الميزانية العامة

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫خطة البحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مرحلة إعداد و إعتماد الميزانية العامة‬

‫المطلب األول ‪ : :‬مفهوم الميزانية العامة و اهم خصائصها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات إعداد و اعتماد الميزانية العامة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األساليب المتبعة لتقدير اإليرادات و النفقات الواردة في الميزانية‬

‫المطلب الرابع‪ :‬السلطات المختصة بتحضير الميزانية العامة للدولة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مرحلة تنفيذ الميزانية العامة للدولة‬

‫المطلب األول‪ :‬تحصيل اإليرادات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنفيذ النفقات‬

‫‪:‬المطلب الثالث‪ :‬األعوان المكلفون بالتنفيذ‬

‫‪21‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫تتولى كل وزارة في أوائل كل سنة إعداد مشروع الميزانية العامة الخاصة بها للسنة المقبلة وذلك‬
‫وفقا للمدونة التنظيمية الصادرة عن المديرية العامة للميزانية التابعة لوزارة المالية ابتدءا من ‪ 15‬مارس‬
‫من كل سنة و يبدأ إعداد الميزانية العامة للدولة في كل وحدة إدارية في الوزارة المتخصصة‪ ،‬فتقترح كل‬
‫وحدة احتياجاتها العامة المختلفة المقدرة للسنة القادمة‪.‬‬

‫تس هر وزارة المالية ممثلتا للس لطة التنفيذية على تحض ير إع داد وتنفيد الميزانية بالتنس يق مع كل‬
‫ال وزرات و الهيئ ات العمومي ة‪ ،‬أما اعتمادها فهو على ع اتق الس لطة التش ريعية (البرلم ان) و ال ننسى‬
‫عملية المراقبة فهي عملية مهمة جدا و هناك أعوان مختصين في القيام بها‪.‬‬

‫سنتطرق في هذا الفصل إلى مبحثان و هما‪:‬‬

‫أوال مرحلة إعداد واعتماد الميزانية العامة للدولة‪.‬‬

‫وثانيا مرحلة تنفيذ الميزانية العامة للدولة ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مرحلة إعداد و إعتماد الميزانية العامة‬


‫‪22‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الميزانية العامة و خصائصها‬

‫مفهوم الميزانية العامة‬

‫تع رف الميزانية العامة على أنها تق دير إلي رادات الدولة نفقاتها خالل ف ترة زمنية تح دد ع ادة بس نة‪.‬‬
‫ويتضح من ه ذا التعريف أن الميزانية هي تق دير لف ترة مقبل ة‪ .‬وتختلف الميزانية به ذا عن الحس اب‬
‫الخت امي للدولة وال ذي يظهر ما تم إنفاقه وما تم تحص يله بالفعل خالل الس نة المالية المنص رمة وهن اك‬
‫العديد من العوامل التي يجب أن تؤخذ في االعتبار عند إجراء‪.‬‬

‫‪:‬خصائص الميزانية العامة في الحكومات المعاصرة تتركز في األمور التالية‬

‫الميزانية العامة هي تقدير مفصل للنفقات واإليرادات العامة‪ .‬وهذه من الخصائص المهمة ‪1.‬‬
‫للميزانية‪ ،‬حيث تتميز بها عن الميزانيات الختامية التي تعبر عن األرقام الفعلية‪ .‬ومدى الدقة في‬
‫التقديرات يشكل عامالً مهماً في كسب الثقة بأعمال الحكومة من قبل المجتمع السلطة التشريعية‪.‬‬
‫وتختلف دقة تقديرات النفقات العامة على حسب األنواع المختلفة لتلك النفقات‪ .‬فهناك نفقات يسهل‬
‫تقديرها بدقة‪ ،‬وقتوم أساساً على افتراض استمرارية النفقات العامة للعام الحالي‪ ،‬أ أنها تكون معلومات‬
‫القيمة مسبقاً للحكومة كأن تكون على شكل التزامات على الحكومة مثل رواتب الموظفين وأقساط الدين‬
‫العام‪ .‬وهناك أنواع أخرى من النفقات يصعب تقديرها بدقة‪ ،‬حيث يعتمد التقدير على عوامل يصعب‬
‫السيطرة عليها‪ .‬وثمال ذلك‪ :‬النفقات االستثمارية الجديدة‪ ،‬حيث أن أمر تقديرها يتطلب دراسات أولية‬
‫تقدر على أساسها مبالغ تكاليف تلك المشروعات‪ .‬وهناك بعض العوامل التي يصعب التحكم فيها وتؤثر‬
‫على هذه التكاليف‪ ،‬مثل التغيرات في مستويات األسعار واألجور في فترة مقبلة‪ ،‬عالوة على صعوبة‬
‫‪.‬خضوع بعض أنواع التكاليف للقياس الكمي‬

‫أما بالنسبة لتقدير اإليرادات العامة‪ ،‬فإنه بالرغم من أنها تتوقف على القوانين والتشريعات الضريبية‬
‫القائمة‪ ،‬إال أن تقدير ما سيتم تحصيله من تلك اإليرادات يتأثر بمستوى النشاط االقتصادي للفترة المقبلة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى بعض العوامل االجتماعية‪ .‬لذا فإن بعض الدول تلجأ إلى وضع تقديرات اإليرادات العامة‬
‫عند حدها األدنى الذي يمكن تحصيله‪ .‬ومن أجل سهولة تقبل تلك التقديرات والموافقة عليها من قبل‬
‫السلطات المختلفة‪ ،‬فإن ذلك يقتضي أن يتضمن مشروع الميزانية الجارية‪ ،‬باإلضافة إلى المقترحات‬
‫الخاصة بتقديرات للوضع االقتصادي واالجتماعي المتوقع أن يكون خالل الفترة التي يشملها تقدير‬
‫النفقات واإليرادات العامة‪ .‬وهذه غالباً ما تكون صورة موجزة عن مختلف العوامل االقتصادية‬
‫‪.‬واالجتماعية التي يمكن أن تؤثر على تلك التقديرات‬

‫‪23‬‬
‫الميزانية العامة تكون لفترة زمنية محدودة‪ .‬وهذه الخاصية تتناسب مع سابقتها‪ ،‬وهي الصفة ‪2.‬‬
‫التقديرية للميزانية‪ ،‬حيث أنه ال يمكن تقدير النفقات واإليرادات لفترة غير محدودة‪ .‬باإلضافة إلى أن‬
‫هذه الخاصية تتضمن استمرارية وتجدد رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية في كل فترة‪.‬‬
‫زيادة على أن الميزانية تعتبر برنامج عمل السلطة التنفيذية وتمنح على أساه الثقة‪ ،‬وبالتالي يجب تنفيذه‬
‫‪.‬في خالل فترة محدودة‪ .‬وسنرى فيما يلي بعد األسباب الرئيسية لذلك االختيار‬

‫الميزانية العامة تصدر بموافقة السلطة التشريعية وإ قرارها‪ .‬هذه الخاصية تعتبر مهمة بالنسبة ‪3.‬‬
‫لمجتمع ديمقراطي يحاول من خالل حكومته تبني برنامج عمل وفقاً لتفضيالته‪ .‬لذا نجد أن إقرار‬
‫الميزانية يقع على السلطة التشريعية كممثلين عن الناخبين أفراد المجتمع‪ .‬باإلضافة إلى أن هذه الموافقة‬
‫المسبقة تضمن أن يكون اإلنفاق الفعلي وفقاً للتشريعات المالية الموضوعة‪ .‬وتتضمن خاصية إقرار‬
‫السلطة التشريعية للميزانية أيضاً منح السلطة التنفيذية اإلذن المسبق باإلنفاق وجباية اإليرادات‪ ،‬حيث ال‬
‫يجوز للسلطة التنفيذية أن تنفق أي مبلغ من المال قبل الحصول على مثل هذا اإلذن من السلطة‬
‫التشريعية‪ .‬وهذا يعني أن ما يتم تخصيصه من أموال على أوجه اإلنفاق المختلفة تمثل الحدود العليا لما‬
‫يمكن إنفاقه من قبل السلطة التنفيذية‪ .‬أما بخصوص إجازة جباية اإليرادات فهذا يعني أن على السلطة‬
‫التنفيذية أن تقوم بعملية الجباية وفقاً لألسس والقواعد الموضوعة لذلك‪ .‬وال تمثل أرقام تقديرات‬
‫‪.‬اإليرادات الحد األقصى الذي ال يمكن تجاوزه‪ .‬ولكن يمكن تجاوز هذه التقديرات الواردة في الميزانية‬

‫‪ .4‬الميزانية العامة تعكس أه داف الدولة االقتص ادية واالجتماعية والسياس ية‪ .‬ازدادت أهمية ه ذه‬
‫الخاص ية بعد أن تط ور دور الدولة وزاد نش اطها االقتص ادي واالجتم اعي‪ .‬فأص بحت الميزانية العامة‬
‫هي األداة الرئيس ية في يد الحكومة لتحقيق أه دافها في المج االت المختلف ة‪ .‬وتعت بر الميزانية العامة هي‬
‫اإلط ار المنظم ألدوات السياسة المالي ة‪ ،‬وما تس عى إلى تحقيقه من أه داف اقتص ادية واجتماعي ة‪ ،‬كما‬
‫برزت أهمية الميزانية كبرنامج سياسي يعكس األهداف الضمنية واالتجاهات السياسية للسلطة الحاكمة‪.‬‬
‫حيث إنه في مجتمع ديمقراطي تتعدد فيه األحزاب السياسية التي تسعى إلى الوصول إلى الحكم‪ ،‬تحاول‬
‫ه ذه األح زاب ان تتب نى ع دداً من السياس ات المالية ذات األه داف السياس ية واالجتماعي ة‪ ،‬ح تى تض من‬
‫للحزب غالبية أصوات الناخبين‪ .‬وحتى في المجتمع الذي يسيطر عليه حزب واحد فإن أولويات اإلنفاق‬
‫العامة يمكن أن تقرر كنتيجة إلى تبادل األصوات بين أعضاء الحزب‪ .‬باإلض افة إلى أن فئات الضغط‬
‫االجتماعي يمكن أن تقوم ببعض الضغوط كمحاولة للتأثير على أرقام الميزانية العامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات إعداد و اعتماد الميزانية العامة‬


‫يمر إعداد مشروع الميزانية العامة للدولة بعدة مراحل و هي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫الفرع‪ :1‬مرحلة التوجيه الميزانياتي‬

‫إن التوجيهات العامة لكبرى االقتصاديات هي ناتجة عن عدة هيئات كل في مجال تخصصها في هذه‬
‫المرحلة التحضيرية و تتمثل هذه الهيئات في‪:‬‬
‫‪ -‬بنك الجزائر التي تحدد تقلبات األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬مندوب التخطيط الذي يقوم بتحرير ملخص األحوال االقتصادية و االجتماعية لتوجيه االقتراحات‬
‫الخاصة بالميزانية وضعت طريقة لتمكين المسؤولين من مشروع الميزانية بإصدار تعليمة إدارية تسمى‬
‫"المذكرة المنهجية للتوجيه"‪.‬‬

‫‪)1‬المذكرة المنهجية للتوجيه‪:‬‬

‫هي عبارة عن منشور تضعه المديرية العامة للميزانية‪ ،‬و تعتبر من األشغال التحضيرية إلعداد قانون‬
‫المالية‪ ،‬ففي بادئ األمر يحضر التقدير التوجيهي يتدخل فيه كل من مدير‪:‬‬

‫‪‬المديرية العامة للميزانية (‪)DGB‬‬


‫‪‬المديرية العامة للضرائب (‪)DGI‬‬
‫‪‬المديرية العامة للسياسات و التوقعات (‪)DGPP‬‬

‫‪ )2‬االقتراحات الميزانياتية‪:‬‬

‫تعد اقتراحات الميزانية على مستويين‪ ،‬مستوى مركزي و مستوى محلي‪:‬‬

‫‪ )2-1‬على المستوى المركزي‪:‬‬


‫تق وم مديرية التخطيط على مس توى كل قسم وزاري بتحض ير مش روع ميزانية التجه يز الخ اص‬
‫بقطاعاتها و تقوم بجمع وثائق الميزانية و تبلغ في هذا السياق مذكرة التوجيه بكل قطاعاتها التقنية سواء‬
‫مركزية أو محلية و إلى كل المؤسسات التي تقع تحت وصايتها‪.‬‬

‫‪ )2-2‬على مستوى محلي‪:‬‬


‫بالنسبة إلى هذا المستوى تختص بالتكلم عن ميزانية التجهيز حيث يقوم الوالة بلعب دور أساسي في‬
‫تحضير الميزانية حيث تقوم في إطار البرامج المحلية‪.‬‬

‫الفرع‪ :2‬مرحلة التفاوض و التحكيم‬

‫تكمن ه ذه المرحلة في مناقش ات المديرية العامة للميزانية من خالل ج دول ميزاني اتي معد من ط رف‬
‫مصالح المديرية العامة للميزانية الذي يحدد فيه التواريخ و الساعات للمناقشات مع األخذ بعين االعتبار‬

‫‪25‬‬
‫أهمية المناقشة بص فة عامة و تكمن أيضا في الم داوالت بين وزارة المالية و ال وزارات األخ رى ثم على‬
‫مستوى الحكومة و أخيرا على مستوى مجلس الوزراء‪.‬‬

‫الفرع‪ :3‬مناقشة و إعتماد قانون المالية‬

‫تق وم وزارة المالية بإع داد و تحض ير مش روع الموازنة العامة و منه يع رض ه ذا المش روع على‬
‫مجلس الوزراء لدراسته و إقراره و يودع هذا المشروع إلى السلطة التشريعية إما من قبل رئيس مجلس‬
‫‪1‬‬
‫الوزراء أو من رئيس الجمهورية و ذلك حسب نظام الحكم لدراسته و إعتماده‪.‬‬

‫‪ )1‬مناقشات الميزانية و إيضاح مشروع قانون المالية‪:‬‬

‫‪ )1.1‬دراسة اقتراحات الميزانية‪:‬‬


‫بعد إعداد الميزانية تخضع اقتراحاتها لدراسة تمر بمرحلتين‪:‬‬
‫مرحلة التقاء مصلحة النفقة مع السلطة المختصة المكلفة بالمناقشة‪ ،‬و مرحلة النقاش الجماعي في مجلس‬
‫الحكومة و الوزراء‪.‬‬

‫‪ )1.2‬إيضاح مشروع قانون المالية ‪:‬‬


‫يتطلب وضع مش روع ق انون المالية في ش كله النه ائي تحض ير وث ائق الميزانية ال تي ترفق بمش روع‬
‫قانون المالي ة‪ ،‬ح تى يك ون ش كل و محتوى مشروع الميزانية مطابقا ألحك ام القانون و بن اءا عليه يتك ون‬
‫مشروع قانون المالية من اقتراحات اإليرادات و النفقات التي تم ضبطها بعد إجراء المواجهة‪ ،‬وممارية‬
‫التحكيم بالميزانية في مجلس الحكومة و األحكام المتعلقة بهما ‪.‬‬

‫‪ )2‬شكل مشروع قانون المالية‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫يتكون مشروع قانون المالية في جزئيين متباينين‪:‬‬
‫يتضمن الجزء األول األحكام المتعلقة بتحصيل الموارد العمومية و بالطرق و الوسائل التي تضمن سير‬
‫المص الح العمومي ة‪ ،‬و تس مح بض مان التوازن ات المالية الداخلية والخارجية و المنص وص عليها في‬
‫المخطط السنوي‪.‬‬
‫و يتضمن الجزء الثاني ‪:‬‬
‫‪ -‬المب الغ اإلجمالية لالعتم ادات المفتوحة و الموزعة بحسب طبيعة النفق ات المخصصة للتس يير لكل‬
‫دائرة وزارية حسب قطاع بالنسبة للتجهيزات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬المبلغ اإلجمالي للنفقات العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬الترخيصات اإلجمالية لإليرادات و النفقات بعد كل ميزانية ملحقة ‪.‬‬

‫‪ 1‬لعمار جمال‪ ،‬منهجية الميزانية العامة للدولة في الجزائر‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع ‪ ،‬ص‪.169‬‬
‫‪  2‬مولود ديدان‪ ،‬من الدستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1969‬الفقرة ‪ ،13 ،12‬المادة ‪ ،12‬دار النجاح للكتاب ‪ ،2006‬ص‪.46‬‬
‫‪26‬‬
‫يميز كل مشروع قانون المالية بين األحكام التشريعية الدائمة و األحكام المؤقتة‪ ،‬بحيث يعد كل حكم يق ترح‬
‫دون تحديد تطبيقه حكما دائما‪.‬‬

‫‪ )3‬محتوى مشروع قانون المالية‪:‬‬

‫يحتوي مشروع قانون المالية األحكام التمهيدية تتعلق بالترخيص السنوي لتحصيل مختلف الضرائب‬
‫والرس وم والح وا صل األخ رى الس ارية المفع ول ‪ ،‬و يمكن العمل بها في ت اريخ نشر ه ذا الق انون في‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪.‬‬

‫الفرع ‪ :4‬مناقشة و تعديل مشروع قانون المالية و الميزانية‪:‬‬

‫‪ )1‬مناقشة مشروع قانون المالية‪:‬‬


‫الخطوة األولى‪ :‬تقديم مشروع قانون المالية‬

‫تبدأ عملية المناقشة قانون المالية و الميزانية بعرض يقدمه ممثل الحكومة لوزير المالية يتضمن تقديم‬
‫مشروع قانون المالية من خالل تقديم خطوط عريضة للمشروع‪.‬‬

‫الخطوة الثانية ‪ :‬تقديم تقرير تمهيدي عن مشروع قانون المالية‬

‫تتمثل هذه الخطوة في تقديم مقرر اللجنة المالية و الميزانية لمقدمة التقرير التمهيدي عن مشروع قانون‬
‫و محتوى‬ ‫المالية و الذي يتكون من جزئيين هما‪ :‬مقدمة التقرير التمهيدي عن مشروع قانون المالية‬
‫التقرير التمهيدي عن قانون المالية ‪.‬‬

‫الخطوة الثالثة‪ :‬المناقشة العامة لمشروع قانون المالية‬

‫يتسلم نواب المجلس الشعبي الوطني كل الوثائق المرفقة بمشروع قانون المالية‪ ،‬و الدراسة التي تعدها‬
‫لجنة المالية و الميزانية‪ ،‬و يشاركون في أيام دراسته تنظمها مجموعتهم البرلمانية حول مشروع القانون‪،‬‬
‫كما يستمعون إلى العرض الذي يقدمه وزير المالية‪.‬‬

‫الخطوة الرابعة‪ :‬رد وزير المالية عن تساؤالت النواب‬

‫تلتقي اهتمام ات الن واب الش عب في بعض المس ائل الوطنية أو الجمهورية أو الفئوي ة‪ ،‬أو قد يحمل‬
‫بعض هم انش غاالت خاصة انطالقا من دائرته االنتخابية أو بحكم عوامل أخ رى ‪،‬و يت ولى وزير المالية‬
‫اإلجابة على المالحظات و استفسارات و تساؤالت النواب بصفة جماعية أو فردية في بعض األحيان و‬
‫قد يجد رئيس اللجنة المالية و الميزانية أن بعض المالحظ ات تخص عمل لجنته فيت ولى ال رد عليها بعد‬
‫فراغ وزير المالية من رده على نواب المجلس الشعبي الوطني ‪.‬‬

‫‪ )2‬مناقشة مشروع ميزانية الدولة‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫تتك ون ميزانية الدولة من ميزاني تي التجه يز و التس يير لمختلف القطاع ات الوزارية و تب دأ المناقشة‬
‫بعرض مقدمة التقرير لجنة المالية و الميزانية عن مشروعي ميزانية التسيير و التجهيز ثم مناقشة النواب‬
‫لمشاريع الميزانية القطاعية ‪ ،‬و أخيرا ردود الوزراء على مالحظات وتساؤالت النواب‪ ،‬وتتضمن مقدمة‬
‫المشروعين ميزانيات مختلف الدوائر الوزارية وفقا للمنهجية التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬مشروع ميزانية التجهيز‪ :‬تتضمن لرخص البرامج واعتمادات الدفع مشروع ميزانية التسيير‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬مشروع ميزانية التسيير‪ :‬تتضمن تحليل االعتمادات المقترحة للسنة بالنسبة لإلدارة المركزية‬
‫المصالح الالمركزية التابعة للوزارة‪.‬‬

‫الفرع ‪ :5‬تصويت المجلس الشعبي الوطني على قانون المالية‬

‫التصويت في الجلسة العامة هو آخر مرحلة يمر بها مشروع قانون المالية في المجلس الشعبي الوطني‬
‫و تب دأ الجلسة بتق ديم مقدمة التقرير التكميلي ال ذي يحت وي بإض افة إلى المقدمة على اس تنتاجات اللجنة‬
‫المختصة حول التعديالت المحالة عليها‪ ،‬و بعدها في عملية التصويت‪.3‬‬

‫‪ )1‬التقرير التكميلي عن مشروع قانون المالية‪:‬‬

‫حيث يقرر مكتب المجلس بعد استشاره رؤساء المجموعات البرلمانية أنماط االقتراع ويكون تصويت‬
‫الن واب شخص ي‪ ،‬و يه دف التقرير التكميلي عن مش روع ق انون المالية إلى إب راز محت وى الجلس ات ال تي‬
‫تعق دها لجنة المالية و الميزانية لدراسة مقترح ات التع ديالت ال تي ح ال عليها من ط رف مكتب المجلس‬
‫ولذلك يتضمن التقرير التكميلي جزئين‪:‬‬
‫‪ )1.1‬مقدمة التقرير عن مشروع قانون المالية‪:‬‬
‫تت ولى لجنة المالية والميزانية إع داد تقرير تكميلي عن مش روع ق انون المالية ف ور إحالة اإلقتراح ات‬
‫تعديالت عليها و بداية دراستها بحضور ممثلي الحكومة ومندوبي أصحاب التعديالت‪.‬‬
‫‪ )1-2‬موضوع تقرير عن مشروع قانون المالية‪:‬‬

‫يتض من التقرير التكميلي عن مش روع ق انون المالية اإلش ارة إلى كل التع ديالت المقترحة من ط رف‬
‫ن واب المجلس الش عبي الوط ني مبوبة حسب ما وردت في مش روع الق انون‪ ،‬و يتم ذلك وفقا للمنهجية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رقم الم ادة كما ورد في مش روع ق انون المالي ة‪ ،‬ف إذا ع دلتها لجنة المالية و الميزانية في تقريرها‬
‫التمهيدي فانه يباشر إلى ذلك بإضافة عبارة "معدلة" مثل‪ :‬مثل المادة ‪ 04‬معدلة‪.‬‬
‫‪ -‬الرقم التسلسلي لإليداع و التعديل و اسم و لقب مندوب أصحابه‪.‬‬
‫‪ -‬إقتراح اللجنة‪ ،‬حيث تقترح اللجنة التصويت على المادة كما وردت في مشروع القانون‪.‬‬

‫‪ 3‬مولود ديدان‪ ،‬نصوص القانون الدستوري الجزائري‪ ،‬المادة ‪ ،30‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪165‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ )2‬التصويت مع المناقشة‪:‬‬
‫التصويت مع المناقشة هو اإلجراء العادي لدراسة مشاريع و اقتراحات القوانين و يجري في مرحلتين‬
‫كما نص عليه الدس تور‪":‬التص ويت مع المناقشة العامة هو اإلج راء الع ادي لدراسة مش اريع واقتراح ات‬
‫‪4‬‬
‫القوانين هما‪ :‬المناقشة العامة و المناقشة مادة مادة"‪.‬‬

‫الفرع ‪ :6‬مصادقة مجلس األمة على نص قانون المالية‬

‫يدرس المجلس الشعبي الوطني مشروع قانون المالية و يناقشه و يعدله و يصوت عليه‪ ،‬تم يقوم بإحالته‬
‫الى مجلس األمة للمص ادقة عليه ‪ ،‬يص ادق مجلس األمة على نص المص وت عليه من ط رف المجلس‬
‫الش عبي الوط ني خالل أجل أقص اه ‪ 20‬يوما و قد تت أخر المص ادقة على النص حيث ال يص ادق عليه‬
‫البرلم ان في م دة ‪ 75‬يوما من ت اريخ اإلي داع و في مثل ه ذه الحالة تطبق أحك ام االث نى عشر و ذلك‬
‫وفقا ألحكام القانون المتعلق بقوانين المالية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األساليب المتبعة لتقدير اإليرادات و النفقات الواردة في الميزانية‬

‫تختلف الطرق و األس اليب في تق دير النفقات و اإلي رادات العام ة الواردة في الميزاني ة‪ ،‬إذا كان‬
‫اله دف ال ذي تس عى الس لطة التنفيذي ة المختص ة في إع داد و تحض ير الميزاني ة ه و أن تك ون تق ديراتها‬
‫مطابقة للواقع بقدر اإلمكان التمكن من تنفيذ السياسة المالية المقررة للدولة دون حدوث أي اضطرابات‬
‫متعلقة بزيادة النفقات و نقص اإليرادات عما هو متوقع‪.‬‬

‫الفرع‪ :1‬تقدير النفقات‪:5‬‬


‫عادة ما يتم تقدير النفقات دون صعوبة ‪ ،‬كل دائرة وزارية تحدد نفقاته ا على أســاس حجمها‬
‫الس ابق مض افا إليه ا م ا س تقوم ب ه من نفق ات خاصة باالستثـمــارات أو اإلنش اءات خالل الس نة المالي ة‬
‫المقبلة‪ .‬يتم تقدير النفقات أو ما يعرف باالعتمادات باستخدام عدة طرق‪:‬‬

‫‪ )1-1‬الإعتمادات التحديدية و االعتمادات التقديرية‪:‬‬

‫‪-‬الإعتمادات التحديدية‪ :‬هي تلك التي تمثل األرقام الواردة بالحد األقصى لها الذي تستطيع الحكومة‬
‫إنفاقه دون الرجوع إلى السلطة التشريعية و تعد هذه الطريقة األساس في إعتمادات النفقات و تطبق‬
‫بالنسبة للمرافق القائمة بالفعل و التي تكون لها خبرة في تقدير نفقاتها المستقبلية ‪ ،‬مما يعني عدم تجاوزها‬
‫لالعتمادات المخصصة لتغطية هذه النفقات‪.‬‬

‫‪-‬الإعتم ادات التقديرية‪ :‬يقص د به ا النفق ات ال تي يتم تحدي دها على وج ه التق دير و تطب ق ع ادة على‬
‫المرافق الجدي دة ال تي لم تع رف نفقاته ا على وج ه التحدي د‪ .‬يج وز للحكوم ة أن تتج اوز مبل غ الإعتم اد‬

‫‪ :4‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.170 ،166 ،165‬‬


‫‪ :5‬سوزي عدلي ناشد ‪ ،‬المالية العامة‪ :‬النفقات العامة ‪ ،‬اإليرادات العامة ‪ ،‬الميزانية العامة منشورات الحلبي الحقوقية ‪ 2006 ،‬ص ‪321‬‬
‫‪29‬‬
‫التق ديري دون الرج وع إلى الس لطة التش ريعية‪ ،‬على أن يتم ع رض األم ر فيم ا بع د للحص ول على‬
‫موافقتها‪ ،‬أي أن موافقة السلطة التشريعية عليها تعد شكلية‪.‬‬

‫‪ )1-2‬اعتمادات البرامج‪:‬‬

‫هذه الطريق ة لتقدير النفقات تتعلق بالمشروعات التي يتطلب تنفي ذها فترة طويل ة و يتم تنفيذ هذه‬
‫البرامج بطريقتين‪ :‬إما عن طريق تحديد مبلغ النفقات بصورة تقديرية‪ ،‬و يتم إدماجه في ميزانية السنة‬
‫األولى على أن يتم اإلدراج في الميزانية كل سنة من السنوات الالحقة للجزء‬
‫الذي ينتظر دفعه فعال من النفقات‪.‬‬

‫الفرع‪ :2‬تقدير اإليرادات‪:‬‬

‫يث ير تق دير اإلي رادات العام ة ص عوبة فني ة ‪ ،‬إذ أن ه يرتب ط أساس ا ب التوقع فيم ا يتعل ق ب الظروف‬
‫و المتغ يرات االقتص ادية ال تي ق د تط رأ على االقتص اد الق ومي من أج ل تحدي د مص ادر اإلي رادات‬
‫المختلفة و خاصة الضرائب في السنة المالية المقبلة‪.‬و يتم تقدير اإليرادات العامة باستخدام عدة طرق‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ )2-1‬التقدير اآللي‪:‬‬

‫تتمثل هذه الطريقة في تقدير اإليرادات المقبلة على أساس آلي ال يترك للقائمين بتحضير الميزانية‬
‫أية سلطة تقديرية فيما يتعلق بتقدير اإليرادات المتوقع الحصول عليها‪ .‬تستند هذه الطريقة أساسا على‬
‫قاعدة السنة قبل األخيرة‪ ،‬إذ يتم تقدير اإليرادات على أساس االسترشاد بنتائج آخر ميزانية نفذت أثناء‬
‫تحض ير مش روع الميزاني ة الجدي دة‪ ،‬تتم يز ه ذه الطريق ة ب أن تحدي د حجم اإلي رادات والنفق ات يك ون‬
‫بصورة تحفظية‪ ،‬فغالبا ما تتأرجح بين الكساد و االنتعاش‪ .‬كما أن انتشار التضخم و ارتفاع األسعــار‬
‫وانخف اض الق وة الش رائية في كث ير من البل دان في العص ر الح ديث يجع ل من الص عب اس تخدام ه ذه‬
‫الطريقة في تحديد حجم اإليرادات‪.‬‬

‫‪ )2-2‬التقدير المباشر‪:‬‬

‫تستند ه ذه الطريق ة أساس ا على التوق ع أو التنبؤ باتجاه ات ك ل مص در من المصادر لإليرادات‬


‫العام ة على ح دة ‪ ،‬و تق دير حص يلته المتوقع ة بن اءا على ه ذه الدراس ة المباش رة فتطلب الس لطة‬
‫المختص ة في ك ل مش روع في القط اع الع ام أن يتوق ع حجم مبيعات ه و إيرادات ه العام ة للس نة المالي ة‬
‫المقبل ة ‪ ،‬على أن يك ون لك ل وزارة أو هيئ ة حكومي ة تق دير م ا تتوق ع الحص ول علي ه من إي رادات في‬
‫شكل رسوم أو ضرائب عن نفس السنة المالية موضوع الميزانية الجديدة‪.‬إن طريقة التقدير المباشر تمثل‬
‫أفضل الطرق لتقدير اإليرادات‪ ،‬فإن اللجان المختصة يجب عليها االسترشاد بعدة أمور لكي تصل إلى تقديرات‬

‫‪30‬‬
‫قريبة ج دا من الواق ع تتمث ل في مبل غ اإلي رادات الفعلي ة الس ابق تحص يلها و مس توى النش اط االقتص ادي المتوق ع‬
‫والتغيرات المنتظرة في التشريع الضريبي (باعتباره أهم مصادر اإليرادات العامة على اإلطالق ) ‪...‬الخ‪،‬‬
‫مع مراعاة المغاالة في التقدير حتى يكون أقرب ما يكون إلى الواقع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫جدول رقم‪ : 04‬الجدول الزمني لتحضير وإ عداد مشروع الميزانية العامة للدولة‬

‫المصدر‪ :‬وثيقة معطات من وزارة المالية‬

‫‪32‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬السلطات المختصة بتحضير الميزانية العامة للدولة‬

‫الفرع ‪ :1‬مهام وزير المالية‬

‫يعت بر وزير المالية الجهة الوحي دة ال تي تتمتع بس لطة واس عة فيما يخص إع داد الميزانية حيث تنص‬
‫المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 364/07‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر‪ 2007‬أن وزير المالية مكلف‬
‫بتحض ير الميزانية العامة للدول ة‪ ،‬و ذلك قبل عرض ها أم ام مجلس الحكومة ومجلس ال وزراء‪ ،‬حسب‬
‫المادة ‪ 6‬من نفس المرسوم فان وزير المالية مكلف بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬االتص ال بالس لطات المعنية فيما يتعلق بميزانية الدولة و الجماع ات المحلية و المؤسس ات العمومية‬
‫ذات الطابع اإلداري و المؤسسات و الهيئات العمومية المماثلة‪.‬‬
‫‪ -‬وزير المالية مسؤول عن اإليرادات العمومية التي تمول نفقات مختلف الوزارات‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بأي عمل من شأنه أن يساهم في تحقيق األهداف المحددة في البرامج الحكومية‪.‬‬
‫‪ -‬يبادر بأي نص تشريعي أو تنظيمي في مجال مراقبة النفقات الملزمة بها و تسيير الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬يق وم بإع داد مش روع الميزانية و بعد المص ادقة عليها تت ولى الحكومة ممثلة في وزارة المالية ع رض‬
‫هذا المشروع على البرلمان‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬المديرية العامة للميزانية (‪)DGB‬‬

‫إن المديرية العامة للميزانية تعمل على المحافظة على ت وازن الميزانية وفقا للمرس وم التنفي ذي‬
‫‪ 07/364‬المادة ‪ 03‬الذي يحدد المهام العامة للمديرية العامة للميزانية كما يلي‪:‬‬

‫‪-‬المساهمة في إعداد سياسة الميزانية باالتصال مع هياكل المؤسسات المعنية‪.‬‬


‫‪-‬المبادرة بأي نص تشريعي أو تنظيمي يخضع لمجال اختصاصها‪.‬‬
‫‪-‬دراسة و اقتراح أي إجراء ضروري لترشيد نفقات الدولة و تحسين فعاليتها‪.‬‬
‫‪-‬إعداد مشروع الميزانية‪.‬‬
‫‪-‬ضمان تنفيذ و متابعة الميزانية و مراقبتها و تقييمها‪.‬‬
‫‪-‬العمل على فتح المناصب المالية للمؤسسات واإلدارات العمومية وتحويلها و إلغائها و إعادة توزيعها‪.‬‬
‫‪-‬المساهمة فيما يخص دراسة و تحضير و تطبيق االتفاقيات ذات األثر المالي على ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪-‬متابعة إصالح الميزانية و تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬تكلف برسم اآلف اق المتعلقة بالميزانية العامة في بداية كل س نة‪ ،‬ع بر منش ور دوري يس مى "الم ذكرة‬
‫المنهجي ة" و بن اء عليه تق دم كل طلب ات االعتم اد للس نة المقبلة مدعمة بم بررات مفص لة تق درها المديرية‬
‫العامة للميزانية بكل عناية‪.‬‬

‫الفرع‪ :3‬تدخل الهياكل اإلدارية و السياسية األخرى‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ )1‬تدخل الهياكل اإلدارية‬

‫‪-‬المديريات العامة للضرائب و األمالك الوطنية و الجمارك‪:‬‬

‫تس اهم ه ذه الم ديريات العامة في إع داد مش روع الميزانية و خاصة فيما يتعلق ب اإليرادات المتوقعة‬
‫ب النظر إلى اإلج راءات الجبائية و الجمركي ة‪ ،‬و تلك الخاصة ب األمالك الوطني ة‪ ،‬و تعت بر ه ذه الم ديريات‬
‫الهياكل األساسية التي تتولى عمليات إدخال األموال في خزائن الدولة‪.‬‬

‫‪-‬المديرية المركزية للخزينة‪:‬‬

‫تقوم الخزينة بوظائف كثيرة أهمها تسيير األموال العمومية‪ ،‬و لذلك تتجسد مساهمة الخزينة في إعداد‬
‫مش روع الميزانية العامة من خالل ج رد مختلف وس ائل التمويل النهائي ة‪ ،‬و في تس وية العملي ات المالية‬
‫‪6‬‬
‫لميزانية الدولة‪.‬‬

‫الفرع‪ :4‬تدخل الهياكل السياسية‬

‫تحتل وزارة المالية المرتبة األولى في الهياكل اإلدارية للدولة و ل ذلك يمكن التس اؤل عن دور الجه از‬
‫التنفيذي في إعداد ميزانية الدولة يمكن توضيحها من خالل‪:‬‬

‫‪ )1‬مس اهمة رئيس الدول ة‪ :‬يتمتع رئيس الدولة بس لطة كب يرة فيما يتعلق بالميزانية العام ة‪ ،‬لس ببين‬
‫‪7‬‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫‪-‬ترؤسه مجلس الوزراء‪ ،‬يمكن أن يكون له تأثير على سير المناقشات المتعلقة بالموازنة عندما يعرض‬
‫المشروع األول على مجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪-‬باعتب اره أعلى س لطة للتحكيم‪ ،‬و لو أن النزاع ات المتعلقة بالميزانية ال تصل إليه على العم وم بحيث‬
‫تتوصل اإلدارات إلى حل الصعوبات التي تواجهها في المستويات الدنيا بحكم العادة‪.‬‬

‫‪ )2‬مس اهمة رئيس الحكوم ة‪ :‬يمكن الق ول أن إع داد مش روع الميزانية العامة للدولة يتم تحت س لطة‬
‫رئيس الحكومة باعتب اره يمثل برن امج يحت اج إلى الوح دة في تس يير المالية العامة للدول ة‪ ،‬و ه ذا تحت‬
‫مجموعة من المعطي ات السياس ية االجتماعية واالقتص ادية‪ .‬كما يعت بر المح رك األساسي لعملية اإلع داد‬
‫بحيث يق وم في بداية األمر بتحديد التق ديرات العامة للميزانية العامة على كل مس توياتها و خاصة منها‬
‫االستثمارات العمومية‪.‬‬
‫إن الم ادة ‪ 79‬والم ادة ‪ 80‬من الدس تور تبينا مس اهمات رئيس الحكومة فيما يتعلق بالميزانية العامة‬
‫بحيث تنص ان ب الترتيب على ما يلي‪":‬يض بط رئيس الحكومة برن امج حكومته و يعرضه في مجلس‬
‫الوزراء" و "يقدم رئيس الحكومة برنامجه إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه"‪.‬‬

‫‪ 6‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.161‬‬


‫‪ 7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬المطبعة الرسمية الصادرة في ‪ ،1997‬العدد ‪ ،53‬ص‪.14‬‬
‫‪34‬‬
‫من جهة أخرى نجد لرئيس الحكومة دور آخر في مجال إعداد مشروع ميزانية التجهيز و هو التحكيم‬
‫ال ذي يعت بر مرحلة من مراحل التحض ير‪ ،‬ه ذا طبقا لنص الم ادة ‪ 7‬الفق رة الثالثة من المرس وم التنفي ذي‬
‫‪8‬‬
‫‪ 227-98‬المؤرخ في ‪ 13‬يوليو ‪ 1998‬و المتعلق بنفقات الدولة للتجهيز‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مرحلة تنفيذ الميزانية العامة للدولة‬

‫تمر الميزانية العامة للدولة بعد مرورها بمرحلة اإلعداد بمرحلة التنفيذ ثم الرقابة‪ .‬وسنتطرق في هذا‬
‫المبحث إلى تنفيذ الميزانية العامة استنادا للقانون ‪ 21-90‬واألعوان المكلفون بمرحلة التنفيذ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تحصيل اإليرادات‬

‫تتغ ير عملي ات التنفيذ للميزانية العامة عن دما يتعلق األمر ب اإليرادات أو النفق ات حيث يمثل تحص يل‬
‫اإليرادات التزام على عاتق الحكومة أما اإلجارة البرلمانية للنفقات العامة فال تحدد سوى الحد الذي ينبغي‬
‫عدم تجاوزه من طرف الحكومة‪.‬‬
‫يتم تنفيذ عمليات الميزانية العامة من حيث‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬اإليرادات عن طريق إجراءات اإلثبات و التصفية و التحصيل‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬النفقات عن طريق إجراءات االلتزام والتصفية واألمر بالصرف أ وتحرير الحواالت و الدفع‪.‬‬
‫مراحل تحص يل اإلي رادات يق وم بها موظف ان مس تقالن عن بعض هما البعض هما األمر بالص رف‬
‫و‬ ‫والمحاسب العم ومي و مراحل التحص يل هما (اإلثب ات والتص فية) ال تي توكل إلى األمر بالص رف‬
‫المرحلة الثالثة هي مرحلة التحصيل و التي توكل إلى المحاسب العمومي‪.‬‬

‫الفرع ‪ :1‬مراحل التحصيل‬

‫‪ )1‬اإلثب ات‪ :‬هو التعهد من ط رف الم دين بتحمل عبء تص بح بموجبه الدولة دائنة للغ ير و هو إج راء يتم‬
‫فيه تكريس حق الدولة‪.‬‬
‫‪ )2‬التص فية‪ :‬هي عملية ته دف إلى تحديد المبلغ الص حيح لل ديون الواقعة على الم دينين لفائ دة الدولة كما‬
‫أنها أمر بتحصيل هذا الدين‪ ،‬و يصدر هذا األمر في أجل أقصاه ‪ 30‬يوما من إثباتها و هاتين العمليتين من‬
‫اختصاص األمر بالصرف‪.‬‬
‫‪ )3‬مرحلة التحص يل‪ :‬يختص المحاسب العم ومي بعملية التحص يل النق دي لل ديون المس تحقة من ط رف‬
‫الدولة أو الهيئات العمومية المرخصة في الميزانية‪ ،‬حيث يقوم بعملية التكفل بسندات اإليرادات لحسابه و‬
‫يصبح عندئذ مسؤوال شخصيا و ماليا بتحصيل في سجالت محاسبية المخصصة لهذا الغرض‪ ،‬و يتحقق‬
‫من توفر الشروط القانونية للتحصيل السيما في مجال تطبيق أجل استحقاق اإليرادات و تحقق من صحة‬

‫‪ 8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬جويلية ‪ 1998‬العدد ‪ ،51‬ص‪.7‬‬


‫‪ 11 ،109‬الجريدة الرسمية من قانون ‪ 90-21‬المادة ‪ 15/16‬المؤرخ في ‪ 15/08/1990‬المطبعة الرسمية العدد‪.35‬‬
‫‪35‬‬
‫عمليات اإلثبات والتصفية و ذلك عن طريق مراقبة مدى مشروعية إصدار سند األمر للقوانين و األنظمة‬
‫المعمول بها‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس فان‪" :‬االلتزام يعد اإلجراء الذي يتم بموجبه إثبات نشوء الدين"‬

‫الفرع ‪ :2‬وسائل تحصيل اإليرادات‬

‫يتم تحص يل دي ون الدولة الخارجية عن طريق الض رائب بس ند التحص يل أو الس ند النافذ ويض اف إليها‬
‫سند اإللغاء‪.‬‬

‫‪ )1‬سند التحصيل‪ :‬هو كتاب يصدره األمر بالصرف و بموجبها يلزم المحاسب كما يريد في خزينة الدولة‬
‫و يتم إصدار هذا السند قبل المبلغ في صندوق الخزينة‪.‬‬
‫‪ )2‬سند التسوية أو سند اإليراد‪ :‬هذا السند يكون بعد عملية صب المبلغ في صندوق الخزينة‪ ،‬و لهذا فانه‬
‫‪10‬‬
‫يساعد على تسجيل القيد النهائي لإليراد في الحساب المخصص له من الناحية المحاسبية‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ )3‬س ند اإللغ اء أو الخفض‪ :‬إذا ت بين لألمر بالص رف وج وب إلغ اء أو خفض مبلغ س ند التحص يل‬
‫‪11‬‬
‫التسوية لسبب ما يسمى "شهادة اإللغاء أو الخفض" لهذا السند المراد تعديله‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ )4‬الس ند الناف ذ‪ :‬إذا لم يتم تحص يله ف ان األمر بالص رف يص در أمر التس ديد مثل س ند التحص يل‬
‫يصبح نافذ بأمره وعندما يكسب هذه الصفة ال يصح أن يكون موضوع إلغاء أو خفض ال في حالة اإليراد‬
‫العف وي‪ ،‬هو إج راء بموجبه يتق دم الم دين إلى المحاسب بوقف التحص يل مؤقتا و ذلك بعد موافقة األمر‬
‫بالصرف‪ ،‬بعد تحقيق في موارد المدين و التأكد من عدم قدرته على السداد‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬طرق التحصيل‬

‫‪ )1‬تحمل المحاس بة لس ندات التحص يل‪ :‬عند تس ليم المحاسب س ند التحص يل أو اإللغ اء أو التخفيض يق وم‬
‫بتسجيلها في دفتر معد لذلك فيضع ختما خاصا بالتحصيل على كل الوثائق و ذلك مراجعة طرق اإلصدار‬
‫و الش روط ال واجب توفرها في ه ذه المس تندات و تع اد نس خة من ج دول اإلص دار الي ومي للس ندات لألمر‬
‫بالصرف و ترسل إصدار السندات إلى المدينين في أجل (‪ )08‬أيام‪ ،12‬بعد أن يتم إشعار المدين بإصدار‬
‫السند‪ ،‬تبدأ مرحلة التحصيل عن التراضي و إن تعذر ذلك يكون ذلك التحصيل عن طريق اإلجبار‪.‬‬

‫‪ )2‬التحصيل بالتراضي‪ :‬على المدين االستجابة لإلشعار الموجه له و ذلك بمثوله أمام مصلحة التحصيل‬
‫و ذلك للتفاهم حول التسديد الكلي أو الجزئي للدين‪ ،‬و في حالة التفاهم بالتسديد يسدد المدين ما عليه دفعة‬
‫واحدة أو عن طريق أقساط و منه تفتح له بطاقة خاصة بسبيل كل األقساط التي يدفعها في اآلجال المحددة‪،‬‬

‫‪ 10‬قانون ‪ 84/17‬المؤرخ في ‪ 7‬يوليو ‪ ،1984‬المادة ‪.07‬‬


‫‪ 11‬قانون ‪ 84/17‬المادة ‪.08‬‬
‫‪ 12‬قانون ‪ 84/17‬المواد ‪.15-14‬‬
‫‪36‬‬
‫و إذا اخل المدين بهذا االلتزام يصبح ملزما بدفع كل الباقي و إذا لم يتم الدفع في أجل (‪ )20‬يوم‪ ،‬و إذا لم‬
‫يتم الدفع بعد هذا اإلنذار يصبح األمر باإليراد نافذ أي التحصيل اإلجباري‪.‬‬

‫‪ )3‬التحصيل اإلجباري‪ :‬يبدأ هذا اإلجراء أمر الدفع من طرف المحاسب يرسله إليه اآلمر بالصرف لكي‬
‫يص بح ناف ذا و بع دها إلى المحاس بين العموم يين المتخصص ين في أجل ‪ 15‬ي وم ثم يرس له المحاس بين‬
‫الم ذكورين في ه ذه الس ندات إلى قابضي الض رائب محل إقامة المع ني بالتس ديد ح تى يتم التحص يل‬
‫اإلجباري‪ ،‬بحيث يعيد الدائنون (القابض‪ ،‬الضرائب) إلى المحاسب نسخة في حافظة إرسال تحصل إشارة‬
‫‪13‬‬
‫االستالم في أجل أقصاه (‪ )08‬أيام‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنفيذ النفقات‬

‫إن ت رخيص الس لطة التش ريعية العتم ادات النفق ات ال يع ني ال تزام الدولة بإنف اق كافة المب الغ بل هو‬
‫ت رخيص للدولة ب أن تق وم بتنفيذ نفقاتها في ح دود المب الغ دون أن يتع داها ب أي ح ال من األح وال إال بعد‬
‫الحصول على موافقة ص ريحة‪ ،‬بمعنى أن الدولة ال تك ون ملزمة بإنفاق هذه المبالغ كلها أو بعض ها إذا لم‬
‫تدع الحاجة إلى ذلك‪ .‬يقع على عاتق الدولة ضمان األعباء الواجبة عليها منذ اليوم األول من السنة المالية‬
‫و يكون ذلك تسوية للنفقات العامة على مبدأ الفصل بين اآلمر لصرف المحاسب‪.‬‬

‫الفرع ‪ :1‬شروط اإلنفاق‬

‫لضمان عدم إساءة استعمال أموال الدولة و التأكد من إنفاقها على النحو المالئم فقط نظم قانون عمليات‬
‫‪14‬‬
‫صرف األموال العامة على أربعة خطوات و هي‪:‬‬

‫‪)1‬االرتباط بالنفقة‪:‬‬

‫ينشأ االرتب اط بالنفقة نتيجة قي ام الس لطة اإلدارية باتخ اذ ق رار لتحقيق عمل معين يس تلزم إنف اق من‬
‫جانب الدولة‪ ،‬مثال على طلك القرار الصادر بتعيين موظف عام أو القيام ببعض أعمال المنفعة العامة مثل‬
‫إنش اء ط رق أو مش اريع ك برى ‪...‬الخ‪ ،‬فمثل ه ذا الق رار ي ترتب عليه ض رورة ح دوث واقعة اإلنف اق و ال‬
‫يك ون الغ رض منه مج رد زي ادة أعب اء الدولة و إنما تحقيق أه داف معين ة‪ ،‬مثال تس بب س يارة حكومية في‬
‫إصابة مواطن مما يضطر الدولة لدفع مبلغ التعويض‪ ،‬فالواقعة هنا مادية و غير إدارية و في كلتا الحالتين‬
‫فان االرتباط بالنفقة يعني القيام بعمل من شأنه أن يجعل الدولة مدينة‪.‬‬

‫‪ )1.1‬تحديد النفقة‪:‬‬
‫يتم تق دير المبلغ المس تحق لل دائن من االعتم اد المق رر في الميزانية مع ض رورة الـتأكد أن الش خص‬
‫ال دائن غ ير م دين للدولة بش يء و من القواعد المالية المق ررة أن يك ون ال دفع بعد انته اء األعم ال إذ يتعين‬
‫على دائن الدولة أن ينهي أعماله التي تسببت في وجود المبلغ المدين به نتيجة هذه األعمال‪.‬‬
‫‪ 13‬قانون ‪ ،90/21‬المواد ‪.15 -14‬‬
‫‪ 14‬سوزي عدلي ناشد‪،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.399‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ )2.1‬األمر بالدفع‪:‬‬
‫بعد أن يتم تحديد مبلغ النفقة يص در ق رار من جهة إدارية متخصصة يش تمل أمر ب دفع مبلغ النفقة و‬
‫يصدر قرار عادة وزير المالية أو من ينوب عنه‪.‬‬
‫الصرف‪ :‬يقصد به دفع مبلغ محدد في األمر عن طريق موظف تابع لوزارة المالية‪ ،‬غير الذي يصدر عنه‬
‫أمر ال دفع منعا للتالعب‪ ،‬و غالبا ما يتم ه ذا في ص ور إذن في البنك المرك زي ال ذي تحتفظ فيه الدولة‬
‫بحساباتها‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬خطوات الصرف‬

‫تعت بر الثالث خط وات األولى تتعلق باالختص اص اإلداري المتعلق بالجهة اإلدارية إما الخط وة‬
‫األخيرة فهي تتعلق باختصاص الحسابي المتعلق بوزارة المالية و بالتالي يجري تنفيذ النفقات العامة على‬
‫‪15‬‬
‫مرحلتين متتاليتين لتحقيق الضمانات الكافية ضد ارتكاب أي مخالفة مالية و المرحلتان هما‪:‬‬

‫‪ .1‬المرحلة اإلدارية‪ 16:‬و تشمل‪:‬‬

‫‪ -)1‬اإلل تزام‪ :‬يتم بم وجب إثب ات نش وء ال دين على ع اتق الدولة أو جماعاتها اإلقليمية أو المؤسس ات‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري و نميز نوعين منه ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬التزام قانوني‪ :‬الذي ينتج عن تطبيق نص قانوني أو إقرار فردي أو كالهما معا‬
‫‪ -1-2‬التزام محاسبي‪ :‬الذي يتمثل في إعداد كشف االلتزام من طرف اآلمر بالصرف (تخصيص جزء‬
‫من اإلعتمادات المفتوحة لتغطية نفقة معينة)‪.‬‬

‫‪ )2‬التصفية‪ :‬هي اإلج راء ال ذي يس مح على أس اس الوث ائق المحاس بية ب التحقق من أداء الخدمة و تحديد‬
‫المبلغ الصحيح للنفقة‪.‬‬

‫‪ -2-1‬التحقق من أداء الخدمة‪ :‬ال يدفع االمر بالصرف للمستفيد إال بعد إنجاز العمل أو استالم السلع‬
‫و التأكد من مطابقتها للشروط ‪ ،‬غير أن استثناءات عدة قد ترد على هذه القاعدة تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬التسبيقات المقدمة للمتعاملين المتعاقدين في إطار تنفيذ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬أجور موظفي اإلدارات العمومية و النفقات التي تتم دون اآلمر بالصرف كالمعاشات‪.‬‬

‫‪ -2-2‬تحديد المبلغ الدقيق القابل للدفع‪ :‬أي حساب مبلغ الدين الواقع على عاتق الدولة‪ ،‬و التأكد من أنه‬
‫واجب الدفع (لم يسقط بالتقادم الرباعي و لم يتم دفعه مسبقا)‪.‬‬
‫‪ )3‬األمر بالص رف‪ :‬هو األمر ال ذي يعطيه اآلمر بالص رف للمحاسب العم ومي المختص لتنفيذ عملية‬
‫‪20‬‬
‫الدفع بالنسبة لنفقة كانت محل التزام و تصفية سابقين‪ .‬هناك األمر بالدفع وحوالة الدفع‬

‫‪ 15‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬


‫‪1716‬قانون رقم ‪ 21-90‬مؤرخ في ‪ 24‬محرم عام ‪ 1411‬الموافق ‪ 15‬غشت سنة ‪ 1990‬يتعلق بالمحاسبة العمومية (المادة ‪)36‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -3-1‬األمر بالدفع‪ :‬يصدره اآلمر بالصرف الرئيسي لفائدة اآلمر بالصرف الثانوي‪.‬‬

‫‪ -3-2‬حوالة ال دفع‪ :‬هي الش كل ال ذي يص در فيه األمر بالص رف س واء ك ان ص ادرا عن آمر بالص رف‬
‫رئيسي لفائ دة مص الحه أو عن آمر بالص رف ث انوين‪ ،‬حيث تح وي كل المعلوم ات الميزانية ال تي تخص‬
‫النفقة (السنة المالية‪ ،‬الفصل و المادة‪ ،‬و السطر الميزانياتي‪ ،‬مبلغ النفقة‪ ،‬تعيين المستفيد‪ ،‬رقم حسابه)‬
‫بعد إصدار األمر بالصرف يرسل الملف النفقة إلى المحاسب العمومي المختص في الفترة الممتدة مل بين‬
‫‪ 01‬إلى ‪ 20‬من الشهر ليقوم بعملية الدفع‪.‬‬

‫‪ .2‬المرحلة المحاسبية (الدفع)‪:‬‬

‫الدفع هو اإلجراء الذي يتم بموجبه إبراء الدين العمومي‪ ،‬و يتولى تنفيذه المحاسب العمومي بعد التحقق‬
‫من ثمان نقاط أساسية مذكورة في المادة ‪ 36‬من القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪:‬‬
‫‪-‬مطابقة العملية للتنظيمات و القوانين سارية المفعول‪.‬‬
‫‪-‬توفر اإلعتمادات‪.‬‬
‫‪-‬صفة اآلمر بالصرف أو المفوض‪.‬‬
‫‪-‬الطابع اإلبرائي للدفع‪.‬‬
‫‪-‬تأشيرات عمليات المراقبة القانونية‪.‬‬
‫‪-‬الديون لم تسقط آجالها(تقادم رباعي) و أنها محل معارضة ‪.17‬‬
‫‪-‬شرعية عمليات التصفية و الصحة القانونية للمكسب اإلبرائي‪.‬‬
‫في حال توفر كل الشروط يجب على المحاسب العمومي القيام بعملية الدفع في آجال أقصاها ‪ 10‬أيام‬
‫ابت داء من اس تالم ملف النفق ة‪ .‬إذا ك ان هن اك رفض نه ائي فاألجل المت اح للمحاسب لل رد كتابيا على اآلمر‬
‫بالصرف هو ‪ 20‬يوما و هنا يمكن أن يلجأ اآلمر بالصرف إلى التسخير‪ ،18‬و هو إجراء استثنائي يعطي‬
‫بموجبه اآلمر بالص رف أم را للمحاسب العم ومي لكي ينفذ عملية ال دفع ك ان قد رفض تنفي ذها نهائيا و ه ذا‬
‫وفق شروط موضوعية و أخرى شكلية ‪:‬‬

‫الشروط الموضوعية‪:‬‬
‫‪-1‬الرفض النهائي من طرف المحاسب العمومي‬
‫‪-2‬التسخير يوجه إلى المحاسب المختص‬
‫او‬ ‫‪-3‬أن ال يك ون ال رفض ألحد األس باب التالي ة‪ (:‬ع دم وج ود إعتم ادات‪ ،‬غي اب إثب ات أداء الخدمة‬
‫إحدى تأشيرات الرقابة وعدم توفر أموال في الخزينة عدا بالنسبة لميزانية الدولة‪.‬‬

‫الشروط الشكلية‪:‬‬

‫‪ 17‬قانون رقم ‪ 21-90‬مؤرخ في ‪ 24‬محرم عام ‪ 1411‬الموافق ‪ 15‬غشت سنة ‪ 1990‬يتعلق بالمحاسبة العمومية (المادة ‪.)36‬‬
‫‪ 18‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 314-91‬مؤرخ في ‪ 28‬صفر عام ‪ 1412‬الموافق ‪ 7‬سبتمبر سنة ‪ 1991‬يتعلق بإجراءات تسخير األمرين‬
‫بالصرف للمحاسبين العموميين‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪-1‬أن يكون التسخير مكتوبا إلثبات إعفاء المحاسب العمومي من المسؤولية؛‬
‫‪-2‬يحتوي التسخير عبارة "يطلب من المحاسب أن يدفع"؛‬
‫‪-3‬يذكر أسباب لجوء اآلمر بالصرف إليه؛‬
‫‪-4‬لكل عملية دفع تسخير خاص بها و ليس ممكنا وجود تسخير إجمالي لعدة عمليات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األعوان المكلفون بالتنفيذ‪:‬‬

‫إن عملية تنفيذ الميزانية العامة تقوم على عمل نوعين من األعوان أال وهما اآلمرين بالصرف من جهة‬
‫والمحاس بون العمومي ون من جهة أخ رى‪ ،‬كل يت دخل حسب اختصاصه في عملية التنفي ذ‪ ،‬ومنه س نرى‬
‫مبدأ الفصل بين اآلمرين بالصرف والمحاسبين العموميين‪.‬‬

‫‪ )1‬اآلمر بالصرف‪:‬‬

‫هو كل شخص يؤهله القانون لتنفيذ عمليات تتعلق بأموال الدولة ومؤسساتها وجماعاتها العمومية سواء‬
‫كانت هذه العمليات تتمثل في تحصيل اإليرادات أو إخراج النفقات‪.‬‬

‫‪ )1-1‬تصنيف اآلمرين بالصرف‪:‬‬

‫‪ -‬اآلمر بالصرف الرئيس ي‪ :‬وفقا للم ادة ‪ 26‬من الق انون ‪ ،90/21‬تمنح ص فة "اآلمر بالص رف الرئيس ي"‬
‫لكل من‪:‬‬

‫‪ -‬المسؤولين المكلفين بالتسيير المالي للمجلس الدستوري والمجلس الشعبي الوطني ومجلس المحاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬الوالة عندما يتصرفون لحساب الوالية والوزراء‪.‬‬
‫‪ -‬رؤساء المجالس الشعبية البلدية اللذين يتصرفون لحساب البلديات‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولون المعينون قانونا على المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولون المعينون قانونا على مصالح الدولة المستفيدة من ميزانية ملحقة‪.‬‬
‫‪ -‬اآلمر بالصرف الث انوي‪ :‬حسب الم ادة ‪ 8‬من المرس وم التنفي ذي رقم ‪" : 313-91‬اآلم رون بالص رف‬
‫الث انويين هم ال ذين يص درون ح واالت ال دفع لفائ دة ال دائنين في ح دود االعتم ادات المفوضة و أوامر‬
‫اإليرادات ضد المدينين في حدود االعتمادات المفوضة من طرف اآلمر بالصرف الرئيسي"‪.‬‬
‫ووفقا للم ادة ‪ 27‬من ق انون ‪ 90/21‬تمنح ص فة "اآلمر بالص رف الث انوي" لكل مس ؤول عن هيئة عمومية‬
‫غير متمتعة باالستقالل المالي لكن تفوض اعتمادات لصالحها كالوالي بالنسبة لميزانية الدولة‪.‬‬

‫‪ )1-2‬مهام اآلمر بالصرف‪:‬‬

‫يمسك اآلمر بالصرف بالمحاسبة اإلدارية لإليرادات والنفقات التي يقوم بها خالل السنة المالية بحيث‬
‫يتضمن الحساب اإلداري لآلمر بالصرف ما يلي‪:‬‬
‫‪40‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬محاسبة اإليرادات‪ :‬والتي تسجل مجمل اإليرادات المستحقة للدولة ومبلغ مجمل األوامر بالدفع‬
‫اإليرادات والتخفيضات أو اإللغاءات‪ ،‬وقيمة مجملة للتحصيالت التي يتم تحقيقها‪.‬‬

‫‪ -‬محاسبة اإللتزامات‪ :‬تهدف هذه المحاسبة إلى معرفة المبالغ التي يتم االلتزام بدفعها بالنسبة العتمادات‬
‫ال دفع الم رخص به ا‪ ،‬إلى ج انب بي ان مبلغ األرص دة المتاح ة‪ ،‬حيث ال يس تطيع اآلمر بالص رف أن يق وم‬
‫بااللتزام إال في حدود االعتمادات المتاحة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تسمح بمعرفة مبلغ تفويضات االعتمادات الممنوحة‬
‫لآلم رين بالص رف الث انويين‪ ،‬والمبلغ اإلجم الي لالعتم ادات و ال برامج المرخصة وال تي تنجز عن طريق‬
‫البرامج المأذون بها بالنسبة لنفقات التجهيز‪.‬‬

‫‪ -‬محاسبة أوامر الصرف‪ :‬تعرض هذه المحاسبة مبلغ حواالت الدفع التي قام اآلمر بالصرف بإصدارها‬
‫ومبلغ االعتم ادات المتاح ة‪ ،‬بحيث تك ون أوامر الص رف ال تي يص درها اآلمر في ح دود االعتم ادات‬
‫الممنوحة لكي تكون قابلة للدفع من طرف المحاسب العمومي‪.‬‬

‫‪ )2‬المحاسب العمومي‪:‬‬

‫يعد محاسبا عموميا كل شخص يعين قانونا (من طرف وزير المالية) للقيام بالعمليات الخاصة بأموال‬
‫الدولة سواء مباشرة أو بواسطة‪ ،‬و كذلك كل من يكلف قانونا بمسك الحسابات الخاصة باألموال العمومية‬
‫أو حراس تها‪ .‬وتعت بر أم واال عمومية كل ما يتعلق بميزانية الدولة وحس ابات خزينتها أو ميزاني ات‬
‫الجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري"‪.‬‬

‫تنص الم ادة ‪ 33‬من ق انون ‪ 90/21‬على أن " يعد محاس با عمومي ا‪ ،‬كل ش خص يعين قانونا للقي ام‬
‫بالعمليات الموالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحصيل اإليرادات و دفع النفقات‪.‬‬


‫‪ -‬ضمان حراسة األموال أو السندات أو القيم واألشياء أو المواد المكلف بها وحفظها‪.‬‬
‫‪ -‬تداول األموال والسندات والقيم والممتلكات والعائدات والمواد العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬حركة حسابات الموجودات‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تعت بر الموازنة العامة العم ود الفق ري للمالية العامة فهي تع بر عن اإلرادة السياس ية‪ ،‬االقتص ادية‬
‫واإلدارية للدول ة‪ ،‬فهي تتم يز بمراحل مختلفة من إع داد و تنفيذ و هي مع امالت متص لة ومس تمرة ذات‬
‫ط ابع دوري بما تنط وي عليه من ت دفقات نقدي ة‪ ،‬و ه ذا الط ابع ال دوري يتمثل في وج ود مراحل متص لة‬
‫تتك رر س نة بعد أخ رى فلكل مرحلة ص فاتها و قض اياها المتم يزة بحيث تت داخل في وقت معين الق رارات‬

‫‪41‬‬
‫المالية للسلطة السياسية‪ ،‬سواء ما تعلق منها بتنفيذ الموازنة الحالية أو بمراجعة و تدقيق مدى سالمة تنفيذ‬
‫الموازنة المنتهية أو بإعداد تقديرات الموازنة المقبلة‪.‬‬

‫و هك ذا ف إن دور الموازنة العامة يتمثل في التعب ير عن سياسة الدولة و برن امج النش اط الحك ومي خالل‬
‫السنة‪.‬‬

‫‪42‬‬

You might also like