Professional Documents
Culture Documents
SSH 035525
SSH 035525
الموسومة بـ :
راية العلم و المعرفة "أبي و أمي " أطال هللا في عمرهما ،إ لى من عشت في
أوساطهم "إخوتي " ،إلى أستاذي المحترم و المؤطر كداني فؤاد و الذي
المعنى الرمز
الطبعة ط
الجزء ج
الصفحة ص
دون مكان ( دم )
تحقيق (تح)
تعليق (تع)
ترجمة (تر)
تعريب (تعر)
تصدير (تص)
تقديم (تق)
إشراف (إش)
مراجعة (مر)
تخطيط (تخ)
ميالدي م
هجري هــ
مجلد (مج)
ب/بـــاللغة األجنبية :
P Page
ED Edition
مقدمة
مقدمة :
مقدمة :
شهد المغرب األقصى خالل العصر الوسيط نشاطا إقتصاديا وحركة تجارية
مزدهرة ال مثيل لها ،وخير دليل على ذلك الدور الذي لعبته المرافئ التجارية في تمتين
العالقات اإلقتصادية بين مختلف األقطار سواء مع المغرب األوسط واألدنى أو مع بالد
السودان الغربي واألندلس وكذا مع المش رق اإلسالمي ،مما ساعد في تنشيط حركة التبادل
التجاري التي سيطرت على الوضع وفتحت المجال من أجل التطور والرقي.
فقد حب ا الحق سبحانه هذه البالد بخيرات طبيعية متنوعة أكسبتها أهمية استراتيجية
فتحت أمامها كل السبل لخلق عالقات داخلية وخارجية تنوعت بحكم المصالح المشتركة،
مما جعلها نقطة إنطالق تجاري كبير ومركز لإلتصال بين األسواق اإلسالمية وغيرها.
ومن هنا ارتأينا أن نعالج موضوع إقتصادي محض والذي يتجلى في " األهمية
مما ال شك فيه أن هناك عوامل عديدة دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع من
أبرزها :
-اإلبتعاد عن المواضيع التي تتطرق إلى الجوانب السياسية والعسكرية التي أفاضت كتب
-توضيح المراكز والطرق التجارية بالمغرب األقصى وأهم مسالك التجار ،مع ذكر
أ
مقدمة :
-إن الجانب اإل قتصادي بشكل عام والتجاري بشكل خاص ليس له ميوالت كثيرة للباحثين
-افتقار مكتبة الجامعة سواء الدوريات أو مصلحة الكتب لهذا الموضوع فأردنا تزويدها
-إ ن ميولي لهذا الموضوع من الجانب البحثي هو معرفة مراسي المغرب األقصى وكيفية
معاملة التجار بعضهم بعضا رغم اختالف أجناسهم ،ومعرفة المواد والبضائع التي كانت
محل التصدير واإلستيراد ،واألمور والوسائل التي كانت تستعمل في المعامالت التجارية.
-تسليط الضوء على دور المرافئ في األهمية اإلقتصادية للمغرب األقصى خالل
العصر الوسيط.
بعد البحث من خالل بعض المصادر والمراجع ،تبين لنا أنه لم يتطرق الباحثين والكتاب
والجغرافيين قاموا بوصف البلدان منها بالد المغرب ،غير أن دور المرافئ شكل قلة أو كاد
ينعدم إال ما جاء في بعض الجزئيات القليلة التي تناولتها كتب العالقات اإلقتصادية بين
الدول وأثناء دراستنا لهذا الموضوع كان لزاما علينا اإلطالع على الدراسات السابقة التي
تناولت تاريخ اإلقتصاد للمغرب األقصى بما فيه وضعية المرافئ التجارية والطرق
البحرية ،وذلك لتسهل علينا اإلحاطة بجوانبه وكيفية التعامل مع مصادر الموضوع.
ب
مقدمة :
ومن بين الدراسات التي أفادتنا دراسة بان علي محمد البياتي المعنونة " بالنشاط التجاري
في المغرب األقصى خالل ( القرن 5 – 3هـ 11 – 9 /م )" تحت إشراف الدكتورة صباح
إبراهيم الشيخلي.
-ما هو دور المرافئ في األهمية اإلقتصادية للمغرب األقصى خالل العصر الوسيط ؟
/2فيما تمثلت الموانئ والطرق البحرية التي ساهمت في خلق ذلك النشاط التجاري الذي
ولإلجابة على هاته التساؤالت وضعنا خطة لإللمام بهذا الموضوع اإلقتصادي فقمنا بتقسيم
البحث إ لى ثالث فصول بعد المقدمة والفصل التمهيدي وخاتمة ثم اتبعنا موضوعنا بمالحق
وفي المقدمة عرضنا الخطوات التي اتبعناها إلنجاز هذا البحث ،أما الفصل التمهيدي
فتطرقنا فيه إلى الوضع السياسي وسير نظام حكمه من النشأة إلى السقوط أو اإلضمحالل
ج
مقدمة :
أما الفصل األول فسلطنا الضوء فيه على الوضع اإلقتصادي للمغرب األقصى والذي قمنا
بتقسيمه إلى ثالث مباحث ،فاألول ينطوي على الزراعة ،أما الثاني فيتمحور حول الصناعة
في حين ركزنا في الفصل الثاني على نظام المسالك التجارية والذي محورناه إلى ثالث
مباحث كذ لك ،فاألول يتلخص في الطرق البحرية ونظامها ،أما الثاني فتناولنا أهم مراسي
المغرب األقصى والدور الذي أدته الفنادق في تسيير الحركة التجارية ،أما الثالث فأسفر عن
والمقاييس.
وعالج الفصل الثالث واألخير نظام المبادالت التجارية وطرق التعامل التجاري ،والذي
قسمناه هو كذلكإلى ثالث مباحث ،فاألول ارتأينا الحديث عن نظام الصادرات ،والثاني كذلك
عن نظام الواردات ،أما الثالث فيتلخص في طرق التعامل التجاري والتي تظم نظامي
المقايضة والنقود كما أشرنا إلى المعاهدات والمراسالت التجارية التي انعقدت بين ملوك
المغرب األقصى.
وأنهينا بحثنا بخاتمة كانت عبارة عن مجموعة من النتائج المتوصل إليها خالل هذه
الدراسة ،ودعمنا عملنا األكاديمي بمالحق تثبت األمور التي أدرجناها في المتن لكن كانت
تتطلب توضيحا ،وختمنا هذه المذكرة بقائمة بيبليوغرافية تضم مصادر ومراجع ومذكرات
وغيرها من األدوات البحثية التي أفادتنا وجعلت منا الخوض في مضمار هذا الموضوع،
د
مقدمة :
قد اقتضت من طبيعة الموضوع إلى اتباع منهجية تاريخية متنوعة بتنوع مضامين
الفصول ،والتي أجبرتنا على اتباع المنهج التاريخي من أجل تتبع التطور الزمني من النشأة
إلى اإلضمحالل لكل دولة والتي نحن بصدد دراستها وعالقاتهم السياسية ،أما المنهج
الجغرافي استعنا به لوصف األماكن والمدن وحالة والموانئ والطرق التجارية فيها.
من أجل الدراسة اإلقتصادية والتاريخية ألي دولة من الدول وأي فترة من الفترات
ونحن بصدد تناول هذا الموضوع ،فال بد من الرجوع إلى مصادر ومراجع سواء كانت
-كتاب " نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق " :ألبي عبد هللا محمد الشريف المعروف
باإلدريسي المتوفي سنة 564هـ 1166 /م ،وهو من المصادر الجغرافية المهمة ،لكونه
يحوي معلومات قيمة ووافية عن أهم المراسي والطرق البحرية ومختلف المدن بالمغرب
واألندلس ،وكذ لك أفادنا في تحديد المسافات بين هذه الدول والطرق ،ومما زاد أهميته كون
-كتاب " المغرب في ذكر بالد إفريقية والمغرب " وهو جزء من كتاب المسالك والممالك
والذي ألفه أبي عبيد هللا البكري المتوفي سنة 487هـ 1094 /م ،إضافة إلى المعلومات
الجغرافية تضمن معلومات تاريخية وإقتصادية مهمة عن بالد المغرب واألندلس ،بصفته
ه
مقدمة :
ناقال أمينا عن الوراق ( 363هـ ) كما يمكن اإلطمئنان إلى بعض النصوص التي أوردها،
مما أفادنا في معرفة بعض المسالك والطرقات وساير حديثه عن إتصال المراسي
والمسافات الفاصلة فيما بينهم ثم يعدد باقي الخطوات البحرية بين المغرب األقصى
واألندلس.
-كتاب " صورة األرض " :البن حوقل النصيبي المتوفي سنة 367هـ 987 /م ،إنتسبإلى
مدرسة الجغرافيين الخرائطيين بمشرق دار اإلسالم وهو من بين باقي روادها أمثال
البلخي ،وهو واحد من التجار المثقفين الذين اختاروا التجارة وسيلة لألسفار ومعرفة األقاليم
حيث يعد من أشهر الكتب التي صنف فيها األقاليم ودرس شعوبها.
-كتاب " المسالك والممالك " :البن خردذابة المتوفي حوالي 272هـ 885 /م من الرحالة
الجغرافيين في العصر العباسي ،يعد هذا الكتاب من أقدم كتب الجغرافية في اللغة العربية،
ودليل يستعين به المسافرون في اإلهتداءإلى الطريق البحري ،كما اشتمل على بيانات وافية
عن طرق البالد والمسافات بينها ،أشار فيها إلى الطرق الرابطة بين المغرب األقصى
واألندلس ،وحدثنا عن التجارة ووضح أنواع السلع التي حصل عليها تجار العرب من
-كتاب " الروض المعطار في خبر األقطار " :لمحمد عبد المنعم الحميري المتوفي سنة
371هـ 1310 /م ،يعتبر المصدر معجم جغرافي مهم ،ضم معظم األعالم التي يردد ذكرها
في كتب المغاربة ،حيث رتبه حسب الحروف األبجدية وقد تناول الكتاب نبذة تاريخية عن
و
مقدمة :
المغرب باإلضافة إلى وصف الطرق التي تؤدي إليها وأهم منتجاتها ،ووقع هذا الكتاب في
-كتاب " تحفة النظار في غرائب األمصار وعجائب األسفار " :لمحمد بن عبد هللا اللواتي
المعروف بابن بطوطة المولود سنة ( 703هـ 1304 /م ) حيث وصف لنا أثناء رحلته
-كتاب " وصف إ فريقيا " لحسن الوزان ،حيث اعتمدنا عليه ألنه يتضمن المدن التي كان
لها أدوار إقتصادية والتي كانت محل نزاع القوى السياسية عليها.
-كتاب " العبر وديوان المبتدأ أو الخبر في تاريخ العرب "...لعبد الرحمن بن خلدون،
حيث تضمن عدة أجزاء تتمحور حول الحياة السياسية والثقافية واإلقتصادية لبالد المغرب
-كتاب "الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية" ،البن أبي زرع الفاسي ،وهو كتاب
للدولة المرينية ،فقد جاء زاخرا باألخبار السياسية وبعض المعلومات اإلقتصادية ،كما
استعنا بكتابه األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة
فاس.
ز
مقدمة :
-كتاب " البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب " :لمؤلفه أبو العباس أحمد بن محمد
المعروف بـ " ابن عذارى " قام بتحقيقه مجموعة من الباحثين ،يعتبر هذا الكتاب مصدرا
مهما لكثير من األحداث في أواخر الدولة المرابطية إلى إنهيار دولة الموحدين.
-كتاب " المعيار المغرب و الجامع المعرب عن فتاوى علماء إفريقية واألندلس "
للونشريسي أحمد بن يحيى المتوفي سنة 914هـ 1508 /م ويتضمن الحياة اإلقتصادية فيما
يتعلق بإنتشار مظاهر الغش واحتكار السلع ،وتصرفات كانت تصدر من التجار داخل
هناك كتب كثيرة استعنت بها في مذكرتي من بينها " دراسات في التاريخ
المغرب عبر التاريخ" ،ومحمد عيسى الحريري في كتابه" تاريخ المغرب اإلسالمي
واألندلس في العصر المريني" ،وحسين مؤنس في كتابه " تاريخ المغرب وحضارتهم" كلها
وباإلضافة إلى هذه المراجع وغيرها إعتمدنا كذلك على بعض الرسائل الجامعية كمذكرة
األستاذ دريس بن مصطفى بعنوان " العالقات السياسية واإلقتصادية لدول المغرب
اإلسالمي "...
ح
مقدمة :
والتي ساعدتنا في معرفة مصادر تلك الفترة التي تخص الجانب اإلقتصادي.
والمتعبة في نفس الوقت ،وذلك لقلة المصادر المتخصصة من جهة واقتضاب ما تيسر منها
من جهة أخرى مع ص عوبة قراءة البعض منه لرداءة خط المؤلف .كذلك واجهتنا صعوة في
ضبط المسافات بين المدن والمناطق وهذا راجع إلى إختالف وحدات القياس التي تبناها
الجغرافيين والرحالة ،في تحديد اتجاهاتها إما من منطلق جغرافي صرف أو بناء على واقع
الحال ،الذي شهد استقرارا نسبيا ترتب ع ن الوحدة السياسية خالل العصر الوسيط،
فاختالف اإلحداثيات الجغرافية ألبعاد المغرب عكس تعدد المدارس الجغرافية وهو ما ساهم
وفي الواقع اليزال الموضوع بحاجة إلى المزيد من اإلثراء والبحث ،وما محاولتنا إال خطوة
متواضعة لإلجابة على بعض التساؤالت المثارة حول الشق اإلقتصادي خاصة أوضاع
ط
الفصل التمهيدي :
األوضاع السياسية بالمغرب األقصى خالل العصر الوسيط
لقد شهد المغرب اإل سالمي عدة تحوالت وتطورات كما كانت له عالقات وروابط بين
مختلف األقطار ،وفي مختلف المجاالت :السياسية ،اإلقتصادية ،الثقافية ،وذلك مما ال
شك فيه أن األهمية اإلقتصادية ألي منطقة يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع السياسي ،لذلك
سنحاول أن نتعرف على وضع المغرب األقصى سياسيا وذلك من خالل الكيانات السياسية
سميت دولة األدارسة بهذا اإلسم نسبة إلى مؤسسها إدريس بن عبد هللا بن الحسن بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه ،الذي جاء إلى المغرب بعد فشل
العلويين في ثورتهم التي قادها الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي ،سنة
بعد واقعة فخ قرب مكة في عام 169ه786/م ،هرب إدريس بن عبد هللا من الحجاز
نحو مصر وبصحبته مواله راشد ،حيث أشار البكري إلى وصول إدريس مع راشد إلى
مصر2فخرج به وكان ذا حزم وشجاعة ولطف في حجة الحاج بعد أن غير لبسه وألبسه
-1نهلة أحمد شهاب ،تاريخ المغرب العربي ،ط ، 1دار الفكر ،عمان 2010 ،م ،ص .214
-2مصر :هي بالد من شمال إفريقيا غربها تمتد بالد المغرب وتتصل مع بالد السودان في الجنوب وبالد الشام في
الشرق كما تطل على البحر األحمر من الشرق والبحر المتوسط من الشمال ،وهي أرض األقباط ،ينظر :ياقوت
الحموي ،معجم البلدان ،ج ، 5دار صادر ،لبنان 1979 ،م ،ص .137
11
الفصل التمهيدي :
مدرعة وعمامة غليظة .......حتى دخال مصر ،1ومن مصر خرجا مع القوافل المتجهة
إلى بالد المغرب ،فركب إدريس مع راشد حتى اقتربا من إفريقية ،2تركا دخولها وسارا
ولو لم يكن راشد بهذه المواصفات التي استطاع أن ينجو بإدريس و يوصله إلى أبعد
نقطة،4ولم يزاال على ذلك حتى وصال إلى بلدة وليال حيث استقبله اسحاق بن محمد بن عبد
الحميد حاكم قبيلة أوربة الذي كان معجبا بالمذهب الشيعي فرحب به وطلب قومه مبايعته
وتمت البيعة سنة 172ه788/م وكان طموحه كبير في إنشاء خالفة علوية ،5فزحف على
القبائل التي كانت تؤمن بالمجوسية وتمكن من نشر اإلسالم بين القبائل البربرية التي كانت
6
تدين بالنصرانية واليهودية ،ولما بسط نفوذه على المغرب األقصى اتجه إلى مدينة تلمسان
-1أبو عبيد هللا البكري ،المغرب في ذكر بالد إفريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك والممالك ( ،د ط ) ،دار
الكتاب اإلسالمي ،القاهرة ( ،د ت ) ،ص .95
-2إفريقية :اسم لبالد قبالة جزيرة صقلية وتنتهي إلى قبالة جزيرة األندلس ،وسميت إفريقية نسبة إلى إفريقش بني صيفي
بن سبأ القحطاني ،ينظر :عبد المنعم الحميري،الروض المعطار في خبر األقطار(،تح) :احسان عباس ،ط ، 2مكتبة
لبنان (،دم) 1984 ،م ،ص .80
-3ابن أبي زرع الفاسي ،األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس ( ،دط ) ،
صور للطباعة والوراقة ،الرباط 1972 ،م ،ص .19
-4سعدون عباس نصر هللا ،دولة األدارسة في المغرب العصر الذهبي ( 223– 172هـ 835 -788 /م ) ،ط ، 1دار
النهضة العربية ،بيروت 1987 ،م ،ص .63
-5عمورة عمار ،موجز في تاريخ الجزائر ،ط ، 1دار ريحانة ،الجزائر 2002 ،م ،ص .48
-6تلمسان :قاعدة المغرب األوسط ،وهي مدينة عظيمة فيها آثار لألول تدل على أنها كانت مملكة لألمم السابقة وهي في
سفح جبل أكثره شجر الجوز وكان لها ماء مجلوب من مكان يسمى لوريط كما يوجد بجانبها وادي كبير هو وادي
سطفطيف ،وكانت تلمسان دار مملكة زناتة ويسكن بجوارها قبائل كثيرة الخصب والرخاء ،ينظر :عمر راكة،عالقة
الدولة الموحدية باإلمارات اإلسالمية والممالك المسيحية في األندلس ،ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي (،إش) :
الدكتور بودواية مبخوت ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان 2010 ،م 2011 ،م ،ص .33
12
الفصل التمهيدي :
ولما سمع الخليفة هارون الرشيد بالتقدم الذي أحرزه إدريس األول في بناء دولة
المغرب ،فكر في شن حملة عسكرية عليه ولكن لبعد المسافة بين بغداد والمغرب غير رأيه
،فأرسل إ ليه سليمان بن جرير الذي تقرب منه وتمكن من التوغل في حاشيته ،وفي غياب
مواله راشد الذي كان ال يفارق إدريس قدم له سما في صورة عطر توفي على إثره ،
فطارده راشد ولحق به ولم يتمكن من قتل سليمان لكن استطاع قطع يده وفر إلى المشرق،2
وتوفي إدريس األول سنة 177ه793/م تاركا زوجته كنزة بنت عبد الحميد األوربي حامال
3
واعتنى راشد بتربيته وتعليمه وما إن شب حتى بايعته القبائل في وليال أميرا عليهم
ووفد في عهده العرب من إفريقية واألندلس واستقروا بدولته واستعان بهم وتخلى عن
البربر الذي لم يعد يطمئن إليهم وعرف مشاكل مع دولة األغالبية ،4التي كان يحكمها
-1علي الجزنائي ،جني زهرة اآلس في بناء مدينة فاس ( ،تح ) :عبد الوهاب بن منصور ،ط ، 2المطبعة الملكية
،الرباط 1991 ،م ،ص . 14
-2عبد الرحمن بن خلدون ،ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر (،مر )
:سهيل زكار ،ج ( ، 4د ط ) ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت 2000 ،م ،ص .18
-5ابن أبي دينار،المؤنس في أخبار إفريقية وتونس ،ط ، 3دار الميسرة ،لبنان1993،م ،ص .99
13
الفصل التمهيدي :
ثم شرع بالتخطيط لبناء مدينة فاس،وامتد نفوذه من السوس األقصى 1إلى واد
الشلف ،الحد الجغرافي الفاصل بين دولة األدارسة واألغالبة ،وتعاقب على حكم األدارسة
التي دامت من سنة 172ه إلى 375ه األمراء التالية أسمائهم )1 :إدريس األول )2إدريس
الثاني )3محمد بن إدريس )4علي بن محمد )5يحيى بن محمد وولده يحيى )6علي بن
الحجام )10موسى بن أبي العافية )11القاسم كنون بن محمد بن القاسم بن إدريس )12أبو
ولم يقع في عهدهم أي تقدم ماعدا بعض الهدوء النسبي الذي ساد دولتهم .وبناء مدينة
فاس ومسجد القرويين ،ولما قسمت الدولة بين أمراء العائلة الحاكمة في عهد محمد بن
إدريس بدأت السلطة تضعف إلى حد أنهم فقدوا نفوذهم تدريجيا على بعض أقاليم مملكتهم.3
فأساء حكامها السيرة وإشتد الصراع بينهم على السلطة إضافة إلى اإلضطرابات التي
أحدثها الخوارج في عهدهم وعدم تمكنهم من بناء دولة قوية وإهمالهم للجانب العسكري مما
شجع العبيديين الفاطميين بالزحف عليهم بقيادة جوهر الصقلي فقضى على جيش
زناتة4واستولى على مدن سجلماسة وفاس وبسط نفوذ الفاطميين على المغرب إال أن هذا ال
-1السوس األقصى :بالد تقع بين األطلس الكبير واألطلس الصغير بالمغرب األقصى ،ينظر :الحميري ،المصدر
السابق ،ص .330
-3صالح فركوس ،تاريخ الجزائر من ما قبل التاريخ إلى غاية االستقالل ) المراحل الكبرى ) ( ،د ط ) ،دار العلوم
للنشر والتوزيع ،عنابة 2005 ،م ،ص .84
-4زناتة :قبيلة من قبائل البربر ببالد المغرب ،سكنوا كل المنطقة من غدامس إلى السوس األقصى ،ينظر :ابن خلدون ،
العبر ،المصدر السابق ،ج، 7ص .3
14
الفصل التمهيدي :
يقلص دور األدارسة وفضلهم في نشر اإلسالم في بعض القبائل التي كانت التزال تدين
بالمسيحية والمجوسية وتعميم اللغة العربية 1كما امتازحكمهم على خالف الدولة اإلسالمية
األخرى بالالمركزيةفي تسيير شؤون دولتهم ،وسلكوا سياسة المرونة وحسن التعامل مع
األهالي.2
يعود أصل المرابطين إلى قبيلة صنهاجة3البربرية ،استوطنوا الصحراء الكبرى ،
وتأسست دولة المرابطين على يد قبيلة لمتونة الذين كانوا يستعملون اللثام بحيث ال ينزعونه
مطلقا ،ويرجع الفضل إليهم في نشر اإلسالم . 4وبلغ اإلنحالل الخلقي والفساد منتهى
الخطورة ع ندما تقلد األمير يحيى بن إبراهيم إمارة الملثمين فأناب ابنه إبراهيم ثم سافر إلى
المشرق ألداء فريضة الحج وطلب العلم سنة 427ه ،وعند عودته مر بالقيروان واتصل
بالفقيه أبي عمران الفاسي إمام المذهب المالكي فتزود منه علما غزيرا ،وطلب منه أن يبعث
-1عصام الدين عبد الرؤوف الفقي ،تاريخ المغرب واألندلس ( ،د ط ) ،مكتبة النهضة ،القاهرة ( ،د ت) ،ص .142
-3صنهاجية :قبيلة من قبائل البرانس لها بطون كثيرة منها :بلكانة وشرطة ولمتونة ،ومسوفة ولمطة ،كما تنقسم إلى
فرعين كبيرين هما صنهاجة الشمال وصنهاجة الجنوب ،حيث الفرع األول هو الذي حكم المغرب األدنى وبعض من
المغرب األوسط وأما الفرع الثاني انحدر منه المرابطون ملوك المغرب واألندلس ،ينظر :ابن خلدون ،العبر ،المصدر
السابق ،ج ، 6ص ص .202 – 201
4
-أحمد مختار العبادي ،في تاريخ المغرب و األندلس ( ،د ط ) ،دار النهضة العربية ،بيروت ( ،دت)،ص .45
15
الفصل التمهيدي :
فلم يقبل أي تلميذ من تالميذه الرحيل معه ،فكتب له رسالة إلى أحد تالميذه
القدماءوجاج بنوزلوالذي أسس مدرسة لدراسة العلوم اإلسالمية ولما وصلته الرسالة
عرضها على تالميذه وتطوع عبد هللا بن ياسين لهذه المهمة وهو من أصل صنهاجي شديد
التدين ولما وصل إلى قبيلة لمتونة صحبة يحي سنة 430ه 1038-م ،شرع في مهمة
الوعظ واإلصالح،1ولما رفض الملثمون دعوته رحل عنهم رفقة األمير يحيى بن إبراهيم
وقرروا آنذاك بناء دولتهم حسب المذهب المالكي .ولما شاع أمرهم بين الملثمين توافدوا
عليهم حتى بلغ عددهم ألف رجل ،فشرع ابن ياسين في تعليمهم وتدريبهم حتى تقبلوا دعوته
وفي سنة 434ه 1042-م خرج رفقة أنصاره بجيش قوامه ثالثة آالف محارب فبدأ
باللمتونيين ثم المسوفيين حتى خضعوا جميعا بالقوة البن ياسين .وبعد وفاة يحيى بن إبراهيم
سنة 440ه – 1048م خلفه يحيى بن عمر اللمتوني،وكانت آنذاك عدة قبائل تعيش المظالم
،فكتب إليها سكانها من فقهاء سجلماسة3يطلبون منه التدخل لوضع حد المظالم وفساد حكام
-1علي محمد الصالبي ،فقه التمكين عند دولة المرابطين ،ط ، 1مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة ،القاهرة ،
2006م ،ص .21
-2حسن أحمد محمود ،قيام دولة المرابطين ( ،د ط ) ،دار الفكر العربي ،القاهرة (،د ت) ،ص .72
-3سجلماسة :مدينة عظيمة من أعظم مدن المغرب ،وهي على طرف الصحراء بينها وبين غانة صحراء مسيرة
بشهرين ،قليلة المياه ،يسكنها قوم من مسوفة رحالون ،وبنيت هذه المدينة سنة 140ه 757 /م ،ينظر :الحميري ،
المصدر السابق ،ص .305
-4لسان الدين ابن الخطيب ،رقم الحلل في نظم الدول ( ،دط ) ،المطبعة العمومية ،تونس 1612 ،م ،ص .52
16
الفصل التمهيدي :
فزحف عليهم عبد هللا بن ياسين رفقة يحيى بن عمر فدخل إلى سجلماسة وقتل
أميرها مسعود بن وانودين ،ثم استولوا على درعة وواصلوا نفوذهم إلى السودان .1وعندما
توفي يحيى بن عمر بن إبراهيم سنة 446ه خلفه أخوه أبو بكر بن عمر في السنة الثانية
وكان أخوه مثاال لإلخالص والتضحية وفي عهده وقعت فتنة بين قبيلة لمتونة ومسوفة
اضطرمن أجلها العودة إلى الصحراء لحل النزاع وأوكل إدارة الدولة خالل غيابه البن عمه
يوسف بن تاشفين وواصل هو جهاده في نشر اإلسالم وفتح بالد السودان حتى توفي سنة
480ه.2
ولما تولى بن تاشفين والية المغرب سنة 453ه اتخذ من مراكش 3عاصمة لدولته
،وشرع في تنظيم جيشه الذي بلغ مائة ألف ثم زحف على مدينة فاس وفتحها سنة 455ه
وواصل جهاده حتى استولى على مدينة طنجة ثم سبتة ولما بسط نفوذه على جزء كبير من
المغرب األقصى4ولى عليها والة .ثم سار إلى المغرب األوسط حتى وصل إلى مناطق
1
مدينة الجزائر الحالية (وهران والشلف وغيرها من مدن الغرب ) ثم رجع إلى مراكش.
-1إبراهيم القادري بوتشيش ،مباحث في التاريخ اإلجتماعي للمغرب واألندلس ) خالل عصر المرابطين ) ( ،دط ) ،دار
الطليعة للطباعة والنشر ،بيروت 2000 ،م ،ص .49
-2ابن عذارى المراكشي ،البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب ،ج ، 4ط ،1دار الثقافة ،بيروت 1983 ،م ،
ص .20
-3مراكش :أ عظم مدينة بالمغرب وأجلها وبها سرير ملك " بني عبد المؤمن " وهي في البر األعظم بينها وبين البحر
عشرة أيام في وسط بالد البربر وكان أول من اختطها " يوسف بن تاشفين " ،ينظر :اإلدريسي ،المغرب و أرض
السودان و مصر و األندلس مأخوذة من كتاب نزهة المشتاق في إختراق اآلفاق ( ،د ط)،مطبع بريل،ليدن1866،م :ص
.134
-4المغرب األقصى :هو أول بالد سجلماسة إلى الصحراء وآخر بالد المغرب وقاعدته مدينة فاس ،ينظر " :مؤلف
مجهول " ،اإلستبصار في عجائب األبصار ( ،تح ) :سعد زغلول عبد الحميد ( ،دط ) ،دار الشؤون العامة ،العراق ،
1986م ،ص .180
17
الفصل التمهيدي :
وهكذا كون المرابطون الصنهاجيون الصحراويون دولة واسعة قوية األركان قامت
على أسس إسالمية والحكم بما أنزل هللا .وكان البد لمثل هذه الدولة أن تعتمد على إقتصاد
قوي ونشط وكان من ضمن ما اعتمدوا عليه في إقتصادهم التجارة النشطة المزدهرة داخليا
وخارجيا.2
قامت دولة الموحدين على أساس عقيدة التوحيد والخضوع للموحدين فكان شعارها
"األمر بالمعروف والنهي عن المنكر" تزعمها محمد بن تومرت 3الذي كان ينتسب إلى
قبيلة هرغة ،إحدى بطون قبيلة مصمودة ،4استقر في مدينة المهدية عندما رجع من المشرق
عام 511ه 1117/م،5حيث تصدى للتدريس ومقاومة البدع والمنكرات ثم اتجه إلى مدينة
-1يوسف األشباخ ،تاريخ األندلس في عهد المرابطين والموحدين (،تر) :محمد عبد هللا عنان ،ج ، 1مكتبة الخانجي،
القاهرة 1996 ،م ،ص .218
-2بان علي محمد البياتي ،النشاط التجاري في المغرب األقصى خالل ) القرن 5 -3ه 11-9 /م) ،ماجستير آداب في
تاريخ المغرب اإلسالمي ( ،إ ش) :الدكتورة صباح ابراهيم الشيخلي ،كلية التربية للبنات ،بغداد 2004 ،م ،ص.27
-3محمد بن تومرت :هو محمد بن عبد هللا بن عبد الرحمن ابن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن سفيان بن صفوان بن
جابر بن عطاء بن رياح بن محمد بن سليمان ابن عبد هللا بن الحسن بن علي أبي طالب ،وهو مؤسس الدولة الموحدية
حفظ القرآن مبكرا وطلب العلم باألندلس ،أدى فريضة الحج ،ينظر :أبي عبيد هللا محمد بن ابراهيم الزركشي ،تاريخ
الدولتين الموحديةوالحفصية ( ،تح ) :محمد ماضوي ،ط ، 2المكتبة العتيقة ،تونس 1966 ،م ،ص .43
-4مصمودة :قبيلة بربرية برنسية تضم عدد اليحصى من البطون والفروع أهمها هرغة،جدميوة،جنفسية ،هنتانة ،هيالنة
،سميت مجموعها بقبائل المصامدة حيث اعتصموا بجبل درن من بالد المغرب األقصى وعلى عصبيتها قامت الدولة
الموحدية ،ينظر :ابن خلدون ،العبر ،المصدر السابق ،ج،6ص .461
-5أبي بكر علي الصنهاجي البيدق،أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين ( ،د ط ) ،دار المنصور للطباعة
والوراقة ،الرباط 1971 ،م ،ص .39
18
الفصل التمهيدي :
بطرده من مراكش عام 515ه1121/م فاتجه إلى قبيلته هرغةبالمغرب األقصى وهناك كان
يدعو الناس إلى محاربة حكم المرابطين،4وعندما انتشرت دعوته بين الناس جمع رجال
مصمودة وقبائل األطلس رفقة عشرة من أصحابه فبايعوه في رمضان سنة 515ه .ولقب
خاض ابن تومرت وأنصاره معارك عديدة ضد المرابطيين حتى استطاع أن يحاصر
مراكش عام 524ه1130/م لمدة أربعين يوما ،لكنه تعرض لهزيمة ساحقة بمعركة البحيرة
،حيث جرح فيها جروحا بليغة لم يلبث إثرها حتى توفي ،6فبايع الموحدون تلميذه عبد
المؤمن بن علي بيعة سرية عام524ه1130/م ثم بيعة علنية عام 527ه1133/م فتأهب
واإلنصراف عن شؤون الرعية وإثقالها بالضرائب الباهضة ،فكانت تلك المظاهر من
-1قسنطينة :مدينة من أعمال إ فريقية وجدت بها آثار قديمة وتعتبر من أحصن مدن المغرب بسبب الجبال المحيطة بها
والخندق الموجود حولها ،وهي كثيرة الخيرات تكثر بها الحنطة والسمن والعسل ،ويغلب على أهلها العرب ،ينظر :
الحميري ،المصدر السابق ،ص ص .481-480
-2بجاية :هي مدينة جليلة بالمغرب األوسط لها جبل يحيط بها اسمه " أمسيول " يمنحها حصانة طبيعية ،كما تتوفر على
عيون ماء عذب ،وتنمو بالقرب منها الكثير من الحشائش الطبية ،وقد اتخذها الحماديون قاعدة لملكهم ،وتكثر بها
التجارة ولها ميناء تدخله السفن وبه تصنع المراكب ،ينظر :نفسه ،ص ص . 81-80
-4محمد حسن العيدروس،المغرب العربي في العصر اإلسالمي ،ط ،1دار الكتاب الحديث ،القاهرة2008 ،م ،ص
.178
-5مبارك بن محمد الميلي ،تاريخ الجزائر في القديم والحديث ،ج ( ، 2د ط ) ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ،
2010م ،ص . 67
19
الفصل التمهيدي :
العوامل المساعدة على القضاء على دولة المرابطين ،حيث استطاع أن يقتحم مراكش
بعد ذلك اتجه إلى مكناس2وسال3وتلمسان والجزائر،4و بجاية التي اقتحمها عام
10 9 8
من وقابس وصفاقس وتونس7وجربةوطرابلس 6
1153م.5وقام بتحرير المهدية
النورمان الذين غاروا على الموانئ الساحلية وأسقط الدولة الحمادية ،ثم توجه الموحدون
-1السيد عبد العزيز سالم ،تاريخ المغرب في العصر اإلسالمي ( ،د ط ) ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية
2011،م،ص .692
-2مكناس :مدينة مسمات بأقرارت ومكناسة باسم مكناس البربري لما نزلها مع بنيه عند ملوكهم بالمغرب وبين فاس
ومكناسة أربعون ميال في جهة الغرب ،ينظر ،اإلدريسي ،المصدر السابق ،ص.96
-3سال :مدينة على ساحل البحر من إقليم المغرب األقصى وهي مدينة جليلة حيث أن القديمة منها انهارت مبانيها
فاستحدث الموحدون الجديدة منها ،ينظر :الحميري ،المصدر السابق ،ص .319
-4الجزائر :مدينة قديمة على ضفة البحر لها أسواق ومسجد جامع بينها وبين شرشال سبعون ميال وكانت تسمى قديما
إيكسيوم ،ينظر :نفسه ،ص .163
-5عبد هللا عالم ،الدولة الموحدية بالمغرب في عهد عبد المؤمن بن علي ( ،دط ) ،المكتبة الوطنية ،الجزائر ،
2007م ،ص .112
-6المهدية :مدينة عظيمة بناها عبيد هللا المهدي ،ولها مرسى للمراكب ،ينظر :مؤلف مجهول ،رسائل موحدية من
إنشاء كتاب الدولة المؤمنية (،تص) :ليفي بروفنسال ( ،د ط ) ،المطبعة اإلقتصادية ،الرباط 1941 ،م ،ص .118
-7تونس :قاعدة بالد المغرب األدنى وأن أبو جعفر المنصور كان يعتبرها كالقيروان ،ظهر بها العديد من العلماء
والصلحاء ،ينظر :الحميري ،المصدر السابق ،ص .143
-8طرابلس :هي مدينة من أعمال إفريقية على ساحل البحر وتعني كلمة طرابلس المدن الثالث وبها أسواق حافلة
وحمامات كثيرة ،ينظر :نفسه ،ص .390
-9صفاقس :مدينة في إفريقية وهي كثيرة الخيرات عامرة لها أسواق كثيرة وعلى أبوابها صفائح من حديد منيعة وفي
أسوارها محاريس من أجل الرباط ،ينظر :نفسه ،ص .365
-10قابس :مدينة من إفريقية قريبة من القيروان وتعد من بالد الجريد ولها حصن حصين و أرباض واسعة ففيها
الحمامات والفنادق ،ينظر :نفسه ،ص ص .451 – 450
20
الفصل التمهيدي :
إلى األندلس ،1حينما قامت ثورات ضد الحكم المرابطي هناك ،فاستطاعوا أن يحرروا
الكثير من القالع والحصون التي وقعت بيد اإلسبان وبسقوط غرناطة 2عام 1156م بيدهم
قاد عبد المؤمن عام 558ه1163/م جيشا ضخما على أهل العبور إلى األندلس حيث
قسم هذا الجيش إلى أربعة أقسام لمحاربة الصليبيين في البرتغال واإلسبان ومملكة ليون
وقشتالة 4وبرشلونة 5وأراغون ،6لكنه مرض قبل تنفيذ مشروعه ،7حيث توفي في جمادى
الثانية 558ه(15ماي1163م) ،فتمت مبايعة ابنه أبي يعقوب يوسف الذي كان عمره ستة
عشرة سنة ،فبدأت الدولة تسير نحو السقوط بسبب ضعف شخصية الحكام ودخولهم في
-1األندلس :يراد بها اللفظ " اسبانيا اإلسالمية " اشتقه العرب من كلمة " واندلوس " نسبة إلى القبائل القوطية الوندالية
ذات األصول الجرمانية التي اجتاحت جنوب أوروبا خالل القرن 5م ،ينظر :أبو القاسم عبد هللا ابن خردذابة ،المسالك
والممالك ( ،د ط ) ،مطبعة بريل ،ليدن 1889،م ،ص ص .81-80
-2غرناطة :مدينة في جنوب األندلس تقع جنوب جيان وشمال مالقة ،ينظر :لسان الدين ابن الخطيب ،اإلحاطة في
أخبار غرناطة (،تح ) :محمد عبد هللا عنان ،ج ، 1دار المعارف ،القاهرة 1956 ،م ،ص .99
-3مراجع عقيلة الغناي ،قيام دولة الموحدين ،ط ، 2منشورات جامعة قاريوس ،بنغازي ،ليبيا 2008 ،م ،ص .284
-4قشتالة :هي كل البالد الواقعة شمال جبال الشارات وتنسب هذه البالد كلها لمدينة قشتالة وهي أعظم مملكة من بين
المماليك المسيحية في األندلس ،ينظر :أبو العباس القلقشندي ،صبح األعشا في صناعة األنشا ،ج (،5د ط ) ،المؤسسة
العامة للطباعة والنشر ،القاهرة 1915 ،م ،ص .230
-5برشلونة :هي مدينة تقع شمال شرق األندلس ،بين جرندة و طركونة سقطت في يد الفرنجة وقائدهم " شارلمان " وذلك
خالل حكم األمير " الحكم بن هشام الربضي األموي " سنة 185ه 801 /م وأصبحت إمارة مستقلة بذاتها عندما غادر
الفرنجة بالد األندلس ،ينظر :الحميري ،المصدر السابق ،ص .87
-6أراغون :أو أرجونة مدينة أو قلعة باألندلس إليها ينسب محمد بن يوسف بن األحمر األرجوني من متأخري سالطين
األندلس ،ينظر :الحموي ،المصدر السابق ،ص .501
21
الفصل التمهيدي :
صراعات داخلية حول اإلستئثار بالسلطة أو العرش ،1في حين تكالب اإلسبان الصليبيون
على الموحدين وانقضاض جيوشهم عليهم ،فتفككت بذلك عرى وحدة هذه الدولة وانفصل
عنها بنو حفص 2بتونس وبنو عبد الواد3بتلمسان وبنو وطاس بالمغرب األقصى. 4
وهكذا فالنزاع الداخلي والصراع على الحكم أدى في النهاية إلى سقوط تلك الدولة
التي انتصرت بسبب الوحدة بين أنصارها وانهزمت بسبب الفرقة بين حكامها الذين تقاسموا
المغرب ا لعربي دويالت التقدر على التصدي للرياح والعواصف التي جاءتها من كل
مكان ،5وصدق هللا العظيم الذي حذر عباده المؤمنين من مغبة الفرقة وسوء العقبى ،6قائال
وهو أصدق القائلين >>:وال تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك
-2بنو حفص :ينتسبون إلى أبي حفص عمر بن يحيى بن عمر اللمتاني وهناك من يرفع نسبهم إلى الخليفة عمر بن
الخطاب رضي هللا عنه ،وهم من قبيلة هنتاتة البربرية أكبر قبائل المصامدة بالمغرب األقصى ،ينظر :ابن خلدون
،العبر ،المصدر السابق ،ج ،6ص .577
-3بنو عبد الواد :فرع من الطبقة الثانية من قبيلة زناتة ،وهم من أبناء بادين محمد المعروفين بين زناتة األولى بني
واسين ،وأصله عابد الوادي وهو صفة لجد لهم كان يتبتل بواد هناك ،ينظر أبو زكريا يحيى بن خلدون ،بغية الرواد في
ذكر الملوك من بني عبد الواد ( ،تح) :عبد الحميد حاجيات ،ج ،1الطباعة الشعبية للجيش ،الجزائر 2007 ،م ،ص
.186
-4مراجع عقيلة الغناي ،سقوط دولة الموحدين ،ط ، 2منشورات جامعة قاربوس ،بنغازي ،ليبيا 2008 ،م ،ص .335
-7القرآن الكريم براوية ورش عن نافع ( ،تخ) :عثمان طه ،ط ، 3اليمامة ،بيروت 1983 ،م ،سورة آل عمران ،اآلية
، 105ص .63
22
الفصل التمهيدي :
تنتسب الدولة المرينية إلى بني مرين وهم فرع من زناتة ،وقد قيل أنهم شرفاء ويرجع
نسبهم الشريف من جدهم األمير عبد الحق إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي هللا
عنه .1وقال جماعة من المؤرخين أنهم شعب من بني واسين من بطون زناتة كلها عرب
األصل من مضر يجتمع نسبهم بنسب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في مضر وهم من ولد
بربن قيس بن عيالن بن نزار بن محمد عدنان 2وذكر بعض المؤرخين أن بنو مرين فخذ
من زناتة ،وكانوا يسكنون بالد القبلة من زاب3إفريقية إلى سجلماسة ،كما وصفهم بن أبي
دينار " :وبنو مرين كانوا يسكنون بالد القبلة من زاب إفريقية وينتقلون من مكان إلى مكان
-بعد وفاة أبي يحيى خلفه أخوه أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق 5الذي يعتبر المؤسس
-1محمد بن مرزوق الخطيب ،المسند الصحيح في مأثر ومحاس موالنا أبي الحسن ( ،تح) :ماريا خيسوس ،الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع 1981 ،م ،ص .110
-2إسماعيل ابن األحمر ،روضة النسرين في دولة بني مرين (،تح) :عبد الوهاب بن منصور ،ط ،3المطبعة المالكية ،
الرباط 2003 ،م ،ص .17
-3الزاب :منطقة سهلية تقع بين جبال أوالد نايل غربا وجبال األوراس شرقا ،أشهر حواضرها طبنة وبسكرة ،ينظر :
الحموي ،المصدر السابق ،ص .146
-5أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق :كان مولده عام 609ه أمه الحرة الحاجة الصالحة أم اليمن بنت محلي البطيئ ،بويع
سنة 656ه تلقب في أول األمر بالمؤيد باهلل ثم القائم بأمر هللا المنصور به ،وحكم 29سنة و6أشهر و 22يوما ،توفي
بالجزيرة الخضراء وهو باألندلس وهو معسكر للجهاد في 22محرم 685ه ،دفن بجامع قصره ،ينظر :ابن
األحمر،المصدر السابق ،ص . 27
23
الفصل التمهيدي :
الحقيقي لدولة بني مرين ،وقد واصل جهوده من سبقوه في صراعهم ضد الموحدين ،بهدف
عند توليه أمر المرينيين تقدم نحو " تامسنا " شماال فانتصر على الموحدين في معركة أم
الرجلين 2على وادي أم الربيع سنة660ه1262/م ،وهنا نالحظ دور العرب في نشأة الدولة
المرينية.3
وفي 22محرم 665ه1266/م استولى أبو العالء إدريس الملقب بأبي الدبوس على العرش
الموحدي ،بعد أن انقلب على المرتضى مستعينا في ذلك بالسلطان المريني يعقوب الذي
أمده بالجيوش والمال على أن يشركه بعد ذلك في الغنيمة ،غير أن أبا الدبوس تنكراإلتفاق
4
فتحرك هذا األخير سنة 666ه 1268/م لمحاصرة مراكش فعبر وادي أم الربيع
وحاصر مراكش ،وأمام هذا الحصار لم يجد أبو الدبوس حال سوى طلب المساعدة من
-1ابن أبي زرع الفاسي ،الذخيرة السنية في تايخ الدولة المرينية ،ط ، 1دار المنصور للطباعة والوراقة ،الرباط ،
1972م ،ص ص .15-14
-2أم الرجلين :وقعت هذه المعركة بين بني مرين والموحدين بوادي أم الربيع في موضع شبيه بجزر صغيرة ،ينحصر
فيها الماء ،فتبدو وكأنها أرجل فسميت بذلك موقعة أم الرجلين ،ينظر :أحمد بن خالد الناصري السالوي ،اإلستقصاء
ألخبار دول المغرب األقصى ،ج ، 3دار الكتاب ،الدار البيضاء 1955 ،م ،ص .24
-3حسين مؤنس ،تاريخ المغرب وحضارته من قبيل الفتح اإلسالمي إلى الغزو الفرنسي ،ج ، 3ط ، 1العصر الحديث
للنشر والتوزيع ،بيروت 1992 ،م ،ص .19
-4وادي أم الربيع :نهر كبير جدا ،ينبع من األطلس بين جبال عالية في حدود تادال وفاس ،ويجري عبر سهول
أدخسان ،ويجتاز النهر سهوال بين ناحية دكالة وناحية تامسنا إلى أن يصب في المحيط قرب سور مدينة أزمور ،ينظر :
حس بن محمد الفاسي الوزان ،وصف إفريقيا ( ،تر) :محمد حجي ،محمد األخضر ،ج،2ط ، 2دار الغرب اإلسالمي
،لبنان 1983 ،م ،ص .247
24
الفصل التمهيدي :
يغمراسن بن زيان ،1الذي توجه مسرعا بجنده نحو فاس عبر ممر " تازا " فاضطر أبو
يوسف يعقوب بن عبد الحق إلى العودة إلى الشمال لمواجهة عدوه اآلخر يغمراسن فالتقى
الجيشان في وادي تالغ غرب نهر ملويةأوائل سنة 1268م وهزم بنوزيان هزيمة نكراء
وضعت حدا ألطماعهم في منافسة بني مرين على زعامة زناتة .2وبعد هذا اإلنتصار الذي
أحرزه أبو يوسف يعقوب اتجه بقواته كلها نحو الجنوب لمواجهة الموحدين فخرج من فاس
في شعبان 666ه/أفريل 1268م 3وكان أبو دبوس بدوره قد جمع مقاتليه من الموحدين،ومن
شاءاإلنضمام إليهم عرب الخلط و عرب بني سفيان و خرج لمالقاة السلطان المريني ،ولكن
هذا األخير لما علم أن خصمه سائر إليه انسحب إلى الشمال ،فلحق به أبو الدبوس ،وعند
وادي الرقراق 4دارت معركة حاسمة بين الطرفين والتي انهزم فيها الموحدون وقتل قائدهم
وأميرهم أبو الدبوس آخر خلفاء الموحدين يوم 02محرم 662ه 1/سبتمبر 1269م.5
-كانت هزيمة الموحدين إيذانا بسقوط دولتهم ،وبذلك تم تحقيق ما بدأ فيه أبو يحيى ،فقامت
بذلك دولة بني مرين ،حيث يعتبر إستالئهم على مراكش بداية لتاريخهم كدولة لقب يعقوب
-1يغمراس بن زيان :هو يغمراس بن زيان بن ثابت بن محمد ،ولد حوالي 603ه 1206 /م وتولى حكم إقليم تلمسان في
عهد الخليفة الموحدي عبد الواحد الرشيد بن المأمون الذي كتب له بالعهد على والية المغرب األوسط وعاصمته تلمسان
وكان ذلك بداية ملكه ،ينظر ،يحيى بن خلدون ،المصدر السابق ،ص .204
-4وادي الرقراق :ينبع من أحد الجبال المتفرعة عن األطلس ليصب في المحيط ،ويعتبر مصبه ميناء لمدينتي الرباط
وسال والذي كان يعسر على السفن دخوله إال بوجود دليل محنك ،وهذا ما حفظ لهما حريتهما من التحرشات المسيحية،
ينظر :الوزان ،المصدر السابق ،ص ص .248 – 247
-5ابن خلدون ،المصدر السابق ،ج، 7ص ، 183وحسين مؤنس ،المرجع السابق ،ص .21
25
الفصل التمهيدي :
بأمير المسلمين وأقبلت الوفود من كل جنوب المغرب األقصى تبايعه على الملك واتخذ له
إضافة إلى جهودأبي يوسف يعقوب في توطيد دعائم الدولة المرينية ونصرته لإلسالم
والمسلمين في األندلس ،فقد عني كذلك بشؤون البناء والتعمير فأمر ببناء عاصمة جديدة
وقد اختار لهذه العاصمة الجديدة هضبة مرتفعة ،ينحدر سطحها انحدارا بطيئا ويشرق
على غربي ف اس القديمة ويمر فيها وادي فاس قبل أن يصب على منحدرات فاس القديمة ،
وبدأ في إنشاء هذه المدينة في 3شوال 674ه ،حيث خرج السلطان ومعه أهل المعرفة
بالهندسة والبناء إلى ضفة وادي فاس فوقف عليها حيث شرع في حفر أساسها ،ولما تم
صورها فبنى لها قصره والجامع األعظم وكذلك السوق الذي حده من باب القنطرة إلى باب
-1محمد عبد هللا عنان ،عصر المرابطين والموحدين في المغرب واألندلس ،ط ، 2مكتبة الخانجي ،القاهرة ،
1990م،ص .576
-4المعة زكري ،الرحلة العلمية بين األندلس والدولة المرينية ودورها في تمتين الصالت الثقافية خالل القرنين (7ـ9ه /
13ـ15م ) ،ماجستير في التاريخ الوسيط (،إش ) :بودواية مبخوت ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان 2009م ـ2010م ،ص
.13
26
الفصل التمهيدي :
لقد أصبحت هذه المدينة الجديدة العاصمة الجديدة لملك بني مرين وفيها أقيمت قصور
األمراء الضخمة وإضافة إلى ذلك اهتم أبي يوسف يعقوب بمكناس فأنشأ لها قصبة عظيمة
27
الفصل األول :
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى
تتكون أرض بالد المغرب عموما من سالسل جبلية وهضاب تتخللها وديان وتمتد هذه
السالسل من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي،1أما المغرب األقصى الذي هو موضوع
اهتمامنا ،تميزت بالده بالتنوع الطبيعي والجغرافي األمر الذي ساعد على تنشيط الزراعة
من جهة وتنوع المحاصيل الزراعية من جهة أخرى ،فهي تتكون من جملة من المظاهر
التضاريسية أهمها السهول المنخفضة التي تقع على امتداد ساحل البحر األبيض المتوسط
(بحر الزقاق )2والمحيط األطلسي (بحر الظلمات) والتي امتازت في مجملها بالخصب
الشديد.3
والميزة التي يتميز بها المغرب األقصى عن األوسط واألدنى هي أن هضابه التي
تخللتها الجبال العالية قد تمتعت بكمية كبيرة من األمطار ،وهذا بالطبع يجعل أراضي
المغرب األقصى أكثر وفرة للمياه وبالتالي أكثر قابلية للزراعة التي يعتمد عليها النشاط
التجاري.4
-2بحر الزقاق :هو الداخل من البحر المحيط الذي عليه سبتة الذي يضيق من المشرق إلى المغرب حتى يكون عرضه
ثالثة أميال وهو ساحل األندلس الغربي بمكان يقال له الجزيرة الخضراء ما بين طنجة من أرض المغرب وبين األندلس
،وهو مخرج الروم المتصاعد إلى الشام ،ينظر :الحميري ،المصدر السابق ،ص .294
-3أبي محمد عبد الواحد بن علي المراكشي ،المعجب في تلخيص أخبار المغرب (،تح ) :صالح الدين الهواري ،
ط،1المكتبة العصرية ،بيروت 2006،م ،ص .444
29
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
ومن تلك الجبال جبل سمد الذي يحتوي على ينابيع كثيرة ،ويظل به الثلج طيلة أيام
السنة ،وكذا جبل هنتاتة العالي جدا الذي ال مثيل في علوه وتظل ذروته مستورة بالثلج على
الدوام ويبلغ ارتفاعه 4165م،1ومن ثم فإن بالد المغرب األقصى تحتوي على جملة من
األنهار جعلت منها الكتل الجبلية المرتفعة التي يمتلكها هذا البلد أنهار دائمة الجريان،
وجعلت منه بلدا غنيا بالمياه والمجاري .2ومن تلك األنهار :
نهر أم الربيع :والذي هو نهر كبير جدا ،حيث يجتاز سهوال بين ناحية دكالة وتامسنا
وال يمكن قطعه خوضا في الشتاء و الربيع ونهر أبي رقراق ونهر سبوالذي يجري بإقليم
فاس ويمتاز بمجراه الطويل ومياهه الغزيرة ،وعندما يصب في البحر يكون مصبه في غاية
العرض والعمق بحيث يمكن للسفن العظيمة أن تدخله كما فعل البرتغاليون و اإلسبانيون
ذلك مرارا.3
نهر التانسيفت :وهو نهر كبير غزير المياه يمر على بعد أو مسافة ستة أميال من
مراكش .
نهر بهت :ينبع من األطلس ويسيل نحو الشمال ينتشر في أحد سهول إقليم أزغار
ويتحول إلى مستنقعات وبحيرات يصطاد فيها عدد ال يحصى من السمك كالبيوض والشابل
المدهشة .
-2لسان الدين ابن الخطيب ،خطرة الطيف ( رحالت في المغرب واألندلس 1327م – 1362م ) (،تح ) :أحمد مختار
العبادي ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،بيروت 2003 ،م ,ص .101
30
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
نهر اللوكس :وينبع من جبال غمارة ويجري نحو الغرب عبر سهول الهبط وأزغار
أما بالنسبة للتربة فامتازت أراضي المغرب األقصى بخصوبتها الفائقة ،وهذا ما ندركه
من إفادات الرحالة والمؤرخين الذين أشادوا بتلك األراضي،3كما هو الحال في منطقة
القصر الكبير التي كانت تنتج ثالثين ضعف ما يزرع بها ،وكذا ناحية الهبط 4العجيبة
بسبب خصوبتها ووفرة إنتاجها التي كانت أكثر نبال وشهرة. 5
أما بالنسبة للمناخ فكان مالئما جدا لفالحة األرض واستنباتها ،وذلك بسبب التساقط التي
كانت تشهده المنطقة كما أسلفنا الذكر ،ومجموع الرياح التي كانت تساعد في تلقيح واكتمال
نمو المحاصيل.6
-1دريس بن مصطفى ،العالقات السياسية واإلقتصادية لدول المغرب اإلسالمي مع دول جنوب غرب أوروبا في الفترة
(ق10 – 7ه 16 – 13 /م ) ،دكتوراه في تاريخ المغرب اإلسالمي في العصر الوسيط (،إش ) :مبخوت بوداوية ،جامعة
أبي بكر بلقايد ،تلمسان 2013 ،م – 2014م ،ص .96
-2مدية العرائش :تقع على الشاطئ األطلسي ،عند مصب نهر اللوكس جنوبي طنجة ،ينظر :الوزان ،المصدر السابق
،ص .302
-4ناحية الهبط :هي المنطقة التي تبتدئ جنوبا عند نهر ورغة لتنتهي شماال على المحيط وتتأخم غربا مستنقعات أزغار
وشرقا الجبال المسرفة على أعمدة هرقل ويبلغ عرضها نحو ثمانين ميال وطولها نحو مائة ميل ،ينظر :الوزان ،المصدر
السابق ،ج، 1ص .306
-5نجيب زينب،الموسوعة العامة لتاريخ المغرب واألندلس ( ،تق ) :أحمد بن سودة ،ج، 2ط، 1دار األمير للثقافة والعلوم
،بيروت 1995،م ،ص .201
31
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
مما يؤكد في مصادرنا التراثية أن اإلنتاج الزراعي كان واسعا في المغرب األقصى
حيث نشير إلى أن هناك سمة مميزة للنشاط اإلقتصادي في بالد المغرب ابتداءامن القرن 3ه
9/م تتمثل في ثنائية الفالحة والتجارة وبذلك نؤيد هذا الرأي ذلك ألن الكثير من المنتجات
الزراعية ،السيما الفائضة عن حاجة منتجيها أصبحت بضائع أساسية في قائمة التبادل
2
فقد كانت بالد المغرب األقصى على قدر خصبها كثيرة الفواكه والمزارع والمسارح
اشتهرت مدينة فاس بإنتاج أنواع كثيرة من الهاللج بغرب األندلس بالعبقر ويسمونه
البرقوق ،وال يكاد يوجد مثله في غيرها من البالد كثرة ،أما الكروم فتواجدت في مناطق
عديدة من المغرب ،فمنها ما كان معروشا بالمنازل ومنها ما كان بالحقول يستفيد منه أهل
تلك المناطق بعد بيعه ،ومن تلك المناطق جبل زرويل ،وجبل بني جبارة الشديد
اإلرتفاع.3أما كروم العنب األسود فتواجدت ببني بوشيبت وجبل بني منصور وجبل بني
وليد ومنه ما كان يصنع منه زبيب جميل غليظ شديد الحالوة.4
32
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
أما الزيتون تواجد أيضا بالمناطق الجبلية إلى جانب الكروم كجبل بني زرويل وجبل
بني وليد إضافة إلى مكناس التي اشتهرت بتسمية مكناسة الزيتون وكذلك منطقة صفرو
والحبوب فقد تواجدت بمناطق عديدة من المغرب ،فالقمح والشعير كان يزرع في
2
وفاس وسجلماسة وبالبصرة الغالبية العظمى في مدن المغرب األقصى ،كطنجة
المغربية3التي تواجدت بها سهول خصبة فكانت حقولها تجود بكميات هامة من القمح ،وكذا
5
بأصيال4التي تنتج الكثير منها.
وإلى جانب زراعة األشجار والحبوب ظهر اهتمامهم بزراعة الكمون والكروياء و
الحناء ،وأنواع الخضر والثمار والنبات والرمان وجميع الفواكه والمحاصيل بحسب فصول
السنة.6
وبالنسبة للمحاصيل الصناعية فتواجد القطن بكثرة في منطقة الهبط وسال التي كانت معدن
-1أبي القاسم محمد بن علي البغدادي ابن حوقل ،صورة األرض (،دط) ،منشورات دار مكتبة الحياة ،بيروت 1992،م
،ص .79
-2طنجة :مدينة بالمغرب ،قديمةعلى ساحل البحر فيها آثار كثيرة لألول وقصور وأقباء ،وبين طنجة و سبتة ثالثون ميال
في البر وفي البحر نصف مجرى ،ينظر :الحميري ،المصدر السابق ،ص .396
-3بصرة المغربية :مدينة أسسها محمد بن ادريس تبعد عن مدينة فاس ب 80ميال و 20ميال جنوبي القصر وسميت بهذا
االسم تذكيرا ببصرة العراق التي قتل فيها رابع الخلفاء الراشدين وجد إدريس األعلى وما تزال أطاللها باقية ،
ينظر،الوزان ،المصدر السابق ،ج ، 1ص .310
-4أصيال :بلد بالقرب من طنجة وهي مدينة كبيرة عامرة آهلة كثيرة الخير والخصب ،ولها مرسى مقصود ،وهي أول
مدن العدوة من جانب الغرب ويحيط بها البحر من غربيها وجوفيها ،ينظر :الحميري ،المصدر السابق ،ص .42
33
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
1
للقطن والكتان
وقصب السكر التي كانت زراعته في سبتة 2وأغمات 3والذي امتاز بصناعته ونكهته
4
الطيبة وشهرته في البالطات األوروبية دون سواه من أنواع السكر في شتى أنحاء العالم.
انتشرت حرفة الرعي في جل مناطق بالد المغرب األقصى ،حيث أنهم يوسعون رقعة
المراعي مما يدل على اعتنائهم بتربية الماشية واألغنام واألبقار لذلك وصفوا بأنهم" يبيحون
البالد للمراعي والزرع والمياه لورود اإلبل والماشية ،" 5ويعود السبب في ذلك إلى عاملين
هامين وهما :وفرة المراعي الطبيعية وخاصة بالمناطق الجبلية ،وكذلك محدودية األنشطة
-2سبتة :مدينة عظيمة دعاها الرومان سيفيطاس وسماها البرتغاليون سوبتة ،أسسها الرومان ،على أصح الروايات ،في
مدخل مضيق أعمدة هرقل ،فكانت حاضرة موريطانيا كلها إلقامة الحكومة الرومانية بها ،ولذلك اعتنى بها الرومان
فأصبحت مدينة متحضرة جدا وافرة السكان ،ينظر :الوزان ،المصدر السابق ،ج،1ص .316
-3أغمات :ناحية في بالد البربر من أرض المغرب قرب مراكش وهي مدينتان متقابلتان من ورائها إلى حملة بحر محيط
السوس األقصى بأربع مراحل ومن سجلماسة ثمان مراحل ينظر:الحموي،المصدر السابق ،ج، 1ص .152
34
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
كما اهتم المرابطون باإلبل والخيل والبغال فاستخدموهم في حروبهم فهم أصحاب إبل
1
رحالة اليقيمون بمكان ،إلى جانب ذلك اهتموا بتربية الحمير والنحل.
ومن المناطق التي انتشرت فيها حرفة الرعي ،جبل مطغرة ،2وأصيال وقصر كتامة
التي هي عنصر بر وحليب ومسرح بهيمة في الجميم ،فكان أهل تلك المناطق يملكون
الكثير من الماشية وخاصة الماعز ،وكذا جبل سيليلكو والذي كان يشتهر بوفرة الغنم
والماعز.
وجبل بني يازغة الذي امتازت ماشيته بصوفها شديد النعومة والتي كانت تصنع منه نساء
أما حرفة الصيد البحري فقد انتشرت في عدة مناطق من بالد المغرب األقصى حيث
كان يزاول بها نوعان من الصيد نهري يتم في المياه العذبة وبحري على طول السواحل،4
ومن تلك المناطق التي اشتهرت بذلك :ترغة التي كان سكانها يصطادون السمك ويبيعونه
مملحا للتجار القادمين من نواحي المغرب ،ومدينة أزمور التي لم يكن ينقطع عنها التجار
األجانب بشكل عام ،ويأتيها التجار البرتغاليون مرة في السنة ليشتروا كمية عظيمة من
سمك الشابل ،ومن سال كان ينقل نوع من السمك يسمى " الحوت الطيب " المعروف
-2جبل مطغرة :هذا الجبل شامخ جدا صعب المرتقى ،مغطى بغابة كثيفة ذات منعرجات في غاية الضيق ،يبعد عن
تازا بنحو خمسة أميال وفي أعاله أراضي زراعية جيدة وبعض العيون ،يحصدون القمح والكتان ويصنعون الزيتون ،
ينظر :الوزان ،المصدر السابق ،ج ، 1ص .356
35
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
عندهم بالشابل أما أسماك السردين فكانت تصطاد خاصة من منطقة بادس ألنها كانت تمثل
مصدر قوت ألهلها وألن أرضهم قليلة القمح والمردود الفالحي بشكل عام.1
36
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
مثلت الصناعة نشاطا من األنشطة اإلقتصادية الهامة التي يعتمد عليها المواطنون فهي
من أهم أركان الحياة اإلقتصادية ،التي تعكس مدى نمو وتطور المجتمع ،ولهذا نالت عناية
ومما ساعد على قوة هذا النوع من النشاط اإلقتصادي ،هو أن الموحدين خلفوا
للمرينيين قاعدة صناعية كبيرة تحدثت عنها بعض مصادر التاريخ 1فالجزنائي يذكر أن
مدينة فاس قاعدة الصناعة الرئيسية في المغرب األقصى كان بها في أواخر العصر
الموحدي ثالثة أالف وأربعة وتسعين دار لصناعة األطرزة ،وسبعة وأربعون دار لصناعة
الصابون ،وستة وثمانون دار للدباغة ،ومائة وستة عشر دار للصباغة ،وأحد عشر دار
لصناعة الزجاج....2
كما ازدهرت الصناعة في عصر المرابطين ازدهارا عظيما ،لتوفر المواد الخام الالزمة
للصناعة ،وتدفقها من أسواق األندلس والسودان ،3حيث بلغت أوجها ،إذ قامت عدة
-1محمد عيسى الحريري ،تاريخ المغرب اإلسالمي واألندلس في العصر المريني ،ط ، 1دار القلم للنشر والتوزيع ،
الكويت 1985 ،م ،ص .284
-3السودان :ويقصد به جيش السودان الذين كانوا يجلبون كعبيد في فترة الدولة المرابطيةوالموحدية وحتى فيما بعد ،وقد
كانت الجيوش المغاربية تعتمد عليهم بكثرة في كل حروبها بسبب شجاعة أفرادها وإخالصهم ألمرائهم ،ينظر :أحمد بن
أبي اليعقوب اليعقوبي ،كتاب البلدان ( ،دط) ،بريل ،ليدن1890 ،م ،ص .160
37
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
صناعات على اإلنتاج الزراعي والحيواني ،واستغلت المعادن الموجودة بكثرة في األندلس
وهي من الصناعات التي ازدهرت ازدهارا كبيرا حيث اختلفت اآلالت المستعملة فيه
تبعا لنوع المادة المستخدمة ،فالصوف كان من أكثر المنتوجات انتشارا في بالد المغرب ،
كما اشتهرت فاس وسجلماسة بصناعته ،كان بلدهم فيه الغنم وأصوافهم كثيرة ومن أجودها
وأحسنها .2والكتان والقطن كان يستعمل لغزل األنوال البدائية لصنع عباءة الصوف الخشن
.أما األقمشة الحريرية المزركشة باألزهار والصوفية ذات اللون الواحد فقد استخدمت
-1عصمت عبد اللطيف دندش ،في نهاية المرابطين ومستهل الموحدين ،ط ، 1دار الغرب اإلسالمي ،بيروت 1988 ،م
،ص .177
-2البكري ،المصدر السابق ،ص .197
-3روجي لي تورنو ،فاس في عصر بني مرين(،تر):نقوال زيادة ( ،دط ) ،مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر ،بيروت ،
1967م ،ص .132
38
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
اهتم سالطين المغرب األقصى بهذه الصناعة على عكس نظرائهم في بالد المغرب
1
األوسط وذلك نظرا لموقعهم القريب من العدوة األندلسية ،وموقفهم من حركة اإلسترداد
تواجدت هذه الصناعة بعدة مدن ساحلية كسبتة وطنجة وسال ،2حيث اهتم سالطين بني
مرين بالصناعات الالزمة لألسطول المريني ،وللدفاع عن سواحل دولتهم ،فكلف أبا
الحسن المريني أحد وزرائه وهو أبو ثابت عامر بن فتح هللا السدراتي باإلشراف على بناء
دار صناعة السفن بسبتة ،كما اهتم بدار الصناعة األخرى الموجودة بسال.3
ووجدت هذه الصناعة في جبل أنجرة الذي يبعد عن القصر الصغير بنحو ثمانية أميال
فكان أرضا لها ألنها احتوت على المادة األولية أال وهي األخشاب باإلضافة إلى كل ما كان
يأتي من جبل جاناته الواقع غرب أزمور بإقليم الرباط ،4وكان أبو عنان يذهب إلى هذا
الجبل بنفسه ليراقب عن كثب عملية إقتطاع الخشب ،وكان يبني السفن الصغيرة في منزل
-1حركة اإلسترداد :وباللغة اإلسبانية Reconquistaوهي فترة تقارب من 800سنة في العصور الوسطى حاولت من
خاللها العديد من الممالك المسيحية في شبه الجزيرة اإليبيرية استعادة السيطرة عليها من المسلمين وطردهم ،ينظر :
حسين مؤنس ،موسوعة تاريخ األندلس ،ج ، 1ط ، 1مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة 1996 ،م ،ص ص . 64 -63
-2ابن الحاج النميري ،فيض العباب وإفاضة قداح اآلداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب ،ط ، 1دار الغرب
اإلسالمي ،بيروت 1990 ،م ،ص .105
39
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
خوالن ،ثم تدفع هذه السفن في وادي سبو حتى تصل إلى البحر المحيط ( المحيط
األطلنطي.) 1
ولهذا فقد تواجدت دار صغيرة تصنع فيها الزوارق والسفن الشراعية ،وبعض المراكب
التي كان يسلحها أهلها ويرسلوا بها إلى بالد النصارى لممارسة القرصنة.2
وتمثلت صناعة عصر الزيتون حيث اشتهرت فاس بهذه الصناعة لقربها من غابات الزيتون
في شمال المدينة إلى نهر سبو ثم إلى نهر ورغة .3وغالبا ما كانت هذه المعاصر تباع أو
أما صناعة السكر التي انتعشت في المناطق التي تجود فيها زراعة قصب السكر في سال
ومراكش ففي هذه المراكز يعصر قصب السكر ،ويصنع منه القند ومن القند يكون السكر
على أنواع ،وكانت في مراكش أربعون معصرة لصناعة السكر،وذلك لوفرة محصول
-1وادي سبو :نهر بالمغرب ينبع من جبل سليلكو في الحوز بإقليم مملكة فاس ويصب في المحيط األطلسي قرب بلدة
تسمى المعمورة ،ينظر ،الوزان ،المصدر السابق ،ج ، 2ص .248
-2محمد المنوني ،ورقات عن حضارة المرينيين ( ،دط) ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،الرباط 2000 ،م ،ص .147
-4أبو العباس أحمد بن يحي الونشريسي ،المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس والمغرب ،
(إش) :محمد حجي ،ج( ، 5دط ) ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت 1981،م ،ص .256
40
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
كما تواجدت ببالد المغرب األقصى مجموعة من األرحاء التي اختصت بطحن الغالل
والحبوب والتي تنوعت مصادر طاقة عملها ،فمنها ما كانت تدار بالدواب ومنها ما كانت
-وباإلضافة إلى بعض الصناعات اشتهرت بها بالد المغرب األقصى كصناعة
الصابون وصناعة الكاغد التي اشتهرت بها مدينة فاس التي امتاز ورقها بالجودة والبياض
الناصع ،والتي تواجدت بها أربعمائة دار لصناعة الكاغد على أواخر أيام الموحدي ما يدل
وبخصوص صناعة الجلود فكانت لها أهمية كبرى لما توفره من مناصب شغل ،كونها
تمر بعدة مراحل وكل مرحلة تشغل عددا ال بأس به من العمال ،وقد تواجد بفاس لوحدها
-بعد عملية الدبغ تنتقل الجلود إلى أصحاب الحرف المختلفة ،فمنها تصنع العدة
وقد اكتسب الصن اع في العصر المريني خبرتهم من رصيد الخبرة الكبير الذي كان في
عصر الموحدين والذي تضخم بسبب الخبرات الصناعية الوافدة إلى المغرب األقصى من
41
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
واإلسطرالبات ففي سنة ( 685ه – 1286م ) صنع المعدل أبو عبد هللا محمد بن الحباك
ساعة لمعرفة الوقت وهي عبارة عن ( :يدا من الفخار بالقبة العليا فيه الماء وجعل على
وجه الماء مجرى من نحاس فيه خطوط وثقاب يخرج منه الماء بقدر معلوم إلى أن يصل
الخطوط فيعلم بذلك أوقات الليل والنهار في أيام الغيم ولياليها ).
كما اهتم سالطين بني مرين اهتماما كبيرا بالصناعات الحربية لحاجتهم إلى الجيوش
القوية التي يدافعون بها عن حدودهم ضد األخطار التي تمددهم دائما من الشرق ،1حيث
استخدم الجيش المريني أحدث أسلحة العصر في معاركه طبقا لرواية ابن خلدون أن
المريين كانوا رواد في استعمال البارود ،بل لعلهم أول من استعملوه في صناعة المدافع
التي استخدمت في قذف األسوار وتحطيمها ،وجاءت أول إشارة إلستخدام هذه األسلحة
النارية عندما توجه السلطان أبو يوسف يعقوب المريني لفتح سجلماسة سنة ( 672ه –
ومن الصناعات التي ارتبطت بالجيش أيضا صناعة األعالم والطبول الالزمة للجيش
المريني ،وقد أطلق على الدولة المرينية " اسم العلم المنصور " أو سعد الدولة ،وهو علم
42
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
يمتاز المغرب األقصى بموقع استراتيجي هام فتح له آفاقا واسعة للنشاط التجاري ،إذ
يطل على واجهتين بحريتين متوسطية وأطلسية ،إضافة إلى اتصاله بالصحراء اإلفريقية
ووقوعه ضمن الطريق المحوري شرق غرب سجلماسة والسمة المميزة لنشاطه اإلقتصادي
في ثنائية الفالحة والتجارة ،كما سلفنا الذكر أي أن الفالحة كانت قطاعا خادما للتجارة من
خالل ما تقدمه من مواد زراعية سواء الفائض الذي كان يدور داخل حدود المغرب
أوخارجها فكانت بذلك أن جمعت ما أولده سام وحام حتى عظم بها اإللتئام واإللتحام.1
وقد حرص سالطين بني مرين على توفير األمن وكان ذلك هدفا رئيسا لهم منذ
اضطالعهم بقيادة زمام األمور في بالد المغرب األقصى ،بعد أن عجز الموحدون عن
توفير ذلك األمن فأصاب البالد ما أصابها من التدهور واإلضطراب،كما سهر المرينيون
على تأمين طرق المواصالت بين مدن الدولة فاستحدثوا تنظيمات جديدة على طول الطرق
التي تربط بين العاصمة فاس والمدن األخرى ،كمراكش وتلمسان وسبتة ،2وطريق فاس –
طنجة – وطريق فاس – البصرة المغربية ،وطريق فاس مع مكناس وسال و أغمات
43
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
ومن العوامل التي ساعدت كذلك على نجاح التجارة في المغرب هو إختالف البيئة
الطبيعية الداخلية بينه وبين بالد السودان الغربي من جهة ،والضفة الشمالية للمتوسط من
جهة أخرى.
وإلى جانب إستقرار األمن توفرت للنشاط التجاري األسواق الداخلية والخارجية ،كما
توفر اإلنتاج الزراعي والصناعي وهما األساس القوي إلزدهار أي نشاط تجاري.1
يلعب المغرب األقصى دورا بارزا في نطاق التجارة ،ويتركز أغلب النشاط التجاري
في مدينة سجلماسة وعلى حدود قول أحد الباحثين أنها أصبحت مركزا تجاريا عالميا في
وقد ارتكز النشاط التجاري الداخلي في مدن المغرب األقصى على األسواق لتشجيع
الحركة التجارية في البيع والشراء ،وهذا راجع لعدة عوامل ساعدتها على اإلزدهار من
بينها العامل السياسي الذي شهدته البالد ،حيث حرصوا على إستتاب األمن وإشاعة
-2نوال بن دادة ،إقليم سجلماسة وأثره على الحركة التجارية في العصر الوسيط خالل الفترة ما بين ( 8 -2ه 14 -8 /م )
ماستر في تاريخ وحضارة المغرب اإلسالمي ( ،إش ) :عبد القادر بوحسون ،جامعة الدكتور طاهر موالي ،سعيدة ،
2015 - 2014م ،ص .100
44
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
كما كان اإلتساع للمنطقة الخاضعة لسلطة المغرب مع وجود حكومة مركزية قوية
ساهرة على حماية الطرق والتجار وتوفير كل ما تحتاجه القوافل ،وهذا ما جعل المغرب
ممرا آمنا للقوافل الخارجية من بالد السودان ،والمتجهة نحو األندلس وأوروبا ،وأدى إلى
تنشيط الحركة التجارية بين المغرب ومختلف المدن ،1كما حفز التجار الذين كانوا
يخضعون لحكومة واحدة على التنقل بحرية تامة ،وارتياد األسواق واألمر الذي ساعد على
2
تنشيط حركة البيع والشراء وتبادل المنتجات
أنواع فمنها األسواق المؤقتة وهي وكانت األسواق في المغرب األقصى على
األسواق التي تقام في أيام معروفة من األسبوع أو الشهر أو السنة ،وفائدة هذه األسواق هي
ألهل القرى البعيدة عن المدينة ،3حيث شهدت مدينة أصيال سوقا مؤقتة كانت تقام فيها يوم
الجمعة ،وسوق آخر يقام ثالث مرات في السنة وإلى ذلك أشار البكري " أصيال سوقها
حافلة يوم الجمعة وفي أصيال سوق جامعة ثالث مرات في السنة وذلك في شهر رمضان
وفي عشر ذي الحجة وفي عاشوراء " وفي مدينة أغمات كان يوم السوق هو األحد.4
-2حسن علي حسن ،الحضارة اإلسالمية في المغرب واألندلس عصر المرابطين والموحدين ،ط ، 1مكتبة الخانجي ،م
صر ( ،دت)،ص .266
45
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
وفي مدينة فاس يوجد بها باب يسمى باب سوق األحد ،واحتمال هذه التسمية تعود أصال
3
كما توجد عدة أسواق مؤقتة في مدن مختلفة كمدينة تادال 2والسوس األقصى ودرعة
وغيرها من القرى.
أما األسواق 4الدائمة في المغرب األقصى وهي التي تقام داخل المدينة وتكون ثابتة
وهي أصناف منها أسواق المدن الكبرى كسوق مدينة سبتة والذي كان يصطاد المرجان من
شواطئها وكان عدد أسواقها مئة وأربعة وسبعون سوقا ،وهذا ما يدل على أن النشاط
التجاري في سبتة كان كبيرا وزاخرا ،واحتوت مدينة طنجة على أسواق بالرغم من أهمية
أما أهم وصف تفصيلي ألسواق فاس المتخصصة والمتطورة أيام الحسن الوزان ماهي
إال إمتداد ألسواق فاس في العصور السابقة وخصوصا أن فاس كانت عاصمة سياسية
-2تادال :من جبال البربر بالمغرب قرب تلمسان وفاس ،ينظر :الحموي ،المصدر السابق ،ج ، 1ص . 5
-3درعة :نهر ينبع من من األطلس عند حدود هسكورة ،وينحدر إلى جهة الجنوب عبر إقليم درعة ،ينظر :الوزان،
المصدر السابق ،ج ، 2ص .254
-4األسواق :السوق :لغة هي التي يتعامل فيها وسميت كذلك ألن التجارة تجلب إليها والمبيعات تساق نحوها عرفها ابن
خلدون بقوله " :اعلم أن األسواق كلها تشمل على حاجات الناس فمنها الضروري وهي األقوات من الحنطة والشعير وما
في معناهما .....ومنها الحاجي والكمالي "....ينظر :حورية سكاكو ،التحوالت اإلقتصادية في المغرب األوسط خالل
العهدين الموحدي والزياني من القرنين ( 10 -06ه 16 -12 /م ) دراسة مقارنة ،ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي ،
(إش) :مبخوت بوداوية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان 2013 ،م – 2014م ،ص .30
-5الحبيب الجنحاني ،دراسات في التاريخ اإلقتصادي واإلجتماعي للمغرب اإلسالمي ( ،دط ) ،دار الغرب اإلسالمي ،
لبنان 1986 ،م ،ص 158
46
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
ومركزا تجاريا مهما ومشهورا عبر العصور .1ووضح ابن حوقل أسواقها قائال ":في كل
يوم من أيام الصيف يرسل في أسواقها من نهرها ( نهر فاس ) الماء فيغسلها فتبرد الحجارة
،ووصفت أيضا أنها مرتبة منسقة"2باإلضافة إلى سوق الحائكين والكتان وسوق النجارين
الجوامع.3
باإلضافة إلى األسواق ذات اإلنتاج الزراعي والصناعي وقد ضمت األسواق المهنية
أسواقا للتجار الكبار والصغار على مختلف اختصاصا تهم من تجار األقمشة المتنوعة ومنها
المحلية والمستوردة إلى تجار المصنوعات النحاسية والخزفية والجلدية والنسيجية وغيرها
وهكذا نجد أن التجارة الداخلية في المغرب األقصى كانت متنوعة وكثيرة وهذا يعود إلى
كانت تجارة المرور"تجارة القوافل " هي من أهم أنشطة التجارة الخارجية في دول
المغرب األقصى ،حيث استفادت الدولة المرينية مبالغ كثيرة من الضرائب التي كانت
-4محمد حافظ النقر ،التجارة الداخلية والخارجية للعالم اإلسالمي في العصر الوسيط ،ط ، 1دار المسار ،األردن ،
2002م ،ص .62
47
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
تفرضها على هذه النوع من التجارة فكان التجار المرينيون يحملون الذهب والصمغ من
السودان إلى أسواق األندلس ومنها إلى أوروبا وحوض البحر المتوسط.1
وكان ميناء سبتة باإلضافة إلى موانئ المغرب األقصى األخرى من أهم المرافئ التي
تخرج منها وترد إليها معظم التجارة الخارجية ،إذ كانت تجمع كثير من قوافل العصير
والحرير والكتان ،ومن أهم المنتجات التي صدرت إلى أوروبا ،صناعات المنتوجات
فيها2،وكانت السفن التجارية على إختالف أحجامها وجنسياتها تتردد بين موانئ المغرب
األقصى وبين المرية 3قاعدة اإلتصال اإلقتصادية ومن ميناءها كانت تبحر السفن إلى شرق
كما أن نمو البحرية المرابطية في عصر علي بن يوسف واحتاللها مركزا ممتازا في
حوض البحر المتوسط كان له أثره الكبير في ازدهار التجارة الخارجية المرابطية ،وتأمين
طرق التجارة البحرية من األخطار التي كانت تتعرض لها والسيما خطر القراصنة.5
-2محمد بن القاسم األنصاري السبتي ،اختصار األخبار عما كان بثغر سبتة من سني اآلثار ( ،تح ) :عبد الوهاب بن
منصور ،ط ، 2الرباط 1983 ،م ،ص .73
-3المرية :ميناء يقع على الساحل الجنوبي الشرقي لألندلس ،ويقع مابين جبل القصبة شماال وساحل البحر األبيض
المتوسط جنوبا ،وهو من أهم المراكز التجارية البحرية ،حيث كان المنفذ الوحيد للدخول والخروج من وإلى األندلس ،
ينظر :شهاب الدين التلمساني المقري ،نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب ( ،تح ) :إحسان عباس ،دار الصادر ،
بيروت 1988 ،م ،ص ، 141ينظر كذلك :محمد عبد هللا حماد ،التخطيط العمراني لمدن األندلس اإلسالمية ( ندوة
األندلس ) ،مكتبة الملك عبد العزيز ،الرياض 1996 ،م ،ص .154
-4السيد عبد العزيز سالم ،تاريخ مدينة ألميرية اإلسالمية قاعدة أسطول األندلس ( ،د ط ) ،دار النهضة العربية للطباعة
والنشر ،بيروت 1982 ،م ،ص .163
-5حمدي عبد المنعم محمد حسين ،التاريخ السياسي والحضاري للمغرب واألندلس ( ،د ط) ،كلية اآلداب ،جامعة
اإلسكندرية 2013 ،م ،ص .325
48
األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى الفصل األول :
ولذلك حرص سالطين بني مرين وبني األحمر على تأمين التجارة الخارجية ،وذلك
ضمن المعاهدات والوثائق التي أبرمت بين المرينيين ومعهم بني األحمر من ناحية ،
وكانت أهم المنتجات التي استوردها المرينيون من بالد األندلس ( آالت الصفر والحديد
من السكاكين واألمقاص المذهبة ) وغير ذلك كما استوردوا األحماض الرخامية المصنوعة
في المرية.2
وكانت قوافل الحج هي الوسيلة الرئيسية لربط المشرق العربي ومصر بالدولة المرينية
في مجال التجارة الخارجية ،فكانت الثياب الثمينة والحلى هي من أهم ماتحمله قوافل الحج
49
الفصل الثاني :
التجارية
الحركة التجارية
التجارية
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
لقد ضم إ قليم المغرب األقصى شبكة واسعة من الطرق والمسالك التجارية بين مختلف
حيث أن ارتباط المغرب األقصى بالبحر المتوسط من الشمال والمحيط األطلسي من
المغرب وامتداد سواحله على مسافات طويلة منها حتم وجود وطرق بحرية تجارية يتم من
لقد ارتبطت مدينة طنجة في المغرب األقصى مع المغربين األوسط واألدنى بطريق
ضمن مرسى أصيال بالمغرب األقصى كما كانت المراكب تخرج بإتجاه مصر بحري،3
والشام ،التي كانت تمر في طريقها على موانئ المغربين األوسط واألدنى.4
-2ابن فضل هللا شهاب الدين أحمد بن يحيى العمري ،مسالك األنصار في ممالك األمصار( ،تح) :مهدي النجم ،كامل
سلمان الجبوري ،ج ،2ط ،1دار الكتاب العربية ،لبنان2010 ،م ،ص .338
-3أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر الزهري ،كتاب الجغرافيا( ،تح) :محمد حاج صادق ،نور سعيد ( ،د ط) ،مكتبة الثقافة
الدينية ،القاهرة ( ،دت) ص .128
51
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
إن قصر المسافة بين المغرب األقصى واألندلس في منطقة جبل طارق 1حيث ال
يفصلها إال مضيق يعرف بالزقاق ،جعل النشاط البحري بين األندلس والمغرب األقصى
نشطا ومستمرا ،2ويعد ميناء ألمرية بحكم موقعه الجغرافي أقرب الموانئ األندلسية للعدوة
المغربية ،3وأشار اإلدريسي عن ألمرية بأنها "مدينة كبيرة كثيرة التجارات والمسافرون
إليها كثيرون وكان أهلها مياسر ولم يكن في بالد أهل األندلس أحضر من أهلها نقدا وال
أوسع منهم أحواال" فهي باب الشرق ومفتاح التجارة والرزق ،4ويعد مينائي سبتة وطنجة
المطالن على بحر الزقاق من الموانئ المهمة في هذا النشاط حتى وصف الميناء بالحط
واإلقالع.5
وهذا ما يدل على كثرة السفن التي ترسو بهذين الميناءين وكثرة تعامالتها التجارية،
وقدرت المسافة بين ميناءي طنجة وسبتة وبالد األندلس بثمانية عشر ميال.6
-1جبل طارق :نسبة لطارق بن عبد هللا الزناتي لما جاز بمن معه من البرابر فتحصنوا بهذا الجبل وهو جبل منقطع عن
الجبال المستديرة في أسفله ،ينظر :اإلدريسي ،المصدر السابق ،ص .540
-2يحيى أبو المعاطي محمد عباسي ،الملكيات الزراعية وأثارها في المغرب واألندلس ( 488-238هـ1095-852/م) ،
دكتوراه في التاريخ اإلسالمي( ،إش) :طاهر راغب حسين ،كلية دار العلوم ،جامعة القاهرة2000 ،م ،ص.538
-3أبو الفضل محمد أحمد ،تاريخ مدينة ألمرية األندلسية في العصر اإلسالمي( ،تص) :السيد عبد العزيز سالم( ،د ط)،
الهيئة المصرية العامة ،اإلسكندرية2002،م ،ص.88
-4اإلدريسي ،نزهة المشتاق في إختراق اآلفاق ،مج( ،1د ط) ،مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة ،ص .197
-5عماد الدين اسماعيل بن محمد بن عمر أبو الفداء ،تقويم البلدان( ،دط) ،دار صادر ،بيروت( ،دت) ،ص .177
52
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
ارتبطت موانئ المغرب األقصى المطلة على المحيط بمرافئ األندلس بعالقات تجارية
نشطة ومستمرة ،ولهذا نجد طنجة وسبتة منذ القرن الثالث هجري والتاسع ميالدي ارتبط
بطرق تجارية مع األندلس حيث إذا عبرت إلى جزيرة األندلس من سبتة ،كان الذي تنزل به
المدينة المعروفة بالجزيرة الخضراء ،1أما عن مرساها قال أبو الفداء " فالجزيرة الخضراء
مدينة أمام سبتة من بر األندلس الجنوبي...2توسطت مدن الساحل وأشرقت بسورها على
البحر ومرساها أحسن المراسي للجواز ". 3وإذا عبرت من قصر مصمودة وقعت إلى
جزيرة طريف وسعة البحر ما بين هذين الموضعين اثنا عشر ميال.
وأشار اإلصطخري إلى طريق بحري يسير من البصرة بجزيرة جبل طارق ثم يمتد
على البحر المحيط إلى شنترين وهي آخر بالد اإلسالم ،ووصف السير بهذا الطريق في
قوله ":لو أن رجال سار من البصرة ( يقصد بصرة المغربية) على السواحل حتى يعود إلى
ما يحاذيه من أرض األندلس ال يحتاج إلى أن يعبر نهرا أو خليجا أمكنه" ومقدار المسافة
فيه نحو سبعة أشهر والواقع أن الطرق البحرية التي ربطت المغرب األقصى باألندلس لم
ينقل عبرها بضائع المغرب األقصى فقط بل البضائع الواردة إلى هذا اإلقليم من بالد
-1الجزيرة الخضراء :مدينة أمام سبتة من البر عدوة من بالد العرب طيبة نزيهة تتوسط مدن الساحل ،وأجمعها الخيري
البر والبحر ،ينظر :القلقشندي ،المصدر السابق ،ج ،5ص .220
53
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
ذكر اإل صطخري في القرن الرابع هجري والعاشر ميالدي ،وهو يتكلم عن مياه البحر
المتوسط قائال " :وما بحر الروم فإنه خليج من البحر المحيط بين بالد األندلس وبين
البصرة من بالد طنجة وبين جزيرة جبل طارق من أرض األندلس عرضه اثنا عشر ميال
ثم يتسع ويعرض فيمتد على سواحل المغرب مما يلي شرقي هذا البحر حتى ينتهي الى
أراضي مصر ويمتد على أراضي مصر حتى تنتهي إلى أرض الشام .1من هذا الوصف
نستطيع أن نقول أن مياه البحر المتوسط استخدمت كطرق تجارية بين المناطق الواقعة عليه
ومنها بين المغرب األقصى وبالد الشام ،2حيث يدعم لنا هذا القول تأكيد البكري في القرن
الخامس هجري الحادي عشر ميالدي على وجود خط بحري يسير بمحاذاة سواحل المغرب
إلى اإلسكندرية 3ويمر على عدة مدن ساحلية وبعد ذلك يصل إلى غزة ثم إلى مالحة
الواردية إلى عسقالن ثم إلى القيسارية 4ثم إلى يافي إلى رأس الكرمان ثم إلى حيفي ثم
عسكي.5
-2السيد عبد العزيز سالم ،العبادي أحمد مختار ،تاريخ البحرية اإلسالمية في المغرب واألندلس( ،دط) ،دار النهضة
العربية ،بيروت 1969 ،م ،ص .67
-3اإلسكندرية :مدينة عظيمة من أعمال مصر وقواعدها بناها اإلسكندر المقدوني خالل القرن 4ق -م ،تقع على ساحل
البحر المتوسط بها ميناء بحري ترسو فيه السفن من شتى األجناس واألمم وبه ثم المبادالت التجارية ،الحميري ،المصدر
السابق ،ص ص .55- 54
-4القيسارية :هي كلمة يونانية معربة وتعني السوق القيصري التابع للدولة ،ينظر :أبو الفداء،المرجع السابق ،ص
.275
54
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
وهذه المدن جميعها في فلسطين وبعد أن يكمل ساحل فلسطين يصل إلى صيدا ثم إلى
بيروت ثم إلى طرابلس الشام الالذقية ثم أنطاكية .1وأشار الزهري إلى خط تجاري يربط
طنجة بالمغرب األقصى وعبر بالد المغرب واإلسكندرية ويصل إلى الشام.2
إ لى جانب الطرق البحرية الخارجية يبين لنا ابن خردذابة طريقا كان يسلكه التجار
الروسيون يبدأ من بالد اإلفرنجية وينتهي هذا الطريق إلى الهند حيث وصف هذا الطريق
بقوله " إن الخارج منهم من يخرج من األندلس أو من فرنجة فيعبرإلى السوس األقصى
فيصير إلى طنجة ،3إن هذا الطريق يربط طنجة المركز التجاري في المغرب األقصى وبين
وخالل القرن الرابع هجري العاشر ميالدي وصف اإلصطخري الطريق البحري
الذي يربط المغرب األقصى مع سواحل الشام على أنه يستمر ثم ينعطف بناحية الثغور
فيدور على بلد الروم ثم يصير غربي البحر إلى خليج القسطنطينية ويعبره ويمتد على
سواحل اثيناس ثم على سواحل رومية 5ثم يمتد على قرب إفرنجة فيصير البحر حينئذ
-1خيرة بلعربي ،المسالك والدروب وأثرها في تفعيل الحركة التجارية والثقافية في المغرب اإلسالمي ( 10 – 5هـ 11 /
– 16م)،ماجستير في التاريخ اإلسالمي ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان2009،م 2010 ،م،ص.69
-5أبو اسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي اإلصطخري ،المسالك والممالك( ،تح) :محمد جابر عبد العالي ( ،د ط ) ،دار
الثقافة ،مصر ( ،د ت ) ،ص .82
55
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
جنوبيا ويكون على ساحله إفرنجة إلى أن يتصل بطرطوشة 1من بالد األندلس ،2وأن السفن
يمكن أن تسير من طنجة إلى جزيرة طريف والجزيرة الخضراء إلى مالقة 3وألمرية (
موانئ أندلسية ) ومنها إلى سواحل اإلفرنجة ( فرنسا ) ومنها بالد البنادقة ( جنوب ايطاليا )
والقسطنطينية.4
إ ن هذا الطريق يربط مناطق ومدن المغرب األقصى بالمراسي التي تقع على هذا
الطريق ومن خالل هذه المراسي تنقل البضائع والسلع إلى جزيرة صقلية 5أوجزر البحر
المتوسط ،كما أشار البكري إلى أن " مرسى الزجاج وهو صيفي ...يقابل من جزيرة
األندلس جزيرة ميورقة " أما مع صقلية فأخبرنا البكري أن مرسى بونة في قبالته جزيرتان
أحدهما تعرف بالجامور الكبير واألخرى بالجامور الصغير وهي أصغر ثم جبل يظهر منه
جبل صقلية ،وارتبط مرسى سوسة بخط بحري إلى صقلية ضمن مدينة سوسة ثم فتح
المسلمون جزيرة صقلية ،ومن سوسة يسافر أهل المغرب إليها ،أما مدينة المهدية التي
كانت تقع على الساحل المغربي فكان مرساها محط للسفن لمن قصدها من جميع الجهات.
-1طرطوشة :مدينة قديمة باألندلس بقرب مدينة بلسنية مشتركة على نهر إبره وهي برية وبحرية ،ينظر :زكريا بن
محمد بن محمود القزوبني ،أثار البالد وأخبار العباد ( ،د ط ) ،دار الصادر ،بيروت ( ،د ت ) ،ص .548
-5صقلية :جزيرة بالبحر المتوسط قريبة من المغرب األدنى ومن إيطاليا وهي تنسب إلى مدينة بها ومعناها باللغة القديم
" تين وزيتون " إفتتحها األغالبة بقيادة العالم الجليل " أسد بن الفرات " سقطت في أيدي الصليبيين ،ينظر :الحمبري،
المصدر السابق ،ص .366
56
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
وهكذا يمكن أن نقول أن السلع القادمة من المغرب األقصى إلى مدن المغربين األوسط
المبحث الثاني :نظام المراسي ودور الفنادق في تنظيم الحركة التجارية :
-كان الموقع الممتاز الذي يتمتع به المغرب األقصى في الطرف الشمالي الغربي من
القارة اإلفريقية ،وإطاللته على البحر المتوسط ومضيق جبل طارق الذي ال يبعد عن بالد
األندلس سوى بضعة أميال ،هذه المسافة القصيرة يسرت اإلتصال بالعالم الخارجي وربطت
المغرب األقصى باألسواق الخارجية ،1حيث قامت هذه الموانئ بشحن البضائع المستوردة
إ لى داخل البالد وخارجها ومن ناحية أخرى في استقبال البضائع القادمة من السودان ومن
مدن المغرب األقصى ومن غيرها من البلدان وتصديرها إلى بالد األندلس ،وقد بدأت هذه
المرافئ المغربية دورها في تنشيط التبادل التجاري ،ومن هذه الموانئ :
-1سبتة :
مدينة في أقصى المغرب بين البحر المحيط والروم ،والبحر قد أحاط بها شرقا وجوفا
وقبلة ،وليس لها إلى البر غير طريق واحد من ناحية الغرب ،لو شاء أهلها قطعه لقطعوه.2
ووصف ابن حوقل المدينة قائال " :مدينة سبتة وهي لطيفة على نحر البحر وبها بساتين
واجنة تقوم بأهلها وماؤها داخلها يستخرج من أبارها معين ومن خارجها أيضا اآلبار شيء
57
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
كثير عذب ولها مرسى قريب األمر " وبهذا ميزها ابن حوقل بأنها ذات موقع بحري ممتاز
ولها بابان أحدهما محدث ،ولها من جهة البحر أبواب كثيرة ،وفي آخر المدينة
يشرفها جبل كبير يسمى جبل المينا .ويضاف إلى ذلك فإن هذه المدينة الكبيرة كانت محاطة
بسور مبني من الصخور لحمايتها وقد بناها خليفة األندلس األمير الناصر فترة حكمه (
350 – 300هـ 961 – 912 /م ) وأن بناء هذا السور كان أيام خضوع المدينة لسيطرة
ولم ينسى البكري بإعطاء معلومات عن التركيب السكاني للمدينة ،مؤكدا بقدم سبتة
وكان لها ماء مجلوب من نهر قرية أويات على ثالثة أميال منها ،يجري الماء في قناة
مع ضفة البحر القبلي الذي يعرف ببحر بسول ،وأمر الخليفة أمير المؤمنين أبو يعقوب سنة
580هـ بجلب الماء إليها من قرية بليوشن على ستة أميال من سبتة.3
أما اإلدريسي فقال عنها "مدينة سبتة فهي تقابل الجزيرة الخضراء وهي سبعة جبال
صغار متصلة ببعضها البعض معمورة طولها من المغرب إلى الشرق نحو ميل ويتصل لها
من جهة المغرب و على ميلين منها جبل موسى ...وتجاوره جنات وبساتين وأشجار وفوكه
-2شمس الدين المقديسي ،أحسن التقاسيم في معرفة األقاليم( ،تح) :محمد محزوم ،دار احياء التراث ،ليدن1906 ،م ،ص
.128
-3محمد البياتي ،المرجع السابق ،ص .63
58
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
كثيرة وقصب سكر أكد على أهمية انتاجها الزراعي الذي يصدر الفائض منه إلى المناطق
المجاورة لها.1
وبهذه المدينة كان يصطاد منها السمك وشجر المرجان ألنها محاطة بالماء من ثالث
جهات لذ لك تعد مركز لصيد الحيتان أوال وصيد المرجان ثانيا فهي كثيرة الثروات الطبيعية
2
مما جعلها مركز تجاري كبير للتصدير.
وكانت سبتة كاإلسكندرية ميناء لحط السفن وإقالعها خاصة السفن القادمة من الهند وأن
أسواقها عامرة بتجار أغنياء لهم القدرة على شراء مركب كامل ببضائعه من دون مفاصلة
حول السعر ،وكانت محطة السفرة والتجار ،وهذا دليل على أنها كانت مركزا تجاريا
مشهورا دائما.3
-2طنجة :
-وهي مدينة كبيرة أزلية فيها آثار لألول وقصور وأقباء وغيرها ،وكان فيها ماء مجلوبفي
قناة كبيرة وبخارجها ماء طيب يسموه برقال فهم يعبرون لشربه ،فيقال لمن تهافت منهم :
59
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
1
خفــــيف وزنــه يذب ولكن * يطير بشاربيه ألف ميل
وكان فيها رخام وصخر منجور جليل ،منها كانت القنطرة على بحر الزقاق إلى ساحل
األندلس التي لم يكن في العالم مثلها وكانت تمر عليها القوافل والعساكر من ساحلها إلى
ساحل األندلس ،2فقيل أن طنجة آخر حدودها إفريقية في المغرب ،والمسافة ما بين طنجة
والقيروان1000ميل وأن ملوك المغرب من الروم وغيرهم من األمم كانت دار مملكتهم
مدينة طنجة.3
وهي من الموانئ المهمة في بالد المغرب األقصى وقد قال عنها ابن حوقل " طنجة
مدينة أزلية آثارها بينة وأبنيتها بالحجارة قائمة على وجه البحر سكنها أهلها قديما...وأكثر
أموال أهلها من الزرع حنطة 4وشعير وحبوب وماؤها مجلوب إليها." 5
وبما أنها تقع على شاطئ البحر المتوسط وهي محط للسفن اللطاف الريح الشرقية
تؤدي فيه وهي طنجة البيضاء ،6وإذا حفرت خرائب طنجة وجدت فيها أصناف الجوهر،
فيدل ذلك على أنها كانت دار مملكة ألمم سالفة ،وسميت بهذا ألن أرضها تحمل الزرع دون
-4الحنطة :وهي البر وجمعها حنط ،ينظر:زوي نصر الدين ،الدور التجاري لتلمسان بين األندلس والسودان الغربي في
عهد الدولة الزبانية ( 962 – 633هـ 1555 – 1235 /م ) ،ما نشر في تاريخ وحضارة المغرب اإلسالمي ( ،إش) :
داعي محمد ،جامعة الطاهر موالي ،سعيدة2015 – 2014 ،م ،ص .41
60
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
حرث ،وكان سكانها أثرياء وكان إهتمامهم كبير بالنشاط التجاري السيما زراعة الحبوب
ويبدو أن ثروتهم جاءت من الزراعة الواسعة للحبوب التي كانت ليست لإلستهالك فقط بل
للتصدير أيضا.1
-3سال :
سال بلفظ الفعل الماضي من سال يسلو :مدينة بأقصى المغرب ليس بعدها معمور إال
مدينة صغيرة يقال لها غرينطون ثم يأخذ البحر ذات الشمال وذات الجنوب وهو البحر
المحيط.2
وهي مدينة عتيقة أسسها الرومان على الضفة الشرقية قرب مصب نهر أبي رقراق،
ووصفها اإلدريسي قائال ":وعلى ضفة البحر مبنية من جانب البحر ال يقدر أحد من
أهل المراكب على الوصول إليها من جهته وهي مدينة حسنة ...ولها أسواق وتجارات"...
ومن هذا يتضح أن سال تقع على مياه المحيط مباشرة ،وأن الساحل الذي تقع عليه منبع
من مما منح المدينة حصانة ومناعة ،ويوجد بمصب النهر ( أبي رقراق ) ميناء ال بأس به
-3الفرسخ :يقصد به الخطوة ،واختلفت اآلراء حوله منهم من قال الفرسخ ثالثة أميال أي اثنا عشر ألف ذاع فقد قدر
كرلونلبنو الفرسخ العربي ب 5919مترا ،ينظر :ابراهيم السيد الناقة ،دراسات في تاريخ األندلس اإلقتصادي ،األسواق
التجارية والصناعية في األندلس في عصري الخالفة األموية والخالفة الموحدية ،ط ، 1مؤسسة شباب الجامعة،
اإلسكندرية2010 ،م ،ص .88
-4مارمول كربخال ،إفريقيا ( ،تر) :محمد حجي وأخرون ،ج ،2ط ،1دار نشر المعرفة ،الرباط1989 ،م ،ص .134
61
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
ولو أنه صغير ترسو فيه سفن البضائع األوروبية وهناك تجهز سفن حربية للقيام بالقرصنة
ووصول التجار إ ليها ال أن يكون عن طريق مرساها عبر المراكب التجارية أو القوافل
التي تأتيها عبر البر ،لذلك كانت أسواقها تعج بالنشاط التجاري الصادر والوارد مما جعل
أهلها أثرياء.2
وهكذا نجد حركة السفن التجارية ال تنقطع عن مرسى سال من خالل كالم اإلدريسي :
" ومراكب أهل إشبيلية 3وسائر المدن الساحلية من األندلس يقلعون عنها ويحطون بها
وهنا يمكن تشبيهها بحركة التجارة بميناء سبتة أو طنجة من حيث كثرة الحط و اإلقالع.5
-4أصيال :
.6
وهي أرض منبسطة كانت مدينة كبيرة أزلية عامرة آهلة كثيرة الخير والخصب
مستوية تحيط بها التالل والمحيط األطلسي يقع في غرب المدينة وجنوبها ،ونتيجة قربها من
-2حمدي عبد المنعم محمد المنعم محمد حسين ،مدينة سال في العصر اإلسالمي دراسة في التاريخ السياسي والحضاري،
( د ط ) ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية1993 ،م ،ص.123
-3إشبيلية :مدينة قديمة جليلة لها أسوار حصينة ومعناها المدينة المنبسطة ،ينظر :القزويني ،المصدر السابق ،ص .498
62
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
المحيط فإن أمواجه كانت تصل إلى حائط الجامع ،عند ارتجاج البحر ،ويصف البكري
مرسى أصيال بـ ":ومرساها مأمون والمدخل إليه من الشرق ويستدير بالمرسى من ناحية
1
الجوف جسر من حجارة مخلوفة تلف عن السفن المرفاه فيها هيجان البحر".
ومن هذا القول يتضح لنا أن مرسى أصيال كان محميا من هيجان المحيط األطلسي وأمواجه
العالية بإستدارة في المرسى من جهة الجنوب وهي عبارة عن جسر من الحجارة تلجأ السفن
-5أسفي :
إن الحركة التجارية في هذا المرسى تكون وقت هدوء المحيط األطلسي إلجتناب السفن
الصعوبات التي تواجهها من جراء األعاصير البحرية في المحيط .3وهكذا نجد أن موانئ
المحيط األطلسي كانت مراكز تجارية مهمة ،فمنها تحمل المراكب السلع والبضائع الفائضة
عن اإلستهالك المحلي ،وكذلك السلع التي كانت تأتي من مدن المغرب األقصى ومن
خارجه.4
63
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
-6فاس :
تحدثت العديد من مصادرنا التراثية حول بناء المدينة ،حيث أشار ابن اآلبار إلى
تسميتها أنه لما حفر أساس هذه المدينة في عهد إدريس الثاني عثر على فأس من الذهب "
فسميت بمدينة فاس " وهناك رأي آخر حول تسمية المدينة وهو " سميت بفأس كانت تحفر
بها وقيل كثر كالمهم عند حفر أساسها هاتوا الفأس فسميت بها". 1
ووصفها ابن حوقل " وجميع ما بها من الفواكه والغالت والمطاعم والمشارب
والتجارات و المرافق والخانات " ويدل على ذلك على أن فاس كانت مركزا إلنتاج سلع
وبضائع كثيرة تفيض عن حاجتها وحاجة المناطق المجاورة لها وإلى مختلف البالد إلى بالد
السودان وإلى بالد المشرق وهذا ما يؤكد وجود عالقات تجارية واسعة فاس.2
أما الزهري فإنه كتب عن فاس حاضرة المغرب ومكانتها التجارية ،فوصف نهرها
والعيون المائية وأوديتها وجبالها وجناتها مما يدل على أنها مركز زراعي ،أما كونها
مركزا تجاريا فقال " وهي دار مملكته يقصدها الناس من جميع األقطار وإليها يجلب من
جميع األقاليم كل شيء حسن من المتاع والسلع الغالية األثمان من اليمن والعراق والشام
واألندلس."3
-1أبو عبد هللا بن محمد القضاعي ابن اآلبار ،الحلة السيراء( ،تح):حسين مؤنس ،ج ،1ط ،2دار المعارف ،القاهرة،
1985م ،ص.55
64
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
ومن هذا القول يتبين لنا أن المهدية كانت محط أنظار التجار من جميع البلدان لذلك
قصدوها بقوافلهم التجارية وتحملوا مشاق السفر وبعد المسافات وجلبوا بها مختلف األمتعة
والبضائع الغالية ليتاجروا وهكذا ارتبطت فاس بعالقات تجارية مع أقاليم المشرق العراق
أما اإلدريسي أشار إلى ذ لك بقوله " مدينة فاس هي حضرتها ( المغرب األقصى )
الكبرى ومقصدها األشهر وعليها تشتد الركائب وإليها تقصد القوافل ويجلب إلى حضرتها
كل غريبة من الثياب والبضائع واألمتعة الحسنة وأهلها مياسر ،فهي محطة تقصدها القوافل
التجارية من مختلف البالد البعيدة والقريبة جالبة معها البضائع المختلفة وهذا مما أدى إلى
وهي من المدن المهمة في إقليم المغرب األقصى ،وكانت موصوفة بالخصيب والخير
وهي مدينة كبيرة عليها سور ليس بالمنيع و لها مياه عن خارجها من عيون بساتين من
شرفتها ولها غالت كثيرة القطن المحمول إلى إفريقية وغيرها ومن غالتهم ،القمح والشعير
،وهكذا صدرت البصرة المغربية منتجاتها الزراعية الفائضة عن حاجتها إلى المغرب
األدنى.2
65
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
وكذلك إلى بالد برغواطة ( وهي مناطق السهل الساحلي المطل على المحيط األطلسي
) .والبصرة تمتلك ثروة حيوانية كبيرة لذا فقد عرفت ببصرة الذبان لكثرة ألبانها ،وربما
-8مراكش :
وتم بناء مراكش في منتصف القرن 5هـ 11 /م واتخذها المرابطون عاصمة لهم،
واختلفت المصادر التراثية في سنة تأسيسها فأشار ابن عذارى إلى سنة البناء تمت في عام
462هـ 1069 /م أما اإلدريسي فإن سنة التأسيس عنده هي 470هـ 1077 /م.3
أما الذي أسسها فهو يوسف بن تاشفين أمير المرابطين بعد أن اشترى األرض من أهل
أغمات ،وجعل فيها الجنات وأكثر من الحمامات والخانات والرياض والبساتين والثمار من
أعناب ونخيل وزيتون 4وبالنسبة ألسواقها كانت مختلفة وسلعها نافقة ،لكن مع ذلك يتبين أن
-4الخانات :المكان الذي تخزن فيه بضائع التجار وتباع وفضال عن كونه مأوى التجار الغرباء ،ينظر :خليل خلف
الجبوري " ،معالم من الحضارة اإلسالمية في األندلس " ،مجلة كان التاريخية ،العدد 2012 ،18م ،ص ص .60 -57
-5مؤلف مجهول ،الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية ( ،تح ) :سهيل زكار ،عبد القادر زمالة ،ط ،1دار الرشاد
الحديثة ،الدار البيضاء1979 ،م ،ص ص .16 -15
66
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
-9العرائش
يقع عند مصب نهرلكوس في البحر ،ولهذه المدينة ميناء يصعب إجتيازه جدا لمن يريد
الدخول إ لى مصب النهر ،وكان يصطاد فيها كثير من السمك األنقليس والطيور المائية
وعلى ضفاف النهر غابات تعيش فيها الحيوانات المفترسة وعادة هذه المدينة أن سكانها
يصنعون الفحم ويرسلوه بحرا إلى أصيال وطنجة حتى أن المثل الدراج عند أهل موريتانيا
يقول عندما يكون مظهر الشيء أحسن من مخبره" :هذا كسفينة العرائش ،شراعها من قطن
وحمولتها من فحم".1
-10سجلماسة :
بكسر السين وكسر الجيم وسكون الالم وفتح الميم ثم ألف وسين مفتوحة وماء في اآلخر
وسجلماسة إسم القصبة وهي مدينة في جنوب المغرب األقصى في آخر اإلقليم الثاني من
األقاليم السبعة ،2وتعد سجلماسة مركزا تجاريا مهما وبها أرباح متوفرة وأهلها قوم سراء
مياسير وأبنيتها كأبنية الكوفة وهي مدينة كثيرة الخيرات موافقة لهم يقصدونها من كل بلد.3
وأن بداية سجلماسة كانت سوقا يجتمع فيها البربر ثم نمت وتمدنت إلى أن أصبحت
مدينة مشهورة يقصدها الجميع ،4وأن محاصيلها الزراعية المتنوعة والفائض منها كان
-4ابن بطوطة ،تحفة النظار في غرائب األمصار وعجائب األسفار ،دار الكتاب اللبناني ،لبنان( ،دت) ،ص .454
67
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
يدخل ضمن تجارة المدينة ،وأن التجار يجتمعون في مدينة سجلماسة ومن ثم يسافرون إلى
وهذا يدل على أن المدينة كانت مركزا لتجمع التجار للسفر إلى بالد السودان جنوبا وعبر
1
الصحراء.
كما كانت المدينة ثرية نتيجة لتجارة أهلها بالمذهب مع بالد غانة 2حيث أن القزويني في
قوله " :وأهل هذه المدينة من أغنى الناس وأكثرهم ماال ألنها على طريق غانة التي هي
معدن الذهب وأنها مدينة متحضرة دورها جميلة وسكانها أثرياء بسبب تجارتهم مع بالد
السودان".3
ومن خالل مصادرنا التراثية يتضح على أنها تجمع على أن سجلماسة مركز تجاري
لإليجار مع بالد السودان وأن هذه التجارة كانت سبب ثراؤها وترف أهلها وإشتهارها
-2غانة :بفتح العين المعجمة بعدها ألف ثم نون مفتوحة في األخر وهي ليست بدولة غانة الحالية ،ذلك أن غانة القديمة
كانت تقع في أراضي جمهورية مالي الحالية بالقرب من الحدود من موريتانيا ،ينظر :بودواية مبخوت ،العالقات الثقافية
والتجارية بين المغرب األوسط والسودان الغربي في عهد دولة بني زيان،دكتوراه دولة في التاريخ(،إش):د.عبد الحميد
حاجيات ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية واإلجتماعية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان2006 – 2005 ،م ،ص .35
68
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
أما فيما يخص دور الفنادق في جعلها مأوى للتجار األجانب فأدت دورها المنوط بها.1
إذا كان للفندق دور كبير في الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية بالمغرب ،أن قدوم التجار من
مختلف البالد وبقائهم لفترات طويلة استدعى وجود عدد من الفنادق في مختلف مدن
المغرب األقصى من أجل إيوائهم وبضائعهم ومنها ما أنشئ في مدينة فاس أيام األدارسة،
والتي زادت عددا في عهد يوسف بن تاشفين .2وفي عام 462هـ1069 /م كانت في مدينة
فاس الفنادق المعدة للتجار والمسافرين والغرباء أربعمائة وسبعة وستين فندقا وأن هذا العدد
هو ما كانت عليه أيام المرابطين والموحدين 3،وكانت هذه الفنادق مقسمة إلى عدة أمكنة
خصص بعضها للنوم والراحة واألخر لعقد الصفقات التجارية مع عقود وبيوع غيرها،4
كما ال يجب أن تكون فنادق التجار والغرباء متقابلة لحمام النساء ،مما يدل على إنشاء
الفنادق كانت له قواعد وأنظمة يجب أن يراعيها صاحب الفندق ،حيث نجدها ممنوعة من
5
المحرمات كالخمور و غيرها.
فقد اشتملت مدينة فاس على عدد البأس به من الفنادق إليواء التجار القادمين إليها من
مختلف األمصار أما بالنسبة إلى فنادق مدينة سبتة فهي تحتوي على ثالث مائة وستين فندقا
منها سبع فنادق مخصصة لنزول التجار النصارى ،وأن وجود هذا العدد الكبير من الفنادق
-2إبراهيم حركات ،المغرب عبر التاريخ ،مج ،2ط ،1دار الرشاد الحديثة ،الدار البيضاء1978 ،م ،ص .151
-4مصطفى مسعد سامية ،العالقات بين المغرب واألندلس في عصر الخالفة األموية (399 -300هـ 1008-912 /م) ،
ط)،1إش ):عين للدراسات والبحوث اإلنسانية واإلجتماعية ،مصر2000 ،م ،ص .155
69
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
نظرا ألهميتها من حيث الموقع الجغرافي والمكانة السياسية اإلقتصادية بالنسبة للمغرب
1
األقصى.
للمخازن والدكاكين واإلسطبالت واألفران وقاعة المداولة واألحكام ،بينما العلوي لنوم
التجار وراحتهم ،وكانوا ملزمين بتطبيق بعض التوصيات والقوانين ،2إذ كانت تلك الفنادق
محاطة باألسوار العالية والسميكة في جدرانها ،تغلق أبوابها ليال من طرف بوابين أمناء
شرفاء ،يمنعون الغرباء الذين ال يحملون تراخيص لدخولها ،بينما يقوم الحراس بالسهر
ولم أجد في المصادر أي إشارة إلى وجود الفنادق في مدينة سجلماسة وغيرها من مدن
المغرب األقصى.
-3عمر رضا كحالة ،دراسات إجتماعية في العصور اإلسالمية ،المطبعة التعاونية ،دمشق1973 ،م ،ص .135
70
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
ت عدد تقدير قيم األشياء في بالد المغرب بمكاييل وموازين ومقاييس ،واختلفت مقاديرها من
مصداقا لما جاء به سبحانه وتعالى من آيات قرآنية مبينة ما جاء به الدين اإلسالمي من الوعيد
ين َّ ِّ الذي ينتظر التجار خاصة ،وهذا في التطفيف في الميزان حيث قال تعالى "ويل لِّل ِّ ِّ
ني * الذ َ
ْمطَفف ََْ ٌ ُ
وه ْم ُُيْ ِّس ُرو َن "1وقوله تعالى " َوََي قَ ْوم أ َْوفُوا َّاس يَ ْستَ ْوفُو َن * َوإِّذَا َكالُ ُ
وه ْم أ َْو َّوَزنُ ُ إِّذَا ا ْكتَالُواْ عَلَى الن ِّ
فمن هذه اآليات القرآنية نجد أن اإلسالم أعطى لهذه المكاييل والموازين أهمية كبرى في
71
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
/1الرطل :وهو أكثر الوحدات إستعماال ،وكان يساوي 12أوقية ويساوي كذلك 1/10من
القنطار وهو يختلف من بلد إلى أخر ،1فمثال في بالد المغرب كان يساوي 140درهما ،واألوقية
تساوي 12درهما أي 38.5غراما ،2إذ وجدت موازين خاصة لوزن العمالت الذهبية والفضة،
مثل المثقال لوزن الذهب فكان وزنه 4.722غراما والدرهم لوزن الفضة ،ووزنه حوالي (
أما الميزان فيتكو ن من قصبة يعلق منها من وسطها وتتدلى الكفتان من كل طرف وهي من
وقد اهتمت كتب الحسبة بالمكاييل في أسواق المسلمين ،حيث يذكر المالقي " أن أحق
الموازين ما كان ثقبه في قصبته ،وكان الثقب موسع الجهتين مشترك لوسط يعمه المسمار،
وأخسرها للحق ما كان ثقبته في اللسان أو كان في القصبة غير مشترك الوسط أو مسماره رقيقا
-1أبو الفضل جمال الدين ابن منظور ،لسان العرب ( ،تح ) :عبد هللا علي الكبير وآخرون ،مج ( ،7دط ) ،دار
المعارف ،القاهرة ( ،دت ) ،ص .304
-3موسى لقبال ،الحسبة المذهبية في بالد المغرب العربي ( نشأتها وتطورها ) ،ط ،1الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،
الجزائر1971 ،م ،ص .75
-4أبو عبد هللا محمد السقطي المالقي األندلسي ،أداب الحسبة ( ،تح ) :ليفي بروفنسال ( ،د ط ) ،أرنست لورو :باريس،
1931م ،ص .14
72
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
/2المد : 1في مدينة أصيال كان كيلهم يسمى مدا وهو عشرون مدا بمد النبي صلى هللا عليه
وسلم ،2أما في مدينة فاس " مدهم يسع من الطعام ثمانين أوقية ومدهم يسمونه اللوح وفيه من
هذا المد مائة وعشرون مدا وجميع المأكوالت من الزيت والعسل واللبن والزبيب يباع عندهم
3
باألواقي.
وعن مدينة سجلماسة بقول البكري :أو قمح رقيق صيني يسع مد النبي صلى هللا عليه وسلم
خمسة وسبعين ألف حبة ومدهم إثنا عشر قنقال والقنقل ثماني زالفات والزالفة ثمانية أمداد بمد
4
النبي صلى هللا عليه وسلم.
/3الكيل :
أستخدم الكيل في المغرب األقصى لوزن السوائل واألشياء الصلبة باإلضافة لكيل الحبوب،5
والكيل في مدينة نكور يسمونه الصحفة وهي خمسة وعشرون مدا بمد النبي صلى هللا عليه وسلم
ويسمون نصف الصحفة السدس والرطل عندهم في جميع األشياء اثنتان وعشرون أوقية
وقنطارهم مائة رطل ودراهمهم عدد بال وزن ،وفي مدينة أصيال كان كيلهم يسمى مدا فهو
-1المد :بالضم ،مكيال وهو رطل أو رطالن وثلث أو ملئ كف اإلنسان المعتدل إذا مالءهما ومديده بهما ،ويسمى مداء،
ينظر :ضياء الدين محمد ،الخراج والنظم المالية للدولة اإلسالمية ،ط ،3دار المعارف ،مصر1969 ،م ،ص .329
73
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
/4المدي :وهو مقدار حبوب توضع في كيس من الجلد يحمله الرجل أو العبيد في الغالب.
/5الثمن :يعني بهثمن الربع الذي يكال به السوائل وربما كان ثمن الربع من الدرهم الفضي أو
/6القيراط :
قراط ،ويقدر بنصف دانق ،قيمته نصف عشر الدينار ( ) %5في أكثر البالد
أصله ّ
اإلسالمية ،2أو نصف الدرهم ،ويزن 0.75غراما ويتكون من أربع أو خمسة حبات ،3ونجد أن
/7الحبة :تمثل 1/60من وحدة الوزن المستعملة أي عشر دانق وهي وزن حبة القمح أو
4
الشعير متوسط الحجم.
وتختلف الحبة حسب الوحدة المستعملة ،فهناك وزن حبة الفضة ،وحبة وزن الذهب ،وحبة
/8القدح :وهو أكبر مكيال للحبوب وكان يساوي أربعة وعشرون مدا نبويا ويزن 32رطال.1
-5لطيفة بشاري ،العالقات التجارية للمغرب األوسط في عهد إمارة بني عبد الواد من القرن 7إلى 10هـ ،ط،1
منشورات وزارة الشؤون الدينية واألوقاف ،الجزائر2011 ،م ،ص .127
74
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
/9القفيز :كان المكيال الرسمي لمدينة سبتة وعدد أقداحه أربعون قدحا،2
ونتيجة إلختالف الموازين والمكاييل المستخدمة في مدن المغرب األقصى أدى ذلك إلى
الغش بحيث أن المكاييل المستعملة للطعام يجب أن تكون أجنابه مرتفعة أزيد من شبر ،قصير
الجنب يقدر فيه على السرقة 3،وينهى الكيال عن تطفيف الكيل وعليه الوفاء به حتى نهايته ألن
التطفيف من الغش حتى اإلمام مالك رضي هللا عنه قال " أكره التطفيف " ،فمكيال الزيت البد
أن يكون من فخار حنتم ( أسود ) مزجج وذل ك تطبيقا للقواعد الصحية حيث أن مكيال النحاس
يتزنجر ويضر بالصحة و إذا كان المكيال غير مزجج من الحنتم فإنه يبقى في قاعه جزء من
الزيت وال يأخذ المشتري حقه كامال وال بد من وجود عالمة ظاهرة في الكيل ينتهي إليها حد
الكيل ويراها كل من البائع والمشتري ،4وبالرغم من هذا التشديد في مراقبة الموازين والمكاييل
فقد كان الغش موجودا وذلك باستخدامهم أساليب متعددة للغش منها على سبيل المثال " منهم من
يعد صفيحة رصاص تكون زنتها ثالث أواق أو أزيد ويدهن وجهها بالشحم المخلوط فيه الزيت
فإذا جاء من يشتري يلصق تلك القطعة بيده اليسرى في باطن الكفة ويزن بها كذلك فينتقص
المشتري من كل وزنة ثقل الرصاص المذكور فإذا أكمل قصده إنتزعها وال يشعر به وال يلقيها
-4أبو زكريا يحيى بن عمر األندلسي الكناني ،أحكام السوق ( ،تح ) :إسماعيل خالدي ،ط ،1دار ابن حزم ،بيروت،
2011م ،ص .104
75
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
1
وهو قدم ونصف أو ستة قبضات كل منها أربعة أصابع يساوي 41.8سم
يعادل 32بوصة أي 74.3سم وأشار إليه الحميري في كتابه " الروض المعطار " أن الذراع
كما يشير برانشفيك في كتابه " تاريخ إفريقية " أن الذراع كان مقداره 0.48مترا ،أي بما يوافق
اإلصبع والذي يساوي 0.02مترا ،والقبضة التي تساوي 0.08مترا والشبر الذي يعادل
0.24مترا ويساوي ثالث قبضات أو 12قدما ،أي نصف ذراع ،كما استعملت قامة اإلنسان
-3برانشفيك روبار ،تاريخ إفريقية في العهد الحفصي من القرن 13إلى نهاية القرن 15م ( ،تعر ) :حمادي الساحلي،
ج ،2ط ،1دار الغرب اإلسالمي ،بيروت1988 ،م ،ص .263
76
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت التجارية
المعادلة للمساحة الفاصلة بين طرفي اليدين الممدودتين وتساوي تقريبا ما بين 1.65و1.70مترا
1
أي 7أشبار
-4العرصة :
-5المرجع :
-6الصنج :
2
ويقدر بـ :مائة مرجع ،ويعادل تقريبا أحد عشر هكتار
77
الفصل الثالث :
تنوعت صادرات المغرب األقصى بين منتجات زراعية وحيوانية وثروات طبيعية
وسلع مصيغة يضيف إلى ذلك بضائع وسلع مستوردة أعيد تصديرها ،وقد صدرت هذه
تشكل المنتجات الزراعية رأس قائمة صادرات المغرب األقصى وهي متنوعة ،فقد
صدرت البصرة المغربية الفائض من انتاجها إلى المغرب األدنى ،وعن هذا دون ابن حوقل
فكرته قائال :ولها غالت كثيرة القطن المحمولة إلى إفريقية1وإشتهرت بإنتاجه الكثير بصرة
المغرب فإن الكتان كان منتوجا زراعيا مهما فيها 2أما منتوج الحناء الذي إشتهرت بزراعته
مدينة سجلماسة فكان يتجهز منها إلى سائر بالد المغرب كما إهتمت بزراعته بالد درعة،
وتصديره إلى أقاليم المغرب 3إليها ومنها يؤخذ بذره ويتجه به إلى كل الجهات 4ومن النص
يتضح أن نبات الحناء في هذا االقليم كان من أحسن األنواع ،لذا فإنهم يتركون شجته تكبر
فيستطيعون جني البذور التي يصدرونها أيضا ،ومن بين غالت سجلماسة الكمون
79
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
والمراوية ،وهذين المحصولين مميزين في هذه المدينة والفائض من انتاجها كان يدخل
وقد زرع النيلج في بالد درعة وصدر إلى سائر بالد المغرب وفي هذا ذكر اإلدريسي
" وأما النيلج المزروع في درعة فليس طيبه هناك ولكنه يتصرف به في بالد المغرب
الرخصه وربما خلط مع غيره من النيلج الطيب ويباع معه "ومن هنا يتبين أن النيلج الطيب
ويتم تصديره ،2وباإلضافة إلى زراعة قصب السكر الذي اشتهرت به بالد السوس األقصى
الذي كان يحمل منها إلى جميع البالد وهناك الكثير من المنتجات الزراعية أنتجتها أرض
المغرب نذك منها على سبيل المثال القمح والشعير الذي يزرع بكثرة في البصرة ،وفاس
والتمور بأنواعها التي إشتهرت بها مدن المغرب األقصى كسجلماسة وأغمات
ومراكش ومنطقة السوس األقصى إذ أنها تشكل جزء من صادرات المغرب األقصى.
-3زكي فهمي نعيم ،طرق التجارة الدولية ومحطاتها بين الشرق والغرب أواخر العصور الوسطى (،دط) ،القاهرة(،
دت) ،ص .208
80
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
عرفت مدينة بصرة المغرب بكثرة الثروة الحيوانية فيها لسعة مراعيها ،وأن كثرة
ومن مدينة سال كان ينقل نوع من السمك يسمى الحوت الطيب المعروف عندهم بالشابل
الذي يكون في اختالط الماء المالح بالحلو والظاهر أن هذا النوع من األسماك ال يوجد فيه
هذه المدينة التي إشتهرت به ولذلك كان ينقل إلى سائر األقطار المحيطة بإقليم المغرب
األقصى ومن الممكن أنهم كانوا يقومون بعملية تحقيقه وتمليحه لكي يحفظ وال يتلف أو يفسد
أثناء النقل، 2وعن طريق المغرب األقصى كانت تصدر دواب الفنك التي كان التجار
يجلبونها.3
تميز إقليم المغرب األقصى بوجود عدد من المعادن كانت تدخل ضمن صادراته وهي :
معدن النحاس ضمن مدينة داي 4وله ميزة مهمة جدا وهي عدم اختالطه مع بقية المعادن
كما أنه نحاس حلو لونه إلى البياض يتحمل التزويج ويدخل في لجام الفضة وكان الطلب
-4داي :مدينة في أسفل الجبل الخارج من جبل درن وبين مدينتي داي وتادلة مرحلة ،ينظر :اإلدريسي ،نزهة ،المصدر
السابق ،ص .49
81
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
عليه كثيرا ،1ومن السوس األقصى نجد أن النحاس يحمل إلى إفريقية ويسميه الزهري بـ
"النحاس المصبوغ السوسي" كما اشتهرت باأللبسة الرقاق والثياب الرفيعة والصوفية التي
كانت تنسج بمدينة سجلماسة ،كانت تصدر إلى سائر بالد المغرب بسبب الصناعة الجيدة
والمتميزة كما صدر ت من فاس البرانس المديونية إلى بالد المغرب وفي وادي درعة نجد
نوع من األشجار يسمى شجر التاكوت ،وثمار هذه الشجة مهمة لذا يصدرون أوراقها إلى
كما عرف المغرب األقصى بإنتاج العسل ،فالسوس األدنى ينتج كميات وفيرة من
العسل ،و السوس األقصى ميز بإنتاج كميات كبيرة منها إن هذا اإلنتاج الوفير يدخل ضمن
لقد شملت قائمة السلع التي كان المغرب األقصى يصدرها إلى مصر والمشرق
اإل سالمي مجموعة مختلفة ومتنوعة ،ضمن سواحل سبتة استخرج المرجان وحمل التجار
إلى مصر العنبر المغربي ،وكذلك صدر المغرب األقصى إلى مصر والمشرق أنواع من
المعادن منها الذهب الذي يأتي من بالد السودان إلى سجلماسة ومن مدينة فاس كان يصدر
82
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
النحاس إلى المشرق ألنه كان ذو نوعية جيدة كذلك قطعت القوافل التجارية مسافات طويلة
وقد ورد لنا ابن حوقل المواد المتنوعة التي كان يصدرها المغرب األقصى إلى المشرق
اإل سالمي وهي الرقيق الذي يجلب من بالد السودان ومن أرض األندلس واألكسية بمختلف
أنواعها والمعادن والمواشي ،ومن هذه القائمة يتضح لنا أن المغرب األقصى كان يمثل
سوق كبير يتلقى فيه التجار القادمين من مختلف المناطق وهم يحملون شتى أنواع البضائع
والسلع ،فمن بالد األندلس حمل إلى أرض المغرب األقصى الرقيق األبيض اآلتي عن
طريق الحروب أو الشراء وعرضه في أسواق المغرب األقصى ويتم حمله بعد ذلك إلى
المشرق اإلسالمي ،2كما حمل التجار من األندلس األكسية بمختلف أنواعها كالحرير
والقطن وغيرها من المنسوجات األندلسية المتميزة باإلضافة إلى أن المواشي كانت ضمن
الصادرات وشملت طلبات المشرق من المغرب األقصى على الثمور والقرظ واللبودة.3
ومن هذا يمكن أن يتبين لنا أن القوافل التجارية وخط سيرها من المغرب األقصى عبر
مصر إلى المشرق اإلسالمي كان ال ينقطع وبالتالي فإن الطلب كان كبير على هذه البضائع
والسلع.4
-1الشيخ األمين عوض هللا ،تجارة القوافل بين المغرب والسودان الغربي وآثارها الحضارية في القرن السادس عشر
ميالدي ،في تجارة القوافل ودورها الحضاري حتى نهاية القرن التاسع عشر ،معهد البحوث والدراسات العربية ،بغداد،
،1984ص .83
-2ابن حوقل ،المصدر السابق ،ص.97
83
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
شملت السلع المصدرة من بالد المغرب األقصى إلى بالد السودان على بضائع
متنوعة اإلنتاج فهذا ما يدل على تنشيط الحركة التجارية في العصر الوسيط مع بالد
السودان ،حيث صدر المغرب إلى السودان األواني الفخارية حيث وجدت أواني فخارية
تعود إلى القرن 3هـ في مدينة أودغست 1ومن الصادرات إلى هاته البالد القمح والتمر
وصدر من مدينة فاس السميد إلى بالد السودان ،باإلضافة إلى ذلك كان يحمل إلى
أودغست بـ " النحاس المصبوغ وثياب مصبغة بالحمراء أما إقليم السوس فكان يصدر "
النحاس المسبوك " إلى بالد السودان ولما كانت السودان تفتقر إلى المرجان وهو متوفر في
مياه مدينة سبتة وهو كالجر يصطاد من بحرها وكان بعض التجار يصدرون إلى السودان
خشب الصنوبر والخرز والخواتيم .3صدرت مدينة أغمات النحاس األحمر الملون واأللبسة
وثياب الصوف والزجاج واألصداف واألحجار وضروب من القطن ،ومن الجدير بالذكر
-1أودغست :هي أقدم األسواق التي أسسها بربر صنهاجة وأشهرها وكانت تضم أعداد كبيرة من التجار المغاربة،
ينظر :قدوري عبد الرحمن ،الوجود المغربي بمنطقة السودان الغربي في القرنين 9و10هـ15 /و 16م دراسة في الدوافع
والنتائج ،ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي في العصر الوسيط(،إش) :بوداوية مبخوت ،جامعة أبي بكر بلقايد،
تلمسان ،ص .76
84
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
أنه لما كانت مدينة أغمات ملتقى القوافل التجارية القادمة من مختلف البلدان فإن قسما من
1
هذه السلع كان يصلها مع القوافل التجارية كالعطور وغيرها ثم يعاد تصديرها.
ومن مدينة سجلماسة كان التجار يسافرون إلى غانة كما جاء في قول الحموي " وجهازهم
عقد خشب الصنوبر وهو من أصناف خشب القطران خرز الزجاج األزرق أسورة نحاس
وكان الملح يتصدر قائمة المنتجات والبضائع والمصدر إلى بالد السودان إلنعدامه
عندهم ولحاجتهم الماسة له فقد كان يستخدم في تجفيف الطعام والمحافظة عليه ضمن عادة
3
السودانيين في تجفيف اللحوم واألسماك فاإلحتفاظ بها إلى حين وقت الحاجة إليها.
أما أماكن وجود الملح فهو في صحاري المغرب األقصى فقد حدد البكري موقعه بدقة
فهو على المحيط األطلسي في أراضي قبيلة جدالة الصنهاجية الصحراوية .وكان التجار
يحصلون عليه نتيجة استبدال بعض بضائعهم بالملح وكان سعر الملح في بالد السودان
مرتفع جدا لذا يستبدلونه بالذهب في الغالب فقد بلغ مابين مائتين إلى ثالث مائة دينار.4
85
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
نتيجة قرب بالد األندلس من المغرب األقصى وعن طريق موانئ البحر المتوسط
وموانئ المحيط األطلسي كانت حركة السفن التجارية ال تنقطع بين الجانبين في ميناء مدينة
سال على ساحل المحيط األطلسي حملت أنواع من الماشية كالغنم والماعز والبقر إلى
األندلس ومن مدينة سجلماسة صدر إلى األندلس القمح والسكر والكروم والتمر.1
أما منطقة السوس األقصى التي تميزت بإنتاجها الوفير من قصب السكر والتمر فكان
أما أسعار السلع المعاد تصديرها فكان في مقدمتها ذهب السودان الغربي الذي حمل
عبر موانئ المغرب األقصى الواقعة على البحر المتوسط والمحيط األطلسي إلى األندلس.2
األندلس.3
86
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
شكلت المنتوجات الزراعية نسبة كبيرة ضمن قائمة التبادل التجاري بين أقاليم المغرب
ال ثالثة خاصة وأن الكثير من مدن المغرب تنتج المحاصيل الزراعية بأنواعها وهذا ينطبق
فقد حمل الفستق من مدينة قفصة ( المغرب األدنى ) المعروفة بكثرة إنتاجها له إلى
مختلف بلدان المغرب وخاصة سجلماسة ،وكذلك اللوز الذي اشتهرت بإنتاجه مدينة فاس
يصدر الفائض منه ،أما غالت الزيت والزيتون التي اشتهرت بإنتاجها مدينة سفاقس فكانا
كما عرفت من المغرب األوسط مثل بونة بإنتاجها الوافر للحنطة والشعير ومدينة ادبس
بإنتاجها الواسع للزعفران وأن الفائض منه كان يصدر إلى أقاليم بالد المغرب األخرى
وهناك منتوجات أخرى دخلت ضمن قائمة التبادل التجاري ومن بينها العسل والسمن
والتين الذي كانت تصدره جزائر بني مزغنة في المغرب األوسط إلى مدن المغرب4ومدينة
87
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
تنس التي وصفها صاحب كتاب اإلستبصار بكثرة الزرع رخيصة األسعار منها يحمل
ومن الثروة الحيوانية التي عرفت بها أقاليم بالد المغرب بسبب توفر المراعي
الخصبة التي ساعدت على تنمية هذه الثروة وازديادها فمن مدينة تاهرت حملت األغنام
والماشية إلى أقاليم بالد المغرب واشتهرت مدينة بونة بتجارة الغنم والصوف والماشية من
الدواب.
وأما عن المعادن فنجد أن مدينة بونة بها معادن حديد كثيرة ويحمل منه إلى األقطار،
لكن ال نملك إشارة صريحة لتحديد األقطار ،فمن الراجح أنه كان يصدر إلى سائر بالد
قد سجل لنا ابن حوقل عن المنتجات والسلع التي كانت ترد إلى المغرب األقصى من
" الزئبق والحديد والرصاص ومن الصوف قطع كأحسن ما يكون من األراضي المحفور
الرفيع الثمن إلى حسن ما يعمل بها من األغاط ولهم من الصوف واألصباغ
فيه...وباألندلس مصبغ اللبودة المغربية المرتفعة الثمينة والحرير وما يؤثرونه من ألوان
88
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
الخز ويجلب منها الديباج"1ومن خالل قائمة ابن حوقل نجد أن المغرب األقصى استورد
منتوجات وسلع كثيرة ومتنوعة من األندلس وهذا يرجع إلى العالقات المكانية والتجارية
بين الجانبين.2
كانت األنسجة تصل إلى المغرب من مدينة بلنسة المشهورة بإنتاجها من البيرة حمل
الحرير وكانت سجلماسة تستورد الثياب والمطرزات القطنية والحريرية والكتانية من
قرطبة ومن مدن األندلس التي حملت منها المنتجات إلى المغرب األقصى،مدينة إشبيلية
ال زيت والقطن فقد تجهز التجار المغاربة من هذه المدينة بمنتجاته من الزيت والقطن
إشتهرت مصر بإنتاج األلبسة والمنسوجات وحملت هذه المنتوجات المصرية إلى
المغرب األقصى وجعلها ضمن قائمة واردات المغرب األقصى مستندين الى كون حركة
4
القوافل التجارية بين مصر والمغرب األقصى كانت كبيرة و دائمة.
-3سوادي عبد محمد ،األحوال اإلجتماعية واإلقتصادية في بالد المغرب اإلسالمي ،من القرن الثاني الهجري حتى نهاية
القرن السابع الهجري ،كلية التربية ،جامعة البصرة ،ص ص 31 – 30
89
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
وعن السلع المستوردة من قبل المغرب األقصى من الشرق نجد الزهري وهو يتكلم عن
مدينة فاس قائال " إليها يجلب من جميع األقاليم كل شيء حسن من المتاع والسلع الغالية
1
األثمان من اليمن والعراق والشام"
ومن هنا نستطيع القول أن منتجات وسلع اليمن والعراق والشام ذات النوعية الجيدة
والغالية الثمن كانت ضمن واردات المغرب األقصى .ومن مدينة مالقة األندلسية حمل التين
واللوز إلى المغرب ومنها كان يحمل إلى المشرق أيضا ،ومن مدينة طليطلة الزعفران
2
والصبغ الساموي أما مادة الزئبق فقد حمل من قرطبة إلى المغرب.
وهناك عدد من السلع حملت من األندلس إلى مختلف البالد من بينها المغرب األقصى
ومنها السيوف األندلسية ،ومعدن الكحل المشبه باألصبهاني في مدينة طرطوشة الذي كان
3
يحمل منها إلى جميع البالد فمعادن الشيوب والحديد والنحاس والرصاص.
يتصدر معدن الذهب قائمة السلع التي تصل إلى المغرب األقصى من بالد السودان
الغربي وحمل التجار الذهب من مدينة كوغة السودانية التي وصفت بأنها " أكثر بالد
السودان ذهبا " وهذا وأن وصول التجار المغاربة وغيرهم إلى مناطق مناجم الذهب ليس
90
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
بالسهل الهين 1وقد سمى ياقوت الحموي عملية التبادل التجاري التي تتم قرب مناجم
الذهب " بتجارة الذهب الصامتة " حيث يحمل تجار المغرب األقصى وغيرهم سلعهم من
ملح ومرجان وثمار وأنسجة وغيرها من البضائع ويبادلونها بالذهب الذي يمتلكه أصحاب
المناجم السودانيين ولعل هذه التسمية تعود إلى أن تجارة المقايضة هذه في تبديل الذهب
بالسلع القادمة من الشمال تتم بصمت دون أن يرى أو يتكلم المتعاملين مع بعضهم البعض
2
(التجار العرب المسلمين و مالك الذهب السودانيين).
ومن البضائع األخرى التي جلبها التجار من بالد السودان هي الرقيق حين أن قبائل
السودان هم اللذين يبيعون الرقيق بعد سرقتهم من قبائل أخرى وأن األسعار التي يشتري
بها التجار القادمون من المغرب األقصى تكون رخيصة ويخرجهم التجار إلى أرض
3
المغرب األقصى.
وقد أورد لنا البكري نصا يوضح فيه أن بمدينة أودغست سوقا يباع فيه الرقيق قائال "
...وبها سودانيات طباخات محسنات تباع الواحدة منهم بمائة مثقال وأكثر تحسن عمل
4
األطعمة الطيبة".
-3عبد القادر زبادية ،مملكة سنغاي في عهد األسيقيين ( 1591 ، 1493م ) ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر،
(دت) ،ص .108
-4قدوري عبد الرحمن ،المرجع السابق ،ص .79
91
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
ومن السلع التي يتم جلبها من بالد السودان ومن مدينة أودغست في السودان الغربي "
العنبر المحلوق الجيد لقرب البحر المحيط منهم ،ومن بالد كوار (فيالسودان األوسط )
ومن ما يرد للمغرب األقصى من بالد السودان كذلك العاجباالبنوس وأنياب الفيلة
والجلود الشركسية وأنواع جلود الماعز ،وبفضل هذه التجارة المزدهرة بين بالد السودان
وإقليم المغرب األقصى فقد أنشأت عدد من المدن السودانية كانت في أول األمر كاألسواق
-1رجب عبد الحليم ،اإلسالم والدول اإلسالمية في السودان األوسط ،الموسوعة اإلفريقية ،مج ،2معهد البحوث
والدراسات اإلفريقية ،القاهرة1997 ،م ،ص .214
92
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
تعرف المقايضة بأنها المبادالت العينية أي تبديل سلعة بسلعة أخرى ،حيث ال يراعى
الكم وإنما النوع ،فمثال المبادالت العينية والتي تمس الذهب بالفضة فطبيعة الحال ال نقارن
كمية الذهب أو ميزانه بميزان الفضة ،وإنما تبقى من األمور الرضائية بين التجار ،أما
العين بالعين فإما أن يكون نوعا واحدا أو نوعين فالنوع الواحد يشترط فيه التناجز
والتساوي ،ومن نوعين ذهب وفضة فيشترط فيه التناجز فقط ،1وإذا كان بيع النوع بخالفه
سمي صرفا ،كما يلحق بالمناجزة بيع الطعام بالطعام فحكمه حكم العين.
أما إذا كان المبيعان نقدا ( سميت بيعة نقد ) وال يجوز التأجيل فيهما حيث أنه ال يصح
الدين بالدين ،وإذا كان أحدهما نقدا والثاني إلى أجل ،ويصح في العرض بالعرض والعين
2
بالعرض ،وإن تقدم العين وتأخر العرض سمي سلما وإن كان على العكس سمي بيعة أجل.
وأستخدم هذا النوع كثيرا في التجارة الخارجية ال سيما مع بالد السودان حيث كان
التجار يحملون من المغرب األقصى سلعهم وبضائعهم ويبادلونهم بسلع وبضائع بالد
-2أبي القاسم البرزلي ،فتاوى البرزلي ،جامع مسائل األحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام ( ،تف ) و ( تح ) :
محمد الحبيب الهيلة ،ج ،3ط ،1دار الغرب اإلسالمي ،بيروت2002 ،م ،ص ص .8 – 7
93
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
إذن فالمقايضة هي تبادل مباشر للبضائع والخدمات دون استخدام النقود ،وقد لجأ الناس إلى
1
هذا األسلوب للحصول على حاجاتهم قبل تطور النقود ،وتسمى أيضا بالمبادلة العينية،
وغالبا ما تتم المقايضة في سلع مختلفة نوعا وقيمة ،والعملية ليست بالمهمة السهلة وال تخلو
من تعقيدات ،نظرا لما هناك من اختالفات في قيمة السلع ،ومن ثم صعوبة تحديد المقابل من
سلعة الطرف اآلخر ح تى تكون العملية بذلك عادلة ،وتاريخ المغرب اإلسالمي مليء بمثل
2
هذا النوع من التبادل.
عرفت أسواق المغرب اإلسالمي حركة نشيطة في عمليات البيع والشراء وكان النقد هو
أساس التعامل ،3أي استبدال سلعة أو بضاعة معينة بمبلغ من النقود بغض النظر عن قيمتها
أو مادة صنعها ،وقد لجأ سكان المغرب وتجارها إلى هذه الطريقة ( البيع نقدا ) في تعاملهم
مع التجار األوروبيين ،4في ما يخص المغرب األقصى نجد أزمور 5التي ال ينقطع عنها
التجار البرتغاليون ،ليشتروا كمية عظيمة من سمك الشابل ،ويؤدون رسوم الصيد المستحقة
والتي جعلتهم يقنعون ملك البرتغال باالستيالء عليها ،وكذا سكان تكوليت الذين كان
يقصدهم الكثير من تجار البرتغال لشراء ما لديهم من شمع ،ومدينة ماسة المطلة على
-5أزمور :من مدن دكالة بالمغرب األقصى ،وهي على مصب نهر أم الربيع في البحر المحيط ،ينظر :الوزان ،المصدر
السابق ،ج ،1ص .100
94
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
المحيط األطلسي التي كانت تجود بالكثير من العنبر الجيد وبيعه بأبخس األثمان للتجار
البرتغاليين.1
وللبيع فنه الذي هو قدرة البائع على بيع سلعته ،وذالك من خالل تعريف الناس بها و
اقناعهم بالشراء ومن أهم أنواع البيوع فنجد بيع المساومة والذي يكون ركنه األساسي بيع
بالتراضي بين الطرفين حول بضاعة معينة وبثمن معين ،وذلك بعد االتفاق على مجموعة
من الشروط المحددة كجنس ونوع وقدر السلعة ومكان و أجل التسليم وما يترتب على
العملية من تكاليف وتدفع القيمة اإلجمالية كلية أو يدفع عربون على ذلك يستكمل الباقي عند
االستالم 2،كما نجد ضمن هذه التعامالت البيع بالمزايدة ،والذي يتضمن عرض سلعة في
السوق فتكون هناك عملية المزايدة في ثمنها بين التاجر والمشترين ،حتى تصبح من نصيب
أكبرهم عطاءا ،وهذا إعتبار من أنه نوع من البيوع الجائزة في الشريعة اإلسالمية ،حتى
وأن أصحاب السلع يحركون هذه العملية بالمجاملة عن جودة هذه السلعة.
لكن هناك نوع محرم من هذه البيوع وهو بيع النجش والذي هو المزايدة في السعر بدون
نية الشراء لرفع سعر السلعة وهذا كثيرا ما نجده في أسواق بالد المغرب ،فالتجار يمنحون
نصيب من المال ألشخاص معينين بنية المزايدة في ثمن السلعة ،3في حيث نجد نوع آخر
من المعامالت النقدية والبيوع ،وهو بيع المرابحة ،أي أن يبيع شخص بضاعة أو سلعة
95
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
معينة بفائدة محددة مسبقا بالنسبة لسعرها ،وكلفتها اإلجمالية مع ذكر ذلك للمشتري،
واإللتزام له بجملة من الشروط أهمها الصدق وإبراز مساوئ ومزايا هذه السلعة.1
وهناك بيع آخر في المعامالت التجارية بالنقود وهو بيع اإلستئمان كأن يقول أحد لآلخر
أعطني بدينار أو دينارين ،ويعتبر من البيوع التي فيها غش ،2كما حدثت هذه المعاملة مع
التجار األوروبيون وسكان المغرب األقصى خاصة األعراب منهم ،الذين لم يكونوا على
3
دراية بمجريات السوق أو قيمة السلعة التي بحوزتهم.
كما تجدر اإلشارة أن هذا التبادل التجاري للمغرب األقصى ال يخلو من العملة أو النقود،
والتي تعد الوسيلة األهم في البيع والشراء ،وبالتالي فإن العملة أو النقد هو ذلك الرمز
اإل جتماعي للثروة الذي ينظم تقسيم الثروة ما بين األفراد ،وال يشترط في النقد أن يكون من
جنس واحد ،حيث كانت مختلفة في أنواعها سواء المعدنية أو غير المعدنية ويشير ابن
خلدون إليها وكيفية صنعها في قوله ":أنها الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها وبين
الناس بطابع حديد بنقش فيه صور أو كلمات مقلوبة ...لتخرج فيما بعد ظاهرة مستقيمة على
تلك الدنانير " 4وبالتالي فيما يضاف على تلك القطع المعدنية من إشارات وكتابات هو دليل
96
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
ففي المغرب األقصى نجد من العملة المتداولة الدينار الذهبي والدينار الفضي1والدرهم
الكبير والدرهم الصغير ( الفلس ) ،وفي بعض الحاالت الخاصة نجد بعض سالطين
المغرب األقصى قد خرجوا عن المألوف ،فنجد السلطان أبو عنان المريني يسك دينارا
ذهبيا كبيرا بمدينة 2مراكش يزن مائة دينار ذهبي عادي لتقديمه لبعض الشخصيات
المرموقة بمناسبة اإل حتفال بالمولد النبوي الشريف ومنهم الشيخ الشريف أبي العباس
العزفي 3،كما سك السلطان نفسه دنانير ذهبية زنة الواحدة منها دينارين عاديين ،وقد وردت
اإل شارة إليها في رسالة شكر بعث بها ابن أبي حجلة إلى أبي عنان ،ويصفها بأنها تزيد من
استيفاء الوزن ( تزيد من السبك للدينار دينارا ) إضافة إلى اتساع قطرها عن الدنانير
األخر ،واصفرار لونها بشكل كبير مما يدل على نقاوة معدنها.4
-ومن خالل ظروف التبادل وشروطه والمواد التي تدخل ضمن قائمة البضائع والسلع
المتبادلة ،كانت تعقد معاهدات في المغرب األقصى ،فبالنسبة لمملكة أراغون نجد أعيان
مدينة برشلونة في الفاتح جوان 1302م يناشدون أبا يعقوب يوسف المريني ملك المغرب
بالسماح لمواطنيهم بالمغرب بتصدير قمح مملكته نحو برشلونة بأثمان منخفضة 5،هذا النداء
كان تمهيدا لعقد سلسلة من اإلتفاقيات ففي 09أبريل 1358م ،نجد السفير ألبيزي بيير دوال
-1ابن خلدون ،المصدر السابق ،ج ،4ص .322
-4علي حامد الماحي ،المغرب في عصر السلطان أبي عنان المريني ( ،دط ) ،دار النشر المغربية ،الدار البيضاء،
1986م ،ص ص .191 – 190
5
- Mas latrie, traites de paix et de commerce et do cuments divers concernant les relations
des chrétiens avec les arabe de l’Afrique , h-pedition, paris 1866, p291.
97
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
بارب pierrede la barbeيحل على السلطان المغربي أبي عنان فارس لعقد اتفاقية سلم
وتجارة على شكل إمتيازات لمدة عشر سنوات ،فهناك جملة من الرسائل التي تبلورت بين
ملوك المغرب وملوك أراغون وردت في كتاب فيض العباب للنميري 1منها رسالة من أبي
عنان فارس تحمل تاريخ ذو الحجة 755هـ 1354 /م موجهة إلى ملك أراغون –بدرو
الرابع ، Pedro IVوهي جواب عن رسالة بعث بها هذا األخير إلى أبي عنان طالبا منه
السماح لتجاره بمزاولة نشاطهم في المغرب وإطالق سراح النصارى المعتقلين ،فيستجيب
أبو عنان لهذا المطلب ويوافق على المقترحات المقدمة إليه 2كما نجد مؤرخة في تاريخ
شعبان 752هـ 9 – 25 /هـ 1351م وهي جواب أبي عنان إلى بدرو الرابع يطمئنه فيها
على سالمة التجار النصارى ويذكره باإلجراءات المختلفة التي اتخذها أبو عنان بشأن
كما عقد الصلح بين أبي عنان فارس وملك أراغون بدرو الرابع بتاريخ 25رمضان
751هـ 1352 – 11 – 26 /م مدته 14شهرا ابتداء من تاريخه ،وهو يضمن حرية السغر
-من المالحظ أن العالقات األراغوانية على عهد أبي عنان امتازت بالهدوء ومحاولة الدول
األوروبية جلب أبي عنان إلى صفها خاصة في إطار الصراع بين قشتالة وأراغون لكن
98
الفصاللثالث :نظامالمبادالتالتجاريةوطرقالتعاماللتجاري
بعض األحداث المحدودة التي كانت تطفو على السطح من حين ألخر كانت تعكر صفو هذه
العالقات وهي في أغلبها متعلقة بالجانب التجاري كاإلصطدامات بين التجار في الشواطئ
البحرية.1
99
الخاتمة
خاتمة
خاتمة :
من خالل دراستنا لموضوع األهمية اإلقتصادية للمرافئ في المغرب األقصى خالل
العصر الوسيط توصلنا لعدد من النتائج والتي تتمحور في الشكل التالي :
-ف الكيانات السياسية في المغرب األقصى بصورة عامة عملت على تشجيع النشاط
اإلقتصادي الكبير ودعمت قوتها السياسية فوفرت األمن واالستقرار واهتمت بالموانئ
والطرق التجارية بالرغم من وجود انهيار وحاالت الفوضى السياسية في المغرب األقصى
-تنوع التضاريس والمناخ في بالد المغرب األقصى وكثرة الموارد المائية له أثر بارز في
-إن امتالك المغرب األقصى لثروات طبيعية عديدة ساعد على قيام صناعات متنوعة كما
استفادوا من نشاطهم الزراعي الواسع على ذلك وأن هذه الصناعات قد دخلت ضمن عملية
-سهلت المرافئ والطرق البحرية إنتقال وتداول السلع بين مدن شرق المغرب األقصى
وغربه والحواضر األخرى فإرتبطت بعالقات وصالت تجارية وثيقة مع دول األندلس
والسودان الغربي خاصة في أوقات السلم فكانت البحار هي األخرى قد استثمرت للتجارة،
واعتبرت المراسي مصدر يجلب المزيد من السلع والبضائع لألسواق ،كما لعبت الدور
101
خاتمة
ـ شكلت خطوط المالحة البحرية بالمغرب األقصى إحدى حلقات شبكة المواصالت التي
ربطت بين جناحي دار االسالم وباقي دول العالم عن طريق تعدد الموانئ التجارية التي
أقيمت لرسوا السفن المبحرة كميناء سبتة ،ونتيجة لعدة عوامل في مقدمتها احتناء التجار
المغاربة بحجد معظم وحدات األسطول المغربي الذي ساهم في تأمين الحدود على طول
سواحل البحر المتوسط والمحيط األطلسي وجل المراسي المغربية توفرت على خط مالحي
-كما ارتبط المغرب األقصى بعالقات تجارية مع إقليمي المغرب األوسط واألدنى ومع
مصر والمشرق اإلسالمي واألندلس وجنوب أوروبا وغيرها ،فكان التجار القادمون إليها
يجدون المؤسسات اإلقتصادية كالفنادق والخانات مخازن لبضائعهم ومقرا لنزولهم نتيجة
لذلك عمت السلع المغربية اآلفاق و نشطت حركة الصادرات في مقدمتها المنتجات
ـ تنوعت أساليب المبادالت التجارية في المغرب األقصى فتمثلت في توحيد نظام المكاييل
والموازين والمقاييس على الوجه التقريبي بين األندلس ومدن المغرب األقصى وهذا حتى
يكون الرضا بين األطراف التجارية وال يكون هناك تناوش بينهم في ظل تلك الوسائل
-إن التصادم أو التجاوزات التجارية في المغرب األقصى كان دوما يؤدي إلى مجموعة من
االجراءات التي تتم بطرق دبلوماسية تؤدي إلى إبرام وعقد معاهدات صلح تتضمن قضايا
102
خاتمة
إقتصادية مثل ما كان يتم بين الممالك اإلسبانية ودولة بني مرين ومن ثمة ال يمكن الفصل
103
المالحق
المالحق
ينظر :حسين مؤنس ،أطلس تاريخ اإلسالم ،ط ، 2الزهراء لإلعالم العربي ،القاهرة ،
1987م ،ص . 287
105
المالحق
خريطة تبين إنحراف طرق تجارة الذهب ،ينظر :بودواية مبخوت ،المرجع السابق ،ص
375
106
المالحق
أهم الطرق البحرية المنتهجة خالل العصر الوسيط ،ينظر :زوي نصر الدين ،المرجع
السابق ،ص . 71
107
البيبليوغرافيا
البيبليوغرافيا
القرآن الكريم :برواية ورش عن نافع (،تخ) :عثمان طه ،ط،3اليمامة ،بيروت 1983،م .
1ـ ابن أبي زرع (أبو الحسن علي ابن عبد هللا الفاسي )،ت 726هـ1341/م ،األنيس
المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس( ،د ط) ،صور
2ـ (ـــــــــــ ،ــــــــــــ) ،الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية ،ط، 1دار المنصور
3ـ ابن األحمر إسماعيل ،روضة النسرين في دولة بني مرين (،تح):عبد الوهاب بن
4ـ ابن اآلبار (أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن أبي بكر القظاعي ،ت 658هــ 1259/م
الحلة السيراء (،تح) :حسين مأنس ،ج، 1ط، 2دار المعارف ،القاهرة 1985،م
5ـ ابن أبي دينار ،المؤنس في أخبار إفريقية وتونس ،ط، 3دار الميسرة ،لبنان 1993،م .
6ـ ابن الخطيب( ،لسان الدين أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا ) ،ت776هــ1374/م ،رقم
109
البيبليوغرافيا
7ـ (ـــــــــــــ ،ـــــــــــــ) ،اإلحاطة في أخبار غرناطة( ،تح) :محمد عبد هللا عنان ،ج1،
8ـ (ـــــــــــــ ،ـــــــــــــ) خطرة الطيف (رحالت في المغرب واألندلس 1327م ـ 1362م)
(،تح) :أحمد مختار العبادي ،المؤسة الوطنية للدراسات للنشر والتوزيع (،د م) 2003،م .
9ـ ابن حوقل( ،أبي القاسم محمد بن علي البغاديالنصيبي) ،ت367هــ 977/م
10ـ ابن بطوطة محمد ،تحفة النظار في غرائب األمصار يجائب األسفار( ،د ط) ،دار
11ـ ابن خلدون( ،عبد الرحمان ) ،ت808هــ 1405/م ،ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ
العرب والبربر ومن ياصرهم من ذوي الشأن األكبر (العبر)( ،مر) :سهيل زكار( ،د ط)
12ـ ابن خلدون ( أبو زكريا يحي ) ،بغية الرواد في ذكر الملوك من بني يبد الواد( ،تح)
13ـ ابن عذارى (أبو العباس أحمد) ،ت795هــ 1175/م ،البيان المغرب في أخبار
110
البيبليوغرافيا
14ـ ابن خردذابة (أبو القاسم عبد هللا ) ،ت300هـ912/م ،المسالك والممالك( ،د ط)،
15ـ ابن منظور (أبو الفضل جمال الدين محمد ) ،ت711هــ 1311/م ،لسان العرب (تح)
:عبد هللا علي الكبير وآخرون ،مج( ،7د ط) ،دار المعارف القاهرة ـ (د ت) .
16ـ ابن مرزوق (محمد الخطيب) ،المسند الصحيح في مآثر ومحاسن موالنا أبي الحسن
17ـ أبو الفداء (عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر) ،ت732هــ ،تقويم البلدان( ،د ط)
18ـ اإلدريسي (أبي عبد هللا محمد بن عبد هللا الشريف) ،ت564هــ1166/م ،المغربوأرض
السودان ومصر واألندلس مأخوذة من كتاب نزهة المشتاق في إختراق األفاق ،
19ـ (ــــــــــ ،ــــــــــ ) ،نزهة المشتاق في إختراق األفاق (د ط) ،مكتبة الثقافة الدينية
20ـ اإلصطخري (أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي) ،ت346هــ 957/م ،المسالك
والممالك (،تح) :محمد جابر عبد العالي (،د ط) ،دار الثقافة ،مصر (،د ت) .
111
البيبليوغرافيا
21ـ البكري (أبو عبيد هللا بن عبد العزيز ) ،ت487هــ 1094/م ،المغرب في ذكر
بالدإفريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك والممالك( ،د ط) ،دار الكتاب اإلسالمي
22ـ البيدق (أبي بكر علي الصنهاجي ) ،ت 6هـ 12/م ،أخبار المهدي بن تومرت وبداية
دولة الموحدين (،دط) ،دار المنصور للطباعة والوراقة ،الرباط 1971،م .
23ـ البرزلي أبي القاسم ،فتاوي البرزلي ،جامع مسائل األحكام لما نزل من القضايا
بالمفتين والحكام (تح) :محمد الحبيب الهيلة ،ط ،1دار الغرب اإلسالمي ،بيروت2002،م .
24ـ الجزنائي (أبو الحسن علي ) ،جني زهرة اآلس في بناء مدينة فاس( ،تح) :عبد
المعربوالجامع المغرب ين فتاوى أهل إفريقية واألندلس والمغرب ( ،إش) ،محمد حجي،
-26الوزان ( حسن بن محمد الفاسي ) ،ت 956هـ 1549 /م ،وصف إفريقيا ( ،تر ) :
محمد حجي ،محمد األخضر ،ط ،2دار الغرب اإلسالمي ،لبنان1983 ،م.
112
البيبليوغرافيا
27ـ الزهري (أبو عبد هللا بن محمد بن أبي بكر) ،ت541هــ 1145/م ،كتاب الجغرافيا،
(تح) :محمد حاج صادق ،نور سعيد( ،د ط) ،مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة (د ت) .
28ـ الزركشي (أبي عبيد هللا بن إبراهيم) ،تاريخ الدولتين الموحديةوالحفصية( ،تح):
29ـ الحموي (ياقوت )،ت626هــ 1226/م ،معجم البلدان ،ج( ،5د ط) دار الصادر
،بيروت1977،م .
األقطار (،تح) :إحسان عباس ،ط ،2مكتبة لبنان( ،د م)1984،م .
-31اليعقوبي ( أحمد بن أبي يعقوب ) ،ت 274هـ888 /م ،كتاب البلدان ( ،د ط ) ،بريل،
32ـ الكناني (أبو زكريا يحي بن عمر األندلسي ) ،ت 289هــ 901/م ،أحكام السوق،
33ـ مؤلف مجهول ،الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية ( ،تح ) :سهيل زكار ،عبد
34ـ (ــــــــــ ،ــــــــــ) ،اإلستبصار في يجائب األبصار ( ،تح ) :سعد زغلول عبد الحميد،
113
البيبليوغرافيا
35ـ (ـــــــــ ،ـــــــ) ،رسائل موحدية من إنشاء كتاب الدولة المؤمنية ( ،تص ) :ليفي
36ـ المقديسي (شمس الدين عبد هللا محمد ) ،ت380هــ ،أحسن التقاسيم في معرفة األقاليم
37ـ المراكشي (أبي محمد عبد الواحد بن علي ) ،ت674هــ 1249/م ،المعجب في
تلخيص أخبار المغرب( ،تح) :محمد سعيد العريان( ،د ط) ،لجنة إحياء التراث،
القاهرة1963،م .
38ـ المقري ( أحمد بن محمد التلمساني ) ،ت141هــ 1631/م ،نفح الطيب من غصن
األندلس الرطيب( ،تح) ،إحسان عباس( ،د ط) ،دار الصادر ،بيروت 1988م .
39ـ النميري إبن الحاج ،فيض العباب وإفاضة قداح اآلداب في الحركة السعيدة إلى
42ـ السقطي (أبو عبد هللا المالقي األندلسي ) ،ت498هــ ،أداب الحسبة( ،تح) :ليفي
43ـ السبتي ( محمد بن القاسم األنصاري ) ،إختصار األخبار يما كان بثغر سبتة من سني
114
البيبليوغرافيا
44ـ السالوي ( أحمد بن خالد الناصري) ،اإلستقصاء ألخبار دول المغرب األقصى ،ج،1
45ـ العمري (إبن فضل هللا شهاب الدين أحمد بن يحي )،ت749هــ 1349/م ،مسالك
األبصار في مسالك األمصار( ،تح) :مهدي النجم ،كامل سلمان الجبوري ،ط ،1دار الكتب
46ـ القزويني (زكريا بن محمد بن محمود ) ،ت525هــ 1131/م ،أثار البالد وأخبار العباد
47ـ القلقشندي (أبو العباس أحمد )ت861هــ 1409/م ،صبح األيشى في صناية األنشى
1ـ كربخال (مارمول ) ،إفريقيا( ،تر) :محمد حجي وآخرون( ،د ط) ،دار نشر المعرفة،
115
البيبليوغرافيا
قائمة المراجع:
أ /باللغة العربية:
1ـ أحمد أبو الفضل محمد ،تاريخ مدينة ألمرية األندلسية في العصر اإلسالمي ( ،تص ) :
السيد عبد العزيز سالم ( ،د ط ) ،الهيئة المصرية العامة ،اإلسكندرية2002 ،م.
2ـ أحمد شهاب نهلة ،تاريخ المغرب العربي ،ط ،1دار الفكر ،عمان2010 ،م.
3ـ األشباخ يوسف ،تاريخ األندلس في يهد المرابطين والموحدين ( ،تر ) :محمد عبد هللا
عنان ،ج ،1مكتبة الخانجي ،القاهرة1996 ،م.
4ـ بوتشيش ابراهيم القادري ،مباحث في التاريخ اإلجتمايي للمغرب واألندلس ( خالل
يصر المرابطين ) ( ،د ط ) ،دار الطليعة للطباعة والنشر ،بيروت2000 ،م.
5ـ بشاري لطيفة ،العالقات التجارية للمغرب األوسط في يهد إمارة بني يبد الوابد من
القرن 7إلى 10هـ ،ط ، 1منشورات وزارة الشؤون الدينية واألوقاف ،الجزائر 2011،م
6ـ الجنحاني الحبيب ،دراسات في التاريخ اإلقتصادي واإلجتمايي للمغرب االسالمي ـ (د
ط) ،دار الغرب اإلسالمي ،لبنان 1968،م .
7ـ دندش عصمت عبد اللطيف ،في نهاية المرابطين ومستهل الموحدين ،ط ، 1دار
الغرب اإلسالمي ،بيروت 1988 ،م .
8ـ زبادية عبد القادر ،مملكة صنغاي في يهد األسيقيين ( 1493ـ 1591م) ،الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر ( ،د ت) .
9ـ زينب نجيب ،الموسوية العامة لتاريخ المغرب واألندلس (،تق) :أحمد بن سودة ،ج2
،دار األمير للثقافة والعلوم ،بيروت 1995،م .
10ـ حسن علي حسن ،الحضارة اإلسالمية في المغرب واالندلس يصر المرابطين
والموحدين ،ط ، 1مكتبة الخانجي ،مصر ( ،دت) .
11ـ حماد محمد عبد هللا ،التخطيط العمراني لمدن االندلس اإلسالمية (ندوة األندلس ) ،
مكتبة الملك عبد العزيز ،الرياض 1991 ،م .
12ـ حركات إبراهيم ،المغرب يبر التاريخ ،مج ، 2ط ، 1دار الرشاد الحديثة ،الدار
البيضاء 1978 ،م .
116
البيبليوغرافيا
13ـ حسين حمدي عبد المنعم محمد ،التاريخ السياسي والحضاري للمغرب واألندلس ،
(دط) ،كلية اآلداب ،جامعة اإلسكندرية 2013 ،م .
14ـ (ــــــــــ ،ــــــــــ) ،مدينة سال في العصر اإلسالمي دراسة في التاريخ السياسي
والحضاري ( ،دط) ،مؤسسة شباب الجامعة ،االسكندرية 1993 ،م .
15ـ الحريري محمد عيسى ،تاريخ المغرب اإلسالمي واألندلس في العصر المريني ،ط،1
دار القلم للنشر والتوزيع ،الكويت1985 ،م.باب الجامعة ،اإلسكندرية 1993 ،م .
16ـ الطالبي محمد ،الدولة األغلبية التاريخ السياسي ( ،مر ) :حمادي الساحلي ،ط،1
الغرب اإلسالمي ،لبنان1985 ،م.
17ـ كحالة عمر رضا ،دراسات إجتمايية في العصور اإلسالمي ،المطبعة التعاونية ،
دمشق 1973 ،م .
18ـ لقبال موسى ،الحسبة المذهبية في بالد المغرب العربي ( نشأتها وتطورها ) ،ط،1
الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر1971 ،م.
19ـ محمود حسن أحمد ،قيام دولة المرابطين ( ،د ط ) ،دار الفكر العربي ،القاهرة ( ،د ت
).
20ـ محمد ضياء الدين ،الخراج والنظم المالية للدولة اإلسالمية ،ط ، 3دار المعارف ،
مصر 1969 ،م .
21ـ مؤنس حسين ،تاريخ المغرب وحضارته من قبيل اإلسالمي إلى الغزو الفرنسي ،ج،3
ط ،1العصر الحديث للنشر والتوزيع ،بيروت1992 ،م.
22ـ ( ـــــــــ ،ــــــــ) ،أطلس تاريخ اإلسالم ،ط ،2الزهراء لإلعالم العربي ،القاهرة،
1987م.
23ـ (ـــــــــ ،ـــــــــ) ،موسوية تاريخ األندلس ،ج ،1ط ،1مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة،
1996م.
24ـ الميلي مبارك بن محمد ،تاريخ الجزائر في القديم والحديث ،ج( ، 2دط) ،المؤسسة
الوطنية للكتاب ،الجزائر 2010 ،م .
117
البيبليوغرافيا
25ـ المنوني محمد ،ورقات ين حضارة المرينيين ( ،د ط ) ،كلية اآلداب والعلوم
. الرباط2000،م اإلنسانية،
26ـ الماحي علي حامد ،المغرب في يصر السلطان أبي ينان المرني ،دط ،دار النشر
المغربية ،الدار البيضاء 1986 ،م .
27ـ نصر هللا سعدون عباس ،دولة األدارسة في المغرب العصر الذهبي ( 223 -172هـ /
835 -788م ) ،ط ،1دار النهضة العربية ،بيروت1987 ،م.
28ـ نعيم زكي فهمي ،طرق التجارة الدولية ومحطاتها بين الشرق والغرب أواخر العصور
الوسطى ،دط ،القاهرة (،دت ).
29ـ النقر محمد حافظ ،التجارة الداخلية والخارجية للعالم اإلسالمي في العصر الوسيط،
ط ،1دار المسار ،األردن2002 ،م.
30ـ الناقة إبراهيم السيد ،دراسات في تاريخ األندلس اإلقتصادي ،األسواق التجارية
والصنايية في األندلس في يصري الخالفة األموية والخالفة الموحدية ،ط ،1مؤسسة
شباب الجامعة ،اإلسكندرية2010 ،م.
31ـ سالم عبد العزيز سالم ،تاريخ المغرب في العصر اإلسالمي ( ،د ط ) ،مؤسسة شباب
الجامعة ،اإلسكندرية2011 ،م.
32ـ (ــــــــــ ،ـــــــــــ) ،تاريخ مدينة ألميرية اإلسالمية قايدة أسطول األندلس ( ،دط) ،
دار النهضة العربية للطباعة والنشر بيروت 1982،م .
33ـ سامية مصطفى مسعد ،العالقات بين المغرب واألندلس في يصر الخالفة األموية(
300ـ 399هـ 912/ـ 1008م) ،ط(،1إش) :عين للدراسات والبحوث اإلنسانية
واإلجتماعية ،مصر 2000 ،م .
34ـ عمار عمورة ،موجز في تاريخ الجزائر ،ط ،1دار ريحانة ،الجزائر2002 ،م.
35ـ عالم عبد هللا ،الدولة الموحدية بالمغرب في يهد المؤمن بن يلي ( ،د ط ) ،المكتبة
الوطنية ،الجزائر2007 ،م
36ـ عنان محمد عبد هللا ،يصر المرابطين والموحدين في المغرب واألندلس ،ط، 2مكتبة
الخانجي ،القاهرة 1990،م .
118
البيبليوغرافيا
37ـ عبد الحليم رجب ،اإلسالم والدول اإلسالمية في السودان األوسط ،الموسوعة
اإلفريقية ،مج، 2معهد البحوث والدراسات اإلفريقية ،القاهرة 1997،م .
38ـ عوض هللا الشيخ األمين ،تجارة القوافل بين المغرب والسودان الغربي وآثارها
الحضارية في القرن السادس يشر ميالدي ،في تجارة القوافل ودورها الحضاري حتى
نهاية القرن التاسع يشر ،معهد البحوث والدراسات العربية ،بغداد 1984 ،م .
-39العبادي أحمد مختار ،في تاريخ المغرب واألندلس ( ،د ط ) ،دار النهضة العربية،
بيروت ( ،د ت ).
40ـ العيدروس محمد حسن ،المغرب العربي في العصر اإلسالمي ،ط ، 1دار الكتاب
الحديث ،القاهرة 2008،م .
41ـ فركوس صالح ،تاريخ الجزائر من ماقبل التاريخ إلى غاية اإلستقالل (المراحل
الكبرى) ( ،د ط ) ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة2005 ،م.
42ـ الفقي عصام الدين عبد الرؤوف ،تاريخ المغرب واألندلس ( ،د ط ) ،مكتبة النهضة،
القاهرة ( ،د ت ).
43ـ الصالبي علي محمد ،فقه التمكين يند دولة المرابطين ،ط ،1مؤسسة إقرأ للنشر
والتوزيع والترجمة ،القاهرة2006 ،م.
44ـ شهاب نهلة أحمد ،تاريخ المغرب العربي ،ط، 1دار الفكر ،عمان 2010،م .
45ـ الغناي مراجع عقيلة ،قيام دولة المرابطين ،ط ،2جامعة أريوس ،البنغازي ،ليبيا،
2008م.
46ـ ( ـــــــــ ،ــــــــ) ،سقوط دولة المرابطين ،ط ،2جامعة أريوس ،البنغازي ،ليبيا،
2008م.
2ـ لي تورنو روجي ،فاس في يصر بني مرين ( ،تر) :نقوال زيادة ،مؤسسة فرانكلين
للطباعة والنشر ن بيروت 1967 ،م .
119
البيبليوغرافيا
2ـ بن دادة نوال ،إقليم سجلماسة وأثره يلى الحركة التجارية في العصر الوسيط
خالل الفترة ما بين (2ـ 8هـ 8/ـ 14م) ،ماستر في تاريخ وحضارة المغرب اإلسالمي
(،إش) :عبد القادر بوحسون ،جامعة الدكتور الطاهر موالي 2014 ،ـ2015م .
3ـ بلعربي خيرة ،المسالك والدروب وأثرها في تفعيل الحركة التجارية والثقافية في
المغرب اإلسالمي 5(،ـ10هـ 11/ـ 16م) ،ماجستيرفي التاريخ اإلسالمي ( ،إش)
مبخوت بودواية ،جامعة أبي بكر بالقايد ،تلمسان 2009،ـ2010م .
4ـ البياتي بن علي محمد ،النشاط التجاري في المغرب األقصى خالل ( القرن5 – 3هـ /
11 – 9م ) ،ماجستير آداب في تاريخ المغرب اإلسالمي ( ،إش ) :الدكتورة صباح
إبراهيم الشيخي ،كلية التربية للبنات قسم التاريخ ،بغداد2004 ،م.
5ـ زكري المعة ،الرحلة العلمية بين األندلس والدولة المرينية ودورها في تمتين
الصالت الثقافية خالل القرنين (7ـ9هـ 13/ـ 16م) ،ماجستير في التاريخ الوسيط
(،إش) :بودواية مبخوت ،جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان 2009،ـ2010م .
6ـ مبخوت بودواية ،العالقات الثقافية والتجارية بين المغرب األوسط والسودان
األوسط في يهد بني زيان ،رسالة دكتوراه في التاريخ ( ،إش) :عبد الحميد حاجيات
،قسم التاريخ ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان 2005،ـ 2006م .
7ـ نصر الدين زوي ،الدور التجاري لتلمسان بين األندلس والسودان الغربي في يهد
الدولة الزيانية ( 633ـ 962هــ 1235/ـ1555م) ،ماستر في تاريخ وحضارة
المغرب اإلسالمي (إش) :داعي محمد ،جامعة د.الطاهر موالي نسعيدة 2014ـ2015م
8ـ عباسي يحي أبو المعاطي محمد ،الملكيات الزرايية وآثارها في المغرب واألندلس
( 238ـ 488هـ 852/ـ195م ) ،دكتوراه في التاريخ اإلسالمي (،إش) :طاهر راغب
حسين ،كلية دار العلوم ،جامعة القاهرة 2000 ،م .
120
البيبليوغرافيا
9ـ سكاكو حورية ،التحوالت اإلقتصادية في المغرب األوسط خالل العهدين الموحدي
والزياني من القرنين ( 6ـ 10هـ 12/ـ16م) ،دراسة مقارنة ماجستير في تاريخ
المغرب اإلسالمي (إش ) :مبخوت بودواية ،قسم التاريخ وعلم اآلثار جامعة أبي بكر
بلقايد ،تلمسان 2013 ،ـ2014م
10ـ عبد الرحمان قدوري ،الوجود المغربي بمنطقة السودان الغربي في القرنين ( 9ـ
10هـ 15/ـ16م) ،دراسة في الدوافع والنتائج ،ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي
(،إش ) :بودواية مبخوت جامعة أبي بكر بلقايد .
11ـ راكة عمر ،يالقة الدولة الموحدية باإلمارات اإلسالمية والممالك المسيحية في
األندلس ،ماجستير في تاريخ المغرب اإلسالمي ( ،إش) :بودواية مبخوت ،جامعة
أبي بكر بلقايد ،تلمسان 2010 ،ـ 2011م .
2ـ سوادي عبد محمد " ،األحوال اإلجتمايية و اإلقتصادية في بالد المغرب اإلسالمي ،
من القرن الثاني الهجري حتى نهاية القرن السابع الهجري " ،كلية التربية ،جامعة
البصرة ،ص ص 1ـ .44
121
البيبليوغرافيا
122
الفهارس
الفهارس
124
الفهارس
125
الفهارس
126
الفهارس
أوربة 13:
أسفي 63:
األندلس 64، 62، 59، 54، 53، 52، 51، 47، 46، 45، 41، 37 ،32، 27، 22 :
بهت 31:
127
الفهارس
برغواطة 66:
حرف الجيم:
جربة 21 :
128
الفهارس
حرف الهاء:
هرغة 20، 19 :
حرف الواو:
وهران 18 :
حرف الزاء:
زناتة 26 ، 24 ، 15 :
طرطوشة 56:
129
الفهارس
المغرب ، 67 ، 64 ، 60 ، 51 ، 45 ، 44 ، 40 ، 37 ، 35 ، 34 ، 33 ، 32 ، 31:
71
130
الفهارس
131
الفهارس
132
فهرس الموضوعات
فهرس الموضويات
شكر و يرفان
إهداء
قائمة المختصرات
أ-ط مقدمة
11 الفصل التمهيدي
الفصل األول :األوضاع اإلقتصادية للمغرب األقصى
30 المبحث األول :الزراعة
38 المبحث الثاني :الصناعة
44 المبحث الثالث :التجارة
الفصل الثاني :نظام المسالك التجارية و الوسائل المستعملة في التعامالت
التجارية
52 المبحث األول :الطرق البحرية و نظامها
58 المبحث الثاني :نظام المراسي ودور الفنادق في تنظيم الحركة التجارية
72 المبحث الثالث :الوسائل المستعملة في المعامالت التجارية
الفصل الثالث :نظام المبادالت التجارية و طرق التعامل التجاري
80 المبحث األول :نظام الصادرات
88 المبحث الثاني :نظام الواردات
94 المبحث الثالث :طرق التعامل التجاري
102 خاتمة
106 المالحق
110 البيبليوغرافيا
الفهارس
125 فهرس األعالم
128 فهرس البلدان و األماكن
134 فهرس الموضوعات
ملخص المذكرة
133
ملخص المذكرة باللغة العربية :
يهدف هذا البحث إلى تبين أهم المرافئ التجارية والطرق البحرية والتي ساهمت في تفعيل
األهمية اإلقتصادية التي كان لها دور كبير في النشاط التجاري وتأمينها من تلك المسالك
الوعرة وطويلة المسافة ،الذي وطد العالقات السياسية وجعلها تشد أزرها خاصة في ظل
االضطرابات والتهجمات النصرانية على البالد اإلسالمية حيث نجد أن تلك المجاالت
التجارية بين الممالك اكتسبت طابع بحري في نظام التعامالت عبر المسالك ،كما أنها
ساهمت في صك العملة وجعلها كوسيلة في عملية البيع والشراء بالرغم من تعدد شكل
ونوع هذه النقود عند كل مملكة أثناء غياب عملية المقايضة ،في حين نجدها وحدت نوعا ما