Professional Documents
Culture Documents
المها-العربي-
المها-العربي-
البقريات ،ذات سنام مميز على كتفيها وقرون طويلة مستقيمة وذيل ينتهي بخص لة ش عر .يُعت بر
هذا النوع أصغر أنواع المها جميعها ،وهو يس توطن ص حاري وس هوب ش به الجزي رة العربي ة
وبالد ما بين النهرين وسوريا وفلسطين ومصر.
تعتبر المها العربيّة نوعا مه ددا ب االنقراض ،إذ أنه ا ُتص ّنف على أنه ا من األن واع الموض وعة
ضمن الدرجة األولى من الحيوان ات الداخل ة في نط اق حماي ة االتفاقي ة الدولي ة لحظ ر اإلتج ار
باألنواع المهددة ( ،)CITESوكانت قد انقرضت فعليا في البريّة خالل أوائ ل عق د الس بعينات من
القرن العشرين عن دما قت ل أخ ر واح د منه ا في ص حراء الرب ع الخ الي على الح دود الس عوديّة
العمانيّة .وقد أعيد إدخال المها العربيّة إلى بعض موائلها الطبيعيّة منذ ثمانينات القرن ذات ه ،بع د
أن تم إكثارها في حدائق الحيوانات والمحميات الخاصة .إالّ أن نجاح هذه العمليّة كان متفاوتا.
قُ ّدرت جمهرة هذه الحيوانات ع ام 2008بح والي 1100رأس في البري ة ،وم ا بين 6000و
7000رأس في األس ر ح ول الع الم ،في ح دائق الحيوان ات ،المحمي ات ،وعن د ه واة تربي ة
الحيوانات الغريبة ،في منطقة الشرق األوسط خصوصا ،وبالتحديد في سوريا ،البح رين ،قط ر،
واإلمارات العربية المتحدة ،حيث يتم االحتفاظ بهذه الحيوانات في حظائر كبيرة مسيجة تس تطيع
فيها أن تعدو وتتنقل براحة ]3[.ت ّم اختيار مها عربية قطرية ُتدعى "أوري "Orry-كجالب الح ظ
الرس مي ل دورة األلع اب اآلس يوية لع ام 2006في الدوح ة ،ك ذلك ،تس تخدم الخط وط الجوي ة
القطرية صورة رأس مها عربية كشعار لها ،وهي مرس ومة على ذي ل جمي ع الط ائرات التابع ة
لها.
كان هناك اختالط حاصل بين ه ذه الحيوان ات ومه ا أب و ح راب بس بب أن كالهم ا حم ل االس م
العلمي ذاته نتيجة لخطأ أحد علماء الحيوانات في التصنيف ،قبل أن يتم تصحيح ه ذا األم ر بع د
فترة .تعتبر المها العربية من أكثر الحيوانات المجسدة في الشعر العربي ،خصوصا الغزلي منه،
ألسباب متعلقة بهيئتها التي نظر إليها كثيرون على أنها تجسيد للجمال والنقاوة.
التسمية
المها أو المهاة في اللغة العربية تعني الشمس ويُقال للك واكب مه ا ويق ال :للثغ ر النقي إذا أبيض
وكثر ماؤه مها والمهاة أيضا هي الحجارة البيض التي ت برق وهي البل ور والمه اة البل ورة ال تي
تبرق لشدة بياضها وقيل :هي الدرة والجمع مها ،وقد حصلت هذه الحيوان ات على اس مها باللغ ة
العربية بسبب لونها األبيض كالبلور .وفي اللغ ة العربي ة يُق ال له ذه الحيوان ات أيض ا "المار ّي ة"
و"الوضيحي" لكونها واضحة الرؤية من على بعد ،وكذلك بقر الوحش .يُشتق االسم العلمي لهذه
الحيوان ات Oryx leucoryxمن الكلم ة اليوناني ة "أوروكس" ،بمع نى "غ زال" أو "ظ بي"،
و"ليوكوريكس" بمعنى "أبيض" .وفي بعض اللغات األوروبية ُتسمى هذه الحيوانات أيضا بالمها
األبيض.
قام عالم الحيوان الروس ي "بي تر س يمون ب االس" بإدخ ال مص طلح "مه ا "oryx -إلى األدبي ات
العلمية عام ،1767وأطلقه على ظب اء العلن د المألوف ة ( ،)Antilope oryxوفي ع ام 1777
عاد وأعطى هذا االسم إلى المها جنوب أفريقية أو مها رأس الرج اء الص الح ،وفي نفس ال وقت
أعطى االسم العلمي Oryx leucoryxللظباء المعروفة اليوم بالمها العربي ة ،وق ال أن موطنه ا
يشمل "شبه الجزيرة العربية" وربم ا أيض ا ش مال أفريقي ا .وفي ع ام 1816ق ام ع الم الحي وان
الفرنسي "هنري ماري دركروتاي دو بالنفيل" بتقسيم مجموعة الظباء وجعل المها جنسا ،وغيّر
االس م العلمي للمه ا الجن وب أف ريقي من Antilope oryxإلى .Oryx gazellaوفي س نة
1926قام عالم الحيوان األلماني "مارتن ليختنش تاين" بتعقي د األم ور عن دما نق ل االس م العلمي
للمها العربية إلى مها أبو حراب (التي تحم ل الي وم االس م العلمي " )"Oryx dammahوال تي
اك ُتش فت آن ذاك ،بالنس بة للع الم الغ ربي ،في الس ودان بواس طة ع الميّ البيئ ة األلم انيين "فيله ام
فري دريش هم بريش" و"كريس تان غوتفراي د إهرنب يرغ" .بقيت المه ا العربي ة آن ذاك ب دون اس م
أوروبي أو علمي ،إلى ت ّم تقديم أولى الحيوانات الحية منه ا إلى جمعي ة عل وم الحي وان في لن دن
(باإلنجليزية )Zoological Society of London :عام .1857اقترح الدكتور "جون إدوارد
غراي" أن يطل ق على ه ذه الحيوان ات االس م العلمي Oryx beatrixتيمن ا ب األميرة بي اتريس
أميرة المملكة المتحدة ،دون أن يعرف أن هذا النوع كان هو ذاته الن وع ال ذي أطل ق علي ه اس ما
علميّا في السابق ثم اختلط مع نوع أخر بسبب خطأ ليختنشتاين .وعلى ال رغم من أن ه ذا االس م
كان هو الذي سوف يُعتمد عند العلماء ،إال أن العالم "مايكل روجرز" عاد وأطل ق االس م العلمي
Oryx algazalعلى مها أبو حراب ،قبل أن يُعاد تسميتها باالسم الحالي ،وأعاد االسم األص لي
إلى المها العربية .يُعزى االختالط الحاصل بين كال النوعين باللغة اإلنكليزي ة إلى أن كال منهم ا
كان يحمل اسم "المها األبيض" (باإلنجليزية )White Oryx :في اللغة اإلنكليزية.
يبلغ علوّ المها العربيّة حوالي المتر ( 39إنشا) عند الكتف ،ويبلغ وزنها ح والي 70كيلوغرام ا
( 154رطل تقريبا) .يكون لون المها العرب ّي ة أبيض كلي ا في معظم الجس د ع دا الج زء الس فلي
والقدمين التي تكون بنيّة الل ون ،كم ا وتمتل ك خطوط ا س وداء حيث يلتقي ال رأس ب العنق وعلى
الجبهة واألنف ،وللجنسين قرون طويلة حلقيّة منحنية بعض الشيئ يتراوح طول كل منها ما بين
50إلى 75سنتيمترا ( 20إلى 30إنشا).
تتغذى المها العربيّة على البصالت واألعش اب وأوراق األش جار ،وهي تمض ي س اعات النه ار ّ
تستريح تجنبا للحرارة المرتفعة كما وتس تطيع ه ذه الظب اء تحدي د المن اطق ال تي تس اقطت فيه ا
األمطار ومن ثم االنتقال إليه ا ،وبالت الي ف إن نط اق تجواله ا واس ع ،فق د أظه رت دراس ة ألح د
القطعان في عُمان أن نطاق تجواله يزي د عن 3,000كيلوم تر مر ّب ع .تعيش المه ا العرب ّي ة في
قطعان مختلط ة من الجنس ين وي تراوح ع دد أف راد القطي ع بين 2و 15رأس ا في الع ادة ،على
الرغم من ورود تقارير تفيد بوجود قطعان تح وي م ا يزي د عن مئ ة ف رد .ع ادة م ا تك ون ه ذه
الحيوانات هادئة وغير عدائية تجاه بعضها البعض ،مم ا يس مح له ا ب أن تتع ايش س ويّا ألوق ات
طويلة.
تعتبر الذئاب والضباع المخططة المفترسة الوحيد للمها العربية حاليّا ،إلى جانب اإلنسان .يُع ّم ر
المه ا الع ربي قراب ة 20س نة في األس ر وفي البري ة ك ذلك األم ر إن ت وافرت ل ه الظ روف
المناسبة،أما في فترات الجفاف فإن أمد حياة هذه الحيوانات ينخفض بش كل ملح وظ كنتيج ة لقل ة
التغذية والتجفاف .ومن أسباب النفوق األخرى عند هذه الحيوانات؛ الج راح عن د ال ذكور بس بب
قتالها مع بعضها ،لسعات األفاعي ،األمراض واألوبئة ،والغرق عند حدوث الفيضانات.
االنتشار والمسكن
ك انت المه ا العربي ة منتش رة فيم ا مض ى في القس م األك بر من الش رق األوس ط ،وبحل ول ع ام
1800كانت ال تزال تعيش في سيناء ،جن وب فلس طين ،ش رق األردن ،معظم الع راق والبادي ة
السورية ،وأغلب أنح اء ش به الجزي رة العربي ة .وخالل الق رن التاس ع عش ر والعش رين تراج ع
موطنها بشكل كب ير ح تى وص ل أقص ى ح د ش مالي ل ه إلى الح دود الش مالية للس عودية حال ّي ا،
وبحلول عام 1914كان هناك القليل جدا من هذه الحيوان ات خ ارج الس عودية ،وفي الثالثين ات
وردت تقارير قليلة جدا تفيد بوجود بضعة رؤوس فقط في األردن ،وبحلول أواسط ذلك العق د لم
تكن المها العربية تتواجد إال في ص حراء النف ود في ش مال غ رب الس عودية والرب ع الخ الي في
الجنوب.
أخذ األمراء العرب ومتعهدي شركات النفط يصطادون هذه الحيوان ات في منتص ف الثالثين ات،
باستخدام السيارات واألسلحة النارية ،وذلك لفسح المجال لحفر اآلبار الستخراج النفط المكتش ف
حديثا ،وكانت هذه العمليات ض خمة للغاي ة حيث قي ل أن بعض األم راء اس تخدموا قراب ة 300
س يارة الستئص ال ه ذه الظب اء من أراض يهم .ك انت الجمه رة الش مالية من المه ا العربي ة ق د
انقرضت بحلول عام ،1950وورد أخر تقرير عن المها الوحيدة المتبقية في البري ة ،قب ل تنفي ذ
عمليات إعادة اإلدخال ،عام .1972
تفضل هذه الحيوان ات أن تقطن الص حاري الحص وية أو ذات الرم ل القاس ي ،حيث تس تطيع أن
تعدو وتهرب بس هولة من معظم أع دائها من المفترس ات والص يادين البش ر الم ترجلين .أم ا في
الس عودية حيث تنتش ر الص حاري الرملي ة ،ف إن ه ذه الحيوان ات ك انت تعيش في المن اطق ذات
الرمل القاسي ،أي في المسطحات بين الكثبان والتالل.
السلوك والعادات
الحمية
تتألف حمية المها العربية من األعشاب إجماال ،إال أنه ا تقت ات أيض ا على مجموع ة واس عة من
النبات ات األخ رى ،ال تي تش مل أوراق األش جار ،البص الت ،الحش ائش ،ال درنات ،الفاكه ة،
والجذور .تتبع قطعان المها العربي األمطار النادرة حتى تقتات على األعشاب التي يحثها المطر
على النمو .تستطيع هذه الحيوانات االستمرار ألسابيع من دون شربة ماء .أظهرت األبح اث في
عُمان أن األعشاب من جنس النصي " "Stipagrostisهي األعشاب األساسية التي تفضلها هذه
الحيوانات؛ وتبين أن زهور هذه األعش اب من أك ثر الزه ور غ نى ب البروتين الص رف والم اء،
بينما ظهر أن أوراق األشجار مصدرا غذائيّا أفضل من غيره إلى جانب أنواعا نباتية أخرى.
السلوك
تقوم المها العربية بحفر أفحوصا بسيطا في التربة الطرية لتقبع وتستريح فيه ا ،في ال وقت ال ذي
ال تجول فيه عبر مسكنها أو عندما ال تقتات .وهي قادرة على تحديد موقع األمطار البعي دة ال تي
تلحق بها كي تقتات على النباتات حديثة النمو التي يحثها المطر .يختلف عدد األف راد في القطي ع
بش كل كب ير بين قطي ع وأخ ر ،فق د وردت تق ارير تفي د بوج ود قطع ان ذات 100رأس ،إال أن
المعدل في العادة هو 10أفراد أو أقل .ال ُتنشأ الذكور العازبة من هذا الن وع أي قطع ان خاص ة
بها كما العديد من أنواع الظباء األخ رى ،كم ا أن الس لوك المن اطقي االنع زالي لل ذكر المس يطر
نادر .في القطيع تراتبية دقيقة تشمل جميع الذكور واإلناث التي فاقت 7أش هر من العم ر .تمي ل
هذه الحيوانات إلى أن تبقى على اتصال بصري ببعض ها البعض ،حيث تتخ ذ ال ذكور الخاض عة
مركزا لها في وسط القطيع وتبقى اإلناث على األطراف .وبحال انفصلت الذكور أو ش ردت عن
القطيع ،فإنها تعود لتزور أخر موقع كان القطيع في ه وتبقى هن اك بمفرده ا إلى أن يع ود القطي ع
إلى ذات المكان .يُنشأ ال ذكر المس يطر ح وزا خاص ا ب ه في أفض ل من اطق ال رعي ،بينم ا تبقى
الذكور العازبة منعزلةُ .تنشأ هذه الحيوانات تسلسال هرميّا للهيمن ة فيم ا بين بعض ها ،حيث يع بر
كل منها عن هيمنته على الفرد األدنى من ه مرتب ة عن طري ق إش ارات جس دية ،تجعله ا تتف ادى
القتال مع بعضها والذي يمكن أن ي ؤدي إلى إص ابتها بج راح بالغ ة من ق رون خص مها الح ادة.
تستخدم ال ذكور واإلن اث على ح د س واء قرونه ا لل دفاع عن م وارد البق اء الن ادرة في منطقته ا
الصغيرة ضد الغرباء.