Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 141

‫‪*+++‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة د‪ .‬الطاهر موالي – سعيدة ‪-‬‬
‫كلية العلوم اإلجتمايية واإلنسانية‬
‫قسم العلوم االنسانية‬
‫شعبة التاريخ‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في تاريخ و حضارة المغرب اإلسالمي‪.‬‬

‫الموسومة بـ ‪:‬‬

‫األهمية اإلقتصادية للمرافئ في‬


‫المغرب األقصى خالل العصر الوسيط‬

‫تحت إشراف الدكتور ‪:‬‬ ‫من إيداد الطالبة ‪:‬‬


‫د‪.‬كبداني فؤاد‬ ‫‪ -‬موساوي زانة‬

‫أيضاء لجنة المناقشة ‪:‬‬


‫ـ موسم عبد الحفيظ ‪................................................................‬رئيسا‬
‫‪ -‬كبداني فؤاد ‪...........................................................‬مشرفا و مقررا‬
‫ـ تلي رفيق ‪........................................................................‬مناقشا‬

‫السنة الجامعية ‪ 1438-1437 :‬هـ ‪ 2017-2016/‬م‬


‫شكر ويرفان‬
‫أتفضل بجزيل الشكر و العرفان إلى الذي خلقنا وسخر لنا‬
‫هذه الثمرة العلمية هللا سبحانه و تعالى و الذي قال في كتابه‬
‫الكريم ‪ ":‬و قل ايملوا فسيرى هللا يملكم و المؤمنون "‬
‫كما نشكر كل من سايدنا من قريب أو بعيد في ايداد هذه‬
‫المذكرة ‪ ،‬و أخص بالذكر منهم أستاذي المحترم الذي أشرف‬
‫يلى هذه الرسالة " أ‪.‬كبداني فؤاد " والذي لم يبخل يليا‬
‫بإفادتي يما ينقصني و الذي أمدني بالنفس الطويل إلجتياز‬
‫هذه المرحلة ‪ ،‬كما ال أنسى كل أساتذة التاريخ الذين سايدونا‬
‫منذ المهالت األولى لهذه الدراسة المستقبلية و إلى كل طلبة‬
‫قسم التاريخ ‪.‬‬
‫أهذي هذا العمل المتواضع إلى كل من كان منبعا للحب و الحنان و بهما رفعت‬

‫راية العلم و المعرفة "أبي و أمي " أطال هللا في عمرهما ‪ ،‬إ لى من عشت في‬

‫أوساطهم "إخوتي " ‪ ،‬إلى أستاذي المحترم و المؤطر كداني فؤاد و الذي‬

‫ال أنسى مدى مساعدته في إنجاح هذا العمل و كل من درسني التاريخ‬

‫و كل من يعرف الطالبة موساوي زانة ‪.‬‬ ‫و إلى كل طلبة التاريخ‬


‫قائمة المختصرات‬

‫أ‪ /‬باللغة العربية ‪:‬‬

‫المعنى‬ ‫الرمز‬

‫الطبعة‬ ‫ط‬

‫الجزء‬ ‫ج‬

‫الصفحة‬ ‫ص‬

‫دون طبعة‬ ‫(د ط )‬

‫دون مكان‬ ‫( دم )‬

‫دون تاريخ‬ ‫(د ت )‬

‫تحقيق‬ ‫(تح)‬

‫تعليق‬ ‫(تع)‬

‫ترجمة‬ ‫(تر)‬

‫تعريب‬ ‫(تعر)‬

‫تصدير‬ ‫(تص)‬

‫تقديم‬ ‫(تق)‬

‫إشراف‬ ‫(إش)‬

‫مراجعة‬ ‫(مر)‬

‫كالم مبتور‬ ‫(‪)...‬‬

‫تخطيط‬ ‫(تخ)‬

‫ميالدي‬ ‫م‬

‫هجري‬ ‫هــ‬

‫مجلد‬ ‫(مج)‬
‫ب‪/‬بـــاللغة األجنبية ‪:‬‬

‫‪P‬‬ ‫‪Page‬‬

‫‪ED‬‬ ‫‪Edition‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫شهد المغرب األقصى خالل العصر الوسيط نشاطا إقتصاديا وحركة تجارية‬

‫مزدهرة ال مثيل لها‪ ،‬وخير دليل على ذلك الدور الذي لعبته المرافئ التجارية في تمتين‬

‫العالقات اإلقتصادية بين مختلف األقطار سواء مع المغرب األوسط واألدنى أو مع بالد‬

‫السودان الغربي واألندلس وكذا مع المش رق اإلسالمي‪ ،‬مما ساعد في تنشيط حركة التبادل‬

‫التجاري التي سيطرت على الوضع وفتحت المجال من أجل التطور والرقي‪.‬‬

‫فقد حب ا الحق سبحانه هذه البالد بخيرات طبيعية متنوعة أكسبتها أهمية استراتيجية‬

‫فتحت أمامها كل السبل لخلق عالقات داخلية وخارجية تنوعت بحكم المصالح المشتركة‪،‬‬

‫مما جعلها نقطة إنطالق تجاري كبير ومركز لإلتصال بين األسواق اإلسالمية وغيرها‪.‬‬

‫ومن هنا ارتأينا أن نعالج موضوع إقتصادي محض والذي يتجلى في " األهمية‬

‫اإلقتصادية للمرافئ في المغرب األقصى خالل العصر الوسيط‪".‬‬

‫مما ال شك فيه أن هناك عوامل عديدة دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع من‬

‫أبرزها ‪:‬‬

‫‪-‬اإلبتعاد عن المواضيع التي تتطرق إلى الجوانب السياسية والعسكرية التي أفاضت كتب‬

‫التاريخ بذكرها وتناولها الباحثون بالدراسة والبحث‪.‬‬

‫‪ -‬توضيح المراكز والطرق التجارية بالمغرب األقصى وأهم مسالك التجار‪ ،‬مع ذكر‬

‫المسافات الفاصلة بين المحطات والمراكز التجارية‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫‪ -‬إن الجانب اإل قتصادي بشكل عام والتجاري بشكل خاص ليس له ميوالت كثيرة للباحثين‬

‫والطالب وإنما يطغى الجانب السياسي على هذه الدراسات‪.‬‬

‫‪ -‬افتقار مكتبة الجامعة سواء الدوريات أو مصلحة الكتب لهذا الموضوع فأردنا تزويدها‬

‫بهذا الجانب التجاري‪.‬‬

‫أما الدوافع والميول الشخصية فتمثلت في ‪:‬‬

‫‪ -‬إ ن ميولي لهذا الموضوع من الجانب البحثي هو معرفة مراسي المغرب األقصى وكيفية‬

‫معاملة التجار بعضهم بعضا رغم اختالف أجناسهم‪ ،‬ومعرفة المواد والبضائع التي كانت‬

‫محل التصدير واإلستيراد‪ ،‬واألمور والوسائل التي كانت تستعمل في المعامالت التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬تسليط الضوء على دور المرافئ في األهمية اإلقتصادية للمغرب األقصى خالل‬

‫العصر الوسيط‪.‬‬

‫بعد البحث من خالل بعض المصادر والمراجع‪ ،‬تبين لنا أنه لم يتطرق الباحثين والكتاب‬

‫المحدثين لهذا الموضوع بشكل مستفيض‪ ،‬فالبرغم من أن العديد من كتب الرحالة‬

‫والجغرافيين قاموا بوصف البلدان منها بالد المغرب‪ ،‬غير أن دور المرافئ شكل قلة أو كاد‬

‫ينعدم إال ما جاء في بعض الجزئيات القليلة التي تناولتها كتب العالقات اإلقتصادية بين‬

‫الدول وأثناء دراستنا لهذا الموضوع كان لزاما علينا اإلطالع على الدراسات السابقة التي‬

‫تناولت تاريخ اإلقتصاد للمغرب األقصى بما فيه وضعية المرافئ التجارية والطرق‬

‫البحرية‪ ،‬وذلك لتسهل علينا اإلحاطة بجوانبه وكيفية التعامل مع مصادر الموضوع‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫ومن بين الدراسات التي أفادتنا دراسة بان علي محمد البياتي المعنونة " بالنشاط التجاري‬

‫في المغرب األقصى خالل ( القرن ‪5 – 3‬هـ ‪11 – 9 /‬م )" تحت إشراف الدكتورة صباح‬

‫إبراهيم الشيخلي‪.‬‬

‫تتجلى إشكالية البحث في ‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو دور المرافئ في األهمية اإلقتصادية للمغرب األقصى خالل العصر الوسيط ؟‬

‫ولمناقشة هذه اإلشكالية البد من اإلجابة على التساؤالت التالية ‪:‬‬

‫‪ /1‬ماهي العوامل المساعدة على النشاط اإلقتصادي؟ والعوامل المؤثرة فيها؟‬

‫‪ /2‬فيما تمثلت الموانئ والطرق البحرية التي ساهمت في خلق ذلك النشاط التجاري الذي‬

‫عرفه المغرب األقصى خالل العصر الوسيط؟‬

‫‪ /3‬في ماذا تجلت طبيعة التعامالت التجارية للمغرب األقصى‪ .‬؟‬

‫ولإلجابة على هاته التساؤالت وضعنا خطة لإللمام بهذا الموضوع اإلقتصادي فقمنا بتقسيم‬

‫البحث إ لى ثالث فصول بعد المقدمة والفصل التمهيدي وخاتمة ثم اتبعنا موضوعنا بمالحق‬

‫تبرز توضيحات لهذا الموضوع‪.‬‬

‫وفي المقدمة عرضنا الخطوات التي اتبعناها إلنجاز هذا البحث‪ ،‬أما الفصل التمهيدي‬

‫فتطرقنا فيه إلى الوضع السياسي وسير نظام حكمه من النشأة إلى السقوط أو اإلضمحالل‬

‫لكل من دولة األدارسة ودولة المرابطين والموحدين ودولة بني مرين‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫أما الفصل األول فسلطنا الضوء فيه على الوضع اإلقتصادي للمغرب األقصى والذي قمنا‬

‫بتقسيمه إلى ثالث مباحث‪ ،‬فاألول ينطوي على الزراعة‪ ،‬أما الثاني فيتمحور حول الصناعة‬

‫والثالث كان الحديث عن التجارة‪.‬‬

‫في حين ركزنا في الفصل الثاني على نظام المسالك التجارية والذي محورناه إلى ثالث‬

‫مباحث كذ لك‪ ،‬فاألول يتلخص في الطرق البحرية ونظامها‪ ،‬أما الثاني فتناولنا أهم مراسي‬

‫المغرب األقصى والدور الذي أدته الفنادق في تسيير الحركة التجارية‪ ،‬أما الثالث فأسفر عن‬

‫الوسائل المستعملة في المعامالت التجارية والتي تخص أنظمة المكاييل والموازين‬

‫والمقاييس‪.‬‬

‫وعالج الفصل الثالث واألخير نظام المبادالت التجارية وطرق التعامل التجاري‪ ،‬والذي‬

‫قسمناه هو كذلكإلى ثالث مباحث‪ ،‬فاألول ارتأينا الحديث عن نظام الصادرات‪ ،‬والثاني كذلك‬

‫عن نظام الواردات‪ ،‬أما الثالث فيتلخص في طرق التعامل التجاري والتي تظم نظامي‬

‫المقايضة والنقود كما أشرنا إلى المعاهدات والمراسالت التجارية التي انعقدت بين ملوك‬

‫المغرب األقصى‪.‬‬

‫وأنهينا بحثنا بخاتمة كانت عبارة عن مجموعة من النتائج المتوصل إليها خالل هذه‬

‫الدراسة‪ ،‬ودعمنا عملنا األكاديمي بمالحق تثبت األمور التي أدرجناها في المتن لكن كانت‬

‫تتطلب توضيحا‪ ،‬وختمنا هذه المذكرة بقائمة بيبليوغرافية تضم مصادر ومراجع ومذكرات‬

‫وغيرها من األدوات البحثية التي أفادتنا وجعلت منا الخوض في مضمار هذا الموضوع‪،‬‬

‫كما أتبعناها بفهرس لمحتوى هذه المذكرة‪.‬‬

‫د‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫قد اقتضت من طبيعة الموضوع إلى اتباع منهجية تاريخية متنوعة بتنوع مضامين‬

‫الفصول‪ ،‬والتي أجبرتنا على اتباع المنهج التاريخي من أجل تتبع التطور الزمني من النشأة‬

‫إلى اإلضمحالل لكل دولة والتي نحن بصدد دراستها وعالقاتهم السياسية‪ ،‬أما المنهج‬

‫الجغرافي استعنا به لوصف األماكن والمدن وحالة والموانئ والطرق التجارية فيها‪.‬‬

‫نقد المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫من أجل الدراسة اإلقتصادية والتاريخية ألي دولة من الدول وأي فترة من الفترات‬

‫ونحن بصدد تناول هذا الموضوع‪ ،‬فال بد من الرجوع إلى مصادر ومراجع سواء كانت‬

‫تاريخية أو جغرافية حسب طبيعة الموضوع ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المصادر الجغرافية ‪:‬‬

‫‪ -‬كتاب " نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق " ‪ :‬ألبي عبد هللا محمد الشريف المعروف‬

‫باإلدريسي المتوفي سنة ‪564‬هـ ‪1166 /‬م‪ ،‬وهو من المصادر الجغرافية المهمة‪ ،‬لكونه‬

‫يحوي معلومات قيمة ووافية عن أهم المراسي والطرق البحرية ومختلف المدن بالمغرب‬

‫واألندلس‪ ،‬وكذ لك أفادنا في تحديد المسافات بين هذه الدول والطرق‪ ،‬ومما زاد أهميته كون‬

‫صاحبه استقى معلوماته من مشاهداته في أسفاره ورحالته‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب " المغرب في ذكر بالد إفريقية والمغرب " وهو جزء من كتاب المسالك والممالك‬

‫والذي ألفه أبي عبيد هللا البكري المتوفي سنة ‪487‬هـ ‪1094 /‬م‪ ،‬إضافة إلى المعلومات‬

‫الجغرافية تضمن معلومات تاريخية وإقتصادية مهمة عن بالد المغرب واألندلس‪ ،‬بصفته‬

‫ه‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫ناقال أمينا عن الوراق ( ‪363‬هـ ) كما يمكن اإلطمئنان إلى بعض النصوص التي أوردها‪،‬‬

‫مما أفادنا في معرفة بعض المسالك والطرقات وساير حديثه عن إتصال المراسي‬

‫والمسافات الفاصلة فيما بينهم ثم يعدد باقي الخطوات البحرية بين المغرب األقصى‬

‫واألندلس‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب " صورة األرض " ‪ :‬البن حوقل النصيبي المتوفي سنة ‪367‬هـ ‪987 /‬م‪ ،‬إنتسبإلى‬

‫مدرسة الجغرافيين الخرائطيين بمشرق دار اإلسالم وهو من بين باقي روادها أمثال‬

‫البلخي‪ ،‬وهو واحد من التجار المثقفين الذين اختاروا التجارة وسيلة لألسفار ومعرفة األقاليم‬

‫حيث يعد من أشهر الكتب التي صنف فيها األقاليم ودرس شعوبها‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب " المسالك والممالك " ‪ :‬البن خردذابة المتوفي حوالي ‪272‬هـ ‪885 /‬م من الرحالة‬

‫الجغرافيين في العصر العباسي‪ ،‬يعد هذا الكتاب من أقدم كتب الجغرافية في اللغة العربية‪،‬‬

‫ودليل يستعين به المسافرون في اإلهتداءإلى الطريق البحري‪ ،‬كما اشتمل على بيانات وافية‬

‫عن طرق البالد والمسافات بينها‪ ،‬أشار فيها إلى الطرق الرابطة بين المغرب األقصى‬

‫واألندلس‪ ،‬وحدثنا عن التجارة ووضح أنواع السلع التي حصل عليها تجار العرب من‬

‫السوق الجديدة وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب " الروض المعطار في خبر األقطار " ‪ :‬لمحمد عبد المنعم الحميري المتوفي سنة‬

‫‪371‬هـ ‪ 1310 /‬م‪ ،‬يعتبر المصدر معجم جغرافي مهم‪ ،‬ضم معظم األعالم التي يردد ذكرها‬

‫في كتب المغاربة‪ ،‬حيث رتبه حسب الحروف األبجدية وقد تناول الكتاب نبذة تاريخية عن‬

‫و‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫المغرب باإلضافة إلى وصف الطرق التي تؤدي إليها وأهم منتجاتها‪ ،‬ووقع هذا الكتاب في‬

‫يد المقريزي فاختصره في مجلد صغير‪.‬‬

‫ب‪ -‬كتب الرحلة‪ :‬وتمثلت في ‪:‬‬

‫‪ -‬كتاب " تحفة النظار في غرائب األمصار وعجائب األسفار " ‪ :‬لمحمد بن عبد هللا اللواتي‬

‫المعروف بابن بطوطة المولود سنة ( ‪703‬هـ ‪1304 /‬م ) حيث وصف لنا أثناء رحلته‬

‫الطويلة عن المعامالت في األسواق مع ذكر صادرات وواردات المغرب األقصى‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب " وصف إ فريقيا " لحسن الوزان‪ ،‬حيث اعتمدنا عليه ألنه يتضمن المدن التي كان‬

‫لها أدوار إقتصادية والتي كانت محل نزاع القوى السياسية عليها‪.‬‬

‫ج‪ -‬كتب التاريخ وتمثلت في ‪:‬‬

‫‪ -‬كتاب " العبر وديوان المبتدأ أو الخبر في تاريخ العرب ‪ "...‬لعبد الرحمن بن خلدون‪،‬‬

‫حيث تضمن عدة أجزاء تتمحور حول الحياة السياسية والثقافية واإلقتصادية لبالد المغرب‬

‫حيث أنه عايش دول المغرب األقصى‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب "الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية"‪ ،‬البن أبي زرع الفاسي‪ ،‬وهو كتاب‬

‫للدولة المرينية‪ ،‬فقد جاء زاخرا باألخبار السياسية وبعض المعلومات اإلقتصادية‪ ،‬كما‬

‫استعنا بكتابه األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة‬

‫فاس‪.‬‬

‫ز‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫‪-‬كتاب " البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب " ‪ :‬لمؤلفه أبو العباس أحمد بن محمد‬

‫المعروف بـ " ابن عذارى " قام بتحقيقه مجموعة من الباحثين‪ ،‬يعتبر هذا الكتاب مصدرا‬

‫مهما لكثير من األحداث في أواخر الدولة المرابطية إلى إنهيار دولة الموحدين‪.‬‬

‫د‪ -‬كتب الفقه والنوازل‪ ،‬ومنها ‪:‬‬

‫‪ -‬كتاب " المعيار المغرب و الجامع المعرب عن فتاوى علماء إفريقية واألندلس "‬

‫للونشريسي أحمد بن يحيى المتوفي سنة ‪914‬هـ ‪1508 /‬م ويتضمن الحياة اإلقتصادية فيما‬

‫يتعلق بإنتشار مظاهر الغش واحتكار السلع‪ ،‬وتصرفات كانت تصدر من التجار داخل‬

‫أسواق مدن بالد المغرب‪.‬‬

‫‪ -‬نقد المراجع ‪:‬‬

‫هناك كتب كثيرة استعنت بها في مذكرتي من بينها " دراسات في التاريخ‬

‫اإلقتصاديواإلجتماعي للمغرب اإلسالمي " للحبيب الجنحاني‪ ،‬وحركات ابراهيم في كتابه"‬

‫المغرب عبر التاريخ"‪ ،‬ومحمد عيسى الحريري في كتابه" تاريخ المغرب اإلسالمي‬

‫واألندلس في العصر المريني"‪ ،‬وحسين مؤنس في كتابه " تاريخ المغرب وحضارتهم" كلها‬

‫تتحدث عن الجانب السياسي واإلقتصادي للدولة محل الدراسة‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى هذه المراجع وغيرها إعتمدنا كذلك على بعض الرسائل الجامعية كمذكرة‬

‫األستاذ دريس بن مصطفى بعنوان " العالقات السياسية واإلقتصادية لدول المغرب‬

‫اإلسالمي ‪"...‬‬

‫ح‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫والتي ساعدتنا في معرفة مصادر تلك الفترة التي تخص الجانب اإلقتصادي‪.‬‬

‫صعوبات البحث ‪:‬‬

‫يعتبر الخوض في األهمية اإلقتصادية للمرافئ في المغرب األقصى من المهام الصعبة‬

‫والمتعبة في نفس الوقت‪ ،‬وذلك لقلة المصادر المتخصصة من جهة واقتضاب ما تيسر منها‬

‫من جهة أخرى مع ص عوبة قراءة البعض منه لرداءة خط المؤلف‪ .‬كذلك واجهتنا صعوة في‬

‫ضبط المسافات بين المدن والمناطق وهذا راجع إلى إختالف وحدات القياس التي تبناها‬

‫الجغرافيين والرحالة‪ ،‬في تحديد اتجاهاتها إما من منطلق جغرافي صرف أو بناء على واقع‬

‫الحال‪ ،‬الذي شهد استقرارا نسبيا ترتب ع ن الوحدة السياسية خالل العصر الوسيط‪،‬‬

‫فاختالف اإلحداثيات الجغرافية ألبعاد المغرب عكس تعدد المدارس الجغرافية وهو ما ساهم‬

‫في إثراء المعارف العربية اإلسالمية المتصلة بالمسالك والممالك‪.‬‬

‫وفي الواقع اليزال الموضوع بحاجة إلى المزيد من اإلثراء والبحث‪ ،‬وما محاولتنا إال خطوة‬

‫متواضعة لإلجابة على بعض التساؤالت المثارة حول الشق اإلقتصادي خاصة أوضاع‬

‫الموانئ التجارية في الفترة المدروسة‪.‬‬

‫ط‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬
‫األوضاع السياسية بالمغرب األقصى خالل العصر الوسيط‬

‫أوال ‪ :‬دولة األدارسة‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دولة المرابطين‬ ‫‪‬‬

‫ثالثا‪ :‬دولة الموحدين‬ ‫‪‬‬

‫رابعا ‪ :‬دولة بني مرين‬ ‫‪‬‬


‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫الفصل التمهيدي ‪ :‬األوضاع السياسية بالمغرب األقصى‪.‬‬

‫لقد شهد المغرب اإل سالمي عدة تحوالت وتطورات كما كانت له عالقات وروابط بين‬

‫مختلف األقطار ‪،‬وفي مختلف المجاالت ‪ :‬السياسية ‪ ،‬اإلقتصادية ‪ ،‬الثقافية ‪،‬وذلك مما ال‬

‫شك فيه أن األهمية اإلقتصادية ألي منطقة يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع السياسي ‪ ،‬لذلك‬

‫سنحاول أن نتعرف على وضع المغرب األقصى سياسيا وذلك من خالل الكيانات السياسية‬

‫خالل العصر الوسيط ‪:‬‬

‫أوال ‪:‬دولة األدارسة ‪:‬‬

‫سميت دولة األدارسة بهذا اإلسم نسبة إلى مؤسسها إدريس بن عبد هللا بن الحسن بن‬

‫الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه ‪ ،‬الذي جاء إلى المغرب بعد فشل‬

‫العلويين في ثورتهم التي قادها الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي ‪ ،‬سنة‬

‫‪169‬ه‪786/‬م ضد عامل العباسيين‪.1‬‬

‫بعد واقعة فخ قرب مكة في عام ‪169‬ه‪786/‬م ‪ ،‬هرب إدريس بن عبد هللا من الحجاز‬

‫نحو مصر وبصحبته مواله راشد ‪ ،‬حيث أشار البكري إلى وصول إدريس مع راشد إلى‬

‫مصر‪2‬فخرج به وكان ذا حزم وشجاعة ولطف في حجة الحاج بعد أن غير لبسه وألبسه‬

‫‪ -1‬نهلة أحمد شهاب ‪ ،‬تاريخ المغرب العربي ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الفكر ‪ ،‬عمان ‪2010 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.214‬‬

‫‪ -2‬مصر ‪ :‬هي بالد من شمال إفريقيا غربها تمتد بالد المغرب وتتصل مع بالد السودان في الجنوب وبالد الشام في‬
‫الشرق كما تطل على البحر األحمر من الشرق والبحر المتوسط من الشمال ‪ ،‬وهي أرض األقباط ‪ ،‬ينظر ‪ :‬ياقوت‬
‫الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬دار صادر ‪ ،‬لبنان ‪1979 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.137‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫مدرعة وعمامة غليظة ‪ .......‬حتى دخال مصر‪ ،1‬ومن مصر خرجا مع القوافل المتجهة‬

‫إلى بالد المغرب ‪ ،‬فركب إدريس مع راشد حتى اقتربا من إفريقية‪ ،2‬تركا دخولها وسارا‬

‫في بالد البربر حتى انتهيا إلى بالد فاس وطنجة‪.3‬‬

‫ولو لم يكن راشد بهذه المواصفات التي استطاع أن ينجو بإدريس و يوصله إلى أبعد‬

‫نقطة‪،4‬ولم يزاال على ذلك حتى وصال إلى بلدة وليال حيث استقبله اسحاق بن محمد بن عبد‬

‫الحميد حاكم قبيلة أوربة الذي كان معجبا بالمذهب الشيعي فرحب به وطلب قومه مبايعته‬

‫وتمت البيعة سنة ‪172‬ه‪788/‬م وكان طموحه كبير في إنشاء خالفة علوية‪ ،5‬فزحف على‬

‫القبائل التي كانت تؤمن بالمجوسية وتمكن من نشر اإلسالم بين القبائل البربرية التي كانت‬
‫‪6‬‬
‫تدين بالنصرانية واليهودية ‪ ،‬ولما بسط نفوذه على المغرب األقصى اتجه إلى مدينة تلمسان‬

‫‪ -1‬أبو عبيد هللا البكري ‪ ،‬المغرب في ذكر بالد إفريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك والممالك ‪( ،‬د ط ) ‪ ،‬دار‬
‫الكتاب اإلسالمي ‪ ،‬القاهرة ‪( ،‬د ت ) ‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪ -2‬إفريقية ‪ :‬اسم لبالد قبالة جزيرة صقلية وتنتهي إلى قبالة جزيرة األندلس ‪ ،‬وسميت إفريقية نسبة إلى إفريقش بني صيفي‬
‫بن سبأ القحطاني ‪ ،‬ينظر ‪:‬عبد المنعم الحميري‪،‬الروض المعطار في خبر األقطار‪(،‬تح) ‪ :‬احسان عباس ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬مكتبة‬
‫لبنان ‪(،‬دم) ‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪ -3‬ابن أبي زرع الفاسي ‪ ،‬األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس ‪ ( ،‬دط ) ‪،‬‬
‫صور للطباعة والوراقة ‪ ،‬الرباط ‪1972 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪ -4‬سعدون عباس نصر هللا ‪ ،‬دولة األدارسة في المغرب العصر الذهبي ( ‪223– 172‬هـ ‪835 -788 /‬م )‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار‬
‫النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪1987 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪ -5‬عمورة عمار ‪ ،‬موجز في تاريخ الجزائر ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار ريحانة ‪ ،‬الجزائر ‪2002 ،‬م ‪،‬ص ‪.48‬‬

‫‪ -6‬تلمسان ‪ :‬قاعدة المغرب األوسط ‪ ،‬وهي مدينة عظيمة فيها آثار لألول تدل على أنها كانت مملكة لألمم السابقة وهي في‬
‫سفح جبل أكثره شجر الجوز وكان لها ماء مجلوب من مكان يسمى لوريط كما يوجد بجانبها وادي كبير هو وادي‬
‫سطفطيف‪ ،‬وكانت تلمسان دار مملكة زناتة ويسكن بجوارها قبائل كثيرة الخصب والرخاء ‪ ،‬ينظر ‪:‬عمر راكة‪،‬عالقة‬
‫الدولة الموحدية باإلمارات اإلسالمية والممالك المسيحية في األندلس ‪ ،‬ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي ‪ (،‬إش) ‪:‬‬
‫الدكتور بودواية مبخوت‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان ‪2010 ،‬م ‪2011 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫سنة ‪174‬ه‪790/‬م ثم رجع إلى المغرب األقصى‪.1‬‬

‫ولما سمع الخليفة هارون الرشيد بالتقدم الذي أحرزه إدريس األول في بناء دولة‬

‫المغرب ‪ ،‬فكر في شن حملة عسكرية عليه ولكن لبعد المسافة بين بغداد والمغرب غير رأيه‬

‫‪ ،‬فأرسل إ ليه سليمان بن جرير الذي تقرب منه وتمكن من التوغل في حاشيته ‪ ،‬وفي غياب‬

‫مواله راشد الذي كان ال يفارق إدريس قدم له سما في صورة عطر توفي على إثره ‪،‬‬

‫فطارده راشد ولحق به ولم يتمكن من قتل سليمان لكن استطاع قطع يده وفر إلى المشرق‪،2‬‬

‫وتوفي إدريس األول سنة ‪177‬ه‪793/‬م تاركا زوجته كنزة بنت عبد الحميد األوربي حامال‬

‫فولدت ولدا يشبهه فسمي إدريس‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫واعتنى راشد بتربيته وتعليمه وما إن شب حتى بايعته القبائل في وليال أميرا عليهم‬

‫ووفد في عهده العرب من إفريقية واألندلس واستقروا بدولته واستعان بهم وتخلى عن‬

‫البربر الذي لم يعد يطمئن إليهم وعرف مشاكل مع دولة األغالبية‪ ،4‬التي كان يحكمها‬

‫إبراهيم بن األغلب التي كانت تثير البربر ضده‪.5‬‬

‫‪ -1‬علي الجزنائي‪ ،‬جني زهرة اآلس في بناء مدينة فاس ‪ ( ،‬تح ) ‪ :‬عبد الوهاب بن منصور ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬المطبعة الملكية‬
‫‪،‬الرباط ‪1991 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬

‫‪ -2‬عبد الرحمن بن خلدون ‪ ،‬ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪ (،‬مر )‬

‫‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬ج‪ ( ، 4‬د ط ) ‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪2000 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪ -3‬ابن أبي زرع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪ -4‬دولة األغالبة ‪296 – 184 ( :‬ه ‪909 – 800 /‬م ) تأسست على يد إبراهيم بن األغلب ‪ ،‬ينظر ‪ :‬محمد الطالبي ‪ ،‬الدولة‬
‫األغلبية التاريخ السياسي ‪ ( ،‬مر) ‪ :‬حمادي الساحلي ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬الغرب اإلسالمي ‪ ،‬لبنان ‪1985 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪ -5‬ابن أبي دينار‪،‬المؤنس في أخبار إفريقية وتونس ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار الميسرة ‪ ،‬لبنان‪1993،‬م‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫ثم شرع بالتخطيط لبناء مدينة فاس‪،‬وامتد نفوذه من السوس األقصى‪ 1‬إلى واد‬

‫الشلف‪ ،‬الحد الجغرافي الفاصل بين دولة األدارسة واألغالبة ‪،‬وتعاقب على حكم األدارسة‬

‫التي دامت من سنة ‪172‬ه إلى ‪375‬ه األمراء التالية أسمائهم ‪ )1 :‬إدريس األول ‪ )2‬إدريس‬

‫الثاني ‪ )3‬محمد بن إدريس ‪ )4‬علي بن محمد ‪ )5‬يحيى بن محمد وولده يحيى ‪ )6‬علي بن‬

‫عمر ‪ )7‬يحيى بن القاسم بن إدريس ‪ )8‬يحيى بن إدريس بن عمر ‪ )9‬حسن بن محمد‬

‫الحجام ‪ )10‬موسى بن أبي العافية ‪ )11‬القاسم كنون بن محمد بن القاسم بن إدريس ‪ )12‬أبو‬

‫العيش أحمد بن كنون ‪ )13‬الحسن بن كنون‪. 2‬‬

‫ولم يقع في عهدهم أي تقدم ماعدا بعض الهدوء النسبي الذي ساد دولتهم ‪ .‬وبناء مدينة‬

‫فاس ومسجد القرويين ‪ ،‬ولما قسمت الدولة بين أمراء العائلة الحاكمة في عهد محمد بن‬

‫إدريس بدأت السلطة تضعف إلى حد أنهم فقدوا نفوذهم تدريجيا على بعض أقاليم مملكتهم‪.3‬‬

‫فأساء حكامها السيرة وإشتد الصراع بينهم على السلطة إضافة إلى اإلضطرابات التي‬

‫أحدثها الخوارج في عهدهم وعدم تمكنهم من بناء دولة قوية وإهمالهم للجانب العسكري مما‬

‫شجع العبيديين الفاطميين بالزحف عليهم بقيادة جوهر الصقلي فقضى على جيش‬

‫زناتة‪4‬واستولى على مدن سجلماسة وفاس وبسط نفوذ الفاطميين على المغرب إال أن هذا ال‬

‫‪ -1‬السوس األقصى ‪ :‬بالد تقع بين األطلس الكبير واألطلس الصغير بالمغرب األقصى ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الحميري ‪ ،‬المصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.330‬‬

‫‪ -2‬عمورة عمار ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.49 ، 48‬‬

‫‪ -3‬صالح فركوس‪ ،‬تاريخ الجزائر من ما قبل التاريخ إلى غاية االستقالل ) المراحل الكبرى )‪ ( ،‬د ط ) ‪ ،‬دار العلوم‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة ‪2005 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪ -4‬زناتة ‪ :‬قبيلة من قبائل البربر ببالد المغرب ‪،‬سكنوا كل المنطقة من غدامس إلى السوس األقصى‪ ،‬ينظر ‪ :‬ابن خلدون ‪،‬‬
‫العبر ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج‪، 7‬ص ‪.3‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫يقلص دور األدارسة وفضلهم في نشر اإلسالم في بعض القبائل التي كانت التزال تدين‬

‫بالمسيحية والمجوسية وتعميم اللغة العربية‪ 1‬كما امتازحكمهم على خالف الدولة اإلسالمية‬

‫األخرى بالالمركزيةفي تسيير شؤون دولتهم ‪،‬وسلكوا سياسة المرونة وحسن التعامل مع‬

‫األهالي‪.2‬‬

‫ثانيا ‪:‬دولة المرابطين‬

‫يعود أصل المرابطين إلى قبيلة صنهاجة‪3‬البربرية‪ ،‬استوطنوا الصحراء الكبرى ‪،‬‬

‫وتأسست دولة المرابطين على يد قبيلة لمتونة الذين كانوا يستعملون اللثام بحيث ال ينزعونه‬

‫مطلقا ‪ ،‬ويرجع الفضل إليهم في نشر اإلسالم‪ . 4‬وبلغ اإلنحالل الخلقي والفساد منتهى‬

‫الخطورة ع ندما تقلد األمير يحيى بن إبراهيم إمارة الملثمين فأناب ابنه إبراهيم ثم سافر إلى‬

‫المشرق ألداء فريضة الحج وطلب العلم سنة ‪427‬ه ‪ ،‬وعند عودته مر بالقيروان واتصل‬

‫بالفقيه أبي عمران الفاسي إمام المذهب المالكي فتزود منه علما غزيرا ‪،‬وطلب منه أن يبعث‬

‫فقيها من تالميذه ليعلم الملثمين في شؤون دينهم‪. 5‬‬

‫‪ -1‬عصام الدين عبد الرؤوف الفقي ‪ ،‬تاريخ المغرب واألندلس ‪( ،‬د ط ) ‪ ،‬مكتبة النهضة ‪ ،‬القاهرة ‪( ،‬د ت) ‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪ -2‬عمورة عمار ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪ -3‬صنهاجية ‪ :‬قبيلة من قبائل البرانس لها بطون كثيرة منها ‪:‬بلكانة وشرطة ولمتونة‪ ،‬ومسوفة ولمطة ‪ ،‬كما تنقسم إلى‬
‫فرعين كبيرين هما صنهاجة الشمال وصنهاجة الجنوب ‪ ،‬حيث الفرع األول هو الذي حكم المغرب األدنى وبعض من‬
‫المغرب األوسط وأما الفرع الثاني انحدر منه المرابطون ملوك المغرب واألندلس ‪ ،‬ينظر ‪ :‬ابن خلدون ‪ ،‬العبر ‪ ،‬المصدر‬
‫السابق ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ص ‪.202 – 201‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬أحمد مختار العبادي ‪،‬في تاريخ المغرب و األندلس ‪( ،‬د ط )‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪( ،‬دت)‪،‬ص ‪.45‬‬

‫‪ -5‬البكري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.136‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫فلم يقبل أي تلميذ من تالميذه الرحيل معه ‪،‬فكتب له رسالة إلى أحد تالميذه‬

‫القدماءوجاج بنوزلوالذي أسس مدرسة لدراسة العلوم اإلسالمية ولما وصلته الرسالة‬

‫عرضها على تالميذه وتطوع عبد هللا بن ياسين لهذه المهمة وهو من أصل صنهاجي شديد‬

‫التدين ولما وصل إلى قبيلة لمتونة صحبة يحي سنة ‪ 430‬ه‪ 1038-‬م ‪،‬شرع في مهمة‬

‫الوعظ واإلصالح‪،1‬ولما رفض الملثمون دعوته رحل عنهم رفقة األمير يحيى بن إبراهيم‬

‫وقرروا آنذاك بناء دولتهم حسب المذهب المالكي ‪ .‬ولما شاع أمرهم بين الملثمين توافدوا‬

‫عليهم حتى بلغ عددهم ألف رجل ‪،‬فشرع ابن ياسين في تعليمهم وتدريبهم حتى تقبلوا دعوته‬

‫عن اقتناع حينئذ طالبهم بالخروج معه للجهاد‪.2‬‬

‫وفي سنة ‪434‬ه‪ 1042-‬م خرج رفقة أنصاره بجيش قوامه ثالثة آالف محارب فبدأ‬

‫باللمتونيين ثم المسوفيين حتى خضعوا جميعا بالقوة البن ياسين‪ .‬وبعد وفاة يحيى بن إبراهيم‬

‫سنة ‪440‬ه – ‪1048‬م خلفه يحيى بن عمر اللمتوني‪،‬وكانت آنذاك عدة قبائل تعيش المظالم‬

‫‪،‬فكتب إليها سكانها من فقهاء سجلماسة‪3‬يطلبون منه التدخل لوضع حد المظالم وفساد حكام‬

‫بني وانودين الخاضعين لهم‪.4‬‬

‫‪ -1‬علي محمد الصالبي ‪ ،‬فقه التمكين عند دولة المرابطين ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪2006‬م ‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪ -2‬حسن أحمد محمود ‪ ،‬قيام دولة المرابطين ‪ ( ،‬د ط ) ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ (،‬د ت)‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪ -3‬سجلماسة ‪ :‬مدينة عظيمة من أعظم مدن المغرب ‪ ،‬وهي على طرف الصحراء بينها وبين غانة صحراء مسيرة‬
‫بشهرين ‪ ،‬قليلة المياه‪ ،‬يسكنها قوم من مسوفة رحالون ‪ ،‬وبنيت هذه المدينة سنة ‪140‬ه ‪757 /‬م ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الحميري ‪،‬‬
‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.305‬‬

‫‪ -4‬لسان الدين ابن الخطيب ‪ ،‬رقم الحلل في نظم الدول ‪ ( ،‬دط ) ‪ ،‬المطبعة العمومية ‪ ،‬تونس ‪ 1612 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫فزحف عليهم عبد هللا بن ياسين رفقة يحيى بن عمر فدخل إلى سجلماسة وقتل‬

‫أميرها مسعود بن وانودين‪ ،‬ثم استولوا على درعة وواصلوا نفوذهم إلى السودان‪ .1‬وعندما‬

‫توفي يحيى بن عمر بن إبراهيم سنة ‪446‬ه خلفه أخوه أبو بكر بن عمر في السنة الثانية‬

‫وكان أخوه مثاال لإلخالص والتضحية وفي عهده وقعت فتنة بين قبيلة لمتونة ومسوفة‬

‫اضطرمن أجلها العودة إلى الصحراء لحل النزاع وأوكل إدارة الدولة خالل غيابه البن عمه‬

‫يوسف بن تاشفين وواصل هو جهاده في نشر اإلسالم وفتح بالد السودان حتى توفي سنة‬

‫‪480‬ه‪.2‬‬

‫ولما تولى بن تاشفين والية المغرب سنة ‪453‬ه اتخذ من مراكش‪ 3‬عاصمة لدولته‬

‫‪،‬وشرع في تنظيم جيشه الذي بلغ مائة ألف ثم زحف على مدينة فاس وفتحها سنة ‪455‬ه‬

‫وواصل جهاده حتى استولى على مدينة طنجة ثم سبتة ولما بسط نفوذه على جزء كبير من‬

‫المغرب األقصى‪4‬ولى عليها والة‪ .‬ثم سار إلى المغرب األوسط حتى وصل إلى مناطق‬
‫‪1‬‬
‫مدينة الجزائر الحالية (وهران والشلف وغيرها من مدن الغرب ) ثم رجع إلى مراكش‪.‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم القادري بوتشيش‪ ،‬مباحث في التاريخ اإلجتماعي للمغرب واألندلس ) خالل عصر المرابطين ) ‪( ،‬دط )‪ ،‬دار‬
‫الطليعة للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪2000 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪ -2‬ابن عذارى المراكشي ‪ ،‬البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب ‪،‬ج ‪ ، 4‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة ‪ ،‬بيروت ‪1983 ،‬م ‪،‬‬
‫ص ‪.20‬‬

‫‪ -3‬مراكش ‪ :‬أ عظم مدينة بالمغرب وأجلها وبها سرير ملك " بني عبد المؤمن " وهي في البر األعظم بينها وبين البحر‬
‫عشرة أيام في وسط بالد البربر وكان أول من اختطها " يوسف بن تاشفين " ‪ ،‬ينظر ‪ :‬اإلدريسي ‪،‬المغرب و أرض‬
‫السودان و مصر و األندلس مأخوذة من كتاب نزهة المشتاق في إختراق اآلفاق ‪( ،‬د ط)‪،‬مطبع بريل‪،‬ليدن‪1866،‬م ‪ :‬ص‬
‫‪.134‬‬

‫‪ -4‬المغرب األقصى ‪ :‬هو أول بالد سجلماسة إلى الصحراء وآخر بالد المغرب وقاعدته مدينة فاس ‪ ،‬ينظر ‪ " :‬مؤلف‬
‫مجهول "‪ ،‬اإلستبصار في عجائب األبصار ‪ ( ،‬تح ) ‪ :‬سعد زغلول عبد الحميد ‪ ( ،‬دط ) ‪ ،‬دار الشؤون العامة ‪ ،‬العراق ‪،‬‬
‫‪1986‬م ‪ ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫وهكذا كون المرابطون الصنهاجيون الصحراويون دولة واسعة قوية األركان قامت‬

‫على أسس إسالمية والحكم بما أنزل هللا ‪ .‬وكان البد لمثل هذه الدولة أن تعتمد على إقتصاد‬

‫قوي ونشط وكان من ضمن ما اعتمدوا عليه في إقتصادهم التجارة النشطة المزدهرة داخليا‬

‫وخارجيا‪.2‬‬

‫ثالثا ‪:‬دولة الموحدين ‪:‬‬

‫قامت دولة الموحدين على أساس عقيدة التوحيد والخضوع للموحدين فكان شعارها‬

‫"األمر بالمعروف والنهي عن المنكر" تزعمها محمد بن تومرت‪ 3‬الذي كان ينتسب إلى‬

‫قبيلة هرغة ‪،‬إحدى بطون قبيلة مصمودة‪ ،4‬استقر في مدينة المهدية عندما رجع من المشرق‬

‫عام ‪511‬ه ‪1117/‬م‪،5‬حيث تصدى للتدريس ومقاومة البدع والمنكرات ثم اتجه إلى مدينة‬

‫‪ -1‬يوسف األشباخ‪ ،‬تاريخ األندلس في عهد المرابطين والموحدين ‪ (،‬تر) ‪ :‬محمد عبد هللا عنان ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مكتبة الخانجي‪،‬‬
‫القاهرة ‪1996 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.218‬‬

‫‪ -2‬بان علي محمد البياتي ‪ ،‬النشاط التجاري في المغرب األقصى خالل ) القرن ‪5 -3‬ه ‪ 11-9 /‬م) ‪ ،‬ماجستير آداب في‬
‫تاريخ المغرب اإلسالمي ‪( ،‬إ ش) ‪ :‬الدكتورة صباح ابراهيم الشيخلي ‪ ،‬كلية التربية للبنات ‪ ،‬بغداد ‪2004 ،‬م ‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪ -3‬محمد بن تومرت ‪ :‬هو محمد بن عبد هللا بن عبد الرحمن ابن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن سفيان بن صفوان بن‬
‫جابر بن عطاء بن رياح بن محمد بن سليمان ابن عبد هللا بن الحسن بن علي أبي طالب ‪ ،‬وهو مؤسس الدولة الموحدية‬
‫حفظ القرآن مبكرا وطلب العلم باألندلس ‪ ،‬أدى فريضة الحج ‪ ،‬ينظر ‪ :‬أبي عبيد هللا محمد بن ابراهيم الزركشي ‪ ،‬تاريخ‬
‫الدولتين الموحديةوالحفصية‪ ( ،‬تح ) ‪ :‬محمد ماضوي ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬المكتبة العتيقة ‪ ،‬تونس ‪1966 ،‬م‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪ -4‬مصمودة ‪ :‬قبيلة بربرية برنسية تضم عدد اليحصى من البطون والفروع أهمها هرغة‪،‬جدميوة‪،‬جنفسية‪ ،‬هنتانة‪ ،‬هيالنة‬
‫‪ ،‬سميت مجموعها بقبائل المصامدة حيث اعتصموا بجبل درن من بالد المغرب األقصى وعلى عصبيتها قامت الدولة‬
‫الموحدية ‪ ،‬ينظر ‪ :‬ابن خلدون ‪ ،‬العبر ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ج‪،6‬ص ‪.461‬‬

‫‪ -5‬أبي بكر علي الصنهاجي البيدق‪،‬أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين ‪ ( ،‬د ط ) ‪ ،‬دار المنصور للطباعة‬
‫والوراقة ‪،‬الرباط ‪1971 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫قسنطينة‪1‬فبجاية‪ 2‬فمراكش‪،3‬فضاق به ذرعا أمير دولة المرابطين علي بن يوسف ‪ ،‬فأمر‬

‫بطرده من مراكش عام ‪515‬ه‪1121/‬م فاتجه إلى قبيلته هرغةبالمغرب األقصى وهناك كان‬

‫يدعو الناس إلى محاربة حكم المرابطين‪،4‬وعندما انتشرت دعوته بين الناس جمع رجال‬

‫مصمودة وقبائل األطلس رفقة عشرة من أصحابه فبايعوه في رمضان سنة ‪ 515‬ه ‪ .‬ولقب‬

‫نفسه بالمهدي المنتظر وأطلق على أنصاره لقب الموحدين‪. 5‬‬

‫خاض ابن تومرت وأنصاره معارك عديدة ضد المرابطيين حتى استطاع أن يحاصر‬

‫مراكش عام ‪524‬ه‪1130/‬م لمدة أربعين يوما ‪ ،‬لكنه تعرض لهزيمة ساحقة بمعركة البحيرة‬

‫‪،‬حيث جرح فيها جروحا بليغة لم يلبث إثرها حتى توفي‪ ،6‬فبايع الموحدون تلميذه عبد‬

‫المؤمن بن علي بيعة سرية عام‪524‬ه‪1130/‬م ثم بيعة علنية عام ‪527‬ه‪1133/‬م فتأهب‬

‫لمحاربة المرابطين الذين انصرف حكامها في النهاية إلى اإلنغماس في الملذات‬

‫واإلنصراف عن شؤون الرعية وإثقالها بالضرائب الباهضة‪ ،‬فكانت تلك المظاهر من‬

‫‪ -1‬قسنطينة ‪ :‬مدينة من أعمال إ فريقية وجدت بها آثار قديمة وتعتبر من أحصن مدن المغرب بسبب الجبال المحيطة بها‬
‫والخندق الموجود حولها ‪ ،‬وهي كثيرة الخيرات تكثر بها الحنطة والسمن والعسل ‪ ،‬ويغلب على أهلها العرب ‪ ،‬ينظر ‪:‬‬
‫الحميري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪.481-480‬‬

‫‪ -2‬بجاية ‪ :‬هي مدينة جليلة بالمغرب األوسط لها جبل يحيط بها اسمه " أمسيول " يمنحها حصانة طبيعية ‪ ،‬كما تتوفر على‬
‫عيون ماء عذب ‪ ،‬وتنمو بالقرب منها الكثير من الحشائش الطبية ‪ ،‬وقد اتخذها الحماديون قاعدة لملكهم ‪ ،‬وتكثر بها‬
‫التجارة ولها ميناء تدخله السفن وبه تصنع المراكب‪ ،‬ينظر ‪ :‬نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 81-80‬‬

‫‪ -3‬ابن عذارى المراكشي ‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪.26-25‬‬

‫‪ -4‬محمد حسن العيدروس‪،‬المغرب العربي في العصر اإلسالمي ‪،‬ط ‪ ،1‬دار الكتاب الحديث ‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م ‪،‬ص‬
‫‪.178‬‬

‫‪ -5‬مبارك بن محمد الميلي ‪ ،‬تاريخ الجزائر في القديم والحديث ‪ ،‬ج‪ ( ، 2‬د ط )‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪2010‬م ‪،‬ص ‪. 67‬‬

‫‪ -6‬الزركشي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫العوامل المساعدة على القضاء على دولة المرابطين‪ ،‬حيث استطاع أن يقتحم مراكش‬

‫العاصمة المرابطية عام ‪547‬ه‪1147/‬م وقتل األمير المرابطي إبراهيم‪.1‬‬

‫بعد ذلك اتجه إلى مكناس‪2‬وسال‪3‬وتلمسان والجزائر‪،4‬و بجاية التي اقتحمها عام‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫من‬ ‫وقابس‬ ‫وصفاقس‬ ‫وتونس‪7‬وجربةوطرابلس‬ ‫‪6‬‬
‫‪1153‬م‪.5‬وقام بتحرير المهدية‬

‫النورمان الذين غاروا على الموانئ الساحلية وأسقط الدولة الحمادية ‪،‬ثم توجه الموحدون‬

‫‪ -1‬السيد عبد العزيز سالم ‪ ،‬تاريخ المغرب في العصر اإلسالمي ‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪2011،‬م‪،‬ص ‪.692‬‬

‫‪ -2‬مكناس ‪ :‬مدينة مسمات بأقرارت ومكناسة باسم مكناس البربري لما نزلها مع بنيه عند ملوكهم بالمغرب وبين فاس‬
‫ومكناسة أربعون ميال في جهة الغرب ‪،‬ينظر ‪،‬اإلدريسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص‪.96‬‬

‫‪ -3‬سال ‪ :‬مدينة على ساحل البحر من إقليم المغرب األقصى وهي مدينة جليلة حيث أن القديمة منها انهارت مبانيها‬
‫فاستحدث الموحدون الجديدة منها ‪،‬ينظر ‪ :‬الحميري ‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.319‬‬

‫‪ -4‬الجزائر ‪ :‬مدينة قديمة على ضفة البحر لها أسواق ومسجد جامع بينها وبين شرشال سبعون ميال وكانت تسمى قديما‬
‫إيكسيوم‪ ،‬ينظر ‪:‬نفسه‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪ -5‬عبد هللا عالم ‪ ،‬الدولة الموحدية بالمغرب في عهد عبد المؤمن بن علي ‪ ( ،‬دط ) ‪ ،‬المكتبة الوطنية ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪2007‬م‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪ -6‬المهدية ‪ :‬مدينة عظيمة بناها عبيد هللا المهدي ‪ ،‬ولها مرسى للمراكب ‪ ،‬ينظر ‪ :‬مؤلف مجهول ‪،‬رسائل موحدية من‬
‫إنشاء كتاب الدولة المؤمنية ‪(،‬تص)‪ :‬ليفي بروفنسال ‪ ( ،‬د ط ) ‪ ،‬المطبعة اإلقتصادية ‪ ،‬الرباط ‪1941 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.118‬‬

‫‪ -7‬تونس ‪ :‬قاعدة بالد المغرب األدنى وأن أبو جعفر المنصور كان يعتبرها كالقيروان ‪ ،‬ظهر بها العديد من العلماء‬
‫والصلحاء ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الحميري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪ -8‬طرابلس ‪ :‬هي مدينة من أعمال إفريقية على ساحل البحر وتعني كلمة طرابلس المدن الثالث وبها أسواق حافلة‬
‫وحمامات كثيرة ‪ ،‬ينظر ‪ :‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.390‬‬

‫‪ -9‬صفاقس ‪ :‬مدينة في إفريقية وهي كثيرة الخيرات عامرة لها أسواق كثيرة وعلى أبوابها صفائح من حديد منيعة وفي‬
‫أسوارها محاريس من أجل الرباط‪ ،‬ينظر ‪ :‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.365‬‬

‫‪ -10‬قابس ‪ :‬مدينة من إفريقية قريبة من القيروان وتعد من بالد الجريد ولها حصن حصين و أرباض واسعة ففيها‬
‫الحمامات والفنادق ‪ ،‬ينظر ‪ :‬نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.451 – 450‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫إلى األندلس‪ ،1‬حينما قامت ثورات ضد الحكم المرابطي هناك ‪،‬فاستطاعوا أن يحرروا‬

‫الكثير من القالع والحصون التي وقعت بيد اإلسبان وبسقوط غرناطة‪ 2‬عام ‪1156‬م بيدهم‬

‫انقرض الحكم المرابطي باألندلس‪. 3‬‬

‫قاد عبد المؤمن عام ‪558‬ه‪1163/‬م جيشا ضخما على أهل العبور إلى األندلس حيث‬

‫قسم هذا الجيش إلى أربعة أقسام لمحاربة الصليبيين في البرتغال واإلسبان ومملكة ليون‬

‫وقشتالة‪ 4‬وبرشلونة‪ 5‬وأراغون‪ ،6‬لكنه مرض قبل تنفيذ مشروعه‪ ،7‬حيث توفي في جمادى‬

‫الثانية ‪558‬ه(‪15‬ماي‪1163‬م)‪ ،‬فتمت مبايعة ابنه أبي يعقوب يوسف الذي كان عمره ستة‬

‫عشرة سنة ‪ ،‬فبدأت الدولة تسير نحو السقوط بسبب ضعف شخصية الحكام ودخولهم في‬

‫‪ -1‬األندلس ‪ :‬يراد بها اللفظ " اسبانيا اإلسالمية " اشتقه العرب من كلمة " واندلوس " نسبة إلى القبائل القوطية الوندالية‬
‫ذات األصول الجرمانية التي اجتاحت جنوب أوروبا خالل القرن ‪5‬م ‪ ،‬ينظر ‪ :‬أبو القاسم عبد هللا ابن خردذابة‪ ،‬المسالك‬
‫والممالك ‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬مطبعة بريل ‪ ،‬ليدن ‪1889،‬م ‪،‬ص ص ‪.81-80‬‬

‫‪ -2‬غرناطة ‪ :‬مدينة في جنوب األندلس تقع جنوب جيان وشمال مالقة‪ ،‬ينظر ‪ :‬لسان الدين ابن الخطيب ‪ ،‬اإلحاطة في‬
‫أخبار غرناطة ‪(،‬تح )‪ :‬محمد عبد هللا عنان ‪ ،‬ج‪ ، 1‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪1956 ،‬م‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪ -3‬مراجع عقيلة الغناي‪ ،‬قيام دولة الموحدين ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬منشورات جامعة قاريوس ‪،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا ‪2008 ،‬م‪ ،‬ص ‪.284‬‬

‫‪ -4‬قشتالة ‪ :‬هي كل البالد الواقعة شمال جبال الشارات وتنسب هذه البالد كلها لمدينة قشتالة وهي أعظم مملكة من بين‬
‫المماليك المسيحية في األندلس ‪ ،‬ينظر ‪ :‬أبو العباس القلقشندي ‪ ،‬صبح األعشا في صناعة األنشا‪ ،‬ج‪ (،5‬د ط ) ‪،‬المؤسسة‬
‫العامة للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪1915 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.230‬‬

‫‪ -5‬برشلونة ‪ :‬هي مدينة تقع شمال شرق األندلس ‪ ،‬بين جرندة و طركونة سقطت في يد الفرنجة وقائدهم " شارلمان " وذلك‬
‫خالل حكم األمير " الحكم بن هشام الربضي األموي " سنة ‪185‬ه ‪801 /‬م وأصبحت إمارة مستقلة بذاتها عندما غادر‬
‫الفرنجة بالد األندلس ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الحميري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪ -6‬أراغون ‪ :‬أو أرجونة مدينة أو قلعة باألندلس إليها ينسب محمد بن يوسف بن األحمر األرجوني من متأخري سالطين‬
‫األندلس ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الحموي ‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.501‬‬

‫‪ -7‬ابن أبي زرع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.227‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫صراعات داخلية حول اإلستئثار بالسلطة أو العرش‪ ،1‬في حين تكالب اإلسبان الصليبيون‬

‫على الموحدين وانقضاض جيوشهم عليهم ‪ ،‬فتفككت بذلك عرى وحدة هذه الدولة وانفصل‬

‫عنها بنو حفص‪ 2‬بتونس وبنو عبد الواد‪3‬بتلمسان وبنو وطاس بالمغرب األقصى‪. 4‬‬

‫وهكذا فالنزاع الداخلي والصراع على الحكم أدى في النهاية إلى سقوط تلك الدولة‬

‫التي انتصرت بسبب الوحدة بين أنصارها وانهزمت بسبب الفرقة بين حكامها الذين تقاسموا‬

‫المغرب ا لعربي دويالت التقدر على التصدي للرياح والعواصف التي جاءتها من كل‬

‫مكان‪ ،5‬وصدق هللا العظيم الذي حذر عباده المؤمنين من مغبة الفرقة وسوء العقبى‪ ،6‬قائال‬

‫وهو أصدق القائلين‪ >>:‬وال تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك‬

‫لهم عذاب عظيم‪.<<7‬‬

‫‪ -1‬ابن عذارى المراكشي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪ -2‬بنو حفص ‪ :‬ينتسبون إلى أبي حفص عمر بن يحيى بن عمر اللمتاني وهناك من يرفع نسبهم إلى الخليفة عمر بن‬
‫الخطاب رضي هللا عنه ‪ ،‬وهم من قبيلة هنتاتة البربرية أكبر قبائل المصامدة بالمغرب األقصى ‪ ،‬ينظر ‪ :‬ابن خلدون‬
‫‪،‬العبر ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.577‬‬

‫‪ -3‬بنو عبد الواد ‪ :‬فرع من الطبقة الثانية من قبيلة زناتة‪ ،‬وهم من أبناء بادين محمد المعروفين بين زناتة األولى بني‬
‫واسين ‪ ،‬وأصله عابد الوادي وهو صفة لجد لهم كان يتبتل بواد هناك ‪ ،‬ينظر أبو زكريا يحيى بن خلدون ‪ ،‬بغية الرواد في‬
‫ذكر الملوك من بني عبد الواد ‪( ،‬تح) ‪ :‬عبد الحميد حاجيات ‪ ،‬ج ‪ ،1‬الطباعة الشعبية للجيش ‪ ،‬الجزائر ‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.186‬‬

‫‪ -4‬مراجع عقيلة الغناي‪ ،‬سقوط دولة الموحدين ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬منشورات جامعة قاربوس ‪،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا ‪2008 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.335‬‬

‫‪ -5‬عبد هللا عالم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.146‬‬

‫‪ -6‬الغناي‪ ،‬سقوط ‪ ،‬المرجع السابق‪.342،‬‬

‫‪ -7‬القرآن الكريم براوية ورش عن نافع ‪( ،‬تخ) ‪ :‬عثمان طه ‪ ،‬ط‪ ، 3‬اليمامة ‪ ،‬بيروت ‪1983 ،‬م ‪ ،‬سورة آل عمران ‪،‬اآلية‬
‫‪ ، 105‬ص ‪.63‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ -‬رابعا‪ :‬دولة بني مرين ‪:‬‬

‫تنتسب الدولة المرينية إلى بني مرين وهم فرع من زناتة‪ ،‬وقد قيل أنهم شرفاء ويرجع‬

‫نسبهم الشريف من جدهم األمير عبد الحق إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي هللا‬

‫عنه‪ .1‬وقال جماعة من المؤرخين أنهم شعب من بني واسين من بطون زناتة كلها عرب‬

‫األصل من مضر يجتمع نسبهم بنسب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في مضر وهم من ولد‬

‫بربن قيس بن عيالن بن نزار بن محمد عدنان‪ 2‬وذكر بعض المؤرخين أن بنو مرين فخذ‬

‫من زناتة‪ ،‬وكانوا يسكنون بالد القبلة من زاب‪3‬إفريقية إلى سجلماسة ‪،‬كما وصفهم بن أبي‬

‫دينار ‪ " :‬وبنو مرين كانوا يسكنون بالد القبلة من زاب إفريقية وينتقلون من مكان إلى مكان‬

‫وجل أموالهم اإلبل والخيل وطعامهم اللحوم والتمر "‪. 4‬‬

‫‪ -‬بعد وفاة أبي يحيى خلفه أخوه أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق‪ 5‬الذي يعتبر المؤسس‬

‫‪ -1‬محمد بن مرزوق الخطيب ‪ ،‬المسند الصحيح في مأثر ومحاس موالنا أبي الحسن ‪( ،‬تح) ‪ :‬ماريا خيسوس‪ ،‬الشركة‬
‫الوطنية للنشر والتوزيع ‪1981 ،‬م‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪ -2‬إسماعيل ابن األحمر ‪ ،‬روضة النسرين في دولة بني مرين ‪ (،‬تح) ‪ :‬عبد الوهاب بن منصور ‪ ،‬ط ‪،3‬المطبعة المالكية ‪،‬‬
‫الرباط ‪2003 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪ -3‬الزاب ‪ :‬منطقة سهلية تقع بين جبال أوالد نايل غربا وجبال األوراس شرقا‪ ،‬أشهر حواضرها طبنة وبسكرة ‪ ،‬ينظر ‪:‬‬
‫الحموي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.146‬‬

‫‪ -4‬ابن أبي دينار ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.146‬‬

‫‪ -5‬أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق ‪ :‬كان مولده عام ‪609‬ه أمه الحرة الحاجة الصالحة أم اليمن بنت محلي البطيئ‪ ،‬بويع‬
‫سنة ‪656‬ه تلقب في أول األمر بالمؤيد باهلل ثم القائم بأمر هللا المنصور به ‪ ،‬وحكم ‪ 29‬سنة و‪6‬أشهر و ‪ 22‬يوما ‪ ،‬توفي‬
‫بالجزيرة الخضراء وهو باألندلس وهو معسكر للجهاد في ‪ 22‬محرم ‪685‬ه ‪ ،‬دفن بجامع قصره ‪ ،‬ينظر ‪ :‬ابن‬
‫األحمر‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫الحقيقي لدولة بني مرين ‪،‬وقد واصل جهوده من سبقوه في صراعهم ضد الموحدين ‪ ،‬بهدف‬

‫القضاء عليهم وتأسيس دولتهم‪.1‬‬

‫عند توليه أمر المرينيين تقدم نحو " تامسنا " شماال فانتصر على الموحدين في معركة أم‬
‫الرجلين‪ 2‬على وادي أم الربيع سنة‪660‬ه‪1262/‬م ‪ ،‬وهنا نالحظ دور العرب في نشأة الدولة‬
‫المرينية‪.3‬‬
‫وفي ‪ 22‬محرم ‪665‬ه‪1266/‬م استولى أبو العالء إدريس الملقب بأبي الدبوس على العرش‬

‫الموحدي‪ ،‬بعد أن انقلب على المرتضى مستعينا في ذلك بالسلطان المريني يعقوب الذي‬

‫أمده بالجيوش والمال على أن يشركه بعد ذلك في الغنيمة ‪،‬غير أن أبا الدبوس تنكراإلتفاق‬

‫مع يعقوب ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فتحرك هذا األخير سنة ‪666‬ه ‪1268/‬م لمحاصرة مراكش فعبر وادي أم الربيع‬

‫وحاصر مراكش‪ ،‬وأمام هذا الحصار لم يجد أبو الدبوس حال سوى طلب المساعدة من‬

‫‪ -1‬ابن أبي زرع الفاسي‪ ،‬الذخيرة السنية في تايخ الدولة المرينية ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار المنصور للطباعة والوراقة ‪ ،‬الرباط ‪،‬‬
‫‪1972‬م ‪ ،‬ص ص ‪.15-14‬‬

‫‪ -2‬أم الرجلين ‪ :‬وقعت هذه المعركة بين بني مرين والموحدين بوادي أم الربيع في موضع شبيه بجزر صغيرة ‪ ،‬ينحصر‬
‫فيها الماء ‪ ،‬فتبدو وكأنها أرجل فسميت بذلك موقعة أم الرجلين ‪ ،‬ينظر ‪ :‬أحمد بن خالد الناصري السالوي ‪،‬اإلستقصاء‬
‫ألخبار دول المغرب األقصى ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬دار الكتاب ‪ ،‬الدار البيضاء ‪1955 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪ -3‬حسين مؤنس ‪ ،‬تاريخ المغرب وحضارته من قبيل الفتح اإلسالمي إلى الغزو الفرنسي ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ط ‪ ، 1‬العصر الحديث‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪1992 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪ -4‬وادي أم الربيع ‪ :‬نهر كبير جدا ‪ ،‬ينبع من األطلس بين جبال عالية في حدود تادال وفاس ‪ ،‬ويجري عبر سهول‬
‫أدخسان‪ ،‬ويجتاز النهر سهوال بين ناحية دكالة وناحية تامسنا إلى أن يصب في المحيط قرب سور مدينة أزمور ‪ ،‬ينظر ‪:‬‬
‫حس بن محمد الفاسي الوزان ‪ ،‬وصف إفريقيا ‪( ،‬تر) ‪ :‬محمد حجي ‪ ،‬محمد األخضر ‪ ،‬ج‪،2‬ط ‪ ، 2‬دار الغرب اإلسالمي‬
‫‪ ،‬لبنان ‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.247‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫يغمراسن بن زيان‪ ،1‬الذي توجه مسرعا بجنده نحو فاس عبر ممر " تازا " فاضطر أبو‬

‫يوسف يعقوب بن عبد الحق إلى العودة إلى الشمال لمواجهة عدوه اآلخر يغمراسن فالتقى‬

‫الجيشان في وادي تالغ غرب نهر ملويةأوائل سنة ‪1268‬م وهزم بنوزيان هزيمة نكراء‬

‫وضعت حدا ألطماعهم في منافسة بني مرين على زعامة زناتة‪ .2‬وبعد هذا اإلنتصار الذي‬

‫أحرزه أبو يوسف يعقوب اتجه بقواته كلها نحو الجنوب لمواجهة الموحدين فخرج من فاس‬

‫في شعبان ‪666‬ه‪/‬أفريل ‪1268‬م‪ 3‬وكان أبو دبوس بدوره قد جمع مقاتليه من الموحدين‪،‬ومن‬

‫شاءاإلنضمام إليهم عرب الخلط و عرب بني سفيان و خرج لمالقاة السلطان المريني‪ ،‬ولكن‬

‫هذا األخير لما علم أن خصمه سائر إليه انسحب إلى الشمال ‪،‬فلحق به أبو الدبوس ‪،‬وعند‬

‫وادي الرقراق‪ 4‬دارت معركة حاسمة بين الطرفين والتي انهزم فيها الموحدون وقتل قائدهم‬

‫وأميرهم أبو الدبوس آخر خلفاء الموحدين يوم ‪ 02‬محرم ‪662‬ه‪ 1/‬سبتمبر ‪1269‬م‪.5‬‬

‫‪ -‬كانت هزيمة الموحدين إيذانا بسقوط دولتهم‪ ،‬وبذلك تم تحقيق ما بدأ فيه أبو يحيى ‪،‬فقامت‬

‫بذلك دولة بني مرين‪ ،‬حيث يعتبر إستالئهم على مراكش بداية لتاريخهم كدولة لقب يعقوب‬

‫‪ -1‬يغمراس بن زيان ‪ :‬هو يغمراس بن زيان بن ثابت بن محمد ‪ ،‬ولد حوالي ‪603‬ه ‪1206 /‬م وتولى حكم إقليم تلمسان في‬
‫عهد الخليفة الموحدي عبد الواحد الرشيد بن المأمون الذي كتب له بالعهد على والية المغرب األوسط وعاصمته تلمسان‬
‫وكان ذلك بداية ملكه ‪ ،‬ينظر ‪ ،‬يحيى بن خلدون ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.204‬‬

‫‪ -2‬ابن أبي زرع ‪ ،‬الذخيرة ‪،‬المصدر السابق‪،‬ص ‪.15‬‬

‫‪ -3‬ابن خلدون ‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪.182‬‬

‫‪ -4‬وادي الرقراق ‪ :‬ينبع من أحد الجبال المتفرعة عن األطلس ليصب في المحيط ‪ ،‬ويعتبر مصبه ميناء لمدينتي الرباط‬
‫وسال والذي كان يعسر على السفن دخوله إال بوجود دليل محنك ‪ ،‬وهذا ما حفظ لهما حريتهما من التحرشات المسيحية‪،‬‬
‫ينظر ‪ :‬الوزان ‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪.248 – 247‬‬

‫‪ -5‬ابن خلدون ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ج‪، 7‬ص ‪، 183‬وحسين مؤنس ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫بأمير المسلمين وأقبلت الوفود من كل جنوب المغرب األقصى تبايعه على الملك واتخذ له‬

‫عاصمة جديدة سماها فاس الجديدة‪.1‬‬

‫إضافة إلى جهودأبي يوسف يعقوب في توطيد دعائم الدولة المرينية ونصرته لإلسالم‬

‫والمسلمين في األندلس‪ ،‬فقد عني كذلك بشؤون البناء والتعمير فأمر ببناء عاصمة جديدة‬

‫لتكون مركزا للحكم المريني‪. 2‬‬

‫وقد اختار لهذه العاصمة الجديدة هضبة مرتفعة ‪،‬ينحدر سطحها انحدارا بطيئا ويشرق‬

‫على غربي ف اس القديمة ويمر فيها وادي فاس قبل أن يصب على منحدرات فاس القديمة ‪،‬‬

‫وبدأ في إنشاء هذه المدينة في ‪ 3‬شوال ‪674‬ه‪ ،‬حيث خرج السلطان ومعه أهل المعرفة‬

‫بالهندسة والبناء إلى ضفة وادي فاس فوقف عليها حيث شرع في حفر أساسها‪ ،‬ولما تم‬

‫صورها فبنى لها قصره والجامع األعظم وكذلك السوق الذي حده من باب القنطرة إلى باب‬

‫عيون صنهاجة والحمام الكبير‪. 3‬‬

‫ويشير صاحب الحلل الموشية أن البناء تم في ذي الحجة سنة ‪ 677‬ه‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد هللا عنان ‪ ،‬عصر المرابطين والموحدين في المغرب واألندلس ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬مكتبة الخانجي ‪،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪1990‬م‪،‬ص ‪.576‬‬

‫‪ -2‬ابن عذارى المراكشي‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ج ‪، 1‬ص ص ‪.21– 19‬‬

‫‪ -3‬ابن األحمر ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪ -4‬المعة زكري ‪ ،‬الرحلة العلمية بين األندلس والدولة المرينية ودورها في تمتين الصالت الثقافية خالل القرنين (‪7‬ـ‪9‬ه ‪/‬‬
‫‪13‬ـ‪15‬م )‪ ،‬ماجستير في التاريخ الوسيط ‪(،‬إش ) ‪:‬بودواية مبخوت ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان ‪2009‬م ـ‪2010‬م ‪،‬ص‬
‫‪.13‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫لقد أصبحت هذه المدينة الجديدة العاصمة الجديدة لملك بني مرين وفيها أقيمت قصور‬

‫األمراء الضخمة وإضافة إلى ذلك اهتم أبي يوسف يعقوب بمكناس فأنشأ لها قصبة عظيمة‬

‫ومسجدا جامعا يضم مدرسة‪.1‬‬

‫‪ -1‬حسين مؤنس ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.29‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪:‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬

‫المبحث األول ‪:‬الزراية‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الصناية‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬التجارة‬ ‫‪‬‬


‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬

‫المبحث األول ‪ :‬الزراية‪.‬‬

‫تتكون أرض بالد المغرب عموما من سالسل جبلية وهضاب تتخللها وديان وتمتد هذه‬

‫السالسل من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي‪،1‬أما المغرب األقصى الذي هو موضوع‬

‫اهتمامنا ‪ ،‬تميزت بالده بالتنوع الطبيعي والجغرافي األمر الذي ساعد على تنشيط الزراعة‬

‫من جهة وتنوع المحاصيل الزراعية من جهة أخرى ‪ ،‬فهي تتكون من جملة من المظاهر‬

‫التضاريسية أهمها السهول المنخفضة التي تقع على امتداد ساحل البحر األبيض المتوسط‬

‫(بحر الزقاق‪ )2‬والمحيط األطلسي (بحر الظلمات) والتي امتازت في مجملها بالخصب‬

‫الشديد‪.3‬‬

‫والميزة التي يتميز بها المغرب األقصى عن األوسط واألدنى هي أن هضابه التي‬

‫تخللتها الجبال العالية قد تمتعت بكمية كبيرة من األمطار‪ ،‬وهذا بالطبع يجعل أراضي‬

‫المغرب األقصى أكثر وفرة للمياه وبالتالي أكثر قابلية للزراعة التي يعتمد عليها النشاط‬

‫التجاري‪.4‬‬

‫‪ -1‬ابن خلدون ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ج‪،6‬ص‪. 102‬‬

‫‪ -2‬بحر الزقاق ‪ :‬هو الداخل من البحر المحيط الذي عليه سبتة الذي يضيق من المشرق إلى المغرب حتى يكون عرضه‬
‫ثالثة أميال وهو ساحل األندلس الغربي بمكان يقال له الجزيرة الخضراء ما بين طنجة من أرض المغرب وبين األندلس‬
‫‪،‬وهو مخرج الروم المتصاعد إلى الشام ‪ ،‬ينظر‪ :‬الحميري ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.294‬‬

‫‪ -3‬أبي محمد عبد الواحد بن علي المراكشي ‪ ،‬المعجب في تلخيص أخبار المغرب ‪(،‬تح )‪ :‬صالح الدين الهواري ‪،‬‬
‫ط‪،1‬المكتبة العصرية ‪ ،‬بيروت ‪2006،‬م ‪،‬ص ‪.444‬‬

‫‪ -4‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.13‬‬

‫‪29‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ومن تلك الجبال جبل سمد الذي يحتوي على ينابيع كثيرة‪ ،‬ويظل به الثلج طيلة أيام‬

‫السنة‪ ،‬وكذا جبل هنتاتة العالي جدا الذي ال مثيل في علوه وتظل ذروته مستورة بالثلج على‬

‫الدوام ويبلغ ارتفاعه ‪4165‬م‪،1‬ومن ثم فإن بالد المغرب األقصى تحتوي على جملة من‬

‫األنهار جعلت منها الكتل الجبلية المرتفعة التي يمتلكها هذا البلد أنهار دائمة الجريان‪،‬‬

‫وجعلت منه بلدا غنيا بالمياه والمجاري‪ .2‬ومن تلك األنهار ‪:‬‬

‫نهر أم الربيع‪ :‬والذي هو نهر كبير جدا ‪ ،‬حيث يجتاز سهوال بين ناحية دكالة وتامسنا‬

‫وال يمكن قطعه خوضا في الشتاء و الربيع ونهر أبي رقراق ونهر سبوالذي يجري بإقليم‬

‫فاس ويمتاز بمجراه الطويل ومياهه الغزيرة‪ ،‬وعندما يصب في البحر يكون مصبه في غاية‬

‫العرض والعمق بحيث يمكن للسفن العظيمة أن تدخله كما فعل البرتغاليون و اإلسبانيون‬

‫ذلك مرارا‪.3‬‬

‫نهر التانسيفت ‪:‬وهو نهر كبير غزير المياه يمر على بعد أو مسافة ستة أميال من‬

‫مراكش ‪.‬‬

‫نهر بهت ‪ :‬ينبع من األطلس ويسيل نحو الشمال ينتشر في أحد سهول إقليم أزغار‬

‫ويتحول إلى مستنقعات وبحيرات يصطاد فيها عدد ال يحصى من السمك كالبيوض والشابل‬

‫المدهشة ‪.‬‬

‫‪ -1‬الوزان ‪،‬المصدر السابق ‪،‬ص ص ‪.152 -151‬‬

‫‪ -2‬لسان الدين ابن الخطيب ‪ ،‬خطرة الطيف ( رحالت في المغرب واألندلس ‪1327‬م – ‪1362‬م ) ‪ (،‬تح )‪ :‬أحمد مختار‬
‫العبادي ‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر ‪،‬بيروت ‪2003 ،‬م ‪ ,‬ص ‪.101‬‬

‫‪ -3‬الوزان ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.247‬‬

‫‪30‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫نهر اللوكس ‪ :‬وينبع من جبال غمارة ويجري نحو الغرب عبر سهول الهبط وأزغار‬

‫ويصب في المحيط قرب‪ 1‬مدينة العرائش‪.2‬‬

‫أما بالنسبة للتربة فامتازت أراضي المغرب األقصى بخصوبتها الفائقة ‪ ،‬وهذا ما ندركه‬

‫من إفادات الرحالة والمؤرخين الذين أشادوا بتلك األراضي‪،3‬كما هو الحال في منطقة‬

‫القصر الكبير التي كانت تنتج ثالثين ضعف ما يزرع بها ‪ ،‬وكذا ناحية الهبط‪ 4‬العجيبة‬

‫بسبب خصوبتها ووفرة إنتاجها التي كانت أكثر نبال وشهرة‪. 5‬‬

‫أما بالنسبة للمناخ فكان مالئما جدا لفالحة األرض واستنباتها ‪ ،‬وذلك بسبب التساقط التي‬

‫كانت تشهده المنطقة كما أسلفنا الذكر ‪،‬ومجموع الرياح التي كانت تساعد في تلقيح واكتمال‬

‫نمو المحاصيل‪.6‬‬

‫‪ -1‬دريس بن مصطفى ‪ ،‬العالقات السياسية واإلقتصادية لدول المغرب اإلسالمي مع دول جنوب غرب أوروبا في الفترة‬
‫(ق‪10 – 7‬ه‪ 16 – 13 /‬م ) ‪ ،‬دكتوراه في تاريخ المغرب اإلسالمي في العصر الوسيط ‪(،‬إش )‪ :‬مبخوت بوداوية ‪،‬جامعة‬
‫أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪2013 ،‬م – ‪2014‬م ‪،‬ص ‪.96‬‬

‫‪ -2‬مدية العرائش ‪ :‬تقع على الشاطئ األطلسي ‪،‬عند مصب نهر اللوكس جنوبي طنجة ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الوزان ‪،‬المصدر السابق‬
‫‪،‬ص ‪.302‬‬

‫‪ -3‬ابن الخطيب ‪،‬خطرة الطيف ‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪.101- 100‬‬

‫‪ -4‬ناحية الهبط ‪ :‬هي المنطقة التي تبتدئ جنوبا عند نهر ورغة لتنتهي شماال على المحيط وتتأخم غربا مستنقعات أزغار‬
‫وشرقا الجبال المسرفة على أعمدة هرقل ويبلغ عرضها نحو ثمانين ميال وطولها نحو مائة ميل ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الوزان ‪،‬المصدر‬
‫السابق ‪ ،‬ج‪، 1‬ص ‪.306‬‬

‫‪ -5‬نجيب زينب‪،‬الموسوعة العامة لتاريخ المغرب واألندلس ‪( ،‬تق )‪ :‬أحمد بن سودة ‪ ،‬ج‪، 2‬ط‪، 1‬دار األمير للثقافة والعلوم‬
‫‪،‬بيروت ‪1995،‬م ‪،‬ص ‪.201‬‬

‫‪ -6‬الوزان ‪،‬المصدر السابق ‪،‬ج‪،1‬ص‪.20‬‬

‫‪31‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ب‪ -‬اإلنتاج النباتي ‪:‬‬

‫مما يؤكد في مصادرنا التراثية أن اإلنتاج الزراعي كان واسعا في المغرب األقصى‬

‫حيث نشير إلى أن هناك سمة مميزة للنشاط اإلقتصادي في بالد المغرب ابتداءامن القرن ‪3‬ه‬

‫‪9/‬م تتمثل في ثنائية الفالحة والتجارة وبذلك نؤيد هذا الرأي ذلك ألن الكثير من المنتجات‬

‫الزراعية ‪ ،‬السيما الفائضة عن حاجة منتجيها أصبحت بضائع أساسية في قائمة التبادل‬

‫التجاري الداخلي والخارجي‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫فقد‬ ‫كانت بالد المغرب األقصى على قدر خصبها كثيرة الفواكه والمزارع والمسارح‬

‫اشتهرت مدينة فاس بإنتاج أنواع كثيرة من الهاللج بغرب األندلس بالعبقر ويسمونه‬

‫البرقوق‪ ،‬وال يكاد يوجد مثله في غيرها من البالد كثرة ‪،‬أما الكروم فتواجدت في مناطق‬

‫عديدة من المغرب‪ ،‬فمنها ما كان معروشا بالمنازل ومنها ما كان بالحقول يستفيد منه أهل‬

‫تلك المناطق بعد بيعه ‪ ،‬ومن تلك المناطق جبل زرويل‪ ،‬وجبل بني جبارة الشديد‬

‫اإلرتفاع‪.3‬أما كروم العنب األسود فتواجدت ببني بوشيبت وجبل بني منصور وجبل بني‬

‫وليد ومنه ما كان يصنع منه زبيب جميل غليظ شديد الحالوة‪.4‬‬

‫‪ -1‬ابن أبي زرع ‪،‬األنيس ‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.402‬‬

‫‪ -2‬ابن الخطيب ‪،‬رقم الحلل ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.59‬‬

‫‪ -3‬دريس بن مصطفى ‪،‬المرجع السابق ‪.101 ،‬‬

‫‪ -4‬الوزان ‪،‬المصدر السابق ‪،‬ج‪، 1‬ص ‪.130‬‬

‫‪32‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أما الزيتون تواجد أيضا بالمناطق الجبلية إلى جانب الكروم كجبل بني زرويل وجبل‬

‫بني وليد إضافة إلى مكناس التي اشتهرت بتسمية مكناسة الزيتون وكذلك منطقة صفرو‬

‫التي لم تكن بها سوى غابات الزيتون‪.1‬‬

‫والحبوب فقد تواجدت بمناطق عديدة من المغرب ‪ ،‬فالقمح والشعير كان يزرع في‬
‫‪2‬‬
‫وفاس وسجلماسة وبالبصرة‬ ‫الغالبية العظمى في مدن المغرب األقصى‪ ،‬كطنجة‬

‫المغربية‪3‬التي تواجدت بها سهول خصبة فكانت حقولها تجود بكميات هامة من القمح ‪،‬وكذا‬
‫‪5‬‬
‫بأصيال‪4‬التي تنتج الكثير منها‪.‬‬

‫وإلى جانب زراعة األشجار والحبوب ظهر اهتمامهم بزراعة الكمون والكروياء و‬

‫الحناء‪ ،‬وأنواع الخضر والثمار والنبات والرمان وجميع الفواكه والمحاصيل بحسب فصول‬

‫السنة‪.6‬‬

‫وبالنسبة للمحاصيل الصناعية فتواجد القطن بكثرة في منطقة الهبط وسال التي كانت معدن‬

‫‪ -1‬أبي القاسم محمد بن علي البغدادي ابن حوقل ‪ ،‬صورة األرض ‪(،‬دط) ‪،‬منشورات دار مكتبة الحياة ‪ ،‬بيروت ‪1992،‬م‬
‫‪،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -2‬طنجة ‪ :‬مدينة بالمغرب ‪،‬قديمةعلى ساحل البحر فيها آثار كثيرة لألول وقصور وأقباء‪ ،‬وبين طنجة و سبتة ثالثون ميال‬
‫في البر وفي البحر نصف مجرى ‪،‬ينظر ‪ :‬الحميري ‪،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.396‬‬

‫‪ -3‬بصرة المغربية ‪ :‬مدينة أسسها محمد بن ادريس تبعد عن مدينة فاس ب ‪ 80‬ميال و‪ 20‬ميال جنوبي القصر وسميت بهذا‬
‫االسم تذكيرا ببصرة العراق التي قتل فيها رابع الخلفاء الراشدين وجد إدريس األعلى وما تزال أطاللها باقية ‪،‬‬
‫ينظر‪،‬الوزان ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.310‬‬

‫‪ -4‬أصيال ‪ :‬بلد بالقرب من طنجة وهي مدينة كبيرة عامرة آهلة كثيرة الخير والخصب ‪ ،‬ولها مرسى مقصود‪ ،‬وهي أول‬
‫مدن العدوة من جانب الغرب ويحيط بها البحر من غربيها وجوفيها ‪،‬ينظر ‪ :‬الحميري ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.42‬‬

‫‪ -5‬ابن عذارى المراكشي ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.400‬‬

‫‪ -6‬ابن حوقل ‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪33‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫للقطن والكتان‬

‫وقصب السكر التي كانت زراعته في سبتة‪ 2‬وأغمات‪ 3‬والذي امتاز بصناعته ونكهته‬
‫‪4‬‬
‫الطيبة وشهرته في البالطات األوروبية دون سواه من أنواع السكر في شتى أنحاء العالم‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلنتاج الحيواني ‪:‬‬

‫انتشرت حرفة الرعي في جل مناطق بالد المغرب األقصى ‪،‬حيث أنهم يوسعون رقعة‬

‫المراعي مما يدل على اعتنائهم بتربية الماشية واألغنام واألبقار لذلك وصفوا بأنهم" يبيحون‬

‫البالد للمراعي والزرع والمياه لورود اإلبل والماشية‪ ،" 5‬ويعود السبب في ذلك إلى عاملين‬

‫هامين وهما ‪ :‬وفرة المراعي الطبيعية وخاصة بالمناطق الجبلية‪ ،‬وكذلك محدودية األنشطة‬

‫اإلقتصادية آنذاك‪. 6‬‬

‫‪ -1‬ابن الخطيب ‪،‬خطرة الطيف ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.100‬‬

‫‪ -2‬سبتة ‪ :‬مدينة عظيمة دعاها الرومان سيفيطاس وسماها البرتغاليون سوبتة ‪ ،‬أسسها الرومان ‪،‬على أصح الروايات ‪ ،‬في‬
‫مدخل مضيق أعمدة هرقل ‪ ،‬فكانت حاضرة موريطانيا كلها إلقامة الحكومة الرومانية بها ‪،‬ولذلك اعتنى بها الرومان‬
‫فأصبحت مدينة متحضرة جدا وافرة السكان ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الوزان ‪،‬المصدر السابق ‪،‬ج‪،1‬ص ‪.316‬‬

‫‪ -3‬أغمات ‪ :‬ناحية في بالد البربر من أرض المغرب قرب مراكش وهي مدينتان متقابلتان من ورائها إلى حملة بحر محيط‬
‫السوس األقصى بأربع مراحل ومن سجلماسة ثمان مراحل ينظر‪:‬الحموي‪،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪، 1‬ص ‪.152‬‬

‫‪ -4‬البكري ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.161‬‬

‫‪ -5‬ابن حوقل ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪100‬‬

‫‪ -6‬ابن الخطيب ‪ ،‬خطرة الطيف ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪34‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كما اهتم المرابطون باإلبل والخيل والبغال فاستخدموهم في حروبهم فهم أصحاب إبل‬
‫‪1‬‬
‫رحالة اليقيمون بمكان‪ ،‬إلى جانب ذلك اهتموا بتربية الحمير والنحل‪.‬‬

‫ومن المناطق التي انتشرت فيها حرفة الرعي ‪ ،‬جبل مطغرة‪ ،2‬وأصيال وقصر كتامة‬

‫التي هي عنصر بر وحليب ومسرح بهيمة في الجميم ‪ ،‬فكان أهل تلك المناطق يملكون‬

‫الكثير من الماشية وخاصة الماعز ‪ ،‬وكذا جبل سيليلكو والذي كان يشتهر بوفرة الغنم‬

‫والماعز‪.‬‬

‫وجبل بني يازغة الذي امتازت ماشيته بصوفها شديد النعومة والتي كانت تصنع منه نساء‬

‫المنطقة أقمشة كأنها حرير‪.3‬‬

‫أما حرفة الصيد البحري فقد انتشرت في عدة مناطق من بالد المغرب األقصى حيث‬

‫كان يزاول بها نوعان من الصيد نهري يتم في المياه العذبة وبحري على طول السواحل‪،4‬‬

‫ومن تلك المناطق التي اشتهرت بذلك ‪ :‬ترغة التي كان سكانها يصطادون السمك ويبيعونه‬

‫مملحا للتجار القادمين من نواحي المغرب ‪ ،‬ومدينة أزمور التي لم يكن ينقطع عنها التجار‬

‫األجانب بشكل عام ‪ ،‬ويأتيها التجار البرتغاليون مرة في السنة ليشتروا كمية عظيمة من‬

‫سمك الشابل ‪ ،‬ومن سال كان ينقل نوع من السمك يسمى " الحوت الطيب " المعروف‬

‫‪ -1‬اإلدريسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.133‬‬

‫‪ -2‬جبل مطغرة ‪ :‬هذا الجبل شامخ جدا صعب المرتقى ‪ ،‬مغطى بغابة كثيفة ذات منعرجات في غاية الضيق ‪ ،‬يبعد عن‬
‫تازا بنحو خمسة أميال وفي أعاله أراضي زراعية جيدة وبعض العيون ‪ ،‬يحصدون القمح والكتان ويصنعون الزيتون ‪،‬‬
‫ينظر ‪:‬الوزان ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.356‬‬

‫‪ -3‬الوزان ‪ ،‬نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.365- 364‬‬

‫‪ -4‬ابن الخطيب ‪ ،‬خطرة ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪35‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫عندهم بالشابل أما أسماك السردين فكانت تصطاد خاصة من منطقة بادس ألنها كانت تمثل‬

‫مصدر قوت ألهلها وألن أرضهم قليلة القمح والمردود الفالحي بشكل عام‪.1‬‬

‫‪ -1‬الوزان ‪،‬المصد رالسابق ‪ ،‬ج‪.158، 1‬‬

‫‪36‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الصناية‪.‬‬

‫مثلت الصناعة نشاطا من األنشطة اإلقتصادية الهامة التي يعتمد عليها المواطنون فهي‬

‫من أهم أركان الحياة اإلقتصادية ‪،‬التي تعكس مدى نمو وتطور المجتمع ‪ ،‬ولهذا نالت عناية‬

‫واهتماما واسعين بالمغرب ‪.‬‬

‫ومما ساعد على قوة هذا النوع من النشاط اإلقتصادي‪ ،‬هو أن الموحدين خلفوا‬

‫للمرينيين قاعدة صناعية كبيرة تحدثت عنها بعض مصادر التاريخ‪ 1‬فالجزنائي يذكر أن‬

‫مدينة فاس قاعدة الصناعة الرئيسية في المغرب األقصى كان بها في أواخر العصر‬

‫الموحدي ثالثة أالف وأربعة وتسعين دار لصناعة األطرزة‪ ،‬وسبعة وأربعون دار لصناعة‬

‫الصابون ‪ ،‬وستة وثمانون دار للدباغة ‪ ،‬ومائة وستة عشر دار للصباغة‪ ،‬وأحد عشر دار‬

‫لصناعة الزجاج‪....2‬‬

‫كما ازدهرت الصناعة في عصر المرابطين ازدهارا عظيما ‪ ،‬لتوفر المواد الخام الالزمة‬

‫للصناعة‪ ،‬وتدفقها من أسواق األندلس والسودان‪ ،3‬حيث بلغت أوجها ‪ ،‬إذ قامت عدة‬

‫‪ -1‬محمد عيسى الحريري ‪ ،‬تاريخ المغرب اإلسالمي واألندلس في العصر المريني ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار القلم للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫الكويت ‪1985 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.284‬‬

‫‪ -2‬الجزنائي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪ -3‬السودان ‪ :‬ويقصد به جيش السودان الذين كانوا يجلبون كعبيد في فترة الدولة المرابطيةوالموحدية وحتى فيما بعد ‪ ،‬وقد‬
‫كانت الجيوش المغاربية تعتمد عليهم بكثرة في كل حروبها بسبب شجاعة أفرادها وإخالصهم ألمرائهم ‪ ،‬ينظر ‪ :‬أحمد بن‬
‫أبي اليعقوب اليعقوبي ‪ ،‬كتاب البلدان ‪( ،‬دط) ‪ ،‬بريل ‪،‬ليدن‪1890 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.160‬‬

‫‪37‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫صناعات على اإلنتاج الزراعي والحيواني ‪ ،‬واستغلت المعادن الموجودة بكثرة في األندلس‬

‫في حركة التصنيع‪.1‬‬

‫‪ -1‬أهم الصنايات ‪:‬‬

‫أ‪ -‬صناية النسيج ‪:‬‬

‫وهي من الصناعات التي ازدهرت ازدهارا كبيرا حيث اختلفت اآلالت المستعملة فيه‬

‫تبعا لنوع المادة المستخدمة ‪ ،‬فالصوف كان من أكثر المنتوجات انتشارا في بالد المغرب ‪،‬‬

‫كما اشتهرت فاس وسجلماسة بصناعته‪ ،‬كان بلدهم فيه الغنم وأصوافهم كثيرة ومن أجودها‬

‫وأحسنها‪ .2‬والكتان والقطن كان يستعمل لغزل األنوال البدائية لصنع عباءة الصوف الخشن‬

‫‪.‬أما األقمشة الحريرية المزركشة باألزهار والصوفية ذات اللون الواحد فقد استخدمت‬

‫لنسجها األنوال المعقدة بعض الشيء‪.3‬‬

‫‪ -1‬عصمت عبد اللطيف دندش ‪ ،‬في نهاية المرابطين ومستهل الموحدين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪1988 ،‬م‬
‫‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ -2‬البكري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.197‬‬

‫‪ -3‬روجي لي تورنو‪ ،‬فاس في عصر بني مرين‪(،‬تر)‪:‬نقوال زيادة ‪( ،‬دط )‪ ،‬مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪1967‬م ‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪38‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ب‪ -‬صناية السفن ‪:‬‬

‫اهتم سالطين المغرب األقصى بهذه الصناعة على عكس نظرائهم في بالد المغرب‬
‫‪1‬‬
‫األوسط وذلك نظرا لموقعهم القريب من العدوة األندلسية‪ ،‬وموقفهم من حركة اإلسترداد‬

‫وما جلب لهم من مصامدات مع الدول النصرانية‪.‬‬

‫تواجدت هذه الصناعة بعدة مدن ساحلية كسبتة وطنجة وسال‪ ،2‬حيث اهتم سالطين بني‬

‫مرين بالصناعات الالزمة لألسطول المريني ‪ ،‬وللدفاع عن سواحل دولتهم ‪ ،‬فكلف أبا‬

‫الحسن المريني أحد وزرائه وهو أبو ثابت عامر بن فتح هللا السدراتي باإلشراف على بناء‬

‫دار صناعة السفن بسبتة ‪،‬كما اهتم بدار الصناعة األخرى الموجودة بسال‪.3‬‬

‫ووجدت هذه الصناعة في جبل أنجرة الذي يبعد عن القصر الصغير بنحو ثمانية أميال‬

‫فكان أرضا لها ألنها احتوت على المادة األولية أال وهي األخشاب باإلضافة إلى كل ما كان‬

‫يأتي من جبل جاناته الواقع غرب أزمور بإقليم الرباط‪ ،4‬وكان أبو عنان يذهب إلى هذا‬

‫الجبل بنفسه ليراقب عن كثب عملية إقتطاع الخشب ‪ ،‬وكان يبني السفن الصغيرة في منزل‬

‫‪ -1‬حركة اإلسترداد ‪ :‬وباللغة اإلسبانية ‪ Reconquista‬وهي فترة تقارب من ‪800‬سنة في العصور الوسطى حاولت من‬
‫خاللها العديد من الممالك المسيحية في شبه الجزيرة اإليبيرية استعادة السيطرة عليها من المسلمين وطردهم ‪ ،‬ينظر ‪:‬‬
‫حسين مؤنس ‪ ،‬موسوعة تاريخ األندلس ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ط‪ ، 1‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬القاهرة ‪1996 ،‬م ‪ ،‬ص ص ‪. 64 -63‬‬

‫‪ -2‬ابن الحاج النميري ‪ ،‬فيض العباب وإفاضة قداح اآلداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪1990 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪-3‬محمد عيسى الحريري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.287‬‬

‫‪-4‬دريس بن مصطفى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.109‬‬

‫‪39‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫خوالن‪ ،‬ثم تدفع هذه السفن في وادي سبو حتى تصل إلى البحر المحيط ( المحيط‬

‫األطلنطي‪.) 1‬‬

‫ولهذا فقد تواجدت دار صغيرة تصنع فيها الزوارق والسفن الشراعية ‪،‬وبعض المراكب‬

‫التي كان يسلحها أهلها ويرسلوا بها إلى بالد النصارى لممارسة القرصنة‪.2‬‬

‫ج‪ -‬الصنايات الغذائية ‪:‬‬

‫وتمثلت صناعة عصر الزيتون حيث اشتهرت فاس بهذه الصناعة لقربها من غابات الزيتون‬

‫في شمال المدينة إلى نهر سبو ثم إلى نهر ورغة‪ .3‬وغالبا ما كانت هذه المعاصر تباع أو‬

‫تكترى سواء في المغرب األقصى أو باقي بالد المغرب‪.4‬‬

‫أما صناعة السكر التي انتعشت في المناطق التي تجود فيها زراعة قصب السكر في سال‬

‫ومراكش ففي هذه المراكز يعصر قصب السكر ‪ ،‬ويصنع منه القند ومن القند يكون السكر‬

‫على أنواع ‪،‬وكانت في مراكش أربعون معصرة لصناعة السكر‪،‬وذلك لوفرة محصول‬

‫قصب السكر هناك ‪ ،‬وكانت من أكثر المناطق انتاجا له منطقة السوس‪.5‬‬

‫‪-1‬وادي سبو ‪ :‬نهر بالمغرب ينبع من جبل سليلكو في الحوز بإقليم مملكة فاس ويصب في المحيط األطلسي قرب بلدة‬
‫تسمى المعمورة ‪ ،‬ينظر ‪ ،‬الوزان ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪.248‬‬

‫‪ -2‬محمد المنوني ‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين ‪( ،‬دط) ‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ ،‬الرباط ‪2000 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪ -3‬روجي لي تورنو ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.134‬‬

‫‪ -4‬أبو العباس أحمد بن يحي الونشريسي ‪ ،‬المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس والمغرب ‪،‬‬
‫(إش) ‪ :‬محمد حجي ‪ ،‬ج‪( ، 5‬دط )‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪1981،‬م ‪ ،‬ص ‪.256‬‬

‫‪ -5‬محمد عيسى الحريري‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.285‬‬

‫‪40‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كما تواجدت ببالد المغرب األقصى مجموعة من األرحاء التي اختصت بطحن الغالل‬

‫والحبوب والتي تنوعت مصادر طاقة عملها ‪ ،‬فمنها ما كانت تدار بالدواب ومنها ما كانت‬

‫تدار بقوة المياه‪.1‬‬

‫‪ -‬وباإلضافة إلى بعض الصناعات اشتهرت بها بالد المغرب األقصى كصناعة‬

‫الصابون وصناعة الكاغد التي اشتهرت بها مدينة فاس التي امتاز ورقها بالجودة والبياض‬

‫الناصع ‪ ،‬والتي تواجدت بها أربعمائة دار لصناعة الكاغد على أواخر أيام الموحدي ما يدل‬

‫على استمرارية تلك الصناعة على أيام المرينيين‪.‬‬

‫وبخصوص صناعة الجلود فكانت لها أهمية كبرى لما توفره من مناصب شغل ‪ ،‬كونها‬

‫تمر بعدة مراحل وكل مرحلة تشغل عددا ال بأس به من العمال ‪ ،‬وقد تواجد بفاس لوحدها‬

‫ست وثمانون دار لدباغة الجلود وتصنيعها‪.2‬‬

‫‪ -‬بعد عملية الدبغ تنتقل الجلود إلى أصحاب الحرف المختلفة ‪ ،‬فمنها تصنع العدة‬

‫والسروج للخيل والدواب ‪ ،‬وإلى صناع الحقائب وصانعي األحذية والنعال‪.3‬‬

‫وقد اكتسب الصن اع في العصر المريني خبرتهم من رصيد الخبرة الكبير الذي كان في‬

‫عصر الموحدين والذي تضخم بسبب الخبرات الصناعية الوافدة إلى المغرب األقصى من‬

‫بالد األندلس ‪.‬‬

‫‪ -1‬الونشريسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.236‬‬

‫‪ -2‬ابن أبي زرع‪،‬األنيس ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪ -3‬دريس بن مصطفى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪41‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كما نشطت في هذا العصر بعض الصناعات الدقيقة ‪ ،‬كصناعة الساعات‬

‫واإلسطرالبات ففي سنة ( ‪685‬ه – ‪1286‬م ) صنع المعدل أبو عبد هللا محمد بن الحباك‬

‫ساعة لمعرفة الوقت وهي عبارة عن ‪ ( :‬يدا من الفخار بالقبة العليا فيه الماء وجعل على‬

‫وجه الماء مجرى من نحاس فيه خطوط وثقاب يخرج منه الماء بقدر معلوم إلى أن يصل‬

‫الخطوط فيعلم بذلك أوقات الليل والنهار في أيام الغيم ولياليها )‪.‬‬

‫كما اهتم سالطين بني مرين اهتماما كبيرا بالصناعات الحربية لحاجتهم إلى الجيوش‬

‫القوية التي يدافعون بها عن حدودهم ضد األخطار التي تمددهم دائما من الشرق‪ ،1‬حيث‬

‫استخدم الجيش المريني أحدث أسلحة العصر في معاركه طبقا لرواية ابن خلدون أن‬

‫المريين كانوا رواد في استعمال البارود ‪ ،‬بل لعلهم أول من استعملوه في صناعة المدافع‬

‫التي استخدمت في قذف األسوار وتحطيمها ‪ ،‬وجاءت أول إشارة إلستخدام هذه األسلحة‬

‫النارية عندما توجه السلطان أبو يوسف يعقوب المريني لفتح سجلماسة سنة ( ‪672‬ه –‬

‫‪1273‬م )‪. 2‬‬

‫ومن الصناعات التي ارتبطت بالجيش أيضا صناعة األعالم والطبول الالزمة للجيش‬

‫المريني‪ ،‬وقد أطلق على الدولة المرينية " اسم العلم المنصور " أو سعد الدولة ‪ ،‬وهو علم‬

‫أبيض من حرير مكتوب فيه بالذهب المنسوج‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد عيسى الحريري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.285‬‬


‫‪-‬‬
‫‪ -2‬ابن خلدون ‪،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ‪.507‬‬

‫‪ -3‬ابن عذارى المراكشي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.364‬‬

‫‪42‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬التجارة‪.‬‬

‫يمتاز المغرب األقصى بموقع استراتيجي هام فتح له آفاقا واسعة للنشاط التجاري ‪ ،‬إذ‬

‫يطل على واجهتين بحريتين متوسطية وأطلسية ‪ ،‬إضافة إلى اتصاله بالصحراء اإلفريقية‬

‫ووقوعه ضمن الطريق المحوري شرق غرب سجلماسة والسمة المميزة لنشاطه اإلقتصادي‬

‫في ثنائية الفالحة والتجارة ‪ ،‬كما سلفنا الذكر أي أن الفالحة كانت قطاعا خادما للتجارة من‬

‫خالل ما تقدمه من مواد زراعية سواء الفائض الذي كان يدور داخل حدود المغرب‬

‫أوخارجها فكانت بذلك أن جمعت ما أولده سام وحام حتى عظم بها اإللتئام واإللتحام‪.1‬‬

‫وقد حرص سالطين بني مرين على توفير األمن وكان ذلك هدفا رئيسا لهم منذ‬

‫اضطالعهم بقيادة زمام األمور في بالد المغرب األقصى ‪ ،‬بعد أن عجز الموحدون عن‬

‫توفير ذلك األمن فأصاب البالد ما أصابها من التدهور واإلضطراب‪،‬كما سهر المرينيون‬

‫على تأمين طرق المواصالت بين مدن الدولة فاستحدثوا تنظيمات جديدة على طول الطرق‬

‫التي تربط بين العاصمة فاس والمدن األخرى ‪ ،‬كمراكش وتلمسان وسبتة‪ ،2‬وطريق فاس –‬

‫طنجة – وطريق فاس – البصرة المغربية ‪ ،‬وطريق فاس مع مكناس وسال و أغمات‬

‫وغيرها من الطرق التجارية الداخلية ‪.3‬‬

‫‪ -1‬ابن الخطيب ‪ ،‬خطرة الطيف ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.107‬‬

‫*‪ -2‬الجزنائي‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪ -3‬دريس بن مصطفى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.113‬‬

‫‪43‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ومن العوامل التي ساعدت كذلك على نجاح التجارة في المغرب هو إختالف البيئة‬

‫الطبيعية الداخلية بينه وبين بالد السودان الغربي من جهة ‪ ،‬والضفة الشمالية للمتوسط من‬

‫جهة أخرى‪.‬‬

‫وإلى جانب إستقرار األمن توفرت للنشاط التجاري األسواق الداخلية والخارجية ‪ ،‬كما‬

‫توفر اإلنتاج الزراعي والصناعي وهما األساس القوي إلزدهار أي نشاط تجاري‪.1‬‬

‫‪ -1‬التجارة الداخلية ‪:‬‬

‫يلعب المغرب األقصى دورا بارزا في نطاق التجارة ‪ ،‬ويتركز أغلب النشاط التجاري‬

‫في مدينة سجلماسة وعلى حدود قول أحد الباحثين أنها أصبحت مركزا تجاريا عالميا في‬

‫تلك الفترة ‪ ،‬حيث أصبحوا من أغنى الناس وأكثرهم ماال‪.2‬‬

‫وقد ارتكز النشاط التجاري الداخلي في مدن المغرب األقصى على األسواق لتشجيع‬

‫الحركة التجارية في البيع والشراء ‪ ،‬وهذا راجع لعدة عوامل ساعدتها على اإلزدهار من‬

‫بينها العامل السياسي الذي شهدته البالد ‪ ،‬حيث حرصوا على إستتاب األمن وإشاعة‬

‫الهدوء‪ 3‬وهذا ما سهل اإلتصال التجاري بين المدن المختلفة‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن أبي زرع ‪ ،‬األنيس ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.307‬‬

‫‪ -2‬نوال بن دادة ‪ ،‬إقليم سجلماسة وأثره على الحركة التجارية في العصر الوسيط خالل الفترة ما بين ( ‪8 -2‬ه ‪14 -8 /‬م )‬
‫ماستر في تاريخ وحضارة المغرب اإلسالمي ‪ ( ،‬إش ) ‪ :‬عبد القادر بوحسون‪ ،‬جامعة الدكتور طاهر موالي ‪ ،‬سعيدة ‪،‬‬
‫‪2015 - 2014‬م ‪ ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪ -3‬ابن أبي دينار ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.130‬‬

‫‪44‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كما كان اإلتساع للمنطقة الخاضعة لسلطة المغرب مع وجود حكومة مركزية قوية‬

‫ساهرة على حماية الطرق والتجار وتوفير كل ما تحتاجه القوافل ‪ ،‬وهذا ما جعل المغرب‬

‫ممرا آمنا للقوافل الخارجية من بالد السودان ‪،‬والمتجهة نحو األندلس وأوروبا ‪ ،‬وأدى إلى‬

‫تنشيط الحركة التجارية بين المغرب ومختلف المدن‪ ،1‬كما حفز التجار الذين كانوا‬

‫يخضعون لحكومة واحدة على التنقل بحرية تامة ‪ ،‬وارتياد األسواق واألمر الذي ساعد على‬
‫‪2‬‬
‫تنشيط حركة البيع والشراء وتبادل المنتجات‬

‫أنواع فمنها األسواق المؤقتة وهي‬ ‫وكانت األسواق في المغرب األقصى على‬

‫األسواق التي تقام في أيام معروفة من األسبوع أو الشهر أو السنة ‪ ،‬وفائدة هذه األسواق هي‬

‫ألهل القرى البعيدة عن المدينة‪ ،3‬حيث شهدت مدينة أصيال سوقا مؤقتة كانت تقام فيها يوم‬

‫الجمعة ‪ ،‬وسوق آخر يقام ثالث مرات في السنة وإلى ذلك أشار البكري " أصيال سوقها‬

‫حافلة يوم الجمعة وفي أصيال سوق جامعة ثالث مرات في السنة وذلك في شهر رمضان‬

‫وفي عشر ذي الحجة وفي عاشوراء " وفي مدينة أغمات كان يوم السوق هو األحد‪.4‬‬

‫‪ -1‬ابن أبي زرع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪ -2‬حسن علي حسن ‪ ،‬الحضارة اإلسالمية في المغرب واألندلس عصر المرابطين والموحدين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مكتبة الخانجي‪ ،‬م‬
‫صر ‪( ،‬دت)‪،‬ص ‪.266‬‬

‫‪ -3‬اإلدريسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.258‬‬

‫‪ -4‬البكري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪45‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫وفي مدينة فاس يوجد بها باب يسمى باب سوق األحد ‪ ،‬واحتمال هذه التسمية تعود أصال‬

‫إلى وجود سوق بهذا اإلسم ويقام يوم األحد‪.1‬‬

‫‪3‬‬
‫كما توجد عدة أسواق مؤقتة في مدن مختلفة كمدينة تادال‪ 2‬والسوس األقصى ودرعة‬

‫وغيرها من القرى‪.‬‬

‫أما األسواق‪ 4‬الدائمة في المغرب األقصى وهي التي تقام داخل المدينة وتكون ثابتة‬

‫وهي أصناف منها أسواق المدن الكبرى كسوق مدينة سبتة والذي كان يصطاد المرجان من‬

‫شواطئها وكان عدد أسواقها مئة وأربعة وسبعون سوقا ‪ ،‬وهذا ما يدل على أن النشاط‬

‫التجاري في سبتة كان كبيرا وزاخرا ‪ ،‬واحتوت مدينة طنجة على أسواق بالرغم من أهمية‬

‫هذه المدينة في التجارة خاصة البحرية‪.5‬‬

‫أما أهم وصف تفصيلي ألسواق فاس المتخصصة والمتطورة أيام الحسن الوزان ماهي‬

‫إال إمتداد ألسواق فاس في العصور السابقة وخصوصا أن فاس كانت عاصمة سياسية‬

‫‪ -1‬البكري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪116‬‬

‫‪ -2‬تادال ‪ :‬من جبال البربر بالمغرب قرب تلمسان وفاس ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الحموي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 5‬‬

‫‪-3‬درعة ‪ :‬نهر ينبع من من األطلس عند حدود هسكورة ‪ ،‬وينحدر إلى جهة الجنوب عبر إقليم درعة ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الوزان‪،‬‬
‫المصدر السابق ‪،‬ج‪ ، 2‬ص ‪.254‬‬

‫‪ -4‬األسواق ‪ :‬السوق ‪ :‬لغة هي التي يتعامل فيها وسميت كذلك ألن التجارة تجلب إليها والمبيعات تساق نحوها عرفها ابن‬
‫خلدون بقوله ‪ " :‬اعلم أن األسواق كلها تشمل على حاجات الناس فمنها الضروري وهي األقوات من الحنطة والشعير وما‬
‫في معناهما ‪ .....‬ومنها الحاجي والكمالي ‪ "....‬ينظر ‪ :‬حورية سكاكو ‪ ،‬التحوالت اإلقتصادية في المغرب األوسط خالل‬
‫العهدين الموحدي والزياني من القرنين ( ‪10 -06‬ه ‪16 -12 /‬م ) دراسة مقارنة ‪ ،‬ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي ‪،‬‬
‫(إش) ‪ :‬مبخوت بوداوية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪2013 ،‬م – ‪2014‬م ‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪ -5‬الحبيب الجنحاني ‪ ،‬دراسات في التاريخ اإلقتصادي واإلجتماعي للمغرب اإلسالمي ‪( ،‬دط )‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪،‬‬
‫لبنان ‪1986 ،‬م ‪ ،‬ص ‪158‬‬

‫‪46‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ومركزا تجاريا مهما ومشهورا عبر العصور‪ .1‬ووضح ابن حوقل أسواقها قائال ‪ ":‬في كل‬

‫يوم من أيام الصيف يرسل في أسواقها من نهرها ( نهر فاس ) الماء فيغسلها فتبرد الحجارة‬

‫‪ ،‬ووصفت أيضا أنها مرتبة منسقة"‪2‬باإلضافة إلى سوق الحائكين والكتان وسوق النجارين‬

‫والحدادين وسوق السالح والمحارث والشماعين والعطارين لوجود التعطر وتبخر‬

‫الجوامع‪.3‬‬

‫باإلضافة إلى األسواق ذات اإلنتاج الزراعي والصناعي وقد ضمت األسواق المهنية‬

‫أسواقا للتجار الكبار والصغار على مختلف اختصاصا تهم من تجار األقمشة المتنوعة ومنها‬

‫المحلية والمستوردة إلى تجار المصنوعات النحاسية والخزفية والجلدية والنسيجية وغيرها‬

‫وباعة األطعمة المتنوعة والمنتجات الغذائية المتنوعة وحتى باعة الزهور‪.4‬‬

‫وهكذا نجد أن التجارة الداخلية في المغرب األقصى كانت متنوعة وكثيرة وهذا يعود إلى‬

‫األسواق واإلزدهار التجاري الذي كان ينعم به هذا اإلقليم المغربي‪.‬‬

‫‪ -2‬التجارة الخارجية ‪:‬‬

‫كانت تجارة المرور"تجارة القوافل " هي من أهم أنشطة التجارة الخارجية في دول‬

‫المغرب األقصى ‪ ،‬حيث استفادت الدولة المرينية مبالغ كثيرة من الضرائب التي كانت‬

‫‪ -1‬الوزان ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.184‬‬

‫‪ -2‬ابن حوقل ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪ -3‬البكري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪ -4‬محمد حافظ النقر ‪ ،‬التجارة الداخلية والخارجية للعالم اإلسالمي في العصر الوسيط ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار المسار ‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫‪2002‬م ‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪47‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫تفرضها على هذه النوع من التجارة فكان التجار المرينيون يحملون الذهب والصمغ من‬

‫السودان إلى أسواق األندلس ومنها إلى أوروبا وحوض البحر المتوسط‪.1‬‬

‫وكان ميناء سبتة باإلضافة إلى موانئ المغرب األقصى األخرى من أهم المرافئ التي‬

‫تخرج منها وترد إليها معظم التجارة الخارجية ‪ ،‬إذ كانت تجمع كثير من قوافل العصير‬

‫والحرير والكتان ‪ ،‬ومن أهم المنتجات التي صدرت إلى أوروبا‪ ،‬صناعات المنتوجات‬

‫فيها‪2،‬وكانت السفن التجارية على إختالف أحجامها وجنسياتها تتردد بين موانئ المغرب‬

‫األقصى وبين المرية‪ 3‬قاعدة اإلتصال اإلقتصادية ومن ميناءها كانت تبحر السفن إلى شرق‬

‫البحر المتوسط وإلى العدوة المغربية محملة بمنتجات األندلس‪.4‬‬

‫كما أن نمو البحرية المرابطية في عصر علي بن يوسف واحتاللها مركزا ممتازا في‬

‫حوض البحر المتوسط كان له أثره الكبير في ازدهار التجارة الخارجية المرابطية ‪ ،‬وتأمين‬

‫طرق التجارة البحرية من األخطار التي كانت تتعرض لها والسيما خطر القراصنة‪.5‬‬

‫‪-1‬عبد الواحد المراكشي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.363‬‬

‫‪ -2‬محمد بن القاسم األنصاري السبتي ‪ ،‬اختصار األخبار عما كان بثغر سبتة من سني اآلثار ‪( ،‬تح )‪ :‬عبد الوهاب بن‬
‫منصور ‪ ،‬ط‪ ، 2‬الرباط ‪1983 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪ -3‬المرية ‪ :‬ميناء يقع على الساحل الجنوبي الشرقي لألندلس ‪ ،‬ويقع مابين جبل القصبة شماال وساحل البحر األبيض‬
‫المتوسط جنوبا‪ ،‬وهو من أهم المراكز التجارية البحرية ‪،‬حيث كان المنفذ الوحيد للدخول والخروج من وإلى األندلس ‪،‬‬
‫ينظر ‪ :‬شهاب الدين التلمساني المقري ‪ ،‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب ‪( ،‬تح )‪ :‬إحسان عباس ‪ ،‬دار الصادر ‪،‬‬
‫بيروت ‪1988 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 141‬ينظر كذلك ‪ :‬محمد عبد هللا حماد ‪ ،‬التخطيط العمراني لمدن األندلس اإلسالمية ( ندوة‬
‫األندلس )‪ ،‬مكتبة الملك عبد العزيز ‪ ،‬الرياض ‪1996 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.154‬‬

‫‪ -4‬السيد عبد العزيز سالم ‪ ،‬تاريخ مدينة ألميرية اإلسالمية قاعدة أسطول األندلس ‪( ،‬د ط )‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬بيروت ‪1982 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪ -5‬حمدي عبد المنعم محمد حسين ‪ ،‬التاريخ السياسي والحضاري للمغرب واألندلس ‪( ،‬د ط) ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة‬
‫اإلسكندرية ‪2013 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.325‬‬

‫‪48‬‬
‫األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ولذلك حرص سالطين بني مرين وبني األحمر على تأمين التجارة الخارجية ‪ ،‬وذلك‬

‫ضمن المعاهدات والوثائق التي أبرمت بين المرينيين ومعهم بني األحمر من ناحية ‪،‬‬

‫ونصارى إسبانيا من ناحية أخرى‪. 1‬‬

‫وكانت أهم المنتجات التي استوردها المرينيون من بالد األندلس ( آالت الصفر والحديد‬

‫من السكاكين واألمقاص المذهبة ) وغير ذلك كما استوردوا األحماض الرخامية المصنوعة‬

‫في المرية‪.2‬‬

‫وكانت قوافل الحج هي الوسيلة الرئيسية لربط المشرق العربي ومصر بالدولة المرينية‬

‫في مجال التجارة الخارجية ‪ ،‬فكانت الثياب الثمينة والحلى هي من أهم ماتحمله قوافل الحج‬

‫إلى المغرب األوسط وإفريقية وطرابلس الغرب ومصر والحجاز‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد عيسى الحريري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.295‬‬

‫‪ -2‬السيد عبد العزيز سالم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.172‬‬

‫‪ -3‬روجي لي تورنو ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت‬

‫التجارية‬

‫المبحث األول ‪:‬الطرق البحرية و نظامها‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نظام المراسي ودور الفنادق في تنظيم‬ ‫‪‬‬

‫الحركة التجارية‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الوسائل المستعملة في المعامالت‬ ‫‪‬‬

‫التجارية‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫المبحث األول ‪ :‬الطرق البحرية ونظامها ‪:‬‬

‫لقد ضم إ قليم المغرب األقصى شبكة واسعة من الطرق والمسالك التجارية بين مختلف‬

‫مدنه الكبيرة وساعدت هذه الطرق على ازدهار النشاط التجاري‪.1‬‬

‫حيث أن ارتباط المغرب األقصى بالبحر المتوسط من الشمال والمحيط األطلسي من‬

‫المغرب وامتداد سواحله على مسافات طويلة منها حتم وجود وطرق بحرية تجارية يتم من‬

‫والبضائع‪.2‬‬ ‫خاللها نقل السلع‬

‫‪ )1‬الطريقين من المغربين األوسط واألدنى ‪:‬‬

‫لقد ارتبطت مدينة طنجة في المغرب األقصى مع المغربين األوسط واألدنى بطريق‬

‫ضمن مرسى أصيال بالمغرب األقصى كما كانت المراكب تخرج بإتجاه مصر‬ ‫بحري‪،3‬‬

‫والشام‪ ،‬التي كانت تمر في طريقها على موانئ المغربين األوسط واألدنى‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد الواحد المراكشي‪ ،‬المصدر السابق ص ‪.441‬‬

‫‪ -2‬ابن فضل هللا شهاب الدين أحمد بن يحيى العمري‪ ،‬مسالك األنصار في ممالك األمصار‪( ،‬تح) ‪ :‬مهدي النجم‪ ،‬كامل‬
‫سلمان الجبوري‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬دار الكتاب العربية‪ ،‬لبنان‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪.338‬‬

‫‪ -3‬أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر الزهري‪ ،‬كتاب الجغرافيا‪( ،‬تح) ‪ :‬محمد حاج صادق ‪ ،‬نور سعيد ‪( ،‬د ط)‪ ،‬مكتبة الثقافة‬
‫الدينية ‪ ،‬القاهرة ‪( ،‬دت) ص ‪.128‬‬

‫‪ -4‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫‪ )2‬مع بالد األندلس ‪:‬‬

‫إن قصر المسافة بين المغرب األقصى واألندلس في منطقة جبل طارق‪ 1‬حيث ال‬

‫يفصلها إال مضيق يعرف بالزقاق‪ ،‬جعل النشاط البحري بين األندلس والمغرب األقصى‬

‫نشطا ومستمرا‪ ،2‬ويعد ميناء ألمرية بحكم موقعه الجغرافي أقرب الموانئ األندلسية للعدوة‬

‫المغربية‪ ،3‬وأشار اإلدريسي عن ألمرية بأنها "مدينة كبيرة كثيرة التجارات والمسافرون‬

‫إليها كثيرون وكان أهلها مياسر ولم يكن في بالد أهل األندلس أحضر من أهلها نقدا وال‬

‫أوسع منهم أحواال" فهي باب الشرق ومفتاح التجارة والرزق‪ ،4‬ويعد مينائي سبتة وطنجة‬

‫المطالن على بحر الزقاق من الموانئ المهمة في هذا النشاط حتى وصف الميناء بالحط‬

‫واإلقالع‪.5‬‬

‫وهذا ما يدل على كثرة السفن التي ترسو بهذين الميناءين وكثرة تعامالتها التجارية‪،‬‬

‫وقدرت المسافة بين ميناءي طنجة وسبتة وبالد األندلس بثمانية عشر ميال‪.6‬‬

‫‪ -1‬جبل طارق ‪ :‬نسبة لطارق بن عبد هللا الزناتي لما جاز بمن معه من البرابر فتحصنوا بهذا الجبل وهو جبل منقطع عن‬
‫الجبال المستديرة في أسفله‪ ،‬ينظر ‪ :‬اإلدريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.540‬‬

‫‪ -2‬يحيى أبو المعاطي محمد عباسي‪ ،‬الملكيات الزراعية وأثارها في المغرب واألندلس ( ‪488-238‬هـ‪1095-852/‬م) ‪،‬‬
‫دكتوراه في التاريخ اإلسالمي‪( ،‬إش) ‪ :‬طاهر راغب حسين‪ ،‬كلية دار العلوم‪ ،‬جامعة القاهرة‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.538‬‬

‫‪ -3‬أبو الفضل محمد أحمد‪ ،‬تاريخ مدينة ألمرية األندلسية في العصر اإلسالمي‪( ،‬تص) ‪ :‬السيد عبد العزيز سالم‪( ،‬د ط)‪،‬‬
‫الهيئة المصرية العامة‪ ،‬اإلسكندرية‪2002،‬م‪ ،‬ص‪.88‬‬

‫‪ -4‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق في إختراق اآلفاق‪ ،‬مج‪( ،1‬د ط)‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪،‬القاهرة ‪،‬ص ‪.197‬‬

‫‪ -5‬عماد الدين اسماعيل بن محمد بن عمر أبو الفداء‪ ،‬تقويم البلدان‪( ،‬دط) ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪( ،‬دت)‪ ،‬ص ‪.177‬‬

‫‪ -6‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫ارتبطت موانئ المغرب األقصى المطلة على المحيط بمرافئ األندلس بعالقات تجارية‬

‫نشطة ومستمرة‪ ،‬ولهذا نجد طنجة وسبتة منذ القرن الثالث هجري والتاسع ميالدي ارتبط‬

‫بطرق تجارية مع األندلس حيث إذا عبرت إلى جزيرة األندلس من سبتة‪ ،‬كان الذي تنزل به‬

‫المدينة المعروفة بالجزيرة الخضراء‪ ،1‬أما عن مرساها قال أبو الفداء " فالجزيرة الخضراء‬

‫مدينة أمام سبتة من بر األندلس الجنوبي‪...2‬توسطت مدن الساحل وأشرقت بسورها على‬

‫البحر ومرساها أحسن المراسي للجواز‪ ". 3‬وإذا عبرت من قصر مصمودة وقعت إلى‬

‫جزيرة طريف وسعة البحر ما بين هذين الموضعين اثنا عشر ميال‪.‬‬

‫وأشار اإلصطخري إلى طريق بحري يسير من البصرة بجزيرة جبل طارق ثم يمتد‬

‫على البحر المحيط إلى شنترين وهي آخر بالد اإلسالم‪ ،‬ووصف السير بهذا الطريق في‬

‫قوله ‪ ":‬لو أن رجال سار من البصرة ( يقصد بصرة المغربية) على السواحل حتى يعود إلى‬

‫ما يحاذيه من أرض األندلس ال يحتاج إلى أن يعبر نهرا أو خليجا أمكنه" ومقدار المسافة‬

‫فيه نحو سبعة أشهر والواقع أن الطرق البحرية التي ربطت المغرب األقصى باألندلس لم‬

‫ينقل عبرها بضائع المغرب األقصى فقط بل البضائع الواردة إلى هذا اإلقليم من بالد‬

‫السودان ومن الشرق وبضائع أقاليم المغرب أيضا‪.4‬‬

‫‪ -1‬الجزيرة الخضراء ‪ :‬مدينة أمام سبتة من البر عدوة من بالد العرب طيبة نزيهة تتوسط مدن الساحل‪ ،‬وأجمعها الخيري‬
‫البر والبحر‪ ،‬ينظر ‪ :‬القلقشندي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.220‬‬

‫‪ -2‬عبد الواحد المراكشي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.493‬‬

‫‪ -3‬أبو الفداء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪ -4‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫‪ /3‬مع مصر وبالد الشام ‪:‬‬

‫ذكر اإل صطخري في القرن الرابع هجري والعاشر ميالدي‪ ،‬وهو يتكلم عن مياه البحر‬

‫المتوسط قائال ‪ " :‬وما بحر الروم فإنه خليج من البحر المحيط بين بالد األندلس وبين‬

‫البصرة من بالد طنجة وبين جزيرة جبل طارق من أرض األندلس عرضه اثنا عشر ميال‬

‫ثم يتسع ويعرض فيمتد على سواحل المغرب مما يلي شرقي هذا البحر حتى ينتهي الى‬

‫أراضي مصر ويمتد على أراضي مصر حتى تنتهي إلى أرض الشام‪ .1‬من هذا الوصف‬

‫نستطيع أن نقول أن مياه البحر المتوسط استخدمت كطرق تجارية بين المناطق الواقعة عليه‬

‫ومنها بين المغرب األقصى وبالد الشام‪ ،2‬حيث يدعم لنا هذا القول تأكيد البكري في القرن‬

‫الخامس هجري الحادي عشر ميالدي على وجود خط بحري يسير بمحاذاة سواحل المغرب‬

‫إلى اإلسكندرية‪ 3‬ويمر على عدة مدن ساحلية وبعد ذلك يصل إلى غزة ثم إلى مالحة‬

‫الواردية إلى عسقالن ثم إلى القيسارية‪ 4‬ثم إلى يافي إلى رأس الكرمان ثم إلى حيفي ثم‬

‫عسكي‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪ -2‬السيد عبد العزيز سالم‪ ،‬العبادي أحمد مختار‪ ،‬تاريخ البحرية اإلسالمية في المغرب واألندلس‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬بيروت ‪1969 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪ -3‬اإلسكندرية ‪ :‬مدينة عظيمة من أعمال مصر وقواعدها بناها اإلسكندر المقدوني خالل القرن ‪ 4‬ق ‪ -‬م‪ ،‬تقع على ساحل‬
‫البحر المتوسط بها ميناء بحري ترسو فيه السفن من شتى األجناس واألمم وبه ثم المبادالت التجارية‪ ،‬الحميري‪ ،‬المصدر‬
‫السابق ‪ ،‬ص ص ‪.55- 54‬‬

‫‪ -4‬القيسارية ‪ :‬هي كلمة يونانية معربة وتعني السوق القيصري التابع للدولة‪ ،‬ينظر ‪ :‬أبو الفداء‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.275‬‬

‫‪ -5‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫وهذه المدن جميعها في فلسطين وبعد أن يكمل ساحل فلسطين يصل إلى صيدا ثم إلى‬

‫بيروت ثم إلى طرابلس الشام الالذقية ثم أنطاكية‪ .1‬وأشار الزهري إلى خط تجاري يربط‬

‫طنجة بالمغرب األقصى وعبر بالد المغرب واإلسكندرية ويصل إلى الشام‪.2‬‬

‫‪ /4‬مع جنوب أوروبا ‪:‬‬

‫إ لى جانب الطرق البحرية الخارجية يبين لنا ابن خردذابة طريقا كان يسلكه التجار‬

‫الروسيون يبدأ من بالد اإلفرنجية وينتهي هذا الطريق إلى الهند حيث وصف هذا الطريق‬

‫بقوله " إن الخارج منهم من يخرج من األندلس أو من فرنجة فيعبرإلى السوس األقصى‬

‫فيصير إلى طنجة‪ ،3‬إن هذا الطريق يربط طنجة المركز التجاري في المغرب األقصى وبين‬

‫بالد األفرنجة عبر األندلس‪.4‬‬

‫وخالل القرن الرابع هجري العاشر ميالدي وصف اإلصطخري الطريق البحري‬

‫الذي يربط المغرب األقصى مع سواحل الشام على أنه يستمر ثم ينعطف بناحية الثغور‬

‫فيدور على بلد الروم ثم يصير غربي البحر إلى خليج القسطنطينية ويعبره ويمتد على‬

‫سواحل اثيناس ثم على سواحل رومية‪ 5‬ثم يمتد على قرب إفرنجة فيصير البحر حينئذ‬

‫‪ -1‬خيرة بلعربي‪ ،‬المسالك والدروب وأثرها في تفعيل الحركة التجارية والثقافية في المغرب اإلسالمي ( ‪10 – 5‬هـ ‪11 /‬‬
‫– ‪16‬م)‪،‬ماجستير في التاريخ اإلسالمي ‪،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪،‬تلمسان‪2009،‬م ‪2010 ،‬م‪،‬ص‪.69‬‬

‫‪ -2‬الزهري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬

‫‪ -3‬ابن خردذاية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬

‫‪ -4‬مؤلف مجهول‪ ،‬اإلستبصار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪ -5‬أبو اسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي اإلصطخري‪ ،‬المسالك والممالك‪( ،‬تح) ‪ :‬محمد جابر عبد العالي‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬دار‬
‫الثقافة‪ ،‬مصر‪ ( ،‬د ت )‪ ،‬ص ‪.82‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫جنوبيا ويكون على ساحله إفرنجة إلى أن يتصل بطرطوشة‪ 1‬من بالد األندلس‪ ،2‬وأن السفن‬

‫يمكن أن تسير من طنجة إلى جزيرة طريف والجزيرة الخضراء إلى مالقة‪ 3‬وألمرية (‬

‫موانئ أندلسية ) ومنها إلى سواحل اإلفرنجة ( فرنسا ) ومنها بالد البنادقة ( جنوب ايطاليا )‬

‫والقسطنطينية‪.4‬‬

‫‪ /5‬مع صقلية وجزر البحر المتوسط ‪:‬‬

‫إ ن هذا الطريق يربط مناطق ومدن المغرب األقصى بالمراسي التي تقع على هذا‬

‫الطريق ومن خالل هذه المراسي تنقل البضائع والسلع إلى جزيرة صقلية‪ 5‬أوجزر البحر‬

‫المتوسط‪ ،‬كما أشار البكري إلى أن " مرسى الزجاج وهو صيفي‪ ...‬يقابل من جزيرة‬

‫األندلس جزيرة ميورقة " أما مع صقلية فأخبرنا البكري أن مرسى بونة في قبالته جزيرتان‬

‫أحدهما تعرف بالجامور الكبير واألخرى بالجامور الصغير وهي أصغر ثم جبل يظهر منه‬

‫جبل صقلية‪ ،‬وارتبط مرسى سوسة بخط بحري إلى صقلية ضمن مدينة سوسة ثم فتح‬

‫المسلمون جزيرة صقلية‪ ،‬ومن سوسة يسافر أهل المغرب إليها‪ ،‬أما مدينة المهدية التي‬

‫كانت تقع على الساحل المغربي فكان مرساها محط للسفن لمن قصدها من جميع الجهات‪.‬‬

‫‪ -1‬طرطوشة ‪ :‬مدينة قديمة باألندلس بقرب مدينة بلسنية مشتركة على نهر إبره وهي برية وبحرية‪ ،‬ينظر ‪ :‬زكريا بن‬
‫محمد بن محمود القزوبني‪ ،‬أثار البالد وأخبار العباد‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬دار الصادر‪ ،‬بيروت ‪ ( ،‬د ت ) ‪ ،‬ص ‪.548‬‬

‫‪ -2‬اإلصطخري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫‪ -3‬مالقة‪ :‬مدينة أندلسية عامرة من أعمال رية أسوارها على البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية‪ ،‬ينظر ‪ :‬الحموي‪،‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.43‬‬

‫‪ -4‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪ -5‬صقلية ‪ :‬جزيرة بالبحر المتوسط قريبة من المغرب األدنى ومن إيطاليا وهي تنسب إلى مدينة بها ومعناها باللغة القديم‬
‫" تين وزيتون " إفتتحها األغالبة بقيادة العالم الجليل " أسد بن الفرات " سقطت في أيدي الصليبيين‪ ،‬ينظر ‪ :‬الحمبري‪،‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.366‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫وهكذا يمكن أن نقول أن السلع القادمة من المغرب األقصى إلى مدن المغربين األوسط‬

‫واألدنى الساحلية كانت تحمل من مراسيها إلى جزر البحر المتوسط‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نظام المراسي ودور الفنادق في تنظيم الحركة التجارية ‪:‬‬

‫‪-‬كان الموقع الممتاز الذي يتمتع به المغرب األقصى في الطرف الشمالي الغربي من‬

‫القارة اإلفريقية‪ ،‬وإطاللته على البحر المتوسط ومضيق جبل طارق الذي ال يبعد عن بالد‬

‫األندلس سوى بضعة أميال‪ ،‬هذه المسافة القصيرة يسرت اإلتصال بالعالم الخارجي وربطت‬

‫المغرب األقصى باألسواق الخارجية‪ ،1‬حيث قامت هذه الموانئ بشحن البضائع المستوردة‬

‫إ لى داخل البالد وخارجها ومن ناحية أخرى في استقبال البضائع القادمة من السودان ومن‬

‫مدن المغرب األقصى ومن غيرها من البلدان وتصديرها إلى بالد األندلس‪ ،‬وقد بدأت هذه‬

‫المرافئ المغربية دورها في تنشيط التبادل التجاري‪ ،‬ومن هذه الموانئ ‪:‬‬

‫‪ -1‬سبتة ‪:‬‬

‫مدينة في أقصى المغرب بين البحر المحيط والروم‪ ،‬والبحر قد أحاط بها شرقا وجوفا‬

‫وقبلة‪ ،‬وليس لها إلى البر غير طريق واحد من ناحية الغرب‪ ،‬لو شاء أهلها قطعه لقطعوه‪.2‬‬

‫ووصف ابن حوقل المدينة قائال ‪ " :‬مدينة سبتة وهي لطيفة على نحر البحر وبها بساتين‬

‫واجنة تقوم بأهلها وماؤها داخلها يستخرج من أبارها معين ومن خارجها أيضا اآلبار شيء‬

‫‪ -1‬المقري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪ -2‬مؤلف مجهول‪ ،‬اإلستبصار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫كثير عذب ولها مرسى قريب األمر " وبهذا ميزها ابن حوقل بأنها ذات موقع بحري ممتاز‬

‫وهذا ما يسهل نشاط الحركة التجارية فيها‪.1‬‬

‫ولها بابان أحدهما محدث‪ ،‬ولها من جهة البحر أبواب كثيرة‪ ،‬وفي آخر المدينة‬

‫يشرفها جبل كبير يسمى جبل المينا‪ .‬ويضاف إلى ذلك فإن هذه المدينة الكبيرة كانت محاطة‬

‫بسور مبني من الصخور لحمايتها وقد بناها خليفة األندلس األمير الناصر فترة حكمه (‬

‫‪350 – 300‬هـ ‪961 – 912 /‬م ) وأن بناء هذا السور كان أيام خضوع المدينة لسيطرة‬

‫الخالفة األموية في األندلس‪.2‬‬

‫ولم ينسى البكري بإعطاء معلومات عن التركيب السكاني للمدينة‪ ،‬مؤكدا بقدم سبتة‬

‫من اآلثار الموجودة فيها‪.‬‬

‫وكان لها ماء مجلوب من نهر قرية أويات على ثالثة أميال منها‪ ،‬يجري الماء في قناة‬

‫مع ضفة البحر القبلي الذي يعرف ببحر بسول‪ ،‬وأمر الخليفة أمير المؤمنين أبو يعقوب سنة‬

‫‪580‬هـ بجلب الماء إليها من قرية بليوشن على ستة أميال من سبتة‪.3‬‬

‫أما اإلدريسي فقال عنها "مدينة سبتة فهي تقابل الجزيرة الخضراء وهي سبعة جبال‬

‫صغار متصلة ببعضها البعض معمورة طولها من المغرب إلى الشرق نحو ميل ويتصل لها‬

‫من جهة المغرب و على ميلين منها جبل موسى ‪...‬وتجاوره جنات وبساتين وأشجار وفوكه‬

‫‪ -1‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪ -2‬شمس الدين المقديسي‪ ،‬أحسن التقاسيم في معرفة األقاليم‪( ،‬تح) ‪ :‬محمد محزوم‪ ،‬دار احياء التراث‪ ،‬ليدن‪1906 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.128‬‬
‫‪ -3‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫كثيرة وقصب سكر أكد على أهمية انتاجها الزراعي الذي يصدر الفائض منه إلى المناطق‬

‫المجاورة لها‪.1‬‬

‫وبهذه المدينة كان يصطاد منها السمك وشجر المرجان ألنها محاطة بالماء من ثالث‬

‫جهات لذ لك تعد مركز لصيد الحيتان أوال وصيد المرجان ثانيا فهي كثيرة الثروات الطبيعية‬
‫‪2‬‬
‫مما جعلها مركز تجاري كبير للتصدير‪.‬‬

‫وكانت سبتة كاإلسكندرية ميناء لحط السفن وإقالعها خاصة السفن القادمة من الهند وأن‬

‫أسواقها عامرة بتجار أغنياء لهم القدرة على شراء مركب كامل ببضائعه من دون مفاصلة‬

‫حول السعر‪ ،‬وكانت محطة السفرة والتجار‪ ،‬وهذا دليل على أنها كانت مركزا تجاريا‬

‫مشهورا دائما‪.3‬‬

‫‪ -2‬طنجة ‪:‬‬

‫‪ -‬وهي مدينة كبيرة أزلية فيها آثار لألول وقصور وأقباء وغيرها‪ ،‬وكان فيها ماء مجلوبفي‬

‫قناة كبيرة وبخارجها ماء طيب يسموه برقال فهم يعبرون لشربه‪ ،‬فيقال لمن تهافت منهم ‪:‬‬

‫(شربت ماء برقال الجناح عليك) وفيه يقول الشاعر‪:‬‬

‫بطنجة يين ماء وسط رمل * لـــذيذ ماؤه كالســلسبيل‬

‫‪ -1‬اإلدريسي ‪ ،‬نزهة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬

‫‪ -2‬الوزان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.107‬‬

‫‪ -3‬عبد الواحد المراكشي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.353‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬
‫‪1‬‬
‫خفــــيف وزنــه يذب ولكن * يطير بشاربيه ألف ميل‬

‫وكان فيها رخام وصخر منجور جليل‪ ،‬منها كانت القنطرة على بحر الزقاق إلى ساحل‬

‫األندلس التي لم يكن في العالم مثلها وكانت تمر عليها القوافل والعساكر من ساحلها إلى‬

‫ساحل األندلس‪ ،2‬فقيل أن طنجة آخر حدودها إفريقية في المغرب‪ ،‬والمسافة ما بين طنجة‬

‫والقيروان‪1000‬ميل وأن ملوك المغرب من الروم وغيرهم من األمم كانت دار مملكتهم‬

‫مدينة طنجة‪.3‬‬

‫وهي من الموانئ المهمة في بالد المغرب األقصى وقد قال عنها ابن حوقل " طنجة‬

‫مدينة أزلية آثارها بينة وأبنيتها بالحجارة قائمة على وجه البحر سكنها أهلها قديما‪...‬وأكثر‬

‫أموال أهلها من الزرع حنطة‪ 4‬وشعير وحبوب وماؤها مجلوب إليها‪." 5‬‬

‫وبما أنها تقع على شاطئ البحر المتوسط وهي محط للسفن اللطاف الريح الشرقية‬

‫تؤدي فيه وهي طنجة البيضاء‪ ،6‬وإذا حفرت خرائب طنجة وجدت فيها أصناف الجوهر‪،‬‬

‫فيدل ذلك على أنها كانت دار مملكة ألمم سالفة‪ ،‬وسميت بهذا ألن أرضها تحمل الزرع دون‬

‫‪ -1‬مؤلف مجهول‪ ،‬اإلستبصار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪ -2‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪ -3‬اإلدريسي‪،‬نزهة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.168‬‬

‫‪ -4‬الحنطة ‪ :‬وهي البر وجمعها حنط‪ ،‬ينظر‪:‬زوي نصر الدين‪ ،‬الدور التجاري لتلمسان بين األندلس والسودان الغربي في‬
‫عهد الدولة الزبانية ( ‪962 – 633‬هـ ‪1555 – 1235 /‬م )‪ ،‬ما نشر في تاريخ وحضارة المغرب اإلسالمي‪ ( ،‬إش) ‪:‬‬
‫داعي محمد‪ ،‬جامعة الطاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪2015 – 2014 ،‬م‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪ -5‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪ -6‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫حرث‪ ،‬وكان سكانها أثرياء وكان إهتمامهم كبير بالنشاط التجاري السيما زراعة الحبوب‬

‫ويبدو أن ثروتهم جاءت من الزراعة الواسعة للحبوب التي كانت ليست لإلستهالك فقط بل‬

‫للتصدير أيضا‪.1‬‬

‫‪ -3‬سال ‪:‬‬

‫سال بلفظ الفعل الماضي من سال يسلو ‪ :‬مدينة بأقصى المغرب ليس بعدها معمور إال‬

‫مدينة صغيرة يقال لها غرينطون ثم يأخذ البحر ذات الشمال وذات الجنوب وهو البحر‬

‫المحيط‪.2‬‬

‫وهي مدينة عتيقة أسسها الرومان على الضفة الشرقية قرب مصب نهر أبي رقراق‪،‬‬

‫على بعد أكثر من نصف فرسخ‪ 3‬بقليل من مدينة الرباط‪.4‬‬

‫ووصفها اإلدريسي قائال ‪ ":‬وعلى ضفة البحر مبنية من جانب البحر ال يقدر أحد من‬

‫أهل المراكب على الوصول إليها من جهته وهي مدينة حسنة‪ ...‬ولها أسواق وتجارات‪"...‬‬

‫ومن هذا يتضح أن سال تقع على مياه المحيط مباشرة‪ ،‬وأن الساحل الذي تقع عليه منبع‬

‫من مما منح المدينة حصانة ومناعة‪ ،‬ويوجد بمصب النهر ( أبي رقراق ) ميناء ال بأس به‬

‫‪ -1‬مؤلف مجهول‪ ،‬اإلستبصار‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪ -2‬الحموي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.231‬‬

‫‪ -3‬الفرسخ ‪ :‬يقصد به الخطوة‪ ،‬واختلفت اآلراء حوله منهم من قال الفرسخ ثالثة أميال أي اثنا عشر ألف ذاع فقد قدر‬
‫كرلونلبنو الفرسخ العربي ب ‪ 5919‬مترا‪ ،‬ينظر ‪ :‬ابراهيم السيد الناقة‪ ،‬دراسات في تاريخ األندلس اإلقتصادي‪ ،‬األسواق‬
‫التجارية والصناعية في األندلس في عصري الخالفة األموية والخالفة الموحدية‪ ،‬ط‪ ، 1‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪ -4‬مارمول كربخال‪ ،‬إفريقيا‪ ( ،‬تر) ‪ :‬محمد حجي وأخرون‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪1989 ،‬م‪ ،‬ص ‪.134‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫ولو أنه صغير ترسو فيه سفن البضائع األوروبية وهناك تجهز سفن حربية للقيام بالقرصنة‬

‫في الشواطئ المسيحية‪.1‬‬

‫ووصول التجار إ ليها ال أن يكون عن طريق مرساها عبر المراكب التجارية أو القوافل‬

‫التي تأتيها عبر البر‪ ،‬لذلك كانت أسواقها تعج بالنشاط التجاري الصادر والوارد مما جعل‬

‫أهلها أثرياء‪.2‬‬

‫وهكذا نجد حركة السفن التجارية ال تنقطع عن مرسى سال من خالل كالم اإلدريسي ‪:‬‬

‫" ومراكب أهل إشبيلية‪ 3‬وسائر المدن الساحلية من األندلس يقلعون عنها ويحطون بها‬

‫بضروب من البضائع وأهل إشبيلية يقصدونها "‪.4‬‬

‫وهنا يمكن تشبيهها بحركة التجارة بميناء سبتة أو طنجة من حيث كثرة الحط و اإلقالع‪.5‬‬

‫‪ -4‬أصيال ‪:‬‬

‫‪.6‬‬
‫وهي أرض منبسطة‬ ‫كانت مدينة كبيرة أزلية عامرة آهلة كثيرة الخير والخصب‬

‫مستوية تحيط بها التالل والمحيط األطلسي يقع في غرب المدينة وجنوبها‪ ،‬ونتيجة قربها من‬

‫‪ -1‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪ -2‬حمدي عبد المنعم محمد المنعم محمد حسين‪ ،‬مدينة سال في العصر اإلسالمي دراسة في التاريخ السياسي والحضاري‪،‬‬
‫( د ط )‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪.123‬‬

‫‪ -3‬إشبيلية ‪ :‬مدينة قديمة جليلة لها أسوار حصينة ومعناها المدينة المنبسطة‪ ،‬ينظر ‪ :‬القزويني‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.498‬‬

‫‪ -4‬اإلدريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.256‬‬

‫‪ -5‬حمدي عبد المنعم ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪ -6‬الحميري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫المحيط فإن أمواجه كانت تصل إلى حائط الجامع‪ ،‬عند ارتجاج البحر‪ ،‬ويصف البكري‬

‫مرسى أصيال بـ‪ ":‬ومرساها مأمون والمدخل إليه من الشرق ويستدير بالمرسى من ناحية‬
‫‪1‬‬
‫الجوف جسر من حجارة مخلوفة تلف عن السفن المرفاه فيها هيجان البحر"‪.‬‬

‫ومن هذا القول يتضح لنا أن مرسى أصيال كان محميا من هيجان المحيط األطلسي وأمواجه‬

‫العالية بإستدارة في المرسى من جهة الجنوب وهي عبارة عن جسر من الحجارة تلجأ السفن‬

‫إليها عند هيجان مياه المحيط األطلسي‪.2‬‬

‫‪ -5‬أسفي ‪:‬‬

‫إن الحركة التجارية في هذا المرسى تكون وقت هدوء المحيط األطلسي إلجتناب السفن‬

‫الصعوبات التي تواجهها من جراء األعاصير البحرية في المحيط‪ .3‬وهكذا نجد أن موانئ‬

‫المحيط األطلسي كانت مراكز تجارية مهمة‪ ،‬فمنها تحمل المراكب السلع والبضائع الفائضة‬

‫عن اإلستهالك المحلي‪ ،‬وكذلك السلع التي كانت تأتي من مدن المغرب األقصى ومن‬

‫خارجه‪.4‬‬

‫‪ -1‬مؤلف مجهول‪ ،‬اإلستبصار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪ -2‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪ -3‬عبد الواحد المراكشي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.267‬‬

‫‪ -4‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.67‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫‪ -6‬فاس ‪:‬‬

‫تحدثت العديد من مصادرنا التراثية حول بناء المدينة‪ ،‬حيث أشار ابن اآلبار إلى‬

‫تسميتها أنه لما حفر أساس هذه المدينة في عهد إدريس الثاني عثر على فأس من الذهب "‬

‫فسميت بمدينة فاس " وهناك رأي آخر حول تسمية المدينة وهو " سميت بفأس كانت تحفر‬

‫بها وقيل كثر كالمهم عند حفر أساسها هاتوا الفأس فسميت بها"‪. 1‬‬

‫ووصفها ابن حوقل " وجميع ما بها من الفواكه والغالت والمطاعم والمشارب‬

‫والتجارات و المرافق والخانات " ويدل على ذلك على أن فاس كانت مركزا إلنتاج سلع‬

‫وبضائع كثيرة تفيض عن حاجتها وحاجة المناطق المجاورة لها وإلى مختلف البالد إلى بالد‬

‫السودان وإلى بالد المشرق وهذا ما يؤكد وجود عالقات تجارية واسعة فاس‪.2‬‬

‫أما الزهري فإنه كتب عن فاس حاضرة المغرب ومكانتها التجارية‪ ،‬فوصف نهرها‬

‫والعيون المائية وأوديتها وجبالها وجناتها مما يدل على أنها مركز زراعي‪ ،‬أما كونها‬

‫مركزا تجاريا فقال " وهي دار مملكته يقصدها الناس من جميع األقطار وإليها يجلب من‬

‫جميع األقاليم كل شيء حسن من المتاع والسلع الغالية األثمان من اليمن والعراق والشام‬

‫واألندلس‪."3‬‬

‫‪ -1‬أبو عبد هللا بن محمد القضاعي ابن اآلبار‪ ،‬الحلة السيراء‪( ،‬تح)‪:‬حسين مؤنس‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1985‬م‪ ،‬ص‪.55‬‬

‫‪ -2‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪ -3‬الزهري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫ومن هذا القول يتبين لنا أن المهدية كانت محط أنظار التجار من جميع البلدان لذلك‬

‫قصدوها بقوافلهم التجارية وتحملوا مشاق السفر وبعد المسافات وجلبوا بها مختلف األمتعة‬

‫والبضائع الغالية ليتاجروا وهكذا ارتبطت فاس بعالقات تجارية مع أقاليم المشرق العراق‬

‫والشام ومع األندلس أيضا‪.‬‬

‫أما اإلدريسي أشار إلى ذ لك بقوله " مدينة فاس هي حضرتها ( المغرب األقصى )‬

‫الكبرى ومقصدها األشهر وعليها تشتد الركائب وإليها تقصد القوافل ويجلب إلى حضرتها‬

‫كل غريبة من الثياب والبضائع واألمتعة الحسنة وأهلها مياسر‪ ،‬فهي محطة تقصدها القوافل‬

‫التجارية من مختلف البالد البعيدة والقريبة جالبة معها البضائع المختلفة وهذا مما أدى إلى‬

‫انتعاشهااقتصاديا وارتفاع مستوى المعيشة بها‪.1‬‬

‫‪ -7‬البصرة المغربية ‪:‬‬

‫وهي من المدن المهمة في إقليم المغرب األقصى‪ ،‬وكانت موصوفة بالخصيب والخير‬

‫وهي مدينة كبيرة عليها سور ليس بالمنيع و لها مياه عن خارجها من عيون بساتين من‬

‫شرفتها ولها غالت كثيرة القطن المحمول إلى إفريقية وغيرها ومن غالتهم‪ ،‬القمح والشعير‬

‫‪ ،‬وهكذا صدرت البصرة المغربية منتجاتها الزراعية الفائضة عن حاجتها إلى المغرب‬

‫األدنى‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪ -2‬اإلصطخري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫وكذلك إلى بالد برغواطة ( وهي مناطق السهل الساحلي المطل على المحيط األطلسي‬

‫)‪ .‬والبصرة تمتلك ثروة حيوانية كبيرة لذا فقد عرفت ببصرة الذبان لكثرة ألبانها‪ ،‬وربما‬

‫كانت سببا في اإلزدهار التجاري‪.1‬‬

‫‪ -8‬مراكش ‪:‬‬

‫ضبطها الحموي بالفتح ثم التشديد وضم الكاف وشين معجمة‪.2‬‬

‫وتم بناء مراكش في منتصف القرن ‪5‬هـ ‪11 /‬م واتخذها المرابطون عاصمة لهم‪،‬‬

‫واختلفت المصادر التراثية في سنة تأسيسها فأشار ابن عذارى إلى سنة البناء تمت في عام‬

‫‪462‬هـ ‪1069 /‬م أما اإلدريسي فإن سنة التأسيس عنده هي ‪470‬هـ ‪1077 /‬م‪.3‬‬

‫أما الذي أسسها فهو يوسف بن تاشفين أمير المرابطين بعد أن اشترى األرض من أهل‬

‫أغمات‪ ،‬وجعل فيها الجنات وأكثر من الحمامات والخانات والرياض والبساتين والثمار من‬

‫أعناب ونخيل وزيتون‪ 4‬وبالنسبة ألسواقها كانت مختلفة وسلعها نافقة‪ ،‬لكن مع ذلك يتبين أن‬

‫مراكش لم تستطع منافسة المراكز التجارية‪.5‬‬

‫‪ -1‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪ -2‬الحموي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.440‬‬

‫‪ -3‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪ -4‬الخانات ‪ :‬المكان الذي تخزن فيه بضائع التجار وتباع وفضال عن كونه مأوى التجار الغرباء‪ ،‬ينظر ‪ :‬خليل خلف‬
‫الجبوري‪ " ،‬معالم من الحضارة اإلسالمية في األندلس "‪ ،‬مجلة كان التاريخية‪ ،‬العدد ‪2012 ،18‬م‪ ،‬ص ص ‪.60 -57‬‬

‫‪ -5‬مؤلف مجهول‪ ،‬الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية‪ ( ،‬تح ) ‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬عبد القادر زمالة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الرشاد‬
‫الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء‪1979 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪.16 -15‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫‪ -9‬العرائش‬

‫يقع عند مصب نهرلكوس في البحر‪ ،‬ولهذه المدينة ميناء يصعب إجتيازه جدا لمن يريد‬

‫الدخول إ لى مصب النهر‪ ،‬وكان يصطاد فيها كثير من السمك األنقليس والطيور المائية‬

‫وعلى ضفاف النهر غابات تعيش فيها الحيوانات المفترسة وعادة هذه المدينة أن سكانها‬

‫يصنعون الفحم ويرسلوه بحرا إلى أصيال وطنجة حتى أن المثل الدراج عند أهل موريتانيا‬

‫يقول عندما يكون مظهر الشيء أحسن من مخبره‪" :‬هذا كسفينة العرائش‪ ،‬شراعها من قطن‬

‫وحمولتها من فحم"‪.1‬‬

‫‪ -10‬سجلماسة ‪:‬‬

‫بكسر السين وكسر الجيم وسكون الالم وفتح الميم ثم ألف وسين مفتوحة وماء في اآلخر‬

‫وسجلماسة إسم القصبة وهي مدينة في جنوب المغرب األقصى في آخر اإلقليم الثاني من‬

‫األقاليم السبعة‪ ،2‬وتعد سجلماسة مركزا تجاريا مهما وبها أرباح متوفرة وأهلها قوم سراء‬

‫مياسير وأبنيتها كأبنية الكوفة وهي مدينة كثيرة الخيرات موافقة لهم يقصدونها من كل بلد‪.3‬‬

‫وأن بداية سجلماسة كانت سوقا يجتمع فيها البربر ثم نمت وتمدنت إلى أن أصبحت‬

‫مدينة مشهورة يقصدها الجميع‪ ،4‬وأن محاصيلها الزراعية المتنوعة والفائض منها كان‬

‫‪ -1‬الوزان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.302‬‬

‫‪ -2‬القلقشندي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪ -3‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪ -4‬ابن بطوطة‪ ،‬تحفة النظار في غرائب األمصار وعجائب األسفار‪ ،‬دار الكتاب اللبناني ‪ ،‬لبنان‪( ،‬دت)‪ ،‬ص ‪.454‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫يدخل ضمن تجارة المدينة‪ ،‬وأن التجار يجتمعون في مدينة سجلماسة ومن ثم يسافرون إلى‬

‫مدينة في حدود السودان يقال لها غانة‪.‬‬

‫وهذا يدل على أن المدينة كانت مركزا لتجمع التجار للسفر إلى بالد السودان جنوبا وعبر‬
‫‪1‬‬
‫الصحراء‪.‬‬

‫كما كانت المدينة ثرية نتيجة لتجارة أهلها بالمذهب مع بالد غانة‪ 2‬حيث أن القزويني في‬

‫قوله‪ " :‬وأهل هذه المدينة من أغنى الناس وأكثرهم ماال ألنها على طريق غانة التي هي‬

‫معدن الذهب وأنها مدينة متحضرة دورها جميلة وسكانها أثرياء بسبب تجارتهم مع بالد‬

‫السودان"‪.3‬‬

‫ومن خالل مصادرنا التراثية يتضح على أنها تجمع على أن سجلماسة مركز تجاري‬

‫لإليجار مع بالد السودان وأن هذه التجارة كانت سبب ثراؤها وترف أهلها وإشتهارها‬

‫مركزا تجاريا مهما في المغرب األقصى‪.‬‬

‫‪ -1‬المقديسي‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.231‬‬

‫‪ -2‬غانة ‪ :‬بفتح العين المعجمة بعدها ألف ثم نون مفتوحة في األخر وهي ليست بدولة غانة الحالية‪ ،‬ذلك أن غانة القديمة‬
‫كانت تقع في أراضي جمهورية مالي الحالية بالقرب من الحدود من موريتانيا‪ ،‬ينظر ‪:‬بودواية مبخوت‪ ،‬العالقات الثقافية‬
‫والتجارية بين المغرب األوسط والسودان الغربي في عهد دولة بني زيان‪،‬دكتوراه دولة في التاريخ‪(،‬إش)‪:‬د‪.‬عبد الحميد‬
‫حاجيات‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪2006 – 2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪ -3‬ابن عذارى المراكشي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪.155 – 154‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫أما فيما يخص دور الفنادق في جعلها مأوى للتجار األجانب فأدت دورها المنوط بها‪.1‬‬

‫إذا كان للفندق دور كبير في الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية بالمغرب‪ ،‬أن قدوم التجار من‬

‫مختلف البالد وبقائهم لفترات طويلة استدعى وجود عدد من الفنادق في مختلف مدن‬

‫المغرب األقصى من أجل إيوائهم وبضائعهم ومنها ما أنشئ في مدينة فاس أيام األدارسة‪،‬‬

‫والتي زادت عددا في عهد يوسف بن تاشفين‪ .2‬وفي عام ‪462‬هـ‪1069 /‬م كانت في مدينة‬

‫فاس الفنادق المعدة للتجار والمسافرين والغرباء أربعمائة وسبعة وستين فندقا وأن هذا العدد‬

‫هو ما كانت عليه أيام المرابطين والموحدين‪ 3،‬وكانت هذه الفنادق مقسمة إلى عدة أمكنة‬

‫خصص بعضها للنوم والراحة واألخر لعقد الصفقات التجارية مع عقود وبيوع غيرها‪،4‬‬

‫كما ال يجب أن تكون فنادق التجار والغرباء متقابلة لحمام النساء‪ ،‬مما يدل على إنشاء‬

‫الفنادق كانت له قواعد وأنظمة يجب أن يراعيها صاحب الفندق‪ ،‬حيث نجدها ممنوعة من‬
‫‪5‬‬
‫المحرمات كالخمور و غيرها‪.‬‬

‫فقد اشتملت مدينة فاس على عدد البأس به من الفنادق إليواء التجار القادمين إليها من‬

‫مختلف األمصار أما بالنسبة إلى فنادق مدينة سبتة فهي تحتوي على ثالث مائة وستين فندقا‬

‫منها سبع فنادق مخصصة لنزول التجار النصارى‪ ،‬وأن وجود هذا العدد الكبير من الفنادق‬

‫‪ -1‬زوي نصر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪ -2‬إبراهيم حركات‪ ،‬المغرب عبر التاريخ‪ ،‬مج‪ ،2‬ط‪ ،1‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء‪1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪ -3‬إبن أبي زرع ‪ ،‬األنيس ‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪ -4‬مصطفى مسعد سامية‪ ،‬العالقات بين المغرب واألندلس في عصر الخالفة األموية (‪399 -300‬هـ ‪1008-912 /‬م) ‪،‬‬
‫ط‪)،1‬إش )‪:‬عين للدراسات والبحوث اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬مصر‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪ -5‬الونشريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪.213‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫نظرا ألهميتها من حيث الموقع الجغرافي والمكانة السياسية اإلقتصادية بالنسبة للمغرب‬
‫‪1‬‬
‫األقصى‪.‬‬

‫كمانجد أن الفندق يتكون من طابقين أو ثالثة طوابق يخصص الطابق األرضي‬

‫للمخازن والدكاكين واإلسطبالت واألفران وقاعة المداولة واألحكام‪ ،‬بينما العلوي لنوم‬

‫التجار وراحتهم‪ ،‬وكانوا ملزمين بتطبيق بعض التوصيات والقوانين‪ ،2‬إذ كانت تلك الفنادق‬

‫محاطة باألسوار العالية والسميكة في جدرانها‪ ،‬تغلق أبوابها ليال من طرف بوابين أمناء‬

‫شرفاء‪ ،‬يمنعون الغرباء الذين ال يحملون تراخيص لدخولها‪ ،‬بينما يقوم الحراس بالسهر‬

‫على أمنهم والسالمة من الحرائق‪.3‬‬

‫ولم أجد في المصادر أي إشارة إلى وجود الفنادق في مدينة سجلماسة وغيرها من مدن‬

‫المغرب األقصى‪.‬‬

‫‪ -1‬السبتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪.87 – 86‬‬


‫‪ -2‬الوزان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.20‬‬

‫‪ -3‬عمر رضا كحالة‪ ،‬دراسات إجتماعية في العصور اإلسالمية‪ ،‬المطبعة التعاونية‪ ،‬دمشق‪1973 ،‬م‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الوسائل المستعملة في المعامالت التجارية‬

‫‪ -‬نظام الموازين والمكاييل والمقاييس ‪:‬‬

‫ت عدد تقدير قيم األشياء في بالد المغرب بمكاييل وموازين ومقاييس‪ ،‬واختلفت مقاديرها من‬

‫منطقة ألخرى ‪.‬‬

‫ومن الموازين والمكاييل الشائعة فيها ‪:‬‬

‫مصداقا لما جاء به سبحانه وتعالى من آيات قرآنية مبينة ما جاء به الدين اإلسالمي من الوعيد‬

‫ين‬ ‫َّ ِّ‬ ‫الذي ينتظر التجار خاصة‪ ،‬وهذا في التطفيف في الميزان حيث قال تعالى "ويل لِّل ِّ ِّ‬
‫ني * الذ َ‬
‫ْمطَفف َ‬‫َْ ٌ ُ‬

‫وه ْم ُُيْ ِّس ُرو َن "‪1‬وقوله تعالى " َوََي قَ ْوم أ َْوفُوا‬ ‫َّاس يَ ْستَ ْوفُو َن * َوإِّذَا َكالُ ُ‬
‫وه ْم أ َْو َّوَزنُ ُ‬ ‫إِّذَا ا ْكتَالُواْ عَلَى الن ِّ‬

‫ال ِّْم ْكيال وال ِّْميزان ِِّبل ِّْقس ِّ‬


‫ط"‪.2‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬

‫فمن هذه اآليات القرآنية نجد أن اإلسالم أعطى لهذه المكاييل والموازين أهمية كبرى في‬

‫المعامالت التجارية فكانت المكاييل‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة المطففين‪ ،‬اآلية ‪ ،3 - 2 - 1‬ص ‪.587‬‬

‫‪ -2‬سورة هود‪ ،‬اآلية ‪ ،85‬ص ‪.231‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫‪ /1‬الرطل ‪:‬وهو أكثر الوحدات إستعماال‪ ،‬وكان يساوي ‪ 12‬أوقية ويساوي كذلك ‪ 1/10‬من‬

‫القنطار وهو يختلف من بلد إلى أخر‪ ،1‬فمثال في بالد المغرب كان يساوي ‪ 140‬درهما‪ ،‬واألوقية‬

‫تساوي ‪12‬درهما أي ‪38.5‬غراما‪ ،2‬إذ وجدت موازين خاصة لوزن العمالت الذهبية والفضة‪،‬‬

‫مثل المثقال لوزن الذهب فكان وزنه ‪ 4.722‬غراما والدرهم لوزن الفضة‪ ،‬ووزنه حوالي (‬

‫‪3.3‬غراما ) كما استخدم المثقال والدرهم لوزن المواد النادرة‪.3‬‬

‫أما الميزان فيتكو ن من قصبة يعلق منها من وسطها وتتدلى الكفتان من كل طرف وهي من‬

‫الحديد أو النحاس والصنوج من الزجاج أو الحجارة‪.‬‬

‫وقد اهتمت كتب الحسبة بالمكاييل في أسواق المسلمين‪ ،‬حيث يذكر المالقي " أن أحق‬

‫الموازين ما كان ثقبه في قصبته‪ ،‬وكان الثقب موسع الجهتين مشترك لوسط يعمه المسمار‪،‬‬

‫وأخسرها للحق ما كان ثقبته في اللسان أو كان في القصبة غير مشترك الوسط أو مسماره رقيقا‬

‫باإلضافة إلى ثقبته وإيقاعه لها‪.4‬‬

‫‪ -1‬أبو الفضل جمال الدين ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ( ،‬تح ) ‪ :‬عبد هللا علي الكبير وآخرون‪ ،‬مج‪ ( ،7‬دط ) ‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ( ،‬دت )‪ ،‬ص ‪.304‬‬

‫‪ -2‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪ -3‬موسى لقبال‪ ،‬الحسبة المذهبية في بالد المغرب العربي ( نشأتها وتطورها )‪ ،‬ط‪ ،1‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪1971 ،‬م‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪ -4‬أبو عبد هللا محمد السقطي المالقي األندلسي‪ ،‬أداب الحسبة‪ ( ،‬تح ) ‪ :‬ليفي بروفنسال‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬أرنست لورو ‪ :‬باريس‪،‬‬
‫‪1931‬م‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫‪ /2‬المد‪ : 1‬في مدينة أصيال كان كيلهم يسمى مدا وهو عشرون مدا بمد النبي صلى هللا عليه‬

‫وسلم‪ ،2‬أما في مدينة فاس " مدهم يسع من الطعام ثمانين أوقية ومدهم يسمونه اللوح وفيه من‬

‫هذا المد مائة وعشرون مدا وجميع المأكوالت من الزيت والعسل واللبن والزبيب يباع عندهم‬
‫‪3‬‬
‫باألواقي‪.‬‬

‫وعن مدينة سجلماسة بقول البكري ‪ :‬أو قمح رقيق صيني يسع مد النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫خمسة وسبعين ألف حبة ومدهم إثنا عشر قنقال والقنقل ثماني زالفات والزالفة ثمانية أمداد بمد‬
‫‪4‬‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ /3‬الكيل ‪:‬‬

‫أستخدم الكيل في المغرب األقصى لوزن السوائل واألشياء الصلبة باإلضافة لكيل الحبوب‪،5‬‬

‫والكيل في مدينة نكور يسمونه الصحفة وهي خمسة وعشرون مدا بمد النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫ويسمون نصف الصحفة السدس والرطل عندهم في جميع األشياء اثنتان وعشرون أوقية‬

‫وقنطارهم مائة رطل ودراهمهم عدد بال وزن‪ ،‬وفي مدينة أصيال كان كيلهم يسمى مدا فهو‬

‫عشرون مدا بمد النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -1‬المد ‪ :‬بالضم‪ ،‬مكيال وهو رطل أو رطالن وثلث أو ملئ كف اإلنسان المعتدل إذا مالءهما ومديده بهما‪ ،‬ويسمى مداء‪،‬‬
‫ينظر ‪ :‬ضياء الدين محمد‪ ،‬الخراج والنظم المالية للدولة اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،3‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪1969 ،‬م‪ ،‬ص ‪.329‬‬

‫‪ -2‬ابن خردذابة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪ -3‬ابن خردذابة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪ -4‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪ -5‬إبراهيم حركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫‪ /4‬المدي ‪:‬وهو مقدار حبوب توضع في كيس من الجلد يحمله الرجل أو العبيد في الغالب‪.‬‬

‫‪ /5‬الثمن ‪:‬يعني بهثمن الربع الذي يكال به السوائل وربما كان ثمن الربع من الدرهم الفضي أو‬

‫الدينار الذهبي ويزن ‪ 12‬حبة شعير‪.1‬‬

‫‪ /6‬القيراط ‪:‬‬

‫قراط‪ ،‬ويقدر بنصف دانق‪ ،‬قيمته نصف عشر الدينار ( ‪ ) %5‬في أكثر البالد‬
‫أصله ّ‬

‫اإلسالمية‪ ،2‬أو نصف الدرهم‪ ،‬ويزن ‪0.75‬غراما ويتكون من أربع أو خمسة حبات‪ ،3‬ونجد أن‬

‫القراطين يساوي درهم واحد‪.‬‬

‫‪ /7‬الحبة ‪ :‬تمثل ‪ 1/60‬من وحدة الوزن المستعملة أي عشر دانق وهي وزن حبة القمح أو‬
‫‪4‬‬
‫الشعير متوسط الحجم‪.‬‬

‫وتختلف الحبة حسب الوحدة المستعملة‪ ،‬فهناك وزن حبة الفضة‪ ،‬وحبة وزن الذهب‪ ،‬وحبة‬

‫المثقال وحبة وزن الدرهم‪.5‬‬

‫‪ /8‬القدح ‪:‬وهو أكبر مكيال للحبوب وكان يساوي أربعة وعشرون مدا نبويا ويزن ‪ 32‬رطال‪.1‬‬

‫‪ -1‬الوزان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.29‬‬

‫‪ -2‬إبن منظور‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬مج‪ ،5‬ص‪.251‬‬

‫‪ -3‬الونشريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.78‬‬

‫‪ -4‬إبن خلدون ‪ ،‬العبر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ‪.322‬‬

‫‪ -5‬لطيفة بشاري‪ ،‬العالقات التجارية للمغرب األوسط في عهد إمارة بني عبد الواد من القرن‪ 7‬إلى ‪ 10‬هـ ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫منشورات وزارة الشؤون الدينية واألوقاف‪ ،‬الجزائر‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪.127‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫‪ /9‬القفيز ‪ :‬كان المكيال الرسمي لمدينة سبتة وعدد أقداحه أربعون قدحا‪،2‬‬

‫ونتيجة إلختالف الموازين والمكاييل المستخدمة في مدن المغرب األقصى أدى ذلك إلى‬

‫الغش بحيث أن المكاييل المستعملة للطعام يجب أن تكون أجنابه مرتفعة أزيد من شبر‪ ،‬قصير‬

‫الجنب يقدر فيه على السرقة‪ 3،‬وينهى الكيال عن تطفيف الكيل وعليه الوفاء به حتى نهايته ألن‬

‫التطفيف من الغش حتى اإلمام مالك رضي هللا عنه قال " أكره التطفيف "‪ ،‬فمكيال الزيت البد‬

‫أن يكون من فخار حنتم ( أسود ) مزجج وذل ك تطبيقا للقواعد الصحية حيث أن مكيال النحاس‬

‫يتزنجر ويضر بالصحة و إذا كان المكيال غير مزجج من الحنتم فإنه يبقى في قاعه جزء من‬

‫الزيت وال يأخذ المشتري حقه كامال وال بد من وجود عالمة ظاهرة في الكيل ينتهي إليها حد‬

‫الكيل ويراها كل من البائع والمشتري‪ ،4‬وبالرغم من هذا التشديد في مراقبة الموازين والمكاييل‬

‫فقد كان الغش موجودا وذلك باستخدامهم أساليب متعددة للغش منها على سبيل المثال " منهم من‬

‫يعد صفيحة رصاص تكون زنتها ثالث أواق أو أزيد ويدهن وجهها بالشحم المخلوط فيه الزيت‬

‫فإذا جاء من يشتري يلصق تلك القطعة بيده اليسرى في باطن الكفة ويزن بها كذلك فينتقص‬

‫المشتري من كل وزنة ثقل الرصاص المذكور فإذا أكمل قصده إنتزعها وال يشعر به وال يلقيها‬

‫في األرض بين يديه إلى حين يحتاج إليها‪. 5‬‬

‫‪ -1‬موسى لقبال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76‬‬

‫‪ -2‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪ -3‬موسى لقبال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪ -4‬أبو زكريا يحيى بن عمر األندلسي الكناني‪ ،‬أحكام السوق‪ ( ،‬تح ) ‪ :‬إسماعيل خالدي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪2011‬م‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪ -5‬اين حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪.98 – 97‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫أما بالنسبة للمقاييس التي استخدمها الزراع في قياس األطوال هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الذراع العادي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وهو قدم ونصف أو ستة قبضات كل منها أربعة أصابع يساوي ‪41.8‬سم‬

‫‪ -2‬الذراع الكبير ‪:‬‬

‫يعادل ‪32‬بوصة أي ‪ 74.3‬سم وأشار إليه الحميري في كتابه " الروض المعطار " أن الذراع‬

‫يساوي ثالثة أشبار ونصف‪.2‬‬

‫‪ -3‬الذراع المتوسط ‪:‬‬

‫والذي يعادل ‪ 24‬بوصة أو ‪ 32‬إصبع أي حوالي ‪ 56‬سم ‪.3‬‬

‫كما يشير برانشفيك في كتابه " تاريخ إفريقية " أن الذراع كان مقداره ‪0.48‬مترا‪ ،‬أي بما يوافق‬

‫الذراع العربي والتي كانت له أجزاء نذكر منها ‪:‬‬

‫اإلصبع والذي يساوي ‪0.02‬مترا‪ ،‬والقبضة التي تساوي ‪0.08‬مترا والشبر الذي يعادل‬

‫‪0.24‬مترا ويساوي ثالث قبضات أو ‪ 12‬قدما‪ ،‬أي نصف ذراع‪ ،‬كما استعملت قامة اإلنسان‬

‫‪ -1‬يحيى أبو المعاصي محمد عباسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.523‬‬

‫‪ -2‬الحميري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪ -3‬برانشفيك روبار‪ ،‬تاريخ إفريقية في العهد الحفصي من القرن ‪ 13‬إلى نهاية القرن ‪15‬م ‪ ( ،‬تعر ) ‪ :‬حمادي الساحلي‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.263‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية‬

‫المعادلة للمساحة الفاصلة بين طرفي اليدين الممدودتين وتساوي تقريبا ما بين ‪1.65‬و‪1.70‬مترا‬
‫‪1‬‬
‫أي ‪ 7‬أشبار‬

‫‪ -4‬العرصة ‪:‬‬

‫وطول ضلعها خمسة وعشرون ذراعا‪.‬‬

‫‪ -5‬المرجع ‪:‬‬

‫وطول ضلعه خمسون ذراعا‪.‬‬

‫‪ -6‬الصنج ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ويقدر بـ ‪ :‬مائة مرجع‪ ،‬ويعادل تقريبا أحد عشر هكتار‬

‫‪ -1‬الونشريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ص ‪.89 – 88‬‬

‫‪ -2‬مبخوت بودواية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.321‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫نظام المبادالت التجارية و طرق التعامل التجاري‬

‫المبحث األول ‪:‬نظام الصادرات‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬نظام الواردات‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬طرق التعامل التجاري‬ ‫‪‬‬


‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫المبحث األول ‪ :‬نظام الصادرات‬

‫تنوعت صادرات المغرب األقصى بين منتجات زراعية وحيوانية وثروات طبيعية‬

‫وسلع مصيغة يضيف إلى ذلك بضائع وسلع مستوردة أعيد تصديرها‪ ،‬وقد صدرت هذه‬

‫المنتجات إلى خارج المغرب األقصى وباتجاهات مختلفة‪.‬‬

‫أ‪ /‬المنتجات الزرايية ‪:‬‬

‫‪ -1‬إلى إقليمي المغرب األوسط واألدنى ‪:‬‬

‫تشكل المنتجات الزراعية رأس قائمة صادرات المغرب األقصى وهي متنوعة‪ ،‬فقد‬

‫صدرت البصرة المغربية الفائض من انتاجها إلى المغرب األدنى‪ ،‬وعن هذا دون ابن حوقل‬

‫فكرته قائال ‪:‬ولها غالت كثيرة القطن المحمولة إلى إفريقية‪1‬وإشتهرت بإنتاجه الكثير بصرة‬

‫المغرب فإن الكتان كان منتوجا زراعيا مهما فيها‪ 2‬أما منتوج الحناء الذي إشتهرت بزراعته‬

‫مدينة سجلماسة فكان يتجهز منها إلى سائر بالد المغرب كما إهتمت بزراعته بالد درعة‪،‬‬

‫وتصديره إلى أقاليم المغرب‪ 3‬إليها ومنها يؤخذ بذره ويتجه به إلى كل الجهات‪ 4‬ومن النص‬

‫يتضح أن نبات الحناء في هذا االقليم كان من أحسن األنواع‪ ،‬لذا فإنهم يتركون شجته تكبر‬

‫فيستطيعون جني البذور التي يصدرونها أيضا‪ ،‬ومن بين غالت سجلماسة الكمون‬

‫‪ -1‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪ -2‬ابن بطوطة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.449‬‬

‫‪ -3‬يحيى أبو المعاطي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.539‬‬

‫‪ -4‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫والمراوية‪ ،‬وهذين المحصولين مميزين في هذه المدينة والفائض من انتاجها كان يدخل‬

‫ضمن التصدير إلى بالد المغرب‪.1‬‬

‫وقد زرع النيلج في بالد درعة وصدر إلى سائر بالد المغرب وفي هذا ذكر اإلدريسي‬

‫" وأما النيلج المزروع في درعة فليس طيبه هناك ولكنه يتصرف به في بالد المغرب‬

‫الرخصه وربما خلط مع غيره من النيلج الطيب ويباع معه "ومن هنا يتبين أن النيلج الطيب‬

‫ويتم تصديره‪ ،2‬وباإلضافة إلى زراعة قصب السكر الذي اشتهرت به بالد السوس األقصى‬

‫الذي كان يحمل منها إلى جميع البالد وهناك الكثير من المنتجات الزراعية أنتجتها أرض‬

‫المغرب نذك منها على سبيل المثال القمح والشعير الذي يزرع بكثرة في البصرة‪ ،‬وفاس‬

‫وطنجة وسجلماسة وأغمات‪.3‬‬

‫والتمور بأنواعها التي إشتهرت بها مدن المغرب األقصى كسجلماسة وأغمات‬

‫ومراكش ومنطقة السوس األقصى إذ أنها تشكل جزء من صادرات المغرب األقصى‪.‬‬

‫‪ -1‬مؤلف مجهول‪ ،‬اإلستبصار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.206‬‬

‫‪ -2‬اإلدريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪ -3‬زكي فهمي نعيم‪ ،‬طرق التجارة الدولية ومحطاتها بين الشرق والغرب أواخر العصور الوسطى‪ (،‬دط)‪ ،‬القاهرة‪(،‬‬
‫دت)‪ ،‬ص ‪.208‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫بـ ‪ -‬الثروات الحيوانية ‪:‬‬

‫عرفت مدينة بصرة المغرب بكثرة الثروة الحيوانية فيها لسعة مراعيها‪ ،‬وأن كثرة‬

‫انتاجها لأللبان حتى أنها سميت " ببصرة الذبان "‪.1‬‬

‫ومن مدينة سال كان ينقل نوع من السمك يسمى الحوت الطيب المعروف عندهم بالشابل‬

‫الذي يكون في اختالط الماء المالح بالحلو والظاهر أن هذا النوع من األسماك ال يوجد فيه‬

‫هذه المدينة التي إشتهرت به ولذلك كان ينقل إلى سائر األقطار المحيطة بإقليم المغرب‬

‫األقصى ومن الممكن أنهم كانوا يقومون بعملية تحقيقه وتمليحه لكي يحفظ وال يتلف أو يفسد‬

‫أثناء النقل‪، 2‬وعن طريق المغرب األقصى كانت تصدر دواب الفنك التي كان التجار‬

‫يجلبونها‪.3‬‬

‫ج‪ -‬المعادن والمصنويات ‪:‬‬

‫تميز إقليم المغرب األقصى بوجود عدد من المعادن كانت تدخل ضمن صادراته وهي ‪:‬‬

‫معدن النحاس ضمن مدينة داي‪ 4‬وله ميزة مهمة جدا وهي عدم اختالطه مع بقية المعادن‬

‫كما أنه نحاس حلو لونه إلى البياض يتحمل التزويج ويدخل في لجام الفضة وكان الطلب‬

‫‪ -1‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪ -2‬حمدي عبد المنعم‪ ،‬مدينة سال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪ -3‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.121‬‬

‫‪ -4‬داي ‪ :‬مدينة في أسفل الجبل الخارج من جبل درن وبين مدينتي داي وتادلة مرحلة‪ ،‬ينظر‪ :‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة‪ ،‬المصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫عليه كثيرا‪ ،1‬ومن السوس األقصى نجد أن النحاس يحمل إلى إفريقية ويسميه الزهري بـ‬

‫"النحاس المصبوغ السوسي" كما اشتهرت باأللبسة الرقاق والثياب الرفيعة والصوفية التي‬

‫كانت تنسج بمدينة سجلماسة‪ ،‬كانت تصدر إلى سائر بالد المغرب بسبب الصناعة الجيدة‬

‫والمتميزة كما صدر ت من فاس البرانس المديونية إلى بالد المغرب وفي وادي درعة نجد‬

‫نوع من األشجار يسمى شجر التاكوت‪ ،‬وثمار هذه الشجة مهمة لذا يصدرون أوراقها إلى‬

‫غدامس بالمغرب األدنى من أجل عملية دبغ الجلود‪.2‬‬

‫كما عرف المغرب األقصى بإنتاج العسل‪ ،‬فالسوس األدنى ينتج كميات وفيرة من‬

‫العسل‪ ،‬و السوس األقصى ميز بإنتاج كميات كبيرة منها إن هذا اإلنتاج الوفير يدخل ضمن‬

‫صادات المغرب األقصى إلى سائر بالد المغرب‪.3‬‬

‫‪ /2‬إلى مصر والمشرق اإلسالمي ‪:‬‬

‫لقد شملت قائمة السلع التي كان المغرب األقصى يصدرها إلى مصر والمشرق‬

‫اإل سالمي مجموعة مختلفة ومتنوعة‪ ،‬ضمن سواحل سبتة استخرج المرجان وحمل التجار‬

‫إلى مصر العنبر المغربي‪ ،‬وكذلك صدر المغرب األقصى إلى مصر والمشرق أنواع من‬

‫المعادن منها الذهب الذي يأتي من بالد السودان إلى سجلماسة ومن مدينة فاس كان يصدر‬

‫‪ -1‬اإلدريسي‪ ،‬المغرب‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.74‬‬

‫‪ -2‬الزهري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬

‫‪ -3‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫النحاس إلى المشرق ألنه كان ذو نوعية جيدة كذلك قطعت القوافل التجارية مسافات طويلة‬

‫مصدرة إلى المشرق‪.1‬‬

‫وقد ورد لنا ابن حوقل المواد المتنوعة التي كان يصدرها المغرب األقصى إلى المشرق‬

‫اإل سالمي وهي الرقيق الذي يجلب من بالد السودان ومن أرض األندلس واألكسية بمختلف‬

‫أنواعها والمعادن والمواشي‪ ،‬ومن هذه القائمة يتضح لنا أن المغرب األقصى كان يمثل‬

‫سوق كبير يتلقى فيه التجار القادمين من مختلف المناطق وهم يحملون شتى أنواع البضائع‬

‫والسلع‪ ،‬فمن بالد األندلس حمل إلى أرض المغرب األقصى الرقيق األبيض اآلتي عن‬

‫طريق الحروب أو الشراء وعرضه في أسواق المغرب األقصى ويتم حمله بعد ذلك إلى‬

‫المشرق اإلسالمي‪ ،2‬كما حمل التجار من األندلس األكسية بمختلف أنواعها كالحرير‬

‫والقطن وغيرها من المنسوجات األندلسية المتميزة باإلضافة إلى أن المواشي كانت ضمن‬

‫الصادرات وشملت طلبات المشرق من المغرب األقصى على الثمور والقرظ واللبودة‪.3‬‬

‫ومن هذا يمكن أن يتبين لنا أن القوافل التجارية وخط سيرها من المغرب األقصى عبر‬

‫مصر إلى المشرق اإلسالمي كان ال ينقطع وبالتالي فإن الطلب كان كبير على هذه البضائع‬

‫والسلع‪.4‬‬

‫‪ -1‬الشيخ األمين عوض هللا‪ ،‬تجارة القوافل بين المغرب والسودان الغربي وآثارها الحضارية في القرن السادس عشر‬
‫ميالدي‪ ،‬في تجارة القوافل ودورها الحضاري حتى نهاية القرن التاسع عشر‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪ ،1984‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -2‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪ -3‬مؤلف مجهول‪ ،‬اإلستبصار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬

‫‪ -4‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫‪ /3‬إلى بالد السودان ‪:‬‬

‫شملت السلع المصدرة من بالد المغرب األقصى إلى بالد السودان على بضائع‬

‫متنوعة اإلنتاج فهذا ما يدل على تنشيط الحركة التجارية في العصر الوسيط مع بالد‬

‫السودان‪ ،‬حيث صدر المغرب إلى السودان األواني الفخارية حيث وجدت أواني فخارية‬

‫تعود إلى القرن ‪3‬هـ في مدينة أودغست‪ 1‬ومن الصادرات إلى هاته البالد القمح والتمر‬

‫والزبيب التي كانت تفتقر إليها وهي متوفرة في المغرب األقصى‪.2‬‬

‫وصدر من مدينة فاس السميد إلى بالد السودان‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك كان يحمل إلى‬

‫أودغست بـ " النحاس المصبوغ وثياب مصبغة بالحمراء أما إقليم السوس فكان يصدر "‬

‫النحاس المسبوك " إلى بالد السودان ولما كانت السودان تفتقر إلى المرجان وهو متوفر في‬

‫مياه مدينة سبتة وهو كالجر يصطاد من بحرها وكان بعض التجار يصدرون إلى السودان‬

‫خشب الصنوبر والخرز والخواتيم‪ .3‬صدرت مدينة أغمات النحاس األحمر الملون واأللبسة‬

‫وثياب الصوف والزجاج واألصداف واألحجار وضروب من القطن‪ ،‬ومن الجدير بالذكر‬

‫‪ -1‬أودغست ‪ :‬هي أقدم األسواق التي أسسها بربر صنهاجة وأشهرها وكانت تضم أعداد كبيرة من التجار المغاربة‪،‬‬
‫ينظر ‪ :‬قدوري عبد الرحمن‪ ،‬الوجود المغربي بمنطقة السودان الغربي في القرنين ‪9‬و‪10‬هـ‪15 /‬و ‪16‬م دراسة في الدوافع‬
‫والنتائج‪ ،‬ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي في العصر الوسيط‪(،‬إش) ‪ :‬بوداوية مبخوت‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪ -2‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ص ‪.118 – 117‬‬

‫‪ -3‬الشيخ األمين‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫أنه لما كانت مدينة أغمات ملتقى القوافل التجارية القادمة من مختلف البلدان فإن قسما من‬
‫‪1‬‬
‫هذه السلع كان يصلها مع القوافل التجارية كالعطور وغيرها ثم يعاد تصديرها‪.‬‬

‫ومن مدينة سجلماسة كان التجار يسافرون إلى غانة كما جاء في قول الحموي " وجهازهم‬

‫عقد خشب الصنوبر وهو من أصناف خشب القطران خرز الزجاج األزرق أسورة نحاس‬

‫أحمر وحلق خواتيم نحاس" ‪.2‬‬

‫وكان الملح يتصدر قائمة المنتجات والبضائع والمصدر إلى بالد السودان إلنعدامه‬

‫عندهم ولحاجتهم الماسة له فقد كان يستخدم في تجفيف الطعام والمحافظة عليه ضمن عادة‬
‫‪3‬‬
‫السودانيين في تجفيف اللحوم واألسماك فاإلحتفاظ بها إلى حين وقت الحاجة إليها‪.‬‬

‫أما أماكن وجود الملح فهو في صحاري المغرب األقصى فقد حدد البكري موقعه بدقة‬

‫فهو على المحيط األطلسي في أراضي قبيلة جدالة الصنهاجية الصحراوية‪ .‬وكان التجار‬

‫يحصلون عليه نتيجة استبدال بعض بضائعهم بالملح وكان سعر الملح في بالد السودان‬

‫مرتفع جدا لذا يستبدلونه بالذهب في الغالب فقد بلغ مابين مائتين إلى ثالث مائة دينار‪.4‬‬

‫‪ -1‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪ -2‬الحموي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.12‬‬

‫‪ -3‬مؤلف مجهول‪،‬اإلستبصار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.214‬‬

‫‪ -4‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.171‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫‪ /4‬إلى بالد األندلس ‪:‬‬

‫نتيجة قرب بالد األندلس من المغرب األقصى وعن طريق موانئ البحر المتوسط‬

‫وموانئ المحيط األطلسي كانت حركة السفن التجارية ال تنقطع بين الجانبين في ميناء مدينة‬

‫سال على ساحل المحيط األطلسي حملت أنواع من الماشية كالغنم والماعز والبقر إلى‬

‫األندلس ومن مدينة سجلماسة صدر إلى األندلس القمح والسكر والكروم والتمر‪.1‬‬

‫أما منطقة السوس األقصى التي تميزت بإنتاجها الوفير من قصب السكر والتمر فكان‬

‫يصدر إلى األندلس فمدينة درعة صدرت بذور الحناء‪.‬‬

‫أما أسعار السلع المعاد تصديرها فكان في مقدمتها ذهب السودان الغربي الذي حمل‬

‫عبر موانئ المغرب األقصى الواقعة على البحر المتوسط والمحيط األطلسي إلى األندلس‪.2‬‬

‫كما صدرت أنواع من الحيوانات كالطاووس والببغاء المستوردة من السودان إلى‬

‫األندلس‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫‪ -2‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -3‬مؤلف مجهول‪ ،‬اإلستبصار‪ ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نظام الواردات‬

‫‪ /1‬من إقليمي المغرب األدنى واألوسط ‪:‬‬

‫شكلت المنتوجات الزراعية نسبة كبيرة ضمن قائمة التبادل التجاري بين أقاليم المغرب‬

‫ال ثالثة خاصة وأن الكثير من مدن المغرب تنتج المحاصيل الزراعية بأنواعها وهذا ينطبق‬

‫على التجارة بين المغرب األقصى وإقليمي المغرب األوسط واألدنى‪.1‬‬

‫فقد حمل الفستق من مدينة قفصة ( المغرب األدنى ) المعروفة بكثرة إنتاجها له إلى‬

‫مختلف بلدان المغرب وخاصة سجلماسة‪ ،‬وكذلك اللوز الذي اشتهرت بإنتاجه مدينة فاس‬

‫يصدر الفائض منه‪ ،‬أما غالت الزيت والزيتون التي اشتهرت بإنتاجها مدينة سفاقس فكانا‬

‫يحمالن إلى مدن المغرب‪.2‬‬

‫كما عرفت من المغرب األوسط مثل بونة بإنتاجها الوافر للحنطة والشعير ومدينة ادبس‬

‫بإنتاجها الواسع للزعفران وأن الفائض منه كان يصدر إلى أقاليم بالد المغرب األخرى‬

‫ومنها المغرب األقصى‪.3‬‬

‫وهناك منتوجات أخرى دخلت ضمن قائمة التبادل التجاري ومن بينها العسل والسمن‬

‫والتين الذي كانت تصدره جزائر بني مزغنة في المغرب األوسط إلى مدن المغرب‪4‬ومدينة‬

‫‪ -1‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬

‫‪ -2‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪.78 – 76‬‬

‫‪ -3‬الزهري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪ -4‬القلقشندي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.216‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫تنس التي وصفها صاحب كتاب اإلستبصار بكثرة الزرع رخيصة األسعار منها يحمل‬

‫الطعام إلى بالد المغرب‪.1‬‬

‫ومن الثروة الحيوانية التي عرفت بها أقاليم بالد المغرب بسبب توفر المراعي‬

‫الخصبة التي ساعدت على تنمية هذه الثروة وازديادها فمن مدينة تاهرت حملت األغنام‬

‫والماشية إلى أقاليم بالد المغرب واشتهرت مدينة بونة بتجارة الغنم والصوف والماشية من‬

‫الدواب‪.‬‬

‫وأما عن المعادن فنجد أن مدينة بونة بها معادن حديد كثيرة ويحمل منه إلى األقطار‪،‬‬

‫لكن ال نملك إشارة صريحة لتحديد األقطار‪ ،‬فمن الراجح أنه كان يصدر إلى سائر بالد‬

‫المغرب ومنها المغرب األقصى‪.2‬‬

‫‪/2‬من بالد األندلس ‪:‬‬

‫قد سجل لنا ابن حوقل عن المنتجات والسلع التي كانت ترد إلى المغرب األقصى من‬

‫بالد األندلس قائال ‪:‬‬

‫" الزئبق والحديد والرصاص ومن الصوف قطع كأحسن ما يكون من األراضي المحفور‬

‫الرفيع الثمن إلى حسن ما يعمل بها من األغاط ولهم من الصوف واألصباغ‬

‫فيه‪...‬وباألندلس مصبغ اللبودة المغربية المرتفعة الثمينة والحرير وما يؤثرونه من ألوان‬

‫‪ -1‬مؤلف مجهول‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬

‫‪ -2‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪.114 – 113‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫الخز ويجلب منها الديباج‪"1‬ومن خالل قائمة ابن حوقل نجد أن المغرب األقصى استورد‬

‫منتوجات وسلع كثيرة ومتنوعة من األندلس وهذا يرجع إلى العالقات المكانية والتجارية‬

‫بين الجانبين‪.2‬‬

‫كانت األنسجة تصل إلى المغرب من مدينة بلنسة المشهورة بإنتاجها من البيرة حمل‬

‫الحرير وكانت سجلماسة تستورد الثياب والمطرزات القطنية والحريرية والكتانية من‬

‫قرطبة ومن مدن األندلس التي حملت منها المنتجات إلى المغرب األقصى‪،‬مدينة إشبيلية‬

‫ال زيت والقطن فقد تجهز التجار المغاربة من هذه المدينة بمنتجاته من الزيت والقطن‬

‫وحملوها للمتاجرة بها ‪.3‬‬

‫‪ /3‬من مصر والمشرق اإلسالمي ‪:‬‬

‫إشتهرت مصر بإنتاج األلبسة والمنسوجات وحملت هذه المنتوجات المصرية إلى‬

‫المغرب األقصى وجعلها ضمن قائمة واردات المغرب األقصى مستندين الى كون حركة‬
‫‪4‬‬
‫القوافل التجارية بين مصر والمغرب األقصى كانت كبيرة و دائمة‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪ -2‬محمد البياتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪ -3‬سوادي عبد محمد‪ ،‬األحوال اإلجتماعية واإلقتصادية في بالد المغرب اإلسالمي ‪،‬من القرن الثاني الهجري حتى نهاية‬
‫القرن السابع الهجري ‪ ،‬كلية التربية ‪،‬جامعة البصرة ‪ ،‬ص ص ‪31 – 30‬‬

‫‪ -4‬المراكشي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.357‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫وعن السلع المستوردة من قبل المغرب األقصى من الشرق نجد الزهري وهو يتكلم عن‬

‫مدينة فاس قائال " إليها يجلب من جميع األقاليم كل شيء حسن من المتاع والسلع الغالية‬
‫‪1‬‬
‫األثمان من اليمن والعراق والشام"‬

‫ومن هنا نستطيع القول أن منتجات وسلع اليمن والعراق والشام ذات النوعية الجيدة‬

‫والغالية الثمن كانت ضمن واردات المغرب األقصى‪ .‬ومن مدينة مالقة األندلسية حمل التين‬

‫واللوز إلى المغرب ومنها كان يحمل إلى المشرق أيضا‪ ،‬ومن مدينة طليطلة الزعفران‬
‫‪2‬‬
‫والصبغ الساموي أما مادة الزئبق فقد حمل من قرطبة إلى المغرب‪.‬‬

‫وهناك عدد من السلع حملت من األندلس إلى مختلف البالد من بينها المغرب األقصى‬

‫ومنها السيوف األندلسية‪ ،‬ومعدن الكحل المشبه باألصبهاني في مدينة طرطوشة الذي كان‬
‫‪3‬‬
‫يحمل منها إلى جميع البالد فمعادن الشيوب والحديد والنحاس والرصاص‪.‬‬

‫‪ /4‬من بالد السودان ‪:‬‬

‫يتصدر معدن الذهب قائمة السلع التي تصل إلى المغرب األقصى من بالد السودان‬

‫الغربي وحمل التجار الذهب من مدينة كوغة السودانية التي وصفت بأنها " أكثر بالد‬

‫السودان ذهبا " وهذا وأن وصول التجار المغاربة وغيرهم إلى مناطق مناجم الذهب ليس‬

‫‪ -1‬الزهري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪ -2‬ابن خردذابة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪ -3‬ابن بطوطة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.451‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫بالسهل الهين‪ 1‬وقد سمى ياقوت الحموي عملية التبادل التجاري التي تتم قرب مناجم‬

‫الذهب " بتجارة الذهب الصامتة " حيث يحمل تجار المغرب األقصى وغيرهم سلعهم من‬

‫ملح ومرجان وثمار وأنسجة وغيرها من البضائع ويبادلونها بالذهب الذي يمتلكه أصحاب‬

‫المناجم السودانيين ولعل هذه التسمية تعود إلى أن تجارة المقايضة هذه في تبديل الذهب‬

‫بالسلع القادمة من الشمال تتم بصمت دون أن يرى أو يتكلم المتعاملين مع بعضهم البعض‬
‫‪2‬‬
‫(التجار العرب المسلمين و مالك الذهب السودانيين)‪.‬‬

‫ومن البضائع األخرى التي جلبها التجار من بالد السودان هي الرقيق حين أن قبائل‬

‫السودان هم اللذين يبيعون الرقيق بعد سرقتهم من قبائل أخرى وأن األسعار التي يشتري‬

‫بها التجار القادمون من المغرب األقصى تكون رخيصة ويخرجهم التجار إلى أرض‬
‫‪3‬‬
‫المغرب األقصى‪.‬‬

‫وقد أورد لنا البكري نصا يوضح فيه أن بمدينة أودغست سوقا يباع فيه الرقيق قائال "‬

‫‪...‬وبها سودانيات طباخات محسنات تباع الواحدة منهم بمائة مثقال وأكثر تحسن عمل‬
‫‪4‬‬
‫األطعمة الطيبة"‪.‬‬

‫‪ -1‬الوزان‪ ،‬المصدر السابق‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪.544‬‬

‫‪ -2‬الحموي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.440‬‬

‫‪ -3‬عبد القادر زبادية‪ ،‬مملكة سنغاي في عهد األسيقيين ( ‪1591 ، 1493‬م ) ‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫(دت)‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ -4‬قدوري عبد الرحمن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫ومن السلع التي يتم جلبها من بالد السودان ومن مدينة أودغست في السودان الغربي "‬

‫العنبر المحلوق الجيد لقرب البحر المحيط منهم‪ ،‬ومن بالد كوار (فيالسودان األوسط )‬

‫المشهورة بتجارة معادن الشب الخالص الطيب ‪.‬‬

‫ومن ما يرد للمغرب األقصى من بالد السودان كذلك العاجباالبنوس وأنياب الفيلة‬

‫والجلود الشركسية وأنواع جلود الماعز‪ ،‬وبفضل هذه التجارة المزدهرة بين بالد السودان‬

‫وإقليم المغرب األقصى فقد أنشأت عدد من المدن السودانية كانت في أول األمر كاألسواق‬

‫للمسلمين ثم نمت واتسعت‪.1‬‬

‫‪ -1‬رجب عبد الحليم‪ ،‬اإلسالم والدول اإلسالمية في السودان األوسط‪ ،‬الموسوعة اإلفريقية‪ ،‬مج‪ ،2‬معهد البحوث‬
‫والدراسات اإلفريقية‪ ،‬القاهرة‪1997 ،‬م‪ ،‬ص ‪.214‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬طرق التعامل التجاري ‪:‬‬

‫‪ -1‬نظام المقايضة ‪:‬‬

‫تعرف المقايضة بأنها المبادالت العينية أي تبديل سلعة بسلعة أخرى‪ ،‬حيث ال يراعى‬

‫الكم وإنما النوع‪ ،‬فمثال المبادالت العينية والتي تمس الذهب بالفضة فطبيعة الحال ال نقارن‬

‫كمية الذهب أو ميزانه بميزان الفضة‪ ،‬وإنما تبقى من األمور الرضائية بين التجار‪ ،‬أما‬

‫العين بالعين فإما أن يكون نوعا واحدا أو نوعين فالنوع الواحد يشترط فيه التناجز‬

‫والتساوي‪ ،‬ومن نوعين ذهب وفضة فيشترط فيه التناجز فقط‪ ،1‬وإذا كان بيع النوع بخالفه‬

‫سمي صرفا‪ ،‬كما يلحق بالمناجزة بيع الطعام بالطعام فحكمه حكم العين‪.‬‬

‫أما إذا كان المبيعان نقدا ( سميت بيعة نقد ) وال يجوز التأجيل فيهما حيث أنه ال يصح‬

‫الدين بالدين‪ ،‬وإذا كان أحدهما نقدا والثاني إلى أجل‪ ،‬ويصح في العرض بالعرض والعين‬
‫‪2‬‬
‫بالعرض‪ ،‬وإن تقدم العين وتأخر العرض سمي سلما وإن كان على العكس سمي بيعة أجل‪.‬‬

‫وأستخدم هذا النوع كثيرا في التجارة الخارجية ال سيما مع بالد السودان حيث كان‬

‫التجار يحملون من المغرب األقصى سلعهم وبضائعهم ويبادلونهم بسلع وبضائع بالد‬

‫السودان الغربي وكان الملح يستبدل بالذهب‪.3‬‬

‫‪ -1‬دريس بن مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬

‫‪ -2‬أبي القاسم البرزلي‪ ،‬فتاوى البرزلي‪ ،‬جامع مسائل األحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام‪ ( ،‬تف ) و ( تح ) ‪:‬‬
‫محمد الحبيب الهيلة‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪2002 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪.8 – 7‬‬

‫‪-3‬البكري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫إذن فالمقايضة هي تبادل مباشر للبضائع والخدمات دون استخدام النقود‪ ،‬وقد لجأ الناس إلى‬
‫‪1‬‬
‫هذا األسلوب للحصول على حاجاتهم قبل تطور النقود‪ ،‬وتسمى أيضا بالمبادلة العينية‪،‬‬

‫وغالبا ما تتم المقايضة في سلع مختلفة نوعا وقيمة‪ ،‬والعملية ليست بالمهمة السهلة وال تخلو‬

‫من تعقيدات‪ ،‬نظرا لما هناك من اختالفات في قيمة السلع‪ ،‬ومن ثم صعوبة تحديد المقابل من‬

‫سلعة الطرف اآلخر ح تى تكون العملية بذلك عادلة‪ ،‬وتاريخ المغرب اإلسالمي مليء بمثل‬
‫‪2‬‬
‫هذا النوع من التبادل‪.‬‬

‫‪ -2‬نظام التعامالت النقدية ‪:‬‬

‫عرفت أسواق المغرب اإلسالمي حركة نشيطة في عمليات البيع والشراء وكان النقد هو‬

‫أساس التعامل‪ ،3‬أي استبدال سلعة أو بضاعة معينة بمبلغ من النقود بغض النظر عن قيمتها‬

‫أو مادة صنعها‪ ،‬وقد لجأ سكان المغرب وتجارها إلى هذه الطريقة ( البيع نقدا ) في تعاملهم‬

‫مع التجار األوروبيين‪ ،4‬في ما يخص المغرب األقصى نجد أزمور‪ 5‬التي ال ينقطع عنها‬

‫التجار البرتغاليون‪ ،‬ليشتروا كمية عظيمة من سمك الشابل‪ ،‬ويؤدون رسوم الصيد المستحقة‬

‫والتي جعلتهم يقنعون ملك البرتغال باالستيالء عليها‪ ،‬وكذا سكان تكوليت الذين كان‬

‫يقصدهم الكثير من تجار البرتغال لشراء ما لديهم من شمع‪ ،‬ومدينة ماسة المطلة على‬

‫‪ -1‬مارمول كربخال‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.339‬‬

‫‪ -2‬لطيفة بشاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪ -3‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ‪.124‬‬

‫‪ -4‬برانشفيك روبار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬

‫‪ -5‬أزمور ‪ :‬من مدن دكالة بالمغرب األقصى‪ ،‬وهي على مصب نهر أم الربيع في البحر المحيط‪ ،‬ينظر ‪ :‬الوزان‪ ،‬المصدر‬
‫السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.100‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫المحيط األطلسي التي كانت تجود بالكثير من العنبر الجيد وبيعه بأبخس األثمان للتجار‬

‫البرتغاليين‪.1‬‬

‫وللبيع فنه الذي هو قدرة البائع على بيع سلعته‪ ،‬وذالك من خالل تعريف الناس بها و‬

‫اقناعهم بالشراء ومن أهم أنواع البيوع فنجد بيع المساومة والذي يكون ركنه األساسي بيع‬

‫بالتراضي بين الطرفين حول بضاعة معينة وبثمن معين‪ ،‬وذلك بعد االتفاق على مجموعة‬

‫من الشروط المحددة كجنس ونوع وقدر السلعة ومكان و أجل التسليم وما يترتب على‬

‫العملية من تكاليف وتدفع القيمة اإلجمالية كلية أو يدفع عربون على ذلك يستكمل الباقي عند‬

‫االستالم‪ 2،‬كما نجد ضمن هذه التعامالت البيع بالمزايدة‪ ،‬والذي يتضمن عرض سلعة في‬

‫السوق فتكون هناك عملية المزايدة في ثمنها بين التاجر والمشترين‪ ،‬حتى تصبح من نصيب‬

‫أكبرهم عطاءا‪ ،‬وهذا إعتبار من أنه نوع من البيوع الجائزة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حتى‬

‫وأن أصحاب السلع يحركون هذه العملية بالمجاملة عن جودة هذه السلعة‪.‬‬

‫لكن هناك نوع محرم من هذه البيوع وهو بيع النجش والذي هو المزايدة في السعر بدون‬

‫نية الشراء لرفع سعر السلعة وهذا كثيرا ما نجده في أسواق بالد المغرب‪ ،‬فالتجار يمنحون‬

‫نصيب من المال ألشخاص معينين بنية المزايدة في ثمن السلعة‪ ،3‬في حيث نجد نوع آخر‬

‫من المعامالت النقدية والبيوع‪ ،‬وهو بيع المرابحة‪ ،‬أي أن يبيع شخص بضاعة أو سلعة‬

‫‪ -1‬دريس بن مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬

‫‪ -2‬برانشفيك روبار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.255‬‬


‫‪ -3‬دريس بن مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪201 – 200‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫معينة بفائدة محددة مسبقا بالنسبة لسعرها‪ ،‬وكلفتها اإلجمالية مع ذكر ذلك للمشتري‪،‬‬

‫واإللتزام له بجملة من الشروط أهمها الصدق وإبراز مساوئ ومزايا هذه السلعة‪.1‬‬

‫وهناك بيع آخر في المعامالت التجارية بالنقود وهو بيع اإلستئمان كأن يقول أحد لآلخر‬

‫أعطني بدينار أو دينارين‪ ،‬ويعتبر من البيوع التي فيها غش‪ ،2‬كما حدثت هذه المعاملة مع‬

‫التجار األوروبيون وسكان المغرب األقصى خاصة األعراب منهم‪ ،‬الذين لم يكونوا على‬
‫‪3‬‬
‫دراية بمجريات السوق أو قيمة السلعة التي بحوزتهم‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة أن هذا التبادل التجاري للمغرب األقصى ال يخلو من العملة أو النقود‪،‬‬

‫والتي تعد الوسيلة األهم في البيع والشراء ‪ ،‬وبالتالي فإن العملة أو النقد هو ذلك الرمز‬

‫اإل جتماعي للثروة الذي ينظم تقسيم الثروة ما بين األفراد‪ ،‬وال يشترط في النقد أن يكون من‬

‫جنس واحد‪ ،‬حيث كانت مختلفة في أنواعها سواء المعدنية أو غير المعدنية ويشير ابن‬

‫خلدون إليها وكيفية صنعها في قوله ‪ ":‬أنها الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها وبين‬

‫الناس بطابع حديد بنقش فيه صور أو كلمات مقلوبة‪ ...‬لتخرج فيما بعد ظاهرة مستقيمة على‬

‫تلك الدنانير "‪ 4‬وبالتالي فيما يضاف على تلك القطع المعدنية من إشارات وكتابات هو دليل‬

‫قابليتها وجاهزيتها للتبادل‪.‬‬

‫‪ - 1‬البرزلي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.45‬‬

‫‪ -3‬الوزان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.120‬‬

‫‪ -4‬مصطفى مسعد سامية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫ففي المغرب األقصى نجد من العملة المتداولة الدينار الذهبي والدينار الفضي‪1‬والدرهم‬

‫الكبير والدرهم الصغير ( الفلس )‪ ،‬وفي بعض الحاالت الخاصة نجد بعض سالطين‬

‫المغرب األقصى قد خرجوا عن المألوف‪ ،‬فنجد السلطان أبو عنان المريني يسك دينارا‬

‫ذهبيا كبيرا بمدينة ‪2‬مراكش يزن مائة دينار ذهبي عادي لتقديمه لبعض الشخصيات‬

‫المرموقة بمناسبة اإل حتفال بالمولد النبوي الشريف ومنهم الشيخ الشريف أبي العباس‬

‫العزفي‪ 3،‬كما سك السلطان نفسه دنانير ذهبية زنة الواحدة منها دينارين عاديين‪ ،‬وقد وردت‬

‫اإل شارة إليها في رسالة شكر بعث بها ابن أبي حجلة إلى أبي عنان‪ ،‬ويصفها بأنها تزيد من‬

‫استيفاء الوزن ( تزيد من السبك للدينار دينارا ) إضافة إلى اتساع قطرها عن الدنانير‬

‫األخر‪ ،‬واصفرار لونها بشكل كبير مما يدل على نقاوة معدنها‪.4‬‬

‫‪ -‬ومن خالل ظروف التبادل وشروطه والمواد التي تدخل ضمن قائمة البضائع والسلع‬

‫المتبادلة‪ ،‬كانت تعقد معاهدات في المغرب األقصى‪ ،‬فبالنسبة لمملكة أراغون نجد أعيان‬

‫مدينة برشلونة في الفاتح جوان ‪1302‬م يناشدون أبا يعقوب يوسف المريني ملك المغرب‬

‫بالسماح لمواطنيهم بالمغرب بتصدير قمح مملكته نحو برشلونة بأثمان منخفضة‪ 5،‬هذا النداء‬

‫كان تمهيدا لعقد سلسلة من اإلتفاقيات ففي ‪ 09‬أبريل ‪1358‬م‪ ،‬نجد السفير ألبيزي بيير دوال‬
‫‪ -1‬ابن خلدون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.322‬‬

‫‪ -2‬النمبري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬


‫‪ -3‬المقري التلمساني‪ ،‬أزهار الرياض في أخبرا عياض‪ ( ،‬تح ) ‪ :‬مصطفى السقا وآخرون‪ ،‬مطبعة لجنة التأليف والترجمة‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪1939 ،‬م‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪ -4‬علي حامد الماحي‪ ،‬المغرب في عصر السلطان أبي عنان المريني‪ ( ،‬دط )‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪1986‬م‪ ،‬ص ص ‪.191 – 190‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Mas latrie, traites de paix et de commerce et do cuments divers concernant les relations‬‬
‫‪des chrétiens avec les arabe de l’Afrique , h-pedition, paris 1866, p291.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫بارب‪ pierrede la barbe‬يحل على السلطان المغربي أبي عنان فارس لعقد اتفاقية سلم‬

‫وتجارة على شكل إمتيازات لمدة عشر سنوات‪ ،‬فهناك جملة من الرسائل التي تبلورت بين‬

‫ملوك المغرب وملوك أراغون وردت في كتاب فيض العباب للنميري‪ 1‬منها رسالة من أبي‬

‫عنان فارس تحمل تاريخ ذو الحجة ‪755‬هـ ‪1354 /‬م موجهة إلى ملك أراغون –بدرو‬

‫الرابع ‪ ، Pedro IV‬وهي جواب عن رسالة بعث بها هذا األخير إلى أبي عنان طالبا منه‬

‫السماح لتجاره بمزاولة نشاطهم في المغرب وإطالق سراح النصارى المعتقلين‪ ،‬فيستجيب‬

‫أبو عنان لهذا المطلب ويوافق على المقترحات المقدمة إليه‪ 2‬كما نجد مؤرخة في تاريخ‬

‫شعبان ‪752‬هـ ‪9 – 25 /‬هـ ‪1351‬م وهي جواب أبي عنان إلى بدرو الرابع يطمئنه فيها‬

‫على سالمة التجار النصارى ويذكره باإلجراءات المختلفة التي اتخذها أبو عنان بشأن‬

‫قضية الشيطي الذي حبسه ابن الخطيب‪ ،‬وهي تأكيد وتزكية‪.‬‬

‫كما عقد الصلح بين أبي عنان فارس وملك أراغون بدرو الرابع بتاريخ ‪ 25‬رمضان‬

‫‪751‬هـ ‪1352 – 11 – 26 /‬م مدته ‪ 14‬شهرا ابتداء من تاريخه‪ ،‬وهو يضمن حرية السغر‬

‫والمتاجرة لرعايا كل من الدولتين‪.3‬‬

‫‪ -‬من المالحظ أن العالقات األراغوانية على عهد أبي عنان امتازت بالهدوء ومحاولة الدول‬

‫األوروبية جلب أبي عنان إلى صفها خاصة في إطار الصراع بين قشتالة وأراغون لكن‬

‫‪ -1‬الناصري السالوي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪.102 – 101‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- R .lespes, Oran – ville et port – avant l’occupation française, revue Afrique, me Alger, 1934,‬‬
‫‪p 292.‬‬
‫‪ -3‬دريس بن مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.225 – 224‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري‬

‫بعض األحداث المحدودة التي كانت تطفو على السطح من حين ألخر كانت تعكر صفو هذه‬

‫العالقات وهي في أغلبها متعلقة بالجانب التجاري كاإلصطدامات بين التجار في الشواطئ‬

‫البحرية‪.1‬‬

‫‪ -1‬النميري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 104‬‬

‫‪99‬‬
‫الخاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫من خالل دراستنا لموضوع األهمية اإلقتصادية للمرافئ في المغرب األقصى خالل‬

‫العصر الوسيط توصلنا لعدد من النتائج والتي تتمحور في الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ -‬ف الكيانات السياسية في المغرب األقصى بصورة عامة عملت على تشجيع النشاط‬

‫اإلقتصادي الكبير ودعمت قوتها السياسية فوفرت األمن واالستقرار واهتمت بالموانئ‬

‫والطرق التجارية بالرغم من وجود انهيار وحاالت الفوضى السياسية في المغرب األقصى‬

‫فإن دور المرافئ في النشاط التجاري لم يتوقف‪.‬‬

‫‪ -‬تنوع التضاريس والمناخ في بالد المغرب األقصى وكثرة الموارد المائية له أثر بارز في‬

‫نمو النشاط الزراعي وتنوعه‪.‬‬

‫‪ -‬إن امتالك المغرب األقصى لثروات طبيعية عديدة ساعد على قيام صناعات متنوعة كما‬

‫استفادوا من نشاطهم الزراعي الواسع على ذلك وأن هذه الصناعات قد دخلت ضمن عملية‬

‫التبادل التجاري الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫‪ -‬سهلت المرافئ والطرق البحرية إنتقال وتداول السلع بين مدن شرق المغرب األقصى‬

‫وغربه والحواضر األخرى فإرتبطت بعالقات وصالت تجارية وثيقة مع دول األندلس‬

‫والسودان الغربي خاصة في أوقات السلم فكانت البحار هي األخرى قد استثمرت للتجارة‪،‬‬

‫واعتبرت المراسي مصدر يجلب المزيد من السلع والبضائع لألسواق‪ ،‬كما لعبت الدور‬

‫الكبير في خلق عالقات إقتصادية‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫خاتمة‬

‫ـ شكلت خطوط المالحة البحرية بالمغرب األقصى إحدى حلقات شبكة المواصالت التي‬

‫ربطت بين جناحي دار االسالم وباقي دول العالم عن طريق تعدد الموانئ التجارية التي‬

‫أقيمت لرسوا السفن المبحرة كميناء سبتة‪ ،‬ونتيجة لعدة عوامل في مقدمتها احتناء التجار‬

‫المغاربة بحجد معظم وحدات األسطول المغربي الذي ساهم في تأمين الحدود على طول‬

‫سواحل البحر المتوسط والمحيط األطلسي وجل المراسي المغربية توفرت على خط مالحي‬

‫منتظم يربطها مع إحدى مرافئ العدوة األندلسية‪.‬‬

‫‪ -‬كما ارتبط المغرب األقصى بعالقات تجارية مع إقليمي المغرب األوسط واألدنى ومع‬

‫مصر والمشرق اإلسالمي واألندلس وجنوب أوروبا وغيرها‪ ،‬فكان التجار القادمون إليها‬

‫يجدون المؤسسات اإلقتصادية كالفنادق والخانات مخازن لبضائعهم ومقرا لنزولهم نتيجة‬

‫لذلك عمت السلع المغربية اآلفاق و نشطت حركة الصادرات في مقدمتها المنتجات‬

‫الزراعية‪ ،‬ورغم هذا إستوردت البعض من المصنوعات والمعادن‪.‬‬

‫ـ تنوعت أساليب المبادالت التجارية في المغرب األقصى فتمثلت في توحيد نظام المكاييل‬

‫والموازين والمقاييس على الوجه التقريبي بين األندلس ومدن المغرب األقصى وهذا حتى‬

‫يكون الرضا بين األطراف التجارية وال يكون هناك تناوش بينهم في ظل تلك الوسائل‬

‫المستعملة عند كل دولة أو إمارة أو مملكة ‪.‬‬

‫‪ -‬إن التصادم أو التجاوزات التجارية في المغرب األقصى كان دوما يؤدي إلى مجموعة من‬

‫االجراءات التي تتم بطرق دبلوماسية تؤدي إلى إبرام وعقد معاهدات صلح تتضمن قضايا‬

‫‪102‬‬
‫خاتمة‬

‫إقتصادية مثل ما كان يتم بين الممالك اإلسبانية ودولة بني مرين ومن ثمة ال يمكن الفصل‬

‫بين الجانب الدبلوماسي واإلقتصادي ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫المالحق‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)01‬‬

‫ينظر‪ :‬حسين مؤنس ‪ ،‬أطلس تاريخ اإلسالم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الزهراء لإلعالم العربي ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪ 1987‬م ‪ ،‬ص ‪. 287‬‬

‫‪105‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق ‪ :‬رقم (‪)02‬‬

‫خريطة تبين إنحراف طرق تجارة الذهب ‪،‬ينظر ‪ :‬بودواية مبخوت ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪375‬‬

‫‪106‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪: ) 03‬‬

‫أهم الطرق البحرية المنتهجة خالل العصر الوسيط ‪ ،‬ينظر ‪ :‬زوي نصر الدين ‪ ،‬المرجع‬
‫السابق ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬

‫‪107‬‬
‫البيبليوغرافيا‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫القرآن الكريم ‪ :‬برواية ورش عن نافع ‪(،‬تخ)‪ :‬عثمان طه ‪،‬ط‪،3‬اليمامة ‪،‬بيروت ‪1983،‬م ‪.‬‬

‫قائمة المصادر ‪:‬‬

‫أ ـ قائمة المصادر باللغة العربية ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ابن أبي زرع (أبو الحسن علي ابن عبد هللا الفاسي )‪،‬ت‪ 726‬هـ‪1341/‬م ‪،‬األنيس‬

‫المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس‪( ،‬د ط) ‪،‬صور‬

‫للطباعة والوراقة ‪،‬الرباط ‪1972،‬م ‪.‬‬

‫‪2‬ـ (ـــــــــــ ‪ ،‬ــــــــــــ) ‪،‬الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية ‪،‬ط‪، 1‬دار المنصور‬

‫للطباعة والوراقة ‪،‬الرباط ‪1972،‬م ‪.‬‬

‫‪3‬ـ ابن األحمر إسماعيل ‪،‬روضة النسرين في دولة بني مرين ‪(،‬تح)‪:‬عبد الوهاب بن‬

‫منصور ‪ ،‬ط‪، 3‬المطبعة الملكية ‪،‬الرباط ‪2003،‬م ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ابن اآلبار (أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن أبي بكر القظاعي ‪،‬ت ‪ 658‬هــ‪ 1259/‬م‬

‫الحلة السيراء ‪(،‬تح)‪ :‬حسين مأنس ‪،‬ج‪، 1‬ط‪، 2‬دار المعارف ‪،‬القاهرة ‪1985،‬م‬

‫‪5‬ـ ابن أبي دينار‪ ،‬المؤنس في أخبار إفريقية وتونس ‪،‬ط‪، 3‬دار الميسرة ‪،‬لبنان ‪1993،‬م ‪.‬‬

‫‪6‬ـ ابن الخطيب‪( ،‬لسان الدين أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا ) ‪ ،‬ت‪776‬هــ‪1374/‬م ‪،‬رقم‬

‫الحلل في نظم الدول‪( ،‬د ط) ‪،‬المطبعة العمومية ‪،‬تونس ‪1612،‬م ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪7‬ـ (ـــــــــــــ ‪ ،‬ـــــــــــــ)‪ ،‬اإلحاطة في أخبار غرناطة‪( ،‬تح)‪ :‬محمد عبد هللا عنان‪ ،‬ج‪1،‬‬

‫دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ 1965،‬م ‪.‬‬

‫‪8‬ـ (ـــــــــــــ ‪ ،‬ـــــــــــــ) خطرة الطيف (رحالت في المغرب واألندلس ‪1327‬م ـ‪ 1362‬م)‬

‫‪(،‬تح) ‪:‬أحمد مختار العبادي ‪،‬المؤسة الوطنية للدراسات للنشر والتوزيع ‪(،‬د م) ‪2003،‬م ‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ ابن حوقل‪( ،‬أبي القاسم محمد بن علي البغاديالنصيبي) ‪،‬ت‪367‬هــ ‪ 977/‬م‬

‫‪،‬صورةاألرض ‪(،‬د ط) ‪،‬منشورات دار مكتبة الحياة ‪ ،‬بيروت ‪1992،‬م ‪.‬‬

‫‪10‬ـ ابن بطوطة محمد‪ ،‬تحفة النظار في غرائب األمصار يجائب األسفار‪( ،‬د ط) ‪،‬دار‬

‫الكتاب اللبناني‪ ،‬لبنان‪( ،‬د ت )‪.‬‬

‫‪11‬ـ ابن خلدون‪( ،‬عبد الرحمان )‪ ،‬ت‪808‬هــ ‪1405/‬م‪ ،‬ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ‬

‫العرب والبربر ومن ياصرهم من ذوي الشأن األكبر (العبر)‪( ،‬مر)‪ :‬سهيل زكار‪( ،‬د ط)‬

‫‪،‬دار الفكر بيروت‪2000،‬م ‪.‬‬

‫‪12‬ـ ابن خلدون ( أبو زكريا يحي )‪ ،‬بغية الرواد في ذكر الملوك من بني يبد الواد‪( ،‬تح)‬

‫‪:‬عبد الحميد حاجيات‪ ،‬ج‪ ،1‬الطباعة الشعبية للجيش‪ ،‬الجزائر‪2007،‬م ‪.‬‬

‫‪13‬ـ ابن عذارى (أبو العباس أحمد)‪ ،‬ت‪795‬هــ ‪1175/‬م‪ ،‬البيان المغرب في أخبار‬

‫األندلسوالمغرب‪ ،‬ج‪ ،4‬ط‪ ،1‬دار االثقافة‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪14‬ـ ابن خردذابة (أبو القاسم عبد هللا )‪ ،‬ت‪300‬هـ‪912/‬م‪ ،‬المسالك والممالك‪( ،‬د ط)‪،‬‬

‫بريل ‪،‬ليدن‪1989 ،‬م‪.‬‬

‫‪15‬ـ ابن منظور (أبو الفضل جمال الدين محمد ) ‪،‬ت‪711‬هــ ‪1311/‬م‪ ،‬لسان العرب (تح)‬

‫‪:‬عبد هللا علي الكبير وآخرون‪ ،‬مج‪( ،7‬د ط)‪ ،‬دار المعارف القاهرة ـ (د ت) ‪.‬‬

‫‪16‬ـ ابن مرزوق (محمد الخطيب)‪ ،‬المسند الصحيح في مآثر ومحاسن موالنا أبي الحسن‬

‫‪(،‬تح)‪ :‬ماريا خيسوس‪ ،‬الشركة الوطنية‪( ،‬د م)‪1981،‬م ‪.‬‬

‫‪17‬ـ أبو الفداء (عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر)‪ ،‬ت‪732‬هــ‪ ،‬تقويم البلدان‪( ،‬د ط)‬

‫‪،‬دار الصادر‪ ،‬بيروت‪( ،‬د ت) ‪.‬‬

‫‪18‬ـ اإلدريسي (أبي عبد هللا محمد بن عبد هللا الشريف)‪ ،‬ت‪564‬هــ‪1166/‬م‪ ،‬المغربوأرض‬

‫السودان ومصر واألندلس مأخوذة من كتاب نزهة المشتاق في إختراق األفاق ‪،‬‬

‫(د ط)‪ ،‬مطبع بريل‪ ،‬ليدن‪1866،‬م ‪.‬‬

‫‪19‬ـ (ــــــــــ ‪ ،‬ــــــــــ )‪ ،‬نزهة المشتاق في إختراق األفاق (د ط)‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‬

‫‪،‬القاهرة‪2002 ،‬م ‪.‬‬

‫‪20‬ـ اإلصطخري (أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي) ‪،‬ت‪346‬هــ ‪957/‬م‪ ،‬المسالك‬

‫والممالك ‪(،‬تح) ‪:‬محمد جابر عبد العالي ‪(،‬د ط) ‪،‬دار الثقافة ‪،‬مصر ‪(،‬د ت) ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪21‬ـ البكري (أبو عبيد هللا بن عبد العزيز )‪ ،‬ت‪487‬هــ ‪1094/‬م‪ ،‬المغرب في ذكر‬

‫بالدإفريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك والممالك‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‬

‫‪،‬القاهرة‪( ،‬د ت) ‪.‬‬

‫‪22‬ـ البيدق (أبي بكر علي الصنهاجي ) ‪ ،‬ت ‪6‬هـ ‪12/‬م ‪،‬أخبار المهدي بن تومرت وبداية‬

‫دولة الموحدين ‪(،‬دط) ‪ ،‬دار المنصور للطباعة والوراقة ‪ ،‬الرباط ‪1971،‬م ‪.‬‬

‫‪23‬ـ البرزلي أبي القاسم‪ ،‬فتاوي البرزلي‪ ،‬جامع مسائل األحكام لما نزل من القضايا‬

‫بالمفتين والحكام (تح)‪ :‬محمد الحبيب الهيلة ‪،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪2002،‬م ‪.‬‬

‫‪24‬ـ الجزنائي (أبو الحسن علي )‪ ،‬جني زهرة اآلس في بناء مدينة فاس‪( ،‬تح) ‪:‬عبد‬

‫الوهاب بن منصور‪ ،‬ط‪ ،2‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪1991،‬م ‪.‬‬

‫‪ -25‬الونشريسي ( أبو العباس أحمد بن يحيى )‪ ،‬ت ‪914‬هـ‪1511 /‬م‪ ،‬المعيار‬

‫المعربوالجامع المغرب ين فتاوى أهل إفريقية واألندلس والمغرب‪ ( ،‬إش) ‪ ،‬محمد حجي‪،‬‬

‫‪ -26‬الوزان ( حسن بن محمد الفاسي )‪ ،‬ت ‪956‬هـ ‪1549 /‬م‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ( ،‬تر ) ‪:‬‬

‫محمد حجي‪ ،‬محمد األخضر‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬لبنان‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫( د ط )‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1981 ،‬م‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪27‬ـ الزهري (أبو عبد هللا بن محمد بن أبي بكر)‪ ،‬ت‪541‬هــ ‪1145/‬م‪ ،‬كتاب الجغرافيا‪،‬‬

‫(تح) ‪:‬محمد حاج صادق‪ ،‬نور سعيد‪( ،‬د ط)‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة (د ت) ‪.‬‬

‫‪28‬ـ الزركشي (أبي عبيد هللا بن إبراهيم)‪ ،‬تاريخ الدولتين الموحديةوالحفصية‪( ،‬تح)‪:‬‬

‫محمد قاضور ‪،‬ط‪ ،2‬المكتبة العتيقة‪ ،‬تونس‪1966 ،‬م ‪.‬‬

‫‪29‬ـ الحموي (ياقوت )‪،‬ت‪626‬هــ ‪1226/‬م‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪( ،5‬د ط) دار الصادر‬

‫‪،‬بيروت‪1977،‬م ‪.‬‬

‫‪30‬ـ الحميري (محمد بن عبد المنعم ) ت‪371‬هــ‪1310/‬م‪ ،‬الروض المعطار في خبر‬

‫األقطار ‪(،‬تح)‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة لبنان‪( ،‬د م)‪1984،‬م ‪.‬‬

‫‪ -31‬اليعقوبي ( أحمد بن أبي يعقوب )‪ ،‬ت ‪274‬هـ‪888 /‬م‪ ،‬كتاب البلدان‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬بريل‪،‬‬

‫ليدن‪1890 ،‬م ‪.‬‬

‫‪32‬ـ الكناني (أبو زكريا يحي بن عمر األندلسي )‪ ،‬ت‪ 289‬هــ ‪901/‬م‪ ،‬أحكام السوق‪،‬‬

‫(تح)‪ :‬إسماعيل الخالدي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪2011،‬م ‪.‬‬

‫‪33‬ـ مؤلف مجهول‪ ،‬الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية‪ ( ،‬تح )‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬عبد‬

‫القادر زمامة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء‪1979 ،‬م‪.‬‬

‫‪34‬ـ (ــــــــــ‪ ،‬ــــــــــ) ‪ ،‬اإلستبصار في يجائب األبصار‪ ( ،‬تح )‪ :‬سعد زغلول عبد الحميد‪،‬‬

‫( د ط )‪ ،‬دار الشؤون العامة‪ ،‬العراق‪1986 ،‬م‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪35‬ـ (ـــــــــ ‪ ،‬ـــــــ)‪ ،‬رسائل موحدية من إنشاء كتاب الدولة المؤمنية‪ ( ،‬تص ) ‪ :‬ليفي‬

‫بروفنسال‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬المطبعة اإلقتصادية‪ ،‬الرباط‪1941 ،‬م‪.‬‬

‫‪36‬ـ المقديسي (شمس الدين عبد هللا محمد )‪ ،‬ت‪380‬هــ‪ ،‬أحسن التقاسيم في معرفة األقاليم‬

‫‪،‬ط‪ ،2‬دار الصادر‪ ،‬بيروت‪1906،‬م ‪.‬‬

‫‪37‬ـ المراكشي (أبي محمد عبد الواحد بن علي )‪ ،‬ت‪674‬هــ ‪1249/‬م‪ ،‬المعجب في‬

‫تلخيص أخبار المغرب‪( ،‬تح)‪ :‬محمد سعيد العريان‪( ،‬د ط)‪ ،‬لجنة إحياء التراث‪،‬‬

‫القاهرة‪1963،‬م ‪.‬‬

‫‪38‬ـ المقري ( أحمد بن محمد التلمساني )‪ ،‬ت‪141‬هــ ‪1631/‬م‪ ،‬نفح الطيب من غصن‬

‫األندلس الرطيب‪( ،‬تح)‪ ،‬إحسان عباس‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الصادر‪ ،‬بيروت ‪1988‬م ‪.‬‬

‫‪39‬ـ النميري إبن الحاج‪ ،‬فيض العباب وإفاضة قداح اآلداب في الحركة السعيدة إلى‬

‫قسنطينة والزاب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1990 ،‬م‪.‬‬

‫‪42‬ـ السقطي (أبو عبد هللا المالقي األندلسي )‪ ،‬ت‪498‬هــ‪ ،‬أداب الحسبة‪( ،‬تح)‪ :‬ليفي‬

‫بروفنسال‪( ،‬د ط)‪ ،‬ارنست لورو‪ ،‬باريس‪1931،‬م ‪.‬‬

‫‪43‬ـ السبتي ( محمد بن القاسم األنصاري )‪ ،‬إختصار األخبار يما كان بثغر سبتة من سني‬

‫اآلثار‪ ( ،‬تح )‪ :‬عبد الوهاب بن المنصور‪ ،‬ط‪ ،2‬الرباط‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪44‬ـ السالوي ( أحمد بن خالد الناصري)‪ ،‬اإلستقصاء ألخبار دول المغرب األقصى‪ ،‬ج‪،1‬‬

‫دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪1955 ،‬م‪.‬‬

‫‪45‬ـ العمري (إبن فضل هللا شهاب الدين أحمد بن يحي )‪،‬ت‪749‬هــ ‪1349/‬م‪ ،‬مسالك‬

‫األبصار في مسالك األمصار‪( ،‬تح)‪ :‬مهدي النجم‪ ،‬كامل سلمان الجبوري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب‬

‫العلمية‪ ،‬لبنان‪2010،‬م ‪.‬‬

‫‪46‬ـ القزويني (زكريا بن محمد بن محمود ) ‪،‬ت‪525‬هــ ‪1131/‬م‪ ،‬أثار البالد وأخبار العباد‬

‫‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الصادر‪ ،‬بيروت‪( ،‬د ت)‬

‫‪47‬ـ القلقشندي (أبو العباس أحمد )ت‪861‬هــ ‪1409/‬م‪ ،‬صبح األيشى في صناية األنشى‬

‫ج‪( ،5‬د ط) المؤسسة العامة للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪1915،‬‬

‫ب ـ قائمة المصادر المترجمة ‪:‬‬

‫‪1‬ـ كربخال (مارمول )‪ ،‬إفريقيا‪( ،‬تر)‪ :‬محمد حجي وآخرون‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار نشر المعرفة‪،‬‬

‫الرباط ‪1989 ،‬م‬

‫‪115‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أ ‪ /‬باللغة العربية‪:‬‬
‫‪1‬ـ أحمد أبو الفضل محمد‪ ،‬تاريخ مدينة ألمرية األندلسية في العصر اإلسالمي‪ ( ،‬تص ) ‪:‬‬
‫السيد عبد العزيز سالم‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‪ ،‬اإلسكندرية‪2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪2‬ـ أحمد شهاب نهلة‪ ،‬تاريخ المغرب العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪2010 ،‬م‪.‬‬

‫‪3‬ـ األشباخ يوسف‪ ،‬تاريخ األندلس في يهد المرابطين والموحدين‪ ( ،‬تر ) ‪ :‬محمد عبد هللا‬
‫عنان‪ ،‬ج‪ ،1‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪1996 ،‬م‪.‬‬

‫‪4‬ـ بوتشيش ابراهيم القادري‪ ،‬مباحث في التاريخ اإلجتمايي للمغرب واألندلس ( خالل‬
‫يصر المرابطين )‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪2000 ،‬م‪.‬‬

‫‪5‬ـ بشاري لطيفة ‪ ،‬العالقات التجارية للمغرب األوسط في يهد إمارة بني يبد الوابد من‬
‫القرن ‪ 7‬إلى ‪10‬هـ ‪ ،‬ط‪ ، 1‬منشورات وزارة الشؤون الدينية واألوقاف ‪ ،‬الجزائر ‪2011،‬م‬

‫‪6‬ـ الجنحاني الحبيب‪ ،‬دراسات في التاريخ اإلقتصادي واإلجتمايي للمغرب االسالمي ـ (د‬
‫ط)‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ،‬لبنان ‪1968،‬م ‪.‬‬

‫‪7‬ـ دندش عصمت عبد اللطيف ‪ ،‬في نهاية المرابطين ومستهل الموحدين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪1988 ،‬م ‪.‬‬

‫‪8‬ـ زبادية عبد القادر ‪ ،‬مملكة صنغاي في يهد األسيقيين (‪ 1493‬ـ ‪1591‬م) ‪ ،‬الشركة‬
‫الوطنية للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪( ،‬د ت) ‪.‬‬
‫‪9‬ـ زينب نجيب ‪،‬الموسوية العامة لتاريخ المغرب واألندلس ‪(،‬تق) ‪ :‬أحمد بن سودة ‪،‬ج‪2‬‬
‫‪،‬دار األمير للثقافة والعلوم ‪،‬بيروت ‪1995،‬م ‪.‬‬

‫‪10‬ـ حسن علي حسن ‪ ،‬الحضارة اإلسالمية في المغرب واالندلس يصر المرابطين‬
‫والموحدين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬مصر ‪( ،‬دت) ‪.‬‬

‫‪11‬ـ حماد محمد عبد هللا ‪ ،‬التخطيط العمراني لمدن االندلس اإلسالمية (ندوة األندلس ) ‪،‬‬
‫مكتبة الملك عبد العزيز ‪ ،‬الرياض ‪1991 ،‬م ‪.‬‬

‫‪12‬ـ حركات إبراهيم ‪ ،‬المغرب يبر التاريخ ‪،‬مج‪ ، 2‬ط‪ ، 1‬دار الرشاد الحديثة ‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء ‪1978 ،‬م ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪13‬ـ حسين حمدي عبد المنعم محمد ‪ ،‬التاريخ السياسي والحضاري للمغرب واألندلس ‪،‬‬
‫(دط) ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة اإلسكندرية ‪2013 ،‬م ‪.‬‬

‫‪14‬ـ (ــــــــــ ‪ ،‬ــــــــــ) ‪،‬مدينة سال في العصر اإلسالمي دراسة في التاريخ السياسي‬
‫والحضاري ‪( ،‬دط) ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪ ،‬االسكندرية ‪1993 ،‬م ‪.‬‬

‫‪15‬ـ الحريري محمد عيسى‪ ،‬تاريخ المغرب اإلسالمي واألندلس في العصر المريني‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار القلم للنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪1985 ،‬م‪.‬باب الجامعة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪1993 ،‬م ‪.‬‬

‫‪16‬ـ الطالبي محمد‪ ،‬الدولة األغلبية التاريخ السياسي‪ ( ،‬مر )‪ :‬حمادي الساحلي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬لبنان‪1985 ،‬م‪.‬‬

‫‪17‬ـ كحالة عمر رضا ‪،‬دراسات إجتمايية في العصور اإلسالمي ‪ ،‬المطبعة التعاونية ‪،‬‬
‫دمشق ‪1973 ،‬م ‪.‬‬

‫‪18‬ـ لقبال موسى‪ ،‬الحسبة المذهبية في بالد المغرب العربي ( نشأتها وتطورها )‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪1971 ،‬م‪.‬‬

‫‪19‬ـ محمود حسن أحمد‪ ،‬قيام دولة المرابطين‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ( ،‬د ت‬
‫)‪.‬‬
‫‪20‬ـ محمد ضياء الدين ‪ ،‬الخراج والنظم المالية للدولة اإلسالمية ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار المعارف ‪،‬‬
‫مصر ‪1969 ،‬م ‪.‬‬

‫‪21‬ـ مؤنس حسين‪ ،‬تاريخ المغرب وحضارته من قبيل اإلسالمي إلى الغزو الفرنسي‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ط‪ ،1‬العصر الحديث للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪.‬‬

‫‪22‬ـ ( ـــــــــ ‪ ،‬ــــــــ)‪ ،‬أطلس تاريخ اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،2‬الزهراء لإلعالم العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬

‫‪23‬ـ (ـــــــــ ‪ ،‬ـــــــــ) ‪ ،‬موسوية تاريخ األندلس‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬

‫‪24‬ـ الميلي مبارك بن محمد ‪ ،‬تاريخ الجزائر في القديم والحديث ‪ ،‬ج‪( ، 2‬دط) ‪ ،‬المؤسسة‬
‫الوطنية للكتاب ‪ ،‬الجزائر ‪2010 ،‬م ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪25‬ـ المنوني محمد‪ ،‬ورقات ين حضارة المرينيين‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫‪.‬‬ ‫الرباط‪2000،‬م‬ ‫اإلنسانية‪،‬‬
‫‪26‬ـ الماحي علي حامد ‪،‬المغرب في يصر السلطان أبي ينان المرني ‪ ،‬دط ‪ ،‬دار النشر‬
‫المغربية ‪،‬الدار البيضاء ‪1986 ،‬م ‪.‬‬

‫‪27‬ـ نصر هللا سعدون عباس‪ ،‬دولة األدارسة في المغرب العصر الذهبي ( ‪223 -172‬هـ ‪/‬‬
‫‪835 -788‬م )‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪1987 ،‬م‪.‬‬

‫‪28‬ـ نعيم زكي فهمي ‪ ،‬طرق التجارة الدولية ومحطاتها بين الشرق والغرب أواخر العصور‬
‫الوسطى ‪،‬دط ‪ ،‬القاهرة ‪(،‬دت )‪.‬‬
‫‪29‬ـ النقر محمد حافظ‪ ،‬التجارة الداخلية والخارجية للعالم اإلسالمي في العصر الوسيط‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار المسار‪ ،‬األردن‪2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪30‬ـ الناقة إبراهيم السيد‪ ،‬دراسات في تاريخ األندلس اإلقتصادي‪ ،‬األسواق التجارية‬
‫والصنايية في األندلس في يصري الخالفة األموية والخالفة الموحدية‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪2010 ،‬م‪.‬‬

‫‪31‬ـ سالم عبد العزيز سالم‪ ،‬تاريخ المغرب في العصر اإلسالمي‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪2011 ،‬م‪.‬‬

‫‪32‬ـ (ــــــــــ ‪ ،‬ـــــــــــ) ‪،‬تاريخ مدينة ألميرية اإلسالمية قايدة أسطول األندلس ‪( ،‬دط) ‪،‬‬
‫دار النهضة العربية للطباعة والنشر بيروت ‪1982،‬م ‪.‬‬

‫‪33‬ـ سامية مصطفى مسعد ‪ ،‬العالقات بين المغرب واألندلس في يصر الخالفة األموية(‬
‫‪300‬ـ ‪399‬هـ ‪ 912/‬ـ ‪1008‬م) ‪ ،‬ط‪(،1‬إش) ‪ :‬عين للدراسات والبحوث اإلنسانية‬
‫واإلجتماعية ‪،‬مصر ‪2000 ،‬م ‪.‬‬

‫‪34‬ـ عمار عمورة‪ ،‬موجز في تاريخ الجزائر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ريحانة‪ ،‬الجزائر‪2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪35‬ـ عالم عبد هللا‪ ،‬الدولة الموحدية بالمغرب في يهد المؤمن بن يلي‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬المكتبة‬
‫الوطنية‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬م‬

‫‪36‬ـ عنان محمد عبد هللا ‪،‬يصر المرابطين والموحدين في المغرب واألندلس ‪،‬ط‪، 2‬مكتبة‬
‫الخانجي ‪،‬القاهرة ‪1990،‬م ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪37‬ـ عبد الحليم رجب ‪،‬اإلسالم والدول اإلسالمية في السودان األوسط ‪ ،‬الموسوعة‬
‫اإلفريقية ‪،‬مج‪، 2‬معهد البحوث والدراسات اإلفريقية ‪،‬القاهرة ‪1997،‬م ‪.‬‬

‫‪38‬ـ عوض هللا الشيخ األمين ‪،‬تجارة القوافل بين المغرب والسودان الغربي وآثارها‬
‫الحضارية في القرن السادس يشر ميالدي ‪ ،‬في تجارة القوافل ودورها الحضاري حتى‬
‫نهاية القرن التاسع يشر ‪،‬معهد البحوث والدراسات العربية ‪،‬بغداد ‪1984 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ -39‬العبادي أحمد مختار‪ ،‬في تاريخ المغرب واألندلس‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪ ( ،‬د ت )‪.‬‬
‫‪40‬ـ العيدروس محمد حسن ‪،‬المغرب العربي في العصر اإلسالمي ‪،‬ط‪ ، 1‬دار الكتاب‬
‫الحديث ‪،‬القاهرة ‪2008،‬م ‪.‬‬

‫‪41‬ـ فركوس صالح ‪ ،‬تاريخ الجزائر من ماقبل التاريخ إلى غاية اإلستقالل (المراحل‬
‫الكبرى) ‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫‪42‬ـ الفقي عصام الدين عبد الرؤوف‪ ،‬تاريخ المغرب واألندلس‪ ( ،‬د ط )‪ ،‬مكتبة النهضة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ( ،‬د ت )‪.‬‬
‫‪43‬ـ الصالبي علي محمد‪ ،‬فقه التمكين يند دولة المرابطين‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة إقرأ للنشر‬
‫والتوزيع والترجمة‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪44‬ـ شهاب نهلة أحمد ‪،‬تاريخ المغرب العربي ‪،‬ط‪، 1‬دار الفكر ‪،‬عمان ‪2010،‬م ‪.‬‬

‫‪45‬ـ الغناي مراجع عقيلة‪ ،‬قيام دولة المرابطين‪ ،‬ط‪ ،2‬جامعة أريوس‪ ،‬البنغازي‪ ،‬ليبيا‪،‬‬
‫‪2008‬م‪.‬‬

‫‪46‬ـ ( ـــــــــ ‪ ،‬ــــــــ)‪ ،‬سقوط دولة المرابطين‪ ،‬ط‪ ،2‬جامعة أريوس‪ ،‬البنغازي‪ ،‬ليبيا‪،‬‬
‫‪2008‬م‪.‬‬

‫ب ـ قائمة المراجع المترجمة باللغة العربية ‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ روبار برانشفيك ‪ ،‬تاريخ إفريقية في العهد الحفصي من القرن ‪ 13‬إلى نهاية القرن‬
‫‪(، 15‬تع) ‪:‬حمادي الساحلي ‪ ،‬ج‪، 2‬دار الغرب اإلسالمي ‪،‬بيروت ‪1988 ،‬م ‪.‬‬

‫‪2‬ـ لي تورنو روجي ‪ ،‬فاس في يصر بني مرين ‪( ،‬تر) ‪ :‬نقوال زيادة ‪ ،‬مؤسسة فرانكلين‬
‫للطباعة والنشر ن بيروت ‪1967 ،‬م ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫قائمة الرسائل الجامعية‪:‬‬


‫‪1‬ـ بن مصطفى إدريس ‪ ،‬العالقات السياسية واالقتصادية لدول المغرب اإلسالمي مع‬
‫دول جنوب غرب أوروبا في الفترة (ق‪7‬ـ‪10‬هـ ‪ 13/‬ـ‪16‬م) ‪،‬دكتوراه في تاريخ المغرب‬
‫اإلسالمي ‪(،‬إش)‪:‬مبخوت بودواية ‪ ،‬قسم التاريخ ويلم اآلثار ‪،‬جامعة أبي بكر بالقايد ‪،‬‬
‫تلمسان ‪ 2013،‬ـ‪2014‬م ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ بن دادة نوال ‪ ،‬إقليم سجلماسة وأثره يلى الحركة التجارية في العصر الوسيط‬
‫خالل الفترة ما بين (‪2‬ـ‪ 8‬هـ ‪8/‬ـ ‪14‬م)‪ ،‬ماستر في تاريخ وحضارة المغرب اإلسالمي‬
‫‪(،‬إش) ‪:‬عبد القادر بوحسون ‪،‬جامعة الدكتور الطاهر موالي ‪ 2014 ،‬ـ‪2015‬م ‪.‬‬

‫‪3‬ـ بلعربي خيرة‪ ،‬المسالك والدروب وأثرها في تفعيل الحركة التجارية والثقافية في‬
‫المغرب اإلسالمي ‪5(،‬ـ‪10‬هـ ‪11/‬ـ ‪16‬م) ‪،‬ماجستيرفي التاريخ اإلسالمي ‪( ،‬إش)‬
‫مبخوت بودواية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بالقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ 2009،‬ـ‪2010‬م ‪.‬‬

‫‪4‬ـ البياتي بن علي محمد‪ ،‬النشاط التجاري في المغرب األقصى خالل ( القرن‪5 – 3‬هـ ‪/‬‬
‫‪11 – 9‬م ) ‪ ،‬ماجستير آداب في تاريخ المغرب اإلسالمي‪ ( ،‬إش )‪ :‬الدكتورة صباح‬
‫إبراهيم الشيخي‪ ،‬كلية التربية للبنات قسم التاريخ‪ ،‬بغداد‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪5‬ـ زكري المعة ‪،‬الرحلة العلمية بين األندلس والدولة المرينية ودورها في تمتين‬
‫الصالت الثقافية خالل القرنين (‪7‬ـ‪9‬هـ ‪13/‬ـ‪ 16‬م) ‪،‬ماجستير في التاريخ الوسيط‬
‫‪(،‬إش)‪ :‬بودواية مبخوت ‪،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ‪2009،‬ـ‪2010‬م ‪.‬‬

‫‪6‬ـ مبخوت بودواية ‪،‬العالقات الثقافية والتجارية بين المغرب األوسط والسودان‬
‫األوسط في يهد بني زيان ‪،‬رسالة دكتوراه في التاريخ ‪( ،‬إش) ‪ :‬عبد الحميد حاجيات‬
‫‪،‬قسم التاريخ ‪،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪،‬تلمسان ‪2005،‬ـ ‪2006‬م ‪.‬‬

‫‪7‬ـ نصر الدين زوي ‪،‬الدور التجاري لتلمسان بين األندلس والسودان الغربي في يهد‬
‫الدولة الزيانية (‪ 633‬ـ‪ 962‬هــ ‪ 1235/‬ـ‪1555‬م) ‪ ،‬ماستر في تاريخ وحضارة‬
‫المغرب اإلسالمي (إش) ‪:‬داعي محمد ‪،‬جامعة د‪.‬الطاهر موالي نسعيدة ‪ 2014‬ـ‪2015‬م‬

‫‪8‬ـ عباسي يحي أبو المعاطي محمد ‪ ،‬الملكيات الزرايية وآثارها في المغرب واألندلس‬
‫(‪ 238‬ـ‪ 488‬هـ ‪ 852/‬ـ‪195‬م ) ‪ ،‬دكتوراه في التاريخ اإلسالمي ‪(،‬إش) ‪:‬طاهر راغب‬
‫حسين ‪،‬كلية دار العلوم ‪،‬جامعة القاهرة ‪2000 ،‬م ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

‫‪9‬ـ سكاكو حورية ‪ ،‬التحوالت اإلقتصادية في المغرب األوسط خالل العهدين الموحدي‬
‫والزياني من القرنين (‪ 6‬ـ‪ 10‬هـ ‪ 12/‬ـ‪16‬م) ‪ ،‬دراسة مقارنة ماجستير في تاريخ‬
‫المغرب اإلسالمي (إش )‪ :‬مبخوت بودواية ‪ ،‬قسم التاريخ وعلم اآلثار جامعة أبي بكر‬
‫بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ 2013 ،‬ـ‪2014‬م‬

‫‪10‬ـ عبد الرحمان قدوري ‪ ،‬الوجود المغربي بمنطقة السودان الغربي في القرنين (‪ 9‬ـ‬
‫‪10‬هـ‪ 15/‬ـ‪16‬م) ‪ ،‬دراسة في الدوافع والنتائج ‪ ،‬ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي‬
‫‪(،‬إش ) ‪ :‬بودواية مبخوت جامعة أبي بكر بلقايد ‪.‬‬
‫‪11‬ـ راكة عمر ‪ ،‬يالقة الدولة الموحدية باإلمارات اإلسالمية والممالك المسيحية في‬
‫األندلس ‪ ،‬ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي ‪( ،‬إش) ‪ :‬بودواية مبخوت ‪ ،‬جامعة‬
‫أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪2010 ،‬ـ ‪2011‬م ‪.‬‬

‫‪.‬قائمة المجالت والدوريات ‪:‬‬


‫‪1‬ـ خليل خلف الجبوري ‪" ،‬معالم من الحضارة اإلسالمية العربية في األندلس " ‪،‬‬
‫مجلة كان التاريخية ‪ ،‬العدد ‪2012( ، 18‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 57‬ـ‪. 60‬‬

‫‪2‬ـ سوادي عبد محمد ‪" ،‬األحوال اإلجتمايية و اإلقتصادية في بالد المغرب اإلسالمي ‪،‬‬
‫من القرن الثاني الهجري حتى نهاية القرن السابع الهجري " ‪ ،‬كلية التربية ‪ ،‬جامعة‬
‫البصرة ‪ ،‬ص ص ‪ 1‬ـ ‪.44‬‬

‫مراجع باللغة األجنبية ‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫البيبليوغرافيا‬

1. Mas latrie, traites de paix et de commerce et do cuments divers


concernant les relations des chrétiens avec les arabe de l’Afrique , h-
pedition, paris 1866.
2. Mas latrie, traites de paix et de commerce et do cuments
divers concernant les relations des chrétiens avec les arabe
de l’Afrique , h-pedition, paris 1866.

122
‫الفهارس‬
‫الفهارس‬

‫فهرس األيالم ‪:‬‬


‫حرف األلف‪:‬‬
‫أدريس بن عبد هللا بن الحسن ‪14 ، 12، 11:‬‬

‫إبراهيم بن األغلب ‪، 14:‬‬

‫أبوالعيش أحمد بن كانون ‪، 14:‬‬

‫أبي عمران الفاسي ‪، 16:‬‬

‫أبو بكر بن عمر ‪، 17:‬‬

‫أبي يعقوب يوسف ‪55، 27، 26، 25، 22:‬‬

‫أبوالثابت عامر بن عبد هللا ‪58 ، 38:‬‬

‫أبا الحسن المرني ‪38 :‬‬

‫أبو عبد هللا محمد بن الحباك ‪41 ،40:‬‬

‫ابو يوسف بن عبد الحق ‪26 ،25 ،24:‬‬

‫أبو عنان‪38 :‬‬

‫أبو العالء إدريس ‪26 ، 25، 24:‬‬

‫إدريس الثاني ‪64، 14:‬‬

‫إسحاق بن محمد بن حميد‪12‬‬

‫األمير عبد الحق ‪26، 25، 24 :‬‬

‫حرف الجيم ‪:‬‬


‫جوهر السقلي ‪15:‬‬
‫حرف الهاء ‪:‬‬
‫هارون الرشيد ‪14، 13:‬‬

‫‪124‬‬
‫الفهارس‬

‫حرف الواو ‪:‬‬


‫وجاج بن زلوا ‪16 :‬‬

‫حرف الحاء ‪:‬‬


‫حسن بن محمد الحجاب ‪14 :‬‬

‫الحسن بن كانون ‪14 :‬‬

‫الحسين بن علي بن الحسن ‪11 :‬‬

‫حرف الياء ‪:‬‬


‫يغمراسن بن زيان ‪25:‬‬

‫يحي بن القاسم بن إدريس ‪14 :‬‬

‫يحي بن إدريس بن عمر ‪15 :‬‬

‫يحي بن محمد ‪15 :‬‬

‫يحي بن إبراهيم ‪21، 18، 17 :‬‬

‫يحي بن عمر اللمتوني ‪18 :‬‬

‫يوسف بن تاشفين ‪66:‬‬

‫حرف الميم ‪:‬‬


‫موسى بن العافية ‪15 :‬‬

‫محمد بن إدريس ‪16، 15 :‬‬

‫مسعود بن وانودين ‪18 :‬‬

‫حرف السين ‪:‬‬


‫سليمان بن جرير ‪12 :‬‬

‫حرف العين ‪:‬‬


‫عبد هللا بن ياسين ‪18، 17 :‬‬

‫‪125‬‬
‫الفهارس‬

‫علي بن يوسف ‪20 :‬‬

‫علي بن محمد ‪15 :‬‬

‫علي بن عمر ‪15 :‬‬

‫عبد المؤمن بن علي ‪22 ، 21 :‬‬

‫عبد الحميد األوربي ‪14 :‬‬

‫حرف القاف ‪:‬‬


‫القاسم كانون بن محمد بن إدريس ‪15 :‬‬

‫‪126‬‬
‫الفهارس‬

‫فهرس البلدان واألماكن ‪:‬‬


‫حرف األلف‪:‬‬
‫أمسيول ‪20 :‬‬

‫أودغست ‪92 ، 85 :‬‬

‫أوربة ‪13:‬‬

‫أزمور ‪39 ، 36 :‬‬

‫أم الربيع ‪31 :‬‬

‫أبي رقراق ‪30 :‬‬

‫أزغار ‪31 :‬‬

‫أصيال ‪63 ، 62، 61 ، 51 ، 45 ، 36، 35 :‬‬

‫أغمات ‪86 ، 85 ، 45 ، 35 :‬‬

‫ألمرية ‪56 ، 52 ، 49، 48:‬‬

‫أسفي ‪63:‬‬

‫أراغون ‪98 :‬‬

‫إفريقية ‪80 ، 65 ، 24 ، 14، 13:‬‬

‫إفرنجة ‪55 :‬‬

‫اإلسكندرية ‪59، 55 ، 54 :‬‬

‫األندلس ‪64، 62، 59، 54، 53، 52، 51، 47، 46، 45، 41، 37 ،32، 27، 22 :‬‬

‫اإلسبان ‪23، 22 :‬‬

‫حرف الباء ‪:‬‬


‫بادس ‪37 :‬‬

‫بهت ‪31:‬‬

‫‪127‬‬
‫الفهارس‬

‫بونة ‪86 :‬‬

‫بجاية ‪21، 20 :‬‬

‫بحر الزقاق ‪52 ، 30 :‬‬

‫برغواطة ‪66:‬‬

‫البرتغال ‪22 :‬‬

‫البصرة ‪80، 66، 43:‬‬

‫حرف الجيم‪:‬‬
‫جربة ‪21 :‬‬

‫جبل زرويل ‪34 ، 33:‬‬

‫جبل بني جبارة ‪33 :‬‬

‫جبل هنتاتة ‪31 :‬‬

‫جبل سمد ‪31، 30 :‬‬

‫جبل بني منصور ‪33 :‬‬

‫جبل بني وليد ‪34، 33 :‬‬

‫جبل مطغرة ‪36 :‬‬

‫جبل سيليكو ‪36 :‬‬

‫جبل المينا ‪58 :‬‬

‫جبل طارق ‪57، 54، 52 :‬‬

‫جزيرة طاريف ‪56 :‬‬

‫الجزيرة الخضراء ‪58، 56:‬‬

‫جزيرة ميورقة ‪56:‬‬

‫‪128‬‬
‫الفهارس‬

‫الجزائر ‪21، 18‬‬

‫حرف الدال ‪:‬‬


‫درعة ‪80 ، 45 ، 18 :‬‬

‫دكاال ‪31 :‬‬

‫داي ‪82 :‬‬

‫حرف الهاء‪:‬‬
‫هرغة ‪20، 19 :‬‬

‫حرف الواو‪:‬‬
‫وهران ‪18 :‬‬

‫وليال ‪14، 13 :‬‬

‫حرف الزاء‪:‬‬
‫زناتة ‪26 ، 24 ، 15 :‬‬

‫زاب ‪24 :‬‬


‫حرف الحاء ‪:‬‬
‫الحجاز ‪49 :‬‬
‫حرف الطاء ‪:‬‬
‫طنجة ‪60 ، 59 ، 56، 55 ، 54 ،52 ، 51 ، 46 ، 39 ، 34 ، 18 ، 13 :‬‬

‫طرابلس ‪55 ، 49 ، 21 :‬‬

‫طرطوشة ‪56:‬‬

‫حرف الالم ‪:‬‬


‫ليون ‪22 :‬‬

‫لمتونة ‪18 ، 17 ، 16 :‬‬

‫‪129‬‬
‫الفهارس‬

‫حرف الميم ‪:‬‬


‫مصمودة ‪20 ، 19 :‬‬

‫مسوفة ‪18 :‬‬

‫مصر ‪90 ، 84 ، 83 ، 54، 51، 49، 13، 12 :‬‬

‫مراكش ‪81 ، 66 ، 43 ، 41 ، 26 ، 25 ، 21 ، 20 ، 18 :‬‬

‫مطناس ‪34 ، 21 :‬‬

‫ملوية ‪26 :‬‬

‫ماسة ‪95 :‬‬

‫مالقة ‪56 :‬‬

‫المغرب ‪، 67 ، 64 ، 60 ، 51 ، 45 ، 44 ، 40 ، 37 ، 35 ، 34 ، 33 ، 32 ، 31:‬‬
‫‪71‬‬

‫المغرب األقصى ‪37 ، 36 ، 34 ، 32 ، 31 ، 30 ، 18 ، 27 ، 23 ، 19 ، 14 :‬‬

‫المغرب األدنى ‪51 ، 30:‬‬

‫المغرب األوسط ‪51 ، 46، 38 ، 35 ، 18 :‬‬

‫المهدية ‪65 ، 56 ، 21 ، 19 :‬‬


‫حرف النون ‪:‬‬
‫ناحية الهبط ‪34 ، 31 :‬‬

‫ناكور ‪74 :‬‬

‫حرف السين ‪:‬‬


‫سبتة ‪49 ، 46 ، 43 ، 39 ، 35 ، 18 :‬‬

‫سجلماسة ‪ 38 ، 34 ، 18 ، 15:‬ن ‪88 ، 87 ، 83 ، 80 ، 73 ، 71 ، 67 ، 43 ، 42‬‬

‫سبو ‪41 ، 40 ، 31 :‬‬

‫‪130‬‬
‫الفهارس‬

‫سال ‪87 ، 82 ، 61 ، 60 ، 43 ، 41 ، 34 ، 21 :‬‬

‫السوس األقصى ‪87 ، 81 ، 45 ، 14 :‬‬


‫حرف العين ‪:‬‬
‫عسقالن ‪54:‬‬

‫العراق ‪65 :‬‬

‫العرائش ‪68 ، 32 :‬‬

‫حرف الفاء ‪:‬‬


‫فاس ‪64 ، 46 ، 43 ، 41 ، 38 ، 37 ، 36 ، 34 ، 27 ، 26 ، 18 ، 15 ، 14 ، 13 :‬‬
‫‪73 ، 70 ،‬‬

‫فرمسا ‪56 :‬‬

‫حرف الصاد ‪:‬‬


‫صفاقص ‪21 :‬‬

‫صفرو ‪34 :‬‬

‫الصقلية ‪56 :‬‬

‫صنهاجة ‪27 ، 16 :‬‬

‫حرف القاف ‪:‬‬


‫قسنطينة ‪20 :‬‬

‫قابس ‪21 :‬‬

‫قشتالة ‪22 :‬‬

‫قرطبة ‪91 ، 90 :‬‬

‫القيروان ‪16 :‬‬

‫القيسارية ‪54 :‬‬

‫‪131‬‬
‫الفهارس‬

‫القسطنطينية ‪56 ، 55 :‬‬

‫حرف الشين ‪:‬‬


‫الشام ‪55 ، 54 :‬‬

‫شلف ‪18 :‬‬


‫حرف التاء ‪:‬‬
‫تادال ‪45 :‬‬

‫تالغ ‪26 :‬‬

‫تونس ‪23 ، 21:‬‬

‫تلمسان ‪43 ، 24 ، 23 ، 21 ، 13 :‬‬

‫تازا ‪25 :‬‬

‫تامسنا ‪31 ، 24 :‬‬

‫حرف الغين ‪:‬‬


‫غرناطة ‪22 :‬‬

‫غانة ‪68 :‬‬

‫‪132‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫فهرس الموضويات‬
‫شكر و يرفان‬
‫إهداء‬
‫قائمة المختصرات‬
‫أ‪-‬ط‬ ‫مقدمة‬
‫‪11‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬
‫الفصل األول ‪:‬األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬الزراعة‬
‫‪38‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الصناعة‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬التجارة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت‬
‫التجارية‬
‫‪52‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الطرق البحرية و نظامها‬
‫‪58‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬نظام المراسي ودور الفنادق في تنظيم الحركة التجارية‬
‫‪72‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الوسائل المستعملة في المعامالت التجارية‬
‫الفصل الثالث ‪:‬نظام المبادالت التجارية و طرق التعامل التجاري‬
‫‪80‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬نظام الصادرات‬
‫‪88‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬نظام الواردات‬
‫‪94‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬طرق التعامل التجاري‬
‫‪102‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪106‬‬ ‫المالحق‬
‫‪110‬‬ ‫البيبليوغرافيا‬
‫الفهارس‬
‫‪125‬‬ ‫فهرس األعالم‬
‫‪128‬‬ ‫فهرس البلدان و األماكن‬
‫‪134‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬
‫ملخص المذكرة‬

‫‪133‬‬
‫ملخص المذكرة باللغة العربية ‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى تبين أهم المرافئ التجارية والطرق البحرية والتي ساهمت في تفعيل‬

‫األهمية اإلقتصادية التي كان لها دور كبير في النشاط التجاري وتأمينها من تلك المسالك‬

‫الوعرة وطويلة المسافة‪ ،‬الذي وطد العالقات السياسية وجعلها تشد أزرها خاصة في ظل‬

‫االضطرابات والتهجمات النصرانية على البالد اإلسالمية حيث نجد أن تلك المجاالت‬

‫التجارية بين الممالك اكتسبت طابع بحري في نظام التعامالت عبر المسالك‪ ،‬كما أنها‬

‫ساهمت في صك العملة وجعلها كوسيلة في عملية البيع والشراء بالرغم من تعدد شكل‬

‫ونوع هذه النقود عند كل مملكة أثناء غياب عملية المقايضة‪ ،‬في حين نجدها وحدت نوعا ما‬

‫نظام المكاييل والموازين والمقاييس خاصة في األسواق الكبرى ‪.‬‬

You might also like