Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬


‫جامعة باجي خمتار عنابة‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيري‬
‫قسم العلوم املالية‬
‫امللتقى الدويل األول حول‪:‬‬
‫التسويق السياحي وتثمني صورة اجلزائر‬
‫حتت شعار " اجلزائر وجهة الغد "‬
‫يومي ‪ 6‬و ‪ 7‬نوفمرب ‪3102‬‬

‫الدكتور‪ :‬بن رجم محمد خميسي‬


‫عميد كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫جامعة محمد الشريف مساعدية سوق أهراس‬

‫الموضوع‪ :‬االستثمار في السياحة ودوره في التنمية المستدامة بالجزائر‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تعد السياحة أحد المجاالت التي شهدت في اآلونة األخيرة إهتماما متزايدا‪ .‬بإعتبارها أصبحت تشكل أحد الموارد األساسية‬
‫للتنمية الشاملة و المعول عليها للمساهمة في رفع النمو اإلقتصادي ‪.‬‬
‫سنحاول من خالل هذه المقالة التطرق للسياحة و اإلستثمارات السياحية وما مدى مساهمتها في التنمية المستدامة‬
‫بالجزائر‪.‬‬
‫كلمات المفتاحة‪ :‬اإلستثمار‪ ،‬السياحة‪ ،‬التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪Résumé :‬‬
‫‪Le tourisme est l'un des domaines qui ont récemment connu un intérêt croissant. Comme on est‬‬
‫‪devenu une ressource essentielle pour le développement global et s'est appuyé sur de contribuer à‬‬
‫‪accroître‬‬ ‫‪la‬‬ ‫‪croissance‬‬ ‫‪économique.‬‬
‫‪Nous allons essayer à travers cet article d'aborder les investissements touristiques et le tourisme et‬‬
‫‪leur contribution au développement durable en Algérie.‬‬
‫‪Les mots clé: investissements, tourisme, développement global‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫عرفت الجزائر على غرار باقي دول العالم تحوالت جذرية‪ ،‬خالل العشريتين الماضيتين خاصة على المستوى السياسي‪،‬‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬من خالل االندماج وتبني اقتصاد مفتوح‪ ،‬يراعي هذه المستجدات الوطنية والدولية‪.‬‬

‫~‪~1‬‬
‫من بين القطاعات الحيوية التي تعتمد عليها معظم الدول ومن بينها الجزائر قطاع السياحة الذي يعد قطاع هام‪ ،‬إذا ما‬
‫أعتني به أصبح مصد ار لجلب العملة الصعبة‪ ،‬و ذلك لما تزخر به بالدنا من إمكانيات طبيعية ( بحرية‪ ،‬صحراوية‪،‬‬
‫مناطق أثرية‪ )...‬مشجعة لوجود نشاط سياحي‪.‬‬
‫فالرؤية الجديدة لهذا القطاع المستقبلي والمتألق في ظل المسيرة السليمة والنظرة الدولية للمنطقة أصبح محط إغراء‬
‫إستثمارات ضخمة ممكنة‪.‬‬
‫كما أن اإلستثمار في هذا القطاع يتأثر بحجم التسهيالت والخدمات المقدمة وبالبيئة اإلستثمارية المالئمة والمشجعة‬
‫وبالبنية التحتية المتوفرة‪.‬‬
‫وتعمل اإلستثمارات السياحية على المساهمة في خلق توازن جهوي بين المناطق‪ ،‬واستقطاب عمالتها للحد من النزوح‬
‫وتساهم أيضا في إستعاب المزيد من السياح وبالتالي تشجيع الحركة السياحية ودر المزيد من العملة الصعبة في خزينة‬
‫الدولة واستغالل جزء منها في قطاعات ضعيفة تحتاج إلى التطور والتحديث‪.‬‬
‫لذلك سنحاول عرض واقع قطاع السياحة ودوره في بعث التنمية بالجزائر‪ ،‬في ظل التحديات التنافسية اإلقليمية والدولية‪،‬‬
‫وتبيان معوقات تحقيق ذلك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف السياحة‬


‫نظ ار إلختالف التعاريف من مفكر آلخر ومن بلد آلخر‪ ،‬وبهدف توحيد أسس اإلحصائيات السياحية‪ ،‬قامت‬
‫<<‬
‫السياحة تشمل أنشطة األشخاص الذين يسافرون‬ ‫المنظمة العالمية للسياحة بتحديد تعريف لهذه الظاهرة وهو كاآلتي‪:‬‬
‫إلى أماكن تقع خارج بيئتهم المعتادة‪ ،‬ويقيمون فيها لمدة ال تزيد عن سنة بغير إنقطاع‪ ،‬للراحة أو ألغراض أخرى‪.‬‬
‫وتتألف البيئة المعتادة للشخص من منطقة محددة قريبة من مكان إقامته مضافا إليها كافة األماكن التي يزورها بصورة‬
‫مستمرة ومتكررة >>(‪.)1‬‬
‫إلى جانب هذا التعريف فقد حددت المنظمة العالمية للسياحة ثالثة معايير رئيسية لتمييز السياحة عن أنواع السفر‬
‫األخرى وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬البيئة المعتادة‪ :‬لمفهوم البيئة المعتادة ( وبالتالي للسياحة ) بعدان هما‪:‬‬
‫‪ -‬البعد األول‪ :‬التكرار‪ ،‬بحيت تعتبر كل األماكن التي يزورها الشخص بصورة متكررة جزءا من بيئته المعتادة حتى وان‬
‫كانت تبعد كثي ار عن مكان إقامته‪.‬‬
‫‪ -‬البعد الثاني‪ :‬المسافة‪ ،‬تكون األماكن القريبة من مكان إقامة الشخص جزءا من بيئته المعتادة حتى وان كان ناد ار‬
‫ما يزورها‪.‬‬
‫ب‪ -‬مدة اإلقامة‪ :‬يجب عدم بقاء الزائر لمدة ‪ 11‬شه ار متواصلة أو أكثر في المكان الذي يزوره‪ .‬فالشخص الذي يقيم‬
‫أو ينوي اإلقامة لمدة سنة أو أكثر في مكان ما يعتبر مقيما فيه‪ ،‬وبالتالي ال يعتبر زائ ار بالنسبة إلحصاءات السياحة‪،‬‬
‫ويعامل معاملة المقيمين في ذلك البلد ‪ ،‬وفي حالة عودته لبلده األصلي لمدة قصيرة لزيارة األهل مثال فهو يعتبر زائ ار له‪،‬‬
‫وبالتالي عند وصف السياحة الدولية يجب تصنيف الزائرين بحسب بلد اإلقامة وليس بحسب الجنسية‪.‬‬
‫ث‪ -‬التعويض من خالل البلد المزار‪ :‬يجب أن يكون الغرض الرئيسي من الزيارة هو أي غرض بإستثناء ممارسة نشاط‬
‫يتم تعويضه من داخل البلد الذي يزار‪ ،‬ويستند هذا المعيار مباشرة على توصيات األمم المتحدة الخاصة بالهجرة‬

‫~‪~2‬‬
‫الدولية‪ ،‬إذ أن أي شخص يدخل بلدا للعمل في مهنة يتم تعويضها من داخل البلد ( ليس كعامل حدود )‪ ،‬أو أي شخص‬
‫يرافقه كتابع أو مستخدم يعتبر مهاج ار لمدة طويلة إذا كانت مدة اإلقامة أكثر من سنة‪ ،‬أو مهاجر لمدة قصيرة إذا كانت‬
‫اإلقامة أقل من ذلك‪.‬‬
‫>>‬ ‫<<‬
‫إلى الدفعات التي تقدم كمكافأة عن أداء عمل أي دفعات األجور والرواتب‪ ،‬وليس‬ ‫تعويض‬ ‫و يشير مصطلح‬
‫مخصصات السفر أو الرسوم‪.‬‬
‫من التعاريف السابقة يتضح بأن السياحة تفيد إنتقال الشخص من مكان إقامته المألوف والمعتاد إلى أماكن أخرى من‬
‫أجل إشباع رغباته في التنزه والترفيه وقد تندرج ضمن هذه الرغبات ممارسة الطقوس الدينية والعالج وغيرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية السياحة‬


‫لو لم تكن للسياحة أهميتها ما كانت لتحتل مكانة متميزة في السياسات التنموية للدول المتقدمة والنامية على حد السواء‪.‬‬
‫وفيما يلي سيتم التعرض لألهمية االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية والسياسية للسياحة‪.‬‬
‫أـ األهمية االقتصادية‪:‬‬
‫يمكن إبراز األهمية االقتصادية من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫*خلق مناصب عمل‪ :‬إن القطاع السياحي إمكانه المساهمة في خلق مناصب جديدة ألنعه كثيف التشابك ويرتبط مع‬
‫العديد من القطاعات األخرى‪،‬وهذا يعني إمكانيته في توليد فرص العمل بحيث تفوق حدود القطاع السياحي‪ ،‬وتمتد لتصل‬
‫حدود القطاعات األخرى التي تجهزه بمستلزمات اإلنتاج‪.‬‬
‫فالسياحة لها القدرة على جلب مناصب عمل جديدة‪ ،‬فمثال في فرنسا توظف السياحة ‪ 800000‬منصب عمل مباشر عدا‬
‫النقل موزعين على مختلف األنشطة السياحية‪.‬‬
‫*تدفق رؤوس األموال األجنبية‪ :‬تساهم السياحة في توفير جزء من النقد األجنبي لتنفيذ خطط التنمية الشاملة‪ ،‬ويمكن‬
‫تلخيص بعض أنواع التدفقات للنقد األجنبي الناتج عن السياحة كالتالي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬مساهمة رؤوس األموال األجنبية في االستثمارات الخاصة بقطاع السياحة‪.‬‬
‫‪-‬المدفوعات السيادية التي تحصل عليها الدولة مقابل منح تأشيرات الدخول للبلد‪.‬‬
‫‪ -‬فروق تحويل العملة وتأثيرها على القدرة المالية للفرد‪.‬‬
‫‪-‬اإلنفاق اليومي للسائحين مقابل الخدمات السياحية‪ ،‬باإلضافة إلى اإلنفاق على الطلب على السلع اإلنتاجية والخدمات‬
‫لقطاعات اقتصادية أخرى‪.‬‬
‫*تحسين ميزان المدفوعات‪:‬السياحة تساهم كصناعة تصديرية في تحسين ميزان المدفوعات الخاص بالدولة‪،‬ويتحقق هذا‬
‫نتيجة تدفق رؤوس األموال األجنبية المستثمرة في المشروعات السياحية‪ ،‬اإليرادات السيادية التي تقوم الدولة بتحصيلها‬
‫من السائحين‪ ،‬وخلق استخدامات جديدة للموارد الطبيعية والمنافع الممكن تحقيقها نتيجة خلق عالقات اقتصادية بين‬
‫قطاع السياحة والقطاعات اإلقتصادية األخرى (‪.)3‬‬

‫~‪~3‬‬
‫ب ـ األهمية االجتماعية‪:‬‬
‫ال يختلف إثنان في أن التطور اإلقتصادي في أي بلد يؤدي حتما إلى إحداث تطور مماثل في الجانب اإلجتماعي‪،‬‬
‫بمعنى أن العالقة بين القطاعين طردية‪ .‬ويفترض أن يساهم القطاع السياحي في توفير النقد األجنبي لخزينة البلد ويساهم‬
‫في نفس الوقت في تخفيف حدة البطالة وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين‪ .‬وينبثق هذا الطرح من كون السياحة تعتمد‬
‫على اإلستعمال المكثف لليد العاملة في مختلف الخدمات المتعلقة بالسياحة كالنقل واإلسكان واإلطعام واإلتصال والبيع‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وفي الجزائر تشير اإلحصائيات بأن نسبة المستخدمين في إدارات القطاع السياحي تمثل ‪ %24‬من إجمالي اليد العاملة‬
‫بقطاع السياحة‪ ،‬بينما ال ينبغي أن تتجاوز هذه النسبة ‪ % 7‬وفقا للمعايير المعمول بها دوليا‪ .‬يضاف إلى ذلك أن نسبة‬
‫‪%50‬من المستخدمين يفتقدون إلى المؤهالت‪ ،‬في الوقت الذي يفترض أن ال تتجاوز هذه النسبة ‪.)4( %20‬‬

‫ج ـ األهمية الثقافية‪:‬‬
‫تعد السياحة أداة لالتصال الفكري وتبادل الثقافة‪ ،‬العادات والتقاليد بين الشعوب فهي تعد وسيلة وأداة فعالة في خلق روح‬
‫التفاهم والتسامح فيما بينهم‪ ،‬كما تعتبر كذلك أداة للتبادل المعرفي (تداول العلوم والمعارف)‪.‬‬
‫د ـ األهمية السياسية‪:‬‬
‫‪ -‬تساهم السياحة في تحسين العالقات بين الدول‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬تلعب دور هام في حل المعضالت السياسية‬

‫ثالثا‪ :‬تعريف اإلستثمار و اإلستثمار السياحي‬


‫تحظى عملية اإلستثمار من بين العديد من الفعاليات اإلقتصادية بأهمية كبيرة كون اإلستثمار يمثل العنصر الحيوي‬
‫والفعال لتحقيق عملية التنمية اإلقتصادية حيث أن أي زيادة أولية في اإلستثمار سوف تؤدي إلى زيادات في الدخل من‬
‫خالل مضاعف اإلستثمار‪ .‬كما أن أي زيادة في الدخل ال بد أن يذهب جزء منها لزيادة اإلستثمار من خالل ما يسمى‬
‫بالمعجل (المسرع)‪ .‬ومن ناحية أخرى يمكن القول أن كل عملية إستثمارية ال بد أن يرافقها مستوى معين من المخاطرة‪،‬‬
‫و البد أيضا أن تحقق مستوى معين من العائد‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف اإلستثمار‪:‬‬
‫يرى البعض أن اإلستثمار يعني " التضحية بمنفعة حالية يمكن تحقيقها من خالل إشباع إستهالكي حالي والحصول على‬
‫منفعة مستقبلية منى إستهالك مستقبلي أكبر "‪ .‬والبعض اآلخر يعرف اإلستثمار بأنه " التخلي عن إستخدام أموال حالية‬
‫ولف ترة زمنية معينة من أجل الحصول على مزيد من التدفقات النقدية في المستقبل تكون بمثابة تعويض عن الفرصة‬
‫الضائعة للموال المستثمرة‪ ،‬وكذلك تعويض عن اإلنخفاض المتوقع في القوة الشرائية لألموال المستثمرة بسبب التضخم مع‬
‫إمكانية الحصول على عائد معقول مقابل تحمل عنصر المخاطرة "(‪.)6‬‬
‫وعلى هذا األساس يمكن القول أن مفهوم اإلستثمار يعني توظيف الموال أو تخصيصها في المجاالت أو الفرص‬
‫اإلستثمارية المتاحة والتي يعتقد المستثمر بأنها فرص مناسبة ومقبولة وتحقق له العائد الذي يرغب بأقل مستوى من‬

‫~‪~4‬‬
‫المخاطرة‪ ،‬ولذلك فإن أي إستثمار تصاحبه مخ اطرة ولكن هذه المخاطرة بمستويات متباينة وتبعا لهذا التباين يكون العائد‬
‫متباينا أيضا أي أن العالقة بين العائد والمخاطرة عالقة تبادلية إذ يزداد العائد كلما غزدادت المخاطرة ويقل بإخفاضها‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلستثمار السياحي(‪:)7‬‬
‫اإلستثمار في القطاع السياحي إما أن يكون في مشاريع سياحية مقترحة ( جديدة ) أو يأخذ شكل توسعات إستثمارية‬
‫في شركات ومؤسسات سياحية قائمة كإضافة خطوط إنتاجية جديدة للمطابخ إلى جانب الخطوط الموجودة‪ ،‬أو توسعة‬
‫الطاقة اإلستعابية لمنتجع سياحي‪.‬‬
‫واإلستثمار يحتاج إلى بيئة إستثمارية تتوفر فيها مقومات نجاح المستثمر في حسن اإلختيار للفرص اإلستثمارية المتاحة‬
‫ومن أبرز هذه المقومات‪:‬‬
‫‪ -1‬إستقرار سياسي و إقتصادي وأمني‪.‬‬
‫‪-1‬تشريعات مالية وقانونية مشجعة تسهل عملية اإلستثمار‪.‬‬
‫‪ -3‬سياسات ضريبية م شجعة تتضمن إعفاءات ضريبية لمدة معينة يتم إخضاع الدخول المتأتية من اإلستثمار بعدها إلى‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫‪ -4‬توفر فرص مناسبة في ظل إقتصاد يتسم بالرخاء والنمو اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪ -5‬وجود إدخارات ووعي إدخاري واستثماري بإعتبار اإلدخار مصدر التمويل لإلستثمار‪.‬‬
‫‪ -6‬وجود أسواق مالية يسهل تداول ( األوراق المالية ) األسهم والسندات فيها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬السياحة بالجزائر‬


‫الواقع أن قطاع السياحة في الجزائر لم يعتمد عليه كقطاع خالق للثروة‪ ،‬كما ال يعد قطاع هام يساهم في التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وعليه فإنه لم يحض بالعناية الكافية منذ اإلستقالل‪.‬‬
‫إذ أن اإلستراتيجية الوطنية للتنمية إختارت من بين نظريات النمو اإلقتصادي‪ ،‬نظرية "قاستون دوبرنيس" والمتمثلة في‬
‫الصناعات المصنعة كنموذج للتنمية ‪ ،‬معتمدة بذلك على الثروات المعدنية المتوفرة بالجزائر‪ ،‬كعائدات المحروقات‪ ،‬وهذا‬
‫من أجل صناعة ثقيلة ‪ ،‬كان آنذاك ينتظر منها دفع حركة التنمية عن المجاالت األخرى وبالتالي أهملت قطاعات أخرى‬
‫كان من شأنها تنويع مصادر المداخيل من العملة الصعبة‪ ،‬ولم تدرج عن أولويات التنمية الوطنية ومنها بطبيعة الحال‬
‫قطاع السياحة‪ ،‬الذي وضع ضمن القطاعات المكملة‪.‬‬
‫وقد إنجر عن هذه السياسة‪ ،‬إخفاق القطاع منذ السنوات األولى لالستقالل لعدة عوامل أهمها‪ :‬التردد في تبني سياسة‬
‫سياحية قادرة على المنافسة مع التوجهات السياحية العالمية‬
‫‪ -1‬مراحل التنمية السياحية بالجزائر‪:‬‬
‫قد مر قطاع السياحة بعدة مراحل يمكن من خاللها أن نستخلص بعض التناقضات التي حالت دون تطور هذا القطاع‪.‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة ‪:1691 – 1611‬‬
‫كرس خالل هذه المرحلة مبدأ "السياسة الدولية‪ ،‬وخاللها تم إنجاز معظم المرافق السياحية خاصة العمومية منها‪ ،‬تطبيقا‬
‫لما جاء في توجيهات مختلف النصوص التنظيمية الصادرة آنذاك‪ ،‬السيما ميثاق السياحة الصادر في ‪ ،1666‬والمخطط‬

‫~‪~5‬‬
‫الرباعي األول ‪ 1673-1671‬الذي أعطى األفضلية لترقية السياحة الدولية‪ ،‬محددا أهداف النشاطات السياحية على‬
‫المدى البعيد عن ثالثة أهداف أساسية‪:‬‬
‫مداخيل العملة الصعبة‬ ‫‪‬‬
‫خلق مناصب شغل‬ ‫‪‬‬
‫إدماج الجزائر في سوق السياحة الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة ‪:1691 – 1691‬‬
‫و بالمقابل خالل المخطط الرباعي ‪ ،1677 – 1674‬والميثاق الوطنيي لسنة ‪ 1676‬و‪ ،1696‬جاءت بتغيرات‬
‫في السياسة السياحية‪ ،‬إذ تم التخ لي عن مبدأ السياحة الدولية والتوجه إلى السياحة الداخلية وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫المحافظة على المجتمع الجزائري من التغيرات السلبية التي قد تنجر بسبب تدفق السواح األجانب إلى الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وكانت التوجهات تقوم أساسا على السياحة الداخلية‪ ،‬هي نفسها المعتمدة في آخر مخططين خماسيين ‪1694-1691‬‬
‫و ‪.1696-1695‬‬
‫ج‪ -‬مرحلة ‪:1661 – 1691‬‬
‫إرتبطت هذه المرحلة بمعطيات إقتصادية عالمية جديدة تمثلت في إنهيار سعر البترول والدوالر‪ ،‬وبذلك تقهقرت مداخيل‬
‫المحروقات واإلحتياطات المالية‪ ،‬وارتفاع المديونية الخارجية الجزائرية‪.‬‬
‫أرغمت السلطات العمومية في الجزائر إلى مراجعة توجهات السياسة السياحية‪ ،‬والعودة إلى إعتماد السياحة الدولية‪،‬‬
‫خاصة مع إزدياد الطلب على نوع معين من السياحة أال وهي السياحة الصحراوية‪.‬‬
‫ويتضح ذلك من خالل التوافد القياسي لسنة ‪ 1696‬حيث سجل توافد ‪ 1.1‬مليون سائح إلى الجزائر‪.‬‬
‫د ‪ -‬مرحلة ‪:1666 – 1661‬‬
‫انهارت خالل هذه المرحلة مؤشرات التوافد السياحي على الجزائر‪ ،‬حيث سجل أدنى المستويات في سنة ‪1665‬‬
‫( ‪ 34111‬سائح )‪ ،‬وهذا نظ ار للوضع األمني الذي ساد الجزائر آنذاك‪.‬‬
‫ومع بداية استقرار وتحسين الظروف األمنية‪ ،‬و المجهودات الترقوية التي بدلت‪ ،‬بدأ مؤشر التوافد في اإلرتفاع من جديد‪،‬‬
‫حيث سجل‪:‬‬
‫‪ 679111 :1669‬سائح‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 956111 :1111‬سائح‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1166311 :1113‬سائح‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1511111 :1119‬سائح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويبقى هذا الرقم ضئيال بالمقارنة من اإلمكانيات السياحية الطبيعية الهائلة التي تحوزها الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬وضعية قطاع السياحة بالجزائر‪:‬‬
‫ال بد من سرد مزايا وعوائق القطاع السياحي بالجزائر ومحاولة وضع برنامج تنموي يساعد على النهوض بهذا القطاع‬
‫الحساس‪:‬‬
‫أ‪ -‬المزايا ( المقومات الطبيعية)‪:‬‬

‫~‪~6‬‬
‫تتمتع الجزائر بمقومات سياحية تساعدها على للنهوض بالسياحة وتجعلها تنافس مثيالتها من الدول الشقيقة‬
‫كتونس‪،‬المغرب‪ ،‬ومصر‪ .‬ومن أهم مقوماتها‪:‬‬
‫الموقع الجغرافي اإلستراتيجي الذي تتميز به الجزائر بوجودها على ضفة البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وكبوابة إلفريقيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ـ مناخ متوسطي يسود في القسم الشمالي‪.‬‬
‫ـ شريط ساحلي بطول ‪ 1611‬كلم به أجمل‪ :‬الشواطئ‪ ،‬الخلجان و الغابات‪.‬‬
‫ـ صحراء مساحتها ‪ 1111111‬كم‪ 1‬من أجمل الصحاري في العالم‪.‬‬
‫ـ ثروة إيكولوجية وتاريخية هائلة من بقايا أكبر الحضارات التي عرفها التاريخ‪ ،‬موزعة عبر كامل التراب الوطني (الزيانيين‬
‫في تلمسان‪ ،‬سيدي عقبة ببسكرة‪ ،‬سانت أوغستان بسوق أهراس‪.).....‬‬
‫ـ ثروة حموية كبيرة ذات قيمة عالجية كبيرة مع توفر حوالي ‪ 111‬منبع حموي معروف‪.‬‬
‫‪ ‬المزايا اإلستراتيجية األخرى‪:‬‬
‫قرب الجزائر من أهم البلدان المصدرة للسياح (أوربا)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفر هياكل قاعدية معتبرة (طرقات‪ ،‬موانئ‪ ،‬مطارات)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجود طلب حقيقي على المنتوج السياحي الوطني األول (الصحراء‪ ،‬اآلثار)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السواحل ومناطق التوسع السياحي ال تزال عذراء‪ ،‬مما يجعل اإلستثمار المستقبلي فيها يتفادى األخطاء المعمارية‬ ‫‪‬‬
‫والبيئية المرتقبة فيها ( في الضفة األخرى للبحر األبيض المتوسط استثمارات كبرى تم هدمها العتبارات بيئية‬
‫وهندسية)‪.‬‬
‫تنامي إرادة الدولة لتدعيم التنمية السياحية المستدامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب ـ العوائق‪:‬‬
‫بالرغم من توفر الجزائر على هذ ه المقومات المتنوعة إال أن هنالك عدة عوائق تحول دون الوصول إلى األهداف المرجو‬
‫تحقيقها‪:‬‬
‫وفيما يلي إحصائيات حول تنقل المواطنين واألجانب بالتراب الوطني من ‪ 11‬جانفي ‪ 1117‬إلى غاية ‪ 31‬مارس ‪1111‬‬
‫وهي مأخوذة من سجالت المديرية العامة للشرطة بالجزائر العاصمة ‪:)9( 1111‬‬
‫جدول رقم (‪ :)1‬اإلحصائيات اإلجمالية من ‪ 2119.11.11‬إلى ‪2119.12.01‬‬
‫األجانب‬ ‫المواطنين‬ ‫الطرق‬
‫خروج‬ ‫دخول‬ ‫خروج‬ ‫دخول‬
‫‪133871‬‬ ‫‪139978‬‬ ‫‪774700‬‬ ‫‪759642‬‬ ‫البرية‬
‫‪34136‬‬ ‫‪36599‬‬ ‫‪345134‬‬ ‫‪406691‬‬ ‫البحرية‬
‫‪432576‬‬ ‫‪429378‬‬ ‫‪1599694‬‬ ‫‪1495451‬‬ ‫الجوية‬
‫‪600583‬‬ ‫‪605955‬‬ ‫‪2719528‬‬ ‫‪2661784‬‬ ‫المجموع‬
‫‪1206538‬‬ ‫‪5381312‬‬

‫~‪~7‬‬
‫جدول رقم (‪ :)2‬اإلحصائيات اإلجمالية من ‪ 2119.11.11‬إلى ‪2119.12.01‬‬
‫األجانب‬ ‫المواطنين‬ ‫الطرق‬
‫خروج‬ ‫دخول‬ ‫خروج‬ ‫دخول‬
‫‪172979‬‬ ‫‪181488‬‬ ‫‪842199‬‬ ‫‪824536‬‬ ‫البرية‬
‫‪28396‬‬ ‫‪28879‬‬ ‫‪324339‬‬ ‫‪326406‬‬ ‫البحرية‬
‫‪430440‬‬ ‫‪457680‬‬ ‫‪1592588‬‬ ‫‪1625589‬‬ ‫الجوية‬
‫‪631915‬‬ ‫‪668047‬‬ ‫‪2759126‬‬ ‫‪2776531‬‬ ‫المجموع‬

‫‪1299862‬‬ ‫‪5535657‬‬

‫جدول رقم (‪ :)0‬اإلحصائيات اإلجمالية من ‪ 2116.11.11‬إلى ‪2116.12.01‬‬


‫األجانب‬ ‫المواطنين‬ ‫الطرق‬
‫خروج‬ ‫دخول‬ ‫خروج‬ ‫دخول‬
‫‪232034‬‬ ‫‪243679‬‬ ‫‪892462‬‬ ‫‪881063‬‬ ‫البرية‬
‫‪24351‬‬ ‫‪25975‬‬ ‫‪284319‬‬ ‫‪289592‬‬ ‫البحرية‬
‫‪497274‬‬ ‫‪491063‬‬ ‫‪1818954‬‬ ‫‪1795470‬‬ ‫الجوية‬
‫‪753659‬‬ ‫‪760717‬‬ ‫‪2995735‬‬ ‫‪2966125‬‬ ‫المجموع‬

‫‪1514376‬‬ ‫‪5961860‬‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬اإلحصائيات اإلجمالية من ‪ 2111.11.11‬إلى ‪2111.12.01‬‬


‫األجانب‬ ‫المواطنين‬ ‫الطرق‬
‫خروج‬ ‫دخول‬ ‫خروج‬ ‫دخول‬
‫‪119194‬‬ ‫‪127104‬‬ ‫‪310271‬‬ ‫‪305354‬‬ ‫البرية‬
‫‪7084‬‬ ‫‪7412‬‬ ‫‪68718‬‬ ‫‪71548‬‬ ‫البحرية‬
‫‪206809‬‬ ‫‪203286‬‬ ‫‪671736‬‬ ‫‪666776‬‬ ‫الجوية‬
‫‪3330887‬‬ ‫‪337802‬‬ ‫‪1050725‬‬ ‫‪1043678‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3669696‬‬ ‫‪1164413‬‬

‫جدول رقم (‪ :)5‬اإلحصائيات اإلجمالية من ‪ 2111.11.11‬إلى ‪2111.10.01‬‬

‫~‪~8‬‬
‫األجانب‬ ‫المواطنين‬ ‫الطرق‬
‫خروج‬ ‫دخول‬ ‫خروج‬ ‫دخول‬
‫‪77694‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫‪156531‬‬ ‫‪161316‬‬ ‫البرية‬
‫‪3411‬‬ ‫‪4596‬‬ ‫‪41115‬‬ ‫‪41153‬‬ ‫البحرية‬
‫‪111115‬‬ ‫‪111159‬‬ ‫‪433351‬‬ ‫‪397461‬‬ ‫الجوية‬
‫‪193116‬‬ ‫‪199646‬‬ ‫‪116616‬‬ ‫‪596151‬‬ ‫المجموع‬
‫‪371165‬‬ ‫‪719656‬‬

‫من خالل هذه اإلحصائيات نالحظ أن عدد السواح األجانب الوافدين إلى أرض الوطن في تناقص من سنة إلى أخرى‪،‬‬
‫وهو ما يالحظ كذلك بالنسبة للمواطنين‪ ،‬إذ يالحظ أن نسبة خروجهم من أرض الوطن نحو الخارج في تزايد وهذا راجع‬
‫لعدة أسباب نحاول ذكر البعض منها‪:‬‬
‫ـ غياب إستراتيجية شاملة للتنمية السياحية بعد اإلستقالل‪ ،‬واعتماد العشوائية في اإلختيارات الهامة للتنمية اإلقتصادية‪.‬‬
‫ـ يالحظ وجود نقص في التشريع القانوني المنظم لهذا القطاع‪.‬‬
‫ـ مراجعة وتعديل النصوص القانونية الحالية‪.‬‬
‫ـ نقص فادح في طاقات اإلستقبال بمختلف أنواعها ‪ 69111‬سرير سنة ‪ 91111 ،1661‬سرير سنة ‪.1115‬‬
‫الوضعية الحالية لهياكل اإلستقبال‪:‬‬
‫بلغت طاقات اإلستيعاب بالجزائر سنة ‪ 95111 ،1119‬سرير‪ ،‬غير أن جلها ال يلبي اإلحتياجات النوعية للسواح مع‬
‫وجود عوائق ظرفية‪.‬‬
‫ـ كثرة الفندقة الحضرية على حساب األنواع األخرى‪.‬‬
‫ـ نقص الفنادق رفيعة المستوى (‪ )Haut de gamme‬وان وجدت فهي متمركزة بالعاصمة‪.‬‬
‫ـ ضعف في تأطير النشاطات السياحية‪ ،‬و السيما في مجال تكوين موظفي النشاطات السياحية ( اليد العاملة في المجال‬
‫السياحي )‪ .‬إذ ال توجد بالجزائر سوى ثالث (‪ )13‬مؤسسات تكوينية هي المدرسة الوطنية العليا للسياحة بالجزائر‬
‫العاصمة‪ ،‬المعهد الوطني للتقنيات الفندقية والسياحية بتيزي وزو‪ ،‬مركز الفندقية ببوسعادة‪.‬‬
‫غير أن هذه المؤسسات والمنجزة خالل السبعينيات أصبحت اليوم غير مطابقة للتقنيات البيداغوجية العصرية ‪.‬‬
‫ـ عدم التحكم في العقار السياحي‪ ،‬وتداخل الصالحيات في إستغالله بين مختلف المتدخلين ( الوكاالت العقارية‪ ،‬مصالح‬
‫أمالك الدولة‪ ،‬البلديات‪ ،‬لجنة ‪ ، CALPI‬هذا ما جعل كثي ار من المستثمرين الجزائريين واألجانب على حد سواء يترددون‬
‫في اإلستثمار في المجال السياحي‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ضعف اإلستثمار في هذا القطاع‪.‬‬
‫ـ عدم مالئمة أساليب التمويل مع خصوصيات اإلستثمار السياحي‪ ،‬حيث أن تمويل المشاريع السياحية فيه نوع من القسوة‬
‫في منح القروض وتسديدها‪ ،‬فالمشروع السياحي وخالفا للمشاريع األخرى‪ ،‬ال يصبح ذو مردودية فعلية إال بعد وقت‬
‫طويل‪ ،‬في حين تمنح القروض على المديين القصير والمتوسط‪ ،‬إال أن هذه القروض لم تميز بين النشاطات التجارية‬
‫المحضة ذات المردودية اآلنية‪ ،‬واإلستثمارات السياحية ذات المردودية المؤجلة‪.‬‬

‫~‪~9‬‬
‫ـ تدني صورة الجزائر في الخارج وكذا سمعة منتجاتها السياحية نظ ار لتدني نوعية الخدمات السياحية المقدمة‪.‬‬
‫‪ -0‬اإلستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية(‪:)6‬‬
‫على ضوء الفحص الشامل لقطاع السياحة في بالدنا وبعد التشخيص ألهم المزايا الثابتة التي من شأنها بناء صناعة‬
‫سياحية حقيقية من جهة‪ ،‬وكذا أهم العوائق التي حالت دون تنم ية قطاع السياحة بالجزائر‪ ،‬وبالنظر للتجارب الصائبة‬
‫في البلدان التي لها نفس مميزات الجزائر‪ ،‬وكذلك اإلتجاهات الحالية والمستقبلية على الصعيد الدولي في المجال‬
‫السياحي تم إعداد المخطط التوجيهي للتنمية السياحية (‪ )SDAT‬آفاق ‪ ،1115‬مع عقد الجلسات الجهوية والوطنية‬
‫للسياحة‪.‬‬
‫إن المخطط التوجيهي للسياحة ‪ ، 1115‬يمثل اإلطار اإلستراتيجي المرجعي للسياسة السياحية بالجزائر‪ ،‬والذي يهدف إلى‬
‫جعل الجزائر بلد استقبال سياحي‪ ،‬على المدى المتوسط ‪ 1115‬و الطويل ‪.1115‬‬
‫وهو بذلك يترجم إرادة الدولة الهادفة إلى إستغالل المقومات الطبيعية‪ ،‬الثقافية والتاريخية ووضعها كأداة لدفع السياحة‬
‫بالجزائر إلى مصاف الوجهات النخبوية في منطقتي البحر األبيض المتوسط وأوربا‪.‬‬
‫هذا المخطط يرتكز على خمس (‪ )15‬ديناميكيات‪ ،‬التي تعتبر المسلك الحاسم واألوجز لضمان التموقع الجديد‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه الديناميكيات في‪:‬‬
‫‪ -1‬مخطط المقصد الجزائري‪ :‬الهدف منه رفع مستوى اإلستقطاب والقدرة على المنافسة‪.‬‬
‫‪ -1‬مخطط أقطاب وقرى اإلمتياز السياحية‪ :‬ويتعلق األمر بوضع تصور لتطوير مختلف األقطاب من خالل ترشيد‬
‫اإلستثمار ‪.‬‬
‫‪ -3‬مخطط جودة السياحة الجزائرية‪ :‬ويهدف إلى وضع خطة لتوطيد نوعية العرض السياحي الوطني الذي يشمل‬
‫التدريب على اإلمتياز وتعلمه واللجوء إلى تكنولوجيات اإلعالم واالتصال بالتوافق مع تطور المنتوج السياحي في العالم‪.‬‬
‫‪ -4‬مخطط الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ :‬بهدف ترقية بيئية والتناغم في العمل من خالل مفصلة السلسلة‬
‫السياحية‪ ،‬واقامة شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫‪ -4‬مخطط التمويل العملي‪ :‬يتعلق األمر بإتخاذ اجراءات تحفيزية لدعم األنشطة السياحية وأصحاب المشاريع والمرقيين‪،‬‬
‫وكذلك استقطاب كبار المستثمرين الوطنيين والدوليين‪.‬‬
‫من خالل الديناميكيات الخمس‪ ،‬نستشف إرادة حقيقية لبعث السياحة بالجزائر‪ ،‬وعليه تم تحديد سبعة أقطاب سياحية‬
‫رئيسية‪ ،‬والتي تعتبر بمثابة "واجهات رموز" حقيقية لبروز مقصد سياحي متميز ويتعلق األمر بـ‪:‬‬
‫‪ )1‬قطب اإلمتياز السياحي – شمال شرق‪.‬‬
‫‪ )1‬قطب اإلمتياز السياحي – شمال وسط‪.‬‬
‫‪ )3‬قطب اإلمتياز السياحي – شمال غرب‪.‬‬
‫‪ )4‬قطب اإلمتياز السياحي – الواحة‪.‬‬
‫‪ )5‬قطب اإلمتياز السياحي – توات فو اررة‪.‬‬
‫‪ )6‬قطب اإلمتياز السياحي – طاسيلي‪.‬‬
‫‪ )7‬قطب اإلمتياز السياحي – األهقار‪.‬‬

‫~ ‪~ 10‬‬
‫و أعطيت للوكالة الوطنية للتنمية السياحية مهام ميدانية من أجل التكفل الفعلي بتطوير وترقية ومرافقة أصحاب المشاريع‬
‫والمستثمرين‪.‬‬
‫كما أسندت مهام الترقية للديوان الوطني للسياحة ‪ ،ONT‬والديوان الوطني للتنشيط والترقية واإلعالم السياحي ‪،ONAT‬‬
‫مع تدعيم المؤسسات التكوينية الثالث بمدارس جديدة في كل من تيبازة وعين تيموشنت باإلضافة إلى سبعة (‪)17‬‬
‫مدارس تابعة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين موزعة على أقطاب السياحة السبعة‪.‬‬
‫– ‪BDL‬‬ ‫دون أن ننسى التسهي الت الممنوحة في مجال التمويل البنكي للمشاريع حيث أبرمت عدة اتفاقيات مع البنوك‬
‫‪ ، CPA‬وغيرها لتسهيل إجراءات الحصول على القروض المالية المناسبة حسب كل مشروع‪.‬‬
‫أما إستعمال تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬فهو سلوك جديد ومجال اإلستهالك والتنويع‪ ،‬إذ أن إستعمال األنترنت‬
‫في الحجز المباشر وتحضير السفر مباشرة دون اللجوء إلى وكاالت السفر‪ ،‬مع إستعمال دالئل سياحية واستعمال التذاكر‬
‫اإللكترونية‪ ،‬سيلعب دون شك دور كبير في تسهيل عمليات األسفار‪.‬‬
‫نشير في الختام أن التطبيق الصارم لهذا المخطط سيرفع السياحة الجزائرية إلى مصاف الدول الرائدة في هذا المجال‬
‫ومن ثم التعويل على قطاع بديل لقطاع المحروقات‪.‬‬

‫الخاتمة و اإلستنتاج‪:‬‬
‫الهدف العام للسياسات الحكومية في السياحة هو زيادة مساهمتها في اإلقتصاد الوطني‪ .‬ومن األهداف الخاصة‪ :‬زيادة‬
‫المساهمة في ميزان المدفوعات‪ ،‬المساهمة في التنمية اإل قليمية بشكل متوازن‪ ،‬توفير فرص العمل‪ ،‬إعادة توزيع الدخل‬
‫بين األفراد‪ ،‬المساهمة في الخدمات اإلجتماعية و اإلقتصادية‪ .‬وفي معظم الحاالت‪ ،‬فإن اإلستثمار في قطاع السياحة‬
‫والسفر يعتمد على نفس المبادئ التجارية كما هو الحال في باقي القطاعات اإلقتصادية‪.‬‬
‫لدى يجب على ال دولة مساعدة المستثمرين على اإلستثمار بالقطاع السياحي الجزائري وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -1‬تخفيض تكلفة اإلسثمار‪ :‬ويتضمن هذا العمل على خفض التكاليف اإلستثمارية للمشروعات السياحية عن طريق منح‬
‫دعم لرأس المال‪ ،‬ومنح قروض بأسعار فائدة مميزة والسماح بإعفاءات ضريبية على مستلزمات اإلنشاء وكذلك على بيع‬
‫أو تأجير األراضي للمستثمرين بأسعار أقل عن األسعار السائدة في السوق‪.‬‬
‫‪ -1‬تخفيض تكاليف التشغيل‪ :‬ويمكن تحقيق هذا عن طريق‪ :‬اإلعفاءات الضريبية واإلعفاءات الجمركية على األجهزة‬
‫المستوردة لخدمة القطاع السياحي ودعم برنامج تدريب العاملين‪.‬‬
‫‪ -3‬ضمانات اإلستثمار‪ :‬والهدف من هذه الضمانات تأمين حقوق المستثمرين وخاصة األجانب منهم وذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬ضمان حق إسترداد رأس المال واألرباح ويعني هذا بالنسبة لألجانب ضمان حقهم في إعادة تصدير رؤوس أموالهم‬
‫وحقهم في تحويل أرباحهم إلى الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان القروض في بعض األحوال‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع المستثمر األجنبي إعادة إستثمار أرباحه في مشروعات سياحية أخرى داخل البلد المضيف‪.‬‬
‫‪ -4‬الدعم المالي والذي هو عبارة عن مبالغ مالية تمنحها الدولة للقائمين بتنفيذ المشاريع السياحية مع عدم مطالبتهم‬
‫بردها‪.‬والميزة األساسية لهذا النوع من المساعدات هي تخفيض تكاليف اإلستثمار وعادة ما يقدم الدعم في شكل إعفاءات‬

‫~ ‪~ 11‬‬
‫من سداد القروض أو أقساطها‪ ،‬مما يؤثر مباشرة على تكلفة المشروع‪ .‬وادارة عمليات الدعم المالي تعتبر بسيطة بشكل‬
‫عام ولكنها يجب أن تواجه األمور اآلتية وتحسمها‪:‬‬
‫‪ ‬تقرير مقدار الدعم لمشروع سياحي معين‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من أن الدعم إستخدم في نفس الغرض الممنوح من أجله‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من أن تنفيذ المشروع السياحي سوف يتم في الوقت المحدد له مسبقا‪.‬‬
‫ويعتبر الدعم المالي ذو أهمية كبيرة في مواجهة مشكالت السيولة النقدية التي يحتاجها المشروع السياحي في المراحل‬
‫األولى من تنفيذ‪ ،‬كما أن الدعم يسهم في تنفيذ المشروعات السياحية التي ترى الدولة أن لها أهمية خاصة ( مثل خلق‬
‫فرص للعمل عن طريق دعم مشروعات سياحية معينة )‪.‬‬
‫‪ -5‬القروض المميزة‪ :‬تتمثل في القروض التي تقدمها الحكومة للمستثمرين في المشروعات السياحية بسعر فائدة أقل من‬
‫السعر السائد في السوق‪.‬‬
‫وتتضمن إدارة عمليات القروض المميزة من الجانب الحكومي‪:‬‬
‫أ‪ -‬دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع المقترح‪.‬‬
‫ب‪ -‬متابعة سداد األقساط والفوائد‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬التأكد من أن القرض إستخدم في الغرض الذي منح من أجله‪.‬‬
‫د‪ -‬التأكد من أن التنفيذ المشروع سوف يتم في الوقت المحدد له‪.‬‬
‫‪ -6‬ضمانات القروض‪ :‬تقوم الحكومات أو الهيئات المتخصصة التابعة بضمان القروض التي تمنحها البنوك التجارية‬
‫لتنمية المشروعات السياحية ويعتبر المشروع السياحي مؤهال للحصول على قرض مضمون بعد إتمام الخطوات اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقييم كفاءة المشروع في إطار الشروط الموضوعة من قبل البنك التجاري مع مانح القرض‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقييم المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المشروع‪ ،‬أو بعبارة أخرى تقييم المخاطر التي يستلزمها الضمان ويلتزم‬
‫البنك التجاري بتقديم القرض مقابل إلتزام الحكومة أو الهيئات األخرى المتخصصة بالضمان في حالة توقف المشروع عن‬
‫السداد‪.‬‬
‫‪ -7‬دعم عمليات الفوائد المنخفضة‪ :‬يتمثل الدعم هنا في إلتزام الحكومة بسداد الفرق بين السعر الفائدة المنخفضة على‬
‫القرض الذي يحصل عليه المشروع السياحي وسعر الفائدة الجاري الذي تفرضه البنوك التجارية ويتيح هذا النظام تمويل‬
‫عدد أكبر من المشروعات السياحية مما يسمح به نظام القروض المميزة‪ .‬وتزداد أهمية عمليات الفوائد المنخفضة‬
‫في السنوات األولى من العمليات اإلستثمارية حيث ال يحصل المشروع على إيرادا في هذه السنوات‪.‬‬
‫‪ -9‬األساليب المالية لدعم اإلستثمار السياحي‪ :‬يقتصر هذا النوع من المساعدات على المشروعات السياحية التي بدأت‬
‫في نشاطها الفعلي وتمكنت من تحقيق أرباح فعلية‪ .‬وهناك أشكال عديدة للمساعدات المالية تختلف بإختالف البلدان‬
‫ومنها مثال السماح للمشروع السياحي بعمل إحتياطات اإلستهالك الرأسمالي من أرباحه المحققة قبل تحميلها الضرائب‬
‫مما يخفض من مقدار ضرائب األرباح‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تعدد المزايا السابقة إال أنها ليست كافية لجذب المستثمرين إذ أن النشاط السياحي يتعرض أحيانا‬
‫ل إلنكماش ألسباب إقتصادية وغير إقتصادية ومن ثم فإن مخاطر اإلستثمار في قطاع السياحية عادة ما تكون أعلى من‬

‫~ ‪~ 12‬‬
‫مخاطر اإلستثمار في كثير من القطاعات األخرى‪ .‬ولذلك البد من التأكد على المساعدات التي تقدمها الحكومات ألجل‬
‫التنمية السياحية وتوفير بيئة إقتصادية وقانونية مناسبة لطمأنة المستثمرين وجذبهم‪.‬‬

‫الهوامش والحواشي‪:‬‬
‫‪ -1‬المنظمة العالمية للسياحة‪ :‬مفاهيم‪ ،‬تعاريف وتصانيف إلحصاءات السياحة‪ ،‬ص ‪ ،11‬سنة ‪ ،1665‬دليل فني رقم ‪1‬‬
‫‪ -1‬أ‪.‬م‪،‬ع‪.‬أ‪ ":‬تنظيم وادارة المنشات السياحية والفندقية‪ ،‬المكتب العربي الحديث"‪ ،‬ص‪ ، 17‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪،1999‬‬
‫احمد ماهر‪ ،‬عبد السالم أبو قحف مصر‪.‬‬
‫‪ -3‬آ‪.‬م‪ ": :‬إدارة المنشات السياحية‪،‬دار صفاء للنشر والتوزيع"‪ ،‬ص ‪ ،32‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،1111‬آسيا محمد إمام‬
‫األنصاري‪ ،‬إبراهيم خالد عواد‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -4‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ملف السياحة) ‪ ، ( 2001‬ص‪. 40‬‬
‫‪ -5‬احمد ماهر‪،‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.67‬‬

‫‪6- Rapport du conseil national économique et social (CNES), 2006.‬‬


‫‪8. Le SDAT est une composante du Schéma national de l’aménagement du territoire (SNAT2025),‬‬
‫‪la loi 02-01 du 12 décembre 2001, relative à l’aménagement du territoire et du développement‬‬
‫‪durable.‬‬

‫‪ -7‬ا‪.‬م‪ " :‬أساسيات التمويل واإلستثمار في صناعة السياحة "‪ ،‬ص‪ ، 115‬سنة ‪ ،1116‬موفق عدنان عبد الجبار‬
‫الحميري‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.‬‬
‫‪ -9‬إحصائيات حول دخول وخروج السواح األجانب والمواطنين للجزائر من سجل المديرية العامة لألمن الوطني ( شرطة‬
‫الحدود) الجزائر العاصمة يوم األحد ‪ 16‬ماي ‪.1111‬‬
‫‪ -6‬ب‪.‬ب‪ ":‬السياسات السياحية في المجتمع الجزائري وانعكاساتها على العرض والطلب"‪،‬ص ‪ ،111‬سنة ‪،1119‬‬
‫بوعقلين بديعة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫~ ‪~ 13‬‬
~ 14 ~

You might also like