Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 43

‫القانون الجزائي اإلداري‬

‫القانون الجزائي اإلداري‪:‬‬

‫ىو فرع من القانون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتمثّل يف قيام ال ّدولة بتجرًن ومعاقبة بعض األفعال اليت من شأهنا أن حربدث إخالالت باجملتمع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عرض مقرتفيها إىل عقوبات‬


‫الصادرة يف ‪ 9‬جويلية ‪ 1913‬على اجلرائم الّيت تح ّ‬
‫‪ ‬إحتوت اجمللّة اجلنائية التونسية ّ‬
‫زبتلف حسب خطورة األخطاء‪.‬‬
‫( دبا يف ذلك أعوان الوظيفة‬ ‫كل متساكين القطر التونسي‬
‫كل ادلواطنٌن التونسيٌن وعلى ّ‬
‫ينطبق على ّ‬ ‫‪‬‬

‫العمومية)‪.‬‬
‫وجب التمييز بين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الجرائم الواقعة من الموظّفين العموميين أو المتشبّهين بهم حال مباشرة أو‬ ‫‪‬‬

‫بمناسبة مباشرة وظائفهم‪:‬‬


‫‪ -‬ىي موضوع الباب الثالث من اجمللّة اجلنائية (الفصول ‪ 82‬إىل ‪.)115‬‬
‫‪ -‬تكون اإلدارة ضحية أعواهنا‪.‬‬
‫‪ -‬يستعمل ادلوظّف صفتو أو وظيفتو للنيل من ادلصاحل ادلعنوية وادلالية وادلادية للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫ادلشرع بصفة‬
‫‪ -‬التمييز بٌن جرؽلة احلق العام اليت تكون اإلدارة ضحيتها وبٌن اجلرؽلة اليت ضبطها ّ‬
‫خاصة دلعاقبة أعمال ال ؽلكن أن تستهدف إالّ اإلدارة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬يش ّدد يف عقوبة ادلوظّفٌن ( صفة العون العمومي ؽلكن أن تكون ظرف تشديد أو أن تعترب ّ‬
‫مكونة‬
‫للعمل اإلجرامي) الّذين يقرتفون جرائم ض ّد الوظيفة العمومية حيث تطبّق على اجلرؽلة ادلقرتفة من قبل ادلوظّف عند‬
‫عامة النّاس شلّا غلعلو خاضعا لنظام قانوين‬
‫إستعمالو لصفتو أو لوظيفتو عقوبة أش ّد من تلك اليت تطبّق عادة على ّ‬
‫الصلة بوظائفو‪.‬‬
‫خصوصي بالنسبة للجرائم ذات ّ‬
‫‪ -‬تتمثّل ىذه اجلرائم يف اإلرشاء واإلرتشاء ويف اإلختالس ويف اإلختالسات اليت يرتكبها ادلؤسبنون‬
‫السلطة‪.‬‬
‫العموميون ويف ذباوز ح ّد ّ‬
‫الجرائم التي يقوم بها الخواص ض ّد الموظّفين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الرابع من اجمللّة اجلنائيّة‪.‬‬


‫‪ -‬ىي موضوع الباب ّ‬
‫العامة يكون ادلوظّف العمومي ضحيّتو‪.‬‬
‫السلطة ّ‬
‫‪ -‬إعتداء على ّ‬
‫‪ -‬يقوم ادلواطن العادي بأعمال شلنوعة ض ّد مصاحل اإلدارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫احلق العام ( اليت ال ّ‬
‫تتكون إالّ بإستكمال شرط أساسي وىو صفة العون العمومي‬ ‫‪ -‬التمييز بٌن جرؽلة ّ‬
‫خاصة دلعاقبة أعمال ال ؽلكن أن‬ ‫أو ادلشبّو بو ) اليت تكون اإلدارة ضحيّتها وبٌن اجلرؽلة اليت ضبطها ّ‬
‫ادلشرع بصفة ّ‬
‫تستهدف إالّ اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬اجلرائم اليت ذلا عالقة باإلدارة كالعصيان وىضم حرمة ادلوظّفٌن العموميٌن ومن شبّو هبم‬
‫حرية اخلدمة إىل غًنىا من اجلرائم اليت تشرتك كلّها يف عنصر واحد وىو إستهداف‬
‫ومقاومتهم بالعنف وتعطيل ّ‬
‫ادلوظّف العمومي إىل عمل إجرامي ‪.‬‬

‫ادلشرع مجلة من العقوبات هتدف إىل محاية السلطة العامة من‬


‫‪ ‬حفاظا على ىيبة ال ّدولة‪ ،‬وضع ّ‬
‫( عندما يقومون جبرائم ذلا صلة بصفتهم أو دبناسبة مباشرهتم‬ ‫اإلعتداءات اليت قد تصدر ّإما عن ادلوظّفٌن ذاهتم‬
‫ؽلسون دبصاحل اجملموعة الوطنية ويعتدون على شلثّليها أي على ادلوظّفٌن)‪.‬‬
‫وإما عن اخلواص (عندما ّ‬
‫لوظائفهم) ّ‬

‫‪2‬‬
‫اإلداري‪.‬‬ ‫الباب التمهيدي‪ :‬أسس وموضوع القانون الجزائي‬

‫القانون الجزائي اإلداري‪:‬‬

‫متّ إقراره حلماية اإلدارة من اإلعتداءات اليت يقوم هبا أعواهنا أو اخلواص ض ّدىا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يهدف إىل تتبّع ومعاقبة اجلرائم ادلقرتفة ض ّد اإلدارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كل اإلعتداءات سواء‬


‫السهر على محاية ادلصلحة العامة من ّ‬
‫‪ ‬يهدف إىل تدعيم علوية مؤسسة ال ّدولة و ّ‬
‫ادلتأتية من العون العمومي أو من اإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬لو عالقة وطيدة ومباشرة بالوظيفة التنفيذية ذلك أ ّن ال ّدولة عند تطبيقها للقانون وللقاعدة القانونية تنفرد‬
‫القوة العامة‪.‬‬
‫بإستعمال وسائل ّ‬

‫القسم األول‪ :‬أسس القانون الجزائي اإلداري‬


‫للمهمة اليت تقوم هبا ىذه األخًنة وادلتمثّلة يف‬
‫ادلشرع نظاما عقابيا خصوصيا حلماية اإلدارة نظرا ّ‬
‫أقر ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫السلطة العامة‪.‬‬
‫تسيًن ادلرفق العام بصالحيات ّ‬
‫يتميّز ادلوظّف يف ىذا اإلطار بوضعية ذبعلو يف مرتبة عليا ؽلارس فيها سلطة تفوق سلطة ادلواطن‬ ‫‪-‬‬

‫كل اإلعتداءات اليت تكون‬


‫خاصة ض ّد ّ‬
‫العادي وؼلضع يف مقابل ذلك إىل ضوابط وإلتزامات مع سبتّعو حبماية ّ‬
‫ناذبة عن صفتو كموظّف عمومي أو عن القيام بوظائفو‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تدعيم علوية مؤسسة ال ّدولة‬


‫القوة ض ّد األفراد‪:‬‬
‫زبول ذلا إستعمال ّ‬
‫سبارس ال ّدولة مجلة من الصالحيات ّ‬
‫‪la fonction normative‬‬ ‫الوظيفة اإلنشائية‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫بسن وإصدار النّصوص (وظيفة تشريعية)‪:‬‬


‫تنفرد ال ّدولة ّ‬
‫حرياهتم‪.‬‬
‫اليت تضبط حقوق وواجبات ادلواطنٌن ورب ّدد طرق محاية ّ‬ ‫‪-‬‬

‫اليت تضبط إطار احلياة يف اجملتمع وتفرض ظلط العالقات اليت تربط بٌن ادلواطنٌن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تتخذ يف تونس من قبل رللس النّواب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التنفيذية‪la fonction exécutive :‬‬ ‫الوظيفة‬ ‫‪)2‬‬

‫مهمة تطبيق النّصوص التشريعية إىل احلكومة وإىل أجهزة ال ّدولة‪.‬‬


‫توكل ّ‬

‫‪3‬‬
‫‪la fonction juridictionnelle‬‬ ‫الوظيفة القضائية‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫السلطة‬
‫إ ّن تطبيق النّصوص اليت تتخذىا ال ّدولة يؤول يف بعض األحيان إىل نشأة نزاعات تعمل ّ‬ ‫‪-‬‬

‫فضها من خالل قضاة يسهرون على إحرتام القانون وحسن تطبيقو‪.‬‬


‫القضائية على ّ‬
‫تسول لو نفسو باإلعتداء‬
‫لكل من ّ‬
‫حّت يعطي ادلثل ّ‬
‫‪ -‬يهدف القضاء إىل ردع األخطاء وإيقاع العقوبات ّ‬
‫على اجملتمع‪.‬‬
‫الشرطة وما يتبعهما من وسائل تضمن‬
‫القوة العامة و ّ‬
‫القوة العامة يف إستعمال اجليش و ّ‬
‫تتجسم وسائل ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫دؽلومة النّظام السياسي وأمن اجملتمع وىي زبضع إىل أنظمة خصوصية تلزم األعوان بضوابط وإلتزامات من شأهنا‬
‫أن تنهيهم عن ذباوز حدود سلطاهتم‪.‬‬
‫ومؤىالتو يف تنفيذ‬
‫كل حسب إختصاصو ومستوى مسؤوليتو ّ‬ ‫‪ -‬كما تشغّل ال ّدولة أشخاصا يسهمون ّ‬
‫يفسر أعلية دورىم والنّظام القانوين اخلصوصي ادلنطبق عليهم‪.‬‬
‫مهام ال ّدولة وىو ما ّ‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حماية المصلحة العامة‬
‫سبارس اإلدارة العمومية صالحياهتا بواسطة أعواهنا فهم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقومون باحملافظة على ادلصلحة العامة ومحايتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫رلسمٌن للسلطة العمومية والساىرين على حسن شلارستها‪.‬‬


‫يعتربون عند قيامهم دبهامهم ّ‬ ‫‪-‬‬

‫يأول ذلك على أنّو‬


‫حّت ال ّ‬
‫‪ -‬يتعٌن عليهم عند مباشرة مهامهم أالّ يعملوا إالّ لصاحل اجملتمع ّ‬
‫خيانة للثّقة ادلوضوعة يف شخصهم ومساس دبصاحل اجملموعة الوطنية‪.‬‬
‫غلسمون ال ّدولة ويعتربون اجلهاز الذي تستعملو ىذه األخًنة لتأمٌن إستقرارىا وفرض‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫السهر على إستمرارية ادلرفق العام‪.‬‬


‫علويتها و ّ‬
‫للقوة العامة وذلك حبكم إنتمائهم إىل نظام‬
‫‪ -‬يظهرون لعامة ادلواطنٌن كتجسيم لل ّدولة و ّ‬
‫السلطة العامة وناطقا رمسيا بإمسها‬
‫قانوين خاص فهم ؼلدمون ال ّدولة ومصاحلها من جهة وؽلثّلون جزء من ّ‬
‫ومن ّفذا لرغباهتا من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ؽلارسون سلطة عليا على ادلواطنٌن فهم يقومون بتأويل القاعدة القانونية ادلكلّفٌن بتطبيقها‬
‫ويقررون ادلنع وؽلنحون الرتخيص ويرفضون ويعطون التعليمات بوصفهم‬ ‫وىو ما ؽل ّكنهم من فرض قراراهتم ّ‬
‫يتصرفون بإسم ال ّدولة‪.‬‬
‫سلطة عمومية ّ‬
‫السمات‬
‫‪ -‬يعتربون زلورا أساسيا لل ّدولة نظرا لدورىم احلساس الّذي يفرتض توفّر بعض ّ‬
‫اخلصوصية كالثقة والوالء‪.‬‬
‫محّلوا إلتزامات خصوصية بوصفهم مدعوين منذ إنتداهبم خلدمة ال ّدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪les serviteurs de la puissance publique‬‬ ‫بإعتبارىم خادمي السلطة العامة‬ ‫‪-‬‬

‫حّت‬
‫الشروط شلّا يضيّق يف رلال إنطباقها أو ّ‬
‫ورلسمٌن ذلا‪ ،‬فإ ّن شلارسة حقوقهم األساسية رباط بعديد ّ‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬
‫كل مقارنة أو تضارب بٌن‬
‫منعها على أصناف معيّنة من ادلوظّفٌن‪ ،‬وىو ما يدفع ادلوظّف إىل ذبنّب ّ‬
‫مصاحلو الشخصية ادلادية وادلهنية وادلصاحل العليا لل ّدولة‪.‬‬
‫الصفات اليت ال ؽلكنو بغياب إحداىا‬
‫للقيام بادلهام ادلناطة بعهدتو‪ ،‬غلب أن تتوفّر يف ادلوظّف بعض ّ‬ ‫‪‬‬

‫القيام بوظيفو ومنها‪:‬‬


‫إحرتام السلطة التسلسلية‪ ،‬الّذي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يعترب ضمانة لتناسق عمل ال ّدولة ونتيجة حتمية وتطبيقية لواجب إحرتام القانون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كل أجهزة ال ّدولة مهما كان مستواىا‪.‬‬


‫يفرتض إحرتام األحكام التشريعية لدى ّ‬ ‫‪‬‬

‫يعين وجوب إحرتام وتطبيق األوامر ادلتلقاة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الوالء‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫حّت يكون يف خدمتها وىو ما يفرتض اإللزام‬


‫ينظّم عالقة خضوع ادلوظّف لل ّدولة ّ‬ ‫‪‬‬

‫بالقيام بواجبات خصوصية‪.‬‬


‫ويتعهد من خاللو ادلوظّف بالوالء لل ّدولة وبإحرتام‬
‫يتم أداؤه ّ‬
‫ؽلكن أن يتخذ شكل ؽلٌن ّ‬ ‫‪‬‬

‫القانون ومؤسسات ال ّدولة‪.‬‬


‫الضغوط الّيت ربول دون تطبيق القانون وفق قناعاتو‪.‬‬
‫يتمثّل يف صمود القاضي أمام ّ‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬يتمثّل يف إحرتام األستاذ دلبدأ احلياد يف التعليم العمومي ‪.‬‬


‫يتفرع إىل إلتزامي‪:‬‬
‫السرية الّذي ّ‬ ‫‪-‬‬

‫التعرف على بعض‬


‫السر ادلهين‪ :‬يتمثّل واجب احملافظة عليو يف منع الغًن من اإلطّالع و ّ‬ ‫‪‬‬

‫أمور ال ّدولة ( وثائق أو أوراق ّ‬


‫هتم العمل أو على معلومات وصلت إىل علمو حبكم شلارستو‬
‫لنشاطو ادلهين)‪.‬‬
‫كل ما من شأنو‬ ‫واجب التح ّفظ‪ :‬يهدف إىل فرض إحرتام ىيبة ال ّدولة باإلمتناع عن ّ‬ ‫‪‬‬

‫حرا يف آرائو دون اإلدالء برأيو‬


‫ؼلل بكرامة الوظيفة العمومية كأن يكون ادلوظّف ّ‬
‫أن ّ‬
‫للعموم‪.‬‬
‫يتعٌن على ادلوظّف أن‪:‬‬
‫واجب اإلستقامة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫‪-‬‬

‫ػلرص على إحرتام األخالق وقواعد األمانة والعدل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتجنّب إستعمال صالحيات السلطة العامة اليت ؽلارسها حبكم وظيفو ألغراض‬ ‫‪‬‬

‫شخصية‪.‬‬
‫زلل تقدير من قبل ادلواطنٌن بوصفو مرآة لل ّدولة‪.‬‬
‫يكون ّ‬ ‫‪‬‬

‫يتحملوهنا‬
‫يتمتّع ادلوظّفون حبماية عند شلارستهم لوظائفهم واليت ال تعترب جزء أو بديال لإللتزامات الثّقيلة اليت ّ‬ ‫‪‬‬
‫كل‬
‫بل نتيجة حتمية لصفة العون العمومي الّذي ؽلارس جزء من سلطة ال ّدولة وىو ما يفرتض إحرتامو ومحايتو من ّ‬
‫الشخص الّيت ؽلثّلها وىو ما غلعل حضور ادلوظّف‬‫إعتداء‪ ،‬فحماية ادلوظّف ىي محاية ال ّدولة ذاهتا وال محاية ّ‬
‫‪5‬‬
‫بالقضيّة اجلزائية ( مقرتفا للجرؽلة أو ضحية ) يضفي صبغة خصوصية على النّزاع من خالل تطبيق أحكام قانونية‬
‫مع ّدة للغرض‪.‬‬

‫تعريف الموظّف العمومي حسب الفصل ‪ 82‬من المجلّة الجنائية‪:‬‬


‫كل شخص تعهد إليو صالحيّات‬ ‫"يعتبر موظّفا عموميا تنطبق عليو أحكام ىذا القانون ّ‬
‫السلطة العمومية أو يعمل لدى مصلحة من مصالح ال ّدولة أو جماعة محلّية أو ديوان أو‬
‫ّ‬
‫مؤسسة عمومية أو منشأة عمومية أو غيرىا من ال ّذوات الّتي تساىم في تسيير مرفق عمومي‪.‬‬
‫كل من لو صفة المأمور العمومي ومن أٌنتخب لنيابة مصلحة عمومية‬‫ويشبّو بالموظّف العمومي ّ‬
‫أو من تعيّنو العدالة للقيام بمأمورية قضائية"‪.‬‬
‫ادلشرع على إسناد صفة العون العمومي إىل األعوان ادلنتمٌن إىل اذليئات العمومية مهما‬
‫وبالتايل مل يقتصر ّ‬
‫مهمة تدخل‬
‫كل من ؽلارس جزءا من سلطة ال ّدولة أو صالحيّاهتا أو ينجز ّ‬ ‫كانت طبيعتها القانونية بل ذباوز إىل ّ‬
‫يف إطار ادلرفق العام أو من يكلّفهم القضاء دبأمورية وؼلضعون تطبيقا لذلك إىل نفس العقوبات ادلنطبقة على‬
‫األعوان اخلاضعٌن للنّظام األساسي العام ألعوان الوظيفة العمومية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬موضوع القانون الجزائي اإلداري‪:‬‬
‫كل مساس مباشر أو غًن مباشر دبصاحل‬ ‫إنطالقا من علوية مؤسسة ال ّدولة ومحاية ادلصلحة العامة‪ ،‬فإ ّن ّ‬
‫يربر تطبيق األحكام اجلزائية ادلع ّدة لغرض إحرتام تلك ادلصاحل‪ .‬لذلك يتمثّل موضوع القانون‬ ‫السلطة العمومية ّ‬ ‫ّ‬
‫حق اإلدارة وكذلك اجلرائم ادلقرتفة من قبل ادلوظّفٌن‬
‫اجلزائي اإلداري يف ردع اجلرائم ادلقرتفة من قبل اخلواص يف ّ‬
‫الّذين أخلّوا بواجباهتم وإلتزاماهتم‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ردع الجرائم المقترفة ض ّد اإلدارة من قبل الخواص‬


‫يتميّز النّظام العقايب ذلذه اجلرائم خباصيتٌن‪:‬‬

‫الخاصيّة األولى‪:‬‬
‫بالنسبة جلرائم احلق العام‪ :‬تعترب صفة الضحية (اإلدارة) ظرف تشديد بالنسبة للمواطن العادي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ىناك جرائم ال وجود ذلا ما مل تكن اإلدارة ضحية كجرؽلة إنتحال الصفة أو جرؽلة العصيان‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إ ّن احلماية اجلزائية للموظّف تتعلّق يف نفس الوقت دبؤسسة ال ّدولة (ض ّد إنتحال الصفة مثال) وكذلك‬ ‫‪-‬‬

‫بأعواهنا (ض ّد العنف واإلعتداء على سبيل ال ّذكر)‪.‬‬


‫الخاصيّة الثانية‪:‬‬
‫إ ّن العمل اإلجرامي ادلقرتف ض ّد ادلوظّف ال يعترب جرؽلة ذات صبغة إدارية إالّ إذا كان نتيجة لصفة‬
‫الضحية أو نتيجة ألعمال قام هبا ادلوظّف عند مباشرتو لوظائفو وخالف ذلك يكون خاضعا لقواعد القانون العام‬
‫ادلنطبقة على العنف بٌن اخلواص‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ردع اإلخالالت بإلتزامات وواجبات الموظّف العمومي‬


‫يستوجب عقاب اإلخالالت ببعض واجبات ادلوظّفٌن الّذين إقرتفوا أعماال إجرامية توفّر شرطٌن‪:‬‬
‫أن يكون العمل الضار صادرا عن موظّف عمومي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الضار نتيجة لصفة ادلوظّف أو نتيجة دلمارسة ىذا األخًن لوظائفو وأن يكون‬‫‪ ‬أن يكون ىذا العمل ّ‬
‫حّت اخلواص‪.‬‬
‫مستهدفا للمصاحل ادلعنوية أو اإلقتصادية أو ادلالية لإلدارة أو ّ‬
‫المفهوم الجزائي للموظّف العمومي‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫ادلشرع يف ردع مقرتيف اجلرائم ادلتّصلة‬


‫يحرتجم ادلفهوم الوارد بالفصل ‪ 82‬من اجمللة اجلنائية عن نية ّ‬
‫السلطة وفقا دلا إقتضتو أنظمتهم األساسية أو عند‬ ‫دبمارسة صالحيات السلطة العامة سواء كانوا ؽلارسون تلك ّ‬
‫إضطالعهم بنيابة إنتخابية أو كذلك دلا يقومون بأعماذلم تطبيقا لرابطة تعاقدية‪.‬‬
‫ّ‬
‫كما أ ّكدت زلكمة التعقيب يف قرار ّأول صراحة أ ّن ادلوظّـف العمومي ىو ك ّـل شخص تكلّفـو‬
‫‪7‬‬
‫كل فرد متّ‬
‫" ّ‬ ‫احلكومة دبمارسة جزء من سلطتها التّنفيذية‪ .‬كما أ ّكدت يف قرار ثان ذلا أ ّن ادلوظّف العمومي ىو‬
‫تعيينو ولو مؤقّتا يف خطّة أو نيابة إجراؤىا مرتبط دبصلحة من النّظام العام"‪.‬‬
‫وإنطالقا من ىذا التعريف‪ ،‬فإ ّن صفة ادلوظّف العمومي تنطبق على صنفٌن علا‪:‬‬

‫األعوان العموميون الخاضعون لنظام أساسي‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫كل الّذين يعملون باإلدارة ادلركزية وادلصاحل‬


‫يعرف العون العمومي خبضوعو إىل القانون العام وبالتايل يعترب ّ‬
‫التابعة ذلا وباجلماعات العمومية احمللية وبادلؤسسات العمومية اإلدارية والّذين زبضعهم التّشاريع إىل قواعد القانون‬
‫العام أعوانا عموميٌن‪ .‬وىكذا يعترب أعوان عموميٌن حسب القانون ‪:‬‬
‫أ) األعوان الخاضعون للنّظام األساسي العام للوظيفة العمومية‪:‬‬
‫على ادلوظّفٌن ( ّ‬
‫مرتمسٌن ومرتبّصون )‪ ،‬العملة‪ ،‬األعوان الوقتيٌن واألعوان‬ ‫‪1983‬‬ ‫لسنة‬ ‫‪112‬‬ ‫ينطبق القانون‬
‫ادلتعاقدون‪.‬‬
‫ب) األعوان الخاضعون ألنظمة أساسية خصوصية‪:‬‬
‫على األعوان اآليت ذكرىم والّذين ؼلضعون إىل أنظمة أساسية‬ ‫‪1983‬‬ ‫لسنة‬ ‫‪112‬‬ ‫ال ينطبق القانون‬
‫خصوصيّة ويتعلّق الشأن بقضاة جهاز القضاء العديل والقضاء اإلداري‪ ،‬قضاة دائرة احملاسبات‪ ،‬رجال اجليش‬
‫السجون‪ ،‬أعوان ال ّديوانة‪.‬‬
‫الشرطة واحلرس الوطين واحلماية ادلدنيّة و ّ‬
‫الوطين‪ ،‬أعوان ّ‬
‫الموظّفون غير الخاضعين ألنظمة أساسية‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫يقصد هبم بقية ادلوظّفٌن أو ما شاهبهم وادلشمولٌن مبدئيّا بأحكام الفصل ‪ 82‬من اجمللّة اجلنائية‪ ،‬وينطبق‬
‫السلطة العامة‪.‬‬
‫ىذا الفصل عليهم من منطلق شلارسة ىؤالء األشخاص لصالحيات ّ‬
‫كل مواطن متّ تكليفو بعنوان أو بآخر‬
‫عرف القاضي ادلدين الفرنسي ادلوظّف العمومي بأنّو‪ّ " :‬‬
‫وقد ّ‬
‫كل من يضطلع بنيابة عمومية سواء عن طريق اإلنتخابات أو‬‫السلطة العامة‪ .‬وىو كذلك ّ‬ ‫دبمارسة جزء من ّ‬
‫بدوهنا"‪.‬‬
‫كل فرد ؽلارس نيابة عمومية عن طريق‬
‫كما إعتربت زلكمة التعقيب الفرنسية أ ّن ادلوظّف العمومي ىو ّ‬
‫كل فرد ؽلارس نيابة‬
‫كل من يساىم يف تسيًن مجاعة ترابية‪ .‬كما يعترب موظّفا عموميا ّ‬ ‫اإلنتخاب أو التسمية و ّ‬
‫إنتخابية كما سحبتو على أعضاء احلكومة وأعضاء اجملالس اجلهوية ورؤساء البلديات ومساعديهم وادلستشارين‬
‫البلديٌن الّذين كلّفهم اجمللس البلدي بتنفيذ قرار يتعلّق بصاحل البلدية‪.‬‬
‫أقرهتا اجمللّة اجلنائيّة وادلتعلّقة باإلعتداءات من قبل أو ض ّد موظّف عمومي‬
‫وبالتايل‪ ،‬فإ ّن زلور اجلرائم الّيت ّ‬
‫ىم األشخاص الّذين ذلم صفة العون العمومي وكذلك من يصفهم القاضي بادلوظّف العمومي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الصالحيات الّيت‬
‫كل شخص مهما كانت صفتو يستعمل ّ‬ ‫ادلشرع ردع ّ‬
‫التوسع يف عزؽلة ّ‬
‫وؽلكن تفسًن ىذا ّ‬
‫الصاحل العام لتحقيق غايات سلالفة للواجبات الّيت فرضها عليو‬
‫ادلهمة اليت كلّف هبا لفائدة ّ‬
‫منحتها لو اإلدارة أو ّ‬
‫القانون‪.‬‬
‫لئن طبّقت اجمللّة اجلنائية نفس العقوبة وبدون سبييز على األعوان العموميٌن وعلى ادلوظّفٌن العموميٌن‬
‫أقرت بعض الفوارق يف حاالت معيّنة‪:‬‬ ‫وادلتشبّهٌن هبم إالّ أ ّهنا ّ‬
‫بعض اجلرائم الّيت ال ينطبق فيها القانون اجلزائي إالّ مّت كانت صادرة عن أعوان عموميٌن كاجلرائم‬ ‫‪-‬‬

‫العسكرية ( كجرائم اذلروب من اجلندية وعدم اإلنصياع واإلفراط يف السلطة واإلنتماء إىل منظّمة ذات طابع سياسي‬
‫والسرقة العسكرية وإنتحال زي عسكري أو وسام عسكري) وأخطاء التصرف‪.‬‬
‫‪ -‬ال ؽلكن تسليط عقاب آخر (إىل جانب مؤاخذتو جزائيا وتسليط عقاب موافق ذلا ) قد يصل ح ّد‬
‫العزل من العمل إالّ بالنّسبة للعون العمومي‪.‬‬

‫موضوع القانون الجزائي اإلداري‪:‬‬

‫ىو قانون يهدف إىل ضمان محاية اإلدارة بإرساء نظام يعاقب التصرفات اخلاطئة الصادرة ّإما عن‬
‫بأي عنوان كان وذلك عند إقرتافو إلحدى‬ ‫السلطة العامة ّ‬
‫كل فرد ؽلارس جزءا من ّ‬ ‫األعوان العموميٌن أو عن ّ‬
‫السلطة العمومية علما وأ ّن محاية اإلدارة تتح ّقق‬
‫أقرهتا اجمللّة اجلنائية لغاية ردع اإلعتداءات على ّ‬
‫اجلرائم اليت ّ‬
‫كذلك عرب ردع اإلعتداءات من قبل اخلواص على األشخاص ادلذكورين بوصفهم شلثّلٌن للسلطة العامة وساىرين‬
‫على مصاحلها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الجزء األول‪:‬‬
‫اللّن ظا اللعقظاب‬
‫الللنطب عل‬
‫اللموّن في الللموففي‬

‫حسب اجمللّة اجلنائية‪ ،‬تكون العقوبة أش ّد عند توفّر شرطٌن‪:‬‬


‫عندما تكون دلقرتف اجلرؽلة صفة ادلوظّف العمومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫دلا ربصل اجلرؽلة إعتبارا لصفة العون العمومي الّذي قام هبا أو دبناسبة مباشرتو لوظائفو‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫‪10‬‬
‫ادلخولة لو‬
‫الصالحيات ّ‬
‫حيث تعترب صفة ادلوظّف العمومي ظرف تشديد أو مّت ثبت أنّو إستعمل سلطتو و ّ‬
‫بتصرفات خاطئة‪:‬‬
‫حبكم وظيفو ليقوم ّ‬

‫العقوبة على عامة الناس العقوبة على الموظّف‬ ‫المصدر‬ ‫العمل اإلجرامي‬
‫القانون اجلزائي‬
‫بٌن ‪ 10‬و‪ 20‬سنة‪.‬‬ ‫بٌن ‪ 5‬و‪ 10‬سنوات‪.‬‬ ‫أعمال عنف بدون وجو شرعي‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫السجن دل ّدة ترتاوح بٌن‬
‫السجن مدى احلياة‬
‫ّ‬ ‫القانون الفرنسي‪.‬‬ ‫جرؽلة تدليس وثائق رمسية‬
‫‪ 10‬و‪ 20‬سنة‪.‬‬
‫السجن دل ّدة ‪ 12‬سنة‬ ‫إختالس أو إعدام أو رفع أو تغيًن آالت‬
‫مّت كان مرتكب اجلرؽلة‬ ‫اجمللة اجلنائية‬ ‫إحتجاج أو مواد إجراء جنائي أو غًن ذلك‬
‫السجن دل ّدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫ادلؤسبن نفسو أي إذا كان‬ ‫التونسية‪.‬‬ ‫من األوراق وال ّدفاتر ادلوضوعة خبزانة أو‬
‫موظّفا عموميّا‪.‬‬ ‫دبستودعات بعهدة مأسبن عمومي‪.‬‬

‫خصوصي‪.‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الجرائم الخاضعة إلى نظام عقابي‬

‫اخلاصة حبماية احلقوق واحلريات المضمونة دستوريّا العقوبات ادلنطبقة على‬


‫ح ّددت أحكام اجمللّة اجلنائية ّ‬
‫األعوان العموميٌن عندما يستعملون سلطتهم إلقرتاف ذباوزات تتخذ شكل إعتداءات على‪:‬‬
‫حرمة األماكن وادلمتلكات اخلاصة‪( :‬من الفصل ‪ 9‬إىل الفصل ‪ 14‬من ال ّدستور)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حرمة ادلكاتبات‪ :‬الفصل ‪ 9‬من ال ّدستور‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫احلرمة اجلسدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫باحلريات الفردية وتعترب‬


‫سبس ّ‬ ‫وىي جرائم تؤول إىل تطبيق عقوبة أكثر ش ّدة عندما يقرتفها ادلوظّف حيث ّ‬
‫جناية على معىن القانون اجلزائي‪.‬‬

‫الخاصة‬
‫ّ‬ ‫القسم األول‪ :‬ىتك حرمة األماكن والممتلكات‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ىتك حرمة المسكن‬


‫الوظيفة اإلنشائية‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪11‬‬
‫حق أساسي من حقوق اإلنسان وىي جنحة تتمثّل يف ذباوز ادلوظّف لسلطتو ض ّد اخلواص‬ ‫ىو إعتداء على ّ‬
‫وذلك بدخول منزل إنسان بدون رضاه وبدون مراعاة الواجبات القانونية أو بدون لزوم إثبات أي خارج احلاالت‬
‫واألشكال الّيت ضبطها القانون‪.‬‬

‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العناصر‬ ‫‪)2‬‬

‫تتكون جرؽلة ىتك حرمة ادلنزل ادلنصوص عليها بالفصل ‪ 102‬من اجمللّة اجلنائية إالّ بتوفّر العناصر التّالية‪:‬‬
‫ال ّ‬
‫الشرطة أو احلرس الوطين‪.‬‬
‫غلب أن يكون مقرتف اجلرؽلة موظّفا شلثّال للسلطة كرجل ّ‬ ‫‪-‬‬

‫مرخصا فيو أي دون احلصول على بطاقة يف الغرض مسلّمة من‬


‫اخلواص ّ‬
‫غلب أالّ يكون دخول منزل ّ‬ ‫‪-‬‬

‫ادلختصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السلطة العدلية‬
‫ّ‬
‫توفّر شرط معارضة صاحب احملل لدخول ادلوظّف إىل منزلو‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العقوبة‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫‪102‬‬ ‫بالسجن دل ّدة عام واحد وخبطيّة (الفصل‬


‫عند توفّر العناصر ادلذكورة‪ ،‬يعاقب ادلوظّف العمومي أو شبهو ّ‬
‫من اجمللّة اجلنائية )‪ .‬وىذه العقوبة تكون ّ‬
‫أخف مّت متّ إرتكاهبا من قبل معلّم أو ساعي بريد أو عون إستقبال‬
‫(أصناف ال سبارس جزءا من السلطة العامة رغم إنتمائها إىل صنف األعوان العموميٌن وليس ذلا أي صالحيات للحفاظ‬
‫على النّظام العام)‪.‬‬
‫بالرغم من إرادة صاحبو‬
‫دبحل مع ّد للسكىن ّ‬
‫ادلستقرون ّ‬
‫ّ‬ ‫عامة النّاس ادلرتكبون ذلذه اجلرؽلة أو‬
‫كما يعاقب ّ‬
‫بالسجن م ّدة ‪ 3‬أشهر (الفصل ‪ 256‬من اجمللّة اجلنائية)‪.‬‬
‫ّ‬
‫ادلشرع ربميل ادلوظّفٌن إلتزامات خصوصية مقابل‬
‫يتعرض ذلا ادلوظّف بإرادة ّ‬
‫وتفسر قساوة العقوبة الّيت ّ‬
‫ّ‬
‫بتصرفات‬
‫ادلخولة ذلم دبناسبة شلارسة وظائفهم ذلك أ ّن صورة اإلدارة تكون مرتبطة ّ‬
‫الصالحيات اذلامة وغًن العادية ّ‬
‫ادلوظّف عند قيامو بعملو‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ىتك حرمة الملك‬


‫القوة أو التّهديد هبدف‬
‫حق أساسي من حقوق اإلنسان وتتمثّل يف إستعمال ادلوظّف ّ‬
‫ىو إعتداء على ّ‬
‫الراجعة ملكيّتها للخواص (الفصل ‪ 255‬من اجمللة اجلنائية)‪.‬‬
‫إفتكاك أو إشرتاء األمالك العقارية ّ‬
‫يعاقب ادلوظّف أو شبهو بعامٌن سجنا يف حٌن يعاقب اخلواص بثالثة أشهر سجنا وخبطية‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬ىتك حرمة المكاتبات‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ىتك سرية المراسالت‬


‫الرمسي للمكاتبات التّابعة للخواص‪.‬‬
‫السري أو بالطّابع ّ‬
‫سبس بالطّابع ّ‬
‫ىي جرؽلة ّ‬
‫‪12‬‬
‫الفصل ‪ 253‬من اجمللّة اجلنائية‪" :‬اإلنسان الّذي يذيع مضمون مكتوب أو تلغراف أو غير ذلك من‬
‫بالسجن م ّدة ‪ 3‬أشهر"‪.‬‬
‫المكاتيب الّتي لغيره بدون رخصة من صاحبها يعاقب ّ‬
‫المقررة بهذا‬
‫الصور ّ‬
‫من اجمللة اجلنائية ‪" :‬الموظّف العمومي أو شبهو الّذي في خارج ّ‬ ‫‪114‬‬ ‫الفصل‬
‫القانون يستعمل إلرتكاب جريمة خصائص وظيفتو أو وسائل تابعة لها يعاقب بالعقوبة المنصوص‬
‫عليها لتلك الجريمة بزيادة الثّلث"‪.‬‬
‫تبٌن أنّو إستعمل‬
‫يتعٌن معو إفراده بعقوبة أكثر ش ّدة مّت ّ‬
‫ودلّا كانت صفة ادلوظّف العمومي ظرف تشديد شلّا ّ‬
‫صرفات اخلاطئة‪ ،‬فإ ّن العقوبة ادلسلّطة على ادلوظّف الّذي تثبت ض ّده جرؽلة ىتك سريّة‬
‫صفتو عند قيامو بالتّ ّ‬
‫ادلراسالت رب ّدد بـ‪ 4‬أشهر سجنا‪.‬‬

‫‪ ‬مل ػلصر ّ‬
‫ادلشرع رلال تطبيق القاعدة العامة الّيت تقتضي إعتبار صفة ادلوظّف العمومي ظرف تشديد يف‬
‫معٌن أو على جرائم زل ّددة بل أجاز إنطباقها بصفة مطلقة ( ّ‬
‫حّت تلك الّيت مل يقع ذكرىا ضمن الباب الثالث‬ ‫رلال ّ‬
‫من اجمللة اجلنائية) بشرط إستعمال ادلوظّف خلصائص وظيفتو أو للوسائل التابعة ذلا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الزور المتعلق بالمكاتبات العمومية‬


‫ضبطت الفصول ‪ 172‬إىل ‪ 178‬من اجمللة اجلنائية القواعد ادلتعلقة بالزور‪.‬‬

‫الزور عن بعض المفاىيم المجاورة‪:‬‬


‫تمييز ّ‬ ‫‪)1‬‬

‫الزور ( ‪)l’usage du faux‬‬


‫الزور ( ‪ )le faux‬وإستعمال ّ‬
‫إختار القانون اجلزائي التونسي التفريق بٌن جرؽليت ّ‬
‫الزور دبكن لو أن يتداول تلك‬
‫فالشخص الّذي صنع عملة مزيّفة وإقرتف بالتايل جرؽلة ّ‬
‫لكنّو أفردعلا بنفس العقوبة‪ّ ،‬‬
‫للزور‪.‬‬
‫العملة ويستغلّها يف شراءاتو ويصبح بذلك مستعمال ّ‬
‫الزور‪:‬‬
‫تعريف ّ‬ ‫‪)2‬‬

‫كل أو‬
‫الزور ىو "إحداث ضرر عام أو خاص وذلك بصنع ّ‬
‫حسب الفصل ‪ 172‬من اجمللّة اجلنائية‪ّ ،‬‬
‫بأي وسيلة كانت سواء كان ذلك بوضع‬
‫بعض كتب أو عقد مكتوب أو بتغيير أو بتبديل أصل كتب ّ‬
‫شهادة زورا بمعرفة األشخاص وحالتهم"‪.‬‬
‫عالمة طابع مدلّس بو أو إمضاء مدلّس أو كان بال ّ‬
‫كل العمليات الّيت تقع دبناسبة ربرير العقود والّيت هتدف‬
‫كما ذىب الفصل ‪ 173‬من اجمللّة اجلنائية إىل إعتبار ّ‬
‫إىل قلب "ما ّدتها أو موضوعها وذلك بكتابة إتفاقات غير تلك الّتي ذكرىا أو أمالىا الجانبان أو بأن‬
‫يذكر أمورا باطلة بصفة كونها صحيحة وأنها وقعت لديو أو أمورا معترفا بها والحال أنّو لم يقع‬
‫بتعمد متابعة ما تلقاه من التصريحات"‪.‬‬
‫اإلعتراف بها أو ّ‬
‫العقوبة‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫‪13‬‬
‫من اجمللّة اجلنائية ادلوظّفٌن العموميٌن أو ادلشبّهٌن هبم حال مباشرة أو دبناسبة‬ ‫‪ 172‬و‪173‬‬ ‫يعاقب الفصالن‬
‫بالسجن بقية العمر وخبطية قدرىا ‪ 1000‬د‪.‬‬
‫الزور ّ‬
‫الزور أو عند إستعمالو ّ‬
‫مباشرة وظائفهم عند إرتكابو جرؽلة ّ‬
‫كل إنسان ( غًن ادلوظّف العمومي ) إرتكب زورا أو‬
‫ويعاقب بالسجن م ّدة ‪ 15‬عاما وخبطية قدرىا ‪ 300‬دينار ّ‬
‫ادلقررة بالفصل ‪ 172‬من اجمللّة اجلنائية‪.‬‬
‫إستعمل زورا بإحدى الوسائل ّ‬
‫يتعمد إبقاء رسم مدلّس عنده يعاقب‬
‫كل من ّ‬
‫من اجمللّة اجلنائية أ ّن " ّ‬ ‫‪172‬‬ ‫كما أضاف الفصل‬
‫بمجرد إبقاء ما ذكر بيده"‪.‬‬
‫بالسجن م ّدة ‪ 5‬أعوام ّ‬
‫ّ‬
‫على‬ ‫‪114‬‬ ‫ادلضمنة بالفصل‬
‫يتعٌن تطبيق القاعدة العامة ّ‬
‫ادلشرع ادلوظّف بعقاب خاص‪ ،‬فإنّو ّ‬
‫وطادلا مل يفرد ّ‬
‫وضعيّتو والتّشديد يف ىذه العقوبة إىل ح ّد الثّلث (أي ‪ 6‬سنوات و‪ 8‬أشهر) وذلك كلّما ثبت أنّو إقرتف ىذه اجلرؽلة‬
‫دبناسبة مباشرتو لوظائفو‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬اإلعتداءات على الحرمة الجسدية‬


‫تكون يف شكل‪:‬‬

‫شرعي الّذي يمارسو الموظف على المواطن‬


‫الفقرة األولى‪ :‬العنف غير ال ّ‬
‫تعترب احلرمة اجلسدية من احلريات األساسية اليت ػلميها القانون‪.‬‬
‫وتتمثّل ىذه اجلرؽلة يف تسليط العنف على الناس حال مباشرة أو دبناسبة مباشرة الوظيفة من قبل ادلوظّف‬
‫من اجمللة اجلنائية على‬ ‫‪103‬‬ ‫العمومي مهما كانت وظيفتو (الفصل ‪ 101‬من اجمللة اجلنائية )‪ .‬يف حٌن إقتصر الفصل‬
‫ذكر مباشرة العنف أو سوء معاملة ض ّد متّهم أو شاىد أو حريف من قبل ادلوظّفٌن ادلكلّفٌن بالضابطة العدلية‬
‫دون غًنىم‪.‬‬

‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العناصر‬ ‫‪)1‬‬

‫الشروط‪:‬‬
‫يقتضي تطبيق العقوبات ادلنصوص عليها بالفصلٌن ‪ 101‬و‪ 103‬من اجمللّة اجلنائية توفّر ىذه ّ‬
‫‪-‬وجود عالقة مع الوظيف أي أن ػلدث عند مباشرة أو دبناسبة مباشرة الوظيفة‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون إستعمال العنف بدون موجب شرعي ( خارج ال ّدفاع ّ‬
‫الشرعي أو ادلقاومة الّيت سبنعو من القيام‬
‫دبهمتو)‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬غلب أالّ يكون اللّجوء إىل العنف ضروريا بتجنّب اللّجوء السريع إىل العـنف أي بعـد زلاولة‬
‫ادلناقشة واإلقناع‪.‬‬

‫العقوبة‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫‪14‬‬
‫من اجمللّة اجلنائية ) وسنة واحدة‬ ‫‪ 101‬و‪103‬‬ ‫أعوام مع خطيّة ( الفصلٌن‬ ‫‪5‬‬ ‫يف حالة إقرتافها من قبل ادلوظّف‪:‬‬
‫للخواص (الفصل ‪ 218‬من اجمللّة اجلنائية)‪.‬‬

‫شرعية والحبس غير الشرعي‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬اإليقافات غير ال ّ‬
‫الجرائم المقترفة من قبل الموظّفين‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫حرية الغًن بدون موجب شرعي وخارج احلاالت اليت أقرىا القانون‬
‫تتمثّل يف إعتداء ادلوظّف العمومي على ّ‬
‫بإيقاف أو حبس أي شخص الذي يعترب إفراطا يف إستعمال السلطة ويعاقب مرتكبها بالسجن دل ّدة ‪ 5‬سنوات‬
‫(الفصل ‪ 103‬من اجمللة اجلنائية)‪.‬‬
‫الجرائم المقترفة من قبل الخواص‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫أعوام وخبطية‪ ،‬كذلك‬ ‫‪10‬‬ ‫يعترب إيقاف األشخاص أو حبسهم من قبل اخلواص عمال إجراميا يعاقب عليو بـ‬
‫بالنسبة دلساعديو‪.‬‬

‫خصوصية‪.‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬األعمال الخاضعة إلى عقوبة‬


‫ادلخولة لو أن يقوم بأعمال منافية دلصاحل‬
‫ؽلكن للموظّف إستنادا إىل صفتو أو عند إستعمالو للسلطات ّ‬
‫تتفرع إىل‪:‬‬
‫السلطة العامة وىي أعمال تش ّكل يف بعض األحيان جرائم يعاقب عليها القانون‪ ،‬وىي ّ‬

‫القسم األول‪ :‬الجرائم المشتركة بين كافة الموظّفين‪:‬‬


‫ؽلكن أن تنسب إىل أي موظف مهما كان موقعو يف السلم اذلرمي لإلدارة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجرائم المتعلّقة بخرق قواعد تسيير المرفق العام‪:‬‬

‫تعطيل الخدمة العمومية‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫الفصل ‪ 107‬من اجمللة اجلنائية‪" :‬اإلعتصاب المتقارر علـيو الواقع من إثنين أو أكثر مـن الموظّفين‬
‫العموميين أو أشباىهم بقصد تعطيل خدمة عمومية وذلك باإلستعفاء جملة من الخدمة أو بغير ذلك‬
‫بالسجن م ّدة عامين"‪.‬‬
‫يعاقب مرتكبو ّ‬
‫أ) اإلعتراف الضمني بحق اإلضراب‪:‬‬

‫‪1983‬‬ ‫نص ال ّدستور على "أ ّن الح ّق النّقابي مضمون" ‪ ،‬كما إعرتف الفصل ‪ 4‬من القانون ‪ 112‬لسنة‬ ‫ّ‬
‫باحلق النقايب‪ .‬ويرى الفقهاء ادلؤيّدون لنظرية اإلعرتاف حبق اإلضراب أ ّن ىذا األخًن يعترب‬
‫بتمتّع ادلوظّف ّ‬
‫‪15‬‬
‫حق نقايب بدون حق يف اإلضراب وىو ما ذىبت‬
‫نتيجة حتمية لإلعرتاف باحلق النقايب ذلك أن ليس ىناك ّ‬
‫إليو احملكمة اإلدارية وادلصاحل العمومية‪.‬‬

‫ب)نظرية المنع‪:‬‬
‫حبق اإلضراب حيث منعو على بعض‬ ‫يتعٌن على القانون أن يعرتف بصفة صرػلة ّ‬ ‫يرى البعض انّو ّ‬
‫األصناف ( كرجال األمن وأعوان احلرس الوطين أو أعوان ال ّديوانة ) وبالتايل فإ ّن اإلعرتاف حبق اإلضراب لبقية‬
‫ادلوظّفٌن العموميٌن ال يكون ضمنيا وإّظلا غلب أن يكون صرػلا‪.‬‬
‫اإلستمرار على مباشرة وظيفتو‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫بالسجن م ّدة عام وبخطية ‪ ...‬الموظّف العمومي أو شبهو‬


‫الفصل ‪ 107‬من اجمللّة اجلنائية‪" :‬يعاقب ّ‬
‫إستمر على مباشرتها"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الّذي بعد إعالمو رسميا بإنفصالو عن وظيفتو‬
‫إعدام الحجج‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫تعمد موظّف إختالس أو إعدام أو رفع أو تغيًن األوراق وال ّدفاتر والعقود واألشياء ادلسلّمة إليو‬
‫ىو ّ‬
‫السلطة العمومية‪.‬‬
‫بوصفو أحد أعوان ّ‬
‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ) العناصر‬
‫‪ -‬صفة الموظّف العمومي‪ :‬وىو من سلّمت إليو ىذه احلجج إعتبارا لوظائفو ككتاب احملاكم والعدول‬
‫وغًنىم من ادلؤسبنٌن العموميٌن‪.‬‬
‫‪ -‬موضوع الجريمة‪ :‬تتمثّل يف الوثائق ادلسلّمة إىل ادلوظّف والّيت ترمي مبدئيا إىل تقدًن ال ّدليل ادلتعلّق‬
‫باحلق وذلك يف صورة العمل اإلجرامي‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬العمل اإلجرامي‪ :‬يتمثّل يف إختالس أو إعدام أو رفع الوثائق ادلذكورة أعاله‪.‬‬

‫ب)العقوبة المسلطة‪:‬‬

‫‪ 12‬سنة إذا كان ادلرتكب ادلؤسبن نفسو و‪ 10‬أعوام إذا كان من غًن ادلؤسبنٌن‪ ،‬عام واحـد وخطية إذا‬
‫كان إعدام الوثائق بسبب إعلال أو تقصًن من ادلوظّف ادلؤسبن‪.‬‬
‫صلد يف ىذا الباب أيضا أ ّن احملكمة العسكرية إعتربت أ ّن إستهالك كمية من ادلخ ّدرات ادلوضوعة لدى‬
‫عون ال ّديوانة حبكم وظائفو تعترب جرؽلة إعدام احلجج طادلا أ ّن وجودىا دبكتبو يهدف لتقدؽلها للقضاء‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلخالل بالواجبات المهنية‪:‬‬

‫إفشاء السر المهني‪:‬‬ ‫‪)1‬‬


‫‪16‬‬
‫أقر القانون عدد ‪ 112‬لسنة ‪ 1983‬واجب احملافظة على السر ادلهين وواجب‬
‫للمحافظة على السر ادلهين‪ّ ،‬‬
‫التح ّفظ‪.‬‬

‫أ) مفهوم السر المهني‪:‬‬


‫‪ -‬يتمثّل واجب احملافظة على السر ادلهين جزائيا يف منع ادلوظّفٌن العموميٌن أو ادلشبهٌن هبم من‬
‫ادلضمنة بالوثائق ادلؤسبنٌن عليها أو اليت حصل ذلم هبا علم بسبب‬
‫كل ادلعلومات ّ‬ ‫إطالع الغًن ومن نشر ّ‬
‫مباشرة وظائفهم أو دبناسبة مباشرتو ذلا‪.‬‬
‫تؤدي إىل تتبّع ادلوظّف تأديبيا وتسليط‬
‫‪ -‬يعترب اإلخالل بواجب التح ّفظ من األخطاء اإلدارية اليت ّ‬
‫عقوبة عليو وعند إقرتان ىذا اخلطأ حبصول ضرر لل ّدولة فيصبح ىذا اخلطأ جزائيا ؽلكن مساءلتو من أجلو‪.‬‬

‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب)العناصر‬
‫ال تتش ّكل جرؽلة إفشاء السر ادلهين إالّ بإكتمال ‪ 4‬عناصر‪:‬‬
‫الصفة أو الوظيفة التي يمارسها العون‪ :‬يقصد هبذه اجلرؽلة العون الذي يعترب حبكم وظيفو‬ ‫‪-‬‬

‫تدرج‬
‫مؤىال لإلطّالع أو جلمع معلومات ووثائق تكتسي طابع السرية‪ .‬وتزداد أعلية واجب التح ّفظ مع ّ‬
‫ّ‬
‫العون يف ادلسؤوليات اإلدارية‪.‬‬

‫الطابع السري للمعلومة‪ :‬ال تعترب ّ‬


‫كل الوثائق وادلعلومات سرية بالضرورة‪ ،‬فيجد ادلوظّف نفسو‬ ‫‪-‬‬

‫يف حًنة للتمييز بٌن ما ىو سري وبٌن ما ىو قابل إلطالع الغًن دبحتواه‪.‬‬
‫إفشاء المعلومة أو الوثيقة السرية‪ :‬تتعدد طرق إفشاء ادلعلومة وترتاوح بٌن إعالم الغًن أو‬ ‫‪-‬‬

‫الصحافة بتفاصيل تتعلق بتتبعات عدلية وسبكٌن من ال صفة لو من اإلطّالع على ملف بصدد التحقيق‪.‬‬
‫النية‪ :‬تعترب جرؽلة إفشاء السر ادلهين جرؽلة قصدية لذلك ال ب ّد من توفّر عنصر النّية دبعرفة‬ ‫‪-‬‬

‫ادلوظّف العمومي للطّابع السري للمعلومة اليت أعلم هبا الغًن‪.‬‬

‫التغافل والتواطؤ‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫أ) التعريف‪:‬‬
‫يتمثّل التغافل يف إعلال أو يف تقصًن من قبل ادلوظّف ادلكلّف باحلراسة يف سجن أو إصالحية وعون‬
‫الضابطة العدلية يسفر عن فرار ادلتهم أو احملكوم عليو‪ّ .‬أما التواطؤ فهو إعانة ذلك السجٌن على الفرار‪.‬‬
‫ب) العقوبة‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪110‬‬ ‫تعمد موظّف التغافل عن إلقاء القبض على ادلتهم ( الفصل‬
‫‪ -‬السجن دل ّدة ‪ 6‬أشهر‪ ،‬عند ّ‬
‫من اجمللة اجلنائية)‪.‬‬
‫عامٌن عند فرار السجٌن بسبب تغافل ادلوظّف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 10‬أعوام عند تواطؤ ادلوظّف مع السجٌن لتسهيل فراره‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬اإلختالس‬

‫التعريف‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫تعمد ادلوظّف العمومي أو شبهو أخذ األموال باطال وذلك بأن يأمر بإستخالص أو قبض أو‬‫يتمثّل يف ّ‬
‫‪ 3‬حاالت‬ ‫الراجع لإلدارة اليت ينتسب إليها‪ .‬ىناك‬
‫قبول ما يعرف أنّو غًن واجب أو بأن يتجاوز ادلبلغ ّ‬
‫اإلختالس‪.‬‬

‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العناصر‬ ‫‪)2‬‬

‫مرتكب الجريمة‪ :‬ال ؽلكن أن تصدر إالّ عن عون عمومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫قبض المال‪ :‬يتمثّل العنصر ادلادي ذلذه اجلرؽلة يف إستخالص أو قبض مقدار من ادلال بدون‬ ‫‪-‬‬

‫موجب قانوين مع اإليهام بأ ّن ادلقدار ادلطلوب ىو ادلستوجب قانونا‪ ،‬أو يف قبض أو مطالبة إستخالص‬
‫معلوم مايل يتجاوز ادلبلغ الواجب دفعو‪.‬‬

‫عنصر النية‪ّ :‬‬


‫بتعمد ادلوظّف قبض أو ادلطالبة بإستخالص ادلال رغم علمو ويقينو بأ ّن ادلبلغ‬ ‫‪-‬‬

‫غًن مستوجب ال ّدفع‪.‬‬

‫العقوبة‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫‪ -‬إختالس أموال‪ :‬السجن دل ّدة ‪ 15‬عاما مع خطية تساوي ما ػلكم على ادلوظّف العمومي أو‬
‫أشباىهم برتجيعو‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 96‬من اجمللّة اجلنائية إعترب دبثابة اإلختالس قيام ادلوظّف "ببيع أو صنع أو شراء أو‬
‫إستغل صفتو إلستخالص فائدة ال وجو لها لنفسو أو لغيره أو لإلضرار‬ ‫ّ‬ ‫إدارة أو حفظ أي مكاسب‬
‫ادلضرة‬
‫ادلتحصل عليها أو ّ‬
‫ّ‬ ‫باإلدارة" ويعاقب مرتكبها بالسجن دل ّدة ‪ 15‬سنة وخبطيّة تساوي قيمة ادلنفعة‬
‫احلاصلة لإلدارة‪.‬‬
‫كل‬
‫‪ -‬حسب الفصل ‪ 96‬من اجمللّة اجلنائية‪ ،‬يقصد بادلوظّف العمومي ومشاهبو يف ىذه احلالة‪ّ ،‬‬
‫عون باجلماعات العمومية احمللية‪ ،‬مجعية أو منشأة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل ‪ 97‬من اجمللة اجلنائية‪ ،‬إعترب دبثابة اإلختالس قيام ادلوظّف بـ "أخذ أو قبول أي ربح‬ ‫‪-‬‬

‫لنفسو أو لغيره بأي كيفية كانت في أمر تولّى إدارتو أو اإلشراف عليو أو حفظو كلّيا أو جزئيا أو أخذ‬
‫‪ 5‬أعوام‬ ‫أي فائدة كانت في أمر ىو مكلّف باإلذن بال ّدفع فيو أو تصفيتو ويعاقب عليها بالسجن‬
‫المتحصل عليها"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وخطية تساوي قيمة الفائدة‬

‫المشرع العقوبات المنطبقة على جرائم إختالس األموال في القانون الجزائي‬


‫ّ‬ ‫‪ ‬صنّف‬
‫والمضرة الالّحقة لإلدارة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التونسي حسب خطورة األفعال والمبالغ المالية المستولى عليها‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬اإلرتشاء‬

‫تعريف اإلرتشاء‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫ىو إخالل بواجب اإلستقامة ادلفروض على ادلوظّف وكذلك بواجب النّزاىة‪ ،‬تنال من مسعة اإلدارة‬
‫سبس مباشرة هبيبة السلطة العامة وبالتايل هبيبة ال ّدولة‪.‬‬
‫و ّ‬
‫تعمد ادلوظّف القيام دببادرة أو ادلوفقة على قبول عروض أو وعود أو قبول ىدايا أو‬
‫يتمثّل اإلرتشاء يف ّ‬
‫منافع مهما كان نوعها وذلك هبدف القيام بأعمال من مشموالت وظائفو أو اإلمتناع عن القيام هبا‪.‬‬
‫اإلرشاء يرتكب من قبل عامة النّاس يف حٌن أ ّن اإلرتشاء فعل يقوم بو ادلوظّف ادلرتشي‪.‬‬
‫يعترب اإلرتشاء يف عقلية ادلرتشي دبثابة اذلديّة أو التمتّع بإمتيازات مقابل خدمة يسديها بينما يتظاىر‬
‫مرتكب جرؽلة اإلختالس بأ ّن ادلبلغ ادلايل الّذي يقبضو مطالب بو قانونا‪.‬‬
‫يمكن أن نميّز بين طريقتين لإلرتشاء‪:‬‬
‫حق مباشرة أو بصفة غًن مباشرة عطايا‬
‫‪ -‬قبول ادلوظّف العمومي أو شبهو لنفسو أو لغًنه بدون ّ‬
‫أو وعودا بالعطايا أو منافع مهما كان نوعها لفعل أمر من عالئق وظيفتو ولو كان ح ّقا لكن ال يستوجب‬
‫مقابال عليو أو لتسهيل إصلاز أمر مرتبط خبصائص وظيفتو‪.‬‬
‫‪ -‬أو قبول نفس اإلمتيازات ادلنصوص عليها سالفا من أجل اإلمتناع عن إصلاز أمر كان من‬
‫الواجب القيام بو‪.‬‬
‫حّت وإن‬
‫وتتكون جرؽلة اإلرتشاء وتكون ثابتة ض ّد ادلوظّف سواء كان ىو ادلبادر بطلب ادلنافع ادلادية ّ‬
‫ّ‬
‫رفض ادلواطن سبكينو منها (إرتشاء ورشاء) أو كان قبلها بعد عرضها عليو من قبل ادلواطن‪.‬‬

‫المكونة لجريمة اإلرتشاء‪:‬‬


‫ّ‬ ‫العناصر األربعة‬ ‫‪)2‬‬

‫صفة الموظّف العمومي‪:‬‬ ‫أ)‬

‫‪19‬‬
‫حسب تعريفو بالفصل ‪ 83‬من اجمللّة اجلنائية دبا يف ذلك األشخاص ادلتمتّعٌن بصالحيات السلطة‬
‫العامة أو ادلسًنين للمرفق العام‪.‬‬

‫ب) مطالبة الموظّف أو قبولو لهدايا ووعود‪:‬‬


‫الراشي‪ .‬كما‬
‫عما إذا كان قبول ادلوظّف لإلمتياز دببادرة منو أو دببادرة من ّ‬
‫تتكون اجلرؽلة بصرف النّظر ّ‬
‫ّ‬
‫ادلشرع بٌن القبول ادلسبّق للهدايا والعطايا وقبوذلا الالّحق إالّ على مستوى العقوبات ادلنطبقة‪.‬‬
‫ال ؽليّز ّ‬
‫ت) موضوع اإلرتشاء‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬اإلخالل بالواجبات ادلهنية باإلمتناع عن القيام بعمل كان من الواجب‬ ‫‪-‬‬

‫إصلازه أو قيام ادلوظّف بعمل كان من ادلفروض أن ؽلتنع عن أدائو‪.‬‬


‫الحالة الثانية‪ :‬القيام بعمل شرعي وقانوين دبقابل رغم رلانيتو‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ادلخول لو‬
‫ادلختصة بإستعمال النّفوذ ّ‬
‫ّ‬ ‫الحالة الثالثة‪ّ :‬‬
‫تدخل ادلوظّف العمومي لدى السلطة‬ ‫‪-‬‬

‫التصرف ال يعترب إرتشاء على‬


‫معٌن‪ ،‬ىذا ّ‬
‫حّت يكون القرار يف ّإذباه ّ‬
‫حبكم وظائفو وهبدف التأثًن على غًنه ّ‬
‫ادلشرع الفرنسي جبرؽلة مستقلّة (‪.)le trafic d’influence‬‬
‫خصو ّ‬ ‫معىن القانون التونسي وقد ّ‬
‫ث) الهدف من الهدايا أو الوعود‪:‬‬
‫يتحصل عليها ادلرتشي سرتجع‬
‫ّ‬ ‫الراشي بأ ّن اذلدايا أو ادلبالغ ادلالية الّيت‬
‫جرؽلة اإلرتشاء تستوجب إدراك ّ‬
‫توصل ادلوظّف إىل إيهام ادلواطن بأ ّن‬
‫يف هناية األمر إىل ادلوظّف ذاتو وليس إىل اإلدارة‪ّ .‬أما يف صورة ما إذا ّ‬
‫ادلبالغ ادلطلوبة قانونيّة وترجع إىل اإلدارة فإ ّن اجلرؽلة تعترب إختالسا وليس إرتشاء‪.‬‬

‫العقوبة المستوجبة‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫أ) عقوبة اإلرتشاء‪:‬‬


‫‪ -‬إذا قبل ادلوظّف العمومي أو شبهو عطايا أو ىدايا للقيام بعمل أو اإلمتناع عن القيام بعمل‬
‫بالسجن دلدة ‪ 10‬أعوام وخبطية قدرىا ضعف قيمة األشياء اليت قبلها أو ما متّ الوعد بو‬ ‫واجب‪ ،‬يعاقب ّ‬
‫تقل عن ‪ 10‬آالف دينار‪ .‬وما إقرار ىذه العقوبة الثّقيلة إالّ لصيانة ادلصاحل ادلادية وادلعنوية‬
‫على أن ال ّ‬
‫للسلطة العمومية وما ذلا من تأثًن على السًن العادي للمرفق العمومي ومساس دببدإ ادلساواة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قبل ادلوظّف العطايا بعد القيام باخلدمة ادلطلوبة أو اإلمتناع عن القيام دبا ىو واجب‪ ،‬فإنّو‬
‫يعاقب بـ‪ 5‬أعوام سجنا وخبطية قدرىا ‪ 5‬آالف دينار‪.‬‬
‫إذا كان ادلوظّف صاحب ادلبادرة يف ادلطالبة باذلدايا‪ ،‬فإ ّن العقاب يرفع إىل ضعفو‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ‬وبالتالي فإ ّن التشديد في العقاب مرتبط بعنصر المبادرة‪ ،‬بعرض المنافع أو المطالبة‬
‫بها وبزمان قبول تلك المنافع‪.‬‬
‫الرشاء‪:‬‬
‫ب) عقوبة ّ‬
‫الرشاء يف قيام شخص بإعطاء ادلوظّف أو شبهو عطايا هبدف القيام بأمر من عالئق عملو‬ ‫يتمثّل ّ‬
‫دبقابل رغم رلانيتو أو لتسهيل إصلاز أمر مرتبط خبصائص عملو أو اإلمتناع عن إصلاز أمر كان من الواجب‬
‫ن الراشي ال تتوفّر فيو صفة ادلوظّف العمومي ويعاقب دل ّدة ‪ 5‬أعوام وخطية قدرىا ‪5‬‬
‫القيام بو‪ .‬وبالتايل فإ ّ ّ‬
‫الراشي وادلرتشي‪ .‬ويرفع العقاب إىل ضعفو إذا‬
‫توسط بٌن ّ‬
‫كل من ّ‬ ‫آالف دينار وىو عقاب ينسحب على ّ‬
‫وقع جرب ادلوظّفٌن العموميٌن على إقرتاف اإلرتشاء ربت طائلة العنف أو التهديد ادلسلّط عليهم شخصيا أو‬
‫على أفراد عائالهتم (الفصل ‪ 91‬من اجمللة اجلنائية)‪.‬‬
‫الرشاء رغم أ ّن كال الجريمتين تفترض وجود‬
‫‪ ‬إ ّن جريمة اإلرتشاء مستقلّة عن جريمة ّ‬
‫موظّف وعالقة بينو وبين المواطن‪ .‬كما ال تدخل تحت طائلة اإلرتشاء التهديد المسلّط‬
‫على أفراد عائلتو أو متى ثبت رفض الموظّف لهذه العطايا‪.‬‬
‫األحكام الخاصة المنطبقة على إرتشاء القضاة‪:‬‬ ‫‪)4‬‬

‫بكل موضوعية وفقا لقواعد العدل واإلنصاف ودون اإلضلياز لطرف أو‬
‫بفض النّزاعات ّ‬
‫يقوم القاضي ّ‬
‫ن القاضي يعترب موظّفا عموميا على معىن القانون اجلزائي فهو ؼلضع ألحكام الفصلٌن ‪83‬‬ ‫آلخر‪ .‬وطادلا أ ّ‬
‫إىل ‪ 87‬من اجمللّة اجلنائية‪ .‬كما ؼلضع إىل جرؽلة خصوصية لإلرتشاء تتعلّق دبمارسة وظيفة القضاء‪.‬‬
‫بالسجن‪.‬‬
‫ويرجع ىذا التّشديد إىل قدرة القاضي على ذبريد ادلواطنٌن من حرياهتم األساسية واحلكم عليهم ّ‬
‫وقد جاء بالفصل ‪ 88‬من م‪.‬ج أ ّن القاضي الذي يرتشي دبناسبة جرؽلة تقتضي عقاب مرتكبها بالقتل‬
‫بالسجن م ّدة ‪ 20‬عاما‪.‬‬
‫دلضرتو يعاقب ّ‬
‫الرشوة دلصلحتو أو ّ‬
‫بالسجن بقية العمر سواء كان أخذ ّ‬
‫أو ّ‬
‫بالسجن دل ّدة معيّنة أو بعقاب أش ّد فإ ّن نفس‬
‫بالرشاء ّ‬
‫ّأما إذا تسبّب إرتشاء القاضي يف عقاب ادلتّهم ّ‬
‫يقل العقاب عن ‪ 10‬أعوام (الفصل ‪ 89‬من اجمللّة اجلنائية)‪.‬‬
‫احلكم ػلكم بو على ذلك القاضي على أن ال ّ‬
‫غلرح يف نفسو بعد قبولو من إنسان طرف يف القضيّة ادلنشورة‬
‫الفصل ‪ 90‬من م‪.‬ج‪ :‬القاضي الّذي مل ّ‬
‫بالسجن م ّدة‬
‫أي مبلغ كان من ادلال يف العلن كان ذلك أو يف اخلفاء يعاقب ّ‬
‫لديو ألشياء وأمور ذلا قيمة أو ّ‬
‫عام واحد‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬الجرائم الخصوصية المتعلّقة بأصناف معيّنة من الموظّفين‬

‫‪21‬‬
‫بادلس بادلصاحل اإلقتصادية وادلالية للسلطة العمومية وؽلكن أن ترتكب ّإما من‬
‫ىي جرائم تتعلّق عادة ّ‬
‫خاصة دبمارسة‬
‫الصرف أو من قبل احملاسبٌن العموميٌن‪ .‬كما توجد من ناحية أخرى جرائم ّ‬ ‫قبل آمري ّ‬
‫الوظائف العسكرية وىي بالتايل خاضعة إىل رللّة ادلرافعات والعقوبات العسكرية (م‪.‬م‪.‬ع‪.‬ع)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المساس بالمصالح المالية للسلطة العمومية‪:‬‬


‫بالتصرف يف األموال العمومية‪ ،‬وتنقسم ىذه اجلرائم إىل‬
‫ّ‬ ‫هتم إالّ ادلوظّفٌن ادلكلّفٌن‬
‫ىذه اجلرائم ال ّ‬
‫صنفٌن‪:‬‬
‫الصنف األول إىل أحكام اجمللة اجلنائية وىو بالتايل من إختصاص احملاكم العدلية‪.‬‬
‫‪ -‬ؼلضع ّ‬
‫‪ -‬يرجع إختصاص الصنف الثاين إىل ىيئات قضائية خصوصية كدائرة احملاسبات ودائرة الزجر ادلايل‪.‬‬

‫إختالس األموال‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫تعترب ىذه اجلرؽلة نتيجة لواجيب النّزاىة واإلستقامة وؽلكن أن يتعلّق اإلختالس ّإما بأموال عمومية أو‬
‫ػلل زللّهما‪.‬‬
‫خاصة ّإما دبا ّ‬
‫ّ‬
‫المكونة لجريمة اإلختالس‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ) العناصر‬
‫مرتكب الجريمة‪ :‬حسب الفصل ‪ 99‬من م‪.‬ج‪ ،‬ال ترتكب ىذه اجلرؽلة ال من قبل احملاسب‬ ‫‪-‬‬

‫العمومي فحسب بل وكذلك من قبل ادلوظّف العمومي أو شبهو أو مستخدم جبماعة زللية أو عون دبنشأة‬
‫ادلشرع إىل تطبيق العقوبة ادلتعلّقة هبذه اجلرؽلة على ادلوظّف العمومي دبعناه الواسع‬
‫عمومية بوالتايل ذىب ّ‬
‫وليس على احملاسب العمومي فقط‪.‬‬

‫موضوع الجريمة‪ :‬يتعلّق بأموال عمومية أو خاصة و ّ‬


‫كل ما يقوم مقامها من رقاع ورسوم‬ ‫‪-‬‬

‫خلاصة‬
‫يتعمد ىذا األخًن ربويلها ّ‬
‫وعقود ومنقوالت شرط أن تكون يف عهدة أو ربت يد ادلوظّف قبل أن ّ‬
‫نفسو‪.‬‬

‫العنصر المادي‪ :‬يتمثّل يف إعتماد سبلّك األموال أو ما يقوم مقامها ّ‬


‫وإما يف ربويلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ب) عقوبة إختالس األموال‪:‬‬


‫بالسجن م ّدة ‪ 20‬عاما وخبطية‬
‫حسب الفصل ‪ 99‬من م‪.‬ج‪ ،‬يعاقب ادلوظّف الّذي إرتكب ىذه اجلرؽلة ّ‬
‫فالسجن دل ّدة ‪ 3‬أعوام إذا‬
‫تساوي قيمة ما وقع اإلستالء عليو‪ّ .‬أم العقوبة ادلنطبقة على جرؽلة خيانة مؤسبن ّ‬
‫عامة النّاس‪.‬‬
‫إقرتفها ّ‬
‫أخطاء التصرف‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫‪22‬‬
‫يتعرضون ذلا دبناسبة إختالس األموال‪ ،‬ؽلكن أن ينال‬ ‫بصرف النّظر عن التتبعات اجلزائية اليت قد ّ‬
‫ادلوظّفون العموميون عقوبات أخرى تنطبق عليهم بوصفهم آمري صرف أو زلاسبٌن عموميٌن‪ ،‬حيث‬
‫التصرف‬
‫الصرف أو احملاسبون العموميون دبناسبة إرتكاهبم ألخطاء ّ‬ ‫يتحملها آمرو ّ‬
‫تكتسي ادلسؤولية اليت ّ‬
‫طابعا ماليا حبتا وىي مسؤولية تنضاف عند اإلقتضاء إىل ادلسؤولية اجلزائية واإلدارية‪.‬‬

‫أ) مسؤولية المحاسبين العموميين‪:‬‬


‫يكلّف احملاسبون العموميون بالقيام بعمليات مالية وبعمليات مراقبة حسب صيغ وإجراءات ح ّددهتا‬
‫تقرر دبقتضاىا أ ّن احملاسبٌن‬
‫وتبت دائرة احملاسبات يف مسؤوليتهم وتصدر أحكاما ّ‬
‫رللّة احملاسبة العمومية‪ّ ،‬‬
‫بذمتهم‪.‬‬
‫أبرياء ذمة أو لديهم بقايا أو مطالبٌن دبا زبلّد ّ‬
‫تقرر دائرة احملاسبات مسؤولية احملاسب العمومي من أجل أفعالو الشخصية أو من أجل فعل‬ ‫وؽلكن أن ّ‬
‫كل العمليات ادلالية اليت يقوم هبا األعوان اخلاضعون ألوامره ( كاحملاسب‬
‫الغًن بإعتباره مسؤوال بالتضامن عن ّ‬
‫الثانوي مثال)‪.‬‬
‫العقوبات‪:‬‬
‫‪-‬اإلخالل بتقدًن احلساب‪ :‬خطية ترتاوح بٌن ‪ 20‬و‪ 200‬دينارا‪.‬‬
‫كل تأخًن يف تقدًن احلساب قدره ‪ 6‬أشهر‪ :‬خطية ترتاوح بٌن ‪ 10‬و‪ 100‬دينارا‪.‬‬ ‫‪-‬عن ّ‬
‫الصادرة عن دائرة احملاسبات عقوبات جزائية رغم صدورىا عن زلكمة ال‬ ‫وتعترب ىذه العقوبات ّ‬
‫احلق العام‪.‬‬
‫تكتسي الصبغة اجلزائية وفقا للمفاىيم ادلعمول هبا يف ّ‬
‫التصرف أمام دائرة الزجر ادلايل‪.‬‬
‫كما ؽلكن مقاضاة احملاسبٌن العموميٌن من أجل أخطاء ّ‬
‫الصرف‪:‬‬
‫ب) مسؤولية آمري ّ‬
‫تسلط دائرة احملاسبات على آمري الصرف خطية ترتاوح بٌن ‪ 20‬و ‪ 200‬دينارا يف صورة رفض تقدًن‬
‫زلل تتبعات قضـائية أمام دائرة الزجر ادلايل وذلك‬
‫وثائق إىل اإلدارة‪ .‬كما ؽلكن آلمر الصرف أن يكون ّ‬
‫تتوزع إىل‪:‬‬
‫من أجل إرتكاب أخطاء التصرف واليت ّ‬
‫‪ ‬أخطاء التصرف ادلرتكبة ض ّد ال ّدولة واجلماعات العمومية احمللية وادلؤسسات العمومية اإلدارية‪:‬‬
‫التعهد دبصاريف يقع القيام هبا دون تأشًنة مراقب ادلصاريف العمومية‪.‬‬
‫كل عمل من نتيجتو ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫كل عمل يكون من نتيجتو التعهد مصاريف يقع القيام هبا رغم رفض مراقب ادلصاريف‬‫‪ّ -‬‬
‫الرفض بقرار من الوزير األول‪.‬‬
‫العمومية التأشًن عليها وعدم إلغاء ىذا ّ‬

‫كل زبصيص مصاريف بصورة غًن قانونية إلخفاء ذباوز يف اإلعتمادات‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪23‬‬
‫التعهد دبصاريف من قبل شخص ال يتمتّع بتفويض قانوين يف‬
‫كل عمل يكون من نتيجتو ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫الغرض‪.‬‬
‫كل خطإ فادح يتسبّب يف حدوث ضرر مايل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫تعهد دبصاريف تقام من حساب غًن خاضع لقواعد احملاسبة العمومية ما عدا األموال‬ ‫كل ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ادلرخص فيها دبقتضى قانون ادلالية‪.‬‬
‫اإلحتياطية ّ‬
‫الزيادة يف مبلغ اإلعتمادات ادلفتوحة بادليزانية‪.‬‬
‫كل عمل يهدف بواسطة دخل خاص إىل ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫تصرف يكون القيام بو سلالفا للرتاتيب ادلتعلقة بتنفيذ ادلقابيض وادلصاريف‪.‬‬


‫كل عمل ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬أخطاء التصرف ادلرتكبة ض ّد ادلؤسسات العمومية اليت ال تكتسي صبغة إدارية وادلنشآت العمومية‪:‬‬
‫الرقابة‪.‬‬
‫تصرف مل تتوفّر فيو شروط ّ‬
‫كل عمل ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫تصرف يكون من نتيجتو إلتزام ادلؤسسة يقوم بو شخص ال سلطة لو أو مل يتمتّع‬


‫كل عمل ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫بتفويض قانوين يف الغرض‪.‬‬
‫مسجال باحلسابية‪ ،‬ال ؽلكن إثباتو بالوثائق‪.‬‬
‫تصرف وإن كان ّ‬
‫كل عمل ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫مربرة على‬
‫تصرف تكون غايتو سبكٌن أو زلاولة سبكٌن الغًن من احلصول بصفة غًن ّ‬
‫كل عمل ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫إمتيازات عينية تكون نتيجتها إحلاق ضرر بادلؤسسة‪.‬‬
‫ويؤدي إىل حصول ضرر مايل هبذه‬
‫تصرف يكون سلالفا للرتايت ب اجلاري هبا العمل ّ‬
‫كل عمل ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ادلؤسسات‪.‬‬
‫نص على‬ ‫ورغم ىذا التمييز بٌن أخطاء التصرف‪ ،‬إالّ أ ّن الفصل ‪ 4‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫نظام عقايب موحد وىي خطية يرتاوح مبلغها بٌن ‪ 12/1‬وكامل ادلرتب اخلام السنوي الّذي ؽلنح لو يف التاريخ‬
‫الذي حصلت فيو ادلخالفة ادلذكورة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الجرائم العسكرية‪:‬‬


‫ذبد اجلرائم العسكرية سندىا القانوين يف ضرورة ردع األعمال الصادرة عن فئة خاصة من األعوان‬
‫العموميٌن أوكل ذلم القانون واجب احلفاظ على إستقرار ال ّدولة ودؽلومتها وعلى حرمة الوطن‪.‬‬
‫وبوصفهم أعوان عموميٌن‪ ،‬ؼلضع العسكريون إىل جرائم احلق العام اليت يرتكبها ادلوظّفون دبناسبة‬
‫ادلؤرخ‬
‫الصادرة دبقتضى القانون ّ‬ ‫شلارستهم لوظائفهم‪ .‬كما ؼلضعون من ناحية أخرى إىل أحكام م‪.‬م‪.‬ع‪.‬ع ّ‬
‫يف ‪ 10‬جانفي ‪ .1957‬وقد متّ إفراد ىذه اجلرائم دبجلّة مستقلّة أل ّن ليس ذلا مثيل يف الوظيفة العمومية مثل‬
‫الشرف‪.‬‬
‫اجلرؽلة ادلرتبطة باإلنضباط العسكري‪ ،‬واجب الطّاعة وواجب ّ‬
‫‪24‬‬
‫اإلخالل بالواجبات العسكرية‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫كل‬
‫نص الفصل ‪ 15‬من ال ّدستور على أ ّن‪" :‬ال ّدفاع عن حوزة الوطن وسالمتو واجب مق ّدس على ّ‬
‫ّ‬
‫مواطن"‪.‬‬
‫فكل‬
‫كل مواطن‪ ،‬إالّ أنّو يكتسي أعلية خاصة لدى العسكريٌن ّ‬
‫ولئن كان ىذا الواجب زلموال على ّ‬
‫تصرف صادر عنهم هبدف العزوف أو اذلروب عن القيام هبذا الواجب يكون موجبا للعقاب‪.‬‬‫ّ‬
‫أ) الفرار من الجندية‪:‬‬
‫تتمثّل ىذه اجلرؽلة يف قيام العسكري بدون وجو قانوين بقطع العالقة اليت تربطو باجليش‪.‬‬

‫الفرار داخل البالد‪ :‬يعترب مرتكبا جلرؽلة الفرار داخل البالد‪ّ ،‬‬
‫كل عسكري‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومرت ‪ 6‬أيام على تاريخ غيابو غًن الشرعي‪.‬‬


‫غاب عن وحدتو بدون إذن ّ‬ ‫‪‬‬

‫سافر دبفرده من قطعة إىل قطعة أو إنتهت إجازتو ومل يلتحق خالل ‪ 15‬يوما من التاريخ‬ ‫‪‬‬

‫احمل ّدد لوصولو أو لعودتو‪.‬‬


‫تقل العقوبة عن سنة إذا ّفر‬ ‫العقاب‪ :‬زمن ّ‬
‫السلم بالسجن دل ّدة ترتاوح بٌن ‪ 6‬أشهر و ‪ 3‬سنوات وال ّ‬
‫ومعو عتاد للجيش أو أثناء قيامو باخلدمات أو سبق أن ّفر من قبل‪ّ .‬أما زمن احلرب‪ ،‬فتضاعف العقوبة‪.‬‬
‫‪ -‬الفرار إلى الخارج‪ :‬يتمثّل يف إجتياز اجلندي للحدود التونسية بدون إذن تاركا القطعة اليت‬
‫‪6‬‬ ‫ينتسب ذلا وملتحقا ببالد أجنبية‪ .‬فيعاقب العسكري بسجن بٌن ‪ 3‬و ‪ 5‬أعوام‪ّ .‬أما إذا كان ضابطا فـ‬
‫أعوام‪ .‬ويعاقب اجلندي ادلرتكب ذلذه اجلرؽلة بـ ‪ 10‬أعوام‪ ،‬إذا ّفر ومعو عتاد ترجع إىل اجليش أو أثناء قيامو‬
‫باخلدمات أو سبق لو أن ّفر من قبل أو ّفر زمن احلرب وتصبح العقوبة يف ىذه احلالة ‪ 20‬عاما لضابط‬
‫اجليش‪.‬‬
‫العدو‪ :‬تتمثل يف ترك العسكري لوحدتو دون إذن شرعي واإللتجاء إىل ّ‬
‫العدو (أي‬ ‫‪ -‬الفرار إلى ّ‬
‫من ىو يف حالة حرب مع البالد التونسية)‪ .‬وتعاقب ىذه اجلرؽلة باإلعدام مهما كانت رتبتو‪.‬‬

‫ب) التشويو قصدا‪:‬‬


‫يتمثّل يف مجلة اخلزعبالت وادلراوغات واحليل اليت يستعمالىا العسكري هبدف الظّهور غًن قادر وغًن‬
‫وتعمده إصابة نفسو جبروح والذي يعترب من قبيل رفض‬‫مؤىل جسمانيا للقيام باخلدمة العسكرية كالتمارض ّ‬ ‫ّ‬
‫القيام بالواجبات اليت تقتضيها احلياة العسكرية‪.‬‬
‫يعاقب مرتكب ىذه اجلرؽلة زمن السلم بالسجن من عام إىل ‪ 3‬أعوام وباإلعدام إذا إرتكبها زمن احلرب‪.‬‬
‫ت) ترك مركز المهمة‪:‬‬
‫‪25‬‬
‫تكتسي ىذه اجلرؽلة خطورة دلا يتولّد عنها من إخالالت على مستوى التنظيم العسكري‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬يراد دبركز ادلهمة الّذي يذىب إليو العسكري أو الذي يوجد بو بناء على أمر رؤسائو للقيام‬
‫بأعمال أوكلت لو‪.‬‬
‫متمردين أو يف إقليم حبالة‬
‫‪ -‬يعاقب العسكري بالسجن من ‪ 5‬إىل ‪ 10‬أعوام‪ ،‬إذا ترك ادلركز أمام ّ‬
‫حرب أو حصار‪.‬‬
‫إذا تركو أمام العدو‪ ،‬عوقب العسكري باإلعدام‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تسمى اخلافرة ) أو احلارس (اجلندي‬


‫‪ -‬يعاقب اخلفًن ( العسكري ادلعٌن للقيام دبهامو على قطعة حبرية ّ‬
‫الذي متّ تكليفو بالسهر على سالمة ادلباين والثكنات والتجمعات العسكرية( بالسجن م ّدة عامٌن إذا ترك‬
‫ادلهمة ادلوكولة إليو )‪.‬‬
‫يتم ّ‬ ‫مركزه قبل أن ّ‬
‫وتتحول إىل اإلعدام إذا‬
‫متمردين ّ‬
‫مهمتو أمام ّ‬‫‪ -‬يعاقب اخلفًن أو احلارس بـ ‪ 10‬أعوام إذا ترك مركز ّ‬
‫كان أمام العدو‪ .‬ويعود ىذا التشديد دلا لعملييت اخلفر واحلراسة من أعلية على الصعيد األمين‪.‬‬
‫دبهمة اخلفر أو احلراسة بالسجن دل ّدة‪:‬‬
‫كل عسكري ينام أثناء قيامو ّ‬
‫يعاقب ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬ترتاوح بٌن ‪ 6‬أشهر وسنة‪.‬‬


‫ادلتمردين‪.‬‬
‫العدو أو أمام ّ‬
‫‪ ‬من عامٌن إىل مخسة أعوام‪ ،‬إذا حصل اجلرم أمام ّ‬
‫‪ ‬من سنة إىل ‪ 3‬سنوات‪ ،‬إذا حصل اجلرم يف منطقة أعلنت فيها حالة احلصار ومل يكن ذلك أمام‬
‫العدو أو أمام مرتددين‪.‬‬

‫الجرائم المتصلة باإلنضباط العسكري‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫يؤدي إىل مؤاخذة العسكري قضائيا وتتمثّل ىذه اجلرائم يف‪:‬‬


‫يعترب ىذا اإلخالل خطأ جزائيا ّ‬
‫التمرد‪:‬‬
‫أ) أعمال ّ‬
‫تصرفات غًن قانونية تعاب على العسكري‪.‬‬
‫تكون يف شكل إعتداءات مادية أو معنوية أو يف شكل ّ‬
‫التمرد بدون عنف‪:‬‬
‫أعمال ّ‬ ‫‪‬‬

‫تتكون ىذه اجلرؽلة من العناصر التالية‪:‬‬


‫ّ‬
‫ادلوجهة إليو‪.‬‬
‫أن يصدر عن العسكري رفض اإلنصياع إىل التعليمات ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬أن تكون التعليمات متصلة باخلدمة العسكرية‪.‬‬


‫متعمدا يف عدم تنفيذ التعليمات (عنصر النّية)‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون العسكري ّ‬
‫ّأما عن العقوبات ادلرتتبة عن إرتكاب ىذه اجلرؽلة فتتمثّل يف‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫ذبمع األفراد أو كان العسكري‬
‫‪-‬السجن دل ّدة ترتاوح بٌن ‪ 6‬أشهر وسنتٌن‪ ،‬إذا وقع التمنّع أثناء ّ‬
‫مسلّحا‪.‬‬
‫‪-‬سجن دل ّدة ‪ 6‬أعوام إذا وقع التمنّع أثناء احلرب أو يف منطقة أعلنت فيها حالة احلصار‪.‬‬
‫التجمع أو عند صدور األمر بالقتال أو مّت كان الفاعل مسلّحا‪.‬‬
‫‪-‬السجن دل ّدة ‪ 6‬أعوام أثناء ّ‬
‫ادلتمردين‪.‬‬
‫العدو أو على ّ‬
‫‪-‬اإلعدام إذا رفض العسكري إطاعة األمر باذلجوم على ّ‬
‫كل تسيّب بالجيش الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬يأتي التشديد في ىذه العقوبات في إطار منع ّ‬
‫التمرد المصاحبة بالعنف‪:‬‬
‫أعمال ّ‬ ‫‪‬‬

‫بالسهر على أمن بقية‬


‫بالشتم أو بالعنف على احلارس (الّذي يقوم ّ‬ ‫كل عسكري من اإلعتداء ّ‬ ‫ؽلنع ّ‬
‫العسكريٌن وسالمة عتاد اجليش) حفاظا على ىيبة ادلنظّمة العسكرية‪ّ .‬أما عقاب ىذه اجلرؽلة فيتمثّل يف‪:‬‬
‫كل عسكري يعتدي بالشتم على حارس بالسجن دل ّدة ترتاوح بٌن ‪ 6‬أيام و‪ 6‬أشهر‪.‬‬
‫‪-‬يعاقب ّ‬
‫‪-‬إذا وقع اإلعتداء من طرف عسكري منفرد غًن مسلّح‪ :‬سجن من ‪ 6‬أشهر إىل ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪-‬إذا وقع اإلعتداء من طرف عسكري مصحوبا بأشخاص وغًن مسلّح‪ :‬سجن من سنة إىل‬
‫سنوات‪.‬‬
‫ويش ّدد العقاب إىل أقصاه إذا حصل العنف زمن احلرب أو يف حاالت احلرب أو يف منطقة أعلنت‬
‫فيها حالة احلصار‪.‬‬
‫اإلعتداءات على من ىو أعلى رتبة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لكل من ىو أعلى‬ ‫يعتمد التنظيم العسكري على نظام السلم اذلرمي الّذي يفرتض خضوع العسكري ّ‬
‫منو رتبة‪ .‬لذلك يقتضي اإلنضباط العسكري اإلمتثال التّام للتعليمات وتنفيذىا بدون مناقشة واإلحرتام التام‬
‫لكل من ىو أعلى رتبة لضمان إنسجام العمل العسكري‪.‬‬ ‫ّ‬
‫بادلقومات‬
‫ادلنجرة عنها ومساسها ّ‬‫ويعترب ىذا اإلعتداء جرؽلة خطًنة من حيث األضرار ادلادية وادلعنوية ّ‬
‫رلرد دفع من ىو أعلى رتبة إىل الوراء دون إسقاطو‬
‫األساسية للتنظيم العسكري‪ .‬وؽلكن أن ال يتع ّدى ذلك ّ‬
‫بالضرر احلاصل دلن ىو أعلى رتبة وإّظلا بنكران سلطتو وعصيان أوامره‬
‫أرضا ودون ضربو‪ .‬فالعربة ليست ّ‬
‫والّذي قد يكون منطلقا لعملية عصيان مجاعية‪.‬‬
‫وتعاقب ىذه اجلرؽلة من ‪ 3‬أشهر إىل عامٌن إذا كان ادلعتدي منتميا إىل رتبة من أسفل السلم‪ّ ،‬أما إذا‬
‫كان ضابطا فالسجن دل ّدة ترتاوح بٌن ‪ 6‬أشهر و‪ 3‬أعوام‪.‬‬
‫ب) ممارسة األنشطة السياسية‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫الرئاسية أو التشريعية‬
‫الشأن باإلنتخابات ّ‬
‫كل عسكري من أن يكون ناخبا أو منتخبا سواء تعلّق ّ‬ ‫ؽلنع ّ‬
‫أو البلدية‪ .‬كما ال غلوز اإلطلراط حبزب سياسي بالنسبة للعسكريٌن ادلباشرين‪.‬‬
‫كل عسكري بالسجن دل ّدة ترتاوح بٌن ‪ 6‬أشهر و‪ 3‬سنوات من يقوم بأحد ىذه األعمال‪:‬‬
‫ويعاقب ّ‬
‫أي مجعية أو مؤسسة ذات ىدف سياسي‪.‬‬
‫اإلنتساب إىل ّ‬ ‫‪-‬‬

‫أي إجتماع أو مظاىرة ذات ىدف سياسي‪.‬‬


‫اإلشرتاك يف ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬نشر ادلقاالت السياسية أو إلقاء اخلطب السياسية وإذا كان الفاعل ضابطا‪ ،‬فإ ّن ػلكم‬
‫عليو زيادة على ذلك بعقوبة العزل‪.‬‬
‫كما يعاقب بالسجن من عامٌن إىل ‪ 5‬أعوام كل من ش ّكل من العسكريٌن حزبا أو مجعية أو مؤسسة‬
‫ذات ىدف سياسي‪ .‬وإذا كان الفاعل ضابطا‪ ،‬فإنّو ػلكم عليو زيادة على ذلك بعقوبة العزل‪.‬‬
‫وإن كان واجب احلياد السياسي ػلمل كذلك على قوات األمن ال ّداخلي‪ ،‬فإ ّن ىؤالء ال يؤاخذون‬
‫جزائيا يف صورة إخالذلم هبذا ادلبدأ‪.‬‬

‫شرف وبالواجبات تجاه ال ّدولة‪:‬‬


‫الجرائم المتعلقة بال ّ‬ ‫‪)3‬‬

‫ؼلضع العسكريون إىل واجب الوالء لل ّدولة وإىل واجب ال ّذود عن مصاحلها واحلفاظ عن أسرارىا‪ .‬وقد‬
‫التجسس والتجنيد لصاحل‬
‫ؼلل هبذه الواجبات كجرائم اخليانة و ّ‬
‫كل عسكري ّ‬ ‫متّ إقرار أش ّد العقوبات ض ّد ّ‬
‫العدو‪ .‬وتطبّق عقوبة اإلعدام يف ىذه احلاالت‪.‬‬

‫جرائم مختلفة‪:‬‬ ‫‪)4‬‬

‫أ) إنتحال األلبسة واألوسمة والشارات‪:‬‬


‫تتكون ىذه اجلرؽلة من العناصر التالية‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬احلمل العلين (أي أمام العموم) لأللبسة واألومسة والشارات‪.‬‬
‫‪-‬وجوب أن تكون األلبسة أو األومسة أو الشارات تونسية‪.‬‬
‫حق‪.‬‬
‫‪-‬وجوب أن يكون ىذا احلمل بدون ّ‬
‫ب) اإلختالسات والسرقات العسكرية (الفصل ‪ 100‬من م‪.‬م‪.‬ع‪.‬ع)‪:‬‬
‫تتكون ىذه اجلرؽلة من العنصرين التاليٌن‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬اإلستفادة بصفة غًن قانونية من شيء تابع للجيش التونسي أو جليش حليف سواء‬
‫بالسرقة أو بالبيع أو باإلختالس أو باإلبدال‪.‬‬
‫‪ ‬تتعلّق اجلرؽلة دبنقول مجاد ( األعتدة واألجهزة واأللبسة واألسلحة وال ّذخائر) أو حيوانا‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ‬سوء نية مقرتفها‪.‬‬
‫‪ 3‬أعوام وترفّع العقوبة إىل ‪ 6‬أعوام إذا كان مؤسبنا على تلك‬ ‫ويعاقب مقرتفها بالسجن من عام إىل‬
‫األشياء‪.‬‬

‫ث) العصيان العسكري (الفصل ‪ 80‬من م‪.‬م‪.‬ع‪.‬ع)‪:‬‬


‫يتمثّل يف رفض مجاعي ومدبر للتعليمات العسكرية أو يف العمل خالفا لألوامر ادلتل ّقاة وغلب أن يكون‬
‫يقل عددىم عن ‪ .4‬كما غلب توفّر أحد العناصر التايل‪ :‬رفض‬ ‫مرتكبو اجلرؽلة عسكريٌن ربت السالح وأالّ ّ‬
‫اإلذعان ألوامر رؤسائهم أو أخذ األسلحة والعمل خالفا لألوامر أو إرتكاب العنف مع إستعمال السالح‬
‫بالتفرق والعودة إىل النّظام‪.‬‬
‫ورفض نداء آمريهم ّ‬
‫بالسجن من ‪ 3‬أعوام إىل ‪ 15‬سنة‪.‬‬
‫وعند ثبوت ىذه اجلرؽلة‪ ،‬يعاقب مقرتفها ّ‬
‫ج) تجاوز حدود السلطة‪:‬‬
‫ادلشرع حرص على صيانة حقوقو‬
‫كل التعليمات اآلتية من فوق‪ ،‬إالّ أ ّن ّ‬
‫رغم إلزامية العسكري بتنفيذ ّ‬
‫حّت يكون العسكري يف مأمن‬‫يتعرض ذلا من قبل من ىو أعلى درجة ّ‬ ‫وصون كرامتو من التجاوزات اليت قد ّ‬
‫من اإلعتداءات على مشاعره أو على حرمتو اجلسدية وىو ما يندرج يف إطار ضرورة إحرتام حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬ويتمثّل ىذا التّجاوز يف‪:‬‬
‫‪ ‬الضرب‪ :‬يعاقب بالسجن من ‪ 3‬أشهر إىل سنتٌن ّ‬
‫كل عسكري أدىن منو رتبة يف غًن حاالت‬
‫ادلتمردين‪ ،‬إيقاف السلب والتدمًن‪.‬‬
‫ال ّدفاع عن النّفس أو الغًن‪ ،‬إرجاع اذلاربٌن أمام العدو أو أمام ّ‬
‫‪ ‬التحقير‪ ( :‬الفصل ‪ 94‬من م‪.‬م‪.‬ع‪.‬ع )‪ :‬يعاقب بالسجن من شهر إىل ‪ 6‬أشهر ّ‬
‫كل عسكري يف‬
‫أثناء اخلدمة أو دبناسبة اخلدمة حقر عسكري أدىن منو رتبة ربقًنا جسيما وبدون إستفزاز بالقول أو‬
‫بالكتابة أو باحلركات أو بالتهديد‪.‬‬
‫‪ ‬اإلفراط في إستعمال التسخير‪( :‬الفصل ‪ 16‬من م‪.‬م‪.‬ع‪.‬ع )‪ :‬يعترب التسخًن إحدى صالحيات‬
‫ادلخولة للجيش واليت سب ّكنو يف حاالت زلدودة من فرض بعض اخلدمات إقتضتها ادلصلحة‬
‫السلطة العامة ّ‬
‫كل من أساء‬
‫العامة ويف صورة ذباوز ىذه احلاالت‪ ،‬تسلّط عقوبة بالسجن من شهرين إىل سنتٌن على ّ‬
‫إستعمال السلطة ادلعطاة بالتسخًن أو إمتنع من إعطاء وصل يف ما تسلّمو بوجو التسخًن‪.‬‬
‫تعمد العسكري مباشرة ىذا‬
‫ويقتضي التسخًن توفّر إذن مسلّم من السلط ادلختصة‪ّ .‬أما إذا ّ‬
‫التسخًن فيعاقب بالسجن من عام إىل ‪ 3‬أعوام إذا مل يستعمل العنف وم ّدة ‪ 6‬أعوام إذا كان التسخًن‬
‫مصحوبا بإستعمال العنف‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الجزء الثظنب‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫الللظاي الجزاافي‬
‫لعموف ي الللموفي وي‬
‫الجراام اللرتكطي‬
‫وي طب اللماا‬

‫يتعرض ادلوظّف العمومي إعتبارا لصفتو أو عند مباشرتو لوظيفتو أو دبناسبة مباشرتو ذلا إىل سلاطر‬
‫ّ‬
‫اإلعتداء عليو جسديا أو معنويا من قبل األشخاص ادلشمولٌن بالقرارات اليت يتخذىا‪.‬‬
‫وبوصفو شلثال للسلطة للسلطة العمومية‪ ،‬يتمتّع ادلوظّف حبماية إدارية وجزائية ضمنتها لو النصوص‬
‫يتعرض إليو من هتديدات وإعتداءات أو إدعاءات بالباطل‪ ،‬حيث ذىب‬ ‫كل ما ؽلكن أن ّ‬ ‫القانونية ض ّد ّ‬
‫ادلشرع إىل تشديد العقوبات اجلزائية عندما يستهدف ادلوظّف العمومي إىل العنف‪.‬‬ ‫ّ‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬ىناك جرائم ال تستهدف شخص ادلوظّف بقدر ما تستهدف الوظيفة العمومية‬
‫الصفة والعصيان والعنف وىضم حرمة ادلوظّفٌن واإلدعاء بالباطل والثّلب وإختطاف‬
‫ذاهتا كجرؽلة إنتحال ّ‬
‫ادلوظّفٌن‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ ‬أراد ّ‬
‫ادلشرع من خالل إتباع ىذه السياسة العقابية محاية اإلدارة ّأوال من ّ‬
‫كل اإلعتداءات اليت‬
‫ثانوية ادلوظّف العمومي بوصفو اإلمتداد الطبيعي للسلطة العمومية‬ ‫يقرتفها ادلواطن ض ّدىا مثّ وبصفة‬
‫وشلثّلها‪.‬‬

‫الموجهة ض ّد ممارسة الوظائف‬


‫الباب األول‪ :‬الجرائم ّ‬
‫العمومية‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬إنتحال الوظائف والمظاىر الخارجية‪:‬‬


‫تتخذ جرؽلة اإلنتحال أشكاال سلتلفة‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إنتحال الوظائف‪:‬‬


‫بالتدخل يف الوظائف العمومية ادلدنية أو العسكرية ومباشرهتا بدون أي‬
‫ّ‬ ‫يعرف بأنّو قيام شخص‬
‫ّ‬
‫الصادرة عنو مقررات منعدمة‪ .‬باإلضافة إىل‬
‫سند قانوين وىو ما يفضي إىل مقاضاتو جزائيا وتعترب القرارات ّ‬
‫ذلك فإ ّن منتحل الوظائف يدرك سبام أنّو بصدد شلارسة مهام ليست من إختصاصو‪.‬‬
‫وزبتلف جرؽلة إنتحال الوظائف عن ادلوظّف الفعلي‪ ،‬حيث أ ّن ىذا األخًن ؽلارس وظائف عمومية‬
‫رغم أ ّن تسميتو يف خطّتو إتّسمت بعدم الشرعية‪ .‬وتعترب قراراتو مقررات شرعية وصادرة عن سلطة سلتصة‬
‫وذلك عمال بقواعد نظرية المظاىر ‪ .‬كما يعتقد ادلوظّف الفعلي أ ّن تسميتو يف خطّتو شرعية وأ ّن ؽلارسها‬
‫طبقا دلا غلري العمل بو‪.‬‬
‫ويتم تطبيق أحكام الفصل ‪ 159‬من اجمللّة اجلنائية على جرؽلة إنتحال الوظائف علما وأنّو يتعلّق‬
‫ّ‬
‫جبرؽلة التلبّس باأللقاب ومحل النّياشٌن بدون وجو قانوين‪.‬‬

‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العناصر‬ ‫‪)1‬‬

‫تقمص الفاعل لدور ػلمل على اإلعتقاد بأ ّن العون العمومي ادلكلّف رمسيا بالعملية اليت يقوم‬
‫‪ّ -‬‬
‫هبا بدون وجو شرعي‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بأعمال ( كالكتاتيب الرمسية ) تقوم هبا السلطة العمومية عند شلارستها لوظائفها سواء‬
‫كانت سلطة عمومية مدنية أو سلطة عمومية عسكرية‪.‬‬
‫عقوبة إنتحال الوظائف‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫‪32‬‬
‫ادلكونة جلرؽلة التحيّل اليت يعاقب‬
‫سجن م ّدة عامٌن مع خطية تش ّدد عندما تكون أحد العناصر ّ‬
‫عليها القانون بـ‪ 5‬أعوام وخطية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إنتحال العالمات الخارجية للوظيفة العمومية‪:‬‬


‫"التلبّس باأللقاب وحمل النّياشين بدون وجو‬ ‫وردت ىذه اجلرؽلة باجمللة اجلنائية ربت عنوان‬
‫قانوني"‪ ،‬وىي تتمثّل يف‪:‬‬

‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العناصر‬ ‫‪)1‬‬

‫‪ -‬محل لباس معٌن أو زي رمسي سلصص ألشخاص معينٌن دبقتضى أحكام قانونية أو ترتيبية‪.‬‬
‫كذلك بالنّسبة لألومسة الرمسية الوطنية أو األجنبية‪.‬‬
‫محل اللباس أو الزي أو الوسام عن سوء نية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬أن يكون الفاعل غًن زلق يف محل اللباس أو الزي أو الوسام أي ال ؽلكن ألحد أعوان الشرطة‬
‫مثال إرتداءه إبتداء من تاريخ عزلو‪.‬‬
‫أن يكون محل اللباس أو الزي بصفة علنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العقوبة‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫سجن دل ّدة سنتٌن مع خطية‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬العصيان‪:‬‬


‫حراس الغابات أو األعوان ادلكلّفٌن‬‫كل ىجوم أو مقاومة أو إعتداء ض ّد مأموري الوزارات أو ّ‬
‫ىو ّ‬
‫الضرائب واألداءات وحاملي بطاقات اجلرب أو بطاقات اإللزام وادلؤسبنٌن العدليٌن وأعوان‬
‫بإستخالص ّ‬
‫الضابطة اإلدارية والعدلية الذين ؽلارسون وظائفهم بإسم السلطة العامة هبدف تنفيذ األحكام واألذون‬
‫العدلية‪.‬‬

‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬العناصر‬

‫العصيان ض ّد األشخاص‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫أ) وجوب أن يكون العون المستهدف للعصيان محميا‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫كل شخص‬ ‫إىل جانب ادلوظّف العمومي كما متّ تعريفو باجمللة اجلنائية‪ ،‬فإ ّن ىذه احلماية تشمل ّ‬
‫يتم اإلستنجاد بو بوجو قانوين‪ .‬وما إتساع مفهوم األعوان العموميٌن إالّ لضمان إنطباق النص القانوين‬
‫ّ‬
‫يتصرف يف أي جزء من السلطة العمومية‪.‬‬ ‫كل من ّ‬ ‫على ّ‬
‫ب) وجوب أن يحصل العصيان عند قيام العون العمومي بالمهام الموكولة إليو‪:‬‬
‫تعرض العون إىل العنف خارج إطار العمل‪ ،‬فإنّو ال ؽلكن احلديث عن عصيان‪.‬‬
‫إذا ّ‬
‫المكون لجريمة العصيان (العنصر المادي)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ت) العمل‬
‫يتمثّل يف مهامجة العون العمومي أو يف ادلقاومة ادلصحوبة بإستعمال العنف‪ .‬فمقاومة الفاعل‬
‫للعون العمومي عند إصلاز ىذا األخًن دلهامو ال تعترب عنصرا كافيا لتشكيل اجلرؽلة بل غلب أن تكون ىذه‬
‫الركوب يف سيارة احلرس الوطين إلقتياده إىل ادلركز‬
‫ادلقاومة مصحوبة بإستعمال العنف فادلواطن الذي يرفض ّ‬
‫ال يعترب عصيانا ما مل يرتافق ذلك مع إستعمال العنف‪.‬‬
‫كما ال يعترب عصيانا إذا مل يتع ّدى العنف عنفا لفظيا أو تعلّق اإلعتداء بأشياء تابعة للعون‬
‫العمومي فال ب ّد من توفّر العنف اجلسدي ض ّد شخص العون العمومي‪.‬‬
‫مادي بينها‬
‫كل إتصال ّ‬‫إالّ أ ّن فقو القضاء ادلقارن إعترب بعض األعمال دبثابة العنف رغم غياب ّ‬
‫وبٌن العون العمومي كالتهديد بسالح ناري أو سالح أبيض أو تكوين درع بشري قصد منع الشرطة من‬
‫معٌن‪.‬‬
‫إقتحام مكان ّ‬
‫ث) النّية اإلجرامية‪:‬‬
‫ال يعترب ادلعتدي على العون العمومي مقرتفا جلرؽلة العصيان إالّ إذا ثبت أنّو كان على علم تام‬
‫بصفة العون العمومي وبأ ّن ىذا األخًن كان بصدد القيام بادلهام اليت أوكلها ذلا القانون أو السلطة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫مقاومة القوانين والقرارات غير الشرعية‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫ؽلكن يف ىذا اجملال التمييز بٌن نظريتٌن‪ ،‬تتمثّل األوىل يف دفاع أصحاهبا عن اإلمكانية ادلتاحة‬
‫السلط‬
‫للمواطن دلقاومة القوانٌن غًن العادلة أو غًن الشرعية‪ .‬يف حٌن تعترب النّظرية الثانية أ ّن نظام تفريق ّ‬
‫إقتضى أن سبارس السلطة التشريعية من قبل رلالس منتخبة وتبعا لذلك فإ ّن مقاومة الفرد ألي قانون تكون‬
‫ادلشرع‪ .‬فادلواطن عند مقاومتو للقانون يكون قد خًن قانونا‬‫دبثابة النكران لذلك اإلختصاص الذي ينفرد بو ّ‬
‫طبيعيا على قانون وضعي وىو ما من شأنو أن يدخل الفوضى يف اجملتمع‪.‬‬
‫إ ّن ادلواطن الّذي يقاوم القانون يستند عادة إىل قواعد القانون الطّبيعي‪ّ ،‬أما الفرد الّذي يقاوم‬
‫القرارات غًن الشرعية فهو يستند إىل عدم إحرتام تلك القرارات لقواعد قانونية أعلى مرتبة‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫وبالرجوع إىل أحكام الفصل ‪ 116‬من م‪.‬ج‪ ،‬ؽلكن التساؤل حول ىل أ ّن مقاومة قرار غًن شرعي‬
‫ّ‬
‫ال تش ّكل جرؽلة عصيان ?‬
‫يف احلقيقة‪ ،‬اخلضوع ألعوان السلطة ضروري بصرف النّظر عن شرعية أو عدم شرعية القرارات اليت‬
‫ّإزبذوىا‪ ،‬ذلك أ ّن تلك القرارات تتمتّع بقرينة الشرعية ( مطابقتها للقانون ) من جهة ولضرورة إحرتام النّظام‬
‫العام من جهة أخرى ( العصيان يش ّكل خطرا على النّظام العام وبالتايل يستوجب العقاب ّ‬
‫حّت مّت تعلّق الشأن‬
‫بقرارات غًن شرعية)‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عقوبة العصيان‪:‬‬

‫سلّم العقوبات‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪ 6‬أشهر سجن مع خطية‪ ،‬إذا متّ إرتكاب جرؽلة العصيان ومل يكن مسلّحا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 3‬سنوات‪ ،‬مّت متّ إقرتاف ىذه اجلرؽلة من قبل مسلّح‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 3‬أعوام‪ ،‬إذا متّ تنفيذ العصيان من قبل أكثر من ‪ 10‬أفراد دون سالح‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫األقل‬
‫‪ 10‬أفراد وكان من بينهم على ّ‬ ‫‪ 6 -‬أعوام‪ ،‬إذا متّ تنفيذ العصيان من قبل أكثر من‬
‫شخصان مسلّحان‪.‬‬
‫كل اآلالت‬
‫مادة العصيان ّ‬
‫السالح يشمل يف ّ‬‫وقد إقتضى الفصل ‪ 118‬من اجمللّة اجلنائية أ ّن لفظ ّ‬
‫الضرب أو التهديد‪.‬‬
‫القاطعة أو الثّاقبة أو غًنىا ادلع ّدة للقتل أو اجلرح أو ّ‬
‫ظروف التشديد وظروف التخفيف‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫بالضرب على‬
‫بالسالح أو بدونو ويف أثناءه متّ اإلعتداء ّ‬
‫كل إنسان شارك يف عصيان وقع ّ‬‫‪ّ -‬‬
‫أقل‬
‫بالسجن م ّدة ‪ 5‬أعوام إذا كان العصيان صادرا عن ّ‬
‫جملرد مشاركتو ّ‬
‫موظّف حال مباشرتو لوظيفتو يعاقب ّ‬
‫وبالسجن م ّدة ‪ 10‬أعوام إذا كان ذلك صادرا عن أكثر من ‪ 10‬أفراد‪.‬‬
‫من ‪ 10‬أفراد ّ‬
‫الضرب‬
‫‪ -‬ال ؽلنع صدور عقوبة ض ّد الفرد من أجل جرؽلة العصيان من مؤاخذتو جزائيا من أجل ّ‬
‫واجلرح والقتل مّت كانت العقوبة ادلستوجبة لذلك أش ّد من عقوبة العصيان‪.‬‬
‫‪ -‬مّت تسبّب العصيان يف موت ادلوظّف‪ ،‬يعاقب مرتكبو بـ ‪ 12‬عاما دون أن ؽلنع ذلك من تطبيق‬
‫ادلقررة دلرتكيب قتل النّفس‪.‬‬
‫العقوبات ّ‬

‫الباب الثاني‪ :‬الجرائم التي تستهدف الموظّف العمومي‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫كل اإلعتداءات الّيت قد تنال من حرمتو اجلسدية أو شرفو أو‬
‫ادلشرع على محاية ادلوظّف من ّ‬
‫حرص ّ‬
‫كرامتو‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬اإلعتداءات على الحرمة الجسدية للموظّف‪:‬‬


‫بتغًن تلك‬
‫تتدرج العقوبة ادلنطبقة ّ‬
‫ؼلتلف العنف حبسب الظّروف الّيت يرتكب فيها وبالتّايل ّ‬
‫الظّروف‪.‬‬

‫ضرب والجرح‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إنتهاك حركة الموظّف والعصيان وال ّ‬
‫التمييز بين ىذه المفاىيم‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫ضرب والجرح‪:‬‬
‫أ) التمييز بين إنتهاك حرمة الموظّف وبين ال ّ‬
‫ؽلكن التمييز بٌن ىذين ادلفهومٌن بإعتماد معياري‪:‬‬
‫‪ ‬صفة الضحية‪ :‬ؽلارس ّ‬
‫الضرب واجلرح حسب القانون اجلزائي على أي شخص‬
‫كل موظّف يسهم يف تسيًن ادلرفق العام‪.‬‬
‫من عامة النّاس بينما يستهدف إنتهاك احلرمة ّ‬
‫دبجرد حصول اإلعتداء على‬ ‫الهدف من اإلعتداء‪ :‬إ ّن اجلرؽلة ال ّ‬
‫تتكون ّ‬ ‫‪‬‬

‫ادلوظّف بل غلب أن يكون ادلعتدي على علم بصفة الضحية‪ .‬ومعىن ذلك أنّو إذا كان غلهل‪ ،‬فال ؽلكن‬
‫تتكون جرؽلة‬
‫حّت ّ‬ ‫تكييفها جزائيا بإنتهاك حرمة ادلوظّف‪ .‬كما ال يكفي أن تكون للضحية صفة ادلوظّف ّ‬
‫يتم اإلعتداء حال مباشرة ادلوظّف لعملو‪.‬‬
‫إنتهاك احلرمة بل غلب أن ّ‬
‫ب) التمييز بين إنتهاك حرمة الموظّف وبين العصيان‪:‬‬
‫يتمثّل اذلدف األساسي للعصيان يف منع ادلوظّف من القيام دبهامو بينما ال يرمي العنف يف جرؽلة‬
‫حّت وإن كانت النّتيجة يف أغلب األحيان واحدة‬ ‫بالضرورة ّ‬
‫إنتهاك حرمة ادلوظّف إىل ربقيق ذلك اذلدف ّ‬
‫وىي حصول أضرار بدنيّة للموظّف‪.‬‬

‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العناصر‬ ‫‪)2‬‬

‫أ) ممارسة العنف ض ّد الموظّف‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫الضرب أو اجلرح أو يف أي عمل آخر من شأنو أن يدخل إرتباكا على‬
‫يتمثّل ىذا العنف يف ّ‬
‫ادلوظّف أو أن ؼليفو‪.‬‬

‫ب) صفة الضحية‪:‬‬


‫غلب أن يستهدف ىذا العنف قاضيا أو مأمورا عدليا أو أحد قوات األمن أو أي مواطن مكلّف‬
‫بتسيًن ادلرفق العام ويش ّدد يف عقاب مرتكب العنف ض ّد قاضي أثناء اجللسة أو عندما يتسبّب للقاضي يف‬
‫جروح أو يف مرض‪ ،‬ويصبح إنتهاك احلرمة جناية إذا وقع اإلعتداء على القاضي بإستعمال السالح أو‬
‫التهديد بو‪.‬‬
‫ت) العالقة بين العنف وممارسة الوظيف‪:‬‬
‫غلب أن يصدر العنف عن ادلعتدي حال مباشرة ادلوظّف أو دبناسبة مباشرتو ذلا‪.‬‬
‫ث) عنصر النّية‪:‬‬
‫غلب أن يكون ادلعتدي على علم تام بصفة ضحيّتو‪.‬‬

‫العقوبة‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫أ) عقوبة العنف الخفيف‪:‬‬

‫الفصل ‪ 127‬م‪.‬ج‪ :‬يعاقب ّ‬


‫كل شخص يضرب موظّفا ضربا خفيفا بالسجن دل ّدة عام وخبطية‪.‬‬
‫الفصل ‪ 126‬من المجلّة الجنائية‪ :‬إذا كان إنتهاك احلرمة واقعا باجللسة دلوظّف من النّظام العديل‬
‫بالسجن دل ّدة عامٌن‪.‬‬
‫فالعقاب يكون ّ‬
‫ب) عقوبة العنف الشديد‪:‬‬
‫‪-‬سجن دل ّدة ‪ 5‬أعوام وخطية ض ّد من إرتكب عنفا شديدا على موظّف أو شبهو حال مباشرتو‬
‫لوظيفتو أو دبناسبة مباشرتو ذلا‪.‬‬
‫‪-‬الفصل ‪ 127‬من اجمللة‪.‬اجلنائية‪ :‬سجن دل ّدة ‪ 10‬أعوام وخطية ض ّد من إرتكب العنف أو تسبّب‬
‫الضرر جروح أو مرض أو كان التع ّدي واقعا باجللسة على موظّف من النّظام العديل‪.‬‬
‫عن ّ‬
‫السالح أو ى ّدد قاض أثناء اجللسة‪.‬‬
‫‪-‬اإلعدام ض ّد من إستعمل ّ‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إختطاف الموظّفين‪:‬‬

‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العناصر‬ ‫‪)1‬‬

‫‪37‬‬
‫الشخص من مكان إىل آخر أو ربويل وجهتو‪.‬‬
‫أخذ ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬أن يكون إختطاف العون مسبوقا بإستعمال احليلة أو العنف أو التهديد أي يشرتط يف‬
‫ادلختطف عدم درايتو بالقصد اإلجرامي للفاعل‪.‬‬
‫الشخص موضوع اإلختطاف صفة ادلوظّف العمومي ادلنصوص عليو‬‫‪ -‬غلب أن تتوفّر يف ّ‬
‫السلك الدبلوماسي‬
‫ادلشرع نفس احلماية للموظّفٌن من ّ‬
‫بالفصل ‪ 82‬من اجمللة اجلنائية‪ .‬كما يفرتض أن يوفّر ّ‬
‫أو القنصلي وأفراد العائلة‪.‬‬
‫الشخص الّذي تسلّط عليو اإلختطاف‪.‬‬
‫علم الفاعل بصفة ّ‬ ‫‪-‬‬

‫ظروف التّشديد‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫تستدعي جرؽلة اإلختطاف ادلوظّفٌن عقوبة أش ّد إذا‪:‬‬


‫السالح‪.‬‬‫متّ اإلختطاف أو ربويل الوجهة بإستعمال ّ‬ ‫‪-‬‬

‫زي مزيّف أو ىويّة مزيّفة أو دبقتضى أمر مزيّف‪.‬‬


‫كان اإلختطاف بواسطة ّ‬ ‫‪-‬‬

‫نتج عن اإلختطاف سقوط بدين أو مرض‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الشخص ادلختطف‪.‬‬
‫كان اإلختطاف مصحوبا أو متبوعا دبوت ّ‬ ‫‪-‬‬

‫العقوبة المستوجبة‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫زبتلف العقوبة حبسب صفة ادلختطف والظّروف الّيت أحقرتفت فيها اجلرؽلة‪:‬‬
‫‪ -‬سجن دل ّدة ‪ 10‬أعوام‪ ،‬إذا تسلّط اإلختطاف على مواطن عادي‪.‬‬
‫السلك الدبلوماسي أو‬
‫‪ -‬سجن دل ّدة ‪ 20‬عاما‪ ،‬إذا كان ادلختطف موظّفا أو عضوا يف ّ‬
‫القنصلي أو فردا من أفراد عائلتهم‪.‬‬
‫زي أو ىويّة مزيّفة أو‬
‫السالح أو بواسطة ّ‬
‫السجن بقيّة العمر‪ ،‬إذا متّ اإلختطاف بإستعمال ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫أمر مزيّف أو نتج عن ىذه األعمال سقوط بدين أو مرض‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعدام‪ ،‬إذا كان اإلختطاف مصحوبا أو متبوعا بادلوت‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬اإلعتداءات على ىيبة وعلى شرف الموظّف العمومي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إنتهاك حرمة الموظّفين العموميين‪:‬‬


‫‪38‬‬
‫حّت تتم ّكن اإلدارة من أداء واجباهتا على أحسن وجو‬
‫ادلشرع إىل محاية الوظيفة العمومية ّ‬
‫يسعى ّ‬
‫السهر على ربقيق ادلصلحة العامة‪.‬‬
‫وادلتمثّلة يف تسيًن ادلرفق العام و ّ‬
‫ادلسًن للمرفق العام فقد كان على‬
‫للسلطة العامة و ّ‬ ‫الرمسي ّ‬
‫ودبا أ ّن ادلوظّف العمومي ىو ادلمثّل ّ‬
‫خاصة يصان هبا شرفو ويضمن إحرتام ىيبة ال ّدولة‪.‬‬
‫ادلشرع أن يوفّر لو محاية ّ‬
‫ّ‬
‫المكونة للجريمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العناصر‬ ‫‪)1‬‬

‫هتجم الغًن عليو دبناسبة مباشرة الوظيف من خالل القول‬ ‫يتمثّل إنتهاك حرمة ادلوظّف العمومي يف ّ‬
‫أو اإلشارة أو التهديد وىو ما ؽلثّل إعتداء معنويا ال يطال ادلوظّف يف حرمتو اجلسدية وإّظلا يتعلّق هبيبتو‬
‫وشرفو ومكانتو يف اجملتمع‪.‬‬

‫أ) وسائل التعبير عن إنتهاك حرمة الموظّف العمومي‪:‬‬


‫إضلصرت وسائل التعبًن عن اإلنتهاك يف القانون التونسي يف ثالث حاالت أوردىا الفصل ‪ 125‬من‬
‫اجمللّة اجلنائية وىي‪:‬‬
‫القول (‪:)la parole‬‬ ‫‪‬‬

‫الشخص أو بإستعمال كالم بذيء أو الذع وإّظلا‬ ‫ال يكون ضرورة بإستعمال عبارات جارحة ض ّد ّ‬
‫يكفي أن يتمثّل القول يف إستعمال عبارات ترتجم عن ربقًن ادلوظّف أو اإلػلاء مباشرة أو بصفة غًن‬
‫مباشرة إىل عدم إستحقاقو دلنصبو أو عدم قدرتو على أداء ادلهام ادلكلّف هبا أو إىل عدم توفّر النّزاىة يف‬
‫يصرح ادلتّهم قبل زلاكمتو أنّو "يعلم مسبّقا أ ّن العدالة حكمت عليو قبل مساعو وانّو ال حاجة‬‫شخصو كأن ّ‬
‫لو بالتايل لل ّدفاع عن نفسو"‪.‬‬
‫اإلشارة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تتمثّل يف إستعمال حركات توحي بالته ّكم على ادلوظّف أو بتحقًنه لدى الغًن أو بإزعاجو‬
‫وزبويفو كأخذ الفاعل لعصى وإيهام ادلوظّف بأنّو سيضربو‪.‬‬
‫التّهديد‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعتقد البعض أ ّن التّهديد ال يعترب يف ح ّد ذاتو وسيلة بإعتبار أنّو يصدر عن وسيلة "القول" وىو ما‬
‫ادلشرع يف غىن عن إقرار ىذه الوسيلة ضمن الفصل ‪ 125‬من اجمللّة اجلنائيّة‪ .‬فالتّهديد يستعمل‬ ‫جعل ّ‬
‫الكلمات مثل القول غًن أنّو يستعملها لتحذير ادلوظّف العمومي من "مغبّة مواصلة العمل يف الطّريق الّذي‬
‫الشخص الّذي يه ّدده‪.‬‬ ‫التوعد لو بنتيجة وخيمة يف صورة عدم إذعانو لرغبة ّ‬
‫ينتهجو" و ّ‬
‫وؽلكن أن يكون التّهديد شفاىيّا أو كتابيّا‪.‬‬

‫ب) مفهوم إنتهاك الحرمة‪:‬‬


‫‪39‬‬
‫مكونة جلرؽلة إنتهاك حرمة ادلوظّف العمومي إالّ إذا كان اذلدف‬ ‫‪ -‬ال تكون الوسائل ادلبّينة أعاله ّ‬
‫ضروري مّت تعلّق الشأن بإنتهاك‬
‫ّ‬ ‫الشرط غًن‬
‫منها اإلعتداء على شرف ادلوظّف أو على ىيبتو ويصبح ىذا ّ‬
‫احلرمة بواسطة اإلشارة أو التّهديد ( أل ّن ىذه الوسائل ال تعترب نيال من شرف ادلوظّف أو ّ‬
‫ادلس من كرامتو وإّظلا‬
‫مسا بادلصاحل العمومية وإستهتارا‬
‫هتدف إىل قضاء حاجة مل ؽل ّكنو ادلوظّف العمومي منها ) وىو ما يعترب ّ‬
‫اجملسدة يف شخص ادلوظّف العمومي‪ .‬كما ذبدر اإلشارة إىل أ ّن التهديد بإستعمال وسائل‬ ‫العامة ّ‬
‫بالسلطة ّ‬ ‫ّ‬
‫قانونية أو شرعية ض ّد ادلوظّف العمومي ( كتهديد عون تراتيب بلدية بتقدًن قضيّة للعدالة للمطالبة جبرب ضرره )‬
‫يعترب قانونيا وال يكون سببا دلؤاخذتو جزائيّا‪.‬‬
‫ادلشرع وجود عالقة بٌن القول أو اإلشارة أو التّهديد من جهة ومباشرة الوظيفة‬
‫‪ -‬إشرتط ّ‬
‫تصرفات الفاعل وشلارسة ادلوظّف خلدمتو‪ .‬كما‬
‫العمومية من جهة أخرى أي ال ب ّد من إثبات العالقة بٌن ّ‬
‫ادلقر ادلهين‪ ،‬فقد‬
‫بالضرورة يف أوقات العمل أو يف ّ‬
‫ذبدر ادلالحظة بأ ّن إنتهاك حرمة ادلوظّف ال تكون ّ‬
‫ترتكب األفعال خارج اإلطار الّذي ؽلارس فيو ادلوظّف صالحيّاتو وخارج أوقات العمل‪.‬‬
‫التصرفات قد‬ ‫بتصرفات الفاعل ( ّ‬
‫حّت وإن كانت ىذه ّ‬ ‫أن يكون ادلوظّف معنيّا مباشرة وشخضيّا ّ‬ ‫‪-‬‬

‫صدرت يف غياب ادلوظّف) شرط بلوغها إىل علم ادلوظّف ادلعين‪.‬‬


‫‪ -‬غلب أن يكون الفاعل على علم بصفة ادلوظّف ومن اآلثار الّيت ترتتّب عن إنتهاك حرمتو‬
‫(توفّر سوء النّية)‪.‬‬

‫الموظّفون المعنيّون بالحماية‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫معٌن من ادلوظّفٌن العموميٌن بل سحبها على‬


‫ادلشرع احلماية من إنتهاك احلرمة يف صنف ّ‬‫مل ػلصر ّ‬
‫مجيع ادلوظّفٌن العموميٌن على معىن الفصل ‪ 82‬من اجمللّة اجلنائية‪.‬‬

‫عقوبة إنتهاك حرمة الموظّف‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫أقر القانون الفرنسي عقوبات متع ّددة ذلذه اجلرؽلة زبتلف حسب الوسيلة ادلستعملة وصفة ادلوظّف‬
‫ّ‬
‫الّذي أحنتهكت حرمتو‪.‬‬
‫ّأما يف تونس‪ ،‬فيحعاقب مرتكبها بعام واحد مع خطيّة وعامٌن إذا كان اإلنتهاك واقعا باجللسة ض ّد‬
‫موظّف من النّظام العديل‪.‬‬

‫شتم‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الثّلب وال ّ‬
‫الصحافة‪.‬‬
‫علا جرؽلتان تعاقب عليهما رللّة ّ‬
‫إختالف التّكييف القانوني‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪40‬‬
‫إنتهاك احلرمة تشرتط صدور القول بصورة غًن علنية بينما يشرتط تطبيق األحكام ادلتعلّقة بالثّلب أو‬
‫الرتويج‪.‬‬‫بأي وسيلة من وسائل ّ‬
‫الصحافة أو ّ‬ ‫الشتم أن يكون القول صادرا عن الفاعل بواسطة ّ‬
‫ّ‬
‫إتحاد في التكييف القانوني‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫قد ترتكب جرؽلة إنتهاك احلرمة بواسطة القول وبصفة علنية وؽلكن مؤاخذة الفاعل جزائيا بتطبيق‬
‫النّص األكثر مشولية أي اجمللّة اجلنائية‪.‬‬

‫الثّلب‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫كل إ ّدعاء أو نسبة شيء بصورة علنية من شأنو‬


‫الصحافة‪ :‬الثلب ىو " ّ‬
‫الفصل ‪ 50‬من رللّة ّ‬ ‫‪-‬‬

‫أن ينال من شرف أو إعتبار شخص أو ىيبة رسميّة"‪.‬‬


‫‪1200‬‬ ‫‪ 16‬يوما إىل ‪ 6‬أشهر وخطية من ‪ 120‬إىل‬ ‫السجن من‬
‫الصحافة‪ّ :‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 53‬من رللّة ّ‬
‫دينار أو بإحدى العقوبتٌن إذا وقع الثّلب على اخلواص‪.‬‬
‫الصحافة‪ :‬السجن من عام إىل ‪ 3‬أعوام وخبطية من ‪ 120‬إىل ‪ 1200‬دينار‬
‫الفصل ‪ 51‬من رللّة ّ‬ ‫‪-‬‬

‫الرسمية‬
‫والجو والهيئات ّ‬
‫ّ‬ ‫البر والبحر‬
‫مّت كان الثّلب ض ّد "النّظام العام وال ّدوائر القضائية وجيوش ّ‬
‫واإلدارات العمومية" أو عضو حكومة أو ض ّد نائب دبجلس النّواب أو موظّف عمومي أو صاحب‬
‫سلطة عمومية أو مواطن مكلّف دبصلحة أو نيابة عمومية أو حاكم دبحكمة‪.‬‬

‫أ) عالقة الثّلب بممارسة الوظائف‪:‬‬


‫صرفات‬
‫غلب أن يكون الثّلب نتيجة لعمل قام بو يف إطار صالحياتو ادلهنية أي غلب أن تكون التّ ّ‬
‫الشخص أو دبمارسة وظائفو‪ .‬فإذا قيل مثال أ ّن القاضي فالن س ّكًن فال‬‫تعرض ذلا ذات عالقة بصفة ّ‬
‫الّيت ّ‬
‫يعترب ذلك من باب ثلب ادلوظّفٌن وإّظلا ثلب خواص‪ّ ،‬أما إذا قيل أ ّن القاضي فالن مرتش فإ ّن ذلك لو‬
‫وتتحول اجلرؽلة إىل ثلب للموظّف العمومي‪.‬‬
‫عالقة دبهنتو ّ‬
‫الرسمية"‪:‬‬
‫ب) مفهوم "الهيئة ّ‬
‫الصحافة بصفة صرػلة وإّظلا على سبيل ال ّذكر‪.‬‬
‫مل يقع تعداد ىذه اذلياكل ضمن الفصل ‪ 51‬من رللّة ّ‬
‫كل اذلياكل العمومية مهما كان صنفها وذلك كلّما كانت ىذه اذلياكل‬
‫ادلشرع إىل محاية ّ‬
‫وقد ّإذبهت نيّة ّ‬
‫الشعب‪ ،‬ادلوظّفون العموميون‪،‬‬
‫السلطة العمومية مهما كانت أعلّيتو كأعضاء احلكومة‪ّ ،‬نواب ّ‬
‫سبثّل جزء من ّ‬
‫السلطة العمومية أو مواطن مكلّف بنيابة عمومية‪.‬‬
‫السلطة العمومية أو عون من أعوان ّ‬
‫أصحاب ّ‬
‫الرمسيّة" فهو يتعلّق دبعرفة ما إذا كان بإمكان بعض‬
‫ّأما التّساؤل الثّاين الّذي يطرحو مصطلح "اذليئة ّ‬
‫الشخص الّذي صدر عنو الثّلب‬
‫وخاصة منها ادلوظّفٌن العموميٌن أو نقاباهتم إلزام احلكومة بتتبّع ّ‬
‫ّ‬ ‫اذليئات‬
‫خاصة للموظّفٌن ض ّد الثّلب‪.‬‬
‫خاصة مع توفّر محاية ّ‬
‫ّ‬
‫‪41‬‬
‫وكمثال على ذلك‪ ،‬ؽلكن أن نسوق أحكام الفصل ‪ 9‬من النّظام األساسي للوظيفة العمومية‪" :‬للعون‬
‫يتعرض إليو من التهديدات‬
‫العمومي الحق طبقا للنّصوص الجاري بها العمل في الحماية ض ّد ما قد ّ‬
‫ضرر‬
‫يتعرض لها بمناسبة ممارسة وظيفتو وعند اللّزوم بجبر ال ّ‬
‫واإلعتدائات مهما كان نوعها الّتي قد ّ‬
‫النّاتج عن ذلك"‪.‬‬

‫ج) إجراءات دعوى الثّلب‪:‬‬


‫يف صورة ثلب ادلوظّف‪ ،‬فإ ّن ادلبادرة بالقيام بالتتبعات تكون ّإما من ادلوظّف ذاتو أو من الوزير الّذي‬
‫يرجع إليو بالنّظر‪.‬‬
‫للشخص ادلتّهم بالثّلب أن يثبت األمر ادلنسوب للموظّف شلّا يؤدي إىل مؤاخذة ىذا‬ ‫ولكن ؽلكن ّ‬
‫األخًن‪ ،‬كما ال ؽلكن يف احلاالت التّالية إثبات موضوع الثّلب‪:‬‬
‫ؼلص عضوا أو أعضاء من احلكومة فيما يتعلّق خبطّتهم أو بصفتهم‪.‬‬
‫إذا كان األمر ادلنسوب ّ‬ ‫‪-‬‬

‫للشخص‪.‬‬
‫اخلاصة ّ‬
‫إذا كان األمر ادلنسوب يتعلّق باحلياة ّ‬ ‫‪-‬‬

‫مر عليو أكثر من ‪ 10‬أعوام‪.‬‬


‫إذا كان االمر ادلنسوب يتعلّق بأمر ّ‬ ‫‪-‬‬

‫الرد‪:‬‬
‫ح) ح ّق ّ‬
‫السلطة العمومية أن يدرج رلانا بطالع العدد ادلوايل من النّشرية مجيع اإلستدراكات ادلتعلّقة‬
‫ػلق دلمثّل ّ‬
‫ّ‬
‫الرد‪ ،‬يعاقب مدير النّشرية‬
‫حق ّ‬‫باألعمال الوظيفية الّيت مل تعرض على حقيقتها وعند اإلمتناع عن إدراج ّ‬
‫خبطيّة ترتاوح بٌن ‪ 24‬و‪ 240‬دينارا‪.‬‬

‫شتم‪:‬‬
‫ال ّ‬ ‫‪)2‬‬

‫كل عبارة تنال من الكرامة أو لفظة إحتقار‬


‫الشتم بأنّو " ّ‬
‫يعرف ّ‬
‫الصحافة‪ّ ،‬‬
‫حسب الفصل ‪ 54‬من رللّة ّ‬
‫تتضمن نسبة شيء معيّن"‪.‬‬
‫سب ال ّ‬‫أو ّ‬
‫الرمسية أو باألشخاص ادلنصوص عليهم‬‫الشتم بأيّة وسيلة تروغلية سواء تعلّق األمر باذليئات ّ‬
‫ويعاقب ّ‬
‫بالسجن من ‪ 16‬يوما إىل ‪ 3‬أشهر وخبطيّة من ‪ 120‬إىل ‪ 1200‬دينار أو بأحد‬‫بالفصل ‪ 51‬من رللّة الّصحافة ّ‬
‫العقابٌن فقط‪.‬‬
‫‪1200‬‬ ‫بالسجن من ‪ 16‬يوما إىل شهرين وخبطيّة من ‪ 120‬إىل‬ ‫بالشتم على اخلواص فيعاقب ّ‬ ‫ّأما اإلعتداء ّ‬
‫دينارا أو بإحدى العقوبتٌن فقط (إذا مل يكن اإلعتداء مسبوقا بإستفزاز)‪.‬‬

‫‪42‬‬
43

You might also like