أثره البعي َد في األد ِ‬
‫ب‬ ‫تر َك أدبُهم َ‬
‫ِ‬
‫بالسفاسف التي تكب ّ ُل‬ ‫والف َك ِر الكبير ِة‪ ،‬وال يتقي ّ ُد‬
‫متحررا ً ال يستعب ُده التقلي ُد‪ ،‬يُعنى بالمعاني ِ‬
‫ّ‬ ‫أدباً‬
‫التحليق والسموَّ‪.‬‬
‫َ‬ ‫أجنحتَه‪ ،‬وتحرمُه‬

‫ ‪ .‬بالعصبة األندلس ّية‪:‬‬


‫نخبة من ذوي المواهب األدبيّة‪ ،‬مثل‪ :‬ميشال معلوف‪/‬‬ ‫ٍ‬ ‫تأسست عام (‪1932‬م) على يد‬ ‫ّ‬
‫رئيساً ‪ /‬وداود ش ّكور ونظير زيتون ونصر سمعان وحسني غراب وغيرهم‪ .‬وقد انض َّم إليهم‬
‫مجموعة ٌ من أقدر الشعراء واألدباء‪ ،‬ومنهم‪ :‬جورج صيدح‪ ،‬وزكي قنصل‪ ،‬ورشيد سليم الخوري‬
‫(القروي)‪ ،‬وإلياس فرحات وآخرون‪ .‬وأصبحت "العصبة األندلسيّة" رابطةً عظيمةَ األهميَّة ألدباء‬ ‫ّ‬
‫اإلبداعي‪.‬‬ ‫جهم‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫نشروا في مجلة (العصبة) نتا َ‬
‫المهجر الذين ُ‬
‫نفثات القوميّة ُ الحماسيّة ُ والنزعة ُ العربيّة ُ‬ ‫ُ‬ ‫غلبت على نتاج العصبة األندلسيَّة‪ ،‬في طابعها العامّ‪،‬‬ ‫ْ‬
‫والجزالة اللفظي ّ ِة‪ ،‬وقد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المشرقة‬ ‫الديباجة العربي َِّة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المحافظة على‬ ‫الخالصةُ‪ ،‬وجرى أصحابُه على‬
‫ِ‬
‫الدرجة‬ ‫الدرجة األولى‪ ،‬ومن الحيا ِة والتسامي الفكريِّ في‬ ‫ِ‬ ‫العربي في‬
‫ِّ‬ ‫الواقع‬
‫ِ‬ ‫استم ّد وحيَه من‬
‫الشمالي) كان‬ ‫ت المتَّحد ِة األمريكي ّ ِة (المهجر‬ ‫العربي في الواليا ِ‬‫َّ‬ ‫األدب‬
‫َ‬ ‫الثانية‪ ،‬على حين َّ‬
‫أن‬
‫ّ‬
‫واالجتماعي‪ .‬ولع َّل الفر َق‬
‫ِّ‬ ‫الروحي‬
‫ِّ‬ ‫ق‬‫ع إلى االنعتا ِ‬ ‫س وجدانيّاً إنسانيّاً صوفيّاً‪ ،‬ينز ُ‬ ‫في طابعه الرئي ِ‬
‫البيئة؛ فالمهاجرون‬ ‫اختالف ِ‬‫ُ‬ ‫ب من أهمِّها‬ ‫والجنوبي يعود إلى ع ّد ِة أسبا ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫الشمالي‬
‫ِّ‬ ‫بين الطاب َعين‬
‫وتطورا ً وعزماً‪ ،‬فكان ذلك وراء تفاخ ِرهم‬ ‫ّ‬ ‫ب بين أقوام ٍ ال يفوقون َ ُهم رقيّاً‬ ‫وجدوا أنف َُسهم في الجنو ِ‬
‫وتفو ِقها‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫بنظامها‬ ‫يتيس ْر ذلك في الشمالِ؛ إذ هالت ُهم الحضارةُ األمريكيّة ُ‬ ‫بماضيهم ومآث ِرهم‪ .‬ولم ّ‬
‫الماديِّ ‪ ،‬فدفعهم ذلك‪ ،‬برغم إكبارهم إيّاها‪ ،‬إلى التندي ِد بالمادي ّ ِة والتفاخ ِر بروحاني ّ ِة الشرق‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫‪١ .١‬اذكر اآلراء التي ذهب إليها الباحثون في تفسير هجرة المهاجرين العرب إلى المهاجر األمريكيّة‪.‬‬
‫االقتصادي‪ ،‬و مظالم العثمانيّين في هجرة المهاجرين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪٢ .٢‬تحدّث عن أثر ك ّل من العامل‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬ارتبط شعر الحنين بمعاناة االغتراب و ّ‬
‫المغربين وشقائهم؟‬ ‫ّ‬ ‫‪٤ .٤‬ما العوامل التي أدّت إلى بؤس‬
‫اإلنساني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القومي والنزوع‬
‫ّ‬ ‫النص مظهرا ً لك ّل من االنتماء‬
‫‪٥ .٥‬استنتج من ّ‬
‫كل ً منهما‪.‬‬‫ضح ّ‬ ‫‪٦ .٦‬انقسم أدباء المهجر فئتين‪ .‬و ّ‬
‫‪٧ .٧‬اذكر الدوافع التي دفعت أدباء الرابطة القلميّة إلى إنشائها‪.‬‬
‫العربي الحديث؟‬
‫ّ‬ ‫األدبي ألدباء الرابطة القلميّة‪ ،‬وما أثره في األدب‬
‫ّ‬ ‫‪٨ .٨‬ما سمات اإلنتاج‬
‫‪٩ .٩‬بم امتاز شعر أعضاء العصبة األندلسيّة؟‬
‫ضح ذلك من فهمك المقطع‬ ‫والجنوبي إلى اختالف البيئة‪ .‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫الشمالي‬
‫ّ‬ ‫‪١٠١٠‬يعود الفرق بين الطاب َعين‬
‫الثاني‪.‬‬

‫النشاط التحضيري‬

‫ *استعن بمصادر التعلّم على جمع بعض قصائد الشعراء المهجريين في الحنين إلى الوطن‪ ،‬تمهيداً للدرس القادم‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وطني!*‬
‫‪٢‬‬
‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫جورج صيدح (‪1978-1893‬م)‬


‫واستقر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فنزويل‬ ‫ثم إلى‬
‫ثم ارتحل إلى مصر ومنها إلى أوروبّا‪ّ ،‬‬‫ُو ِل َد في دمشق‪ ،‬وانتقل إلى لبنان طالباً‪ّ ،‬‬
‫حالة»‪.‬‬
‫فاستحق لقب «الشاعر الر ّ‬
‫ّ‬ ‫في األرجنتين منشئاً فيها «الرابطة األدبيّة»‪،‬‬
‫المؤلفات‪ ،‬منها‪« :‬أدبنا وأدباؤنا في المهاجر األمريكيّة»‪ ،‬وديوان «نبضات»‪ ،‬وديوان‬ ‫له مجموعة من ّ‬
‫نصنا المختار‪.‬‬
‫«النوافل» الذي رصد ريعه للجان الدفاع عن فلسطين‪ ،‬ومنه ّ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫أي‬ ‫الغربة‪ ،‬ولم يكن يدري ّ‬ ‫ِ‬ ‫الشاعر وطنَه وترك خلف الشواطئ بيتَه وأهله وصحبَه‪ ،‬فأمَّ مجاه َل‬ ‫غادر‬
‫ُ‬
‫ث‬ ‫ب‪ ،‬وتبدأ رحلت َ ُه القاسيةَ حي ُ‬ ‫غر ُ‬ ‫فتح أبوابُه؛ ليدخل َ ُه ُ‬
‫الم َّ‬ ‫ب ست ُ ُ‬ ‫وأي عالم ٍ غري ٍ‬
‫وحشة ستلقاهُ بها األمكنةُ‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫بالغربة المكاني ّ ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الشعور‬
‫ُ‬ ‫وخبره في بالده؛ لذلك تعمَّ َق‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫وجوهها ما ألفَه‬ ‫الحياةُ ال تشبه في أيٍّ ٍ‬
‫وجه من‬
‫مفرا ً من‬‫وتغمرهُ الظلمةُ‪ ،‬فلم يج ْد ّ‬ ‫ُ‬ ‫الرياح‬
‫ُ‬ ‫تعصف فيه‬
‫ُ‬ ‫نفسه أمام مكا ٍن قاتم ٍ مظلم ٍ‬‫ب َ‬‫المغر ُ‬
‫َّ‬ ‫حيث ألفى‬
‫األلفة والجما ِل‬‫ِ‬ ‫ينفتح المكا ُن على‬ ‫ُ‬ ‫ف جنَِّته المفقود ِة حيث‬ ‫نفسه في أكنا ِ‬‫ليرمي َ‬ ‫فتح نواف ِذ الذاكر ِة؛‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫والمت َعة‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫*  جورج صيدح‪ :‬أدبنا وأدباؤنا يف املهاجر األمريكيّة‪ ،‬معهد الدراسات العربيّة العالية‪ ،‬جامعة الدول العربيّة‪ ،1956 ،‬ص‪.16‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫أ َو مـا لِلـ َح ِّظ بعــــدَ الــ َجــ ْز ِر َم ّْ‬


‫ــد؟‬ ‫‪َ 1‬وطَــنـــــي‪ ،‬أيـــ ـ َن أنــــــا ِمــ َّمــ ْن أ َو ّْد؟‬
‫ـي فـي الـــــدَّ َّف ـ ِة يـــدْ !‬
‫لـو أبـــــاحــوا ل ــِـ َ‬ ‫ـت ُفل ُْك ال َّنـــــوى‬ ‫رسـ ْ‬‫حـيث َ‬ ‫ُ‬ ‫ـت‬
‫‪ 2‬مـا َر َسـ ْ‬
‫ُــــل مـــــا أ َّر َقـــنـــــــي فـــــيــــــــــ ِه َر َقــــدْ‬
‫ك ُّ‬ ‫شـــاطئ‬
‫ٌ‬ ‫غــاب َخ ـلْـ َ‬
‫ـف الـ َبحـ ِر عـ ِّنـي‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬
‫زق َجــ َمــدْ‬‫تَــ ْحــ َتــهــا األنْــــهــــا ُر والـــــــ ِّر ُ‬ ‫‪ 4‬فــيــ ِه َر ْبـــعـــي‪ ،‬فــيــه جـــ َّن ٌ‬
‫ـــات َجــــ َر ْت‬
‫العــيش َز َبـــدْ‬
‫ِ‬ ‫فـــــي ِســـــــوا ُه زُبـــــــد َة‬ ‫ـش َيحـلُـو و َأرى‬ ‫‪ِ 5‬فـــــيــــ ِه ُمـــ ُّر ال ـ َعـــــيـ ِ‬

‫ْـب الـ َولَـدْ‬ ‫ـــــراح الـ ُي ْت ِم فـي قـل ِ‬‫ُ‬ ‫وجِ‬ ‫عـوك أبـــــــــــــي‬
‫ْـت أ ْد َ‬ ‫‪َ ٦‬وطَنـي‪ ،‬مـا زل ُ‬
‫الـبـيــن أَشَ ّْ‬
‫ـــد‬ ‫ِ‬ ‫َو َجـــــدَ تْــنـــــي ســـــاعـ َة‬ ‫ـت الـ َب ْ َي لـــــــــــــوال ِشدَّ ٌة‬
‫‪ ٧‬مـا َر ِضـ ْي ُ‬
‫وتقـاضـانـي ال ـ ِغ ـ َنــى ُعــ ْمـــــراً نَ ـ َفــدْ‬ ‫الـ ُمـــ َنى‬ ‫‪ ٨‬ف َت َجشَّ ْم ُت ال َعـ َنـا نَـ ْحــــ َو‬
‫أنَّــــهُ َفــــ ّر َق ُرو َحـــــــاً َعــــــــــ ْن َج َ‬
‫ــســدْ ؟‬ ‫‪ ٩‬هــل د َرى الـــــدَّ ه ـ ْـ ـ ُر الَّـــــذي َف َّر َق َنـــا‬

‫ْمــاي َر ّْد؟‬‫ُدونَ أنْ تَحـ ِم َـل ِمـ ْن َسل َ‬ ‫‪َ ١٠‬و َطــنـــــي َحـــ َّتـــا َم تَـــــ ْرتــدُّ َّ‬
‫الص َبـــا‬
‫ـــريـــري طَـ ْيـفُهـا لَــــ َّمـــــا َو َفـــــــــــدْ‬‫لِ َ‬ ‫ــــاً لــــوال أَنــيــنــي مـــا ا ْهـــتَـــدَ ى‬ ‫‪َ ١١‬ق َ‬
‫ــــس َ‬
‫ـاف وا ْبـــــــ َتـ َعــدْ‬ ‫ضَ ِّمـــ ِه َحـ َّتـى تَ ـ َجــــ َ‬ ‫ــــــا ِمــــل ُ‬
‫ْــــت إىل‬ ‫‪ ١٢‬زا َر إِلْـــــامـــــاً َف َ‬

‫شرح المفردات‬
‫العنا‪ :‬التعب‪.‬‬ ‫الش ّدة‪ :‬شظف العيش وضيقه‪.‬‬
‫تجشمت‪ :‬تكلّفت األمر على مش ّقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪48‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ثم أ ِج ْ‬
‫ب‪:‬‬ ‫النص‪ّ ،‬‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫مع إلى ِّ‬
‫النص؟‬
‫‪١ .١‬ما موقف الشاعر من غربته كما بدا لك في ّ‬
‫‪٢ .٢‬ما أبرز ما ّأرق الشاعر المهاجر؟‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ِ‬
‫وقسمات وجهك‪.‬‬ ‫صوتك‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫نبرات‬ ‫مشاعر الحني ِن واألسى والندم في‬ ‫ص قراء ًة جهريّ ًة معبّر ًة متمثّال ً‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫َ‬
‫الصامتة‪:‬‬ ‫ •القراءة َّ‬
‫ثم أجب عمّا يأتي‪:‬‬ ‫ص قراء ًة صامتةً‪ّ ،‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫‪١ .١‬ما الدوافع وراء هجرة الشاعر عن وطنه؟‬
‫النص مظهرين من مظاهر معاناة الشاعر في غربته‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬اذكر من ّ‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫النص‪.‬‬
‫ثم اختر منها ما يناسب ّ‬ ‫(ربْع) مستعيناً بالمعجم‪ّ ،‬‬
‫ضح المعاني المختلفة لـ َ‬ ‫‪١‬و ّ‬ ‫‪.١‬‬
‫كو ْن معجماً لغويّاً لك ّل من (الوطن‪ ،‬الغربة) من ّ‬
‫النص السابق‪.‬‬ ‫‪ّ ٢‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫النص مستفيدا ً من المعجمين اللغويّين السابقين‪.‬‬
‫‪٣‬حدّد الفكرة العامّة التي بُني عليها ّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫األول‪.‬‬
‫ضح ذلك من فهمك المقطع ّ‬ ‫‪٤‬من مالمح مأساة الشاعر ترك الوطن واألهل عنوة‪ .‬و ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫‪٥‬يبرز االنتماء إلى الوطن عميقاً قويّاً في المقطع الثاني‪ .‬هات منه مظهرين لذلك‪.‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫‪٦‬بلغت معاناة الشاعر ذروتها في المقطع األخير‪ .‬و ّ‬ ‫‪.٦‬‬
‫‪٧‬بدأ الشاعر مقاطعه الثالثة بـ (وطني)‪ .‬ما داللة ذلك برأيك؟‬ ‫‪.٧‬‬

‫‪49‬‬
‫النص‪ ،‬وصنّفها وفق الجدول‪:‬‬
‫‪٨ .٨‬استخرج عددا ً من القيم الواردة في ّ‬
‫قيم جامليّة‬ ‫قيم وجدانيّة‬ ‫قيم وطنيّة‬

‫المهجري إلياس فرحات‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪٩ .٩‬قال الشاعر‬

‫يف الــحــشــا بـــن خـــمـــو ٍد واتّـــقـــاد‬ ‫ـم‬


‫نـــــــازح أقــــعــــد ُه وجــــــدٌ مــقــيـ ُ‬
‫ٌ‬
‫بـــأنـــيـــاب حـــداد‬
‫ٍ‬ ‫عـــضَّ ـــهُ الـــحـــزنُ‬ ‫الــوســيــم‬
‫ُ‬ ‫كــلّــا افــــ َّر لـــه الـــبـــد ُر‬

‫فــ ُيــنـــــادي       ‬ ‫ـــع القديم‬


‫   يـــذكـــ ُر الـــ َّربْ َ‬
‫من بــادي؟       ‬ ‫ـــات النعيم‬
‫   أيــــــن جـــ ّن ُ‬
‫ثم اذكر معلّال ً إلى‬
‫النص من حيث المضمون‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫األول من‬
‫ ‪-‬وازن بين هذا المقطع والمقطع ّ‬
‫أيّهما تميل‪.‬‬

‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫‪١ .١‬تتو ّزع الجمل الخبريّة بين فعليّة واسميّة في البيتين الثالث والرابع‪ .‬صنّفها في جدول وفق اآلتي‪:‬‬

‫الوظيفة ال ّدالل ّية‬ ‫الجمل االسم ّية‬ ‫الوظيفة ال ّدالل ّية‬ ‫الجمل الفعل ّية‬

‫‪50‬‬
‫غالب ًا ما متيل اجلمل الفعل ّية إلى إبراز احلركة‪ ،‬وتنحو اجلمل االسم ّية نحو الثبات‪.‬‬

‫ثم بيّن خدمتها للتعبير عن المناخ‬


‫متنوعة‪ّ ،‬‬
‫‪٢ .٢‬استخرج من المقاطع السابقة ثالثة أساليب إنشائيّة ّ‬
‫النص كلّه‪.‬‬
‫االنفعالي األكثر حضورا ً في ّ‬

‫النفسي والقلق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلنشائي باالنفعاالت‪ ،‬واالضطراب‬
‫ّ‬ ‫قد يوحي األسلوب‬

‫بالنص؟‬
‫ّ‬ ‫النص؟ وما عالقة ذلك‬
‫‪٣ .٣‬ما الضمير الذي أكثر الشاعر من استعماله في ّ‬
‫‪٤ .٤‬استخرج من البيت السادس تشخيصاً وبيّن وظيفته في تجلية المشاعر وتدفّقها‪.‬‬
‫ثم اذكر وظيفته في خدمة‬
‫النص مثالين على ذلك‪ّ ،‬‬
‫‪٥ .٥‬أكثر الشاعر من استعمال الطباق‪ .‬استخرج من ّ‬
‫المعنى وفق الجدول اآلتي‪:‬‬

‫وظيفته‬ ‫الطباق‬
‫يوضّ ح الطباق معاناة الشاعر من خالل إبراز التناقض‬ ‫جرتْ ـ جمد‬
‫الحا ّد بني وفرة الخريات وانقطاع رزقه لنهب املحتلّني‬
‫تلك الخريات‪.‬‬

‫والمحسنات البديعيّة؟ علّل‬


‫ّ‬ ‫ح الشاعر أم أخفق في خلق التأثير في الشعر باستعمال الخيال‬ ‫‪٦ .٦‬أنج َ‬
‫إجابتك‪.‬‬
‫‪٧ .٧‬استعمل الشاعر روي الدال الساكنة‪ .‬بيّن المالءمة اإليقاعيّة لذلك مع الحالة الوجدانيّة التي يعبّر‬
‫عنها الشاعر‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫النص بعناصر الموسيقا الداخليّة‪ .‬مثّل لك ّل من‪( :‬استعمال حروف الهمس ـ التكرار)‪.‬‬ ‫‪٨ .٨‬اغتنى ّ‬
‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫النص‪.‬‬
‫ *ضع نهاية أخرى لألبيات نثراً‪ ،‬وغيّر ما يجب تغييره في المقطع الثالث‪ ،‬مع مراعاة اتّساق ّ‬
‫األول‪.‬‬
‫ *انثر أبيات المقطع ّ‬

‫التعبير الكتابي‬
‫ *اكتب موضوعاً تتح ّدث فيه عن الدوافع التي دفعت المغترب إلى الهجرة‪ ،‬وآثار الغربة في نفسه مستفيداً من‬
‫النص‪.‬‬
‫لك معاني ّ‬ ‫تأم َ‬
‫ّ‬

‫التطبيقات ال ّلغوية‬
‫ِ‬
‫الحالة الوا ِردَ ِة في البيت اآلتي‪:‬‬ ‫الصفة(‪ )1‬مستفيدا ً من‬
‫‪١ .١‬ادرس مبحث ّ‬

‫ُــــل مـــــا أ َّرقــنـــــي فـيـــه َر َقــــدْ‬


‫ك ُّ‬ ‫شـــــــــــــاطئ‬
‫ٌ‬ ‫خلف الـبحـ ِر عـ ِّنـي‬
‫غاب َ‬
‫َ‬
‫ثم ن ّفذ النشاط الذي يليه‪:‬‬
‫‪٢ .٢‬اقرأ البيت اآلتي‪ّ ،‬‬
‫وتقـاضـانـي الـ ِغــنــى ُعــمـــــراً نفدْ‬ ‫مت ال َعـنـا نحـ َو الـ ُمـــنى‬
‫فتجشَّ ُ‬

‫أنَّـــهُ َفــــ ّر َق روحـــــاً َعـــ ْن جسدْ ؟‬ ‫هل د َرى الـدَّ ه ْـ ُر الَّـذي َف َّر َقنـــــــــــــا‬

‫ ‪-‬استخرج فاعل ك ٍّل من األفعال الواردة في البيتين السابقين‪ ،‬واذكر نوعه‪.‬‬


‫ثم اضبط الجملة بالشكل‪:‬‬ ‫حول الفعل الوارد في الجملة اآلتية إلى صيغة المبني للمجهول‪ّ ،‬‬ ‫‪ّ ٣‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫فرق روحاً عن جسد‪.‬‬‫ّ‬
‫مما يأتي‪( :‬تجافى ـ ترت ّد ـ أباحوا ـ رست)‪.‬‬
‫‪٤‬اذكر مصدر ك ّل ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫‪٥‬علّل كتابة الهمزة ّ‬
‫األوليّة على صورتها فيما يأتي‪( :‬إلماماً ـ أدعوك ـ اهتدى)‪.‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫ثم الجمع‪ ،‬وعلّل كتابة الهمزة في كلتا الحالتين‪.‬‬ ‫‪٦‬اكتب كلمة (شاطئ) في صيغة المثّنى‪ّ ،‬‬ ‫‪.٦‬‬

‫‪  1‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث ّ‬


‫الصفة‪.‬‬ ‫‪52‬‬
‫المهاجر*‬
‫‪٣‬‬
‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫نسيب عريضة (‪1946-1878‬م)‬


‫ثم غادرها إلى الناصرة في فلسطين؛ ليكمل‬‫االبتدائي في مدارسها‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ولد في حمص وتل ّقى تعليمه‬
‫ّ‬
‫مجلت المهجر الراقية التي رفعت راية‬ ‫تعليمه‪ ،‬وهاجر بعدها إلى نيويورك وأنشأ مجلّة الفنون أولى‬
‫ثم أسهم في تأسيس الرابطة القلميّة‪ .‬عصفت به‬
‫النهضة األدبيّة‪ ،‬وحملت مطامح منشئها بالتجديد‪ّ ،‬‬
‫األول‪،‬‬
‫المصائب وأعيته الحيلة في تفسير تناقضات الحياة‪ ،‬فاستحوذت عليه الحيرة‪ ،‬فأصبح شاعرها ّ‬
‫النص‪.‬‬
‫وأطلق اسمها على ديوانه الوحيد (األرواح الحائرة) الذي أخذ منه هذا ّ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫عته بين حاض ٍر ينهكُ‬ ‫الشاعر من ِ‬
‫وطنه األ ِّم‪ ،‬لكنَّها شطرته نصفَين‪ ،‬وو ّز ُ‬ ‫َ‬ ‫تستطع الهجرةُ أن تنتز َ‬
‫ع‬ ‫ِ‬ ‫لم‬
‫الفرح أخيرا ً‬
‫َ‬ ‫مضجعه‪ ،‬وتملؤه ندَماً على الرحي ِل‪ ،‬ولك َّن‬ ‫َ‬ ‫ت ُّ‬
‫تقض‬ ‫تحو َل إلى ذكريا ٍ‬
‫ض ّ‬‫جسدهُ‪ ،‬وما ٍ‬
‫اآلسر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الفردوس‬ ‫ق حيث‬ ‫ٍ‬
‫قادمة من الشر ِ‬ ‫برياح‬
‫ٍ‬ ‫حبةً‬
‫فترقص مر ّ‬
‫ُ‬ ‫نفس ُه‪،‬‬
‫ينسرب إليه‪ ،‬فيضيء ُ َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪53‬‬ ‫*  نسيب عريضة‪ ،‬ديوان األرواح الحائرة‪ ،‬نيويورك‪ ،1946 ،‬ص ‪.245‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـم يف بِي ِد َق ْحطانِ ؟‬ ‫يف الــغَــ ْر ِب؟ أو هــائِـ ٌ‬ ‫أنــــت أ ْم بـــــا ٍد؟ أ ُمــ ْهــ َتــجِ ــ ٌر‬
‫َ‬ ‫رض‬
‫‪ 1‬أحـــــا ٌ‬
‫ْـــفـــاس َر ْيـــحـــانِ‬
‫َ‬ ‫تَـــ ُجـــ ُّر يف َذيــلِــهــا أن‬ ‫يــــــــاح خــا ِفــقَــ ًة‬
‫ُ‬ ‫ـــت األَ ْر‬
‫‪ 2‬أكُـــلَّـــا َهـــ َّب ِ‬
‫ـــــرات الــعــاجِ ـ ِز الــواين‬
‫ُ‬ ‫ِمـــ ْن َأ ْ ِ‬
‫سهــــا َز َف‬ ‫َت‬‫ـات الــشِّ ــيـ ِح َفانْطَلق ْ‬ ‫‪َ 3‬ح ِس ْب َتها نَــسـ ِ‬
‫ِمـــ ْن مـــا ِء ِد ْجـــلَـــ َة أو َس ـلْــسـ ِ‬
‫ـال لُبنانِ‬ ‫ِيـــك إال نَــ ْهــلَــ ٌة َبـــ ُعـــدَ ْت‬
‫ولــيــس َيـــرو َ‬
‫َ‬ ‫‪4‬‬
‫ــــراس نُــدمــانِ‬
‫ِ‬ ‫ـصــي ـ ِد يف أ ْع‬
‫ِبــالــغــيـ ِد والـ ِّ‬ ‫املــيــاس ُمـ ْحـ َتـ ِفـ ٌـل‬
‫ِ‬ ‫ْـــم يــو ِم َ‬
‫ــك يف‬ ‫‪ 5‬و ُحـــل ُ‬

‫مــاض و ِمـــ ْن داين‬


‫ٍ‬ ‫ـن ِمــ ْن شـ ِ‬
‫ـاس ـعٍ‬ ‫َع ـ ْهــدَ يـ ِ‬ ‫ـت ُرو َح َك يف‬
‫أنت؟ قد َو َّز ْعـ َ‬
‫أنت ؟ ما َ‬
‫‪َ 6‬م ْن َ‬
‫رهــــن أوطـــاين‬
‫ِ‬ ‫تــســر ســــري‪ ،‬وأخــــرى‬ ‫ـســن واحــــد ٍة‬ ‫‪ 7‬أنـــا املُـــهـــاجِ ـــ ُر ذو نــفـ َ‬
‫ْــت لــهــا َركْــبــي وأَظْــعــاين‬
‫ــنــى‪َ ،‬حــثَــث ُ‬
‫ُم ً‬ ‫‪ 8‬بَــ ُعــدْ ُت عنها أَ ُج ُ‬
‫ـــوب األ ْر َض تَ ْق ِذ ُفني‬
‫ويف مـــشـــا ِر ِقـــهـــا ُحــــ ِّبــــي وإِميــــــاين‬ ‫‪ 9‬مــا إِنْ أُبــــايل ُمــقــامــي يف مــغــا ِر ِبــهــا‬

‫ْـــفـــاس كُــثــبــاين‬
‫َ‬ ‫ـــت ِبــهــا أَن‬
‫فــ َقــدْ َعـــ َر ْف ُ‬ ‫امليس تَلْ ِم ُسني‬‫َ‬ ‫‪َ 10‬صحبي َد ُعــوا ال َّن َس ِ‬
‫امت‬
‫شـــك ِمـــ ْن أَ ْهــــي َوإِخْـــــواين‬
‫ْـــت ال َّ‬ ‫فـــأَن ِ‬ ‫الـــــرقِ هــائِ ـ َج ـ ًة‬
‫َّ‬ ‫ريــــاح‬
‫َ‬ ‫‪ 11‬تَــدَ َّفــقــي يــا‬
‫ــت َر ْق َ‬
‫ـــص نَــشــوانِ‬ ‫ثــوب ال ـ َّربــي ـ ِع َف َ‬
‫ــاس ْ‬ ‫َ‬ ‫‪َ 12‬هـــ َزز ِْت أ ْغــصــانَ َقلْبي َبعدَ ما َخلَ َع ْت‬
‫ــق ِم ـ ْنــهــا َر ُ‬
‫وح نيسانِ‬ ‫َـــــرا َء َيــ ْعــ َب ُ‬
‫خ ْ‬ ‫‪ 13‬ك ََس ْي ِتها َو َر َق األَشْ ــــواقِ َفـــا ْز َد َهـــ َر ْت‬

‫شرح المفردات‬
‫ماست‪ :‬تبخترت‪.‬‬ ‫حي في حمص‪.‬‬
‫الميماس‪ّ :‬‬

‫‪54‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ * ِاستَمع إلى ِّ‬


‫النص‪ ،‬ث َّم اخت ِر اإلجابة َ الصحيحة َ ممَّا يأتي‪:‬‬
‫النص السابق‪:‬‬ ‫‪١ .١‬بدا الشاعر في ّ‬
‫ ‪.‬أمتناسياً اآلالم‪.‬‬
‫ ‪.‬بمكتوياً بنار شوقه‪.‬‬
‫ ‪.‬جمندمجاً مع واقع الغربة‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬عجزت الغربة في النص عن‪:‬‬
‫ ‪.‬أتخييب أمل الشاعر في تحقيق مطالبه‪.‬‬
‫ ‪.‬بزرع االنكسار والخيبة في نفسه‪.‬‬
‫ ‪.‬جانتزاع التل ّهف والحسرة من قلبه‪.‬‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراء ًة جهريّ ًة معبّرة عن مشاعر اللوعة واأللم‪.‬‬‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬ ‫ •القراءة َّ‬
‫ثم أجب عن السؤالين اآلتيين‪:‬‬‫ص قراء ًة صامت ًة ملتزماً شروطها‪ّ ،‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫‪١ .١‬ما الذي حمله الشاعر من غربته وظ ّل حاضرا ً في ذاكرته؟‬
‫‪٢ .٢‬ما الذي أثار مشاعر الشوق في نفس الشاعر؟‬

‫‪55‬‬
‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫‪١ .١‬عد إلى أحد المعجمات اللغويّة‪ ،‬وابحث عن‪:‬‬
‫األول‪.‬‬
‫ثم معناها وفق سياقها في البيت ّ‬ ‫المتنوعة لكلمة (هائم)‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪.‬أ المعاني‬
‫ ‪.‬ب الفرق في معنى كلمة (األرياح) فيما يأتي‪( :‬هبّت األرياح ـ يميل مع األرياح)‪.‬‬
‫ ‪.‬جصنّف الفكر اآلتية‪ ،‬وفق الجدول‪:‬‬
‫ ‪-‬المعاناة من استمرار الرحيل‪.‬‬
‫الروحي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬المعاناة من التم ّزق‬
‫ ‪-‬الفرح بالرياح القادمة من الوطن‪.‬‬
‫ ‪-‬تصوير المعاناة والتوق إلنهائها‪.‬‬

‫فكرة املقطع الثالث‬ ‫فكرة املقطع الثاين‬ ‫فكرة املقطع األ ّول‬ ‫الفكرة العا ّمة‬

‫العربي‬
‫ّ‬ ‫األول على انتماء الشاعر إلى وطنه األم ّ سورية‪ ،‬وإلى وطنه‬
‫‪٢‬هات مؤ ّشرات من المقطع ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫األكبر‪.‬‬
‫‪٣‬عجزت الغربة عن زعزعة انتماء الشاعر إلى قيم وطنه الروحيّة واالجتماعيّة‪ .‬مثّل لذلك من‬ ‫‪.٣‬‬
‫المقطع الثاني‪.‬‬
‫ضح ذلك من فهمك‬ ‫‪٤‬تبدّى توق الشاعر للعودة من خالل فرحه بالرياح القادمة من الشرق‪ .‬و ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫المقطع الثالث‪.‬‬
‫مستقرة في نفس الشاعر حمته من الذوبان في بالد الغربة‪ ،‬بدت في البيت التاسع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ثمة حقيقة‬
‫‪ّ ٥‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫اذكرها‪ ،‬وبيّن رأيك في قدرتها على صون اإلنسان من عوامل الضياع‪.‬‬ ‫‪56‬‬
‫(القروي)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪٦ .٦‬قال الشاعر المهجري رشيد سليم الخوري‬

‫زارك الـــيـــو َم صــ ُّبــك املــســتــهــا ُم‬


‫َ‬ ‫ـم الــبــحــر الــبــلــيــل ســـا ُم‬
‫يـــا نــســيـ َ‬
‫املـــحـــب الــســقــا ُم‬
‫َّ‬ ‫غــــر‬
‫ّ‬ ‫ُر فــقــد‬ ‫فــلــك العذ‬
‫َ‬ ‫إن تــكــن مــا عــرفــتــنــي‬
‫ثم بيّن معلّال ً أيّهما‬
‫ ‪-‬وازن بين هذين البيتين وما ورد في البيت الثالث من حيث المضمون‪ّ ،‬‬
‫أكثر تأثيرا ً في نفسك‪.‬‬

‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫النص‪( :‬استعمال اللغة المأنوسة المشحونة بطاقات عاطفيّة وخياليّة‬‫‪١‬من الخصائص اإلبداعيّة في ّ‬ ‫‪.١‬‬
‫مما سبق بمثال‬ ‫رقيقة‪ ،‬والتركيز في موضوعات يثيرها التشاؤم والكآبة)‪ .‬مثّل لك ّل خصيصة ّ‬
‫مناسب‪.‬‬
‫‪٢‬في البيت الرابع أسلوب قصر‪ .‬استخرجه‪ ،‬وبيّن أثره في خدمة المعنى‪.‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫األول أداة شرط‪ ،‬وبيّن دورها في إبراز معاناة الشاعر‪.‬‬
‫‪٣‬استخرج من المقطع ّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫‪٤‬استخدم الشاعر في البيت السابع الفعل المضارع للتعبير عن نفسه األولى‪ ،‬والمصدر للتعبير عن‬ ‫‪.٤‬‬
‫الروحي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ضح داللة ك ّل من المضارع والمصدر في تجلية عذاب الشاعر وتم ّزقه‬ ‫نفسه األخرى‪ .‬و ّ‬

‫يوحي استعمال املصدر باملطلق‪ ،‬وباألصالة‪ ،‬وبالدرجة العليا من التصاعد والتعاظم فيما يع ّبر‬
‫عنه‪.‬‬

‫‪٥‬استخرج من البيت الثاني صورة بيانيّة‪ .‬حلّلها‪ّ ،‬‬


‫ثم اذكر اثنتين من وظائفها‪.‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪٦‬استخرج من البيت السادس طباقاً‪ ،‬واذكر نوعه‪ ،‬وأثره في المعنى‪.‬‬ ‫‪.٦‬‬
‫‪٧‬مثّل لثالثة من عناصر الموسيقا الداخليّة في المقطع األخير‪ ،‬وبيّن دور إيقاعاتها الخفيّة في‬ ‫‪.٧‬‬
‫اإليحاء بمناخ المعنى العام‪.‬‬
‫ضح ذلك من خالل‬ ‫روي النون المكسورة في التعبير عن مشاعر الشاعر وانفعاالته‪ .‬و ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪٨‬أسهم‬ ‫‪.٨‬‬
‫الروي وإيحاءاته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫استشعارك إيقاع‬

‫‪57‬‬
‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫مطوراً ذلك‬
‫ *اكتب حواراً ُمتخَيّال ً بين الشاعر والرياح القادمة من الشرق مستفيداً ممّا ورد في المقطع الثالث‪ّ ،‬‬
‫للنص‪.‬‬
‫الحوار بما ينسجم مع نهاية جديدة تقترحها ّ‬

‫التعبير الكتابي‬

‫ *اكتب مقال ًة تتناول فيه آثار الغربة النفسيّة في المغترب‪ ،‬مقترحاً ما تراه مناسباً من حلول تضع ح ّداً لمعاناته‪،‬‬
‫متّبعاً في ذلك مدخل عمليّات الكتابة‪.‬‬

‫التطبيقات ال ّلغوية‬

‫‪١ .١‬ادرس مبحث األحرف الزائدة(‪ )1‬مستفيدا ً من الحالة الواردة في البيت اآلتي‪:‬‬

‫ويف مــشــارقــهــا ُحـــ ّبـــي وإميــــاين‬ ‫مــا إِن أُبــــايل مــقــامــي يف مغاربها‬

‫‪٢ .٢‬أعرب أدوات االستفهام الواردة في البيتين اآلتيين‪:‬‬

‫هائم يف بي ِد قحطان؟‬
‫ٌ‬ ‫الغرب؟ أو‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫رض أنـــت أم بـــــا ٍد؟ أمــهــتــجـ ٌر‬
‫أحـــــا ٌ‬
‫ٍ‬
‫مــاض ومــن داين‬ ‫عهدَ ين مــن شــاسـعٍ‬ ‫روحك يف‬
‫َ‬ ‫ّعت‬
‫أنت؟ قد وز َ‬
‫أنت؟ ما َ‬
‫من َ‬

‫‪٣ .٣‬اشرح العلّة الصرفية في كلمة (ما ٍ‬


‫ض)‪.‬‬
‫‪٤ .٤‬علّل كتابة الهمزة على صورتها في كلمة (إيمان)‪ ،‬والتاء على صورتها في كلمة (و ّز َ‬
‫عت)‪.‬‬

‫‪  ١‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث األحرف ال ّزائدة‪.‬‬ ‫‪58‬‬


‫النشاط التحضيري‬

‫اإلبداعي‪ ،‬والسمات التي تميّزت بها أشعارهم‪ ،‬تمهيداً للدرس‬


‫ّ‬ ‫رواد المذهب‬ ‫ *استعن بمصادر التعلّم في ّ‬
‫تعرف ّ‬
‫القادم‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الغاب‬ ‫‪٤‬‬
‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫جبران خليل جبران (‪1931-1883‬م)‬


‫بشري في لبنان‪ ،‬وتل ّقى تعليمه في بيروت‪ّ ،‬‬
‫ثم ارتحل إلى الواليات المتّحدة‬ ‫ولد جبران خليل جبران في ّ‬
‫األمريكيّة‪ ،‬عاد بعدها إلى بيروت فتث ّقف باللغة العربيّة أربع سنوات‪ ،‬وسافر إلى باريس‪ ،‬فمكث فيها‬
‫ثالث سنوات‪ .‬حاز بعدها إجازة الفنون في الرسم‪.‬‬
‫مطولة شعريّة‪ ،‬منها اقتطفَت هذه األبيات‪.‬‬
‫له كتب كثيرة ذائعة الصيت شعرا ً ونثرا ً منها المواكب؛ وهي ّ‬
‫المعربة)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جمعت أعماله في مجلّدين (األعمال العربيّة‪ ،‬واألعمال‬
‫ُ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫واختنقت أصوات ُهم الرقيقة ُ في‬
‫ْ‬ ‫ويقيس ك َّل شيء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫تاهَ المهاجرو َن في عالم ٍ ماديٍّ يحصي ويز ُن‬
‫ث عن عالم ٍ‬ ‫البصائر تبح ُ‬
‫ُ‬ ‫األبصار‪ ،‬وراح ِ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫المدوي‪ ،‬فزاغ ِ‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ع وصفي ِر البواخ ِر‬ ‫المرو ِ‬
‫ّ‬ ‫المصانع‬
‫ِ‬ ‫ضجيج‬
‫ِ‬
‫عوالم نابضة بالجمال‪ ،‬وتفتّحت على ما يشبه‬ ‫ُ‬ ‫الضياع‪ ،‬فتولّدت‬
‫ِ‬ ‫ب ومدائن‬ ‫ت السحا ِ‬ ‫بديل خلف ناطحا ِ‬ ‫ٍ‬
‫المطو ِلة الشعري ّ ِة‪ ،‬وهي ّأو ُل صو ٍ‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫مقاطع المواك ِ‬
‫ِ‬ ‫لمقطع من‬
‫ٍ‬ ‫مختار‬
‫ٌ‬ ‫(الغاب) عنوا ٌن‬
‫ُ‬ ‫الجنّةَ الموعود َة‪.‬‬
‫سحري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المجتمع المادّي باحثاً عن وط ٍن‬
‫ِ‬ ‫يرتفع مندّدا ً بقيم ِ‬
‫ُ‬ ‫عربي‬
‫ٍّ‬

‫‪60‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ال وال فــــيــــهــــا الـــــ ُهـــــمـــــو ْم‬ ‫ِ‬


‫الـــــغـــــابـــــات ُحــــــــ ْزنٌ‬ ‫لــــيــــس يف‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫الــــســــ ُمــــو ْم‬
‫َّ‬ ‫مل تَـــــجِ ْ‬
‫ـــــئ مــــ َعــــهُ‬ ‫َـــــســـــيـــــم‬
‫ٌ‬ ‫ـــــــــــــب ن‬
‫َّ‬ ‫‪ 2‬فـــــــــــــإذا َه‬
‫ــــــــــــم ال َيـــــــــــدُ و ْم‬
‫ٍ‬ ‫ـــــــــل َو ْه‬
‫َّ‬ ‫ِظ‬ ‫ْـــــس ّإل‬
‫‪ 3‬لـــيـــس ُحــــــــــ ْزنُ الـــــ َّنـــــف ِ‬
‫مـــــــ ْن ثَــــنــــايــــاهــــا الــــ ُّنــــجــــو ْم‬ ‫ـــــفـــــس تَــــبــــدو‬
‫ِ‬ ‫‪ 4‬وغُـــــــيـــــــو ُم الـــــ َّن‬
‫فــــالــــ ِغــــنــــا َيــــــ ُحــــــو املِــــــ َحــــــ ْن‬ ‫ــــــــاي وغَــــــــ ِّن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫أعـــــطـــــنـــــي الــــــــ َّن‬ ‫‪5‬‬
‫بــــعــــد أنْ يَــــفْــــنــــى الـــــ َّزمـــــ ْن‬ ‫ـــــــــاي يـــبـــقـــى‬
‫ِ‬ ‫‪ ٦‬وأنـــــــــــــ ُن الـــــــــ َّن‬

‫ُـــــصـــــو ْر؟!‬
‫الـــــق ُ‬ ‫َمــــــنــــــ ِزالً ُدونَ‬ ‫الـــــغـــــاب ِمــثــي‬
‫َ‬ ‫‪َ ٧‬هـــــل تَــــــ ِخــــــ ْذ َت‬
‫الــــصــــخــــو ْر‬
‫ُّ‬ ‫ْــــــت‬
‫َ‬ ‫َــــــســــــلَّــــــق‬
‫َوت َ‬ ‫الـــــســـــواقـــــي‬
‫َّ‬ ‫ـــــعـــــت‬
‫َ‬ ‫‪َ ٨‬فـــــ َتـــــ َتـــــ َّب‬
‫ْــــــت بِـــــــ ُنـــــــو ْر؟‬
‫َ‬ ‫َوتَــــــنــــــشَّ ــــــف‬ ‫ـــــت بِــــ ِعــــطــــ ٍر‬
‫‪َ ٩‬هـــــــل تَـــــ َحـــــ َّمـــــ ْم َ‬
‫ُــــــــــــــؤوس ِمــــــــن أَثِــــــــــ ْر‬
‫ٍ‬ ‫يف ك‬ ‫بـــــــــــــت الــــفَــــجــــ َر خَــــمــــراً‬
‫َ‬ ‫ش‬
‫‪َ ١٠‬و َ ِ‬
‫ْـــــنـــــات الـــــ ِعـــــ َن ْ‬
‫ـــــب؟!‬ ‫ِ‬ ‫بَـــــــ َن َجـــــف‬ ‫ر ِمــثــي‬
‫َــــســــت الـــــ َعـــــ َ‬
‫َ‬ ‫‪َ ١١‬هـــــل َجــــل‬
‫ــــــــب‬
‫ْ‬ ‫ــــــــــــات الــــــــ َّذ َه‬
‫ِ‬ ‫َُ‬
‫َــــــــــــر َّي‬ ‫ك‬ ‫َّـــــــت‬
‫ْ‬ ‫‪َ ١٢‬والـــــ َعـــــنـــــاقـــــيـــــدُ تَـــــــدَ ل‬

‫ْــــــت الـــــفَـــــضـــــا؟!‬
‫َ‬ ‫َوتَــــــلَــــــ َّحــــــف‬ ‫ـــشـــب لَـــيـــاً‬
‫َ‬ ‫شـــــت الـــ ُع‬
‫َ‬ ‫‪َ ١٣‬هـــــل َفـــــ َر‬
‫ِ‬
‫نــــــاســــــيــــــاً مـــــــا َقـــــــــد َمـــــى‬ ‫‪ ١٤‬زا ِهـــــــــــــــــداً فـــــيـــــا َســــــ َيــــــأيت‬
‫َمـــــــــو ُجـــــــــهُ يف مــــســــ َمــــ ِع ْ‬
‫ــــك‬ ‫ــــــــكــــــــوت الـــــلَّـــــيـــــلِ َبــــحــــ ٌر‬
‫ُ‬ ‫‪َ ١٥‬و ُس‬
‫ـــــــق يف َمــــضــــ َجــــ ِع ْ‬
‫ــــك‬ ‫ٌ‬ ‫خـــــــا ِف‬ ‫ــــلــــب‬
‫ٌ‬ ‫ِــــــــصــــــــد ِر الـــــلَّـــــيـــــلِ َق‬
‫َ‬ ‫‪َ ١٦‬وب‬
‫َو َدوا ْء‬ ‫دا ًء‬ ‫ْـــــــــــــــس‬
‫َ‬ ‫َوان‬ ‫ـــــــاي َوغَـــــــــ ِّن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫عـــــطـــــنـــــي الـــــــ ّن‬ ‫‪ ١٧‬أَ‬
‫ــــــت لَـــــــ ِكـــــــ ْن بِ ــــــــا ْء‬
‫ْ‬ ‫كُــــــ ِتــــــ َب‬ ‫ــــــــاس ُســــــطُــــــو ٌر‬
‫ُ‬ ‫‪ ١٨‬إِنَّ ـــــــــــا الــــــــ َّن‬

‫‪61‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ب‪:‬‬‫ثم أ ِج ْ‬
‫النص‪ّ ،‬‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫مع إلى ِّ‬
‫النص بعنوانه‪.‬‬‫ضح ارتباط ّ‬‫‪١ .١‬و ّ‬
‫بعض صفات عالم الشاعر البديل من الغربة القاسية‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬اذكر َ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراء ًة جهريّ ًة معبّرة متمثّال ً مشاعر الفرح في نبرات صوتك‪.‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬ ‫ •القراءة َّ‬
‫ثم أجب عن السؤالين اآلتيين‪:‬‬ ‫ص قراء ًة صامتةً‪ّ ،‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫ولم؟‬
‫نصه لرسم مالمح عالمه المتخيّل؟ َ‬‫‪١ .١‬بم استعان الشاعر في ّ‬
‫النص ثالثة مؤ ّشرات على سعادة الشاعر في عالمه المتخيّل‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬اذكر من ّ‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫‪١ .١‬استعن بأحد المعاجم اللغويّة في تنفيذ ما يأتي‪:‬‬
‫ ‪-‬ما جمع ك ّل من (دواء‪ ،‬داء)؟‬
‫سمع)؟‬
‫سمع ـ مَ َ‬ ‫ ‪-‬ما الفرق بين معنى ِ(م َ‬
‫ ‪-‬حدّد معنى (الثريّا) في ك ّل من البيتين اآلتيتين‪:‬‬
‫ *قال أحمد شوقي‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َــالــطــاووس َذ َ‬
‫يـــل ال ـ ُخ ـ َيــاء‬ ‫ِ‬ ‫َجـــ َّر ك‬ ‫الـــــريّـــــا لِ َ‬
‫ـــلـــرى‬ ‫َُ‬ ‫َفــــــــإِذا جــــــا َز‬

‫ *وقال جبران خليل جبران‪:‬‬

‫ـــــــــــات الـــــــ َّذ َهـــــــب‬


‫ِ‬ ‫كَـــــــــــ َريَّ‬ ‫َوالـــــ َعـــــنـــــاقـــــيـــــدُ تَــــــدَ لّــــــت‬ ‫‪62‬‬
‫للنص‪:‬‬
‫مما بين القوسين الفكرة العامّة ّ‬ ‫‪٢‬اختر ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫الهم والحزن ـــ الدعوة إلى االستمتاع بفجر‬‫خلو الغاب من ّ‬ ‫(الدعوة إلى الحياة الفطريّة النقيّة ـــ ّ‬
‫الغاب ونوره ـــ الدعوة إلى الزهد بالمستقبل ونسيان الماضي)‪.‬‬
‫كل ً من الفكر الرئيسة اآلتية إلى المقطع المناسب لها‪:‬‬ ‫‪٣‬انسب ّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫ ‪-‬الدعوة إلى العيش في الغاب‪ ،‬واالستمتاع بسحره‪.‬‬
‫ ‪-‬الدعوة إلى تأمّل الطبيعة‪ ،‬واالنصراف عن الدنيا‪.‬‬
‫المسرات واألمل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬الغاب عالم‬
‫النص في توق الشاعر إلى الغاب نفورا ً من عالم بغيض عاشه في غربته‪ .‬اذكر بعض مالمح‬ ‫‪٤‬مثّل ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫األول‪.‬‬
‫ذلك العالم كما أوحى به المقطع ّ‬
‫‪٥‬دفعت الغربة الشاعر إلى الفرار من عالمه إلى عالم الغاب بوصفه عالماً بديال ً‪ .‬و ّ‬
‫ضح الصلة بين‬ ‫‪.٥‬‬
‫عالم الشاعر المتخيّل ووطنه األمّ‪.‬‬
‫تقص مالمح ذلك اإلنسان كما‬ ‫‪٦‬رسم الشاعر صورة لإلنسان الذي يتوق إليه في غابه األثير‪ّ ،‬‬ ‫‪.٦‬‬
‫وردت في المقطع الثاني‪.‬‬
‫النص على تنديد ضمني بقيم المجتمع في الغربة‪ .‬أضف قيماً أخرى من عندك‪.‬‬ ‫‪٧‬ينطوي ّ‬ ‫‪.٧‬‬
‫النص حلماً بحياة مثاليّة‪ .‬اذكر ما تراه مناسباً منه ليكون جزءا ً من حلمك بعالم أفضل‪.‬‬ ‫‪٨‬جاء ّ‬ ‫‪.٨‬‬
‫‪٩‬قال أبو القاسم الشابّي‪:‬‬ ‫‪.٩‬‬

‫الــغــابــات أَدفـــــ ُن بــؤيس‬


‫ِ‬ ‫يف صميم‬ ‫الـــغـــاب عـ ِّـي‬
‫ِ‬ ‫ذاهـــــب إىل‬
‫ٌ‬ ‫إنَّـــنـــي‬
‫النص من حيث المضمون‪.‬‬
‫ ‪-‬وازن بين هذا البيت والبيت السابع من ّ‬

‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫النص (الجنوح إلى الخيال وابتكار الصور المشحونة‬ ‫ّ‬ ‫اإلبداعي في‬
‫ّ‬ ‫‪١ .١‬من خصائص المذهب‬
‫بالعواطف اإلنسانيّة ‪-‬الوحدة المقطعيّة‪-‬تمجيد الطبيعة والتغنّي بمشاهدها األخّاذة)‪ .‬مثّل من‬
‫مما سبق بمثال مناسب‪.‬‬‫النص لك ّل خصيصة ّ‬
‫ّ‬
‫ثم اذكر‬
‫األول‪ .‬حدّدها ّ‬‫‪٢ .٢‬استعمل الشاعر الجمل االسميّة في األبيات الثالثة األخيرة من المقطع ّ‬
‫أثرها في خدمة المعنى‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪٣ .٣‬استخرج من المقطع الثالث أسلوب قصر‪ ،‬وبيّن أثره في خدمة المعنى‪.‬‬

‫ّ‬
‫تذكر‬
‫ثم يليه المقصور عليه‪.‬‬
‫من أساليب القصر‪( :‬إنّما)‪ ،‬ويأتي المقصور بعد (إنّما) مباشرة‪ّ ،‬‬

‫مما يأتي وفق الجدول‪:‬‬


‫‪٤ .٤‬اذكر داللة ك ّل رمز ّ‬
‫داللته‬ ‫الرمز‬
‫سوداويّة النفس وتشاؤمها‬ ‫غيوم النفس‬
‫الغاب‬
‫النور‬
‫الناي‬

‫األول‪( :‬تشبيهاً بليغاً ‪ -‬استعارة مكنيّة)‪ ،‬وبيّن وظيفة لك ّل منهما‪.‬‬


‫‪٥‬استخرج من المقطع ّ‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪٦‬استخرج من البيت السابع عشر طباقاً‪ ،‬واذكر قيمة من قيمه الفنيّة مع التوضيح‪.‬‬ ‫‪.٦‬‬
‫النص شعوران عاطفيّان خفيّان‪ :‬الحنين إلى الوطن‪ ،‬واأللم من غربة قاسية‪ .‬د ّل على‬ ‫ّ‬ ‫‪٧‬سرى في‬ ‫‪.٧‬‬
‫النص‪.‬‬
‫موطن ك ّل منهما في ّ‬
‫النص‪ ،‬ومثّل له بما يناسب‪.‬‬
‫‪٨‬هات مصدرا ً من مصادر الموسيقا الخارجيّة في ّ‬ ‫‪.٨‬‬
‫ثرة‪ .‬مثّل لثالثة مصادر بمثال واحد مناسب لك ّل منها‪.‬‬ ‫النص موسيقا داخليّة ّ‬
‫‪٩‬في ّ‬ ‫‪.٩‬‬

‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫النص إلى رسالة توجّهها إلى مواكب الضائعين في متاهات الغربة تقنعهم فيها بالعودة‬
‫األول من ّ‬
‫حول المقطع ّ‬ ‫ * ّ‬
‫إلى جنان الوطن‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫التعبير الكتابي‬
‫ *اكتب مقالة أدبيّة تحلّل فيها لجوء الشعراء إلى عالم الحلم‪ ،‬مقترحاً البدائل التي تراها مناسبة‪ ،‬متّبعاً في ذلك‬
‫مدخل عمليّات الكتابة‪.‬‬
‫ •التعبري األديب‪:‬‬
‫ظروف الغربة‪ ،‬فعب َّر الشعراء‬
‫ُ‬ ‫ت إنسانيّةً عميقةً أفرزتها‬‫المهجري مشكال ٍ‬
‫ُّ‬ ‫األدب‬
‫ُ‬ ‫تناو َل‬
‫المادي في مهاجرهم‪ ،‬وطالبوا اإلنسا َن بالعود ِة إلى رحا ِ‬
‫ب‬ ‫َّ‬ ‫المهجريّو َن عن استنكارهم المجتم َع‬
‫عين إلى عالم ٍ يسوده اإلخاءُوالسالم‪.‬‬‫وطنه الروحيَّة‪ ،‬متطل ّ َ‬ ‫ِ‬
‫الطبيعة‪ ،‬وأبرزوا انتماءَه إلى قيم ِ ِ‬

‫تذهب إليه بالشواه ِد المناسبة‪ ،‬موظِّفاً الشاه َد اآلتي‪:‬‬


‫ُ‬ ‫السابق‪ ،‬وأيّ ْد ما‬
‫َ‬ ‫ *ناقش الموضوع َ‬
‫ ‪-‬قال إيليا أبو ماضي‪:‬‬

‫ســـــــام وإخـــــــا ِء‬


‫ٍ‬ ‫ر‬
‫وإىل عــــــ ِ‬ ‫إنَّ ــــــا شـــوقـــي إىل دنـــيـــا رضـــا‬

‫التطبيقات ال ّلغوية‬
‫‪١ .١‬ادرس مبحث النفي مستفيدا ً من الحالتين الواردتين في البيتين اآلتيين‪:‬‬

‫الــــســــمــــوم‬
‫َّ‬ ‫مل تــــجــــئ مــــعــــه‬ ‫نــــســــيــــم‬
‫ٌ‬ ‫هـــــــــــب‬
‫َّ‬ ‫فـــــــــــــإذا‬

‫وهــــــــــم ال يــــــــدُ وم‬


‫ٍ‬ ‫ظــــــــل‬
‫َّ‬ ‫الــــنــــفــــس ّإل‬
‫ِ‬ ‫لـــيـــس حــــــــزنُ‬
‫األول من البيتين السابقين إعراب مفردات وجمل‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬أعرب البيت ّ‬
‫الصرفي للكلمات اآلتية‪( :‬تجئ ـــ يفنى ـــ السواقي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪٣ .٣‬هات الوزن‬

‫‪65‬‬
‫رسالة الشرق المتجدد*‬
‫ّ‬ ‫‪٥‬‬
‫المطالعة‬

‫ميخائيل نعيمة (‪1988-1889‬م)‬


‫لبناني‪ُ ،‬ولد في بسكنتا في لبنان‪ ،‬وتعلّم في مدرسة المعلّمين الروسيّة بالنّاصرة في فلسطين‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أديب‬
‫ثم هاجر إلى الواليات المتّحدة األمريكيّة‪ ،‬وكان‬
‫أوفد في بعثة إلى روسيا‪ ،‬فدرس فيها خمس سنوات‪ّ ،‬‬
‫مؤسسي الرابطة القلميّة في نيويورك‪ .‬شارك في تحرير صحيفتي «الفنون» و«السائح» وغيرهما‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫من‬
‫أهم الكتب التي أرست دعائم‬ ‫سماه «الغربال» يع ّد من ّ‬
‫له مجموعة مقاالت نقديّة جمعها في كتاب ّ‬
‫ص‪.‬‬‫العربي الحديث‪ ،‬ومجموعة مقاالت أخرى بعنوان (دروب) ومنها أُخذ هذا الن ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫التجديد في الشعر‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫…‪…١‬‬
‫إ ّن المدنيّةَ الغربيّةَ المسيطر َة على العالم ِ منذ أجيا ٍل وأجيال تتخبّط اليومَ في شبا ٍك من المشكال ِ‬
‫ت‬
‫ب للخالص فال تهتدي إليه؛ ذلك ألنّها صرفت‬ ‫ش عن با ٍ‬ ‫المع ّقد ِة التي خلقتها من نفسها لنفسها‪ ،‬وتفت ّ ُ‬
‫وترويضه وتنظيمه‪ .‬فكانت هذه الطفرةُ الباهرة في دنيا العلوم النظري ّ ِة والتطبيقيّة‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهتمامها إلى العق ِل‬ ‫ج َّل‬
‫القلب الذي تصطرع فيه‬ ‫ُ‬ ‫ت المدهشة‪ .‬أمّا‬ ‫ِ‬
‫العجيبة واالكتشافا ِ‬ ‫الفيض العارم ُ من االختراعا ِ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫وكان هذا‬
‫وتنظيمه‪ .‬فكان هذا الطغيا ُن الذي نشهده اليومَ من ٍ‬
‫أنانية‬ ‫َ‬ ‫ترويض ُه‬
‫َ‬ ‫وبيضها فما أحسنت‬ ‫ُ‬ ‫سودُ الشهوا ِ‬
‫ت‬
‫ت السود‪ .‬ومن شأن هذه الشهوات‪ ،‬إذا‬ ‫ودهاء وغي ِرها من الشهوا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وجشع ومك ٍر‬
‫ٍ‬ ‫ض وتناب ٍذ‬‫وحق ٍد وبغ ٍ‬

‫*  ميخائيل نعيمة‪ ،‬دروب‪ ،‬دار نوفل‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪1990 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 64-60‬بت ّ‬
‫رصف‪.‬‬ ‫‪66‬‬
‫ومصدر ٍ‬
‫شقاء ال هناء‪ ،‬ونقطةَ‬ ‫بنتاج العقل فتجعلَه أدا َة تخري ٍ‬
‫ب بد َل التعمير‪،‬‬ ‫تعبث‬ ‫أمرها‪ ،‬أن‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫استفح َل ُ‬
‫ض اليومَ أركا َن هذه المدني ّ ِة مثلما قو ْ‬
‫َّضت أركا َن ما سبقها من مدنيَّات‪.‬‬ ‫تقو ُ‬ ‫انزال ٍ‬
‫ق ال انطالق‪ .‬وها هي ِّ‬

‫سيرفع للبشري َّة مشع َل‬


‫ُ‬ ‫تنهار‪ -‬فمن ذا الذي‬
‫ُ‬ ‫ت المدنيَّة ُ الحاضرةُ ‪-‬ولسوف‬ ‫وإنِّي ألسألُ‪ :‬إذا انهار ِ‬
‫ِّ‬
‫المعد لها منذ األزل؟‬ ‫ني‬ ‫عثرتها‪ ،‬ثم يقودُها في الطري ِق السويِّ إلى الهد ِ‬
‫ف السَّ ِّ‬ ‫ِ‬
‫الهداية‪ ،‬ويُقيلها من ِ‬
‫…‪…٢‬‬
‫أن الشر َق مدع ٌّو للقيام‬ ‫الشك في َّ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫لألزمنة دالئلَها‪ ،‬ودالئ ُل زما ٍن نحن فيه ال تتر ُك في ذهني أق َّل‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫اإلفالح‬
‫َ‬ ‫ح‬ ‫مر ٍة منذ فج ِر التاريخ‪ ،‬فما أفل َ‬ ‫الخطر ِة من جديد‪ ،‬فهو الذي انبرى لها َّ‬
‫مر ًة بعد َّ‬ ‫بهذه المهمَّة ِ‬
‫أسمائها ومسا ِلكها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫نشرها في األرض‪ ،‬على اختال ِ‬
‫ف‬ ‫الديانات التي َ‬
‫ُ‬ ‫أخفق اإلخفا َق كلَّه‪ .‬وما‬
‫َ‬ ‫كلَّه‪ ،‬وال‬
‫يبصر طريقَه إلى الهد ِ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫يتاح له أن‬
‫ب على طريق الخير كي ما َ‬ ‫ض القل ِ‬‫سوى مناه َج ترمي إلى تروي ِ‬
‫ِ‬
‫تكوينه اإللهي‪.‬‬ ‫األبع ِد واألسمى‪ .‬أال وهو المعرفة ُ والقدرةُ والحريّة ُ التي من شأنها أن تعودَ باإلنسا ِن إلى‬

‫ق‪ .‬ولقد حاو َل‬ ‫الواسعة‪ ،‬هي رسالة ُ ك ِّل دي ٍن من األديا ِن التي جاء بها المشر ُ‬ ‫ِ‬ ‫تلك في خطوطها‬
‫ح‬ ‫ِ‬
‫السماء‪ ،‬فما نج َ‬ ‫ض ُسلَّماً يرقى به إلى‬
‫ق فيما مضى أن يطب ّ َق دينَه على دنياهُ وأن يجع َل من األر ِ‬ ‫الشر ُ‬
‫الجماهير فقد أجهدت ْها‬
‫ُ‬ ‫والقديسون والمختارون‪ .‬أمّا‬‫ِّ‬ ‫غير أفرا ٍد‪ .‬أولئك هم األنبياء ُ واألولياء ُ‬
‫من بنيه ُ‬
‫ت اللُّ َ‬
‫باب‪.‬‬ ‫المحاولة ُ ونهكت قُواها‪ .‬فالذت بالقشو ِر وأهمل ِ‬

‫الذل والهوان على يد أخيه‬ ‫أنواع ِّ‬ ‫ِ‬ ‫جعته الطويلةَ‪ ،‬وقد سيم في خاللها شتَّى‬ ‫وهكذا هج َع الشرق هَ ُ‬
‫ع عنه معلماً تلو معلَم ٍ من معالم ِ االستثما ِر واالستعما ِر‪،‬‬‫ينتفض انتفاضةَ الجبّا ِر‪ ،‬فينز ُ‬
‫ُ‬ ‫الغر ِ‬
‫ب‪ ،‬ولكنَّه اليومَ‬
‫عزيمته‪ ،‬واستردا ِد ما‬
‫َ‬ ‫بنشاط واندفاع على ترميم ما انهار من‬ ‫ٍ‬ ‫ت ِّ‬
‫الذل والهوان‪ ،‬ويعم ُل‬ ‫ح ظلما ِ‬ ‫ويكش ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫أرحب وأفض َل‬
‫َ‬ ‫يجددُ شبابَه ويتطل ّ ُع إلى عالم ٍ‬
‫ب من شرايينه‪ ،‬فهو كالنس ِر ِّ‬ ‫ضاع من حقِّ ِه‪ ،‬وتليين ما تصل َ‬
‫وأجم َل من عالم ٍ هو فيه‪.‬‬

‫عالم انشطر إلى معسكرين‬ ‫نعيش على فُوَّهة بركان؟ إنَّه ل َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫العالم الذي نعيش فيه اليومَ وكأنَّنا‬ ‫ُ‬ ‫وما‬
‫يذر‪ .‬وليس‬‫لينقض على اآلخ ِر فال يبقي وال ُ‬ ‫َّ‬ ‫يرتقب الفرصةَ المؤاتيةَ‬ ‫ُ‬ ‫مدجَّجي ِن بالسالح‪ ،‬وكالهما‬
‫أسمر‪ ،‬وأنّه‬
‫ُ‬ ‫أبيض أو‬
‫ُ‬ ‫وصاحب عمل أو عام ٌل‪ ،‬وأنّه‬ ‫ُ‬ ‫منتج ومستهلكٌ ‪،‬‬‫ٌ‬ ‫يعنيهما من اإلنسا ِن سوى أنّه‬
‫بقاع األرض‪ .‬وبكلمة أخرى‪ :‬إ ّن كال المعسكرين‬ ‫ِ‬ ‫وأجنبي في ك ِّل ما عداها من‬ ‫ٌّ‬ ‫وطني في هذه البقعة‪،‬‬
‫ٌّ‬
‫ِ‬
‫لتوجيهه في هذا الطري ِق أو ذاك‬ ‫ٍ‬
‫محاولة يبديها‬ ‫غير ظلِّ ِه وقشو ِره‪ .‬ولذلك فك ُّل‬ ‫ال يبصر من اإلنسان َ‬
‫‪67‬‬ ‫مصيرها حتماً إلى اإلخفاق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بقصد الوصو ِل ِبه إلى الحري ّ ِة والسعاد ِة لَمحاولَة ٌ‬
‫…‪…٣‬‬
‫بقة‬ ‫يتحر ُر من ِر ِ‬ ‫عرف كيف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الكارثة إذا هو‬ ‫العالم من‬ ‫ينجي‬ ‫يستطيع أن‬
‫ُ‬ ‫أن الشر َق المتج ّددَ‬ ‫ويقيني َّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تذكير الناس‬
‫ُ‬ ‫ميه العظام‪ .‬فرسالتُه إذ ذاك هي‬ ‫القو َة والهداية من معل ّ ِ‬ ‫جر ِة وكيف يستم ُّد ّ‬ ‫س المتح ّ‬ ‫الطقو ِ‬
‫الطريق‬
‫َ‬ ‫بأن هدفَهم واح ٌد وطريقَهم إلى الهدف واح ٌد‪ ،‬وأ ّن عليهم أن يسلكوا ذلك‬ ‫في ك ِّل مكا ٍن َّ‬
‫ف‬ ‫الفكر والوجدا ُن والخيا ُل واإلرادةُ‪ ،‬وأنّهم متى أدركوا سم َّو الهد ِ‬ ‫ُ‬ ‫متعاونين ال متنابذين‪ ،‬وزادُهم‬
‫ب عوناً لهم في سيرهم بدال ً من أن‬ ‫ِ‬
‫واللغة والمذه ِ‬ ‫س واللَّو ِن‬‫ق الجن ِ‬ ‫الذي إليه يسيرون أصبحت فوار ُ‬
‫الجميع ويجب أن ت ُستغ َّل لخي ِرالجميع‪ .‬إنَّه ل َ ِمن أكب ِر الخي ِر‬
‫ِ‬ ‫ث‬
‫األرض هي ميرا ُ‬ ‫َ‬ ‫حج َر عثْر ٍة‪ ،‬وأ ّن‬
‫تكون َ‬
‫ض ُه‪.‬‬‫يبغ َ‬‫جارهُ بدال ً من أن ِ‬
‫لإلنسا ِن أن يحبَّ َ‬
‫ت كثير ٍة‬
‫أفكارها وقلوبَها من َّترها ٍ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الطالعة في الشر ِ‬
‫ق أن تطه َِّر‬ ‫وعلى األجيا ِل الحاضر ِة واألجيا ِل‬
‫ال في األرض‪.‬‬ ‫ق باإلنسا ِن الذي هو خليفة ُ ّ‬ ‫حها من جدي ٍد بإيما ِن الشر ِ‬ ‫التقطتها من هنا وهنالك‪ ،‬وأ ْن تل ّق َ‬

‫األسلحة الجهنَّمي ّ ِة مناال ً‪.‬‬


‫ِ‬ ‫أفظع‬
‫ُ‬ ‫ألمنع من أن تنا َل منها‬
‫ُ‬ ‫إ ّن قلوباً وأفكارا ً عامر ًة بمثل ذلك اإليمان‬
‫لروح ال يُقهر وال يموت‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫روح الشرق الذي قهر الزما َن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وإن‬

‫‪68‬‬
‫فن الرواية‬
‫ّ‬ ‫‪3‬‬
‫قراءة متهيديّة‬ ‫ّ‬
‫فن الرواية‬ ‫الدرس األ ّول‬

‫نص روايئ‬
‫ّ‬ ‫"المصابيح الزرق"‬ ‫الدرس الثّاين‬

‫نص روايئ‬
‫ّ‬ ‫دمشق يا بسمة الحزن‬ ‫الدرس الثّالث‬

‫مطالعة‬ ‫عوامل تجديد الرواية العرب ّية‬ ‫الدرس ال ّرابع‬

‫‪69‬‬
‫فن الرواية‬
‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫قراءة تمهيديّة‬

‫الروائي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الفن‬
‫ّ‬ ‫‪١.١‬تعريف الرواية ونشأة‬
‫مؤرخي األدب ون ّقاده‪ ،‬فإ ّن ثمة‬
‫على الرغم من تعدّد تعريفات الرواية في الموسوعات األدبيّة ولدى ّ‬
‫نثري يعرض حكاية طويلة عن حياة شخصيّة‬ ‫ّ‬ ‫تعريفاً يكاد يكون جامعاً بينها كلّها‪ ،‬هو أ ّن الرواية‪ّ :‬‬
‫فن‬
‫أو أكثر‪ ،‬وتغطّي هذه الحكاية قطاعاً زمنيّاً واسعاً‪ ،‬وقد تكون واقعيّة أو متخيّلة‪ ،‬أو كليهما معاً‪ ،‬كما قد‬
‫بجيل واحد أو عدّة أجيال‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تكون معنيّة‬

‫عشر‪،‬‬
‫َ‬ ‫الثامن‬
‫َ‬ ‫يكاد يُجمع الن ّقاد على أ ّن ّ‬
‫فن الرواية بدأ اإلعالن عن نفسه في أوروبّة في القرن‬
‫الفن‪ ،‬محاولةً أدبيّةً لمواجهة قيم ذلك‬
‫أي هذا ّ‬‫وأ ّن نشأته ترتبط بنشأة المجتمع الرأسمالي‪ ،‬بوصفه‪ْ ،‬‬
‫المجتمع وتناقضاته الحادّة والمستغرقة في استالبها للذات اإلنسانيّة‪ ،‬وفي تسليعها لإلنسان‪ .‬ولع ّل‬
‫ثم رواية‬
‫لإلسباني «ميغيل دي ثربانتس»‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الفن رواية «دون كيشوت»‬
‫من أبرز المحاوالت األولى لهذا ّ‬
‫ثم تتابعت األعمال الروائيّة في الغرب‪ ،‬حتى تم ّكن هذا‬‫«روبنسن كروزو» لإلنكليزي «دانييل ديفو»‪ّ .‬‬
‫الفن من أن يكون جنساً أدبيّاً له جمهوره الواسع من ّ‬
‫القراء من جهة‪ ،‬وتأثيره في الثقافة العالميّة من‬ ‫ّ‬
‫جهة ثانية‪.‬‬

‫فن الرواية عند العرب‪:‬‬ ‫‪ّ ٢.٢‬‬


‫العربي في أحضان الصحافة‪ ،‬عن طريق‬ ‫ّ‬ ‫الفن الروائي‬
‫ّ‬ ‫شأن الفنون األدبيّة العربيّة الحديثة نشأ‬
‫المراش هو‬
‫السوري فرنسيس ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحق» لألديب‬
‫ّ‬ ‫الترجمة أوال ً‪ ،‬فالتأليف ثانياً‪ ،‬وإلى اآلن فإ ّن «كتاب غابة‬
‫الفن لدى‬
‫الفن الروائي كما أرسته تقاليد هذا ّ‬ ‫عربي ينتسب بغير صلة إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫حكائي‬
‫ّ‬ ‫سردي‬
‫ّ‬ ‫ّأول عمل‬
‫الغرب‪ .‬ومهما يكن من أمر فعاليات تحقيب الرواية العربية‪ ،‬ومدى نصيبها من الصواب أو الخطأ‪،‬‬
‫وتطورها‪ :‬تمت ّد األولى ما‬
‫ّ‬ ‫وتعدّد عالماتها اللغويّة‪ ،‬فإنّه يمكن التمييز بين مرحلتين مركزيّتين في نشأتها‬
‫عشر ونهاية الستينيّات من القرن العشرين‪ ،‬والتي يمكن االصطالح‬ ‫َ‬ ‫بين النصف الثاني من القرن التاس َع‬
‫عليها بمرحلة النشأة والتأسيس‪ .‬ويمكن التمثيل لتلك المرحلة برواية «تخليص اإلبريز في تلخيص‬
‫باريز» للمصري رفاعة الطهطاوي‪ ،‬ورواية «حديث عيسى بن هشام» لمواطنه محمد المويلحي‪ ،‬فرواية‬
‫فواز‪:‬‬
‫بناني أحمد فارس الشدياق‪« :‬الساق على الساق فيما هو الفارياق»‪ ،‬ورواية مواطنته زينب ّ‬ ‫ّ‬
‫الل ّ‬
‫«حسن العواقب» فالروايات التاريخيّة للبناني جرجي زيدان‪ ،‬وروايات مواطنه فرح أنطون … إلى رواية‬ ‫ُ‬
‫المصري محمد حسين هيكل‪« :‬زينب» التي عدّها كثير من الن ّقاد ّأول رواية عربيّة فنّيّة‪ .‬أمّا المرحلة‬ ‫‪70‬‬
‫الثانية‪ ،‬فتمت ّد من نهاية الستينيّات إلى اآلن‪ ،‬والتي يمكن االصطالح عليها بمرحلة التجريب والتأصيل‪،‬‬
‫ثم من تعبيرها عن غير سمة من السمات المميّزة‬ ‫والتي تم ّكنت الرواية العربيّة خاللها من تحقيق ذاتها‪ّ ،‬‬
‫النسوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الروائي‪ ،‬وتعدّد المغامرات الفنّيّة‪ ،‬وبروز الصوت‬
‫ّ‬ ‫لتطورها‪ ،‬ومن تلك السمات‪ :‬فورة اإلنتاج‬ ‫ّ‬
‫فن الرواية في سورية‪:‬‬ ‫‪ّ ٣.٣‬‬
‫على النقيض من نشأة الرواية العربيّة في أحضان الصحافة ظهرت الرواية التي كتبها أبناء سورية‬
‫سردي وثيق‬
‫ّ‬ ‫مستقلّة بنفسها في مؤلّفات‪ ،‬وإذا كان كتاب ّ‬
‫المراش المشار إليه آنفاً هو ّأول عمل‬
‫بآخرين‬
‫َ‬ ‫المراش لم يتوقّف عن كتابة الرواية‪ ،‬بل ألحق ذلك العمل‬
‫بالفن الروائي‪ ،‬فإ ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫الصلة‪ ،‬أو يكاد‪،‬‬
‫ثم تتابعت الكتابة الروائيّة في سورية بتعزيز‬
‫الصدَف»‪ّ ،‬‬
‫و«در الصَّ دَف في غرائب ُّ‬
‫هما‪« :‬رحلة باريس»‪ّ ،‬‬
‫األنطاكي في روايته‬
‫ّ‬ ‫حضورها من خالل غير كاتب وغير رواية‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ما قدّمه عبد المسيح‬
‫«فتاة إسرائيل»‪ ،‬ورواية ميخائيل الص ّقال‪« :‬لطائف السمر في س ّكان الزهرة والقمر‪ ،‬أو الغاية في البداءة‬
‫والنهاية»‪ ،‬فروايات نعمان القساطلي الثالث‪« :‬الفتاة األمينة وأمّها»‪ ،‬و«مرشد وفتنة»‪ ،‬و«أنيس وأنيسة»‪،‬‬
‫فروايات معروف األرناؤوط التاريخيّة‪ ،‬التي كان ّأولها‪« :‬سيّد قريش»‪ ،‬وغير ذلك من األعمال المبكرة‬
‫الفن الروائي‪ ،‬إلى أن ظهرت رواية‬ ‫التي يمكن وصفها بمشروعات روائيّة‪ ،‬أو بمحاوالت أولى في ّ‬
‫شكيب الجابري‪« :‬نهم» سنة (‪1937‬م) التي كانت‪ ،‬شأن رواية هيكل في مصر‪ّ ،‬أول رواية فنّيّة في‬
‫سورية‪.‬‬

‫السوريّة في أربع مراحل‪:‬‬


‫إجرائي بحت يمكن تحقيب الرواية ّ‬
‫ّ‬ ‫وعلى نحو‬

‫ •أ ّوالً‪ :‬املرحلة األوىل (‪:)1949_1937‬‬


‫باستثناءات قليلة‪ ،‬منها روايات شكيب الجابري‪ ،‬كان من أبرز السمات المميّزة ألعمال هذه‬
‫الحكائي على الفنّي‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‬
‫ّ‬ ‫المرحلة الوعظ واإلرشاد والمباشرة‪ ،‬واستلهام التاريخ‪ ،‬وغلبة‬
‫روايتا خير الدين األيّوبي‪« :‬قصر الجماجم» و«السلوان الكاذب»‪ ،‬وروايات معروف األرناؤوط‪،‬‬
‫ال يوركي حالق‪« :‬في حمى الحرم»‪.‬‬ ‫ورواية وداد سكاكيني‪« :‬الخطرات»‪ ،‬ورواية عبد ّ‬

‫ •ثانياً‪ :‬املرحلة الثانية (‪1958_1950‬م)‪:‬‬


‫تطورها شديد البطء‪.‬‬ ‫َّ‬
‫تطور‪ ،‬فقد ظلت تتعثّر‪ ،‬وبدا ّ‬‫القصة من ّ‬
‫لم تشهد هذه المرحلة ما شهدته ّ‬
‫وقد كانت الروايات معظمها محدّدة الحجم والعمق أيضاً‪ ،‬ولك َّن المحاوالت القليلة التي ظهرت‬
‫في ذلك الحين دلَّت على تطلّعات واسعة‪ ،‬وبرز من بين كتّاب هذه المرحلة كاتبات أكثر ميال ً إلى‬
‫‪71‬‬
‫هن‪ :‬وداد سكاكيني‪ ،‬وسلمى الح ّفار الكزبري‪ ،‬وألفة اإلدلبي‪ .‬أمَّا في المذهب‬‫االت ّجاه االت ّباعي‪ّ ،‬‬
‫الواقعي فقد برز حنّا مينة الذي أدخل إلى الرواية بوادر نفَس جديد‪.‬‬
‫ّ‬
‫ •ثالثاً‪ :‬املرحلة الثالثة (‪1967_1959‬م)‪:‬‬
‫شهدت مرحلة الستينيّات نهوضاً نوعيّاً نتيجة عوامل أدبيَّة وغير أدبيَّة‪ .‬أمَّا العوامل غير األدبيَّة‬
‫فيمكن أن تعود إلى التغيير االقتصادي واالجتماعي والسياسي والتعليمي الذي طرأ على البيئة‬
‫التحضر ومواكبة العصر‪ ،‬ومن بين هذه السبل‪ :‬التنظيم وإقامة‬ ‫ّ‬ ‫السوري َّة؛ إذ بدأ المجتمع يسلك سبل‬
‫المؤسسات العصريّة‪ ،‬وانتشار التعليم‪ ،‬وارتفاع مستوى المعيشة واإلسهام المتزايد للشبيبة من‬ ‫ّ‬
‫جهة وللطبقات الفقيرة من جهة أخرى في حياة القطر االجتماعيّة والسياسيّة‪ ،‬وأمّا العوامل األدبيَّة‬
‫جه المتعلّمين إلى الرواية وإلى أن يكونوا‬ ‫خاصة؛ ألنّها استطاعت أن تو ّ‬
‫ّ‬ ‫فهي التي تكتسب أهميّة‬
‫أكثر اقتناعاً من سابقيهم بفعاليّتها‪ ،‬وأقدر على معرفة أصولها وممارسة كتابتها من جهة أخرى‪.‬‬

‫والتطور في أساليب‬
‫ّ‬ ‫وتع ّد هذه المرحلة في مجملها خطوة إلى األمام بات ّجاه النضج في األفكار‬
‫المعالجة‪ ،‬وتع ّد موضوعات هذه المرحلة معظمها استمرارا ً وتطويرا ً ألغراض المرحلة السابقة‬
‫التطورات السياسيّة واالجتماعيّة‪ ،‬ومن‬ ‫أن هناك موضوعات معيّنة تبلورت بفعل‬ ‫وتطوراتها‪ ،‬إال َّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بين هذه الموضوعات‪ :‬النضال القومي العربي‪ ،‬وقضيّة الوحدة العربيّة‪ ،‬وتحرير المرأة االجتماعي‪،‬‬
‫العجيلي‪ ،‬و«العصاة» لصدقي إسماعيل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومن هذه الروايات‪« :‬باسمة بين الدموع» لعبد السالم‬
‫و«الشراع والعاصفة» لحنّا مينة‪ ،‬و«أيام معه» لكوليت خوري‪ ،‬و«المهزومون» لهاني الراهب‪ ،‬وغير‬
‫رواية لمطاع صفدي‪ ،‬ورواية «ستّة أيام» لحليم بركات‪ ،‬وروايات ك ّل من‪ :‬جورج سالم‪ ،‬وحسيب‬
‫مما صدر في تلك المرحلة‪.‬‬ ‫كيّالي‪ ،‬وأديب نحوي‪ ،‬وسواهم‪ّ ،‬‬

‫ •رابعاً‪ :‬املرحلة الرابعة (السبعين ّيات وما بعد)‪:‬‬


‫تمثّل السبعينيّات أخصب مراحل التجربة الروائيّة السوريّة على غير مستوى‪ ،‬ومن ذلك فورة‬
‫كماً‪ ،‬وبروز أصوات جديدة استطاعت من خالل أعمالها نقل الكتابة الروائيّة‬ ‫الروائي ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاج‬
‫الواقعي‪ ،‬والغوص عميقاً في القاع‬
‫ّ‬ ‫تطورها‪ ،‬وطغيان االت ّجاه‬
‫السوريّة إلى مرحلة جديدة من ّ‬
‫السوري‪ .‬ولع ّل من أبرز أصوات السبعينيّات‪ :‬فارس زرزور‪ ،‬وغادة‬
‫ّ‬ ‫وتحوالت المجتمع‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي‬
‫السمان‪ ،‬وحيدر حيدر‪ ،‬وعبد النبي حجازي‪ ،‬وأحمد يوسف داود‪ ،‬وياسين رفاعيّة‪ ،‬وإبراهيم‬
‫الخليل‪ ،‬وخيري الذهبي‪ ،‬ووليد إخالصي‪ ،‬ونبيل سليمان‪ ،‬باإلضافة إلى مينة‪ ،‬والعجيلي‪ ،‬والراهب‪.‬‬

‫أمّا الثمانينيات والتسعينيّات وما بعد فكما كانت إضافة جديدة إلى الكتابة الروائيّة السوريّة‬
‫‪72‬‬
‫على مستوى األصوات الجديدة‪ ،‬فقد كانت‪ ،‬بآ ٍن‪ ،‬إضافة إليها على مستوى التجريب‪ ،‬ولع ّل من‬
‫فواز حدّاد‪ ،‬ممدوح ع ّزام‪ ،‬وناديا خوست‪ ،‬وأنيسة عبّود‪،‬‬
‫أبرز األصوات التي عبّر نتاجها عن ذلك‪ّ :‬‬
‫ومحمد أبو معتوق‪ ،‬وخليل صويلح‪ ،‬وهزوان الوز‪ ،‬وغسان ونّوس‪ ،‬ولينا هويّان حسن‪ ،‬وحسين‬ ‫ّ‬
‫ورور‪.‬‬

‫‪٤.٤‬حركة النقد الروائي في سورية‪:‬‬


‫الفن الروائي في سورية من دون اإلشارة إلى النقد الذي عُني به‪ ،‬والذي‬ ‫ال يمكن الحديث عن ّ‬
‫وتحوالته على غير مستوى‪ .‬ويمثّل كتاب‬ ‫ّ‬ ‫الفن‪ ،‬وفي متابعة حراكه‬ ‫ّ‬ ‫تطور هذا‬
‫مهم في ّ‬‫أسهم بدور ّ‬
‫القصة في سورية حتّى الحرب العالميّة الثانية" الصادر سنة (‪1958‬م)‬ ‫شاكر مصطفى‪" :‬محاضرات عن ّ‬
‫نقدي له‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬ ‫ثم تلته جهود عدنان بن ذريل في غير منجز‬ ‫َّ‬
‫ّ‬ ‫ّأول مؤلف في هذا المجال‪ّ ،‬‬
‫فن الوصف القصصي والروائي"‪،‬‬ ‫القصة في سورية"‪ ،‬و"عبد السالم العجيلي‪ ،‬دراسة نفسيّة في ّ‬ ‫"أدب ّ‬
‫ويمكن التمثيل‪ ،‬ال الحصر‪ ،‬للجهود النقديّة التي تلت بغير مؤلّف للناقد سمر روحي الفيصل من مثل‪:‬‬
‫"مالمح في الرواية السوريّة"‪ ،‬و"تجربة الرواية السوريّة"‪ ،‬و"بناء الرواية العربيّة السوريّة"‪ ،‬فجهود محيي‬
‫ثم‬
‫الدين صبحي‪ ،‬كما في‪" :‬أبطال في الصيرورة"‪ ،‬و"الرجولة وأيديولوجيا الرجولة في الرواية العربيّة"‪ّ ،‬‬
‫ال أبو هيف‪ ،‬كما في مؤلّفاته‪" :‬األدب والتغيّر االجتماعي في سورية"‪ ،‬و"الجنس الحائر‪،‬‬ ‫جهود عبد ّ‬
‫أزمة الذات في الرواية العربيّة"‪ ،‬ومحمد كامل الخطيب الذي قدّم إلى المكتبة العربية غير مؤلّف في‬
‫هذا المجال‪ ،‬من مثل‪" :‬الرواية والواقع"‪ ،‬و"المغامرة المع ّقدة"‪ ،‬وبثينة شعبان في كتابها‪" :‬مئة عام من‬
‫الرواية النسائيّة العربيّة"‪ ،‬ونضال الصالح في عدد من مؤلّفاته النقديّة التي منها‪" :‬النزوع األسطوري في‬
‫نقدي‪،‬كما في‪:‬‬
‫ّ‬ ‫النص"‪ ،‬وصالح صالح في غير مؤلّف‬ ‫الرواية العربيّة"‪ ،‬و"المغامرة الثانية"‪ ،‬و"معراج ّ‬
‫مؤلف له أيضاً‪ ،‬من مثل‪" :‬عوالم روائيّة"‪ ،‬وغير رسالة وأطروحة‬ ‫النص"‪ ،‬ونذير جعفر في غير ّ‬ ‫"ممكنات ّ‬
‫في غير جامعة سوريّة‪.‬‬

‫‪٥.٥‬عناصر الرواية‪:‬‬
‫‪١.١‬الفكرة‪:‬‬
‫القصة والرواية بعنصر الفكرة أو الرسالة التي يودّ كاتب الرواية إبالغ القارئ بها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تشترك‬
‫وما من فكرة أو رسالة أو مغزى من دون موضوع يستلهمه الكاتب من تجاربه وثقافته أو من‬
‫تجارب اآلخرين أو من الموروث الحكائي الشفوي أو من حقائق التاريخ أو من الخيال وغير‬
‫ذلك‪ ،‬ويش ّكل ذلك االستلهام بأبعاده الزمنيّة والمكانيّة والواقعيّة والمتخيّلة‪ ،‬وسياقه التاريخي‬
‫واالجتماعي مرجعيّات ال تحضر في سياق السرد بنسقها الواقعي‪ ،‬إنّما تحضر عبر حبكة روائيّة‬
‫‪73‬‬ ‫وشبكة جديدة من العالقات التي تربط فيما بينها‪.‬‬
‫‪٢.٢‬الحدث (املنت الحكايئ)‪:‬‬
‫يسمى (المتن الحكائي)‪ ،‬وهو على ح ّد‬ ‫إ ّن الرواية حدث أو أحداث ت ُروى وتنضوي تحت ما ّ‬
‫تعبير توماشفسكي(‪ )1‬مجموع األحداث المتصلة فيما بينها‪ ،‬والتي يقع إخبارنا بها خالل العمل‪.‬‬

‫الروائي أو المسار الحدثي الحكائي الذي ينتقل‬


‫ّ‬ ‫للنص‬
‫ّ‬ ‫يش ّكل ذلك المتن الهيكليّة العامّة‬
‫من موضوع آلخر طوال الرواية‪ ،‬وفقاً للتتابعين السببي أو الزمني مترافقاً مع عنصر مرادف له‬
‫هو الصراع الذي يمكن أن يكون خفيّاً يحدث في أعماق الشخصيّة‪ ،‬أو مُعلَناً يحدث بين‬
‫الشخصيات‪ ،‬أو كليهما معاً‪.‬‬

‫‪٣.٣‬املبنى الحكايئ‪:‬‬
‫تصورات الشكالنيّين الروس(‪ )٢‬أ ّن المبنى الحكائي يتألّف من‬
‫يرى توماشفسكي انطالقاً من ّ‬
‫أحداث المتن الحكائي نفسها‪ ،‬غير أنّه يراعي نظام ظهورها في العمل‪ ،‬كما يراعي ما يتبعها من‬
‫معلومات تعيّنها لنا‪ ،‬فإذا كان المتن الحكائي يتش ّكل من األحداث‪ ،‬فالتغيّر الذي يطرأ على ترتيب‬
‫الحوادث وصيغة الراوي المستعملة والروابط الناشئة بين الشخصيّات وطرائق تقديمها‪ ،‬وك ّل‬
‫ذلك يدخل في تشكيل المبنى الحكائي‪ ،‬فإذا كان المتن هو مادّة الحكاية فإ ّن المبنى هو الخطاب‬
‫الروائي الذي تظهر من خالله الحكاية فنيّاً‪ ،‬ويمكن أن يعاين في ذلك الخطاب أشكال الزمن‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫وتنوعها بين سرد الغائب وسرد المتكلم وسرد‬ ‫المكان‪ ،‬والصيغة السرديّة‪ ،‬ووجهة نظر الراوي ّ‬
‫المخاطب وسرد األصوات المتعدّدة‪.‬‬

‫‪٤.٤‬الحبكة‪:‬‬
‫فن ترتيب الحوادث‬
‫مكونات المبنى الحكائي؛ إذ هي ّ‬ ‫مكوناً من ّ‬
‫يمكن النظر إليها بوصفها ّ‬
‫السردي دُعيت حينئذ‬
‫ّ‬ ‫وسردها وتطويرها‪ ،‬فإذا ما تأ ّزمت الحوادث وبلغت ذروة من ذرا التوت ّر‬
‫النفسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الزمني أو‬
‫ّ‬ ‫العقدة‪ ،‬والحبكة غالباً ما تخضع إلى واحد من النظامين‪:‬‬

‫‪  1‬بوريس توماشفسيك (‪ 1890‬ـ ‪1957‬م) من أهم الشكالنيني الروس الذين اهتموا بتاريخ األدب الرويس‪ ،‬وباألسلوبية والعروض وعلم الرسد‪ ،‬له مجموعة من‬
‫الكتب القيمة‪ ،‬مثل‪( :‬عن النظم)‪ ،‬و(النظم الرويس)‪ ،‬و(نظرية األدب)‪ ،‬و(الكاتب والكتاب)‪ ،‬و(الشعر واللغة)‪ ،‬و(األسلوبية والعروض)‪.‬‬
‫‪  2‬تأسست الشكالنية الروسية عام (‪1916‬م) لدراسة اللغة الشعرية‪ ،‬إلبراز التوجه األديب والجاميل الذي نشأ يف العقود الثالثة األوىل للقرن العرشين‪« ،‬الذي‬
‫يلح عىل إبراز قوانني الخطاب األديب الداخلية ويرفض املشهد التاريخي الذي هيمن آنذاك يف حقل النقد‪ ،‬وقد فصل الشكالنيون الروس بني الحكاية‬
‫(القصة) والبنية الرسدية (الخطاب)‪ .‬فرأوا أن األوىل تتعلق باألحداث واألشخاص يف فعلهم وتفاعلهم‪ ،‬والثانية ترتبط بالطريقة التي بواسطتها يتم إيصال‬
‫القصة والتعبري عنها»‪.‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪٥.٥‬الشخص ّية‪:‬‬
‫يتحرك في سياق األحداث‪ ،‬يبتكرها الروائي في مخبره الفنّي من‬ ‫ّ‬ ‫اإلنساني الذي‬
‫ّ‬ ‫هي الكائن‬
‫المعطى االجتماعي والنفسي والفكري موهماً بواقعيّتها؛ إذ يجعلها معادال ً فنياً للشخصيّة الحيّة‪.‬‬
‫وقد تكون الشخصيّة الروائيّة معادال ً فنّياً لشخصيّة أسطوريّة أو غير واقعيّة ممكنة الحدوث أو‬
‫محتملة أو متخيّلة أو مزيج من ذلك بعيدا ً عن النظرة التبسيطيّة التي تنظر إلى الشخصيّات بوصفها‬
‫شريرة‪ ،‬ويمكن التمييز في أي رواية بين نوعين من الشخصيّات‪:‬‬ ‫إيجابيّة أو سلبيّة أو خيّرة أو ّ‬
‫تطور األحداث‪،‬‬‫تتطور مع ّ‬ ‫ّ‬ ‫رئيسة وثانوية‪ ،‬كما يمكن التمييز بين مظهرين لها‪ :‬شخصيات نامية‬
‫وشخصيّات ثابتة تبقى على صفاتها النفسيّة من بداية األحداث إلى نهايتها‪.‬‬

‫طرائق تقديم الشخصيّة‪:‬‬


‫ ‪ .‬أالطريقة املبارشة أو التحليل ّية‪:‬‬
‫وهي أن يلجأ الراوي إلى رسم الشخصيّات‪ ،‬معتمدا ً صيغة ضمير الغائب التي تتيح التغلغل في‬
‫أعماق الشخصيّة وتفاصيلها وصفاتها ومالمحها‪.‬‬

‫ ‪ .‬بالطريقة غري املبارشة التمثيل ّية‪:‬‬


‫وهي أن يترك الشخصيّة تعبّر عن نفسها بنفسها‪ ،‬مستعمال ً ضمير المتكلّم‪ ،‬فتكشف أبعادها‬
‫وتصرفاتها وانفعالها‪ ،‬وهي تفصح عن مشاعرها‬ ‫ّ‬ ‫العامّة أمام القارئ بصورة تدريجيّة عبر أحاديثها‬
‫الروائي إلى بعض الشخصيات في الرواية إلبراز‬
‫ّ‬ ‫الداخليّة وسماتها الخلقيّة وأحاسيسها‪ .‬وقد يلجأ‬
‫جانب من صفاتها الخارجيّة أو الداخليّة من خالل تعليقها ومواقفها وأفكارها‪.‬‬

‫‪٦.٦‬الزمان واملكان‪:‬‬
‫عنصران الزمان في الرواية مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالشخصيّة التي يفترض وجودها زمناً يعيّن‬
‫حركتها‪ ،‬كما يفترض مكاناً أو بيئة أو وسطاً تدور فيه أحداث الرواية‪ ،‬والمكان وحده ال يصنع‬
‫رواية‪ ،‬فال ب ّد له من أن يتفاعل مع الشخصيّات واألحداث واللغة واألساليب الفنيّة‪ ،‬وليس بالضرورة‬
‫أن يكون واقعيّاً بل يمكن أن يكون متخيّال ً‪.‬‬

‫األول زمن المادّة الحكائيّة الخام؛ أي األحداث في شكلها‬


‫أمّا الزمان فيمكن تمييز نوعين فيه‪ّ :‬‬
‫ما قبل الخطابي وأطلق عليه توماشفسكي مصطلح (زمن المتن الحكائي)‪ ،‬ويمكن أن يُستد ّل‬
‫عليه من خالل التأريخ لألحداث والوقائع والمعاهدات‪ .‬أمّا الثاني فهو زمن الخطاب الذي أطلقه‬
‫‪75‬‬
‫تودروف(‪ )1‬على نظام ظهور األحداث‪ ،‬وأسماه توماشفسكي (زمن المبنى الحكائي) وهو الزمن‬
‫الخاصة؛ إذ هو زمن ال يتطابق مع زمن المتن‪ ،‬بل يتقاطع معه‪ ،‬ويعيد‬
‫ّ‬ ‫القصة زمنيّتها‬
‫الذي ت ُعطى فيه ّ‬
‫تشكيله تبعاً للنظام الذي تظهر فيه (أنساق الزمن الروائي) عبر تقنيات االسترجاع الفنّي (السرد‬
‫االستذكاري) واالستباق (السرد االستشرافي) وتقنيتي الخالصة والحذف (اإلسقاط‪ ،‬القفز) اللتين‬
‫ّ‬
‫تستعمالن في تسريع الزمن‪:‬‬

‫ّ‬
‫تذكر‬
‫أنواع النسق الزمني‪:‬‬
‫الزمني الصاعد‪ :‬ترتيب الحوادث وفق‪( :‬بداية ــ وسط ــ نهاية)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬النسق‬
‫الزمني الهابط‪( :‬نهاية ــ وسط ــ بداية)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬النسق‬
‫الزمني المتقطّع‪ :‬توالي األحداث متقطّعة بتقطّع أزمنتها عبر سيرها من الوسط‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬النسق‬
‫(الحاضر) إلى البداية (الماضي) أو إلى النهاية (المستقبل)‪.‬‬

‫‪٧.٧‬الحوار‪:‬‬
‫إمّا أن يكون داخليَّاً أي حوار الشخصيّة مع نفسها‪ ،‬وإمَّا أن يكون خارجيَّاً (حوار الشخصيّات‬
‫بعضها مع بعضها اآلخر)‪ ،‬والحوار الجيّد يتّسم بالرشاقة وتأدية الوظائف اآلتية‪:‬‬

‫ّ‬
‫تذكر‬
‫يؤدّي الحوار الوظائف اآلتية‪:‬‬
‫ ‪-‬مسرحة السرد وكسر الرتابة (من خالل إضفاء الحيويّة على المواقف واالستجابة الطبيعيّة‬
‫للمناقشة)‪.‬‬
‫ ‪-‬الكشف عن أعماق الشخصيّة ودوافعها وتشخيص طباعها وبيئتها وسلوكها وإظهار‬
‫مستواها الفكري والنفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫ ‪-‬التنبّؤ بما سيحدث ودفع األحداث إلى األمام‪.‬‬
‫ ‪-‬إضاءةُ عناص ِر السرد األخرى‪.‬‬

‫‪  1‬تزفيتان تودوروف‪ :‬فيلسوف فرنيس بلغاري األصل‪ ،‬كتب عن النظرية األدب ّية وتاريخ الفكر‪ ،‬ونظرية الثقافة‪ ،‬ونرش واحدا ً وعرشين كتاباً‪ ،‬منها‪" :‬شاعرية‬
‫النرث" (‪1971‬م)‪" ،‬ومقدمة الشاعرية" (‪1981‬م)‪.‬‬ ‫‪76‬‬
‫‪٨.٨‬األسلوب واللغة‪:‬‬
‫نص ِه‪ ،‬وليس ثمَّة طريقة ٌ ِ‬
‫بعينها‬ ‫صياغة ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الكاتب في‬
‫ُ‬ ‫األسلوب بأنَّه الطريقة ُ التي يستخدمُها‬
‫ُ‬ ‫ف‬ ‫عر ُ‬
‫يُ ّ‬
‫الخاص ِبه‪ ،‬بل َّ‬
‫إن لك ِّل‬ ‫ُّ‬ ‫أسلوبه‬
‫ُ‬ ‫األكثر مالءمةً من غي ِرها في هذا المجالِ‪ ،‬فلك ِّل روائي‬ ‫يمكن ع ُّدها‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫آخر‪.‬‬
‫كاتب رواية من َ‬
‫َ‬ ‫واألسلوب هو ما يمي ّ ُز‬
‫ُ‬ ‫روائي إلى آخر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يختلف من عمل‬ ‫ُ‬ ‫روائي أسلوباً‬

‫ب‬ ‫الكاتب في سر ِد الرواية‪ ،‬وتتطل ّ ُ‬


‫ُ‬ ‫ب التي يستخ ِدمُها‬ ‫ت والتراكي ِ‬ ‫ع المفردا ِ‬‫أمَّا اللغة ُ فهي مجمو ُ‬
‫الداللي‪ .‬وتح ّقق اللغة وظائف ّ‬
‫متنوعة‪ ،‬ولع ّل‬ ‫ِّ‬ ‫المعجمي لك ِّل مفرد ٍة‪ ،‬وبتط ُّو ِرها‬
‫ِّ‬ ‫زادا ً معرفيّاً بالمعنى‬
‫أهمها‪:‬‬
‫من ّ‬

‫‪١ .١‬تصوير التمايزات والنبرات المختلفة للشخصيّات وفق تكوينها االجتماعي والثقافي والنفسي‪،‬‬
‫ومما يؤخذ على لغة الكاتب أن تكون لغة الشخصيّات من مستوى لغوي واحد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪٢ .٢‬إبراز وجهات النظر المتباينة‪ ،‬فك ّل لغة تمثّل أفقاً اجتماعيّاً لمجموعة محدّدة‪ ،‬وهذا ما يتعارض‬
‫مع اللغة المسرفة في شاعريّتها التي تلغي الحدود بين صوت وآخر‪.‬‬
‫الحسي (الواقعي) والحقيقي (المباشر) والتعبيري (االنفعالي) واإلبالغي (الحيادي)‪،‬‬‫ّ‬ ‫‪٣ .٣‬التناغم بين‬
‫ومكوناتها‬
‫ّ‬ ‫وهذا التناغم بين المستويات يح ّقق للرواية ّ‬
‫تنوعاً وجماال ً وانسجاماً مع الشخصيَّات‬
‫المتعدّدة‪.‬‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫المهمة التي قام بها آنذاك؟‬


‫ّ‬ ‫فن الرواية في الغرب؟ وما‬ ‫‪١‬بم ارتبطت نشأة ّ‬ ‫‪.١‬‬
‫ضح ذلك‪.‬‬‫العربي بمرحلتين مركزيّتين‪ .‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫مرت الرواية في الوطن‬ ‫‪ّ ٢‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪٣‬ما األسباب التي جعلت مرحلة السبعينيّات وما بعدها أخصب مراحل التجربة الروائيّة السوريّة؟‬ ‫‪.٣‬‬
‫صمم جدوال ً تبيّن فيه مراحل النتاج الروائي السوري‪ ،‬مراعياً ذكر أعالم ك ّل مرحلة‪.‬‬‫‪ّ ٤‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫تفسر أهميّة تتبّع حركة النقد الروائي؟‬
‫‪٥‬بم ّ‬ ‫‪.٥‬‬
‫الحكائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحكائي والمبنى‬
‫ّ‬ ‫ضح الفرق بين المتن‬‫‪٦‬و ّ‬ ‫‪.٦‬‬
‫الحكائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ضح العالقة بينه وبين زمن المتن‬ ‫ثم و ّ‬
‫عرف زمن الخطاب‪ّ ،‬‬ ‫‪ّ ٧‬‬ ‫‪.٧‬‬
‫‪٨‬ما الوظائف التي تح ّققها اللغة في الرواية؟‬ ‫‪.٨‬‬

‫‪77‬‬
‫"المصابيح الزرق"‬ ‫‪2‬‬
‫نص روائي‬
‫ٌّ‬

‫ح ّنا مينة (‪1924‬م)‬


‫ولد في الالذقيّة‪ ،‬وعاش في إحدى قرى لواء إسكندرونة‪ ،‬وبعد سلب اللواء عام (‪1939‬م) عاد مع‬
‫عائلته إلى الالذقيّة‪ ،‬واشتغل في مهن كثيرة كلّها متواضعة نتيجة الفقر الشديد الذي كانت تعاني منه‬
‫استقر‬
‫ّ‬ ‫ثم إلى دمشق عام (‪1947‬م) حيث‬ ‫أسرته‪ ،‬وانتقل إلى بيروت عام (‪1946‬م) بحثاً عن عمل‪ّ ،‬‬
‫فيها‪ ،‬وعمل في جريدة اإلنشاء حتّى أصبح رئيساً لتحريرها‪ ،‬وأسهم مع مجموعة من الكتّاب في‬
‫تأسيس رابطة الكتّاب السوريّين عام (‪1951‬م)‪ ،‬كما أسهم في تأسيس ات ّحاد الكتّاب العرب‪ ،‬له العديد‬
‫من الروايات‪ ،‬من أبرزها‪( :‬النجوم تحاكم القمر ‪ -‬القمر في المحاق ‪ -‬نهاية رجل شجاع ‪ -‬بقايا‬
‫صور) …‬

‫يدي الرواية‪:‬‬
‫بين َ‬
‫ •الفكرة‪:‬‬
‫أ ُ ّسست الرواية على رسالة سامية‪ ،‬أراد الكاتب أن يبلغها للقارئ تؤ ّكد أ ّن "المقاومة طريق‬
‫لتحرير البالد من المستعمرين"‪ ،‬وقد ات ّخذ إلنجازها موضوعاً استمدّه من المرجعيّات السرديّة‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫‪١ .١‬االحتالل الفرنسي لسورية‪ ،‬وما نجم عنه من فقر ومعاناة وتسخير طاقات الشباب العربي لخدمة‬
‫المطامع االستعماريّة‪.‬‬
‫عمرة‪.‬‬
‫جرته من ويالت على الدول المست َ َ‬
‫‪٢ .٢‬الحرب العالميّة الثانية بين الدول الكبرى‪ ،‬وما ّ‬
‫‪78‬‬
‫‪٣ .٣‬ثقافة الشاعر االشتراكيّة التي يمكن أن يُست َد ّل عليها من خالل ربطه بين ظلم المستعمرين وظلم‬
‫المستغلّين الجشعين أبناء الوطن الفقراء‪ ،‬واختياره للبطولة الجماعيّة وغير ذلك … ّ‬
‫مما يبدو في‬
‫ثنايا الرواية …‬
‫ •املنت الحكايئ‪:‬‬
‫واقعي ألحد أحياء الالذقيّة في فترة االحتالل‬
‫ّ‬ ‫تدور أحداث "المصابيح الزرق" حول تصوير‬
‫قصة (فارس) الشاب الذي كان يقيم مع أسرته في خان تقطنه‬ ‫الفرنسي لسورية‪ ،‬وهي تروي ّ‬
‫الحي‬
‫ّ‬ ‫مجموعة من األسر‪ ،‬دأبت على طلي المصابيح والنوافذ باللون األزرق‪ ،‬شأنهم شأن أهل‬
‫جميعاً كي ال تكون بيوتهم هدفاً للطائرات المغيرة‪.‬‬

‫يتولّى المختار ّ‬
‫مهمة توزيع دفاتر الخبز على أبناء الحي‪ ،‬ويبدأ بالتالعب بلقمة عيش الناس‪،‬‬
‫فيظهره الكاتب رجال ً استغالليّاً عديم الضمير ليبرز شدّة معاناة أبناء الشعب مع من ّ‬
‫تبرؤوا من‬
‫إنسانيّتهم في ظ ّل االحتالل‪.‬‬

‫االنتهازي الجشع‪ ،‬وتنشب بينهما‬


‫ّ‬ ‫ويذهب فارس البتياع الخبز من فرن (حسن حالوة)‬
‫مشاجرة‪ .‬سلّط الكاتب من خاللها الضوء على النزاع بين المرابين الجشعين المستفيدين من‬
‫تتحول المشاجرة إلى معركة دامية بين الشعب والشرطة‬ ‫ّ‬ ‫ثم‬
‫االحتالل والوطنيّين من أبناء الشعب‪ّ ،‬‬
‫ثم ي ُ ْعتَقَل فارس بتهمة مهاجمة الفرن وشتم فرنسا‪،‬‬
‫لتتطور إلى معركة بين الوطنيّين والفرنسيّين‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫محمد الحلبي تنديدا ً بالمستعمرين‪ ،‬وبعد خروج فارس من‬ ‫ّ‬ ‫لتخرج إثر ذلك مظاهرة يقودها‬
‫عمال حفر المالجئ‪ ،‬بعد أن‬ ‫السجن بعد سنة ونصف يبدأ بالبحث عن عمل ليصبح مناظرا ً على ّ‬
‫فتحول إلى عامل حفر وهناك التقى بشاب اسمه (نجوم) أغراه‬ ‫ّ‬ ‫توسطت له زوجة صاحب المتجر‪،‬‬ ‫ّ‬
‫بالتطوع مع الجيش الفرنسي لمحاربة اإليطاليّين في ليبيا‪ ،‬وبعد صراع بين الفقر والمبادئ الوطنيّة‬
‫ّ‬
‫دفعه حبّه لجارته (رنده) كي يقبل بعرض (نجوم) حتّى نبذه أهله وغضبوا نتيجة قراره البعيد عن‬
‫المبادئ الوطنيّة‪ .‬وهنا يبرز الكاتب حدّة الصراع بين الواجب الوطني والرغبات الشخصيّة‪ ،‬وبعد‬
‫عامين انتهت الحرب العالميّة الثانية‪ ،‬وعاد الجنود كلّهم‪ ،‬أمّا (فارس) فلم يعد ألنّه مات في ليبيا‪،‬‬
‫ولكن معركة الشعب السوري لم تنته‪ ،‬فاستمرت ض ّد المستعمر الفرنسي‪ ،‬وبقي محمد الحلبي في‬ ‫ّ‬
‫صمموا على مناهضة العدوان الفرنسي‪ ،‬رافعين شعار (الموت أو رحيل‬ ‫مقدمة المتظاهرين الذين ّ‬
‫المستعمر)‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ •املبنى الحكايئ‪:‬‬
‫إ ّن (المادّة الروائيّة الخام) مهما بلغت من األهميّة واالت ّساع وعمق الفكر‪ ،‬أو نبل الهدف ال‬
‫يشوقه ويغني عقله أو يثير أسئلته‪ ،‬إذ يمكن أن نلمح‬
‫يمكن أن تقنع القارئ ما لم ت َُصغ بشكل فنّي ّ‬
‫روائي مثير‬
‫ّ‬ ‫حولت هذه المادة الخام في "المصابيح الزرق" إلى عمل‬
‫عددا ً من التقنيات الفنّية التي ّ‬
‫وممتع‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪١ .١‬العنونة‪:‬‬
‫الخاصة المعنيّة بتحقيق وظائف عدّة‬
‫ّ‬ ‫لم تكن العنونة ارتجاليّة‪ ،‬بل كانت عتبة لها استراتيجيّتها‬
‫منها "الجمالية والداللية …" فهناك العنوان الذي يجمع في صيغته التركيبيّة بين جماليّة الوصف‬
‫النصي‪ ،‬فالمصابيح التي تحمل في طيّاتها نوعاً من السرور وصفها‬ ‫واالنفتاح الداللي على السياق ّ‬
‫الكاتب باللون األزرق‪ ،‬وترك اإلخبار عنها ضبابيّاً مفتوحاً لخيارات شائقة يطلق العنان للقارئ‬
‫متنوعة‪ .‬وقد نجح في ذلك‪ ،‬فاللون األزرق في الحروب لون يبعث في النفس‬ ‫كي يتنبّأ بخيارات ّ‬
‫ثم غيّر هذه الصورة عند نهاية هذه الحرب‪ ،‬عندما قام الناس بإزالة هذا‬ ‫الكآبة والخوف والترقّب‪ّ .‬‬
‫اللون ليعود اإلشراق إلى الحي والحياة‪.‬‬

‫‪٢ .٢‬الحبكة واألنساق الزمنيّة‪:‬‬


‫وطورها‬
‫تراتبي‪ ،‬سردها الكاتب ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتسلسل أحداث المتن الحكائي في "المصابيح الزرق" بشكل‬
‫من البداية (الحرب العالميّة الثانية) إلى النهاية (موت بعض أبطال الرواية) مرورا ً بِ ُذرا ً توت ّرت فيها‬
‫األحداث وتأ ّزمت‪ ،‬وقد تجلّت في "الصراع بين الشخصيّة ودوافعها الذاتيّة"‪ ،‬والشخصيّة وقيمها‬
‫الحي من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السابقة‪ ،‬وبين قوى المال والنفوذ من جهة والبسطاء من أبناء‬

‫ينحو الخطاب في الرواية منحى النسق الزمني الصاعد‪ ،‬الذي تتابعت به األحداث خطّياً‬
‫عبر متوالية تعلّق األحداث بما سبقها من وقائع بعيدا ً عن توظيف تقنية االسترجاع ّإل فيما يتعلّق‬
‫التركي‪ ،‬كما نلمس تقنية الحذف مثلما جاء في‬
‫ّ‬ ‫بحكاية هروب أبي فارس من معسكر الجيش‬
‫مرت على اليوم الذي أوقف فيه فارس‪ ،‬وتقنية الخالصة‪ ،‬نحو "كان‬ ‫الرواية سنة ونصف السنة ّ‬
‫بشارة القندلفت هذا خادماً قديماً في إحدى كنائس المدينة‪ ،‬ولم يكن على تناسب مع مهنته؛ فال‬
‫بتقي وال بصالح على أنّه خادم كنيسة وكفى" وقد أسهمت تقنيتا الحذف والخالصة السابقتان‬‫هو ّ‬
‫في تسريع إيقاع السرد‪.‬‬

‫وقد تواشجت عالقات الزمان بالمكان فألقت بظاللها على الالذقية مكاناً متعيّناً في ذلك‬
‫‪80‬‬
‫لنتلمس معالم ذلك المكان المط ّل على البحر والبيوت واألكواخ المنتشرة على سفح‬
‫ّ‬ ‫الوقت؛‬
‫حي القلعة‪.‬‬
‫الهضبة التي تموضع عليها ّ‬
‫وينحو الكاتب منحنى رومانسيّاً إنشائيّاً في وصف طبيعة ذلك المكان‪ ،‬بغية التأثير في المتل ّقي‬
‫وإيهامه بالواقعيّة؛ فها هو ذا يصف النهر الذي قصده فارس للصيد" كان النهر ينساب سريعاً‬
‫متعرجاً حيناً آخر‪ ،‬مخترقاً الزروع الخضر في الربيع‪ ،‬وحقول القمح ذي‬ ‫مستقيماً حيناً‪ ،‬وبطيئاً ّ‬
‫السنابل الذهبيّة في الصيف‪ ،‬واألعشاب الصفر‪ ،‬وقصالت الحصاد في الخريف واألدغال القائمة‬
‫على جنبيه في ك ّل الفصول"‪.‬‬

‫‪٣ .٣‬الصيغ السرديّة‪:‬‬


‫تبرز صورة الراوي األحادي (صيغة سرد الغائب) الذي يقدّم الشخصيّات بأوصافها وأفعالها‬
‫اشتراكي‪ ،‬ويصف األمكنة والطبيعة من دون أن يخفي انحيازه غير المباشر‬
‫ّ‬ ‫واقعي‬
‫ّ‬ ‫وأقوالها بمنظور‬
‫للشخصيّات التي تمثّل مواقف مبدئيّة في الرواية‪.‬‬

‫ •الشخص ّيات الروائ ّية‪:‬‬


‫سعى الكاتب إلى تقديم شخصيّات روائيّة تعادل فنيّاً الشخصيّات الحيّة‪ ،‬وجاءت على نوعين‪:‬‬
‫شخصيّات رئيسة بوصفها الحامل لموضوع الرواية‪ ،‬مثل‪( :‬فارس‪ ،‬والد فارس‪ ،‬المختار‪ ،‬القندلفت‪،‬‬
‫محمد الحلبي‪ ،‬الصفتلي)؛ والبطولة ليست إيجابيّة أو سلبيّة‪-‬وهذا خروج عن المألوف‪-‬بل‬ ‫ّ‬
‫تتو ّزعها شخصيّات متناقضة‪ ،‬وهناك شخصيّات ثانويّة‪ ،‬مثل‪( :‬زوجة صاحب المتجر‪ ،‬رنده‪،‬‬
‫مكسور المبيّض‪ ،‬نجوم‪ ،‬اإلسكافي)‪.‬‬

‫خاصة بها‪ ،‬فجاءت شخصيّة فارس مر ّكبة مع ّقدة‬


‫ّ‬ ‫وقد تو ّزعت الرواية شخصيّات لها مظاهر‬
‫تطور األحداث‪ ،‬وكذلك شخصيّة القندلفت‪ .‬أمّا الشخصيّات الثابتة التي بقيت‬ ‫تتطور مع ّ‬
‫ّ‬ ‫نامية‪،‬‬
‫(محمد الحلبي‪ ،‬والد فارس‪ ،‬أم فارس‪ ،‬المختار …)‬
‫ّ‬ ‫على مبادئها ومواقفها‪ ،‬فمنها‪:‬‬

‫وطغى على طرائق تقديم الشخصيّات الطريقة المباشرة أو التحليليّة‪ ،‬حين رسم الكاتب‬
‫شخصيّاته معتمدا ً صيغة ضمير الغائب التي تتيح التغلغل في أعماق الشخصية ومالمحها‪.‬‬

‫ •األسلوب واللغة‪:‬‬
‫كانت لغة الشخصيّات واحدة طغى عليها صوت الراوي بصيغة سرد الغائب‪ ،‬وهذا ما حرم‬
‫تنوع لغتها بما يتناسب مع شخصيّاتها المختلفة‪ ،‬وقد اتُّخذت في المشاهد الحواريّة‬
‫الرواية من ّ‬
‫‪81‬‬ ‫لغة ابتعدت عن الفصحى العالية والعامّية الصرف وسعت إلى تبسيط الفصحى وتفصيح العامّيّة‪.‬‬
‫مشهد من الرواية‪:‬‬

‫"فارس" يسأل "نجوم"‪:‬‬

‫تركت الضيعة؟‬
‫َ‬ ‫ ‪-‬لماذا‬
‫ت رعي البقر …‬ ‫ ‪-‬وماذا أفعل فيها؟ كره ُ‬
‫ ‪-‬ومتى تركتها؟‬
‫ ‪-‬منذ سنتين‪.‬‬
‫ ‪-‬وماذا تعمل؟‬
‫ ‪-‬التسأل‪ّ ،‬أول عمل كان نقل الحصى على الحمير‪ ،‬وآخر عمل الأعرف …‬
‫ ‪-‬نقل الحصى أهون من حفر األرض؟‬
‫ ‪-‬ال …‬
‫واستدرك‪:‬‬
‫أردت الحقيقة فلست راضياً عن االثنين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ ‪-‬إذا‬
‫ ‪-‬وأنت؟‬
‫ ‪-‬أنا؟‬
‫ ‪-‬مبسوط؟‬
‫ ‪-‬ال …‬
‫سره أن يجد من يفضي إليه بدخيلة نفسه بغير خجل‪ ،‬التفت إليه نجوم‬ ‫قالها جازماً‪ ،‬وقد ّ‬
‫وقال جادّاً‪:‬‬
‫ ‪-‬إذن فلماذا نبقى هنا؟‬
‫ ‪-‬أين نذهب؟‬
‫ ‪-‬إلى ليبيا …‬
‫كان هذا االسم يمثّل في ذهن فارس بلدا ً بعيداً‪ ،‬يجهل موقعه‪ ،‬لكنّه سمع به في األيّام األخيرة‪،‬‬
‫لذلك استفسر‪:‬‬
‫ ‪-‬وماذا في ليبيا؟‬
‫تظن أنت؟‬ ‫ ‪-‬وماذا ّ‬
‫فقلب فارس شفتيه ومطّهما‪ ،‬والحت في قسمات وجهه مسحة ٌ من عدم الرضا بسبب تخلّفه‬
‫في الفهم والجرأة عن صاحبه نجوم‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫قال هذا‪:‬‬
‫ت نقل الحصى‬ ‫ ‪-‬الشيء في ليبيا سوى الحرب‪ ،‬إمّا أن ت َقتُل أو ت ُقتَل‪ ،‬والنتيجة واحدة‪ ،‬لقد عُ ْف ُ‬
‫ثم إ ّن لي حبيبة أريد الزواج بها‪ ،‬فماذا تفعل بي إذا لم‬ ‫وحفر المالجئ والنوم على األرصفة‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫ب إذا لم نف ّكر بالزواج؟‬ ‫أوفّر لها المال؟ ولماذا نح ّ‬
‫وأنشأ يثرثر‪ ،‬هكذا‪ ،‬خالل دقائق‪ ،‬وفارس يصغي إليه ويف ّكر مستسلماً‪:‬‬
‫ ‪-‬هذا صحيح … المال‪ ،‬والزواج … ورنده؟‬
‫استفهم‪:‬‬
‫ ‪-‬كم يدفعون هناك؟‬
‫تظن … ف ّكر … تذهب؟‬ ‫ ‪-‬كم ّ‬
‫ ‪-‬وأنت؟‬
‫ ‪-‬أنا‪ ،‬وما يمنعني من الذهاب‪ ،‬أتريد الحقيقة‪ ،‬حفرالمالجئ أقسى من الحرب‪ ،‬سأذهب …‬
‫ت الثامنة عشرة منذ أيّام‪ ،‬وسأكون بعد أسبوع أو أسبوعين جنديّاً‪ ،‬لي ثيابي وطعامي‬ ‫أكمل ُ‬
‫ومعاشي‪ ،‬ولي أيضاً راحة بالي من هموم الشغل‪.‬‬
‫ممن إذا تكلّموا أقنعوا‪ ،‬له أسلوب في الحديث يغري السامع‬ ‫القروي الصغير‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫كان نجوم‬
‫أحس‬
‫ّ‬ ‫باإلصغاء حتّى النهاية‪ ،‬وكان فارس مأخوذا ً بهذا الحديث باطناً‪ ،‬كارهاً له ظاهراً‪ ،‬وقد‬
‫أحق من صاحبه بهذا المنطق لعدّة أسباب‪ّ ،‬أوال ً أنّه دخل السجن‪ ،‬وثانياً أنّه‬ ‫ّ‬ ‫في لحظة أنّه‬
‫ممن يرفضون أصحاب األعمال‪،‬‬ ‫ابن مدينة ونجوم ابن قرية‪ ،‬وثالثاً هو من أصحاب السوابق ّ‬
‫ومع هذا ال يملك الجرأة‪ ،‬ال يف ّكر بأن يغامر كصاحبه الذي يعتزم الذهاب بعيدا ً ج ّدا ً ليعود‬
‫ويتزوج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالمال فيرضي حبيبته‬
‫قال نجوم مكمال ً حديثه‪:‬‬
‫سأتطوع‪ ،‬وأطلب االلتحاق بالجيوش المحاربة في ليبيا‪ ،‬هناك الطعام موفور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬بعد أيّام‬
‫مرة واحدة … أمّا هنا!؟‬ ‫والمعاش مضاعف‪ ،‬والكساء جيّد‪ ،‬والموت‪ ،‬بعد‪ ،‬سهل‪ّ ،‬‬
‫ثم نهض وقفز إلى الض ّفة األخرى‪ ،‬واستلقى فارس على التراب‪ ،‬وراح‪ ،‬كعادته يحدّق في‬ ‫ّ‬
‫السماء‪.‬‬
‫ِم َزق من الغيوم تتسارع كأنّها في سباق أرصد جائزته المطر يس ّفها الريح ويندفها كقطن‪،‬‬
‫الجو بأجنحتها البيض‪ ،‬وعصافير صغيرة‪ ،‬تزقزق مرحة‪ ،‬وهي تذهب وتجيء‬ ‫وحمامات تقطع ّ‬
‫ثم ال تلبث‪ ،‬أن‬ ‫وتختبئ في أعشاشها القائمة عند حوافي األسطحة‪ ،‬بين السقوف واآلجر‪ّ ،‬‬
‫تنتقل كأنّها تتبادل الزيارات في عيد من أعياد الصحو والدفء‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫دمشق يا بسمة الحزن‬ ‫‪3‬‬
‫نص روائي‬
‫ٌّ‬

‫ألفة اإلدلبي (‪2007-1912‬م)‬


‫سميت بأديبة‬
‫السوري‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫النسائي‬
‫ّ‬ ‫كاتبة و أديبة سوريّة ُو ِلدَت في دمشق‪ ،‬وتع ّد رائدة من ّ‬
‫رواد األدب‬
‫ال ّشام‪ ،‬توفّيت عام ‪ 2007‬عن عمر يناهز ستّة وتسعين عاماً‪ ،‬لها روايات عديدة‪ ،‬منها‪ :‬دمشق يابسمة‬
‫الحزن‪ ،‬حكاية جدّي‪ ،‬نفحات دمشقيّة‪.‬‬

‫المتن الحكائي‪:‬‬
‫دمشقي قديم‪ ،‬كانت تسكنه البطلة (صبريّة)‪ ،‬شهد والدتها وموتها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تدور أحداث الرواية في بيت‬
‫وبين نشأة البطلة وموتها عبّرت عن المواقف واألحداث التي ش ّكلت بنيان المتن الحكائي من البيت‬
‫(الكراس األزرق)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫سمته الكاتبة‬
‫نفسه‪ ،‬من خالل ما يمكن أن نطلق عليه الفصل الثاني من الرواية الذي ّ‬
‫وهو مجموعة المذ ّكرات التي تركتها البطلة البنة أخيها‪ ،‬وبيّنت الكاتبة أنّها‪-‬أي البطلة‪-‬استعانت‬
‫مرت بها‪ ،‬لفترة غير قصيرة في بداية كتابة المذ ّكرات وهي مرحلة‬ ‫بذاكرتها في سرد األحداث التي ّ‬
‫زمني‬
‫ّ‬ ‫ثم انتقلت إلى رصد األحداث بتتابع‬‫سن العاشرة من عمرها‪ّ ،‬‬‫الطفولة التي كانت فيها البطلة في ّ‬
‫منتظم‪ ،‬تمثّل في كتابة مذ ّكراتها يوماً بيوم‪ ،‬وقلّما تجاوزت الكاتبة هذا التتابع‪ ،‬نذكر من ذلك أنّها‬
‫لتسوغ الكاتبة ذلك‬
‫ّ‬ ‫تمرر أياماً ال تكتب فيها البطلة سوى أسطر قليلة؛‬
‫كانت في بعض مواضع الرواية ّ‬
‫الرتوب الذي كانت تعيش فيه‪.‬‬ ‫‪84‬‬
‫الدمشقي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مرت بها البطلة في صنع نهاية قد ال تكون مألوفة للواقع‬ ‫وأسهمت األحداث التي ّ‬
‫وتنوعت هذه األحداث لتش ّكل منظومةً سياسيّة فكريّة اجتماعيّة ال تنفصم عراها‪ ،‬دفعت البطلة إلى‬‫ّ‬
‫ات ّخاذ قرار ال يتّسق وهذه المنظومة؛ فقد نشأت البطلة في بيئة دمشقيّة محافظة‪ ،‬شعرت في بداية‬
‫أخ يؤمن بتعليم المرأة‬‫العلمي‪ ،‬وال سيّما بوجود ٍ‬
‫ّ‬ ‫حياتها أنّها قادرة على أخذ فرصة في التحصيل‬
‫ب معجب بالتقدّم الذي تح ّققه ابنته في هذا المجال‪ ،‬قابله سخط على إخفاق‬ ‫وتثقيفها (سامي)‪ ،‬وأ ٍ‬
‫األخ األكبر (راغب) في دراسته‪ ،‬وهذا بدوره أدّى إلى تصاعد الصراع بين البطلة وأخيها (راغب)‪،‬‬
‫ب أباه على حرمان صبريّة من‬ ‫وبدا هذا الصراع‪ ،‬في مرحلة متأخّرة من الرواية‪ ،‬من خالل تحريض راغ ٍ‬
‫التعليم إثر مظاهرة خرجت فيها‪ ،‬وكذلك تدبير مقتل الشاب (عادل) الذي كانت تحبّه‪ ،‬ما دفعها إلى‬
‫مرتين‪.‬‬
‫جهت ألخيها راغب تهمة قتلها ّ‬ ‫ت في صدرها عندما و ّ‬ ‫بوح أمر كتمته سنوا ٍ‬

‫مرت بها سورية في تلك الفترة الزمنيّة من اضطرام نار الثورة ض ّد الفرنسيّين‬ ‫ولع ّل األحداث التي ّ‬
‫تطوع أخيها سامي والشاب الذي تحبّه (عادل)‬ ‫في عدّة مناطق سوريّة‪ ،‬أسهمت في حياة البطلة‪ ،‬إذ إ ّن ّ‬
‫ثم استشهاد ذلك األخ الذي تعدّه السند األقوى في مواجهة عادات العائلة‬ ‫الثوار في الغوطة‪ّ ،‬‬
‫مع ّ‬
‫وتقاليدها‪ ،‬وعودة (عادل) إثر المفاوضات مع الفرنسيّين إلى الحارة‪ ،‬ما جعلها تستعيد حياتها من‬
‫تحولت إلى مأساة قضت على ك ّل معاني الحياة الجميلة لديها بمقتل‬ ‫جديد‪ ،‬هذه الحياة التي سرعان ما ّ‬
‫ثم جاءت‬ ‫ب‪ّ ،‬‬ ‫ممن تح ّ‬
‫(عادل)‪ ،‬باإلضافة إلى حرمانها من متابعة دراستها‪ ،‬وضياع حلمها في الزواج ّ‬
‫تمرض فيه والدتها ّأوال ً‪ ،‬وبعد أن ماتت األمّ‪ ،‬افتقر أبوها نتيجة‬ ‫ت ّ‬ ‫أحداث أخرى جعلتها حبيسة بي ٍ‬
‫خسارته في التجارة‪ ،‬وأُغلق متجره بعدما كان ميسورا ً طيلة حياته‪ ،‬ما أدّى إلى إصابته بالفالج لتقوم‬
‫أي هدف طمحت إليه في حياتها؛ ولم يفت الكاتبة‬ ‫بتمريضه حتّى وفاته؛ لتشعر بعدها أنّها لم تح ّقق َّ‬
‫مرت بها دمشق‪ ،‬لتؤ ّكد ارتباط الحدث بالمكان الذي جرى فيه؛ فقد ذكرت على‬ ‫ذكر األحداث التي ّ‬
‫سبيل المثال زقاق سيدي عامود الذي أصبح اسمه (الحريقة) بعد أن هدّمه الفرنسيّون وأحرقوه مع‬
‫األحياء التي تجاوره‪ ،‬وهنا يبرز عنوان الرواية (دمشق يا بسمة الحزن) معبّرا ً عن واقع رهيب عاشته‬
‫مرت بها سورية حتّى االستقالل‪.‬‬ ‫وضمنت الكاتبة روايتها األحداث السياسيّة التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫دمشق بعد الكارثة‪،‬‬

‫‪85‬‬
‫مشهد من الرواية‪:‬‬
‫كنت أصغر أخوتي الثالثة‪ ،‬وكان أبي يشهد لي أمامهم أنّني أكثرهم اجتهادا ً وألمعهم ذكاءً‪.‬‬

‫الصف الرابع‪ ،‬عدت يومئذ الى البيت‬ ‫أنس أبدا ً يوم انتهت السنة الدراسيّة ونجحت إلى ّ‬
‫أنس ال َ‬
‫وإن َ‬
‫أحمل ورقة عالمتي التي تشير إلى أنّني نجحت بدرجة جيّد ج ّداً‪ ،‬هذا مع بطاقة تقدير تشيد بذكائي‬
‫ت إلى أبي وقدّمت إليه ورقة‬‫واجتهادي‪ .‬كانت األسرة كلُّها مجتمعةً في الليوان ميعاد الغداء‪ ،‬هرع ُ‬
‫ثم قبّلني وقال لي‪:‬‬
‫بتفوقي‪ ،‬فراح يقرؤهما بصوت عالٍ‪ّ .‬‬
‫العالمات وبطاقة التقدير معت ّزة ّ‬
‫ ‪-‬لك عندي هديّة ثمينة جداً‪.‬‬
‫ ‪-‬قالت أمّي‪:‬‬
‫سوار ذهبي كما في العام الماضي‪ ،‬أليس كذلك يا أبا راغب؟ ه ّز أبي رأسه وهو يقول‪:‬‬
‫تستحق ذلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال‪ ،‬إنّها‬
‫ال‪ ،‬إن شاء ّ‬‫ ‪-‬إن شاء ّ‬
‫ثم يلتفت أبي نحو أخي الكبير راغب الذي رسب بص ّفه تلك السنة ويقول له‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ت سنوات تساوي في نظري عشرة صبيان مثلك‪،‬‬ ‫مقصر … هذه البنت التي تصغرك بس ّ‬
‫ ‪-‬يا ّ‬
‫ألم تخجل أمامها بطولك وعرضك؟ هي تنجح وأنت ترسب في ص ّفك؟ كنت ت ُمضي‬
‫ستتزوج وتنقطع‬
‫ّ‬ ‫أوقاتك كلّها باللعب حين كانت تدرس وتدرس‪ ،‬وماذا ينفعها العلم؟ غدا ً‬
‫إلى بيتها وأوالدها‪ .‬أمّا أنت فماذا يساوي الرجل في عصرنا هذا بال علم وشهادات؟‬
‫ويحمر وجه أخي راغب‪ ،‬وين ّكس رأسه دون أن ينبس بكلمة واحدة‪.‬‬
‫ّ‬
‫أتصور أخي (راغب) بنتاً وكان قد‬
‫ّ‬ ‫وأجدني أكركر ضاحكة بصوت عا ٍل على الرغم منّي عندما‬
‫خشن صوته وبدأ شارباه بالظهور‪.‬‬

‫ب علي حنقه كلّه‬


‫فلما خرج أبي من البيت وتبعه أخواي محمود وسامي اغتنمها راغب فرصة ليص ّ‬
‫ّ‬
‫علي ضرباً ولكماً وهو يقول لي‪:‬‬
‫فانهال ّ‬
‫علي يا ملعونة؟ سأحرمك من الضحك بعد اليوم‪.‬‬
‫ ‪-‬أتضحكين ّ‬

‫‪86‬‬
‫عوامل تجديد الرواية العرب ّية‬ ‫‪٤‬‬
‫المطالعة‬

‫الدكتور نضال الصالح (‪1957‬م)‬


‫األدبي الحديث‪ .‬صدر‬
‫ّ‬ ‫وتخرج في جامعتها حتّى نيله شهاد َة الدكتوراه في النقد‬
‫ّ‬ ‫ُو ِل َد في مدينة حلب‪،‬‬
‫القصصي والروائي والنقد األدبي‪ ،‬منها‪" :‬مكابدات يقظان البوصيري"‬
‫ّ‬ ‫عشر كتاباً في اإلبداع‬
‫َ‬ ‫له أربعةَ‬
‫و"القصة القصيرة في سورية"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و"جمر الموتى" و"النزوع األسطوري في الرواية العربيّة"‪،‬‬

‫…‪…1‬‬
‫أدبي عربي حديث‪ ،‬وح ّققت‬ ‫قط َع ِ‬
‫الرواية ُ العربيَّة ُ أشواطاً طويلة في طريق التأسيس والتأصيل لجنس ّ‬ ‫ت ّ‬
‫لنفسها دائماً‪ ،‬وفي‬ ‫ت كفايتَها العاليةَ في تجدي ِدها ِ‬ ‫والتنوع‪ ،‬وأثبت َ ْ‬
‫ّ‬ ‫ت شديد َة ِالغنى‬ ‫خالل ذلك إنجازا ٍ‬
‫مستمر‬
‫ٍّ‬ ‫مغامراتها الجمالي ِة التي َّ‬
‫مكنتها‪ ،‬دائماً أيضاً‪ ،‬من إحداث توا ٍز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتقنياتها‪ ،‬وفي‬ ‫ِ‬
‫ألدواتها‬ ‫مساءلتها‬
‫ّ‬
‫الخاصة بها‪ ،‬ومحاوالت هؤالء المبدعين‬ ‫ّ‬ ‫كتابة روائي ّ ٍة لها هُويّتُها‬
‫ٍ‬ ‫البحث عن‬
‫َ‬ ‫بين محاوالت مبدعيها‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األجزاء األخرى من الجغرافية اإلبداعيَّة‪ .‬ولع ّل أبرز‬ ‫وائي في‬ ‫ت السَّ ر ِد ّ‬
‫الر ّ‬
‫لمواكبة إنجازا ِ‬ ‫ِ‬
‫أنفسهم‪ ،‬بآ ٍن‪،‬‬
‫ما ميّزها طوال تاريخها ليس مواكبتها لمختلف المدارس والتيّارات واالتجاهات والفلسفات الوافدة‬
‫والمستقر من القيم والتقاليد الجماليّة التي ما إن كانت تذعن‬ ‫ّ‬ ‫تمردها أيضاً على الثابت‬ ‫فحسب‪ ،‬بل ّ‬
‫لها لوقت حتّى كانت تبتكر بدائلَها المناسبة التي غالباً ما كانت تحمل بذور فنائها في داخلها‪ ،‬صائغةً‬
‫العالمي‪ ،‬وإلى ح ٍّد بدت معه ومن خالله فعاليةً إبداعيّة‬
‫ّ‬ ‫بذلك سمة تكاد تكون وقفاً عليها من المشهد‬ ‫‪88‬‬
‫مفتوحة ومشرعة على احتماالت غير محدودة‪ ،‬ودالّة على قابليّاتها الكثيرة للهدم والبناء دائماً‪ ،‬وعلى‬
‫والتطور دائماً أيضاً‪ .‬ولئن كانت هذه السمات جميعاً‪ ،‬وسواها‪ ،‬هي ما جعل‬ ‫ّ‬ ‫امتالكها ما يؤهّلها للتجدّد‬
‫حمى اإلقصاء الذي مارسته‪ ،‬وما‬ ‫القراء‪ ،‬على الرغم من ّ‬ ‫األدبي األثير إلى جمهور ّ‬
‫ّ‬ ‫تلك الرواية الجنس‬
‫تزال‪ ،‬وسائل االت ّصال الحديثة لمختلف أشكال الكتابة‪ ،‬فإنّها هي أيضاً ما يؤ ّشر إلى أ ّن هذه الرواية‬
‫الفن اإلبداعي المميّز في النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬ ‫فن المستقبل بامتياز كما كانت ّ‬ ‫نفسها هي ّ‬
‫…‪…2‬‬
‫المستمر ِة ألدواتها وتقنياتها‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫بمساءلتها‬ ‫الرواية ُ العربيَّة ُ مستقبلَها كما أنجزت ماضيها وراهنَها‬
‫تنجز ّ‬
‫ُ‬
‫بد لها من‬ ‫الرواية ُ العربيَّة ُ ذلك ال َّ‬
‫وتتحر ُك في مجاله‪ .‬ولكي تح ّق َق ّ‬
‫ّ‬ ‫للواقع الذي تصدر عنه‬ ‫ِ‬ ‫وقبل ذلك‬
‫الر ِ‬
‫واية العربيّة‬ ‫تنهض بها وعليها‪ ،‬ولع َّل أبرز تلك الركائ ِز‪ ،‬أو عوام ِل تجديد ّ‬ ‫ُ‬ ‫أن توفّر لنفسها ركائ َز‬
‫لنفسها ما يأتي‪:‬‬

‫عوامل تجديد الرواية العربية‪:‬‬


‫وعي الروائ ّيني العرب باملناهج والنظريّات النقديّة الحديثة‪:‬‬
‫‪ُ ١.١‬‬
‫تتضمن في داخلها أيّة إشارات‬
‫ّ‬ ‫إن إجابات معظم الروائيّين العرب في حواراتهم وشهاداتهم ال‬ ‫َّ‬
‫العربي نفسه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫النقدي‬
‫ّ‬ ‫نجز‬ ‫إلى حمولة معرفيّة واضحة بالمناهج والنظريّات النقديّة‪ ،‬وأحياناً ُ‬
‫بالم َ‬
‫المكونين‬
‫ّ‬ ‫األول فحسب من‬ ‫وإلى ح ّد تبدو نصوص الكثير منهم معه بوصفها نتاجاً للم ّكون ّ‬
‫الجدليَّين والمركزي َّين لإلبداع‪ :‬الموهبة‪ ،‬والثقافة‪ ،‬أي للموهبة وحدها التي عادة ما تعبّر عن نفسها‬
‫اللحقة‪.‬‬‫إبداعي واحد ما يلبث أن يتناسل بهيئته األولى في األعمال ّ‬
‫ّ‬ ‫في عمل‬

‫خاصة هو‬
‫ّ‬ ‫والروائي المبدع‬
‫ّ‬ ‫الحقيقي هو ذاك الذي يدأب على تزويد نفسه بالمعرفة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فالمبدع‬
‫ذاك الذي تكون إنجازات النقد بالنسبة إليه كالحكمة إلى المؤمن‪ ،‬أنّى وجدها التقطها‪.‬‬

‫إ ّن الموهبة التي تكتفي بنفسها ال تعيد إنتاجها ألدواتها ووسائل تعبيرها وتقنياتها فحسب‪ ،‬بل‬
‫نص واحد وقد تقنّع‬ ‫الروائي معها كما لو أنّها ّ‬
‫ّ‬ ‫تحكم أيضاً على نفسها بالعطالة التي تبدو نصوص‬
‫العربي بإنجازات النقد أطلقت الرواية العربيّة‬
‫ّ‬ ‫بعالمات لغويّة مختلفة‪ .‬وكلّما اتسعت ثقافة الروائي‬
‫احتماالت المستقبل التي تنتظرها‪ ،‬والتي‬
‫ُ‬ ‫نفسها في فضاءات اإلبداع‪ ،‬وتعدّدت‪ ،‬بفعل تلك الثقافة‪،‬‬
‫تجعل منها بآ ٍن ابنة شرعيّة للمرحلة التاريخيّة الجماليّة التي تنتمي إليها‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪٢.٢‬سعة املخزون املعر ّيف بإنجازات الرواية العامل ّية‪:‬‬
‫العربي موصد النوافذ أمام إنجازات الرواية العالميّة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الروائي‬
‫ّ‬ ‫مسوغاً أن يكون البيت‬
‫ال يبدو ّ‬
‫خاصة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أو أسير إنجازات س ّكانه فحسب؛ فالرواية العربيّة التي أحدثت‪ ،‬في العقود الثالثة األخيرة‬
‫تعديال ً في الذائقة الجمعيّة العربيّة التي ظ ّل الشعر يتربّع على عرشها طوال أربعة عشر قرناً تقريباً‬
‫فاستح ّقت بذلك‪ ،‬وبسواه‪ ،‬صفةَ "ديوان العرب في القرن العشرين"‪ ،‬لم يكن ممكناً لها أن تح ّقق‬
‫ذلك لو لم تش ِرع نوافذها على إنجازات الرواية العالميّة‪ ،‬ولو لم تستثمر تلك اإلنجازات استثمارا ً‬
‫دال ً على كفايتها العالميّة بل الكفاية العالية لمبدعيها‪ ،‬في امتصاص مختلف مغامرات الجنس‬ ‫ّ‬
‫الروائي أيّاً كان مصدر ذلك الجنس من جهة‪ ،‬وأيّاً كانت المرجعيّات الفكريّة والجماليّة لتلك‬
‫ّ‬
‫المغامرات من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪٣.٣‬التجريب‪:‬‬
‫مهم في تجديد الرواية العربيّة لنفسها‪ ،‬وبفضله استطاعت هذه الرواية‬ ‫نهض التجريب بدور ّ‬
‫الروائي عامّة‪ ،‬أكثر‬
‫ّ‬ ‫تحقيق قفزات نوعيّة في سيرورتها الجماليّة‪ ،‬وعبّرت عن استجابات الجنس‬
‫من سواه من أشكال اإلبداع األخرى‪ ،‬لمختلف مغامرات اإلبداع على مستوى التخييل أحياناً‪،‬‬
‫وعلى مستوى الشكل أو البناء أحياناً ثانية‪ ،‬وعليهما معاً أحياناً ثالثة‪.‬‬
‫خاصة‪َّ ،‬‬
‫فإن هذا‬ ‫ِ‬
‫مجاله‬ ‫ب وفي‬ ‫الرواية ُ العربيَّة أنجزت ما أنجزت في حقل التَّجري ِ‬ ‫وإذا كان ِ‬
‫َّ‬ ‫ت ّ‬
‫يتيح لها إضافةَ المزيد إلى ما أنجزت‪ ،‬وهو أيضاً ما يع ّددُ احتماال ِ‬
‫ت المستقب ِل‬ ‫نفسه هو ما ُ‬‫الحق َل َ‬
‫أهميّة التجريب ودوره في تجديد‬ ‫الخاصة‪ .‬وما يع ّزز ّ‬
‫َّ‬ ‫إبداع مدوَّ ِنتها‬
‫ِ‬ ‫الذي ينتظرها‪ ،‬وما ِّ‬
‫يمكنُها من‬
‫الرواية العربيّة أ ّن العالمات الفارقة في تاريخها كانت روايات تجريبيّة‪ ،‬نأت بنفسها عن شرك‬
‫بالمكون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والمكون‬
‫ّ‬ ‫بالمتحرك‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫التنميط الذي استسلم لـه سواها من الروايات‪ ،‬وعارضت الثابت‬
‫والنقل بالعقل‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪٤.٤‬ازدهار الحركة النقديّة‪:‬‬
‫ط الزدهار اإلبداع‪ .‬وبهذا المعنى‪ ،‬فإ ّن‬ ‫ط الزدهار النَّقد‪ ،‬كما َّ‬
‫أن النق َد شر ٌ‬ ‫ع شر ٌ‬ ‫إ ّن اإلبدا َ‬
‫وائي والناقد العربيَّين َّ‬
‫بأن‬ ‫الص ِلة بمستقبل نق ِدها‪ ،‬بل بمستقب ِل و ْع ِي ِّ‬
‫الر ِّ‬ ‫وثيق ِّ‬ ‫الرواية العربيَّة‬
‫ُ‬ ‫مستقب َل ّ‬
‫العربي بما يأتي‪:‬‬ ‫وائي‬ ‫ض النَّقد ّ‬ ‫اإلبداع والنقد فعاليّتان متكاملتان‪ .‬ويمكن إجما ُل أسبا ِ‬
‫ّ‬ ‫الر ّ‬ ‫ب نهو ِ‬

‫الدراسات العليا في الجامعات العربيَّة‪.‬‬ ‫بواقع َّ‬


‫ِ‬ ‫ ‪-‬إعادةُ النَّظر‬
‫ش النَّشر في الدوري َّات الثقافيَّة العربيَّة‪.‬‬‫ ‪-‬تحدي ُد هوام ِ‬
‫ت إبداعي ٍَّة بعينها وتهميش سواها‪.‬‬ ‫الممارسة النقدي َّة من أوهام التمجيد ألصوا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تحرير‬ ‫ ‪-‬‬
‫ُ‬
‫ت قيم ٍ وتقالي َد في المشه ِد النَّ ّ‬
‫قدي‪.‬‬ ‫ ‪-‬تثبي ُ‬
‫ ‪-‬تأصي ُل النقد‪.‬‬
‫‪٥.٥‬استثامر وسائل االتصال الحديثة‪:‬‬
‫ق والسيّما الشابكة (اإلنترنت)‪،‬‬ ‫إن وسائ َل اإلعالم ِ الجماهيري َّة‪ ،‬الحديثةَ منها على نحو أد ّ‬ ‫َّ‬
‫ت كثير ٍة‬ ‫ِّ‬
‫وتمكنها من تحقيق إنجازا ٍ‬ ‫الرواية العربيَّة مدخال ً واسعاً إلى المستقبل‪،‬‬
‫تمث ّ ُل‪ ،‬بالنِّسبة إلى ّ‬
‫وتفصح تلك‬
‫ُ‬ ‫جه‪.‬‬
‫القراء داخل الوطن العربي وخار َ‬
‫واسعة من ّ‬‫ٍ‬ ‫ت‬‫أهمها وصولُها إلى قطاعا ٍ‬ ‫من ّ‬
‫الوسائ ُل عن أهميّتها وقيمتها ودورها في هذا المجال من خالل المفارقة الالفتة للنظر بين حجم‬
‫انتشار الكتاب وحجم مستعملي الشابكة‪.‬‬

‫‪٦.٦‬تفعيل األنشطة املعن ّية باإلبداع الروا ّيئ‪:‬‬


‫العربي‪ ،‬على غير مستوى وفي‬ ‫ِّ‬ ‫الروائي‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫األنشطة المعنيَّة بالجنس‬ ‫األغلب األع ُّم من‬
‫ُ‬ ‫يتَّسم‬
‫ت مركزي ٍَّة ثالث‪ :‬االنتقائيّة‪ ،‬واالعتباطيّة‪ ،‬والوظيفيّة‪ .‬ولئن‬ ‫غير مكان من الجغرافية العربيَّة‪ ،‬بسما ٍ‬
‫إلحاح معظم األوصياء على معظم تلك األنشطة على تكريس‬ ‫ُ‬ ‫السمة األولى‬ ‫كان من أبرز مظاه ِر ِّ‬
‫ضعف اإلعداد الذي يسبق كثيرا ً من‬‫َ‬ ‫فإن من أبرز مظاه ِر الثانية‬ ‫وإقصاء سواه‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫س وتثبيته‪،‬‬
‫المكر ِ‬
‫َّ‬
‫األهداف المرجوَّة‬
‫َ‬ ‫علمي دقيق تؤدّي معه ومن خالله‬ ‫ّ‬ ‫تلك األنشطة وينظّمها وينهض بها على نحو‬
‫الوظيفي على الكثير أيضاً من تلك األنشطة التي غالباً‬
‫ِّ‬ ‫منها‪ ،‬ولع ّل من أبرز مظاهر الثالثة غلبةَ الطابع‬
‫خطط وبرام َج فحسب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ما يسعى المنظِّمون لها إلى تنفيذ‬

‫‪91‬‬
‫…‪…3‬‬
‫حقول التجديد‪:‬‬
‫ومبنى‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫مكونان مركزي َّان‪ :‬حكاية ٌ وخطاب‪ ،‬أو حكاية وحبكة‪ ،‬أو متن‬ ‫سردي ّ‬‫ّ‬ ‫نص‬
‫إذا كان لك ّل ٍّ‬
‫محتوى وشك ٌل‪ ،‬أو ما تواتر من عالمات لغوي َّة أخرى في نظري َّات السَّ ر ِد ت ُحيل عليهما‪ ،‬فإ ّن ثمَّة حقلَين‬
‫ً‬
‫مجالهما مستقبال ً‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫تتحرك في‬‫َّ‬ ‫مركزي َّين أيضاً يمكن ّ‬
‫للرواية العربيَّة أن‬

‫‪١.١‬املوضوعات‪:‬‬
‫ع شيئاً من الموضوعات‬ ‫العربي لم يكد ي َد ُ‬ ‫الروائي‬ ‫العربي يخلُص إلى َّ‬
‫أن‬ ‫الروائي‬ ‫نج ِز‬‫للم َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫المتتبّع ُ‬
‫البنية‬ ‫أسئلة َّ‬
‫الذات وال ُهوي َّة‪ ،‬إلى تح ُّوالت ِ‬ ‫ِ‬ ‫هزائم ونكبا ٍ‬
‫ت‪ ،‬إلى‬ ‫التي كان الواقع يثيرها حوله من‬
‫َ‬
‫مما‬
‫االجتماعي‪ ،‬وسوى ذلك ّ‬
‫ِّ‬ ‫المستوى‬ ‫المجتمعيَّة العربي َِّة وآثار تلك التح ُّوالت في الو ْع ِي على ُ‬
‫ف بالواقع‪ ،‬ويتفاع ُل داخله‪.‬‬ ‫يعص ُ‬ ‫كان ِ‬

‫آخر سواه‪ ،‬فإ ّن ما يضطرم ُ في قل ِ‬


‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫وعلى الرغم من َّ‬
‫ع عامَّةً ليس بديال ً من شيء َ‬ ‫أن اإلبدا َ‬
‫نفسها من إشارا ٍ‬
‫ت إلى أفكا ٍر‪ ،‬وقيمٍ‪،‬‬ ‫التحوالت ِ‬‫ّ‬ ‫تحوالت‪ ،‬وما يضطرم ُ في قلب هذه‬ ‫الراهن من ّ‬ ‫ّ‬
‫العربي على الحفر عميقاً في الواقع‪ ،‬وعلى االلتفا ِ‬ ‫ِ‬
‫ت إلى‬ ‫َّ‬ ‫وائي‬
‫الر َّ‬ ‫وقوى جديد ٍة‪ ،‬سيرغمان الت ّ َ‬
‫عبير ّ‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫الجماعة في‬ ‫ضمير‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بوصفه‬ ‫نفس ِه‬
‫خ ِ‬ ‫المكونة له‪ ،‬وال سيّما إذا ما أراد ترسي َ‬
‫ِّ‬ ‫الجزئيَّات والتفاصي ِل‬
‫ضميرها في الماضي وكما هو في الراهن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫المستقب ِل كما كان‬

‫‪٢.٢‬التقنيات‪:‬‬
‫ب َّ‬
‫بأن‬ ‫الكثير من النّصوص الدال ّ ِة على و ْع ِي ّ‬
‫الروائيّين العر ِ‬ ‫َ‬ ‫الروائيّة ُ العربيَّة ُ‬‫ت التَّجربة ُ ّ‬ ‫قدّم ِ‬
‫ويحولُه إلى واقع ّ‬
‫نص ٍّي له قوانينُه‬ ‫ّ‬ ‫يعكس الواقع‪ ،‬وال يحاكيه‪ ،‬بل يعي ُد بناءَه على نح ٍو فن ّ ٍّي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫اإلبدا َ‬
‫صوغ هذا القو ِل أيضاً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تكمن فيما يقوله فحسب‪ ،‬بل في طرائ ِق‬ ‫ص ال‬ ‫أهميَّةَ النَّ ِّ‬
‫وبأن ّ‬‫َّ‬ ‫الخاصةُ‪،‬‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫رهن بتثمير كتّابها للفنّي الجمالي‪ ،‬على أ ّن فعالية التثمير‬
‫ٌ‬ ‫إ ّن انتماء َ الرواية العربية إلى المستقبل‬
‫تلك ال تعني استغراقاً في الشكل‪ ،‬أو فعاليّة تزيينيّة‪ ،‬بل فعاليّة عليها أن تمتلك في داخلها ما يعلّلها‪،‬‬
‫أي ما يجعلها لصيقة بتلك الصورة التي جاءت عليها‪ ،‬وليس على صورة أخرى غيرها‪ ،‬وهي‪ ،‬بهذا‬
‫المعنى‪ ،‬تشكي ٌل تتجاور قيم المعنى فيه مع قيم البناء‪.‬‬

‫فاإلبداع‪ ،‬أيّاً كان الجنس الذي ينتمي إليه‪ ،‬رسالة تمارس تأثيرها في المرسل إليه حينما تحسن‬
‫اختيار وسائلها‪ ،‬وحينما تكون تلك الوسائل منبثقة من داخل الرسالة وليس من خارجها‪ ،‬أي‬
‫حينما تكون معلّلة تماماً‪.‬‬ ‫‪92‬‬
‫وجدانية‬
‫ّ‬ ‫ظواهر‬ ‫‪4‬‬
‫قراءة متهيديّة‬ ‫الوجداني‬
‫ّ‬ ‫الشعر‬
‫ُ‬ ‫الدرس األ ّول‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫الوطن‬ ‫الدرس الثّاين‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫لوعة الفراق‬ ‫الدرس الثّالث‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫مشقي‬
‫ُّ‬ ‫الد‬
‫األمير ِّ‬
‫ُ‬ ‫الدرس ال ّرابع‬

‫مطالعة‬ ‫مهمة الشعر‬


‫ّ‬ ‫الدرس الخامس‬

‫‪93‬‬
‫الشعر الوجداني*‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬‬
‫قراءة تمهيديّة‬

‫صوغه‪ ،‬فنج ُد‬ ‫ِ‬ ‫األدبي‪ ،‬نظرا ً لالرتجا ِل في‬


‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫مفهومه‬ ‫ب في‬ ‫الوجداني من اضطرا ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫مصطلح الشع ِر‬
‫ُ‬ ‫يعاني‬
‫وجداني‪ ،‬وقد مي ّ َز‬ ‫غير‬ ‫َّ‬ ‫مقوما ِ‬
‫ٍّ‬ ‫نصف شعرا ً بأنه ُ‬‫َ‬ ‫يمكن أن‬
‫ُ‬ ‫الرومانسي‪ ،‬وال‬
‫ِّ‬ ‫الغنائي‪ ،‬والشع ِر‬
‫ِّ‬ ‫ت الشع ِر‬ ‫فيه ّ‬
‫فرح‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫المختلفة من‬ ‫ِ‬
‫مجاالتها‬ ‫ص عن المشاع ِر اإلنساني ّ ِة في‬ ‫الشعر من غير ِه أنّه يُعنى بالتعبي ِر الخال ِ‬ ‫َ‬ ‫هذا‬
‫تجربته الذاتي َِّة‬
‫ِ‬ ‫النفسي للشاع ِر في تعبير ِه عن‬
‫ّ‬ ‫ض‪ ،‬فتطغى فيه العاطفة ُ واالنفعا ُل‬ ‫وحب وكر ٍه وبغ ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫وحز ٍن‪،‬‬
‫ُ‬
‫ق غنائيَّة‪.‬‬ ‫الخاص ِة‪ ،‬في أنسا ٍ‬
‫َّ‬ ‫وهمومه الشخصي َِّة‪ ،‬ورغباته‬ ‫ِ‬ ‫ق في تصوي ِر مشاع ِره الفردي َِّة‪،‬‬ ‫حين يستغر ُ‬

‫‪١.١‬نشأته‪:‬‬
‫ِ‬
‫انفعاالته حزناً‬ ‫الشعر مرتبطاً باإلنشا ِد منذ فج ِر اإلنسا ِن األوَّ ِل عندما انفع َل‪ ،‬وأراد أن يعبِّ َر عن‬ ‫ُ‬ ‫نشأ‬
‫والمديح وكانت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والرثاء‬ ‫ِ‬
‫والهجاء والغز ِل‬ ‫ٍ‬
‫مختلفة مث َل‪ :‬الفخ ِر‬ ‫ض‬
‫فه في أغرا ٍ‬ ‫فني‪ ،‬وصنَّ ُ‬
‫ب ٍّ‬‫وفرحاً في قال ٍ‬
‫وانفعاالت ِه التي تص ُدر عنها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الصلة بذاتي َِّة الشاع ِر‬
‫ِ‬ ‫األغراض وثيقةَ‬
‫ُ‬ ‫هذه‬

‫العربي‬ ‫ط ف ُّن الشع ِر‬ ‫ت الشع ِر وفنو ِن ِ‬


‫غنائه‪ ،‬فارتب َ‬ ‫انفعاالت الشاع ِر مول ِّ َد موضوعا ِ‬
‫ُ‬ ‫وقد كانت‬
‫ّ‬
‫وحداء اإلبل‪ ،‬وقد ترنَّم اإلنسان باألغاني تعبيرا ً عن أحاسيسه وقضاياهُ قبل أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغناء‪،‬‬ ‫نشأت ِه بف ِّن‬
‫منذ ِ‬
‫وأفاض ينابي َعها الفنيَّةَ‬
‫َ‬ ‫العربي كلِّه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ث الشعريِّ‬ ‫الغنائي بمزايا الترا ِ‬
‫ُّ‬ ‫الشعر‬
‫ُ‬ ‫واستأثر‬
‫َ‬ ‫يجسدهما شعراً‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫والهجاء والفخ ِر‬ ‫ِ‬
‫والرثاء‬ ‫والمديح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والحماسة‬ ‫ض مختلفة‪ ،‬مثل‪ :‬الغز ِل‬ ‫قه في أغرا ٍ‬ ‫بتدفُّقاته كلِّها‪ ،‬إذ أطل َ ُ‬
‫ينبض حيويَّةً وألقاً تجلَّى بما‬ ‫ُ‬ ‫الغنائي تراثاً خالدا ً مايزال‬
‫ِّ‬ ‫والحكمة‪ .‬وأنت َج هذا التدف ُّ ُق للشع ِر‬
‫ِ‬ ‫والزه ِد‬
‫رف بديوان العرب‪.‬‬ ‫عُ َ‬

‫الغنائي في التعبير عن الذات اإلنسانيَّة وأحاسيسها المختلفة بمظاه ِر‬


‫ِّ‬ ‫أغراض الشع ِر‬
‫ُ‬ ‫واستمرت‬
‫َّ‬
‫الحيا ِة وقضايا اإلنسان حتَّى زمننا‪.‬‬

‫‪٢.٢‬مفهومه ودوافعه‪:‬‬
‫ِ‬
‫إحساساته ومشاع ِره‬ ‫ذات الشاع ِر سواء ٌ أكا َن يعب ّ ُر عن‬
‫ُ‬ ‫تبرز ِ‬
‫فيه‬ ‫الشعر الذي ُ‬
‫ُ‬ ‫الوجداني هو‬
‫ُّ‬ ‫الشعر‬
‫ُ‬
‫ويلونُها بخواطر ِه وأفكار ِه‪ ،‬وأن يكو َن لل ّشاعر كيا ٌن مستق ٌّل‬
‫مشاعر اآلخرين‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫الخاص ِة‪ ،‬أم كان ِّ‬
‫يصو ُر‬ ‫َّ‬

‫*  لالستزادة يُنظَر يف‪:‬‬


‫‪ -‬االت ّجاه الوجداين يف الشعر العر ّيب املعارص‪ ،‬عبد القادر القطّ‪ ،‬مكتبة الشّ باب‪ ،‬مرص‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬قضايا الشعر املعارص‪ ،‬أحمد زيك أبو شادي‪ ،‬مؤسسة الهنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬مرص‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أروع ما قيل يف الوجدانيّات‪ ،‬إميل ناصيف‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬لبنان‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫‪94‬‬
‫والنفس اإلنسانيَّة‪ .‬ولع َّل من أبرز‬
‫َ‬ ‫ونظرةٌ متميّزةٌ للحياة والناس‪ ،‬ووجدا ٌن يق ٌ‬
‫ظ يرصد المجتم َع والطّبيعةَ‬
‫الوجداني شدّة المعانا ِة وجيشان العواطف وصدق التّجربة‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ما يتّسم به الشعر‬

‫البوح بما يجو ُل‬


‫ِ‬ ‫الشاعر إلى‬
‫َ‬ ‫يدفع‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫التجربة؛ ما‬ ‫األلم ومرارةُ‬ ‫من الشع ِر‬ ‫النوع َ‬
‫ِ‬ ‫دوافع هذا‬
‫ِ‬ ‫أهم‬
‫ومن ّ‬
‫ُ‬
‫جهاً‬ ‫البوح الصافي من ِ‬
‫قلبه متو ّ‬ ‫ِ‬ ‫فينطلق في ذلك‬
‫ُ‬ ‫ب قلبَ ُه‪ ،‬وترق ّ ُق حسَّ ه‪،‬‬
‫تله ُ‬ ‫مشاعر متوهّ ٍ‬
‫جة ِ‬ ‫َ‬ ‫في ِ‬
‫نفسه من‬
‫ذاته لتتفاعل الذات المبدعة و موضوعها في آ ٍن معاً‪.‬‬ ‫إلى ِ‬

‫خصائص الشعر الوجداني‪:‬‬


‫ُ‬ ‫‪٣.٣‬‬

‫بخصائص معنوي ٍَّة وفني َّ ٍة‪ ،‬لع ّل أهمَّها‪:‬‬


‫َ‬ ‫الوجداني في صور ِت ِه التقليدي َِّة‬
‫ُّ‬ ‫الشعر‬
‫ُ‬ ‫يمتاز‬
‫حركة‬ ‫ِ‬ ‫القصيدة‪ :‬تجنح القصيدةُ الوجدانيَّة ُ إلى الغنائي َِّة‪ ،‬وتدف ُّ ِق االنفعالِ‪ ،‬وال تمي ُل إلى تنامي‬ ‫ِ‬ ‫قصر‬
‫‪ُ ١‬‬ ‫‪.١‬‬
‫الزمني لألحدا ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫التتابع‬
‫ِ‬ ‫األفكا ِر‪ ،‬أو‬
‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫تدور القصيدةُ الوجدانيَّة ُ حول فكر ٍة واحد ٍة أو صور ٍة واحد ٍة‪ ،‬يعتمد‬ ‫ُ‬ ‫‪٢‬وحدةُ االنطبا ِع‪:‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫النهائي موحَّداً‪.‬‬‫ُّ‬ ‫ع‬
‫تفاصيلها‪ ،‬بحيث يكو ُن االنطبا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استقصاء‬ ‫على‬
‫يجس ُد‬ ‫ِّ‬ ‫‪٣‬االعتمادُ على التصوي ِر‪ :‬تع ُّد الصورةُ الوسيلةَ التعبيريّةَ األولى في القصيد ِة الوجدانيَّ ِة‪،‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫العاطفة والفك ِر والشعو ِر‬ ‫ِ‬ ‫ت عضوي ٍَّة بين‬ ‫إقامة عالقا ٍ‬ ‫وفكره؛ فتعم ُل على ِ‬ ‫َ‬ ‫الشاعر من خال ِلها رؤاهُ‬ ‫ُ‬
‫ت‪.‬‬ ‫وتشحن الرم َز بالمشاع ِر واالنفعاال ِ‬ ‫ُ‬ ‫واإليقاع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واللغة‬
‫مشاعرهُ‪ ،‬وك ُّل ما يتول ّ ُد‬ ‫ُ‬ ‫تجربة ذاتي ّ ٍة‪ ،‬فموضوعُ ُه‬ ‫ٍ‬ ‫الشاعر عن اآلخرين‪ ،‬بل عن‬ ‫ُ‬ ‫‪٤‬الذاتيَّةُ‪ :‬ال يتحدّث‬ ‫‪.٤‬‬
‫وحضور‬
‫ُ‬ ‫تجربة الشاع ِر الشعوري َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مصدرها خصوصيَّة ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫وأخيلة‬ ‫في القصيد ِة من ِف َكر وتص ُّورا ٍ‬
‫ت‬
‫ذات ِه‪ ،‬ولذلكَ تحم ُل‬ ‫رؤية الشاع ِر ومن ِ‬ ‫اآلخرين في القصيد ِة وقضاياهم إنَّما ينشأ ُ من خصوصي َِّة ِ‬
‫النبيلة‪ ،‬وفضاء ً‬ ‫ِ‬ ‫ت اإلنساني َِّة‬ ‫الرقيقة واالنفعاال ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫القصيدةُ الوجدانيَّة ُ طاقةً متدفّقة من األحاسي ِ‬
‫الحالمة والخيالِ‪ ،‬أو نج ُدها‬ ‫ِ‬ ‫ذوات اآلخرين‪ ،‬وتحلِّ ُق في أف ٍق من الرؤى‬ ‫ُ‬ ‫تسبح فيه‬ ‫ُ‬ ‫وجدانيّاً فسيحاً‬
‫الوجداني العذ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ت الوجداني َِّة الشجي َِّة‪ ،‬والبوح‬ ‫ك من األلم ِ والحز ِن‪ ،‬والنفحا ِ‬ ‫غارقةً في فل ٍ‬
‫ت والطبيعةَ‪،‬‬ ‫ص الجمادا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫المتناولِ‪ ،‬فيش ِّ‬ ‫الموضوع ُ‬ ‫ِ‬ ‫الوجداني إلى التأم ُّ ِل في‬
‫ُّ‬ ‫الشعر‬
‫ُ‬ ‫‪٥‬التأم ُّ ُل‪ :‬ينز ُ‬
‫ع‬ ‫‪.٥‬‬
‫ورؤى‪.‬‬
‫ً‬ ‫أحاسيس‬
‫َ‬ ‫أعماق ِه من‬
‫ِ‬ ‫ويجعلُها مشاركةً إيّاهُ‪ ،‬موحيةً بما في‬
‫الصلة‬ ‫ِ‬ ‫ألفاظ شديد ِة‬ ‫ٍ‬ ‫الشعري في القصيد ِة الوجداني َِّة إلى‬ ‫ُّ‬ ‫المعجم‬ ‫يجنح‬
‫ُ‬ ‫الشعري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫المعجم‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪.٦‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويهتمون بتصوي ِر المشاعر‬ ‫ّ‬ ‫التجربة الذاتيّة‪،‬‬‫ِ‬ ‫ت والوجدا ِن‪ ،‬فمنذ أن بدأ الشعراء ُ يتّجهون إلى‬ ‫بالذا ِ‬
‫بيعة‪ ،‬ويربطون بينها وبين وجدانهم‪ ،‬أخذت مجموعة ٌ‬ ‫واالنفعاالت‪ ،‬ويلتفتون إلى مشاهد الط َّ ِ‬
‫‪95‬‬
‫المحملة بالدالالت الشعوريّة والجماليّة تتردّد في عباراتهم وصورهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كبير ٌة من الكلما ِ‬
‫ت‬
‫بألفاظ تقليديّة‪ ،‬وخالصة أحياناً لطبيعة التجربة الوجدانيّة الجديدة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ممتزجة أحياناً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بإنشاء التراكي ِ‬ ‫التراكيب الموحية‪ :‬ت ُعنى القصيدةُ الوجدانيَّة ُ‬
‫والرشاقة‬ ‫بالسالسة‬ ‫ب الموحية‪ ،‬وتت َّ ُ‬
‫سم‬ ‫ُ‬ ‫‪٧ .٧‬‬
‫والشفافي َِّة‪.‬‬
‫الشعر غناءً‪ ،‬وبقي أميناً‬
‫ُ‬ ‫الوجداني والموسيقا؛ إذ نشأ هذا‬
‫ِّ‬ ‫‪٨ .٨‬الموسيقا‪ :‬ثمَّة صلة ٌ وثيقة ٌ بين الشع ِر‬
‫روح ِه لها‪.‬‬‫في ِ‬
‫الوطني‪ ،‬بوصفه وجهاً من‬‫ِّ‬ ‫الوجداني نفحا ٍ‬
‫ت تعبِّر عن اله ِّم‬ ‫ِّ‬ ‫يمكن أن نج َد في ال ِّشع ِر‬
‫ُ‬ ‫وأخيرا ً‬
‫الذات بالموضوع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فتمتزج فيه‬
‫ُ‬ ‫الذاتي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وجو ِه األلم ِ‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الوجداني كما ورد في النص‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫حدد مفهوم الشعر‬ ‫‪ِّ ١‬‬ ‫‪.١‬‬
‫الوجداني كما ظهرت لك في النَّص‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ِ ٢‬‬
‫أوج ْز دواف َع ال ِّشع ِر‬ ‫‪.٢‬‬
‫والغنائي؟‬
‫ّ‬ ‫الوجداني‬
‫ّ‬ ‫‪٣‬ما الروابط الفنيّة والفكريّة بين الشعر‬ ‫‪.٣‬‬
‫الهم الوطني والشعر الوجداني‪.‬‬‫‪٤‬بيّن رأيك في العالقة بين ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫الوجداني بخصائص معنوي َّة وأخرى فنّيّة‪ ،‬صنّفها في جدول وفق اآلتي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪٥‬امتاز الشعر‬ ‫‪.٥‬‬
‫ارتباطها بالوجدان‬ ‫الخصائص الفنية‬ ‫الخصائص املعنوية‬
‫لجنوحها إىل الغنائية وتدفق االنفعال‬ ‫قرص القصيدة‬

‫النشاط التحضيري‬

‫ *استعن بمصادر التعلّم علىجمع بعض األعمال الوجدانيّة التي تتغنّى بحب الوطن‪ ،‬والتعلّق به تمهيداً للدرس‬
‫القادم‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الوطن*‬
‫‪2‬‬
‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫عدنان مردم بك (‪1988-1914‬م)‬


‫ثم في معهد الحقوق‬ ‫ثقافي عريق‪ُ ،‬و ِل َد في دمشق‪ ،‬وتعلّم في مدارسها‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫سوري سليل بيت عربي‬
‫ّ‬ ‫شاعر‬
‫وتخرج في هذا المعهد‪ ،‬حامال ً إجازة في‬ ‫ّ‬ ‫الذي كان يش ّكل النواة األولى لنشوء جامعة دمشق‪،‬‬
‫واإلبداعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األدبي‬
‫ّ‬ ‫ثم قاضياً في حمص ودمشق‪ ،‬وبعد تقاعده ّ‬
‫تفرغ إلنتاجه‬ ‫الحقوق‪ .‬عمل محامياً ّ‬
‫له عدّة مسرحيّات شعريّة منها (ديوجين الحكيم – العبّاسة – المغ ّفل ‪ -‬فلسطين الثائرة)‪ .‬من أعماله‬
‫ج ِم َعت أعماله الشعريّة‬
‫الشعريّة (ديوان نفحات شاميّة ‪ -‬ديوان صفحة ذكرى ‪ -‬ديوان نجوى)‪ُ .‬‬
‫النص‪.‬‬
‫الكاملة في (ديوان عدنان مردم) ومنه أخذ هذا ّ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫األكثر رسوخاً في وجدا ِن اإلنسا ِن‪ ،‬فوق ثراه الطاهر تربّى‪ ،‬وعلى سفوحه‬
‫ُ‬ ‫المحبوب‬
‫ُ‬ ‫الوطن هو‬
‫ُ‬
‫الشامخة تغنّى بذكريات تاريخ حافل بالبطوالت‪ ،‬ففي ك ّل ركن من أركانه نفحة من عبير التضحيات‪،‬‬
‫وحري باإلنسان أن يقف خاشعاً وهو يتن ّشق تلك النفحات‪ .‬وهذا ما نجده في أبيات الشاعر النابضة‬ ‫ّ‬
‫ب والوفاء واالعتزاز‪.‬‬
‫بالح ّ‬

‫‪97‬‬ ‫*  ديوان عدنان مردم بك‪ :‬سلسلة األعامل الكاملة (‪ ،)30‬الهيئة العا ّمة السوريّة للكتاب‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪ ،2014 ،‬ص ‪.319-317‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫ُـــل َمــشــي ـ ِد‬
‫ويــــدُ الـــبِـــى تَـــلـــوي بِـــك ِّ‬ ‫ُـــــل َجـــديـــ ِد‬
‫ـــــــام ك ُّ‬
‫ِ‬ ‫‪ 1‬يَـــ ْب َ‬
‫ـــى َعــــى األيَّ‬
‫ـم ال يأتَـــيل مبَــــزي ِد‬ ‫لـــــــــــديــار ِهـ ْ‬ ‫هـــم‬ ‫ـب نـ ِ‬
‫ـاصــي ـ ُة الـــ ِّر ِ‬
‫جـــال و َو ْجـــدُ ْ‬ ‫‪ 2‬وتــشــيـ ُ‬
‫ســالــف و َفـــريـــضَ ـــ ٌة لِـ ُجـــــــــــــــــدو ِد‬
‫ٍ‬ ‫يف‬ ‫ـــــب الدِّ يــــــــا ِر َشيـــــع ٌة ألُ ُبـ َّو ٍة‬
‫‪ُ 3‬ح ُّ‬
‫ــصــفِّــقَــ ًة بــغــرِ َورِيـــــــ ِد‬
‫َـــت ُم َ‬
‫ـــصـــف ْ‬
‫َع َ‬ ‫اب دفــــــي َن ٍة‬ ‫الــــــت ِ‬
‫ُّ‬ ‫‪ 4‬كم ُمه َج ٍة إث ـ َر‬
‫بِــــــــــ َحن ِني ُمشتاقٍ َو َو ْجــــــ ِد َعـــــــــمي ِد‬ ‫ـب الـــ ُّرؤَى‬‫‪ 5‬تهفو إىل األوطــــانِ مــن ُح ـ ُجـ ِ‬

‫ـســجــو ِد‬
‫حـــق الـــدِّ يـــا ِر عــى املَـــــدَ ى بـ ُ‬
‫َّ‬ ‫ـاشــع ـاً دونَ الـــدِّ يـــا ِر ُمــوا ِفــي ـاً‬
‫قـــف خـ ِ‬
‫ْ‬ ‫‪6‬‬
‫َجـــــــ َم َع ْت ِم ـ َن األنْـــــبا ِء كُـ َّـل تَلي ِد‬ ‫ف مـَـرمو َق ٌة‬ ‫‪ 7‬هــذي الــدِّ يــا ُر َصحـــــائِ ٌ‬
‫بسيف شَ هـــي ِد‬ ‫ِ‬ ‫ـطــــــ ـ َر ْت‬‫لبطول ٍة ُسـ ِ‬ ‫ُــــل ِشــ ٍر من ثَــــــــراها سري ٌة‬
‫‪ 8‬يف ك ِّ‬
‫ُــل َصعي ِد‬ ‫لِــــ َبني أُم َّيـــــ َة دونَ ك ِّ‬ ‫‪ِّ 9‬إن ألملِ ُ‬
‫ــــس مــا انْـــطَـــوى مــن غــابِــ ٍر‬
‫عـــــاصفاً بِــــــــ َحدي ِد‬
‫ِ‬ ‫كالْ َي ِّم يَـ ْز َخـ ُر‬ ‫‪ 10‬وأرى َجــــــحا ِفلَ ُهم تَـــرامى غَربُها‬

‫ــــف وذخـــــائِـــــ ٌر لــ َحــفــيــ ِد‬ ‫يف ســــالِ ٍ‬ ‫ِــــع ألُ ُبـــــــ َّو ٍة‬
‫‪ 11‬هــــذي الــــدِّ يــــا ُر َمــــراب ٌ‬
‫ــــــم وبُــــــــرو ِد‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫أفـــــواف ل ُه‬ ‫بقشيب‬
‫ِ‬ ‫‪ 12‬رتَــــ َع ْت بها آبــــــا ُء ِصدْ قٍ حـــــقْبــــ ًة‬
‫كــــل عمي ِد‬‫ِّ‬ ‫ـق ب ـ َج ـ ْفـ ِ‬
‫ـن‬ ‫ركـــ ُن الـ َعــتــيـ ِ‬ ‫‪َ 13‬ط ُه َرت مدا ِر ُجـــــــــــها كأَنَّ تُـــرا َبـــها‬
‫صـــونُ الــدِّ يــا ِر مبُقْــــــلَ ٍة وكُ ُبـــو ِد‬ ‫ف الفَتى‪،‬‬ ‫ش ُ‬‫‪ 14‬مــا كــان بِــدْ عــاً‪ ،‬وال ِحمى َ َ‬
‫ـــــــــــــرس نَشي ِد‬
‫ِ‬ ‫َت كساجِ َع ٍة بِـــ َج‬
‫هتف ْ‬ ‫َــك ِمــ ْن َهـ ً‬
‫ـوى‬ ‫ـك َجــوارِحــي ل َ‬
‫‪ 15‬وطني وتــلـ َ‬

‫شرح المفردات‬
‫قشيب‪ :‬جديد نظيف‪.‬‬ ‫الناصية‪ :‬مقدّم شعر الرأس‪.‬‬
‫أفواف‪ :‬أثواب‪.‬‬ ‫يقصر‪ ،‬يبطئ‪.‬‬
‫يأتلي‪ّ :‬‬
‫الجرس‪ :‬عذوبة اللفظ‪.‬‬ ‫عميد‪ :‬مشغوف عشقاً‪.‬‬
‫جحافل‪ :‬جيش كبير‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ثم أ ِج ْ‬
‫ب‪:‬‬ ‫النص‪ّ ،‬‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫مع إلى ِّ‬
‫‪١ .١‬ما القضيّة التي يعرضها النص؟‬
‫‪٢ .٢‬ما أبرز الصفات التي يتحلّى بها وطن الشاعر سورية كما وردت في ّ‬
‫النص؟‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫الحب واالعتزاز‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ص قراء ًة جهريّ ًة سليمة‪ ،‬معبّراً عن مشاعر‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬ ‫ •القراءة َّ‬
‫أجب‪:‬‬
‫ص قراء ًة صامتةً‪ ،‬ث َّم ْ‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫‪١ .١‬ضع كلمة صح أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وكلمة غلط أمام العبارة المغلوط فيها‪:‬‬
‫مما أصاب وطنه‪.‬‬
‫ ‪.‬أ(  ) الشاعرغاضب ّ‬
‫ ‪.‬ب(  ) وطن الشاعر مَ ْعلَم لألمجاد‪.‬‬
‫ ‪.‬ج(  ) مزج الشاعر بين الذات والموضوع الذي يتحدّث عنه‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬عمد الشاعر إلى خلق عمليّة ربط بين الماضي والحاضر والمستقبل في مواطن عدّة‪ .‬تتبّع مواطن‬
‫هذا الربط‪.‬‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫‪١ .١‬استعن بالمعجم في تنفيذ النشاطين اآلتيين‪:‬‬
‫ ‪-‬قال عبد السالم الشطّي‪:‬‬

‫فــي ـ ِه الــلــســانُ ومــا تــبـطَّـ َن أو ظَه ْر‬ ‫جنيت ومــا َهفا‬


‫ُ‬ ‫عــا قــد‬
‫َّ‬ ‫بالعف ِو‬

‫‪99‬‬
‫ ‪-‬وقال عدنان مردم‪:‬‬

‫بحنني مشتـــــــاقٍ ووجـــ ِد عمي ِد‬ ‫تهفو إىل األوطــانِ من ُح ُج ِب الــرؤَى‬

‫السابقين‪.‬‬
‫ ‪.‬أبيّن معنى ك ّل من (تهفو) و(هفا) وفق ورودهما في سياق البيتين ّ‬
‫ ‪.‬بما مفرد ك ّل من‪( :‬الرؤى‪-‬الجوارح)‪.‬‬
‫ثم صنّفها إلى فك ٍر رئيسة وفك ٍر فرعيّة‪ ،‬وفق الجدول‬
‫‪٢ .٢‬انسب الفكر اآلتية إلى موطنها في النص‪ّ ،‬‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫ ‪-‬الدفاع عن الوطن واجب ك ّل إنسان‪.‬‬
‫ب الوطن إلى ما بعد الموت‪.‬‬‫ ‪-‬استمرار ح ّ‬
‫ ‪-‬الدعوة إلى الوقوف بخشوع أمام الوطن وتاريخه‪.‬‬
‫ ‪-‬منزلة الديار السامية في نفوس أبنائها‪.‬‬

‫موطن الفكرة‬ ‫الفكر الفرع ّية‬ ‫موطن الفكرة‬ ‫الفكر الرئيسة‬

‫األول‪ .‬فما األمور الخالدة؟ وما األمور الفانية‬


‫‪٣ .٣‬أشار الشاعر إلى قضيّتي الفناء والخلود في المقطع ّ‬
‫من وجهة نظره؟‬
‫التوسع فيها عبر رفدها بمعان جديدة‪ ،‬مثّل‬ ‫ّ‬ ‫‪٤ .٤‬عمد الشاعر إلى تكرار معاني بعض األبيات‪ ،‬مع‬
‫لذلك من النص‪.‬‬
‫‪٥ .٥‬قال الشاعر معروف الرصافي‪:‬‬

‫كــــل حــــ ٍّر يــغــا ُر‬ ‫ِ‬


‫الـــعـــرض ُّ‬ ‫وعــــى‬ ‫وطـــــ ُن املــــــر ِء ِعــــرضُ ــــهُ وهـــــوا ُه‬
‫ ‪-‬وازن بين هذا البيت والبيت الرابع عشر من حيث المضمون‪.‬‬
‫ص بالقيم الوجدانيّة الرقيقة‪ .‬بيّنها‪ ،‬ومثّل لها‪.‬‬ ‫‪ِ ٦ .٦‬‬
‫يحف ُل الن ّ ّ‬
‫ثم أضف واجبات أخرى تع ّزز االنتماء‬
‫‪٧ .٧‬أشار ال ّشاعر إلى واجبات أبناء الوطن تجاهه‪ .‬اذكرها‪ّ ،‬‬
‫للوطن‪.‬‬ ‫‪100‬‬
‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫النص‪ .‬هات سمتَين له‪ ،‬ومثّل لك ّل منهما بما تراه مناسباً‪.‬‬
‫ّباعي في ّ‬ ‫‪١‬برزت مالمح المذهب االت ّ‬ ‫‪.١‬‬
‫ص؟‬‫‪٢‬بم تعلّل كثرة الجمل االسميّة في الن ّ ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫اللفظي‬
‫ّ‬ ‫النص من عدّة مؤ ّشرات‪ .‬بيّن ذلك من خالل تتبّع المعجم‬ ‫‪٣‬بدت ذات الشاعر واضحة في ّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫في القصيدة‪ ،‬وحركة الضمائر‪.‬‬
‫ضحهما‪ ،‬واذكر وظيفة لك ّل منهما‪.‬‬ ‫ثم و ّ‬
‫‪٤‬استخرج من البيتين الرابع والسابع صورتين‪ّ ،‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫األول‪.‬‬
‫ثرة للموسيقا الداخليّة‪ .‬مثّل لثالثة منها من البيت ّ‬ ‫النص بمصادر ّ‬
‫‪٥‬حفل ّ‬ ‫‪.٥‬‬
‫ثم اذكر األدوات التعبيريّة التي أسهمت في إبراز‬ ‫‪٦‬هات شعورين عاطفيّين برزا في المقطع الثالث‪ّ ،‬‬ ‫‪.٦‬‬
‫ك ّل منهما‪.‬‬

‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫تعرض لها‪ ،‬ومعاهدتك إيّاه على مداواتها‪.‬‬


‫ *أج ِر حواراً ُمتخيّال ً بينك وبين الوطن تعبّر فيه عن الجراح التي ّ‬

‫التعبير الكتابي‬

‫حب الوطن وواجبنا تجاهه‪ ،‬مستفيداً ممّا ورد من فكر في هذه قصيدة‪ ،‬وممّا‬
‫ *اكتب مقالة تتح ّدث فيها عن ّ‬
‫تحفظ من شعر يخدم هذا الغرض‪.‬‬

‫التطبيقات ال ّلغوية‬

‫مبحث توكيد الجمل(‪ )١‬مستفيدا ً من الحالة الواردة في البيت اآلتي‪:‬‬


‫َ‬ ‫‪١ .١‬ادرس‬

‫لــــ َبني أم َّيـــــ َة دونَ كـ ِّـل صعي ِد‬ ‫ألملــــس مــا انــطــوى مــن غــاب ـ ٍر‬
‫ُ‬ ‫ِّإن‬

‫‪101‬‬ ‫‪  1‬راجع القاعدة العامة لتوكيد الجمل‪.‬‬


‫ثم أج ِر التغيير الالزم فيما يأتي‪:‬‬
‫حول (كم) الخبريّة إلى استفهاميّة‪ّ ،‬‬
‫‪ّ ٢ .٢‬‬
‫َــت مــصــفّــقَــ ًة بــغــرِ وريـــــ ِد‬
‫عــصــف ْ‬ ‫اب دفــــــين ٍة‬
‫الــــــت ِ‬
‫ُّ‬ ‫كم مهج ٍة إث َر‬

‫‪٣ .٣‬أعرب البيت اآلتي إعراب مفردات وجمل‪:‬‬

‫عـــــاصفاً بِــــــــحدي ِد‬


‫ِ‬ ‫كاليم يز َخ ُر‬
‫ِّ‬ ‫وأرى جــــــحا ِفلَ ُهم تَـــرامى غَربُها‬

‫الصرفي لألسماء واألفعال الواردة في البيت اآلتي‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪٤ .٤‬اذكر الوزن‬

‫لـــديار ِه ْم ال يأتــــــــــيل مبــــزي ِد‬ ‫ـم‬ ‫وتشيب ناصي ُة الــ ِّر ِ‬


‫جــال ووجــدُ هـ ْ‬ ‫ُ‬

‫النشاط التحضيري‬

‫ *استعن بمصادر التعلّم الختيار قصائد تعبّر عن آالم الوجد والفراق‪ ،‬تمهيداً للدرس القادم‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫لوعة الفراق*‬
‫‪٣‬‬ ‫ُ‬

‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫بدر الدين احلامد (‪1961-1897‬م)‬


‫ب شاعر العاصي‬ ‫سوري؛ ُو ِل َد في حماة‪ ،‬ونشأ في أسرة علم وأدب‪ ،‬وكتب الشعر وهو فتى‪ ،‬ليُل ّق َ‬
‫ّ‬ ‫شاعر‬
‫فيما بعد‪.‬‬
‫ثم مفتّشاً في مديريّة المعارف‪.‬‬ ‫تخرج في دار المعلّمين بدمشق‪ ،‬وعمل في التعليم ّ‬
‫مدرساً للغة العربيّة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫صدر له ديوان في جزأين بعنوان‪( :‬ديوان بدر الدين الحامد) ورواية (ميسلون) وهي تمثيليّة شعريّة‪.‬‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫ت اإلنساني َِّة في أسمى أبعا ِدها الوجداني ّ ِة‪ ،‬يحم ُل بين‬
‫الحب المتسامي صور ًة متألّقةً للعالقا ِ‬
‫ُّ‬ ‫يبقى‬
‫ش رغي ٍد سام ٍ في كنف المحبوبة‪ ،‬وما تضمره من‬ ‫ٍ‬
‫عارمة في عي ٍ‬ ‫س‪ ،‬وما تكن ُّه من ٍ‬
‫رغبة‬ ‫طي ّ ِ‬
‫اته أصداء َ النف ِ‬
‫ف على انقطاع‬ ‫ت من ندى صا ٍ‬ ‫ألم ٍ حين يعصف بها الفراق‪ ،‬والشاعر في هذه القصيدة ينثر أحزانه قطرا ٍ‬
‫ويتحسر على زما ٍن كان يظلّله بأفيائه الوارفة برفقة من يح ّ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الوصال‪،‬‬

‫‪103‬‬ ‫*  ديوان بدر الدين الحامد‪ :‬مطبعة اإلصالح بحامه‪ ،1928 ،‬ص ‪.64 -62‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـــل َوزاال‬ ‫نَــ ِعــ ْمــنــا بـــ ِه ثُ َّ‬


‫ــــم اضْ ـــ َمـــ َح َّ‬ ‫‪ 1‬أَكـــــانَ الــ َّتــاقــي يــا ُفــــــؤَا ُد خَــيــاال؟!‬
‫نُــ ِت َّ‬
‫ــم وِصـــــاالً‪ ،‬قـــدْ شَ ـــــدَ ْدنَ ِر َحــــاال؟!‬ ‫‪ 2‬ولــيــاتُــنــا مـــا بـــالُـــ ُهـــ َّن‪ ،‬ونـــ ْحـــ ُن ملْ‬
‫َ‬
‫صـــال وجــاال‬ ‫وهـــذا الـــ َّزمـــانُ الــ َّنــكــدُ‬ ‫نـــنـــال لُــبــانَــ ًة‬
‫َ‬ ‫‪َ 3‬حــــــرا ٌم َعــلَــيــنــا أن‬
‫ِ‬
‫الــــغــــادرات َف ـ َحــاال‬ ‫رصوف الـــ َّزمـــانِ‬
‫ُ‬ ‫ـت ب ِه‬‫ـاك الـ َحــيــا يــا َمــ ْر َبــ َعــاً َع ـ َب ـ َثـ ْ‬
‫‪ 4‬ســقـ َ‬

‫َـــم تَـــذري الـــدُّ مـــو َع ِسـ َجــاال‬


‫ـك ك ْ‬‫ِب ـ َع ـ ْق ـلِـ َ‬ ‫ْــــت إال ُمــخــالِـ ٌ‬
‫ـط‬ ‫‪ 5‬يــقــولــونَ يل‪ :‬مــا أن َ‬
‫ـــــع املُـــ َتـــ َّي ِ‬
‫ـــم ســاال‬ ‫وال بِـــــدْ َع أنْ َد ْم ُ‬ ‫ـم‬ ‫ـــم َصـــدَ ُقـــوا إِ ِّن ُمـــ ِح ٌّ‬
‫ـــب ُم ـ َت ـ َّيـ ٌ‬ ‫‪ 6‬نَـــ َع ْ‬
‫ـــقـــيـــم وقــلــبــي ال يَـــــــ َو ُّد ِف َ‬
‫ـــصـــاال‬ ‫ٌ‬ ‫ُم‬ ‫طـــي ال ـ َحــشــاشَ ـ ِة والــ َهــوى‬
‫ـــم َّ‬
‫‪ 7‬وذكـــرا ُه ُ‬

‫يــــوايف املُـــ َعـــ َّنـــى ال َعـــ ِد ُ‬


‫مـــت و َِصــــاال‬ ‫ــم بَــعــدَ نَــأْيِــه ْ‬
‫ِــم‬ ‫ــل وِصــــاالً ِمــ ْنــ ُه ُ‬
‫‪ 8‬لَــ َع َّ‬
‫وس أَنْـــ َع ُ‬
‫ـــم باال‬ ‫ِمـــ َن ال ـ ُخــل ـ ِد والـــ ِفـــر َد ِ‬ ‫‪ 9‬رعــــى ﷲ مـــا كُـــ َّنـــا عــلــيــ ِه َفــــإِنَّــــهُ‬
‫ـــيـــس َدالال‬
‫ُ‬ ‫يَـــتـــيـــهُ َجــــــاالً أو َي‬ ‫ـــل‬ ‫ـب كــا شــــا َء الــ َهــنــا ُء ُم ِ‬
‫ـــواص ٌ‬ ‫‪َ 10‬حــبــيـ ٌ‬
‫ِـــئـــس الـــ َّتـــنـــايئ إ ْذ يـــكـــونُ مــآال‬
‫لـــب َ‬ ‫ـــوى‬
‫ـت أنَّـــا مــا الْتقينا عــى َه ً‬ ‫‪ 11‬فــيــا لــيـ َ‬

‫شرح المفردات‬
‫جل‪ :‬الدلو المملوءة‪.‬‬
‫سجال‪ :‬ج َس َ‬ ‫اللبانة‪ :‬الحاجة أو الرغبة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ثم اخت ِر اإلجابة َ الصحيحة َ ممَّا يأتي‪:‬‬


‫النص‪ّ ،‬‬
‫مع إلى ِّ‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫‪١ .١‬النوع الشعري الذي تنتمي إليه القصيدة هو شعر‪:‬‬
‫تعليمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪.‬أ‬
‫مسرحي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪.‬ب‬
‫غنائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪.‬ج‬
‫النص عن‪:‬‬‫‪٢ .٢‬يعبّر الشاعر في ّ‬
‫ ‪.‬أغدر المحبوبة‪.‬‬
‫ ‪.‬بندمه على شبابه‪.‬‬
‫ ‪.‬جانقطاع الوصال‪.‬‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراء ًة جهريّ ًة سليمةً‪ُ ،‬متمثّال ً إحساس الشاعر بالحزن واللَّهفة‪.‬‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬ ‫ •القراءة َّ‬
‫ب‪:‬‬ ‫ص قراء ًة صامتةً‪ ،‬ث َّم أ ِج ْ‬‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫‪١ .١‬ما الدوافع التي أدّت إلى شكوى الشاعر؟‬
‫موقف الشاعر من ماضيه ومن حاضره؟ وما السبب؟‬
‫ُ‬ ‫‪٢ .٢‬ما‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬


‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫‪١ .١‬استعن بالمعجم في اإلجابة عن السؤالين اآلتيين‪:‬‬
‫بين الكلمتين المتماثلتين فيما يأتي‪:‬‬
‫ ‪.‬أما الفرق في المعنى َ‬
‫شددْن على أيديهم – شددْنا رحاال؟‬
‫‪105‬‬ ‫ ‪.‬بما جمع ك ٍّل من‪( :‬بِ دْع‪ -‬بِ دعة)؟‬
‫النص معجماً لغويّاً لك ّل من (الفراق ‪ -‬الوصال)‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬ش ّكل من ّ‬
‫‪٣ .٣‬استنتج الفكرة العامّة مستفيدا ً من المعجمين اللغويّين السابقين‪.‬‬
‫‪٤ .٤‬صنّف الفكر اآلتية إلى رئيسة وفرعيّة‪ ،‬وفق الجدول اآلتي‪:‬‬
‫المحب غير مُستغرب‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‪-‬بكاء ُ‬
‫ ‪-‬تعلّق الشاعر الشديد بالمحبوبة‪.‬‬
‫ ‪-‬الحسرة على انقطاع الوصال‪.‬‬
‫ ‪-‬دعاء الشاعر بحفظ زمن التن ّعم بلقاء المحبوبة‪.‬‬
‫الفكر الفرع ّية‬ ‫الفكر الرئيسة‬

‫األول؟ وما أثر ذلك في الشاعر؟‬ ‫‪٥‬ما العالقة بين التالقي والزمان كما بدا لك في المقطع ّ‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪٦‬هات من المقطع الثالث مؤ ّشرين على فرح الشاعر بلقاء محبوبته‪.‬‬ ‫‪.٦‬‬
‫ضح ذلك‪ ،‬وبيّن رأيك فيها‪.‬‬ ‫ب‪ .‬و ّ‬‫‪٧‬ينطوي البيتان الخامس والسادس على نظرة تراثيّة للح ّ‬ ‫‪.٧‬‬
‫النص بالقيم الوجدانيّة‪ .‬اذكر قيمتين‪ ،‬وحدّد موطن ك ٍّل منهما‪.‬‬
‫‪٨‬ح َف َل ّ‬ ‫‪.٨‬‬
‫الصمة القشيري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪٩‬قال‬ ‫‪.٩‬‬

‫ــــــام أن نتج ّمعا‬


‫حـــــرا ٌم ع ــى األيّ ِ‬ ‫كـــأنّـــا خُــلــقــنــا لــلــنــوى وكـــأنّ ـــا‬

‫ ‪-‬وازن بين هذا البيت والبيت الثالث من حيث المضمون‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫الوجداني‪( :‬الذاتيّة – التراكيب الموحية )‪ ،‬دلّل على ذلك من النص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪١‬من خصائص األدب‬ ‫‪.١‬‬
‫النص؟‬
‫لم أكثر الشاعر من استعمال الفعل الماضي في ّ‬ ‫‪َ ٢‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫طلبي‪ ،‬وبيّن أثر ك ّل منهما في خدمة المعنى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النص أسلوباً إنشائيّاً طلبيّاً‪ ،‬وآخر غير‬
‫‪٣‬استخرج من ّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫ضح ذلك وفق الجدول‬ ‫‪٤‬أسهمت االستعارة في تحقيق ما تقدّمه الصورة من تحسين وتقبيح‪ ،‬و ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫الوظيفة‬ ‫نوعها‬ ‫الصورة‬
‫التقبيح‬ ‫استعارة مكن ّية‬ ‫فارقني الرضا‬
‫َ‬
‫صال الزمان‬
‫ليالتنا شدد َن رحاال‬
‫شا َء الهناء‬

‫‪٥ .٥‬مثّل لك ّل مصد ٍر من مصادر الموسيقا الداخليّة اآلتية بمثا ٍل مناسب‪:‬‬


‫(تصريع – تكرار الكلمات – استعمال األحرف الهامسة – الجناس)‪.‬‬

‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬
‫النص في قالب ٍ‬
‫مقالة ذاتيّة‪.‬‬ ‫أعد صوغ المقط ِع األخي ِر من ِّ‬
‫ * ْ‬

‫التعبير الكتابي‬

‫الوجداني في هذه القصيدة‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ *اكتب مقالة نقديّة تستوفي فيها دراسة خصائص الشعر‬

‫‪107‬‬
‫التطبيقات ال ّلغوية‬
‫المؤول(‪ )1‬مستفيدا ً من الحالة الواردة في البي ِ‬
‫ت اآلتي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪١ .١‬ادرس مبحث المصدر‬

‫َ‬
‫صـــال وجــاال‬ ‫وهـــذا الــزمــانُ الــنــكــدُ‬ ‫نـــنـــال لــبــان ـ ًة‬
‫َ‬ ‫حـــــرا ٌم عــلــيــنــا أن‬

‫ومعنوياً ّ‬
‫مرة أخرى‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ثم أ ّكد ما ُو ِضع تحته خط توكيدا ً لفظياً ّ‬
‫مرة‪،‬‬ ‫‪٢ .٢‬اقرأ البيت اآلتي‪ّ ،‬‬
‫بعقلك كــم تـــذري الــدمــو َع سجاال‬ ‫أنــــت إال مــخــالـ ٌ‬
‫ـط‬ ‫َ‬ ‫يــقــولــون يل مــا‬
‫ت)‬‫ضحها‪( :‬رعى‪ -‬التنائي ‪ -‬كن ُ‬ ‫سم العلّة الصرفية لك ّل كلمة من الكلمات اآلتية‪ّ ،‬‬
‫ثم و ّ‬ ‫‪ّ ٣ .٣‬‬
‫المتطرفة على صورتها في (اضمح ّل ‪ -‬شاء)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪٤ .٤‬علّل كتابة ك ّل من الهمزة ّ‬
‫األوليّة والهمزة‬

‫النشاط التحضيري‬

‫ *استعن بمصادر التعلّم لجمع بعض قصائد نزار قبّاني في الرثاء‪ ،‬تمهيداً للدرس القادم‪.‬‬

‫‪  ١‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث املصدر املؤ ّول‪.‬‬ ‫‪108‬‬
‫‪٤‬‬ ‫مشقي‬
‫ُّ‬ ‫الد‬
‫األمير ِّ‬
‫ُ‬

‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫نزار ّقباني (‪1998-1923‬م)‬


‫العربي في‬
‫ّ‬ ‫مؤسس المسرح‬‫سوري‪ُ ،‬و ِل َد في أحد أحياء دمشق القديمة ‪.‬جدّه أبو خليل القبّاني‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫شاعر‬
‫القرن الماضي‪ ،‬ووالده توفيق قبّاني من رجاالت الثورة السوريّة األماجد‪ .‬حصل على البكالوريا من‬
‫ثم التحق بكليّة الحقوق بالجامعة السوريّة (جامعة دمشق حاليّاً)‬ ‫مدرسة الكليّة العلميَّة الوطنيَّة بدمشق‪ّ ،‬‬
‫الدبلوماسي بوزارة الخارجيّة السوريّة‪ ،‬وتن ّقل‬
‫ّ‬ ‫تخرجه بالسلك‬
‫وتخرج فيها عام ‪1945‬م‪ ،‬وعمل فور ّ‬ ‫ّ‬
‫الدبلوماسي حتّى استقال منه عام ‪ .1966‬بدأ كتابة‬
‫ّ‬ ‫متمسكاً بعمله‬
‫ّ‬ ‫في سفاراتها بين مدن عديدة ‪.‬وظ ّل‬
‫السنة السادسة عشرة من عمره‪ ،‬وأصدر ّأول دواوينه عام (‪1944‬م)‪ ،‬وهو ديوان‪:‬‬ ‫الشعر وهو في ّ‬
‫أهمها "الرسم‬ ‫"قالت لي السمراء"‪ ،‬له (‪ )35‬ديواناً شعرياً‪ ،‬كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن ّ‬
‫"قصتي مع الشعر‪ ،‬ما‬ ‫أهمها‪ّ :‬‬
‫بالكلمات‪ ،‬قصائد‪ ،‬سامبا‪ ،‬أنت لي"‪،‬وله عدد كبير من الكتب النثريّة من ّ‬
‫هو الشعر‪ 100 ،‬رسالة حب"‪.‬‬

‫النص‪:‬‬‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬


‫فينساب شعرا ً وجدانيّاً‬
‫ُ‬ ‫ت‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عظمة المو ِ‬ ‫ِ‬
‫المترعة بالحز ِن أمام‬ ‫يبقى الرثاء ُ االستجابةَ الح ّقةَ للنف ِ‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ولهفة اللقاء‪.‬‬ ‫بحب الحيا ِة‬
‫ِّ‬ ‫ب مسكو ٍن‬‫قلب أ ٍ‬
‫س حين يكوي الفق ُد َ‬ ‫ق األحاسي ِ‬ ‫الروح وصد ِ‬
‫ِ‬ ‫مفعماً بأنّا ِ‬
‫ت‬
‫ترجمه نزار قبّاني حين امتدّت يد المنيّة لتخطف ابنه وهو في يناعة الشباب‪ .‬فكانت قصيدت ُه‬ ‫ُ‬ ‫هذا ما‬
‫ٍ‬
‫لعاطفة تتدف ّ ُق صدقاً‬ ‫تزفر حزناً ولوعةً مستجيبةً‬ ‫ِ‬
‫الفجيعة ٍ‬ ‫ب أراد ردَّ ِّ‬ ‫ِ‬
‫حرقة أ ٍ‬ ‫تعبيرا ً صادقاً عن‬
‫بلغة ُ‬ ‫كف‬
‫ِ‬
‫روحه الحزينة‪.‬‬ ‫على خفقا ِ‬
‫ت‬

‫‪109‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫…‪…١‬‬
‫هي الكَلِ ْ‬
‫امت‪..‬‬ ‫أبيك َ‬‫كس ٌة كَ ُجفونِ َ‬ ‫ُم َّ‬
‫املفردات‬
‫ْ‬ ‫هي‬
‫أبيك‪َ ،‬‬‫قصوص ٌة‪ ،‬كجناحِ َ‬ ‫و َم َ‬
‫فكيف ُيغ ِّني املغ ِّني؟‬
‫َ‬
‫كل الدَّ وا ْة‪..‬‬ ‫وقدْ مألَ الدَّ ُ‬
‫مع َّ‬
‫ُّغات‪..‬‬
‫جميع الل ْ‬‫َ‬ ‫وماذا سأك ُت ُب يا ا ْبني؟ وموت َُك ألغى‬

‫…‪…٢‬‬
‫ُس ْت ِقطعت ْني‪..‬‬ ‫فوق ظهرِي كَ ِم ْئ َذنَ ٍة ك ِ َ‬ ‫أَشيل َُك‪ ،‬يا َولَدي‪َ ،‬‬
‫وشَ ْع ُرك َحق ٌْل ِم َن ال َق ْمحِ تَ ْح َت املَطَ ْر‬
‫َو َرأْ ُس َك يف را َح ِتي َو ْر َد ٌة ِد َمشْ ِق َّي ٌة‪ ..‬وبقايا َق َم ْر‬
‫أُواجِ هُ َموت ََك َو ْح ِدي‪ ..‬وأَ ْج َم ُع ك َُّل ثياب َِك َو ْح ِدي‬
‫ات‪..‬‬ ‫وألثم ُقمصان ََك ِ‬
‫العاطر ْ‬ ‫ُ‬
‫السف ْر‬ ‫فوق جوا ِز َّ‬ ‫َو َر ْس َم َك َ‬
‫وأرصخُ ِمث َْل املَجان ِني َوح ِد ْي‬
‫ُحاس‬‫وكل ال ُوجو ِه أما ِمي ن ْ‬ ‫ُّ‬
‫وكل ال ُعيونِ أما ِمي ح َج ْر‬ ‫ُّ‬
‫ف ال َّزمانْ ؟‬ ‫فكيف أُقا ِو ُم َس ْي َ‬
‫َ‬
‫َو َس ْي ِفي انْك َ ْ‬
‫َس‪..‬‬

‫…‪…٣‬‬
‫سأخربُك ُْم َع ْن أَمريِي ال َج ْ‬
‫ميل‬
‫السنابلِ طُوالً‪َ ..‬و ِمث َْل ال َّن ْ‬
‫خيل‪..‬‬ ‫َع ِن الكانَ ِمث َْل املَرايا نَقا ًء‪ ،‬و ِمث َْل َّ‬
‫(‪)١‬‬

‫ديل‪..‬‬
‫صديق ال َه ْ‬
‫َ‬ ‫صديق العصافريِ‪ ،‬كان‬ ‫َ‬ ‫الصغري ِة‪ ،‬كانَ‬ ‫صديق ال ِخر ِ‬
‫اف َّ‬ ‫َ‬ ‫وكانَ‬
‫كم ع ْن بنفسجِ عيني ِه‪..‬‬ ‫سأخربُ ْ‬
‫زجاج الكنائِ ِس؟‬ ‫َ‬ ‫هل تعرفونَ‬ ‫ْ‬
‫تسيل‪..‬‬
‫ات ح َني ُ‬ ‫الثيَّ ِ‬ ‫هل تَ ْعرِفونَ ُدمو َع ُّ‬ ‫ْ‬
‫وهل تعرفونَ نوا ِفريَ روما؟‬ ‫ْ‬
‫حيل؟‬‫اكب َق ْب َل ال َّر ْ‬‫َو ُح ْزنَ املَر ِ‬
‫كم عنهُ ‪..‬‬ ‫سأخربُ ْ‬

‫‪  ١‬استعمل القدماء هذا األسلوب يف إدخال (ال) التعريف عىل الفعل‪.‬‬ ‫‪110‬‬
‫أخاف علي ِه م َن ال ِّذئب‬‫ُ‬ ‫وكنت‬
‫ف ُحسناً‪ُ ..‬‬ ‫وس َ‬‫كانَ ك ُي ُ‬
‫هبي الطّ ْ‬
‫ويل‬ ‫أخاف عىل شع ِر ِه ال ّذ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫كُ ْن ُت‬
‫قميص حبيبي‬ ‫َ‬ ‫وأمس أتَوا يَح ِملونَ‬
‫‪ِ ...‬‬
‫وقدْ َص َب َغتْهُ ِدما ُء ِ‬
‫األص ْيل‬
‫فام ِحيل ِتي يا َقصيد َة ُع ْمري؟‬
‫أنت َجميالً‪..‬‬ ‫إذا كُ ْن َت َ‬
‫و َحظِّي َجميالً‪..‬‬

‫…‪…4‬‬
‫مات‪..‬‬
‫توفيق ْ‬
‫َ‬ ‫أُحاو ُِل ألَّ أُ َصدِّ َق أنَّ األَمريَ ال ُخرايفَّ‬
‫وأنَّ ال َجب َني املُسا ِف َر ب َني الكَوا ِك ِب ْ‬
‫مات‪..‬‬
‫مات‪..‬‬
‫مس ْ‬ ‫ف ِم ْن شَ َج ِر الشَّ ِ‬ ‫وأنَّ الَّذي كانَ يَق ِْط ُ‬
‫وأنَّ الَّذي كانَ يخزِنُ ما َء البحا ِر بِعي َني ِه ْ‬
‫مات‪..‬‬

‫…‪…5‬‬
‫أتوفيق ‪..‬‬
‫ُ‬
‫مالك تر ُق ُب ك َُّل َصبا ٍح خ ْ‬
‫ُطاك‬ ‫إنَّ ُجسو َر ال َّز ِ‬
‫واك‬
‫ف َء َه ْ‬ ‫تحت َجنا َحي ِه ِد ْ‬‫وإنَّ ال َحام َم الدِّ َمشْ ِق َّي َي ْح ِم ُل َ‬
‫ناك؟‬‫َيف َو َجدْ َت الحيا َة ُه ْ‬ ‫فيا ُق َّر َة ال َع ِني ‪ ..‬ك َ‬
‫َف َه ْل َس ُت ِفكِّ ُر في َنا قليالً؟‬
‫اك‪..‬‬
‫يف ح َّتى نَر ْ‬ ‫الص ِ‬ ‫وتَرجِ ُع يف آخ ِر َّ‬
‫أتوفيق ‪..‬‬
‫ُ‬
‫ِّإن َجبانٌ أَما َم َرثائِ َك‪..‬‬
‫َفا ْر َح ْم ْ‬
‫أباك‪...‬‬

‫‪111‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ب‪:‬‬ ‫ثم أ ِج ْ‬
‫النص‪ّ ،‬‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫مع إلى ِّ‬
‫‪١ .١‬استبعد اإلجابة المغلوط فيها فيما يأتي‪:‬‬
‫ ‪-‬اعتمدالشاعر في رثائه على‪:‬‬
‫(ذكر مناقب المرثي ‪ -‬الدعاء بالسقيا لقبر الفقيد ‪ -‬إظهار مشاعر الحزن على الفقيد)‪.‬‬
‫النص (عاجزا ً – يائساً – متماسكاً ‪ -‬مضطرباً)‪.‬‬
‫ ‪-‬بدا الشاعر في ّ‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ِ‬
‫الحسرة‪.‬‬ ‫ص قراء ًة جهريّ ًة معبّرة متمثّال ً مشاعر‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬ ‫ •القراءة َّ‬
‫أجب‪:‬‬
‫ص قراء ًة صامتةً‪ ،‬ث َّم ْ‬ ‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الديني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القصة التي اقتبسها الشاعر من موروثه‬
‫ضح ّ‬ ‫‪١ .١‬و ّ‬
‫ثم بيّن غايته من ذكرها‪.‬‬
‫النص مجموعة من التساؤالت‪ .‬اذكرها‪ّ ،‬‬
‫‪٢ .٢‬ذكر الشاعر في ّ‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫‪١ .١‬بي ِن الفرق في معنى الكلمتين الَّلتين و ِض َع تحتهما ٌّ‬
‫خط مستعيناً بالمعجم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ ‪-‬قال نزار قبّاني‪:‬‬
‫أشيلك‪ ،‬يا ولدي‪ ،‬فوق ظهري كمئذن ٍة ك ِ َ‬
‫ُست قطع َتني‪..‬‬
‫ ‪-‬قال محمود سامي البارودي‪:‬‬

‫شـــال ِضـــ َيـــا ُؤ ُه‬


‫َ‬ ‫َـــم‬
‫َــا ت َّ‬ ‫لِـــ َو ْق ٍ‬
‫ـــت َفــل َّ‬ ‫َومـــا كـــانَ إِ َّل كَ ـ ْوكَــب ـاً َح َّ‬
‫ـــل ِبــالـ َّ َ‬
‫ـرى‬

‫‪112‬‬
‫النص؟‬
‫‪٢‬ما الفكرة العامّة التي بُني عليها ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ب الفكر اآلتية وفق ورودها في ّ‬ ‫‪٣‬رت ّ ِ‬ ‫‪.٣‬‬
‫ ‪-‬تمنّي الشاعر عودة ابنه من رحيله‪.‬‬
‫ ‪-‬ذهول الشاعر لفقدان ابنه‪.‬‬
‫ ‪-‬تصوير مشهد الوفاة‪.‬‬
‫‪٤‬ما الصفات النفسيّة والجسديّة لتوفيق؟‬ ‫‪.٤‬‬
‫النص‪.‬‬
‫تقص هذه المضامين في ّ‬
‫‪٥‬تشترك قصيدة الرثاء عبر العصور بمجموعة من المضامين‪ّ .‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪٦‬قال الشاعر عبيد بن األبرص‪:‬‬ ‫‪.٦‬‬

‫يـــــؤوب‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املــــــــوت ال‬ ‫وغـــــائـــــب‬
‫ُ‬ ‫يـــــؤوب‬
‫ُ‬ ‫ُــــــــل ذي غَــــيــــ َبــــ ٍة‬
‫ُّ‬ ‫وك‬

‫النص من حيث المضمون‪.‬‬


‫ ‪-‬وازن بين البيت السابق والمقطع األخير من ّ‬

‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫النص خصيصتين من خصائص األدب الوجداني‪ ،‬ومثّل لك ّل منهما‪.‬‬
‫‪١ .١‬اذكر من ّ‬
‫‪٢ .٢‬بيّن دور صيغتَي المضارع والماضي في تكوين اإلحساس بالمأساة‪ ،‬وفق الجدول‪:‬‬

‫داللته‬ ‫صيغته‬ ‫اللفظ‬


‫تَـج ُّدد اإلخبار واستمراره‬ ‫فعل مضارع‬ ‫سأخربكم‬
‫ترقب‬
‫يقطف‬
‫يخزن‬
‫ت َـحقُّق املوت وثبات وقوعه‬ ‫فعل ماض‬ ‫مات‬
‫وجدتَ‬

‫ضح ذلك مستعيناً بأمثلة من ّ‬


‫النص‪.‬‬ ‫العاطفي‪ .‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫الطلبي في إثراء الجانب‬
‫ّ‬ ‫‪٣ .٣‬أسهم اإلنشاء‬

‫‪113‬‬
‫الجمالي وفق الجدول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫النص‪ ،‬بيّن أثره‬
‫‪٤ .٤‬غلب التشبيه على مختلف أساليب التصوير في ّ‬

‫من وظائف الصورة‬ ‫نوعه‬ ‫التشبيه‬


‫املبالغة يف رسم صورة االبن مس ّجى‬ ‫تشبيه بليغ‬ ‫ورأسك يف راحتي وردة دمشق ّية‬
‫يدي أبيه‪ ،‬و إضفاء نفس ّية‬
‫بني ّ‬
‫الشاعر الحزين عىل فقد ابنه‬
‫مكس ٌة كجفونِ َ‬
‫أبيك هي الكلامت‬ ‫ّ‬

‫وكل الوجوه أمامي نحاس‬

‫والتنوع في طول األسطر الشعريّة وقصرها)‪ ،‬مثّل‬


‫ّ‬ ‫(تنوع القوافي‪،‬‬
‫‪٥ .٥‬من عناصر اإليقاع الخارجي ّ‬
‫النص السابق‪.‬‬
‫لك ّل منهما في ّ‬

‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫‪١ .١‬أعد صياغة معاني المقطع الثالث بأسلوبك‪.‬‬


‫للنص تعبّر عن مشاركتك الوجدانيّة للشاعر‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬اكتب بأسلوبك خاتمة أخرى ّ‬

‫التعبير الكتابي‬

‫ •التعبري األديب‪:‬‬
‫ِ‬
‫أحزانهم من‬ ‫يجيش في نفوس األدباء‪ ،‬فعبّروا فيه عن‬
‫ُ‬ ‫الوجداني تعبيرا ً صادقاً ّ‬
‫عما‬ ‫ُّ‬ ‫يع ُّد الشعر‬
‫ِ‬
‫بعطائها‬ ‫أفراحهم عندما يصفو الزما ُن لهم بصحبة المحبوبة من جهة أخرى‪ ،‬متغنّين‬‫ِ‬ ‫جهة‪ ،‬وعن‬
‫جو ِدها‪.‬‬ ‫َو ُ‬

‫‪114‬‬
‫ *ناقش الموضوع السابق مؤيداً ما تذهب إليه بالشواهد المناسبة‪ ،‬موظ ّفاً الشاهد اآلتي‪:‬‬
‫ ‪ -‬قال أبو القاسم الشابّي‪:‬‬

‫ـســعــي ـ ِد الفقي ِد‬


‫مــــي الـ َّ‬
‫َ‬ ‫مـــات يف أَ‬
‫َ‬ ‫فـــــؤادي َمـــا قد‬
‫َ‬ ‫أَ ِ‬
‫نــــت تُــحــيــ َن يف‬

‫التطبيقات ال ّلغوية‬
‫(‪)١‬‬
‫مما هو وارد في السطرين اآلتيين‪:‬‬
‫‪١ .١‬ادرس مبحث األسماء الخمسة مستفيدا ً ّ‬
‫الكلامت‬
‫ُ‬ ‫مكس ٌة كجفون َ‬
‫أبيك هي‬ ‫ّ‬
‫فارحم أباك‬
‫‪٢ .٢‬اذكر نوع التمييز في ك ٍّل ّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫ ‪-‬قال نزار قبّاني‪:‬‬
‫أخاف علي ِه م َن ال ِّذئب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وكنت‬
‫ف ُحسناً‪ُ ..‬‬
‫وس َ‬
‫كانَ ك ُي ُ‬
‫ ‪-‬توفّي نزار وعمره خمسة ٌ وسبعون عاماً‪.‬‬
‫‪٣ .٣‬أعرب السطرين اآلتيين إعراب مفردات وجمل‪.‬‬
‫أشيلك يا ولدي‪ ،‬فوق ظهري كمئذنة كُرست قطعتني‬
‫حقل من القمح تحت املطر‪.‬‬
‫وشعرك ٌ‬
‫ضح حالة اإلبدال في الكلمتين اآلتيتين (دماء – رثاء)‪.‬‬
‫‪٤ .٤‬و ّ‬
‫‪٥ .٥‬علّل كتابة الهمزة على صورتها في (مئذنة)‪ّ ،‬‬
‫ثم اجمعها‪ ،‬واشرح التغيير الذي أصاب رسم الهمزة‪.‬‬

‫النشاط التحضيري‬

‫ *استعن بمصادر التعلّم واجمع بعض األعمال التي كتبت عن المرأة‪ ،‬تمهيداً للدرس القادم‪.‬‬

‫‪115‬‬ ‫‪  1‬راجع القاعدة العامة ملبحث األسامء الخمسة‪.‬‬


‫مهمة الشعر*‬
‫ّ‬ ‫‪٥‬‬
‫المطالعة‬

‫الدكتور نعيم اليايف (‪2003-1936‬م)‬


‫سوري‪ُ ،‬و ِل َد في حمص‪ ،‬وحصل على اإلجازة في اآلداب ودرجتي الماجستير والدكتوراه في‬‫ّ‬ ‫كاتب‬
‫درس في جامعات حلب ودمشق‪ ،‬والجزائر والكويت وكان عضوا ً في جمعية النقد األدبي‪،‬‬ ‫القاهرة‪َّ ،‬‬
‫ورئيس فرع ات ّحاد الكتّاب العرب بحلب ‪1994-1991‬م‪ ،‬وله مؤلّفات في األدب والنقد والفكر‪،‬‬
‫القصة القصيرة‪ ،‬ومقدّمة لدراسة الصورة الفنيّة‪ ،‬و(الشعر العربي الحديث)‬
‫ّ‬ ‫التطور الفنّي لشكل‬
‫ّ‬ ‫منها‪:‬‬
‫ومنه أُخذ هذا ّ‬
‫النص‪.‬‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫…‪…١‬‬
‫ث‪ :‬الح ِّق والخي ِر والجمالِ‪ ،‬وقد أ ّكد ممثلو التيا ِر‬ ‫ِ‬
‫عالقته بالقيم ِ الثال ِ‬ ‫تتح ّددُ مهمَّة ُ الشع ِر في ضوء‬
‫الرومانسي وحد َة هذه القيم ِ حين سلكوها جميعاً في مقولة مثالي ّ ٍة واحدة تترابط حدودُها وتتداخ ُل؛‬ ‫ِّ‬
‫ضرب منه‪ ،‬والجما ُل‬ ‫ٌ‬ ‫فالخير مثال ً ال يقابل الجما َل ألنّه‬
‫ُ‬ ‫اآلخر؛‬
‫ُ‬ ‫بعضها حين يتح ّقق ُ‬
‫بعضها‬ ‫إذ يتح ّق ُق ُ‬
‫س لم يصرفْها‬ ‫يناقض الح َّق أل ّن كليهما يسعى في طري ٍق واح ٍد‪ ،‬فإذا بل َغ الجما ُل أقصى أثره في النف ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫موجب للتفريق بينهما في‬‫َ‬ ‫عن الح ِّق‪ ،‬وإذا بلغ الح ُّق أقصى أثره في النفس لم يصرفْها عن الجمالِ‪ .‬وال‬
‫ذو ِ‬
‫ق الفنَّا ِن القدي ِر‪ ،‬والقارئ الخبير‪.‬‬

‫رصف‪.‬‬
‫القومي‪ ،‬دمشق‪ ،1981 ،‬ص ‪ 102-97‬بت ّ‬
‫ّ‬ ‫*  نعيم اليايف‪ :‬الشعر العر ّيب الحديث‪-‬دراسة نظريّة يف تأصيل تيّاراته الفنيّة‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد‬ ‫‪116‬‬
‫…‪…٢‬‬
‫يندمج فيها الح ُّق والخير سوى الجما ِل‬
‫ُ‬ ‫الشعر ليس له من ٍ‬
‫غاية سوى أن يحقَق ذات َُه‪ ،‬وما ذات ُه التي‬ ‫ُ‬
‫ماتتيحه له قواهُ ورؤاهُ النفسيَّة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عينه‪ ،‬وعلى الشاعر أن يحقِّ َق الجما َل على قدر‬

‫النفع والفائدة‬
‫ِ‬ ‫المقولة لكلّي َِّة القيمِ‪ ،‬وتبع ُد عن تحقيق‬
‫ِ‬ ‫الشعر قيمة ٌ روحيّة ٌ مثاليّة ٌ تتداخ ُل فيها حدودُ‬‫ُ‬
‫يتوس ُل بها في حدو ٍد‬ ‫الشعر ينأى عن ك ِّل القيم ِ النسبي َِّة التي‬ ‫ت النسبي َِّة‪ ،‬أو نقولُ‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫وجميع المالبسا ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫بواقع اإلنساني َِّة في ك ِّل زما ٍن ومكان‪ ،‬وبما َّ‬
‫أن السعاد َة أو‬ ‫ِ‬
‫المطلقة التي ت َرتب ُ‬
‫ط‬ ‫يفي بك ِّل القيم ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ِ‬ ‫وقيود؛ ل َ‬
‫ِ‬
‫يوليانه‬ ‫جه كالهما إليها‪ ،‬وت ُقاس درجات ُهما بما‬ ‫الشعر أو الجما َل يت َّ ُ‬ ‫النشوة الروحيَّةَ هي قيمة ٌ مطلقة ٌ َّ‬
‫فإن‬
‫َ‬
‫وطالقة وارتياح‪.‬‬‫ٍ‬ ‫النفس من َّ‬
‫لذ ٍة‬ ‫َ‬
‫ين َّفرقوا تفريقاً حادّا ً بين حقيقتين‪ :‬األولى فنيَّة‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫المقولة المثاليَّة الواحدة أن الرومانسيِّ َ‬ ‫ويتّص ُل بهذه‬
‫عر حقيقة ُ‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة األولى التي تفيد أ ّن ال ِّش َ‬ ‫واألخرى علميَّة‪ ،‬وجعلوا من مهمَّ ِة الشاع ِر السعي إلدراك‬
‫يخالف‬
‫ُ‬ ‫الحواس والعقول‪ ،‬وقد‬‫ِّ‬ ‫ظاهر في متناو ِل‬
‫ٌ‬ ‫الصميم من ك ِّل مال َ ُه‬
‫ُ‬ ‫والجوهر‬
‫ُ‬ ‫ولب األلباب‬
‫ُّ‬ ‫الحقائق‬
‫يشذ عنها؛ ألنّه ال حقيقةَ‬ ‫يتعداها‪ ،‬وال يمكن أن َّ‬ ‫منه ال َّ‬ ‫ِ‬
‫الحر األصي َل ُ‬‫صورته‪ ،‬ولك َّن َّ‬ ‫الشعر الحقيقةَ في‬
‫ُ‬
‫الحس‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ت في النفس واحتواه‬ ‫إال بما ثب ُ َ‬
‫…‪…٣‬‬
‫ب‪.‬‬‫عر بالكذ ِ‬ ‫ووظيفت ِه منهم حين قرنوا ال ِّش َ‬ ‫ِ‬ ‫ولم يكن أد ُّل على جهل بعض القدماء بمهمَّ ِة الشع ِر‬
‫بحثت عن ُهما‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الرؤية‬ ‫والمفس ُر لها‪ ،‬إنَّه وحقي َقتَه نو ٌ‬
‫ع من‬ ‫ّ‬ ‫منظار الحقائ ِق‬
‫ُ‬ ‫وما كان ُله أن يقتر َن به ألنَّه‬
‫ذاتها ال في حوافها وال في ِ‬
‫أطرافها‪،‬‬ ‫الفذة‪ ،‬التجربة ُ في ِ‬ ‫التجربة اإلنساني َِّة َّ‬
‫ِ‬ ‫الرومانسيَّة ُ حتى وجدت ْ ُهما في‬
‫يقتحم في سبيلها‬ ‫ق الوجود‪،‬‬‫َّاصها التي يسيِّ ُرها إلى أعم ِق أعما ِ‬ ‫ِ‬
‫التجربة وغو ُ‬ ‫والشاعر هو رائ ُد هذه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويطمح إلى‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والخليقة‪ ،‬ويتقصَّ ى المجهو َل‬ ‫ويكشف عن مغاليق الحيا ِة‬ ‫ُ‬ ‫والمخاطر‪،‬‬
‫َ‬ ‫واألعاصير‬
‫َ‬ ‫الدياجي‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ت التي ترب ُ‬ ‫الصال ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ومظاهره وتؤل ُ‬
‫َ‬ ‫ط أعضاء َ الوجود‬ ‫المث ِل العليا‪ .‬إن وظيفة الشعر تكمن في اإلبانة عن ِّ‬ ‫ُ‬
‫يشير إليها‬ ‫ُ‬ ‫حقيقته بالبراهي ِن المنطقي َِّة‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫والمستمر ال يدل ّ ُل على‬
‫ِّ‬ ‫سعيه الدائ ِ‬
‫ب‬ ‫حقائقه‪ ،‬وهو في ِ‬ ‫ِ‬ ‫بين‬
‫يمل ُكها فنّيَّاً‪ ،‬ولذلك يكفيه أن تكو َن له فكرةٌ‬ ‫واألقيسة ألنَّه ال يملك قضيَّت َ ُه علميَّاً أو منطقيّاً وإنَّما ِ‬ ‫ِ‬ ‫باألدل َّ ِة‬
‫بوقعها الذي ال‬ ‫وقوانينها ومظاه ِرها‪ ،‬وأن يُفضي إليك ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ونحوسها‬ ‫ِ‬ ‫وشرها وسعو ِدها‬ ‫عن الحيا ِة بخي ِرها ِّ‬
‫منه وال يتح َّو ُل عنه‪.‬‬
‫مهرب ُ‬ ‫َ‬

‫‪117‬‬
‫…‪…٤‬‬
‫وإذا كا َن يح ُّق لنا أن نقاب َل بين قضيَّة الشعر أو حقيق َِته التي يسعى جاهدا ً إليها وقضي َِّة العا ِلم‬
‫ترجع إلى‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫المقابلة‪،‬‬ ‫نستطيع أن نج َد ثالثةَ وجو ٍه لالختالف في هذه‬ ‫ُ‬ ‫والحقيقة التي يسعى إليها فإنَّنا‬
‫حس ُه أو عقلُه‪ ،‬وطبيعة ُ‬ ‫حدسه‪ ،‬ووسيلة ُ العا ِلم هي ُّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والغاية؛ فوسيلة ُ الفنَّا ِن هي بصيرت ُه أو‬ ‫ِ‬
‫والطبيعة‬ ‫ِ‬
‫الوسيلة‬
‫مبرأةٌ‬
‫الحس والعق ِل خارجيَّة ٌ منطقيَّة ٌ واضحة‪ ،‬وغاية ُ األولى َّ‬ ‫ِّ‬ ‫البصير ِة داخليَّة ٌ وجدانيَّة ٌ غامضة‪ ،‬وطبيعة ُ‬
‫ِ‬
‫والفائدة‪.‬‬ ‫فع‬ ‫ِ‬
‫تنحص ُر في النَّ ِ‬ ‫النفع والفائدة‪ ،‬وغاية ُ الثانية‬
‫ِ‬ ‫عن‬

‫ِ‬
‫لطبيعة‬ ‫ت النوعي َِّة‬‫آخر الميزا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫للحقيقة الشعري َِّة ولمهمَّ ِة الشاعر‬
‫ِ‬
‫ووظيفته تتحددُ ُ‬ ‫وفي هذا التقني ِن‬
‫ِ‬
‫ولناظمه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫لطبيعة الشعر التقليديِّ‬ ‫ت النوعي َِّة‬ ‫انه على السواء‪ ،‬في مقاب ِل الميزا ِ‬ ‫ِ‬
‫ولطبيعة فن ّ ِ‬ ‫الرومانسي‬
‫ِّ‬ ‫الشع ِر‬
‫رفي حائكاً كان هذا أو نقاشاً أو صان َع‬ ‫مجردَ ِح ٍّ‬ ‫وحي وليس صناعةً‪ ،‬والشاعر مُل َه ٌم وليس َّ‬ ‫ٌ‬ ‫فالشعر هنا‬
‫ُ‬
‫والخير والجمالَ‪،‬‬ ‫الثالث مجتمعةً‪ :‬الح َّق‬ ‫َ‬ ‫القيم‬ ‫الشعر والف َّن إلهامٌ‪ ،‬والشاعر يحم ُل إلى البش ِر‬ ‫ح ِلي‪َّ .‬‬
‫إن‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ت وسغ ٍ‬‫ف عنهم ماينوءُون ِبه من عن ٍ‬ ‫نبيل أو سامٍ‪ ،‬ويخ ّف ُ‬‫نفوسهم من ك ِّل معنى ٍ‬ ‫يجيش في ِ‬ ‫ُ‬ ‫ويعبِّ ُر عما‬
‫ومشقَّ ٍة وإرهاق‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫أدب القضايا‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫‪5‬‬
‫قراءة متهيديّة‬ ‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫األدب‬ ‫الدرس األ ّول‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫قو ُة العلم‬
‫َّ‬ ‫الدرس الثّاين‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫مروءة وسخاء‬ ‫الدرس الثّالث‬

‫نص أد ّيب‬
‫ّ‬ ‫المشردون‬
‫ّ‬ ‫الدرس ال ّرابع‬

‫مطالعة‬ ‫حب‬
‫رسالة ّ‬ ‫الدرس الخامس‬

‫‪119‬‬
‫األدب االجتماعي*‬
‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫قراءة تمهيديّة‬

‫‪١.١‬األدب وصلته بالمجتمع‪:‬‬


‫األدب الذي يُعنى بقضايا المجتمع؛ أل ّن الصلةَ بينهما وثيقة ال تنفصم عراها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫االجتماعي هو‬
‫ّ‬ ‫األدب‬
‫ُ‬
‫فاألدب الجيِّ ُد في أمّة من األمم هو ذلك األدب الذي يُعنى بتصوير حياتها وتفكيرها وتاريخها‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬
‫العسكري وابن قتيبة الذي يقول في كتابه‬
‫ّ‬ ‫غير قليل من الباحثين القدامى؛ كأبي هالل‬ ‫أ ّكد هذه الحقيقة ُ‬
‫حكم ِتها‪ ،‬وديوا ُن أخبا ِرها‪ ،‬ومستود ُ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫وسف ُْر‬ ‫عر معد ُن علم ِ العر ِ‬
‫ب‪ِ ،‬‬ ‫"عيون األخبار" عن الشعر‪( :‬ال ِّش ُ‬
‫أي ّ ِامها)‪.‬‬

‫وتنبع تلك الصلة ُ التي تربط األدب بالمجتمع من عالقة التأثير المتبادلة بين األديب ومجتمعه‬ ‫ُ‬
‫فاألديب شاعرا ً كان أم ناثرا ً يتأثّر بالحياة الخارجيّة السائدة في بيئته والقائمة في‬
‫ُ‬ ‫الذي يحيا في كنفه‪،‬‬
‫مجتمعه‪ ،‬وهو يستم ُّد أدبَ ُه من حياة هذا المجتمع‪.‬‬

‫إ ّن األدب ليس نقال ً حرفيّاً لحياة المجتمع وظواهره‪ ،‬كما أنّه ليس مرآ ًة تنعكس على سطحها‬
‫دوره الفاع َل‬
‫تحذف َ‬
‫ُ‬ ‫مجرد محاكاة سطحي ّ ٍة ساذجة لذلك الواقع‪،‬‬
‫الفن حينذاك إلى َّ‬
‫األشياءُ‪ ،‬فيستحيل ّ‬
‫الحقيقي هو تصوير لموقف األديب من‬
‫ّ‬ ‫األدب‬
‫َ‬ ‫لكن‬
‫ّ‬ ‫والمؤث ّ َر في حركة الكون وحركة التاريخ‪،‬‬
‫مجتمعه وفهمه له‪.‬‬

‫االجتماعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪٢.٢‬موضوعات األدب‬
‫فاألديب‬
‫ُ‬ ‫متنوعة‪ ،‬تتناول حيا َة المجتمع من جوانبها كلّها؛‬ ‫االجتماعي متعدّدةٌ ّ‬
‫ّ‬ ‫موضوعات األدب‬
‫ُ‬
‫يحس به‪ ،‬ويتأثّر‬
‫ُّ‬ ‫عالقات اجتماعيّة مع من يعيش معهم ويخالطهم‪ ،‬وهو ينقل ما‬‫ٌ‬ ‫يحيا ضمن مجتمع‪ ،‬وله‬
‫بالبيئة الخارجيّة السائدة في مجتمعه‪ ،‬ومنه يستم ُّد مادَّة أدبه؛ فيستم ّد قيمت َ ُه الحقيقيّةَ من صدقه في‬
‫التعبير عن هموم الشعب وآماله‪ ،‬ومدى ارتباطه بواقعه‪ ،‬وهناك تباد ٌل في التأثير بين األديب والمجتمع‬
‫ويصبح قلب ُ ُه مرآ ًة تنعكس‬
‫ُ‬ ‫االجتماعي يستجيب الشاعر لسمات المجتمع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الذي يعيش فيه‪ ،‬ففي الشعر‬
‫عليها خصائصه ومميّزاته‪.‬‬

‫*  لالستزادة ينظر‪:‬‬
‫– سعد إبراهيم شلبي‪ :‬البيئة األندلس ّية وأثرها يف الشعر‪ ،‬دار نهضة مرص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪519‬‬
‫– عز الدين إسامعيل‪ :‬األدب وفنونه‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1978 ،7‬ص‪43‬‬ ‫‪120‬‬
‫س‬
‫االجتماعي على أس ٍ‬
‫ّ‬ ‫وقد برز أدباء ٌ كثر في العصر الحديث حملوا على عاتقهم مهمَّةَ اإلصالح‬
‫وتحوالت كبرى على المستوى‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫وقيمه‪ ،‬وما طرأ عليه من تغيُّرات‬ ‫ودعائم تستند إلى فلسفة المجتمع‬
‫َ‬
‫والفكري‪ ،‬فمن الشعراء خير الدين الزركلي‪ ،‬وعدنان مردم بك‪ ،‬وأحمد شوقي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫واالقتصادي‬
‫ّ‬ ‫السياسي‬
‫ّ‬
‫وحافظ إبراهيم‪ ،‬ومحمود سامي البارودي‪ ،‬ومعروف الرصافي‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬ومن الكتّاب "أحمد أمين‪،‬‬
‫ومحمد كرد علي‪ ،‬وألفة اإلدلبي‪ ،‬ووداد السكاكيني‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬فدعوا إلى محاربة الجهل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وقاسم أمين‪،‬‬
‫والفقر والمرض‪ ،‬والعلل والمفاسد االجتماعيّة‪ ،‬وفسح المجال ألنوار العلم والحضارة الجديدة لتشر َق‬
‫جهوا بها إلى جماهير شعبهم‪:‬‬‫وتسط َع في سماء المجتمع‪ .‬ومن األفكار والدعوات التي تو ّ‬

‫‪١.١‬الدعو ُة إىل نرش العلم ومحاربة الجهل‪:‬‬


‫حم َل الشعراء مشاعل الدعوة إلى العلم لوضع اللَّبِ نة األولى والدعامة األساس للنهوض بالمجتمع‬
‫من كبوته‪ ،‬أمال ً في القضاء على دابر الجهل‪ ،‬ورغبةً في بناء حضارة سامقة تكفل للمجتمع تقدّماً‬
‫ورقيّاً في أوجه الحياة كلِّها‪ ،‬وفي ذلك يقول معروف الرصافي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ُـــطـــاول يف بــنــيــانِــهــا زحــا‬
‫َ‬ ‫حــ ّتــى ن‬ ‫املـــدارس واستقصوا بها األمال‬
‫َ‬ ‫ابـ ُنــوا‬

‫تلكم العلال‬
‫ُ‬ ‫فالعلم كالطّ ّب يشفي‬
‫ُ‬ ‫إن كـــانَ للجهلِ يف أحــوالــنــا ٌ‬
‫علل‬
‫‪ُ ٢.٢‬‬
‫حقوق املرأة‪:‬‬
‫وقرر لها حقوقها المادي َّة‬ ‫َّ‬
‫عُني األدب بالمرأة عنايةً فائقةً‪ ،‬فقد أحلها مكانةً ومنزلة رفيعة‪ّ ،‬‬
‫تراجعت مكانة ُ المرأة في المجتمع‪ ،‬وح ّل مح َّل التكريم‬
‫ْ‬ ‫والمعنويّة وما يكفل لها حيا ًة كريمة‪ ،‬فقد‬
‫الصيحات في العصر الحديث مناديةً بتحرير المرأة‬‫ُ‬ ‫دوت‬
‫قدر كبير من الظلم والهوان‪ ،‬وحين ّ‬ ‫ٌ‬
‫والدعوة إلى تعليمها وخروجها إلى ساحات العمل وميادينه ومشاركتها في شؤون الحياة المختلفة‪،‬‬
‫تلقَّفها األدباء ُ شعرا ً ونثراً‪ ،‬فها هي ذي وداد السكاكيني تقول في كتابها "إنصاف المرأة"‪( :‬يا أعداء َ‬
‫كانت عداوتُكم‪ ،‬وإذا دعوتم إلى تحقير‬
‫أظلمت عليكم قلوبه َّن فلم تدخلوها لما ْ‬
‫ْ‬ ‫المرأة‪ ،‬لوال نساءٌ‬
‫الدهر ابتالكم بأهواء الحسان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المرأة والبطش بها فإ َّن وراء دعوتكم تشفِّياً وانتقاماً‪ ،‬فقد يكون‬
‫ت بالعيان والبرهان وفي شواهد‬‫زيوف النساء فتجافيتم عن الخوالص الصحاح‪ ،‬وقد ثب َ‬ ‫َ‬ ‫أو بلوتم‬
‫الحق)‪.‬‬
‫والسياسي أنّ عداوة َ المفكّرين للمرأة لم تكن لوجه ّ‬ ‫األدبي‬ ‫التاريخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪121‬‬
‫ونادى األدباء ُ بأن تنا َل المرأةُ حقوقها في التعليم والعمل والحياة الكريمة؛ وذلك ألهميّة دورها‬
‫ف مع الرجل جنباً إلى جنب في سبيل نهضة المجتمع وتق ُّد ِم ِه‪ ،‬فقد رأى‬ ‫في تربية النشء والوقو ِ‬
‫خ َر المجتمع مرتب ٌ‬
‫ط بجهل المرأة؛ لذلك طالبوا بتحريرها من عبودي َّة الجهل وتعليمها؛‬ ‫الشعراء َّ‬
‫أن تأ ُّ‬ ‫ُ‬
‫لتكون قادر ًة على تربية األبناء وإدار ِة شؤون األسرة‪ ،‬وإلى ذلك أشار حافظ إبراهيم في قوله‪:‬‬

‫أعــــــد ْد َت شــعــب ـاً طــ ّيــب األعــــراقِ‬ ‫األ ُّم مــــدرســــ ٌة إذا أعـــددتَـــهـــا‬
‫‪ُ ٣.٣‬‬
‫حقوق الطفل‪:‬‬
‫ضاعت حقوق ُ ُه زمناً طويال ً‪ ،‬فقد كان‬
‫ْ‬ ‫وعى األدباء ُ حقوق الطفل في العصر الحديث‪ ،‬بعد أن‬
‫التشرد والجهل والحرمان من‬ ‫ّ‬ ‫صنوف‬
‫َ‬ ‫األطفال يُحرمون التعليم والرعاية الالزمة‪ ،‬فنجدهم يعانون‬
‫فيهب األدباء للدعوة إلى إنقاذهم من هذا الواقع الذي ينذر‬
‫ُّ‬ ‫أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة‪،‬‬
‫يتلق العنايةَ الالزمة‪ ،‬وفي هذا يقول إيليا أبو ماضي‬
‫بالخطر نتيجة الواقع الذي يحيق بالطفل إذا لم ّ‬
‫داعياً إلى إنقاذ الطفل من الشقاء‪:‬‬

‫نـــاعـــم الـــبـــال يف الــحــيــا ِة رض ـ ّيــا‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫يـــعـــيـــش ويــنــمــو‬ ‫فـــأعـــيـــنـــوه يك‬

‫االجتامعي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫التكافل‬
‫ُ‬ ‫‪٤.٤‬‬
‫ويعني التسان َد والتضامن بين أبناء المجتمع الواحد أو األمّة الواحدة‪ ،‬ويرتبط بالوقوف إلى‬
‫جانب الفقراء وذوي الحاجة والعوز من أبناء المجتمع‪ ،‬وم ّد يد العون لهم حتّى يتسنّى لهم العيش‬
‫ِ‬
‫حاجة اآلخر حتَّى يكتمل بناء‬ ‫الغني‪ ،‬وكالهُما في‬
‫ِّ‬ ‫فالفقير أخو‬ ‫في هذه الحياة في أمن وسالم؛‬
‫ُ‬
‫ال يوركي حالق‪:‬‬‫المجتمع‪ ،‬وفي ذلك يقول عبد ّ‬

‫إنَّ الــفــق ـ َر أخــــوك رغـــم شــقــائِ ـ ِه‬ ‫أعــــط الــفــقــ َر وال تــضــ َّن بــعــونِ ـ ِه‬
‫ِ‬

‫يف هـــذه الــدنــيــا بــفــضــل دعـــائِـــ ِه‬ ‫ـن أثـــرى وعـــاش من َّعامً‬
‫كــم مــحــسـ ٍ‬
‫يزود األديب‬
‫وهكذا تتبدّى العالقة الوثيقة بين األدب والمجتمع‪ ،‬فإن كان المجتمع هو الذي ّ‬
‫بالمادّة التي يجهر بها‪ ،‬فإ ّن األديب هو اللسان الناطق عن هذا المجتمع‪ ،‬وال يكتفي بعكس تلك‬
‫المادة بل يضيف إليها من إبداعه ووعيه‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫االجتماعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪٣.٣‬سمات األدب‬
‫االجتماعي "شعره ونثره"‪ ،‬بعدد من السمات العامّة التي تميّزه من غيره من أنواع‬
‫ّ‬ ‫يمتاز األدب‬
‫أبرز هذه السمات يتمثّل في اآلتي‪:‬‬
‫األدب‪ ،‬لع ّل َ‬

‫‪١.١‬معالج ُة قضايا واقع ّية حيات ّية‪:‬‬


‫وصف الواقع‬
‫َ‬ ‫االجتماعي في مجمله يتناول‬
‫ّ‬ ‫وهي أولى السمات وأكثرها أهميّة‪ ،‬فاألدب‬
‫األسري‬
‫ّ‬ ‫ت تالمس آما َل الناس وآالمهم‪ ،‬على مستويي البناء‬‫وتصوير ما فيه وما يطرأ عليه من تغيُّرا ٍ‬
‫َ‬
‫ق‪ ،‬وفق ُد أحد الوالدين أو كليهما‪ ،‬وتربية ُ‬‫"الزواج والطال ُ‬
‫ُ‬ ‫األول‪:‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬فمن قضايا البناء ّ‬
‫ّ‬ ‫أو‬
‫ق المرأة‬
‫"الفقر‪ ،‬والبطالةُ‪ ،‬وحقو ُ‬
‫ُ‬ ‫األبناء‪ ،‬ومعاناةُ المرأة … وغيرها"‪ ،‬ومن قضايا البناء الثاني‪:‬‬
‫االجتماعي … وغيرها"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والشباب‪ ،‬والتكاف ُل‬
‫ُ‬ ‫والتعليم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والطفل‪،‬‬

‫وقرب الفكرة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وضوح املعنى‬
‫ُ‬ ‫‪٢.٢‬‬
‫كرهُ مألوفة مأنوسة‪ ،‬تالمس‬‫االجتماعي أدباً واقعيّاً‪ ،‬فإ ّن معانيه تتّسم بالوضوح‪ِ ،‬وف َ‬
‫ُّ‬ ‫األدب‬
‫ُ‬ ‫مادام‬
‫األديب في طرح‬
‫ُ‬ ‫وأساليب التفكير لديهم‪ ،‬وتسلّط الضوء على همومهم‪ ،‬وغالباً ما يتّبع‬ ‫َ‬ ‫حياة الناس‬
‫القصصي‪ ،‬وقليال ً ما‬
‫ّ‬ ‫الخطابي‪ ،‬واألسلوب‬
‫ّ‬ ‫األساليب الواضحة‪ ،‬كاألسلوب‬ ‫َ‬ ‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫الموضوع‬
‫الرمزي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األسلوب‬
‫َ‬ ‫يعتمد‬

‫النفيس‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪٣.٣‬التأث ُري‬
‫النفسي في اآلخرين‪ ،‬فالقضايا االجتماعيّة ُ تدور‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي عموماً إلى التأثير‬
‫ّ‬ ‫األدب‬
‫ُ‬ ‫جه‬
‫يت ّ ُ‬
‫حو َل أفراح المجتمع وأتراحه‪ ،‬وتطلّعاته وآماله وآالمه‪ ،‬ويسعى األديب جاهدا ً إلى مالمسة هذه‬
‫يطرحها‬
‫ُ‬ ‫النفسي في الجماهير‪ ،‬وحثّهم على التعاطف مع القضيّة التي‬ ‫الجوان ِ‬
‫ب لزيادة التأثير‬
‫ّ‬
‫لتأييدها ومناصرتها ودعمها‪.‬‬

‫‪٤.٤‬اإلقنا ُع‪:‬‬
‫االجتماعي بات ّباع منهج واضح في التفكير‪ ،‬غالباً ما يقوم على مبدأ اإلقناع‬
‫ّ‬ ‫األدب‬
‫ُ‬ ‫يمتاز‬
‫األديب في‬
‫ُ‬ ‫المعلّل‪ ،‬من خالل رصد الظواهر االجتماعيّة وتحليلها وتفسيرها‪ ،‬مدعّماً ما يذهب إليه‬
‫وصف هذه الظواهر باألدلّة والبراهين المنطقيّة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫ضح صلة األدب بالمجتمع‪ ،‬مستعيناً بأمثلة من عندك‪.‬‬ ‫‪١‬و ّ‬ ‫‪.١‬‬


‫االجتماعي بإبراز قضايا حياتيّة واقعيّة‪ ،‬اذكر أبرزها‪ ،‬مضيفاً قضايا أخرى لم ترد في‬
‫ّ‬ ‫يهتم األدب‬
‫‪ّ ٢‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫ص‪.‬‬ ‫الن ّ ّ‬
‫االجتماعي وضوح المعنى وقرب الفكرة؟‬‫ّ‬ ‫‪٣‬لماذا يتطلّب األدب‬ ‫‪.٣‬‬
‫المسوغ‪ .‬ما الغاية من ذلك؟‬
‫ّ‬ ‫النفسي واإلقناع‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي إلى التأثير‬
‫ّ‬ ‫‪٤‬يتّجه األدب‬ ‫‪.٤‬‬

‫النشاط التحضيري‬

‫غير قليلٍ من الشعراء قضايا الطفولة ومشكالتها‪ ،‬كـــ (معروف الرصافي‪ ،‬وحافظ إبراهيم‪ ،‬وأحمد شوقي‬
‫ *تناول ُ‬
‫… وغيرهم)‪ ،‬استعن بمصادر التعلّم على جمع بعض األعمال األدبيّة المتعلّقة بقضايا الطفولة ومشكالتها‪،‬‬
‫تمهيداً للدرس القادم‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫قو ُة العلم*‬
‫‪٢‬‬ ‫َّ‬

‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫محمود سامي البارودي (‪1904-1839‬م)‬


‫مصري‪ ،‬كان من أوائل الناهضين بالشعر العربي من كبوته في العصر الحديث‪ ،‬وأحد القادة‬ ‫ّ‬ ‫شاعر‬
‫ولما حدثت الثورة العرابيّة كان في صفوف‬ ‫الشجعان‪ ،‬رحل إلى األستانة فأتقن الفارسيّة والتركيّة‪ّ ،‬‬
‫الثائرين‪ ،‬قبض عليه اإلنجليز إثر دخولهم القاهرة‪ ،‬ونفوه إلى جزيرة سيالن فأقام سبعة عشر عاماً‪،‬‬
‫أكثرها في كندا‪ ،‬تعلم اإلنجليزيّة فيها وترجم كتباً إلى العربية‪ ،‬له (ديوان شعر) طبع في جزأين‪.‬‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫ِ‬
‫ورفعتها‪،‬‬ ‫لقوة األمم‬
‫المقياس الحقيقي ّ‬ ‫العلم أساس تقدّم المجتمعا ِ‬
‫ت في ك ِّل زمان ومكان‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫والشاعر‬
‫ُ‬ ‫به ترتقي‪ ،‬ومن دونه تسقط في مهاوي الجه ِل والظالم‪ ،‬لذا كان مقصد الشعوب وغايتها؛‬
‫قو ًة ونفوذاً‪ ،‬ويوازن بينه وبين الجهل ليزيد الصورة وضوحاً‬
‫البارودي يتحدّث عن العلم بوصفه ّ‬
‫ّ‬
‫وجماال ً وإشراقاً‪.‬‬

‫‪125‬‬ ‫*  ديوان البارودي‪ ،‬حقّقه وضبطه ورشحه‪ :‬عيل الجارم‪ ،‬ومحمد شفيق معروف‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بريوت‪ ،1998 ،‬ص ‪.516-511‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫نسوب ِإىل ال َقل َِم‬ ‫َفالْ ُحك ُْم يف الــدَّ هـ ِر َم ٌ‬ ‫‪ 1‬بِــقُــ َّو ِة الْ ـ ِع ـلْـ ِـم تَــقْــ َوى شَ ــوكَــ ُة ْالُ َم ِ‬
‫ــــم‬
‫ـث األَ ْقـــــا ُم ِمـــ ْن ِح ـكَـ ِـم‬
‫وبـــ َن مــا تَــن ـ ُفـ ُ‬ ‫ــيــاف ِمــ ْن َعل ٍَق‬
‫ُ‬ ‫َــم ب ـ َن مــا تَل ِف ُظ األَ ْس‬ ‫‪ 2‬ك ْ‬
‫ِــســف ِ‬
‫ْــك َد ِم‬ ‫بِــقَــطْــر ٍة ِمـــ ْن ِمـــــدَ ا ٍد ال ب َ‬ ‫ـاس كــانَ الـ َفــضْ ـ ُـل بين ُه ُم‬
‫ـف ال ـ َّنـ ُ‬
‫ـصـ َ‬
‫‪ 3‬لــو أنْـ َ‬

‫يف ال ـ َفــضْ ــلِ َمحفوف ٍة بــالـ ِعـ ِّز والْــكَــ َر ِم‬ ‫ف عىل ال ِعل ِْم تَبلُ ْغ شَ ــأ َو َمن ِزلَ ٍة‬
‫‪َ 4‬فا ْع ِك ْ‬
‫ــم‬‫ِمـــ ْن َجـــ َّن ِة الْ ِعل ِْم َّإل صـــا ِد ُق ال ِه َم ِ‬ ‫ـليــس يَجـــــني ثـِــام َر الفَــو ِز يانِ َعــ ًة‬
‫‪َ 5‬ف َ‬
‫لِـلْـ ِعـلْـ ِـم َف ـ ْه ـ َو َمـــدا ُر الــ َعــدْ ِل يف األُ َم ِ‬
‫ـــم‬ ‫‪َ 6‬ف ْاس َتي ِقظُوا يا بَني األوطـــانِ وانْ َت ِصبوا‬

‫أَ ْفـــنـــانُـــهُ أمثــــ َر ْت غَــضَّ ــاً ِمـــ َن ال ـ ِّن ـ َعـ ِـم‬ ‫َت‬‫‪ِ 7‬ش ْيدُ وا املَــدار َِس َف ْه َي ال َغ ْر ُس إنْ بَ َسق ْ‬
‫روس بــ ِه كــال ـ َّط ـرِ يف الــ َحــ َر ِم‬ ‫عــى الـــــدُّ ِ‬ ‫ُـــوم تَـــرى األبـــنـــا َء عــا ِك ـ َف ـ ًة‬
‫‪َ 8‬مــغ ـ َنــى ُعـــل ٍ‬
‫مــم‬
‫األرواح يف الــ ِّر ِ‬
‫َ‬ ‫ِب ـ َن ـ ْف ـ َح ـ ٍة تــب ـ َعـ ُ‬
‫ـث‬ ‫َت‬ ‫ُــل ِع ـلْـ ٍـم َز ْهــــ َر ًة َع َبق ْ‬
‫‪ 9‬يَــجـ ُنــونَ ِمــن ك ِّ‬
‫ويَــفــ ُر ُق الــ َعــدْ ُل بــ َن الــ ِّذ ِ‬
‫ئــب والـ َغـ َنـ ِـم‬ ‫ـح الدُّ نيا إذا َفـ َ‬
‫ـســدَ ْت‬ ‫ـصـلُـ ُ‬ ‫‪َ 10‬قـــو ٌم ِب ـ ِهـ ْ‬
‫ـم تَـ ْ‬
‫نتص ْب بينها لِـلْـ ِعـلْـ ِـم ِمــ ْن َع ـلَـ ِـم؟!‬
‫ْمل َي ِ‬ ‫ـدل يف بل ٍد‬
‫ـت ُركــــ ُن الــ َع ـ ِ‬‫وكــيــف َيــث ـ ُبـ ُ‬
‫َ‬ ‫‪11‬‬
‫ِ‬
‫املـــوت وال َعدَ ِم‬ ‫ِذكْـــ ٌر عىل الدَّ هــ ِر بعدَ‬ ‫‪ 12‬لـوال الفضـــــيل ُة لَم َيخــــــــلُدْ لـــــذي ٍ‬
‫أدب‬

‫شرح المفردات‬
‫المغنى‪ :‬المنزل الذي غ َِن َي به أهله‪ ،‬وهي هنا‬ ‫الشأو‪ :‬الغاية‪.‬‬
‫المدارس‪.‬‬ ‫ذو النسم‪ :‬اإلنسان‪.‬‬
‫الرمم‪ :‬ج رمّة‪ ،‬وهي العظام البالية‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ب‪:‬‬‫ثم أ ِج ْ‬
‫النص‪ّ ،‬‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫مع إلى ِّ‬
‫‪١ .١‬ما اآلداب التي ذكرها الشاعر في األبيات؟‬
‫‪٢ .٢‬بِ َم يبلغ اإلنسان المنزلة الرفيعة كما يرى الشاعر؟‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫والعزة التي قصدها الشاعر‪.‬‬
‫القوة ّ‬
‫النص ُمظهراً بنبرة صوتك معاني ّ‬
‫األول من ّ‬ ‫ *اقرأ المقطع ّ‬
‫الصامتة‪:‬‬
‫ •القراءة َّ‬
‫ثم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ص قراء ًة صامتةً‪ّ ،‬‬‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫الصحيحة ّ‬ ‫‪١ .١‬اختر اإلجابةَ ّ‬
‫الفكرة ُالعامة التي تدور حولها األبيات هي‪:‬‬
‫العلم يبني اإلنسا َن ويرفع األوطان‪.‬‬‫ ‪.‬أ ُ‬
‫العلم والمكانة ُ االجتماعيّة‪.‬‬
‫ ‪.‬ب ُ‬
‫المجتمع السليم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والتعليم قوام‬
‫ُ‬ ‫ ‪.‬جالتربية ُ‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫‪١ .١‬بيّن معاني (ف َ َر َق) في الجمل اآلتية مستعيناً بأحد معاجم اللغة‪:‬‬
‫البحر﴾ (البقرة‪)50 ،‬‬
‫َ‬ ‫ ‪-‬يقول تعالى‪﴿ :‬وإذ ف َ َرقْنا ُ‬
‫بكم‬
‫ ‪-‬قال البارودي‪:‬‬

‫ـن الـ ِّذئْـ ِ‬


‫ـب َوالْ َغ َن ِم‬ ‫َويَ ـ ْف ـ ُر ُق الْ ـ َعــدْ ُل بَـ ْ َ‬ ‫َقــ ْو ٌم ِبه ِْم ت َْصل ُُح الدُّ نْ َيا إِ َذا َف َسدَ ْت‬

‫‪127‬‬
‫‪٢‬حاول أن تبيّن مقاصد الشاعر من قوله‪( :‬استيقظوا‪ ،‬ثمار الفوز يانعة‪ ،‬الذئب والغنم)‪.‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫مر األيّام والدهور‪.‬‬
‫األول حكمة باقية على ّ‬‫‪٣‬استنتج من المقطع ّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫‪٤‬أشار الشاعر في المقطع الثاني إلى الشروط الواجب توفّرها في طالب العلم‪ ،‬والغايات التي‬ ‫‪.٤‬‬
‫يح ّققها منه‪ ،‬بين ذلك‪.‬‬
‫ضح ذلك االرتباط من فهمك المقطع الثالث‪.‬‬ ‫‪٥‬ربط الشاعر بين العلم وصالح شأن األمّة‪ .‬و ّ‬ ‫‪.٥‬‬
‫صافي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫‪٦‬يقول الشاعر معروف ّ‬ ‫‪.٦‬‬

‫ح ـ ّتــى نُـــطـــاو َِل يف بــنــيــانِــهــا ُز َحـــا‬ ‫واستقصوا بها األَ َمــا‬


‫ُ‬ ‫املـــدارس‬
‫َ‬ ‫اب ُنوا‬

‫ ‪-‬وازن البيت السابق مع البيت التاسع من حيث المضمون‪.‬‬

‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫ص‪ ،‬وهات مؤ ّشرين له‪.‬‬ ‫األدبي الذي ينتمي إليه الن ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫سم المذهب‬ ‫‪ّ ١‬‬ ‫‪.١‬‬
‫مرة‪ .‬فما أثر ذلك في خدمة المعنى؟‬ ‫‪٢‬استعمل الشاعر في األبيات أسلوب األمر غير ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪٣‬وظّف الشاعر االستعارة بنوعيها (المكنيَّة والتصريحيَّة) في بناء جماليَّة النص‪ ،‬مثّل لهما‪ ،‬ثم بيّن‬ ‫‪.٣‬‬
‫وظيفة ك ّل منهما‪.‬‬
‫النص‪ ،‬ثم اذكر‬‫النص ما بين (طباق‪ ،‬ومقابلة)‪ ،‬مثّل لذلك من ّ‬ ‫المحسنات البديعيّة في ّ‬
‫ّ‬ ‫تنوعت‬ ‫‪ّ ٤‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫قيمة فنيّة لك ّل منهما‪.‬‬
‫‪٥‬استخرج من المقطع الثاني شعورين عاطفيّين‪ ،‬ومثّل ألداة استعملها الشاعر إلبراز ك ّل منهما‪.‬‬ ‫‪.٥‬‬

‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫ *ذكر الشاعر في األبيات بعض المشكالت االجتماعيّة‪ ،‬وق ّدم بعض الحلول لها‪ ،‬حاول أن تقترح حلوال ً جديدة‬
‫االجتماعي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للمشكالت اآلتية ممّا لم يذكره الشاعر‪( :‬مشكلة الجهل واألميّة‪-‬مشكلة الفساد‬

‫‪128‬‬
‫التعبير الكتابي‬

‫ *اكتب مقاال ً تبيّن فيه تأثير الجهل في تخلّف المجتمع وانحداره فكرياً واقتصادياً واجتماعياً‪ّ ،‬‬
‫ثم أبرز دور العلم‬
‫في نهضة المجتمع وتق ّدمه‪.‬‬

‫التطبيقات ال ّلغوية‬

‫‪١ .١‬ادرس مبحث جزم الفعل المضارع(‪ )1‬مستفيدا ً من الحالة الواردة في البيت اآلتي‪:‬‬

‫يف الفضلِ َمحفوف ٍة بالع ِّز وال ـكَ ـ َر ِم‬ ‫العلم تَبلُ ْغ شَ ــأ َو َمنزل ٍة‬
‫ِ‬ ‫فاع ِك ْ‬
‫ف عىل‬

‫‪٢ .٢‬أعرب البيت اآلتي إعراب مفردات وجمل‪:‬‬

‫أَ ْفــ َنــانُــهُ أَ ْثَـــــ َر ْت َغــضّ ـاً ِمــ َن الْ ِّن َعم‬ ‫ِشيدُ وا الْ َمدَ ار َِس َف ْه َي الْ َغ ْر ُس إِنْ بَ َسقَت‬

‫‪٣ .٣‬صغ المشت ّقات الممكنة من المصدر ِ(علْم)‪.‬‬

‫النشاط التحضيري‬

‫ *استعن بمصادر التعلّم على جمع مادّة أدبيّة وأخرى علميّة حول قضيّة الفقر‪ ،‬مقارناً بين نظرتين مختلفتين لهذه‬
‫القضيّة وطريقة عالجها‪.‬‬

‫‪129‬‬ ‫‪  1‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث جزم الفعل املضارع‪.‬‬
‫مروءة وسخاء*‬
‫‪٣‬‬
‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫خير الدين الزركلي (‪1976-1893‬م)‬


‫ُولد في بيروت من أبوين دمشقيّين‪ ،‬ونشأ وتعلّم في دمشق َّ‬
‫ودرس فيها‪ ،‬ثم انتقل إلى بيروت فعمل‬
‫أستاذا ً للتاريخ واألدب العربي‪ ،‬وفيها أصدر مجلّة (األصمعي) وصحيفتَي (لسان العرب والمفيد)‪،‬‬
‫وكان عضوا ً في ثالثة مجامع لغويّة‪ .‬من أشهر أعماله كتاب األعالم‪ ،‬ورواية شعريّة مطبوعة باسم‬
‫(ماجدولين والشاعر)‪ ،‬وله ديوان شعر مطبوع منه أُخذ النص‪.‬‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫ِ‬
‫يكتف الشاعر بتصوير الحالة االجتماعيّة المتردّية التي نالت من أبناء المجتمع معظمهم‪ ،‬بل‬ ‫لم‬
‫أضاف إليها من ذاته ما يحمل القارئ على التفاعل مع هذه الحاالت‪ ،‬واإلسراع إلى م ّد يد العون‬
‫والمساعدة النتشال الفقراء المعوزين من براثن الفاقة والعوز‪.‬‬

‫*  ديوان خري الدين الزركيل‪ّ ،‬‬


‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط ‪1993 ،2‬م‪ ،‬ص ‪.38-37‬‬ ‫‪130‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫شُ ــج ــونــاً مـــا لِـــ َجـــ ْذ َوتِـــهـــا انْ ـ ِ‬


‫ـط ــف ــا ُء‬ ‫ـــهـــاج َيب الــ ُبــكــا ُء‬
‫َ‬ ‫َــــت َف‬
‫‪ 1‬بَــــى وبَــــك ْ‬
‫ويـــد ُعـــوهـــا‪َ ،‬فـــ ُيـــ ْؤلِـــ ُمـــهـــا الـــدُّ عـــا ُء‬ ‫ـــل راحــ َتــيــهــا‬‫ضعــــــــاً يـــقـــ ِّب ُ‬ ‫‪ 2‬جـــثـــا َ ِ‬
‫ــت ال ـ ِّنــســا ُء‬
‫الــصــ ْم َ‬
‫ومـــا ا ْعـــتـــا َد ْت ِبــنــا َّ‬ ‫ٍ‬
‫ــمــوت‬ ‫ـــيـــم َمـــال ِ‬
‫َـــك يف ُص‬ ‫ُ‬ ‫ـــقـــول‪ُ :‬أ َم‬
‫ُ‬ ‫‪َ ٣‬ي‬
‫ُــــــــر بِ ــــــا نُــــســــا ُء‬
‫َ ُّ‬ ‫فــــ ُر َّبــــ َتــــا ن‬ ‫‪ ٤‬ل ِْ‬
‫َــــــن ســــــا َء ْت بِـــنـــا األ َّيـــــــا ُم حــيــنـاً‬

‫بِـــهـــا األَ ْحـــــــــزانُ َواشْ ـــــتَـــــدَّ الـــ َبـــا ُء‬ ‫َـــــت ُســـ ْعـــدى إلــيــه وقـــد أَلَـــ َّم ْ‬
‫ـــت‬ ‫‪َ ٥‬رن ْ‬
‫ــــــل بِـــنـــا الـــقَـــضـــا ُء‬
‫ــــا قـــد أ َح َّ‬ ‫لَــــ ِم َّ‬ ‫ــــك إنَّ شَ ــ ْجــوي‬ ‫ـــنـــي ُرويـــــدَ َعــــ ْذلِ َ‬
‫‪ ٦‬بُ َّ‬
‫اب وال ِغـــــذا ُء‬
‫جِ ـــيـــاعـــاً‪ ،‬ال َش َ‬ ‫‪ ٧‬تـــــ َرى أَخـــــ َو َ‬
‫يـــــك قـــد بـــاتـــا وبِــ ْتــنــا‬

‫ـــت بِــهــا وبِـــــ ِه الـــجِ ـــوا ُء‬ ‫و َقـــــدْ ضـــا َق ْ‬ ‫ْــــــت َمــقــالَــ َتــي َســـ ْعـــ ٍد ُ‬
‫وســعــدى‬ ‫ُ‬ ‫‪ ٨‬أ ِذن‬
‫ـــي الــشَّ ــيــ ِخ أعــــ َجــــ َز ُه الــ َعــنــا ُء‬
‫كَـــ َم ْ ِ‬ ‫‪ ٩‬فَـــجِ ـــ ْئ ُ‬
‫ـــت إلــيــهِــا أمــــي ال ـ ُه ـ َويــنــى‬
‫الـــســـا ُء‬
‫ـــت ُدعــــا َءكــــا َّ‬ ‫لَـــقـــدْ َســـ ِمـــ َع ْ‬ ‫ْـــــت‪ِ :‬إ َّيل والـــدُّ نـــيـــا بِـــخَـــرٍ‬
‫‪ ١٠‬و ُقـــــل ُ‬
‫والـــســـخـــا ُء‬
‫َّ‬ ‫ِشـــعـــا ُر ُه ُ‬
‫ـــم املُـــــــــرو َء ُة‬ ‫ـــــــر ِة أَ ْهـــــــلِ َفـــضْ ـــلٍ‬
‫َ َّ‬ ‫ُــــم إىل َم‬
‫‪َ ١١‬هــــل َّ‬

‫شرح المفردات‬
‫أميم‪ :‬تصغير أم‪.‬‬ ‫الجذوة‪ :‬الجمرة الملتهبة‪.‬‬
‫الشجو‪ :‬اله ُّم والحزن‪.‬‬ ‫ض َ ِرع‪ :‬خاض ٌع‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫مهارات االستماع‬

‫ *استبعد اإلجابة المغلوط فيها ممّا بين القوسين فيما يأتي‪:‬‬


‫(المصور – المشارك – المتأثّر – المتردّد)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪.‬أوقف الشاعر من موضوعه موقف‬
‫النص من‪( :‬الجوع – اليأس – عقوق األبناء – اشتداد البالء)‪.‬‬ ‫ ‪.‬بتعاني األسرة في ّ‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫المناسب للحوار‪.‬‬
‫َ‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫النص قراء ًة جهري َّ ًة معبّرةً‪ ،‬مراعياً التلوين‬
‫ *اقرأ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬
‫ •القراءة َّ‬
‫النص‪.‬‬
‫سم المشكلة االجتماعيّة التي يعرض لها ّ‬‫‪ّ ١ .١‬‬
‫األطراف المتحاورة في المقطعين الثاني والثالث؟‬
‫ُ‬ ‫‪٢ .٢‬مَ ِن‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬

‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫تعرف معنى كلمة (أذنت)‪ ،‬وبيّن المعنى السياقي لها وفق ورودها في البيت‬ ‫‪١‬استعن بالمعجم في ّ‬ ‫‪.١‬‬
‫الثامن‪.‬‬
‫للنص‪.‬‬
‫‪٢‬استنتج الفكرة العامّة ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪٣‬انسب الفكر الرئيسة اآلتية إلى مقاطعها‪:‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫ ‪-‬اإلحساس بالفقراء واإلحسان لهم‪.‬‬
‫ ‪-‬تأثّر االبن لحال األمّ‪.‬‬
‫ ‪-‬دوافع معاناة األم ّ وحزنها‪.‬‬
‫‪٤‬ما الذي فعله االبن للتخفيف من معاناة والدته؟‬ ‫‪.٤‬‬
‫النص‪.‬‬
‫‪٥‬اذكر مظاهر المعاناة البارزة في المقطع الثاني من ّ‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪132‬‬
‫‪٦‬ما القيم االجتماعيّة التي يمكن استنباطها من موقف الشاعر تجاه األسرة الفقيرة؟‬ ‫‪.٦‬‬
‫‪٧‬طرح الشاعر ّ‬
‫حل ً لمشكلة الفقر‪ .‬أتوافقه على هذا الح ّل أم ال؟ أيّد إجابتك بالحجج المناسبة‪.‬‬ ‫‪.٧‬‬
‫تقص مالمحها‪.‬‬
‫النص صورة إيجابيّة لألسرة العربيّة أوحى بها الشاعر‪ّ .‬‬ ‫‪٨‬في ّ‬ ‫‪.٨‬‬
‫‪٩‬قال المتنبّي في الزمان‪:‬‬ ‫‪.٩‬‬

‫ـــــــــ ِه ولــك ـ ْن تــكــدِّ ُر اإلحسانا‬ ‫الصنيع لياليـــــــــــ‬


‫َ‬ ‫ربــا ت ِ‬
‫ُحس ُن‬ ‫َّ‬
‫النص من حيث المضمون‪.‬‬
‫ ‪-‬وازن بين هذا البيت والبيت الرابع من ّ‬

‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫النص‪ ،‬وهات سمتين له‪.‬‬ ‫األدبي الذي ينتمي إليه ّ‬
‫ّ‬ ‫المذهب‬
‫َ‬ ‫سم‬
‫‪ّ ١‬‬ ‫‪.١‬‬
‫‪٢‬اعتمد الشاعر النمطَين السردي والوصفي‪ ،‬مثّل بمؤ ّشرين لك ٍّل منهما‪.‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫ثم بيّن أثر ذلك التنويع في توضيح االنفعاالت‬ ‫نوع الشاعر بين الخبر واإلنشاء‪ ،‬مثّل لك ٍّل منهما‪ّ ،‬‬
‫‪ّ ٣‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫النص‪.‬‬
‫الواردة في ّ‬
‫‪٤‬في قول الشاعر (هاج بي البكاء) صورة بالغيّة‪ ،‬حلّلها‪ ،‬وبين أثرها في شرح المعنى وتوضيحه‪.‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫‪٥‬استخرج من البيت الرابع طباقاً‪ ،‬ثم بيّن قيمة من قيمه الفنيّة مع التوضيح‪.‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪٦‬ما الشعور العاطفي البارز في البيت األخير؟ مثل ألدات َين استعملهما الشاعر إلبرازه‪.‬‬ ‫‪.٦‬‬
‫مصدرين من مصادر الموسيقا الداخليّة‪ ،‬ومثّل لك ّل منهما بمثال‬ ‫َ‬ ‫األول‬
‫‪٧‬استخرج من البيت ّ‬ ‫‪.٧‬‬
‫مناسب‪.‬‬

‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫ *أضف إلى المقط ِع األخير حواراً متخيّال ً بين األمّ والشاعر تبرز فيه ردّة فعلها على اإلحسان‪.‬‬

‫التعبير الكتابي‬

‫ *اكتب موضوعاً تتح ّدث فيه عن ضرورة اإلحساس بآالم الجماعة والعمل على إزالة تلك اآلالم‪ ،‬مقترحاً حلوال ً‬
‫مناسبة‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫التطبيقات ال ّلغوية‬

‫مبحث المفعول المطلق(‪ )1‬ونائبه مستفيدا ً من الحالة الواردة في البيت اآلتي‪:‬‬


‫َ‬ ‫ادرس‬
‫‪ْ ١ .١‬‬
‫كــمــي الــشــيــخِ أعـــجـــ َز ُه الــعــنــا ُء‬
‫ِ‬ ‫ــت إلــيــهــا أمـــي الــهــويــنــى‬
‫فــجــ ْئ ُ‬

‫البيت اآلتي إعراب مفردات وجمل‪:‬‬


‫َ‬ ‫‪٢ .٢‬أعر ِ‬
‫ب‬

‫شُ ــجــونــاً مـــا لِــجــ ْذوتِــهــا انــطــفــا ُء‬ ‫فـــهـــاج َيب الــبــكــا ُء‬
‫َ‬ ‫َـــت‬
‫بـــى وبـــك ْ‬
‫‪٣ .٣‬استخرج األفعال الواردة في البيت الثاني‪ ،‬واذكر مصدر ك ّل منهما‪.‬‬
‫النص‪:‬‬
‫‪٤ .٤‬استخرج من ّ‬
‫ ‪-‬كلمة منتهية بألف ليّنة‪ ،‬وعلّل كتابتها على صورتها‪.‬‬
‫متوسطة‪ ،‬وعلّل كتابة ك ّل منها‬
‫ّ‬ ‫متطرفة‪ ،‬وأخرى تحتوي على همزة‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬كلمة تحتوي على همزة‬
‫على صورتها‪.‬‬

‫‪  1‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث املفعول املطلق‪.‬‬ ‫‪134‬‬


‫المشردون*‬
‫‪٤‬‬ ‫ّ‬

‫أدبي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫علي أحمد سعيد إسبر (أدونيس) (‪1930‬م)‬


‫سوري‪ُ ،‬و ِل َد في الالذقيّة‪ ،‬ونشأ في بيت شعر وأدب‪ ،‬بدا اهتمامه منصبّاً على دور ال ّشعر في‬
‫ّ‬ ‫أديب‬
‫البعث والتجدّد واإليمان بقدرة الفرد‪ ،‬وفي عام (‪1956‬م) انتقل إلى بيروت‪ ،‬وهناك شارك في تأسيس‬
‫مجلّة (شعر)‪ ،‬ونال الجائزة العالميّة لل ّشعر في باريس عام (‪1986‬م)‪ .‬عمل مندوباً للجامعة العربيّة‬
‫والمتحول)‪ ،‬ومن دواوينه الشعريّة‪( :‬أغاني مهيار الدمشقي)‬
‫ّ‬ ‫في اليونسكو‪ .‬من دراساته النقديّة (الثّابت‬
‫النص‪.‬‬
‫و(مفرد بصيغة الجمع)‪ ،‬وديوان (قصائد أولى) الذي أخذ منه هذا ّ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫الكلمات‬
‫ُ‬ ‫السماءَ‪ ،‬تتدف ّ ُق‬
‫األرض ويلتحفو َن ّ‬
‫َ‬ ‫دين يفترشو َن‬
‫مشر َ‬
‫عندما يعصف الفقر بالناس‪ ،‬ويتركُهم َّ‬
‫شاكية حيناً‪ ،‬داعية إلى استعادة الحقوق حيناً آخر‪ ،‬متغنّية بنضال أبناء الشعب ض ّد المستعمرين الدخالء‪.‬‬

‫‪135‬‬ ‫*  أدونيس‪ :‬قصائد أوىل‪ ،‬بدايات للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬جبلة‪ ،‬سورية‪ ،2006 ،‬ص ‪.55 -54‬‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫…‪…١‬‬
‫العام الجديدْ‬‫يف أ ّو ِل ِ‬
‫قال َْت لَنا‬
‫آهاتُنا‪ ،‬قال َْت لنا‪:‬‬
‫حال إىل َبعيدْ ‪،‬‬ ‫شدُّ وا ال ِّر َ‬
‫أو َف ْاسكُنوا ِخ َي َم ال َجلِيدْ‬
‫ليس ْت ُهنا‬‫فبال ُدكُم َ‬

‫…‪…٢‬‬
‫نح ُن الَّذي َن عىل الدَّ خيلِ مت َّر ُدوا‪،‬‬
‫وتش ُدوا‬
‫فتهدَّ ُموا َ َّ‬
‫أكل ال َفرا ُغ نِدَ ا َءنا‪،‬‬
‫َ‬
‫ومىش األَما ُم َورا َءنا‪،‬‬
‫أيّا ُمنا َج َمدَ ت عىل أشالئِنا‪،‬‬
‫وتقل ََّص ْت كَ ِدمائِنا‬
‫َعيش عىل الثَّواين‪،‬‬ ‫صا َر ْت ت ُ‬
‫صا َر ْت تَدو ُر بال زمانِ‬

‫روب‬
‫ُم َتشَ ِّت ُتونَ ‪ُ ،‬مضَ َّيعونَ عىل الدُّ ِ‬
‫ِص ْف َر السواع ِد والق ِ‬
‫ُلوب‬
‫والجوع ُك ُُّل ندائِنا‪،‬‬
‫يح ب ْع ُض غطائِنا‬ ‫وال ِّر ُ‬
‫باح يَ ِف ُّر ِم ْن آفا ِقنا‪،‬‬
‫الص ُ‬‫ح َّتى َّ‬
‫ويغيض يف أحدا ِقنا‬ ‫ُ‬

‫…‪…٣‬‬
‫أقلوبَنا! رفقاً بنا‪ ،‬ال تهريب‬
‫عنف املصري‬
‫وتَق ّحمي َ‬
‫اليأس املرير‪،‬‬ ‫يف الجوع‪ ،‬يف ِ‬
‫وهنا‪ ،‬عىل هذا الرتاب‪ ،‬ت َ ََّتيب‬
‫فغداً‪ ،‬يُ ْ‬
‫قال ‪:‬‬
‫النضال‬‫ْ‬ ‫من ِ‬
‫أرضنا طل ََع‬
‫‪136‬‬
‫ومنا عىل أشالئِنا‬
‫ونِدائِنا‬
‫وعىل تلفّتنا البعيدْ‬
‫لغ ٍد جديدْ‬
‫شرح المفردات‬

‫الدخيل‪ :‬المستعمر الغاصب‪.‬‬ ‫تتربي‪ :‬التصقي بالتراب‪ ،‬وأراد بها التشبّث‪.‬‬


‫ّ‬

‫مهارات االستماع‬

‫ثم أ ِج ْ‬
‫ب‪:‬‬ ‫النص‪ّ ،‬‬ ‫ * ِا ْست َ ْ‬
‫مع إلى ِّ‬
‫مما بين القوسين‪:‬‬ ‫ ‪-‬استبعد اإلجابة المغلوط فيها ّ‬
‫النص‪( :‬واقعيّاً – متفائال ً – متألّماً – نادماً)‪.‬‬
‫ ‪.‬أبدا الشاعر في ّ‬
‫التشرد – الفساد)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النص‪( :‬الفقر – الجوع –‬ ‫ ‪.‬بالمشكلة التي يعرض لها ّ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراء ًة جهريّ ًة معبّرة‪ ،‬متمّثال ً مشاعر الشاعر في تعبيره عن المعاناة‪.‬‬‫ *اقرأ الن ّ َّ‬
‫الصامتة‪:‬‬
‫ •القراءة َّ‬
‫نصه‪.‬‬
‫النص مؤ ّشرين على ارتباط الشاعر بالمشكلة التي يعرضها في ّ‬ ‫‪١ .١‬هات من ّ‬
‫األول والثاني أثرا ً مشتركاً للمعاناة في نفوس الفقراء‪.‬‬
‫‪٢ .٢‬اذكر من المقطعين ّ‬

‫االستيعاب والفهم والتحليل‬


‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •املستوى‬
‫تعرف‪:‬‬
‫‪١ .١‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫ ‪.‬أنقيض (يغيض)‪.‬‬
‫ ‪.‬بالفرق بين ما وضع تحته خ ّ‬
‫ط فيما يأتي‪:‬‬
‫‪137‬‬ ‫ ‪-‬قال أدونيس‪:‬‬
‫الرحيل إىل بعيد‪.‬‬
‫َ‬ ‫شدُّ وا‬
‫ ‪-‬قال أبو الفضل الوليد‪:‬‬

‫يــرجــى لــهــا بــعــد ال ــف ــن ــا ِء مــعــا ُد‬ ‫شـــــدُّ وا وشـــيـــدوا دولـــــ ًة عــربــ َّيــ ًة‬
‫النص؟‬
‫‪٢‬ما الفكرة العامّة التي بني عليها ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪٣‬انسب الفكر الرئيسة اآلتية إلى مقاطعها‪:‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫ ‪-‬مظاهر معاناة الكادحين‪.‬‬
‫ ‪-‬التصميم على النضال للخالص من واقع الفقر المرير‪.‬‬
‫ ‪-‬يأس الكادحين وحزنهم‪.‬‬
‫‪٤‬ما الذي طلبته اآلالم إلى الكادحين؟ وما الحجج التي قدّمتها؟‬ ‫‪.٤‬‬
‫تقص مالمحها في المقطع الثاني‪.‬‬
‫‪٥‬رسم الشاعر لوحة مؤلمة لمعاناة الكادحين وشقائهم‪ّ .‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫‪٦‬ما الح ّل الذي طرحه الشاعر لما عاناه الكادحون كما ورد في المقطع الثالث؟‬ ‫‪.٦‬‬
‫النص‪.‬‬
‫مما ورد في ّ‬ ‫ق؟ علّل إجابتك ّ‬ ‫لمستقبل مشر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫بالتحول‬
‫ّ‬ ‫‪٧‬هل نجح الشاعر في إبراز إيمانه‬ ‫‪.٧‬‬
‫النص مجموعة من القيم‪ ،‬استخرج بعضها‪ ،‬وصنّفها في الجدول اآلتي‪:‬‬ ‫تضمن ّ‬‫‪ّ ٨‬‬ ‫‪.٨‬‬

‫قيم وطن ّية‬ ‫قيم اجتامع ّية‬

‫‪٩ .٩‬قال محمود درويش‪:‬‬


‫أوصيت أن يُز َر َع قلبي شج َرة‬
‫ُ‬ ‫وأنا‬
‫وجبيني َّقبة‬
‫وكبنا بجرا ِحك‬ ‫وطني إنّا ولِدنا ُ‬
‫وأكلنا شجر البلّوط‬
‫يك نشهدَ ميال َد صبا ِح ْك‬
‫النص من حيث المضمون‪.‬‬
‫ ‪-‬وازن بين األسطر الشعريّة السابقة وما ورد في المقطع الثالث من ّ‬

‫‪138‬‬
‫الفني‪:‬‬
‫ •املستوى ّ‬
‫مما بين القوسين‪ ،‬وهات مؤ ّشرين يثبتان اختيارك‪:‬‬ ‫‪١‬اختر اإلجابة الصحيحة ّ‬ ‫‪.١‬‬
‫اإلبداعي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّباعي –‬
‫(الواقعي – االت ّ‬
‫ّ‬ ‫النص إلى المذهب‪:‬‬
‫ ‪-‬ينتمي ّ‬
‫ثم بيّن أثر ك ّل منها في‬
‫‪٢‬استعمل الشاعر الجمل االسميّة والفعليّة في المقطع الثاني‪ .‬مثّل لهما‪ّ ،‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫خدمة المعنى‪.‬‬
‫‪٣‬استخرج من المقطع الثالث أسلوبين إنشائيّين‪ ،‬وبيّن دور ك ّل منهما في التعبير عن انفعاالت‬ ‫‪.٣‬‬
‫الشاعر‪.‬‬
‫ثم حلّل كال ً منهما‪ ،‬مبيّناً وظيفة ك ّل منهما في‬
‫النص‪( :‬استعارة مكنيّة – تشبيهاً)‪ّ ،‬‬
‫‪٤‬استخرج من ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫الشرح والتوضيح‪.‬‬
‫النص‪ .‬مثّل لك ّل من (الجناس‪ ،‬والطباق) بمثال‬ ‫المحسنات البديعيّة دورا ً في إبراز جماليّات ّ‬
‫ّ‬ ‫‪٥‬أدّت‬ ‫‪.٥‬‬
‫مناسب‪.‬‬
‫شعورين عاطفيّين‪ ،‬واذكر أدوات التعبير عن ك ّل منهما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪٦‬استخرج من المقطعين الثاني والثالث‬ ‫‪.٦‬‬
‫مصدرين من مصادر الموسيقا الداخليّة‪ ،‬مع مثال لك ّل منهما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫النص‬
‫‪٧‬هات من ّ‬ ‫‪.٧‬‬
‫النص‪.‬‬
‫‪٨‬هل نجح الشاعر برأيك في التأثير في الشعر بما استعمل من صور وأخيلة؟ أيّد إجابتك من ّ‬ ‫‪.٨‬‬

‫اإلبداعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المستوى‬

‫قصصي محافظاً على فكر ك ّل منهما‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ *أعد صوغ المقطعين بأسلوب‬

‫التعبير الكتابي‬

‫االجتماعي في الحياة‪ ،‬وفي تسليط الضوء على هموم المجتمع ومشكالته‬


‫ّ‬ ‫ *اكتب مقالة تبيّن فيها دور األدب‬
‫سعياً إلى إيجاد الحلول ومعالجة المشكالت‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫ •التعبري األد ّيب‪:‬‬
‫الكادحين‪ ،‬مندّدين‬
‫َ‬ ‫فصوروا معانا َة‬
‫تناول األدباء العرب في العصر الحديث القضايا االجتماعيّة‪ّ ،‬‬
‫البر واإلحسان للفقراء تار ًة‪ ،‬وعلى النضال من أجل مستقبل‬‫جعوا على ِّ‬ ‫بسلوك المستغلّين‪ّ ،‬‬
‫ثم ش ّ‬
‫مشر ٍ‬
‫ق تار ًة أخرى‪.‬‬

‫المناسبة‪ ،‬موظِّفاً الشاه َد اآلتي‪:‬‬


‫ِ‬ ‫تذهب إليه بالشواه ِد‬
‫ُ‬ ‫السابق‪ ،‬وأيّ ْد ما‬
‫َ‬ ‫ *ناقش الموضوع َ‬
‫ ‪-‬قال وصفي القرنفلي‪:‬‬
‫صنع األغنيا ْء‬
‫الشعب ُ‬ ‫َ‬ ‫صنع ال ّناهب َني‬
‫الجو ُع ُ‬
‫َ‬
‫والحقول وط َّوقونا بالقضا ْء‬ ‫املعامل‬
‫َ‬ ‫أخذوا‬

‫التطبيقات ال ّلغوية‬
‫(‪)1‬‬
‫مما هو وارد في األسطر اآلتية‪:‬‬
‫‪١ .١‬ادرس مبحث العطف مستفيدا ً ّ‬
‫نحن الَّذين عىل الدّ خيل مت ّردوا‪،‬‬
‫وتشدوا‬ ‫فتهدّ موا ّ‬
‫ُ‬
‫النضال‬ ‫طلع‬
‫من أرضنا َ‬
‫ومنا عىل أشالئِنا‬
‫ونِدائِنا‬
‫السطرين الشعريّين اآلتيين إعراب مفردات وجمل‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪٢ .٢‬أعرب‬
‫آهاتُنا‪ ،‬قال َْت لنا‪:‬‬
‫حال إىل بعيد‬‫شدُّ وا ال ِّر َ‬
‫السطرين الشعريّين اآلتيين األسماء الجامدة والمشت ّقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪٣ .٣‬استخرج من‬
‫ف املَصري‬
‫وتَق ّحمي ُع ْن َ‬
‫اليأس املرير‬
‫يف الجوعِ‪ ،‬يف ِ‬
‫‪٤ .٤‬اشرح قاعدة كتابة األلف اللّيّنة في ك ّل من الكلمات اآلتية‪ :‬دنيا – أشقى – بلوى – أسى‪.‬‬

‫‪  1‬راجع القاعدة العا ّمة ملبحث العطف‪.‬‬ ‫‪140‬‬


‫رسالة حب*‬
‫‪٥‬‬ ‫ّ‬

‫المطالعة‬

‫سلمى احلفّار الكزبري (‪2006-1922‬م)‬


‫دمشقي عريق‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وقاصة‪ ،‬وروائيّة‪ ،‬وشاعرة‪ ،‬وباحثة‪ ،‬وكاتبة سيرة‪ ،‬ومح ّققة … ُو ِلدَت في بيت‬
‫ّ‬ ‫أديبة‪،‬‬
‫أتقنت اللغات العربيّة والفرنسيّة واإلنجليزيّة واإلسبانيّة‪ ،‬أقامت في األرجنتين وتشيلي وإسبانيا‪ .‬وألقت‬
‫العديد من المحاضرات في الجمعيّات والنوادي الثقافيّة والفنيّة واألدبيّة في هذه الدول‪ .‬وبعد عودتها‬
‫تعمقت في األدب والتاريخ واللغة اإلسبانيّة‪.‬‬‫إلى دمشق انتسبت إلى المركز الثقافي اإلسباني‪ ،‬حيث ّ‬
‫لها كثير من األعمال األدبيّة‪ ،‬منها مجموعات قصصيّة‪ ،‬مثل (حرمان‪ ،‬زوايا) وروايات مثل (عينان‬
‫المر)‪ ،‬ودواوين بلغات أجنبيّة‪ ،‬مثل‪( :‬عشيّة الرحيل) باللغة اإلسبانيّة‪ ،‬و(نفحات‬
‫من إشبيلية‪ ،‬البرتقال ّ‬
‫ب بعد‬ ‫األمس) باللغة الفرنسيّة‪ ،‬إضافة إلى مجموعة من المذ ّكرات‪ ،‬مثل (يوميّات هالة) و (الح ّ‬
‫النص‪.‬‬
‫الخمسين) الذي أخذ منه هذا ّ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫…‪…١‬‬
‫المقبلين على القر ِن الواحد‬ ‫جيلهم‬ ‫ِ‬
‫وأبناء ِ‬ ‫ت إلى البيت في ذلك المساء وأنا ِّ‬
‫أفك ُر بأحفادي‬ ‫جع ُ‬‫ر َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أكمامها غنيَّة ٌ بالوعود‪،‬‬ ‫براعم ينعق ُد الزَّهر في‬
‫ُ‬ ‫بالتحديات والمفارقات‪ ،‬إنَّهم‬
‫ِّ‬ ‫والعشرين المشحو ِن‬
‫تنعم بحيا ٍة رغدة يسودُها العدل والحري َّة‪،‬‬
‫تنمو وتثمر‪ ،‬وأن َ‬ ‫ولكنَّنا ال ندري ما إذا كان سيُقي ُ‬
‫َّض لها أن َ‬
‫السلم …‬ ‫ويرفرف عليها ِّ‬
‫ُ‬

‫ال وحدَه‪ ،‬غير أنَّني‬


‫أقدار بيد ّ‬
‫ٌ‬ ‫فاألعمار‬
‫ُ‬ ‫إنَّنا على أبواب هذا القر ِن وأنا ال أدري إذا كن ُ‬
‫ت سأدركُه؛‬

‫‪141‬‬ ‫رصف‪.‬‬ ‫*  سلمى الحفّار الكزبري‪ّ :‬‬


‫الحب بعد الخمسني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار طالس للدراسات والنرش والرتجمة‪1993 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 181-176‬بت ّ‬
‫العلمي المذهل‪ ،‬وبتُّ أعتق ُد بأنَّنا نعيش‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫العظيمة وسبْقها‬ ‫ِ‬
‫منجزاتها‬ ‫ت حضار َة القر ِن العشرين في‬
‫عش ُ‬
‫ِ‬
‫ومشكالتها‪.‬‬ ‫نهايَتها‪ ،‬ونعاني من أخطا ِرها‬

‫مكاسب طبيعيَّة ٌ‪ ،‬وشاهدْنا‬


‫ُ‬ ‫ت علميَّة فأ ِلفُوها وكأنَّها‬
‫أبناؤنا عيونَهم ومدا ِركَهم على اكتشافا ٍ‬ ‫لقد فتح ُ‬
‫فأثارنا التق ُّدم ُ في العلوم ِ وأقلقَنا ما َ‬
‫نجم‬ ‫عقب‪َ ،‬‬ ‫قلب حيا َة البش ِر رأساً على ِ‬
‫السري َع الذي َ‬
‫نحن هذا التط ُّو َر ّ‬
‫األسلحة النّووي َِّة‬
‫ِ‬ ‫بالفناء لتَوف ُّ ِر‬
‫ِ‬ ‫عالمنا‬
‫تهدد َ‬‫ت اجتماعي ٍَّة واقتصادي ٍَّة وعسكري َّة‪ ،‬وأخطا ٍر ِّ‬
‫عنه من معضال ٍ‬
‫ِّ‬
‫المتحكمة بمصائرنا …‬ ‫لدى الدول القوي َِّة‬

‫ِ‬
‫وأبناء ِ‬
‫جيلهم تتراءى لي‬ ‫صور أحفادي‬ ‫ت إلى فراشي؛ إذ كانت‬ ‫ت في تلك الليلة عندما أوي ُ‬ ‫أ ِرق ُ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫أنوارها على العالم الظّامِئ إلى النّور‪.‬‬
‫لتش َّع ُ‬ ‫وكأنَّها أهلة ٌ تنمو يوماً َ‬
‫إثر يوم ٍ ِ‬

‫أخاف عليهم ممَّا ينتظرون‪ ،‬سواء ٌ أكانوا مقيمين في أوطانهم أم نازحين عنها‬
‫َ‬ ‫ليس مستغرباً أن‬
‫ومشردين في أنحاء المعمورة‪.‬‬
‫َّ‬

‫خيره في‬ ‫ث ِ‬ ‫اإلرث الذي سيخلِّفُه القر ُن العشرو َن لعص ِرهم إر ٌ‬ ‫َّ‬
‫الشر‪ُ :‬‬ ‫ّ‬ ‫الخير وفيه‬
‫ُ‬ ‫مرهق‪ ،‬فيه‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫وشرهُ‬‫األوبئة‪ ،‬وتحرير المرأ ِة‪ُّ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ض‬ ‫ِ‬
‫والقضاء على األمّي َِّة وبع ِ‬ ‫ب العلمي َِّة والتّقني َِّة والمنجزا ِ‬
‫ت الطبِّيَّة‬ ‫المكاس ِ‬
‫ك األسر ِة ونبذ‬ ‫ُّ‬
‫وتفك ِ‬ ‫ب على الما ِل واالستهتا ِر بالقيم ِ‬ ‫ِ‬
‫والبطالة والتكال ِ‬ ‫المخدرا ِ‬
‫ت‬ ‫ِّ‬ ‫كامن في انتشا ِر‬
‫ٌ‬
‫الجوع والظّمأ‬
‫ِ‬ ‫تفاقم بتفاقم ِ‬
‫َ‬ ‫بؤس البائسين وال سيّما في العالم الثَّالث فقد‬ ‫األديا ِن أو االت ّجا ِر بها‪ .‬أمّا ُ‬
‫المشاعر‬
‫َ‬ ‫عين لم يفقدوا بع ُد‬ ‫متطو َ‬
‫ِّ‬ ‫ت إنساني ٍَّة وأفرا ٍد‬
‫ب إلنقاذهم سوى جمعيَّا ٍ‬ ‫والمرض‪ ،‬وال مَ ْن ي ُه ُّ‬
‫ق اإلنسا ِن ِ‬
‫وتعق ُد‬ ‫عالمنا ما زالت تنادي بحقو ِ‬ ‫أن الدّو َل القويَّةَ المسيطر َة على ِ‬ ‫النّبيلةَ‪ .‬على حين َّ‬
‫قراراتها كالم ٌ جمي ٌل للتَّصدي ِر والتَّخدير‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ ،‬وقد رأينا كيف أ ّن‬ ‫ت لح ِّل المشكال ِ‬ ‫المؤتمرا ِ‬

‫المتطور ِة أنحاء العالم ِ في ِ‬


‫يومنا قد زادَ في هموم ِ النَّاس لكثر ِة‬ ‫غزو وسائ ِل اإلعالم ِ‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬ ‫ريب في أن َ‬
‫وال َ‬
‫فاضح‬
‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫وتحك ٌم‬ ‫ٍ‬
‫وتخمة‬ ‫مظاهر تر ٍ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫وضعفائه‪ ،‬فهنا‬ ‫ِ‬
‫أقويائه‬ ‫ت بين‬ ‫المآسي فيه والستفحا ِل المفارقا ِ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫والضياع؟‬ ‫بالمصائر البشري َِّة‪ ،‬وهناك شقاء ٌ وحرمانٌ‪ ،‬فكيف ال يُشغَ ُل الشب َّا ُن بالقل ِق‬
‫ِ‬

‫‪142‬‬
‫…‪…٢‬‬
‫ت‪ ،‬فإيّاكم أن تفقدوا الحماسةَ‬ ‫ث والتحدّيا ِ‬ ‫سيكون عصركُم المقب ُل يا أحب َّائي الشباب زاخرا ً باألحدا ِ‬
‫يتقدم ُ خطو ًة إلى األمام‪ .‬عمِّروا قلوبكم‬ ‫ش‪ ،‬وال َّ‬ ‫ألن اإلنسا َن من ِ‬
‫دونها يفق ُد الهمَّةَ ولذّ َة العي ِ‬ ‫حياتكم َّ‬ ‫في ِ‬
‫ح‬ ‫جاءت لتو ِّ‬
‫ض َ‬ ‫ْ‬ ‫أن األديا َن‬‫ب التق ُّدم ِ والخير‪ .‬اعلموا َّ‬ ‫ينور عقولَنا‪ ،‬ويهدي قلوبَنا إلى درو ِ‬ ‫باإليما ِن ألن َّ ُه ِّ‬
‫يفهم‬ ‫إن مَ ْن‬‫ق‪َّ .‬‬ ‫لتنتظم حيات ُنا‪ ،‬ولتدعونا إلى التحلِّي بمكارم ِ األخال ِ‬ ‫عالقتَنا بالكو ِن والخال ِق والنَّا ِ‬
‫س‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ضمائرنا‬ ‫ص في الدعو ِة إلى حس ِن التَّعام ِل مع‬ ‫لحياته ال يشقى؛ ألنّه يتل َّ‬
‫خ ُ‬ ‫ِ‬ ‫جوهرها ويجعلُه دستورا ً‬ ‫َ‬
‫بالسوء‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫تنسوا َّ‬
‫نفسه يسعى‬ ‫يحب َ‬ ‫ُّ‬ ‫وأن من‬ ‫عدو لإلنسا ِن هو ُ‬
‫نفس ُه األمَّارةُ‬ ‫أخطر ٍّ‬‫َ‬ ‫أن‬ ‫ومع اآلخرين‪ ،‬وال َ‬
‫قادر على اإلحسا ِن للنَّاس‪.‬‬ ‫يحسن إليها ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ويحب البشري َّة جمعاء‪ ،‬ومن‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫إلصالحها‪،‬‬

‫الشعاع السماويِّ الذي هو أه ُّم زا ٍد في الوجود‪ ،‬وأفض ُل سالح‬ ‫ِ‬ ‫للحب‪ ،‬هذا‬
‫ِّ‬ ‫افتحوا قلوبَ ُكم‬
‫ِ‬
‫العطاء‪،‬‬ ‫ويغذيكم بالتفاؤ ِل ويحثُّكم على‬ ‫ِّ‬ ‫يزودكم باإليما ِن‬
‫فالحب فضيلة ٌ ِّ‬
‫ُّ‬ ‫ت الزمان؛‬‫يحميكم من عاديا ِ‬
‫تصدقوا َّ‬
‫أن السعاد َة كامنة ٌ في األخ ِذ واالستئثار؛ ألنّها كامنة ٌ دائماً وأبدا ً في العطاء‪.‬‬ ‫وإي َّاكم أن ِّ‬

‫وقت‬‫َ‬ ‫ت األكبا ِد فإنَّها نفحة ٌ إلهيَّة ٌ خالدة‪ ،‬على عكس األجسا ِد الفانيَ ِة‪ ،‬تنفص ُل عنها‬ ‫الروح يا ِفلْذا ِ‬
‫ُ‬ ‫أمَّا‬
‫بتغذية‬‫ِ‬ ‫األرواح‪ ،‬لذا أدعوكُم إلى االهتمام ِ‬ ‫ِ‬ ‫سر‬
‫تكشف َّ‬
‫َ‬ ‫ت العلوم ُ فلن تستطي َع أن‬ ‫ت‪ ،‬ومهما َّ‬
‫تقدم ِ‬ ‫المما ِ‬
‫ينبع‬ ‫َّ‬ ‫ب الطعامَ‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وغذاؤها ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب الغذاءَ‪،‬‬
‫ع وتتطل ُ‬ ‫حنا تجو ُ‬ ‫فإن أروا َ‬ ‫ع أجسامُنا وتتطل ُ‬ ‫أجسامكم‪ ،‬فكما تجو ُ‬
‫واالستمتاع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصداقة‪،‬‬ ‫س‪ ،‬وتقديس‬ ‫وإشاعة الوئامِ‪ ،‬ومن محب َِّة النا ِ‬ ‫ِ‬ ‫الح‪،‬‬
‫ب‪ ،‬والعم ِل الصَّ ِ‬ ‫من الكالم ِ الطيِّ ِ‬
‫داخلي‪،‬‬ ‫وبفرح‬
‫ٍ‬ ‫ونشعر باالطمئنان‪،‬‬ ‫سرائرنا‬ ‫والطبيعة‪ ،‬عندئ ٍذ تصفو‬ ‫ِ‬ ‫بالجما ِل والموسيقا‪ ،‬والعلم ِ والف ِّن‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫خلق عبثاً‪ ،‬إنّما خُلقنا لنؤدِّ َ‬‫واعلموا أخيرا ً أنّنا لم ن ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫س‪ ،‬وقد نسمِّيه السعاد َة‪،‬‬ ‫قد نسمِّيه الرضا عن النف ِ‬
‫ض هي‬ ‫رحلتنا العابر ِة إلى األر ِ‬ ‫حن في ِ‬ ‫وأن الحيا َة ال تدوم ُ على حال‪ ،‬كما َّ‬
‫أن ِ‬ ‫حياتنا‪َّ ،‬‬
‫رسالةَ نو ٍر من ِ‬
‫الم َ‬
‫والشجاعة فنغلبها‪ ،‬وإمَّا أن نفق َد قوانا وأعصابنا‬ ‫ِ‬ ‫لقدرتنا على اجتيا ِزها‪ ،‬فإمَّا أن نتزوَّ دَ بالصَّ ب ِر‬ ‫ِ‬ ‫امتحا ٌن‬
‫مستقبل ُكم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عليكم وعلى‬ ‫ُ‬ ‫القلقين‬
‫َ‬ ‫فتهزمنا‪ ،‬وتقضي علينا! إنّي واحدةٌ من ماليي ِن اآلباء واألجداد‬

‫‪143‬‬
‫مشروعات مقترحة‬
‫النفسي في النقد األدبي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اإلبداعي‪ ،‬واختر قصيدة له‪ ،‬وادرسها وفق المنهج‬
‫ّ‬ ‫ *عد إلى ديوان أحد شعراء المذهب‬
‫وق ّدمها أمام زمالئك‪.‬‬
‫االجتماعي في النقد‬
‫ّ‬ ‫ *عد إلى ديوان أحد شعراء المذهب الواقعي واختر قصيدة له‪ ،‬وادرسها وفق المنهج‬
‫األدبي‪ ،‬وق ّدمها أمام زمالئك‪.‬‬
‫السوري" مستعيناً بنماذج من األعمال األدبيّة المناسبة لموضوعك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ * َّ‬
‫أعد بحثاً بعنوان "القيم الوطنيّة في األدب‬
‫ *تعاون مع زمالئك على إعداد مجلّة مدرسيّة بعنوان (أدب المقاومة الفلسطينيّة)‪.‬‬
‫االجتماعي بعنوان (أعمال خالدة)‬
‫ّ‬ ‫ *تعاون مع زمالئك على إنشاء صفحة إلكترونية على أحد مواقع التواصل‬
‫تناقش فيها أعالم األدب في سورية‪ ،‬شارحاً القيمة األدبيّة ألعمالهم‪.‬‬
‫ *تعاون مع زمالئك على إجراء مناظرة حول أدب االغتراب بين الماضي والحاضر‪.‬‬
‫ثم ق ّدموها أمام زمالئكم وإدارة مدرستكم‪.‬‬ ‫ *تعاون مع زمالئك على تلحين بعض قصائد الكتاب‪ّ ،‬‬
‫ثم ق ّدموها أمام زمالئكم وإدارة‬
‫ *تعاون مع زمالئك على تحويل بعض قصائد الكتاب إلى مشاهد مسرحية‪ّ ،‬‬
‫مدرستكم‪.‬‬
‫ *اختر رواية ألحد الروائيّين السوريّين‪ ،‬وحلّلها وفق منهج التحليل المتّبع في كتابك المدرسي‪ ،‬واعرضها أمام‬
‫مدرسك وزمالئك‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أعد بحثاً بعنوان "النحو وأثره في المعاني" موظفاً أحد الموضوعات النحويّة إلثبات فرضيّاتك‪ ،‬واعرضه أمام‬ ‫ * َّ‬
‫مدرسك وزمالئك‪.‬‬‫ّ‬
‫ *أع ّد بحثاً حول "األغراض البالغيّة لإلنشاء الطلبي" موظفاً أحد أنواع اإلنشاء الطلبي إلثبات فرضيّاتك‪،‬‬
‫مدرسك وزمالئك‪.‬‬
‫واعرضه أمام ّ‬

‫‪144‬‬
‫إثرائية‬
‫َّ‬ ‫نصوص‬

‫سالمة عبيد‬ ‫غد تزحف الجموع‬


‫في ٍ‬ ‫النص األ ّول‬
‫ّ‬

‫فوزي املعلوف‬ ‫معاناة المغترب‬ ‫النص الثّاين‬


‫ّ‬

‫أديب النحوي‬ ‫فلسطيني‬


‫ّ‬ ‫عرس‬ ‫النص الثّالث‬
‫ّ‬

‫عبد الباسط الصو ّيف‬ ‫صديقتي‬ ‫النص ال ّرابع‬


‫ّ‬

‫حافظ إبراهيم‬ ‫الفقر واإلحسان‬ ‫النص الخامس‬


‫ّ‬

‫‪145‬‬
‫غد تزحف الجموع‬
‫في ٍ‬ ‫‪1‬‬
‫سالمة عبيد*‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫وأنـــــاشـــــيـــــدُ عــــــــــ ّز ٍة وحــــــــدا ُء‬ ‫َ‬


‫أرشق الــفــجــ ُر فــــالــــدّ روب ضــيــا ُء‬ ‫‪1‬‬
‫حـــــــــــدو ٍد رهـــــيـــــبـــــ ٍة نـــــكـــــرا ُء‬ ‫ــــت مـــع الـــقـــيـــو ِد أســـاطـــ ُر‬
‫‪ 2‬وتــــاشَ ْ‬
‫وبـــــه مــــن ســـنـــا الـــــرجـــــا ِء ســـنـــا ُء‬ ‫الـــضـــحـــوك طليقاً‬
‫ُ‬ ‫‪ ٣‬وتـــهـــادى الـــغـــدُ‬
‫يـــــا روايب وهـــــلّـــــي يـــــا ســـــا ُء‬ ‫‪ ٤‬إنّــــهــــا فــــرحــــ ُة الـــحـــيـــا ِة فــمــيــدي‬
‫وإنّـــــــــــا يف أرضــــــنــــــا طـــلـــقـــا ُء‬ ‫‪ ٥‬وتـــغـــ ّنـــي بـــأ ّمـــتـــي إنّــــهــــا عــــادت‬

‫رساب دروبـــــــكُـــــــم وشــــقــــا ُء‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ٦‬أيُّـــهـــا الــتــائــهــون يف َمـــ ْهـــ َمـــ ِه األمـــس‬
‫ومــــاســــت جـــنـــانُـــهـــا الــــخــــرا ُء‬ ‫أزهـــــرت واحــــ ُة الــعــروبــ ِة وافــــ َّر ْت‬
‫ْ‬ ‫‪٧‬‬
‫وتـــــرامـــــت يف ربـــعـــهـــا األفــــيــــا ُء‬ ‫ُ‬
‫الــــجــــداول ســكــرى‬ ‫ـــت فــيــهــا‬
‫‪ ٨‬وتـــثـــ ّن ْ‬
‫ْـــــــق‪ ،‬مــــــشــــــ ّوق وضّ ـــــــــا ُء‬
‫ٌ‬ ‫طـــــــل‬ ‫‪ ٩‬أقــبــلــوا أيُّــهــا الــحــيــارى فــهــذا الـــدرب‬
‫املـــــكـــــارم الـــعـــلـــيـــا ُء‬
‫ِ‬ ‫مــــن عـــبـــر‬ ‫درب تـــوحـــيـــد أ ّمــــــــ ٍة جــبــلــتــهــا‬
‫ُ‬ ‫‪١٠‬‬
‫بـــيـــديـــهـــا مـــــا هـــــــدَّ م األعـــــــــدا ُء‬ ‫‪ ١١‬يف غــــ ٍد تـــزحـــف الـــجـــمـــو ُع لتبني‬

‫تــوف فيهــا‪ ،‬وبــن امليــاد والرحيــل عــاش يف نجــد‪ ،‬ولبنــان‪ ،‬ومــر‪ ،‬والصــن‪.‬‬ ‫ســوري‪ُ :‬ولِــ َد يف مدينــة الســويداء (جنــويب ســورية) و ّ‬
‫ّ‬ ‫*  شــاعر‬
‫نشــأ الجئًــا مــع أهلــه إىل صحــراء نجــد (الســعودية)‪ ،‬وحصــل عــى الثانويــة العامــة مــن لبنــان‪ ،‬ثــم تخــرج يف قســم التاريــخ بالجامعــة األمريكيــة‬
‫مدرســا يف ســورية‪ ،‬ثــم عــاد إليهــا بعــد حصولــه عــى املاجســتري ليعمــل مديــ ًرا‬
‫يف بــروت‪ ،‬وحصــل عــى املاجســتري يف التاريــخ (‪ .)1953‬عمــل ً‬
‫للرتبيــة يف الســويداء‪ ،‬ويف (‪ )1972‬ذهــب إىل الصــن ليــد ّرس اللغــة العربيــة يف جامعــة بكّــن حتــى عــام ‪ .1984‬وكان عضــ ًوا يف جمعيــة الشــعر‬
‫باتحــاد الكتــاب العــرب بدمشــق‪ .‬لــه ديــوان شــعر بعنــوان "لهيــب وطــن" ومرسح ّيــة شــعريّة بعنــوان "الريمــوك"‪ ،‬إضافــة إىل كتــاب يف أدب‬
‫الرحــات‪ ،‬بعنــوان‪« :‬الــرق األحمــر» وروايــة‪« :‬أبــو صابــر الثائــر املنــي مرتــن»‪ ،‬وترجــم «مختــارات مــن الشــعر الصينــي القديــم»‪ .‬وتعــد‬
‫تجربتــه الشــعرية ذات امتــداد‪ ،‬إذ عــارص تحــوالت مهمــة يف القصيــدة العربيــة‪ .‬نظــم املــوزون املوحــد القافيــة‪ ،‬واملــوزون املتعــدد القــوايف‪،‬‬
‫وقصيــدة التفعيلــة‪ ،‬وتطلــع إىل الدرامــا الشــعرية‪ .‬أمــا املســتوى الثابــت يف قصائــده فامثــل يف فصاحــة العبــارة ونقــاء املوقــف القومــي والوطنــي‪،‬‬
‫مــن ثــم يعــد ديوانــه ســجالً ألهــم األحــداث التــي عارصهــا‪ ،‬كــا يــدل بنــاء القصيــدة عنــده عــى انعــكاس ألهــم تطــورات الشــكل يف عــره‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫‪٢‬‬ ‫معاناة المغترب‬
‫فوزي المعلوف*‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫الـــــوردي يغريه باملنى تعليال‬
‫ّ‬ ‫غمرته األحالم بـــــالــــشـــفق‬
‫وتالشــــت حلــامً فحــلامً إِىل َ‬
‫الالشء متــيش به قلــيالً قليــــال‬
‫هو يف ميـــعة الشبــاب ولو حدَّ ْق َت فيه أبرصت شيخاً هزيــــال‬
‫بقــــوام كأنَّ قاصمة الظّــه ِر أناخت علــــيه حمــــالً ثقيــــال‬
‫ٍ‬
‫وجبني ألقــت علــيه شجــون الـ َّنفس ظالًّ من العبوس ظليــــال‬
‫ـم إِالّ عندمــا يستعيد حلامً جميــــال‬ ‫فهو ال يعــــرف التبـــس ُّـ َ‬
‫واليــــأس يحــايك بثين ًة وجميــــال‬
‫ُ‬ ‫ألــف اليــــأس قلــبه فهو‬ ‫َ‬
‫اليــــأس صــدَّ عنــه قليال ًراح يبــــيك عىل نوا ُه طويــــال‬
‫ُ‬ ‫وإذا‬
‫فعــلـيل أىت يعــــو ُد عــــليال‬
‫ٌ‬ ‫ــــسيم مــ َّر علــيه‬
‫ُ‬ ‫وإذا مــــا ال ّن‬
‫ضل السبيال‬ ‫ِ‬
‫الـطـرف شـار َد الفك ِر يحكـي ُمدلَجاً يف الظالم َّ‬ ‫حائ َر‬
‫تـاه فـي عـالــم الـخيال فضاعت نفسهُ و هي تنشُ د املستحيال‬

‫*  فوزي بن عيىس إسكندر املعلوف (‪ :)1930 -1899‬شاعر لبنا ّين‪ ،‬ولد يف زحلة‪ ،‬وأتقن الفرنس ّية كالعرب ّية‪ّ ،‬‬
‫عي مديرا ً ملدرسة املعلّمني بدمشق‪ ،‬فأمني ّ‬
‫رس‬
‫‪147‬‬ ‫الطب فيها‪ ،‬وسافر إىل الربازيل (‪ ،)1921‬فنرش فيها قصائده‪ ،‬ومنها (سقوط غرناطة)‪ ،‬وتأ ّوهات الحب) و أخريا ً (عىل بساط الريح)‪.‬‬ ‫لعميد مدرسة ّ‬
‫عرس فلسطيني‬ ‫‪٣‬‬
‫أديب النحوي*‬

‫السوري‬
‫ّ‬ ‫ت ُع ُّد رواية "عرس فلسطيني" ألديب النحوي عمال ً أدبيّاً إبداعيّاً يعكس عمق ارتباط الكاتب‬
‫الفلسطيني الذي اُغتُصبت أرضه وطُرد‬
‫ّ‬ ‫بالقضيّة الفلسطينيّة؛ إذ أظهرت مدى تأثّره بمعاناة اإلنسان‬
‫مصورة الذات الشعبيّة‬‫ّ‬ ‫مشردا ً في مخيّمات اللجوء‪ ،‬ووثّقت انطالقة مسيرة الكفاح المسلّح‪،‬‬
‫من بيته ّ‬
‫وحق المقهورين‬
‫ّ‬ ‫مرسخة فكر المقاومة‬
‫الفلسطينيّة وهي تتجاوز المحن التي عصفت بها خالل النكبة‪ّ ،‬‬
‫في استرداد أرضهم المسلوبة انطالقاً من مبدأ أ ّن التشبث بمهد الطفولة يضمن بقاء اإلنسان عزيزا ً‬
‫كريماً‪ ،‬وأ ّن متابعة مسيرة النضال والمقاومة إنّما هي العرس الحقيقي للفلسطينيّين جميعاً‪.‬‬
‫ •املنت الحكايئ‪:‬‬
‫البصة الذي يط ّل على‬
‫المشردين من جبل ّ‬
‫ّ‬ ‫تدور أحداث الرواية في مخيّم الالجئين الفلسطينيّين‬
‫البحر‪ ،‬وينحدر إلى وا ٍد ممتلئ بالعشب األخضر‪.‬‬

‫وبعد عشرين عاماً من القهر في مخيّم اللجوء يجتمع ّ‬


‫البصاويون استعدادا ً لعرس (فهد) ذي‬
‫الثالثة والعشرين ربيعاً‪ ،‬وكون العادات والتقاليد تتطلّب االستئذان من والد العروس كي يسمح‬
‫أصر (فهد) ووالده (نمر) أن يكون العرس فلسطينيّاً ال يُسقط من تقاليده‬
‫البنته بمغادرة منزله‪ّ ،‬‬
‫البصة‪.‬‬
‫فقرر فهد في يوم عرسه الذهاب بصحبة رفاقه إلى قبر والد خطيبته (فاطمة) عند جبل ّ‬
‫شيء‪ّ ،‬‬
‫عمة فاطمة أن يجلب البندقيّة المدفونة بجوار قبر أبي فاطمة كدليل على الموافقة‪.‬‬
‫بعد أن أوصته ّ‬
‫وفي أثناء ذلك نُصب في الساحة عمودان علّقت عليهما ثالث وعشرون لمبة بعدد سنوات عمر‬
‫فهد وكأ ّن عرسه عيد ميالده‪ ،‬وفي أعلى أحدهما لمبة كبيرة تضيء علم فلسطين وخريطتها‪.‬‬

‫عمة فاطمة انطلقت النسوة أيضا إلى قبر والدة فاطمة الستئذانها بالموافقة على‬ ‫ومن بيت ّ‬
‫فاستحضر َن حادثة موت هذه األم ّ العظيمة وهي تنقذ ابنتها (فاطمة) من السقوط في هاوية‬
‫ْ‬ ‫العرس‪،‬‬
‫الجبل بعد أن جرفها السيل نتيجة الطوفان الذي قتل عددا ً من أطفال المخيّم‪ ،‬فقلن إ ّن الرجال قد‬
‫تصر على التمسك بثوب ابنتها‪ ،‬بينما يدها األخرى مغروسة‬ ‫شاهدوها تم ّد يدها بين صخرتين و ّ‬
‫ســوري‪ ،‬ولــد يف حلــب عــام (‪1926‬م)‪ ،‬ودرس فيهــا‪ ،‬وحصــل عــى إجــازة يف الحقــوق مــن الجامعــة الســوريّة عــام‬ ‫ّ‬ ‫*  أديــب النحــوي‪ :‬أديــب‬
‫القصــة والروايــة)‪ ،‬ومنحتــه بلديّــة‬
‫ّ‬ ‫ــة‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫(جمع‬ ‫العــرب‬ ‫ــاب‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫الك‬ ‫ّحــاد‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫عضــو‬ ‫كان‬ ‫الدفــاع‪،‬‬ ‫ارة‬‫ز‬‫لــو‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫مستشــا‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ثــ‬ ‫ً‪،‬‬ ‫ا‬ ‫محاميــ‬ ‫(‪1951‬م)‪ ،‬ثــ ّم عمــل‬
‫حلــب جائزتهــا األدبيّــة األوىل عــام (‪1982‬م)‪ ،‬لــه مجموعــات قصصيّــة‪ ،‬هــي‪( :‬كأس ومصبــاح) و (مــن دم القلــب) و(حتّــى يبقــى العشــب أخــر)‬
‫الحــب) و(مقصــد العــايص)‪ ،‬و(ســاح األعــزل)‪ ،‬و(كلمــة ذوي الشــهيد)‪ .‬ولــه مجموعــة روايــات‪ ،‬هــي‪( :‬متــى‬ ‫ّ‬ ‫و (حكايــا للحــزن) و(قــد يكــون‬
‫يعــود املطــر) ‪ ،‬و(جومبــي)‪ ،‬و(تــاج اللؤلــؤ)‪ ،‬و(ســام عــى الغائبــن) و(آخــر مــن شــ ّبه لهــم)‪ ،‬والروايــة التــي بــن أيدينــا (عــرس فلســطيني)‪.‬‬
‫وقــد جمعــت وزارة الثقافــة يف عــام (‪2003‬م) أعاملــه الكاملــة يف طبعتهــا األوىل وقــام بإعدادهــا وتحريرهــا وتقدميهــا الدكتــور نضــال الصالــح‪.‬‬ ‫‪148‬‬
‫في الطين حتّى الرسغ وهي تنزف دماً‪ ،‬وكأنّها صخرة ثالثة‪ ،‬وروى الرجال أنّهم لم يتم ّكنوا من‬
‫فكّ تلك القبضة عن ذلك الثوب إال ّ بس ّكين بعد أن حملوا جثّمان هذه األم ّ الرائعة‪.‬‬

‫وبعد ذلك االستحضار لتلك الحادثة المؤلمة عادت النسوة إلى الساحة إلتمام مراسم العرس‪،‬‬
‫فسمع الجميع أصوات مئات الطلقات عند قدوم موكب العريس‪ ،‬فأدركت فاطمة أ ّن حدثاً جلال ً‬
‫قد حصل‪ ،‬أل ّن فهدا ً اليقبل أن تطلق طلقة واحدة في األعراس‪ ،‬وهذا ما جعلها تركض لمالقاة‬
‫الموكب الذي يحمل نعش حبيبها (فهد) الذي استشهد في أثناء مقاومته للصهاينة عند جبل‬
‫فأصر أبوفهد على إتمام العرس‪ ،‬كون ك ّل ترتيبات العرس قد تح ّققت حتّى اإلذن بالزواج‬
‫ّ‬ ‫البصة‪،‬‬
‫ّ‬
‫(إحضار فهد بندقيّة والد فاطمة) قبل استشهاده فزفّت فاطمة إلى جانب نعش فهد‪ ،‬وأخذت تطلق‬
‫الرصاصات "بمهارة كبيرة" على اللمبات واحدة تلو األخرى ليزداد ضوء اللمبة الكبيرة كلّما‬
‫واستمر العرس معلناً‬
‫ّ‬ ‫انفجرت لمبة صغيرة لتبدو وكأنّها الشمس التي ستشرق يوماً من جبل ّ‬
‫البصة‪،‬‬
‫بداية أعراس الفلسطينيّين المقاومين‪.‬‬

‫يصور اللحظات األخيرة من عرس فهد الفصل األخير (‪:)30‬‬


‫وهذا المقتطف ّ‬
‫أهال ً وسهال ً بكم يا ضيوفنا األكارم‪ ،‬ال تؤاخذوا أبا الفهد بما فعل؛ فإذا أنّه لم يحتفل بعرس فهد‪،‬‬
‫في ليلة عودة فهد إلى جبّانة المخيّم‪ ،‬فمتى يحيي ك ّل حياته الباقية له‪.‬‬

‫الحق معه وهو رجل عجوز؛ عجوز بالعمر‪ .‬خمسون سنة‪ .‬نعم‪ ،‬لكن بالعذاب عجوز‬
‫ّ‬ ‫أي حفلة؟‬
‫ّ‬
‫عمره ألف سنة‪.‬‬

‫أهال ً وسهال ً بكم‪.‬‬

‫وتم السرور‪.‬‬
‫فبحضوركم اكتملت أفراحنا‪ّ ،‬‬
‫شيلوا معنا نعش فهد وامشوا بنا‪.‬‬

‫هاهنا في منتصف الساحة فارفعوا النعش فوق هذا التخت‪.‬‬

‫وتعالي يا فاطمة إلى جانب فهد ليزفّك المطرب إلى عريسك‪.‬‬

‫وأنت يا مطرب األفراح‪ ،‬غ ِّن لنا‪ ،‬بينما النسوان تزغرد‪ ،‬والعريس مقبل على عروسه‪ ،‬والزفّة قد‬
‫‪149‬‬ ‫ابتدأت‪.‬‬
‫غ ِّن لنا‪ :‬إ ّن الحسن قد التقى الحسن‪.‬‬

‫فما أحالك‪ ،‬كلّما تسأل‪ ،‬وك ّفك ملتصق بخدّك‪ ،‬باآله‪ّ :‬‬
‫أي حسن أحسن؟‬

‫غ ِّن لنا‪ :‬إ ّن يد أم ّ فاطمة وهي ممسكة برايتنا‪ ،‬قد عبرت ظالم الوادي إلى ّ‬
‫قمة الجبل‪.‬‬

‫آه فمن يستطيع أن يسقط رايتنا بعد اليوم‪ ،‬من هناك؟‬

‫غ ِّن لنا‪ :‬إنّنا ظللنا نمشي في األرض‪ ،‬عشرين سنة‪ ،‬ونحفر‪ ،‬حتّى وجدنا العالمة‪ :‬بارودة يموت جنبها‬
‫صرته الفشك‪ ،‬قبل أن يموت‪.‬‬ ‫المقاتل وأغلى من ك ّل مباهج الدنيا وراءه‪ ،‬أن ال ينفد من ّ‬
‫آه‪ :‬فمن يستطيع بعد اليوم أن يحجب عن أعيننا الطريق‪ ،‬وقد رفع فهد على بدايته‪ ،‬لنا‪ ،‬عالمة؟‬

‫يا مطرب األفراح‪.‬‬

‫غ ِّن لنا‪ :‬وقد حان وقت أن تمسك اليد باليد‪.‬‬

‫غ ِّن لنا‪ :‬إ ّن فاطمة قد أمسكت بالبندقيّة‪ ،‬هديّة في ليلة عرسها‪ ،‬من عند حبيبها فهد‪.‬‬

‫آه فمن يستطيع بعد اليوم أن يفكّ أصابعها‪ ،‬عن البندقيّة؟‬

‫غ ِّن‪ ..‬واطربنا‪ ..‬وال تتوقّف‪..‬‬

‫نزوج بناتنا ألوالدنا في ليالي أعراسنا‪.‬‬


‫فهكذا نحن اليوم‪ّ ،‬‬

‫نعم‪ ،‬هكذا‪.‬‬

‫فأطربنا‪ ..‬وال تتوقّف‬

‫يا مطرب األفراح‪ ،‬يا طيّب‪.‬‬

‫ليست جنازة ما ترى‪  .‬ال‪.‬‬

‫وإنّما هو عرس فلسطيني‪.‬‬


‫انتهى‬
‫‪150‬‬
‫‪٤‬‬ ‫صديقتي‬
‫عبد الباسط الصوفي*‬

‫…‪…١‬‬
‫بريق‬‫يبق‪ ،‬يف عيوننا‪ْ ،‬‬ ‫صديقتي‪ :‬ملْ َ‬
‫عميق‬ ‫ف ْ‬ ‫يبق‪ ،‬يف ضلوعنا‪ ،‬تَلَ ّه ٌ‬ ‫ملْ َ‬
‫بعض الجمرِ‪ ،‬يف أعامقنا‬ ‫ماز َال ُ‬
‫يف دمنا‪ ،‬يف نبض ِة الوريدْ‬
‫األرض ميال ُد الحيا ِة‬ ‫قلب هذي ِ‬ ‫يف ِ‬
‫للشّ موخِ‪ ،‬للمدى البعيدْ‬
‫األبيض‪ ،‬لإليقاعِ‪ ،‬لإلنسانِ‬ ‫ِ‬ ‫للفرحِ‬
‫ميألُ ال ُّذرا‪ ،‬سعيدْ‬
‫بريق‬ ‫صديقتي‪ :‬ما زال‪ ،‬يف عيوننا‪ْ ،‬‬
‫عميق‬
‫ف ْ‬ ‫مازال‪ ،‬يف ضلوعنا‪ ،‬تَلَ ّه ٌ‬
‫الطريق‬
‫ْ‬ ‫فرتقص‬
‫ْ‬ ‫فلنمض يف طريقنا‬ ‫ِ‬
‫بيــــــع‪ ،‬يف دروبنا‬ ‫ُ‬ ‫ينهض الـ ّر‬ ‫قدْ ُ‬
‫العبق‬
‫الدروب‪ ،‬ط ّي َب ْ‬ ‫ُ‬ ‫رش‬
‫تنت ُ‬
‫تسقط ال ّنجو ُم‪ ،‬يف ساللنا‬ ‫ُ‬ ‫قدْ‬
‫فق‬
‫رص الشّ ْ‬ ‫الغيم‪ ،‬ونع ُ‬ ‫ونجمع َ‬ ‫ُ‬
‫تكشف البحا ُر‪ ،‬عن كنوزها‬ ‫ُ‬ ‫قدْ‬
‫األلق‬
‫اعش ْ‬ ‫عن مجدها الدّ فنيِ‪ ،‬ر َ‬
‫ونغسل الغسق‬ ‫ُ‬ ‫الليل‪،‬‬
‫فنهد ُم َ‬

‫…‪…٢‬‬
‫يفيق‬
‫بيع‪ ،‬قدْ ْ‬ ‫ينهض ال ّر ُ‬
‫صديقتي‪ :‬قدْ ُ‬
‫غريق‬
‫بح‪ ،‬عىل ش ّباكنــــا‪ْ ،‬‬ ‫الص ُ‬
‫ويرمتي ّ‬
‫وريق‬
‫ويسرتيح ظلُّنا‪ُ ،‬م ْب َتداً‪ْ ،‬‬
‫ُ‬
‫كل الحدو ِد‪ ،‬عاملاً ْ‬
‫طليق‬ ‫قدْ متَّحي ُّ‬
‫فيق‬
‫اللحظات يف حبورِها الدّ ْ‬
‫ُ‬ ‫وتركض‬
‫ُ‬

‫*   ُولِــ َد عبــد الباســط الصــو ّيف عــام ‪ 1931‬يف مدينــة حمــص‪ ،‬و تعلّــم يف مدارســها‪ ،‬ثــ ّم عمــل ُمعلِّــاً‪ ،‬ثــ ّم ُمد ِّرســاً للّغــة العربيّــة يف‬
‫ريفهــا‪ .‬ثــ ّم انتســب عــام ‪ 1952‬إىل جامعــة دمشــق ونــال اإلجــازة يف اآلداب عــام ‪ .1956‬وعمــل مذيعــاً يف اإلذاعــة الســوريّة و ُمرشِفــاً‬
‫عــى القســم األد ّيب‪ ،‬وتابــع مهنتــه التدريســ ّية يف ثانويّــات ديــر الــزور وحمــص‪ .‬صــدر لــه ديــوان (أبيــات ريف ّيــة عــام‪ )1961‬عــن‬
‫‪151‬‬ ‫دار اآلداب يف بــروت‪ .‬وأصــدرت وزارة الثّقافــة كتــاب (آثــار عبــد الباســط الصــو ّيف الشّ ــعريّة وال ّنرثيّــة) للدكتــور إبراهيــم كيــاين‪.‬‬
‫الفقر واإلحسان‬ ‫‪5‬‬
‫حافظ إبراهيم*‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـــــن اإل ِ‬
‫ِذالل‬ ‫تَــنــبــو بِـــحـــا ِمـــلِـــهـــا َع ِ‬ ‫نـــــام َصــنــيـ َعـ ٌة‬
‫ِ‬ ‫الــصــنــائِــعِ يف األَ‬
‫‪ 1‬خَــــ ُر َ‬
‫ِ‬
‫َــــوال‬ ‫ــــــذاك خَــــ ُر ن‬
‫َ‬ ‫مــــا ُء الــــ ُوجــــو ِه َف‬ ‫ـــوال أَىت َولَــــم ُيــهــ َرق لَــهُ‬
‫‪َ 2‬وإِذا الـــ َن ُ‬
‫َوهــــ َو الـــ َجـــوا ُد ُيـــ َعـــدُّ يف الــ ُبــخ ِ‬
‫ّــال‬ ‫ـــؤال َفــإِنَّــهُ‬ ‫‪َ ٣‬مـــن جـــا َد ِمـــن َبــعــ ِد ُ‬
‫الـــس ِ‬
‫ِ‬
‫حــــــوال‬‫ـــئ األَ‬
‫ــــم الـــ َوجـــيـــ َعـــ ِة َســـ ِّي ِ‬
‫َج ِّ‬ ‫ــــــــم َفـــكَـــم ِمــــن بــا ِئ ٍ‬
‫ــس‬ ‫ُ‬ ‫‪ِ ٤‬لـــلَّـــ ِه َد ُّر ُه‬
‫ِ‬
‫قــــــال‬ ‫ــــقــــم إِىل إِ‬
‫ٍ‬ ‫ـــــــري إِىل ُس‬‫ٍ‬ ‫ُع‬ ‫‪ ٥‬تَــرمــي بِــــ ِه الــدُ نــيــا َفــ ِمــن جــــو ٍع إِىل‬
‫ــــيــــب خــايل‬
‫ٌ‬ ‫َـــفـــس ُمـــــ َر َّو َعـــــ ٌة َو َج‬
‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ــــلــــب واجِ ٌ‬
‫ـــــف‬ ‫ٌ‬ ‫ـــســـ َّهـــدَ ٌة َو َق‬
‫‪َ ٦‬عـــــ ٌن ُم َ‬
‫ِ‬
‫ــربــال‬ ‫ــل ِمـــن ِغ‬ ‫َــلــف الـــخُـــروقِ يُ ِ‬
‫ــط ُّ‬ ‫خ َ‬ ‫ـــل جِ ــســ ِمــ ِه يف ثَـــوبِـــ ِه‬ ‫‪َ ٧‬فــــكَــــأَنَّ نـــا ِح َ‬
‫ِ‬
‫وجــــــال‬‫َســـهِـــروا ِمــــ َن األَوجــــــا ِع َواألَ‬ ‫‪ ٨‬لِـــلَّـــ ِه َد ُّر الـــســـا ِهـــريـــ َن َعــــى األُىل‬
‫ِ‬
‫ِمـــحـــال‬ ‫َو َربـــيـــعِ أَهــــلِ الـــ ُب ِ‬
‫ـــؤس َواإل‬ ‫ــتــيــم َوكَـــهـــ ِفـــ ِه َو ُحـــاتِـــ ِه‬
‫ِ‬ ‫‪ ٩‬أَهـــــلِ الــ َي‬
‫ِ‬
‫ِهـــــال‬ ‫ال تَـــجـــ َهـــلـــونَ َعــــوا ِق َ‬
‫ــــب اإل‬ ‫ِ‬
‫ــحــات َفــإِنَّــكُــم‬ ‫‪ ١٠‬ال تُــه ـ ِمــلــوا يف الــصــالِ‬
‫لَــــو تَـــعـــلَـــمـــونَ لِـــقـــائِـــلٍ َفـــ ّع ِ‬
‫ـــال‬ ‫‪ 11‬إِ ّن أَرى ُفــــقَــــرا َءكُــــم يف حـــا َجــ ٍة‬
‫ِ‬
‫الـــنـــال‬ ‫ـــبـــق لِـــلـــ َجـــوا ِد‬
‫ٍ‬ ‫َمــــيــــدانُ َس‬ ‫ـي أَمــا َم ـكُــم‬ ‫‪َ 12‬ف ـ َتــســابَــقــوا الـــخ ِ‬
‫َـــرات َفــهـ َ‬

‫*  حافــظ إبراهيــم (‪ :)1932-1870‬شــاعر مـ ّ‬


‫ـري‪ ،‬تـ ّ‬
‫ـوف أبــوه وهــو عــى عتبــة الســنة الرابعــة‪ ،‬التحــق "بال ُكتَّــاب"‪ ،‬ثــم درس يف مــدارس مختلفــة ‪ ،‬ث ـ ّم يف‬
‫الجامــع األحمــدي‪ ،‬ولك ّنــه مل ينتظــم بدروســه‪ ،‬واتضــح ميلــه إىل األدب والشــعر‪ ،‬وأمــى يف حياتــه ال يحملهــا محمــل الجــد‪ ،‬ثـ ّم توجــه إىل املحامــاة‪ ،‬وكانــت‬
‫ال تـزال مهنــة حـ ّرة‪ ،‬ثـ ّم التحــق باملدرســة الحربيــة‪ ،‬وتخــرج فيهــا ســنة ‪ ،1891‬وعـ ّـن يف وزارة الحربيــة ملـدّة ثــاث ســنوات‪ .‬ثــم نقــل إىل وزارة الداخليــة‪،‬‬
‫فأمــى فيهــا عا ًمــا وبعــض عــام‪ ،‬ثــم عــاد إىل الحربيــة‪.‬ويف ســنة ‪ 1911‬عـ ِّـن يف القســم األد ّيب بــدار الكتــب املرصيــة‪ ،‬وبقــي يف هــذه الوظيفة إىل ســنة ‪.1932‬‬ ‫‪152‬‬
‫قواعد اللغة‬

‫النحو‪:‬‬
‫‪١.١‬النداء‪.‬‬

‫المنادى‪ :‬اسم وقع بعد حرف من أحرف النداء‪.‬‬


‫أحرف النداء سبعة‪" :‬أ‪ ،‬أي‪ ،‬يا‪ ،‬آ‪ ،‬أيا‪ ،‬هَيا‪ ،‬وا"‪ ،‬ويستعمل ك ّل منها على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ ‪(-‬أ‪ ،‬أي)‪ :‬تستعمالن لنداء القريب‪.‬‬
‫ ‪(-‬أيا‪ ،‬هَيا‪ ،‬آ)‪ :‬للمنادى البعيد‪.‬‬
‫ ‪(-‬يا)‪ :‬لك ّل منادى‪.‬‬
‫ ‪(-‬وا)‪ :‬للندبة‪.‬‬
‫يأتي المنادى منصوباً لفظاً إذا كان‪:‬‬
‫ ‪-‬نكرة غير مقصودة‪ ،‬نحو (يا قارئاً تعلَّ ْم)‪.‬‬
‫ب)‪.‬‬‫ئ الكتا ِ‬ ‫ ‪-‬مضافاً‪ ،‬نحو(يا قار َ‬
‫ ‪-‬شبيهاً بالمضاف‪ ،‬نحو (يا قارئاً كتاباً)‪.‬‬
‫وينصب محال ً إذا كان‪:‬‬
‫زهير)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬مفردا ً معرفة‪ ،‬نحو (يا‬
‫ ‪-‬نكرة مقصودة‪ ،‬نحو (يا رج ُل)‪.‬‬
‫ضمة أو ألف أو واو‪ ،‬نحو (يامعل ّ ُم‪ ،‬يا معلّمان‪ ،‬يا معلّمون)‪.‬‬ ‫يبنى المنادى على ما يرفع به من ّ‬

‫‪153‬‬
‫‪٢.٢‬أسلوب التع ّجب‪:‬‬

‫جب‪ :‬هو انفعال داخل النفس عند الشعور بأمر لوجود صفة بارزة فيه حسناً أو قبحاً‪ ،‬وله‬ ‫التع ّ‬
‫نوعان‪:‬‬
‫سماعي‪ ،‬نحو‪ :‬سبحان اژ‪ ،‬ژ ّ‬
‫دره‪ ،‬يا لَكَ من مُج ٍّد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األول‬
‫ ‪ّ -‬‬
‫ ‪-‬أمّا النوع الثاني قياسي‪ ،‬ولهذا النوع صيغتان‪ :‬ما أفعلَه‪ِ ،‬‬
‫أفع ْل به‪.‬‬
‫ّ‬
‫جب من الفعل مباشرة إذا توفّرت فيه شروط سبعة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ويمكن صوغ أسلوب التع ّ‬
‫ثالثي‪.‬‬
‫ ‪ّ -‬‬
‫ ‪-‬تامّ‪.‬‬
‫ ‪-‬مثبت‪.‬‬
‫متصرف‪.‬‬‫ ‪ّ -‬‬
‫مبني للمعلوم‪.‬‬
‫ ‪ّ -‬‬
‫ ‪-‬ليست الصفة منه على وزن أفعل‪.‬‬
‫ ‪-‬قابل للتفاوت‪.‬‬
‫فإذا خالف الفعل شرطاً من الشروط السابقة وجب االستعانة بصيغة مساعدة تناسب المعنى الذي‬
‫جب‪ ،‬نحو‪ :‬ما أشدّ‪.‬‬ ‫يؤدّيه التع ّ‬
‫المؤول‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المبني للمجهول باستعمال المصدر‬‫ّ‬ ‫المنفي أو‬
‫ّ‬ ‫ب من‬
‫ويكون التعج ّ‬

‫‪154‬‬
‫‪٣.٣‬الجمل وإعرابها‪:‬‬

‫الجمل التي لها مح ّل من اإلعراب‪:‬‬


‫الجملة الواقعة خبراً‪ :‬في مح ّل رفع خبر للمبتدأ‪ ،‬أو للحرف المشبّه بالفعل‪ ،‬أو في مح ّل نصب‬
‫خبر للفعل الناقص‪.‬‬
‫جر (وفق المنعوت)‪ ،‬ويشترط أن يسبقها‬ ‫الجملة الواقعة نعتاً‪ :‬تكون في مح ّل رفع أو نصب أو ّ‬
‫موصوف نكرة‪.‬‬
‫الجملة الواقعة مفعوال ً به‪ ،‬وتكون في مح ّل نص ٍ‬
‫ب بعد‪:‬‬
‫ ‪-‬القول أو مرادفه‪.‬‬
‫فعل يتعدّى إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر‪.‬‬
‫ ‪ٍ -‬‬
‫يسمى (صاحب‬ ‫ّ‬ ‫الجملة الواقعة حاال ً‪ :‬تكون في مح ّل نصب‪ ،‬ويشترط أن يسبقها اسم معرفة‬
‫الحال)‪.‬‬
‫الجملة الواقعة مضافاً إليه‪ :‬تكون في مح ّل ّ‬
‫جر‪ ،‬وتأتي بعد الظرف‪ ،‬التي تحمل معنى الظرفيّة‪.‬‬
‫الجملة الواقعة جواباً لشرط جازم مقترن بالفاء‪ ،‬وتكون في مح ّل جزم‪.‬‬
‫الجملة المعطوفة على جملة لها مح ّل من اإلعراب‪ ،‬ويكون لها المح ّل نفسه (رفع أو نصب أو‬
‫جر)‪.‬‬
‫ّ‬
‫الجمل التي ال مح ّل لها من اإلعراب‪:‬‬
‫الجملة االبتدائيّة‪ :‬هي الجملة التي تكون في ابتداء الكالم‪ ،‬أو في أثنائه (وتسمى في هذه الحالة‬
‫استئنافيّة)‪.‬‬
‫الجملة الواقعة جواباً لشرط غير جازم أو شرط جازم غير مقترن بالفاء‪.‬‬
‫(اسمي أو حرفي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الجملة الواقعة صلة موصول‬
‫الجملة االعتراضيّة‪.‬‬
‫الجملة المعطوفة على جملة ال محل لها من اإلعراب‪.‬‬
‫الجملة الواقعة جواباً للقسم‪.‬‬
‫الجملة التفسيريّة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪٤.٤‬االستثناء‪:‬‬

‫االستثناء‪ :‬هو إخراج ما بعد "إال" أو إحدى أخواتها من أدوات االستثناء من حكم ما قبله‪،‬‬
‫يسمى "المستثنى منه"‪.‬‬
‫يسمى "مستثنى" والمخرج منه ّ‬ ‫خرج ّ‬‫ُ‬ ‫والم‬
‫ُ‬
‫ولالستثناء أدوات‪ ،‬منها‪( :‬إال‪ ،‬غير‪ ،‬سوى‪ ،‬خال‪ ،‬عدا‪ ،‬حاشا)‪.‬‬
‫المستثنى قسمان‪ :‬متصل ومنقطع‪.‬‬
‫ ‪-‬أمّا المتّصل فهو ما كان من جنس المستثنى منه‪ ،‬نحو "جاء المسافرون إال سعيداً"‪.‬‬
‫ ‪-‬والمنقطع ما ليس من جنس ما استثني منه‪ ،‬نحو "جاء المسافرون إال أمتعتهم"‪.‬‬
‫أحكام المستثنى‪:‬‬
‫ ‪-‬واجب النصب إذا كان االستثناء تاماً مثبتاً‪.‬‬
‫ ‪-‬جائز النصب على االستثناء أو اإلتباع على البدليّة إذا كان االستثناء تاماً منفياً‪.‬‬
‫ ‪-‬واجب اإلعراب بحسب موقعه إذا كان االستثناء ناقصاً منفياً‪.‬‬
‫ ‪-‬حكم "غير وسوى" في اإلعراب كحكم االسم الواقع بعد "إال" إذا كان االستثناء تامّاً‪،‬‬
‫ويعربان بحسب موقعهما إذا كان االستثناء ناقصاً منفياً‪ ،‬ويعرب االسم بعدهما مضافاً‬
‫إليه‪.‬‬
‫ ‪-‬حكم المستثنى بخال وعدا وحاشا‪:‬‬
‫ضمنت معنى "إال" االستثنائيّة‪ ،‬وحكم المستثنى بها‬ ‫خال وعدا وحاشا‪ :‬أفعال ماضية ّ‬
‫وجره؛‬
‫ّ‬ ‫جواز نصبه‬
‫فالنصب على أنّها أفعال ماضية وما بعدها مفعول به‪.‬‬
‫والجار والمجرور ال متعلّق لهما؛ ألنّها تشبه‬ ‫ّ‬ ‫جر للمستثنى‪،‬‬ ‫والجر على أنّها أحرف ّ‬
‫تجر غير المستثنى‪.‬‬ ‫الجر الزائد؛ ألنّها ال تعدّي الفعل إلى االسم‪ ،‬وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫حرف‬
‫إذا اقترنت بخال وعدا "ما المصدريّة" كانتا فعلين ماضيين‪ ،‬وما بعدهما مفعوال ً به‪ ،‬والمصدر‬
‫المؤول (من ما والفعل عدا أو خال) في مح ّل نصب حال‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪156‬‬
‫‪٥.٥‬املدح والذ ّم‪:‬‬

‫يتألّف أسلوب المدح والذمّ من ثالثة أركان‪ ،‬هي‪ :‬الفعل والفاعل والمخصوص‪.‬‬
‫بالنسبة إلى الفعلين (نعم‪ ،‬بئس)‪:‬‬
‫يأتي فاعل هذين الفعلين‪:‬‬
‫خل ُ ُق الفضيلةُ)‪.‬‬ ‫معرفاً بأل‪ ،‬نحو َ‬
‫(نعم ال ُ‬ ‫ ‪-‬اسماً ّ‬
‫ف بأل‪ ،‬نحو (نعم خُل ُ ُق الرج ِل األمانة)‪.‬‬ ‫معر ٍ‬
‫ ‪-‬أو مضافاً إلى ّ‬
‫ ‪-‬أو ضميرا ً مستترا ً وجوباً مع وجود نكرة منصوبة على التمييز‪ ،‬نحو (بئس خلقاً الخيانةُ)‪.‬‬
‫حب) ففاعل ك ّل منهما اسم اإلشارة (ذا)‪ ،‬نحو (حبّذا األمانة – ال حبّذا‬ ‫(حب‪ ،‬ال َّ‬
‫َّ‬ ‫أما الفعالن‬
‫الكذب)‪.‬‬
‫يعرب المخصوص بالمدح أو الذمّ‪:‬‬
‫ب الجملة التي قبله في محل رفع خبر مقدّم‪.‬‬
‫ُعر ُ‬
‫ ‪(-‬مبتدأ مؤخّر) وت َ‬
‫ ‪-‬ومنهم من يعربه –أي المخصوص– خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أو هي‪.‬‬

‫‪٦.٦‬الحال‪:‬‬

‫منصوب دائماً‪ ،‬يذكر ليبيّن هيئة الفاعل أو المفعول به حين وقوع الفعل‪.‬‬‫ٌ‬ ‫الحال اسم‬
‫ ‪-‬األصل في الحال أن يكون نكرة مشت ّقة‪.‬‬
‫ت باژ وحدَهُ"‪.‬‬ ‫ ‪-‬وقوعها معرفة قليل‪ ،‬نحو "آمن ُ‬
‫بمشتق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬تقع جامدة إذا أمكن تأويلها‬
‫ ‪-‬تأتي الحال جملةً‪ ،‬وعندئذ ال ب ّد من اشتمالها على رابط‪ ،‬والروابط هي‪( :‬الواو‪ ،‬أو‬
‫الضمير‪ ،‬أو الواو والضمير معاً)‪.‬‬
‫ ‪-‬تأتي ظرفاً أو جارا ً ومجروراً‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫‪٧.٧‬املفعول فيه‪:‬‬

‫اسم يذكر لبيان زمن الفعل أو مكانه‪ .‬وك ّل أسماء الزمان صالحة للنصب على الظرفيّة‪ .‬أمّا أسماء‬
‫المكان فال يصلح منها للنصب إال المبهمات كأسماء الجهات والمقادير‪ ،‬نحو "أمام‪ ،‬ميال ً"‪.‬‬
‫"متصرفاً"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬وما يستعمل ظرفاً وغير ظرف من أسماء الزمان والمكان ّ‬
‫يسمى‬
‫يسمى "غير متصرف"‪ ،‬نحو "ق ّ‬
‫ط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الجر بمن)‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬وما يالزم الظرفيّة فقط وشبهها (وهو‬
‫ّ‬
‫عوض‪ ،‬بينا‪ ،‬بينما‪ ،‬قبل‪ ،‬بعد‪ ،‬لدن‪ ،‬عند"‪.‬‬
‫ممّا ينوب عن الظرف‪:‬‬
‫ ‪-‬ما يد ّل على كليّة أو بعضيّة‪ ،‬نحو‪" :‬سرت ك ّل اليوم"‪.‬‬
‫ت طويال ً من الوقت‪.‬‬
‫ ‪-‬أو صفته‪ ،‬نحو‪ :‬وقف ُ‬
‫ت هذا اليومَ"‪.‬‬
‫ ‪-‬أو اسم اإلشارة‪ ،‬نحو‪" :‬مشي ُ‬
‫سافرت ثالثين يوماً"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬أو العدد المميّز بالظرف‪ ،‬نحو"‬

‫‪٨.٨‬عمل اسم الفاعل‪:‬‬

‫المبني للمعلوم‪ ،‬فيرفع فاعال ً إن كان فعله الزماً‪ ،‬وينصب مفعوال ً به‬
‫ّ‬ ‫يعمل اسم الفاعل عمل فعله‬
‫إن كان متعدّياً‪.‬‬
‫يعمل اسم الفاعل من دون شروط إذا كان محلّى بأل‪ .‬أمّا إذا كان نكرة‪:‬‬
‫ ‪-‬فإنه يعمل بشرط أن يد ّل على الحال أو االستقبال‪.‬‬
‫ ‪-‬أن يسبق بنفي أو استفهام‪.‬‬
‫ ‪-‬أن يقع خبراً‪.‬‬
‫ ‪-‬نعتاً‪.‬‬
‫ ‪-‬حاال ً‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫‪٩.٩‬املمنوع من الرصف‪:‬‬

‫هو االسم الذي ال يجوز أن يلحقه تنوين وال كسرة‪.‬‬


‫جره الفتحة عوضاً عن الكسرة‪ ،‬إذا كان‪:‬‬
‫يُمن َ ُع اسم العلم من التنوين‪ ،‬وتكون عالمة ّ‬
‫ ‪-‬مر ّكباً تركيباً مزجيّاً‪ ،‬نحو (حضرموت)‪.‬‬
‫ ‪-‬أو أعجميّاً‪ ،‬نحو (دمشق)‪.‬‬
‫ ‪-‬أومؤنّثاً حقيقة نحو (سعاد)‪.‬‬
‫ ‪-‬أو لفظاً نحو (عنترة)‪.‬‬
‫ ‪-‬أو على وزن الفعل‪ ،‬نحو (يزيد)‪.‬‬
‫ ‪-‬أو مزيدا ً باأللف والنون‪ ،‬نحو (عدنان)‪.‬‬
‫ ‪-‬أو معدوال ً أي منقوال ً إلى وزن (ف ُ َعل) نحو (مُ َ‬
‫ضر)‪.‬‬
‫يُمن َ ُع االسم غير العلم من التنوين إذا كان‪:‬‬
‫ ‪-‬على وزن مفاعل نحو (مصانع) أو مفاعيل نحو (مقادير) أو فعائل (قصائد)‪.‬‬
‫متحركان أو ثالثة أحرف ساكنة الوسط‪،‬‬‫ّ‬ ‫جمع ِه حرفان‬
‫ألف ِ‬
‫ ‪-‬أو ك ّل جمع تكسير بعد ِ‬
‫وتسمى صيغ منتهى الجموع‪.‬‬
‫ّ‬
‫تُمن َ ُع الصفة النكرة‪:‬‬
‫ ‪ -‬على وزن أفعل إذا كان مؤنّثها فعالء نحو (أحمر ‪ -‬حمراء)‪.‬‬
‫ ‪-‬أو على وزن فعالن إذا كان مؤنّثها فَعلى نحو (عطشان ‪ -‬عطشى)‪.‬‬
‫ ‪-‬والصفات المعدولة على وزن ف ُ َعل نحو (أ ُ َ‬
‫خر)‪.‬‬
‫ ‪-‬واألعداد المعدولة على وزن مف َعل و فُعال نحو (مَثنى وثُالث)‪.‬‬
‫يُمن َ ُع من الصرف ك ُّل اسم مختوم بألف التأنيث الممدودة‪ ،‬نحو (صحراء) أو المقصورة‪ ،‬نحو‬
‫(ذكرى)‪.‬‬
‫ف بأل أو أضيف‪.‬‬ ‫ج ُّر االسم الممنوع من التنوين بالكسرة إذا عُ ِّر َ‬
‫يُ َ‬

‫‪159‬‬
‫‪١٠١٠‬عالمات اإلعراب األصل ّية والفرع ّية يف األسامء واألفعال‪:‬‬

‫تنحصر عالمات اإلعراب األصليّة والفرعيّة في الفعل المضارع كونه معرباً‪.‬‬


‫عالمات اإلعراب األصليّة في الفعل المضارع‪:‬‬
‫الضمة (ظاهرة كانت أم مقدّرة)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬عالمة الرفع األصليّة‬
‫ ‪-‬عالمة النصب األصليّة الفتحة (ظاهرة كانت أم مقدّرة)‪.‬‬
‫ ‪-‬عالمة الجزم األصليّة السكون‪.‬‬
‫ّأما عالمات اإلعراب الفرعيّة في الفعل المضارع فهي‪:‬‬
‫ ‪-‬ثبوت النون في األفعال الخمسة في حالة الرفع‪.‬‬
‫ ‪-‬حذف النون في حالتي النصب والجزم‪.‬‬
‫ ‪-‬حذف حرف العلة من الفعل المضارع المجزوم إذا كان معت ّل اآلخر‪.‬‬
‫عالمات اإلعراب األصليّة في األسماء فهي‪:‬‬
‫الضمة في حالة الرفع‪.‬‬
‫ ‪ّ -‬‬
‫ ‪-‬الفتحة في حالة النصب‪.‬‬
‫الجر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬الكسرة في حالة‬
‫ّأما عالمات اإلعراب الفرعيّة في األسماء فتأتي في مواضع‪ ،‬منها‪:‬‬
‫وجره الياء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬عالمة رفع المثنّى األلف وعالمة نصبه‬
‫وجره الياء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬عالمة رفع جمع المذ ّكر السالم الواو وعالمة نصبه‬
‫ ‪-‬عالمة نصب جمع المؤنّث السالم الكسرة نيابة عن الفتحة‪.‬‬
‫جرها الياء‪.‬‬
‫ ‪-‬عالمة رفع األسماء الخمسة الواو‪ ،‬وعالمة نصبها األلف‪ ،‬وعالمة ّ‬
‫جر الممنوع من الصرف الفتحة نيابة عن الكسرة‪.‬‬ ‫ ‪-‬عالمة ّ‬

‫‪160‬‬
‫‪١١١١‬املبتدأ والخرب‪:‬‬

‫نور)‪.‬‬
‫المبتدأ والخبر اسمان مرفوعان تتألف منهما جملة مفيدة (العلم ٌ‬
‫أنواع المبتدأ‪:‬‬
‫ح)‪.‬‬ ‫ ‪-‬يأتي المبتدأ اسماً صريحاً (الح ُّق ِ‬
‫واض ٌ‬
‫(أنت مج ٌّد)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ ‪-‬ضميرا ً منفصال ً‬
‫تجلس)‪.‬‬
‫َ‬ ‫خير من أ ْن‬
‫مؤوال ً (أن تعم َل ٌ‬‫ ‪-‬مصدرا ً ّ‬
‫برب" فيكون مجرورا ً لفظاً مرفوعاً ّ‬
‫محل ً؛ نحو‪( :‬هل من‬ ‫جر المبتدأ "بالباء أو بمن الزائدتين أو ّ‬ ‫يُ ّ‬
‫خالق غير اژ)‪.‬‬
‫يأتي المبتدأ في‪:‬‬
‫ ‪ّ -‬أول الجملة االبتدائيَّة (الحياةُ جميلة)‪.‬‬
‫مجلسه محترمٌ)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪ّ -‬أول الجملة النعتيَّة (رأيت عالماً‬
‫(دمشق مصايفُها جميلة)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪ّ -‬أول الجملة الخبري َّة‬
‫ ‪ّ -‬أول جملة الصلة (زارني الذي أبوه شاعر)‪.‬‬
‫أحكام المبتدأ‪:‬‬
‫يجب أن يكون مرفوعاً‪ ،‬وال يُبدأ بنكرة إال إ ْن أفادت التعميم أو التخصيص‪ ،‬أو دلّت على فائدة‪،‬‬
‫وبعض كاتب)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫بعض قارئ‬
‫ب ٌ‬ ‫الطل َ‬‫ت َّ‬ ‫مبكر أفض ُل من سه ٍر)‪( ،‬رأي ُ‬ ‫نحو‪( :‬نوم‬
‫ٌ‬
‫أنواع الخبر‪:‬‬
‫الخبر اسماً مفرداً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬يأتي‬
‫ ‪-‬جملة (فعلية أو اسمية)‪.‬‬
‫ ‪-‬شبه جملة‪.‬‬
‫مؤوال ً نحو (العدل أ ْن ت ُنصف الجميع)‪.‬‬
‫ ‪-‬مصدرا ً ّ‬
‫ذكي نشي ٌ‬
‫ط‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫يجوز تعدّد خبر المبتدأ نحو‪ :‬خليل مجته ٌد‬

‫‪161‬‬
‫مرتبة المبتدأ أو الخبر‪:‬‬
‫األصل في المبتدأ أن يتقدّم على الخبر وقد يتأخّر عنه‪ ،‬وذلك في مواضع من أشهرها‪:‬‬
‫ٍ‬
‫جملة والمبتدأ ُ نكرة‪.‬‬ ‫الخبر شبه‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬إذا كان‬
‫ضمير يعود على الخبر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ ‪-‬إذا كان في المبتدأ‬
‫ ‪-‬إذا كان للخبر الصدارةُ في الجملة‪ :‬كأسماء االستفهام والشرط … نحو (مَن أنت)‪.‬‬
‫أشهر مواضع حذف الخبر‪:‬‬
‫ع ِالع ُ‬
‫لم)‪.‬‬ ‫ ‪-‬بعد لوال ال َّ‬
‫شرطيَّة‪ ،‬نحو‪( :‬لوال الكتابة ُ لضا َ‬
‫لعمر َك ق َ َسمي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الحق)‪ :‬التقدير‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬بعد القسم‪ ،‬نحو‪( :‬لعمرك ألقول َّن‬

‫‪١٢١٢‬الصفة‪:‬‬

‫يسمى (الموصوف) ليبيّن بعض أحواله‪.‬‬ ‫هو ما يذكر بعد اسم ّ‬


‫إن كان الموصوف‪:‬‬
‫الرجل الكريم)‪.‬‬ ‫ ‪-‬معرفة أفادت الصفة التوضيح (جاء ّ‬
‫ب رجال ً عاقال ً)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(صاح ْ‬ ‫ ‪-‬نكرة ففائدتها التّخصيص‬
‫وتأتي الصفة‪:‬‬
‫ ‪-‬اسماً (ظاهرا ً أو اسم إشارة أو اسماً موصوال ً …)‪.‬‬
‫ ‪-‬كما تأتي جملة اسميّة أو فعليّة أو شبه جملة‪.‬‬
‫الصفة الموصوف في اإلعراب واإلفراد والتثنية والجمع‪ ،‬والتذكير والتأنيث والتعريف‬ ‫وتتبَ ُع ّ‬
‫والتنكير‪ .‬وتأتي صفة غير العاقل جمعاً كما تأتي مفردة مؤنّثة‪.‬‬
‫وال تقع جملة الصفة إال بعد نكرة‪.‬‬
‫يشترط في جملة الصفة أن تكون‪:‬‬
‫ ‪-‬خبريّة ال إنشائيّة‪.‬‬
‫ ‪ -‬وأن تشتم َل على ضمي ٍر يعود على الموصوف‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫‪١٣١٣‬األحرف الزائدة‪:‬‬

‫من أشهرها أحرف الصلة التي تزاد للتأكيد‪ ،‬وهي‪" :‬إنْ‪ ،‬أنْ‪ ،‬ما‪ ،‬من‪ ،‬الباء"‪.‬‬
‫تزاد "إن"‪ :‬بعد "ما" النفي‪ ،‬نحو "ما إن فعلت"‪.‬‬
‫تزاد "ما"‪:‬‬
‫ ‪ -‬بعد "إذا الشرطية‪.‬‬
‫ ‪-‬كما تزاد بعد الفعل‪ ،‬فتك ّفه عن عمل الرفع‪ ،‬وتتّصل بخمسة أفعال‪" :‬ش ّد ُ‬
‫قصر‪ ،‬طال‪ ،‬ق ّل‪،‬‬
‫كثر" فتك ّفها عن العمل فال تطلب فاعال ً‪.‬‬
‫ ‪-‬وتزاد على الحرف فتك ّفه عن عمل الرفع والنصب‪ ،‬وهي المتّصلة بإ ّن وأخواتها‪ ،‬فتزيل‬
‫اختصاصها باألسماء وتجعلها صالحة للدخول على الفعل(‪ ،)1‬نحو "أنّما إلهكم إله‬
‫واحد"‪.‬‬
‫تزاد "من"‪:‬‬
‫خاصة‪ ،‬لتأكيده وتعميمه‪ ،‬نحو "ما جاءنا من أح ٍد"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬بعد النفي‬
‫ ‪-‬بعد االستفهام‪ ،‬نحو "هل من مجيب؟"‪.‬‬
‫تزاد الباء‪:‬‬
‫بناصح لكَ "‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ت‬
‫ ‪-‬لتأكيد النفي‪ ،‬نحو "ألس ُ‬
‫ ‪-‬ولتأكيد اإليجاب‪ ،‬نحو "بحسبِ كَ االعتمادُ على نفسك"‪.‬‬

‫‪163‬‬ ‫‪ّ ١‬‬


‫ تكف (ما) عمل النصب والرفع جوازا ً مع (ليت) وال يزول اختصاصها باألسامء‪.‬‬
‫‪١٤١٤‬إعراب أدوات االستفهام‪:‬‬

‫الهمزة و(هل) حرفا استفهام ال مح َّل لهما من اإلعراب‪.‬‬


‫تعرب‪:‬‬
‫ُ‬ ‫أسماء االستفهام (من‪ ،‬ما‪ ،‬من ذا‪ ،‬ماذا)‬
‫اسم نكرة أو فع ٌل الزم أو فع ٌل متع ٍّد استوفى مفعوله‪.‬‬
‫‪١ .١‬في محل رفع مبتدأ إذا وليها ٌ‬
‫ناقص لم‬
‫ٌ‬ ‫اسم معرفة‪ ،‬وفي مح ّل نصب خبر إذا وليها فع ٌل‬ ‫‪٢ .٢‬في مح ّل رفع خبر مقدّم إذا وليها ٌ‬
‫خبره‪.‬‬
‫ف َ‬ ‫يستو ِ‬
‫ف مفعوله‪.‬‬‫ب مفعول به مقدّم إذا وليها فع ٌل متع ٍّد لم يستو ِ‬
‫‪٣ .٣‬في محل نص ٍ‬
‫مضاف‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫جر أو‬
‫جر إذا سبقها حرف ّ‬ ‫‪٤ .٤‬تعرب أسماء االستفهام في محل ّ‬
‫تعرب أسماء االستفهام (متى‪ ،‬أيّانَ‪ ،‬أينَ‪ ،‬أنّى) في مح ّل نصب مفعول فيه على الظرفية الزمانية أو‬
‫المكانية‪.‬‬
‫عرب اسم االستفهام ( كيف) في محل‪:‬‬
‫يُ ُ‬
‫‪١‬نصب مفعوال ً مطلقاً إذا كان السؤال عن هيئة الفعل‪.‬‬ ‫‪.١‬‬
‫‪٢‬نصب حاال ً‪ :‬إذا وليها فع ٌل تام ٌ و كان السؤال عن هيئة الفاعل‪.‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪٣‬وفي محل نصب خبرا ً مقدّماً إذا وليها فع ٌل ناقص لم يستو ِ‬
‫ف خبره‪.‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫اسم معرفة‪.‬‬‫‪٤‬وفي محل رفع خبر إذا وليها ٌ‬ ‫‪.٤‬‬
‫‪٥‬نصب مفعوال ً به ثانياً إذا وليها فع ٌل متع ٍّد لمفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ولم يستو ِ‬
‫ف مفعوله‬ ‫‪.٥‬‬
‫الثاني‪.‬‬
‫(أي) وفق االسم الذي تضاف إليه‪.‬‬
‫عرب اسم االستفهام ّ‬
‫يُ ُ‬

‫‪164‬‬
‫‪١٥١٥‬النفي‪:‬‬

‫من األدوات التي تنفي الجملة الفعليّة‪:‬‬


‫وتختصان بالدخول على الفعل المضارع‪ ،‬فهما للنفي والجزم‬
‫ّ‬ ‫لم – لمّا‪ :‬تشتركان بالحرفيّة‪،‬‬
‫والقلب‪ ،‬ويجوز دخول همزة االستفهام عليهما‪ ،‬وتفترق هاتان األداتان في أنّ‪:‬‬
‫يحضر زي ٌد)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪"-‬لم" تنفي حدوث الفعل في الزمن الماضي نحو (لم‬
‫المستمر إلى زمن المتكلم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫"لما" فهي لنفي حدوث المضارع في الزمن الماضي‬ ‫ ‪ّ -‬‬
‫والمنفي بها متوقّع الحصول نحو (خرج صديقي ّ‬
‫ولما يصل)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫مقص ٌر)‪.‬‬
‫ح ِّ‬‫لن‪ :‬حرف نصب واستقبال نحو‪( :‬لن يُفل َ‬
‫من األدوات التي تنفي الجملة االسميّة‪:‬‬
‫ليس‪:‬‬
‫ ‪-‬إذا دخلت على الجملة االسميّة تنفي الخبر عن المبتدأ في الحال نحو (ليس زيد ٌقادماً)‪.‬‬
‫ ‪-‬إذا دخلت على الفعل المضارع ولم تتّصل بضمير‪ ،‬فمن األفضل إعرابها أداة نفي ال‬
‫تعلم‬
‫(لست ُ‬ ‫َ‬ ‫عمل لها نحو (ليس ينفكّ الطالب يدرس)‪ ،‬وإن ات ّصلت بضمير تبقى عاملة‬
‫ما أقاسيه)‪.‬‬
‫ما‪:‬‬
‫تدخل على الجملة االسمية‪ ،‬وقد تعمل عمل ليس نحو‪" :‬وما هذا بشراً" ﴿سورة يوسف‪،﴾81‬‬
‫إذا تح ّققت الشروط اآلتية‪:‬‬
‫ ‪ّ -‬أل يتقدم الخبر على االسم‪.‬‬
‫الواجب أنا مهم ٌل)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ ‪ّ -‬أل يتقدم معمول الخبر على االسم (ما‬
‫بإل (ما المهذّب إال ّ محمودٌ)‪.‬‬ ‫َض الخبر ّ‬ ‫ ‪ّ -‬أل يُنتَق ُ‬
‫ذهب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ ‪-‬أال تليها "إنْ" الزائدة نحو ما إ ْن أنتم‬
‫تدخل على الجملة الفعلية فتنفي حدوث الفعل (ما سمعت شيئاً)‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫ال‪:‬‬
‫ ‪-‬تدخل على الجملة االسمية‪ ،‬وقد تعمل عمل ليس نحو "ال مج ٌّد خاسراً"‪ ،‬واشترط‬
‫في عملها ما اشترط في عمل "ما"‪ ،‬باإلضافة إلى‪ :‬أن يكون اسمها وخبرها نكرتين‪.‬‬
‫همل إعمالها يجب تكرارها‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫عندما ي ُ َ‬

‫ـم وال التَّسهيدُ تسهيدُ‬


‫الهم هـ ٌّ‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫ـام أم عيدُ‬ ‫ـم عىل َج ِ‬
‫نبات الــشَّ ـ ِ‬ ‫ُحـلُـ ٌ‬
‫ ‪-‬تدخل على الجملة الفعلية فتنفي حدوث الفعل‪ ،‬نحو "ال يرضى الكريم الهوان"‪.‬‬
‫تتكرر أفادت الدعاء‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬إذا دخلت على الماضي ولم‬

‫ـاب ُدنيانا‬ ‫ـاب دنــيـ ِ‬


‫ـاك عن أســبـ ِ‬ ‫أســبـ ُ‬ ‫البــارك ﷲ يف الدُّ نيا إذا انقطَ َع ْت‬
‫َ‬
‫‪١٦١٦‬األمر‪:‬‬

‫يأتي أسلوب األمر على ثالث صور‪:‬‬


‫ ‪-‬فعل األمر‪.‬‬
‫ ‪-‬والفعل المضارع مسبوقاً بالم األمر‪.‬‬
‫ ‪-‬ومصدر الفعل‪.‬‬

‫‪١٧١٧‬توكيد الجمل‪:‬‬

‫تؤكد لترسيخ داللتها في ذهن السامع ودفع الشكّ والوهم‪.‬‬


‫وقد تؤ ّكد الجملة االسميّة بمؤ ّكد واحد أو أكثر وفق حاجة المتكلّم وطبيعة المخاطب‪.‬‬
‫إن أو َّ‬
‫أن أو القسم‪.‬‬ ‫ ‪-‬تؤكَّ ُد الجملة االسميّة بـ‪ :‬الم االبتداء أو َّ‬
‫ ‪-‬يؤكَّ ُد الفعل الماضي بـ (قد ‪ ،‬أو القسم أو كليهما معاً) وتوكيده جائز‪.‬‬
‫ ‪-‬ي ُ َؤكَّ ُد الفعل المضارع بإحدى نوني التوكيد الثقيلة أو الخفيفة جوازا ً إذا َّ‬
‫دل على طلب‬
‫باللم مثبتاً ّ‬
‫دال ً على المستقبل‪.‬‬ ‫ووجوباً إذا وقع جواباً للقسم متّصال ً ّ‬
‫ ‪-‬ي ُ َؤكَّد فعل األمر بإحدى نوني التوكيد جوازاً‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫ ‪َ -‬تؤكَّ ُد الجملة باألحرف الزائدة‪ ،‬وأشهرها (إ ْن ‪ ،‬أ ْن ‪ ،‬ما‪ ،‬حرفا الجر الزائدان ِ(م ْن)‬
‫و(الباء)‪.‬‬
‫ت ُزادُ (إنْ) بعد (ما) النافية و ت ُزادُ (أنْ) بعد (لمَّا) الشرطية‪.‬‬
‫ت ُزادُ (ما) بعد (إذا) الشرطية‪.‬‬
‫ ‪-‬من مؤكِّدات الجملة‪ :‬القسم بصيغه المختلفة‪.‬‬

‫‪١٨١٨‬كم الخربيّة واالستفهام ّية‪:‬‬

‫تعرب كم الخبريّة واالستفهاميّة‪:‬‬


‫‪١‬في محل رفع مبتدأ إذا أتى بعدها‪:‬‬ ‫‪.١‬‬
‫ ‪-‬شبه جملة‪.‬‬
‫ ‪-‬أو فع ٌل الزمٌ‪.‬‬
‫ ‪-‬أو فع ٌل متع ٍّد استوفى مفعوله‪.‬‬
‫‪٢‬في محل رفع خبرا ً إذا أتى بعدها اسم معرفة أو في محل نصب خبرا ً مقدّماً إذا أتى بعدها‬ ‫‪.٢‬‬
‫ف خبره‪.‬‬ ‫ناقص لم يستو ِ‬ ‫ٌ‬ ‫فع ٌل‬
‫‪٣‬في محل نصب مفعوال ً به إذا أتى بعده فع ٌل متع ٍّد لم يستو ِ‬
‫ف مفعوله‪.‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫‪٤‬في محل نصب مفعوال ً مطلقاً إذا أتى بعده مصدر أو لفظ ّ‬
‫(مرة) ظاهرا ً أو مقدّراً‪.‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫‪٥‬في محل نصب مفعوال ً فيه ظرف مكا ٍن أو زمان إذا جاء بعده أحد أسماء المكان أو الزمان‪.‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫جر‪.‬‬
‫جر إذا أضيف أو سبق بحرف ّ‬ ‫‪٦‬في محل ٍّ‬ ‫‪.٦‬‬

‫‪167‬‬
‫‪١٩١٩‬املصدر املؤ ّول‪:‬‬

‫المؤول على نوعين‪ ،‬هما‪:‬‬


‫ّ‬ ‫يأتي المصدر‬
‫ح)‪.‬‬
‫(يسرني أن تنج َ‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬الحروف المصدريّة والفعل‪ ،‬نحو‬
‫ناجح)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫(يسرني أنَّك‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬وأ ّن واسمها وخبرها‪ ،‬نحو‬
‫المؤول بحسب موقعه في الجملة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ويعرب المصدر‬

‫‪٢٠٢٠‬التوكيد‪:‬‬

‫التوكيد‪ :‬لفظ أو تركيب تابع لما قبله (المؤكَّد)‪ ،‬يُذكر لتقويته في الحكم‪.‬‬
‫وهو نوعان‪:‬‬
‫الم ِج ُّد)‪ ،‬أم‪:‬‬ ‫لفظي‪ :‬يكون بإعادة اللفظ نفسه سواء ٌ أكان اسماً ظاهرا ً (نجح ُ‬
‫الم ِج ُّد ُ‬ ‫توكيد ّ‬
‫ ‪-‬ضميرا ً (قمنا نحن)‪.‬‬
‫ح المج ُّد)‪.‬‬ ‫ح نج َ‬‫ ‪-‬فعال ً (نج َ‬
‫السر)‪.‬‬‫ ‪-‬حرفاً (ال ال أبوح َّ‬
‫ح المج ُّد نجح المج ُّد)‪.‬‬ ‫ ‪-‬جملة (نج َ‬
‫ألفاظ محدّدة‪ ،‬منها‪( :‬نفس – عين – كال – كلتا ‪ -‬ك ّل – جميع –‬ ‫ٍ‬ ‫معنوي‪ :‬يكون بذكر‬
‫ّ‬ ‫توكيد‬
‫عامّة) على أن تضاف هذه المؤ ّكدات إلى ضمير يعود على المؤكَّد ويطابقه في اإلعراب واإلفراد‬
‫والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث‪.‬‬
‫ ‪-‬تلحق (كال – كلتا) بالمثنّى في اإلعراب إذا أضيفتا إلى ضمير‪ ،‬وتعرب إعراب االسم‬
‫المقصور إذا أضيفتا إلى اسم ظاهر‪.‬‬
‫ ‪-‬يُؤكَّد باأللفاظ‪ :‬أجمع – جمعاء – أجمعون (أجمعين) من دون إضافتها إلى ضمير‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫‪٢١٢١‬األسامء الخمسة‪:‬‬

‫حم‪ ،‬ذو‪ ،‬فو)‪.‬‬


‫خ‪ٌ ،‬‬
‫(أب‪ ،‬أ ٌ‬
‫هي‪ٌ :‬‬
‫تعرب هذه األسماء بعالمة إعراب فرعيّة إذا اتّصلت بـ‪:‬‬
‫ ‪-‬هاء الغائب أو الغائبة‪.‬‬
‫ ‪-‬كاف الخطاب‪.‬‬
‫ ‪-‬نا الدالّة على الجماعة‪.‬‬
‫جرها الياء‪.‬‬
‫فتكون عالمة رفعها الواو وعالمة نصبها األلف وعالمة ّ‬
‫تعرب إعراب المثنّى إذا جاءت على صيغته‪.‬‬
‫تعرب بعالمة إعراب أصليّة إذا جاءت‪:‬‬
‫مجردة من الضمائر السابقة‪.‬‬ ‫ ‪ّ -‬‬
‫ ‪ -‬مضافة إلى ياء المتكلّم‪.‬‬
‫ ‪-‬بصيغة الجمع‪.‬‬
‫وال يضاف االسم (ذو) إال إلى اسم‪.‬‬

‫‪٢٢٢٢‬أسامء األفعال‪:‬‬

‫أسماء تد ُّل على معنى ٍ‬


‫فعل معيَّن يحدّد بزمنه الماضي والمضارع واألمر‪.‬‬
‫وتأتي على ثالثة أنواع‪ ،‬هي‪:‬‬
‫جار ومجرور‪ ،‬نحو (عليكَ نفسكَ )‪.‬‬ ‫ ‪-‬المنقولة عن ّ‬
‫الكتاب)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ ‪-‬المنقولة عن ظرف‪ ،‬نحو (دونكَ‬
‫ ‪-‬المنقولة عن مصدر‪ ،‬نحو (رويد َك)‪.‬‬
‫المرتجلة‪ :‬وهي التي وضعت على صورتها‪ ،‬نحو (هيهات‪ّ ،‬‬
‫أف‪ ،‬آه …)‪.‬‬
‫متصرف على وزن (فَعالِ)‪ ،‬نحو (حذا ِر‪ ،‬نزالِ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ثالثي تامٍّ‬
‫ٍّ‬ ‫القياسيّة‪ :‬وهي التي تصاغ من ك ّل ٍ‬
‫فعل‬
‫قَتالِ)‪.‬‬
‫ ‪-‬تأتي أسماء األفعال بلفظ واحد للمفرد والمثنّى والجمع والمذ ّكر والمؤنّث‪ ،‬إال ما كان‬
‫منها متّصال ً بكاف الخطاب فيراعى فيه المخاطب (عليكما‪ ،‬عليكم‪ ،‬دونكما …)‪.‬‬
‫ ‪-‬أسماء األفعال مبنيّة دائماً على حركة آخرها‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫‪٢٣٢٣‬البدل‪:‬‬

‫مم َّه ٌد له بذك ِر اسم ٍ قبله غي ِر مقصو ٍد لذاته‪.‬‬


‫هو تاب ٌع َ‬
‫من أنواع البدل‪:‬‬
‫بدل مطابق أو بدل ك ّل من ك ّل‪ :‬هو بدل الشيء ّ‬
‫مما كان طبق معناه‪ ،‬نحو قوله تعالى‪﴿ :‬اهدنا‬
‫أنعمت عليهم﴾‪.‬‬‫َ‬ ‫الصراط المستقيم‪ ،‬صراط الذين‬
‫بدل بعض من ك ّل‪ :‬هو بدل الجزء من كلّه‪ ،‬قليال ً كان ذلك الجزء‪ ،‬أو مساوياً للنصف‪ ،‬أو أكثر منه‪،‬‬
‫دمشق قل َعتَها"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"زرت‬
‫ُ‬ ‫نحو‪:‬‬
‫مما يشتمل عليه‪ ،‬على شرط أال يكون جزءا ً منه‪ ،‬نحو‪" :‬نفعني‬ ‫بدل االشتمال‪ :‬هو بدل الشيء ّ‬
‫علمه"‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫المعل ُم ُ‬
‫ ‪-‬يجب في بدل بعض من ك ّل وبدل االشتمال أن يتصال بضمير يعود على المبدل منه‪.‬‬
‫العذاب‬
‫ُ‬ ‫يضاعف له‬
‫ْ‬ ‫يلق أثاما‪،‬‬
‫ ‪-‬يبد ُل الفع ُل من الفع ِل‪ ،‬نحو قوله تعالى‪﴿ :‬ومن يفعل ذلك َ‬
‫يوم القيامة﴾‪.‬‬

‫‪٢٤٢٤‬أسلوب الرشط‪:‬‬

‫يتكون أسلوب الشرط من ثالثة أركان‪ :‬أداة الشرط وفعل الشرط وجوابه‪.‬‬
‫ّ‬
‫وهو على نوعين‪:‬‬
‫أسلوب شرط جازم‪:‬‬
‫أدواته‪:‬‬
‫ ‪-‬حرفان‪ ،‬هما (إن – إذما)‪.‬‬
‫أي)‪.‬‬
‫ ‪-‬أسماء‪ ،‬هي (من – ما – مهما –متى ‪ -‬أيّان –أين ‪ -‬أنّى –حيثما – كيفما – ّ‬
‫قد يأتي فعل الشرط وجوابه مضارعين وقد يأتيان ماضيين‪ ،‬وقد يأتي فعل الشرط ماضياً وجوابه‬
‫مضارعاً‪ ،‬وقد يأتي فعله مضارعاً وجوابه ماضياً‪ ،‬وقد يأتي جوابه جملة اسميّة وتكون في مح ّل‬
‫جزم‪ ،‬ويجب اقتران الجواب بالفاء في سبع حاالت مجموعة في البيت اآلتي‪:‬‬

‫و(مبا) و(لن) و(بقد) و(بالتسويف)‬ ‫اســـمـــ َّيـــ ٌة طــلــبــ َّيــة وبـــجـــامـــ ٍد‬

‫‪170‬‬
‫أسلوب شرط غير جازم‪:‬‬
‫أدواته‪:‬‬
‫ ‪-‬إذا – كلّما‪ّ -‬‬
‫لما (أسماء)‪.‬‬
‫ ‪-‬لو – لوال (حرفان)‪.‬‬
‫جر باإلضافة‪.‬‬ ‫تعرب جملة فعل الشرط بعد (إذا‪ ،‬كلّما‪ّ ،‬‬
‫لما)‪ :‬جملة في مح ّل ّ‬
‫وجملة جواب الشرط غير الجازم المح ّل لها من اإلعراب وإن اقترنت بالفاء‪.‬‬

‫‪٢٥٢٥‬جزم الفعل املضارع‪:‬‬

‫هناك أحرف تجزم فعال ً مضارعاً واحداً‪ ،‬هي‪( :‬لم‪ّ ،‬‬


‫لما‪ ،‬الم األمر‪ ،‬ال الناهية) والم األمر الم‬
‫وثم‪.‬‬
‫مكسورة‪ ،‬ويجوز تسكينها بعد الواو والفاء ّ‬
‫يسمى ّأولهما فعل الشرط‪ ،‬والثاني جوابه‪ ،‬وهي أدوات الشرط الجازمة‪.‬‬ ‫وهناك أدوات تجزم فعلين ّ‬
‫ ‪-‬يجزم الفعل المضارع إذا وقع جواباً للطلب‪ ،‬نحو‪" :‬كن جميال ً َتر الوجودَ جميال"‪.‬‬

‫‪٢٦٢٦‬املفعول املطلق‪:‬‬

‫مصدر يذكر بعد فعل من لفظه لتأكيده ولبيان نوعه أو عدده‪ ،‬نحو‪" :‬وكلّم اژ موسى تكليما"‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وينوب عنه‪:‬‬
‫ ‪-‬مرادفه‪ ،‬نحو‪ :‬ف َ ِر َ‬
‫ح جذال ً‪.‬‬
‫ ‪-‬صفته‪ ،‬نحو‪ :‬اذكروا اژ كثيراً‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلشارة إليه‪ ،‬نحو‪ :‬قال ذلك القول‪.‬‬
‫مرتين‪.‬‬ ‫ ‪-‬ما يد ّل على عدده‪ ،‬نحو‪ :‬دق ّ ِ‬
‫ت السَّ اعة ُ َّ‬
‫ ‪-‬لفظ (بعض‪ ،‬ك ّل) مضافتين إلى المصدر‪ ،‬نحو‪" :‬وال تميلوا ك ّل الميل"‪.‬‬
‫قد يحذف فعل المفعول المطلق‪ ،‬نحو‪" :‬صبرا ً على الشدائد"‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪٢٧٢٧‬التمييز‪:‬‬

‫يسمى "مميَّزاً"‪.‬‬ ‫التمييز‪ :‬اسم نكرة منصوب ّ‬


‫يفسر داللة اسم مبهم قبله ّ‬
‫والتمييز نوعان‪:‬‬
‫تمييز المفرد‪ :‬يأتي بعد العدد أو الوزن أو الكيل أو المساحة أو المقياس‪ ،‬نحو‪ :‬قرأت ثالثة عشر‬
‫كتاباً‪ ،‬واشتريت هكتارا ً أرضاً‪.‬‬
‫تمييز الجملة‪ ،‬يأتي‪:‬‬
‫دمشق هواءً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫طابت‬
‫ْ‬ ‫محوال ً عن فاعل‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ ‪ّ -‬‬
‫األرض شجراً‪.‬‬
‫َ‬ ‫ ‪-‬محوال ً عن مفعول به‪ ،‬نحو‪ :‬غرسنا‬
‫محوال ً عن مبتدأ‪ ،‬نحو‪ :‬أنا أكثر منك علماً‪.‬‬
‫ ‪ّ -‬‬
‫‪٢٨٢٨‬املضارع املنصوب‪:‬‬

‫ينصب الفعل المضارع‪:‬‬


‫ ‪-‬إذا سبق بأحد األحرف الناصبة‪ ،‬وهي‪" :‬أن‪ ،‬لن‪ ،‬كي‪ ،‬إذن" والحرف "إذن" حرف‬
‫للجواب والجزاء‪ ،‬نحو الجواب على القول‪" :‬سأثابر على النجاح" إذن تبل َغ القصدَ‪.‬‬
‫ ‪-‬بـ (أن) المضمرة بعد مواضع‪ ،‬منها‪ :‬بعد حتّى بمعنى إلى‪ ،‬الم التعليل‪ ،‬فاء السببيّة‪ ،‬الم‬
‫الجحود‪.‬‬
‫ ‪-‬بعد فاء السببيَّة المسبوقة بنفي أو طلب‪ ،‬ومن الطلب‪ :‬األمر والنهي واالستفهام‪ ،‬والتمنّي‪،‬‬
‫جي‪.‬‬‫والتر ّ‬
‫ألخلف الوعدَ"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ت‬‫المنفي‪ ،‬نحو‪" :‬ما كن ُ‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬الم الجحود هي الالم المسبوقة بالكون‬

‫‪172‬‬
‫‪٢٩٢٩‬العطف‪:‬‬
‫العطف‪ :‬هو إتبا ُ ٍ‬
‫آخر على نظامه بوساطة أحد حروف العطف التي تتوسط بين الشيئين‪.‬‬ ‫ع شيء شيئاً َ‬
‫وحروف العطف هي‪ :‬الواو‪ ،‬الفاء‪ ،‬ث َّم‪ ،‬حتّى‪ ،‬أو‪ ،‬أم‪ ،‬بل‪ ،‬لكن‪ ،‬ال‪.‬‬
‫معاني حروف العطف‪:‬‬
‫الواو‪ :‬تفيد معنى الجمع واالشتراك بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم واإلعراب‪.‬‬
‫الفاء‪ :‬تفيد الترتيب والتعقيب بال مهلة بين المعطوف والمعطوف عليه‪.‬‬
‫ثم‪ :‬تفيد الترتيب مع التراخي‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتسمى المعادلة تكون عاطفة إذا ُسبقت بهمزة استفهام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أم‪:‬‬
‫أو‪ :‬تفيد التخيير والتقسيم‪.‬‬
‫بل‪ :‬تفيد اإلضراب‪.‬‬
‫لكن‪ :‬تفيد معنى االستدراك‪.‬‬
‫من أنواع العطف‪:‬‬
‫‪١ .١‬عطف اسم ظاهر على اسم ٍ ظاه ٍر‪ ،‬نحو‪ :‬جاء زي ٌد وعمرو‪.‬‬
‫ق حليفُه‪.‬‬‫فو ُ‬
‫يدرس ويجته ْد فالت ّ ّ‬
‫ْ‬ ‫فعل‪ ،‬نحو‪ :‬مَن‬
‫‪٢ .٢‬عطف فعل على ٍ‬
‫الصدق محمود والكذب مذموم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫جملة‪ ،‬نحو‪ّ :‬‬ ‫‪٣ .٣‬عطف جملة على‬

‫‪173‬‬
‫الصرف‪:‬‬
‫‪١.١‬اإلعالل‪:‬‬

‫اإلعالل‪:‬‬
‫حذف حرف العلّة‪ ،‬أو قلب ُ ُه‪ ،‬أو تسكينُه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫من حاالت اإلعالل‪:‬‬
‫‪١ .١‬اإلعالل بالحذف ‪:‬‬
‫يحذف حرف العلة في ثالثة مواضع‪:‬‬
‫وفتى‪.‬‬
‫ً‬ ‫ض‪،‬‬
‫ف‪ ،‬وقا ٍ‬ ‫األول‪ :‬أن يكون حرف م ّد مُلتقياً بساكن بعده‪ ،‬نحو‪ :‬ق ُ ْم و َ‬
‫خ ْ‬
‫فحذف حرف العلة دفعاً اللتقاء الساكنين‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون الفعل معلوماً مثاال ً واويّاً على وزن " يَف ِْع ْل"‪ ،‬المكسور العين في المضارع‪،‬‬
‫فتُحذف فاؤه من المضارع واألمر‪ ،‬كيَ ِع ُد و ِع ْد‪.‬‬
‫اخش‬
‫َ‬ ‫الثالث‪ :‬أن يكون الفعل معتل اآلخر‪ ،‬فيحذف آخره في أمر المفرد المذكر‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫يخش‪.‬‬
‫َ‬ ‫ع وارمِ‪ ،‬وفي المضارع المجزوم‪ ،‬نحو‪ :‬لم‬ ‫واد ُ‬
‫‪٢ .٢‬اإلعالل بالقلب‪:‬‬
‫قلب الواو والياء ألفاً‪:‬‬
‫تحرك كل من الواو والياء بحركة أصلية وانفتح ماقبله‪ ،‬انقلب ألفاً كدَعا ورمَى وقال‬
‫ ‪-‬إذا ّ‬
‫وباع‪.‬‬
‫قلب الواو ياء‪:‬‬ ‫ ‬
‫وموزانٌ"‬ ‫تسكن بعد كسرة‪ :‬كميعا ٍد وميزا ٍن‪ .‬وأصلها‪ِ " :‬م ْوعاد ِ‬ ‫ ‪-‬أن ُ‬
‫عين فعله‪ :‬كالقيام ِ‬
‫ت ُ‬ ‫ ‪-‬أن تقع حشوا ً بين كسر ٍة وألفٍ ‪ ،‬في المصدر األجوف الذي أ ُ ِعل ّ ْ‬
‫وصوام ٌ وانقوادٌ ِ‬
‫وعوادٌ "‪.‬‬ ‫والصيامِ‪ ،‬وأصلها‪ " :‬قوام ٌ ِ‬
‫ّ‬
‫‪٣ .٣‬إعالل بالتسكين‪:‬‬
‫متحرك‪ ،‬حذفت حركتهما إن كانت ضمة أو كسرة‪ ،‬دفعاً‬ ‫ّ‬ ‫تطرفت الواو والياء بعد حرف‬ ‫إذا ّ‬
‫للثقل‪ :‬كيدعو الداعي إلى النادي‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫‪٢.٢‬اإلبدال‪:‬‬

‫اإلبدال‪ :‬إزالة حرف‪ ،‬ووضع آخر مكانه‪.‬‬


‫من حاالت اإلبدال‪:‬‬
‫تطرفتا بعد ألفٍ زائدة‪ ،‬نحو‪ :‬دعاء‪ ،‬بناء‪.‬‬
‫‪١ .١‬ت ُبدل الواو والياء همزة إذا ّ‬
‫‪٢ .٢‬ت ُبدل الواو والياء همزة إذا وقعتا عين اسم الفاعل‪ ،‬وكان فعله معت ّل الوسط‪ ،‬نحو‪ :‬قائل وبائع‪.‬‬
‫‪٣ .٣‬يُبدل حرف الم ّد الزائد‪ ،‬الواقع ثالثاً في اسم صحيح اآلخر‪ ،‬همزة‪ ،‬إذا بني على مثال‬
‫(مفاعل) وال فرق بين أن يكون حرف الم ّد ألفاً نحو قالد ٍة وقالئد‪ ،‬أو واواً‪ ،‬نحو عجوز‬
‫وعجائز‪ ،‬أو ياء ً نحو صحيفة وصحائف‪.‬‬

‫‪175‬‬

You might also like