Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫الثالث‬

‫ة‬ ‫الوحدة التعميمية‬


‫وظائف الصورة واستخداماتها األساسية‬

‫األهداف التعميمية‪:‬‬
‫يجب أن ُيمِ َم الطالب لدى انتهائه من دراسة هذه الوحدةبالمعارف والمهارات التالية‪:‬‬

‫فكل صورة وظيفة تبعاً لسبب الوجود أو وظيفة‬


‫‪ ‬التعرف عمى أسباب وجود الصورة ووظائفيا‪ ،‬ل‬
‫اء الصحفية أم التمفزيونية أم السينمائية‪.‬‬
‫مستوحاة من وجود الصورة سو ً‬
‫‪ ‬فيم دور كل وظيفة من وظائف الصورة بكل األبعاد الممكنة‪.‬‬
‫‪ ‬معرفة كيف ولماذا استطاعت الصورة ونجحت بتحجيم الكممة بفضل التنوع الكبير بوظائفيا وأدوارىا‪.‬‬
‫‪ ‬إدراك مدى أىمية وخطورة الصورة الموجودة في كل المجاالت النشاط االنساني‪ :‬من التواصل إلى‬
‫التعبير والنقد مرو اًر بالتربية واإلخبار والتوثيق‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬التمكن من الربط المنطقي والعممي بين وظائف الصورة واستخداماتيا ووظائف واستخدامات اإلعالم‬
‫واالتصال عموماً‪.‬‬
‫‪ ‬امتالك المقدرة عمى توظيف الصورة في العمل االتصالي واإلعالمي واالبداعي‪.‬‬
‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬الوظيفة االتصالية البصرية‬
‫‪ -‬الوظيفة التعميمية‬
‫‪ -‬وظيفة تربوية‬
‫‪ -‬الوظيفة التدريبية‬
‫‪ -‬الوظيفة اإلرشادية‬
‫‪ -‬الوظيفة اإلخبارية‬
‫‪ -‬الوظيفة التوثيقية‬
‫‪ -‬الوظيفة السيكولوجية‬
‫‪ -‬الوظيفة اإلقناعية‬
‫‪ -‬الوظيفة التيبوغرافية‬
‫‪ -‬الوظيفة الجمالية‬
‫‪ -‬وظيفة تعبيرية‬
‫‪ -‬الوظيفة النقدية‬
‫‪ -‬الوظيفة السردية‬
‫‪ -‬الوظيفة التفسيرية‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫لكل صورة سبب لوجودىا‪ ،‬ولذلك فكل صورة تؤدي وظيفة معينة تبعاً لسبب الوجود أو وظيفة‬
‫مستوحاة من وجود الصورة‪ .‬ففي التمفزيون والسينما‪ ،‬البد من وجود الصورة المتحركة ألنيا عماد المادة‬
‫السمعية البصرية‪ ،‬أما في الصحافة المطبوعة فاألمر مختمف حيث أن الصورة الفوتوغرافية أو الثابتة‬
‫مرتبطة بالمادة المطبوعة (خبر‪ ،‬مقال‪ ,‬تحقيق صحفي‪ ،)...‬فإن خدمت وأغنت مضمون ىذه المادة‬
‫المطبوعة فيذا سبب لنشرىا وبالتالي سبب وجودىا ىنا وان لم تقم بذلك فال معنى لنشرىا وبالتالي ال‬
‫وظيفة ليا في ىذا المطبوع‪.‬‬
‫ولمصورة مجموعة وظائف البد أن تحقق كل صورة منها واحدة أو أكثر‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫الوظيفة االتصالية البصرية‬

‫يرى الباحث جورج لندبرج ‪ George Lundberg‬أن كممة اتصال تُستخدم لتشير إلى التفاعل بواسطة‬
‫العالمات والرموز وتكون الرموز عبارة عن حركات أو صور أو لغة أو أي شيء آخر يعمل كمنبو‬
‫لمسموك‪.‬‬
‫ويتعين النظر إلى االتصال البشري من خالل خمسة مناظير‪ ،‬فاالتصال‪:‬‬
‫‪-1‬عممية عصبية‪ :‬يتم فييا تسجيل معان ورموز معينة في ذاكرة األشخاص‪ ،‬ويساعد الجياز العصبي‬
‫لإلنسان في حفظ وتخزين ىذه الرموز والمعاني‪.‬‬
‫‪ -2‬عممية نفسية‪ :‬أي أن المعاني والرموز عن شخص ما أو شيء ما يتم اكتسابيا عن طريق التدرب‬
‫والتعمم‪.‬‬
‫‪ -3‬عممية داللية‪ :‬تقوم عمى الرموز والقواعد والدالالت المتنوعة‪.‬‬
‫‪ -4‬عممية ثقافية‪ :‬باعتبار أن المغة التي يتم بواسطتيا االتصال ىي حزمة من التقاليد واألعراف‬
‫والممارسات الثقافية‪.‬‬
‫‪-5‬عممية اجتماعية‪ :‬فاالتصال ىو الوسيمة الرئيسة التي من خالليا يصبح البشر قادرون عمى التفاعل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫إذاً العممية االتصالية في جوىرىا ىي إرسال واستقبال إشارات ورموز‪ ،‬والرموز عمى نوعين رئيسين‪:‬‬
‫رموز لغوية (لغة منطوقة أو لغة مكتوبة) والرموز غير المغوية وىي كثيرة (مثل‪ :‬لغة الجسد أو حركات‬
‫الجسد ‪ -‬األلوان‪ -‬رموز حيوانات – رايات‪...‬الخ)‬
‫وعميو‪ ،‬تقوم الصورة بإيصال المعمومات واألفكار بصرياً بواسطة عناصر الرؤيا المختمفة واإليحاءات‬
‫المتعددة والمتنوعة التي تعتمد عمييا‪.‬‬
‫وال أحد يستطيع أن يجادل في المكانة التي أصبحت تحتميا الصورة لدى اإلنسان المعاصر‪ ،‬فيي‬
‫تحيطو من كل جانب‪ ،‬وباتت إحدى وسائل التعبير والتواصل والترفيو الميمة في زماننا إلى درجة صارت‬
‫فييا من الوسائل الضرورية التي يسعى اإلنسان المتالكيا والسيطرة عمييا والتحكم فييا‪.‬‬
‫وباتت الصورة تُنتَج من أجل اإلعالم‪ ،‬أو بغرض الترفيو كاألفالم واألغاني المصورة‪ ،‬أو لمتأثير‬
‫واالنطباع عموماً‪ ،‬وىذه النوايا تؤثر في كيفية صنع الصورة وتحدد الطريقة التي ستنجز بيا‪ ،‬ويظير ذلك‬
‫جمياً عند قراءتيا ومحاولة تحميميا سواء بطريقة شعورية أو ال شعورية‪ .‬وبحسب ريجيس دوبري‪" :‬سواء‬
‫كانت الصورة موحشة أو مخففة عن النفس‪ ،‬أو كانت مدىشة أو فاتنة‪ ،‬أو كانت يدوية أو آلية‪ ،‬ثابتة أو‬
‫متحركة‪ ،‬باألبيض واألسود‪ ،‬صامتة أو ناطقة‪ ،‬فإنيا تمارس الفعل وتحث عمى رد الفعل‪ ،‬وىو الشيء‬
‫األكيد منذ عشرات السنين"(‪.)1‬‬

‫في الحقيقة‪ ،‬تعتبر الصورة عامالً أساسياً وفعاالً في عممية التواصل اإلنساني خاصة في عصرنا‬
‫ىذا الذي يعتبر عصر الصورة واالنترنت والقنوات الفضائية حيث ليا تأثير قوي عمى مشاعر وأحاسيس‬
‫الناس‪ ،‬وبالتالي فقد أصبحت الصورة ىي األساس وليس الواقع‪ ،‬بل باتت تسابقو وتميد لو‪ ،‬وبقدر ما ىي‬
‫المفارق‬
‫ة‬ ‫مرآة ليذا الواقع فإنو يمكن توظيفيا لتزييف أو تشكيل أو إثارة الرأي العام تجاه قضية معينة‪" ،‬و‬
‫اآلن أننا نعيش في عالم أصبح فيو مصطمح مفيوم المصداقية مفيوماً يعاد إنتاجو‪ ،‬ويغمف ويباع ويشترى‬
‫عمى نحو روتيني‪ ،‬نحن نعيش في مجتمع تييمن عميو الصورة المنتجة عمى نحو وافر وجماىيري"(‪ ،)2‬من‬
‫ىنا تتجمى ميارة صانع الصورة وقدرتو الضرب عمى الوتر الحساس وايصال ىدفو إلى الجميور بكل‬
‫وضوح وسيولو‪.‬‬
‫إذاً‪ ،‬ال شك أن الصورة أصبحت من أكثر وسائل االتصال تعبي اًر عند اإلنسان‪ ,‬بل إن العصر الحديث ىو‬
‫عصر الصورة حقاً‪ ،‬وتتساوى في ىذا الصورة الثابتة والصورة المتحركة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الوظيفة التعميمية‬

‫لعل المجالت المتخصصة أو الموجية لألطفال أو كتب األطفال المميئة بالصور خير دليل عمى‬
‫أىمية الوظيفة التعميمية لمصورة‪ ،‬فالتعرف عمى الشخصيات واألشياء بصورىا أفضل من التعرف عمييا‬
‫بالكممات والعبارات‪ ،‬فالصورة أداة لشرح وتوضيح المعاني واإلشارات والرموز الواردة في النصوص‬
‫المطبوعة (الصورة الفوتوغرافية) أو السمعية البصرية (الصورة المتحركة)‪ .‬ويمكن أن تؤدي الصور‬
‫الوظيفة التعميمية من خالل تسمية األشياء المصورة‪.‬‬

‫وتقوم الصور بالمقارنة بين األشياء وغالباً ما نقارن األشياء التي ال ندرك أبعادىا تماماً بأشياء‬
‫أخرى نعرفيا مثالً‪:‬‬
‫لمن ال يمكنو تخيل حجم برج إيفل في باريس‪ ،‬تأتي اإلجابة من إحدى الصور الثابتة أو المتحركة التي‬
‫تجمع البرج وبجانبو عدد من السائحين أو إحدى حافالت النقل‪ .‬ومن خالل معرفة حجم اإلنسان أو حجم‬
‫حافمة النقل نستطيع أن ندرك حجم البرج‪.‬‬
‫وعمى صعيد الصورة المتحركة‪ ،‬ثمة صنف من أصناف الفيمم الوثائقي يسمى الفيمم التعميمي الذي‬
‫ب‬
‫يصع ُ‬
‫ُ‬ ‫يعرض الحقائق والمعمومات بطريقة سمعية بصرية شيقة تعين التالميذ عمى فيم واستيعاب ما‬
‫عمييم فيمو من المواد والعموم‪.‬‬
‫وغالباً ما تستخدم ىذه األفالم نوعاً من الكاميرات والعدسات الخاصة خالل التصوير يمكن‬
‫بواسطتيا الحصول عمى صور ميكروسكوبية أو تميسكوبية وتضخم أشياء أو أجزاء دقيقة وتقريب أشياء‬
‫بعيدة واظيار األشياء غير الواضحة‪.‬‬
‫وقد نبعت الحاجة لمفيمم التعميمي من احتياج المدرسين لالستعانة بمواد مساعدة لمتقديم ولمشرح مما‬
‫كان يستدعي أن يصطحبوا تالميذىم إلى المتاحف أو األماكن التاريخية أو القرى البعيدة لمشاىدتيا‪ .‬من‬
‫ىنا يبرز دور الصورة في الفيمم التعميمي كعنصر مساعد وميم في عممية التعميم‪.‬‬
‫إن عرض مجموعة صور متحركة عمى شكل فيمم من عدة دقائق عن كيفية إجراء عممية تحميل‬
‫التعرف عمى المواد الكيماوية ونسبيا وكيفية اختالطيا والنتائج المستخمصة أدعى إلى‬
‫كيميائي و ّ‬
‫االستيعاب والفيم والحفظ من االعتماد عمى المعمومات النظرية الواردة في الكتب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ويمكن تمخيص فوائد الصورة في مجال التعميم فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬تركيز االنتباه والتشويق واثارة االىتمام‪.‬‬
‫‪ -2‬توفير الوقت لمتعمم بشكل أكثر وزمن أقصر‪.‬‬
‫‪ -3‬تعميم قميمي االستيعاب‪.‬‬
‫‪ -4‬إطالة مدة التذكر وتقوية الذاكرة‪.‬‬
‫"ال ريب‪ ،‬وانصافاً في القول‪ ،‬أن الصورة ساعدت في تسييل استيعاب الطالب لمنظريات العممية‬
‫المعقّدة‪ ،‬وأن حضور الصورة في العموم التطبيقية والنظرية والطبية واليندسية وحتى العموم اإلنسانية ساعد‬
‫في جعل المادة العممية سيمة اليضم ذىنياً‪ .‬فقد شغمت الصورة حي اًز ىاماً في مناىج التعميم المدرسي‪،‬‬
‫تقدمو الصورة في إكمال وظيفة‬
‫عمى حساب مساحة النص المكتوب‪ ،‬الذي بات مرىوناً لمعون الذي ّ‬
‫التعميم‪ .‬يحمل إيريك ىوبزباوم ذلك بما نصو (فمن يقرؤون الكتب ألغراض جدية‪ ،‬خال األغراض المينية‬
‫أو التعميمية أو األغراض المشابية األخرى‪ ،‬كانوا قمة قميمة‪ .‬ومع أن الثورة التعميمية قد زادت من أعدادىم‬
‫عمى نحو مطمق‪ ،‬فإن سيولة القراءة تراجعت في دول ذات تعميم شامل نظرياً‪ ،‬حيث توقفت الطباعة عن‬
‫أن تكون البوابة الرئيسية إلى العالم فيما وراء االتصال ما بين الفم واألذن‪ .‬ففي أعقاب الخمسينات لم يعد‬
‫حتى أطفال الطبقات المثقفة في عالم الغرب الغني ُيقبِمون عمى القراءة عن طواعية كما كان يفعل‬
‫(‪)3‬‬
‫آباؤىم)"‪.‬‬

‫وظيفة تربوية‬

‫‪7‬‬
‫تسعى كل منظومة تربوية إلى تحقيق مجموعة من القيم لدى المتعمم‪ ،‬الذي سيصبح فيما بعد‪ ،‬رجل‬
‫الغد‪ .‬إن حضور الصورة في المناىج التربوية والتعميمية ُيشير إلى أىمية القيم التي تنيض عمييا الصورة‬
‫والى أىمية نشرىا كأداة لتربية وتكوين التمميذ وفق قيم فنية وثقافية وحضارية السيما وأننا نعيش في‬
‫عصر وحضارة الصورة‪.‬‬

‫ومن الضروري إعطاء المكانة المناسبة لمصورة في منظومتنا التربوية والقيمية‪ ،‬فالصورة واحدة من‬
‫األدوات الميمة المساىمة في تحقيق قيم األفراد والمجتمعات والحفاظ عمييا‪.‬‬
‫إن الحضور الكثيف لمصورة في عصرنا عبر مضامين وأشكال تربوية عديدة ومتنوعة يجب أن يساىم في‬
‫تطوير مؤىالت وقدرات التالميذ والطالب بما يساعدىم عمى االنفتاح وادراك ما تقوم عميو ىذه الصورة‬
‫من أبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية وفنية‪ ،‬وبالتالي إدراك ما يجري في المحيط العام المحمي والعالمي‪،‬‬
‫ومساعدتيم عمى االنتقال من مرحمة التمقي والتفسير إلى مرحمة اإلبداع واإلرسال لخطاب الصورة‪.‬‬

‫"كسرت ثقافة الصورة احتكارية مصادر التربية التقميدية‪ ،‬فمم تعد األم مصد اًر مييمناً لمتربية‪ ،‬فقد‬
‫أصبح الطفل يخضع لمصادر تربوية أخرى‪ .‬فمم يعد الطفل يمبس ويتصرف ويف ّكر كما تشاء أمو‪ ،‬فقد‬
‫لتبدالت تربوية دراماتيكية تستجيب لطبيعة الصور التي تتسمل إليو بدون انقطاع عبر‬
‫أصبح منيوباً ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫الشاشة‪".‬‬

‫"يرى الدكتور محسن خضر‪ ،‬أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس‪ ،‬بأن ثمة ما يدعو لمقمق إزاء‬
‫طغيان ثقافة الصورة عمى شخصية أطفالنا ومراىقينا‪ ،‬فمم يعد المثل األعمى لمطفمة األم التي معيا في‬
‫سابق تحاول تقميد دورىا في المطبخ‪ ،‬وفى رعاية األطفال‪ ،‬فتقوم بنفس الدور مع‬
‫اً‬ ‫المنزل‪ ،‬والتي كانت‬
‫عروستيا‪ ،‬ولم يعد المثل المعممة أو األخوات الكبار‪ ،‬بل أصبحت القدوة والمثل األعمى نماذج غير سوية‬
‫وتروج ليا ليل نيار‪.‬‬
‫تفرضيا ثقافة الصورة‪ّ ،‬‬
‫وألن التقميد ىو منتج بصري بدرجة أساسية‪ ،‬فإن تعدد الوسائط البصرية يزيد في مساحة التقميد‬
‫وأشكالو‪ .‬فقد كان الطفل الرضيع يقمّد والدتو واخوانو في البيت‪ ،‬ولكن حين يكبر يشاىد التمفزيون‪ ،‬ويذىب‬
‫إلى الروضة والمدرسة‪ ،‬ويذىب إلى السينما ويمضي وقتاً طويالً نسبياً في األلعاب االلكترونية ويخرج إلى‬

‫‪8‬‬
‫السوق‪ ،‬وتقع عينو عمى شريط طويل من الصور المتدفقة التي بالتأكيد ستنطبع في ذىنو وتنعكس في‬
‫(‪)5‬‬
‫سموكو جزئياً أو كمياً"‪.‬‬

‫الوظيفة التدريبية‬

‫ىي الصور – وغالباً ما تكون صو اًر متحركةً‬


‫‪ -‬التي تُسجل تفاصيل وخطوات المراحل التدريبية‬
‫الخاصة باستخدام جياز معين أو آلة خاصة بيدف‬
‫شرح كيفية استخداميا أو تدريب فئة مخصصة‬
‫عمييا‪ .‬وتيدف إلى شرح وتوضيح المعمومات‬
‫والبيانات الضرورية لتحصيل واكتساب التقنيات‬
‫والميارات وزيادة مستوى المعرفة بين أوساط‬
‫المزارعين والعمال ورجال اإلطفاء‪...‬الخ‪ ،‬في حاالت‬
‫التدريب الميني والفني وبخاصة غير المؤىمين‬
‫والمتدربين‪.‬‬

‫وتزداد أىمية ىذا النوع من الصور الخاصة‬


‫بالتدريب مع زيادة االىتمام بالتدريب والتأىيل‬
‫المتخصص والمستمر في إطار تنمية الموارد‬

‫والكفاءات البشرية‪ .‬شركات عديدة تُنتج صو اًر وأفالماً‬


‫خدم في أغراض التدريب وشرح االبتكارات الجديدة وطرق استخدام األجيزة الحديثة وغير ذلك الكثير‪.‬‬
‫تُستَ َ‬

‫ومن أمثمة استخدام صور وأفالم التدريب‪:‬‬


‫‪ -‬تدريب عمى أعمال اإلصالح والصيانة‪.‬‬
‫معين‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب عمى كيفية تجميع أجزاء نموذج صناعي ّ‬
‫‪ -‬تدريب في مجال األزمات ومواجية الكوارث‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وعميو تولي الصور التدريبية اىتماميا بالجوانب التطبيقية – العممية فتقدم قواعد وأساليب اكتساب‬
‫الميارات اليدوية وتتوجو إلى الراغبين بتعمم مينة أو حرفة ما أو لعموم الجميور‪ .‬كما تعممنا الصور‬
‫وتدربنا عمى إدراك وفيم البيئة المحيطة بنا وكيفية التعامل معيا واالستمرار فييا‪.‬‬

‫الوظيفة اإلرشادية‬

‫ىذا النوع من الصور – وغالباً ما تكون صو اًر متحركةً – تتناول تقديم معمومات صحيحة عن‬
‫موضوع معين وتوجييات وارشادات معينة لفئة خاصة أو لمجميور عموماً‪.‬‬
‫مشوقة‬
‫ويراعى دائماً في إعداد ىذه الصور أن تكون ّ‬
‫وج ّذابة كي ُيقبِ َل الجميور عمى مشاىدتيا بحيث ال تكون‬
‫وتقدم صور‬
‫ُ‬ ‫جافة أو غامضة أو مممّة فينفض عنيا‪.‬‬
‫التوعية واإلرشاد لمجميور اإلرشادات الالزمة في مختمف‬
‫المجاالت‪ ،‬ففي مجال الزراعة عمى سبيل المثال‪ ،‬يمكن‬
‫إنتاج صور لتوضيح اإلرشادات الالزمة لمقاومة دودة‬
‫القطن‪ ،‬أو لمقاومة اآلفات الزراعية األخرى‪ ،‬أو الصور‬
‫التي ترشد الفالح لمخطوات السميمة لزراعة محصول‬
‫معين‪ .‬كذلك الصور التي تُنتَج من أجل اإلرشاد الصحي‬
‫لتوعية الجميور لموقاية من األمراض المختمفة مثل اإليدز‬
‫أو الوقاية من اإلدمان‪ ،‬أو فيمم عن قواعد المرور أو فيمم عن الوقاية من أخطار الحرب‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الصور المستخدمة في اإلعالنات مثالً ترشد الجميور أو المستيمك إلى طبيعة السمع والخدمات المعمن‬
‫عنيا وأماكن تواجدىا‪...‬الخ‪.‬‬

‫الوظيفة اإلخبارية‬

‫اإلعالم واإلخبار وظيفة من الوظائف الجوىرية‬


‫اء كانت ثابتة أم متحركة‬
‫واألساسية التي تؤدييا الصورة سو ً‬
‫من خالل تقديم المعمومات واألخبار وليس المقصود ىنا‬
‫األخبار اآلنية الراىنة فقط‪ .‬أنيا تحمل في طياتيا رسالة‬
‫ٍ‬
‫معمومات وأفكا اًر في مجاالت المعرفة اإلنسانية‬ ‫وتبيع‬
‫المتنوعة‪ ،‬التي البد أن تتضمن بعضاً من الجوانب‬
‫اإلنسانية والتأثيرات النفسية والقيم المختمفة‪ .‬ويساعدىا في‬
‫ذلك كونيا تستطيع توصيل رسالتيا بأسرع ما يمكن‪ .‬فمن‬
‫البدييي َّ‬
‫أن السرعة في إيصال األخبار والمعمومات ىي أحد‬
‫المؤشرات التي تحدد فاعمية وتأثير الوسيمة بشكل خاص‬
‫ٍ‬
‫بشكل عام‪.‬‬ ‫واإلعالم‬

‫الوظيفة التوثيقية‬

‫‪11‬‬
‫تعتبر الصورة من أىم الوثائق التي يمكن أن تتوفر عن موضوٍع معين‪ .‬فالصور تعكس التطور اإلنساني‬
‫في شتى المجاالت وفي مختمف المجتمعات‪ ،‬وال تكتفي أن تكون مجرد جممة من العناصر والمكونات‬
‫التقنية والفنية ولكنيا صياغة لعالقات ىادفة بين ىذه العناصر والمكونات‪ ،‬بحيث ال يمكن دراستيا‬
‫والبحث فييا بمعزل عن داللتيا ومعانييا‪.‬‬

‫وفوق ذلك تمنح الصورة الموضوع المنشور أو المعروض كثي اًر من الوثائقية أو التوثيق وبالتالي ربما كثي اًر‬
‫من المصداقية وتشعر القارئ أو المشاىد بمعايشتو لمخبر والحدث‪ ،‬وتمعب المقطات وزوايا التصوير‬
‫واإلضاءة دو اًر في ذلك‪.‬‬
‫والتساؤل عن ماىية التوثيق والتاريخ يثير العديد من القضايا‪ ،‬حول ضرورتو وحتميتو وكيفية كتابتو‬
‫وتسجيمو‪ ،‬ولكن ما ييمنا ىنا ‪ -‬في مجال الصورة كفن بصري – ىو التاريخ الذي سجمتو وتسجمو الكامي ار‬
‫وتوثقو‪ ،‬أي التاريخ المصور؛ التاريخ الذي دخل دائرة التحقق البصري بعد مروره بدائرة التدوين‪.‬‬
‫وعميو‪ ،‬نجد أن الصورة بشقييا الثابت والمتحرك (كالفيمم الوثائقي) تمعب دو اًر أساسياً وميماً في‬
‫مجال التوثيق والتسجيل التاريخي‪.‬‬

‫إن االىتمام الشديد بالفيمم الوثائقي‪ ،‬نشأ بعد نياية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ولكنو في العقود الثالثة‬
‫األخيرة أخذ يحتل مكانة استثنائية‪ ،‬بسبب الرغبة اإلنسانية العارمة في المعرفة وفي اإلحاطة بدوافع‬
‫التحول في مجتمعاتيم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ووقائع األحداث المتصمة بحياة الناس وظروف‬
‫وكثيرةٌ ىي األفالم الوثائقية التي طرحت مواضيع الحرب العالمية الثانية التي كان ليا الدور األكبر‬
‫في ازدياد أىمية الوثيقة السينمائية‪ .‬فمن خالل الفيمم يمكن تسجيل جميع األحداث والوقائع التي ُيراد‬
‫االحتفاظ بيا كمستند تاريخي‪ .‬فيتم توثيقيا سينمائياً بأساليب التصوير السينمائي أو تمفزيونياً بأساليب‬
‫التصوير اإللكتروني‪.‬‬

‫المصورة مصد اًر أرشيفياً مذىالً ومنبعاً ال ينضب ينيل منو ويستثمره المؤرخون‬
‫ّ‬ ‫اليوم‪ ،‬غدت الوثائق‬
‫لكتابة أحداث ووقائع التاريخ الحديث‪ .‬ومنذ ذلك الحين إلى المحظة الراىنة ارتبطت عالقة الناس‬
‫بماضييم وتاريخيم ارتباطاً عضوياً بيذا األرشيف المرئي والسمعي‪-‬البصري‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المصورة ىي الذاكرة المرئية والفيممية لمشعوب وأصبحت‬
‫ّ‬ ‫وبذلك أصبحت تمك الوثائق واألشرطة‬

‫المراكز التي تحوي ىذه األشرطة ىي مركز ىذه الذاكرة وعصبيا‪ .‬وغالباً ما تشمل الصورة أو الوثيقة حدثاً‬
‫ذو محتوى ال يمكن تك ارره‪.‬‬

‫الوظيفة السيكولوجية‬

‫نعبر من خالل الصورة عن جو نفسي وحالة معينة حسب الفكرة التي نرغب في إيصاليا‬
‫يمكن أن ّ‬
‫لمن نتوجو إلييم وذلك من خالل نوع المقطات التي نأخذىا فالصورة القريبة يمكن أن تعبر إما عن حالة‬
‫عاطفية أو حالة حزن أو غيرىا وكذلك المقطة العالية أو المرتفعة التي نعبر من خالليا عن الشموخ أو‬
‫الرفعة وفي بعض األحيان عن التكبر وغيرىا من الوظائف‪.‬‬

‫"الصورة العاطفة ىي لقطة قريبة والمقطة القريبة ىي الوجو وقد ألمح إيزنشتاين بأن المقطة القريبة لم‬
‫تكن فقط نموذجاً لصورة بين غيرىا من الصور لكنيا قدمت قراءة عاطفية لكل فيمم وتكمن حقيقة الصورة‬
‫– العاطفة إنيا في آن معاً نموذج لمصورة بأي معنى تكون المقطة القريبة مطابقا لمصورة العاطفة عامة‪.‬‬
‫ولماذا سيكون الوجو مطابقا لمقطة القريبة طالما أن ىذه المقطة تقوم فقط بتكبير الوجو وكيف بإمكاننا أن‬
‫نحرر من الوجو أقطابو "محاورة نقاطو" القادرة عمى أن تقودنا في تحميل الصورة – العاطفة‪ .‬المقطة‬
‫(‪)6‬‬
‫القريبة ليست فقط محصورة في الوجوه‪".‬‬

‫فالمقطة القريبة تمنح اإلحساس باأللفة واالقتراب النفسي‪ ،‬وزاوية التصوير األفقية (زاوية البصر)‬
‫تمنح اإلحساس بموضوعية الطرح واالتصال المتكافئ ولذلك سميت ىذه الزاوية بالزاوية الموضوعية‪.‬‬
‫وكذلك اإلضاءة ليا دورىا الميم‪ ،‬فالصورة المعتمة أو المميئة بالظالل توحي بالتشاؤم واالنكفاء عمى‬
‫الذات والصورة المشرقة أو المميئة باأللوان توحي باالندفاع والفرح‪ ،‬في حين أن وضع مسحة من الظالل‬
‫ٍ‬
‫بشعور من االرتياب والتوجس أو عدم االستقرار‪ .‬كميا أمثمة عمى‬ ‫أو المزج بين اإلعتام واإلشراق يسمح‬
‫حاالت تدفع إلييا الصورة ممارسةً بذلك وظيفتيا النفسية‪.‬‬
‫"الصورة تجيب عمى حاجة سيكولوجية لدى اإلنسان وتسد كذلك بعض المتطمبات العقمية أو النفسية‬
‫وقد برىنت العديد من الدراسات التي قام بيا عمماء النفس أننا نفكر بالصورة العقمية (‪ .)...‬يمكن شحن‬
‫ذاكرة القراء الذين ينتمون إلى النوع البصري وتقويتيا بإضافة صورة إلى النص اإلعالم ي واإلعالني‬

‫‪13‬‬
‫فمعظميا تسيطر عميو‪ ,‬إن لم تكن تمتمكو العقمية المصورة فعندما نتحدث نحاول أن نستعمل كممات‬
‫تجعل السامع يرى‪.‬‬
‫عندما نستمع نشكل األفكار التي وصمتنا ونحوليا إلى صورة ذىنية شائعة لدينا‪ ,‬وعندما نق أر نحاول‬
‫(‪)7‬‬
‫بشكل ال شعوري تصوير الكممات والعبارات بشكل مقبول عمى شاشات عقولنا"‪.‬‬

‫و"غالبا ما ندرك األشياء ونستدعييا من الذاكرة عمى شكل صور وخالل مراحل تعممنا ال تختزن‬
‫(‪)8‬‬
‫الصور مجردة بل مع مزيج من خبراتنا وتجاربنا ألنيا تتفاعل مع مخزوننا المعرفي والوجداني‪".‬‬
‫"فالصور التي تبقى في الذاكرة وتُستدعى‪ ،‬بصورة دائمة‪ ،‬ىي تمك التي تنطوي عمى صدمة‪ ،‬أو‬
‫تحدث ىمعاً‪ ،‬فيذه الصور تبقى معنا‪ ،‬وتترك بصمة في عقولنا‪ ،‬وتربض في ذاكرتنا‪ .‬بكممات أخرى‪ ،‬أن‬
‫قابمية استدعاء الصورة يكمن في سطوتيا‪ ،‬في خمق انطباع بصري يوقظ شيئاً ما في الشخص الذي‬
‫ينظر إلييا‪ ،‬قد يكون إحساساً بالخطر‪ ،‬أو إحساساً بالحنان والرقّة‪ .‬وبالطبع‪ ،‬فالبد أن تبعث الصورة رد‬
‫الفعل العاطفي بداخميا الذي يتممَّكنا ويدفع بنا لمتفكير‪".‬‬
‫(‪)9‬‬

‫الوظيفة االقناعية‬

‫سنتطرق إلى ىذه الوظيفة في فصل خاص نظ اًر ألىميتيا‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وظيفة طباعية‪-‬إخراجية‬

‫تعتبر الصورة‪ ،‬في المطبوعات الورقية‬


‫واإللكترونية‪ ،‬من العناصر التيبوغرافية‬
‫(الطباعية‪-‬اإلخراجية) الميمة واألساسية إلى‬
‫جانب العناوين الرئيسة والفرعية والحروف‬
‫(حروف كممات النصوص) والمساحات البيضاء‬
‫(بين النصوص وفي األعمدة) ومختمف أنواع‬
‫الفواصل‪ .‬ىذه العناصر التيبوغرافية تساىم في‬
‫بناء شكل وىيئة الصفحات في تجسيد مادي‬
‫لعمميات تصميم واخراج ىذه الصفحات بالشكل‬
‫األنسب حسب رؤية مصمم أو مخرج المطبوع‬
‫ورقياً أو إلكترونياً‪.‬‬

‫والصورة أداة لتمييز النصوص والعناوين‬


‫والكتل المنشورة وفصلىا عن بعضيا ومنعيا من‬
‫التشابك فيي تسيم في تحقيق التصميم الصحفي‬
‫الفني الج ّذاب‪ .‬ولكون الصورة أىم عنصر تيبوغرافي واخراجي بالنسبة لممطبوعات‪ ،‬فيي تجذب القارئ‬
‫إلى الصفحة وتوجو حركة عينه عمييا‪ ،‬فقد تتوقف العين عند الصورة كونيا تشكل موضوعاً بذاتيا‪ ،‬أو‬
‫تقود القارئ إلى مطالعة النص المرافق (خبر‪ ،‬مقال‪ ،‬تحقيق‪ ،‬مقابمة‪...‬الخ)‪ ،‬وبذلك يتمكن من فيم وادراك‬
‫الكثير من المعمومات واألفكار من خالل الصور دون الحاجة إلى قراءة تفاصيل النص‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وظيفة جمالية‬

‫باعتبار أن الصورة ىي قبل كل شيء عمل فني‪،‬‬


‫فإن ليا قيمتيا الجمالية التي تستوقف النظر والناظر‬
‫وتبعث في نفسو الفضول واالىتمام‪ .‬فالصورة تستطيع‬
‫أن تجعل من صفحات الصحف أو مشاىد التمفزيون‬
‫والسينما ساحة مميئة بالحيوية والنشاط والتنوع ما‬
‫يمنحيا جاذبيةً قد تجعميا قابمة لممطالعة أو المشاىدة‪.‬‬
‫وعميو‪ ،‬تستثمر الصحف ىذه الصفة في الصورة في‬
‫المجاالت التجارية والتسويقية‪ ،‬فكثير من الصحف‬
‫تكرس أكبر مساحة‬
‫الفنية والرياضية وصحف اإلثارة ّ‬
‫من صفحاتيا ألجمل الصور الممفتة والمثيرة لالنتباه‬
‫وخاصةً في أغمفتيا الخارجية‪.‬‬

‫وكذلك األمر في المواد السمعية البصرية أو‬


‫الصورة المتحركة‪ ،‬حيث نجد اىتماماً ممحوظاً عمى‬
‫المشاىد الخاصة باإلعالنات‪ ،‬عمى سبيل المثال‪ ،‬كي تستطيع جذب‬
‫المستوى الجمالي باختيار الصور و َ‬
‫المشاىد واستقطاب اىتمامو‪.‬‬
‫الجميور ُ‬

‫وظيفة تعبيرية‬

‫وىي التي تقوم بيا الصورة كرسالة اتصالية تسمح ليا بتمرير ما‬
‫المشاىد الذي‬
‫تريد من مواقف ومشاعر وتفاعل مع الجميور القارئ أو ُ‬
‫يتعامل معيا‪ .‬ىذه القدرة االتصالية والتمميحية واإليحائية لمصورة تمارسيا‬
‫ىذه األخيرة من خالل مختمف اإلشارات والرموز والدالالت غير المفظية‪،‬‬
‫وأحياناً المفظية في حالة المادة السمعية البصرية‪ ،‬التي تشكل مفردات‬
‫لغة الصورة‪ .‬وعمى اعتبار‪ ،‬أن الصورة ىي العنصر األكثر غ ازرة إلنتاج‬

‫‪16‬‬
‫المعنى‪ ،‬فإن الداللة البصرية أسيمت في توصيل المعنى لممشاىد مباشرة‪ .‬ألن "الصورة ىي في الدرجة‬
‫األولى‪ ،‬وسيمة إعادة عرض لكل ما تم تسجيمو أمام الكاميرا‪ ،‬وما ىو قابل لإلدراك بصرياً"(‪.)10‬‬

‫الوظيفة النقدية‬

‫النقد بيدف إثارة انتباه المتمقي وجذبو نحو مسألة‬


‫أو أمر ما‪ ،‬حيث يمارس النقد عموماً ميمة اليدم‬
‫والبناء‪ ،‬التفكيك والتركيب‪ ،‬التأمل واالستنتاج‪ ،‬وعميو‬
‫فوجود اإلنسان – والمتعمم خاصةً ‪ -‬مرتبط بالنقد‪ .‬إنيا‬
‫ِ‬
‫لممشاىد – المتمقي‬ ‫وظيفة التحميل والتأويل بالنسبة‬
‫الذي يبحث عن معنى األشياء في الصورة ثم ال ينفك‬
‫في البحث عن دالالت ىذه األشياء ومعانييا العميقة‬
‫وارتباطيا بالمحيط والبيئة وسياق األحداث‪ .‬ولذلك فإن‬
‫إىمال ىذه الوظيفة أو تعطيميا ىو إىمال أو تعطيل‬
‫آلفاق العقل والمعرفة‪ ،‬آفاق إعمال العقل فيما نشاىد‬
‫ونتمقى‪ ،‬وأيضاً آفاق فيم قوانين األشياء والظواىر‬
‫وكيفية اشتغاليا‪.‬‬

‫يمكن لمصورة التي نجحت بتحجيم الكممة‪ ،‬أن تقوم أيضاً بوظائف أخرى مثل‪:‬‬

‫‪ -‬الوظيفة السردية‪ :‬كما في المقطات السينمائية العامة والتمفزيونية‪.‬‬


‫‪ -‬الوظيفة التفسيرية‪ :‬من خالل توضيح وتفسير األشياء كي يفيم المتمقي ما ُيقَدم لو عبر البرامج‬
‫الوثائقية‪ ،‬صور القواميس‪ ،‬الكتب العممية‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الخالصة‬

‫لكل صورة سبب لوجودىا‪ ،‬ولذلك فكل صورة تؤدي وظيفة معينة تبعاً لسبب الوجود أو وظيفة مستوحاة‬

‫من وجود الصورة‪ .‬ففي التمفزيون والسينما‪ ،‬البد من وجود الصورة المتحركة ألنيا عماد المادة السمعية‬

‫البصرية‪ ،‬أما في الصحافة المطبوعة فاألمر مختمف حيث أن الصورة الفوتوغرافية أو الثابتة مرتبطة‬

‫بالمادة المطبوعة (خبر‪ ،‬مقال‪ ,‬تحقيق صحفي‪ ،)...‬فإن خدمت وأغنت مضمون ىذه المادة المطبوعة‬

‫فيذا سبب لنشرىا وبالتالي سبب وجودىا ىنا وان لم تقم بذلك فال معنى لنشرىا وبالتالي ال وظيفة ليا في‬

‫ىذا المطبوع‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫تمارين‬

‫اختر اإلجابة الصحيحة‪:‬‬


‫أوالً‪ .‬العممية االتصالية في جوهرها هي‪:‬‬

‫‪ .1‬عممية اجتماعية‬
‫‪ .2‬إرسال إشارات ورموز‬
‫‪ .3‬إرسال واستقبال إشارات ورموز‬
‫‪ .4‬عممية لغوية‬

‫اإلجابة الصحيحة رقم ‪3‬‬

‫ثانياً‪ .‬لمصورة فوائد عدة في مجال التعميم هي‪:‬‬

‫‪ .1‬تركيز االنتباه والتشويق واثارة االىتمام‬


‫‪ .2‬تعميم كثيري االستيعاب‬
‫‪ .3‬توفير زمن أطول لمتعمم‬
‫‪ .4‬قصر مدة التذكر‬

‫اإلجابة الصحيحة رقم ‪1‬‬

‫ثالثاً‪ .‬يجب النظر إلى االتصال البشري من خالل عدة مناظير منها‪:‬‬

‫‪ .1‬أنو عممية داللية‬


‫‪ .2‬أنو عممية إرشادية‬
‫‪ .3‬أنو عممية فردية‬
‫‪ .4‬كل ما سبق صحيح‬

‫اإلجابة الصحيحة رقم ‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫رابعاً‪ .‬لمصورة مجموعة وظائف ال بد أن تحقق كل صورة منها واحدة أو أكثر‪:‬‬

‫‪ .1‬وظيفة تدريسية‬
‫‪ .2‬وظيفة سيكولوجية‬
‫‪ .3‬وظيفة (طباعية ‪ -‬إخراجية)‬
‫‪ .4‬كل ما سبق صحيح‬

‫اإلجابة الصحيحة رقم ‪4‬‬

‫خامساً‪ .‬فيمم عن كيفية إجراء عممية تحميل كيميائي هو‪:‬‬

‫‪ .1‬فيمم ارشادي‬
‫‪ .2‬فيمم عممي‬
‫‪ .3‬فيمم تعميمي‬
‫‪ .4‬فيمم اجتماعي‬

‫اإلجابة الصحيحة رقم ‪3‬‬

‫سادساً‪ .‬كسرت ثقافة الصورة‪:‬‬

‫‪ .1‬إحتكارية مصادر الثقافة الوطنية‬


‫‪ .2‬إحتكارية مصادر التربية الدينية‬
‫‪ .3‬إحتكارية مصادر التعميم األساسي‬
‫‪ .4‬إحتكارية مصادر التربية التقميدية‬

‫اإلجابة الصحيحة رقم ‪4‬‬

‫سابعاً‪ .‬اإلخبار هو من الوظائف األساسية لمصورة ونقصد بذلك‪:‬‬

‫‪ .1‬األخبار اآلنية الراىنة‬


‫‪ .2‬األخبار اآلنية الراىنة حص اًر‬
‫‪ .3‬معمومات وأفكار في مختمف مجاالت المعرفة اإلنسانية‬

‫‪20‬‬
‫‪ .4‬اإلجابتان ‪ 1‬و ‪ 3‬صحيحتان‬

‫اإلجابة الصحيحة رقم ‪4‬‬

‫ثامناً‪ .‬صور تهدف إلى شرح وتوضيح المعمومات والبيانات الضرورية لتحصيل واكتساب التقنيات‬
‫والمهارات‪:‬‬

‫‪ .1‬صور ذات وظيفة تربوية‬


‫‪ .2‬صور ذات وظيفة تعميمية‬
‫‪ .3‬صور ذات وظيفة تدريبية‬
‫‪ .4‬صور ذات وظيفة عممية‬

‫اإلجابة الصحيحة رقم ‪3‬‬

‫‪21‬‬
‫المراجع‬

‫(‪ -)1‬ريجيس دوبري‪ ،‬حياة الصورة وموتها‪ ،‬ترجمة فريد الزاىي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬أفريقيا الشرق‪،2002 ،‬‬
‫ص ‪10‬‬
‫(‪ -)2‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬عصر الصورة ‪ -‬اإليجابيات والسمبيات‪ ،‬عالم المعرفة – المجمس الوطني‬
‫لمثقافة والفنون الكويت‪ ،‬واآلداب‪ ،‬العام ‪ ،2005‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ -)3‬فؤاد إبراىيم‪ ،‬ثقافة الصورة‪..‬التحدي واالستجابة‪ ،‬وعي الصورة‪..‬صورة الوعي‪ ،‬مؤتمر فيالدلفيا‬
‫عمان‪ 26-24 ،‬نيسان (إبريل)‪2007.‬‬
‫الدولي الثاني عشر( ثقافة الصورة)‪ ،‬األردن‪ّ ،‬‬
‫(‪ -)4‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ -)5‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ -)6‬جيل دولوز‪ ,‬الصورة الحركة أو فمسفة الصورة‪ ,‬المؤسسة العامة لمسينما‪ ,‬ترجمة‪ ،‬حسن عودة‪,‬‬
‫دمشق‪ ,‬الفن السابع ‪ ،1997 ,17‬ص ‪.88‬‬
‫(‪ -)7‬محمود عمم الدين‪ ,‬الصورة الفوتوغرافية في مجال اإلعالم‪ ,‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ,‬القاىرة‪,‬‬
‫‪ ،1981‬ص ‪.61‬‬
‫(‪ -)8‬أحمد بدر‪،‬عصر الصورة‪ ،‬دار قباء‪ ،‬القاىرة‪ ،2000 ،‬صفحة ‪.39‬‬
‫(‪ -)9‬فؤاد إبراىيم‪ ،‬ثقافة الصورة‪..‬التحدي واالستجابة‪ ،‬وعي الصورة‪..‬صورة الوعي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ -)10‬قيس الزبيدي‪ ،‬مونوغرافيات في تاريخ ونظرية صورة الفيمم‪ ،‬المؤسسة العامة لمسينما‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.166‬‬

‫‪22‬‬

You might also like