Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫‪ ٣٦‬فائدة في‬

‫أحكام النكاح وآدابه‬

‫‪ 36‬فائدة في‬
‫أحكام النكاح وآدابه‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫حقوق الطبع والنرش لكل مسلم‬

‫‪2‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصـالة والسـالم عىل رسول اهلل‪.‬‬

‫فـهذه ُخالصات مـجموعة يف‪ :‬أحكام‬


‫النِّـكاح وآدابه‪ ،‬نسأل اهلل أن ينفع هبا‪ ،‬وأن‬
‫ِ‬
‫إعداد‬ ‫َ‬
‫وأعان يف‬ ‫َ‬
‫شارك‬ ‫كل َمن‬‫خريا َّ‬‫جيزي ً‬
‫شها‪.‬‬‫هذه املادة و َن ْ ِ‬

‫‪3‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫فِ ْطر ٌة برش َّية‪ ،‬ورضور ٌة حيات َّية‪،‬‬ ‫النِّـكاح‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪1‬‬
‫وإعفاف النفس‬ ‫لعامرة الكون‪،‬‬ ‫ب‬
‫وس َب ٌ‬
‫َ‬
‫وصيانتِها عن احلرام ووقايتِها من‬ ‫باحلالل‬
‫ِ‬
‫الولد‪ ،‬وهو ُسنَّ ٌة من ُسنَن‬ ‫ِ‬
‫الفتنة‪ ،‬وط َل ِ‬
‫ب‬
‫الم ْر َسلني ‪َّ ،‬‬
‫حث عليه‬ ‫وه ْدي ُ‬‫األنبياء َ‬
‫الرشع ور َّغب فيه‪.‬‬
‫ُ‬

‫قال اهلل تعاىل‪( :‬ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬


‫ﰆ ﰇﰈﰉﰊﰋﰌ‬
‫ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ ﰒ ﰓ‬
‫ﰔ ﰕ ﰖ) [النحل‪.]٧٢ :‬‬

‫وقال سبحانه‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬


‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ) [الرعد‪.]٣٨ :‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫رسول اهلل ‪َ « :‬ل ِكنِّي َأ ُصو ُم‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬


‫َو ُأ ْفطِ ُر‪َ ،‬و ُأ َص ِّل َو َأ ْر ُق ُد‪َ ،‬و َأ َت َز َّو ُج النِّسا َء‪َ ،‬ف َم ْن‬
‫ب َع ْن ُسنَّتِي َف َل ْي َس ِمنِّي»(((‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫رِ‬
‫غ‬

‫طاع‬
‫اس َت َ‬ ‫باب‪َ ،‬م ِن ْ‬
‫الش ِ‬ ‫ش َّ‬‫ويف احلديث‪« :‬يا َم ْع َ َ‬
‫ص‬‫ِمنْك ُُم البا َء َة َف ْل َي َت َز َّو ْج؛ َفإِ َّن ُه َأ َغ ُّض لِ ْل َب َ ِ‬
‫َو َأ ْح َص ُن لِ ْل َف ْر ِج‪َ ،‬و َم ْن َل ْ َي ْس َتطِ ْع َف َع َل ْي ِه‬
‫الص ْو ِم؛ َفإِ َّن ُه َل ُه ِوجا ٌء»(((‪.‬‬
‫بِ َّ‬
‫[(الباءة)‪ :‬تكاليف َّ‬
‫الزواج‪ ،‬من املهر والنَّفقة ونحومها‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫(وجاء)‪ :‬قاطع لشهوته]‪.‬‬

‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)5063‬ومسلم (‪.)1401‬‬


‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)1905‬ومسلم (‪.)1400‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫ِ‬
‫كامل‬ ‫آيات اهلل‪ ،‬الدا َّل ِة عىل‬
‫ِ‬ ‫ال َّزواج آي ٌة من‬
‫وس َعة رمحتِه‬ ‫ع َظمتِه و ُق ْدرته‪ ،‬ومجيل ص ِ‬ ‫‪2‬‬
‫َ‬ ‫ه‪،‬‬‫نع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫وعنايتِه بعباده‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪( :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ) [الروم‪.]٢١ :‬‬
‫الزوجة س َكنًا َّ‬
‫للزوج‪ ،‬يسكُن‬ ‫َ‬
‫فجعل سبحانه َّ‬
‫نفسه إىل لقائها‪ ،‬ويفرح‬‫قل ُبه إليها‪ ،‬وهتفو ُ‬
‫ذهب إىل بيته‪ ،‬ويكتفي هبا‬
‫برؤيتها‪ ،‬وهيدأ إذا َ‬
‫الزوج َّية َس َكنًا‬
‫بيت َّ‬‫سمى ُ‬ ‫عن غريها‪ ،‬ولذا ُي َّ‬
‫أو مسكنًا‪ ،‬وجعل بينهام مو َّد ًة ورمح ًة‪ ،‬فال ُألف َة‬
‫أعظم من ُألفة َّ‬
‫الزوج مع زوجته‪.‬‬ ‫َ‬ ‫زوجني‬
‫بني َ‬

‫‪6‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫وميثاق‪ ،‬ومعارش ٌة باملعروف‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫عهد‬


‫ال َّزواج ٌ‬
‫وتطييب للخاطر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫املشاعر‪،‬‬ ‫وحمافظ ٌة عىل‬ ‫‪٣‬‬
‫ٌ‬
‫واحرتا ٌم متبا َدل‪ ،‬و َقوام ٌة لل َّزوج‪ ،‬ورمح ٌة‬
‫تتأسس عىل َّ ْ‬
‫الشع‪.‬‬ ‫باملرأة‪ ،‬وأرس ٌة جديد ٌة َّ‬
‫فأبطل األنكِح َة ِ‬
‫الفاسد َة املنترش َة‬ ‫َ‬ ‫جاء اإلسال ُم‬
‫الرشعي‪ ،‬كام‬ ‫يف اجلاهل َّية‪ ،‬وأبقى عىل ال ِّنـكاح‬ ‫‪٤‬‬
‫ّ‬
‫«لما ُب ِع َث‬ ‫قالت أ ُّم املؤمنني عائشة ‪َّ :‬‬
‫اجلاه ِل َّي ِة‬
‫ِ‬ ‫كاح‬ ‫ِ‬
‫ُم َ َّم ٌد ‪ ‬بِ َ‬
‫الح ِّق؛ َه َد َم ن َ‬
‫كاح الن ِ‬
‫َّاس ال َي ْو َم»(((‪.‬‬ ‫ُك َّله‪ ،‬إِ َّل نِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫مجيع‬ ‫عليها‬ ‫فطر‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ِ‬


‫آيات‬ ‫ال َّزواج آي ٌة من‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪٥‬‬
‫فأحاط زواجه‬ ‫َ‬ ‫وكرم اإلنسان‬
‫َّ‬ ‫الكائنات‪،‬‬
‫بضوابط وأحكام وآداب جتعله عباد ًة و ُقرب ًة‪.‬‬
‫(( ( رواه البخاري (‪.)5127‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫كمه‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫األصل يف النِّـكاح اإلباحة‪ ،‬وخي َتلِ‬


‫ُ ُ‬
‫‪٦‬‬
‫لمن‬‫ب َ‬ ‫باختالف أحوال الناس‪ :‬فهو ُم ْس َت َح ٌّ‬
‫الزنا‪،‬‬
‫الوقوع يف ِّ‬
‫َ‬ ‫له شهو ٌة ويأ َمن عىل نفسه‬
‫قدر عليه وخياف عىل نفسه‬ ‫وواجب عىل َمن َ‬
‫ٌ‬
‫الوقوع يف‬
‫َ‬ ‫خياف‬
‫ُ‬ ‫حق َمن‬
‫الزنا‪ ،‬ومكرو ٌه يف ِّ‬ ‫ِّ‬
‫والرضر والتقصري ‪-‬كال َع ْجز عن النَّفقة‬ ‫َ‬ ‫ال ُّظلم‬
‫الع ْشة ونحو ذلك‪.-‬‬ ‫أو إساءة ِ‬

‫ي ِسن االختيار‬ ‫واج أن ُ ْ‬


‫الرجل إذا أرا َد ال َّز َ‬ ‫عىل َّ‬
‫‪٧‬‬
‫الدين‬‫ذات ِّ‬
‫يتزوج َ‬ ‫ب أن َّ‬ ‫يتعجل؛ ف ُي ْس َت َح ُّ‬
‫وال َّ‬
‫الولود‪ ،‬البِ ْكر‪،‬‬
‫الودود‪َ ،‬‬ ‫واخل ُلق وال َعفاف‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫تكون نسيب ًة حسيب ًة كريم َة‬ ‫َ‬ ‫اجلميلة‪ ،‬وأن‬
‫ال ُعنرص واألصل‪.‬‬
‫وك َّلام اجتم َعت هذه ِّ‬
‫الصفات يف املرأة فهو‬
‫خري عىل خري‪.‬‬‫ٌ‬

‫‪8‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫قال اهلل تعاىل‪( :‬ﭠ ﭡ ﭢ‬


‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ) [النساء‪.]٣٤ :‬‬
‫ويف احلديث‪ُ « :‬تنْكَح المر َأ ُة ِلَرب ٍع‪ :‬لِ ِ‬
‫الا‪،‬‬ ‫َْ‬ ‫ُ َْ‬
‫الا‪ ،‬ولِ ِدينِها؛ فا ْظ َفر بِ ِ‬
‫ذات‬ ‫و ِلسبِها‪ ،‬و َج ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ين َت ِر َب ْت َي َ‬
‫داك»(((‪.‬‬ ‫الد ِ‬
‫ِّ‬
‫بالتاب دالل ًة عىل ال َف ْقر‪ ،‬واملراد ُّ‬
‫احلث‬ ‫داك)‪ :‬التص َقت ُّ‬ ‫[(ت َِر َب ْ‬
‫ت َي َ‬
‫والتحريض]‪.‬‬

‫تاع‪َ ،‬و َخ ْ ُي َمتا ِع‬


‫«الد ْنيا َم ٌ‬
‫وقال ‪ُّ :‬‬
‫الد ْنيا‪ :‬المر َأ ُة الص ِ‬
‫ال ُة»(((‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫َّ َ‬ ‫َْ‬
‫الو ُلو َد؛ َفإِ ِّن‬
‫الو ُدو َد َ‬
‫ويف احلديث‪َ « :‬ت َز َّو ُجوا َ‬
‫ُمكاثِ ٌر بِك ُْم األُ َم َم»(((‪.‬‬
‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)5090‬ومسلم (‪.)1466‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1467‬‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه أبو داود (‪،)2050‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫وقال ‪ ‬جلابر ‪َّ ‬ملا َّ‬


‫تزوج امرأ ًة ث ِّي ًبا‪:‬‬
‫العبها و ُت ِ‬
‫ِ‬
‫فالزواج‬ ‫الع ُب َك؟»(((‪َّ ،‬‬ ‫« َف َه َّل ً‬
‫بكرا ُت ُ َ‬
‫من البِكْر أقرب للمح َّبة وأوثق للمو َّدة‬
‫ب‬‫أنس ُ‬
‫ألنا َ‬
‫ب َّ‬‫خيتار الث ِّي َ‬
‫والصلة غال ًبا‪ ،‬وقد ُ‬
‫ِّ‬
‫حلالِه‪ ،‬كام فعل جابِ ٌر ‪‬؛ لتعتني بأخواته‬
‫البنات‪.‬‬
‫خري؟‬
‫أي النِّساء ٌ‬ ‫و َّملا ُسئل النبي ‪ُّ :‬‬
‫س ُه إِذا َن َظ َر‪َ ،‬و ُتطِي ُع ُه إِذا َأ َم َر‪َ ،‬وال‬
‫ُ ُّ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ي‬‫قال‪« :‬ا َّلتِ‬

‫كره»(((‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بام‬ ‫ه‬ ‫ُتالِ ُفه يف َن ْف ِسها ومالِ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫الدين‬
‫صاحـب ِّ‬
‫َ‬ ‫ويل املـرأة أن خيتـار هلـا‬
‫على ِّ‬
‫‪٨‬‬
‫زواجـه وال يع ِّق َ‬
‫ـده‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واخل ُلـق‪ ،‬وأن ِّ‬
‫ييسر‬ ‫ُ‬
‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)5247‬ومسلم (‪.)715‬‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه النسائي (‪ ،)3231‬واإلمام أحمد (‪،)٧٤٢١‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫قال اهلل تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬


‫ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) [النور‪.]٣٢ :‬‬
‫زوج له‪ِ ،‬من رجل أو امرأة‪.‬‬ ‫[(األَ َ‬
‫يامى)‪َ :‬من ال َ‬
‫زوج له من أحرار رجالكم‬
‫زوجوا ُّأيا املؤمنون َمن ال َ‬
‫واملعنى‪ِّ :‬‬
‫ِ‬
‫وإمائكم]‪.‬‬ ‫ونسائكم‪ ،‬والصاحلني من ِ‬
‫عبادكم‬

‫ويف احلديث‪« :‬إِذا جا َء ُك ْم َم ْن َت ْر َض ْو َن ِدينَ ُه‬


‫َو ُخ ُل َق ُه َف َأ ْن ِك ُحو ُه‪ ،‬إِ َّل َت ْف َع ُلوا َت ُك ْن فِ ْتنَ ٌة يف‬
‫ض َو َفسا ٌد َكبِ ٌري»(((‪.‬‬ ‫األَ ْر ِ‬

‫عي يف تزويج الصاحلني والصاحلات‪،‬‬ ‫الس ُ‬


‫َّ‬
‫‪٩‬‬
‫صالح‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عمل‬ ‫الرجل واملرأة؛‬
‫والتوفيق بني َّ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫تعاون عىل‬ ‫ٌ‬
‫جزيل؛ فهو‬ ‫ثواب‬
‫ٌ‬ ‫عظيم‪ ،‬وفيه‬
‫ٌ‬
‫وحسنه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(( ( رواه الترمذي (‪،)1085‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫رب والتقوى‪ ،‬ودالل ٌة عىل اخلري‪ ،‬وشفاع ٌة‬ ‫ال ِّ‬


‫وسد ألبواب‬‫ٌّ‬ ‫وفتح ألبواب الع َّفة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫حسن ٌة‪،‬‬
‫السور‬ ‫ُ‬
‫وإدخال‬ ‫للمسلمني‬ ‫نفع‬ ‫وفيه‬ ‫تنة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الف‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫عليهم‪.‬‬

‫واجب ومسئول َّي ٌة يف مساعدة‬


‫ٌ‬ ‫عىل اجلميع‬
‫‪١٠‬‬
‫الشباب عىل تأسيس األرسة املسلمة‪ ،‬بالوسائل‬
‫املعنو َّية واملاد َّية املتاحة‪ :‬بالتشجيع عىل‬
‫الزواج‪ ،‬والداللة عىل الصاحلني والصاحلات‪،‬‬ ‫َّ‬
‫والتوفيق بني الراغبني والراغبات‪ ،‬وتذليل‬
‫لمن حيتاج إىل‬
‫كل العقبات‪ ،‬وبذل املال َ‬ ‫ِّ‬
‫الجود والكرم‬
‫املساعدات‪ ،‬وترغيب أهل ُ‬
‫يف بذل األُ ْعطيات؛ حتى نكون من الذين‬
‫(ﭝ ﭞ ﭟ) [املؤمنون‪.]٦١ :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫الرجل‬ ‫الر ِ‬
‫جل ابن َته عىل َّ‬ ‫حرج من َع ْر ِ‬
‫ض َّ‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫‪١١‬‬
‫ليتزوجها‪ ،‬وليس يف هذا ٌ‬
‫عيب أو‬ ‫َّ‬ ‫الصالح‬
‫ني أو إهان ٌة لنفسه أو ابنته ‪-‬كام يعتقد ُ‬
‫بعض‬ ‫َش ٌ‬
‫الكريم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫القرآن‬ ‫قص علينا‬
‫الناس‪ ،-‬وقد َّ‬
‫الرجل الصالح الذي يف َم ْد َين‪،‬‬ ‫حكاي َة َّ‬
‫عرض ابن َته عىل موسى ‪َّ ،‬ملا‬ ‫َ‬ ‫الذي‬
‫وع َّفته‪( :‬ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫رأى من دينِه ِ‬
‫ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯔ ﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛ‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫ﯵ) [القصص‪.]٢٧-٢٦ :‬‬
‫عمر ب ُن اخل َّطاب ابن َته حفصة عىل‬
‫وعرض ُ‬
‫َ‬

‫‪13‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫تزوجها‬ ‫ُع َ‬
‫ثامن‪ ،‬ثم عىل أيب بكر ‪ ،‬ثم َّ‬
‫رسول اهلل ‪.(((‬‬‫ُ‬

‫الدين بال خالف‪،‬‬


‫عتب ٌة يف ِّ‬
‫الكفاءة يف النِّـكاح ُم َ‬
‫َ‬
‫بفاسق فالنِّـكاح صحيح‪،‬‬‫فمن زوج العفيف َة ِ‬ ‫‪١٢‬‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫وللمرأة اخليار يف البقاء أو َف ْسخ النِّـكاح‪.‬‬
‫الدين خالف بني الفقهاء‪ ،‬لكن‬
‫ويف غري ِّ‬
‫ُيستحب لويل املرأة النظر بعني االعتبار إىل‬
‫الكفاءة يف األمور األخرى التي تعني عىل‬
‫التوافق بني الزوجني واستمرار احلياة الزوجية‪.‬‬

‫(منْ ُعها من ال َّزواج من‬ ‫ي ُرم َع ْض ُل املرأة َ‬ ‫َْ‬


‫‪١٣‬‬
‫األَ ْكفاء)‪ ،‬و َي ْس ُقط ح ُّقه يف تزوجيِها بال َع ْضل‬
‫((( ينظر‪ :‬صحيح البخاري (‪.)4005‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫تتزوج ُك ْف ًئا‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫أن‬ ‫ت‬‫ب‬ ‫إن ر ِ‬


‫غ‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫(ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ) [البقرة‪.]٢٣٢ :‬‬

‫بمن ال‬ ‫إجبار الفتاة عىل ال َّزواج َ‬


‫ُ‬ ‫ال جيو ُز‬
‫‪١٤‬‬
‫ترغب فيه؛ ففي احلديث‪« :‬ال ُتنْك َُح البِك ُْر‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪َ ،‬و َك ْي َ‬ ‫َح َّتى ُت ْس َت ْأ َذ َن»‪ ،‬قا ُلوا‪ :‬يا‬
‫إِ ْذ ُنا؟ َ‬
‫قال‪َ « :‬أ ْن َت ْسك َ‬
‫ُت»(((‪.‬‬

‫ٍ‬
‫امرأة‬ ‫ولده بنكاح‬ ‫األبوين أن ُي ِ‬
‫لزم َ‬ ‫ليس ألحد َ‬
‫‪١٥‬‬
‫االبن عن ذلك ال يكون‬ ‫امتنع ُ‬
‫يريدها‪ ،‬وإذا َ‬
‫ال ُ‬
‫ٍ‬
‫ألحد أن ُي ْل ِز َمه بأكل ما‬ ‫عا ًّقا‪« ،‬وإذا مل يكن‬
‫ين ُفر عنه مع ُق ْد َرته عىل أكل ما تشتهيه ُ‬
‫نفسه؛‬
‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)5136‬ومسلم (‪.)1419‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫فإن َ‬
‫أكل املكروه‬ ‫كان النِّـكاح كذلك وأوىل‪َّ ،‬‬
‫وجني‬ ‫ساعة‪ِ ،‬‬
‫ٍ‬
‫الز َ‬
‫وع ْشة املكروه من َّ‬ ‫مرار ُة‬
‫طول يؤذي صاحبه كذلك وال ي ِ‬
‫مكن‬ ‫ٍ‬ ‫عىل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فِرا ُقه»(((‪.‬‬

‫َمن أرا َد ِخ ْطبة فتاة؛ فله أن ين ُظ َر إىل ما َي ْد ُعوه‬


‫إىل نِ‬ ‫‪١٦‬‬
‫يظهر غال ًبا منها‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫َّ‬ ‫مم‬ ‫وة‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫بال‬ ‫كاحها‪،‬‬
‫تنظر‬
‫والقدم‪ ،-‬وللمرأة أن َ‬ ‫َ‬ ‫واليدين‬
‫‪-‬كالو ْجه َ‬
‫َ‬
‫أيضا‪.‬‬
‫إليه ً‬
‫الم ْر َأ َة‪،‬‬
‫ب َأ َح ُد ُك ْم َ‬ ‫ففي احلديث‪« :‬إِذا َخ َط َ‬
‫كاحها‬ ‫َفإِ ْن اس َتطاع َأ ْن ينْ ُظر إىل ما ي ْد ُعوه إىل نِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫َف ْل َي ْف َع ْل»(((‪.‬‬
‫(( ( مجموع الفتاوى (‪.)30/32‬‬
‫وحسنه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه أبو داود (‪،)2082‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫للمغرية بن ُشعبة ‪َّ ‬ملا‬ ‫وقال ‪ُ ‬‬


‫خطب امرأ ًة‪« :‬ا ْن ُظ ْر إِ َل ْيها؛ َفإِ َّن ُه َأ ْح َرى َأ ْن‬ ‫َ‬
‫ُي ْؤ َد َم َب ْينَـكُام»(((‪.‬‬
‫[( ُي ْؤ َدم َب ْينَـكُام)‪ :‬تقع األُلفة واملح َّبة واالتِّفاق]‪.‬‬

‫النظر إىل املخطوبة إال بأربعة رشوط‪:‬‬


‫ال جيو ُز ُ‬
‫‪١٧‬‬
‫األول‪ :‬ال َع ْزم عىل النِّـكاح‪.‬‬
‫الخ ْلوة‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬عدم َ‬
‫والثالث‪ :‬أمن ِ‬
‫الفتنة‪.‬‬
‫والرابع‪َّ :‬أل يزيد عىل ال َق ْدر املرشوع‪ ،‬وهو‬
‫النظر إىل ما يظهر منها غال ًبا‪ ،‬وهو ما َتك ِْشفه‬
‫ِ‬
‫ونحومها‪.‬‬ ‫ألبيها وأخيها‬
‫((( رواه الترمــذي (‪ ،)1087‬والنســائي (‪ ،)3235‬وابن ماجه (‪،)1866‬‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪17‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫حترم ِخ ْطب ُة املسلم عىل ِخ ْطبة أخيه املسلم؛‬


‫ُ‬
‫‪١٨‬‬
‫حرم‬
‫جيب إىل ذلك ُ‬ ‫خطب امرأ ًة و ُأ َ‬
‫َ‬ ‫فمن‬‫َ‬
‫رتك‬ ‫ي‬ ‫أو‬ ‫بذلك‬ ‫َ‬
‫يأذن‬ ‫حتى‬ ‫بتها‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫خ‬ ‫عىل غريه ِ‬
‫ُ‬
‫الر ُج ُل‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫لقوله‬ ‫ها؛‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫ِ‬
‫خ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫َ‬
‫ب َق ْب َل ُه‪َ ،‬أ ْو‬ ‫ِ‬ ‫َع َل ِخ ْط َب ِة َأ ِخ ِيه‪َ ،‬ح َّتى َي ُْ‬
‫ت َك اخلاط ُ‬
‫ب»(((‪.‬‬ ‫ي ْأ َذ َن َله اخلاطِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫شتط ِ‬
‫وجني‪،‬‬
‫َ‬ ‫ز‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫تعيني‬ ‫ـكاح‪:‬‬‫ن‬
‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫ح‬‫ِّ‬ ‫لص‬ ‫ُي َ َ‬
‫‪١٩‬‬
‫والويل‪،‬‬ ‫ورضامها (باإلجياب والقبول)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬
‫وخ ُل ّو ال َّز َ‬
‫وجني من املوانع‬ ‫وشاهدا َع ْدل‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫‪-‬كالع َّدة‪ ،‬واإلحرام‪.-‬‬
‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)5142‬ومسلم (‪.)1408‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫وشاه َدي َع ْدل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ـكاح إال َبو ٍّيل‬ ‫ن‬


‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫ال ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُّ‬
‫غريها‪ ،‬فإن‬ ‫تزويج ن ْف ِسها وال ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫املرأ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫وال َتلِ‬
‫ْ‬
‫‪٢٠‬‬

‫فعلت مل َي ِص َّح ال ِّنـكاح‪.‬‬ ‫ْ‬


‫شاه َد ْي‬ ‫ففي احلديث‪« :‬ال نِكاح إِ َّل بِو ِل و ِ‬
‫َ ٍّ َ‬ ‫َ‬
‫َع ْد ٍل»(((‪.‬‬
‫َح ْت بِ َغ ْ ِي‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫وقال ‪َ « :‬أيام امر َأ ٍ‬
‫ة‬
‫َ‬ ‫ُّ ْ َ‬
‫كاحها باطِ ٌل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كاحها باط ٌل‪َ ،‬فن ُ‬
‫ِ‬
‫إِ ْذن َول ِّيها؛ َفن ُ‬
‫ِ ِ‬
‫كاحها باطِ ٌل»(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َفنِ‬

‫ف‬ ‫بالد ِّ‬‫والرضب فيه ُّ‬


‫ُ‬ ‫إعالن النِّـكاح‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ُي ْس َت َح ُّ‬
‫‪٢١‬‬
‫خاص ًة‪ ،‬مع الغناء املعتاد الذي ليس فيه‬ ‫للنِّساء َّ‬
‫ملحرم‪ ،‬حتى ُي ْش َت َه َر‬
‫حمرم وال مدح َّ‬ ‫دعو ٌة إىل َّ‬
‫(( ( رواه ابن حِ بَّان (‪ ،)4075‬وهو في صحيح الجامع (‪ ،)7557‬وأصله في‬
‫السنَن‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه أبو داود (‪ ،)2083‬والترمذي (‪،)1102‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫ِ‬
‫و ُي ْع َرف؛ ففي احلديث‪َ « :‬أ ْعلنُوا الن َ‬
‫ِّـكاح»(((‪،‬‬
‫الح ِ‬
‫الل‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ص‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫«‬ ‫آخر‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫حديث‬ ‫ويف‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫والص ْو ُت يف الن ِ‬
‫ِّكاح»(((‪.‬‬ ‫ف َّ‬ ‫والحرا ِم‪ُّ :‬‬
‫الد ُّ‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫وإعزازها‪:‬‬ ‫من مظاهر تكري ِم اإلسالم للمرأة‬
‫فرض هلا َم ْه ًرا تستح ُّقه بال َع ْقد عليها‬
‫َ‬ ‫أ َّنه‬ ‫‪٢٢‬‬

‫خالص هلا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حق‬
‫والدخول هبا‪ ،‬وهو ُّ‬
‫ُّ‬
‫الم ْه ُر يف َع ْقد النكاح‪.‬‬
‫ب أن ُي َس َّمى َ‬
‫و ُي ْس َت َح ُّ‬
‫قال اهلل تعاىل‪( :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ)‬
‫[النساء‪ ،]٤ :‬أي‪ :‬فريضة‪.‬‬
‫«صدا ًقا»؛ َّ‬
‫لقوته وأ َّنه‬ ‫الم ْهر َ‬
‫وقد ُس ِّمي َ‬
‫وحســنه األلباني فــي صحيح الجامع‬
‫َّ‬ ‫(( ( رواه اإلمام أحمد (‪،)16130‬‬
‫(‪.)1072‬‬
‫((( رواه الترمــذي (‪ ،)1088‬والنســائي (‪ ،)3369‬وابن ماجه (‪،)1896‬‬
‫وحسنه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪20‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫بص ْدق رغبة ِ‬


‫باذله يف‬ ‫وإلشعاره ِ‬
‫ِ‬ ‫حق َي ْل َزم‪،‬‬
‫ٌّ‬
‫النِّـكاح‪ ،‬الذي هو األصل يف إجياب املهر(((‪.‬‬

‫ٍ‬
‫‪-‬كذهب‬ ‫الصداق‪ :‬أن يكون ً‬
‫مال‬ ‫األصل يف َّ‬
‫‪٢٣‬‬
‫تخذ ِم ْل ًكا‬‫يدخر و ُي َ‬ ‫متمو ًل (ما َّ‬
‫َّ‬
‫أو ٍ‬
‫نقد‪ ،-‬أو‬
‫ويكون له قيمة مال َّية)‪ ،‬أو ما يؤول إىل املال‬
‫يقدمه ال َّزوج‬ ‫‪-‬كأن يكون شي ًئا له قيمة مال َّية ِّ‬
‫القرآن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫(كتعليمها‬ ‫كخ ْدمة أو َمنفعة‬‫لزوجته‪ِ ،‬‬
‫مؤخ ًرا‪.‬‬ ‫ال أو َّ‬ ‫معج ً‬
‫احل ِّج هبا)‪ ،-‬سواء كان َّ‬ ‫أو َ‬
‫جاز‪ ،‬كإسال ِم‬
‫لكن إن رض َيت املرأ ُة بغري ذلك َ‬
‫بعضه‪،‬‬ ‫َ‬
‫القرآن أو َ‬ ‫الزوج‪ ،‬أو ِع ْل ِمه‪ ،‬أو ِحفظِه‬
‫َّ‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫تنتفع‬
‫ُ‬ ‫داق ُ ِ‬
‫ش َع يف األصل ح ًّقا للمرأة‬ ‫«فالص ُ‬
‫َّ‬
‫((( ينظر‪ :‬مغني المحتاج للخطيب الشربيني (‪.)366/4‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫الزوج‬‫والدين وإسال ِم َّ‬ ‫به‪ ،‬فإذا رضيت ِ‬


‫بالع ْلم ِّ‬ ‫َ‬
‫الم ُهور‬ ‫أفضل‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫للقرآن؛‬ ‫ه‬‫وقراءتِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وأن َف ِعها وأج ِّلها»(((‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تيسري ا َمل ْهر‬
‫وختفيفه؛ فهو‬ ‫الرشع يف‬
‫ُ‬ ‫ر َّغ َ‬
‫ب‬
‫‪٢٤‬‬
‫اقتداء بالنبي ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫للبكة‪ ،‬وفيه‬
‫أ ْد َعى َ َ‬
‫أيسه»‪ ،‬ويف‬ ‫الصداق‪ُ َ :‬‬ ‫«خ ْ ُي َّ‬ ‫ففي احلديث‪َ :‬‬
‫س ُه»(((‪.‬‬‫ِّـكاح‪َ :‬أ ْي َ ُ‬
‫«خ ْ ُي الن ِ‬‫رواية‪َ :‬‬
‫الم ْر َأ ِة‪َ :‬ت ْي ِس َري‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ي‬
‫ْ ُْ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫حديث آخر‪« :‬إِ َّن ِ‬
‫ٍ‬ ‫ويف‬
‫داقها‪َ ،‬و َت ْي ِس َري َر ِحِها»(((‪.‬‬ ‫ِخ ْطبتِها‪ ،‬و َتي ِسري ص ِ‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫[( ُي ْمن)‪َ :‬ب َركة‪.‬‬
‫(تيسري َر ِحها)‪ :‬بأن تكون رسيع َة احلمل كثري َة الن َّْسل]‪.‬‬

‫(( ( زاد المعاد البن القيِّم (‪.)162/5‬‬


‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه أبو داود (‪ ،)2117‬والحاكم (‪،)2742‬‬
‫وحســنه األلباني‬
‫َّ‬ ‫(( ( رواه اإلمام أحمد (‪ ،)24478‬وابن حبَّان (‪،)4095‬‬
‫في صحيح الجامع (‪.)2235‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫ٍ‬
‫بشاة‪ -‬إعال ًنا‬ ‫ب وليم ُة ال ُع ْرس ‪-‬ولو‬ ‫ُت ْس َت َح ُّ‬
‫للنِّـكاح‪ ،‬فقد قال النبي ‪ِ ‬‬
‫لعبد الرمحن‬ ‫‪٢٥‬‬
‫ُّ‬
‫ابن َعوف ‪َ « :‬أو ِل و َلو بِ ٍ‬
‫شاة»(((‪.‬‬ ‫ْ َْ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫الدخول أو قب َله‪،‬‬ ‫حرج من فِ ْعلها عند ُّ‬ ‫َ‬ ‫وال‬
‫بعده‪ ،‬واألمر يف هذا واسع‪،‬‬ ‫أو عند ال َع ْقد أو َ‬
‫عمل أهل‬ ‫و ُمراعاة اإلنسان ما جرى عليه ُ‬
‫لده أوىل‪.‬‬ ‫ب ِ‬
‫َ‬

‫ب أن َي ْط َعم‬ ‫ِ‬
‫الوليمة‪ ،‬فإن مل ُي َّ‬
‫جيب حضور َ‬
‫‪٢٦‬‬
‫دعا وانرصف‪.‬‬
‫ٍ‬
‫‪-‬كخمر‪-‬‬ ‫ٍ‬
‫وليمة فيها معصي ٌة‬ ‫وإذا ُد ِع َي إىل‬
‫فتنة ومفسدة‪َ -‬ل ِز َمه‬ ‫و َأمكَنه اإلنكار ‪-‬بال ٍ‬
‫ْ‬
‫حيض‪.‬‬‫احلضور واإلنكار‪ ،‬وإال مل ُ‬
‫ُ‬
‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)6386‬ومسلم (‪.)1427‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫أنكره‬ ‫ِ‬
‫حضوره َ‬ ‫وإن مل َي ْع َلم ُ‬
‫بالمنْكَر إال بعد‬
‫‪-‬إن استطاع‪ -‬وإال انرصف‪.‬‬

‫للعروسني بالربكة‪ ،‬ف ُيقال‬ ‫َ‬ ‫الدعاء‬ ‫ب ُّ‬ ‫ُي ْس َت َح ُّ‬


‫‪٢٧‬‬
‫بار َك َع َل ْيكَام‪َ ،‬و َ َ‬
‫ج َع‬ ‫«بار َك اهللُ َلكَام‪َ ،‬و َ‬
‫هلام‪َ :‬‬
‫َب ْينَـكُام يف َخ ْ ٍي»‪.‬‬

‫ب لل َّزوج أن ُيالطِف زوجته عند البِناء‬ ‫ُي ْس َت َح ُّ‬


‫‪٢٨‬‬
‫ِ‬
‫ونحوه‪.-‬‬ ‫يقد َم هلا شي ًئا من َّ‬
‫الشاب‬ ‫هبا ‪-‬كأن ِّ‬
‫ويدعو هلا‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫رأسها‬‫وأن يضع َيده عىل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫«ال َّل ُه َّم إِ ِّن َأ ْس َأ ُل َك َخ ْ َيها َو َخ ْ َي ما َج َب ْل َتها َع َل ْي ِه‪،‬‬
‫ش ما َج َب ْل َتها َع َل ْي ِه»‪.‬‬ ‫شها َو ِم ْن َِّ‬‫َو َأ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن َِّ‬
‫ٌ‬
‫منقول‬ ‫وإن َّ‬
‫صل هبا ركع َتني؛ فال بأس؛ أل َّنه‬
‫الس َلف‪.‬‬
‫عن بعض َّ‬

‫‪24‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫اس ِم اهللِ‪ُ ،‬‬


‫الله َّم َجنِّ ْبنا‬ ‫ويقول عند ِ‬
‫اجلامع‪« :‬بِ ْ‬
‫طان ما َر َز ْق َتنا»‪.‬‬
‫الش ْي َ‬ ‫طان‪َ ،‬و َجن ِ‬
‫ِّب َّ‬ ‫الش ْي َ‬
‫َّ‬

‫األجر يف اجلامع‪ ،‬وينوي به‪ :‬قضاء‬ ‫ب‬ ‫وحي َت ِ‬


‫س‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫نفسه‪،‬‬ ‫وإعفاف‬
‫َ‬ ‫حق زوجته‪ ،‬وإعفا َفها‬ ‫ِّ‬
‫ومعارشتا باملعروف‪ ،‬وطلب ِ‬
‫الولد الصالح‪،‬‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ونحو ذلك من املقاصد احلسنة‪.‬‬
‫َ‬

‫لل َّزوج أن َي ْس َت ْمتِ َع بزوجته كيف شاء‪ ،‬يف ٍ‬


‫ليل‬
‫‪٢٩‬‬
‫وقت احليض أو النِّفاس‪،‬‬
‫هنار‪ ،‬إال اجلامع َ‬ ‫أو ٍ‬
‫والو ْطء يف ُّ‬
‫الد ُبر‪.‬‬ ‫َ‬

‫ٍ‬
‫واحد‪ ،‬ومن‬ ‫ٍ‬
‫مكان‬ ‫وجني أن َي ْغ َت ِسال م ًعا يف‬
‫لل َّز َ‬
‫ٍ‬ ‫‪٣٠‬‬
‫واحد‪.‬‬ ‫إناء‬

‫‪25‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫الرجل واملرأة أن ُيفشيا ما بينهام من‬ ‫ي ُرم عىل َّ‬ ‫َْ‬


‫الفراش؛ فهي أمانة عظيم ٌة جيب املحافظة‬ ‫أمور ِ‬ ‫‪٣١‬‬

‫ش الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫عليها؛ ففي احلديث‪« :‬إِ َّن ِم ْن َأ َِّ‬
‫الر ُج َل ُي ْف ِض إىل‬
‫َّ‬ ‫‪:‬‬ ‫القيام ِ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫ِعن َْد اهلل من ِْز َل ًة يوم ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫سها»(((‪.‬‬ ‫امر َأتِ ِه و ُت ْف ِض إِ َلي ِه‪ُ ،‬ثم ين ُْش ِ‬
‫ْ َّ َ ُ َّ‬ ‫َْ َ‬

‫الرشع وأ َّك َد عىل إحسان ِع ْشة ال َّزوجة‪،‬‬


‫ُ‬ ‫َّ‬
‫حث‬
‫‪٣٢‬‬
‫جال عىل املزيد ِمن طيب‬ ‫الر َ‬ ‫َّ‬
‫وحث اهللُ تعاىل ِّ‬
‫املعاملة وحسن ِ‬
‫العرشة جتاه النِّساء‪.‬‬ ‫ُ‬
‫قال اهلل تعاىل‪( :‬ﯢ ﯣﯤ ﯥ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬
‫ﯮ ﯯ) [النساء‪ ،]١٩ :‬وقال‪( :‬ﮩ‬
‫ﮪ) [البقرة‪.]٢٢٩ :‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1437‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫ِّساء َخ ْ ًيا»(((‪،‬‬ ‫وقال ‪« :‬اس َتوصوا بِالن ِ‬


‫ْ ْ ُ‬
‫«خ ْ ُي ُك ْم َخ ْ ُي ُك ْم ِلَ ْه ِل ِه‪َ ،‬و َأنا‬
‫وقال ‪َ :‬‬
‫َخ ْ ُي ُك ْم ِلَ ْه ِل»(((‪.‬‬
‫المعارشة القول َّية‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫تشمل‬ ‫باملعروف‬ ‫ة‬‫ش‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫والع‬
‫ُ‬
‫الصحبة اجلميلة‪ ،‬والتو ُّدد‬
‫والفعل َّية؛ من ُّ‬
‫ب واملو َّدة‬ ‫الح ِّ‬
‫بالكلمة الط ِّيبة واهلد َّية‪ ،‬وإظهار ُ‬
‫وكف األذى‬ ‫والمال َطفة واملؤا َن َسة‪ِّ ،‬‬
‫واالحرتام‪ُ ،‬‬
‫وحسن املعاملة‪،‬‬‫عنها‪ ،‬وبذل اإلحسان هلا‪ُ ،‬‬
‫املشاعر‪ ،‬وتطييب اخلواطِر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والر ِ‬
‫فق‪ ،‬و ُمراعاة‬ ‫ِّ‬
‫السور عليها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واحتامل األذى منها‪ ،‬وإدخال ُّ‬
‫والتجمل والتز ُّين‪ ،‬وأداء احلقوق بسامحة‬
‫ُّ‬
‫و ُيرس وبال تعنُّت وال ُمما َطلة‪.‬‬
‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)5186‬ومسلم (‪.)1468‬‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(( ( رواه الترمذي (‪،)3895‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫ِ‬
‫والك ْسوة ونحومها‪،‬‬ ‫ويدخل يف ذلك‪ :‬النَّفقة‬
‫املعروف من مثله‬
‫ُ‬ ‫الزوج لزوجته‬
‫فيجب عىل َّ‬
‫ملثلها‪ ،‬يف ذلك الزمان واملكان‪ ،‬وهذا يتفاوت‬
‫بتفاوت األحوال‪.‬‬
‫وقال تعاىل‪( :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ) [البقرة‪.]٢٢٨ :‬‬
‫املفسين‪ :‬تلك الدرجة التي له‬ ‫بعض ِّ‬‫قال ُ‬
‫كل الواجب‬‫عليها هي‪ :‬إفضا ُله عليها‪ ،‬وأدا ُء ِّ‬
‫وص ْف ُحه عن الواجب له عليها أو‬
‫هلا عليه‪َ ،‬‬
‫عن بعضه(((‪.‬‬
‫الرجال عىل‬
‫حض ِّ‬ ‫فهذه الدرج ُة إشار ٌة إىل ِّ‬
‫والتوسع للنِّساء يف املال‬ ‫رشة‪،‬‬ ‫حسن ِ‬
‫الع‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫((( ينظر‪ :‬تفسير الطبري (‪.)123 ،122/4‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫والخ ُلق‪ ،‬فاألفضل ينبغي أن َيتحامل عىل‬


‫ُ‬
‫نفسه(((‪.‬‬
‫اس ‪ ‬أ َّنه قال‪« :‬ما‬ ‫ولذا جاء عن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫يع َح ِّقي َع َل ْيها؛ ِلَ َّن اهلل‬ ‫ُأ ِحب َأ ْن َأس َتنْظِ َ ِ‬
‫ف َج َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫عال َي ُق ُ‬
‫ول‪( :‬ﮞ ﮟ ﮠ)»(((‪.‬‬ ‫َت َ‬
‫آخذه ك َّله]‪.‬‬
‫مجيع ح ِّقي)‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫[(أستَنظف َ‬

‫بح ْسن ِع ْشة امرأته‬ ‫َأ َمر اهلل تعاىل ال َّزوج ُ‬


‫‪٣٣‬‬
‫عىل احلا َلني‪ ،‬إمسا ًكا أو َطال ًقا‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬
‫(ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)‬
‫[الطالق‪.]٢ :‬‬
‫كوه َّن عىل َو ْجه املعارشة احلسنة‬ ‫ِ‬
‫يعني‪ :‬فأمس ُ‬
‫(( ( ينظر‪ :‬المحرَّ ر الوجيز البن عطيَّة (‪.)306/1‬‬
‫(( ( تفسير الطبري (‪.)123/4‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫الضار وإرادة‬ ‫والص ْحبة اجلميلة‪ ،‬ال عىل وجه ِّ‬ ‫ُّ‬
‫فإن إمساكها عىل هذا الوجه‬ ‫والح ْبس‪َّ ،‬‬ ‫الرش َ‬ ‫ِّ‬
‫ال جيوز‪.‬‬
‫وف؛ أي‪ :‬فِرا ًقا ال حمذور‬ ‫وفارقوهن بِمعر ٍ‬
‫َّ َ ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫اصم‪ ،‬وال َق ْهر هلا‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫وال‬ ‫م‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫تشا‬ ‫غري‬ ‫ن‬ ‫فيه‪ِ ،‬‬
‫م‬
‫ُ‬
‫عىل أخذ يشء ِمن ماهلا(((‪.‬‬
‫وقال اهلل تعاىل‪( :‬ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ)‬
‫[البقرة‪.]٢٣٧ :‬‬

‫حق ال َّزوج عىل زوجته‪ :‬ال َقوامة‪ ،‬وطاعته‬ ‫من ِّ‬


‫الفراش‪،‬‬‫باملعروف‪ ،‬وإجابة دعوته إىل ِ‬ ‫‪٣٤‬‬

‫وح ْسن‬
‫ُ‬ ‫المباح له‪،‬‬
‫والتجمل والتز ُّين ُ‬
‫ُّ‬
‫وحفظه يف ِع ْرضه وماله‪َّ ،‬‬
‫وأل تصو َم‬ ‫التبعل‪ِ ،‬‬
‫ُّ‬
‫(( ( ينظر‪ :‬تفسير السعدي (ص‪.)869‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫ألحد بدخول‬‫ٍ‬ ‫َ‬


‫تأذن‬ ‫تطو ًعا َّإل بإذنه‪َّ ،‬‬
‫وأل‬ ‫ُّ‬
‫وشكْر نِ ْع َمته عليها‬ ‫بيته إال بإذنه‪ِ ،‬‬
‫وخ ْدمته‪ُ ،‬‬
‫وعدم ُكفران العشري‪ ،‬والقناعة وعدم إرهاقه‬
‫بالنَّفقات‪.‬‬

‫الوفاء برشوط‬ ‫حق ال َّزوجة عىل ِ‬


‫زوجها‪َ :‬‬ ‫من ِّ‬
‫‪٣٥‬‬
‫الزواج ‪-‬إذا كان رش ًطا ُم ً‬
‫باحا‪ ،-‬واإلنفاق‬ ‫َع ْقد َّ‬
‫عليها‪ ،‬وإعطاؤها حقوق ِ‬
‫الفراش وإعفافها‪،‬‬
‫ِ‬
‫والعرشة باملعروف‪ ،‬وأمرها بطاعة اهلل تعاىل‪،‬‬
‫‪-‬لمن كانت له‬
‫وال َع ْدل بينها وبني زوجاته َ‬
‫َ‬
‫حيفظ هلا َع ْه َدها وال‬ ‫أكثر من زوجة‪ ،-‬وأن‬
‫َ‬
‫يتغافل‬ ‫ينسى فض َلها‪ ،‬وال ُي ْفيش هلا ًّ‬
‫رسا‪ ،‬وأن‬
‫ِ‬
‫أخطائها‪.‬‬ ‫ويتغاض عن بعض‬ ‫َ‬

‫‪31‬‬
‫‪ ٣٦‬فائدة في أحكام النكاح وآدابه‬

‫ِ‬
‫وبالع ْلم‬ ‫األُرسة السعيدة بِناؤها املو َّدة والرمحة‪،‬‬
‫بدراسة أحوال‬ ‫ِ‬ ‫تنشأ األرس ُة نشأ ًة سليم ًة‪ ،‬وكذا‬ ‫‪٣٦‬‬

‫النبي ‪ ‬مع أهل بيته‪ ،‬وترمجتِها إىل واق ٍع‬ ‫ِّ‬


‫عميل يف احلياة ال َّزوج َّية؛ فنب ُّينا ‪ ‬هو‬ ‫ٍّ‬
‫«خ ْ ُي ُك ْم َخ ْ ُي ُك ْم ِلَ ْه ِل ِه‪َ ،‬و َأنا َخ ْ ُي ُك ْم‬
‫القائل‪َ :‬‬
‫ِلَ ْه ِل»(((‪.‬‬
‫(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [الفرقان‪]٧٤ :‬‬

‫نسأل اهلل تعاىل أن ُي ْس ِع َدنا واملسلمني‬


‫الدنيا واآلخرة‬
‫يف ُّ‬
‫وأن يو ِّف َقنا ملا حي ُّبه ويرضاه‬
‫رب العاملني‬
‫واحلمد هلل ِّ‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(( ( رواه الترمذي (‪،)3895‬‬

‫‪32‬‬

You might also like