Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 29

‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد البيع‬


‫تخضع العقود المسماة والعقود الغير المسماة للقواعد العامة في نظرية العقد‪ ،‬غير أن اإلرادة‬
‫التش ريعية تبغي من وراء تنظيمه ا تل ك العق ود‪ ،‬وإ ي راد نص وص خاص ة بهت أغراض ا مختلف ة منه ا‪:‬‬
‫الرغب ة في تس هيل العالق ات التعاقدي ة بين األف راد إذ أن العق ود المس ماة ش اع ت داولها في الحي اة العملي ة‬
‫واإلرادة التشريعية وضعت أحكاما نموذجية لتلك العقود هي نتاج خبرات قرون طويلة والمتعاقدين لم‬
‫يكن من الس هل عليه ا التنب ؤ لجمي ع المس ائل في تل ك العق ود‪ ،‬فتولته ا اإلرادة التش ريعية عنهم ا‪ .‬على أن‬
‫ذلك ال يِثر على حرية المتعاقدين‪.‬‬

‫ويحقق تنظيم اإلرادة التشريعية للعقود تسهيل مهمة القاضي‪ ،‬إذ يغنيه الرجوع ألحكام القانون‬
‫في الح االت ال تي ال تك ون فيه ا للع اقلين إرادة ثابت ة عن االجته اد واالس تنباط م ا ق د تك ون اتجهت إلي ه‬
‫إرادتهما‪.‬‬

‫يعتبر عقد البيع أهم العقود المسماة وأقدمها وأكثرها شيوعا إذ أنه هو الوسيلة الرئيسية لتبادل‬
‫األموال بين األفراد في المجتمع والبيع ال يستغني عن إبرامه أحدا من الناس‪ ،‬فكل منا يبرم عددا كبيرا‬
‫من عقود البيع سواء مشتري أو بائع‪.‬‬

‫والقصد من عقد البيع في أغلب صوره هو نقل حق الملكية على المنقول أو عقار من البائع أو‬
‫المشتري نظير مقابل يؤديه هذا األخير وهذا المقابل في جميع األحوال هو مبلغ من النقود‪ ،‬ومن هنا‬
‫نج د أن ال بيع ذو أثر م زدوج‪ ،‬إذ ينتج عن ه نق ل الح ق من الب ائع من المش تري ويتض من وف اء المشتري‬
‫بالثمن إلى البائع نظير تلقي الحق المبيع‪ ،‬فهو إن كان بالنسبة للبائع بيعا فهو بالنسبة للمشتري شراءا‪،‬‬
‫ولذلك اهتمت اإلرادة التشريعية الجزائرية بعقد البيع وجعلته في مقدمة العقود التي نظمتها فخصصت‬
‫له الفصل األول من الباب السابع من الكتاب الثاني المواد ‪ 351‬إلى ‪ 412‬من القانون المدني‪ ،‬وفي هذا‬
‫الفصل حاولنا تعريف عقد البيع تعريفا دقيقا مع إبراز مختلف خصائصه العامة والخاصة‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫مفهوم عقد البيع‬
‫لقد بدأت المعامالت عند الجماعات البشرية األولى في صورة مقايضة فكانت الوسيلة الوحيدة‬
‫لتب ادل األم وال والمقايض ة هي مبادل ة س لعة بس لعة أخ رى وعلى م ر الس نين ظه رت عي وب المقايض ة‬
‫عندما تعددت الروابط االجتماعية وازدادت مطالب الناس واختلفت رغباتهم وأصبحت المقايضة عقبة‬
‫أم ام تق دم التج ارة‪ ،‬ول و تعد أساس ا للتب ادل بع دما توص ل العق ل البش ري إلى اتخ اذ بعض األش ياء ال تي‬
‫‪1‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫يحتاج إليها معظم الناس كقاعدة للتبادل باعتبارها سلعة تنسب إليها قيم باقي السلع‪ .‬وبذلك نشأت فكرة‬
‫البيع وأصبحت المعادن الثمينة‪ ،‬ثم النقد بعد ذلك هي السلعة الوسيطة في التعامل‪.‬‬
‫وال بيع هو أن يتحص ل المش تري على الشيء المبيع في مقاب ل الثمن الذي يدفع ه للبائع غير أن‬
‫المشتري ال يتمكن من المبيع وحيازته حيازة تامة وسليمة إال إذا قام البائع بعمل من شأنه تمليك هذا‬
‫المبيع للمشتري وامتناعه عن كل عمل يجعل الحق عسيرا أو مستحيال‪.‬‬
‫وبمقتضى العقد يكون البائع ملزما بتسليم المبيع وضمان عدم التعرض واالستحقاق وكذلك تسليم الشيء‬
‫المبيع للمشتري‪.‬‬
‫والعق د ه و أهم المص ادر المنش ئة لالل تزام إذ ان ه وح ده ينش ئ األغلبي ة الكب يرة من االلتزام ات‪،‬‬
‫وهنا نطرح اإلشكال ما ماهية عقد البيع وما هي عالقته مع باقي العقود األخرى؟‬
‫المطلب األول‬
‫التعريف بعقد البيع‬
‫اختلفت التش ريعات في تعري ف عق د ال بيع فمنه ا من رك زت على الخاص ية النقدي ة ومنه ا من‬
‫اكتفت بذكر كلمة الثمن‪ ،‬ومن بين التشريعات التي أبرزت خاصية النقود التشريع الجزائري والتشريع‬
‫المص ري لتف ادي الخل ط بين ه وبين المقايض ة‪ ،‬وفي ه ذا المطلب قمن ا بتوض يح مفه وم عق د ال بيع فقهي ا‬
‫وتشريعيا‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫تعريف عقد البيع‬
‫يعتبر عقد البيع من أهم العقود المسماة وأوسعها انتشارا على اإلطالق ولم يسبقه في القدم إال‬
‫عق د المقايض ة‪ ،‬ويع بر الفقه اء بق ولهم " ال بيع من أهم العق ود وأنظره ا في حي اة األف راد واألمم باعتب اره‬
‫الوس يلة المألوف ة لتب ادل األم وال بع د انحس ار دور المقايض ة وم ع م رور ال زمن س رعان ما ظه ر عيب‬
‫المقايضة وذلك بتطور الصناعة والتجارة وتفاوت حاجات الناس مما أدى إلى ظهور عقد البيع وذلك‬
‫باتخاذ البيع محل المقايضة‪ ،‬وعلى هذا األساس أصبح البيع اليوم عماد التجارة الداخلية والدولية بل هو‬
‫المتنفس الط بيعي لقض اء حاج ات الن اس على المس تويين الف ردي والجم اعي وعلى ه ذا األس اس قمن ا‬
‫باحتيار هذا الموضوع ألهميته في الحياة االقتصادية للدول"‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫‪2‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫يعرف فقهاء الشريعة اإلسالمية بأنه مبادلة مال بمال‪ ،‬فهم ال يفرقون بين البيع والمقايضة الن‬
‫البيع عندهم إما أن يكون بيع العين بالنقد وهو مقايضة وأما النقد بالنقد وهو الصرف‪.‬‬

‫وقد عرفه الدكتور السنهوري في كتابه الوسيط في شرح القانون المدني الفقيه السنهوري "بأنه‬
‫عقد ملزم لجانبين إذ هو يلزم البائع بان ينقل ملكية الشيء للمشتري أو حقا ماليا أخر ويلزم المشتري‬
‫بان يدفع للبائع مبلغا من النقود إسماعيل غانم" عقد يقصد به طرفاه أن يلتزم أحدهما وهو البائع بان‬
‫(‪)1‬‬
‫ينقل ملكية شيء أو حق مالي أخر في مقابل التزام الطرف الثاني وهو المشتري بثمن نقذي‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف التشريعي‬


‫عرفته المادة ‪351‬ق‪ .‬مـ‪ " .‬البيع عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حتى‬
‫(‪)2‬‬
‫مالي أخر في مقابل ثمن نقدي"‬

‫الفرع الثاني‬
‫نشأة عقد البيع‬
‫أوال‪ :‬في العهد الروماني‬
‫ك ان ال بيع عن د الروم ان ي ترتب علي ه ال تزام الب ائع بتمكين المش تري من حي ازة الم بيع حي ازة‬
‫أص لية ال تي تثبث ع ادة للمال ك ومن االنتف اع ل ه انتفاع ا هادئ ا‪ ،‬ولم يكن بترس يم علي ه انتق ال الملكي ة من‬
‫البائع إلى المشتري‪ ،‬وال حتى مجرد التزام البائع بنقل الملكية من البائع إلى المشتري‪ ،‬وال حتى مجرد‬
‫التزام الب ائع بنقل الملكي ة لأن‪ :‬الرومان كانوا يعتبرون أن الفرض من عقد البيع يتحقق بمجرد تمكين‬
‫المشتري من حيازة المبيع حيازة أصلية ال عرضية وانتفاعه به دون تعرض رئيس من أي احد لم يكن‬
‫(‪)3‬‬
‫انتقال ملكية المبيع إلى المشتري في نظرهم‪ ،‬الهدف الرئيس لعقد البيع‪.‬‬

‫ولكن ليس مع نى ذل ك أنهم ك انوا يعت برون عق د ال بيع غ ير دي ص لة بانتق ال الملكي ة ب ل أنهم‬
‫بالعكس من ذلك كانوا يأبون اعتبار العقد بيعا إذا اتفق عليه(فيه)الطرفين على أن ال تنتقل الملكية إلى‬
‫المشتري‪ ،‬فكان ذلك دليال على أنهم يعدون انتقال الملكية من طبيعة العقد ولو انه ليس من مستلزماته‬
‫بعبارة أخرى هي لم يكن يترتب على البيع انتقال الملكية وال حتى التزام البائع بنقل الملكية‪ ،‬لكن كان‬

‫سي يوسف زاهية حوريةّ‪ ،‬الواضح في عقد البيع‪.‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ -2012 ،‬ص ‪ ،21‬ص ‪22‬‬ ‫‪))1‬‬

‫الم ادة ‪ 351‬من األم ر رقم ‪ ،58-75‬الم ؤرخ في ‪20‬رمض ان ع ام ‪ 1995‬المواف ق ‪ 26‬س بتمبر ‪ ، 1975‬يتض من‬ ‫‪))2‬‬

‫القانون المدني‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الموافق ل‪20‬سبتمبر ‪ ، 1975‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫سليمان مرقس‪ ،‬عقد البيع في قانون المدني ‪،‬ط‪ ،4‬عالم الكتب القاهرة ‪ 1980،‬ص‪.12‬‬ ‫‪))3‬‬

‫‪3‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫يتن افى م ع طبيع ة العق د (ال بيع) أن ينص في العق د على أن يبقى الب ائع مالك ا وان ال تنتق ل الملكي ة إلى‬
‫المشتري‪.‬‬

‫فمن مكن البائع المشتري من حيازة المبيع حيازة أصلية هادئة‪ ،‬فقد وفي بالتزاماته الناشئة من‬
‫البيع ولم يكن المشتري أن يطالبه بنقل الملكية أو بأي شيء أخر مادام لم يتعرض له في حيازته إال إذا‬
‫(‪)1‬‬
‫كان قد اتفق في العقد صراحة على التزام بنقل الملكية إلى المشتري‪.‬‬

‫وبي ان بعض تعريف اتهم ال تي ذهب وا إليه ا فيم ا يلي‪ :‬ع َّرف ابن قدام ة الحنبلي ال بيع بأن ه‪ :‬مبادل ة‬
‫بأن ه‪ :‬عقد معاوضة على غير منفعة وال‬ ‫عرفه ابن عرفة من فقهاء المالكية ّ‬ ‫المال بالمال تمليكاً وتملكاً‪َّ .‬‬
‫وجه مخصوص‪ ،‬وقيل بل هو‬ ‫مال بمال على ٍ‬
‫بأنه‪ :‬مقابلة ٍ‬‫عرفه فقهاء المذهب الشافعي ّ‬ ‫متعة ولذة‪ .‬كما ّ‬
‫مالي ة تُفيد تملُّك العين أو المنفعة التي جرى عليها عقد البيع ملك اً على التّأبيد‬ ‫ٍ‬
‫معاوضة ّ‬ ‫عندهم ّأنه‪ :‬عقد‬
‫الهدي ة ونحوه ا لكونه ا ليس ت بيع اً‪ ،‬وخ رج بق ولهم‬
‫ال على وج ه القرب ة‪ ،‬فخ رج بق ولهم (المعاوض ة) ّ‬
‫ال بم ال‪ ،‬وخ رج بقولهم‬‫إن الم راد بالنك اح أس مى من كون ه مبادل ة م ٍ‬
‫النك اح وم ا ش ابهه‪ ،‬حيث ّ‬
‫(المالي ة) ّ‬
‫ّ‬
‫إن اإلجارة ال تكون على ملك المنافع ال ملك األعيان‪،‬‬
‫(تملك العين) اإلجارة وما جرى مجراها‪ ،‬حيث ّ‬
‫إن المراد بهما‬
‫كما خرج بالتّأبيد اإلجارة أيضاً‪ ،‬وخرج بقولهم (ال على وجه القربة) القرض والهبة‪ ،‬إذ ّ‬
‫وعرفه فقه اء‬
‫الس لع ال الوص ول إلى األج ر أو الثواب‪ّ .‬‬
‫فيقصد منه تبادل ِّ‬
‫األجر المطلق أما عقد البيع ُ‬
‫بأنه‪ :‬مبادلة مال ‪-‬ولو في ال ّذ ّم ة‪ -‬أو منفعة مباحة بمثل أحدهما على التّأبيد غير الربا‬
‫المذهب الحنبلي ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫والقرض‪.‬‬

‫حكم البيع في الشريعة اإلسالمية هو التمليك والتملك وهو المقصود من عقد البيع‪:‬‬

‫امتالك الثمن وهو الوسيلة إليه‪.‬‬

‫وقد عرف فقهاء الشريعة البيع بأنه مبادلة مال بمال ولم يفرق بين البيع والمقايضة بل اعتبروا‬
‫العقدين بيعا‪ ،‬بان إما أن يكون ثمنا وسمي صرفا أو عينا بعين وسمي المقايضة أو عين بثمن وسمي‬
‫بيعا مطلقا‬
‫ولم ا ك ان حكم ال بيع في الش ريعة هو التملي ك‪ ،‬واشتراط رج ال الفق ه لنف اذ ال بيع أن (يكون البائع‬
‫مالكا للمبيع وأوقفوا بيع ملك الغير على إجازة المالك‪.‬‬
‫سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫محمد صبري السعيد‪ ،‬الواضح في الشرح القانون المدني‪ ،‬عقد البيع والمقايضة‪ : ‬دراسة مقارنة دار الهدى الجزائر‬ ‫‪))2‬‬

‫‪ 2012‬ص ‪21‬‬
‫‪4‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫بل لقد ذهب البعض من الفقهاء الشرع اإلسالم إلى أن البيع ما ليس مملوكا للبائع ال ينعقد وحتى دليل‬
‫(‪)1‬‬
‫قوله عز وجلﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ‬
‫ثانيا‪ :‬في العهد الفرنسي القديم‬
‫انتقلت فك رة ال بيع ه ذه من الق انون الروم اني إلى الق انون الفرنس ي الق ديم غ ير ان ه الفرنس يين لم‬
‫يستقوا األساليب التي كان يمكن بها نقل الملكية بعد العقد إال أسلوب التسليم‪.‬‬
‫فكانوا يعتبرون أن االلتزام بالتسليم هو االلتزام الرئيس في عقد البيع‪ ،‬ولكنه متى تم تنفيذه ترتب عليه‬
‫انتقال الملكية إلى المشتري كان يعتبر وفاء بااللتزام بالتسليم وفي الوقت ذاته إجراء ناقال للملكية إلى‬
‫المشتري‪ ،‬بحيث ال يكون المشتري بعد نسلمه المبيع أن يطالب البائع بشيء مادام لم يتعرض له أحد‪،‬‬
‫له كان البائع قد التزم صراحة بتنقل الملكية إليه‪.‬‬
‫على أن العم ل ج رى في ق ف الق ديم على تس هيل انتق ال الملكي ة من الب ائع إلى المش تري‬
‫باختزال إجراء التسليم الذي كان يترتب عليه هذا االنتقال بوجوه شتى انتهت به إلى أن يصير تسليما‬
‫صوريا وذلك بان يستعاض في نقل الملكية – عن التسليم الفعلي بمجرد النص في العقد على أن البائع‬
‫قد تخلى عن البيع وأن المشتري قد تسلمه‪.‬‬
‫وقد الحظ واضعو القانون المدني الفرنسي أن هذا النص قد شاع إدراجه في جميع عقود البيع‬
‫حتى صار شرطا مألوفا ال يخلو منه عقد وبالتالي أن انتقال الملكية بمجرد انعقاد البيع‪.‬‬
‫ف راو إق رار ه ذه النتيج ة ال تي اتجهت إليه ا رغبة المتع املين جميع ا واالس تغناء عن الوس يلة‬
‫(‪)2‬‬
‫القديمة التي اعتمدها المتعاقدون إال وهي النص في العقد على حصول التحلية والتسليم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫خصائص عقد البيع‬
‫يقال عادة في بيان خصائص عقد البيع أنه عقد رضائي ماعدا الحاالت التي يشترط فيها‬
‫القانون شكلية معينة وملزم لجانبين‪ ،‬وأنه يتم معاوضة وتنقل الملكية أو ينشأ على األقل التزاما بنقلها‪،‬‬
‫وأن ه من أعم ال التص رف والواق ع أن أغلب ه ذه الخص ائص عام ة تنطب ق على ع دد كب ير في العق ود‬
‫الحديث ة مث ل عق د الص لح والت أمين واإليج ار‪ ،‬وعق د ال بيع ه و من العق ود المح ددة ال تي يع رف فيه ا ك ل‬
‫طرف عند التعاقد مقدار ما يعطي مقدار ما يأخذ دون أن يأخذ تحديد ذلك إال واقعة مستقبلية إال أنه ال‬
‫تمنع الكثير من القوانين تحول عقد البيع‪ ،‬من عقد محدد إلى عقد إحتمالي يتمثل في إيراد مرتب مدى‬

‫اآلية ‪ 275‬من سورة البقرة ((و احل اهلل البيع وحرم الربا))‪.‬‬ ‫‪))1‬‬

‫عبد الرزاق السنهوري الوسيط في القانون المدني الجزء الرابع القاهرة ‪ 2007-‬ص ‪.13‬‬ ‫‪))2‬‬

‫‪5‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫حي اة الب ائع وي ترتب على ك ون عق د ال بيع من العق ود المح ددة ج واز الطعن في ه ب الغبن‪ ،‬دون العق ود‬
‫االحتمالية ألن الغرر ينفي الغبن‪ ،‬أما الخاصيتين األساسيتين التي نميز بهما عقد البيع أنه ناقل للملكية‬
‫أو منشأ لإللتزام بنقلها وذلك مقابل ثمن نقدي يلتزم به المشتري ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الخصائص العامة لعقد البيع‬


‫‪ .1‬عقد البيع عقد رضائي‬
‫التي يكفي فيها ارتباط القبول بااليجاب (توافق اإلرادتين) حتى ينشأ العقد‪ ،‬وال يستلزم القانون‬
‫ش رط آخر لقيام ه فيكفي أن يق وم الطرف ان ب التعبير عن إرادتهما تعب يرا ص ريحا أو ض منيا ح تى يق وم‬
‫العقد‪.‬‬
‫ويس تثنى من ه ذا ذل ك ال بيوع العقاري ة على العق ارات ال تي تمت فيه ا التس وية حيث يعت بر عق د‬
‫إش كاليا ال ينعق د إال بتس جيله في الس جل الخ اص ب دائرة تس جيل األراض ي ال تي يق ع فيه ا العق ار ض من‬
‫دائ رة اختصاص ها‪ ،‬وبالت الي الش كلية وهي الكتاب ة لكن النعق اد في ه وليس ت وس يلة إلثب ات ـ إذ لم ت راع‬
‫(‪)1‬‬
‫الشكلية كان العقد باطال‪.‬‬
‫كما يستثنى البيوع المنصوص عليها بنصوص خاصة ولو كانت متقولة فعلى سبيل المثال إن كل اتفاق‬
‫بعوض أو بغير عوض وكل عمل غايته إنشاء أو فراغ أو إسقاط حق عيني مترتب على سفينة مسجلة‬
‫ال يكون له مفعول حتى يبين المتعاقدين إال بعد تسجيله ونقل ملكية المركبة يكون باطال إذا لم يتم في‬
‫(‪)2‬‬
‫إدارة الترخيص عقد بيع المركبة عقد شكلي يستلزم فيه التسجيل‪.‬‬
‫‪ .2‬عقد البيع عقد معاوضة‬
‫عقد المعاوضة هو العقد الذي يحصل فيه كل من المتعاقدين على مقابل لما يقدمه‪ ،‬والبيع من‬
‫العق ود هات ه‪ ،‬فالب ائع يق دم الم بيع ويحص ل على مقاب ل ل ه وه و الثمن‪ ،‬كم ا أن المش تري يق دم الثمن‬
‫ويحصل على مقابل له وهو المبيع‪.‬‬
‫عق د المعاوض ة أما أن يك ون مح دد القيم ة أو احتم الي والمح دد وه و ال ذي ينشأ عن ه في ذم ة‬
‫العاقدين التزامات محددة القيمة بحيث يمكن ألي منها أن يحدد عند إنشاء العقد مقدار ما يأخذ ومقدار‬
‫ما يعطي كبيع سيارة بألفي دينار‪ ،‬والعقد االحتمالي وهو العقد الذي يتوقف التزامات أحد أطرافه في‬

‫محمد يوسف الزعبي – العقود المسماة "شرح عقد البيع في ق ‪.‬م " الجزء األول‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان ‪ ،2006‬ص‬ ‫‪))1‬‬

‫ص ‪.20-19‬‬
‫محمد يوسف الزغبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪))2‬‬

‫‪6‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫وجوده ا وق درها على حادث ة غ ير محقق ة الوق وع‪ ،‬او وقت وقعه ا غ ير مع روف بحيث ال يمكن ل ه أن‬
‫يحدد عند إبرام االتفاق مقدار الكسب او الخسارة التي تلحق كعقد التأمين‪.‬‬
‫عقد البيع يعد من العقود محددة القيمة الن كل من المتعاقدين يستطيع أن يحدد عند إبرام العقد مقدار‬
‫(‪)1‬‬
‫ما يأخذ ومقدار ما يعطي‪.‬‬
‫‪ .3‬البيع محدد القيمة‬
‫يقصد بكون عقد البيع عقد محدد القيمة أن المتابعين يستطيع كل منهما عندما يتفقان على إنشاء‬
‫العقد أن يحدد مقدار ما سيبدل من ثمن ومقدار ما سيأخذ من مقابل‪ ،‬فإذا اتفق البائع أن يعطي للمشتري‬
‫ألف ثوب قماش من نوع محدد وصناعة في بلد معين‪ ،‬مقابل مئة دينار لكل ثوب‪ ،‬فهنا يعلم المشتري‬
‫ابن ه سيحص ل على مائ ة ث وب من القم اش المعين باالتف اق‪ ،‬كم ا الب ائع يعلم ان ه مقاب ل ألف قم اش إلى‬
‫(‪)2‬‬
‫أعطاها للمشتري سيحصل على مائة ألف دينار‪.‬‬
‫‪ .4‬عقد البيع عقد ملزم لجانبين‬
‫يع رف العق د المل زم لج انبين بأنه‪ :‬العق د ال ذي ينش ئ التزام ات متقابل ة في ذم ة ك ل طرفي ه‬
‫المتعاقدين‪ ،‬بحيث يصبح كل واحد منهما دائنا من ناحية ومدينا من ناحية أخرى ‪.‬‬
‫فعقد البيع ملزم للجانبين ألنه ينشىء التزامات متقابلة في ذمة لكل من البائع والمشتري‪ ،‬بحيث‬
‫يصبح كل واحد منهما دائنا ومدينا في نفس الوقت‪ ،‬فالبائع ومدين بان يقوم بما هو ضروري من جانبه‬
‫لنقل الملكية إلى المشتري وتسليمه المبيع وضمان التعرض واالستحقاق وضمان العيوب الخفية ودائن‬
‫الثمن‪.‬‬
‫والمش تري م دينا ب دفع الثمن ودائن ا بتس لم الش يء الم بيع وال بيع به ذه الخاص ية يمت از عن بعض‬
‫العق ود وال تي تنشئ التزام ات في ذم ة اح د المتعاق دين دون األخ ر بحيث يك ون اح دهما م دينا غ ير دائن‬
‫واألخر دائنا غير مدينا كهبة بغير عوض والوديعة بدون اجر‬
‫ففي الهب ة يعت بر ع وض نج د ال واهب يل تزم بنق ل ملكي ة الموه وب وتس ليمه ل ه وال يل تزم ه ذا‬
‫األخ ير بش يء وفي الوديع ة يعت بر اج ر يل تزم الودي ع بالمحافظ ة على الوديع ة ورده ا دون أن يل تزم‬
‫المودع بشيء وال يمكن في عقد البيع ألحد المتعاقدين أن يتحلل من االلتزامات بإرادته المنفردة‪ ،‬فيجب‬
‫(‪)3‬‬
‫عليه الوفاء بالتزامه‪ ،‬فان لم يفعل ذلك اجبر على طريق القضاء‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪. 21‬‬ ‫‪))1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪))2‬‬

‫‪ ))3‬عبد الرحمان احمد جمعة الخاللشة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون ‪ ،‬المدني األردني ‪ ،‬عقد البيع ‪ :‬دراسة متقابلة مع الفقه‬
‫اإلسالمي ;الطبعة األولى دار وائل للنشر ‪ 2005 ،‬األردن ‪،‬ص ‪.25‬‬
‫‪7‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬الخصائص الخاصة لعقد البيع‬
‫عقد البيع ينشئ التزاما علي البائع بنقل ملكية شيء أو حق مالي آخر إلى المشتري‪:‬‬
‫ويل تزم الب ائع في عقد ال بيع ب أن ينقل للمش تري ملكية ش يء أو حقا ماليا آخر‪ .‬ف البيع عقد ينشئ ال تزام‬
‫بنقل ملكية شيء أو حق مالي آخر وااللتزام بنقل الملكية يعد أثرا مباشرا لعقد البيع فالعقد بذاته ال ينقل‬
‫الملكية مباش رة وإ نما يتم نقل الملكية بن اء على ال تزام الب ائع بنقلها وه ذا االل تزام يتولد عن عقد ال بيع‬
‫وينشأ ال تزام الب ائع وفقا للقواعد العامة في الق انون الم دني وينفذ ف ورا بمج رد العقد إذا ك ان واردا على‬
‫منقول معين بالذات يملكه الملتزم‪ .‬أما إذا كان االلتزام واردا على منقول معين بالنوع فال تنقل الملكية‬
‫وال ينفذ التزام البائع إال من وقت إفراز الشيء المبيع‪ .‬وإ ذا كان الشيء المبيع عقارا فال تنتقل الملكية‬
‫إال بالتسجيل‪.‬‬
‫وقد نص القانون المدني الفرنسي في الم ادة ‪ 1853‬منه على أن عقد ال بيع بذاته ينقل الملكية من البائع‬
‫إلى المش تري‪ .‬ولم ي رد بالق انون الم دني الفرنسي إش ارة ص ريحة على ال تزام الب ائع بنقل الملكية إلى‬
‫المشتري‪.‬‬
‫وقد تنبه المش رع المص ري إلى ه ذا النقص في التنظيم التش ريعي لل بيع في الق انون المد\ني‬
‫الفرنسي خصوصا وأن هن اك فرقا أساس يا بين الق انون الم دني المص ري وبين الق انون الم دني الفرنسي‬
‫في بيع العقار‪ .‬إذ أن مبدأ انتقال الملكية بمجرد إبرام العقد ينطبق في القانون المدني الفرنسي على بيع‬
‫العق ار وعلى بيع المنق ول‪ .‬ذلك أن التس جيل عند بيع العق ار في ظل نص وص الق انون الم دني الفرنسي‬
‫يعد ش رطا لالحتج اج بانتق ال الملكية في مواجهة الغ ير فحسب‪ .‬أما فيما بين الط رفين المتعاق دين ف إن‬
‫ملكية العقار تنتقل من البائع إلى المشتري بمجرد إبرام العقد وفقا للمبدأ العام‪.‬‬

‫أما في القانون المدني المصري فإن ملكية العقار ال تنتقل إال بالتسجيل سواء فيما بين المتعاقدين‬
‫أو بالنس بة للغ ير‪ .‬وب ذلك تعين النص على ال تزام الب ائع بنقل الملكية‪ .‬إذ لم يعد من ال دقيق أن يق ال أن‬
‫المبدأ في ظل القانون المدني المصري أن عقد البيع ناقل للملكية بمجرد العقد قاصر على بيع المنقول‬
‫(‪)1‬‬
‫المعين بالذات لذلك فإن حقيقة عقد البيع في القانون المدني المصري ليست أنه ناقل للملكية بذاته‪.‬‬
‫‪ .1‬أنه عقد ناقل للملكية‬
‫األصل أن الملكي ة تنتق ل في عق د ال بيع بمج رد التعاق د ول و لم يق ترن ذل ك بالتس ليم وه ذا في الم بيع‬
‫المعين ب ذات‪ ،‬أما الم بيع المعين ب النوع فال تنتق ل ملكيت ه إال ب الفرز‪ ،‬واذا ك ان الم بيع واردا على ش يء‬

‫محمد يوس ف الزغبي العقود المسماة شرح عقد البيع في ق م‪ ،‬ط‪ ، 1‬الج زء األول دار الثقاف ة للنش ر ‪ ،‬األردن ص‬ ‫‪))1‬‬

‫‪.23-22‬‬
‫‪8‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫مس تقبلي فالملكي ة ال تنتق ل إال بوج ود ذل ك الش يء‪ ،‬أما إذا ك ان ال بيع واردا على ت اريخ الش هر‪ ،‬أما ه ذا‬
‫األخ ير يس تجيب أن نف رق بين العق ارات ال تي تمت فيه ا التس وية والعق ارات ال تي لم تتم فيها األولى‪:‬‬
‫ملكي ة العق ارات واألراضي ال تنتق ل إال بالعق د المس توفي لكاف ة أركانه وش روطه واهم ركن في ه وه و‬
‫التس جيل‪ ،‬بحيث أن أي تص رف على ارض تمت فيه ا التس وية خ ارج ال دائرة التس جيل يك ون ب اطال‬
‫المالحظة أن التسجيل وحده غير كاف لنقل الملكية في هذه الحالة فالبد من إجراء الشهر‪.‬‬
‫أما في الثاني ة فالملكي ة تنتق ل ح تى بالعق د ح تى ول و لم يكن مس جل أي تنتق ل بم وجب س ند‪ ،‬لكن‬
‫ه ذا التص رف ال يك ون ناق دا في الب ائع إال إذا نقض ي على تص رف المش تري في الم بيع تص رف فعلي‬
‫لمدة ‪10‬سنوات والبد يكون مستوفي لكافة العناصر الموضوعية هذا العقد‪.‬‬

‫أن مقابله ثمن نقدي‬ ‫‪.2‬‬


‫وهي الخاصية الثانية لعقد البيع أن اإلرادة تتجه فيه أن يكون نقل الحق في مقابل ثمن نقدي‪،‬‬
‫فهو عقد معاوضة الن البائع يحصل على الثمن في المقابل المبيع ويشترط في الثمن أن يكون جدي ال‬
‫(‪)1‬‬
‫صوري آو تافه حتى يعتبر العقد بيعا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫أنواع عقد البيع‬
‫نتطرق في هدا المطلب إلى بعض أنواع البيوع من بينها بيع ملك الغير (الفرع األول)‪ ،‬وبيع الحقوق‬
‫المتنازع فيها (الفرع الثاني)‪ ،‬وبيع التركة (الفرع الثالث)‪ ،‬وبيع في مرض الموت (الفرع الرابع)‬
‫الفرع األول‬
‫بيع ملك الغير‬
‫يقصد ببيع ملك الغير البيع الصادر من غير المالك سواء بعلمه أو بغير علمه‪ ،‬وينصب على‬
‫الش يء الموج ود والمعين بال ذات‪ ،‬ودون أن يك ون موقوف ا‪ ،‬أي أن يك ون المال ك موقوف ا‪ ،‬أي أن المال ك‬
‫الحقيقي ليست له أي عالقة بالبيع المبرم بين البائع والمشتري‪ ،‬فهو الشخص الذي تصرف البائع بش يء‬

‫‪ ))1‬سي يوسف زاهية حورية ‪ ،‬المرجع السابق ص‪.33‬‬


‫‪9‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫ممل وك ل ه‪ ،‬وقد نظم المش رع الجزائ ري األحك ام الخاص ة ب بيع مل ك الغ ير في الم واد ‪397،398،399‬‬
‫من القانون المدني وسنتطرق هنا إلى شروط بيع ملك الغير (أوال) ثم أحكام بيع ملك الغير (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط بيع ملك الغير‬

‫نكون أمام بيع ملك الغير عندما نكون أمام بعض الشروط التي ستلزمها هدا التصرف هي‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون التصرف الملزم بين الطرفين بيع‪.‬‬


‫‪ ‬أال يكون البائع مالكا للمبيع‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون المبيع موجودا ومعينا بالذات يوم إبرام البيع‪ ،‬أي إذا باع شخص شيئا مستقبليا ال يعد بيعا‬
‫لملك الغير ألن المبيع لم يعين بذاته كما يجب ان يكون المبيع معينا بالذات فإذا نصب البيع على‬
‫شيء معين بالنوع (المثليات) فإن المشتري ال يستطيع المطالبة بإبطال البيع على أساس " بيع ملك‬
‫الغير"(‪ )1‬تطبيقا لنص المادة ‪ 686‬من التقنين المدني التي تقرر أن المثليات تعوض بعضها بعضا‬
‫في الوفاء(‪.)2‬‬
‫‪ ‬أال يكون البيع معلقا على شرط واقف وهو أن يكتسب البائع ملكية الشيء المبيع له في عده الحالة‬
‫غير بات (‪.)3‬‬

‫ثانيا‪ :‬أحكام بيع ملك الغير‬


‫يرتب بيع ملك الغير آثار إال تقتصر فقط على أطرافه فحسب‪ ،‬وإ نما تمتد إلى المالك الحقيقي‪.‬‬

‫أحكام بيع ملك الغير بين المتعاقدين‬ ‫‪.1‬‬

‫في هذه الحالة حق للمشتري طلب إبطال بيع ملك الغير أي أنه رغم أن بيع ملك الغير ينعقد‬
‫صحيحا بين أطرافه إال انه كون البائع ال يملك المبيع فإن للمشتري الحق في طلب إبطال البيع حتى‬
‫ولو لم يتعرض له المالك الحقيقي ‪،‬سواء كان المشتري عالما أو جاهال بعدم امتالك البائع للمبيع كما‬
‫يكون له الحق في طلب اإلبطال سواء كان البائع حسن النية أو سيء النية وسواء كان البيع منقوال أو‬

‫‪ 1‬السعدي محمد صبري مرجع سابق ص‪.134‬‬


‫نص المادة ‪ 686‬من األمر ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني مرجع للسابق "األشياء المثلية هي التي تقوم بعضها مقام‬ ‫‪2‬‬

‫بعض عند الوفاء والتي تقدر عادة في التعامل بين الناس بالعدد أو المقياس أو الكيل أو الوزن"‪.‬‬
‫السعدي محمد صبري مرجع سابق ص‪.135‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪10‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫ورغم دل ك إال أن ه هن اك‬ ‫(‪)2‬‬
‫عق ارا‪ ،‬وس واء ش هر العق د أو لم يش هره(‪ )1‬الم ادة ‪ 397‬من الق انون الم دني‬
‫حاالت يسقط فيها حق المشتري في طلب اإلبطال وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬إجازة المشتري للمبيع‬


‫فيجوز للمشتري أن يجيز بيع ملك الغير مادام اإلبطال مقررا لمصلحة وهدا طبقا للقواعد العامة‬
‫م ادام المش تري يتمت ع باألهلي ة القانوني ة وإ رادت ه الس ليمة من عي وب الرضا‪ ،‬ف إذا أج از المش تري ال بيع‬
‫انقلب العق د ص حيحا ورتب التزام ات على ك ل من المتعاق دين‪ ،‬حينئذ يمكن للمش تري المطالب ة بالفس خ‬
‫لعدم التزام البائع بالتزامه نقل الملكية‪ ،‬كما يمكن له كذلك رفع دعوى ضمان المستحقات إذا تعرض له‬
‫المالك الحقيقي واستحق منه البيع(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬إذا آلت ملكية البيع إلى البائع‬
‫حينئذ ينقلب بيع ملك الغير صحيحا كأن يشتري البائع المبيع من مالكه أو يكتسبه بالتقادم‪ ،‬وحينئذ‬
‫يصبح العقد صحيحا منتجا آلثاره (‪.)4‬‬
‫‪ .3‬إقرار المالك الحقيقي للبيع‬
‫إذا اقر المالك الحقيقي البيع فال يمكن التمسك بإبطاله‪ ،‬واإلقرار يصحح العقد ويجعله نافذا في‬
‫ح ق المال ك‪ ،‬فتنتقل الملكي ة من الب ائع إلى المش تري من ت اريخ اإلق رار (‪ ،)5‬وه ذا طبق ا للم ادة ‪ 398‬من‬
‫التقنين المدني (‪.)6‬‬
‫‪ .4‬التقادم‬
‫وتطبق القواعد العامة لعدم وجود نص خاص فتقادم دعوى المشتري في طلب اإلبطال خالل‬
‫خمس سنوات من يوم علم المشتري أو عشر سنوات من يوم انعقاد العقد‪.‬‬

‫‪ 1‬السعدي محمد صبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.137‬‬


‫نص المادة ‪ 397‬من األمر ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬السعدي محمد صبري المرجع السابق ص‪.141‬‬


‫‪ 4‬المرجع نفسه ص‪.140‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.140‬‬ ‫‪5‬‬

‫نص المادة ‪ 398‬من األمر ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني مرجع للسابق «إذا أقر المالك البيع سرى مفعوله عليه‬ ‫‪6‬‬

‫وصار ناجزا في حق المشتري‪ ،‬وكذلك يعتبر البيع صحيحا في حق المشتري إذا اكتسب البائع ملكية المبيع بعد انعقاد‬
‫البيع»‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫إال أن حق المشتري ال يقتصر على طلب اإلبطال‪ ،‬وإ نما يتعداه إلى طلب التعويض واالستفادة‬
‫طبقا‬ ‫(‪)1‬‬
‫من هذا التعويض البد من أن يكون قد حكم له بإبطال البيع‪ ،‬وأن يكون المشتري حسن النية‬
‫للمادة ‪ 399‬من قانون المدني (‪.)2‬‬
‫حكم بيع ملك الغير بالنسبة للمالك الحقيقي‬ ‫‪.2‬‬
‫إذا أق ر المال ك األص لي ال بيع أمكن االحتج اج بالعق د في مواجه ة المال ك الحقيقي فتنتق ل الملكي ة من‬
‫وقت اإلق رار ك ان للمال ك الحقيقي أن يق ر ال بيع فيتجاهل ه ويتص رف في الم بيع كيفم ا يش اء‪ ،‬فال يس ري‬
‫البيع حقه حتى ولو لم يحكم بإبطاله ولكن من الناحية األخرى ليس له حق المطالبة بإبطال البيع ألنه‬
‫ليس طرف ا‪ ،‬وإ نم ا يرف ع دع وى اس تحقاق الس ترداد الم بيع من ي د المش تري‪ ،‬ومطالبته المش تري أيض ا‬
‫بالتعويض‪ ،‬إذا كان المشتري سيء النية‪.‬‬

‫إال أن المشتري قد يمتلك المبيع وليس بعقد البيع وإ نما بالحيازة إذا كان المبيع منقوال مع حسن‬
‫الني ة ويكتسب العق ار بالتق ادم القص ير ومدت ه ‪ 10‬س نوات أما الحي ازة بس وء ني ة فتك ون س ببا في كس ب‬
‫ملكية العقار والمنقول بالتقادم الطويل ‪15‬سنة فإذا ما اكتسب المشتري المبيع بالحيازة أو التقادم فليس‬
‫للمال ك األص لي إال أن يرج ع على الب ائع ب دعوى المس ؤولية التقص يرية إذا ك ان الب ائع س يء الني ة‪ ،‬أو‬
‫بدعوى اإلثراء بال سبب(‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫بيع الحقوق المتنازع فيها‬
‫يتقيد المشرع البيع في شيء محتمل الوجود كما في بيع الحق المتنازع فيه ‪،‬والحق المتنازع‬
‫في ه هو الحق ال ذي رفعت بش أنه دعوى أو كان مح ل نزاع جدي وجوهري وهو ح ق يمكن أن يكون‬
‫محال لل بيع إذا ك ان األط راف ق د تص رفوا وهم ع المون ب ذلك فيك ون ل ه ص فة ال بيع االحتم الي ك ون أن‬
‫الحائز يحل محل البائع في الدعوى ويتحمل نتائجها ‪،‬لذلك عادة ما يباع هدا الحق بأقل من ثمنه فهنا‬
‫يثبت الحق للبائع فيثبت للمشتري كخلف له وإ ما أال يثبت فالبائع ال يتضمن للمشتري وجود هدا الحق‬
‫ل ذلك أج از الق انون للمتن ازل ه ده أن يس ترد من المش تري ه ذا الم بيع بش رط أن ي رد ثمن ه الحقيقي‬

‫‪ 1‬السعدي محمد صبري مرجع سابق ص‪.140‬‬


‫نص الم ادة ‪ 399‬من األم ر ‪ 58-75‬المتض من الق انون الم دني مرج ع للس ابق «إذا أبط ل ال بيع في ص الح المش تري‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بمقتضى حكم وكان المشتري يجهل أن البائع كان ال يملك المبيع فله أن يطلب بالتعويض ولو كان البائع حسن النية»‪.‬‬
‫‪ 3‬السعدي محمد صبري المرجع السابق ص‪.142‬‬
‫‪12‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫والمص اريف الواجب ة للمش تري وس نتطرق هن ا إلى بي ع الحق وق المتن ازع فيه ا بين األش خاص (أوال) ثم‬
‫شروط استرداد الحق المتنازع ففيه (ثانيا) ثم آثار استرداد الحقوق المتنازع فيها (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بيع الحقوق المتنازع فيها بين األشخاص‬

‫وهنا أقرت المادة ‪ 402‬من القانون المدني عدم جواز شراء الحقوق المتنازع فيها من رجال‬
‫القض اء حيث تنص «ال يج وز للقض اة وال للم دافعين القض ائيين وال للمح امين وال للم وثقين وال لكت اب‬
‫الضبط أن يشتروا بأنفسهم مباشرة وال بواسطة اسم مستعار الحق المتنازع فيه كله أو بعضه إذا كان‬
‫النظ ر في ال نزاع ي دخل في اختص اص المحكم ة ال تي يباش رون أعم الهم في دائرته ا وإ ال ك ان ال بيع‬
‫باطال»‬

‫كم ا ال يجوز لهم أيض ا أن يتع املوا م ع م وكليهم في الحقوق المتنازع فيه ا وه ذا ما أقرت ه الم ادة ‪403‬‬
‫بقوله ا «ال يج وز للمح امين وللم دافعين القض ائيين أن يتع املوا م ع م وكليهم في الحق وق المتن ازع فيه ا‬
‫س واء ك ان التعام ل بأس مائهم أو بأس ماء مس تعارة إذا ك انوا هم الل ذين تولوا ال دفاع عنه ا وأال ك انت‬
‫المعاملة باطلة»‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط استرداد الحق المتنازع فيه‬


‫ق د يك ون الح ق المتن ازع علي ه حق ا شخص يا أو عيني ا أو ذهني ا فالق انون الم دني لم ينص على‬
‫أنواع الحقوق المتنازع فيها واكتفى فقط بتقديم تعويض لها فيشترط حتى يجوز استرداد هده الحقوق ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون الحق المسترد متنازع فيه‪ ،‬ويجب أن يقوم النزاع في موضوع الحق‪ ،‬أي متعلقا بوجوده‬
‫أو انقضائه وما إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا مس إجراءات شكلية فال يعتبر الحق متنازع فيه‪ ،‬كما يكفي الحق متنازع فيه مادام لم يصدر‬
‫حكم نهائي فقد حسم النزاع في الحق وال يجوز فيه االسترداد‪.‬‬
‫‪ ‬كم ا يش ترط أن يك ون الح ق متن ازع في ه وقت التن ازل أي وقت ال بيع باإلض افة إلى ش رط أن يك ون‬
‫للمتنازل صفة المدعي‪ ،‬والمتنازل هده صفة المدعي عليه‪.‬‬
‫‪ ‬كما يشترط أيضا أن يكون التنازل بمقابل نقدي ألن البيع يتحمل معه قيام فكرة المضاربة في حين‬
‫أنه إذا تم التن ازل دون عوض فال يتصور وقوع المضاربة‪ ،‬كما يجوز االس ترداد إذا كان التن ازل‬
‫مقايضة(‪.)1‬‬

‫‪ 1‬السنهوري عبد الرزاق أحمد ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.197‬‬


‫‪13‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫ثالثا‪ :‬آثار استرداد الحقوق المتنازع فيها‬
‫نميز بين ثالث عالقات‬
‫‪ .1‬في العالقة بين المتنازل ضده والمتنازل له‬
‫إذا كان المتنازل قد فقد المتنازع فيه بفعل البيع فإن المتنازل له يفقده بفعل االسترداد دون أن‬
‫يعت بر ذل ك ش راء جدي دا من قب ل المتن ازل ض ده‪ ،‬فيك ون لالس ترداد أث ر رجعي يع ود إلى ي وم التن ازل‬
‫فيترتب على ذلك سقوط التصرفات الخاصة بالحق المتنازع فيه والتي يقوم بها المتنازل له في الفترة‬
‫بين التنازل واالسترداد(‪.)1‬‬

‫‪ .2‬العالقة بين المتنازل له والمتنازل‬

‫يبقى االسترداد في هده العالقة دون أي أثر إذ يبقى عقد البيع قائما بينهما‪ ،‬وعليه فإذا يتم دفع‬
‫ثمن البيع وقتت االسترداد يبقى المتنازل دائنا للمتنازل له‪.‬‬

‫‪ .3‬العالقة بين المتنازل والمتنازل ضده‬

‫إذا ك ان المتن ازل دائن ا بثمن الم بيع للمتن ازل هلل والمتن ازل ض ده م دين بثمن االس ترداد في‬
‫مواجهة المتنازل له‪ ،‬فيمكن بالتالي للمتنازل مطالبة المتنازل ضده بدفع الثمن عن طريق الدعوى غير‬
‫مباشرة(‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫بيع التركة‬
‫تنص الم ادة ‪ 404‬من الق انون الم دني الجزائ ري على أنه «من ب اع ترك ة دون أن يفص ل‬
‫مشتمالتها‪ ،‬ال يضمن إال صفته كوارث ما لم يقع اتفاق يخالف ذلك»‪ .‬من هذه المادة يتضح لنا أنه ليس‬
‫المقصود من بيع التركة أن يبيع شخص مجرد حق احتمالي في التركة بل هو بيع أحد الورثة لنصيبه‬
‫الذي آل إليه بطريق الميراث كله أو جزء منه جزافيا دون تفصيل لمشتمالت نصيبه بثمن مقدر جملة‬
‫واحدة دون أن يحدد ثمن كل مال من األموال التي يشتمل عليها وسنتطرق في هذا الفرع إلى إجراءات‬
‫بيع التركة (أوال) ثم اآلثار المترتبة عن بيع التركة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات بيع التركة‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.195‬‬


‫السنهوري عبد الرزاق أحمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫تنص المادة ‪ 405‬من القانون المدني «إدا بيعت تركة فال يسري البيع في حق الغير إال إذا قام‬
‫المشتري باإلجراءات الواجبة لنقل كل حق اشتملت عليه التركة‪ ،‬فإذا نص القانون على إجراءات لنقل‬
‫الحقوق المذكورة بين المتعاقدين وجب أيضا أن تتم هذه اإلجراءات»‪.‬‬

‫يتضح لنا من هده المادة أن بيع التركة من إنها كالبيع العادي أن ينقل الملكية لما تشمل عملية التركة‬
‫من عقارات وديون إلى المشتري‪.‬‬

‫‪ .1‬إجراءات خاصة بالعقارات‬

‫إذا ك انت الترك ة عق ارا ف إن نق ل ملكيته ا يقتض ي اتخ اذ إج راءات التس جيل لنق ل ملكيته ا بين المتعاق دين‬
‫وبالنسبة للغير(‪.)1‬‬

‫‪ .2‬حوالة الديون أو الحقوق إلى مشتري التركة‬

‫إذا ك انت الترك ة دي ون فيجب أن يعلن م دينوها بحوال ة ه ذه ال ديون ح تى تك ون ناف ذة في حقهم‬
‫وإ ذا كانت التركة مدينة فيجب أن يقر دائنوها هذه الحوالة حتى تكون نافذة قبلهم‪ ،‬وعلى النحو الواجب‬
‫وبهذا تقرر المادة ‪ 252‬من القانون المدني على انه «ال تكون الحوالة نافدة فيحق‬ ‫(‪)2‬‬
‫في حوالة الدين‬
‫الدائن إال إذا أقرها»‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار بيع التركة بين المتعاقدين‬


‫وهنا نميز بين التزامات البائع والمشتري‪.‬‬
‫‪ .1‬التزامات البائع وفقا لبيع التركة‬
‫يلتزم الوارث البائع بتسليم المشتري التركة وما يدخل فيها من عقارات ومنقوالت كما يلتزم‬
‫بتسليم جميع ما قبضه من غلة أو إيراد المبيع‪.‬‬

‫وإ ذا ك ان الب ائع ق د تص رف بأح د أعي ان الترك ة قب ل التص رف بجه ة كامل ة أو ج زء منه ا ف إن‬
‫الوارث البائع يلتزم برد الثمن للمشتري بعد بيع الحصة له (‪ .)3‬و تنص المادة ‪ 406‬من القانون المدني‬
‫على أنه «إذا كان البائع قد استوفى مال التركة من ديون أو باع شيء منها وجب أن يرد للمشتري ما‬
‫قبضه‪ ،‬ما لم يكن قد اشترط صراحة عدم الرد وقت انعقاد البيع»‪.‬‬

‫ق دادة خلي ل أحم د حس ن‪ ،‬الوج يز في ش رح الق انون الم دني‪ ،‬عقد ال بيع‪ ،‬الج زء الراب ع دي وان المطبوع ات الجامعي ة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر ‪ ،2005‬ص‪.240‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.240‬‬ ‫‪2‬‬

‫قدادة خليل أحمد حسن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.241‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪15‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫الوارث البائع يلتزم ذلك بتسليم محتويات التركة وبالحالة التي كانت عليها وإ ذا زادت قيمتها‬
‫من وقت افتتاح التركة حتى ولو كانت هذه الزيادة ترجع إلى فعل الوارث البائع فال يجوز له أن يطالب‬
‫المش تري بقيم ة الزي ادة على أس اس أن ه ذه الزي ادة في الغ الب م ا تك ون موض ع اعتب ار عن د تحدي د‬
‫الثمن(‪.)1‬‬

‫نظرا ألن المبيع ليس أمواال معينة بالذات وإ نما يبيع الوارث الحصة التي آلت إليه من مورثه‬
‫دون تحديد مشتمالته فهو بيع تركته بكل ما اشتملت عليه حقوق وديون بعابرة أخرى يبيع مجموعا من‬
‫الم ال ال تنفص ل في ه مفردات ه‪ ،‬ومن ثم ال يض من مالءة م ديني الترك ة أو اس تحقاق بعض أعيانه ا للغ ير‬
‫لكن إذا ت بين أن ال وارث الب ائع ليس وارث ا ف إن ف ان للمش تري الرج وع على الب ائع بض مان االس تحقاق‬
‫للمطالبة بالتعويض أو الجزئي وفقا لما سبق ذكره ‪،‬ويرى السنهوري أن الوارث البائع يكون مرتكب‬
‫للغش إذا ك ان يعلم وقت ال بيع أن ه ليس ب وارث فيجب علي ه رد الثمن إض افة إلى التع ويض ح تى ول و‬
‫اشترط عدم الضمان ‪،‬فالتزام الوارث البائع بالضمان يختلف عن التزام البائع على وجود التركة وثب وت‬
‫صفته كوارث وأن نصيبه في التركة هو النصيب الذكور في العقد والذي كان محله البيع(‪.)2‬‬

‫وه ذا م ا تق رره الم ادة ‪ 404‬من الق انون الم دني «من بالترك ة دون أن يفص ل في مش تمالتها ‪،‬ال‬
‫يضمن إال صفته كوارث ما لم يقع اتفاق يخالف ذلك»‪.‬‬

‫‪ .2‬التزامات المشتري وفقا لبيع التركة‬

‫يلزم المش تري وفق ا ألحك ام بي ع الشركة ب الثمن المتفق علي ه للوارث وك ذلك المصروفات التي‬
‫يكون الوارث البائع قد أنفقها على التركة وبهذا يتساوى المشتري في هذا النوع من البيع بالمشتري في‬
‫عقد البيع العادي‪،‬على المشتري كذلك أن يدفع كل ما يدفعه الوارث من تكاليف التركة ‪،‬كمشاركته في‬
‫تجهيز المورث عند الوفاة ‪.‬‬
‫وم ا يك ون ق د دفع ه من ض رائب ألن ه ذه التك اليف تعت بر ض من العناص ر األساس ية للترك ة‬
‫باعتبارها مجموعة من المال كما ذكرنا‪ ،‬أما بالنسبة لديون التركة المدنية بها فالمشتري ال يلتزم بها‬
‫والعلة في ذلك ترجع إلى أن الوارث نفسه ال يلتزم بها وذلك وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية والتي‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.242-241‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬قدادة خليل أحمد حسن‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪243-242‬‬
‫‪16‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫تقر بأن ال تركة بعد سداد ديون الغير والغير بالنسبة لبيع التركة ثالثة أنواع هو الورثة الباقون في‬
‫التركة ودائنو التركة ومدينوها والخلف الخاص للوارث البائع(‪.)1‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫بيع مرض الموت‬
‫مرض الموت هو المرض الذي يصيب اإلنسان ويؤدي إلى حدوث خلل في الوظائف الحيوية‬
‫ألجه زة الجس م تنتهي ب ه الوف اة ‪،‬ويع رف م رض الم وت في اص طالح الفق ه اإلس المي بأن ه « الم رض‬
‫ال ذي يفض ي إلى الم وت غالب ا ويعقب ه الم وت فعال »نص علي ه المش روع في الم وت ‪ 409-408‬من‬
‫التقنين المدني وسنتناول في دراسة بيع مرض الموت شروط تحقق مرض الموت(أوال) ثم آثار البيع‬
‫في مرض الموت (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط تحقق مرض الموت‬
‫‪ .1‬أن يعجز المريض عن متابعة أعماله المعتادة‬
‫وتوق ف الم ريض عن متابع ة أعمال ه العادي ة المألوف ة ال تي يس تطيع األص حاء مباش رتها ال يع ني‬
‫بالضرورة أن يلزم فراشه فقد ال يلزمه ذلك ‪،‬ويبقى مع ذلك عاجزا عن قضاء مصالحه وليست بسبب‬
‫المرض وفي هذه الحالة ال يعد مرض الموت ‪،‬كأن يكون ممن يمارس حرفة شاقة ولم يعد قادرا على‬
‫القيام بها بسبب تقدم السن (‪.)2‬‬
‫‪ .2‬أن يغلب في هذا المرض الهالك‬
‫وه ذا الش رط يع د ش رطا أساس يا يمكن االس تناد علي ه في اعتب ار مص ابا بم رض الم وت ‪،‬ويع ود‬
‫تقديره إلى األطباء ‪،‬كأن يصاب بمرض السرطان أو االيدز أو غيرها من األمراض التي يرجع معها‬
‫الوفاة‪ ،‬أما إذا أصاب اإلنسان مرض ال يغلب فيها الهالك ‪،‬ثم توقي بسببه ‪،‬فال يعود هذا اإلنسان مصابا‬
‫بمرض الموت(‪.)3‬‬
‫‪ .3‬أن يموت المريض وهو في الحالة التي يغلب فيها الهالك قبل سنة من تاريخ المرض‬
‫فإذا امتد مرضه وهو على حالة واحدة دون ازدياد سنة أو أكثر تكون تصرفات الصحيح (‪.)4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أثار البيع في مرض الموت‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬قدادة خليل أحمد حسن‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪243-242‬‬
‫‪ 2‬العبودي عباس ‪،‬شرح أحكام العقود المسماة في القانون المدني ‪ :‬البيع واإليجار الجزء األول الطبعة األولى ‪،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع األردن ‪، 2009‬ص ‪.211‬‬
‫‪ 3‬العبودي العباس‪ ،‬مرجع سابق ص‪.211‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪17‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫راعى المشرع الحالة النفسية التي يكون فيها اإلنسان متى كان مريضا مرض الموت‪ ،‬فقرر‬
‫تبديل الوصف واألثر القانوني لتصرفات هذا اإلنسان سواء أكان هذا التصرف بيعا أم هبة أم غير ذلك‬
‫فعلى الرغم من أن المشرع لم يفرق بين أن يكون التبرع لوارث أو غير وارث كقاعدة عامة ‪،‬إال أنه‬
‫أورد أحكام ا خاص ة بم رض الم وت فيما إذا ك ان ال بيع ألح د الورث ة أو ال بيع ألجن بي وذل ك حس ب‬
‫التفصيل التالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬البيع لوارث‬

‫نص ت الفق رة األولى من الم ادة ‪ 408‬من الق انون الم دني « إذا ب اع الم ريض م ريض الم وت‬
‫ل وراث ف إن ال بيع ال يك ون ن اجزا إال إذا أق ره ب اقي الورث ة»‪ ،‬أي أن تص رف الم ريض م ريض الم وت‬
‫يكون صحيحا ‪،‬غير أنه موقوف النفاذ على إجازة الورثة فبعد وفاة البائع (المورث) ننشأ لورثة الخيار‬
‫بين إج ازة ه ذا التص رف أو رفض ه ف إن أج ازوه أص بح ناف دا في حقهم من وقت إبرام ه وإ ن رفض وه‬
‫يكون باطال من الوقت ذاته أيضا‪ ،‬و يستوي في ذلك أن يكون البيع بثمن المثل أو بغيره نظرا لعموم‬
‫النص ‪،‬والحكمة من تقييد حق المريض مريض الموت إلى الخشية من أن قوم بالتصرف بأمواله قاصدا‬
‫إيذاء الورثة أو محاباة أحدهم على غيره(‪.)1‬‬

‫‪ .2‬البيع ألجنبي‬

‫يقصد ب البيع ب األجنبي كالش خص ال يع د من الورث ة‪ ،‬وس ماه المش رع حس ب نص الم ادة ‪408‬‬
‫الفقرة الثانية حيث نصت على « أما إذا تم البيع للغير في نفس الظروف فإنه يعتبر غير مصادق عليه‬
‫ومن أجل ذلك يكون قابل لإلبطال»‪.‬‬

‫وم ا يالح ظ من ه ذا النص أن ه يتم يز ب اللبس والغم وض ‪،‬ومن أس باب ذال ك اختالف النص‬
‫العربي من النسخة الفرنسية في أساس الجزاء فالنص العربي يعتبر التصرف غير مصادق عليه من‬
‫أجل ذلك يكون قابل لإلبطال ‪،‬بينما النسخة الفرنسية تنص *يفترض أن البيع تم بدون رضاء صحيح»‬
‫فطبقا للنص العربي يكون أساس القابلية لإلبطال هو أن البيع غير مصادق عليه وهذا مصطلح غريب‬
‫على أحكام القانون المدني ‪،‬أما النص الفرنسي فإنه يعتبر أن األساس هو عيب شاب الرضا بالرغم من‬
‫الث ابت قانون ا أن اإلبط ال يك ون إم ا لقص ر أو لغل ط ‪،‬إك راه ت دليس أو اس تغالل وه و م اال يت وفر عن د‬
‫المريض مرض الموت(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪213‬‬
‫‪ 2‬العبودي العباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪18‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‬
‫تمييز عقد البيع عن التصرفات المشابهة‬
‫الفرع األول‬
‫تميز عقد البيع عن بعض التصرفات القانونية الناقلة للملكية‬
‫عقد البيع هو عقد ناقل للملكية يكون عقد متصف بالرضائية والمعاوض ة ويقوم على فكرة أن يعطي‬
‫الب ائع شيئا أو حق مالي ا مقابل أن يدفع المشتري الثمن وهو ملزم للجانبين وهنا سنتطرق إلى تميز‬
‫بين ه وبين بعض التص رفات الناقل ة للملكي ة كت الي ب الترتيب (أوال)تم يز عق د ال بيع عن عق د الهب ة‬
‫(ثانيا)تميز عقد البيع عن الوصية (ثالثا )تميز عقد البيع عن المقايضة (رابعا)تميز عقد البيع عن الوفاء‬
‫بمقابل ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تميز عقد البيع عن عقد الهبة‬
‫عق د الهب ة ه وداك العق د ال ذي تط رق ل ه المش رع في األمر ‪ 11-84‬في نص الم ادة ‪ 202‬وعرف ه‬
‫(‪)1‬‬
‫المشرع الجزائري (الهبة تمليك بال عوض)‬
‫س نحاول من خالل دراس تنا إي اه تم يزه عن عق د ال بيع وكي ف يمكن أن يت داخل مع ه ودال ك أيض ا م ع‬
‫مراعاة تعريف المشرع لعقد البيع الوارد في االمر ‪ 58-75‬في مادته ‪ 351‬الذي نصفيه (البيع عقد‬
‫يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حقا ماليا أخر في مقابل ثمن نقدي )‪.‬‬

‫ونتطرق تتابعا للتالي (‪)1‬فروق خاصية العقدين (‪ )2‬الهبة بعوض (‪)3‬الصورية بالتستر‬

‫‪ .1‬الفرق بين خصائص العقدين‬


‫عقد البيع يقوم على فكرة المعاوضة مراعاة لنص المادة ‪ 58‬من القانون المدني فيكون مقابل الحصول‬
‫على الش يء أو الح ق الم الي ي دفع مبل غ م الي يق در نق د‪ .‬والهب ة من العق ود التبرعي ة ال تي تك ون دون‬
‫ع وض أو مقاب ل وعق د ال بيع مل زم للج انبين والهب ة مل زم للج انب واح د ويك ون الق ول ان ه ليس تص رف‬
‫بإرادة منفرد بل يشترط تبادل اإليجاب والقبول وأيضا وجود النية التبرعية المنعدمة في عقد البيع‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫الم ادة ‪ 202‬من االم ر رقم ‪ 11-84‬الم ؤرخ في رمض ان ع ام ‪ 1404‬المواف ق ‪9‬يوني و س نة ‪ ،1984‬يتض من ق انون‬
‫االس رة‪ ،‬جري دة رس مية ع دد ‪ ،24‬المع دل و المتمم ب االمر ‪ 05-02‬الم ؤرخ في ‪ 18‬مح رم ع ام ‪ 1426‬المواف ق ل‪27‬‬
‫فبراير سنة‪ ،2005‬جريدة رسمية جزائرية عدد ‪ 15‬صادرة في ‪ 18‬محرم عام‪ 1426‬الموافق ل‪27‬فبراير سنة ‪.2005‬‬
‫‪19‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ .2‬الهبة بعوض‬
‫يمكن القول أن الهبة تختلف عن البيع كثيرا وخاصة من حيث الطابع التبرعي ولكن يثار اإلشكال لو‬
‫كانت الهبة بعوض فهل هي هبة آم عقد بيع ويوجب القول أن المعيار الحاسم هو العوض وفي الغالب‬
‫يالح ظ ان ه إن ك ان الع وض يق رب قرب ا كب يرا من ثمن المث ل ق ام العق د بي ع ول و افترض نا ان ه تم ال بيع‬
‫بعوض قليل مقارنة بثمن المثل فالغالب أن يكون هبة وثمن ما هو إال صوري أو تافه ما أقام الحكم‬
‫بقرين ة الهب ة ولكن نافي ا عن دال ك الثمن البخس وي وجب الق ول ان ه ق د يق ع أن يك ون ال واهب اش ترط‬
‫العوض آن يدفع لشخص ثالث أو أن يكون الموهوب له هو شخص ثالث فهنا بروز للهبة وهنا تقدير‬
‫(‪)1‬‬
‫النية التبرع تخضع للقاضي الموضوع وفق للمعيار سابق الذكر‬
‫‪ .3‬الصورية بالتستر‬
‫الغرض من هده الصورة هو إخفاء تصرف قانوني بمظهر قانوني كاذب وضربنا للمثال في صورية‬
‫حيث نجعل التصرف الظاهر بيع بينما في الحقيقة ما هو إلى هبة تهرب من أحكامها وهنا قد تكون‬
‫مكشوفة فيصرح في العقد تنازل على الثمن أو مستورة بذكر قبض الثمن والغالب أن صورية هنا تقيم‬
‫(‪)2‬‬
‫البيع تصرف الظاهر والهبة هو تصرف المستتر‬
‫ثانيا‪ :‬تميز عقد البيع عن الوصية‬
‫ي وجب القول أنن ا س نحاول تم يز بين عق د ال بيع وعق د الوص ية وال دي ورد ذك ر عقد الوصي في االمر‬
‫‪ 11-84‬المادة ‪ 184‬التي نصت على تعريف الوصية بتالي (تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق‬
‫(‪)3‬‬
‫التبرع)‪.‬‬
‫سنحاول التميز بينهم ونتطرق تتابعا للتالي (‪)1‬تعريف بالوصية (‪ )2‬فروق خاصية العقدين(‪)3‬الصورية‬
‫بالتستر‬

‫‪ .1‬التعريف بالوصية‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد الهبة والشراكة‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار‬
‫نهضة‪ ،‬مصر‪ ،2011،‬ص‪.20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪22-21‬‬
‫محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪.‬ص‪.38‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫هي عق د يق وم على فك رة نفاده ا بع د وف اة الموص ي وتك ون في ح دود الثلث ويجب م ا تع دت الثلث أن‬
‫يوافق عليها الخلف العام وتكون لشخص يسمى الموصى له والدي الشترط قبوله (‪.)1‬‬

‫‪ .2‬الفرق بين خصائص العقدين‬

‫عقد الوصية هو عقد بإرادة منفردة ال يحتاج إلى القبول على خالف البيع الذي يتطلب قبول المتعاقد‬
‫األخر وحدوث التراضي وقيام اإليجاب والقبول ويمكن القول أن عقد البيع ملزم للجانبين على خالف‬
‫عقد الوصية ملزم لجانب واحد وهو الموصي ويالحظ أن عقد البيع معاوضة أم الوصية عقد تبرعي‬

‫(‪)2‬‬
‫الوصية لها جواز الحد النسبي على خالف البيع‬

‫‪ .3‬الصورية بالتستر‬

‫وهنا تبرز حيث أن البيع هو عقد الظاهر والوصية عقد مستتر وهنا يالحظ إبرام عقد البيع مع إلحاق‬
‫شروط تمنحه صبغة من صبغ عقد الوصية والغالب القول انه البد أن نعود للقرائن اقرها المشرع في‬
‫نص المادة ‪ 777‬من األمر ‪ 58-75‬والتي تقيم الوصية إن دخلت بعض الشروط على عقد القائم على‬
‫نية التصرف (نقل الملكية) (‪ ،)3‬ونتطرق له ذه الشروط كما يلي‬
‫أن يكون تصرف ألحد الورثة فدالك قرينة على الوصية أعفت الخلف العام من االثباث وأحالت إثبات‬
‫العكس للموصى له ويكون أن يكتسب هده صفة أو يفقدها فالمعيار المتبع هنا يوم الوفاة في حال فقد‬
‫صفة وقت الوفاة تخلف شرط والعكس صحيح إن اكتسبت وقت الوفاة وقع صحيح شرط‬
‫وش رط ث اني ه و أن ت برز وق ائع مادي ة يمكن أن تق وم أس س إلثباته ا على حي ازة الم ال المتص رف في ه‬
‫والحي ازة ق د ت برز ب دفع مثال ف اتورة الكهرب اء أو تحري ر عق د اإليج ار باس م الموص ي الش رط الث الث‬
‫االحتفاظ بحق االنتفاع مدى الحياة ويال حض في دالك أن يشترط في العقد أو قيام عارية لمدى الحياة‬
‫لصالح الموصي(‪. )4‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تميز عقد البيع عن عقد المقايضة‬

‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني الجديد الهبة والشراكة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪.‬المادة‪777‬من األمر ‪ 75-58‬من القانون المدني‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪41-39‬‬
‫‪21‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫بداية هنا سندرس فرق عقد المقايضة عن عقد البيع الذي عرفه المشرع في اآلمر ‪ 58-75‬في نص‬
‫الم ادة ‪ 413‬ال تي نص فيه ا (المقايض ة عقد يل تزم به ك ل من المتعاق دين أن ينق ل إلى اآلخ ر على سبيل‬
‫تبادل مال غير النقود)‪ ،‬يتضح أن المشرع عرف المقايضة تعريف يتفق مع الشريعة اإلسالمية مبادلة‬
‫مال بمال على سبيل البيع المطلق وسنحاول أن نتطرق تتابع للتالي (‪ )1‬الفرق بين خصائص العقدين (‬
‫‪ )2‬تطبيقات المقايضة (‪)3‬الثمن المعدل‬

‫‪ .1‬الفرق بين خصائص العقدين‬

‫عقد المقايض ة عقد ناق ل للملكي ة و معاوض ة وملزم للج انبين ويتض ح تماث ل في الخص ائص واالختالف‬
‫في المقاب ل‪ .‬المقاب ل هن ا يك ون م ال يس توي كون ه ح ق مالي ا آو عين آو منق ول ويتض ح هن ا أن غ الب‬
‫(‪)1‬‬
‫أحكام البيع تطبق على عقد المقايضة بتصريح المشرع في نص المادة ‪ 415‬من االمر‪.58-75‬‬

‫‪ .2‬تطبيقات المقايضة‬
‫قد نكون أما االلتزام ألتخيري حيت أن يكون محل االلتزام تخيرا بين محل نقدي أو المحل واقع مال‬
‫دون نقد فيقع الخيار حاسم لنوع العقد يضرب مثال في العقد الذي يقوم على خيار المتعاقد مبلغ ماليا أو‬
‫عين مقابل عقار فلو كان المبلغ المختار استقام عقد ولو كان العين قام مقايضة ويرد أن يقع المقابل‬
‫للعقار مثال أوراق أو حق ماليا فالعبرة هنا بوقت العقد ويقع العقد مقايضة وقد يقوم أيضا قوام المقابل‬
‫للمث ال س ابق أن يكون م رتب م دى الحي اة ويال حض ان ه هن اك اتج اهين في الفق ه من ي رى ان ه حق‬
‫والعبرة بقيام العقد وهنا حق وليس نقد فنكون أمام مقايضة وهناك من يرى أنها عقد بيع والمبلغ معين‬
‫احتم اال على س بيل اإلي راد ونحن نفض ل االتج اه الث اني وه و م ا ك ان من بالني ول وريب ير وهام ل‬
‫وسليمان مرقش وسنهوري وجهة تابعة لهذا االتجاه (‪.)2‬‬
‫‪ .3‬الثمن المعدل‬
‫ق د يق وم أن يك ون المقاب ل بعض ه نق ود واألخ ر غ ير نق ود ك العين س واء عق ار أو منق ول أو ح ق م الي‬
‫ف العبرة إن ك ان المقاب ل النق دي اك بر من المقاب ل الغ ير نق دي ك ان بي ع والعكس ق ام مقايض ة م ا ك ان‬
‫المقابل الغير نقدي اكبر قيمة من المقابل النقدي وهنا يضرب المثال بعقار مقابل سيارة وثمن مضاف‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد البيع والمقايضة المرجع السابق‪ ،‬ص‪.857-856‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد البيع والمقايضة المرجع السابق‪ ،‬ص‪875‬‬
‫‪22‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫(الثمن المعدل) فالعبرة بالعنصر الغالب في حال كان سيارة أقيم من المبلغ كان مقايضة وفي حال كان‬
‫(‪)1‬‬
‫النقد قام بيع‬
‫رابعا ‪ :‬تميز عقد البيع عن الوفاء بمقابل‬
‫يمكن القول انه بالعود للمشرع الجزائري في األمر ‪ 85-75‬المادة ‪ 285‬التي تنص (إدا قبل الدائن في‬
‫استيفاء حقه مقابال استعاض به عن الشيء المستحق قام هدا مقام الوفاء ) نالحظ من النص الذي أمامن ا‬
‫ت وفر دين واق ع على الم دين دين م دني يك ون في مواجه ة ال دائن فمن اج ل الوف اء ينق ل ل ه ملكي ة ش يء‬
‫وفق أحكام البيع هدا ما تبين من نص المادة ‪ 286‬من القانون المدني وسنحاول تميز بين العقدين(‪.)2‬‬
‫ونتطرق لتتابع للتالي (‪ )1‬الفرق بين خصائص العقدين (‪ )2‬تكيف الوفاء بالمقابل ‪.‬‬
‫‪ .1‬الفرق بين خصائص العقدين‬
‫يالحظ أن عقد البيع هو عقد يكون المقابل فيه هو الثمن مقابل الحق المالي أو الشيء المقدم من البائع‬
‫وعلى خالف دالك تبرز رابطة مديونية تقوم في الوفاء بمقابل حيث تكون بين الدائن والمدين ويكون‬
‫هنا أن المدين التزم بمحل في مواجهة الدائن فيقوم محل جديد محل االلتزام سابق منجز وعيني نفاد‬
‫ويكون انه يوفي الشيء الجديد مقام الدين سابق(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬تكيف الوفاء بالمقابل‬
‫يعد الوفاء بمقابل تجديد بتغير محل الدين فيحل محل الدين األصلي دين جديد مع الوفاء المباشر به‬
‫هنا يجمع بين تجديد والوفاء وأحكام البيع في انتقال المحل االلتزام الجديد خاصة أحكام األهلية وضمان‬
‫العيوب الخفية والتسليم وضمان االستحقاق (‪.)4‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫تمييز عقد البيع عن التصرفات المتضمنة مقابل مادي‬
‫هنا سنتطرق لتمي يز عقد البيع عن بعض التصرفات القانونية التي تقوم على حق تابع للملكية وليس‬
‫ناق ل للملكي ة ونم يز ه ده تص رفات ال تي ال تك ون مقاب ل ثمن ب ل ب دل أو عمول ة وس نحاول تميزه ا من‬
‫خالل إتباع التسلل التالي (أوال) تميز عقد البيع عن عقد اإليجار (ثانيا) تميز عقد البيع عن المقاولة‬
‫(ثالثا) تميز عقد البيع عن عقد القرض (رابعا) تميز عقد البيع عن الوفاء الوديعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪498‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬المادة ‪ 286‬االمر‪58-75‬من القانون المدني‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪ 3‬عبد الرزاق السنهوري‪.‬نظرية االلتزام بوجه عام األوصاف وحوالة واالنقضاء‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار‬
‫النهضة‪ ،‬مصر‪ ،2011،‬ص‪.801-797‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪806-801‬‬
‫‪23‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫أوال‪:‬تميز عقد البيع عن عقد اإليجار‬
‫نميز بين عقد البيع وعقد اإليجار الذي تطرق له المشرع في األمر ‪ 58-75‬نص المادة ‪( 467‬اإليجار‬
‫عقد يمكن المؤجر بمقتضاه المستأجر من االنتفاع بشيء لمدة محددة مقابل بدل إيجار) سنحاول شرح‬
‫الفرق بينهم‪ ،‬ونتطرق تتابعا للتالي (‪)1‬الفرق بين خصائص العقدين(‪ )2‬البيع أإليجاري‪.‬‬

‫‪ .1‬الفرق بين خصائص العقدين‬

‫بداية يعد عقد اإليجار من العقود الزمنية فهو يكون لمدة معينة بينما يكون عقد البيع عقد فوري عقد‬
‫اإليجار يقع على حق االنتفاع ال على حق الملكية وبتالي في المقابل عقد البيع يقع على حق الملكية‬
‫يكون األصل في البيع عقد رضائي إال بيع العقار بينما اإليجار عقد يطلب سند لثبوته أو ثبوت التاريخ‬
‫فهو رضائي أيضا ويمكن القول أن كال العقدين ملزمان لجانبان (‪.)1‬‬
‫‪ .2‬البيع أإليجاري‬
‫هو دالك العقد الذي يوصف إيجار فما كتمل دفع بدل اإليجار لمدة معينة انقلب بيع والواقع انه تم‬
‫االختالف في تكيفه فهناك من يقول انه إيجار ينقلب بيع بعد الوفاء بكل األجر خالل مدة معينة وهناك‬
‫من يرى انه بيع بالتقسيط والغاية منه في الحقيقة ما هو إلى عقد بيع أضيف له بعض شروط اإليجار‬
‫لجعله لمصلحة البائع في حال أن المستأجر توقف عن الدفع يفسخ اإليجار وال يستر البدل أإليجاري‬
‫على خالف لو كان بيع بتقسيط فيسترجع المشتري األقساط والبائع يسترجع المبيع ويمكن في هدا نم ط‬
‫أن يتصرف المشتري في المبيع ولكن ال يمكن في اإليجار أن يتصرف المؤجر في العين المؤجرة وإ ال‬
‫وق ع جريم ة خيان ة األمان ة وحس م المش رع الجزائ ري ه دا الج دال في نص الم ادة ‪ 363‬باعتب اره بي ع‬
‫بالتقسيط (‪.)2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تميز عقد البيع عن عقد القرض‬


‫عق د الق رض ه و عق د تط رق ل ه المش رع في االم ر ‪ 58-75‬في نص الم ادة ‪(450‬عق د يل تزم ب ه‬
‫المق رض أن ينق ل إلى المق ترض ملكي ة مبل غ من النق ود أو أي ش يء مثلي على أن ي رد إلي ه المق ترض‬
‫عند النهاية القرض نضيره في النوع والقدر والصفة)‪ .‬يالحظ انه عقد القرض االستهالكي عقد مميز‬

‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في القانون المدني الجديد االيجار والعارية‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬نهضة‬ ‫‪1‬‬

‫مصر‪ ،‬مصر‪ ،2011،‬ص‪. 5-4‬‬


‫‪2‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪7-6‬‬
‫‪24‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫يق وم على أن يق رض المق رض مبل غ للمق ترض على أن يعي ده بع د اج ل متف ق علي ه ويك ون نفس ه دون‬
‫فائدة مراعاة للمادة ‪ 454‬من األمر ‪ 58-75‬التي تحرم القرض بفائدة بين األشخاص الخاصة وتفادي‬
‫(‪)1‬‬
‫للربا رغم دالك فقد أقرته للبنوك القرض مقابل الحصول على فائدة عن القرض‪.‬‬
‫و يالحظ اختالف العقد عن البيع وسنحاول شرح دالك ونتطرق تتابعا للتالي (‪)1‬الفرق بين خصائص‬
‫العقدين (‪)2‬القرض بربا فاحش‪.‬‬

‫‪ .1‬الفرق بين خصائص العقدين‬

‫يعتبر عقد القرض من العقود التي تقوم على فكرة إعطاء أو تقديم قرض مقابل أن يعود نفس الشخص‬
‫المقترض ويعيد ما قام المقرض بإقراضه فهو عقد يقوم على تقديم قرض دون فائدة ويمكن وصفه‬
‫بأنه دين مقدم من المقرض ملحق بأجل للرد وال يستوي دالك في البيع انه ينقل ملكية المبيع دون أن‬
‫يرجعها المشتري بعد مدة ومن حيث الخصائص فهو ملزم للجانبين ورضائي وملزم للجانبين ويمكن‬
‫القول انه يتفق مع البيع في الخصائص ماعدا انتقال الملكية (‪.)2‬‬

‫‪ .2‬القرض بربا فاحش‬


‫بنسبة لهدا نحن نعي أن القرض بفائدة قرض محرم بين األفراد بنص المادة ‪ 454‬من األمر ‪58-75‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫يمكن تلخيص نص بهده الفكرة‬
‫ولكن يتم تالعب بين األفراد وتحايل على القانون بعقد يقوم على تالي بان يبيع البائع شيء للمشتري‬
‫بثمن مؤجل ثم يقوم المشتري بالبيع لنفس البائع األول الشيء بثمن معجل على أن يكون الثمن المؤجل‬
‫اكبر من ثمن المعجل ويكون في حقيقة األمر انه قرض بربا فاحش وقعا باطل بنسبة للدول التي تحرم‬
‫(‪)4‬‬
‫الربا‬

‫‪ +‬الثمن المؤجل‬ ‫المبيع‬


‫المشتري‬
‫البائع‬
‫ثمن معجل‬
‫المبيع يرد‬

‫ثالثا‪ :‬تميز عقد البيع عن عقد المقاولة‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬المادة ‪454‬من االمر‪58-75‬من القانون المدني‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪ 2‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد البيع والمقايضة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬المادة ‪ 454‬من االمر ‪58-75‬من القانون المدني‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪ 4‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.44-33‬‬
‫‪25‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫يوجب أن نقول أن عقد المقاولة تطرق لها المشرع من األمر ‪ 58-75‬من المادة ‪ 549‬عرفها (يتعهد‬
‫بمقتضاه احد المتعاقدين أن يصنع شيئا ا وان يؤدي عمال مقابل اجر يتعهد به المتعاقد اآلخر)‪ .‬وهو‬
‫يختل ف عن عق د ال بيع من حيث التعري ف واض ح فه و عق د إستص ناع أو تق ديم عم ل ليس نق ل ملكي ة‬
‫فهو مقابل اجر يؤدى عمل وسنحاول شرحه هنا ونتطرق تتابعا للتالي (‪)1‬المعيار الفاصل بين البيع‬
‫والمقاولة (‪ )2‬التطبيقات عملية‬
‫‪ - 1‬المعيار الفاصل بين البيع والمقاولة‬
‫هو المعيار المتبع هو قيمة العمل وقيمة الخامات فلو كانت الخامات أقيم من قيمة العمل وقع بيع ولو‬
‫ك انت قيم ة العم ل اك بر من قيم ة الخام ات وق ع مقاول ة وس نحاول تط بيق ه دا المعي ار في التطبيق ات‬
‫(‪)1‬‬
‫العملية‬
‫‪- 2‬التطبيقات العملية‬
‫الخياط هنا بتطبيق المعيار سابق لو خاط لباس معين وكانت قيمة القماش اكبر من قيمة العمل‬
‫وقام بتوريده يقع العقد بيع ونجار كدالك فلو صنع طاولة وكانت قيمة الخشب والدهان والمسامير اكبر‬
‫من قيمة العمل فالعقد بيع في حال توريد والرسام يكون عقد مقاولة فلوحة الفنية (العمل الفني) اكبر‬
‫قيمة من الورق واأللوان والمقاول الذي يبني بيت فلو كانت األرض للمالك كانت مقاولة ولو كانت‬
‫األرض للمقاول أنجز البناء وباعه كان بيع (‪.)2‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫أركان عقد البيع‬
‫التراضي هو الركن األول في عقد البيع إذ يشترط فيه تطابق اإلرادتين أي اإليجاب من طرف‬
‫الب ائع والقب ول من ط رف المش تري‪ ،‬وفي ك ل األح وال يش ترط في انعق اد ال بيع أن يتم االتف اق بين‬
‫الطرفين على المبيع‪ ،‬وعلى الثمن وعلى طبيعة العقد‪ ،‬أي على إرادة البيع وإ رادة الشراء‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وهذا ما سنتعرف إليه من خالل مطلبين في موضوع التراضي‬

‫المطلب األول‬
‫ركن التراضي‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد المقاولة و الوكالة و الوديعة والحراسة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬نهضة مصر‪ ،‬مصر‪.2011‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪43-42‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪51‬‬
‫‪26‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫ويقص د به ا العناص ر األساس ية لل بيع والممثلة في الم بيع‪ ،‬الثمن‪ ،‬وطبيع ة العق د‪ ،‬أما المس ائل‬
‫التفصيلية كمحل أو زمان تسليم البيع فال تمنع من انعقاد البيع‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫موضوعات التراضي‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬االتفاق على طبيعة العقد‬
‫ويقصد بهذا أن تتجه إرادة البائع إلى البيع وإ رادة المشتري إلى الشراء‪ ،‬فال يكون بذلك توافق‬
‫بين اإلرادتين على ماهية العق د إذا اتجهت إرادة أحدهما إلى البيع‪ ،‬والثاني إلى عقد أخ ر‪ ،‬فينعقد عقد‬
‫البيع إذا قال أحد المتعاقدين لآلخر أنا أبيعك هذه السيارة‪ ،‬فيجيب عليه الطرف اآلخر أنا أقبل شرائها‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة يتفق اإليجاب مع القبول‪ ،‬لكن إذا قصد أحد األشخاص أن يؤجر منزله إلى آخر مقابل‬
‫أجرة سنوية طوال حياته‪ ،‬فاعتقد اآلخر أن يشتريه مقابل إجراء مرتب مدى حياة البائع ففي هذه الحالة‬
‫قصد الموجب شيء‪ ،‬وقصد القابل شيء آخر‪ ،‬فال يكون ثمنه اتفاق على طبيعة العقد وال ينعقد بينهما‬
‫بيع وال إيجار‪ ،‬مثال ‪ :‬إذا قال احد األشخاص آلخر خذ هذه الدار وأعطي ‪100000‬دج‪ ،‬قاصدا يذلك‬
‫رهن هذا المبلغ‪ ،‬فيقبل اآلخر هذا اإليجاب معتقدا أن صاحب الدار ينقل إليه ملكيتها ليرهنها (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬االتفاق على المبيع‬


‫يعتبر االتفاق على المبيع والذي يمثل محل عقد البيع أمرا واجبا النعقاد عقد البيع‪ ،‬ويقع ذلك إذا‬
‫اتجهت إرادة البائع والمشتري إلى الشيء الذي يجري عليه االتفاق بالبيع‪ ،‬فإذا كان هذا الشيء عبارة‬
‫عن عق ار وجب تط ابق إرادة الب ائع والمش تري على ه ذا العق ار دون غ يره‪ ،‬مث ال‪ :‬أذا ك ان ألح د‬
‫األش خاص س يارتان واح دة من ن وع ‪ fiate‬والثاني ة من ن وع ‪ peugeut‬وأراد بي ع األولى‪ ،‬فقب ل أح د‬
‫األش خاص الش راء على أس اس اتج اه إرادت ه نح و الثاني ة‪ ،‬وذل ك لع دم ت وافر تط ابق اإليج اب ب القبول‬
‫(‪)2‬‬
‫عليهما‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االتفاق على الثمن‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬محمد حسين‪ ،‬عقد المبيع في القانون المدني الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪29‬‬
‫‪2‬‬
‫لحسن بن الشيخ آت ملويا‪ ،‬المتقن في عقد البيع‪ ،‬ص‪233‬‬
‫‪27‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫فال يكفي النعقاد البيع االتفاق على نوع العقد والشيء المبيع (محله)‪ ،‬بل يجب االتفاق على ثمن‬
‫الشيء ومقداره‪ ،‬فال ينعقد البيع إذا عرض احد الطرفين البيع بثمن معين فقبل الطرف اآلخر الشراء‬
‫بثمن أق ل‪ ،‬مثال‪ :‬إذا ع رض الب ائع سيارته بمبل غ معين وقب ل المش تري الش راء بثمن أق ل ال ينعق د البيع‬
‫مادام اإلرادتين غير متفقين وإ ذا عرض المشتري ثمنا أكبر من الثمن الذي عرضه البائع فان عقد البيع‬
‫(‪)1‬‬
‫بأقل الثمنين‪ ،‬الن المشتري الذي يقبل الشراء بالثمن األكبر يعتبر راضيا بالثمن األقل‪.‬‬
‫يكفي النعقاد عقد البيع أن يتم االتفاق على المبيع والثمن وطبيعة البيع‪ ،‬أما بقية الشروط التي‬
‫بمكن أن تكون موضوع اتفاق البائع والمشتري ليس من الضرورة االتفاق عليها وقت إبرام عقد البيع‪،‬‬
‫فالبيع ينعقد على الرغم من سكوت الطرفين عن كثير من األمور‪.‬‬
‫إذا ترك المتعاقدان بعض األمور لمناقشتها بعد إبرام العقد‪ ،‬ال يؤثر ذالك على انعقاد العقد لكن‬
‫إذا احتف ظ أح دهما بمس ألة معين ة لالتف اق عليه ا فيم ا بع د‪ ،‬ف ان العق د ال ينعق د ح تى ول و ك انت مس ألة‬
‫خارجي ة‪ ،‬والس بب في ذل ك يعود إلى أن المتعاقد احتفظ به ا ألنه قص د من ورائها أال يتم عقد ال بيع إال‬
‫بعد االتفاق عليها‪.‬‬
‫وإ ذا س كت الطرف ان عن تحدي د من يل تزم ب دفع مص روفات ال بيع‪ ،‬فه ذه األخ يرة تق ع على ع اتق‬
‫المشتري‪ ،‬عقد البيع ليس له شكل خاص‪ ،‬فهو ليس عقد شكلي بل رضائي‪ ،‬فمتى تم االتفاق على البيع‬
‫و الم بيع دون حاج ة إلى ورق ة رس مية وال عرفي ة‪ ،‬إال ان ه ق د ينص الق انون في بعض الح االت‬
‫االستثنائية‪ ،‬وعلى شكل معين ألنواع خاصة من البيوع‪.‬‬
‫تجرى على عقد البيع القواعد العامة في تفسير العقد أي أنه إذا كانت عباراته واضحة‪ ،‬ال يجوز‬
‫البحث واالنحراف عنها عن طريق تفسيرها للتعرف على إرادة المتعاقدين‪ ،‬أما إذا كانت غير واضحة‬
‫وجب البحث عن النية المشتركة للمتعاقدين‪ ،‬ويستعين القاضي بطبيعة التعامل والعرف الجاري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫شروط صحة التراضي‬
‫أوال‪ :‬األهلية‬
‫تنص المادة ‪ 40‬من القانون المدني الجزائري" كل شخص بلغ سن الرشد متمتعا بقواه العقلية‪ ،‬ولم‬
‫يحج ر علي ه يك ون كام ل األهلي ة لمباش رة حقوق ه المدني ة‪ ،‬وس ن الرشد‪19‬س نة كامل ة‪ ،‬وبالت الي فأهلي ة‬
‫التصرف المطلوبة في عقد البيع هي ‪ 19‬سنة كاملة سواء بالنسبة للبائع أو المشتري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪31‬‬
‫‪28‬‬
‫ماهية عقد البيع‬ ‫الفصل األول‬
‫ولما كان البيع من التصرفات الدائرة بين النفع والضرر‪ ،‬فانه يجوز للشخص الذي لم يبلغ من‬
‫العمر ‪13‬س نة و‪19‬س نة أن يم ارس عقد البيع‪ ،‬وإ نم ا في هذه الحال ة يكون ق ابال لإلبط ال‪ ،‬إال في حال ة‬
‫إج ازة العق د من القاص ر بع د بل وغ س ن الرش د أو من الوص ي أو ال ولي أو من المحكم ة كم ا أج ازت‬
‫المادة‪ 84‬من قانون األسرة" أن للقاضي أن يأذن لمن يبلغ سن التمييز في التصرف جزئيا أو كليا في‬
‫أموال ه بن اء على طلب من ل ه مص لحة ول ه الرج وع في اإلذن إذا تبث لدي ه م ا ي برر ذل ك"‪ ،‬ف إذا أذن‬
‫للمميز التصرف من قبل القاضي بالتصرف الجزئي أو الكلي ألمواله‪ ،‬فانه في حدود هذا اإلذن يعتبر‬
‫كامل األهلية‪ ،‬وبالتالي تعتبر تصرفاته صحيحة كما لو صدرت من شخص بلغ سن الرشد‪ ،‬والفقرة ‪2‬‬
‫من الم ادة‪ 38‬من الق انون الم دني الجزائ ري ال تي تج يز الن اقص األهلي ة(من ‪13‬الى‪19‬س نة) مباش رة‬
‫األعم ال ال تي يعت بره الق انون أهال لمباش رتها كاألعم ال التجاري ة‪ ،‬وفي ه ذه الحال ة تعت بر تص رفاته‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خلو اإلرادة من العيوب‬
‫عيوب الرضا في عقد البيع هي نفس عيوبه في أي عقد آخر‪ ،‬فيعيب إرادة أي من البائع والمشتري‬
‫كأن تكون مشبوهة بغلط أو تدليس أو إكراه أو استغالل‪ ،‬فإذا شاب اإلرادة عيب من هذه العيوب كان‬
‫البيع قابال لإلبطال لمصلحة من شاب إرادته العيب‪.‬‬
‫فبالنسبة للتدليس حسب نص المادة ‪ 86‬من القانون المدني الجزائري واإلكراه حسب نص المادة(‬
‫‪ )88‬التي نصت على إبطال العقد في هذه الحالة‪ ،‬أما الغلط في عقد البيع يتصل بحق العلم بالمبيع وهو‬
‫ما يعرف ب" خيار الرؤية"‪ ،‬وهو معروف في الفقه اإلسالمي‪ ،‬أما عيب االستغالل فهو متعلق بالغبن‬
‫(‪)1‬‬
‫في الثمن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬المادة ‪ 88-86‬من االمر‪75‬و‪ 58‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪29‬‬

You might also like