Professional Documents
Culture Documents
أسرار الطبري المخفية PDF
أسرار الطبري المخفية PDF
هذا شهر رمضان شهر الغزو واجلهاد والضرب بالقيان وسن الرماح والفتوحات ،وهكذا
فكونوا رمحكم اهلل ،أغزوا أهل األهواء واملعطلة وسنوا أقالمكم وحمابركم ،وجاهدوهم
بالقرآن والسنة واآلثار ،وافضحوهم يف هذا شهر اجلهاد والغزو ،وقد غزوناهم يف بداية
هذا الشهر بذكر ديوان الزنادقة وأخبارهم وبيان فرقهم ومللهم ،مث ثنينا بفضح جتهم أيب
جعفر النحاس املفسر وتعطيله للصفات ،وها حنن نثلث بفضائح مدوية عند الطربي .
ومحمد بن جرير بْن يزيد بْن كثري بْن غالب أبو جعفر الطَّرِربي املتوىف 310هـ .
له ملفات مطوية ألزمان مديدة مل خترج لرتى النور ،واليوم بإذن اهلل تقرر نشرها بعدما
الظن به فرتة من الزمان ،لكن التهم قدمية والشك فيه عريق . أ ِ
حس رن َّ
ذكر ابن أبي زيد القيرواني يف رسالته يف طلب العلم يف سياق كالمه حول بعض
مؤلفات املشارقة ( :وأما تفسري حممد بن جرير فبلغين أنه حسن ،وال أدري حمل الرجل
عند أهل بلده يف التمسك ،وبعض الناس يتهمه ) اهـ ـ
وقد يتعجل من ال يكمل هذا املقال عن آخره فيقولون وهم كثري ممن ال يعرف الطربي
جيدا أو من ال يعرف السنة أصال :أنه مظلوم مفرتى عليه !!
ي رَجر رع كِترابًا
رن الطَّرِرب َّ
كما ورد عن بعض المؤرخين أن سبب طعن احلنابلة عليه روه رو أ َّ
ِ
يل لره ِيف ذرل ر
رمح رد بن حْنب ٍل ،فرِ ف الْف رقه ِاء ،ورمل ي ْذكر فِ ِ ذر ركر فِ ِيه اختِ
ال :رملْ
ك ،فرـ رق ر ر ق ر ر ر ْ ر ْ أ يه ْ ر ْ ر ر ر الر ْ ر
ك رعلرى ا ْحلرنرابِلر ِة )..اه ـ ـ ِ ِ
يرك ْن فرق ًيها ،روإََِّّنرا ركا رن حمر ِّدثًا ،فرا ْشتر َّد رذل ر
هكذا ذكر ابن األثري يف كتابه الكامل يف التاريخ (. )9-8/7
ال ِِل:بن رعلِ ٍّي يرـق ْول :أ َّرول رما رسأرلرِين ابْن خرزْميرةر فرـ رق ر ِ ِ
الحاكم :رَس ْعت ح رسْيـنرك ر ال َ وقَ َ
ال :روِملر ؟ قـ ْلت :ألرنَّه ركا رن الر يرظهر كتبت رع ْن حمر َّم ِد ب ِن رج ِريْ ٍر الطَّ ِربي ؟ قـ ْلت :الر ،قر ر
ر
ب رع ْن ك ِّلك ملْ تر ْكت ْ ت ،ليتر ر ت احلرنرابِلرة متنع ِم رن الدُّخول رعلرْي ِه قر ر
ال :بِئس رما فرـ رع ْل ر
وركانر ِ
ر
ت ِم ْن أِريب رج ْع رف ٍر. ِ
كتبت رعْنـهم رو رَس ْع ر
رم ْن ر
وقال ابن خزيمة :ولقد ظلمْته احلنابلة !! .
فهل صحيح الرجل مظلوم ،واحلنابلة كما يسميه ابن خزمية ظلموه ؟
فقد آن أوان نصب احملكمة ونصب الشهود والبينات لنرى ذلك .
وقد تكرر السؤال والطلب من كثري من اإلخوة عن حاله وكتبه وكيف لسين أن يعرف
ماله وما عليه ،وكنت قد نبهت على بعض ما عليه بشكل خمتصر لكن يبدو أنه كان
غري شاف ،وهلذا كان لزاما أن نفصل ما اختصرناه سابقا .
هذا الكتاب هو الذي فضحه لنا أول مرة ،حىت جعلنا نرتقب كالمه من جديد يف كتبه
وحنذر منه ،وال حنسن الظن به ،فإنه ألفه على طريقة املتكلمني وتقريراهتم يف الكالم
عن اهلل وصفاته وأتى فيه بالضالالت العمياء ،والسبب أنه كان خيلط يف طلبه وقراءته
ويقرأ أي شيء جيده من منطق وفسلفة وكتب أهل الرأي وغريها مع كتب األثر !! وكان
داود الظاهري أكثر من تعلم بني يديه !!
قال عبد العزيز بن محمد الطبري :وكان أبو جعفر قد نظر يف املنطق واحلساب واجلرب
واملقابلة وكثري من فنون أبواب احلساب ) ...اهـ ـ
قال أبو الحسن عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن المغلس الفقيه :وكان سبب
تصنيف هذا الكتاب أن أبا جعفر كان قد لزم داود بن علي مدة وكتب من كتبه كثريا،
ووجدنا يف مرياثه من كتبه مثانني جزءا خبطه الدقيق ،وكان فيها املسألة اليت جرت بني
داود بن علي وبني أيب اجملالد الضرير املعتزِل بواسط خروجهما إىل املوفق ملا وقع التنازع
يف خلق القرآن ) اه ـ
ويف هذا الكتاب يعذر فيه من جهل صفة السمع والبصر هلل تعاىل !! .
معالِم الدِّيْ ِن" :ال رق ْول فِْي رما أ ْد ِررك علمه ِم رن ِ ِ ِ
ال ابْن َج ِريْر في كتَاب "التبصير في َ قَ َ
رن لره ير رديْ ِن بِرقوله{ :بر ْل ير رداه صْيـر ،روأ َّ اىل أرنَّه رَِسيع ب ِ
ك رْحنو إِخبا ِرهِ ترـ رع ر ِ
ر الص رفات رخرباً ،رو رذل رِّ
ضحك بِرقوله ِيف احل ِدي ِ ِ رمْبسوطرتران} روأ َّ
ث: رْ رن لره رو ْجهاً ب رقوله { :رويرـْبـ رقى رو ْجه رربِّك} روأرنَّه ير ْ ر
الدنْـيرا" خلرب رسوله بذلك ،وقال رعلرْي ِه ض رحك إِلرْي ِه" ،رو "أرنَّه يرـْن ِزل إِ رىل َسراء ُّ "لرِق ري اهللر روه رو ير ْ
ال :فرِإ َّن ه ِذهِ الر ْمحرن" ،إِ رىل أر ْن قر ر رصابِ ِع َّ ب َّإال وهو بـني أصبـع ِ ِ ِ
ر ني م ْن أ ر السالرم :رما م ْن قرـ ْل ٍ ر ر ر ْ ر ْ ر ْ َّ
ف اهلل نرـ ْفسه روررس ْوله رما الر يرـثْبت رح ِقْيـ رقة ِع ْل ِم ِه ِ ِ
ص ر املررع ِان الَِّيت وصفت رونظرائ ررها ممَّا رو ر
انتهائِ رها إِلرْي ِه ) اهـ ـ . ِ ِ بِ ِ
رحداً َّإال برـ ْعد ر
الرويَّة ،الر ن ركفِّر باجلر ْهل ِبرا أ ر الفكر رو َّ
(قلت) وصفة السمع والبصر مثل صفة العلم والكالم وغريها مما يعلم بالعقل والفطرة
ومثله ال جيهل أصال فمن ادعى جهلها أو تأويلها أو إنكارها كفر مباشرة بال تفصيل
وعاذر هؤالء عند السلف كعاذر اجلهمية سواء .وال يقال هذا أيضا قاله الشافعي بل
ذاك كذب مل يقله والرسالة املنسوبة إليه اليت يرويها اهلكاري ال تصح عنه كما بني ذلك
). يف مقال مفرد راجعه لزاما اَسه (
وهاهو تلميذ الشافعي املزن يقول خبالف ما يف ما نسب للشافعي .
اعيل الرتِمذي قال َ :سعت املرزن
ال َعمرو بن تميم المكي َ :سعت حممد بن إِ َْس ِ
ر وقَ َ ْ ْ
يصح ٍ
ألحد توحيد رح َّىت يعلم أن اهلل على العرش بصفاته ،قلت :مثل أي يقول :ال ُّ
ال َ :سيع بصري عليم )
شيء ؟ قر ر
تارخيه روى فيه ما يسميه السلف باألحاديث الرديئة أي اليت فيها شجار بني الصحابة
وطعونات وغريها اليت من البدع والقبائح روايتها والتحديث ِبا يرويها ويسكت عنها وال
يعلق بشيء !! وليته اعتمدا على الثقات ،بل أكثر ما يرويه يف هذا األمر عن الروافض
كسيف بن عمر التميم الكذاب ،وكأيب خمنف لوط بن حيىي الرافضي الذي قال ابن
رع ِدي عنه ( :شيعي حمرتق صاحب أخبارهم ) وألف بعض املعاصرين كتاب َساه :
) لكثرة اعتماده عليه !! وحقق بعضهم تارخيه (
) وفصلوا هذه األباطيل يف قسم الضعيف . وَسوه (
وال يستحي حين يعتذر يف مقدمة تارخيه بعذر أقبح من ذنب ( :فما يكن يف كتايب
هذا من خرب ذكرناه عن بعض املاضني مما يستنكره قارئه ،أو يستشنعه سامعه من أجل
أنه مل يعرف له وجها يف الصحة ،وال معىن يف احلقيقة ،فليعلم أنه مل يؤت يف ذلك من
قبلنا ،وإَّنا أتى من قبل بعض ناقليه إلينا ،وإنا إَّنا أدينا ذلك على حنو ما أدي إلينا )
ِ
يثرح ِاد رب ْاأل ر وقد بوب لها الخالل في السنة (ص [ : )501التَّـ ْغليظ رعلرى رم ْن ركتر ر
صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّ رم ]. ِ ِ ِ ِ
رص رحاب ررسول اللَّه ر الَِّيت ف ريها طر ْعن رعلرى أ ْ
الرقَِّة ،فرـ رو َّج ْهنرا ِِبرا إِ رىل
ال :رجاءرنرا رع ردد رورم رعه ْم ذر ركروا أرنـَّه ْم ِم رن َّ وروى عن أبي الْحا ِر ِ
ث قَ َ َ
ول اللَّ ِهاب رس ِ أِريب رعْب ِد اللَّ ِه ،ما ترـقول فِيمن رز رعم أرنَّه مباح لره أر ْن يـتر ركلَّم ِيف مسا ِو ِئ أ ْ ِ
رص رح ر ر ر رر رْ ر ر ر
وء ررِديء ،جيرانرـبو رن رهؤرال ِء ال أربو عب ِد اللَّ ِه « :ه رذا رك رالم س ٍ
ر رْ صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّ رم ؟ فرـ رق ر
ر
الْ رق ْوم ،رورال جيرالرسو رن ،رويـبرـ َّني أ ْرمره ْم لِلن ِ
َّاس »
ال :سأرلْت أربا عب ِد اللَّ ِه قـلْت :ه ِذهِ ْاأل ِ وعن أبي ال ِ
ت ِيف رحاديث الَِّيت رِوير ْ ر ر ر رْ ْحا ِرث قَ َ ر َ
رح ٍد أر ْن ِ
ال :رال أ رررى أل ر رح ٍد أر ْن ير ْكتبرـ رها ؟ قر ر ِ ِ
صلَّى اهلل رعلرْيه رو رسلَّ رم تـررى أل ر َّب راب النِ ِّرصح ِ
أْر
الرج رل يرطْلبـ رها روير ْسأرل رعْنـ رها ،فِ ريها ِذ ْكر عثْ رما رن ب ِمْنـ رها رشْيئًا ،قـ ْلت :فرِإ رذا ررأريْـنرا َّ ير ْكت ر
صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّ رم قر ر رصح ِ وعلِي ومعا ِويةر و رغ ِريِهم ِ
الرج رلت َّ ال :إِذرا ررأريْ ر ر َّب
ِّ ِنال اب أ ن م
ر ر ٍّ ر ر ر ر ْ ْ ْ ر
ْ
وء ". يطْلب ه ِذهِ ورجيمعها فرأرخاف أر ْن يكو رن لره خبِيئة س ٍ
ر ر ر ر ر ْر ر ر ر
(قلت) هلذا ال تستغرب أن نسبته احلنابلة يف زمنه للرتفض وطعنوا فيه ملثل هذه األسباب
حىت منعوا أي يدخل أحدا دراه بل ومنعوا دفنه بالنهار ملا مات وما دفن إال بداره !!
له مثال فتوى يف طالق الثالث شاذة .ولعله هو سلف ابن تيمية يف ذلك .
عند الوضوء موافقةً للشِّيعة !! نسبه إليه َجاعة
ني رالرجل ِ ونسب له القول جبوا ِز ِ
مسح ِّ
منهم ذاك اب ِن حزم يف احمللى وذاك الباجي يف املنتقى ،وأيب املظفر السمعان يف تفسريه
ِ
األحكام وغ ِريه ،واب ِن رشد احلفيد يف بداية وذاك البغوي يف تفسريه ،وابن العريب يف
اجملتهد واب ِن اجلوزي يف املنتظم والقرطب يف تفسريه وابن كثري يف البداية وغريهم وغريهم
كثري ينسبون هذا القول ،وبعضهم يقول هناك طربي آخر يشبه اَسه وهو شيعي فعله
ال ابن الجوزي في المنتظم :ركا رن ابن
هو من قال ذلك واشتبه على الناس !! .قَ َ
جرير يرى جواز املسح على القدمني وال يوجب غسلهما فلهذا نسب إىل الرفض .
قال أبو عمرو الداني في أرجوزته :
والطب ـ ــري ص ـ ــاحب التفس ـ ــري لـ ـ ــه اختيـ ـ ــار لـ ـ ــيس بالشـ ـ ــهري
سبب طعوناته ترجع إىل الشروط اليت وضعها للقراءات ،فإنه مل يكتـف بالشروط الثالثة
) املشهورة عند املفسرين والقراء (
فاشرتط إَجاع القراء على ذلك احلرف !! واستفاضته عندهم وشهرته لديهم ،و هلذا
جتده ال يرتدد يف رد القراءة املخالفة للمصاحف ولـو صـحت ورويـت عـن أكـابر الصحابة
(يطوقونه) فرده الطربي !! بسبب
مثاله قوله تعاىل ( وعلى الذين يطيقونه ) قرأ بن عباس ِّ
أنه يطلب اإلَجاع والشهرة واالستفاضة يف احلرف املقروء حىت يف رَسه !!
ومن أقواله يف الرسـم " :وغيـر جـائز ألحـد أن يلحـق يف كتاب ااهلل تعاىل شيئ مل يأت به
اخلرب القاطع العذر عمن ال جيوز خالفه .
وتعنت الطبـري فـي شـرطه النتخـال القـراءات والروايـات املختلفـة املبـان أن تكـون متفقـة
املعـان متقاربـة فيمـا بينهـا ال يـدفع بعضـها بعضـا ،وهـو شـرط انفـرد بـه الطبـري فيمـا يعلم
!! فهو أول من اخرتع هذا الشرط وافتعله !!
فتجده يطلق عبارات عن قراءات ثابتة خالفت شرطه فيقول :أصح القراءتني غري جائزة
القراءة ِبا ،أعجب القـراءتني ،حرمـة القـراءة ِبـا ،ال أسـتجيز القـراءة قـراءة غيـر محيـدة
حمظـورة غيـر جـائزة ،أولـى القـراءتني ،خطـأ ِبا ،القراءة اليت هي القراءة ،أشد إيثارا
ق ـراءة مــن ق ـرأ ذلــك ،الواجــب الصــحيح مــن الق ـراءة اليصــلح غيــره أن يق ـرأ بــه ،أحــب
الق ـراءتني ،الصواب من القراءة ،منع القراءةِبا )....وحنو هذه العبارات .
ِبذه األلفا حكم ابـن جريـر الطبـري علـى كـل الروايـات التـي جـاءت فـي كتابـه "جـامع
البيـان" وظاهر هذه األلفا صـرحية فـي الطعـن !!
فمثال يقول يف تفسريه ( )50/1يف سورة الفاحتة :عند تعرضه لقراءة القراء بـ ـ
يقول أصحها ملك !! والقراءتني متواترتني عن النب صلى اهلل عليه وسلم وقرأ
ِبا الصحابة والقراء واألمة كلها .
) ونفس الشيء فعل عند قوله تعاىل من سورة البقرة (
وقد وردت فيها قراءاتان متواترتان عن النب صلى اهلل عليه وسلم ( بالتخفيف والتشديد
للذال ) كما نقول اليوم (حفص وورش) وهو يضعف إحدامها ويرجح أخرى !!
بل وال يسـتجيز (!!) بـل وحيـرم (!!) قـراءة بعـض األحـرف املتواترة املنسوبة ليعقوب أو
محزة أو ابن عامر أو حفص وعاصم وهي قراءات ثابتة عشـرية عن النب صلى اهلل عليه
وسلم مقـروءة قدميا واليـوم .
}: فمثال قال في في تفسيره ( )277/1عند قوله تعاىل {
( فالواجب أن يكون الصحيح من القراءة (وما خيدعون) دون (وما خيادعون] ..فذلك
غري جائز من اهلل تعاىل ) !! و هاتان القراءتان متواترتان عنه صلى اهلل عليه وسلم ،
وأنكره هو قرأ به نافع وابن كثري وأبو رع ْمرو ،وهاهو ينكر حرفا من القرآن ثابت متواتر
عند السلف !!
واألمثلة كثرية رمبا باملئات من كثرهتا !! ويكفيك ما قد ضربته لك كمثال ،مما يتبني أنه
معتوه جريئ غره قول الناس فيه أنك جمتهد مطلق !!
وهذا يفعله كثريا يف تفسريه ،وهذه طريقة أهل الزيغ ،فهو يذكر أقوال اهل السنة وأهل
البدع والكالم واجلهمية واملعتزلة دون تسمية القائل تسويةً بني احلق والباطل !! فضال أن
يضلل القائل أو جيهمه بقوله !! من أمثلة ذلك :
يقول في تفسيره ( )430/1عند تفسري قوله تعاىل {ه رو الَّ ِذي رخلر رق لرك ْم رما ِيف ْاأل ْرر ِ
ض
ات روه رو بِك ِّل رش ْي ٍء رعلِيم} [البقرة (])29 السم ِاء فرس َّواه َّن سبع رَساو ٍ
رْ ر ر ر
رِ
َج ًيعا مثَّ ْ ِ
استرـ روى إ رىل َّ ر ر
فسواهن } قال الطبري :و ْأوىل املعان بقول اهلل جل ثناؤه { :مث استوى إىل السماء َّ
عال عليهن وارتفع ،فدبرهن بقدرته ،وخلقهن سبع َسوات والعجب ممن أنكر املعىن
املفهوم من كالم العرب يف تأويل قول اهلل { مث استوى إىل السماء } الذي هو مبعىن
العلو واالرتفاع ،هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله مبعناه املفهم كذلك ،أن
يكون إَّنا عال وارتفع بعد أن كان حتتها -إىل أن تأوله باجملهول من تأويله املستنكر .مث
أقبل ،أفكان م ْدبًِرا عن
هرب منه! فيقال له :زعمت أن تأويل قوله"استوى" ر
مل يرـْنج مما ر
السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ،ولكنه إقبال تدبري ،قيل له :
وزوال ) اهـ ـ
فكذلك فق ْل :عال عليها علو م ْلك وس ْلطان ،ال علو انتقال ر
(قلت) وهذا تفسري اجلهمية للعلو واهلل املستعان على هذه الفضيحة !! مث ملا جاءت
بقية املواضع اليت حتتوي على آيات العلو دائما حييل هلذا املوضع الذي حيتوي تفسري
اجلهمي وال يكرر الفضيحة !!
استرـ روى رعلرى الْ رعْر ِش } [األعراف ( ] )54قال :روقر ْد ذ ركْرنرا رم ْع رىن مثل قوله تعاىل { مثَّ ْ
ضى قرـْبل ِمبرا أر ْغ رىن رع ْن إِ رع رادتِِه. َّاس فِ ِيه فِ
ِ ِاالستِو ِاء واختِ رال ِ
يما رم ر
ر ن ال ف ْر ر ْ
استرـ روى } من سورة [طه]5 : الر ْمحرن رعلرى الْ رعْر ِش ْ ومثل روقرـ ْوله تعاىل { َّ
ِِ اختِ رال ر ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ
ني
ف الْم ْخترلف ر ضى ،روذ ركْرنرا ْ قال الطبري :روقر ْد بـريَّـنَّا رم ْع رىن اال ْست رواء ب رش رواهده ف ر
يما رم ر
ك رع ْن إِ رع رادتِِه ِيف ره رذا الْ رم ْو ِض ِع ) !! ِ ِ
ف ِيه فرأر ْغ رىن رذل ر
وهلذا ملا جاء لبقية املواضع الصرحية يف إثبات العلو ازداد فضحا لنفسه .
مثل اآلية في سورة األنعام ( )18قوله تعاىل { وهو الْ رق ِ
اهر فرـ ْو رق ِعبر ِادهِ } وهذه من ر ر
أصرح اآليات اليت يستدل ِبا أهل السنة على إثبات العلو فماذا قال عنها ؟
قال في تفسيره ( )288/11قوله :القاهر فوق عباده -إَّنا قال فوق عباده ألن من
صفة كل قاهر شيئاً أن يكون مستعلياً عليه ،فمعىن الكالم ،فوقهم بقهره إياهم ) اه ـ ـ .
ِ
اهر فرـو رق عِب ِادهِ
ومثله قال في تفسيره ( )408/11عند قوله تعاىل { :روه رو الْ رق ْ ر
رح ردكم الْ رم ْوت ترـ روفَّـْته رسلنرا روه ْم ال يـ رفِّرطو رن} قال : ِ ِ
رويـْرسل رعلرْيك ْم رح رفظرةً رح َّىت إذرا رجاءر أ ر
يقول تعاىل ذكره ":وهو القاهر" ،واهلل الغالب خلقه ،العاِل عليهم بقدرته ) اهـ ـ
وكما قال بعضهم :لو قلت للجهمي :فسر ِل معىن العلو عندك ؟ ملا زاد على كالم
الطربي شيئا !!
حيث قال في تفسيره ( )401/5عند تفسري آية الكرسي ( :الذي هو ْأوىل بتأويل
اآلية ما جاء به األثر عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ..وأما الذي يدل على صحته
ظاهر القرآن فقول ابن عباس ( :هو علمه ) !! وهذه الرواية شاذة ال تصح عن ابن
عباس ،وإَّنا اشتهرت عن اجلهمية كما بني غري واحد من املتقدمني ،فالكرسي هو
موضع قدمي اهلل عز وجل ،كما فسره أبو موسى األشعري ،وابن عباس ،والسدي
وأبو عبيد القاسم بن سالم ،والدارمي وغريهم كثري وهو قول أهل السنة .
قال األزهري في تهذيب اللغة (" : )54 /10والذي رِوي عن ابن عباس يف الكرسي
أنه العلم ،فليس مما يثبته أهل املعرفة باألخبار" .
وقال ابن األنباري كما في العلو لذاك الذهبي ( : )850/1إَّنا يروى هذا بإسناد
مطعون فيه ".
قال ابن منده في الرد على الجهمية (ص )21عن روايه الذي تفرد به عن ابن عباس
واَسه جعفر بن أيب املغرية مل يتابرع عليه جعفر وليس هو بالقوي يف سعيد بن جبري ) اه ـ
ضف أن تفسري الكرسي بالعلم ال يعرف يف اللغة البتة ،وهو قول اجلهمية يف إنكارهم
اإلستواء والعرش ،فال غرابة إذن أن يقول ابن جرير بعد ذلك بإنكاره حديث جماهد يف
اإلجالس كما سيأيت !! فهو يفسره الكرسي بالعلم !! .
ت الْيرـهود يرد اللَّ ِه رم ْغلولرة
تفسريه يف سورة املائدة ( )64لقوله تعاىل { وقرالر ِ
ر
ِ ِ ِ ِ غلَّ ِ
ف ير رشاء } ت أريْدي ِه ْم رولعنوا مبرا قرالوا بر ْل ير رد اه رمْبسوطرتران يـْنفق ركْي ر
ْ
قال الطبري :قوله :بل يداه مبسوطتان -إَّنا وصف تعاىل ِذ ْكره اليد بذلك واملعىن
العطاء ..فخاطبهم اهلل مبا يتعارفونه ) !! وهذا مذهب اجلهمية يف حتريف صفة اليد هلل
تعاىل ،وهذه اآلية من أوضح وأكثر اآليات اليت يستدل ِبا أهل السنة على إثبات صفة
اليد هلل تعاىل ،وهو أتى إليها وعطلها !!
ثم قال هذا الجهمي ( :واختلف أهل اجلدل يف تأويل ذلك !! ...
وقال آخرون منهم :بل يد اهلل صفة من صفاته هي يد غري أهنا ليست جارحة كجوارح
بين آدم ) مث أطال يف بيان حججهم ،وهذا قول األشعرية اجلهمية فإهنم عندما حيرفون
شيئا يقولون هذه العبارات (ليست جبارحة ،ليست حبركة)
يف صفة اليد هلل تعاىل عند قوله تعاىل
) حيث قال هذا املفتون يف تفسريه ( ( : )210/22ويف قوله (يرد
اللَّ ِه فرـ ْو رق أريْ ِدي ِه ْم) وجهان من التأويل :أحدمها :يد اهلل فوق أيديهم عند البيعة ،ألهنم
صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّم ،واآلخر :قوة اهلل فوق قوهتم يف
كانوا يبايعون اهلل ببيعتهم نبيه ر
صلَّى اهلل رعلرْي ِه رو رسلَّم على ِ
صلَّى اهلل رعلرْيه رو رسلَّم ،ألهنم إَّنا بايعوا رسول اهلل ر
نصرة رسوله ر
نصرته على العدو ) اهـ ـ
فانظر كيف يؤول صفة اليد يف كل مكان من تفسريه !! فهل ما زلت تشك فيه وهو
يعطل بعض الصفات بشكل صريح على خالف ما يدعي املتأخرون !!
لكن احلنابلة ظاملون ومتعصبة ظلموه املسكني !!
وضل الطربي أيضا يف هذا الباب ملا ذكر يف كتابه التبصري (ص )45أن امليت يعذب يف
قربه من غري أن ترد فيه الروح وحيس باألمل وإن كان غري حي !! وهذا ما أدري أهو قول
للمعتزلة أو الفالسفة ال أدري من أي جاء به !!
وقد رد عليه ابن البناء في الرد على المبتدعة (ص )184ونبه على أن امليت ترد إليه
الروح يف قربه وأن الطربي حمجوج باإلَجاع أن الروح والبدن ينعمان أو يعذبان يف القرب .
مسألة أنه مل يدخل أمحد يف الفقهاء حقيقتها بشعة ملا عرف خلفيتها ،ليس فقط مل
يذكر أمحد بالفقه ولكن هناك ما هو أقبح من هذا ،فهو مل يهتم باإلمام أمحد أصال وال
قرأ كتبه وال من تالمذته الذين عاصرهم وال يعره أي اهتمام .
ال ابن الجوزي :كتب ابن جرير يف جواب هذا إىل نصر احلاجب ال عصابة يف
قَ َ
اإلسالم كهذه العصابة اخلسيسة !! وهذا قبيح منه ،ألنه ركا رن ينبغي أن خياصم من
خاصمه ،وأما أن يذم طائفته َجيعا وهو يدري إىل من ينتسب فغاية يف القبح ) اهـ ـ
قال أبو الحسن عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن المغلس وهو يذكر كتب الطربي
وأوصافها ( :ومنها كتابه املشهور بالفضل شرقا وغربا املسمى بكتاب (اختالف علماء
األمصار يف أحكام شرائع اإلسالم ) قصد به إىل ذكر أقوال الفقهاء وهم :مالك بن
أنس فقيه أهل املدينة بروايتني ،وعبد الرمحن بن عمرو األوزاعي فقيه أهل الشام ،ومن
أهل الكوفة سفيان الثوري بروايتني ،مث حممد بن إدريس الشافعي ما حدث به الربيع بن
سليمان عنه ،مث من أهل الكوفة أبو حنيفة النعمان بن ثابت وأبو يوسف يعقوب بن
حممد األنصاري وأبو عبد اهلل حممد بن احلسن الشيبان موىل هلم مث إبراهيم بن خالد أبو
نصر الكلب ،وقد كان أوال ذكر يف كتابه بعض أهل النظر وهو :عبد الرمحن بن كيسان
قال :وكان أبو جعفر يفضل «كتاب االختالف» وهو أول ما صنف من كتبه ،وكان
يقول كثريا ِ :ل كتابان ال يستغين عنهما فقيه :االختالف واللطيف ) .
(قلت) يزري بفقه بأمحد وال يذكره يف الفقهاء املعتد ِبم ،مث إذا سئل قال :ال يعتد به
وأنه ليس له أصحاب يعتد ِبم !! مث يذكر اجلهمية وأهل الرأي يف كتابه ويعتد ِبم كأيب
حنيفة وصاحبيه ،مث عبد الرمحن ابن كيسان هذا وهو األصم معتزِل وفيه تشيع ورفض
فوق ذلك !! باختصار يعتد باجلهمية واملعتزلة ويهني إمام أهل السنة واجلماعة ،مث
تنتظرون من أصحاب أمحد أهل السنة أن يضاحكوه وال يرَجوا باب داره باحلجارة !!
قال أبو بكر ابن كامل :حضرت أبا جعفر حني حضرته الوفاة ،فسألته أن جيعل كل
من عاداه يف حل ،وكنت سألته ذلك ألجل أيب احلسن ابن احلسني الصواف ،ألن
كنت قرأت عليه القرآن فقال :كل من عادان وتكلم يف حل إال رجل رمان ببدعة !!
وكان الصواف من أصحاب أيب جعفر ،وكانت فيه سالمة ،ومل يكن فيه ضبط دون
الفصل ،فلما أملى أبو جعفر «ذيل املذيل» ذكر أبا حنيفة وأطراه (!!) وقال :كان
فقيها عاملا ورعا ،فتكلم الصواف يف ذلك الوقت فيه ألجل مدحه أليب حنيفة وانقطع
عنه وبسط لسانه فيه ) اهـ ـ .
قال أبو بكر ابن كامل :من سبقك إىل إكفار أهل األهواء ؟ قال فقال :إماما عدل
عبد الرمحن بن مهدي وحيىي بن سعيد القطان !! .
(قلت) ومل استقرأ كل كتب الطربي لتتبع مثل هذه اخلرابيط لو تتبعت أتوقع أن تطلع يف
جملد كبري ،ويقول احلموي يف معجم األدباء يف ترَجة الطربي وهو أكثر واحد سرد
وأطال يف ترَجة الطربي ( :أكثر هذه األخبار عن عبد العزيز بن حممد الطربي من
كتاب له أفرده يف سرية أيب جعفر ،ومن كتاب أليب بكر ابن كامل يف أخباره )