Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 17

‫يوم السبت‬

‫يوم السبت هو يوم العبادة عند اليهودية أو هو اليوم األسبوعي املقدس‪ ،‬وهو كما ذكرنا يبدأ من ليلته‪ ،‬فعند غروب الشمس من‬
‫يوم اجلمعة تبدأ ربة البيت يف إشعال مشوع السبت‪ ،‬وتسمى نور السبت أوأضواء السبت‪ .‬وهي مصابيح خاصة أو أضواء زائدة‬
‫عما هو معتاد‪ .‬وأثناء هذه اإلضاءة تدعو يف صالهتا أن يبارك اهلل عملها وأسرهتا‪ .‬والصيغة املألوفة لديهم هي‪« :‬يا اهلل يا ربنا‪ ،‬يا‬
‫ملك الكون‪ ،‬يا من قدستنا بوصاياك‪ ،‬وأوصيتنا أن نضيء يوم السبت»‪.‬‬

‫وكلمة سبت معناها الراحة‪ ،‬ولذا فهذا اليوم هو يوم الراحة من األعمال‪ .‬واالحتفال الديين لألسرة‪ ،‬ومع أن كثرياً من األعمال‬
‫حيرم مزاولتها‪ ،‬ولكنه ليس يوم كآبة‪ ،‬بل هو وقت سرور وهبجة‪ ،‬ويستمر هذا اليوم حىت غروب مشسه‪ ،‬وإذا كان الزوج واألوالد‬
‫يف املنـزل فإهنم يطيفون باألم حني توقد مشوع السبت‪ ،‬وإذا كانوا يف املعبد فإهنم يعودون ليجدوا مائدهتم معدة‪ .‬ويبدأ الزوج يرتل‬
‫دعاءه لزوجته‪ ،‬مث يقرأ بعض فقرات من سفر التكوين مما يتعلق ببدء اخلليقة والراحة يوم السبت‪ ،‬مث يتناول كوب اً من النبيذ فيصلي‬
‫عليه ا ذاك راً اس م اهلل ويباركه ا‪ .‬مث يق دمها لزوجت ه وألوالده‪ ،‬مث يتن اول رغيف اً فيق رأ علي ه أيض اً ويباركه ا‪ .‬مث يق دمها لزوجت ه‬
‫وألوالده‪ ،‬مث يتناول رغيفاً فيقرأ عليه أيضاً ويباركه مث يقسمه بني أفراد األسرة‪ ،‬مث يتلو ذلك طعام العشاء‪.‬‬

‫والديانة اليهودية تعين عناية كبرية باألسرة‪ ،‬وصالهتم األسبوعية ال تستدعي قسس اً وال راهبات‪ .‬ويبدأ االحتفال السبيت يف املعبد‬
‫أيضاً من مساء اجلمعة‪ ،‬ولكن ال حترص النساء على حضوره دائماً‪.‬‬
‫العاشر من حمرم أو يوم عاشوراء ‪ ،‬هو اليوم نفسه الذي يصادف ذكرى مقتل حفيد النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم ‪( ،‬احلسني بن‬
‫ِ‬
‫الطائفة الشيعية ‪ .‬مسي هذا اليوم هبذا اإلسم ‪ ،‬ألنه اليوم العاشر من حمرم‬ ‫علي) يف موقعة كربالء‪ ،‬لذلك كان يوم ٍ‬
‫حزن وعزاء عند‬
‫للسنة والشيعة ‪ ،‬ففيه وقعت الفاجعة األليمة مبقتل احلسني وآل بيته ظلم اً‬‫وفق التقومي اهلجري ‪ .‬وأمهية هذا اليوم كبرية بالنسبة ِ‬
‫طقوس وشعائر‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬وبعد منع املاء عنه وعن أهله أثناء حصارهم ملدة ثالثة أيام ‪ ،‬ليتم بعدها قتله على يد يزيد بن معاوية ‪ .‬وللشيعة‬
‫خاص ة يقوم ون هبا طيل ة األي ام العش ر األوىل من حمرم ‪ ،‬للتفك ر باحلدث اجلل ل ‪ ،‬ومن أهم تل ك الطق وس زي ارة ض ريح احلس ني ‪،‬‬
‫إلضاءة الشموع وسرد قصة مقتله هو وآل بيته ‪ ،‬والبكاء واللطم فور مساعها تعبرياً عن حزهنم وأملهم العميق حلدوثها ‪ ،‬ويقومون‬
‫باإلنص ات لقص ائد حتكي تل ك املأس اة ‪ ،‬ومواع ظ حتكي قص ة استش هاد احلس ني وأهل ه ‪ ،‬واملعان اة ال يت تلقاه ا ه و وأهل ه قب ل‬
‫تعذيب وحصا ٍر وحرمان ‪ ،‬وتلك التضحية العظيمة اليت قدمها يف سبيل اإلسالم ودرء الفنت اليت تسببت يف قتله ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫استشهادهم من‬
‫ووصف احلسني بن علي بأنه يعترب رم زاً للنض ال ضد اإلض طهاد والظلم والطغي ان ‪ ،‬ويقوم الشيعة بتوزيع املياه بك ثرة ‪ ،‬للت ذكري‬
‫حبرمان احلسني من املاء أليام وهو جامثٌ وسط الصحراء يف كربالء ‪ ،‬ويقومون بإشعال النريان واليت ترمز للحرارة العالية يف تلك‬
‫الصحراء ‪ ،‬ويقوم البعض بتمثيل الواقعة وأحداثها واليت أودت حبياة احلسني وآل بيته يف هنايتها ‪ ،‬ويقومون بعمل (موكب احلسني)‬
‫‪ ،‬وذلك عن طريق متثيل حادثة مقتله مجاهريي اً ‪ ،‬ويقومون مبا تسمى بعمليّ ة ( التطبري ) ‪ ،‬أي ضرب أنفسهم حىت تسيل دماؤهم‬
‫مواساةً للحسني ‪ ،‬وأيضاً يضربون أنفسهم بالسالسل ‪ .‬يف املغرب يسمى هذا اليوم بيوم ( زمزم ) ‪ ،‬حيث يقومون برش املاء على‬
‫بعض هم البعض وعلى م ا ميلك ون تربك اً هبذا الي وم ‪ ،‬وحياول التج ار ع رض ك ل بض ائعم وبيعه ا يف ه ذا الي وم ‪ ،‬ويعقب ه ذا الي وم‬
‫( ليلة الشعالة ) ‪ ،‬ليتحلقون حول النار مرددين األهازيج ‪ ،‬حتكي بعضها قصة مقتل احلسن واحلسني ‪ ،‬دون اإلشارة اىل امسائهم ‪،‬‬
‫بل يطلق عليهما إسم ( عاشور ) ‪ ،‬لتتخللها النياحة وأهازيج أخرى ‪ ،‬وتقوم األسر بتقدمي الزكاة للفقراء ‪ .‬يرى الشيعة بأن صيام‬
‫يوم عاشوراء مكروهاً ‪ ،‬ويكتفى اإلمتناع فيه عن املاء ‪ ،‬تشبها بعطش احلسني وآل بيته يف ذلك اليوم ‪ ،‬أما السنة فيستحب عندهم‬
‫صيام هذا اليوم ‪ ،‬واختلف يف أصل صيام عاشوراء ‪ ،‬فمنهم من قال بأن قريش اً كانت تصومه يف اجلاهلية ‪ ،‬وعندما جاء اإلسالم‬
‫حممد قد صام هذا اليوم بعد علمه بصيام اليهود يف املدينة هذا اليوم ‪ ،‬ومل‬ ‫أصبح الصيام فيه اختيارياً ‪ ،‬وتناقلت الكتب بأن سيدنا ٍ‬
‫لمني ‪.‬‬ ‫وراء املس‬ ‫ود عن عاش‬ ‫وراء اليه‬ ‫ذا احلديث الختالف عاش‬ ‫حة ه‬ ‫د على ص‬ ‫يتم التأكي‬
‫سبب صيام يوم عاشوراء لدى املسلمني هو أن ذلك اليوم يوافق ذكرى جناة بين إسرائيل وهم برفقة سيدنا موسى عليه السالم من‬
‫يد فرعون حاكم مصر والذي كان يطاردهم ليقضي عليهم بعد هروهبم من املدينة وشاء اهله عز وجل بشق البحر بعصا نبيه‪ ،‬مما‬
‫أدى لغرق فرعون وجنوده‪ ،‬وجناة موسى وقومه واتباعه‪.‬‬

‫صيام يوم عاشوراء له أجر وفضل عظيم‪ ،‬حيث أنه يكفر ذنوب العام املاضي‪ ،‬كما ذكر يف صحيح مسلم‪(:‬أن النيب صلى اهلل عليه‬
‫وسلم سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال‪ :‬يكفر السنة املاضية)‪ ،‬كما روي عن أيب قتادة عن النيب صلى اهلل عليه وسلم قوله‪(:‬صوم‬
‫عاشوراء يكفر السنة املاضية‪ ،‬وصوم عرفة يكفر سنتني‪:‬املاضية والقادمة)‪.‬‬

‫وعن عائشة رضي اهلل عنها أهنا قالت‪(:‬كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش يف اجلاهلية‪ ،‬وكان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫يصومه‪ ،‬فلما قدم املدينة صامه وأمر الناس بصيامه‪ ،‬فلما فرض رمضان‪ ،‬قال‪:‬من شاء صامه ومن شاء تركه)‪.‬‬

‫وأم ا عن حكم ص يام عاش وراء فق د ف رض الص يام يف ه ذا الي وم قب ل أن يتم ف رض الص يام يف ش هر رمض ان املب ارك‪ ،‬وبع د ف رض‬
‫رمضان فإن صيام عاشوراء أصبح مستحب لفضله فقط وليس فرض على املسلمني‪.‬‬

‫وعن وقت الصيام يف يوم عاشوراء والنية يف ذلك‪ ،‬فقد ورد عن النيب صلى اهلل عليه وسلم حديث نقلع عنه سلمة بن األكوع‬
‫رضي اهلل عنه أنه قال‪(:‬أن أدن يف الناس‪:‬من كان أكل فليصم بقية يومه‪ ،‬ومن مل يكن أكل فليصم‪ ،‬فإن اليوم عاشوراء)‪ ،‬وهذا‬
‫احلديث يبني أن نية هذا اليوم يف صيامه قد تنعقد أثناء اليوم ملن مل يكن بعامل‪.‬‬

‫ويعترب شهر حمرم من أشهر اهلل املفضلة للصيام‪ ،‬حيث قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(:‬أفضل الصيام بعد رمضان شهر اهلل‬
‫احملرم)‪ ،‬وه ذا الش هر ه و ال ذي ت اب اهلل على س يدنا آدم في ه أنزل ه إىل األرض بع دما ك ان ينعم يف جنات ه بع د أن أغ راه الش يطان‬
‫باملعصية‪.‬‬

‫وهو الشهر أيضا الذي هاجر فيه حممد من مكة إىل املدينة وبداية ظهور اإلسالم‪ ،‬كما أنه يوافق ذكرى جناة سيدنا نوح عليه‬
‫السالم من الغرق بالسفينة‪ ،‬ووقعت فيه غزوة ذات الرقاع اليت خرج الرسول فيها إىل أهل جند بعد أن غدرت به قبائلها وقتلوا‬
‫عدد منهم‪ ،‬كما توافق ذكرى استشهاد احلسني بن علي حفيد رسول اهلل‪.‬‬
‫عاشوراء اليهود‪:‬‬

‫لعاشوراء ذكرى خاصة في العقيدة اليهودية‪ ،‬فهذا اليوم يسمى عند اليهود بيوم الغفران‪ ،‬و"يوم الغفران" بحسب ما جاء في‬
‫موسوعة اليهود واليهودية للمسيري ترجمة لالسم العبري "يوم كيبور"‪ ،‬وكلمة "كيبور" من أصل بابلي ومعناها "يطهر"‪،‬‬
‫والترجمة الحرفية للعبارة العبرية هي "يوم الكفارة"‪.‬‬

‫ويوم الغفران هو في الواقع يوم صوم‪ ،‬ولكنه مع هذا أضيف على أنه عيد‪ ،‬فهو أهم األيام المقدَّسة عند اليهود على‬
‫اإلطالق ويقع في العاشر من تشري (فهو‪ ،‬إذن‪ ،‬اليوم األخير من أيام التكفير أو التوبة العشرة التي تبدأ بعيد رأس السنة‬
‫وتنتهي بيوم الغفران)‪.‬‬

‫طهر فيه اليهودي نفسه من كل‬


‫وألنه يُعتبَر أقدس أيام السنة‪ ،‬فإنه لذلك يُطلَق عليه "سبت األسبات"‪ ،‬وهو اليوم الذي يُ ِّ‬
‫ذنب‪ ،‬وبحسب التراث الحاخامي‪ ،‬فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء‪ ،‬للمرة الثانية‪ ،‬ومعه لوحا‬
‫الشريعة‪ ،‬حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي‪ ،‬وعيد يوم الغفران هو العيد الذي يطلب فيه‬
‫الشعب ككل الغفران من اإلله‪.‬‬

‫عاشوراء أهل السنة‪:‬‬

‫وعاشوراء المسلمين من أهل السنة ترتبط بشكل أساسي بعاشوراء اليهود‪ ،‬فقد روى البخاري‪ ،‬ومسلم في صحيحيهما‬
‫واللفظ لمسلم عن ابن عباس رضي اهلل عنهما أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم‬
‫عاشوراء فقال لهم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ما هذا اليوم الذي تصومونه؟) فقالوا‪ :‬هذا يوم عظيم أنجى اهلل فيه‬
‫موسى وقومه‪ ،‬وأغرق فرعون وقومه‪ ،‬فصامه موسى شكراً‪ ،‬فنحن نصومه‪ ،‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم (فنحن‬
‫أحق وأولى بموسى منكم)[متفق عليه‪ :‬البخاري (‪ ،)2/704/1900‬ومسلم (‪])2/796/1130‬‬

‫وفي حديث ابن عباس‪ -‬رضي اهلل عنهما‪ -‬المتفق على صحته أن النبي صلى اهلل عليه وسلم صام يوم عاشوراء وأمر‬
‫بصيامه‪ ،‬ولما سئل عن فضل صيامه قال‪( :‬أحتسب على اهلل أن يكفر السنة التي قبله)[رواه مسلم‪.])3/167/2803( :‬‬

‫إال أنه صلى اهلل عليه وسلم أمر بعد ذلك بمخالفة اليهود‪ ،‬بأن يصام العاشر ويوماً قبله وهو التاسع‪ ،‬أو يوماً بعده وهو‬
‫الحادي عشر‪  .‬‬

‫فاألمر عند أهل السنة مرتبط بأمر النبي صلى اهلل عليه وسلم وسنته التي سنها للمسلمين‪ ،‬لكن األمر عند الشيعة يرتبط‬
‫بشيء آخر حادث‪ ،‬نبينه في العنصر القادم‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف "المسيحي" بأنه "شخص يعترف بايمانه ان بسوع هو المسيح أو بالدين المبني علي تعاليم يسوع‪.‬‬

‫األساس‪$‬ية فيه‪$‬ا‪،‬‬
‫المسيحية وهي الديانة التي يمارسها المس‪$‬يحيون تعت‪$‬بر إح‪$‬دى ال‪$‬ديانات اإلبراهيمية وال‪$‬تي يُعت‪$‬بر يس‪$‬وع المس‪$‬يح الشخص‪$‬ية َ‬
‫والمؤسس لها‬

‫‪ -‬الناص ري هي اح‪$‬دى التس‪$‬ميات‪ $‬ال‪$‬تي أطلقت على يس‪$‬وع‪ ،‬وال‪$‬ذي حس‪$‬ب رواي‪$‬ة العه‪$‬د الجديد‪ ،‬نش‪$‬أ في مدين‪$‬ة الناص‪$‬رة‪ ]2[،‬وهي بل‪$‬دة في‬
‫الجليل‪.‬‬

‫‪ -‬النص رانية لغ ة‪ :‬قي ل إنه ا نس بة إلى الناص رة‪ ,‬وهي قري ة المس يح علي ه الس الم‪ ,‬وتس مى ه ذه القري ة ناص رة‬
‫ارى‪]1[.‬‬ ‫ه نص‬ ‫رانية‪ ,‬وجمع‬ ‫ة نص‬ ‫بة إلى الديان‬ ‫ورية‪ ,‬والنس‬ ‫ونص‬
‫إصطالحاً‪ :‬هي دين النصارى‪ ,‬الذين يزعمون أنهم يتبعون المسيح عيسى عليه السالم‪,‬وكتابهم اإلنجيل‬

‫‪ -‬كلم ة اقن وم ‪ Hypostasis‬باليوناني ة هى هيبوستاس يس‪ ،‬وهى مكون ة من مقطعين‪ :‬هيب و وهى تع نى تحت‪،‬‬
‫وستاس يس وتع نى ق ائم أو واق ف‪ ،‬وبه ذا ف إن كلم ة هيبوستاس يس تع نى تحت الق ائم والهوتي ا معناه ا م ا يق وم علي ه‬
‫الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة‪ .‬واألقنوم هو كائن حقيقى له شخصيته الخاصة به‪ ،‬وله إرادة‪ ،‬ولكنه‬
‫واحد فى الجوهر والطبيعة مع األقنومين اآلخرين بغير إنفصال‬

‫‪ -‬التبشير هو مصطلح مسيحي يقصد به نشر األنجيل بين مجموعة من البشر في محاولة لتنصيرهم‬

‫كلم ة (التبش ير) من الكلم ات ال تي أطلقت على المنظم ات الديني ة النص رانية‪ ،‬ال تي تس تهدف نش ر الديان ة النص رانية في‬
‫المجتمعات اإلسالمية والوثنية واإللحادية‪.‬‬

‫‪ -‬انجيل ‪:‬كتاب نبوة عيسى‪ .‬ال توجد فيه أحكام‪ ،‬ألن الشريعة عند عيسى هي ذات أحكام الشريعة عند موسى معدلة‪.‬‬
‫(القرآن والتوراة واإلنجيل كتب نبوات)‪.‬‬

‫الس يِّ ِد الْ َمس ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬


‫يح‬ ‫يوحنَّا َع ْن َحي ِاة َّ‬
‫ِّيس و َن ‪َ :‬مىَّت َو َم ْرقَس َولُوق ا َو َ‬
‫ض َّم ُن فُص والً َّا َكتَبَ هُ قد ُ‬
‫ب الْم َقد ِ‬
‫اب م َن ال ُكتُ ِ ُ َ‬
‫َّس ة َو َيتَ َ‬
‫أَناجي ل ‪ :.‬كِت ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّم ُن بُ ْشرى اخلَ ِ‬ ‫َص ٍل يُونايِن ٍّ َوَت ْعيِن البُ ْشرى َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ني ‪.‬‬
‫الص ل ْل َمسيحيِّ َ‬ ‫يل َيتَ َ‬
‫ألن اإلجْن َ‬ ‫َ‬ ‫َوتَعاليمه َوأَقْواله ‪ ،‬وال َكل َمةُ م ْن أ ْ‬

‫‪-‬‬
‫والملة بكسر الميم وتشديد الالم تطلق في اللغة على‪:‬‬

‫‪ )1‬الدين والشريعة[‪: ]3‬‬

‫كما في قول النبي صلى هللا عليه وسلم" ال يتوارث أهل ملتين شتى"[‪]4‬‬

‫يقال‪ :‬ملة اإلسالم ‪ ,‬وملة النصرانية ‪ ,‬وملة اليهودية‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬الملة هي معظم الدين وجملة ما يجيء به الرسل‪.‬‬


‫(و َمنْ أَحْ َسنُ دِي ًنا ِممَّنْ أَسْ لَ َم َوجْ َه ُه هَّلِل ِ َوه َُو مُحْ سِ نٌ َوا َّت َب َع ِملَّ َة إِب َْراهِي َم َحنِي ًفا َوا َّت َخ َذ هَّللا ُ إِب َْراهِي َم َخلِياًل )‪]5[.‬‬
‫وهذا مثل قوله تعالى‪َ :‬‬

‫‪ )2‬السنة والطريقة‪:‬‬

‫تقول العرب‪ :‬هذا طريق مـ ُ َم ُل ‪ :‬أي مسلوك معلوم‪]6[.‬‬

‫(و َمنْ َيرْ غَبُ َعنْ ِملَّ ِة إِب َْراهِي َم إِاَّل َمنْ َسفِ َه َن ْف َسهُ)[‪]7‬‬
‫ومن هذا قوله تعالى‪َ :‬‬

‫قال ابن كثير‪ :‬قوله تعالى‪ ( :‬ومن يرغب عن ملة ابراهيم ‪ ) ..‬أي طريقته ومنهجه‪]8[.‬‬

‫ون ِباهَّلل ِ َو ُه ْم ِباآْل َخ َِر ِة ُه ْم َكافِر َ‬


‫ُون)[‪]9‬‬ ‫ت ِملَّ َة َق ْو ٍم اَل ي ُْؤ ِم ُن َ‬
‫وقوله تعالى‪( :‬إِ ِّني َت َر ْك ُ‬

‫قال الحافظ ابن كثير‪ :‬أي هجرت طريق الكفر والشرك‪]10[.‬‬

‫قال البغوي‪ :‬والملة هي الطريقة‪]11[.‬‬

‫‪ )3‬وتأتي الملة بمعنى الدية‪]12[.‬‬

‫قال ابن األثير ‪ :‬والملة الدين وجمعها ملل ‪.‬‬

‫وفي حديث عمر‪ " :‬ليس على عربي ملل ‪ ,‬ولسنا بنازعين من يد رجل شيئا أسلم عليه ‪ ,‬ولكنا نقومهم الملة‬
‫على آبائهم خمسا من اإلبل "[‪.]13‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المعنى االصطالحي للملة‪:‬‬

‫قال القرطبي رحمه هللا‪:‬‬

‫الملة اسم لما شرعه هللا تعالى في كتبه وعلى ألسنة رسله‪]14[.‬‬

‫وقريبا‪ $‬من تعريف‪ $‬القرطبي‪ $‬ما عرِّ فت الملة بأنها‪:‬‬

‫اسم لما شرع هللا لعباده بوساطة أنبيائه ليتوصلوا‪ $‬به إلى السعادة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪ -‬لشريعة االسالميّة هو القواعد و األحكام التي ش ّرعها هللا سبحانه و تعالى لعباده لتنظيم شوؤن حياتهم‬
‫الدينيّة و الدنيويّة من عبادات ‪ ،‬معامالت وغيرها ‪ ،‬وبذلك تتح ّقق لهم السّعادة ‪ ،‬اإلستقرار و العدل ‪ .‬ويأتي‬
‫شريعة في اللّغة بمعني مورد الماء أو الطريق المستقيم‪ .‬واحكام هذه ال ّ‬
‫شريعة اإلسالميّة تأتي من‬ ‫مصطلح ال ّ‬
‫القرآن الكريم‪ $‬و من س ّنة نبينا محمد صلى هللا عليه وسلّم‪ ،‬وعن طريق إجماع عامّة المسلمين على أمر معيّن‬
‫مثل المبايعة ‪.‬‬

‫‪ -‬طلب األول‪ :‬املعىن اللغوي للنحلة‪:‬‬

‫تطلق النحلة يف اللغة ويراد هبا معان‪:‬‬

‫‪ )1‬النحلة مبعىن العطية‪:‬‬

‫يقال‪ :‬حنل فالن تربع له بشيء‪]1[.‬‬


‫قيل‪ :‬ومن هذا املعىن مسي ذباب العسل حنالً‪.‬‬

‫قال الزجاج‪ :‬وجائز أن يكون مسي حنالً ‪ ,‬ألن اهلل عز وجل حنل الناس‬
‫العسل الذي خيرج من بطوهنا‪.‬‬

‫قال ابن األثري‪ :‬النحل بالضم العطية ‪ ,‬واهلبة ابتداء من غري عوض وال‬
‫استحقاق‪]2[.‬‬

‫قال الراغب األصفهاين‪:‬‬

‫والنحلة عطية على سبيل التربع ‪ ,‬وهو أخص من اهلبة إذ كل هبة حنلة ‪,‬‬
‫وليس كل حنلة هبة ‪ ,‬واشتقاقه فيما أرى أنه من النحل ‪ ,‬وذلك ما يدل عليه‬
‫ك إِىَل الن ْ‬
‫َّح ِل)[‪ ]3‬وبنّي احلكماء أن النحل يقع على‬ ‫(وأ َْو َحى َربُّ َ‬
‫قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫األشياء كلها فال يضرها بوجه عام ‪ ,‬وينفع أعظم نفع فإنه يعطي ما فيه‬
‫الشفاء كما وصفه اهلل تعاىل‪]4[.‬‬
‫‪ )2‬ويطلق على صداق املرأة حنلة‪:‬‬

‫يقال‪ :‬حنلت املرأة مهرها عن طيب نفس من غري مطالبة‪.‬‬

‫ص ُدقَاهِتِ َّن حِن ْلَةً)‪]5[ .‬‬


‫ِّساءَ َ‬
‫(وآَتُوا الن َ‬
‫وقال اهلل تعاىل‪َ :‬‬

‫فقوهلم‪ :‬حنل املرأة‪ :‬أي أعطاها مهرها‪]6[ .‬‬

‫‪ )3‬وتطلق النحلة ويراد هبا الفريضة‪:‬‬


‫ص ُدقَاهِتِ َّن حِن ْلَةً ) [‬
‫ِّساءَ َ‬
‫(وآَتُوا الن َ‬
‫وهذا على أحد تفسريات النحلة يف قوله‪َ :‬‬
‫‪.]7‬‬

‫قال ابن منظور‪ :‬وقد أختلف يف تفسري هذه اآلية فقال بعضهم‪ :‬فريضة وقال‬
‫بعضهم ديانة‪.‬‬

‫وقال بعضهم ‪ :‬هي حنلة من اهلل هلن ‪ ,‬جعل اهلل على الرجل الصداق ومل‬
‫جيعل على املرأة شيئا من الغرم ‪ ,‬فتلك حنلة من اهلل للنساء‪]8[.‬‬

‫وقد نقل ابن كثري رمحه اهلل األقوال يف تفسري هذه اآلية‪:‬‬

‫قال ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ :‬النحلة ‪ :‬املهر‪.‬‬

‫وقالت عائشة رضي اهلل عنها النحلة الفريضة‪.‬‬

‫وقال ابن زيد‪ :‬النحلة يف كالم العرب الواجب‪]9[.‬‬


‫‪ )4‬والنحلة النسبة والدعوة الباطلة‪:‬‬

‫يقال‪ :‬حنلة القول‪ :‬أي أضاف إليه قوال قاله غريه وادعاه عليه‪]10[.‬‬

‫وحنل فالن القول حنالً‪ :‬أي نسبه إليه وليس بقائله‪.‬‬

‫وانتحل الشيء ادعاه لنفسه وهو لغريه‪]11[.‬‬

‫وادعى أنه قائله‪.‬‬


‫ويقال انتحل فالن شعر فالن‪ :‬أي َّادعاه لنفسه َّ‬

‫قال األعشى‪:‬‬

‫فكيف أنا وانتحايل القوا‪ ......‬ف بعد املشيب كفى ذاك عارا‪.‬‬

‫وقال الفرزدق‪:‬‬
‫إذا قلت قافية شرودا ً‪ .....‬تنحلها ابن محراء العجان‪]12[ .‬‬

‫‪ )5‬وتطلق النحلة جتوزا على الدين واملذهب‪:‬‬

‫يقال‪ :‬ينتحل فالن ملذهب كذا ‪ ,‬أي ينتسب إليه‪]13[.‬‬

‫جاء يف املعجم الوسيط‪:‬‬

‫انتحل فالن مذهب كذا ‪ :‬أي انتسب إليه ودان به‪.‬‬

‫والنحلة الدين والعقيدة ‪ ,‬يقال ما حنلتك؟‪]14[.‬‬


‫املطلب الثاين‪:‬املعىن االصطالحي للنحلة‪:‬‬

‫سبق معنا بيان اطالقات كلمة النحلة يف اللغة والذي يهمنا منها إطالق‬
‫النحلة على النسبة والدعوى الباطلة ‪ ,‬وهذا هو األصل فيها واملتعارف عليه‬
‫عند العلماء يف دراسة األديان واملذاهب واملقاالت ‪ ,‬وهو أن النحل تعطف‬
‫على الديانات واملذاهب الباطلة كما عنون هلذا ابن حزم يف كتابه الفصل‬
‫فقال‪ :‬الفصل يف امللل واألهواء والنحل ‪ ,‬فعطف األهواء على النحل‪.‬‬

‫ويظهر هذا جليا عند الشهرستاين يف كتابه امللل والنحل حيث قسم دراسته‬
‫إىل قسمني‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬أهل الديانات وامللل ‪ :‬مثل اليهود والنصارى ‪.‬‬

‫والقسم الثاين‪ :‬أهل األهواء والنحل‪ :‬مثل الفالسفة والدهرية وعبدة‬


‫الكواكب والربامهة و غريهم‪]15[.‬‬

‫فتبني أن النحل هي العقائد واآلراء الباطلة ‪ ,‬اليت ليس هلا حقيقة و تنتسبها‬
‫فرقة من الفرق‬
‫‪-‬‬
‫ك‪ ،‬وهي ما يؤمن به اإلنسانُ ويعقد عليه قلبَه وضمي َره‪،‬‬ ‫تطلق العقيدة على اإليمان الجازم والحكم القاطع الذي ال يتطرق إليه ش ٌّ‬
‫ويتخذه مذهبًا ودينًا يدين‪ D‬به؛ فإذا كان هذا اإليمان الجازم والحكم القاطع صحي ًحا كانت العقيدة صحيحة‪ ،‬كاعتقاد أهل السنة‬
‫والجماعة‪ ،‬وإن كان باطالً كانت العقيدةُ باطلة كاعتقاد فرق الضالل العقيدة لغةً و اصطالحا ً والمراصة‪ ،‬واإلثبات؛ ومنه اليقين‬
‫اخ ُذ ُك ُم هّللا ُ بِاللَّ ْغ ِو‬
‫والجزم‪ .‬والعقد نقيض الحل‪ ،‬ويقال‪ :‬عقده يعقده عقداً‪ ،‬ومنه عقدة اليمين والنكاح‪ ،‬قال هللا تبارك وتعالى‪{ :‬الَ يُ َؤ ِ‬
‫فِي أَ ْي َمانِ ُك ْم َولَ ِكن يُ َؤا ِخ ُذ ُكم بِ َما َعقَّدتُّ ُم األَ ْي َمانَ } المائدة‪ 89 :‬والعقيدة ‪:‬هي لحكم الذي ال يقبل الشك فيه لدى معتقده ‪ .‬والعقيدة في‬
‫ص ُد به االعتقاد دون العمل ؛ كعقيدة وجود هللا وبعث الرسل ‪ ،‬والجمع ‪ :‬عقائد ‪ .‬وخالصته ‪ :‬ما عقد اإلنسانُ عليه‬ ‫الدين ‪ :‬ما يُ ْق َ‬
‫ق بها القلب ‪ ،‬وتطمئن‬ ‫قلبه جازما ً به ؛ فهو عقيدة ‪ ،‬سوا ٌء ؛ كان حقا ‪ ،‬أو باطال وفي اإلصطالح ‪ :‬هي األمور التي يجب أن ي َ‬
‫ُص َّد َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إليها النفس ؛ حتى تكون يقينا ً ثابتا ً ال يمازجها ريب ‪ ،‬وال يخالطها شك ‪ .‬وسمي عقيدة ؛ ألن اإلنسان يعقد عليه قلبه‬

‫العقي‪$$$$$‬دة لغ‪$$$$$‬ة ‪ :‬م‪$$$$$‬أخوذة من العق‪$$$$$‬د‪ ،‬وه‪$$$$$‬و نقيض الح‪$$$$$‬لِّ‪ ،‬وه‪$$$$$‬و ي‪$$$$$‬دل على الش‪$$$$$‬دة والوث‪$$$$$‬وق‪.‬‬

‫وتطلق العقيدة على األمر الذي يعتقده اإلنس‪$$‬ان‪ ،‬ويعق‪$‬د علي‪$‬ه قلب‪$‬ه وض‪$$‬ميره‪ ،‬بحيث يص‪$‬ير عن‪$‬ده حكمًا ال يقب‪$$‬ل‬
‫الش‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬ك‪.‬‬

‫والعقيدة اإلسالمية اصطالحً ا ‪ :‬هي مجموعة األمور الدينية التي يجب على المسلم أن ي‪$$‬ؤمن به‪$$‬ا‪ ،‬وتك‪$$‬ون عن‪$$‬ده‬
‫يقي ًنا ال يمازجه شك‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫ما معنى ال ِدين ‪ ،‬و ما المقصود به في المصطلح اإلسالمي ؟‬
‫‪ :‬استُعملت كلمة " ال ِدين " في اللغة العربية في معاني عديدة منها‬
‫‪ :‬الجزاء ‪ :‬و قد استُعملت كلمة " الدين " بمعنى الجزاء في عدة مواضع من القرآن الكريم منها ‪1.‬‬
‫ك يَوْ ِم الدِّي ِن ﴾ ‪ ، 1‬أي مالك يوم الجزاء ·‬ ‫‪ .‬قول هللا َع َّز و َج َّل ‪َ ﴿ :‬ملِ ِ‬
‫‪ .‬قول هللا َج َّل َجاللُه ‪َ ﴿ :‬وإِ َّن ال ِّدينَ لَ َواقِ ٌع ﴾ ‪· 2‬‬
‫و استُعمل " الدين " في األحاديث الشريفة أيضا بمعنى الجزاء في مواضع ‪ ،‬منها ‪ " :‬إبن آدم ‪ :‬كن كيف شئت ‪ ،‬كما تَ ِدين تُدان‬
‫‪ 3 " .‬أي كما تُجازي تُجازى‬
‫‪ :‬الطاعة ‪ :‬و استُعمل " الدين " بمعنى الطاعة في القرآن الكريم في مواضع منها ‪2.‬‬
‫اصبًا أَفَ َغ ْي َر هّللا ِ تَتَّقُونَ ﴾ ‪· 4‬‬
‫ض َولَهُ الدِّينُ َو ِ‬‫ت َواألَرْ ِ‬ ‫‪ .‬قول هللا َع َّز و َج َّل ‪َ ﴿ :‬ولَهُ َما فِي ْال َّس َما َوا ِ‬
‫وا الَّ ِذينَ الَ ي ُْؤ ِمنُونَ بِاهّلل ِ َوالَ بِ ْاليَوْ ِم اآل ِخ ِر َوالَ ي َُح ِّر ُمونَ َما َح َّر َم هّللا ُ َو َرسُولُهُ َوالَ يَ ِدينُونَ ِدينَ ْال َح ِّ‬
‫ق ِمنَ ·‬ ‫و قوله تعالى ‪ ﴿ :‬قَاتِلُ ْ‬
‫اغرُونَ ﴾ ‪5‬‬ ‫ص ِ‬‫وا ْال ِج ْزيَةَ عَن يَ ٍد َوهُ ْم َ‬ ‫َاب َحتَّى يُ ْعطُ ْ‬ ‫‪ .‬الَّ ِذينَ أُوتُ ْ‬
‫وا ْال ِكت َ‬
‫دين يُدان به " ‪ 6‬أي طاعة‬ ‫و قد استُعملت كلمة الدين في األحاديث الشريفة بمعنى الطاعة في مواضع كثيرة ‪ ،‬منها ‪ " :‬العلم ٌ‬
‫‪ .‬يُطاع هللا به ‪ ،‬و دانَ ال َر ُج ُل باإلسالم دينا ً ‪ ،‬أي تَعبَّد الرجل باإلسالم و تديّن به‬
‫‪ :‬الدين في تعاريف العلماء‬
‫بتعاريف مختلفة نشير إلى أهمها كالتالي‬ ‫ٍ‬ ‫‪َ :‬عرَّف العلما ُء الدينَ‬
‫‪ .‬بأنه ‪ " :‬أسم لجميع ما يُعبد‪ D‬به هللا " ‪1. 7‬‬
‫‪ .‬بأنه ‪ " :‬وضع إلهي ألولي األلباب يتناول األصول و الفروع " ‪2. 8‬‬
‫‪ .‬بأنه ‪ " :‬ما يدان به من الطاعات مع اجتناب المحرمات " ‪3. 9‬‬
‫‪ .‬بأنه ‪ " :‬وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى ما هو خير بالذات " ‪4. 10‬‬
‫‪ .‬بأنه ‪ " :‬وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات قلبيا ً كان أو قالبيا ً ‪ ،‬كاالعتقاد و الصالة " ‪5. 11‬‬
‫‪ :‬تعريفنا للدين‬
‫‪ " .‬و لو أردنا أن نُع ِّر ف الدين بتعريف جامع و مختصر قلنا ‪ :‬الدين ‪ " :‬معرفة و طاعة حسب النهج اإللهي‬
‫‪ :‬و لتوضيح ذلك نقول‬
‫إن األصول و األسس التحتية لفكر اإلنسان و سلوكه العقائدي و الفكري تسمى بأصول الدين ‪ ،‬و يراد بها األمور التي ترتبط‬
‫بعقيدة اإلنسان و سلوكه الفكري و النظري ـ أي المعرفة و العقيدة ـ ‪ ،‬و هي التي تبتنى عليها فروع الدين التي ترتبط بأفعال‬
‫‪ .‬اإلنسان أي سلوكه العملي‬
‫أما ما يرتبط من أحكام الدين بتوجيه سلوك اإلنسان العملي و تنظيم حياته الفردية و االجتماعية و إرشاده إلى ما فيه خيره و‬
‫‪ .‬صالحه تُسمى بفروع الدين‬
‫فالدين ‪ :‬معرفة و طاعة ‪ ،‬معرفة بأصول الدين و قبولها ‪ ،‬و طاعة في فروعه‬

‫دين‬ ‫وم ال‬ ‫* مفه‬

‫الدين في اللغة بمعنى الطاعة والجزاء‪ ،...‬وأم‪$$‬ا في االص‪$$‬طالح فتع‪$$‬ني‪ :‬اإليم‪$$‬ان بخ‪$$‬الق الك‪$$‬ون واإلنس‪$$‬ان‪ ،‬وبالتع‪$$‬اليم‬
‫والوظائف العمليّة المالئمة لهذا اإليمان‪ ،‬وذلك في مقابل أولئك الذين ال يؤمنون بالخالق إطالقاً‪ ،‬بل يؤمنون بالص‪$$‬دفة‬
‫واالتف‪$$$$$$$‬اق في خل‪$$$$$$$‬ق الظ‪$$$$$$$‬واهر الكوني‪$$$$$$$‬ة‪ ،‬أو أنه‪$$$$$$$‬ا مس‪$$$$$$$‬بّبة لألس‪$$$$$$$‬باب المادي‪$$$$$$$‬ة والطبيعي‪$$$$$$$‬ة‪.‬‬
‫دين وفروعه‬ ‫ول ال‬ ‫أص‬

‫يت‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬ألف ال‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬دين من قس‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬مين رئيس‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬ين‪:‬‬


‫‪ -1‬العقي‪$$$$$$$$$$$$$$$‬دة ال‪$$$$$$$$$$$$$$$‬تي ّ‬
‫تمث‪$$$$$$$$$$$$$$$‬ل األس‪$$$$$$$$$$$$$$$‬اس والقاع‪$$$$$$$$$$$$$$$‬دة بالنس‪$$$$$$$$$$$$$$$‬بة لل‪$$$$$$$$$$$$$$$‬دين‪.‬‬
‫‪ -2‬التع‪$$$$$$$$$‬اليم واألحك‪$$$$$$$$$‬ام العملي‪$$$$$$$$$‬ة المنبثق‪$$$$$$$$$‬ة من األس‪$$$$$$$$$‬س العقائدي‪$$$$$$$$$‬ة والمالئم‪$$$$$$$$$‬ة له‪$$$$$$$$$‬ا‪.‬‬
‫ومن هنا ناسب أن يسمّى قسم العقائ‪$$‬د من ال‪$$‬دين "باألص‪$$‬ول" وقس‪$$‬م األحك‪$$‬ام العملي‪$$‬ة "ب‪$$‬الفروع" وق‪$$‬د اس‪$$‬تخدم علم‪$$‬اء‬
‫المسلمين هذين المصطلحين في مجال العقائد واألحكام‪.‬‬

‫ألديان‪ :‬جمع دين‪ ،‬والدين في اللغة بمعنى‪ :‬الطاعة واالنقياد‪.‬والدين في االصطالح العام‪ :‬م‪$$‬ا يعتنق‪$$‬ه اإلنس‪$$‬ان ويعتق‪$$‬ده وي‪$$‬دين ب‪$$‬ه من أم‪$$‬ور‬
‫(‪)1‬‬
‫‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$.‬‬ ‫الغيب والش‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬هادة‬
‫وفي االص‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬طالح اإلس‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬المي‪ :‬التس‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬ليم هلل تع‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬الى واالنقي‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬اد ل‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬ه‪.‬‬
‫والدين هو ملة اإلسالم وعقيدة التوحيد التي هي دين جميع المرسلين من لدن آدم ونوح إلى خاتم النبيين محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

You might also like