Professional Documents
Culture Documents
البيولوجيا
البيولوجيا
هذا نموذج المتحان تجريبي في مادة الفلسفة موجه الى تالميذ مدارس اشبال االمة الموسم الدراسي 2020-2019
متداول وبكثرة عبر مواقع التواصل االجتماعي على اعتبار انه النموذج األقرب الى البكالوريا للشعب العلمية ورغم انه ينطوي
على أخطاء معرفية وضعفا على مستوى الصياغة والتراكيب اللغوية وهذا واضح في الموضوع األول واختالال في البناء
واقصد بناء امتحانات مادة الفلسفة .اال انني لن اتوقف عندها كثيرا الن الخطورة في نظري تكمن في االرتكاز على هذا
النموذج لخلق أوهام اشد فتكا بعقل التلميذ من األوهام التي تحدث عنها فرانسين بيكون وساتحدث بلغة واضحة وباسلوب
مختصر .
أوال :الوجود لمشكلة نجرب او ال نجرب على الظواهر الحيوية فالمنهج التجريبي ليس هو المنهج الوحيد في العلوم التجريبي
وقد طبق ومنذ البداية على ظواهر المادة الجامدة والحية معا المشكلة تتعلق بمخاطر هذا المقياس في علوم المادة الحية
وبضرورة التمييز بين التجريب في المادة الجامدة والحية .وتكفي العودة الى تدرجات شهر جويلية رغم بؤسها للتأكد من هذه
المسالة .فعلى مستوى الموارد المعرفية نجد العناصر التالية ":تجاوزالعوائق االبستمولوجية في البيولوجيا،الحتمية والغائية
في البيولوجيا،البيولوجيا والقيم اإلنسانية" وعلى مستوى السير المنهجي للدرس نتحدث عن التجربة كمقياس للعلم لنصل
للتساؤل التالي :هل يمكن الحديث عن مخاطر هذا المقياس في علوم المادة الحية ؟ لنصل في التقويم المرحلي الى ضرورة
التمييز بين التجريب في المادة الجامدة والحية ؟
ثانيا :هناك نقاط يمكن االنطالق منها لفهم صحيح واعمق لفلسفة البيولوجيا أشار اليها أصحاب االختصاص واعيد التذكير بها
من باب ان السؤال المعرفي يلزمنا بإعادة النظر في كل ما يبدو واضحا الن وهم الوضوح يحجب عن الحقيقة في األكثر ومن
بين هذه النقاط :
في السنوات الخمسين األخيرة انزاحت فلسفة العلم قليال عن عالم الفيزياء -1
والكيمياء ومن ثمة علوم المادة الجامدة وظهرت الحاجة إلى فلسفة جديدة
ضمن ما يسمى فلسفة العلوم واالبستمولوجيا تقوم بنقد وتفسير المنهج العلمي
في حالة البيولوجيا السيما مشكلة حدود التجريب في المادة الحية .
-2اليوم هناك أربعة موضوعات مهمة في فلسفة البيولوجيا ، Sاألول يتعلق بالسببية،
والثاني بموضع اإلنسان في هذا العلم ،ثم العالقة الشائكة بين األخالق والبيولوجيا،
وصوال إلى أسئلة العلوم البيئية والتي تعد أكثر أهمية من غيرها حاليا.
-3األهم في فلسفة البيولوجيا رصد مواطن االختالف ،أو المغايرة المنهجية ،بين البيولوجيا
والعلوم األخرى ،سواء في طبيعة التجريب ،وعمومية القوانين ،والدور الفائق
للمفاهيم (على عكس القوانين) Sفي عالم البيولوجيا ،وغيرها من األمور التي تجعل
النماذج التفسيرية في العلوم البيولوجية Sمختلفة عن غيرها.
ثالثا:
تقديم هذا النموذج واالحتجاج به لتبرير ان بكالوريا الفلسفة ستكون على هذه الشاكلة ومحاولة خلق وهم لدى التلميذ انه مادام
هذا نموذج صادر عن سلطة لها وزنها وثقلها معناه رضوح الجميع لهذا النموذج رغم ان هذه المؤسسة تؤمن بقيم االجتهاد
واالنضباط ،ان محاولة بعض األساتذة واغلب التالميذ تداول هذه النماذج كحلول سحرية للتغلب على ثقل البرنامج وكثافته
ستؤدي الى اوخم العواقب ونكون بذلك قد تجاوزنا مرحلة الغش نحو مرحلة اخطر هي يصبح الجهل مقدسا ومؤسسا على حد
تعبير المفكر الجزائري محمد أركون وقد تصدق نبوءة هؤالء وقد تضعف إرادة من أوكلت اليه امانة وضع أسئلة البكالوريا
امام رغبات هؤالء -حراس معبد الخرافة – فيتحول تخلفنا الى تخلف مركب .