أوالً – العالقات العثمانية األوربية في القرن السادس عشر الميالدي :
تمكن العثمانيون من السيطرة على منطقة "البلقان" $أي الجزء الشرقي
من أوربة عموما ً ،و تحول اهتمام العثمانيين إلى جهة الشرق في عهد السلطان " سليم األول" لبروز الدولة الصفوية في إيران كمنافس قوي وخطير لهذه الدولة . إال أنه في عهد السلطان" القانوني" تسارعت األحداث في أوربة خصوصا ً بعد المنافسات المريرة بين حكام أوربة ،فبادئ ذي بدء لم يعترف السلطان " القانوني" بـ" شارل الخامس" إمبراطوراً على اإلمبراطورية الرومانية المقدسة ،ثم أتى قتل"لويس الثاني" ملك المجر لسفراء السلطان أن تأزم الموقف بين الطرفين أي بين أوربا الغربية والدولة العثمانية. األمر الذي أدى إلى تحرك القوات العثمانية صوب" بلغراد" ،فاستولت عليها(سنة 1521م) وبسقوط " بلغراد" بيد العثمانيين فتح الطريق أمام القوات العثمانية إلى وسط أوربة(بل أوربة كلها) . وكان من تداعيات هذه الحرب أن عقد البنادقة مع السلطنة معاهدة تجارية في السنة ذاتها ضمنت لهم الكثير من اإلمتيازات في أراضي السلطنة . كما كان الستمرار هجمات فرسان القديس " يوحنا " المستقرين في جزيرة " رودوس" باالعتداء على السفن التجارية اإلسالمية أن جهز ً حملة استطاعة فتح هذه الجزيرة ( سنة 1522م ) . السلطان وفي ظل الظروف المتوترة بين دولة المجر والسلطنة العثمانية خاض معركة (سنة 1526م ) عرفت بمعركة " موهاكس" انتصر فيها ً الطرفان العثمانيون على المجرين بعد سقوط ملكهم " لويس الثاني" صريعا ً في أرض المعركة ،وكان من نتائج هذه المعركة انقسمت المجر إلى ثالثة أقسام : قسم حكمه العثمانيون ،وقسم حكمه ملك "بوهيميا" بدعم من السلطان العثماني ،وقسم حكمه "النمساويون" الذين غدوا على تماس مباشر مع الدولة العثمانية . وهذا ما أدى بعد ذلك إلى تزايد طموح العثمانيين في ضرب" النمسا" فجهز السلطان قواته وساربها إلى " فيينا"( سنة 1529م ) لكن القوات العثمانية أخفقت في اقتحام المدينة ، و ارتد الجيش العثماني إلى "استنبول" دون أن يحقق الغاية من حملته . ثم أعاد السلطان محاولته لفتح " فيينا" إال أنه في المحاولة األخيرة ركن إلى الصلح وعقد مع النمساويين معاهدة ( عام 1533م ) تم بموجبها تثبيت الحدود بين الطرفين . هذا وفي ظل التحالف العثماني الفرنسي وثق الطرفان عالقاتهم بعقد اتفاقية تجارية(سنة 1535م) منحت من خاللها فرنسة الكثير من اإلمتيازات داخل أراضي السلطنة ،األمر الذي جعل"البنادقة" ينقلبون على السلطنة و يتحالفون مع " شارل الخامس" ملك " إسبانيا" ويمدونه بالمساعدات البحرية ضد العثمانيين . ثم ما لبث أن تجدد الصدام بين العثمانيين والنمساويين واستمر متقطعا ً إلى ( سنة 1547م ) حيث عقد الطرفان صلح ،وقد تلى هذا التحالف أحداث شغب في "المجر" أدت في النتيجة إلى عقد معاهدة صلح عرفت بصلح " براغ" ( بلًلراد) نص على االعتراف بحكم العثمانيين " للمجر و مولدافيا" . وبعد وفاة السلطان"القانوني" $ورثه على العرش" ابنه " سليم الثاني" الذي شهد عهده تتمة االعتداءات البندقية على البحرية اإلسالمية التجارية في البحرالمتوسط التي كانت تخرج من جزيرة"قبرص" فأعدت السلطنة جيشا ً لفتح الجزيرة وبالفعل تمكنت البحرية العثمانية من السيطرة على الجزيرة(سنة 1570م) . كان من نتائج هذا الفتح تحالف الغرب األوربي ( البابا بيوس الخامس – فيليب الثاني ملك إسبانية خليفة شارل الخامس – جمهورية البندقية ) . أدى إلى اإلعداد لحملة بحرية ضخمة هاجمت األسطول العثماني في ميناء " ليبانت" اليوناني و أوقعت فيه خسائر فادحة ( سنة 1571م ) – أول انكسار بحري للدولة العثمانية ، -كان من نتائج هذه المعركة أن دب الخالف $بين التحالف فأضطر البنادقة إلى عقد صلح مع السلطنة العثمانية . وإبان فتور العالقات الفرنسية العثمانية بسبب وراثة العرش البولندي اغتنمت "إنكلترة" الفرصة وعقدت مع السلطنة اتفاقية تجارية( سنة 1579م ) على غرار اتفاقية( سنة 1535م ) مع الفرنسيين ،أخذت بموجبها إنكلترة الكثير من اإلمتيازات . ثانيا ً – العالقات العثمانية األوربية في القرن السابع عشر الميالدي : في مطلع القرن السابع عشر الميالدي ظهر الشاه " عباس األول" الصفوي كحاكم قوي أخذ يهدد الحدود الشرقية للدولة العثمانية األمر الذي جعل السلطنة تعمل على تخفيف التوتر بينها وبين النمساويين في جهة الغرب ،فعقد الطرفان اتفاقية صلح عرفت باتفاقية " زيتفاتورك" ( 1606م ) أهم ما جاء فيها: -1تعفى " النمسا" من دفع الجزية السنوية . - 2ترسم الحدود بين الجانبين وتحدد في النقطة التي توقف فيها االمتداد العثماني في أوربا . وكان من نتائج هذا الصلح أن هدأت أوار الحرب بين الجانبين قرابة نصف قرن حتى ( سنة 1660م ) ليتأزم الموقف بين الجانبين ،ثم ما لبث النمساويين أن تحالفوا مع العديد من دول أوربا وكان الوسيط بينهم البابوية في"روما" ليستمرالقتال متقطعا ً حتى تمكن العثمانيون من محاصرة" فيينا"(سنة 1683م). ولما كان الحصارالعثماني بطيئا ً وغير ضارب تمكن األوربيون من التحالف مجدداً ،حيث دخل التحالف للمرة األولى كل من( روسيا – بولندة) األمرالذي أدى إلى هزيمة القوات العثمانية هزائم متوالية ،جعلت الدولة العثمانية تطلب الصلح . وبعد مداوالت بين الجانبين عقدت معاهدة" كارلوفيتش"(كارلوفيتز)( 1699م ) نصت على مايلي : - 1تتخلى السلطنة عن المجر و إقليم " ترانسلفانيا" للنمسة . -2تتنازل السلطنة عن ميناء " آزوف" لروسيا . - 3تتنازل السلطنة عن إقليم المورة ( اليونان) و" دلماسيا" للبندقية . - 4تتنازل السلطنة عن " كاميتج" و" بودوليا" و" أوكرانيا" لبولندة . -5تتوقف كل دول أوربة عن دفع أي مبلغ للدولة العثمانية . -6تستمر الهدنة بين الطرفين لمدة عشرين عاما ً . هذا وفقدت السلطنة بموجب هذه المعاهدة قسما ً واسعا ً من شبه جزيرةالبلقان( أوربة الشرقية ) وظهرت عالمات الضعف العثماني لألوربيين وحققت"روسيا" $هدفها في تأمين مرفأ لهاعلىالبحراألسود(آزوف) وغدت هذه المعاهدة المنطلق لتوقيع معاهدات أخرى أجبرت السلطنة على التخلي عن بالد أخرى . __________________ ثالثا ً – العالقات العثمانية األوربية في القرن الثامن عشر الميالدي : -1مع النمسة : كانت اتفاقية " كارلوفيتش" بمثابة هدنة أرادة من خاللها الدولة العثمانية إلتقاط أنفاسها ،وذلك السترداد ما فقدته في شبه جزيرة البلقان و حين أخذت القوات العثمانية تعل على استعادة بعض مناطق اليونان استنجدت سكان هذه المناطق بجمهورية البندقية وذلك لمساعدتهم ،فقام التحالف مرة أخرى بين النمسة و البندقية استطاع أن يهزم العثمانيين في أكثر من موقع ،فقدت السلطنة العثمانية البقية المتبقية في بالد المجر وكذلك إقليم " مولدافيا" ومدينة " بلغراد" ،وقد أدت العمليات العسكرية التي قامت بين الطرفين إلى توقيع معاهدة صلح ( عام 1718م ) عرفت بمعاهدة " بساروفيتز" وقد نصت هذه االتفاقية على : -1تحتفظ النمسة بالمجر(هنغاريا) والجزء الشمالي الشرقي من"صوفيا" مع قسم كبيرمن"مولدافيا" . - 2للنمسة و البندقية على غرار اإلنكليز و الفرنسيين إمتيازات تجارية في بالد السلطنة . -3تحتفظ السلطنة بشبه جزيرة المورة و بعض من بالد الهرسك . -2مع روسيا : حين اعتلى " بطرس األكبر" ( 1725 – 1689م ) العرش الروسي أوصل الحدود الروسية إلى شواطئ البحر األسود الشمالية (المياه الدافئة ) ،وفي عهد اإلمبراطورة " كاترين الثانية " ( 1796 – 1762م ) حولت البحر األسود إلى بحيرة روسية ،أمنت مرور السفن التجارية الروسية عبر المضائق ( البوسفور و الدردنيل) إلى البحر المتوسط ،وحصلت على حق حماية الرعايا المسيحيين األرثوذوكس في الدولة العثمانية ( هذا كان تأسيس لما يطلق عليه فيما بعد " المسألة الشرقية" ) . وفي عهد " بطرس األكبر" وكنتيجة للحروب العثمانية الروسية تم توقيع معاهدة صلح بين الطرفين عرفت بمعاهدة "أدرنة" (عام 1713م ) ثم واصلت روسيا سياستها التوسعية على حساب السلطنة إلى (عام 1736م ) في الوقت الذي كانت فيه النمسة تضغط على السلطنة في الجانبين البوسنوي والصربي لصالح الروس ،وبعد سلسلة من المعارك عقدت النمسة وروسيا مع السلطنة اتفاقية " بلغراد" ( عام 1739م ) التي ردت للسلطنة من اعتباراتها لتفوق العثمانيين في هذه الجبهة . ولكن مع اعتالء " كاترين الثانية" عرش روسيا تجددت الحروب بين الطرفين ومرد ذلك يعود إلى سياسة التوسع التي انتهجتها هذه اإلمبراطورة ،وبعد معارك متعددة منيت فيها الدولة العثمانية بإخفاقات متتالية عقد الطرفان اتفاقية صلح( سنة 1774م) عرفت باسم اتفاقية" كوجك قاينارجه" (النبع الصغير) اشتملت على ثمانية و عشرين بنداً يمكن تلخيصها بما يلي : -1حصلت روسيا بمقتضى هذه المعاهدة على مناطق استراتيجية شمالي البحر األسود . - 2أنهت هذه المعاهدة السيطرة العثمانية على البحر األسود لصالح الروس . -3جعلت بالد القرم في استقالل ثم ما لبثت القوى الروسية أن سيطرت عليها . -4حصلت روسيا من السلطنة على إمتيازات تجارية داخل بالدها . -5حصلت روسيا على إمتيازات حق حماية المسيحيين األرثوذوكس في بالد السلطنة العثمانية . - 6مثلت هذه المعاهدة نهاية قوة الدولة العثمانية أو بداية النهاية لسقوط الدولة العثمانية . -7فتحت هذه المعاهدة الباب الواسع لمعاهدات مشابهة جعلت التدخل األوربي في شؤون السلطنة الداخلية أمراً متفقا ً عليه ( قانونا ً ) . -3مع فرنسا : أن خطر التوسع الروسي للوصول إلى المياه الدافئة جعل الفرنسيين يتحسسون الخطر المحدق بتجارتهم كما أن طموح "اإلنكليز" كان في تزايد مستمر في تلك الفترة إلى الحد الذي وصل اإلنكليز إلى منافسة الفرنسيين في التجارة الدولية( العالمية) ،هنا بدأت حكومة الثورة الفرنسية تسوغ الخالف القائم بين العثمانيين والروس تمهيداً الحتالل" مصر" ،وبالفعل استطاع الفرنسيون ( سنة 1798م )إنزال قواتهم في "االسكندرية" ثم ما لبثوا أن استولوا على " القاهرة" ،ثم وصل "اإلنكليز" بأسطولهم بعد عدة أيام إلى "االسكندرية" فاحرقوا األسطول الفرنسي ،هذا من الجانب األوربي األوربي ،لكن من الجانب العثماني األوربي ،فمما ال شك فيه أن احتالل " فرنسة" لـ"مصر" أثار حفيظة السلطنة و جعلها تميل إلى الجانب اإلنكليزي للوقوف في وجه " فرنسة" ، ولما كان اإلنكليز حلفاءـ الروس فقد عقدت األطراف الثالثة اتفاق دفاع مشترك ،كل هذا أفسح المجال وسهل على الفرنسيين قضية التوسع في المنطقة فاجتاحوا "سورية" ،إال أن الحلفاءـ أحبطوا المحاوالت الحثيثة لدوام السيطرة الفرنسية على "سورية" ،وكان لضغط الحلفاء على الفرنسيين باإلضافة إلى موقف المصريين من الحملة وتغير الموقف عموما ً في أوربة الغربية أن تركت فرنسة "مصر " و لجأت إلى توقيع اتفاقية صلح مع السلطنة ومجموعة من دول أوربة عرفت هذه االتفاقية باتفاقية "إميان" (سنة 1802م ) .
رابعا ً – العالقات العثمانية األوربية في القرن التاسع عشر الميالدي :
بعد خروج الفرنسيين من مصر تسلم حكومة البالد " محمد علي باشا" الذي كان يعمل إجماالً على حكم مصر بما يتوافق مع طموحه أو طموحاته االستقاللية ،والن هذا األمر يتعارض مع مصلحة اإلنكليز في مصر ،فقد عمدت الحكومة اإلنكليزية إلى عزله و أخذت تؤلب الباب العالي ضده ضمن مساعيها الدبلوماسية في استنبول ،وحين فشلت المساعي اإلنكليزية لإليقاع بـ " محمد علي باشا" أعدت إنكلترة حملة بحرية و هاجمت مصر ( سنة 1807م ) بقيادة " فريزر" لكن المصريين استطاعوا رد هذه الحملة على أعقابها ،وحيال تزايد قوة " محمد علي باشا" في مصر أخذت السلطنة تستعين به في رد إعتباراتها في اليونان ،ثم أنه وحيال مواقف بعض الباشوات في بالد الشام أعد " محمد علي باشا" جيش بقيادة ابنه " إبراهيم باشا" وهاجم الشام و استمر يزحف إلى أن وصل إلى حلب ،فـ" ممر بيالن" الحد الفاصل بين بالد الشام و الهضبة األناضولية . هنا أدرك الغرب األوربي خطورة الموقف فأخذوا يعملون على للحيلولة دون استمرار"محمد علي باشا" في سياسته التوسعية ،مما أدى بالنتيجة إلى أن تعقد األطراف المتضررة(صاحبت المصلحة في المنطقة) اتفاقية عرفت باتفاقية " كوتاهيه" ( سنة 1833م ) حصل بموجبها " محمد علي باشا" على والية مصر و الشام و ابنه "إبراهيم باشا" على والية " أضنة" ،وألن فرنسة و إنكلترة كان لهما مصالح مع " محمد علي " عمدت الدبلوماسية الروسية على إقناع الباب العالي بأنها الصديق الوحيد الذي بقي للسلطنة ،وهذا ما جعل الروس والعثمانيون يوقعون على معاهدة دفاع مشترك عرفت بمعاهدة"هنكار أسكله سي" والتي نصت في أحد بنودها على تعهد السلطنة بالسماح لألسطول الروسي المرورعبرالمضائق العثمانية ( البوسفور و الدردنيل) ،كذلك سمحت له في إغالق هذه المضائق بوجه السفن التابعة للدول األخرى . إال أن الدول األوربية وخوفا ً على مصالحها االقتصادية عمات بكل قواها على تحطيم بنود هذه المعاهدة وفي ذروة التأزم الدولي وموقف األوربيين المتوحد ضد توسعات"محمد علي باشا"الذي رأوا فيه الخطر المحدق على مصالحهم ،اجتمعت دول أوربة في " لندن"( سنة 1840م ) وعقدت اتفاقية نصت على : -1أن تكون والية مصر وراثية لـ " محمد علي باشا" وأبنائه من بعده . -2يدفع " محمد علي باشا" جزية سنوية للباب العالي . -3تسري في الواليات التي يحكمها " محمد علي" القوانين العثمانية ويتولى جباية الضرائب باسم السلطان . -4تعتبر قواته ( قوات مصر) جزءاً من القوات العثمانية . وكان من تداعيات هذه الفترة أن قامت " فرنسة" و احتلت " الجزائر" ( سنة 1830م ) ألسباب بحرية بحتة وكما قامت فتنة الحرب األهلية في " لبنان" ( سنة 1860م ) ،ثم كان لوقوف فرنسة وإنكلترة مع السلطنة ضد روسيا خصوصا ً بعد حرب الروس في القرم ( سنة 1854م ) وما تبعا من أحداث ،كل هذا أدى إلى عقد اتفاقية " باريس" ( سنة 1856م ) هذه االتفاقية التي توضحت من خالل بنودها قضية مستقبل الدولة العثمانية ، وفي ذروة االضطرابات و الحركات القومية في البلقان المطالبة باالستقالل عن السلطنة العثمانية بدعم من الدول األوربية وعلى رأسها روسيا ،كل هذا أدى إلى قيام الحرب بين الروس و العثمانيين ( سنة 1877م ) أفضت بالنتيجة إلى عقد الطرفان معاهدة عرفت بمعاهدة " سان ستيفان" ( سنة 1878م ) نالت بموجبها روسيا أراضي واسعة في آسيا و أوربة ،وكان من نتائج هذه االتفاقية أن قامت دولة " بلغاريا" بعد أن عزلت عن السلطنة ،و حصلت "بالد البوسنة والهرسك"على استقالل ذاتي ،و استقلت كذلك " رومانيا" ،ولم يبق للسلطنة سوى ( تراقيا – تسالونيك – تساليا -أبيدوس – جبال ألبانية ) ولما كانت بنود هذه المعاهدة ال تتوافق مع مصالح دول أوربة الغربية كانت الضرورة ملحة في إعادة النظر في بنودها فعقد األوربيين مؤتمراً في " برلين" في العام ذاته ،تم فيه تقسيم تركة الرجل المريض ( المصطلح الذي أطلق على الدولة العثمانية ) بين جميع األطراف . وكان من تداعيات هذا المؤتمر أن احتلت إنكلترة " قبرص" ،واحتلت " فرنسة " " تونس" ،ثم احتلت "إنكلترة" " مصر ( سنة 1882م ) . وحينما ركنت الدول األوربية إلى ما اغتنمته من السلطنة ،وجدت السلطنة في ظل ضعفها أن تتحالف مع قوى أوربية فوجدت ضالتها مع األلمان فمنحتهم إمتيازات واسعة في أراضيها ،وكان األلمان من جانبهم بحاجة إلى هذا التحالف وذلك تجلى في حجم المشاريع االقتصادية األلمانية في أراضي السلطنة العثمانية ،كل هذا أثار حفيظة الدول األوربية األخرى ، ليدخل العالم في عقد جديد مع بداية القرن العشرين الذي تمخض عنه حربين عالميتين ورسم من جديد خارطة العالم