Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 24

‫دراسة شخصية المراهق‬

‫ه‬

‫‪ :‬إعداد‬
‫لبديري ياسمين‬
‫عبد الرحماني رميساء‬
‫نسرين‬

‫‪ :‬إشراف‬

‫األستاذة ربوح‬
‫مقدمة‬
‫الفصل‬
‫أهداف دراسة شخصية المراهق‬
‫المحتــــوى‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اتجاهات وميول‬
‫الصفحة‬ ‫الشخصية ودراسة شخصية‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬مفهوم الذات عند المراهقين‬ ‫المراهق‬
‫المراهق‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التوافق النفسي‬
‫واإلجتماعي للمراهق‬
‫مــــقــــدمــــة ‪:‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة و السالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬إن فترة المراهقة من أهم مراحل النمو وأدقها‪ ،‬تحدث‬
‫خاللها العديد من التغيرات النفسية والجسدية والفسيولوجية وتكون هذه التغيرات سريعة ومتالحقة ‪ ،‬تترك بصماتها علي تكوين االنسان‬
‫وشخصيته مدى الحياة‬

‫أهــــداف دراســـــة شخصيــــة المراهــــق ‪:‬‬


‫‪ .1‬التقرب من شخصية المراهق لمعرفة مدى حرية تصرفه معرفة علمية لتفادي أي انزالق‪ .‬خصوصا ما يطبع المراهقة من اندفاع‬
‫وتهور وما يتوفر عليه من طاقة يجب توجيهها توجيها سليما‪.‬‬
‫‪ .2‬رصد أوجه عالقة المراهق باألسرة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ .3‬ربط ميوالت المراهق بالمتطلبات االجتماعية من اجل تطوير قدراته ومهاراته واالرتقاء بها وتفتحها‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى الشخصية و دراسة شخصية المراهق‬


‫‪/1‬الشخصية ‪ :‬مقدمة وتعريف‬
‫‪ -‬لفت موضوع الشخصية أنظار علماء النفس على مختلف توجهاتهم فحاول كل منهم ان يعرض وجهة نظره في موضوع الشخصية فظهرت العديد من‬
‫النظريات التي تفسر كيفية تكوين الشخصية اإلنسانية‪ .‬كما أن لفظ –الشخصية – على ألسنة الناس العامة والخاصة جعله يبدو لنا كأنه لفظ بسيط وسهل‬
‫الفهم ولكن اذا انتقلنا الى مجال علم النفس فسنجد أن هذا اللفظ من أصعب األلفاظ من حيث تعريفه واإلحاطة به‪ .‬بل يمكن القول إن تعريف الشخصية مسألة‬
‫افتراضية بحتة فليس هناك تعريف مقبول وتعريف خاطئ ‪.‬‬

‫‪1-‬أ‪-‬تعريف الشخصية ‪:‬‬


‫التعريف العامي ‪ :‬ارتبط مفهوم الشخصية عند العوام وفي التداول العامي لمصطلح شخصية بالقول "هذا شخصية أو هذا حاجة" داللة على وجود سمة أو‬
‫مظهر يمتاز به عن غيره خاصة في مجتمعنا‪ ،‬فيستند الحكم على كون فرد ما شخصية بمؤشر معين قد يكون سطحيا أو بناء على أهميته ومكانته في‬
‫المجتمع ومن أهم هذه المؤشرات‪ :‬نوعية عالقاته وطريقة معاملة الناس له وكذلك شهرته‪ ،‬لباسه ومركبه‪ ،‬وبصفة عامة يتحدد الحكم على كون فرد ما‬
‫شخصية على الهالة أو االنطباع الذي يتركه في موقف ما‪ ،‬وهذا المعنى الذي يعبر عن المفهوم العلمي والعميق للشخصية‪*)1( .‬‬
‫التعريف اللغوي ‪:‬‬
‫اللغة العربية ‪ :‬إن كلمة الشخصية في اللغة العربية مشتقة من شخص شخوصا أي أرتفع والشخص هو سواد اإلنسان تراه عن بعد (*‪)2‬‬
‫(الالتينية القديمة بما فيها االنجليزية الفرنسية واأللمانية ‪ : )..‬كان يستخدم لفظ (‪) persona‬وهو يعني القناع وقد ارتبط هذا اللفظ بالمسرح اليوناني‬
‫القديم اذ اعتاد الممثلون في العصور القديمة على ارتداء اقنعة على وجوههم لكي تعطي انطباعا عن الدور الذي يقومون به من جهة‪ .‬ومن جهة أخرى حتى‬
‫ال يعرف الممثل الذي يقوم بالدور وعلى مرور الزمن اطلق لفظ "برسونا" على الممثل وعلى األشخاص اآلخرين كذلك وربما كان ذلك على أساس القول 'ان‬
‫الدنيا مسرح كبير وأن الناس جميعا ليسوا سوى ممثلين على مسرح الحياة " *(‪)2‬‬

‫(‪ *)1‬مطبوعة لمحاضرات نظريات الشخصية ‪ -‬سنة ثانية علم النفس ‪-‬جامعة محمد البشير اإلبراهيمي برج بوعريريج كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫(‪ *)2‬كتاب سيكولوجية الفروق الفردية علم النفس الفارقي‬

‫التعريف اإلصطالحي ‪:‬‬


‫لقد تعددت واختلفت تعريفات الشخصية في علم النفس ويرجع هذا االختالف والتمايز باختالف نظريات الدراسة لعلم الشخصية حيث اختلفت هذه التعريفات‬
‫من حيث شموليتها ودرجة تحديدها ومدى قابلية مفاهيمها للمالحظة الموضوعية وليس من السهل تحديد الشخصية واعطاءها تعريفا مانعا فهي كالكهرباء‬
‫والمغناطيسية ال تعرف اال بآثارها كما ان عملية البحث عن تعريفها سوف تعيدنا الى بداية التاريخ اإلنساني ‪.‬عندما تساءل عن هويته وعن نفسه وطرح‬
‫سؤاله األول من أنا ؟ فاإلجابة لهذا السؤال تتأثر بالسمات الثقافية كالفلسفة والدين واالدب والسياسة والعلوم لمختلف الحضارات واألمم‬

‫تعريف الشخصية حسب مجموعة من العلماء ‪:‬‬


‫‪‬‬
‫حسب ألبورت فإن الشخصية هي نظام ديناميكي غير تابث داخل تكوين الشخص الجسدي والنفسي حيث تمثل خصائص الشخص‪ ,‬أنماط سلوكه‪,‬‬
‫أفكاره ومشاعره‪.‬يرى ألبورت أن لكل إنسان شخصيته المتفردة وهذه الشخصية متحولة وغير تابثة تؤثر عليها عوامل الطبيعة الجينات‬
‫*(‪)1‬‬
‫والتنشئة البيئة‬
‫‪‬‬
‫سريل بورت ‪ port Cyrille‬عرفها بأنها ذلك النظام الكامل نسبيا‪ ،‬والمكون من الميول واالستعدادات الجسمية والعقلية التي تميز الفرد عن‬
‫*(‪)1‬‬
‫غيره و من خاللها يتحدد أسلوبه في التكيف مع البيئة المادية واإلجتماعية‬
‫‪‬‬
‫السيد عبد الرحمن ‪ :‬الشخصية هي التفاعل المتكامل للخصائص الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية التي تميز الشخص وتجعل منه نمط‬
‫*(‪)1‬‬
‫فريد في سلوكه ومكوناته النفسية‬
‫‪‬‬
‫وودوورث ‪: woodworth‬هي األسلوب العام لسلوك الفرد كما يظهر في عاداته التفكيرية وتغيراته واتجاهاته وميوله وطريقة سلوكه وفلسفته‬
‫*(‪)2‬‬
‫الشخصية في الحياة‬
‫‪‬‬
‫تعريف واطسون ‪ :‬يرى أن الشخصية هي الصفات و المظاهر الخارجية للفرد كما يتمثل في سلوكه الخارجي وهي كمية النشاط التي يمكن‬
‫(‪*)4‬‬
‫اكتشافها بالمالحظة الدقيقة لمدة طويلة حتى يتمكن المالحظ من إعطاء معلومات دقيقة وثابتة‬
‫‪‬‬
‫تعريف سيغموند‪  ‬فرويد ‪ :Sigmund Freud‬يرى فرويد أن ما يفعله الشخص‪ ،‬وما يفكر فيه‪ ،‬أو يشعر به‪ ،‬ينتج من تفاعل دينامي بين‬
‫عوامل نفسية ثالثة‪ ،‬هي‪ :‬الهو (‪ ،)Id‬واألنا (‪ ،)Ego‬واألنا األعلى (‪ .)Super Ego‬وأن أي اختالل في توازن أي من هذه العوامل الثالثة‪،‬‬
‫(‪*)5‬‬
‫اآلخرين ونشاطهما معه‪ ، ،‬ويكون الصراع الداخلي‬‫َ‬ ‫يؤدي إلى اختالل في تفاعل‬
‫‪‬‬
‫تعريف سكنر ‪ :‬هي جملة األنماط واالستجابات السلوكية القابلة للمالحظة بشكل تط ّوري‪ ،‬مع ظهور إمكانية التنبؤ بها وبمدى شدّتها‪ ،‬باإلضافة‬
‫(‪*)6‬‬
‫إلى قابلية ضبطها والتحكم بها باستخدام العديد من المبادئ كالتعزيز‪.‬‬

‫التعريف الملخص ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وكخالصة نستطيع ان نعرف الشخصية تعريفا يتفق مع التعريفات السابقة على انها على انها وحدة متكاملة من الصفات والمميزات العقلية‬
‫الجسمية واالجتماعية والمزاجية التي تبدو في التعامل االجتماعي للفرد والتي تميزه عن غيره تمييزا واضحا فهي تشمل دوافع الفرد وعواطفه‬
‫(‪*)7‬‬
‫وانفعاالته وميوله واهتماماته ووسماته الخلقية وآراءه ومعتقداته او هي بقول مختصر سمات الفرد جميعا‪.‬‬
‫‪ /2‬سمات الشخصية ‪:‬‬
‫ا ‪ /‬تعريف السمة‪: ‬‬

‫(‪ *)1‬مطبوعة لمحاضرات نظريات الشخصية ‪ -‬سنة ثانية علم النفس ‪-‬جامعة محمد البشير اإلبراهيمي برج بوعريريج كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫(‪ *)2‬كتاب سيكولوجية الفروق الفردية علم النفس الفارقي‬
‫(‪https://www.waqi3.com/2017/02/blog-post_22.html *)3‬‬
‫‪ *4‬محاضرات علم نفس الشخصية‪ -‬منصوري زواوي‬
‫(‪ *)5‬ويكيبيديا ‪ https://www.nafsico.com/ / (7*) *)6( /‬كتاب علم نفس الشخصية‬
‫(‪*)8‬‬
‫لغة ‪ :‬السمة في اللغة مشتقة من (سمت)والسمت يعني الكينة والوقار‪.‬‬
‫سيكولوجيا ‪ :‬لقد تعددت تعريفات علماء النفس للسمة تبعا الختالف نظرياتهم ورؤيتهم لها ولقد اكتسبت سمات الشخصية حظا وافرا من التعريفات الهميتها‬
‫(‪*)8‬‬
‫في المجال النظري والتطبيقي ومن هذه التعريفات‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تعريف حوردن ألبورت (‪ ) Gorden Albert‬عرف السمة بانها نظام عصبي يتميز بالتعميم والتمركز ويختص بالفرد ولديه القدرة على نقل‬
‫(‪*)5‬‬
‫العديد من المنبهات المتعاملة وظيفيا وعلى الخلق والتوجيه المستمرين ألشغال متعادلة من السلوك التعبيري والتوافقي‪.‬‬
‫(‪*)9‬‬ ‫‪‬‬
‫تعريف آيزيك‪ :‬هي تجمع ملحوظ من النزعات الفردية للفعل وهي اتساق ملحوظ ف في عادات الفرد وافكاره المتكررة‪.‬‬
‫(‪)*10‬‬ ‫‪‬‬
‫تعريف عبد المنعم المليجي ‪ :.‬هي خاصية تختلف فيها الناس او تتباين من فرد الى اخر‪.‬‬
‫(‪)*10‬‬ ‫‪‬‬
‫تعريف ورتمان و لوفتس ‪ :‬هي الثبات النسبي لصفة ما والتي يختلف فيبها الفرد عن اآلخر‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تعريف كاتل ‪ :‬مجموعة من ردود األفعال واالستجابات التي يربطها نوع من الوحدة التي تسمح لهذه االستجابات ان توضع تحت اسم واحد‬
‫(‪*)11‬‬
‫ومعالجتها بنفس الطريقة في معظم األحوال‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تعريف جيلفورد ‪ :‬جانب يمكن تمييزه وذو دوام نسبي وعلى أساسه يختلف الفرد عن غيره أي طريقة ثابته نسبيا متميزة يتميز بها الفرد عن‬
‫(‪*)12‬‬
‫غيره من االفراد‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تعريف احمد عبد الخالق ‪ :‬هي أي خصلة خاصية أو صفة ذات دوام نسبي يمكن ان يختلف فيها االفراد فتميز بعضهم عن بعض وقد تكون السمة‬
‫(‪*)13‬‬
‫وراثية أو مكتسبة ويمكن أن تكون كذلك جسمية او معرفية او انفعالية او متعلقة بمواقف اجتماعية‪.‬‬

‫التعريف الملخص‪: ‬‬ ‫‪‬‬


‫من خالل التعاريف السابقة للسمة و التي تكاد تتفق على صيغة مشتركة هي الصفة الجسمية أو العقلية أو االنفعالية أو االجتماعية سواء كانت هذه السمات‬
‫فطرية أو مكتسبة يتميز بها الشخص‪َّ ،‬وتعبر عن استعداد ثابت نسبيا كنوع معين من السلوك ويفهم الفرد في ضوء سمات شخصيته‪ ،‬وقد حاول علماء‬
‫(‪)*14‬‬
‫النفس حصر هذه السمات الشخصية فاذا بها تتجاوز الآالف‪ ،‬وال يعرف لها حصرا‪،‬‬
‫(‪*)7‬‬
‫ب‪ /‬سمات الشخصية ‪:‬‬
‫السمات المعرفية ‪ :‬السمات العقلية تتعلق بالفعالية التي يصل بها الفرد الى الذكاء والقدرات والثقافة والمعارف العامة والمهنية وفكرة الفرد عن‬ ‫‪‬‬
‫نفسه ووجهة نظره وادراكه للناس وللواقع‬
‫السمات المزاجية ‪ :‬وهي خصائص الشخص التي تتحدد وراثيا وتحدد أسلوبه العام وايقاعه وتحدد السرعة التي يستجيب بها الفرد للموقف‬ ‫‪‬‬
‫وتتوقف في المقام األول على التكوين الفيسيولوجي للفرد كحالة جهازية للغدد واألعصاب فهناك أناس يميلون بطبعهم إلى المرح واالستبشار‬
‫أوالى االكتئاب واالنقباض وآخرون معرضون بفطرتهم الى تذبذب حاالتهم االنفعالية‬
‫السمات االجتماعية والخلقية ‪ :‬غير وراثية ويكتسبها االنسان في سن مبكرة وهو ال يكتسبها عن طريق التعلم الشرطي بل عن طريق المحاوالت‬ ‫‪‬‬
‫واالخطاء وعن طريق االستبصار أيضا كالصدق واألمانة والتعاون والشجاعة فهي قابلة للتعلم واالكتساب والتعديل ‪ .‬وتجدر اإلشارة أن الطفل‬
‫عادة يتأثر بسلوك المحيطين به أكثر مما يتأثر بنصحهم ومواعظهم ‪ ،‬فإذا ما أكد الوالدان على أهمية الصدق وهما يكذبان ‪ ،‬فان الطفل سيتأثر‬
‫بسلوكهما أكثر مما يتأثر بنصحهما ؛ فالوالدين هما القدوة لألبناء وأخالقيات األبناء هي امتداد ألخالق اآلباء‪.‬‬
‫‪ *4‬محاضرات علم نفس الشخصية‪ -‬منصوري زواوي ‪ *)5(/‬ويكيبيديا ‪ https://www.nafsico.com/ / (7*) *)6( /‬كتاب علم نفس الشخصية‬
‫(‪( *)8‬مجمع اللغة العربية ‪ *)9( / )448-1407‬ابراهيم أحمد سليمان الباشا ‪ )*10( /‬بحث حول سمات الشخصية –بن يونس ياسمين –جامعة المسيلة‬
‫(‪ *) 11‬مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس المجلد الرابع ‪ -‬العدد الثاني – ‪ *)12( / 2006‬بعض سمات الشخصية وعالقتها بفاعلية الذات ‪-‬‬
‫رسالة ماجستير مقدمة من عائشة بنت سعيد‪ * )13( / -‬الذات المدركة واالكتئاب ‪-‬أطروحة ماجيستار ‪ *)14 /‬المكـانة االجتماعية لتلميـذ مرحلة التعليم‬
‫الثانـوي وعالقتها بمفهوم الذات (رسالة دكتوراه)‬
‫‪ ‬السمات الشعورية ‪ :‬هناك سمات واضحة ظاهرة يشعر الفرد بوجودها ويستطيع الحكم عليها كسمات الصداقة وضبط النفس والروح االجتماعية‬
‫وتسمى بالسمات السطحية أو الشعورية‪.‬‬
‫‪ ‬السمات الالشعورية ‪:‬سمات بعيدة الغور ال يفطن الفرد اليها أو يدرك الصلة بينها وبين سلوكه كالرغبات والمخاوف والذكريات الالشعورية التي‬
‫لفها الكبت وطواها النسيان ومن تلك السمات الالشعورية األنانية الشديدة عند بعض الناس او الغرور لمبالغ فيه وغير المبرر عند غيرهم ويكون‬
‫السلوك الناتج عن السمة الالشعورية سلوكا غريبا منبوذا جامدا يتسم بالال منطقية والالعقالنية ‪.‬‬

‫ج‪ /‬خصائص الشخصية ‪:‬‬


‫‪.1‬الخصائص الجسمية ‪ :‬وهي التي تتعلق بالشكل العام للفرد وصحته و الجسم هو الجانب الفيزيقي للشخصية و المقصود هنا بالجسم حالة الجهاز العصبي‬
‫و تأثير الغدد لصماء و الحواس المختلفة من ناحية حدتها أو ضعفها على الشخصية ‪ .‬وتجدر اإلشارة أنه أحيانا يكون المظهر الخارجي مضلال وال يعكس‬
‫(‪)*15‬‬
‫الواقع الفعلي ؛ ولذا نجد بعض المحتالين يستغلون مظهرهم الخارجي ( الذي يوحى بالطيبة ) للنصب واالحتيال‪.‬‬
‫الخصائص المعرفية ‪:‬تتعلق بالوظائف العقلية العليا كالذكاء العام والقدرات الخاصة و تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ - 1‬ناحية فطرية‪ :‬تتمثل في الذكاء و القدرات التحصيلية و المواهب الخاصة ويعتبر الذكاء و القدرات من بين العوامل المحددة للشخصية حيث أن ما يتمتع‬
‫به الفرد من إمكانيات عقلية تضفي عليه مكانة معينة و تؤثر في شخصيته و لفظ الذكاء أكثر ألفاظ شيوعا و تداوال بين الناس و هو المرادف في نظر الناس‬
‫النباهة و التفطن لما يبدو حول الفرد من أمور ‪ ،‬و قد حاول كثير من العلماء مناقشة تأثير اثرا لبيئة االجتماعية و الثقافية على ذكاء لفرد "و كان لهذه‬
‫األبحاث أثرا إيجابيا في كشف حقيقة هامة هي أن الجينات أو المورثات ال تحدد مستوى الذكاء على النحور الذي نقيس عليه ‪ ،‬وان الخبرة و التأثيرات‬
‫الحضارية و البيئة لها أثر أكبر مما كان يظن من قبل فالبيئة التي يجد الطفل فيها الذكاء و النشاط و الحيوية مجاال واسعا لممارسة يتوقع أن يحمل الطفل هذه‬
‫السمات و المميزات مع مرور الوقت‪.‬‬
‫‪-2‬األفكار و اآلراء و المعلومات المختلفة ‪ :‬يتأثر الفرد خالل تعامله مع محيطه بكثير من اآلراء و األفكار و التوقعات و السلوكية التي تختلف باختالف‬
‫تفسير األوساط و البيئات االجتماعية التي يحتك بها ‪،‬و رصيد الخبرة التي يكتسبها خالل تفاعله االجتماعي يشكل مخزونا كبيرا يعين الفرد على حل مشاكله‬
‫و تحقيق أغراضه و على اختيار استجاباته و انتقاء أنواع سلوكه ‪ ،‬و تتضمن عملية االختبار عمليات متعددة كاإلدراك‪ ،‬تكوين االتجاهات و الحكم على‬
‫(‪*)15‬‬
‫األمور‪ .‬و العملية اإلدراكية في جوهرها اجتماعية ذلك أن المواقف اإلدراكية تنبثق من حياة المجتمع‪.‬‬
‫(*‪)16‬‬
‫الخصائص االجتماعية ‪ :‬العواطف واالتجاهات التي تمتص من البيئة الخاصة بالفرد كاالسرة والمدرسة والمجتمع‪.‬‬
‫الخصائص االنفعالية ‪:‬تتضمن أساليب النشاط االنفعالي و تعتبر الحياة االنفعالية جانبا هاما من الشخصية و تبدو في مظاهر عضوية يختلف نوع النفعال‬
‫فهناك االنفعال الشديد و الذي يدعي بالهيجان‪ ،‬أما االنفعال الضعيف فهو الذي يسمى بالعواطف و يتفق كل من الهيجان و العاطفة في أنهما يحدثان توترا و‬
‫هذا التوتر عند ما يظهر في شكل سلوك عنيف يدعي بالهيجان ألنه نتيجة توتر شديد يعاني منه الفرد ‪ ،‬بينما في الغالب تكون التوترات الضعيفة سببا في‬
‫تكوين العواطف‪ ،‬يعبر عنها أصحابها أو يكتمونها أحيانا أخرى و يلخص " دافر " أهم الصفات المشتركة بين المذاهب‪)16*(.‬المختلفة في دراسته لالنفعال في‬
‫أنه " حالة نفسية معقدة تبدو مظاهرها العضوية في اضطراب النفس و زيادة ضربات القلب و اختالل إفراز الهرمونات‪ ،‬و تتميز مظاهره النفسية بوجدان‬
‫قوي يبدأ في القلق واالضطراب و قد يؤدي هذا القلق إلى قيام الفرد بسلوك معين ليخفف من توتره النفسي ‪ (،‬و االنفعال يصحب دائما الشعور بالحاجة ‪،‬‬
‫يشتد االنفعال تبعا لشدة الحاجة و ضرورتها‪ .‬و الفرق كبير بين االنفعال و العاطفة‪ ،‬فبينما يكون االنفعال تجربة عابرة‪ ،‬إذ بالعاطفة نزعة مكتسبة بالتدريج‬
‫(*‪)16‬‬
‫بعد أن مرت بتجارب وجدانية و أعمال عدة‪.‬‬

‫‪ * 15‬كتاب علم الشخصية ‪ * / 16‬رسالة بحث مكملة لنيل درجة الماجستير في علم اجتماع التنمية‪ -‬نجوى عميرش‪-‬‬

‫شخصية المراهق ‪:‬‬


‫لعلّنا ال نخطئ إذا ما قلنا إنّ تكامل الشخصـــية ال يمكن أن يتحقق للمـــرء إاّل إذا حـــدث انســـجام في سلســـلة المراحل العمرية الـــتي يحياها اآلن‪ .‬بحث "‬
‫مصطفى فهمي سنة ‪ 1909‬حول التوافق عند الطالب المراهقين وأجرى بحثا على ‪ 90‬حالة من حاالت المــراهقين في المــدارس الثانوية بــاال ســكندرية‬
‫حيث عرض هذه الحاالت وعلق عليها ووجد من بين العوامل التي تتصل بطبيعة الفرد وشخصيته‪:‬‬
‫‪ -‬ما يتصل بدرجة النمو وصفات الجسم‪.‬‬
‫‪ -‬ما يتصل بالناحية العقلية أي (القدرات العقلية) وأهمها الذكاء‪.‬‬
‫‪ -‬ما يتصل بالناحية النفسية ( العادات و االنفعاالت)‪.‬‬
‫( ‪*) 18‬‬
‫ولهذا و لتبيان المميزات الشخصية لدى المراهق اتبعنا هذه الدراسة‬

‫‪*17‬‬
‫سمات شخصية المراهق ‪:‬‬
‫السمة األولى البارزة في سلوك المراهق ‪ :‬تتمثل في التناقض في السلوك حيث نالحظ‪ :‬أنوية شديدة انانية مفرطة من ناحية يقابلها رغبة في الغيرية الى حد‬
‫التضحية بالذات من اجل قضية او مثال‪ ،‬انفتاحا واضحا على االخرين يقابله ميل الى العزلة و االنطواء‪ ،‬رغبة قوية بالشهوات الجسدية يقابلها ميل الى الزهد‬
‫وقهر الجسد‪ ,‬حماسا و اندفاعا يقابلهما حياء و تردد‪ ،‬اصالة و ابتكارية يقابلهما تقليد و تماه لآلخرين‪.‬‬
‫السمة الثانية البارزة في المراهقة ‪ :‬هي روح المعارضة و المبالغة في اثبات الذات عن طريق اعتماد االسلوب الى الشراهة‪ ،‬و حاجة الجنس الى مجون و‬
‫خروج عن القواعد‪ ،‬و حاجة التزين الى صراعات‪ .‬المستهجن‪ ،‬الغريب‪ ،‬المتطرف الذي يلفت االنظار و يصدم الكبار‪ .‬فالعدوانية تميل الى الجنوح‪ .‬و الرغبة‬
‫في االكل‬
‫السمة الثالثة تتمثل في عدم االستقرار العاطفي و سرعة التقلب و االثارة و شدة الحساسية و الميل الى السلبية و االستغراق في عالم الدوامات و االنكماش‬
‫على الذات‬
‫خصائص شخصية المراهق ‪:‬‬
‫الخصائص المعرفية ‪ :‬نجد المراهقون يعطون قابليتهم العقلية قيمة أكثر من الجوانب األخرى ويبرز هذا الجانب في‪:‬‬
‫القرار‪ :‬تعتبر القدرة على اتخاذ القرار و التفكير دليال على النضج العقلي للفرد وأما القدرات العقلية األخرى مثل‪ :‬القدرة الميكانيكية و القدرة الموسيقية‪..‬إلخ‬
‫وهذا ما أكدته بحوث فرنون ‪ Vernon‬سنة ‪ 1958‬وكذلك بحوث دياموند التي أكدت على أهمية القدرات العقلية‪*18.‬‬

‫الذكاء‪ :‬تستمر الزيادة في الذكاء بعد مرحلة الطفولة ولكن ليس بنفس الزيادة التي كان ينمو بها في مرحلة الطفولة فهي هنا زيادة أقل حيث يتوقف الذكاء‬
‫‪*19‬‬
‫عن الزيادة بعد سن(‪ )18‬في المتوسط‪.‬‬
‫القدرات الخاصة‪ :‬وهي النشاط العقلي المقتصر على مجال معين‪ .‬مثل القدرات اللغوية والقدرات الرياضية‪ ،‬والقدرات المكانية‪ ،‬والقدرة الميكانيكية‪ ،‬و القدرة‬
‫*‪19‬‬
‫االستداللية‬
‫التفكير المجرد‪ :‬يظهر التفكير المجرد بشكل واضح في مرحلة المراهقة ويعرف بأنه المقدرة على القيام بالعمليات العقلية دون التقيد بالمحسوس أي‬
‫التفكير بأمور افتراضية واختبارها عقليا ً دون أن يحتاج إلى تجربتها بشكل ملموس‪ .‬مثل استقصاء االحتماالت الممكنة لمشكلة تعترض الفرد قبل‬
‫الشروع في حلها ‪.‬التفكير المجرد يجعل الفرد يحلل ويركب ويناقش البدائل الممكنة وغير الممكنة‪.‬‬
‫‪-‬التفكير في أمور جديدة مثل (الكون والحياة والخلق وغير ذلك)‪ ،‬يجب هنا أن تلبي المناهج الدراسية اشباع هذا األمر‬
‫‪ -‬طرح أسئلة لم يكن يسأل عنها من قبل نتيجة لهذا التفكير وقد تكون محرجة للكبار أو ال يرضونها وبالتالي تفسر على أنها نوع من التحدي أو‬
‫االستهزاء‪ ،‬وتكون الحساسية أكثر عندما يتعلق األمر باألمور الدينية‪ .‬يجب هنا تقديم اإلجابة المناسبة أو إرشاد المراهق إلى أين يمكن الحصول عليها‪.‬‬
‫‪*19‬‬

‫‪ * 17‬أطروحة ماجيستير‪-‬المراهقات‪-‬وإقبالهن‪-‬على‪-‬قراءة‪-‬الصحف‪-‬الفني‪-‬بوفاتيت نسيمة –‪https://happyfamily.yoo7.com/t28-topic * /18‬‬


‫مقرر علم نفس النمو‬ ‫‪19* EDUC 212‬‬
‫الفروق الفردية ‪ :‬تظهر الفروق الفردية بين األفراد في مرحلة المراهقة نتيجة التفاوت الكبير في الدرجات في قدرة من القدرات‪ ،‬ولكن هذا التفاوت في‬
‫الدرجات ال يكون موجود في الطفولة فالدرجات متقاربة عند قياس قدرة من القدرات‪.‬‬
‫‪-‬تتضح الفروق بين الجنسين في القدرات العقلية‪ .‬مثل القدرة الرياضية يتفوق فيها الذكور عن اإلناث‪ ،‬كما أن القــدرة اللغوية تتفــوق فيها اإلنــاث عن الــذكور‬
‫‪*19‬‬
‫الخصائص االجتماعية ‪:‬‬
‫‪ -1‬كل ما يمر به المراهق من مواقف اجتماعية ومن تجارب كفقدان أحد الوالدين أو الحالة االجتماعية لألسرة أو الحالة االقتصادية أيضا ً تعبر من‬
‫‪*20‬‬
‫العوامل المهمة التي قد تعكس صفة أو أخرى على شخصيته‪.‬‬
‫‪- -2‬العالقات االجتماعية التي يختبرها‪ ،‬فلهذه العالقات أثر بالغ على قناعاته ‪,‬أفكاره وميوله مثل أسرته أو أقرانه في المدرسة أو الحي أو حتى معلميه أو‬
‫‪*20‬‬
‫الشخصيات العامة التي تعجبه فكل من هؤالء يتميز بصفة معينة قد تعجب المراهق ويقتدي بها أو يقلدها ويتعلم منها‬
‫الخصائص الجسمية ‪:‬‬
‫‪-‬يكون النمو الجسمي سريع وهذا ما يعرف بطفرة النمو وكذلك تبرز شخصية المراهق في النمو الحركي وخاصة أن حركاته تمتاز بعدم التناسق فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة االهتمام بالجسم ‪ .‬حيث يكثر تأمل المراهق لجسمه ومراقبة ما يطرأ عليه من تغيرات من خالل المــرآة ومقارنة نفسه بــاآلخرين‪ ،‬وشــعوره بأنه غــير‬
‫سوي أو طــبيعي الختالف نسب الجسم لديه عما اعتــاد عليه في الطفولــة‪ ،‬ونتيجة ما يشــعر به من ســبق لبعض اعضــاء الجسم لبعض قبل الوصــول إلى حالة‬
‫التوازن في أواخر المراهقة‪ .‬ويجب أن يحذر المدرسين في مرحلة المراهقة من التعليق على بعض أجزاء الجسم لدى المراهقين لحساسية ذلك في تلك الفترة‬
‫‪*19‬‬
‫كما يرى فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن الصراع في مرحلة المراهقة يحدث نتيجة للتغيرات الجسمية‬
‫‪*21‬‬
‫الخصائص اإلنفعالية ‪:‬‬

‫‪ ‬عــدم قــدرة المراهق (وعلى األخص بداية مرحلة المراهقــة) على التحكم بانفعاالته حــتى تصل عنــده الحالة في بعض األحيــان ـ ـ عنــدما يثــار انفعالي ـا ً إلى‬
‫الصراخ الشديد والى تحطيم األشياء أو تمزيق المالبس واألدوات‪ ،‬وان هــذه الخاصــية تنســحب على حــاالت الفــرح فقد يقــوم بأصــوات وحركــات هســتيرية‬
‫عندما تغمره حالة متطرفة من الفرح‪.‬‬
‫ـ عنف االنفعاالت‪ :‬حيث يثور المراهق في هذه الفترة ألتفه األسباب وفي هذه الخاصية يقترب المراهق فيها من األطفال وربما يكون عنيف االنفعــال مرتبط‬
‫إلى حد كبير بالتغييرات الجسمية‪ .‬السريعة والمفاجئة والتي ال يوفق الفرد فيها إلى حسن التعليل‪ .‬ظهور حــاالت اليــأس والقنــوط ومعانــاة المراهق لخيبــات‬
‫األمل وهذه الخاصيات تنتشر بين المراهقين الذين يواجهون مواقف صعبة ومعامالت قاسية ينتج عنها إحباطا طفيفا ً بسبب تعارض رغبــاتهم وتصــرفاتهم‪،‬‬
‫وقد تشيد هذه الحاالت ويزداد وقعها على بعض األفراد حتى تصل إلى حاالت التفكير باالنتحار أو القيام به فعالً‪.‬‬
‫أنماط الطبع و الشخصية عند المراهقين‪:‬‬
‫عملية تشكيل الطبع‪ :‬الحديث عن الطبع عند المراهقين يعيدنا الى الوراء الى الطفولة حيث يتكون الطبع كنتيجة للدفاعات النرجسية‪ ،‬للتكيف االوتوبالستيكي‬
‫من قبل األنا ازاء االخطار الخارجية و الداخلية‪ .‬فالطبع من هذا المنظور هو مجموعة او آليات الدفاع التي يعتمدها األنا ضد القلق‪ .‬فأالنا يلعب دور الوساطة‬
‫بين الهو و االنا األعلى‪ .‬و لكي يحافظ على استمراريته يجتاف الموضوعات المحبطة له و اآلتية من العالم الخارجي و بعملية االجتياف هذه يتكون االنا‬
‫االعلى‪ .‬فاالنا في البداية ال يعرف سوى نزوات الهو فيؤرصن الطبع كدفاع يحمي الهو ضد متطلبات العالم الخارجي ‪*22‬‬
‫‪*22‬‬
‫‪ .‬تصنيف الطبائع‪ :‬فقد حدد "فرويد" الطبع من خالل التثبيت على دور معين من ادوار النمو اللبيدي ‪:‬‬
‫‪ EDUC 212 *19‬مقرر علم نفس النمو‪ * 20 /‬دور‪-‬مرحلة‪-‬المراهقة‪-‬في‪-‬بناء‪-‬وصقل‪-‬الشخصية ‪https://www.hellooha.com/articles/‬‬
‫‪( *21* https://www.najafpost.com/articles/view/details?id=2683 /22‬عبد الغني الديدي‪)84: 1995،‬‬

‫الطبع الفمي‪ :‬اتكالي‪،‬فاتر‪،‬متلهف للعطف‪ ،‬ثرثار ميال للتدخين و المسكرات و بلع الطعام‬
‫‪ .‬النمط السادي الشرجي‪ :‬عدواني‪ ،‬مرتب‪ ،‬حريص‪ ،‬دقيق‪ ،‬بخيل‪.‬‬
‫النمط القضيبي‪ :‬نرجسي اناني‪.‬‬
‫النمط التناسلي‪ :‬شهواني متحرر من القيود االجتماعية ‪.‬‬
‫‪*23‬‬
‫أنماط شخصية المراهق ‪:‬‬

‫لقد وضع بعض علماء النفس‪ ،‬منها " تورنس " ‪، Torrance‬تقسيما ً للمراهقين‪ ،‬بحسب األنماط السلوكية السائدة في كل جماعة منهم‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬النمط التقليدي‪ :‬الذي يكون هدفه مسايرة الركب و االنصياع لمعايير ا تمع و السلطة و األسرة و الدين‪ .‬و أشخاص هذا النمط ليسوا بالضرورة مبدعين أو‬
‫مبتكرين ‪.‬‬
‫النمط المثالي‪ :‬و يأتي في أشكال متعددة منها الثوري‪ ،‬و المتمرد‪ ،‬و االصالحي‪ ،‬و المؤمن بضرورة التغيير الجذري‪ .‬و يتميز هذا النمط بالسخط العام على‬
‫المعايير السائدة‪ ،‬و االيمان بضرورة تغييرها‬
‫‪ -‬النمط الباحث عن اللذة‪ :‬هدفه الحصول على اللذة أينما كانت‪ ،‬و االشباع اآلني دون حساب للعو اقب‪ ،‬و أشخاص هذا النمط هم أكثر أنواع المراهقين عرضة‬
‫لالغتراب النفسي عن الذات و ا لمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬النمط السيكوباتي الجانح‪ :‬هو النمط الذي لم ينجح في تطوير معاييره األخالقية‪ ,‬يبحثون عن اللذة الشخصية‬
‫‪*24‬‬
‫دراسات وبحوث ‪:‬‬

‫كذلك ترتبط تغيرات الشخصية في البلوغ بعوامل خارجية تتمثل في ضغوط وصعوبات الحياة‪ ،‬وال شك أن فترة المراهقة تشهد الكثير من الضغوط‪ ،‬ولكن‬
‫‪.‬أبحاثا أظهرت األثر الذي تتركه ضغوط بعينها في تغيرات محددة بالشخصية‬

‫ففي دراسة أجريت عام ‪ 2017‬لمتطوعين أمريكيين قاس الباحثون قياسات تتعلق بالشخصية في الفترة بين عمر الثامنة والثانية عشرة‪ ،‬ومرة أخرى بعد‬
‫ثالث سنوات‪ ،‬ثم بعد سبع ثم عشر سنوات من الفترة األولى‪ ،‬سجل خاللها المتطوعون الضغوط والصعوبات التي تعرضوا لها خالل سنوات مراهقتهم‬

‫وخلصت الدراسة لنتيجة أساسية هي أن الصعوبات الخارجة عن يد المراهق‪ ،‬من قبيل طالق األبوين أو التعرض لحادث سيارة‪ ،‬ارتبطت بزيادة ال ُعصابية‬
‫‪.‬خالل المراهقة وبعدها‬

‫ووجدت الدراسة أن الصعوبات المرتبطة مباشرة بسلوك المشارك وقراراته ‪ -‬من قبيل الطرد من الدراسة لسوء المسلك ‪ -‬تركت تداعيات أكثر على‬
‫‪.‬الشخصية‪ ،‬منها زيادة العصابية واالنفالت والمشاكل السلوكية في المستقبل‬
‫وعلل الباحثون ذلك بأن المشاق الناجمة عن أفعال المراهق قد يُنظر إليها باعتبارها أصعب ما يضر أكثر بتطور الشخصية‪ .‬ومن ثم فتوافر الدعم النفسي‬
‫للمراهقين ‪ -‬خاصة خالل األزمة ‪ -‬يساعد على عدم تردي الشخصية‬

‫‪.‬‬

‫‪https://www.bbc.com/arabic/vert-fut-44471797 *24‬‬ ‫‪ *23‬المراهقة ونظرياتها المفسرة –الفصل الرابع ‪/ -‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬مفهوم الذات عند المراهق‬


‫تمهيد‬
‫يعتبر مفهوم الذات من بين المفاهيم التي تناولها علماء النفس واختلفوا فيها ومن بين الدراسات األولية في هذا الموضوع دراسة ‪ w.james‬في كتابه‬
‫"أسس علم النفس" ثم تلت دراسات ‪ Rogyers –freud‬وكثيرون قد بحثوا في تديد معنى مفهوم الذات ‪*10 .‬كما دلت الكتابات والدراسات التي دارت‬
‫حول موضوع مفهوم الذات أنه يعتبر حجر الزاوية في الشخصية وأصبح مفهوم الذات اآلن ذا أهمية بالغة ويحتل في هذه األيام مكان القلب في التوجيه‬
‫واإلرشاد النفسي والفرد في بيئته هو كائن يخضع لخصائص النمو وقوانينه العامة التي تسير إلى األمام متجهة نحو تحقيق غرض ضمني وهو النضج‬
‫‪.‬ومع استمرار عملية النمو وعقدها والتي تشمل كافة الجوانب التي تشكل بنية االنسان سواء أكانت جسمية او عقلية او وجدانية أو اجتماعية أو غيرها‬
‫‪.‬حيث أن الفرد يبدأ في تكوين مفهوم حول ذاته وتقديرا لذاته اذ يتضمن أفكارا واتجاهات وميول ومدركات حولها ‪.‬وبالتالي ماهو مفهوم الذات ؟ وماهي‬
‫خصائصه؟ وأنواعه ؟ومختلف العناصر المرتبطة به ؟‬
‫الذات في القرآن الكريم‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬جاءت بمعنى الذات الخارجية أي كل ما من شأنه تحقيق التوافق والتسامح مع اآلخرين وإزالة التشاحن والتقاطع والتدابر وتحقيق التواد والتحاب‬
‫‪.‬والتواصل‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱽﭐ ﱁ ﱂ ﱃﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱼ األنفال‪١ :‬‬

‫ثانياً‪ :‬جاءت بمعنى الذات الداخلية أي الضمير وذلك في قولة تعالى ‪‬وهللا عليم بذات الصدور ) آل عمران‪[ )154 :‬ذات) كلمة وضعت لنسبة المؤنث كما‬
‫أن (ذو) كلمة وضعت لنسبة المذكر والمراد بذات الصدور الخواطر القائمة بالقلب والدواعي والصوارف الموجودة فيه وهي لكونها حالة في القلب منتسبة‬
‫‪*13‬‬
‫إليه فكانت ذات الصدور‪ ،‬والمعنى أنه تعالى عالم بكل ما حصل في قلوبكم من الخواطر والبواعث والصوارف‬
‫فابن سينا" في القرن العاشر الميالدي يرى مفهوم الذات على أنه الصورة المعرفية للنفس البشرية‪ ،‬أما" الغزالي" في القرن الحادي عشر الميالدي فيقول‬
‫أن النفس خمس واجهات‪ :‬النفس الملهمة‪ ،‬النفس اللوامة‪ ،‬النفس البصيرة النفس المطمئنة والنفس األمارة بالسوء‪ ،‬واعتبر األربعة منها حميدة والخامسة‬
‫‪*13‬‬
‫غير حميدة‬
‫تعريف الذات لغويا ً‪:‬‬
‫وردت عدة تعريفات لذات من الناحية اللغوية منها ما ورد في معجم الوجيز‪ ،‬بمعنى‪ :‬النفس والذات ناحية من نواحي الشخصية قادرة على المعرفة‬
‫االستنتاجية‪ .‬كما جاء معنى الذات في معجم الصحاح بمعنى ذو‪ :‬صاحب‪ ،‬وتطلق على الطاعة والسبيل في حين تبين معنى الذات في لسان العرب بمعنى تأنيث‬
‫ذو‪ ،‬ومعنى ذو‪ :‬صاحب وذات الشيء‪ :‬حقيقته وخاصته‪*13.‬‬
‫الذات ‪SELF‬‬

‫لذات ‪ :‬هي الشعور والوعي بكينونة الفرد‪ .‬وتنمو الذات و تنفصل تدريجيا عن المجال اإلدراكي ‪ ‬وتتكون بنية الذات كنتيجة للتفاعل مع البيئة وتشمل الذات‬
‫المدركة‪ ،‬والذات االجتماعية‪ ،‬والذات المثالية وقد تمتص قيم اآلخرين وتسعى الى التوافق والثبات‪ ،‬وتنمو نتيجة للنضج والتعلم ‪*11‬‬
‫مفهوم الذات ‪SELF-CONCEPT‬‬

‫حامد زهران ‪ :‬يمكن تعريف مفهوم الذات بأنه تكوين معرفي منظم موحد ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتعميمات الخاصة بالذات يبلوره الفرد‬
‫ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته‬

‫‪ *13‬الذات المدركة واالكتئاب ‪-‬أطروحة ماجيستار‬


‫يرى (مولي ‪( MOULY‬مفهوم الذات مفهوما ً نسبيا ً نواته تقويم الفرد لذاته‪ ،‬وهو يتطـور مـع العمر وعبر التفاعل االجتماعي‪ ،‬وال سيما مع األشخاص الذين‬
‫يمثلون لدى الفرد مكانـة مهمـة كالوالدين واألصحاب‪ ،‬وللخبرة دور مهم في عملية النمو‪ ،‬وفي استيعاب المعايير التي تحدد الشخص المقبول بدرجة عالية‬
‫‪* 25‬‬
‫في بيئته‪ ،‬ولكن في مرحلة الحقة يأخذ مفهوم الذات في االنتظام والثبات ويقاوم كل التغييرات وال سيما في مرحلة المراهقة‬
‫‪*15‬‬
‫‪ ‬ولیام جیمس ‪ :‬الذات هي المجموع الكلي لكل ما یستطیع اإلنسان أن یدعي أن له ‪ ( ،‬أصدقائه‪ ،.‬أسرته ‪،‬ممتلكاته المادیة ‪،‬قدراته ‪،‬سماته‪ ،‬جسده ‪،‬‬

‫وبالنسبة لـ"‪ Rogers.C‬يرى أن مفهوم الذات هو فكرة الفرد كما هو في عالقته ببیئته ‪ .‬وهذا المفهوم هو الذي یحدد سلوكه وتحدید هذه الذات الظاهریة‬
‫بالنسبة للفرد ‪ ،‬حقیقة وهو یرى بأن مفاهیم الذات معقدة ومتغیرة إذ یمكن لها أن تتغیر نتیجة للتعلم مهند والنضج وهي تحدد كیف یستجیب الفرد للمواقف‬
‫‪*25‬‬
‫المختلفة وكیف یتعامل معها‬
‫ويتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتية المنسقة المحددة األبعاد عن العناصر المختلفة لكينونته الداخلية والخارجية ويقول كارل روجرز ‪C.Rogers‬‬
‫صاحب نظرية الذات ‪ Self Theory‬أنه بالرغم من أن مفهوم الذات ثابت الى حد كبير إال أنه يمكن تعديله وتغييره تحت ظروف العالج النفسي الممركز‬
‫حول العميل ‪ Client –senterd therapy‬الذي يؤمن بأن أحسن طريقة للتغيير في السلوك تكون بأن يحدث التغير في مفهوم الذات‬

‫أهمية مفهوم الذات‬


‫يمكن إجمال أهمية مفهوم الذات فيما يلي ‪:‬‬
‫مفهوم الذات يؤثر على األهداف التي يصيغها الفرد لنفسه والسلوك الذي يعتبـر مالئمـاً‪ ،‬فمفهوم الذات يؤثر عمليا ً في كل شيء نفعله‪ ،‬بل أن نجاح‬ ‫‪)1‬‬
‫الطفل في المدرسة يعتمد إلى حد كبير على نوع مفاهيم الذات التي يمتلكها حيال ذاته‪ ،‬حيث أن مفهوم الذات يمثل الجانـب األول لإلنجاز المعرفي‬
‫الذي ينبغي أن يكون مرتبطا ً بنمو المفاهيم األساسية األخرى عـن العالم‪ .‬فسلوكنا في مجمله يعبر عن مفهومنا الراهن لذواتنا‬
‫مفهوم الذات يعكس نسقا ً إدراكيا ً مناسبا ً تشكله تعامالتنا مع الخبرة والواقع الخـارجي‪ ،‬وأن تعامالتنا وسلوكنا يتحدان من خالل مفهومنا عن ذاتنا‬ ‫‪)2‬‬
‫مفهوم الذات مكتسب ويمكن تغييره وتعديله تحت ظروف خاصة على الرغم من ثباته إلى حد كبير‪ ،‬كما في نظرية (الذات روجرز) الذي يؤمن بأن‬ ‫‪)3‬‬
‫أفضل طريقة إلحداث التغيير في السلوك يكون بحدوث تغيير في مفهوم الذات‪ ،‬وهذا يبرر أهمية وتـأثير عمليـة التنشـئة االجتماعية في تشكيل‬
‫مفهوم الذات‪ ،‬وفي المقابل فإن مفهوم الـذات يـؤثر فـي التنشـئة االجتماعية‪.‬‬
‫مفهوم الذات يمثل أهمية قصوى في المجال التربوي فيرى (سيزر) أن هناك عالقة وطيدة بين مفهوم الذات والتحصيل‪ ،‬وكلما كان مفهوم الذات‬ ‫‪)4‬‬
‫موجبا ً ساعد ذلك على النجاح فـي التحصيل‪ .‬كما أن قدرة الطفل على التعلم ال تعتمد على التدريس الجيد فحسب بـل علـى تقييم التالميذ لذاتهم‬
‫باإلضافة إلى قيمهم‪ .‬وهذا ما أوضحته دراسة كل من (بروك‪ (،1957 ،‬و(كوبر سميث‪(، 1960 ،‬حيث أوضحتا أن التالميذ الذين يحصلون بشكل‬
‫مـنخفض فـي دراستهم ولديهم نظرة غير محببة للذات‪ ،‬والتي تصاحب التحصيل المنخفض تقام وتنمـى لدى العديد من األطفال قبل دخولهم‬
‫المدرسة‬
‫يعد مفهوم الذات مؤشراً هاما ً على مدى التوافق والصحة النفسية للفرد‪ ،‬فتؤكد الدراسـات والبحوث على العالقة االرتباطية بين مفهوم الذات‬ ‫‪)5‬‬
‫والتوافق النفسي‪ ،‬وأن سوء التوافق ينشأ عن إدراك تهديد الذات‪ ،‬أو إدراك التهديد في المجال الظاهري‪ ،‬كما بينـت الدراسـات أن األفراد ذوي‬
‫مفهوم الذات الموجب يكونوا أفضل توافقا ً من األفـراد ذوي مفهـوم الـذات السالب ‪*16‬‬
‫يعد مفهوم الذات جانبا ً من جوانب الذات التي تمثل التنظيم المعرفي والوجـداني المسـتمر والمعبر عن وعي الكائن لوجوده والمنسق بين خبرته‬ ‫‪)6‬‬
‫في الماضي مع آماله وتوقعاته فـي المستقبل‬
‫يعتبر مفهوم الذات من أهم عناصر الشخصية‪ ،‬وتكوين نفسي هام في فهم كثير من أنماط سلوكية عديدة لدى الفرد في المجال األكاديمي وغير‬ ‫‪)7‬‬
‫األكاديمي‪ ،‬كما أنه يعتبر بناء متعـدد األبعاد يتألف من عناصر إيجابية أو سلبية اعتماداً على نوع المعاملة التي‬
‫‪( ٍ*11‬أنور الشرقاوي‪ ,1970 :‬ص‪ *25 / 45‬جبريل‪، 1983 ،‬ص ‪ *15 /48‬كتاب علم الشخصية‬
‫تلقاها الفرد من اآلخرين داخل البيت وخارجه‬
‫‪ )8‬يعمل على المحافظة على التوازن الداخلي لإلنسان‪ ،‬ليبقى على قدر من االتساق في أفكاره واتجاهاته وتنظيم وبلورة عالم الخبرة المتغير الذي‬
‫يوجد الفرد فيه‪ ،‬مما يجعل مفهوم الذات منظما ً ومحدداً هاما ً للسلوك‪.‬‬
‫‪ )9‬يشكل مفهوم الذات الطريقة التي يفسر فيها الفرد ما يحدث له‪ ،‬والفرد يطور طرقه الخاصة لفهم البيئة والتعامل معها‪ ،‬وهنا يعمل مفهوم الذات‬
‫عمل مصفاة داخلية يمر فيها كل إدراك ويعطي معنى‪ ،‬وهذا المعنى يتحدد إلى حد كبير بوجهة النظر التي يحملها الفرد عن نفسه‪.‬‬
‫‪ )10‬إن لمفهوم الذات دوراً هاما ً في تحديد توقعات الفرد حول أحداث المستقبل‪ ،‬إذ أن التوقعات التي يحملها الفرد تدفعه للسلوك بطريقة تضمن‬
‫تحقيقها في الواقع‪ ،‬وهذه التوقعات تشـكل نبوءات محققة لذاتها‪.‬‬
‫‪- )11‬للذات دور في تفسير أسباب نجاح الفرد وفشله‪ ،‬حيث يقول (هيـدر‪( 1958 ،‬أن األفـراد يعزون نتائج أعمالهم عادة إلى أسباب داخلية تتعلق‬
‫بقدراتهم أو إلى أسباب خارجية مثـل الظروف المعاكسة‪ ،‬ويختار الفرد هذا النوع من األسـباب أو ذاك تبعـا ً لعوامـل تتعلـق بالموقف أو الفرد نفسه‬
‫‪-‬ينقسم مفهوم الذات إلى نوعين رئيسيين وهما مفهوم الذات اإليجابي ‪ Positive –self-concept‬ومفهوم الذات السلبي ‪Negative –self-concept‬‬
‫‪*26‬‬

‫‪*26‬‬
‫مفهوم الذات اإليجابي‪:‬‬
‫ويتمثل في تقبل الفرد لذاته ورضاه عنها‪ ،‬حيث تظهر لمن يتمتع بمفهـوم ذات إيجـابي بصورة واضحة ومتبلورة يلمسها كل من يتعامل مع الفرد ويحتك به‪،‬‬
‫حيث يكشف عنها أسلوب تعامله مع اآلخرين الذي يظهر فيه دائما ً الرغبة في احترام الذات وتقديرها والمحافظـة علـى مكانتها االجتماعية ودورها وأهميتها‬
‫والثقة الواضحة بالنفس والتمسـك بالكرامـة واالسـتقالل الذاتي‪ ،‬مما يعبر عن تقبل الفرد لذاته ورضاه عنها‪ ،‬وكذلك عن تحمل المسؤولية‪ ،‬وأنـه يعتمـد عليه‬
‫ومتفهم ومتفائل اتجاه الحياة والناس‪.‬‬
‫‪*26‬‬
‫مفهوم الذات السلبي ‪:‬‬
‫ينطبق على مظاهر االنحرافات السلوكية‪ ،‬واألنماط المتناقضة مع أساليب الحياة العاديـة لألفراد‪ ،‬والتي تخرجهم عن األنماط السلوكية العادية والمتوقعة من‬
‫األفراد األسوياء في المجتمع والتي تجعلنا نحكم على من تصدر عنه بسوء التكيف االجتماعي‪ ،‬أو النفسي وتصنيفه فـي فئـة غير األسوياء‪.‬‬
‫‪*26‬‬
‫عوامل تكوين مفهوم الذات اإليجابي ‪:‬‬
‫من العوامل التي تؤدي لتكوين مفهوم ذات إيجابي لدى المراهق معرفته بقدراته وامكانياته وكذلك فكرته عن نفسه وتقديره لذاته فكلما كانت فكرته عن‬
‫نفسه واقعية كان تقديره لذاته مرتفع‬
‫‪*26‬‬
‫عوامل تكوين مفهوم الذات السلبي ‪:‬‬
‫عوامل ذاتية ‪ :‬مثل القدرات العقلية العامة (الذكاء ) والخصائص الجسمية والنفسية حيث يصعب تقبل مفهوم الذات الجديد والتخلي عن المفهـوم القديم‪،‬‬
‫عوامل اجتماعية ‪ :‬تشمل كل ما يحيط بالمراهق مثل االسرة والمدرسة وتوقعات الوالدين واألصدقاء وسائل االعالم ‪.‬المستوى االقتصادي واالجتماعي ‪...‬‬
‫‪*27‬‬
‫‪ -‬نقد الذات ‪ :‬وهو مفهوم الفرد لنقد ذاته ورضاه عن تبديل سلوكه وتغييره عند توجيه اآلخرين له‪.‬‬
‫أبعاد الذات ‪ :‬عموما فقد تحدث السيكولوجيون عن أبعاد متعددة‪ ،‬لكن لو قمنا بتقسيمها وتصنيفها لوجدنا ان جلها يتجه الى أبعاد ثالث هي‪ : ‬الذات الواقعية‪-‬‬
‫‪*27‬‬
‫الذات االجتماعية‪-‬الذات المثالية‪ .‬وما قام بعض الباحثين هو التعمق في البعد الواحد وتقسيمه الى أبعاد اخرى مختلفة‪.‬‬
‫‪ *26‬مفهوم_الذات_في_علم_النفس ‪/https://mawdoo3.com‬‬
‫‪ * 27‬المكانة االجتماعية لتلميذ مرحلة التعليم الثانوي وعالقتها بمفهوم الذات –رسالة دكتوراه –حيمود أحمد ‪-‬‬

‫البعد األول ‪ :‬الذات المدركة (الواقعية ) وهي تختص بالفكرة التي يأخذها الفرد عن مكانته وقدراته وأدواره‪ ،‬وهي ذلك الجزء من الشخصية التي تتجاوب مع‬
‫الواقع الشامل لمشاعرنا وأفكارنا‪ ،‬وكذلك قدرتنا على تخطي المشاكل‪ ،‬وهي تمثل الصورة التي يراها الفرد عن نفسه كما هي في الواقع‪ ،‬سواء كانت هذه‬
‫الفكرة ايجابية بان يرى نفسه كشخص له كيان‪ ،‬ذو قدرة‬
‫على التعلم وقوة جسمية‪ ،‬كفء للنجاح بامتالكه إمكانيات معتبرة تجعله قادرا على النجاح في حياته المستقبلية أو العكس من ذلك فقد تكون هده الفكرة‬
‫سلبية بان تكون لديه صورة بأنه عاجز أو فاشل‪ ،‬وليس له اهمية في البيئة التي يعيش فيها‪ ،‬ضعيف القدرات‪ ،‬وبان فرص النجاح أمامه ضئيلة‪ .‬ولقد ذهب‬
‫(كاتل‪( cattell‬الى نفس الشيء حيث سمى هذه الذات بالذات الفعلية‪ ،‬وهي فكرة الفرد عن نفسه في اللحظة اآلنية‬

‫البعد الثاني ‪( :‬الذات االجتماعية) تتعلق بالفكرة التي يحملها الفرد عن نفسه فيما يتعلق بعالقته مع غيره من الناس‪ ،‬ونظرة االخرين له‪ ،‬فقد يرى نفسه ذا‬
‫قيمة وسط زمالئه ومرغوب فيه‪ ،‬أو انه منبوذ وغير مرغوب فيه‪ ،‬وقد يرى ان قيمه واتجاهاته من األسباب التي تجعل االخرين ينظرون إليه بعدم ثقة أو‬
‫ينظرون إليه بعين االحترام‪ ،‬حيث تؤثر الطريقة التي ينظر بها الناس إليه على نفسه‪ ،‬الن صورة الفرد عن ذاته تتكون من خالل نظرة االخرين إليه‪ ،‬ويتكون‬
‫بذلك مفهوم الذات االجتماعي من االعتبارات والتقديرات المحصلة من مختلف المجموعات التي يتفاعل معها الفرد‪ ،‬وهي تمثل إدراك الفرد لكفاءته وقدرته‬
‫‪*27‬‬
‫على التفاعل االجتماعي مع االخرين‬
‫البعد الثالث ‪( :‬الذات المثالية) وهي الصورة التي يحملها الفرد عن ذاته كما يجب ان تكون عليه‪ ،‬وهذه النظرة تختلف عن الصورة التي يرى فيها نفسه‬
‫بالفعل‪ ،‬فهي ال تعبر عن نظرة الفرد الحالية أو الفعلية‪ ،‬فنجد كل فرد يتخيل نفسه في أعماق ذاته‪ ،‬فتكون له مثله العليا وقيمه ومستويات طموحه التي يرغب‬
‫‪*27‬‬
‫في تحقيقها‬

‫فهذه الذات تتكون من اهداف الفرد المستقبلية‪ ،‬والتي ينظم السلوك على أساسها‪ ،‬فالذات الواقعية في عملية نمو مستمر من اجل بلوغ الذات المثالية‪ ،‬وكلما‬
‫صغرت الهوة بين الذات الواقعية (الفعلية) التي ينظر بها الى نفسه وبين الذات المثالية التي يتمناها كلما كان التوافق النفسي لدى الفرد ايجابيا‪ ،‬وازدادت‬
‫‪*27‬‬
‫هذه الذات في النضج‪ ،‬وأصبح من المحتمل لهذه الصورة ان تتحقق‪ ،‬وحينئذ يمكن القول بأنه متقبل لذاته كانسان‪ ،‬ولديه الثقة بنفسه‬
‫‪*28‬‬
‫كلما كان هناك عدم توافق بين ابعدا الذات الثالث كلما كان هناك اضطراب على المستوى الذاتي للمراهق‬

‫العوامل المؤثرة في نمو الذات‪:‬‬


‫تعتبر الذات اللبنة األساسية في بناء الشخصية ‪،‬من أجل التوافق النفسي السوي وأن أي تأثر لمدركات ذواتنا بالعوامل االجتماعية والنفسية والجسمية‪،‬‬
‫تؤدي بالشخصية إلى حالة عدم التوافق النفسي غير السوي‪ ،‬هناك عدة عوامل تؤثر في بناء الذات‪:‬‬
‫‪ /1‬صورة الجسم ‪ :‬ويقصد بذلك التطور الفيزيولوجي للفرد ‪،‬من طول وعرض ‪،‬ويختلف هذا بين النساء والرجال‪ ،‬وحسب الصورة المرغوب فيها‪ ،‬فعند‬
‫الرجال يعود رضا الذات إلى البناء الجسماني الكبير والى القوة‪ ،‬بينما عند النساء كلما كان الجسم أصغر إلى حد ما من المعتاد أدى ذلك إلى الرضا والراحة‬
‫النفسية‪ ،‬وأما الحالة الشاذة عن بقية األفراد فتؤثر في صاحبها نفسياً‪ ،‬ويتأثر نمو الذات بسرعة النمو الجسماني كما أشير إليه فذوي النمو الجسمي البطيء‬
‫‪*28‬‬
‫يحملون مشاعر سلبية واتجاهات تمردية‪ ،‬ويشعرون بعدم الكفاءة ويحملون مشاعر عدوانية‬
‫‪ * 27‬المكانة االجتماعية لتلميذ مرحلة التعليم الثانوي وعالقتها بمفهوم الذات –رسالة دكتوراه –حيمود أحمد ‪-‬‬
‫‪*28‬الذات المدركة واالكتئاب –أزهار خالد خضر‪ -‬ص‪-12‬‬

‫‪ /2‬الصحة أو القدرة العقلية‪ :‬يرى حامد زهران أن الذات تنمو عند اإلنسان السوي بصورة أفضل عنه عند غير السوي‪ ،‬فهذا األخير ال يستطيع أن يقيم‬
‫‪*28‬‬
‫قدراته‬

‫‪/3‬المعايير االجتماعية‪.:‬ولقد تبين اختالف نمو الذات والرضا عنها عند الرجال والنساء‪ ،‬وذلك من خالل صورة الجسم والقدرات العقلية‪ ،‬ومع‬
‫التقدم في السن نجد أن التركيز ينتقل من القدرات العقلية العامة إلى القدرات العقلية الطائفية‪ ،‬كالقدرة اللغوية والفنية‪ ،‬وفي هذه الحالة يعتمد رضا الفرد عن‬
‫‪*28‬‬
‫ذاته على كيفية قياسه للمظاهر التي يكتشفها‬
‫‪ /4‬الخصائص والمميزات األسرية ‪ :‬إن مفهوم الذات يتأثر بالخصائص والمميزات األسرية‪ ،‬فالفرد الذي ينشأ في أسرة تحيطه بالعناية والتقبل يرفع ذلك من‬
‫قدراته واهتماماته ومهاراته‪ ،‬وفي نفس الوقت يمكن أن يتسبب الوالدان في أن يدرك الطفل نفسه كشخص غبي أو مشاكس أو غير موثوق به ‪،‬وذلك إذا اتبعا‬
‫أساليب خطأ ً في تنشئته االجتماعية داخل األسرة‪ .‬ومن الدراسات التي تم تناولها في هذا الصدد دراسة ( ايناسن وآخرون‪ . 41-33: 2000 ،‬ودراسة‬
‫هيجنز‪ ) 418-412: 2010 ،‬والتي توصلت إلى أن األسرة التي يتصف آباؤها بالدفء والتسامح والمحبة‪ ،‬كان الطفل فيها أكثر إدراكا ً وتقديراً للذات وأقل‬
‫إحباطا ً من األسر التي يتصف آباؤها بالقسوة والسيطرة‪.‬‬
‫‪ - /5‬اإلنجاز األكاديمي‪ :‬يعزز اإلنجاز األكاديمي والدرجات التي يتوصل إليها الفرد شعوره بالقيمة والكفاءة بأن النجاح التعليمي يكون أكثر تأثيراً في إدراك‬
‫‪*28‬‬
‫الذات وخاصة في السنوات األولى من الدراسة في الثانوية والسنوات التي تليها‬
‫‪ /6‬المقارنة ‪ :‬بمعنى مقارنة الفرد لنفسه بجماعة األفراد‪ ،‬فإذا قارن الطفل نفسه بجماعة أقل منه قدرة فإنه يزيد من قدرة نفسه‪ ،‬أما إذا قارن نفسه بجماعة‬
‫‪*28‬‬
‫أعلى منه شأنا ً فإنه يقلل من شأنها وقيمتها ‪.‬‬
‫ذات المراهق ‪:‬‬
‫تدعى مرحلة المراهقة حسب غالبية الباحثين بمرحلة إعادة صياغة وتمييز الذات‪ .‬فعملية تكديس التجارب المتعددة والمتزايدة وظهور مسؤوليات الرشد‪،‬‬
‫تحتم إعادة الصياغة للذات‪ ،‬بأكثر شمولية‪ ،‬والبحث عن التمييز يكون اكثر تفرد للوصول لتصور الذات األكثر استقاللية ولقد حظى مفهوم الذات بقدر كبير‬
‫من االهتمام في أدب تعلم الموهوبين حيث أنه يرتبط بالنواتج النهائية للتلميذ كاإلنجاز المرتفع كما أنه يؤثر بشكل خاص على طموحات التلميذ لمهنة‬
‫المستقبل على المدى الطويل وقد تكون هناك خطورة لحدوث نواتج غير مرغوبة مثل اإلنجاز المنخفض وحدوث مشكالت توافق نتيجة عدم االهتمام بمفهوم‬
‫‪*6‬‬
‫الذات لدى التلميذ وخاصة المراهق الموهوب‬
‫مفهوم الذات عند المراهق‪:‬‬
‫هو ادراك المراهق لنفسه وانطباعاته عن جسمه ومظهره العضوي وعن كل ماهو خاص ومحسوس فيه كشخص وكذا انطباعاته عن نفسه وسماته‬
‫وامكاناته ودوره وهذا ما عبر عنه كل من "كارول سيجلمان" و "ديفيد شافر‪ " Shaffer & Sigelman‬في قولهما "ربما ال توجد فترة حياة الفرد أكثر‬
‫أهمية بالنسبة لنمو الذات من مرحلة المراهقة‪ .‬أن المراهقة هي بحق الوقت الذي يجد فيه الفرد نفسه‪ ،‬و الذي يعرف فيه على نحو وثيق الشخص الذي‬
‫‪*29‬‬
‫سيكونه"‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة في نمو الذات عند المراهق ‪:‬‬
‫العوامل الجسمية والفيزيولوجية ‪:‬‬
‫ومن بين العوامل المتداخلة في إعادة صياغة وتمييز مفهوم الذات هناك النضج الجنسي‪ ،‬فالمتغيرات التي يعرفها جسم المراهق تجعل انشغاله ينصب مرة‬
‫اخرى على صورته الجسدية‪ ،‬إذ يتحتم على المراهق إدماج وتقبل هذه التغيرات الجسمية حتى يحقق تكيفا مقبوال بالنسبة لجنسه‪ ،‬والجنس األخر‪: ،‬كما انه‬
‫من خصـــائص االنســـان أن تكـــون لديـــه فكـــرة عـــن جســـمه‪ ،‬أي صـــورة ذهنيـــة عـــن جســـمه و شـــكله و هيئتـــه‪ ،‬و‬
‫لهـــذا يميـــل طفـــل الثالثـــة الى استكشـــاف جميـــع أجـــزاء جســـمه‪ ،‬و في‬
‫‪ * 6‬مفهوم الذات وعالقته بالتوافق النفسي لدى التالميذ المراهقين ‪-‬ابراهيم أحمد سليمان الباشا‬
‫‪*28‬الذات المدركة واالكتئاب –أزهار خالد خضر‪ -‬ص ‪* 29 / -12‬أ‪.‬د‪.‬عبد هللا كمال – د‪.‬ربوح لطيفة المدرسة العليا أللساتذة بوزريعة‬
‫الخامســـة قـــد يقـــارن نفســـه بغـــيره مـــن األطفـــال‪ ،‬و يتجـــدد هـــذا الميـــل في المراهقـــة‪ ،‬فـــالفتى ال يقتنـــع بكشـــف تغيراتـــه الجســـمية‬
‫فحســـب‪ ،‬بـــل يحـــاول تتبـــع هـــذه التغـــيرات و مقارنـــة نفســـه بزمالئـــه‪ .‬يشـــعر الفـــتى بعـــدم األمـــن أو القلـــق اذا شـــعر أن جســمه يحيــد كثــيراً‬
‫عــن تصــوره لــه‪ ،‬و اذا كــان مفهــوم الــذات مطلقــا ً لمــا يــود أن تكــون عليــه (الــذات المثاليــة) اتصـــف الفـــتى بالثبـــات و االســـتقرار و االتـــزان‪.‬‬
‫أمـــا اذا كـــان الفـــرق كبـــيراً بـــين فكرتـــه عـــن ذاتـــه و مـــا يـــ ّو ُد أن يكـــون عليـــه‪ ،‬فانـــه يُصـــاب كثـــيراً باالحبـــاط و اليـــأس‪ ،‬و تقـــل فـــرص‬
‫‪*27‬‬
‫الـــتعلم أمامـــه‪ ،‬و تقـــل محاوالتـــه في تغيـــير نفسه‬
‫العوامل العقلية ‪:‬‬
‫أن انتقال المراهق من فترة التكيف الملموس الى مرحلة التفكير اإلجرائي االستنباطي‪ ،‬يجعله يعيد النظر في ذاته وصياغتها وفق معطيات جديدة تتعدى‬
‫مستوى الواقع الملموس‪ ،‬كما ان إعادة النظر في المواضيع القديمة والعالقات القديمة (الوالدية) وبالتالي في التقمصات يحتم عليه في البحث عن ذاته‬
‫تقمص الشخصيات الموجودة في الجماعة أو األفراد‪ ،‬وبالتالي تتغير صورته لذاته وتقديره لها‬
‫مفهوم تقدير المراهق لذاته‪:‬‬
‫تقدير المراهق لذاته‪ ،‬هو بناء شخصيّة المراهق وتقدير قيمة لها‪ ،‬في ظل وجود العديد من االعتبارات التي تحيط به‪ ،‬والتي يمكن حصرها باعتبارات نفسيّة‪،‬‬
‫ومجتمعيّة‪ ،‬وبيئيّة تؤثر في سلوك المراهقين بشكل مباشر‪ ،‬وتدفعهم إلى التصرف بشكل إيجابي‪ ،‬ومثمر‪ ،‬أو العكس في ضوء البناء النفسي للمراهق‬
‫لقد اعتبر علماء النفس أن صوت الناقد لدى المراهق هو المعيار األساسي في تكوين شخصيته‪ ،‬ونعني هنا بصوت الناقد‪ :‬الصوت الداخلي المتشكل من‬
‫تراكمات نفسيّة‪ ،‬سلبيّة أو إيجابيّة‪ ،‬كان مصدرها األسرة‪ ،‬أو المجتمع‪ ،‬أو البيئة ككل‪ .‬إن تقدير الذات يؤثر على شخصيّة المراهق تأثيراً بليغاً‪ ،‬فنجد صوت‬
‫الناقد فيه يعلو كلما الحت له مواقف يجزم أنه لن يستطيع تجاوزها‪ ،‬أو التعامل معها‪ ،‬وهذا كله بسبب المخزون السلبي المتراكم في عقله الباطن‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح أيضاً‪ ،‬فإذن التجارب السلبيّة أو اإليجابيّة تؤثر بشخصيّة المراهق بشكل كبير‪ ،‬وتجعله يتجه في مسارات متباينة‪ ،‬ما بين االتزان‪ ،‬والتخبط‪.‬‬
‫نظرة المراهق للذات‪:‬‬
‫‪-1‬المتقبل للذات‪ :‬منذ الصغر متقبل ذاته‪ ،‬مجابهة الحياة ( سلب و ايجاب )‪ ،‬شعور بالحرية يستخدم طاقاته‪ ،‬ينمي إحساسه دون نــدم‪ ،‬إنســان عفــوي‪ ،‬ينســجم‬
‫مع الوسط‪ ،‬الجرأة‪ ،‬يمكن تحديد نقاط الضعف‪.‬‬
‫‪ -2‬الرافض للـذات‪ :‬نقيض المتقبــل‪ ،‬غـير مرتــاح لنفســه‪ ،‬يلومهــا‪ ،‬ال يقيمها حـتى أنه يكرههــا‪ ،‬ويبــدو هــذا التقليل من قيمة ما يحققه من نجـاح‪ ،‬وعـدم الثقة‬
‫‪*30‬‬
‫باآلخرين‪ ،‬وأكثر اهتماما بالحفاظ على شعورهم‪ ،‬وهذا يعود إلى استواء اإلتجاهات و الوعي خاصة‪.‬‬
‫دراسات وبحوث ‪:‬‬
‫قامت (إنجل ‪( ENGEL‬بدراسة مفاهيم ذوات مجموعة من طالب الصف التاسـع‪ ،‬أظهرت نتائجها أن هناك ثباتا ً كبيراً في مفاهيم الذات اإليجابية‪ ،‬بالرغم مـن‬
‫أن الطـالب الذين يتصفون بمفاهيم سلبية نحو ذوا‪‬م كانت مفاهيمهم أقل ثباتا ً وأكثر تغييراً‪ .‬واقترحت العمل على تغيير مفهوم الذات السلبي لكي ال يواجه‬
‫هؤالء المراهقون بمشكالت سلوكية‪ ،‬وكي ال يتعرضوا لمواقف شخصية عصيبة‬
‫ومن هذه الدراسات دراسة (بيرجر ‪( BERGER‬الــتي توصــلت إلى أن تقبل المراهق لذاته يــترتب عليه تقبله لآلخــرين المحيطين بــه‪ ،‬ومن ثم تقبلهم لــه‪ ،‬أما‬
‫رفض الذات وعدم تقبلـها فينعكس مباشرة على سلوك الفرد مما يؤدي إلى رفضه لآلخرين وعدم تقبله لهم‪ ،‬ومـن ثم عدم تكيفهم له ومعه‪( .‬‬

‫‪ * 27‬المكانة االجتماعية لتلميذ مرحلة التعليم الثانوي وعالقتها بمفهوم الذات –رسالة دكتوراه –حيمود أحمد –‬
‫‪https://bahbah.ahlamontada.com/t236-topic *30‬‬
‫و قد أجرى كل من "سوزان هارتر" و " آن منصور" دراسة على فئات من المراهقين تنحصر أعمارهم بين ‪ 13‬عاما و ‪ 17‬عاما‪ .‬و قد طلبا منهم أن‬
‫يصفوا أنفسهم عندما يكونون مع آبائهم و مع أصدقائهم و في كثير من المواقف األخرى‪ .‬و طلب منهم كذلك أن يصنفوا أوصافهم هذه و أن يحددوا أية‬
‫أوصاف متناقضة أو غير منسقة‪ ،‬و أن يشيروا الى التناقضات أو عدم االتساقات التي تربكهم أو تثير لديهم الخلط أو االنزعاج‪ .‬أما أطفال الثالثة عشر فقد‬
‫كانوا غير واعين تمام بعدم االتساق مع ذوا م‪ ،‬و بعضهم الذي اكتشف قدرا من عدم االتساق وجد أن هذا التناقض لم يضايقه‪.‬أما في سن الخامسة عشر فقد‬
‫استطاع العديد منهم أن يحددوا تناقضات و عدم اتساقات عديدة‪ ،‬و كان من الواضح أ م مرتبكين و غير مرتاحين لها‪ .‬فالمراهق في هذه الفئة يالحظ تناقضات‬
‫عديدة في شخصيته‪ ،‬فهو منتبه و كسول و ثرثار‪ ،‬و عصبي مع زمالئه في المدرسة‪ .‬ان مفهوم الذات في هذه المرحلة يضطرب نتيجة لما يعانيه المراهق من‬
‫اضطرابات في جوانب النمو األخرى‪ ،‬مما يتطلب ضرورة مراجعة نظرته إلى ذاته من جديد‪ ،‬وهـذا أمـر ليس سهالً‪ .‬واصطلح على تسمية هذه الحالة "أزمة‬
‫الهوية" وهي تشكل محور النمـو فـي هـذه المرحلة (أحمد‪ (. 1999 ،‬وفي نهاية المراهقة المتأخرة واالقتراب من سن الرشد يحدث تعديالً في صورة الـذات‬
‫ومفهومها نتيجة للنضج العقلي الذي يؤهل الفرد للموازنة بين استعداداته وقدراته وإمكاناته‪ ،‬وبين طموحاته وآماله‪ .‬وفي هذه المرحلة يعمل الفرد على‬
‫تحديد األهداف الرئيسية التي يعمـل علـى تحقيقها ‪*31‬‬

‫دراسات وحقائق ‪:‬‬


‫تقود الصحة النفسيّة السليمة للمراهق إلى تعلمه نقاط الضعف‪ ،‬والقوة لديه‪ ،‬وهذا ما يجعله يسد نقاط ضعفه بتفهم‪ ،‬وبحكمة‪ ،‬مستغال ً نقاط قوته التي تعتبر‬
‫كرصيد نفسي بنائي له‪ ،‬أما إن كان العكس‪ ،‬واستطاعت نفسه أن تستكين أمام نقاط ضعفها‪ ،‬فهذا سيخلق بداخله عوالم مشوهه‪ ،‬وغير مكتملة‪ ،‬تجعله ينحدر‬
‫بتصرفاته بحسب شدة ذلك الضعف الذي يسكنه‪ ،‬ومن هنا تبدو انفعاالته ومزاجيته التي تغلب على حقيقة طبعه المتزن‪ ،‬ويبدأ بالميل نحو العزلة‪ ،‬والبقاء‬
‫منكمشا ً على ذاته‪ ،‬بعيداً عن أي مظهر من مظاهر الحياة االجتماعيّة‪ ،‬وهذه المرحلة تعد األكثر خطورة في حياة المراهق‪ ،‬ألنها إن تفاقمت وعظمت ستنعكس‬
‫على صحته النفسيّة العامة حتى بعد زوال هذه المرحلة‪ ،‬وتسبب له مرضا ً يدعى بالوحدة االجتماعيّة‪ ،‬والذي أخذ مجاال ً واسعا ً من الدراسة‪ ،‬والبحث من قبل‬
‫‪*32‬‬
‫علماء النفس‪ ،‬واالجتماع لمعرفة أثره المباشر على المراهق في مرحلة المراهقة‪ ،‬وما بعدها‪.‬‬
‫إن المراهق الذي ك ّون تصوراً واضحا ً إيجابيا ً لذاته يستطيع تحديد أهدافه دون أن يتأثر بالضغوطات المختلفة التي ممكن أن تعترض مسيرته‪ ،‬وهذا يخلق‬
‫فيه قوة دافعة للنظر إلى االرتقاء لمستويات أعلى من المستوى الذي هو فيه فعلياً‪ ،‬ويخطط لمستقبله بحكمة وبوعي كبيرين‪ ،‬بينما نجد المراهق الذي لديه‬
‫مفهوم مشوش عن الذات ال يستطيع تعريفها وتصورها بوضوح وغير المعزز داخليا ً فاقداً لهويته كثير التخبط‪ ،‬كثير االنفعال‪ ،‬محبا ً للعزلة‪ ،‬وساعيا ً ألن‬
‫يفرض نفسه في أسرته‪ ،‬أو مدرسته‪ ،‬أو مجتمعه بالعناد‪ ،‬وتقليد الشخصيات التي يراها بمنظوره بأنها شخصيات عظيمة‪ ،‬وناجحة‪ ،‬بغض النظر عن نظرة‬
‫المجتمع له‪ ،‬أو حتى للقدوة التي اتبعها‪ ،‬فتكون هناك الكثير من الصدامات بينه وبين عائلته‪ ،‬أو مع أقرانه‪ ،‬أو مجتمعه‪ ،‬مما يولد له المشاكل بصورة يوميّة‪،‬‬
‫‪*33‬‬
‫وينعكس على سمعته المجتمعيّة‪ ،‬فيُنعت بالهمجي‪ ،‬أو العصبي‪ ،‬أو المزاجي‪ ،‬وغيرها من المصطلحات السلبيّة المنفرة‪.‬‬
‫المواجهة الذاتية عند المراهق ‪:‬‬
‫‪ .‬ويأخذ التفكير في الذات في مرحلة المراهقة خاصة حسب بعض المفكرين شكل المواجهة بين الصورة الذاتية للذات أو الذات المدركة والصورة االجتماعية‬
‫للذات أو الذات االجتماعية‪ ،‬تظهر هذه المواجهة خاصة على مستوى االدوار االجتماعية‪ ،‬فالمراهق ليس له ادوار اجتماعية محددة‪ ،‬ووضعياته غالبا ما‬
‫تكون متناقضة‪ ،‬فهو أحيانا يمنح دور الراشد ويطلب منه ان يتصرف كمسؤول أو كراشد يعرف قدر المسؤولية‪ ،‬وأحيانا أخرى تقلص أدواره واستقالليته‬
‫ويمنح دور طفلي غير قادر على اخذ القرارات‪ ،‬وتدعم المعطيات االجتماعية والثقافية الجديدة التي يعيشها حاليا‪ ،‬ووضعية هذه المواجهة بين الذات المدركة‬
‫والذات االجتماعية تزيد من حدة أزمة التفردية بصفة عامة في هذه المرحلة العمرية‪*34 .‬‬
‫عرفنا انه مع النمو الجسمي والعقلي واالجتماعي واالنفعالي يحدث تغير في الشخصية بصفة عامة وبصفة خاصة في مفهموم الذات الذي يؤثر بدوره في‬
‫تنظيم االدراك واستيعاب الخبرات وتحديد السلوك (بيمر ‪)1982‬‬

‫وأزمات الهوية‬
‫المراهقون ما لديهم من معتقدات عن أنفسهم و من خطط طويلة األمد فإنهم ينتقلون نحو وحدة‬ ‫المراهق‬
‫عندما يدرك‬ ‫الطالب(أنه‬
‫‪Berk) www.seciauni.or‬‬
‫الهوية ‪ :‬ذكر بيرك ‪1998‬‬‫*‪g 31‬‬
‫الذات و‬
‫‪Mental‬بالجنس أو النوع ‪ .‬و‬
‫‪health:‬االحساس‬
‫الكينونة ‪,‬تنمية‬ ‫أو‬ ‫بالهوية‬ ‫االحساس‬ ‫تنمية‬ ‫يتضمن‬ ‫حيث‬ ‫‪212‬‬ ‫‪(.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪،‬‬ ‫شريم‬ ‫(رغدة‬
‫‪a state of well-being” 33* Paul Thagard Ph.D. (2014-6-23), “What Is the‬‬ ‫ناضجة‬ ‫هوية‬ ‫لبناء‬ ‫الضرورية‬
‫الذات ‪*32‬‬
‫المراهقون عندئذ عما يعنيه بالضبط أن يكونوا رجاال راشدين أو نساء راشدات‪ .‬و لدينا نوعان من الذات تتحدد اثرهما الهوية الجنسية لألفراد و‬
‫يتسائل‪،”?Self‬‬
‫هما‪:‬‬
‫الذات الذكرية ‪:‬تتحدد الذكورة في ضوء السعي و النشاط و التحصيل أو االنجاز‪ .‬و لذا يشجع الصبيان على اكتساب و تنمية سمات معينة مثل الثقة و المثابرة‬
‫و االصرار و االستقالل‪ .‬و من هنا‪ ،‬يكون على الصبي أن يتعامل و يتعايش مع السلطة و أن يحتفظ في نفس الوقت باستقالله الذاتي و يواصل الحرص عليه‪.‬‬
‫كما يكون على الصبي أيضا أن يواجه متطلبات الجانب الجنسي من حياته‪ .‬و قد جاء "دوفان" و "أدلسون" ‪ ( Douvan Adelson) & 1966‬أن األوالد‬
‫ذوي المستويات و المعايير جيدة االستيعاب يميلون الى التفوق على زمالئهم ذوي المستويات و المعايير سطحية المظهر من حيث صو ر و أشكال قوة األنا‪.‬‬
‫و قد تعرضت المظاهر الخارجية أو الظاهرية لهوية الذكورة لتغيرات جديدة أو مستحدثة‪ ،‬حيث نلحظ أن مالبس األوالد و البنات تتشابه في الوقت الحاضر‬
‫الى حد كبير‪ .‬و على الرغم من أن البنات منذ سنوات مضت كن يعمدن الى ارتداء مالبس الذكورة في مناسبات معينة‪ ،‬فلم يسبق لألوالد فيما مضى أن ارتدوا‬
‫مالبس البنات‬
‫الذات االنثوية ‪ :‬وجد "دوفان" و "أدلسون" ‪( Adelson & Douvan) 1966‬أن عملية تنمية الفتيات لذوات الجنسية األنثوية تختلف على حد كبير عما‬
‫هي عليه لدى األوالد‪ ،‬حيث تبدو صفات كل من االستقالل الذاتي و السيطرة و األهداف المهنية غير ذات قيمة بالنسبة للذات األنثوية‪ .‬بينما تعد الجاذبية‬
‫الشخصية أو للفتاة‪ ،‬حيث أ ا تستطيع أن تفهم جنسيتها في اطار العالقات الشخصية المتبادلة و في سياقها‪ .‬أهلية االنخراط في عالقات شخصية متبادلة مع‬
‫اآلخرين و االقتدار عليها من األمور بالغة األهمية بالنسبة و يرى "دوفان" و "أدلسون" ‪( 1966 )Adelson&Douvan‬أن هناك عدة خصائص تعد‬
‫بمثابة مؤثرات للتكامل األنثوي تتصف ا الفتيات ذوات األنثوية المرتفعة في مقابل زميال ن ذوات األنوثة المنخفضة هي كالتالي‪ - :‬قدر كبير من النشاط‬
‫االجتماعي كتفهم المستقبل و التخطيط له بتبصر‪ - .‬االتزان‪ ,‬المهارة االجتماعية‪ ,‬الثقة بالذات‪ ،‬و التفكير المنظم‪ ,‬قدر كبير من احترام الذات‪ - .‬ذات مثالية‬
‫متكاملة‪ ,‬و معرفة واعية من قبل الفتاة بنموذج الراشد الذي تتطلع أن تكون عليه‪.‬‬
‫خاتمة للفصل الثاني ‪:‬‬
‫إن الفشل في تكوين مفهوم إيجابي عن الذات يؤدي إلى اختـالل أو أزمة في الهوية قد تكـون السـبب للعديد من المشـكالت السـلوكية والصـراعات النفســية‬
‫واإلحباطـات المتكررة‪ .‬ولذا فإن العمل على مساعدة المراهق على تحديد نمط هويته الشخصية‪ ،‬وتكوين صورة واضحة محددة لذاته يزيد في تقبله لهذه‬
‫الذات ورضاه عنها‪ .‬وينعكس ذلك على المحـيطين بالفرد من رفاق ومعلمين وأهل فيترجموا ذلك بعدد من المواصفات اإلنسانية التي تنسب إلى المراهق‬
‫وتقترن بشخصيته وكيانه‪ .‬يتجلى الدور الرئيسي للكبار في تمكين المراهقين من تكوين مفهومات إيجابية سوية نحو هويتهم وذلك من خالل تمكينهم من‬
‫التعبير الصريح عن الذات‪ ،‬وإشعارهم بالثقة واالستقاللية‪ ،‬وعدم تعريضهم لتيارات انفعالية قاسية يصعب عليهم مواجهتـها والتمكن من التكيف السوي مع‬
‫أنفسهم ومع غيرهم‪ .‬فإذا وفقنا في تحقيق ذلك نكون قد خففنا عنهم الخوض في أزمة الهوية ووفرنا عليهم آالم المعاناة الناتجة عـن تنميـة مفاهيم ذات‬
‫سلبية‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬اتجاهاتـ وميول المراهق‬


‫تمهيد‬
‫إن مصطلح "االتجاهات"‪ ،‬ترجمة عربية لكلمة « ‪ « Attitudes‬باللغة اإلنجليزية‪ ،‬ويعتبر الفيلسوف اإلنجليزي هربرت سبنسر (‪Spencer.H( ١٨٦٢‬‬
‫أول من استخدم المصطلح في كتابه "المبادئ األولى"‪ ،‬حيث ذكر فيه‪ :‬إن وصولنا ألحكام صحيحة في مسائل مثيرة من الجدل‪ ،‬يعتمد بالدرجة األولى على‬
‫اتجاهنا الذهني‪ ،‬أي على العمليات الذهنية العليا‪ .‬ثم أصبح هذا مصطلح ‪-‬كما جاء عن ألبورت (‪ Allport. W. G( ١٩٣٥‬في بحثه عن االتجاهات النفسية‪،‬‬
‫‪*35‬‬
‫الذي نشره سنة ‪- ١٩٣٥‬من أكثر المفاهيم بروزا وشيوعا في علم النفس االجتماعي األمريكي المعاصر‬
‫وقد تأخر ظهور مفهوم االتجاهات في مجال الدراسات العلمية المتعلقة بسلوك اإلنسان‪ ،‬ولعل ذلك راجع إلى االعتقاد بأن البحث في االتجاهات إنما ينتمي إلى‬
‫مجال اإلكسيولوجيا "‪ " Axiologie‬الذي هو مجال فلسفي‪ ،‬ألنه موضوع ال يخضع للقياس والتجريب‪ ،‬وهذا االعتقاد كان في الواقع يخص أيضا المواضيع‬
‫النفسية االجتماعية قبل أن تصبح اليوم جوهر الدراسات النفسية االجتماعية‪ .‬ويعود الفضل إلى مجموعة من الدارسين والباحثين في موضوع االتجاهات‬
‫أمثال‪ )١٩٣٥(Thurstone :‬تورستون ‪ )١٩٢٨( Bogardus )١٩٣٢( Likert ،‬بوجاردوس جوتمان (‪ Guttman( ١٩٤٧‬حيث وضعوا مقاييس‬
‫‪*36‬‬
‫مختلفة لقياس االتجاهات اشتهرت بأسمائهم‪.‬‬
‫تعريف االتجاه ‪:‬‬
‫لقد تعددت تعاريف االتجاه حيث تناولها العديد من العلماء آل حسب فهمه وتصوره لمدلول االتجاه ‪.‬‬
‫‪-‬حيث يرى ألبورت "أنه‪ ،‬حالة من االستعداد العقلي العصبي التي تنظمها الخبرة السابقة والتي توجه استجابات الفرد للموافق أو المثيرات المختلفة"‬
‫‪-‬عرفه روآينش " أنه تنظيم مكتسب له صفة االستمرار النفسي للمعتقدات التي يعتقدها الفرد نحو موضوع او موقف و تهيئة الستجابة يكون لها األفضلية‬
‫عنده "‬

‫اصطالحا ‪ :‬هو النظرة التي يقدر بها الفرد األشياء بمختلف مكوناتها وهو مفهوم يعبر عن محصلة استجابات الشخص نحو ظاهرة اجتماعية معينة‪ ،‬وذلك‬
‫‪37‬‬
‫‪*.‬من حيث تأييد الشخص لهذا الموضوع أو معارضته له‬

‫‪38‬‬
‫مكونات االتجاه ‪* :‬‬
‫المكون الوجداني ‪ :‬قد ال نكون مبالغين إذ قلنا أن أهم مكونات االتجاه هي الشحنة االنفعالية التي يصطبغ بها سلوك الفرد فالمكونات العاطفية و االنفعالية هي‬
‫تلك الشحنة المصاحبة‪ ،‬و هي ذلك اللون الذي بناء على درجة آثافته و عمقه يتميز االتجاه القوي عن االتجاه الضعيف وهو متعلق ب ‪(.‬الرغبة وعدم الرغبة‬
‫))أحب ال أحب)‬
‫المكون المعرفي ‪ :‬و هي تترآكم عند الفرد أثناء إحتكاآه بعناصر البيئة وتقييمه لها و يمكن تقسيمها إلى ‪:‬‬
‫المدركات و المفاهيم ‪ :‬أي كل ما يدرآه الفرد حسيا أو معنويا ‪( * .‬أنا ارفض )‬
‫المعتقدات ‪ :‬و هي مجموعة المفاهيم المتبلورة الثانية في المستوى النفسي للفرد (ال أؤمن‪....‬أؤمن ) (ال أعترف ب )‬
‫*التوقعات ‪ :‬و هي ما يمكن أن يتنبأ به الفرد بالنسبة لآلخرين أو يتوقع حدوثه منهم ‪.‬‬

‫‪(*36‬محمد خليفة عبد اللطيف‪( *35 . /(.١٩٨٩ ،‬مصطفى سويف‪)١٩٨٣،‬‬


‫‪ * 37‬االتجاهات نحو ممارسة النشاط البدني وعالقتها بالتوافق النفسي –ربوح صالح –‬
‫‪*38‬حرشاوي يوسف –االتجاهات النفسية لتالميذ الثانوي ‪ -‬رسالة دكتوراه ‪-‬‬
‫المكون السلوكي ‪ :‬يمكن القول أن سلوك اإلنسان و نزوعه تعبير عن رصيد معرفته بشيء ما ثم عاطفته المصاحبة لهذه المعرفة‪ .‬فعندما يكون لدى الفرد‬
‫رصيد من المعرفة التي استقاها من اإلدراك و الخبرة ثم يتوافر لديه الشحنة االنفعالية و العاطفية المناسبة فال يتبقى أمامه سوى النزوع العملي‪ .‬و هذا ما‬
‫يتجسد في الميدان الرياضي فالطفل يكون حقل معرفي خاص بالعب أو برياضة معينة فعندئذ تتكون لديه الشحنة االنفعالية والعاطفية ففي هذه الحالة يعبر‬
‫السلوك لدى الطفل فيسعى لممارسة هذا النوع من الرياضة أو تقليد ذلك الالعب وهو متعلق بالقيام أو عدم القيام )‬

‫إن مكونات االتجاه قد تكون متناقضة فيما بينها في شخصية اإلنسان فمثال لو بحثناـ في اتجاهات مجموعة من المدخنين وأصحاب‬
‫المخدرات حول التدخينـ والمخدرات وسألناهمـ‬
‫هل أنتم مع سلوك التدخين والمخدرات فاإلجابة ستكون ‪ ----‬نحن لم نكن نرغب في هذا (مكون وجداني )لكن الظرف اجبرتنا على فعلها (مكون سلوكي )‬
‫تعريف االتجاه عند المراهق ‪:‬‬
‫هو مجموعة آراء تتكون في ذهن المراهق ‪ ،‬نحو أشياء ومواقف معينة تحيط به‪ ،‬وتؤثر في سلوكه باإليجاب أو السلب‪ ،‬وهو بهذا المعنى ميل مكتسب‬
‫بالخبرة والتقاليد والمحاكاة‪ ،‬وبالتفاعل مع البيئة االجتماعية المتمثلة في األسرة والمدرسة والمجتمع‪ .‬وإذا كانت االتجاهات تتصف بالثبات النسبي عند‬
‫األفراد‪ ،‬فإنها تكون هشة وسريعة التغيّر في فترة المراهقة نظرا لحساسية هذه المرحلة‪.‬‬

‫خصائص االتجاهات‪ ،‬والتي بدورها تبرز هذه الفروق‬

‫‪ .-‬االتجاهات مكتسبة‪ ،‬ويمكن تدعيمها أو انطفائها‬

‫‪.-‬أكثر ديمومة من الدافعية التي تنتهي بإشباعها‬

‫‪.-‬يمكن قياسها والتنبؤ بها‬

‫‪.-‬تمثل عالقة ببين الشخص وموضوع معين‬

‫‪.-‬قابلة للتغير والتطوير في ظل ظروف معينة‬

‫‪.-‬تتأثر بالخبرة وتؤثر فيها‬

‫‪.-‬قد تكون قوية أو ضعيفة نحو موضوع معين‬

‫طبيعة االتجاهات عند المراهقين‪: ‬‬


‫ولدراسة اتجاهات المراهقين أهمية كبيرة في مساعدة األوليــاء واألســاتذة في فهم شخصــيتهم وســلوكياتهم (المــراهقين)‪ ،‬بحيث يــؤدي هــذا الفهم إلى إزالة‬
‫سوء التفاهم والنزاع الذي يسود العالقات العائلية والمدرســية كما أنه يــؤدي إلى توجيه المـراهقين توجيها ســليما ً يقـوم على أسـاس ميـولهم واســتعداداتهم‪.‬‬
‫(إبراهيم عبد الرحمن سيد سليمان‪)١٩٩٨ ،‬‬
‫وتعتبر المراهقة فعال مرحلة التطبيع االجتماعي‪ ،‬أين تتسع دائرة االتصال الشخصي الذي يســاعد على نمو االتجاهــات‪ ،‬الــتي تعكس في بداية المر اتجاهــات‬
‫الكبار داخل األسرة وخارجها‪ .‬كما تتصف بالهشاشة والتغير المفاجئ والسريع (جبل فوزي محمد‪ ٢٠٠٠ ،‬ولقد صـنّفت اتجاهــات المــراهقين إلى عـدة أقســام‬
‫هي‪:‬‬
‫اتجاهــات المــراهقين إلى النقد ورغبتهم في اإلصـالح‪ :‬من الشــائع في مرحلة المراهقة أن نجد المراهق يبحث في أخطــاء اآلخــرين مع ميله إلى نقد تصــرفات‬
‫وسلوكات الغير وغالبا ما يصحب المراهق هذه االنتقادات باقتراحـات عملية في اإلصـالح‪ ،‬وكثـيرا ما يكـون هـذا النقد ذو شـكل عـام وشــامل‪ ،‬فهو موجه ضد‬
‫األسرة‪ ،‬المدرسة والمجتمع‪ ،‬فكل هذه الهيئات تشكل مصدر قلق المراهق‪ ،‬وقد تشتد هذه الحالة أكثر عندما ال يتمكن من إصالح وتغيير وضعية معينة‪( .‬هــدى‬
‫محمد قناوي‪١٩٩٢ ،‬‬
‫‪- ٢‬الرغبة في مساعدة اآلخرين‪ :‬تنمو االتجاهات نتيجة تفاعل المراهق مع البيئة االجتماعيــة‪ ،‬فكلما زادت خبرته زاد معها وعيه بمشــكالت المجتمــع‪ ،‬فيميل‬
‫إلى خلق عالقات وصداقات كثيرة ويسعى إلى مساعدة رفاقه‪( .‬مها اسماعيل هاشم وآخرون‪٢٠٠٢ ،‬‬
‫اتجاهات تقتصر على اآلفاق المستقبلية للمراهق‪ :‬عنـدما يقـترب المراهق من نهاية فـترة تعليمه يبـدأ في التفكـير في مسـتقبله‪ ،‬والشك أن رغبة المراهق في‬
‫الوصول إلى مرتبة اجتماعية معينة لها عالقة كبيرة بقدراته واتجاهاته نحو مهنة معينــة‪ .‬لكن في الســنوات األولى من فــترة المراهقة كثــيرا ما يلجأ المراهق‬
‫إلى عمل معين غالبا ما ال يتوافق مع قدراته واســتعداداته الــتي تتطلبها تلك المهنة الــتي يختارها لــذا يستحسن أن تؤجل رغبة المراهق في اختيــار مهنته إلى‬
‫المرحلة المتأخرة من فترة المراهقة حيت تزداد في ذلك الوقت خبراته وتتنــوع ميولــه‪ ،‬وتتضح اتجاهاته أكــثر‪ ،‬وفي هــذه الحالة يكــون اختيــاره للمهنة مــتين‬
‫وليس اتجاه مؤقت‪ ،‬ولقد أجريت أبحاث كثيرة لدراسة مدى ثبات اختيار المهنة عند مجموعة من المــراهقين في أعمــار مختلفــة‪ ،‬فتــبين أن نســبة كبــيرة ممن‬
‫اختاروا مهنتهم في أعمار متأخرة لم يغيروا اختيارهم‪ ،‬عكس ممن اختاروا مهنتهم في أعمار متقدمة ومن أهم األبحاث الــتي أجــريت لدراسة هــذا الموضــوع‬
‫نجد الدراسات التي قام معهد العناية بالطفولة في جامعة كاليفورنيا (الواليات المتحدة األمريكية) (هدى محمد قناوي‪(.١٩٩٢ ،‬‬
‫‪- ٤-‬اتجاهات المراهقين نحو القراءة والمطالعة‪ :‬تساعد القراءة واالطالع على اكتساب المعلومات كما أنها تعتبر وسيلة من وســائل الترفيه والتســلية وغالبا‬
‫ما تتحدد نوع القراءة والمطالعة عند المراهق باتجاهاته ورغبته في التزويد بالمعلومات والتثقيف والخبرة‪ ،‬وقد كان هذا الموضوع محـور دراســات وأبحـاث‬
‫كثيرة أهمها أبحاث ترمان‪ ،‬لينا(‪ L; Termane.N Lina( .١٩٨٠‬التي توصلت إلى أن اختيــار المــراهقين في سن الحادية عشر كثــيرا ما يقع على قصص‬
‫المغامرة والموضوعات الخاصة باالختراع‪ ،‬بينما المراهقات يخترن القصص التي تتصل بالحياة المنزلية والمدرسية‪ .‬أما في سن الثانية عشر‪ ،‬فإن اتجاهــات‬
‫المــراهقين في القــراءة تتبلــور في قصص البطولة والقصص التاريخيــة‪ ،‬وتــاريخ حيــاة مشــاهير الرجــال والنســاء‪ 75 .‬في سن الرابعة عشر تظهر الفــروق‬
‫الفردية في القراءة ‪ ،‬كما أن المراهق ال يقرأ كل ما يعطى له‪ ،‬كما هو األمر في سنوات الطفولة‪ ،‬فهنالك رغبة في االختيار تحــددها اتجاهــات المراهــق‪ ،‬إذ نجد‬
‫من يفضل قراءة الشعر‪ ،‬ومن يفضل القصص الغامضة والقصص الغرامية‪ .‬أما في سن الخامسة عشر‪ ،‬تسجل زيادة في قراءة قصص االختراع والمخترعون‬
‫والقصص الخاصة باألســفار والــرحالت‪ ،‬والكتب الفنية الــتي تتماشى وهوايــات المراهق‪ .‬وعنــدما يبلغ المراهق الســابعة عشـر‪ ،‬فإنه يفضل القـراءة الخاصة‬
‫بأحداث الساعة والرياضية‪ ،‬وكل ما له عالقة بالمعلومات العامة‪( .‬مها اسماعيل هاشم وآخرون‪٣ (.٢٠٠٢ ،‬‬

‫‪-٥-‬االتجاه الخلقي والديني‪ :‬تسجل فترة المراهقة تحوال كبيرا في نظرة المراهق للخلق والمعايير األخالقية‪ ،‬فهو يختلف عن الطفل في كونه ال يتقبل أي مبــدأ‬
‫خلقي دون مناقشة‪ ،‬ألنه يناقش بصرامة كل ما يصدر من والديه وأساتذته من أقوال وأفعال ‪ ،‬إذ يحــاول أن يعارضــها وينقــدها‪ ،‬وبالتــالي يتقبل منها ما يعجبه‬
‫ويرفض ما يتعارض مع مثله العليا وقيمه الشخصية‪ ،‬أما فيما يخص الجانب الديني‪ ،‬فالمراهق يميل إلى مناقشة ما تلقــاه من أفكــار ومبــادئ دينية خالل فــترة‬
‫الطفولة إذ ال يتقبل كل ما يلقي عليه من أمور ومبادئ دينية دون فهم أو إدراك‪ ،‬تم يبدأ هذا االتجاه في االزدياد والتثبت التدريجي‬
‫اتجاهات المراهق نحو الجنس اآلخر‪ :‬ن من بين االتجاهات االجتماعية البارزة في هـذه المرحلـة‪ ،‬اتجاهـات المـراهقين نحو الجنس اآلخر الـتي تبـدو سـريعة‬
‫عند البعض وبطيئة عند البعض اآلخر‪ ،‬ففي السنوات األولى من مرحلة المراهقة المبكرة(‪١٤- ١٣‬سنة تقريبا) يشعر المراهق بقوة وجاذبية غامضــة‪ ،‬تدفعه‬
‫إلى التعلق أو االهتمام بالجنس المساوي أو المخالف عنه‪( .‬هدى محمد قناوي‪١٩٩٢ ،‬‬
‫اتجاهات المراهق نحو الدراسة‪:‬‬
‫‪-‬من أجل خلق اتجاهات إيجابية نحو الدراسة يجب أوال العمل على تحقيق التوافق النفسي االجتماعي للمراهق المتمدرس على الصعيدين‪ :‬األسري‬
‫والمدرسي‪ .‬ففيما يتعلق بالجو األسري يجب فهم شخصية المراهق واحترامها‪ ،‬كما أن الحوار معه يكسر الحاجز النفسي‪ ،‬ويسهل توصيل التوجيهات‬
‫والمعلومات إليه (المراهق) ‪ ،‬ويشجعه على تحمل المسؤوليات واتخاذ القرارات والتخطيط للمستقبل بنجاح‬
‫الميول ‪:‬‬
‫تعريف الميول ‪:‬‬
‫لقد اختلفت التعاريف وتعارضت في تحديد المصطلحات والمفاهيم الدقيقة للمیول‪ ،‬كما تع ّرضت نظريات متعددة لتفسير أصل وطبيعة المیول‪،‬‬
‫التعريف حسب نظریة "كارتل" التي تقوم على التفسير لتكامل شخصيته وبذلك یتك ّون المیل‪ ،‬بحیث یكون ُمحقّقا ً لذات الفرد في بیئة معیّنة‪،‬‬
‫"دارلي" البیئي ‪:‬ترى أن الفرد في محاوالته للتكیّف لتحقیق ذاته مع بیئته الثقافیة یكتسب خبرات الزمة وأن المیو ل تتك ّون نتیجة لنمو الشخصیة ‪،‬‬
‫أ ّما "بوردن وسترونج وسوبر"‪ ،‬فهم یرون أنّ المیول تتك ّون نتیجة تفاعل العوامل الوراثیة (االستعدادات الموروثة) مع العوامل البیئیة أي الفرص المتاحة‬
‫للفرد وتعلیمه وتقییمه اإلجتماعي" والمیل هو استعداد لدى الفرد یدعوه إلى االنتباه واالستمرار في نشاط ما یُثیر شیئا ً في نفسه‪ ،‬أو هو القوة التي یشعر بها‬
‫الفرد‪ ،‬وتدفعه إلى االهتمام بشيء ما واالنتباه له‪ ،‬أو هو الق ّوة التي تدفعه ‪( .‬إلى التفضیل بین أوجه النّشاط المختلفة‬
‫تعریف "كوردر وبولسن" (‪(: "Bolsson,Kuder‬المیل ضرب من الشعور باالهتمام وهو أسلوب من أسالیب العقل ونحن نقول أنّ شخصا ً ما عنده میل‬
‫قوي لنشاط معیّن عندما یجد فیه راحته ّ‬
‫ولذته وعندما یُس ّر لمزاولته له والتحدّث عنه‪ ،‬وعندما یُحاول برغبته أن یبذل كل جهده فیه ولكننا عندما نكره نوعا ً‬
‫من النشاط فمعنى ذلك أننا ال نمیل إلیه في الغالب"‬
‫تعریف "وارن" (‪ Waren‬المیل شعور یصاحب انتباه الفرد لموضوع ما‪ ،‬أو تجاه نفسي یتمیّز بتركیز االنتباه على موضوعات خارجیة معیّنة ‪*12‬‬

‫يمكن القول من خالل التعاریف السابقة أنّ المیل هو إحساس الفرد باالهتمام بموضوع أو شيء ما‪ ،‬یكون مصحوبا ً باالنتباه الذي یدفع بالفرد نحو القیام‬
‫بشيء معیّن مرغوب فیه‪ ،‬وهو شعور باختالف الموضوعات والقدرات‪ ،‬وتتنوع بتن ّوع األشخاص والموضوعات التي یمیلون إلیها‪ .‬ینطلق من داخل‬
‫الشخصیة اإلنسانیة لیتّجه نحو موضوعات خارجیة والتي تقوم بجذب االنتباه‬

‫سر كلمة المیل وتتصل كل صورة بطریقة معیّنة من الطرق التي تتع ّرف بها على المیول ومن ذلك توجد أربعة أنواع‬
‫أنواع الميول حدّد سوبر أربعة صور تف ّ‬
‫للمیول وهي‪:‬‬
‫‪.‬المیول التي یُعبّر عنها الفرد لفظیا ً ‪ :‬حیث یمیل الفرد أن یُعبّر عن میله أو نفوره من نشاط أو عمل معین بقوله أنه یحبّه أو یمیل إلیه‪ ،‬وهذا النوع یكون عند‬
‫األطفال والمراهقین وهو غیر مستق ّر ‪ ،‬وال یقدم معلومات مفیدة للتّشخیص‪.‬‬
‫‪. 2‬المیل الظاهر (الواضح)‪ :‬وهو الذي یتّضح من قیام الفرد بعمل ما أو نشاط معین في حیاته الیومیة أو عزوفه عن أنواع أخرى من النّشاط‬
‫‪. 3 .‬المیل ال ُمقاس باالستفتاءات‪:‬وهو یُشیر إلى عدد من االستفتاءات التي تدور حول بعض أوجه النّشاط التي یكون بینها شيء من التّشابه‪.‬‬
‫‪. 4‬المیل ال ُمختبَر‪ :‬ویُقصد به المیل ال ُمقاس باالختبارات الموضوعیة‪ ،‬وذلك للتّمییز بینهما وبین القوائم التي تعتمد على تقدیرات شخصیة أو ذاتیة‪.‬‬
‫مكونات الميول ‪:‬‬
‫ميول شخصية ‪ :‬تمثل مجموعة استجابات القبول نحو موضوع معين يحقق الرضا والسعادة للفرد حين يمارس ما يميل إليه‪ ،‬فطريقة قضاء وقت الفراغ تدل‬
‫على نوع الميول لدى الفرد واألفراد يختلفون في ميولهم‪ ،‬فهذا يمارس نشاطا رياضيا وآخر يطالع الكتب ‪ .‬إلخ (األساليب المعرفية وعالقتها بالميول المهنية‬
‫لدى متربصي مؤسسات التكوين المهني (دراسة ميدانية جامعة منتوري قسنطينة))‬
‫ميول اجتماعية ‪:‬‬
‫الميل إلى تجمع النوع (‪ ( grégaire Instinct‬هذا ميل مشترك بين الحيوان واإلنسان وهو ي ََْـ دفع األفراد إلى البقاء مع اآلخرين من جنسهم‪.‬‬

‫‪ -‬ميل األمومة‪ :‬فإن األم تحب طفلها باعتباره جسدا من جسدها حيث تكون ونما؛ كذلك فإن الطفل ّ َ ً ً يبقى مرتبطا بها بعد الوالدة بالرضاع والعناية‪.‬‬
‫‪ -‬الميول العائلية‪ :‬تظهر هذه الميول في التعلق بالعائلة‪ ،‬وعناصرها الحب الزوجي وعاطفة القرابة البنوية واألخوية‪.‬‬
‫‪ -‬الميول المهنية‪ :‬يوجد في أساس هذه الميول الحاجة إلى النشاط وحب العمل وشرف المهنة والقيم الحرفية التي تحكم النشاط اإلنساني‬
‫‪ -‬الميول الوطنية‪ :‬إن حب البلد الذي ولدنا فيه والتعلق بعاداته ولغته وقيمه وذكرياته وتقاليده وسائر ً عناصر التراث الروحي لألمة‪ ،‬كل ذلك يبدو طبيعيا‬
‫بالنسبة لإلنسان العاقل الواعي المدرك لقيمة وطنه‪ Omar Atani((.‬بحث حول الميول‬

‫ميول سياسية ‪:‬‬


‫الميل إلى االطالع على المحدثات‪ V‬السياسية وكل ماهو متعلق بالسياسة و التحليالت السياسية‬

‫دراسة حول الميول السياسية ‪:‬‬


‫خلصت دراسة علمية حديثة نشرت نتائجها مجلة «رويال سوسايتي» البريطانية إلى وجود رابط بين العوامل الوراثية والميول السياسية لدى األشخاص‪،‬‬
‫فمنذ سنوات عدة‪ ،‬تنتشر فكرة عن إمكان تأثير عوامل بيولوجية مثل الوراثة على االتجاهات السياسية لدى األشخاص ما يثير فضوالً وحماسة كبيرين لدى‬
‫علماء السياسة والنفس وفي أوساط العموم على رغم االنقسامات في اآلراء في هذا المجال‪ .‬ومن المعلوم أن أكثرية سمات الشخصية والخصائص‬
‫الفيزيولوجية لدى اإلنسان كلون البشرة وطول القامة مرتبطة بالعوامل الوراثية و«التركيبة الجينية»‪ ،‬لكن هل يوجد«جين» قادرة على تحديد الميل‬
‫السياسي لكل شخص؟ وأشار الباحثون إلى أن الجينة المعروفة باسم «دي ار دي ‪ »4‬التي تؤدي دوراً في نقل مادة الدوبامين يمكن أن تؤثر على اآلراء‬
‫السياسية خصوصا ً لدى النساء‪ .‬ولمادة الدوبامين تأثير على الوظائف العصبية مثل الذاكرة والتعلم واإلبداع‪ ،‬وقد تكون الميول السياسية مرتبطة باألنواع‬
‫المختلفة لهذه الجينة الموجودة لدى البشر‪ .‬وأقامت عشرات الدراسات السابقة رابطا ً وثيقا ً بين الرأي السياسي لدى األشخاص وبعض سمات الشخصية‪،‬‬
‫وبالتالي يبرز لدى المحافظين ميل إلى حب التنظيم ‪ .‬أما الليبراليون في المقابل‪ ،‬فيظهرون ميالً أكبر إلى االزدواجية‪)www.alittihad.ae (*0.‬‬
‫أهمية الميول ‪ -‬تعتبر الميول من جوانب الشخصية المرتبطة بالدافعية و بالجهد المبذول‪،‬و قد الحظ المربون أن أكثر الطالب تحمسا للدراسة أكثرهم ميال‬
‫لدراستهم‪،‬كما أن الميول تساعد األفراد في اكتشاف قدراتهم الفعلية و التقدم في حياتهم المهنية بخطى ثابتة ‪( ) Dreiver .‬ويرى دريفر أن الميول عامل من‬
‫عوامل تكوين شخصية الفرد تدفع بصاحبها إلى االنتباه و التوجه ألمور معينة‪ ،‬أما من الناحية الوظيفية فيعتبرها ضربا من الخبرة االنفعالية تستحوذ على‬
‫اهتمام ال فرد و ترتبط بالتفاته لموضوع معين أو قيامه بعمل ‪ .‬ما و قد أكد باراك ‪ ) 1998‬و رفاقه ) على أهمية الميول في إدراك الفرد لقدراته ونجاحه في‬
‫العمل و رضاه عن نشاطاته ‪ .‬و في نفس السياق يؤكد انجلش ‪ ) " English‬على أن ) الميول سمة هامة من سمات الشخصية و ترتبط ارتباطا وثي قا‬
‫باإلقبال على نواحي النشاط في المجاالت المختلفة‪،‬كما تساهم مع غيرها من السمات كاالتجاهات و الدوافع و القدرات و القيم في تكيف الفرد "‪ .‬التربوي‬
‫( ميسر ياسين محمود‪ : ،‬ص ‪ ،‬نفس المرجع ‪(.7‬‬
‫الميول الفردية والميول الجماعية‪ :‬للمراهق‬
‫الميول الجماعية ‪:‬‬
‫من المتعارف علیه أن الطفل أو المراهق یكون دائما ً میّاالً إلى جماعة الرفاق سواء داخل والمبادرات التي یغلب علیها طابع المشاركة الجماعیة‪ .‬المؤسسة‬
‫ُقس م المیول إلى میول فردیة وأخرى جماعیة‪ ،‬فالمیول‬
‫التعلیمیة أو خارجها‪ ،‬وبالتالي فالتلمیذ یمیل إلى أن یُشارك زمالئه في مختلف التصرفات حیث "ت ّ‬
‫الفردیة هي تلك التي یعتمد فیها الفرد على نفسه في ممارستها وذلك كمشاهدة األفالم والمباریات والمسابقات واالستمتاع لإلذاعة وقراءة الكتب والمجالّت‬
‫وان كان یختلف عن صور التّسلیة ّ‬
‫الذاتیة من ناحیة أن الفرد‬ ‫وغیرهـا‪ ،‬فقد یذهب الفرد مع جماعة للملعب أو السینما‪ ،‬وهذا الیعني أن النشاط یكون جماعیاً‪ٕ ،‬‬
‫یعتمد على اآلخرین في الحصول علیه" فبعد فترة قصیرة من االهتمام بأي صورة من صور النشاط االجتماعي خالل مرحلة البلوغ یصبح المراهق مهتما ً أو‬
‫میّاالً بدرجة كبیرة إلى جمیع صور األنشطة االجتماعیة ولكننا یجب أن نالحظ أن نمط المیول االجتماعیة الذي ینشأ لدى المراهق یعتمد على الفرص التي‬
‫تُتاح له إلنمائها ‪2( . :‬‬

‫إلى جانب ذلك هناك فروق نفسیة‪ ،‬فالذكورة النفسیة واألنوثة النفسیة تتعدد في ضوء ما إذا كان سلوك فؤاد البهي السيد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪: (1. )332‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪2. )422‬‬
‫‪.‬الميول الشخصية‪ . :‬أساس ما یؤدّیه العمل من خدمة للناس تُعتبر المیول الشخصیة أقوى المیوالت الرتباطها المباشر بالمراهق في حد ذاته‪ ،‬حیث یستیقظ‬
‫االهتمام بالجنس اآلخر ویزداد االهتمام بالمنظر والملبس والتّزیین‪ ،‬ویبدو ذلك واضحا ً في األلوان الزّاهیة الالّفتة للنّظر والتفصیالت الحدیثة‪ ،‬وتنحصر میول‬
‫المراهق في ثالثة میول رئیسیة ‪4‬‬
‫الجوانب المؤثّرة على الميول في فترة المراهقة‪. :‬‬
‫الجانب االنفعالي ‪:‬‬
‫تتّسم المراهقة بأنّها مرحلة عنیفة في حدة االنفعاالت واندفاعها‪ ،‬واندفاع المراهق االنفعالي لیس أسبابه نفسیة خالصة‪ ،‬بل یدخل ضمنها ما للتّغیّرات‬
‫الجسمیة من آثار على هذه االنفعاالت بجانب ذلك هناك العوامل النفسیة واالنفعالیة ذاتها والتي تبدو واضحةً في تطلّع المراهق نحو التح ّرر واالستقالل‬
‫محص‬‫وثورته لتحقیق هذا التطلّع بشتّى الطّرق واألسالیب‪ ،‬فهو لم یعد یَخضع تماما ً لقیود البیئة وتعالیمها أو أحكام المجتمع وقیمه الخلقیة‪ ،‬بل أصبح یُ ّ‬
‫تحس بإحساسه الجدید إنّ المدیح والتّشجیع‬‫ّ‬ ‫األمور ویُناقشها ویزنها بتفكیره وعقله ‪(.‬ویشعر المراهق أن األسرة والمدرسة والمجتمع ال تقدّر موقفه وال‬
‫یشجع الفرد على مواصلة المیل إلیه أ ّما التّعنیف والفشل فیؤدّیان إلى تثبیط اله ّمة‪ ،‬فلن یستطیع الشّخص أن یُواصل‬
‫ّ‬ ‫عند القیام بعمل جدید أو النّجاح فیه‪،‬‬
‫ّ‬
‫العمل في نشاط معیّن في مواجهة التّعنیف والفشل ما لم یكن على درجة كبیرة من النضج وما لم یكن عنده الدّافع‪ .‬القوي لمتابعة ذلك العمل‬
‫تأثير البيئة على ميول المراهق‪:‬‬
‫صة تختلف عن بیئة‬ ‫إنّ كل ما یُحیط بالفرد – مجتمعه ومدرسته ومنزله ودائرة أسرته – یعتبر عوامل ها ّمة في بیئته‪ ،‬فالطفل الوحید مثالً تكون له بیئة خا ّ‬
‫طفل آخر له عدد كبیر من اإلخوة والطفل األكبر في أسرة كبیرة له بیئة تختلف عن الطفل األصغر‪ ،‬وهناك مك ّونات أخرى لبیئة الطفل فأصدقاءه والكتب التي‬
‫یقرأها واألفالم السینمائیة التي یُشاهدها واأللعاب التي یُمارسها وبرامج اإلذاعة التي یستمع إلیها واألحادیث التي یُنصت لها والطعام الذي یأكله والمالبس‬
‫صة‪ ،‬وبعض عوامل البیئة یكون أقوى أثراً من العوامل‬ ‫التي یلبسها والنّكت والفكاهات التي یسمعها‪ ..‬كل هذه تك ّون البیئة التي تُساعد على تفسیر میوله الخا ّ‬
‫األخرى‪ ،‬ومن العوامل عظیمة األثر العادات والتقالید وال ُمثل العلیا ‪4.3‬‬
‫‪.‬تأثير األسرة على ميول المراهق‪:‬‬
‫یُع ّد دور األسرة هام في مساعدة المراهق ألن یحقق میوله الطبیعیة في هذه المرحلة نحو اإلنتقال والتحرر من قیود األسرة وتبعیتها ولالرتباط باألقران‬
‫وجماعة األصدقاء وعلى إتمام عملیة الفطام النّفسي‪ ،‬فاألسرة ال ُمستنیرة هي التي تعرف طریقها السلیم في التربیة‪ ،‬وتُساعد وتدفع الفتى نحو التحرر والنّمو‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬بحیث یجب أن تنهج األسرة نهجا ً عملیا ً لدفع هذا النّمو إلى األمام وذلك بتشجیع المراهق على اإلعتماد على نفسه ٕ‬
‫وابداء الرأي والمناقشة‬
‫واختیار األصدقاء وشراء مالبسه وحاجیاته بنفسه وتنظیم أوقات فراغه واإلستمتاع بممارسة هوایاته التي یحبها وممارسة ألوان النشاط والتّرفیه الذي‬
‫یُناسب میوله ورغابته‪ ،‬واستطالع رأیه في بعض األمور والمشكالت العائلیة‪ ،‬وتدریبه على التعاون مع الوالدین واإلخوة الكبار ومشاركتهم بعض‬
‫المسؤولیات واألعباء‬
‫‪.‬تأثير جماعة ال ّرفاق على ميول المراهق‪ . :‬تختلف طبیعة العالقات مع الرفاق عن العالقات مع األسرة من ناحیتین أساسیتین هما أنّ العالقات األسریة‬
‫سع‬‫صحبة تُو ّ‬
‫صداقة أو ال ّ‬‫مفروضة ودائمة ولیست اختیاریة‪ ،‬في حین أن العالقات مع الرفاق یقوم المراهق بنفسه بعملها‪ ،‬كما أنّها قابلة للتغیّر‪ ،‬غیر أنّ ال ّ‬
‫صداقة أو الصحبة تعرض الفرد ألنماط جدیدة من السلوك‪ ،‬كما‬ ‫الخبرة التي یحتاجها المراهق بطریقة ال تُساعد علیها في الغالب العالقات األسریة‪ ،‬ذلك أنّ ال ّ‬
‫أنها قد تُساعده على أن یج ّرب أدواراً جدیدة وأن یُك ّون تص ّورات جدیدة عن الذات لذلك كله كان التح ّول إلى صحبة ال ّرفاق عالمة ممیّزة من عالمات‬
‫المراهقة‪ ،‬فبعد أن كانت صیحة الوالدین لدى طفل المراحل السابقة أهم بكثیر من صحبة الرفاق بحیث هناك تح ّول تدریجي فیما بین ‪ 18-13‬سنة بحیث تُصبح‬
‫المجموعة أو الرفاق أكثر جاذبیةً من الوالدین الذین تق ّل أه ّمیتهم (وجماعة ال ّر فاق تُتیح للمراهق الفرص التالیة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن یتفاعل المراهق مع أفراد على شاكلته‪ ،‬متساوون معه في االنفعاالت والمیول والنمو ویُشبعون عنده حاجاته العقلیة واالجتماعیة ویُك ّملون أوجه النّقص‬
‫لدیه‪ ،‬وهذا ال یتوفّر في جو األسرة والمدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬یكتسب المراهق الكثیر من المعلومات الجنسیة التي یعجز عن معرفتها عن طریق األسرة مع مراعاة أن هذه المعلومات قد تكون مضلّلة وغیر سلیمة في‬
‫كثیر من األحیان‪.‬‬
‫‪ -‬تُتیح جماعة الرفاق كذلك ج ّواً مناسبا ً من المنافسة والحوار والمهارات وكیفیة تكوین العالقات وتنمیة روح الو الء واالنتماء للجماعة‪ ،‬وتبرز المواهب‬
‫االجتماعیة كالقیادة أو التّبعیّة‬
‫تأثير المدرسة على ميول المراهق‪ :‬یتأثر المراهق في نموه االجتماعي بعالقاته مع مد ّرسیه‪ ،‬كمیله وحبّه للمد ّرس أو نفوره منه فالمد ّرس الذي یُؤمن‬
‫برسالته العلمیة ویُمارس الدیمقراطیة ممارسةً علمیةً مع تالمیذه والذي یتّصف ‪ .‬بالعدل والقدوة الطیّبة وال َمثل األعلى‪ ،‬والذي یقوم بتطبیق المبادئ التربویة‬
‫سلیمة‪ ،‬ال ش ّك أنّه یلعب دورا هاما في النمو االجتماعي لدى التالميذ ومن المعروف أن المیول المهنیة للمراهق تتأثّر تأثیراً كبیراً بمدى عالقة التالمیذ‬
‫ال ّ‬
‫بمد ّرسیهم ویكون تأثّر المراهقات بمد ّرساتهنّ أكثر من تأثّر المراهقین بمد ّرسیهم‪ ،‬ال سیما في بواكیر مرحلة المراهقة‪ ،‬والمدرسة یجب أن تمنح للطالّب في‬
‫الجو المدرسي فرصة الحكم الذاتي والتعبیر عن النّفس بشتّى الوسائل الدیمقراطیة كاتّحادات الطّالب والجمعیات المدرسیة التي یُدیرها الطالّب مما یُساعد ‪( .‬‬
‫‪( 3‬على عملیات النّمو اإلجتماعي للتالمیذ‬

‫معيار تمايز الميول عند المراهق‬


‫تختلف باختالف أنم‪V‬اط الشخص‪V‬ية وس‪V‬ماتها وتش‪V‬مل المي‪V‬ول العقلي‪V‬ة‪ ،‬الديني‪V‬ة‪ ،‬االجتماعي‪V‬ة‪ ،‬الفني‪V‬ة‪ ،‬و تتضح ه‪V‬ذه المي‪V‬ول في مرحلة المراهقة فيميل في البواك‪V‬ير‬
‫لأللعاب الرياضية‪ ،‬ثم األدبية‪ ،‬و فنية و موسيقية‪ ،‬في دراسة قام بها "كولمان ‪ "1961‬تناولت األدوار التي يفضلها المراهقون‪ ،‬فكان الدور الرياضي‪ ،‬ثم الطيار‪،‬‬
‫ثم عالم الذرة والمبشر الديني‪ ،‬و تختلف الميول باختالف الذكاء‪ .‬كما تختلف أيضا باختالف الجنس‪ ،‬الذكور يميلون للهوايات العلمية و الكهرباء و قيادة السيارات‬
‫والمصارعة و األلع‪VV‬اب الرياض‪VV‬ية المختلف‪VV‬ة‪ ،‬في حين نجد الفتي‪VV‬ات أك‪VV‬ثر ميال للقصص و الش‪VV‬عر‪ ...‬و في دراسة أجراها "كريجروول‪VV‬ز" ‪ 1969‬على الم‪VV‬راهقين‬
‫فكانت األدوار التي تفضلها المراهقات‪ :‬دور عارضة أزياء‪ ،‬ثم الممرضة‪ ،‬ثم المدرسة ثم الممثلة أو الفنانة أما الذكور‪ :‬النجومية الرياضية‪ ،‬الموهبة الدراس‪VV‬ية ثم‬
‫الشعبية‪ .‬أما الميول المهنية‪ :‬فتكون بعيدة عن الواقع كأن يصبح نجما سينمائيا‪ ،‬أو ضابطا في الجيش أو طيار أو بطال في الرياضة‬

‫‪:‬‬

‫العالقة بين الميول واالتجاه ‪:‬‬


‫أعجبني فستان وأميل إليه لكن من الناحية المعرفية اليمكن أن أشتريه ألن لدي أولويات أهم‬
‫الفرق بين االتجاه والميل‪ :‬إن الميل أوضح وأدق وأكثر إجرائية من االتجاهات‪ ،‬في حين أن هذا األخــير أوسع نطاقا ومجــاال‪ ،‬فاالتجاهــات عبــارة عن اســتعداد‬
‫للسلوك بطريقة معينة‪ ،‬لكن ال يعني حتما السلوك‪ ،‬بينما الميل يعني السلوك في حد ذاته‪ ،‬وبالتالي يكون االتجاه سابقا للميل‬
‫خاتمة الفصل‬
‫إنّ عدم وضوح األهداف التي یسعى المراهق إلى تحقیقها وتعارضها‪ ،‬وعدم القدرة على التخطیط لبلوغ األهداف بصورة موضوعیة وصحیحة‪ ،‬كثیراً ما‬
‫یكون السبب في فشل الشباب وحیرته وتردده وقلقه هو جهله باألهداف الحقیقیة التي یسعى إلیها‪ ،‬ولعل الذي یحتك بشبابنا العربي في المرحلة الثانویة‬
‫والجامعیة یُالحظ ما یعانیه الشباب من حیرة وتردد في تحدید المیول واالتجاهات‪ ،‬فكثیراً ما نجد الشباب یختارون تخصصات علمیة ومهنیة ال تناسب‬
‫قدراتهم واستعداداتهم ومیولهم ‪( 3( .‬وبذلك یتعرضون للفشل والتعثُر سواء في المدرسة أو في المهنة أو في الحیاة بشكل عام‬

‫الفصل األخير‪ :‬التوافق النفسي واالجتماعي للمراهق‬

‫‪/1-‬التوافق وسوء التوافق‪ :‬التوافق هو القـدرة على تكـوين العالقـات بين الفـرد وبيئتـه‪ ،‬و نقصد بالبيئة كل المـؤثرات واإلمكانيـات والقـوى المحيطة بـالفرد‬
‫(أسرة مدرسة‪ ،‬عمل ‪ )...‬والتي تمكنها أن تؤثر على جهــوده للحصــول على االســتقرار النفسي والبــدني في معيشــته (نــوال محمد عطيــة‪ (٢٠٠١،‬أما ســوء‬
‫التوافق‪ ،‬فهو فشل اإلنسان في تحقيق إنجازاته وإشباع حاجاته ومواجهة صراعاته‪ ،‬مما يدفع بالفرد في األسرة والمدرسة والتنظيمــات الــتي ينخــرط فيها أن‬
‫يعيش عدم االنسجام‪ ،‬فكلما زاد سوء التوافق اقترب الفرد من العصاب‪( .‬محمد عيسوي عبد الرحمن‪(٢٠٠٢،‬‬
‫التوافق الشخصي أو النفسي‪ :‬هو قــدرة الفــرد على إشــباع دوافعه ومطالبــه‪ ،‬دون االصــطدام بقيم المجتمــع‪ ،‬فــالفرد غــير المتوافق نفســيا تكــون شخصــيته‬
‫مضطربة في كامل نواحيها‪ .‬إذ يرى يونغ الفــرد أن ‪ )١٩٣٠( Freud‬فرويد ‪ )١٩٦٥( Shoben; Shaffer; Yong ،‬المتوافق نفســيا‪ ،‬هو الــذي يكــون‬
‫راضيا عن نفسه‪ ،‬و حياته النفسية خالية من التوترات والصراعات النفسية المختلفة‪ ،‬و في هذا الســياق يعــرف أحمد عــزت راجح التوافق النفسي ألنه قــدرة‬
‫الفرد على التوفيق بين دوافعه المتصارعة توفيقا يرضيها إرضاءا متزنا‪ ،‬و الهدف األساسي من هذا التوفيق هو تحقيق شخصية متكاملة بفضل التنسيق بين‬
‫حاجات الفرد و سلوكه الباحث عن التفاعل مع البيئة كما يعتمد على تقبل الذات‪ ،‬وذلك بالثقة في النفس والرضا عنها (مصطفى فهمي‪ ،‬دون سنة‬

‫التوافق االجتمــاعي ‪ :‬هو تلك العملية الــتي يحقق بها المــرء حالة من االتــزان مع المحيط الخــارجي‪ ،‬ويظهر هــذا االتــزان من خالل تقبله لآلخــرين من أفــراد‬
‫أسرته ومدرسته بوجه عام‪ .‬فيستطيع إشباع حاجاته من جهة‪ ،‬وقبوله لما يفرضه المجتمع من معايير وقيم من جهة أخرى‪ .‬ويتضح بــأن التوافق االجتمــاعي‬
‫هو قدرة الفرد على استعمال توافقاته النفسية في المجال االجتماعي لتحقيق حالة من االتزان مع المحيط الخارجي‪( .‬نوال محمد عطية‪ (. ٢٠٠١ ،‬إن التوافق‬
‫االجتماعي يرتكز على توفر مجموعة عناصر منها تقبل اآلخرين و اإليمان بالتعـاون معهم و المسـاهمة من أجل خدمة المجتمـع‪،‬و تجـاوز الســلوك و النشـاط‬
‫المركز حول تحقيق األهداف الذاتية الخاصة‪،‬و العمل على تحقيق أهداف الصالح العام‪ ،‬و كذلك تجاوز الفــرد للنزعــات المضــادة للمجتمع كالتعصب العــرقي و‬
‫التميز العنصري ‪ ...‬إلخ (نصر الدين جابر‪(** .١٩٩٨ ،‬التوافق النفسي واالجتماعي وعالقته باتجاهات المراهق نحو الدراسة –مــذكرة ماجيســتار –طــاوس‬
‫وازي )‬

‫التوافق النفسي االجتمـاعي ‪ :‬هو عملية ديناميه مســتمره تظهر في مـدي رضا الفـرد عن نفسه واشـباع الحاجـات االوليه والثانويه المكتســبة من خالل‬
‫المعامالت االيجابيه والتصرفات الحسنة المعبره عن شخصية متزنه‪ .‬شخصيه تعترف بحقوق االخرين وإلتزامها باخالقيات المجتمع ومســايرة المعــايير‬
‫االجتماعيه واالمتثـــال لقواعد الضـــبط االجتمـــاعي وقيم وأهـــداف ذلك المجتمع الـــذي يعيش فيه وقدرته علي اقامة عالقـــات اجتماعيه تتسم بـــالموده‬
‫والتعاون والمحبه بعيداً عن عوامل السيطره والعدوان‪ (.‬التوافق النفسي اإلجتماعي لدي المراهقين –نرمين نبيل محمد محمود )‬

‫‪- ٤‬نظريات التوافق‪ :‬هناك نظريات عديدة وضعت لتفسير التوافق لدى األفراد‪ ،‬وبطبيعة الحال يصعب سردها بأسرها ولكن يمكننا أن نشير إلى أهمها كما‬
‫يبرزها الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل رقم (‪(: ٤‬نظريات التوافق (عباس محمود عوض‪(، ١٩٩٤( ،‬ص ‪(٩٠‬‬
‫‪-‬‬

‫النظرية البيولوجية‪ -‬الطبية‪ :‬ترجع هذه النظرية أشكال الفشل للتوافق إلى أمراض في أنسجة الدماغ و المخ‪ ،‬ومثل هذه األمراض يمكن توارثها أو اكتسابها‬
‫خالل الحياة عن طريق اإلصابات‪ ،‬الجروح‪ ،‬أو الخلل الهرموني الناتج عن ضغط الواقع على الفرد‪ ،‬ويرجع الفضلفي وضع هذه النظرية إلى كل من ماندل (‬
‫‪( . Darwin( ١٨٧٠ ، )Mendel( ١٩٥٢‬عباس محمود عوض‪(١٩٩٠ ،‬‬

‫‪-‬النظريات النفسية‪ :‬ومن أهم هذه النظريات نذكر‪:‬‬


‫نظرية التحليل النفسي ‪ :‬يرى (‪ Freud( ١٩٣٦‬أن عملية التوافق الشخصي غالبا ما تكون الشعورية‪ ،‬أي أن الفرد ال يعي األسباب الحقيقية للكثير من‬
‫سلوكاته‪ ،‬فالشخص المتوافق هو من يستطيع إشباع المتطلبات الضرورية للهو بوسائل مقبولة اجتماعيا‪ ،‬كما يضيف (‪ Freud( ١٩٣٦‬أن العصاب‬
‫والذهان هما شكل من أشكال سوء متوافق‪ .‬كما أن السمات األساسية للشخصية المتوافقة والمتمتعة بصحة نفسية جيدة تتمثل في‪ :‬قوة األنا‪ ،‬القدرة على‬
‫العمل‪ ،‬القدرة على الحب‬
‫ويرى (‪ Young( ١٩٤٠‬أن مفتاح التوافق السليم يكمن في استمرار النمو الشخصي‪ ،‬دون توقف أو تعطل‪ ،‬كما أكد على أهمية اكتشاف الذات الحقيقية‪،‬‬
‫وأهمية التوازن في الشخصية السوية المتوافقة‪ ،‬ويضيف أيضا أن التوافق السوي يتطلب التوازن أو إحداث الموازنة بين ميولنا االنطوائية وميولنا‬
‫االنبساطية‪ .‬ويضيف آدلر (‪ Adler( ١٩٣٣‬أن الطبيعة اإلنسانية أنانية بطبعها‪ ،‬لكن بفضل التربية ينمو الفرد و تقوى معه اهتماماته االجتماعية‪ ،‬بينما يرى‬
‫فروم (‪ From( ١٩٨٠‬أن الشخصية المتوافقة هي التي يكون لديها تنظيم موجه في الحياة‪ ،‬ومتفتحة على اآلخرين‪ ،‬ومتمتعة بالقدرة على التحمل والثقة‪،‬‬
‫ولقد أكد (‪ From( ١٩٨٠‬على دور قدرة الذات في التعبير عن الحب لآلخرين بدون قلق عما قد يعقب ذلك‪ .‬أما حسب (‪ Erickson. E( ١٩٨٠‬فالشخصية‬
‫المتوافقة هي شخصية متسمة بما يلي‪ :‬الخبرات المهمة األصلية‪ ،‬االهتمام االجتماعي القوي‪ ،‬العالقات االجتماعية السوية‪ ،‬الخلق الديمقراطي والشعور‬
‫بالحب تجاه اآلخرين‪.‬‬
‫النظرية السلوكية ‪ ٢:‬يرى السلوكيون أن أنماط التوافق وسوء التوافق تكون متعلمة أو مكتسبة‪ .‬وذلك من خالل الخبرات التي يتعرض لها الفرد والسلوك‬
‫التوافقي يشمل الخبرات التي تشير إلى كيفية االستجابة لتحديات الحياة‪ ،‬والتي سوف تقابل بالتعزيز أو التدعيم‪ .‬ولقد اعتقد واطسن (‪Watson.( ١٩٧٢‬‬
‫‪ B.J‬أن عملية التوافق الشخصي ال يمكن لها أن تنمو عن طريق الجهد الشعوري‪ ،‬ولكنها تتشكل بطريقة آلية عن طريق تعزيزات البيئة‪.‬‬

‫‪-‬نظرية علم النفس اإلنساني‪ :‬يشير روجرز (‪ Rogers. C( ١٩٨٠‬إلى أن سوء التوافق النفسي يمكن أن يستمر إذا ما حاول األفراد االحتفاظ ببعض‬
‫الخبرات االنفعالية بعيدا عن مجال اإلدراك أو الوعي مما يؤدي إلى استحالة تنظيم هذه الخبرات‪ ،‬وهذا من شأنه أن يولد مزيدا من التوتر واألسى وسوء‬
‫التوافق‪ ،‬ويضيف (‪ Rogers. C( ١٩٨٠‬أن معايير التوافق تكمن في ثالث نقاط‪ :‬اإلحساس بالحرية‪ ،‬االنفتاح على الخبرة‪ ،‬الثقة بالمشاعر الذاتية‪.‬‬
‫ويشاطره الرأي ماسلو (‪ Maslow( ١٩٧٠‬الذي وضع بدوره مجموعة من المعايير تتلخص فيما يلي‪ :‬اإلدراك الفعال للواقع‪ ،‬قبول الذات‪ ،‬التمركز حول‬
‫المشكالت لحلها‪ ،‬تقص االعتماد على اآلخرين ‪ ،‬االستقالل الذاتي‪.‬‬
‫نظريات نفسية أخرى طبقا لمعايير (‪، Lazarus( ١٩٨٤‬فإن الفرد المتوافق ال بد أن يتسم بما يلي‪ - :‬الخلو من األعراض الجسمية المختلفة حيث يرجع (‬
‫‪ Lazarus( ١٩٨٤‬سوء التوافق إلى إصابات معينة أو أمراض جسيمة‪ - .‬الراحة واالرتياح النفسي‪ ،‬حيث ال يمكن أن يكون الفرد متوافقا وهو يعاني من‬
‫اكتئاب أو انقباض أو قلق مزمن‪...‬إلخ ‪ -‬التقبل االجتماعي‪ ،‬من الصعب إن لم نقل من المستحيل أن يحقق الفرد توافقه دون تقبله االجتماعي أو قبوله من‬
‫خالل عالقاته وسلوكياته‬

‫النظرية االجتماعية ‪ -‬يرى أصحاب هذه النظرية و من بينهم‪ :‬فيرز دينهام (‪ Denham Ferz (١٩٨٦‬أن التوافق ال يتحقق إال بمسايرة الفرد لمعايير و‬
‫ثقافة مجتمعه و االمتثال لجهاز قيمهم‪ ،‬كما تعتبر هذه النظرية‪ -‬التوافق‪-‬بأنه تلك العملية التي يقتبس منها الفرد السلوك المالئم للبيئة أو للمتغيرات البيئية‬
‫من أجل مسايرتهم للعادات و المعايير التي يفرضها المجتمع‪( .‬عباس محمود عوض‪.١٩٩٤ ،‬‬

‫‪-‬الشكل رقم (‪(: ٣‬أبعاد التوافق (عباس محمود عوض‪، ١٩٩٠ ،‬ص ‪(.٦١‬‬
‫‪-‬مؤشرات التوافق‪ :‬إن التوافق هو عملية ديناميكية‪ ،‬يهدف بها الفرد إلى تغيير سلوكه ليحدث عالقات أكثر توافقا بينه وبين البيئة التي يمكن أن تؤثر‬
‫بطريقة أو بأخرى على جهوده للتوصل إلى االستقرار النفسي والبدني في حياته‪ ،‬والفرد المتوافق هو ذلك الفرد القادر على مواجهة عوائق بيئته و يوجد‬
‫حسب عباس محمود عوض (‪( ١٩٩٦‬جملة من المؤشرات من خاللها‪ ،‬يمكننا معرفة مدى توافق الفرد و هي‪:‬‬
‫وجود جملة من االتجاهات االجتماعية االيجابية‪ :‬فالفرد يحمل مجموعة من االتجاهات المكتسبة التي تسيّر حياته‪ ،‬و التوافق في هذه الحالة يتالزم مع‬
‫االتجاهات التي يبنى عليها المجتمع و المتمثلة في احترام العمل وتقدير المسؤولية واحترام القيم والتقاليد السائدة في المجتمع و قد يحقق الفرد قدرا معينا‬
‫من التوافق عند توفر هذه المؤشرات‪٢ .‬‬
‫‪--‬وجود جملة من سمات الشخصية‪ :‬تتشكل لدى الفرد‪-‬خالل مراحل النمو‪ -‬مجموعة من السمات ذات الثبات النسبي ومن بين أهم هذه السمات الشخصية‬
‫التي تشير إلى التوافق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المسؤولية االجتماعية وهي إحساس الفرد بمسؤولية نحو مجتمعه‪.‬‬
‫‪ -‬الثبات االنفعالي و من أشكاله الهدوء والرزانة‪– 41 .‬‬
‫التفكير العلمي و يتمثل في القدرة على تفسير الظواهر تفسيرا علميا مبنيا على البحث عن المسببات‪.‬‬
‫‪-‬مستوى طموح الفرد‪ :‬إن الفرد المتوافق‪ ،‬غالبا ما يسعى إلى تحقيق طموحاته في حدود إمكانياته و قدراته الخاصة من خالل دافع اإلنجاز‪ ،‬أما الفرد غير‬
‫المتوافق‪ ،‬فهو ذلك الفرد الذي يعاني من االنهيار ويتميز بسلوكات عدائية لكل ما يحيط به‬
‫اإلحساس بإشباع الحاجات النفسية‪ :‬إن الشعور بإشباع الحاجات النفسية يعتبر مؤشرا هاما في تحقيق التوافق‪ ،‬و يتجسد هذا الشعور في‪ :‬اإلحساس بالحب‬
‫واألمن وبالقدرة على العطاء واإلنجاز‪ ،‬و بالمقابل فإن الفرد في حاجة إلى التقدير والحرية‪ ،‬أما إذا لم يشعر بذلك‪ ،‬ولو بقسط صغير‪ ،‬فهذا يؤدي به إلى سوء‬
‫التوافق أو ربما إلى العصاب‪.‬‬
‫‪-‬النظرة الواقعية للحياة‪ :‬هناك حاالت عديدة‪ ،‬تؤدي بالفرد إلى التشاؤم وعدم قدرته على تقبّل الواقع المعاش‪ ،‬وذلك دليل على سوء توافقه‪ ،‬فالفرد الواقعي‬
‫في تعامله مع معطيات الحياة ومتغيراتها‪ ،‬هو فرد متوافق في المجال النفسي و االجتماعي‪.‬‬

‫أشارت دراسة سويسرية أجريت لمدة سنة عام ‪ 2013‬إلى أن تعزيز شعور المراهقين بهويتهم وتشجيعهم على الصدق مع الذات والقدرة على توجيه مسار‬
‫حياتهم وتلبية المتوقع منهم بشكل واضح‪ ،‬يؤدي لنمو إيجابي تدريجي للشخصية ينعكس على استقرارهم انفعاليا‪ ،‬وأمانتهم وحسن تصرفهم‪.‬‬

‫التوافق االجتماعي عند المراهق ‪ :‬يمتاز التوافق االجتماعي خالل مرحلة المراهقة بخصائص أساسية‪ ,‬تجعله يختلف عما كان عليه أيام الطفولة‪ ,‬وعما يكون‬
‫‪.‬عليه في فترة الرشد‪ .‬فسلوكه االجتماعي قد يتصف بالتآلف‪ .‬وقد يتميز بالنفور واالبتعاد‪ .‬ولعل معظم اتجاهاته اإليجابية تكون إزاء اللدات واألقران‬

‫الميول االجتماعية في فترة المراهقة ال تخلو من قيمة أخالقية‪ ,‬وقد تكون مشوبة‪ .‬لذا يجب أن تُنَق ّى وأفضل ما يكون للمراهق أن يتشرب خير وأفضل وأسمى‬
‫ما في المجتمع من سجايا وخصال‪ ,‬من خالل مجموعات يشترك فيها وبشكل موجه – مثل الطالئع‪ ,‬والكشافة‪ ,‬والنوادي‪ ,‬والجمعيات‪ ,‬واأللعاب المنظمة‪...‬‬
‫‪:‬ويتمثل التكيف االجتماعي في المجاالت التالية‬
‫‪.‬مجال الثقة بالذات والتصرف وفق الشعور بالدور والمكانة‬
‫‪.‬تنمية روح التعاون بين الجماعات والمراهق‪ ,‬والبعد عن األنانية‬
‫تنمية التبصر االجتماعي‪ -‬في إدراك قيمة العال قات االجتماعية ودورها في االنخراط بالمجتمع ويتبين التأثير المتبادل بين الفرد والجماعة والعكس‪- .‬اتساع‬
‫‪.‬آفاق التفاعل االجتماعي – ليقترب بسلوك متزن إلى ما يكون عليه أفراد المجتمع من معايير ليدرك ما عليه من واجبات وما له من حقوق‬

‫التوافق النفسي االجتماعي للمراهق ومحيطه المدرسي‪:‬‬


‫للبيئة المدرسية تأثيرا واضحا في بناء وتكوين شخصية تالميذها ويــبرز دور المدرسة من خالل المعلم‪ ،‬الــزمالء‪ ،‬وطبيعة المنــاهج واإلدارة المدرســية وكل‬
‫عامل ال يقل أهمية عن اآلخر حيث يشكل المعلم العنصر الحاسم في قاعة الدرس وخالل النشاط الدراسي (عدلي سليمان‪(.١٩٩٤ ،‬‬
‫فعلى األستاذ مساعدة التلميذ على كسب االستقاللية في المجال الدراسي ومساعدته على خلق اإلرادة لتحريك عملية التدريس مع معرفة القاعــدة القائلة وهي‬
‫هدف كل ثانوية "نتعلم كي نتعلم ‪ » Apprendre a apprendre «.‬كما يجب على األستاذ أن يوظف ويضع أنشطته التدريسية لبناء تجربة حية إيجابية‬
‫عند التالميذ‪ ،‬ويعمل على إثارة قدراتهم المعرفية‪ ،‬وهذا ما يعزز فعال ثقتهم بأنفسهم ويدعم األنا لــديهم مما يخلق في التلميذ القــدرة على الســيطرة على واقعه‬
‫وعالمــه‪ ،‬وينمي فيه روح المبــادرة والقيــادة الفكرية في العملية المعرفيــة‪,1999( .‬ـ ‪ (Dantier Bernard‬فبعــدما أن كــان المعلم هو الشــخص المهم في‬
‫العملية التربوية‪ ،‬أصبح التلميذ هو العنصر الحيـوي في المدرسة حيث أصـبحت ليست فقط مجـرد مسـاحة للتعليم وإنما الكتشـاف اتجاهـات ومـواهب التالميذ‬
‫وتنمية قدراتهم بالدرجة األولى‪( .‬عرفات عبد العزيز‪١٩٩١ ،‬‬
‫ومن أجل بلوغ هذا الهدف‪ ،‬على المدرسة أن تهتم بتكوين المعلمين ثقافيا وعلميا‪ ،‬واإلكثار من المستشارين البيداغوجيين المؤهلين‪ ،‬وعدم اقتصار النظم‬
‫المدرسية على النواحي العلمية فقط‪(Haddab Mustapha ,1992( .‬‬

‫ولطبيعة المناهج أيضا‪ ،‬دور هام في بناء وتكوين شخصية التلميذ وذلك من خالل ما تحمله هذه المناهج من قيم خلقية وعلمية‪ ،‬ويضاف إلى ذلك مدى تالئم‬
‫البرامج الدراسية مع ميول وقدرات التالميذ‪ ،‬فإذا تحقق هذا التالؤم‪ ،‬فإنه يؤدي إلى الرفع من مستوى الثقة في النفس مع دافعية اإلنجاز والتفوق الدراسي‪،‬‬
‫أما إذا انعدم أو قل هذا التالؤم بين قدرات التلميذ والبرامج الدراسية‪ ،‬فإنه يؤدي حتما إلى عدم التوافق المدرسي مما يدفع به إلى العجز الدراسي ثم الفشل‬
‫المدرسي‪( .‬أحمد عبادة‪(.٢٠٠١ ،‬‬
‫التوافق مع اآلباء‬

‫أظهرت الدراسة اختالفات ملحوظة‪ ،‬منها مثال أن اآلباء رأوا أن أبناءهم كانوا أكثر عنادا مما رآه المراهقون في أنفسهم من عناد‪ ،‬وبفارق واضح‪ .‬كما‬
‫رأى المراهقون أنفسهم أنهم أصبحوا أكثر انفتاحا على اآلخرين بينما رأى اآلباء أن أبناءهم أصبحوا أكثر انطواء!وكانت الخالصة المؤسفة للدراسة أن‬
‫"اآلباء عموما رأوا أن أبناءهم صاروا أسوأ تصرفا"‪ .‬وربما كانت بارقة األمل الوحيدة أن اآلباء رأوا أن أبناءهم ليسوا بهذا الكم من عدم االنضباط عن‬
‫ذي قبل وكان تقييمهم من تلك الناحية أفضل من تقييم األبناء ألنفسهم‪.‬وربما بدت النتائج متناقضة ألول وهلة‪ ،‬ولكن بالتدقيق أكثر يمكن تفسيرها بالتغير‬
‫‪.‬الكبير الذي يطرأ على العالقة بين اآلباء وأبنائهم مع ازدياد النزعة االستقاللية والرغبة في الخصوصية لدى األبناء في سن المراهقة‬

‫كما يشير الباحثون إلى أن اآلباء واألبناء ربما يتبنون قياسات مختلفة ‪ -‬فاآلباء ربما يقيسون أبناءهم باعتبار ال ُمنتَظَر من شخص بالغ‪ ،‬بينما يقيس‬
‫‪.‬األنجال أنفسهم مقارنة بأصحابهم المراهقين‬
‫دلت إحدى الدراسات على‬
‫‪.‬من المراهقين انحصرت مشكالتهم بمسائل التعليم والدراسة وطرق التدريس ‪89%‬‬
‫‪.‬مشكالتهم ذات مساس فيما يتعلق بالعالقة بينهم وبين معلميهم ‪88%‬‬
‫‪.‬مشاكل ذات مساس فيما يتعلق بين المتعلم وأسرته ‪70%‬‬
‫فتفهم األسرة والمدرسة والمؤسسات االجتماعية كافة لطبيعة المراهقة تفهما ً إيجابيا ً من شأنها أن تؤول بالمراهقين إلى التكيف االجتماعي األمثل‪ ,‬وأن ما‬
‫ي بأن يؤدي به إلى بلوغ مراتب الشخصية المتزنة‪ ,‬وأن الرعاية الصحية له كفيلة بإيصاله إلى هذا المأرب‬ ‫يبديه المراهق من تكيف اجتماعي َحر ّ‬
‫االجتماعي‬
‫‪.‬‬
‫مؤشرات التوافق النفسي االجتماعي عند المراهق‬
‫‪ -‬االعتدال والهدوء النسبي والميل إلى االستقرار‬
‫‪ -‬اإلشباع المتزن وتكامل االتجاهات واالت ازن العاطفي‪ - .‬الخلو من العنف والتوترات االنفعالية الحادة‪.‬‬
‫‪ -‬التوافق مع الوالدين واألسرة‪ ،‬فالعالقات األسرية القائمة على أساس التفاهم والوحدة لها أهمية كبيرة في حياة األطفــال‪ ،‬فاألســرة تنمي الــذات وتحافظ على‬
‫توازنها في المواقف المتنوعة في الحياة‪.‬‬

You might also like