Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫ـ ـ بسم اهلل الرمحن الرحيم أما بعد ـ ـ‬

‫هذا شهر رمضان شهر الغزو واجلهاد والضرب بالقيان وسن الرماح والفتوحات ‪ ،‬وهكذا‬
‫فكونوا رمحكم اهلل ‪ ،‬أغزوا أهل األهواء واملعطلة وسنوا أقالمكم وحمابركم ‪ ،‬وجاهدوهم‬
‫بالقرآن والسنة واآلثار ‪ ،‬وافضحوهم يف هذا شهر اجلهاد والغزو ‪ ،‬وقد غزوناهم يف بداية‬
‫هذا الشهر بذكر ديوان الزنادقة وأخبارهم وبيان فرقهم ومللهم ‪ ،‬مث ثنينا بفضح جتهم أيب‬
‫جعفر النحاس املفسر وتعطيله للصفات ‪ ،‬وها حنن نثلث بفضائح مدوية عند الطربي ‪.‬‬
‫ومحمد بن جرير بْن يزيد بْن كثري بْن غالب أبو جعفر الطَّرِربي املتوىف ‪ 310‬هـ ‪.‬‬
‫له ملفات مطوية ألزمان مديدة مل خترج لرتى النور ‪ ،‬واليوم بإذن اهلل تقرر نشرها بعدما‬
‫الظن به فرتة من الزمان ‪ ،‬لكن التهم قدمية والشك فيه عريق ‪.‬‬ ‫أ ِ‬
‫حس رن َّ‬
‫ذكر ابن أبي زيد القيرواني يف رسالته يف طلب العلم يف سياق كالمه حول بعض‬
‫مؤلفات املشارقة ‪ ( :‬وأما تفسري حممد بن جرير فبلغين أنه حسن ‪ ،‬وال أدري حمل الرجل‬
‫عند أهل بلده يف التمسك ‪ ،‬وبعض الناس يتهمه ) اهـ ـ‬
‫وقد يتعجل من ال يكمل هذا املقال عن آخره فيقولون وهم كثري ممن ال يعرف الطربي‬
‫جيدا أو من ال يعرف السنة أصال ‪ :‬أنه مظلوم مفرتى عليه !!‬
‫ي رَجر رع كِترابًا‬
‫رن الطَّرِرب َّ‬
‫كما ورد عن بعض المؤرخين أن سبب طعن احلنابلة عليه روه رو أ َّ‬
‫ِ‬
‫يل لره ِيف ذرل ر‬
‫رمح رد بن حْنب ٍل‪ ،‬فرِ‬ ‫ف الْف رقه ِاء ‪ ،‬ورمل ي ْذكر فِ ِ‬ ‫ذر ركر فِ ِيه اختِ‬
‫ال‪ :‬رملْ‬
‫ك‪ ،‬فرـ رق ر‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫يه‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ال‬‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ر‬
‫ك رعلرى ا ْحلرنرابِلر ِة ‪ )..‬اه ـ ـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يرك ْن فرق ًيها‪ ،‬روإََِّّنرا ركا رن حمر ِّدثًا‪ ،‬فرا ْشتر َّد رذل ر‬
‫هكذا ذكر ابن األثري يف كتابه الكامل يف التاريخ (‪. )9-8/7‬‬
‫ال ِِل‪:‬‬‫بن رعلِ ٍّي يرـق ْول‪ :‬أ َّرول رما رسأرلرِين ابْن خرزْميرةر فرـ رق ر‬ ‫ِ ِ‬
‫الحاكم ‪ :‬رَس ْعت ح رسْيـنرك ر‬ ‫ال َ‬ ‫وقَ َ‬
‫ال ‪ :‬روِملر ؟ قـ ْلت ‪ :‬ألرنَّه ركا رن الر يرظهر‬ ‫كتبت رع ْن حمر َّم ِد ب ِن رج ِريْ ٍر الطَّ ِربي ؟ قـ ْلت ‪ :‬الر ‪ ،‬قر ر‬
‫ر‬
‫ب رع ْن ك ِّل‬‫ك ملْ تر ْكت ْ‬ ‫ت ‪ ،‬ليتر ر‬ ‫ت احلرنرابِلرة متنع ِم رن الدُّخول رعلرْي ِه قر ر‬
‫ال ‪ :‬بِئس رما فرـ رع ْل ر‬
‫وركانر ِ‬
‫ر‬
‫ت ِم ْن أِريب رج ْع رف ٍر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كتبت رعْنـهم رو رَس ْع ر‬
‫رم ْن ر‬
‫وقال ابن خزيمة ‪ :‬ولقد ظلمْته احلنابلة !! ‪.‬‬
‫فهل صحيح الرجل مظلوم ‪ ،‬واحلنابلة كما يسميه ابن خزمية ظلموه ؟‬
‫فقد آن أوان نصب احملكمة ونصب الشهود والبينات لنرى ذلك ‪.‬‬
‫وقد تكرر السؤال والطلب من كثري من اإلخوة عن حاله وكتبه وكيف لسين أن يعرف‬
‫ماله وما عليه ‪ ،‬وكنت قد نبهت على بعض ما عليه بشكل خمتصر لكن يبدو أنه كان‬
‫غري شاف ‪ ،‬وهلذا كان لزاما أن نفصل ما اختصرناه سابقا ‪.‬‬

‫هذا الكتاب هو الذي فضحه لنا أول مرة ‪ ،‬حىت جعلنا نرتقب كالمه من جديد يف كتبه‬
‫وحنذر منه ‪ ،‬وال حنسن الظن به ‪ ،‬فإنه ألفه على طريقة املتكلمني وتقريراهتم يف الكالم‬
‫عن اهلل وصفاته وأتى فيه بالضالالت العمياء ‪ ،‬والسبب أنه كان خيلط يف طلبه وقراءته‬
‫ويقرأ أي شيء جيده من منطق وفسلفة وكتب أهل الرأي وغريها مع كتب األثر !! وكان‬
‫داود الظاهري أكثر من تعلم بني يديه !!‬
‫قال عبد العزيز بن محمد الطبري ‪ :‬وكان أبو جعفر قد نظر يف املنطق واحلساب واجلرب‬
‫واملقابلة وكثري من فنون أبواب احلساب ‪ ) ...‬اهـ ـ‬
‫قال أبو الحسن عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن المغلس الفقيه ‪ :‬وكان سبب‬
‫تصنيف هذا الكتاب أن أبا جعفر كان قد لزم داود بن علي مدة وكتب من كتبه كثريا‪،‬‬
‫ووجدنا يف مرياثه من كتبه مثانني جزءا خبطه الدقيق‪ ،‬وكان فيها املسألة اليت جرت بني‬
‫داود بن علي وبني أيب اجملالد الضرير املعتزِل بواسط خروجهما إىل املوفق ملا وقع التنازع‬
‫يف خلق القرآن ) اه ـ‬
‫ويف هذا الكتاب يعذر فيه من جهل صفة السمع والبصر هلل تعاىل !! ‪.‬‬
‫معالِم الدِّيْ ِن"‪ :‬ال رق ْول فِْي رما أ ْد ِررك علمه ِم رن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال ابْن َج ِريْر في كتَاب "التبصير في َ‬ ‫قَ َ‬
‫رن لره ير رديْ ِن بِرقوله‪{ :‬بر ْل ير رداه‬ ‫صْيـر‪ ،‬روأ َّ‬ ‫اىل أرنَّه رَِسيع ب ِ‬
‫ك رْحنو إِخبا ِرهِ ترـ رع ر‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫الص رفات رخرباً‪ ،‬رو رذل ر‬‫ِّ‬
‫ضحك بِرقوله ِيف احل ِدي ِ‬ ‫ِ‬ ‫رمْبسوطرتران} روأ َّ‬
‫ث‪:‬‬ ‫رْ‬ ‫رن لره رو ْجهاً ب رقوله‪ { :‬رويرـْبـ رقى رو ْجه رربِّك} روأرنَّه ير ْ ر‬
‫الدنْـيرا" خلرب رسوله بذلك‪ ،‬وقال رعلرْي ِه‬ ‫ض رحك إِلرْي ِه"‪ ،‬رو "أرنَّه يرـْن ِزل إِ رىل َسراء ُّ‬ ‫"لرِق ري اهللر روه رو ير ْ‬
‫ال‪ :‬فرِإ َّن ه ِذهِ‬ ‫الر ْمحرن" ‪ ،‬إِ رىل أر ْن قر ر‬ ‫رصابِ ِع َّ‬ ‫ب َّإال وهو بـني أصبـع ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ني م ْن أ ر‬ ‫السالرم ‪ :‬رما م ْن قرـ ْل ٍ ر ر ر ْ ر ْ ر ْ‬ ‫َّ‬
‫ف اهلل نرـ ْفسه روررس ْوله رما الر يرـثْبت رح ِقْيـ رقة ِع ْل ِم ِه‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ر‬ ‫املررع ِان الَِّيت وصفت رونظرائ ررها ممَّا رو ر‬
‫انتهائِ رها إِلرْي ِه ) اهـ ـ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫رحداً َّإال برـ ْعد ر‬
‫الرويَّة‪ ،‬الر ن ركفِّر باجلر ْهل ِبرا أ ر‬ ‫الفكر رو َّ‬
‫(قلت) وصفة السمع والبصر مثل صفة العلم والكالم وغريها مما يعلم بالعقل والفطرة‬
‫ومثله ال جيهل أصال فمن ادعى جهلها أو تأويلها أو إنكارها كفر مباشرة بال تفصيل‬
‫وعاذر هؤالء عند السلف كعاذر اجلهمية سواء ‪ .‬وال يقال هذا أيضا قاله الشافعي بل‬
‫ذاك كذب مل يقله والرسالة املنسوبة إليه اليت يرويها اهلكاري ال تصح عنه كما بني ذلك‬
‫)‪.‬‬ ‫يف مقال مفرد راجعه لزاما اَسه (‬
‫وهاهو تلميذ الشافعي املزن يقول خبالف ما يف ما نسب للشافعي ‪.‬‬
‫اعيل الرتِمذي قال ‪َ :‬سعت املرزن‬
‫ال َعمرو بن تميم المكي ‪َ :‬سعت حممد بن إِ َْس ِ‬
‫ر‬ ‫وقَ َ ْ ْ‬
‫يصح ٍ‬
‫ألحد توحيد رح َّىت يعلم أن اهلل على العرش بصفاته ‪ ،‬قلت ‪ :‬مثل أي‬ ‫يقول ‪ :‬ال ُّ‬
‫ال ‪َ :‬سيع بصري عليم )‬
‫شيء ؟ قر ر‬

‫تارخيه روى فيه ما يسميه السلف باألحاديث الرديئة أي اليت فيها شجار بني الصحابة‬
‫وطعونات وغريها اليت من البدع والقبائح روايتها والتحديث ِبا يرويها ويسكت عنها وال‬
‫يعلق بشيء !! وليته اعتمدا على الثقات ‪ ،‬بل أكثر ما يرويه يف هذا األمر عن الروافض‬
‫كسيف بن عمر التميم الكذاب ‪ ،‬وكأيب خمنف لوط بن حيىي الرافضي الذي قال ابن‬
‫رع ِدي عنه ‪ ( :‬شيعي حمرتق صاحب أخبارهم ) وألف بعض املعاصرين كتاب َساه ‪:‬‬
‫) لكثرة اعتماده عليه !! وحقق بعضهم تارخيه‬ ‫(‬
‫) وفصلوا هذه األباطيل يف قسم الضعيف ‪.‬‬ ‫وَسوه (‬
‫وال يستحي حين يعتذر يف مقدمة تارخيه بعذر أقبح من ذنب ‪ ( :‬فما يكن يف كتايب‬
‫هذا من خرب ذكرناه عن بعض املاضني مما يستنكره قارئه ‪ ،‬أو يستشنعه سامعه من أجل‬
‫أنه مل يعرف له وجها يف الصحة ‪ ،‬وال معىن يف احلقيقة ‪ ،‬فليعلم أنه مل يؤت يف ذلك من‬
‫قبلنا ‪ ،‬وإَّنا أتى من قبل بعض ناقليه إلينا ‪ ،‬وإنا إَّنا أدينا ذلك على حنو ما أدي إلينا )‬
‫ِ‬
‫يث‬‫رح ِاد ر‬‫ب ْاأل ر‬ ‫وقد بوب لها الخالل في السنة (ص‪ [ : )501‬التَّـ ْغليظ رعلرى رم ْن ركتر ر‬
‫صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّ رم ]‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رص رحاب ررسول اللَّه ر‬ ‫الَِّيت ف ريها طر ْعن رعلرى أ ْ‬
‫الرقَِّة‪ ،‬فرـ رو َّج ْهنرا ِِبرا إِ رىل‬
‫ال ‪ :‬رجاءرنرا رع ردد رورم رعه ْم ذر ركروا أرنـَّه ْم ِم رن َّ‬ ‫وروى عن أبي الْحا ِر ِ‬
‫ث قَ َ‬ ‫َ‬
‫ول اللَّ ِه‬‫اب رس ِ‬ ‫أِريب رعْب ِد اللَّ ِه ‪ ،‬ما ترـقول فِيمن رز رعم أرنَّه مباح لره أر ْن يـتر ركلَّم ِيف مسا ِو ِئ أ ْ ِ‬
‫رص رح ر‬ ‫ر ر رر‬ ‫رْ ر ر‬ ‫ر‬
‫وء ررِديء ‪ ،‬جيرانرـبو رن رهؤرال ِء‬ ‫ال أربو عب ِد اللَّ ِه ‪ « :‬ه رذا رك رالم س ٍ‬
‫ر‬ ‫رْ‬ ‫صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّ رم ؟ فرـ رق ر‬
‫ر‬
‫الْ رق ْوم ‪ ،‬رورال جيرالرسو رن ‪ ،‬رويـبرـ َّني أ ْرمره ْم لِلن ِ‬
‫َّاس »‬
‫ال ‪ :‬سأرلْت أربا عب ِد اللَّ ِه قـلْت ‪ :‬ه ِذهِ ْاأل ِ‬ ‫وعن أبي ال ِ‬
‫ت ِيف‬ ‫رحاديث الَِّيت رِوير ْ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر رْ‬ ‫ْحا ِرث قَ َ ر‬ ‫َ‬
‫رح ٍد أر ْن‬ ‫ِ‬
‫ال ‪ :‬رال أ رررى أل ر‬ ‫رح ٍد أر ْن ير ْكتبرـ رها ؟ قر ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل رعلرْيه رو رسلَّ رم تـررى أل ر‬ ‫َّب ر‬‫اب النِ ِّ‬‫رصح ِ‬
‫أْر‬
‫الرج رل يرطْلبـ رها روير ْسأرل رعْنـ رها ‪ ،‬فِ ريها ِذ ْكر عثْ رما رن‬ ‫ب ِمْنـ رها رشْيئًا ‪ ،‬قـ ْلت ‪ :‬فرِإ رذا ررأريْـنرا َّ‬ ‫ير ْكت ر‬
‫صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّ رم قر ر‬ ‫رصح ِ‬ ‫وعلِي ومعا ِويةر و رغ ِريِهم ِ‬
‫الرج رل‬‫ت َّ‬ ‫ال ‪ :‬إِذرا ررأريْ ر‬ ‫ر‬ ‫َّب‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬‫ن‬‫ال‬ ‫اب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ر ر ٍّ ر ر ر ر ْ ْ ْ ر‬
‫ْ‬
‫وء "‪.‬‬ ‫يطْلب ه ِذهِ ورجيمعها فرأرخاف أر ْن يكو رن لره خبِيئة س ٍ‬
‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر ْر ر ر‬ ‫ر‬
‫(قلت) هلذا ال تستغرب أن نسبته احلنابلة يف زمنه للرتفض وطعنوا فيه ملثل هذه األسباب‬
‫حىت منعوا أي يدخل أحدا دراه بل ومنعوا دفنه بالنهار ملا مات وما دفن إال بداره !!‬

‫له مثال فتوى يف طالق الثالث شاذة ‪.‬ولعله هو سلف ابن تيمية يف ذلك ‪.‬‬
‫عند الوضوء موافقةً للشِّيعة !! نسبه إليه َجاعة‬
‫ني ر‬‫الرجل ِ‬ ‫ونسب له القول جبوا ِز ِ‬
‫مسح ِّ‬
‫منهم ذاك اب ِن حزم يف احمللى وذاك الباجي يف املنتقى ‪ ،‬وأيب املظفر السمعان يف تفسريه‬
‫ِ‬
‫األحكام وغ ِريه ‪ ،‬واب ِن رشد احلفيد يف بداية‬ ‫وذاك البغوي يف تفسريه ‪ ،‬وابن العريب يف‬
‫اجملتهد واب ِن اجلوزي يف املنتظم والقرطب يف تفسريه وابن كثري يف البداية وغريهم وغريهم‬
‫كثري ينسبون هذا القول ‪ ،‬وبعضهم يقول هناك طربي آخر يشبه اَسه وهو شيعي فعله‬
‫ال ابن الجوزي في المنتظم ‪ :‬ركا رن ابن‬
‫هو من قال ذلك واشتبه على الناس !! ‪ .‬قَ َ‬
‫جرير يرى جواز املسح على القدمني وال يوجب غسلهما فلهذا نسب إىل الرفض ‪.‬‬
‫قال أبو عمرو الداني في أرجوزته ‪:‬‬
‫والطب ـ ــري ص ـ ــاحب التفس ـ ــري لـ ـ ــه اختيـ ـ ــار لـ ـ ــيس بالشـ ـ ــهري‬
‫سبب طعوناته ترجع إىل الشروط اليت وضعها للقراءات ‪ ،‬فإنه مل يكتـف بالشروط الثالثة‬
‫)‬ ‫املشهورة عند املفسرين والقراء (‬
‫فاشرتط إَجاع القراء على ذلك احلرف !! واستفاضته عندهم وشهرته لديهم ‪ ،‬و هلذا‬
‫جتده ال يرتدد يف رد القراءة املخالفة للمصاحف ولـو صـحت ورويـت عـن أكـابر الصحابة‬
‫(يطوقونه) فرده الطربي !! بسبب‬
‫مثاله قوله تعاىل ( وعلى الذين يطيقونه ) قرأ بن عباس ِّ‬
‫أنه يطلب اإلَجاع والشهرة واالستفاضة يف احلرف املقروء حىت يف رَسه !!‬
‫ومن أقواله يف الرسـم ‪" :‬وغيـر جـائز ألحـد أن يلحـق يف كتاب ااهلل تعاىل شيئ مل يأت به‬
‫اخلرب القاطع العذر عمن ال جيوز خالفه ‪.‬‬
‫وتعنت الطبـري فـي شـرطه النتخـال القـراءات والروايـات املختلفـة املبـان أن تكـون متفقـة‬
‫املعـان متقاربـة فيمـا بينهـا ال يـدفع بعضـها بعضـا ‪ ،‬وهـو شـرط انفـرد بـه الطبـري فيمـا يعلم‬
‫!! فهو أول من اخرتع هذا الشرط وافتعله !!‬
‫فتجده يطلق عبارات عن قراءات ثابتة خالفت شرطه فيقول ‪ :‬أصح القراءتني غري جائزة‬
‫القراءة ِبا ‪ ،‬أعجب القـراءتني ‪ ،‬حرمـة القـراءة ِبـا ‪ ،‬ال أسـتجيز القـراءة قـراءة غيـر محيـدة‬
‫حمظـورة غيـر جـائزة ‪ ،‬أولـى القـراءتني ‪ ،‬خطـأ ِبا ‪،‬القراءة اليت هي القراءة ‪ ،‬أشد إيثارا‬
‫ق ـراءة مــن ق ـرأ ذلــك ‪ ،‬الواجــب الصــحيح مــن الق ـراءة اليصــلح غيــره أن يق ـرأ بــه ‪ ،‬أحــب‬
‫الق ـراءتني ‪ ،‬الصواب من القراءة ‪ ،‬منع القراءةِبا ‪ )....‬وحنو هذه العبارات ‪.‬‬
‫ِبذه األلفا حكم ابـن جريـر الطبـري علـى كـل الروايـات التـي جـاءت فـي كتابـه "جـامع‬
‫البيـان" وظاهر هذه األلفا صـرحية فـي الطعـن !!‬
‫فمثال يقول يف تفسريه (‪ )50/1‬يف سورة الفاحتة ‪ :‬عند تعرضه لقراءة القراء بـ ـ‬
‫يقول أصحها ملك !! والقراءتني متواترتني عن النب صلى اهلل عليه وسلم وقرأ‬
‫ِبا الصحابة والقراء واألمة كلها ‪.‬‬
‫)‬ ‫ونفس الشيء فعل عند قوله تعاىل من سورة البقرة (‬
‫وقد وردت فيها قراءاتان متواترتان عن النب صلى اهلل عليه وسلم ( بالتخفيف والتشديد‬
‫للذال ) كما نقول اليوم (حفص وورش) وهو يضعف إحدامها ويرجح أخرى !!‬
‫بل وال يسـتجيز (!!) بـل وحيـرم (!!) قـراءة بعـض األحـرف املتواترة املنسوبة ليعقوب أو‬
‫محزة أو ابن عامر أو حفص وعاصم وهي قراءات ثابتة عشـرية عن النب صلى اهلل عليه‬
‫وسلم مقـروءة قدميا واليـوم ‪.‬‬
‫}‪:‬‬ ‫فمثال قال في في تفسيره (‪ )277/1‬عند قوله تعاىل {‬
‫( فالواجب أن يكون الصحيح من القراءة (وما خيدعون) دون (وما خيادعون] ‪ ..‬فذلك‬
‫غري جائز من اهلل تعاىل ) !! و هاتان القراءتان متواترتان عنه صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬
‫وأنكره هو قرأ به نافع وابن كثري وأبو رع ْمرو ‪ ،‬وهاهو ينكر حرفا من القرآن ثابت متواتر‬
‫عند السلف !!‬
‫واألمثلة كثرية رمبا باملئات من كثرهتا !! ويكفيك ما قد ضربته لك كمثال ‪ ،‬مما يتبني أنه‬
‫معتوه جريئ غره قول الناس فيه أنك جمتهد مطلق !!‬
‫وهذا يفعله كثريا يف تفسريه ‪ ،‬وهذه طريقة أهل الزيغ ‪ ،‬فهو يذكر أقوال اهل السنة وأهل‬
‫البدع والكالم واجلهمية واملعتزلة دون تسمية القائل تسويةً بني احلق والباطل !! فضال أن‬
‫يضلل القائل أو جيهمه بقوله !! من أمثلة ذلك ‪:‬‬

‫ضبه إحالل عقوبته !! ‪.‬‬


‫يقول الطربي ‪ :‬قال‪ :‬قال بعضهم ‪ :‬رغ ر‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬الغضب صفة كالعلم والقدرة !!‬
‫هكذا ذكر هذه األقوال ‪ ،‬ومل يـبرـ ِّني رمن هم هؤالء وهؤالء ! وال ماهو الصح !!‬
‫مع أن القول األول هو مذهب اجلهمية يف تعطيل الصفات ‪ ،‬ويقصد بالقول الثان أهل‬
‫السنة ‪ ،‬وهكذا حيشر أقوال اجلهمية مع أقوال أهل السنة يف الصفات وال يبني وال يسمي‬
‫‪ :‬يف سورة‬ ‫وال يضلل ‪ ،‬ويغش القراء ويوقعهم يف الضاللة ِبذا الفعل !!‬
‫البقرة (‪ )26‬قول اهلل تعاىل‬
‫ذكر بعض كالم اللغويني يف تفسري معىن اإلستحياء باخلشية ومل يذكر غريه يف تفسري هذه‬
‫اآلية !! وهو تعطيل للصفة ومذهب اجلهمية ‪.‬‬
‫) فذكر أقوال املتكلمني‬ ‫يف تفسري قوله تعاىل (‬
‫واملعتزلة وغريهم ومل يبني من هم ومل يرجح !!‬
‫فعل يف تفسري قوله تعاىل { اللَّه ير ْسترـ ْه ِزئ ِبِِ ْم } فقال ‪ :‬اختلف يف صفة‬
‫استهز ِاء اهلل جل جالله ويقل كالعادة ما سبق !! ومثلها يف صفة املكر والغضب فعل !!‬
‫‪ :‬فإنه عند تفسريه لقوله تعاىل ‪:‬‬
‫) يقول أن الناس اختلفوا فيها وينقل بعض اآلثار‬ ‫(‬
‫واألقوال وخيلط أقوال اجلهمية باآلثار ‪ ،‬بل فعل شيئا خبيثا ملا ساق بعض آثار السلف‬
‫يف قوهلم أنه ال تدركه األبصار يف الدنيا ‪ ،‬وهذا قول صحيح ال يتعلق بقول اجلهمية لكنه‬
‫دلس وقال ‪ :‬فقال قائلو هذه املقالة ‪ :‬معىن"اإلدراك" يف هذا املوضع ‪ ،‬الرؤية وأنكروا أن‬
‫يكون اهلل يـرى باألبصار يف الدنيا واآلخرة ‪ ،‬وتأولوا قوله‪ ( :‬وجوه يـومئِ ٍذ نر ِ‬
‫اضررة إِ رىل رربـِّ رها‬ ‫رْ ر‬ ‫ر‬
‫اظررة) مبعىن انتظارها رمحة اهلل وثوابره ) !! مث ساق أقوال اجلهمية وشبهاهتم الكثرية ومل‬ ‫نر ِ‬
‫يبني من هم ومن قائل ذلك مومها أنه أحد أقوال السلف املعتربة !!‬
‫فعل عندما وصل في تفسيره (‪ )71/24‬عن قوله تعاىل ‪:‬‬
‫) يقول ‪ :‬اختلف أهل التأويل يف تأويل ذلك ثم‬ ‫(‬
‫يقول عن قول السلف وأهل السنة ‪ ( :‬فقال بعضهم ‪ :‬معىن ذلك ‪ :‬أهنا تنظر إىل رِبا )‬
‫‪...‬قال بعضهم هكذا قبحه اهلل يصف قول السلف (بعضهم) !! ‪.‬‬
‫مث يذكر فقط شيء قليل من أقوال التابعني وال يذكر أقوال الصحابة املروية يف ذلك !!‬
‫كأنه يوهم أنه مذهب قليل قائله !!‬
‫ثم قال ‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬بل معىن ذلك ‪ :‬أهنا تنتظر الثواب من رِبا ‪ ،‬ويسرد أخبار كثرية‬
‫عند هذا القول ‪.‬‬
‫مث يقول والصواب القول األول أي ‪ :‬أنه تنظر إىل رِبا !! وكأنه خالف معترب يصح أن‬
‫تذكره وترجح ما هو األقوى وووو !!‬
‫مث إنه مل يبني هل هذا نظر حقيقي أم نظر على طريقة األشعرية أم كيف !! يرتكك‬
‫تتساءل حمتارا ‪ ،‬بني هذا وذاك !!‬
‫تأويله لبعض الصفات على طريقة الجهمية ‪:‬‬

‫يقول في تفسيره (‪ )430/1‬عند تفسري قوله تعاىل {ه رو الَّ ِذي رخلر رق لرك ْم رما ِيف ْاأل ْرر ِ‬
‫ض‬
‫ات روه رو بِك ِّل رش ْي ٍء رعلِيم} [البقرة (‪])29‬‬ ‫السم ِاء فرس َّواه َّن سبع رَساو ٍ‬
‫رْ ر ر ر‬
‫رِ‬
‫َج ًيعا مثَّ ْ ِ‬
‫استرـ روى إ رىل َّ ر ر‬
‫فسواهن }‬ ‫قال الطبري ‪ :‬و ْأوىل املعان بقول اهلل جل ثناؤه ‪ { :‬مث استوى إىل السماء َّ‬
‫عال عليهن وارتفع ‪ ،‬فدبرهن بقدرته ‪ ،‬وخلقهن سبع َسوات والعجب ممن أنكر املعىن‬
‫املفهوم من كالم العرب يف تأويل قول اهلل { مث استوى إىل السماء } الذي هو مبعىن‬
‫العلو واالرتفاع ‪ ،‬هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله مبعناه املفهم كذلك ‪ ،‬أن‬
‫يكون إَّنا عال وارتفع بعد أن كان حتتها ‪ -‬إىل أن تأوله باجملهول من تأويله املستنكر‪ .‬مث‬
‫أقبل‪ ،‬أفكان م ْدبًِرا عن‬
‫هرب منه! فيقال له‪ :‬زعمت أن تأويل قوله"استوى" ر‬
‫مل يرـْنج مما ر‬
‫السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ‪ ،‬ولكنه إقبال تدبري ‪ ،‬قيل له ‪:‬‬
‫وزوال ) اهـ ـ‬
‫فكذلك فق ْل ‪ :‬عال عليها علو م ْلك وس ْلطان‪ ،‬ال علو انتقال ر‬
‫(قلت) وهذا تفسري اجلهمية للعلو واهلل املستعان على هذه الفضيحة !! مث ملا جاءت‬
‫بقية املواضع اليت حتتوي على آيات العلو دائما حييل هلذا املوضع الذي حيتوي تفسري‬
‫اجلهمي وال يكرر الفضيحة !!‬
‫استرـ روى رعلرى الْ رعْر ِش } [األعراف (‪ ] )54‬قال ‪ :‬روقر ْد ذ ركْرنرا رم ْع رىن‬ ‫مثل قوله تعاىل { مثَّ ْ‬
‫ضى قرـْبل ِمبرا أر ْغ رىن رع ْن إِ رع رادتِِه‪.‬‬ ‫َّاس فِ ِيه فِ‬
‫ِ‬ ‫ِاالستِو ِاء واختِ رال ِ‬
‫يما رم ر‬
‫ر‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ْر ر ْ‬
‫استرـ روى } من سورة [طه‪]5 :‬‬ ‫الر ْمحرن رعلرى الْ رعْر ِش ْ‬ ‫ومثل روقرـ ْوله تعاىل { َّ‬
‫ِِ‬ ‫اختِ رال ر‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ‬
‫ني‬
‫ف الْم ْخترلف ر‬ ‫ضى ‪ ،‬روذ ركْرنرا ْ‬ ‫قال الطبري ‪ :‬روقر ْد بـريَّـنَّا رم ْع رىن اال ْست رواء ب رش رواهده ف ر‬
‫يما رم ر‬
‫ك رع ْن إِ رع رادتِِه ِيف ره رذا الْ رم ْو ِض ِع ) !!‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ِيه فرأر ْغ رىن رذل ر‬
‫وهلذا ملا جاء لبقية املواضع الصرحية يف إثبات العلو ازداد فضحا لنفسه ‪.‬‬
‫مثل اآلية في سورة األنعام (‪ )18‬قوله تعاىل { وهو الْ رق ِ‬
‫اهر فرـ ْو رق ِعبر ِادهِ } وهذه من‬ ‫ر ر‬
‫أصرح اآليات اليت يستدل ِبا أهل السنة على إثبات العلو فماذا قال عنها ؟‬
‫قال في تفسيره (‪ )288/11‬قوله ‪ :‬القاهر فوق عباده ‪ -‬إَّنا قال فوق عباده ألن من‬
‫صفة كل قاهر شيئاً أن يكون مستعلياً عليه‪ ،‬فمعىن الكالم‪ ،‬فوقهم بقهره إياهم ) اه ـ ـ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫اهر فرـو رق عِب ِادهِ‬
‫ومثله قال في تفسيره (‪ )408/11‬عند قوله تعاىل ‪ { :‬روه رو الْ رق ْ ر‬
‫رح ردكم الْ رم ْوت ترـ روفَّـْته رسلنرا روه ْم ال يـ رفِّرطو رن} قال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رويـْرسل رعلرْيك ْم رح رفظرةً رح َّىت إذرا رجاءر أ ر‬
‫يقول تعاىل ذكره ‪":‬وهو القاهر"‪ ،‬واهلل الغالب خلقه ‪ ،‬العاِل عليهم بقدرته ) اهـ ـ‬
‫وكما قال بعضهم ‪ :‬لو قلت للجهمي ‪ :‬فسر ِل معىن العلو عندك ؟ ملا زاد على كالم‬
‫الطربي شيئا !!‬

‫حيث قال في تفسيره (‪ )401/5‬عند تفسري آية الكرسي ‪ ( :‬الذي هو ْأوىل بتأويل‬
‫اآلية ما جاء به األثر عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ..‬وأما الذي يدل على صحته‬
‫ظاهر القرآن فقول ابن عباس ‪ ( :‬هو علمه ) !! وهذه الرواية شاذة ال تصح عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬وإَّنا اشتهرت عن اجلهمية كما بني غري واحد من املتقدمني ‪ ،‬فالكرسي هو‬
‫موضع قدمي اهلل عز وجل‪ ،‬كما فسره أبو موسى األشعري ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬والسدي‬
‫وأبو عبيد القاسم بن سالم ‪ ،‬والدارمي وغريهم كثري وهو قول أهل السنة ‪.‬‬
‫قال األزهري في تهذيب اللغة (‪" : )54 /10‬والذي رِوي عن ابن عباس يف الكرسي‬
‫أنه العلم‪ ،‬فليس مما يثبته أهل املعرفة باألخبار" ‪.‬‬
‫وقال ابن األنباري كما في العلو لذاك الذهبي (‪ : )850/1‬إَّنا يروى هذا بإسناد‬
‫مطعون فيه ‪".‬‬
‫قال ابن منده في الرد على الجهمية (ص‪ )21‬عن روايه الذي تفرد به عن ابن عباس‬
‫واَسه جعفر بن أيب املغرية مل يتابرع عليه جعفر وليس هو بالقوي يف سعيد بن جبري ) اه ـ‬
‫ضف أن تفسري الكرسي بالعلم ال يعرف يف اللغة البتة ‪ ،‬وهو قول اجلهمية يف إنكارهم‬
‫اإلستواء والعرش ‪ ،‬فال غرابة إذن أن يقول ابن جرير بعد ذلك بإنكاره حديث جماهد يف‬
‫اإلجالس كما سيأيت !! فهو يفسره الكرسي بالعلم !! ‪.‬‬
‫ت الْيرـهود يرد اللَّ ِه رم ْغلولرة‬
‫تفسريه يف سورة املائدة (‪ )64‬لقوله تعاىل { وقرالر ِ‬
‫ر‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫غلَّ ِ‬
‫ف ير رشاء }‬ ‫ت أريْدي ِه ْم رولعنوا مبرا قرالوا بر ْل ير رد اه رمْبسوطرتران يـْنفق ركْي ر‬
‫ْ‬
‫قال الطبري ‪ :‬قوله‪ :‬بل يداه مبسوطتان ‪ -‬إَّنا وصف تعاىل ِذ ْكره اليد بذلك واملعىن‬
‫العطاء ‪ ..‬فخاطبهم اهلل مبا يتعارفونه ) !! وهذا مذهب اجلهمية يف حتريف صفة اليد هلل‬
‫تعاىل ‪ ،‬وهذه اآلية من أوضح وأكثر اآليات اليت يستدل ِبا أهل السنة على إثبات صفة‬
‫اليد هلل تعاىل ‪ ،‬وهو أتى إليها وعطلها !!‬
‫ثم قال هذا الجهمي ‪ ( :‬واختلف أهل اجلدل يف تأويل ذلك ‪!! ...‬‬
‫وقال آخرون منهم ‪ :‬بل يد اهلل صفة من صفاته هي يد غري أهنا ليست جارحة كجوارح‬
‫بين آدم ) مث أطال يف بيان حججهم ‪ ،‬وهذا قول األشعرية اجلهمية فإهنم عندما حيرفون‬
‫شيئا يقولون هذه العبارات (ليست جبارحة ‪ ،‬ليست حبركة)‬
‫يف صفة اليد هلل تعاىل عند قوله تعاىل‬
‫) حيث قال هذا املفتون يف تفسريه (‪ ( : )210/22‬ويف قوله (يرد‬
‫اللَّ ِه فرـ ْو رق أريْ ِدي ِه ْم) وجهان من التأويل ‪ :‬أحدمها ‪ :‬يد اهلل فوق أيديهم عند البيعة ‪ ،‬ألهنم‬
‫صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّم ‪ ،‬واآلخر ‪ :‬قوة اهلل فوق قوهتم يف‬
‫كانوا يبايعون اهلل ببيعتهم نبيه ر‬
‫صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّم على‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل رعلرْيه رو رسلَّم‪ ،‬ألهنم إَّنا بايعوا رسول اهلل ر‬
‫نصرة رسوله ر‬
‫نصرته على العدو ) اهـ ـ‬
‫فانظر كيف يؤول صفة اليد يف كل مكان من تفسريه !! فهل ما زلت تشك فيه وهو‬
‫يعطل بعض الصفات بشكل صريح على خالف ما يدعي املتأخرون !!‬
‫لكن احلنابلة ظاملون ومتعصبة ظلموه املسكني !!‬

‫وضل الطربي أيضا يف هذا الباب ملا ذكر يف كتابه التبصري (ص‪ )45‬أن امليت يعذب يف‬
‫قربه من غري أن ترد فيه الروح وحيس باألمل وإن كان غري حي !! وهذا ما أدري أهو قول‬
‫للمعتزلة أو الفالسفة ال أدري من أي جاء به !!‬
‫وقد رد عليه ابن البناء في الرد على المبتدعة (ص‪ )184‬ونبه على أن امليت ترد إليه‬
‫الروح يف قربه وأن الطربي حمجوج باإلَجاع أن الروح والبدن ينعمان أو يعذبان يف القرب ‪.‬‬

‫موه فيه عند‬


‫يقول يف تفسريه الذي ألفه سنة ‪ 287‬ه ـ ـ أي قبل موته بـ ـ ‪ 23‬سنة ‪ ،‬وقد َّ‬
‫) حيث‬ ‫ذكره هلذه املسالة عند تفسري قوله تعاىل (‬
‫جعل القارئ يظن أنه يوجد خالف بني السلف واألكثر فسر اآلية بالشفاعة ‪ ،‬وأن‬
‫القليل من فسرها بأثر جماهد !!‬
‫فقال في تفسيره (‪ : )526/17‬مث اختلف أهل التأويل يف معىن ذلك املقام احملمود ‪،‬‬
‫فقال أكثر أهل العلم ‪ :‬ذلك هو املقام الذي هو يقومه صلى اهلل عليه وسلم يوم القيامة‬
‫للشفاعة للناس ‪ ....‬وذكر األحاديث واآلثار ‪.‬‬
‫ثم قال ‪ :‬وقال آخرون‪ :‬بل ذلك املقام احملمود الذي وعد اهلل نبيه أن يبعثه إياه هو أن‬
‫يقاعده معه على عرشه ‪.‬‬
‫ثم رجح القول األول فقال ‪ :‬وأوىل القولني يف ذلك بالصواب ما صح به اخلرب عن‬
‫رسول اهلل ) !! أي الشفاعة !!‬
‫وهو قبحه اهلل يوهم القارئ أن القولني متعارضني وجيب الرتجيح !! مث حياول بعد كل‬
‫هذا اخلبث أن يرطب شيئا من حدة خمالفيه من أهل السنة الذين أقاموا عليه الدنيا يف‬
‫هذه املسألة ‪ ،‬فيقول ما معناه أن مع ذلك قول جماهد ليس حمال من حيث النظر ‪ ،‬لكن‬
‫حيلته افتضحت عندما فسر هذا الذي يسميه (نظر) حيث ذكر كالما خبيثا آخر من‬
‫خربشات اجلهمية واملتكلمني يف نقله ألقواهلم يف قضية املماسة وأن اهلل كان وال شيء‬
‫مياسه وهو على ما كان عليه وحنو هذه التخليطات املعروفة عند اجلهمية ‪ ،‬وذكر‬
‫جهمياهتم يف هذا الباب مع أنه قبل أن يذكرها ذكر كالما مومها أنه خالف بني‬
‫املسلمني فقال ‪ ( :‬فإن َجيع من ينتحل اإلسالم إَّنا اختلفوا يف معىن ذلك على أوجه‬
‫ثالثة ‪ ) ..‬وفي األخير بعد ذكره الخالف بني ثالث أقوال هذه وكلها من أقوال‬
‫اجلهمية واملعتزلة واألشعرية وأهل السنة ‪ ،‬ذكر ما معناه أن اخلالف شبه لفظي بينهم !!‬
‫فقال ‪ :‬فقد تبني إذا مبا قلنا أنه غري حمال يف قول أحد ممن ينتحل اإلسالم ما قاله جماهد‬
‫من أن اهلل تبارك وتعاىل يقعد حممدا على عرشه )‬
‫واخلبيث أثبت اجللوس بطريقة جهمية مموهة بني اجلميع !!‬
‫ثم قال عبارة يفهم منها أنه ال يثبت استواء اهلل على عرشه حقيقة كما يثبته أهل السنة‬
‫مبعىن اجللوس عليه فقال ‪ ( :‬فإن أجاز ذلك صار إىل اإلقرار بأنه إما معه ‪ ،‬أو إىل أنه‬
‫يقعده ‪ ،‬واهلل للعرش مباين ‪ ،‬أو ال مماس وال مباين ‪ ،‬وبأي ذلك قال كان منه دخوال يف‬
‫بعض ما كان ينكره وإن قال ذلك ‪ ) ..‬اهـ ـ‬
‫فهذا الطبري متحايل ال يريد أن يصرح بشيء بشكل مباشرة حياول أن يرضي َجيع‬
‫الفرق حىت ال ميسك عليه أي فرقة أنه خيالفها !! فتجده كالزئبق إذا وصل للكالم عن‬
‫قضايا الصفات ال ميكنك أن متسكه بكلتا يديك !!‬
‫(قلت) أما قصته يف إنكار أثر جماهد فجاءت بعد التفسري يف أواخر حياته ‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (‪ )818/14‬يف أحداث سنة ‪309‬هـ "ويف‬
‫ذي القعدة أحضر أبو جعفر حممد بن جرير الطربي إىل دار الوزير علي بن عيسى ملناظرة‬
‫احلنابلة يف أشياء نقموها عليه ‪ ،‬فلم حيضروا وال واحد منهم ) اهـ ـ‬
‫(قلت) يعين هذا أنه ما يزال على ضالله القدمي لدرجة أنه عرض املناظرة واجلدل وهذا‬
‫شيء (املناظرة واجلدل) يبغضه أهل السنة هلذا مل حيضروا ‪ ،‬لكن أىن ألهل الكالم مثله‬
‫أن يفهم هذا ‪ ،‬ولعله ظن إذ مل حيضروا أنه غلبهم !! وأىن هلم ليحضروا جملادلة رجل يعترب‬
‫عندهم جهميا متهم بالرفض وغريها !!‬
‫وهلذا ملا كان كالمه يف أثر جماهد مرجوح عنده !! وكان قد دخل لبغداد وهي معقل أهل‬
‫السنة واألثر من أصحاب أمحد حينها ‪ ،‬وكان تفسريه قد انتشر يف اآلفاق وعرفه الناس‬
‫ووصل خربه لبغداد ‪ ،‬فمنطقيا هذا يعين أن موقفه من أمحد فيه شيء ‪ ،‬ألن أمحد جي ِّهم‬
‫من رده ‪ ،‬وهذا شيء مشهور عنه ال جيهله مثل الطربي !! هلذا أول ما دخل بغداد سأله‬
‫أهل السنة عن شيئني ‪ :‬ما تقول يف اإلمام أمحد ؟ مث ما رأيك يف أثر جماهد ؟ سؤاالن‬
‫متوقعان واقعيان جدا ‪.‬‬
‫جاء معجم األدباء ليقوت الحموي (‪ )2450/6‬قال عبد العزيز بن هارون ‪ :‬فلما‬
‫قدم إىل بغداد من طربستان بعد رجوعه إليها تعصب عليه أبو عبد اهلل اجلصاص وجعفر‬
‫بن عرفة والبياضي ‪ ،‬وقصده احلنابلة فسألوه عن أمحد بن حنبل يف اجلامع يوم اجلمعة‬
‫وعن حديث اجللوس على العرش فقال أبو جعفر ‪ :‬أما أمحد بن حنبل فال يعد خالفه‬
‫!! فقالوا له ‪ :‬فقد ذكره العلماء يف االختالف فقال ‪ :‬ما رأيته روي عنه ‪ ،‬وال رأيت له‬
‫أصحابا يعول عليهم !! وأما حديث اجللوس على العرش فمحال ‪ ،‬مث أنشد ‪:‬‬
‫سبحان من ليس له أنيس ‪ ...‬وال له يف عرشه جليس‬
‫فلما َسع ذلك احلنابلة منه وأصحاب احلديث ‪ ،‬وثبوا ورموه مبحابرهم ‪ ،‬وقيل كانت‬
‫ألوفا ‪ ،‬فقام أبو جعفر بنفسه ودخل داره ‪ ،‬فرموا داره باحلجارة حىت صار على بابه‬
‫كالتل العظيم ‪ ،‬وركب نازوك صاحب الشرطة يف عشرات ألوف من اجلند مينع عنه‬
‫العامة ‪ ،‬ووقف على بابه يوما إىل الليل وأمر برفع احلجارة عنه وكان قد كتب على بابه ‪:‬‬
‫سبحان من ليس له أنيس ‪ ...‬وال له يف عرشه جليس‬
‫فأمر نازوك مبحو ذلك وكتب مكانه بعض أصحاب احلديث ‪:‬‬
‫فخال يف داره وعمل كتابه املشهور يف االعتذار إليهم ‪ ،‬وذكر مذهبه واعتقاده وجرح من‬
‫ظن فيه غري ذلك ‪ ،‬وقرأ الكتاب عليهم ‪ ،‬وفضل أمحد بن حنبل وذكر مذهبه وتصويب‬
‫اعتقاده ‪ ،‬ومل يزل يف ذكره إىل أن مات ‪ ،‬ومل خيرج كتابه يف االختالف حىت مات ‪،‬‬
‫فوجدوه مدفونا يف الرتاب ‪ ،‬فأخرجوه ونسخوه ‪ ،‬أعين «اختالف الفقهاء» هكذا َسعت‬
‫من َجاعة منهم أيب رمحه اهلل ) اهـ ـ ‪.‬‬
‫قال ابن الجوزي في المنتظم (‪ )217/13‬وذكر ثرابِت بْن سنان يف تارخيه ‪ :‬أنه إَّنا‬
‫أخفيت حاله ألن العامة اجتمعوا ومنعوا من دفنه بالنهار وادعوا عليه الرفض ‪ ،‬مث ادعوا‬
‫ال ‪ :‬ركا رن ابن جرير يرى جواز املسح على القدمني وال يوجب غسلهما‬
‫عليه اإلحلاد ‪ ،‬قر ر‬
‫فلهذا نسب إىل الرفض ‪ ،‬روركا رن قد رفع يف حقه أربو بكر بْن أيب داود قصة إىل نصر‬
‫ال ‪ :‬إنه قائل ‪:‬‬‫احلاجب يذكر عنه أشياء فأنكرها ‪ ،‬منها ‪ :‬أنه نسبه إىل رأى جهم روقر ر‬
‫ال ما قلته ومنها ‪ :‬أنه روى أن‬ ‫تان ) أي ‪ :‬نعمتاه ‪ ،‬فأنكر هذا ‪ ،‬روقر ر‬ ‫( بل يداه مبسوطر ِ‬
‫ر ْ ر رْ‬
‫صلَّى اللَّه رعلرْي ِه رو رسلَّ رم ملا خرجت سالت يف كف رعلي فحساها فرـ رق ر‬
‫ال ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫روح ررسول اللَّه ر‬
‫إَّنا احلديث مسح ِبا على وجهه وليس فيه حساها ‪.‬‬
‫(قلت) أما إنكاره أنه مل يؤول صفة اليد فجحوده كذب فهو قد قرر تأويلها يف تفسريه‬
‫كما سبق بيانه بشكل صريح ‪ ،‬فابن أيب داود مل يتهمه بباطل ‪.‬‬
‫أما اتهامه بالتشيع ‪ ،‬فاهو يقر أن يقول أن روح النب سالت يف كف علي فمسح ِبا‬
‫وجهه !! ويضاف فتواه يف املسح ورواياته الطعونات يف الصحابة يف كتابه التاريخ وشحنه‬
‫الكتاب ِبا رواية عن الروافض !! فالتهمة الصقة جدا ‪ ،‬وهلذا تعرف سبب قول رمي‬
‫عامة الناس له باإلحلاد أي التعطيل للصفات والرفض ‪.‬‬

‫مسألة أنه مل يدخل أمحد يف الفقهاء حقيقتها بشعة ملا عرف خلفيتها ‪ ،‬ليس فقط مل‬
‫يذكر أمحد بالفقه ولكن هناك ما هو أقبح من هذا ‪ ،‬فهو مل يهتم باإلمام أمحد أصال وال‬
‫قرأ كتبه وال من تالمذته الذين عاصرهم وال يعره أي اهتمام ‪.‬‬
‫ال ابن الجوزي ‪ :‬كتب ابن جرير يف جواب هذا إىل نصر احلاجب ال عصابة يف‬
‫قَ َ‬
‫اإلسالم كهذه العصابة اخلسيسة !! وهذا قبيح منه ‪ ،‬ألنه ركا رن ينبغي أن خياصم من‬
‫خاصمه ‪ ،‬وأما أن يذم طائفته َجيعا وهو يدري إىل من ينتسب فغاية يف القبح ) اهـ ـ‬
‫قال أبو الحسن عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن المغلس وهو يذكر كتب الطربي‬
‫وأوصافها ‪ ( :‬ومنها كتابه املشهور بالفضل شرقا وغربا املسمى بكتاب (اختالف علماء‬
‫األمصار يف أحكام شرائع اإلسالم ) قصد به إىل ذكر أقوال الفقهاء وهم ‪ :‬مالك بن‬
‫أنس فقيه أهل املدينة بروايتني ‪ ،‬وعبد الرمحن بن عمرو األوزاعي فقيه أهل الشام ‪ ،‬ومن‬
‫أهل الكوفة سفيان الثوري بروايتني ‪ ،‬مث حممد بن إدريس الشافعي ما حدث به الربيع بن‬
‫سليمان عنه ‪ ،‬مث من أهل الكوفة أبو حنيفة النعمان بن ثابت وأبو يوسف يعقوب بن‬
‫حممد األنصاري وأبو عبد اهلل حممد بن احلسن الشيبان موىل هلم مث إبراهيم بن خالد أبو‬
‫نصر الكلب‪ ،‬وقد كان أوال ذكر يف كتابه بعض أهل النظر وهو‪ :‬عبد الرمحن بن كيسان‬
‫قال ‪ :‬وكان أبو جعفر يفضل «كتاب االختالف» وهو أول ما صنف من كتبه ‪ ،‬وكان‬
‫يقول كثريا ‪ِ :‬ل كتابان ال يستغين عنهما فقيه ‪ :‬االختالف واللطيف ) ‪.‬‬
‫(قلت) يزري بفقه بأمحد وال يذكره يف الفقهاء املعتد ِبم ‪ ،‬مث إذا سئل قال ‪ :‬ال يعتد به‬
‫وأنه ليس له أصحاب يعتد ِبم !! مث يذكر اجلهمية وأهل الرأي يف كتابه ويعتد ِبم كأيب‬
‫حنيفة وصاحبيه ‪ ،‬مث عبد الرمحن ابن كيسان هذا وهو األصم معتزِل وفيه تشيع ورفض‬
‫فوق ذلك !! باختصار يعتد باجلهمية واملعتزلة ويهني إمام أهل السنة واجلماعة ‪ ،‬مث‬
‫تنتظرون من أصحاب أمحد أهل السنة أن يضاحكوه وال يرَجوا باب داره باحلجارة !!‬
‫قال أبو بكر ابن كامل ‪ :‬حضرت أبا جعفر حني حضرته الوفاة‪ ،‬فسألته أن جيعل كل‬
‫من عاداه يف حل ‪ ،‬وكنت سألته ذلك ألجل أيب احلسن ابن احلسني الصواف ‪ ،‬ألن‬
‫كنت قرأت عليه القرآن فقال ‪ :‬كل من عادان وتكلم يف حل إال رجل رمان ببدعة !!‬
‫وكان الصواف من أصحاب أيب جعفر ‪ ،‬وكانت فيه سالمة ‪ ،‬ومل يكن فيه ضبط دون‬
‫الفصل ‪ ،‬فلما أملى أبو جعفر «ذيل املذيل» ذكر أبا حنيفة وأطراه (!!) وقال ‪ :‬كان‬
‫فقيها عاملا ورعا ‪ ،‬فتكلم الصواف يف ذلك الوقت فيه ألجل مدحه أليب حنيفة وانقطع‬
‫عنه وبسط لسانه فيه ) اهـ ـ ‪.‬‬

‫قال أبو بكر ابن كامل ‪ :‬من سبقك إىل إكفار أهل األهواء ؟ قال فقال ‪ :‬إماما عدل‬
‫عبد الرمحن بن مهدي وحيىي بن سعيد القطان !! ‪.‬‬
‫(قلت) ومل استقرأ كل كتب الطربي لتتبع مثل هذه اخلرابيط لو تتبعت أتوقع أن تطلع يف‬
‫جملد كبري ‪ ،‬ويقول احلموي يف معجم األدباء يف ترَجة الطربي وهو أكثر واحد سرد‬
‫وأطال يف ترَجة الطربي ‪ ( :‬أكثر هذه األخبار عن عبد العزيز بن حممد الطربي من‬
‫كتاب له أفرده يف سرية أيب جعفر ‪ ،‬ومن كتاب أليب بكر ابن كامل يف أخباره )‬

You might also like