Professional Documents
Culture Documents
د. بن رجم محمد خميسي الاستثمار في السياحة ودوره في التنمية المستدامة بالجزائر
د. بن رجم محمد خميسي الاستثمار في السياحة ودوره في التنمية المستدامة بالجزائر
ملخص:
تعد السياحة أحد المجاالت التي شهدت في اآلونة األخيرة إهتماما متزايدا .بإعتبارها أصبحت تشكل أحد الموارد األساسية
للتنمية الشاملة و المعول عليها للمساهمة في رفع النمو اإلقتصادي .
سنحاول من خالل هذه المقالة التطرق للسياحة و اإلستثمارات السياحية وما مدى مساهمتها في التنمية المستدامة
بالجزائر.
كلمات المفتاحة :اإلستثمار ،السياحة ،التنمية المستدامة.
Résumé :
Le tourisme est l'un des domaines qui ont récemment connu un intérêt croissant. Comme on est
devenu une ressource essentielle pour le développement global et s'est appuyé sur de contribuer à
accroître la croissance économique.
Nous allons essayer à travers cet article d'aborder les investissements touristiques et le tourisme et
leur contribution au développement durable en Algérie.
Les mots clé: investissements, tourisme, développement global
المقدمة:
عرفت الجزائر على غرار باقي دول العالم تحوالت جذرية ،خالل العشريتين الماضيتين خاصة على المستوى السياسي،
االقتصادي واالجتماعي ،من خالل االندماج وتبني اقتصاد مفتوح ،يراعي هذه المستجدات الوطنية والدولية.
~~1
من بين القطاعات الحيوية التي تعتمد عليها معظم الدول ومن بينها الجزائر قطاع السياحة الذي يعد قطاع هام ،إذا ما
أعتني به أصبح مصد ار لجلب العملة الصعبة ،و ذلك لما تزخر به بالدنا من إمكانيات طبيعية ( بحرية ،صحراوية،
مناطق أثرية )...مشجعة لوجود نشاط سياحي.
فالرؤية الجديدة لهذا القطاع المستقبلي والمتألق في ظل المسيرة السليمة والنظرة الدولية للمنطقة أصبح محط إغراء
إستثمارات ضخمة ممكنة.
كما أن اإلستثمار في هذا القطاع يتأثر بحجم التسهيالت والخدمات المقدمة وبالبيئة اإلستثمارية المالئمة والمشجعة
وبالبنية التحتية المتوفرة.
وتعمل اإلستثمارات السياحية على المساهمة في خلق توازن جهوي بين المناطق ،واستقطاب عمالتها للحد من النزوح
وتساهم أيضا في إستعاب المزيد من السياح وبالتالي تشجيع الحركة السياحية ودر المزيد من العملة الصعبة في خزينة
الدولة واستغالل جزء منها في قطاعات ضعيفة تحتاج إلى التطور والتحديث.
لذلك سنحاول عرض واقع قطاع السياحة ودوره في بعث التنمية بالجزائر ،في ظل التحديات التنافسية اإلقليمية والدولية،
وتبيان معوقات تحقيق ذلك.
~~2
الدولية ،إذ أن أي شخص يدخل بلدا للعمل في مهنة يتم تعويضها من داخل البلد ( ليس كعامل حدود ) ،أو أي شخص
يرافقه كتابع أو مستخدم يعتبر مهاج ار لمدة طويلة إذا كانت مدة اإلقامة أكثر من سنة ،أو مهاجر لمدة قصيرة إذا كانت
اإلقامة أقل من ذلك.
>> <<
إلى الدفعات التي تقدم كمكافأة عن أداء عمل أي دفعات األجور والرواتب ،وليس تعويض و يشير مصطلح
مخصصات السفر أو الرسوم.
من التعاريف السابقة يتضح بأن السياحة تفيد إنتقال الشخص من مكان إقامته المألوف والمعتاد إلى أماكن أخرى من
أجل إشباع رغباته في التنزه والترفيه وقد تندرج ضمن هذه الرغبات ممارسة الطقوس الدينية والعالج وغيرها.
~~3
ب ـ األهمية االجتماعية:
ال يختلف إثنان في أن التطور اإلقتصادي في أي بلد يؤدي حتما إلى إحداث تطور مماثل في الجانب اإلجتماعي،
بمعنى أن العالقة بين القطاعين طردية .ويفترض أن يساهم القطاع السياحي في توفير النقد األجنبي لخزينة البلد ويساهم
في نفس الوقت في تخفيف حدة البطالة وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين .وينبثق هذا الطرح من كون السياحة تعتمد
على اإلستعمال المكثف لليد العاملة في مختلف الخدمات المتعلقة بالسياحة كالنقل واإلسكان واإلطعام واإلتصال والبيع
وغيرها.
وفي الجزائر تشير اإلحصائيات بأن نسبة المستخدمين في إدارات القطاع السياحي تمثل %24من إجمالي اليد العاملة
بقطاع السياحة ،بينما ال ينبغي أن تتجاوز هذه النسبة % 7وفقا للمعايير المعمول بها دوليا .يضاف إلى ذلك أن نسبة
%50من المستخدمين يفتقدون إلى المؤهالت ،في الوقت الذي يفترض أن ال تتجاوز هذه النسبة .)4( %20
ج ـ األهمية الثقافية:
تعد السياحة أداة لالتصال الفكري وتبادل الثقافة ،العادات والتقاليد بين الشعوب فهي تعد وسيلة وأداة فعالة في خلق روح
التفاهم والتسامح فيما بينهم ،كما تعتبر كذلك أداة للتبادل المعرفي (تداول العلوم والمعارف).
د ـ األهمية السياسية:
-تساهم السياحة في تحسين العالقات بين الدول.
()5
. -تلعب دور هام في حل المعضالت السياسية
~~4
المخاطرة ،ولذلك فإن أي إستثمار تصاحبه مخ اطرة ولكن هذه المخاطرة بمستويات متباينة وتبعا لهذا التباين يكون العائد
متباينا أيضا أي أن العالقة بين العائد والمخاطرة عالقة تبادلية إذ يزداد العائد كلما غزدادت المخاطرة ويقل بإخفاضها.
-2اإلستثمار السياحي(:)7
اإلستثمار في القطاع السياحي إما أن يكون في مشاريع سياحية مقترحة ( جديدة ) أو يأخذ شكل توسعات إستثمارية
في شركات ومؤسسات سياحية قائمة كإضافة خطوط إنتاجية جديدة للمطابخ إلى جانب الخطوط الموجودة ،أو توسعة
الطاقة اإلستعابية لمنتجع سياحي.
واإلستثمار يحتاج إلى بيئة إستثمارية تتوفر فيها مقومات نجاح المستثمر في حسن اإلختيار للفرص اإلستثمارية المتاحة
ومن أبرز هذه المقومات:
-1إستقرار سياسي و إقتصادي وأمني.
-1تشريعات مالية وقانونية مشجعة تسهل عملية اإلستثمار.
-3سياسات ضريبية م شجعة تتضمن إعفاءات ضريبية لمدة معينة يتم إخضاع الدخول المتأتية من اإلستثمار بعدها إلى
الضريبة.
-4توفر فرص مناسبة في ظل إقتصاد يتسم بالرخاء والنمو اإلقتصادي.
-5وجود إدخارات ووعي إدخاري واستثماري بإعتبار اإلدخار مصدر التمويل لإلستثمار.
-6وجود أسواق مالية يسهل تداول ( األوراق المالية ) األسهم والسندات فيها.
~~5
الرباعي األول 1673-1671الذي أعطى األفضلية لترقية السياحة الدولية ،محددا أهداف النشاطات السياحية على
المدى البعيد عن ثالثة أهداف أساسية:
مداخيل العملة الصعبة
خلق مناصب شغل
إدماج الجزائر في سوق السياحة الدولية.
ب -مرحلة :1691 – 1691
و بالمقابل خالل المخطط الرباعي ،1677 – 1674والميثاق الوطنيي لسنة 1676و ،1696جاءت بتغيرات
في السياسة السياحية ،إذ تم التخ لي عن مبدأ السياحة الدولية والتوجه إلى السياحة الداخلية وذلك لألسباب التالية:
المحافظة على المجتمع الجزائري من التغيرات السلبية التي قد تنجر بسبب تدفق السواح األجانب إلى الجزائر.
وكانت التوجهات تقوم أساسا على السياحة الداخلية ،هي نفسها المعتمدة في آخر مخططين خماسيين 1694-1691
و .1696-1695
ج -مرحلة :1661 – 1691
إرتبطت هذه المرحلة بمعطيات إقتصادية عالمية جديدة تمثلت في إنهيار سعر البترول والدوالر ،وبذلك تقهقرت مداخيل
المحروقات واإلحتياطات المالية ،وارتفاع المديونية الخارجية الجزائرية.
أرغمت السلطات العمومية في الجزائر إلى مراجعة توجهات السياسة السياحية ،والعودة إلى إعتماد السياحة الدولية،
خاصة مع إزدياد الطلب على نوع معين من السياحة أال وهي السياحة الصحراوية.
ويتضح ذلك من خالل التوافد القياسي لسنة 1696حيث سجل توافد 1.1مليون سائح إلى الجزائر.
د -مرحلة :1666 – 1661
انهارت خالل هذه المرحلة مؤشرات التوافد السياحي على الجزائر ،حيث سجل أدنى المستويات في سنة 1665
( 34111سائح ) ،وهذا نظ ار للوضع األمني الذي ساد الجزائر آنذاك.
ومع بداية استقرار وتحسين الظروف األمنية ،و المجهودات الترقوية التي بدلت ،بدأ مؤشر التوافد في اإلرتفاع من جديد،
حيث سجل:
679111 :1669سائح -
956111 :1111سائح -
1166311 :1113سائح -
1511111 :1119سائح. -
ويبقى هذا الرقم ضئيال بالمقارنة من اإلمكانيات السياحية الطبيعية الهائلة التي تحوزها الجزائر.
-2وضعية قطاع السياحة بالجزائر:
ال بد من سرد مزايا وعوائق القطاع السياحي بالجزائر ومحاولة وضع برنامج تنموي يساعد على النهوض بهذا القطاع
الحساس:
أ -المزايا ( المقومات الطبيعية):
~~6
تتمتع الجزائر بمقومات سياحية تساعدها على للنهوض بالسياحة وتجعلها تنافس مثيالتها من الدول الشقيقة
كتونس،المغرب ،ومصر .ومن أهم مقوماتها:
الموقع الجغرافي اإلستراتيجي الذي تتميز به الجزائر بوجودها على ضفة البحر األبيض المتوسط ،وكبوابة إلفريقيا. -
ـ مناخ متوسطي يسود في القسم الشمالي.
ـ شريط ساحلي بطول 1611كلم به أجمل :الشواطئ ،الخلجان و الغابات.
ـ صحراء مساحتها 1111111كم 1من أجمل الصحاري في العالم.
ـ ثروة إيكولوجية وتاريخية هائلة من بقايا أكبر الحضارات التي عرفها التاريخ ،موزعة عبر كامل التراب الوطني (الزيانيين
في تلمسان ،سيدي عقبة ببسكرة ،سانت أوغستان بسوق أهراس.).....
ـ ثروة حموية كبيرة ذات قيمة عالجية كبيرة مع توفر حوالي 111منبع حموي معروف.
المزايا اإلستراتيجية األخرى:
قرب الجزائر من أهم البلدان المصدرة للسياح (أوربا).
توفر هياكل قاعدية معتبرة (طرقات ،موانئ ،مطارات).
وجود طلب حقيقي على المنتوج السياحي الوطني األول (الصحراء ،اآلثار).
السواحل ومناطق التوسع السياحي ال تزال عذراء ،مما يجعل اإلستثمار المستقبلي فيها يتفادى األخطاء المعمارية
والبيئية المرتقبة فيها ( في الضفة األخرى للبحر األبيض المتوسط استثمارات كبرى تم هدمها العتبارات بيئية
وهندسية).
تنامي إرادة الدولة لتدعيم التنمية السياحية المستدامة.
ب ـ العوائق:
بالرغم من توفر الجزائر على هذ ه المقومات المتنوعة إال أن هنالك عدة عوائق تحول دون الوصول إلى األهداف المرجو
تحقيقها:
وفيما يلي إحصائيات حول تنقل المواطنين واألجانب بالتراب الوطني من 11جانفي 1117إلى غاية 31مارس 1111
وهي مأخوذة من سجالت المديرية العامة للشرطة بالجزائر العاصمة :)9( 1111
جدول رقم ( :)1اإلحصائيات اإلجمالية من 2119.11.11إلى 2119.12.01
األجانب المواطنين الطرق
خروج دخول خروج دخول
133871 139978 774700 759642 البرية
34136 36599 345134 406691 البحرية
432576 429378 1599694 1495451 الجوية
600583 605955 2719528 2661784 المجموع
1206538 5381312
~~7
جدول رقم ( :)2اإلحصائيات اإلجمالية من 2119.11.11إلى 2119.12.01
األجانب المواطنين الطرق
خروج دخول خروج دخول
172979 181488 842199 824536 البرية
28396 28879 324339 326406 البحرية
430440 457680 1592588 1625589 الجوية
631915 668047 2759126 2776531 المجموع
1299862 5535657
1514376 5961860
~~8
األجانب المواطنين الطرق
خروج دخول خروج دخول
77694 94111 156531 161316 البرية
3411 4596 41115 41153 البحرية
111115 111159 433351 397461 الجوية
193116 199646 116616 596151 المجموع
371165 719656
من خالل هذه اإلحصائيات نالحظ أن عدد السواح األجانب الوافدين إلى أرض الوطن في تناقص من سنة إلى أخرى،
وهو ما يالحظ كذلك بالنسبة للمواطنين ،إذ يالحظ أن نسبة خروجهم من أرض الوطن نحو الخارج في تزايد وهذا راجع
لعدة أسباب نحاول ذكر البعض منها:
ـ غياب إستراتيجية شاملة للتنمية السياحية بعد اإلستقالل ،واعتماد العشوائية في اإلختيارات الهامة للتنمية اإلقتصادية.
ـ يالحظ وجود نقص في التشريع القانوني المنظم لهذا القطاع.
ـ مراجعة وتعديل النصوص القانونية الحالية.
ـ نقص فادح في طاقات اإلستقبال بمختلف أنواعها 69111سرير سنة 91111 ،1661سرير سنة .1115
الوضعية الحالية لهياكل اإلستقبال:
بلغت طاقات اإلستيعاب بالجزائر سنة 95111 ،1119سرير ،غير أن جلها ال يلبي اإلحتياجات النوعية للسواح مع
وجود عوائق ظرفية.
ـ كثرة الفندقة الحضرية على حساب األنواع األخرى.
ـ نقص الفنادق رفيعة المستوى ( )Haut de gammeوان وجدت فهي متمركزة بالعاصمة.
ـ ضعف في تأطير النشاطات السياحية ،و السيما في مجال تكوين موظفي النشاطات السياحية ( اليد العاملة في المجال
السياحي ) .إذ ال توجد بالجزائر سوى ثالث ( )13مؤسسات تكوينية هي المدرسة الوطنية العليا للسياحة بالجزائر
العاصمة ،المعهد الوطني للتقنيات الفندقية والسياحية بتيزي وزو ،مركز الفندقية ببوسعادة.
غير أن هذه المؤسسات والمنجزة خالل السبعينيات أصبحت اليوم غير مطابقة للتقنيات البيداغوجية العصرية .
ـ عدم التحكم في العقار السياحي ،وتداخل الصالحيات في إستغالله بين مختلف المتدخلين ( الوكاالت العقارية ،مصالح
أمالك الدولة ،البلديات ،لجنة ، CALPIهذا ما جعل كثي ار من المستثمرين الجزائريين واألجانب على حد سواء يترددون
في اإلستثمار في المجال السياحي ،وهذا ما أدى إلى ضعف اإلستثمار في هذا القطاع.
ـ عدم مالئمة أساليب التمويل مع خصوصيات اإلستثمار السياحي ،حيث أن تمويل المشاريع السياحية فيه نوع من القسوة
في منح القروض وتسديدها ،فالمشروع السياحي وخالفا للمشاريع األخرى ،ال يصبح ذو مردودية فعلية إال بعد وقت
طويل ،في حين تمنح القروض على المديين القصير والمتوسط ،إال أن هذه القروض لم تميز بين النشاطات التجارية
المحضة ذات المردودية اآلنية ،واإلستثمارات السياحية ذات المردودية المؤجلة.
~~9
ـ تدني صورة الجزائر في الخارج وكذا سمعة منتجاتها السياحية نظ ار لتدني نوعية الخدمات السياحية المقدمة.
-0اإلستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية(:)6
على ضوء الفحص الشامل لقطاع السياحة في بالدنا وبعد التشخيص ألهم المزايا الثابتة التي من شأنها بناء صناعة
سياحية حقيقية من جهة ،وكذا أهم العوائق التي حالت دون تنم ية قطاع السياحة بالجزائر ،وبالنظر للتجارب الصائبة
في البلدان التي لها نفس مميزات الجزائر ،وكذلك اإلتجاهات الحالية والمستقبلية على الصعيد الدولي في المجال
السياحي تم إعداد المخطط التوجيهي للتنمية السياحية ( )SDATآفاق ،1115مع عقد الجلسات الجهوية والوطنية
للسياحة.
إن المخطط التوجيهي للسياحة ، 1115يمثل اإلطار اإلستراتيجي المرجعي للسياسة السياحية بالجزائر ،والذي يهدف إلى
جعل الجزائر بلد استقبال سياحي ،على المدى المتوسط 1115و الطويل .1115
وهو بذلك يترجم إرادة الدولة الهادفة إلى إستغالل المقومات الطبيعية ،الثقافية والتاريخية ووضعها كأداة لدفع السياحة
بالجزائر إلى مصاف الوجهات النخبوية في منطقتي البحر األبيض المتوسط وأوربا.
هذا المخطط يرتكز على خمس ( )15ديناميكيات ،التي تعتبر المسلك الحاسم واألوجز لضمان التموقع الجديد ،وتتمثل
هذه الديناميكيات في:
-1مخطط المقصد الجزائري :الهدف منه رفع مستوى اإلستقطاب والقدرة على المنافسة.
-1مخطط أقطاب وقرى اإلمتياز السياحية :ويتعلق األمر بوضع تصور لتطوير مختلف األقطاب من خالل ترشيد
اإلستثمار .
-3مخطط جودة السياحة الجزائرية :ويهدف إلى وضع خطة لتوطيد نوعية العرض السياحي الوطني الذي يشمل
التدريب على اإلمتياز وتعلمه واللجوء إلى تكنولوجيات اإلعالم واالتصال بالتوافق مع تطور المنتوج السياحي في العالم.
-4مخطط الشراكة بين القطاعين العام والخاص :بهدف ترقية بيئية والتناغم في العمل من خالل مفصلة السلسلة
السياحية ،واقامة شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص.
-4مخطط التمويل العملي :يتعلق األمر بإتخاذ اجراءات تحفيزية لدعم األنشطة السياحية وأصحاب المشاريع والمرقيين،
وكذلك استقطاب كبار المستثمرين الوطنيين والدوليين.
من خالل الديناميكيات الخمس ،نستشف إرادة حقيقية لبعث السياحة بالجزائر ،وعليه تم تحديد سبعة أقطاب سياحية
رئيسية ،والتي تعتبر بمثابة "واجهات رموز" حقيقية لبروز مقصد سياحي متميز ويتعلق األمر بـ:
)1قطب اإلمتياز السياحي – شمال شرق.
)1قطب اإلمتياز السياحي – شمال وسط.
)3قطب اإلمتياز السياحي – شمال غرب.
)4قطب اإلمتياز السياحي – الواحة.
)5قطب اإلمتياز السياحي – توات فو اررة.
)6قطب اإلمتياز السياحي – طاسيلي.
)7قطب اإلمتياز السياحي – األهقار.
~ ~ 10
و أعطيت للوكالة الوطنية للتنمية السياحية مهام ميدانية من أجل التكفل الفعلي بتطوير وترقية ومرافقة أصحاب المشاريع
والمستثمرين.
كما أسندت مهام الترقية للديوان الوطني للسياحة ،ONTوالديوان الوطني للتنشيط والترقية واإلعالم السياحي ،ONAT
مع تدعيم المؤسسات التكوينية الثالث بمدارس جديدة في كل من تيبازة وعين تيموشنت باإلضافة إلى سبعة ()17
مدارس تابعة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين موزعة على أقطاب السياحة السبعة.
– BDL دون أن ننسى التسهي الت الممنوحة في مجال التمويل البنكي للمشاريع حيث أبرمت عدة اتفاقيات مع البنوك
، CPAوغيرها لتسهيل إجراءات الحصول على القروض المالية المناسبة حسب كل مشروع.
أما إستعمال تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال ،فهو سلوك جديد ومجال اإلستهالك والتنويع ،إذ أن إستعمال األنترنت
في الحجز المباشر وتحضير السفر مباشرة دون اللجوء إلى وكاالت السفر ،مع إستعمال دالئل سياحية واستعمال التذاكر
اإللكترونية ،سيلعب دون شك دور كبير في تسهيل عمليات األسفار.
نشير في الختام أن التطبيق الصارم لهذا المخطط سيرفع السياحة الجزائرية إلى مصاف الدول الرائدة في هذا المجال
ومن ثم التعويل على قطاع بديل لقطاع المحروقات.
الخاتمة و اإلستنتاج:
الهدف العام للسياسات الحكومية في السياحة هو زيادة مساهمتها في اإلقتصاد الوطني .ومن األهداف الخاصة :زيادة
المساهمة في ميزان المدفوعات ،المساهمة في التنمية اإل قليمية بشكل متوازن ،توفير فرص العمل ،إعادة توزيع الدخل
بين األفراد ،المساهمة في الخدمات اإلجتماعية و اإلقتصادية .وفي معظم الحاالت ،فإن اإلستثمار في قطاع السياحة
والسفر يعتمد على نفس المبادئ التجارية كما هو الحال في باقي القطاعات اإلقتصادية.
لدى يجب على ال دولة مساعدة المستثمرين على اإلستثمار بالقطاع السياحي الجزائري وذلك من خالل:
-1تخفيض تكلفة اإلسثمار :ويتضمن هذا العمل على خفض التكاليف اإلستثمارية للمشروعات السياحية عن طريق منح
دعم لرأس المال ،ومنح قروض بأسعار فائدة مميزة والسماح بإعفاءات ضريبية على مستلزمات اإلنشاء وكذلك على بيع
أو تأجير األراضي للمستثمرين بأسعار أقل عن األسعار السائدة في السوق.
-1تخفيض تكاليف التشغيل :ويمكن تحقيق هذا عن طريق :اإلعفاءات الضريبية واإلعفاءات الجمركية على األجهزة
المستوردة لخدمة القطاع السياحي ودعم برنامج تدريب العاملين.
-3ضمانات اإلستثمار :والهدف من هذه الضمانات تأمين حقوق المستثمرين وخاصة األجانب منهم وذلك عن طريق:
ضمان حق إسترداد رأس المال واألرباح ويعني هذا بالنسبة لألجانب ضمان حقهم في إعادة تصدير رؤوس أموالهم
وحقهم في تحويل أرباحهم إلى الخارج.
ضمان القروض في بعض األحوال.
تشجيع المستثمر األجنبي إعادة إستثمار أرباحه في مشروعات سياحية أخرى داخل البلد المضيف.
-4الدعم المالي والذي هو عبارة عن مبالغ مالية تمنحها الدولة للقائمين بتنفيذ المشاريع السياحية مع عدم مطالبتهم
بردها.والميزة األساسية لهذا النوع من المساعدات هي تخفيض تكاليف اإلستثمار وعادة ما يقدم الدعم في شكل إعفاءات
~ ~ 11
من سداد القروض أو أقساطها ،مما يؤثر مباشرة على تكلفة المشروع .وادارة عمليات الدعم المالي تعتبر بسيطة بشكل
عام ولكنها يجب أن تواجه األمور اآلتية وتحسمها:
تقرير مقدار الدعم لمشروع سياحي معين.
التأكد من أن الدعم إستخدم في نفس الغرض الممنوح من أجله.
التأكد من أن تنفيذ المشروع السياحي سوف يتم في الوقت المحدد له مسبقا.
ويعتبر الدعم المالي ذو أهمية كبيرة في مواجهة مشكالت السيولة النقدية التي يحتاجها المشروع السياحي في المراحل
األولى من تنفيذ ،كما أن الدعم يسهم في تنفيذ المشروعات السياحية التي ترى الدولة أن لها أهمية خاصة ( مثل خلق
فرص للعمل عن طريق دعم مشروعات سياحية معينة ).
-5القروض المميزة :تتمثل في القروض التي تقدمها الحكومة للمستثمرين في المشروعات السياحية بسعر فائدة أقل من
السعر السائد في السوق.
وتتضمن إدارة عمليات القروض المميزة من الجانب الحكومي:
أ -دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع المقترح.
ب -متابعة سداد األقساط والفوائد.
جـ -التأكد من أن القرض إستخدم في الغرض الذي منح من أجله.
د -التأكد من أن التنفيذ المشروع سوف يتم في الوقت المحدد له.
-6ضمانات القروض :تقوم الحكومات أو الهيئات المتخصصة التابعة بضمان القروض التي تمنحها البنوك التجارية
لتنمية المشروعات السياحية ويعتبر المشروع السياحي مؤهال للحصول على قرض مضمون بعد إتمام الخطوات اآلتية:
أ -تقييم كفاءة المشروع في إطار الشروط الموضوعة من قبل البنك التجاري مع مانح القرض.
ب -تقييم المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المشروع ،أو بعبارة أخرى تقييم المخاطر التي يستلزمها الضمان ويلتزم
البنك التجاري بتقديم القرض مقابل إلتزام الحكومة أو الهيئات األخرى المتخصصة بالضمان في حالة توقف المشروع عن
السداد.
-7دعم عمليات الفوائد المنخفضة :يتمثل الدعم هنا في إلتزام الحكومة بسداد الفرق بين السعر الفائدة المنخفضة على
القرض الذي يحصل عليه المشروع السياحي وسعر الفائدة الجاري الذي تفرضه البنوك التجارية ويتيح هذا النظام تمويل
عدد أكبر من المشروعات السياحية مما يسمح به نظام القروض المميزة .وتزداد أهمية عمليات الفوائد المنخفضة
في السنوات األولى من العمليات اإلستثمارية حيث ال يحصل المشروع على إيرادا في هذه السنوات.
-9األساليب المالية لدعم اإلستثمار السياحي :يقتصر هذا النوع من المساعدات على المشروعات السياحية التي بدأت
في نشاطها الفعلي وتمكنت من تحقيق أرباح فعلية .وهناك أشكال عديدة للمساعدات المالية تختلف بإختالف البلدان
ومنها مثال السماح للمشروع السياحي بعمل إحتياطات اإلستهالك الرأسمالي من أرباحه المحققة قبل تحميلها الضرائب
مما يخفض من مقدار ضرائب األرباح.
وعلى الرغم من تعدد المزايا السابقة إال أنها ليست كافية لجذب المستثمرين إذ أن النشاط السياحي يتعرض أحيانا
ل إلنكماش ألسباب إقتصادية وغير إقتصادية ومن ثم فإن مخاطر اإلستثمار في قطاع السياحية عادة ما تكون أعلى من
~ ~ 12
مخاطر اإلستثمار في كثير من القطاعات األخرى .ولذلك البد من التأكد على المساعدات التي تقدمها الحكومات ألجل
التنمية السياحية وتوفير بيئة إقتصادية وقانونية مناسبة لطمأنة المستثمرين وجذبهم.
الهوامش والحواشي:
-1المنظمة العالمية للسياحة :مفاهيم ،تعاريف وتصانيف إلحصاءات السياحة ،ص ،11سنة ،1665دليل فني رقم 1
-1أ.م،ع.أ ":تنظيم وادارة المنشات السياحية والفندقية ،المكتب العربي الحديث" ،ص ، 17الطبعة الثانية ،سنة ،1999
احمد ماهر ،عبد السالم أبو قحف مصر.
-3آ.م ": :إدارة المنشات السياحية،دار صفاء للنشر والتوزيع" ،ص ،32الطبعة األولى ،سنة ،1111آسيا محمد إمام
األنصاري ،إبراهيم خالد عواد ،األردن.
-4المجلس االقتصادي واالجتماعي ،ملف السياحة) ، ( 2001ص. 40
-5احمد ماهر،عبد السالم أبو قحف ،مرجع سابق ،ص.67
-7ا.م " :أساسيات التمويل واإلستثمار في صناعة السياحة " ،ص ، 115سنة ،1116موفق عدنان عبد الجبار
الحميري ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ،عمان األردن.
-9إحصائيات حول دخول وخروج السواح األجانب والمواطنين للجزائر من سجل المديرية العامة لألمن الوطني ( شرطة
الحدود) الجزائر العاصمة يوم األحد 16ماي .1111
-6ب.ب ":السياسات السياحية في المجتمع الجزائري وانعكاساتها على العرض والطلب"،ص ،111سنة ،1119
بوعقلين بديعة ،رسالة ماجستير غير منشورة ،الجزائر.
~ ~ 13
~ 14 ~