Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 474

‫القضية الفلسطينية‬

‫وحكم القانون‬

‫دولة القدس‪:‬‬

‫أساس الحق والعدل‬

‫‪2‬‬
‫القضية الفلسطينية‬
‫وحكم القانون‬

‫دولة القدس‬
‫أساس الحق والعدل‬

‫إعداد‬
‫المحامي‬
‫بشير شريف البرغوثي‬ ‫عصام الغزاوي‬

‫‪3‬‬
4
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة‬
‫منذ حوالي قرن من الزمان و الفلسطينيون في حالة ذهول يتساءلون‬
‫"عم يتنازلون؟" وعند نقاط انعطاف كثيرة في مراحل الصراع المرير بدا‬
‫الفلسطينيون وكأنهم يحاولون الدفاع عن حقهم في الموت بعد أن‬
‫فقدوا الحق في الحياة وفي خضم دوامات التدمير والتهجير‪ ،‬انبثق‬
‫األمل بالتحرير‪ ،‬ذلك األمل الذي كان يتعاظم حيناً حتى يظن أنه واقع‬
‫غداً ويتالشى أحياناً حتى يبدو أنه لن يتحقق أبداً‪ .‬وحاول‬
‫الفلسطينيون مراكمة انتصارات صغيرة عسكرية أو سياسية على أمل‬
‫أن هذه التراكمات قد تحدث الفارق النوعي في مرحلة ما‪ ،‬ولكن كل‬
‫إنجاز صغير كان يعقبه فشل مدير كبير‪.‬‬

‫في الب داية‪ ،‬كان الهدف هو تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى‬
‫البحر‪ ،‬واختلط هذا الشعار بشعار دولة ديمقراطية في فلسطين يعيش‬
‫فيها الجميع مسلمين ومسيحيين ويهود بال إرهاب وال عنصرية‪ .‬وال‬
‫شك أن هذا الطرح كان متقدماً جداً في بداية الستينات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬بل إنه القى تأييد بعض اليهود أيضاً كما يتضح في محاورات‬
‫محجوب عمر مع يهودا اديف وغيره في كتاب "حوار في ظل البنادق"‬
‫‪5‬‬
‫حين وصل األمر ببعض الجماعات اليهودية اليسارية (الفهود السود‬
‫وغيرهم) أن تقادم مشروع إقامة إسرائيل ومؤسساتها حتى بوسائل‬
‫العنف‪ ،‬بل كان هناك يهود متدينون رفضوا منذ البداية فكرة إقامة بناء‬
‫إسرائيل ألن إقامتها ستؤدي في نهاية المطاف إلى مذبحة لليهود‪،‬‬
‫ومن هؤالء الحاخام عميرام مؤسس طائفة الناطوري كارتا _حراس‬

‫المدينة_ الذين ما فتئوا يعلنون أنه "إذا لم يبن الرب الهيكل "فعبثاً‬
‫يتعب البانون" كما في كتاب "يهود ال صهاينة" لمؤلفته روت بالو‪،‬‬
‫وفي الواقع لقد كان هناك أيضاً شخصيات يهودية مهمة عارضت‬
‫المشروع الصهيوني منذ بدايته ورأت النتائج الكارثية التي قد تنجم‬
‫عنه‪ ،‬ففي سنة ‪ 1913‬كتب المفكر اليهودي "آحاد هاعام" إلى أحد‬
‫قادة االستيطان اليهودي في فلسطين _سميالنسكي_ متسائالً عن‬
‫الكيفية التي سيؤول إليها الوضع في فلسطين لو وصل المستوطنون‬
‫إلى موقع القوة ومؤكداً أنه "إذا كان هذا هو المخلص المنتظر ذاته‪،‬‬
‫فإنني ال أتمنى أن أكون شاهداً على قدومه" أي أن مشروع الدولة‬
‫الديمقراطية كمشروع سياسي كانت له أرضية سياسية ودينية وفكرية‪،‬‬
‫ولكن فلسطين عادت لتشكل استثناء مرة أخرى‪ ،‬فعلى حين كان العالم‬
‫يستعد لمرحلة من الموجات الديمقراطية المتالحقة في مختلف أرجائه‪،‬‬
‫اتجه الوضع في فلسطين إلى حل غير ديمقراطي‪ .‬وتتضح طبيعة‬
‫استثنائية الوضع في فلسطين عندما نفكر في طرح الدولة الديمقراطية‬
‫سنة ‪ ،2008‬حيث ترسخ دعم الديمقراطية _كما هو معلن على األقل_‬
‫‪6‬‬
‫في أولويات السياسة الخارجية األمريكية ولنحاول أن نتعامل مع الطرح‬
‫على الشكل التالي‪ :‬أين يجب نظرياً أن تقف الواليات المتحدة (الداعمة‬
‫للديمقراطية)؟ مع الفلسطينيين الذين ينادون بدولة ديمقراطية؟ أم مع‬
‫اإلسرائيليين الذين يطالبون بدولة دينية؟ وهل لو كانت دولة إسالمية‬
‫في فلسطين‪ ،‬فهل ستؤيدها الواليات المتحدة في مواجهة يهود يدعون‬
‫إلى دولة ديمقراطية؟ من المفترض (نظرياً) أن السياق العام لتطور‬
‫البشرية في القرن الحادي والعشرين يوجب أن يدعم العالم _وبخاصة‬
‫في دول الشمال_ دعاة الديمقراطية‪ ،‬سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين‬
‫أم يهود‪ ،‬ولكن عندما يصل األمر إلى فلسطين‪ ،‬فإن االستثناء يقود‬
‫القاعدة نحو االنغالق‪.‬‬

‫ونجد هذه االستثنائية في التعامل مع فلسطين في كل مراحل وفي كل‬


‫جوانب الصراع الدائر في فلسطين أو على هامش قضيتها‪ ،‬فالعالم‬
‫الذي يطالب باالنفتاح‪ ،‬ويتجه نحو إزالة الحدود‪ ،‬وتتخلى الدولة‬
‫تدريجياً عن حسابات العمق االستراتيجي في النظريات الدفاعية في‬
‫عصر الصواريخ العابرة للفضاء وليس للقارات فحسب‪ ،‬هو نفس العالم‬
‫الذي يسير نحو تحرير األسواق وفتحها في ومع كل الدول‪ ،‬إال عندما‬
‫يصل األمر فلسطين‪ ،‬حيث ال بد من إقامة جدار معترف بها دولياً أنها‬
‫للفلسطينيين من أجل إقامة السالم‪ ،‬مع أن إسرائيل التي تطالب‬
‫بالتطبيع بينها وبين العرب‪ ،‬تعرف أن الضفة الغربية وغزة هي بوابتها‬

‫‪7‬‬
‫األولى لذلك‪ ،‬فكيف يكون انفتاحها الذي تريد تحقيقه في ظل عدد‬
‫محدود من األبواب التي ال تفتح سوى ساعات محدودة في اليوم وال‬
‫تسمح حتى بعبور شاحنة _كما سنرى في هذه الدراسة؟‬

‫وظل الفلسطينيون يتأكدون يوماً إثر يوم أنهم خارج سياق النظام‬
‫العالمي‪ ،‬فال انطبقت عليهم مبادئ ولسون حول حق تقرير المصير‪،‬‬
‫وال انسجم العالم مع مقولة فراكلين روزفلت الشهيرة سنة ‪ 1936‬من‬
‫أن شعار الحرب هو‪" :‬فليعش األقوياء وليفنى الضعفاء‪ ،‬أما السلم‬
‫فشعاره هو‪" :‬فليساعد األقوياء الضعفاء على البقاء"‪.‬‬

‫ووجد الفلسطينيون تطبيقاً مناقضاً لذلك فقد أصبحوا الجئين أخذت‬


‫منهم ممتلكاتهم وأرضهم ومياههم وأموالهم ومخزونات مستودعاتهم‪،‬‬
‫ووزعت عليهم وكالة الغوث بعد ذلك ما معدله (‪ )20‬سنتاً يومياً كي‬
‫يعيل الواحد بها نفسه!! وهكذا وجد الفلسطينيون _ومعهم بطبيعة‬
‫الحال كثير من العرب والمسلمين واألجانب_ أنهم أمام مؤامرة حيكت‬
‫في ليل البشرية الطويل‪ ،‬وأن أطراف هذه المؤامرة مسيطرون على‬
‫العالم‪ ،‬ويحاولون تيسير دفة سفينة الكرة األرضية بحسب شروحات‬
‫التلمود وبروتوكوالت حكماء صهيون‪ ،‬وصار من المستحيل البحث عن‬
‫حل عادل ومنصف فالصراع بدأ هناك في السماء باستكبار إبليس ولن‬
‫تتم تسويته تماماً إال هناك‪ ،‬كما يقول وليام غاي كار صاحب كتاب‬
‫"أحجار على رقعة الشطرنج"‪ ،‬وعلى وجه اإلجمال فقد ارتد الجميع‬

‫‪8‬‬
‫بدرجة أو بأخرى نحو مخزوناتهم الجمعية الفكرية‪ ،‬وصارت احتماالت‬
‫معركة تل مجدو أو هارمجدون المقبلة‪ ،‬ويأجوج ومأجوج أهم من‬
‫الحسابات المباشرة لدى كثيرين‪ ،‬وصارت كتب التنجيم "نبؤات فوستر‬
‫اداموس" مثالً من الكتب األكثر مبيعاً‪ ،‬ومع فشل كل الحلول السياسية‬
‫الدولية‪ ،‬والثنائية فشالً ذريعاً‪ ،‬فإن الناس صاروا خبراء في الماضي أو‬
‫وتكرس في غضون ذلك‬
‫ّ‬ ‫المستقبل وفقدوا اهتمامهم بالحاضر‪،‬‬
‫االستيالء على الحقوق الفلسطينية في األرض وفي حق العودة وفي‬
‫التعويضات‪ ،‬وبتجسيد جوانب معينة من اتفاقات أوسلو على األرض‬
‫صار الفلسطينيون يعيشون في حدود _ال يعرفونها_ بال أمن‪ ،‬وفي‬
‫مواجهة أمن بال حدود إلسرائيل‪ ،‬أدى فيما أدى إليه إلى مزيد من‬
‫عمليات القتل العمد يومياً‪ ،‬وإلى مزيد من االعتقاالت واألسر‪ ،‬ولم يكن‬
‫ممكناً لمراقب محايد أن يفهم كيف يتم التوصل إلى اتفاق بين طرفين‬
‫متحاربين ال يشمل عودة األسرى إلى وطنهم؟ مع أن هذه األعراف‬
‫الدولية المتواترة التطبيق منذ أنظمة الهاي ‪ ،1907‬وحتى اتفاقية‬
‫إعادة األسرى إلى أوطانهم لسنة ‪ ،1929‬وانتهاء باتفاقات جنيف‬
‫األربعة لسنة ‪.1949‬‬

‫ولم تجد محاوالت حقوقية فلسطينية في التنبيه إلى االتفاقات‬


‫السياسية تخضع لموازين القوى الراهنة‪ ،‬وتعطي إسرائيل إمكانية إمالء‬

‫‪9‬‬
‫الشروط التي تخدم مصالحها على حساب الحقوق األساسية للشعب‬
‫الفلسطيني‪ ،‬ما يجعل إقامة سالم دائم وعادل أم اًر غير وارد‪.‬‬

‫إن إشعال أية حرب ال يحتاج أكثر من حفنة رجال وبعض السالح‪ ،‬أما‬
‫السالم فال تضعه إالّ مجتمعات‪ .‬والحرب قرار فردي أساساً‪ ،‬أما السالم‬
‫بمعناه العادل والشامل فهو إرادة جماعية يصوغها األفراد الحقاً‪ .‬ويتبع‬
‫ذلك‪ ،‬بل قد ينبع منه‪ ،‬إن الحرب ال تفيد إالّ صانعيها‪ ،‬أما السالم فهو‬
‫مصلحة وصالح الجميع‪ .‬ولكن كل سالم‪ ،‬وبخاصة بعد سلسلة الحروب‬
‫الطاحنة في فلسطين ومن أجلها أو حولها‪ ،‬ال بد من مصالحة رضائية‬
‫ال تقوم إال اإلكراه‪ ،‬وال على موازين القوى‪ ،‬وإنما تقوم على قناعة‬
‫الشعوب بشكل فردي وجمعي‪ ،‬وقد يتخيل البعض نتيجة اختالل ميزان‬
‫القوى الكائن محلياً ودولياً أن الفلسطينيين وحدهم هم من سوف‬
‫يستفيد من أي سالم‪ ،‬حتى لو لم يحقق لهم سوى الحفاظ على الحق‬
‫األساسي األول وهو الحق في الحياة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإنهم من المفترض‬
‫أن يقبلوا بأي سالم بأي ثمن‪ ،‬ولكن هل يضمن من يحاولون وضع‬
‫خطط السالم‪ ،‬إن ميزان القوى الكائن هو ميزان أزلي ال يقبل التغيير‬
‫وبالتالي ال يستطيعون تخيل أي ميزان قوى كامن؟ إن إسرائيل ال‬
‫تستطيع ال هي وال غيرها ضمان طبيعة التحالفات التي قد تنشأ في أية‬

‫لحظة بين أي من القوى الفاعلة الحالية و‪/‬أو المستقبلية إقليمياً‬


‫ودولياً‪ ،‬وال شك أن إسرائيل تساعد في زيادة فرص استهدافها بسبب‬

‫‪10‬‬
‫إصرارها على استعداء شعوب المنطقة بأساليب مختلفة من مظاهر‬
‫االستعالء الذي مارسته طيلة الوقت مع الفلسطينيين‪ .‬لقد ركن الزعماء‬
‫اإلسرائيليون إلى القوة كضابط للسالم‪ ،‬ولكن شريطة أن ال تتوفر القوة‬
‫إال إلسرائيل فقط‪ ،‬ولكن‪ :‬ما هو نوع الحق الذي يمكن استخدامه لمنع‬
‫اآلخرين من الحصول على مصادر القوة؟ بل هل يمكن الحيلولة بين‬
‫أكثر من مليار نسمة وبين الحصول على مصادر القوة إلى ما ال‬
‫نهاية؟ وكما يقول الباحث اإلسرائيلي يعقوب شاريت (ابن موشيه‬
‫شاريت أول وزير خارجية إلسرائيل وأحد مؤسسيها) فإن العرب ال‬
‫يمكن هزيمتهم وكل حرب ستلد حرباً أخرى‪ ،‬وعلى رأي شاريت‪" :‬فقد‬
‫هناك مجال لزعماء اليهود بعد حرب ‪ 1948‬حيث كان السالم محتمالً‪،‬‬
‫ولكنهم اختاروا أن يكونوا قنبلة نووية لها دولة وليس دولة لها قنبلة‬
‫نووية‪ ....‬متناسين أنهم هم الطرف الذي جاء إلى بالد ليست خالية‪،‬‬
‫وأننا نشكل خرقاً للوضع الراهن وتهديداً لألغلبية التي تعيش في هذه‬
‫المنطقة"‪ ،‬ويخلص شاريت إلى أن إسرائيل تستحق دخول كتاب األرقام‬
‫السياسية من حيث شذوذها‪:‬‬

‫‪ -‬فهي الدولة الوحيدة التي قامت فوق خرائب سيادة ضاعت قبل‬
‫ألفي عام‪.‬‬
‫‪ -‬ليس لها أي دولة شقيقة من أي نوع دينياً‪ ،‬وال قومياً‪ ،‬وال‬
‫لغوياً‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ %75 -‬ممن أقيمت ألجلهم أصالً يعيشون خارجاً‪ ،‬وهاجر منها‬
‫‪ %15‬من سكانها في أول أربعين سنة من عمرها‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة الوحيدة التي ليس لها دستور‪.‬‬
‫‪ -‬لم تعلن حدودها النهائية حتى اآلن‪.‬‬
‫‪ -‬ال تعترف بعاصمتها سوى دولتين من دول العالم كله‪.‬‬
‫‪ -‬أقيمت كدولة يهودية وليس فيها فصل بين الدين والدولة‪ ،‬ومن‬
‫المفروض أنها دولة يهودية الديانة ولكن لم تحدد من هو‬
‫اليهودي حتى اآلن‪)1(.‬‬

‫ويخلص شاريت‪ ،‬إلى ما خلص إليه عش ارت الباحثين أن إسرائيل زائلة‬


‫ال محالة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن السالم الحقيقي القائم على العدل وإرجاع‬
‫الحقوق إلى أصحابها و‪/‬أو تعويضهم عم فاتهم هو مصلحة إسرائيلية‬
‫أيضاً‪ .‬إن السالم العادل يمكن أن يكون شعا اًر فارغاً من أي مضمون‬
‫عندما يتم تناوله سياسياً‪ ،‬ولكنه يأخذ كامل مضامينه عندما يكون‬
‫تطبيقاً لحكم قانون مستقر‪ .‬إن حكم القانون فقط هو الضامن الوحيد‬
‫للتخلص من ثالوث البقاء أو الفناء أو اإللغاء‪ .‬وإن الحق القانوني هو‬
‫الفيصل الذي سيؤدي إلى إطالق سراح مستقبل المنطقة (وإسرائيل)‬
‫من مزاعم الحق التاريخي‪ ،‬ولن يكون هناك حل قانوني إالّ باستعادة‬

‫‪ .) 1‬بشير البرغوثي "زوال إسرائيل وحتمية التاريخ‪ :‬دراسة مقارنة "دار زهران‬
‫للنشر األردن‪ 2000 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪12‬‬
‫الحقوق الفردية والجمعية‪ ،‬وأما الحقوق الجمعية فال تنتهي بإقامة‬
‫الدولة العربية في فلسطين على حدود قرار التقسيم‪ ،‬وإنما تبدأ من هذه‬
‫النقطة بالضبط‪ ،‬أي أن إقامة الدولة ليست غاية بحد ذاتها في هذا‬
‫الصراع‪ ،‬وإنما هي الوسيلة والبداية وفي هذا المجال‪ ،‬فإن المشاريع‬
‫السياسية كلها تقلب الهرم على رأسه‪ ،‬فهي تبتدئ (بالسلطة) وتؤجل‬
‫قضايا القدس والالجئين‪ ،‬مع أن الجهة التي ينبغي أن تمثل شعباً في‬
‫قضية الجئين يجب أن تكون قادرة على ممارسة السيادة‪ ،‬وقادرة على‬
‫ضمان حق تقرير المصير لشعبها‪ ،‬وقادرة أن تمثل العالم اإلسالمي في‬
‫موضوع القدس‪.‬‬

‫وعندما نتحدث عن حل دائم‪ ،‬فإن المعني بهذا الحل هو الشعب‬


‫الفلسطيني (أي داخل فلسطين وخارجها)‪ ،‬إذ لو كان الفلسطينيون‬
‫يستطيعون ممارسة حقهم في العيش في فلسطين لكننا أمام مشكلة‬
‫أقل تعقيداً‪ .‬وبكلمات أكثر عملية‪ ،‬فإن واجب تطبيق القانون الدولي‬
‫بإقامة الدولة العربية في فلسطين يقع على كاهل بريطانيا‪ ،‬والجمعية‬
‫العامة‪ ،‬ومجلس األمن الدولي وبعد ذلك يأتي الحديث عن القضايا‬
‫األخرى‪.‬‬

‫أما حق العودة والتعويض فهو حق مصان قانوناً يجب أن يكون هناك‬


‫آليات لتطبيقه ليس ضمن قرار ‪ 194‬الصادر عن الجمعية العامة‬
‫فحسب‪ ،‬بل ضمن منظومة القانون الدولي‪ ،‬والقانون الدولي اإلنساني‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫والقانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬ألن بقاء الموضوع الفلسطيني‬
‫مستثنى من السياق الدولي العام ال يليق بقواعد المساواة بين البشر‬
‫بد‬
‫وال بقواعد اإلنصاف‪ ،‬فكيف يمكن استخدام االستثناء إلقامة سالم ال ّ‬
‫أن يكون شامالً؟‬

‫إن ال حل القانوني يتطلب فتح ملفات مختلف القضايا المتنازع عليها‬


‫وتقديمها إلى الرأي العام‪ ،‬والبدء بدراستها دراسة تقوم على مفهوم بذل‬
‫المجهود‪ ،‬أي التأكد من سالمة اإلجراءات القانونية‪ ،‬واإلحاطة بمختلف‬
‫الدفوع الالزمة‪ ،‬حيث يقع العبء هنا على الفلسطينيين أوالً‪ ،‬وعلى‬

‫المسلمين ثانياً‪ ،‬وعلى المدافعين عن حكم القانون في العالم كله أوالً‬


‫وأخ اًر‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫فلسطين بين سالمة اإلقليم والتقسيم‬

‫المبحث األول ‪:‬‬

‫الوالية العثمانية‬

‫ربما كانت الوالية العثمانية على فلسطين موضع نزاع يتعلق‬


‫باألطماع‪ ،‬أو حتى بالرغبة في االستقالل في أية فترة قبل الحرب‬
‫العالمية األولى‪ ،‬ولكن تلك الوالية السياسية لم تكن موضع نزاع‬
‫قانوني‪ ،‬بل كان معترفاً بها من قبل دول العالم‪ ،‬بشكل قانوني‪ ،‬وليس‬
‫من باب األمر الواقع وحده‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫وفي ضوء ذلك‪ :‬فإن التغييرات والتعديالت التي طرأت على بعض‬
‫القوانين العثمانية سواء فيما يتعلق بالدستور أو قانون التبعة العثماني‬
‫‪ ،1869‬أو التعديالت على قوانين الحصانة واإلستمالك‪ ،‬يمكن اعتبارها‬
‫–بصرف النظر عن الموقف السياسي منها‪ -‬ممارسة طبيعية للسيادة‬
‫على حدود اإلقليم‪ ،‬األمر المعترف به والمستقر كأحد مبادئ القانون‬
‫الدولي حتى اآلن‪ .‬وقد واجهت هذه الوالية العثمانية تحديات كثيرة‬
‫بعضها –وربما كان أخطرها وأكثرها تأثي اًر‪ -‬كان داخلياً‪ -‬مثل الصراع‬
‫بين السلطان عبد الحميد الثاني وجمعية االتحاد والترقي‪ .‬وعلى حين‬
‫أن هذا الصراع كان داخلياً في ظاهره‪ ،‬إال أن فلسطين كانت أحد‬
‫مظاهره التي تفاقمت فيها عوامل الصراع والضغط الداخلي والخارجي‬
‫على الوالية العثمانية‪ .‬وكان السلطان عبد الحميد الثاني قد تمسك في‬
‫مواجهة العروض والضغوط الخارجية بشأن فلسطين بموقف ينسجم‬
‫مع مبادئ القانون الدولي‪ ،‬من حيث الحفاظ على وحدة وسالمة‬
‫األراضي واألقاليم الخاضعة لسيادة دولته‪ ،‬ويتضح ذلك من الرد –غير‬
‫المباشر‪ -‬الذي رد به السلطان عبد الحميد على دعوة هيرتسل سنة‬
‫‪ ،1901‬وهذا الرد منسجم تماماً مع المادة األولى من الدستور‬
‫العثماني لسنة ‪ 1876‬والتي تقول في الشطر الثاني منها "أن‬

‫‪16‬‬
‫اإلمبراطورية العثمانية تشكل كالً واحداً ال يتج أز وال يمكن سلخ أي جزء‬
‫منه بأي سبب كان" (‪.)1‬‬

‫"انصحوا الدكتور هيرتسل بأال يتخذ خطوات جديدة في هذا الموضوع‪،‬‬


‫فإني ال أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين‪ ...‬فهي‬
‫ليست ملك يميني‪ ...‬بل ملك األمة اإلسالمية‪ ...‬لقد جاهد شعبي في‬
‫سبيل هذه األرض ورواها بدمه‪ ...‬فليحتفظ اليهود بماليينهم‪ ...‬وإذا‬
‫مزقت دولة الخالفة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين‬
‫بال ثمن‪ ...‬أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني ألهون علي من‬
‫أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخالفة وهذا أمر ال يكون‪ ..‬إني ال‬
‫أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة"‪.‬ولعل‬
‫السلطان عبد الحميد ظل مص اًر على عدم التفريط بسيادة الدولة‬
‫العثمانية على فلسطين وما يورده في مذكراته يوضح ذلك‪:‬‬

‫"إنني لم أتخل عن الخالفة اإلسالمية لسبب ما سوى أنني –بسبب‬


‫المضايقة من رؤساء جمعية االتحاد والترقي وتهديدهم‪ -‬اضطررت‬
‫وأجبرت على ترك الخالفة‪ ،‬إن هؤالء االتحاديين قد أصروا وأصروا‬
‫علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في األرض‬
‫المقدسة‪ ،‬ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف‪ ،‬وأجبتهم‬

‫‪ .) 1‬عن الموقع اإللكتروني‪:‬‬


‫‪http://www.worldstatesman.org/ottomanconstitution‬‬
‫‪17‬‬
‫بهذا الجواب القطعي اآلتي‪ :‬إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً –فضالً عن‬
‫‪ 150‬ملون ليرة إنكليزية ذهباً‪ -‬فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي‪.‬‬
‫لقد خدمت الملة اإلسالمية واألمة المحمدية ما يزيد على ثالثين سنة‬
‫فلم أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السالطين والخلفاء‬
‫العثمانيين؟ لهذا لن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي‪ .‬وبعد جوابي‬
‫القطعي اتفقوا على خلعي‪ ،‬وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى سالنيك‪،‬‬
‫فقبلت التكليف األخير هذا‪ ،‬وقد حمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل أن‬
‫ألطخ الدولة العثمانية والعالم اإلسالمي بهذا العار الناشئ عن تكليفهم‬
‫بإقامة دولة يهودية في األرض المقدسة فلسطين"‪.‬‬

‫لغايات هذه الدراسة‪ ،‬فإننا نكتفي بالنتيجة التي ظل عليها ظاهر الحال‪،‬‬

‫وهي أن فلسطين كانت تحت السيادة العثمانية‪ ،‬ولم يكن هذا األمر‬
‫موضع جدال قانوني من أي نوع بطبيعة الحال‪ ،‬إلى أن وقعت الحرب‬
‫العالمية األولى سنة ‪ ،1914‬وظهر تصريح بلفور (‪ 2‬تشرين ثان‬
‫‪.)1917‬‬

‫وقد كتب الكثير عن هذا التصريح الذي أعطى اسم الوعد –ربما لربطه‬
‫بالوعد التاريخي أو الوعد اإللهي‪ -‬مع أن النص اإلنجليزي الرسمي ال‬
‫يسمح بهذا الهامش من االختالف في الترجمة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫هنا ال بد من اإلشارة إلى أن تصريح بلفور صدر قبل أن تسيطر‬
‫القوات البريطانية رسمياً على فلسطين‪ ،‬وقبل أن يصدر صك االنتداب‬
‫الذي بموجبه أعطت بريطانيا سلطة االنتداب على فلسطين‪.‬‬

‫إن أية مناقشة قانونية لوعد بلفور ال يمكن أن تقود الباحث إال إلى‬
‫طريق غير نافذ‪ ،‬وإال فكيف (تتنازل) دولة عن أراضي دولة أخرى‬

‫بشكل كامل؟ وما هي األسس القانونية وضمن أية قواعد أو أعراف‬


‫دولية تم (نقل) السيادة هذا؟ وما الذي جعل الخارجية البريطانية‬
‫تتعجل اإلعالن عن هذا اإلعالن حتى لو كانت نتيجة الحرب مضمونة‬
‫مسبقاً وحتى لو كانت بريطانيا واثقة تمام الثقة من أنها ستكون قادرة‬

‫على احتالل فلسطين؟ وما الذي جعل فلسطين موضع استثناء دوناً‬
‫عن الواليات واألقاليم األخرى التي وضعت تحت االنتداب بحيث يتم‬
‫تقرير مستقبلها ومصير شعبها مسبقاً؟ بل لنذهب إلى أبعد من ذلك‪،‬‬
‫ونفترض جدالً أن فلسطين كانت جزءاً ال يتج أز من األراضي البريطانية‪،‬‬
‫فهل يتم نقل السيادة عليها إلى جهة أخرى بمجرد إصدار تصريح أو‬
‫إعالن من السلطة التنفيذية فيها وعلى مستوى وزارة الخارجية‪ ،‬وليس‬
‫على المستوى التشريعي؟‬

‫استثناء خارجاً عن قواعد وميثاق عصبة األمم في‬


‫ً‬ ‫إن جعل فلسطين‬
‫إعطاء الشعوب حق تقرير مصيرها‪ ،‬وجعلها استثناء عن أحكام معاهدة‬
‫لوزان التي أنهت الحرب بين تركيا والحلفاء‪ ،‬وجعلها استثناء عن‬

‫‪19‬‬
‫قانون االنتداب‪ ،‬كل ذلك مما يدفع الباحث دفعاً إلى االعتقاد بأن هذه‬
‫الصفقة‪ ،‬كانت خارج أية حسابات قانونية نزيهة أو منصفة‪ ،‬ولهذا‬
‫االستنتاج تداعياته الخطيرة على مستوى تعميق االقتناع لدى أهل‬
‫المنطقة العرب وغيرهم باستحالة الحل القانوني ألن االستيالء على‬
‫فلسطين الذي استند إلى وعد بلفور ما هو إال جزء من المؤامرة‪ ،‬وحتى‬
‫عندما أتيح لزعماء فلسطين أن يناقشوا رئيس وزراء بريطانيا –‬
‫تشرشل‪ -‬بشأن هذا الوعد‪ ،‬فإنه لم يقدم أي رد قانوني‪ ،‬ولم يحولهم‬
‫إلى لجنة قانونية‪ ،‬وال إلى أي مبدأ قانوني‪ ،‬كل ما في األمر أنه اكتفى‬
‫بالقول "إنكم تطلبون مني أن ألغي تصريح بلفور‪ ،‬وهذا أمر ال أنا‬
‫بقادر على القيام به‪ ،‬وال أرغب في القيام به أيضاً" (‪.)1‬‬

‫وإذا كان لدى السياسة البريطانية حساباتها الخاصة‪ ،‬فإن صك‬


‫االنتداب‬

‫"اإلستثنائي" الذي أعطى لبريطانيا على فلسطين‪ ،‬والذي ربط الغاية من‬
‫االنتداب بإقامة وطن قومي لليهود قد استند إلى تصريح بلفور –كما‬
‫سنعرض له تالياً‪ -‬أي أن اإلدارة التي أصدرت الصك ممثلة بقوى‬

‫الحلفاء المنتصرين‪ ،‬لم تستند إلى الميثاق الذي وضعته هي والذي‬

‫‪ .)1‬للتفصيل‪ :‬وليام غاي "أحجار على رقعة الشطرنج" دار النفائس‪ -‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪.232 -223 )1991( 13‬‬

‫‪20‬‬
‫يجعل من االنتداب وسيلة لتحقيق استقالل الدول وإعطاء الشعوب حق‬
‫تقرير المصير‪.‬‬

‫فما الذي منع من وضع فلسطين ضمن النسق القانوني الذي وضعه‬
‫الحلفاء والذي يقضي بمنح الشعب حق تقرير المصير؟ ال يوجد في‬
‫رأينا أي سبب سوى أن نتيجة أي استفتاء في تاريخه كانت ستؤدي‬
‫إلى إبطال مشروع الوطن القومي اليهودي‪.‬‬

‫إن أبسط قواعد المحاسبة والمساءلة تقتضي بأن تراجع بريطانيا هذا‬
‫التصريح‪ ،‬وأهليته القانونية في ضوء القوانين الدولية المحلية‬
‫البريطانية‪ ،‬ألن كثي اًر من الق اررات الالحقة صدرت على أساسه‪ ،‬وألن‬
‫عمليات نقل (نزع) ملكية األراضي الفلسطينية إنما تمت في ظل سيطرة‬
‫بريطانيا على مقاليد األمور السياسية والتشريعية والقضائية‪ ،‬وألن‬
‫انسحابها قد جاء متمشياً مع الخطوط العامة لهذا التصريح وليس بناء‬
‫على أداء مهمتها في تهيأة أوضاع فلسطين لالستقالل‪ .‬وإن اكتفاء‬
‫بريطانيا بالتخلي عن مسؤولياتها المادية واألدبية تجاه فلسطين وأهلها‬
‫ال من خالل امتناع بريطانيا عن التصويت على قرار التقسيم رقم‬
‫‪ ،181‬ال يشكل وفاء بما تعهدت هي به في تصريح بلفور من عدم‬
‫اإلجحاف بحقوق الطوائف األخرى في فلسطين‪ ،‬وال بما يلزمها به صك‬
‫االنتداب‪ .‬ومن البديهي أن بريطانيا لن تكون عامالً مساعداً على‬
‫إقامة سالم دائم وعادل إال بالعودة إلى االنحياز إلى الحق القانوني‬

‫‪21‬‬
‫وليس إلى الحق التاريخي‪ ،‬والحق القانوني بحاجة إلى أدوات قانونية‬
‫يعضد بعضها بعضهاً وال يمكن أن يتم التوصل إلى حل قانوني وإلى‬
‫تطبيق حكم القانون بادعاءات الحق التاريخي التي يدحض بعضها‬
‫بعضاً‪ .‬ومن دون نسخ هذا التصريح‪ ،‬فال مجال أمام أهل المنطقة إال‬
‫أن يستمروا في االعتقاد على مستويات الوعي الجمعي والالوعي‬
‫الجمعي بأن ضياع حقوقهم نجم عن مؤامرة عالمية خفية ال بد من‬
‫إحباطها يوماً‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬سيظل الساسة يتحدثون عن السالم‪ ،‬وستظل‬
‫المنطقة تصحو كل يوم على وقع انفجارات قد يقال إنها غامضة‪ ،‬ولكن‬
‫استثناء خارجاً عن كل‬
‫ً‬ ‫منشأها الوحيد هو بقاء القضية الفلسطينية‬
‫سياقات القانون الدولي العام والقانون اإلنساني الدولي والقانوني‬
‫الدولي لحقوق اإلنسان‪ .‬وال شك أن منظومة القانون الدولي هذه هي‬
‫من أهم انجازات البشرية في القرن العشرين‪ ،‬ولكن اإلفراط في تطبيقها‬
‫في دولة ما والتفريط بها في دولة أخرى يحرم هذا النظام العالمي العام‬
‫من أهم مقومات بقائه وهو ثقة البشرية به‪ .‬ولن يستقيم األمر إال بأن‬
‫تصلح مبادئ القانون ما أفسدت مصالح السياسة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫صك االنتداب‬

‫أعلن صك االنتداب من قبل عصبة األمم المتحدة بتاريخ ‪ 5‬تموز‬


‫‪ 1921‬وصودق عليه في ‪ 24‬تموز ‪ 1922‬ووضع موضع التنفيذ في‬
‫‪22‬‬
‫‪ 29‬أيلول ‪ ،1922‬وقد اعتبر اليهود آنذاك أنهم حصلوا على اعتراف‬
‫عالمي بإقامة وطن قومي في فلسطين (‪ ،)1‬إن السؤال األساسي هنا‬
‫هو‪ :‬هل صك االنتداب هذا هو أداة قانونية؟ وهل استند إلى قواعد‬
‫القانون الدولي أم إلى موازين القوة بين القوى الكبرى؟ وبالتالي هل‬
‫يصلح هذا الصك أساساً قانونياً لحل المنازعات والصراعات؟‬

‫إن صك االنتداب ال يقول في أية كلمة من كلمات مقدمته وال متنه وال‬
‫خاتمته ما يفيد استناده إلى أي قانون دولي عام‪ ،‬باستثناء استناده‬
‫إلى المدة (‪ )22‬من ميثاق عصبة األمم حيث يقول في المقدمة‪:‬‬

‫"لما كانت دول الحلفاء الكبرى قد وافقت على أن يعهد بإدارة فلسطين‬
‫التي كانت تابعة فيما مضى للحكومة العثمانية بالحدود التي تعينها‬
‫تلك الدول إلى دولة منتدبة تختارها الدول المشار إليها تنفيذاً لنصوص‬
‫المادة (‪ )22‬من ميثاق عصبة األمم‪ "...‬ومن المالحظات على هذه‬
‫الفقرة‪:‬‬

‫‪ .)1‬إن االستناد إلى نص المادة (‪ )22‬من ميثاق عصبة األمم‪ :‬إذا‬


‫كان باإلمكان اعتباره استناداً إلى نص في أداة قانونية‪ ،‬إنما يشير إلى‬
‫وضع فلسطين تحت االنتداب‪ ،‬فإذا كان النص قانونياً‪ ،‬فإنه ال عالقة‬

‫‪ .)1‬انظر مثالً‪ :‬أرية ل‪ .‬افنيري "دعوى نزع الملكية االستيطان اليهودي‪....‬‬


‫والعرب ‪ ، 1948 -1878‬ترجمة بشير البرغوثي‪ ،‬دار الجليل للنشر‪ ،‬عمان‬
‫‪1986‬ص‪. "11‬‬
‫‪23‬‬
‫له فيما بعده من موافقة الحلفاء على أن تكون الدولة المنتدبة‬
‫مسؤولة عن تنفيذ التصريح الذي أصدرته في األصل حكومة صاحبة‬
‫الجاللة البريطانية في اليوم الثاني من شهر تشرين ثان ‪.1917‬‬

‫أي أن الصك يستند قانونياً إلى المادة (‪ )22‬في وضع فلسطين تحت‬
‫االنتداب فقط‪ ،‬ولكن ليس هناك نص وال إستناد إلى نص قانوني فيما‬
‫يتعلق بتنفيذ تصريح بلفور‪.‬‬

‫‪ )2‬إن صك االنتداب الذي يستند إلى المادة (‪ )22‬على إطالقها –حيث‬


‫لم يحدد الصك فقرة محددة في المادة يستند إليها‪ ،‬وبالتالي يفترض أن‬
‫االستناد إلى المادة (‪ )22‬جاء على إطالقها بكل فقراتها بعموم اللفظ‬
‫وبعموم المعنى‪ .‬ولكن الصك أخذ فقرة واحدة من المادة خارج سياقها‬
‫مهمالً باقي الفقرات التي كان يجب أن تق أر معاً‪ ،‬وحيث أن الفقرة‬
‫الثالثة في نفس المادة (‪ )22‬تنص على أن "بعض الشعوب التي كانت‬
‫خاضعة لإلمبراطورية العثمانية قد وصلت إلى درجة من التقدم يمكن‬
‫معها االعتراف مؤقتا بكيانها كأمم مستقلة خاضعة لقبول اإلرشاد‬
‫اإلداري والمساعدة من قبل الدولة المنتدبة إلى ذلك الوقت الذي تصبح‬
‫فيه هذه الشعوب قادرة على النهوض وحدها‪ ،‬ويجب أن يكون لرغبات‬
‫هذه الشعوب المقام األول في اختيار الدولة المنتدبة" وقد سمي هذا‬
‫االنتداب باالنتداب من درجة (أ) ويشمل الواليات التي كانت خاضعة‬

‫‪24‬‬
‫لإلمبراطورية العثمانية(‪ ،)1‬وتنص الفقرة الثالثة من ذات المادة ‪22‬‬
‫على أن طبيعة (خصائص) االنتداب يجب أن تتباين بحسب مرحلة‬
‫تطور الشعب الموضوع تحت االنتداب وبحسب الموقع الجغرافي لإلقليم‬
‫وظروفه االقتصادية وما شابه ذلك من ظروف‪ ،‬وتنص الفقرة الرابعة‬
‫بوضوح على أن رغبات المجتمعات التي كانت تحت الحكم العثماني‬
‫يجب أن تولى االعتبار األساس عند اختيار دولة االنتداب‪ .‬وحين‬
‫يتحدث الصك عن إنشاء وطن قومي لليهود بحسب مقتضى تصريح‬
‫بلفور‪ ،‬فإنه ال يشير إلى كلمة (حق) أو إلى كلمة (قانون) إنما يحدد‬
‫في مقدمته أنه " قد اعترف (بالصلة) التاريخية التي تربط الشعب‬
‫اليهودي بفلسطين (وباألسباب) التي تبحث على إعادة إنشاء وطنهم‬
‫في تلك البالد"‪.‬‬

‫ومقابل ذلك‪ ،‬فإن الصك لم يستخدم اسم "إسرائيل" بل استخدم اسم‬


‫"فلسطين"‪ ،‬بما يعني أن اإلقليم موجود سياسياً وعندما تحدث عن‬
‫الطوائف غير اليهودية الموجودة اآلن في فلسطين‪ ،‬فإنه اشترط أن ال‬
‫يؤتى بعمل من شأنه أن يضر (بالحقوق) المدنية والدينية التي تتمتع‬
‫بها الطوائف غير اليهودية الموجودة اآلن في فلسطين أو بالحقوق‬
‫والوضع السياسي مما يتمتع به اليهود في آية بالد أخرى"‪.‬‬

‫‪ .) 1‬محمد المجدوب‪" ،‬محاضرات في القانون الدولي العام‪ ،1978 ،‬ص ‪.61‬‬


‫‪25‬‬
‫وهكذا فإن ظاهر النص يتحدث عن "صلة تاريخية لليهود" وعن‬
‫"الحقوق المدنية والدينية للطوائف األخرى الموجودة اآلن" ‪.‬‬

‫كذلك تنص المادة الخامسة على أن "تكون الدولة المنتدبة مسؤولة‬


‫عن ضمان عدم التنازل عن أي جزء من أراضي فلسطين إلى حكومة‬
‫دولة أجنبية وعدم تأجيره إلى تلك الحكومة أو وضعه تحت تصرفها‬
‫بأية صورة أخرى"‪ .‬إن هذه المادة من صك االنتداب تتناقض من‬
‫اض‬
‫الناحية الشكلية على األقل مع هدفه الذي هو التنازل عن أر ٍ‬
‫فلسطينية وتأجير أراضي أخرى لصالح إقامة وطن قومي يهودي على‬
‫أرض ذلك اإلقليم‪.‬‬

‫كيف يمكن فهم هذه اإلشكالية التي تتكرر أيضاً في المادة السادسة‬
‫‪-:‬‬

‫"على إدارة فلسطين مع ضمان عدم إلحاق الضرر بحقوق ووضع‬


‫فئات األهالي األخرى أن تسهل هجرة اليهود في أحوال مالئمة وأن‬
‫تشجع بالتعاون مع الوكالة اليهودية المشار إليها في المادة الرابعة‪،‬‬
‫حشد اليهود في األراضي األميرية واألراضي الموات غير المطلوبة‬
‫للمقاصد العمومية"‪ .‬فهل تمت الهجرة اليهودية من دون إلحاق الضرر‬

‫بحقوق ووضع فئات األهالي األخرى؟‬

‫وكذلك في المادة التاسعة‪-:‬‬

‫‪26‬‬
‫"تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن جعل النظام القضائي القائم في‬
‫فلسطين ضامناً تمام الضمان لحقوق األجانب والوطنيين على السواء‪،‬‬
‫ويكون احترام األحوال الشخصية والمصالح الدينية لمختلف الشعوب‬
‫والطوائف مضموناً تمام الضمان أيضاً وبصورة خاصة تكون إدارة‬
‫األوقاف خاضعة للشرائع الدينية وشروط الواقفين"‪.‬‬

‫إن كل المواد تتحدث عن خلق أمر واقع لم يكن حاالً ال من حيث‬


‫القانون وال من حيث الواقع عند إصدار صك االنتداب عندما يتعلق‬
‫األمر بالوطن القومي اليهودي المفترض‪ ،‬ولكنها تتحدث في المقابل‬
‫عن واقع قانونية عندما يتعلق األمر بأهالي فلسطين‪ ،‬فالحقوق‬
‫الفلسطينية وبنص الصك نفسه كانت وقائع قائمة بحكم الواقع‬
‫والقانون والوطن القومي اليهودي كان مجرد مشروع افتراضي غير‬
‫موجود ال في الواقع وال في القانون‪.‬‬

‫هكذا نصبح أمام مفارقة قانونية غريبة‪:‬‬

‫فهناك مواطنون مفترضون لم يأتوا بعد إلى بلد معين‪ ،‬وقد تم إعطاء‬
‫حقوق لهم من خال ل (هيئات تمثيلية) لم تكن قد استوت على سوقها‬
‫بعد‪ ،‬مقابل مواطنين موجودين فعالً في نفس البلد لم يتم إيالء حقوقهم‬
‫المعترف بها في نفس الصك أي اعتبار‪ .‬وهناك إقليم اسمه فلسطين‬
‫بحسب مفردات الصك نفسه تم شطبه لصالح كيان سياسي افتراضي‬
‫لم يوجد بعد‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫وحيث أن فلسطين اإلقليم كانت موجودة بنفس التسمية السياسية‬

‫ومعترفاً بها بنفس االسم‪ ،‬فإن الشعب الذي يتوطنها آنذاك هو حكماً‬
‫الشعب الفلسطيني الذي كان يجب أن يعطى حق تقرير المصير بحسب‬
‫منطوق المادة (‪ )12‬من مبادئ الرئيس األمريكي ولسون بتاريخ‬
‫‪ 1918/1/8‬حيث تقول المادة (‪ )12‬من تلك المادة بـ "سيادة تركيا‬
‫على األجزاء الخاصة بها من اإلمبراطورية وإعطاء الشعوب األخرى‬
‫حق تقرير المصير"‪.‬‬

‫هنا ال بد أن نذكر أن المادة (‪ )14‬من بنود ولسون هي التي نصت‬


‫على "إقامة عصبة األمم كمؤسسة للحفاظ على السالم العالمي" أي أن‬
‫هذه المبادئ أحد أهم األسس التي قامت عليها عصبة األمم نفسها‪.‬‬

‫إن هذه اإلشكاالت القانونية التي ينطوي عليها صك االنتداب تحول‬


‫بينه وبين أن يكون أداة قانون دولي تصلح مرجعية قانونية نظرية‬
‫لحل المشكلة الفلسطينية‪ ،‬فصك االنتداب يتعارض مباشرة مع المادة‬
‫(‪ )22‬من ميثاق عصبة األمم نفسها من حيث عدم أخذه رغبات سكان‬
‫اإلقليم المعني باالنتداب‪ ،‬ومن حيث عدم تعاطيه مع الوقائع‬
‫الموضوعية ذات الصلة‪.‬‬

‫وهذا الذي نقول به هو ما خلص إليه أيضاً باحثون آخرون غير عرب‬
‫حيث يرى ميخائيل كوهين مثالً أنه تم (تفضيل) صك االنتداب كي‬
‫يتماشى مع طموحات بريطانيا وفرنسا في واقع الحال‪ ،‬مع استرضاء‬
‫‪28‬‬
‫التفكير المثالي األمريكي حول حق تقرير المصير‪ ،‬بل إن الصك قد‬
‫تجاوز تصريح بلفور ذاته‪ ،‬وإال فكيف كان باإلمكان تحويل األكثرية‬
‫العربية إلى أقلية من دون أي مساس بمركزها القانوني في البالد(‪.)1‬‬

‫وعدا عن كل هذه التناقضات القانونية التي ينطوي عليها صك‬


‫االنتداب‪ ،‬فإن كثي اًر من مبادئ القانون الدولي التي كانت موضع‬
‫خالف في ذلك الوقت مثل حق تقرير المصير أصبحت مبادئ قانونية‬
‫راسخة في صلب القانون الدولي‪ ،‬مما يحتم إجراء مراجعة قانونية‬
‫لجذور المشكلة الفلسطينية في ضوء القانون الدولي وبناء على‬
‫الوقائع الموضوعية كما كانت وقت صدور صك االنتداب‪ .‬وحيث أن‬
‫هناك وريثاً لعصبة األمم هي منظمة األمم المتحدة‪ ،‬وحيث أن هناك‬
‫حقوقاً ثابتة مادية ومعنوية قد ضاعت وال تزال تضيع جراء تفعيل‬
‫وإعمال بنود صك االنتداب‪ ،‬وحيث أن كثي اًر من هذه الحقوق فردية أو‬
‫جمعية هي حقوق غير قابلة للتصرف وبعضها ال يسقط بالتقادم‪ ،‬فإن‬
‫على منظمة األمم المتحدة أن تعيد النظر في المشكلة الفلسطينية‬

‫‪ .)1‬للمزيد حول التناقضات في نص صك االنتداب وتناقضه مع نصوص أدوات‬


‫أخرى في القانون الدولي‪:‬‬
‫‪Michael J. Cohen –The Origins and Evolution of the Arab - Zionist‬‬
‫‪Conflict, University of California Press, 1987 – David Fromkin, A‬‬
‫‪Peace to End All Peace, The Fall of the Ottoman Empire and the‬‬
‫‪Creation of the Modern Middle East, OWI books, 2001- Mid East‬‬
‫‪Web.‬‬
‫‪29‬‬
‫ليس كمشكلة سياسية ذات عالقة بهذا الجانب أو ذاك من أدوات‬
‫القانون الدولي‪ ،‬بل كمشكلة قانونية لها أبعاد سياسية وإنسانية وأبعاد‬
‫أخرى‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫قرار التقسيم ‪181‬‬

‫‪30‬‬
‫كما تبين معنا سابقاً‪ ،‬فإن صك االنتداب الصادر عن عصبة األمم لم‬
‫يحاول تسوية الحقوق الخاصة بأهل فلسطين بعد أن اكتفى بوضعها‬
‫مقابل "الصلة التاريخية" التي تربط اليهود بفلسطين‪ ،‬وكأن الصلة‬
‫التاريخية تنشئ حقوقاً قانونية لألفراد أو الجماعات‪ ،‬هكذا‪ ،‬وكأن وجود‬
‫صلة تاريخية بين البريطانيين والواليات المتحدة تبيح وتتيح لهم إقامة‬
‫وطن قومي فيها‪ ،‬أو أن الوجود العربي في اسبانيا يتيح ألية دولة‬
‫عربية أن تطالب بإقامة وطن قومي فيها ألية جماعة عربية أو‬
‫إسالمية‪.‬‬

‫لقد وضع صك االنتداب (التاريخي) مقابل (القانوني) ثم اسقط الجانب‬


‫القانوني‪ ،‬وسواء قبله العرب أم رفضوه أو قبله اليهود أو رفضوه‪ ،‬فإن‬
‫النتيجة واحدة‪ ،‬وهي أن الصك لم يقدم حالً قانونياً ال لمشكلة اليهود‪،‬‬
‫وال لوضع فلسطين إلقليم كان تحت السيطرة العثمانية‪ ،‬ولكن كرس‪،‬‬
‫بين أمور أخرى‪ ،‬واقع االستثناء الفلسطيني‪ ،‬حيث قدر لفلسطين أن‬
‫تشكل استثناء وتم تجريب كل الحلول بشأنها على أساس أنها‬
‫استثناء‪ ،‬باستثناء حل واحد وهو حل القانون العام‪.‬‬

‫ولم تكن منظمة األمم المتحدة‪ ،‬أكثر قرباً إلى قانونها وميثاقها من‬
‫عصبة األمم‪ ،‬لقد ورثت هيئة األمم المشكلة الفلسطينية‪ ،‬وسنرى أنها‬
‫لم تلتزم بميثاقها طيلة فترة توليها لهذه القضية‪ ،‬وكانت النتيجة هز‬
‫الثقة بهذه الهيئة منذ البداية‪ ،‬وبخاصة في ظل الشكوك الكثيرة التي‬

‫‪31‬‬
‫أحاطت بمالبسات تشكيلها ووضع ميثاقها والنظر إليها كحصان‬
‫طروادة هدفه تثبت وجود الوطن القومي اليهودي في فلسطين بأي‬
‫ثمن (‪.)1‬‬

‫إن واقع الحال في فلسطين سنة ‪ 2008‬يدل على أن المشكلة‬


‫الفلسطينية لم تحل‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال تستطيع األمم المتحدة –وبغض النظر‬
‫عن أية مجادالت نظرية‪ -‬أن تقول أنها حلت هذه المشكلة‪ ،‬هذا من‬
‫حيث النتيجة القانونية‪ ،‬وإذا كنا ال نستطيع (محاكمة) هيئة األمم أو‬
‫محاسبتها عن النتائج‪ ،‬إال أن من حقنا أن نحاسبها على مدى سالمة‬
‫إجراءاتها التي اتبعتها من أجل حل هذه المشكلة‪.‬‬

‫إن هذه المحاسبة تتطلب النظر بداية في االختصاص القضائي لحل‬


‫مشكلة من عيار المشكلة الفلسطينية كمشكلة ال يزال القانون الدولي‬
‫عاج اًز عن الفصل فيها ‪-:‬‬

‫‪ .)1‬للمزيد حول كون منظمة األمم المتحدة حصان طروادة لضمان تكريس وجود‬
‫إسرائيل‪ ،‬تنظر مثالً‪:‬‬
‫‪ -‬نورد ديفيس "درع الصحراء وفضيحة النظام العالمي الجديد"‪ ،‬مترجم‪ ،‬دار‬
‫الدليل الوطني‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫وليام غاي كار "أحجار على رقعة شطرنج"‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪.1970‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -1‬االختصاص ‪-:‬‬

‫يعتبر ميثاق األمم المتحدة في ‪ 26‬حزيران ‪ 1945‬من أكثر أدوات‬


‫القانون الدولي استق ار اًر – حتى تاريخه في سنة ‪ – 2008‬وهو أوسع‬
‫اتفاقية دولية من حيث التوقيع عليه والمصادقة عليه‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬
‫له سمواً قانونياً –فوق أي قانون أخر في مجال العالقات الدولية‪.‬‬

‫إن االحتكام إلى الميثاق أهم – قانونياً – على المستوى الدولي من‬
‫وثائق طرفي النزاع‪ ،‬إنه يجب – نظرياً‪ -‬أن يسمو على الميثاق‬
‫الوطني الفلسطيني مثالً‪ ،‬وهو يسمو أيضاً على تصريح بلفور‪ ،‬وعلى‬
‫قانون "العودة" اإلسرائيلي ‪ ...‬وهو يسمو قانونياً على أي مشروع‬
‫تسوية – ناهيك عن أية معالجة من أي نوع‪ -‬وال يعني هذا بأي حال‬
‫من األحوال‪ ،‬أن ال يكون ألي طرف تحفظاته على هذا الميثاق‪ ،‬ولكن‬
‫التوقيع عليه‪ ،‬يجعله ملزماً لكل األطراف السامية الموقعة عليه بصفتها‬
‫ممثلة لشعوبها‪.‬‬

‫إن الفصل األول من الميثاق "في مقاصد الهيئة ومبادئها" يحدد في‬
‫المادة األولى منه أن مقاصد األمم المتحدة هي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬حفظ السلم واألمن الدوليين وتحقيقاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة‬


‫التدابير المشتركة الفعالة لمنع األسباب التي تهدد السلم وإل زالتها‬
‫ولقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه اإلخالل بالسلم وتتذرع‬

‫‪33‬‬
‫بالوسائل السلمية‪ ،‬وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل المنازعات‬
‫الدولية التي تؤدي إلى اإلخالل بالسلم أو لتسويتها‪.‬‬

‫‪ -2‬إنماء العالقات الودية بين األمم على أساس احترام المبدأ الذي‬
‫يقضي بالمساواة في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير‬
‫مصيرها‪ ،‬وكذلك اتخاذ التدابير األخرى المالئمة لتعزيز السلم العام‪.‬‬

‫‪......-3‬‬

‫‪ -4‬جعل هذه الهيئة مرجعاً لتنسيق أعمال األمم وتوجيهها نحو إدراك‬
‫هذه الغايات المشتركة‪.‬‬

‫إن هذه المقاصد واألهداف تؤكد صحة حجة االحتكام إلى الميثاق‬
‫قانونياً‪ ،‬ومما يؤكد ذلك ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن المشكلة الفلسطينية كانت سبباً في قيام كثير من الحروب‬


‫‪ ،1982 ،1967 ،1948‬وكانت حاضرة بقوة في حروب أخرى كثيرة‬
‫‪ ،1973 ،1956‬الخليج األولى‪ ،‬وال يزال مسلسل الحروب مستم اًر‪ ،‬فال‬
‫تكاد هذه المنطقة من العالم تنام على حلم بتسوية حتى تصحو على‬
‫قرع طبول الحرب‪.‬‬

‫‪ -2‬ال توجد أية ضمانة من أن تكون المشكلة الفلسطينية (سبباً) يهدد‬


‫األمن والسلم الدوليين بشكل أكبر من كل ما عاشته البشرية حتى‬

‫اآلن‪ .‬أي أن المشكلة الفلسطينية شكلت وتشكل وسوف تشكل تهديداً‬


‫‪34‬‬
‫خطي اًر لألمن والسلم الدوليين‪ ،‬وإذا كان كثير الحروب قد دارت حول‬
‫فلسطين‪ ،‬فال يوجد من احتمال اندالع حرب كبرى ال تقبل القسمة إال‬
‫على فلسطين (‪ )1‬وقد ال تكون فلسطين عندها قابلة للقسمة بأي‬
‫شكل‪.‬‬

‫‪ -3‬من المقاصد أيضاً احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق‬


‫بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها‪ .‬إن أي حل يراد له‬
‫الدوام ال بد أن ينطوي على تسوية في الحقوق المتعلقة بشعوب‬
‫المنطقة‪ ،‬مع مالحظة أن النص هنا هو على "الشعوب" وليس "الدول"‬
‫وليس "الحكومات"‪ ،‬وبما ينطوي عليه ذلك من تسوية الحقوق الفردية‬
‫والجمعية وليس اال تفاقات الرسمية فقط بين الدول الكبرى أو‬
‫الحكومات‪ ،‬بصرف النظر عن مدى أهلية وصدق التمثيل‪ ،‬ألن هناك‬
‫أمو اًر مثل التنازل عن الحقوق الفردية‪ ،‬أو حق تقرير المصير كحق‬
‫للمجموع ولألفراد فهذه الحقوق يجب أن تجري بشأنها استفتاءات‬
‫محددة حتى تقول الشعوب قولها‪ ،‬إذ لها القول الفصل‪.‬‬

‫‪ .4‬إن األمم المتحدة لم تستطع ال حل هذا الصراع وال تسويته‪ ،‬ولم‬


‫تقل فيه رأياً قانونياً وكل ما طرحته األمم المتحدة كان عبارة عن‬
‫مشاريع سياسية قامت على التوازنات السياسية وحدها ولم تصدر هذه‬

‫‪ .) 1‬بشير البرغوثي "زوال إسرائيل وحتمية التاريخ‪ :‬دراسة مقارنة" دار زهران‬
‫لنشر‪ ،‬األردن‪.2000 ،‬‬
‫‪35‬‬
‫المشاريع عن الجهة التي كان من المفترض أن تقدم رأيها القانوني‬
‫في المشكلة بشكل متكامل أال وهي محكمة العدل الدولية‪ ،‬كما أن‬
‫مجلس األمن لم يصدر أي قرار متعلق بالمشكلة الفلسطينية سنداً للبند‬
‫السابع‪ ،‬وظلت كل ق اررات الجمعية العمومية ذات الصلة مجرد توصيات‬
‫قابلة للتجاوز وللنسيان وأحياناً لإللغاء المباشر‪.‬‬

‫سالمة اإلجراءات ‪/‬أساليب تناول المشكلة‪-:‬‬

‫بدأ تعامل األمم المتحدة مع المشكلة الفلسطينية عندما قررت بريطانيا‪،‬‬


‫وفي أعقاب تفاهمها مع األمم المتحدة‪ ،‬أن ترفع قضية فلسطين إلى‬
‫األمم المتحدة بحجة أنها قررت إنهاء انتدابها على فلسطين‪ ،‬فدعت‬
‫في ‪ 2‬نيسان ‪ 1947‬األمم المتحدة لعقد دورة استثنائية‪ ،‬وبعد مناقشات‬
‫مسهبة‪ ،‬قررت الجمعية العامة في ‪15‬أيار ‪ 1947‬تأليف اللجنة‬
‫الخاصة لألمم المتحدة بشأن فلسطين (‪ )UNSCOP‬حيث ضمت ‪11‬‬
‫دولة هي‪ -:‬استراليا وكندا‪ ،‬وتشيكوسلوفاكيا وجواتيماال والهند وإيران‬
‫والبيرو والسويد واأل ورغواي ويوغوسالفيا وهولندا‪ ،‬وعقدت اللجنة ‪16‬‬
‫اجتماعاً عاماً و ‪ 36‬اجتماعاً خاصاً في الفترة بين ‪ 26‬أيار و ‪ 31‬آب‬
‫‪ 1947‬ومما قررته اللجنة أن العرب يشكلون أكثر من ثلثي السكان‪،‬‬
‫وأنهم يملكون ما يزيد عن ‪ %86‬من األرض (مع أن النسبة الحقيقية‬
‫كانت ‪ ،)%93.5‬ولكن اللجنة انقسمت عند اقتراح الحل‪ ،‬بين أقلية‬
‫اقترحت إقامة دولة اتحادية عاصمتها القدس وبين أكثرية قدمت‬

‫‪36‬‬
‫مشروعاً يقوم على األسس التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تقسيم فلسطين إلى دولتين يربط ينهما إتحاد اقتصادي‪.‬‬

‫‪ -2‬تقام الدولة العربية على مساحة ‪ 42.88‬من مساحة أرض‬


‫فلسطين حيث يسكنها ‪ 725‬ألف عربي و‪10‬آالف يهودي‪.‬‬

‫‪ -3‬تقام الدولة اليهودية على مساحة ‪ %56.74‬من مساحة أرض‬


‫فلسطين ويسكنها ‪ 498‬ألف يهودي و‪ 497‬ألف عربي‪.‬‬

‫‪ -4‬تخضع القدس لنظام دولي خاص تديره األمم المتحدة عبر مجلس‬
‫وصاية ويسكنها ‪ 105‬آالف عربي و ‪ 100‬ألف يهودي‪.‬‬

‫وبعد ‪ 34‬اجتماعاً عقدتها األمم المتحدة بين ‪ 25‬أيلول و ‪ 25‬تشرين‬


‫ثان ‪ 1947‬حين وافقت اللجنة الخاصة على خطة التقسيم مع وحدة‬
‫اقتصادية‪ ،‬وقد جعل القرار النهائي نصيب الدولة العربية ‪،%44.8‬‬
‫والدولة اليهودية ‪ %54.7‬والباقي لمنطقة القدس‪ .‬وكان من المفروض‬
‫أن يتم التصويت يوم ‪ 26‬تشرين ثان من تلك السنة‪ ،‬ولو تم لسقط‬
‫مشروع التقسيم‪ ،‬ولكن تم تأجيل الجلسة إلى يوم ‪ 29‬تشرين ثان‬
‫‪ 1947‬حيث فاز القرار لألغلبية ‪ 33‬صوتاً مقابل ‪13‬وإمتناع ‪ 10‬دول‬

‫عن التصويت بينها بريطانيا‪ .‬وهذا التأجيل وغيره أثار انتقادات وشكوكاً‬
‫كثيرة حول القرار‪ ،‬األمر الذي يشار إليه في موضع آخر من هذه‬
‫الدراسة‪ .‬إن من الطبيعي أن ال يتم استبعاد كل المجادالت السياسية‬

‫‪37‬‬
‫التي دارت قبل وأثناء وبعد التوصل إلى هذا القرار رقم ‪ ،181‬وإن إثارة‬
‫أي منها هنا أو التطرق له‪ ،‬إنما جاء في سياق عرض الوقائع ذات‬
‫الصلة‪ ،‬والتي تبين‪:‬‬

‫‪ -‬أنه كانت هنالك خالفات حادة داخل الجمعية العمومية حول هذا‬
‫القرار ‪.‬‬

‫‪ -‬أن عملية اتخاذ القرار خضعت لعد األصوات وليس إلى وزن الحجج‬
‫والشهادات ‪.‬‬

‫‪ -‬وأن العملية شهدت تغييرات على مواقف بعض الدول في مراحل ما‬
‫قبل التصويت وسواء نجمت هذه التغييرات عن(إقناع) أو عن‬
‫(إخضاع)‪ ،‬فإن النتيجة واحدة وهي أن القول الفصل كان للموقف‬
‫السياسي وليس للرأي القانوني‪.‬‬

‫‪ -‬من المثير لالستغراب هو رفض الجمعية العامة خالل دورتها‬


‫(‪25‬أيلول‪ 25-‬تشرين ثان ‪ )1947‬االقتراح المقدم لها بدعوة محكمة‬
‫العدل الدولية لتقرير صحة اختصاص وصالحية الجمعية العامة للنظر‬
‫في التقسيم حيث عارضت ذلك ‪ 20‬دولة !!‬

‫‪ -‬تجاوز القرار حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني‪ ،‬أو حتى إجراء‬


‫استفتاء لمعرفة رغبات السكان‪ ،‬وليس في ميثاق األمم المتحد أي نص‬

‫‪38‬‬
‫يعطي الجمعية العمومية سلطة تقسيم إقليم محدد دولياً خالفاً لرغبة‬
‫سكانه‪.‬‬

‫‪ -‬تجاوز القرار مسؤولية بريطانيا األدبية والسياسية‪ ،‬وكذلك‬


‫مسؤولياتها القانونية مادياً ومعنوياً عن حقوق أهالي فلسطين‪ ،‬إذ أنه‬
‫ال يمكن قبول وقوفها على الحياد السلبي باالكتفاء باالمتناع عن‬
‫التصويت مخلفة وراءها فراغاً سيادياً أو قانونياً في كثير من المناطق‬
‫نجم عنه ضياع حقوق فردية‪ ،‬وبشكل ال يمكن اعتباره نقالً للسيادة أو‬
‫وراثة للسيادة ال إلى دولة عربية فهي لم تتكون حيث ظل العرب في‬
‫فراغ سيادي في إقليمهم المخصص لهم‪ ،‬وأما الدولة اليهودية فلم‬
‫تنتقل إليها السيادة بفعل قرار ‪ ،181‬ال على السكان وال على األرض ‪،‬‬
‫وإنما حصلت على كل ذلك بالقوة‪ ،‬وبنزع ملكية وجنسية أهالي اإلقليم‪.‬‬

‫‪ -‬حيث أنه لم تكن هناك دولة عربية‪ ،‬فإن الجمعية العمومية قد‬
‫تجاوزت صالحياتها واستولت على صالحية مجلس الوصاية لتقرير‬
‫إنهاء االنتداب ووضع أي جزء من اإلقليم أو كله تحت نظام الوصاية‬
‫ذلك أن المادة (‪ )12‬من الفصل الثاني عشر من الميثاق قد حددت‬
‫بكل وضوح أن ‪:‬‬

‫"‪ . 1‬يطبق نظام الوصاية على األقاليم الداخلة في الفئات اآلتية مما قد‬
‫يوضع تحت حكمها بمقتضى اتفاقيات وصاية ‪-:‬‬

‫‪39‬‬
‫(أ) األقاليم المشمولة اآلن باالنتداب‪".‬‬

‫وواضح أن فلسطين كانت في ذلك الوقت تحت االنتداب واستمرت‬

‫كذلك حتى تاريخ عرض المشكلة الفلسطينية على األمم المتحدة سنة‬
‫‪.1947‬‬

‫بل إن المادة ‪ 76‬من نفس الفصل الثاني عشر من الميثاق تبين بال‬
‫لبس أن فلسطين كان يجب أن توضع تحت نظام الوصاية‪.‬‬

‫"المادة ‪76‬‬

‫األهداف األساسية لنظام الوصاية طبقاً لمقاصد األمم المتحدة المبينة‬


‫في المادة األولى من الميثاق هي ‪-:‬‬

‫(أ) توطيد السلم واألمن الدولي‪.‬‬

‫(ب) العمل على ترقية أهالي األقاليم المشمولة بالوصاية في أمور‬


‫واطراد تقدمها نحو الحكم‬ ‫السياسة واالجتماع واالقتصاد والتعليم‬
‫الذاتي أو االستقالل حسبما يالئم الظروف الخاصة لكل إقليم وشعوبه‬

‫بما يتفق مع رغبات هذه الشعوب التي تعرب عنها بملء حريتها وطبقاً‬
‫لما قد ينص عليه في شروط كل اتفاق من اتفاقيات الوصاية‪.‬‬

‫(ج) التشجيع على احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية للجميع‬


‫بال تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين وال تفريق بين الرجال‬

‫‪40‬‬
‫والنساء والتأكيد على ما بين شعوب العالم من تقيد بعضهم بالبعض‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫(د) كفالة المساواة في المعاملة في األمور اإلجتماعية واإلقتصادية‬


‫والتجارية لجميع أعضاء األمم المتحدة وأهاليها والمساواة بين هؤالء‬
‫األهالي أيضاً فيما يتعلق بإجراءات القضاء وذلك مع عدم اإلخالل‬
‫بتحقيق األغراض السابق ذكرها‪ ،‬ومع مراعاة أحكام المادة(‪.)80‬‬

‫وجدير بالذكر أن المادة (‪ )80‬تنص على أنه "ال يجوز تأويل نص أي‬
‫حكم من أحكام هذا الفصل وال تخريجه تأويالً أو تخريجاً من شأنه أن‬
‫يغير بطريقة ما أية حقوق ألية دول أو شعوب ‪ ".....‬وتنص الفقرة ‪2‬‬

‫من نفس المادة على أنه "ال يجوز تأويل الفقرة ‪ 1‬على أنها تهيئ سبباً‬
‫لتأخير أو تأجيل المفاوضة في اإلتفاقات التي ترمي لوضع األقاليم‬

‫المشمولة باالنتداب أو غيرها من األقاليم في نظام الوصاية طبقاً‬


‫للمادة (‪ )77‬أو تأخير أو تأجيل إبرام مثل تلك اإلتفاقات‪".‬‬

‫إن االقتباسات الواردة أعاله من نظام الوصاية الدولي تبين أنه في‬
‫ضوء حقائق الواقع وأحكام القانون‪ ،‬فإن فلسطين لم تكن مهيأة ال‬
‫إلقامة دولة يهودية واحدة فيها‪ ،‬وال إلقامة دولتين عربية ويهودية وال‬
‫لنقل السيادة إلى الدولتين على قدم المساواة وبشكل متزامن‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫إن من المفروض أن الجمعية العامة كانت تدرك كل ذلك‪ ،‬وكانت تدرك‬
‫أن مشروع التقسيم إنما يهدف إلى قلب المعادلة التي كانت موجودة‬
‫عشية وضع فلسطين تحت االنتداب‪ ،‬والتي كانت كما يلي ‪-:‬‬

‫"وطن موجود وحقوق موجودة للعرب مقابل فكرة افتراضية عن وطن‬


‫قومي يهودي" بحيث يحول قرار التقسيم المعادلة إلى‪:‬‬

‫"وطن قومي يهودي قائم فعالً مقابل فكرة افتراضية عن دولة وحقوق‬
‫للعرب"‪ .‬وإذا اعتبرنا أن من مقاصد األمم المتحدة كفالة المساواة بين‬
‫هؤالء األهالي في ما يتعلق بإجراءات القضاء "كما هو نص الفقرة (د)‬
‫من المادة (‪ )76‬من الميثاق – فإن السؤال البدهي هو‪ :‬هل كان أحد‬
‫يتصور أن الوضع في فلسطين مهيأ لكفالة هذه المساواة عندما تقوم‬
‫دولة يهودية تم وضع األساس لها مقابل دولة عربية تم تفكيك كل‬
‫حقوقها؟ أم كان ال بد من وضع البالد ضمن نظام الوصاية الدولي‬
‫وبشروط تضمن مبادئ اإلنصاف والعدل وكفالة المساواة؟‬

‫نص قرار التقسيم رقم ‪181‬‬

‫التوصية بخطة لتقسيم فلسطين‪:‬‬

‫(أ)‪ :‬إن الجمعية العامة وقد عقدت دورة استثنائية بناء على طلب‬
‫السلطة المنتدبة لتأليف لجنة خاصة وتكليفها اإلعداد للنظر في مسألة‬
‫حكومة فلسطين المستقلة في الدورة العادية الثانية‪ ،‬وقد ألفت لجنة‬

‫‪42‬‬
‫خاصة‪ ،‬وكلفتها التحقيق في جميع المسائل والقضايا المتعلقة بقضية‬
‫فلسطين‪ ،‬وإعداد اقتراحات لحل المشكلة‪ .‬وقد تلقت وبحثت في تقرير‬
‫اللجنة الخاصة بما في ذلك عدد من التوصيات االجتماعية ومشروع‬

‫تقسيم مع اتحاد اقتصادي أقرته أكثرية اللجنة الخاصة‪،‬‬

‫تعتبر أن من شأن الوضع الحالي في فلسطين إيقاع الضرر بالمصلحة‬


‫العامة والعالقات الودية بين األمم‪،‬‬

‫تأخذ علماً بتصريح سلطة االنتداب بأنها تسعى إلتمام جالئها عن‬
‫فلسطين في ‪ 1‬أغسطس‪ /‬آب ‪.1948‬‬

‫توصي المملكة المتحدة بصفتها السلطة المنتدبة على فلسطين‪،‬‬


‫وجميع أعضاء األمم المتحدة اآلخرين‪ ،‬فيما يتعلق بحكومة فلسطين‬
‫المستقلة‪ ،‬بتبني مشروع التقسيم واالتحاد المرسوم أدناه وتنفيذه‬
‫وتطلب‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن يتخذ مجلس األمن اإلجراءات الضرورية‪ ،‬كما هي مبينة في‬
‫الخطة من أجل تنفيذها‪.‬‬

‫ب‪ .‬أن ينظر مجلس األمن –إذا كانت الظروف خالل الفترة االنتقالية‬
‫تقتضي مثل ذلك النظر‪ -‬فيما إذا كان الوضع في فلسطين يشكل‬
‫تهديداً للسلم‪ .‬فإذا قرر مجلس األمن وجود هذا التهديد وجب عليه في‬
‫سبيل المحافظة على السلم واألمن الدوليين‪ ،‬أن يضيف إلى تفويض‬
‫‪43‬‬
‫الجمعية العامة اتخاذ إجراءات تمنح لجنة األمم المتحدة –تمشياً مع‬
‫المادتين ‪ 39‬و ‪ 41‬من الميثاق وكما هو مبين في هذا القرار‪ -‬سلطة‬
‫االضطالع في فلسطين بالمهمات المنوطة بها في هذا القرار‪،‬‬

‫ج‪ .‬أن يعتبر مجلس األمن كل محاولة لتغيير التسوية المنصوص‬

‫عليها في هذا القرار تهديداً للسالم‪ ،‬أو خرقاً له‪ ،‬أو عمالً عدوانياً‪،‬‬
‫وذلك بحسب المادة ‪ 39‬من الميثاق‪.‬‬

‫د‪ .‬أن يبلغ مجلس الوصاية بمسوؤلياته التي تنطوي عليها هذه‬
‫الخطة‪.‬‬

‫تدعو سكان فلسطين إلى القيام من جانبهم بالخطوات الالزمة لتحقيق‬


‫هذه الخطة‪،‬‬

‫تناشد جميع الحكومات والشعوب أن تحجم عن القيام بأي عمل يحتمل‬


‫أن يعيق هذه التوصيات أو يؤخر تنفيذها‪.‬‬

‫تفوض األمين العام تغطية نفقات السفر والمعيشة ألعضاء اللجنة‬


‫المشار إليها في الجزء األول‪ ،‬القسم ب‪ ،‬الفقرة ‪ 1‬أدناه‪ ،‬وذلك بناء‬
‫على األساس والصورة اللذين يراهما مالئمين في هذه الظروف‪ ،‬وتزويد‬
‫اللجنة بالموظفين الالزمين للمساعدة على االضطالع بالمهمات التي‬
‫عينتها الجمعية العامة له‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫(ب)‪ :‬إن الجمعية العامة تفوض األمين العام سحب مبلغ من صندوق‬
‫رأس المال العامل ال يتجاوز مليوني دوالر لألغراض المبينة في الفقرة‬
‫األخيرة من القرار المتعلق بحكومة فلسطين المستقلة‪.‬‬

‫خطة التقسيم مع االتحاد االقتصادي‪:‬‬

‫الجزء األول‪ :‬دستور فلسطين وحكومتها المستقلة‪:‬‬

‫أ‪ .‬إنهاء االنتداب‪ :‬التقسيم واالستقالل‪:‬‬

‫‪ . 1‬ينتهي االنتداب على فلسطين في أقرب وقت ممكن‪ ،‬على أال يتأخر‬
‫في أي حال عن ‪1‬أغسطس‪ /‬آب ‪.1948‬‬

‫‪ .2‬يجب أن تجلو القوات المسلحة التابعة للسلطة المنتدبة عن‬


‫فلسطين بالتدريج‪ ،‬ويتم االنسحاب في أقرب وقت ممكن على أال يتأخر‬
‫في أي حال عن ‪1‬أغسطس‪ /‬آب ‪ .1948‬يجب أن تعلم السلطة‬
‫المنتدبة اللجنة في أبكر وقت ممكن بنيتها إنهاء االنتداب والجالء عن‬
‫كل منطقة‪.‬‬

‫تبذل السلطة المنتدبة أفضل مساعيها لضمان الجالء عن منطقة في‬


‫ميناء بحرياً وأرضاً كافيين لتوفير‬
‫ً‬ ‫أراضي الدولة اليهودية تضم‬
‫تسهيالت لهجرة كبيرة‪ ،‬وذلك في أبكر موعد ممكن‪ ،‬على أال يتأخر في‬
‫أي حال عن ‪1‬فبراير‪ /‬شباط ‪.1948‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ .3‬تنشأ في فلسطين الدولتان المستقلتان العربية واليهودية والحكم‬
‫الدولي الخاص بمدينة القدس المبين في الجزء الثالث من هذه الخطة‪،‬‬
‫وذلك بعد شهرين من إتمام جالء القوات المسلحة التابعة للسلطة‬
‫المنتدبة‪ ،‬على أال يتأخر ذلك في أي حال عن ‪1‬أكتوبر‪ /‬تشرين األول‬
‫‪ .1948‬أما حدود الدولة العربية والدولة اليهودية ومدينة القدس‬
‫فتكون‬

‫كما وضعت في الج أزين الثاني والثالث أدناه‪.‬‬

‫‪ .4‬تكون الفقرة ما بين تبني الجمعية العامة توصياتها بشأن مسألة‬

‫فلسطين وتوطيد استقالل الدولتين العربية واليهودية‪ ،‬فترة انتقالية‪.‬‬

‫ب‪ .‬خطوات تمهيدية لالستقالل‪:‬‬

‫‪ .1‬تؤلف لجنة مكونة من ممثل واحد لكل دولة من خمس دول‬


‫أعضاء‪ .‬وتنتخب الجمعية العامة األعضاء في اللجنة على أوسع‬
‫أساس ممكن‪ ،‬جغرافياً وغير جغرافي‪.‬‬

‫في الوقت الذي تسحب فيه السلطة المنتدبة قواتها المسلحة‪ ،‬تسلم‬
‫إدارة فلسطين بالتدريج إلى اللجنة التي ستعمل وفق توصيات الجمعية‬
‫العامة بتوجيه مجلس األمن‪ .‬وعلى السلطة المنتدبة أن تنسق إلى‬
‫أبعد حد ممكن خططها لالنسحاب مع خطط اللجنة لتسلم المناطق‬
‫التي يتم الجالء عنها وإدارتها‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ .2‬في سبيل تنفيذ هذه المسؤولية اإلدارية تخول اللجنة سلطة إصدار‬
‫األنظمة الضرورية واتخاذ اإلجراءات األخرى كما يقتضي الحال‪.‬‬

‫‪ .3‬تمضي اللجنة لدى وصولها إلى فلسطين في تنفيذ اإلجراءات‬


‫إلقامة حدود الدولتين العربية واليهودية ومدينة القدس بحسب الخطوط‬
‫العامة لتوصيات الجمعية العامة بشأن تقسيم فلسطين‪ ،‬على أن‬
‫الحدود الموصوفة في الجزء الثاني من هذه الخطة يجب تعديلها‬
‫كقاعدة بحيث ال تقسم حدود الدولة مناطق القرى ما لم تقتض ذلك‬
‫أسباب ملحة‪.‬‬

‫‪ .4‬تختار اللجنة وتنشئ في كل دولة بأسرع ما يمكن‪ ،‬بعد التشاور‬


‫مع‬

‫األحزاب الديمقراطية والمنظمات العامة األخرى في الدولتين العربية‬


‫واليهودية‪ ،‬مجلس حكومة مؤقتاً وتسير أعمال مجلسي الحكومة‬
‫المؤقتين العربي واليهودي بتوجيه اللجنة العام‪ .‬إذا لم يكن في اإلمكان‬
‫اختيار مجلس حكومة مؤقت ألي من الدولتين في ‪1‬أبريل‪ /‬نيسان‬
‫‪ ، 1948‬أو إذا انتخب (المجلس) ولم يستطع االضطالع بمهماته‪،‬‬
‫فعلى اللجنة أن تبلغ مجلس األمن باألمر ليتخذ إزاء هذه الدولة التي‬
‫يراها مالئمة‪ ،‬كما تبلغ األمين العام به كي يحيط أعضاء األمم المتحدة‬
‫علماً بذلك‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ .5‬مع مراعاة نصوص هذه التوصيات‪ ،‬يكون لكل من المجلسين في‬
‫أثناء فترة االنتقال –بإشراف اللجنة‪ -‬كامل السلطة في المناطق التابعة‬
‫لها‪ ،‬وبنوع خاص السلطة في القضايا المتعلقة بالهجرة وتنظيم‬
‫األراضي‪.‬‬

‫‪ .6‬يتسلم بالتدريج كل من المجلسين المؤقتين في كل دولة من اللجنة‬


‫التي يعمالن تحت إشرافها‪ ،‬كامل التبعات اإلدارية لكل منهما خالل‬
‫الفترة التي تنقضي بين إنهاء االنتداب وتثبيت استقالل الدولة‪.‬‬

‫‪ .7‬توعز اللجنة إلى مجلسي الحكومة المؤقتين لكل من الدولتين‬

‫العربية واليهودية بعد تكوينهما‪ ،‬المضي في إنشاء أجهزة الحكومة‬


‫اإلدارية المركزية منها والمحلية‪.‬‬

‫‪ .8‬يجند مجلس الحكومة المؤقت لكل دولة –في أقصر وقت ممكن‪-‬‬
‫مليشيا مسلحة من سكان تلك الدولة تكون كافية في عددها للمحافظة‬
‫على النظام الداخلي‪ ،‬وللحيلولة دون اشتباكات على الحدود‪ .‬يجب أن‬
‫تكون هذه المليشيا المسلحة في كل دولة –من أجل أغراض‬
‫العمليات‪ -‬تحت إمرة ضباط يهود أو عرب مقيمين في تلك الدولة‪ .‬بيد‬
‫أن السيطرة السياسية والعسكرية العامة على المليشيا بما فيها اختيار‬
‫قيادتها العليا‪ ،‬يجب أن تمارسها اللجنة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ .9‬يجري مجلس الحكومة المؤقت لكل دولة انتخابات "الجمعية‬
‫التأسيسية" على أسس ديمقراطية‪ ،‬بحيث ال يتأخر ذلك عن شهرين‬
‫اثنين من انسحاب القوات المسلحة التابعة للسلطة المنتدبة‪ .‬يضع‬
‫مجلس الحكومة المؤقت أنظمة االنتخاب في كل دولة وتوافق عليها‬
‫اللجة ويكون مؤهالً لهذا االنتخاب في كل دولة من تجاوزت سنهم‬
‫ثمانية عشر عاماً‪ ،‬على أن يكونوا (أ) مواطنين فلسطينيين مقيمين في‬
‫تلك الدولة‪( ،‬ب) عرباً ويهوداً مقيمين في الدولة‪ ،‬وإن لم يكونوا‬
‫مواطنين فلسطينيين ولكنهم وقعوا قبل االقتراع بياناً أعربوا فيه عن‬
‫نيتهم أن يصبحوا مواطنين في تلك الدولة‪ .‬يحق للعرب واليهود‬
‫المقيمين في مدينة القدس ممن وقعوا بياناً أعربوا فيه عن نيتهم أن‬
‫يصبحوا مواطنين‪ ،‬والعرب في الدولة العربية واليهود في الدولة‬
‫اليهودية‪ ،‬أن يقترعوا في الدولتين العربية واليهودية بالترتيب المذكور‪.‬‬

‫يمكن للنساء أن يقترعن وأن ينتخبن للجمعية التأسيسية‪ .‬في أثناء‬


‫الفترة االنتقالية ال يسمح ليهودي بأن يجعل إقامته في منطقة الدولة‬
‫العربية المقترحة‪ ،‬وال لعربي بأن يجعل إقامته في المنطقة اليهودية‬
‫المقترحة‪ ،‬إال بإذن خاص من اللجنة‪.‬‬

‫‪ .10‬تضع الجمعية التأسيسية لكل دولة مسودة دستور ديمقراطي‪،‬‬


‫وتختار حكومة مؤقتة لتخلف مجلس الحكومة المؤقت الذي عينته‬
‫اللجنة‪ .‬ويضم دستو ار الدولتين الفصلين األول والثاني من التصريح‬

‫‪49‬‬
‫المذكور في القسم (ج) أدناه‪ ،‬ويحويان في جملة ما يحويان‪ ،‬أحكاماً‬
‫لما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تأسيس هيئة تشريعية في كل دولة تنتخب بالتصويت العام‬


‫وباالقتراع السري على أساس التمثيل النسبي‪ ،‬وهيئة تنفيذية مسؤولة‬
‫أمام الهيئة التشريعية‪.‬‬

‫ب‪ .‬تسوية جميع الخالفات الدولية التي قد تصبح الدولة طرفاً فيها‬
‫بالوسائل السلمية وبطريقة ال تعرض السالم واألمن الدولي للخطر‪.‬‬

‫ج‪ .‬قبول التزام الدولة باالمتناع في عالقاتها الدولية عن التهديد بالقوة‬


‫أو استعمالها ضد الوحدة اإلقليمية واالستقالل السياسي ألية دولة‪ ،‬أو‬
‫بأية وسيلة أخرى تناقض هدف األمم المتحدة‪.‬‬

‫د‪ .‬أن تكفل الدولة لكل شخص وبغير تمييز حقوقاً متساوية في‬
‫الشؤون‬

‫الدينية والمدنية واالقتصادية‪ ،‬والتمتع بحقوق اإلنسان وبالحريات‬


‫األساسية‪ ،‬بما في ذلك حرية العبادة‪ ،‬وحرية استعمال اللغة التي‬
‫يريدها‪ ،‬وحرية الخطابة‪ ،‬والنشر والتعليم وعقد االجتماعات وإنشاء‬
‫الجمعيات‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫هـ‪ .‬المحافظة على حرية المرور والزيارة لجميع سكان مواطني الدولة‬
‫األخرى في فلسطين ومدينة القدس‪ ،‬ويخضع ذلك العتبارات األمن‬
‫القومي‪ ،‬على أن تضبط كل دولة اإلقامة ضمن حدودها‪.‬‬

‫‪ .11‬تعين اللجنة لجنة اقتصادية تحضيرية من ثالثة أعضاء لوضع‬


‫ما يمكن من ترتيبات للتعاون االقتصادي‪ ،‬بغية إنشاء االتحاد‬
‫االقتصادي والمجلس االقتصادي المشترك‪ ،‬كما هو مبين في القسم (د)‬
‫وذلك في أسرع وقت ممكن‪.‬‬

‫‪ .12‬في أثناء الفترة ما بين تبني الجمعية العامة التوصيات المتعلقة‬


‫بمسألة فلسطين وبين إنهاء االنتداب‪ ،‬تحتفظ السلطة المنتدبة في‬
‫فلسطين بالمسؤولية التامة عن إدارة المناطق التي لم تسحب منها‬
‫قوتها‬

‫المسلحة‪ ،‬وتساعد اللجنة السلطة المنتدبة على تنفيذ مهماتها‪.‬‬

‫‪ .13‬ولضمان استمرار الخدمات إلدارية‪ ،‬ولضمان انتقال اإلدارة برمتها‬


‫–لدى انسحاب القوات للسلطة المنتدبة‪ -‬إلى المجلسين المؤقتين‬
‫والمجلس االقتصادي المشترك بالترتيب‪ ،‬العاملة تحت إشراف اللجنة‪،‬‬
‫يجب أن تنتقل بالتدريج‪ -‬من السلطة المنتدبة إلى اللجنة‪ -‬مسؤولية‬
‫جميع مهمات الحكومة بما فيها المحافظة على القانون والنظام في‬
‫المناطق التي انسحبت منها قوات الدولة المنتدبة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ .14‬تسترشد اللجنة في أعمالها بتوصيات الجمعية العامة‪،‬‬
‫وبالتعليمات التي قد يرى مجلس األمن ضرورة إصدارها‪ .‬تصبح‬
‫اإلجراءات التي تتخذها اللجنة –ضمن توصيات الجمعية العامة‪ -‬نافذة‬
‫فو اًر ما لم تكن اللجنة قد تسلمت قبل ذلك تعليمات مضادة من مجلس‬
‫األمن‪ .‬وعلى اللجنة أن تقدم إلى مجلس األمن تقري اًر كل شهر عن‬
‫حالة البالد‪ ،‬أو أكثر من تقرير إذا كان ذلك مرغوباً فيه‪.‬‬

‫‪ .15‬ترفع اللجنة تقريرها النهائي إلى الدورة العادية المقبلة العامة‪،‬‬


‫وإلى مجلس األمن في الوقت نفسه‪.‬‬

‫ج‪ .‬تصريح‪:‬‬

‫ترفع الحكومة المؤقتة في كل دولة مقترحة قبل االستقالل تصريحاً إلى‬


‫األمم المتحدة يتضمن في جملة ما يتضمنه‪ ،‬النصوص التالية‪:‬‬

‫حكم عام‪:‬‬

‫تعتبر الشروط التي يتضمنها التصريح قوانين أساسية للدولة‪ ،‬فال‬


‫يتعارض قانون أو نظام أو إجراء رسمي مع هذه الشروط أو يتدخل‬
‫فيها‪ ،‬وال يقدم عليها أي قانون أو نظام أو إجراء رسمي‪.‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫األماكن المقدسة واألبنية الدينية‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ .1‬ال تنكر أو تمس الحقوق القائمة المتعلقة باألماكن المقدسة‬
‫واألبنية والمواقع الدينية‪.‬‬

‫‪ .2‬فيما يختص باألماكن المقدسة‪ ،‬تضمن حرية الوصول والزيارة‬


‫والمرور بما ينسجم مع الحقوق القائمة لجميع المقيمين والمواطنين‬
‫في الدولة األخرى وفي مدينة القدس‪ ،‬وكذلك لألجانب دون تمييز في‬
‫الجنسية‪ ،‬على أن يخضع ذلك لمتطلبات األمن القومي والنظام العام‬
‫واللياقة‪ .‬كذلك تضمن حرية العبادة بما ينسجم مع الحقوق القائمة‪،‬‬
‫على أن يخضع ذلك لصيانة النظام العام واللياقة‪.‬‬

‫‪ -3‬تصان األماكن المقدسة واألبنية والمواقع الدينية‪ ،‬وال يسمح بأي‬


‫عمل يمكن أن يمس بطريقة من الطرق صفتها المقدسة‪ .‬فإذا بدا‬

‫للحكومة في أي وقت أن أي مكان أو مبنى أو موقعاً دينياً معيناً‬


‫بحاجة إلى ترميم عاجل‪ ،‬جاز للحكومة أو الطوائف المعنية إلى إجراء‬
‫الترميم‪ .‬وإذا لم يتخذ إجراء خالل وقت معقول أمكن للحكومة أن تجريه‬
‫بنفسها على نفقة الطائفة أو الطوائف المعنية‪.‬‬

‫‪ .4‬ال تفرض ضريبة على أي مكان مقدس أو مبنى أو موقع ديني‬


‫كان معفياً منها في تاريخ إنشاء الدولة‪.‬‬

‫يجب أال يحدث أي تغيير في وقع هذه الضريبة يكون من شأنه التمييز‬
‫بين مالكي أو قاطني األماكن المقدسة أو األبنية أو المواقع الدينية‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫أو يكون من شأنه وضع هؤالء المالكين أو القاطنين في موضع أقل‬
‫شأناً بالنسبة إلى الواقع العام للضريبة مما كان عليه حالهم وقت تبني‬
‫توصيات الجمعية‪.‬‬

‫‪ .5‬يكون لحاكم مدينة القدس الحق في تقرير ما إذا كانت أحكام‬


‫الدستور‪ ،‬المتعلقة باألماكن المقدسة واألبنية والمواقع الدينية ضمن‬
‫حدود الدولة والحقوق الدينية المختصة بها‪ ،‬تطيق وتحترم بصورة‬
‫صحيحة‪ ،‬وله أن يثبت على أساس الحقوق القائمة‪ ،‬الخالفات التي قد‬
‫تنشب بين الطوائف الدينية المختلفة‪ ،‬أو من طقوس طائفة دينية‬
‫واحدة بالنسبة إلى هذه األماكن واألبنية والمواقع‪ .‬ويجب أن يلقى‬
‫الحاكم تعاوناً تاماً ويتمتع باالمتيازات والحصانات الضرورية لالضطالع‬
‫بمهماته في الدولة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحقوق الدينية وحقوق األقليات‪:‬‬

‫‪ .1‬تكون حرية العقيدة والممارسة الحرة لجميع طقوس العبادة المتفقة‬


‫مع النظام العام واآلداب الحسنة مضمونة للجميع‪.‬‬

‫‪ .2‬ال يجوز التمييز بين السكان بأي شكل من األشكال بسبب األصل‬

‫أو الدين أو اللغة أو الجنس‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ .3‬يكون لجميع األشخاص الخاضعين لوالية الدولة الحق في حماية‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪ .4‬يجب احترام القانون العائلي‪ ،‬واألحوال الشخصية لمختلف األقليات‪،‬‬


‫وكذلك مصالحها الدينية بما في ذلك األوقاف‪.‬‬

‫‪ .5‬باستثناء ما يتطلبه حفظ النظام وحسن اإلدارة لن يتخذ أي تدبير‬


‫من شأنه أن يعيق أو يتدخل في نشاط المؤسسات الدينية أو الخبرات‬
‫لجميع المذاهب‪ ،‬أو يجحف بحقوق أي ممثل لهذه المؤسسات أو‬
‫عضو فيها بسبب الدين أو القومية‪.‬‬

‫‪ .6‬تؤمن الدولة لألقلية العربية أو اليهودية القدر الكافي من التعليم‬


‫اإلبتدائي والثانوي بلغتها‪ ،‬ووفق تقاليدها الثقافية‪ .‬ولن ينكر حق كل‬
‫طائفة في االحتفاظ بمدارسها لتعليم أبنائها بلغتها الخاصة ما دامت‬
‫تلتزم بمقتضيات التعليم العامة التي قد تفرضها الدولة‪ .‬أما مؤسسات‬
‫التعليم األجنبية فتداوم على نشاطها على أساس حقوقها القائمة‪.‬‬

‫‪ .7‬لن تفرض أية قيود على حرية أي مواطن في استعمال أية لغة في‬
‫المحادثات الخاصة أو في التجارة أو الدين أو الصحافة أو المنشورات‬
‫على أنواعها أو في االجتماعات العامة‪.‬‬

‫‪ .8‬ال يجوز أن يسمح بنزع ملكية أي أرض تخص عربياً في الدولة‬

‫‪55‬‬
‫اليهودية أو يهودياً في الدولة العربية إال للمنفعة العامة‪ ،‬وفي جميع‬
‫الحاالت يجب دفع تعويض كامل وبالمقدار الذي تحدده المحكمة‬
‫العليا‪ ،‬وأن يتم الدفع قبل تجريد المالك من أرضه‪.‬‬

‫الفص الثالث‪:‬‬

‫المواطنة واالتفاقيات الدولية وااللتزامات المالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬المواطنة ‪:Citezenship‬‬

‫إن المواطنين الفلسطينيين المقيمين في فلسطين خارج مدينة القدس‪،‬‬


‫والعرب واليهود المقيمين في فلسطين خارج مدينة القدس‪ ،‬وهم غير‬
‫حائزين على الجنسية الفلسطينية يصبحون مواطنين في الدولة التي‬
‫يقيمون فيها‪ ،‬ويتمتعون بالحقوق المدنية والسياسية وجميعها بمجرد‬
‫االعتراف باستقالل الدولة‪ .‬ويجوز لكل شخص تجاوز الثامنة عشرة‬
‫من العمر خال ل سنة من يوم االعتراف باستقالل الدولة التي يقيم‬
‫فيها‪ ،‬أن يختار جنسية الدولة األخرى بشرط أال يكون ألي عربي يقيم‬
‫في اإلقليم العربي المقترح الحق في اختيار جنسية الدولة اليهودية‬
‫المقترحة‪ ،‬وأال يكون ألي يهودي يقيم في الدولة اليهودية المقترحة‬
‫الحق في اختيار جنسية الدولة العربية المقترحة‪ .‬وكل شخص يمارس‬
‫حق االختيار هذا يعتبر أنه في الوقت ذاته قد أجرى االختيار بالنسبة‬
‫إلى زوجته وأوالده الذين هم دون الثامنة عشرة من العمر‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ويجوز للعرب المقيمين في إقليم الدولة اليهودية المقترحة‪ ،‬الذين‬
‫وقعوا تصريحاً برغبتهم في اختيار جنسية الدولة األخرى أن يشتركوا‬
‫في انتخابات الجمعية التأسيسية لهذه الدولة‪ ،‬ولكن ليس في انتخابات‬
‫الجمعية التأسيسية للدولة التي يقيمون فيها‪.‬‬

‫‪ .2‬االتفاقيات الدولية‪:‬‬

‫أ‪ .‬ترتبط الدولة بجميع المعاهدات واالتفاقيات الدولية ذات الصفة‬


‫العامة والخاصة التي قد أصبحت فلسطين طرفاً فيها‪.‬‬

‫وعلى الدولة أن تحترم هذه المعاهدات واالتفاقيات طوال المدة المقررة‬


‫لها لمدى عقدها‪ ،‬مع عدم اإلخالل بأي حق في اإلنهاء قد تنص عليه‬
‫االتفاقيات‪.‬‬

‫ب‪ .‬كل نزاع بشأن إمكان تطبيق االتفاقيات أو المعاهدات الدولية التي‬
‫وقعتها أو انضمت إليها حكومة االنتداب نيابة عن فلسطين أو بشأن‬
‫استمرار صحتها‪ ،‬يرفع إلى محكمة العدل الدولية وفق أحكام نظام‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫‪ .3‬االلتزامات المالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬على الدولة أن تحترم وتنفذ جميع أنواع االلتزامات التي أخذتها على‬
‫عاتقها عن فلسطين في أثناء ممارستها االنتداب والتي تعرف لها‬
‫الدولة‪ ،‬وهذا الشرط يشمل حق الموظفين في مرتبات التقاعد‬
‫‪57‬‬
‫والتعويضات والمكافأت‪.‬‬

‫ب‪ .‬تفي الدولة عن طريق اشتراكها في المجلس االقتصادي المختلط‬


‫بتلك الفئة من االلتزامات التي تشمل عموم فلسطين‪ ،‬وتفي بصورة‬
‫فردية بتلك التي يمكن التفاهم عليها وتوزيعها بالعدل بين الدولتين‪.‬‬

‫ج‪ .‬يجب إنشاء "محكمة إدعاءات (‪ ")Court of Claims‬تابعة‬


‫للمجلس االقتصادي المشترك‪ ،‬ومكونة من عضو تعينه منظمة األمم‬
‫المتحدة ومن ممثل للمملكة المتحدة وممثل للدولة ذات الشأن‪ ،‬ويرفع‬
‫إلى هذه المحكمة كل نزاع بين المملكة المتحدة وهذه الدولة خاص‬
‫بالمطالب غير المعترف بها من قبل هذه األخيرة‪.‬‬

‫د‪ .‬تبقى االمتيازات التجارية الممنوحة بالنسبة إلى أي جزء من‬


‫فلسطين بموافقة الجمعية العامة على القرار‪ ،‬صالحة وفق شروطها ما‬
‫لم تعدل بطريق االتفاق بين صاحب االمتياز والدولة‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫أحكام متنوعة‪:‬‬

‫‪ .1‬تضمن األمم المتحدة أحكام الفصلين األول والثاني من التصريح‪،‬‬


‫وال يجري عليها أي تعديل دون موافقة الجمعية العامة لألمم المتحدة‪،‬‬
‫ويحق ألي عضو في األمم المتحدة أن ينبه الجمعية العامة إلى أي‬
‫خرق لهذه البنود أو إلى خطر خرقها‪ ،‬ويجوز للجمعية العامة بناء‬
‫‪58‬‬
‫على ذلك أن توصي بما تراه مالئماً للظروف‪.‬‬

‫‪ .2‬يحال كل خالف متعلق بتطبيق هذا التصريح على محكمة العدل‬


‫الدولية –بناء على طلب أحد الطرفين‪ -‬ما لم يتفق الطرفان على‬
‫أسلوب تسوية آخر‪.‬‬

‫د‪ .‬االتحاد االقتصادي والعبور‪:‬‬

‫‪ .1‬يشترك مجلس الحكومة المؤقت لكل دولة في وضع مشروع اتحاد‬


‫اقتصادي وعبور (ترانزيت)‪ .‬وتحرر اللجنة المنصوص عليها في الفقرة‬
‫‪ 1‬من القسم (ب) نص هذا المشروع منتفعة إلى أبعد مدى ممكن‬
‫بمشورة ومعاونة المؤسسات والهيئات الممثلة لكل من الدولتين‪ .‬ويجب‬
‫أن يتضمن مسائل أخرى ذات نفع مشترك‪ ،‬وإن لم يتم اتفاق المجلسين‬
‫الحكوميين المؤقتين على هذا المشروع حتى أول إبريل‪ /‬نيسان ‪1948‬‬
‫فإن اللجنة ستقوم بوضعه‪.‬‬

‫االتحاد االقتصادي الفلسطيني‪:‬‬

‫‪ .2‬تكون لالتحاد االقتصادي الفلسطيني األهداف التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬إيجاد وحدة جمركية‪.‬‬

‫ب‪ .‬إقامة نظام نقدي مشترك يتضمن سعر صرف واحداً‪.‬‬

‫ج‪ .‬إدارة السكك الحديدية والطرق المشتركة بين الدولتين‪ ،‬ومرافق‬

‫‪59‬‬
‫البريد والبرق والهاتف والموانئ والمطارات المستعملة في التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬على أساس من عدم التمييز في سبيل المصلحة العامة‪.‬‬

‫د‪ .‬اإلنماء االقتصادي المشترك‪ ،‬وخصوصاً فيما يتعلق بالري‬


‫واستصالح األراضي وصيانة التربة‪.‬‬

‫هـ‪ .‬تمكين الدولتين ومدينة القدس من الوصول إلى المياه ومصادر‬


‫الطاقة على أساس من عدم التمييز‪.‬‬

‫‪ .3‬ينشأ مجلس اقتصادي مشترك يتكون من ثالثة ممثلين لكل من‬


‫الدولتين‪ ،‬ومن ثالثة أعضاء يعينهم المجلس االقتصادي واالجتماعي‬
‫لمنظمة األمم المتحدة‪ .‬ويعين األعضاء األجانب أول مرة لفترة ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬ويمارسون وظائفهم بصفتهم الشخصية وليس كممثلين لدول‪.‬‬

‫‪ .4‬تكون وظيفة المجلس االقتصادي المشترك تنفيذ التدابير الالزمة‬


‫لبلوغ أهداف االتحاد االقتصادي بطريقة مباشرة أو باالنتداب‪ ،‬ويفوض‬

‫جميع سلطات التنظيم واإلدارة الالزمة ألداء مهمته‪.‬‬

‫‪ .5‬تتعهد الدولتان بتنفيذ قرار المجلس االقتصادي المشترك‪ ،‬وتؤخذ‬


‫ق ارراته باألكثرية‪.‬‬

‫‪ .6‬يجوز للمجلس في حال تقصير إحدى الدولتين في إجراء العمل‬


‫الالزم أن يقرر بأكثرية ستة من أعضائه حبس جزء مالئم من الحصة‬

‫‪60‬‬
‫التي تعود إلى الدولة المذكورة من عائدات الجمارك بموجب االتحاد‬
‫االقتصادي‪ ،‬فإن تمادت الدولة في عدم التعاون يجوز للمجلس أن‬
‫يقرر باألكثرية البسيطة اتخاذ ما يراه مالئماً من العقوبات بما في ذلك‬
‫التصرف في األموال التي يكون احتبسها‪.‬‬

‫‪ .7‬تكون وظيفة المجلس –فيما يتعلق باإلنماء االقتصادي‪ -‬تخطيط‬


‫برامج مشتركة بين الدولتين ودراستها وتشجيعها‪ ،‬ولكن ال يجوز له‬
‫تنفيذ هذه المشاريع بغير موافقة الدولتين وموافقة مدينة القدس في‬
‫حال تأثرها مباشرة بمشروع اإلنماء‪.‬‬

‫‪ .8‬فيما يتعلق بالنظام المشترك يكون إصدار العمالت المتداولة في‬


‫الدولتين وفي مدينة القدس تحت المجلس االقتصادي المشترك الذي‬
‫يكون سلطة اإلصدار الوحيدة والذي يحدد االحتياطي الذي به كضمان‬
‫لهذه العمالت‪.‬‬

‫‪ .9‬يجوز لكل دولة –بما يتفق مع البند ‪(2‬ب) أعاله‪ -‬أن تدير‬

‫مصرفها المركزي الخاص‪ ،‬وأن تتحكم بسياستها المالية واالئتمانية‬


‫وبإيراداتها ونفقاتها من القطع األجنبي‪ ،‬وبمنح رخص االستيراد‪ ،‬وأن‬
‫تقوم بعمليات مالية دولية اعتماداً على ائتمانها الذاتي‪ .‬ويكون‬
‫للمجلس االقتصادي المشترك خالل السنتين التاليتين مباشرة النتهاء‬
‫االنتداب سلطة اتخاذ جميع ما قد يلزم من تدابير كي يكون متوف اًر لكل‬

‫‪61‬‬
‫دولة –في فترة مدتها اثنا عشر شه اًر‪ -‬مبلغ من القطع األجنبي كاف‬
‫لكي يضمن لإلقليم ذاته مقدا اًر من البضائع والخدمات المستوردة ألجل‬
‫االستهالك المحلي مساوياً لمقدار من البضائع والخدمات التي‬
‫استهلكها اإلقليم خالل االثني عشر شه اًر المنتهية في ‪ 31‬ديسمبر‪/‬‬
‫كانون األول ‪ ،1947‬وذلك بالقدر الذي يسمح به مجموع الدخل من‬
‫القطع األجنبي الذي تحصل عليه الدولتان من تصدير البضائع‬
‫والخدمات‪ ،‬وشرط أن تتخذ كل دولة التدابير المالئمة لصيانة مواردها‬
‫الخاصة من القطع األجنبي‪.‬‬

‫‪ .10‬تتمتع كل دولة بجميع السلطات االقتصادية غير الموكولة صراحة‬


‫إلى المجلس االقتصادي المشترك‪.‬‬

‫‪ .11‬توضع تعريفة جمركية تترك حرية التجارة كاملة بين الدولتين‪،‬‬


‫وكذلك بين الدولتين ومدينة القدس‪.‬‬

‫‪ .12‬تضع جداول التعريفة لجنة خاصة للتعريفات مكونة من ممثلين‬


‫متساوي العدد عن كل دولة من الدولتين‪ ،‬وتعرض على لمجلس‬
‫االقتصادي المشترك للموافقة عليها بأكثرية األصوات‪ .‬وفي حال وقوع‬
‫خالف في لجنة التعريفة فإن المجلس االقتصادي المشترك يقوم‬
‫بالتوسط في النقاط المتنازع عليها‪ ،‬كما يضع التعريفة بنفسه في حال‬
‫عدم توصل لجنة التعريفة إلى وضع جدول للتعريفة في المهلة‬
‫المحددة‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ .13‬يكون لتكاليف البنود المالية التالية األولوية من دخل الجمارك‬
‫وغيرها من بنود الدخل العام للمجلس االقتصادي المشترك‪:‬‬

‫أ نفقات المصالح الجمركية ومصاريف إدارة المصالح المشتركة‪.‬‬

‫ب‪ .‬نفقات إدارة المجلس االقتصادي المشترك‪.‬‬

‫ج‪ .‬االلتزامات المالية إلدارة فلسطين وهي‪:‬‬

‫أ‪ .‬نفقات إدارة الدين العام‪.‬‬

‫ب‪ .‬معاشات التقاعد التي تدفع حالياً أو التي ستدفع في المستقبل‬


‫وفقاً للقوانين وعلى النطاق المنصوص عليه في البند (‪ )3‬من الفصل‬
‫الثالث أعاله‪.‬‬

‫‪ .14‬بعد تغطية هذه االلتزامات بنمائها‪ ،‬يوزع فائض الدخل من‬


‫الجمارك والخدمات المشتركة على الصورة التالية‪:‬‬

‫تمنح مدينة القدس مبلغاً ال يقل عن ‪ %5‬وال يزيد على ‪ %10‬ويوزع‬

‫المجلس االقتصادي المشترك الباقي بصورة عادلة على الدولتين هادفاً‬


‫المحافظة على مستوى معقول ومالئم للخدمات الحكومية واالجتماعية‬
‫في كلتا الدولتين‪ ،‬غير أنه ال يجوز أن تزيد حصة أي منهما على‬
‫المقدار الذي ساهمت به في دخل االتحاد االقتصادي بأكثر من أربعة‬
‫ماليين جنيه في السنة‪ .‬ويجوز للمجلس االقتصادي بعد انقضاء‬

‫‪63‬‬
‫خمس سنوات أن يعيد النظر في مبادئ توزيع اإليرادات المشتركة‬
‫مستلهماً في ذلك اعتبارات العدالة‪.‬‬

‫‪ .15‬تشترك الدولتان في عقد جميع االتفاقات والمعاهدات الدولية‬


‫الخاصة بالتعريفات الجمركية‪ ،‬وبمرافق المواصالت الموضوعة تحت‬
‫سلطة المجلس االقتصادي المشترك‪ ،‬وتلزم الدولتان في هذه األمور‬
‫بأن تتصرفا طبقاً لقرار أكثرية المجلس االقتصادي المشترك‪.‬‬

‫‪ .16‬يبذل المجلس االقتصادي المشترك جهده ليوفر لصادرات منفذاً‬


‫عادالً ومتساوياً إلى األسواق العالمية‪.‬‬

‫‪ .17‬على جميع المشاريع المدارة من المجلس االقتصادي المشترك أن‬


‫تدفع أجو اًر عادلة على أساس واحد‪.‬‬

‫حرية المرور والزيارة‪:‬‬

‫‪ .18‬يتضمن التعهد أحكاماً تحفظ حرية المرور والزيارة لجميع سكان‬


‫أو مواطني كلتا الدولتين ومدينة القدس ضمن اعتبارات األمن‪ ،‬على‬
‫أن تضبط كل دولة ومدينة القدس اإلقامة داخل حدودها‪.‬‬

‫إنهاء التعهد وتغييره وتعديله‪:‬‬

‫‪ .19‬يبقى التعهد وأية اتفاقية صادرة عنه نافذتين مدة عشر سنين‪،‬‬
‫ويستمر كذلك حتى يطلب أي من الطرفين إنهاءه فينهى بعد ذلك‬

‫‪64‬‬
‫بعامين‪.‬‬

‫‪ .20‬ال يجوز خالل فترة العشر سنوات األولى تعديل هذا التعهد أو أية‬
‫اتفاقية صادرة عنه‪ ،‬إال بقبول كال الطرفين وموافقة الجمعية العامة‪.‬‬

‫‪ .21‬كل نزاع متعلق بتطبيق أو تفسير التعهد وأية اتفاقية صادرة عنه‬
‫يرجع فيه – بناء على طلب أي من الفريقين – إلى محكمة العدل‬
‫الدولية‪ ،‬ما لم يتفق الطرفان على وسيلة أخرى للتسوية‪.‬‬

‫هـ‪ -‬الموجودات‪:‬‬

‫‪ .1‬توزع أمال إدارة فلسطين المنقولة بين الدولتين العربية واليهودية‬


‫ومدينة القدس على أساس عادل‪ ،‬ويجب أن يجري التوزيع بواسطة‬
‫لجنة األمم المتحدة المذكورة في القسم (ب) بند(‪ )1‬أعاله‪ ،‬وتصبح‬
‫األموال غير منقولة ملكاً للحكومة التي توجد هذه األموال في إقليمها‪.‬‬

‫‪ .2‬يجب على الدولة المنتدبة خالل الفترة التي تنقضي بين تاريخ‬
‫تعيين لجنة األمم المتحدة وإنهاء االنتداب أن تتشاور مع اللجنة في‬
‫أي إجراء تفكر في اتخاذه‪ ،‬متضمناً تصفية أموال حكومة فلسطين‬
‫والتصرف بها أو رهنها‪ ،‬مثل فائض الخزينة المتراكم‪ ،‬وريع السندات‬

‫التي أصدرتها الحكومة‪ ،‬وأراضي الدولة وأية موجودات أخرى‪.‬‬

‫و‪ -‬الدخول في عضوية األمم المتحدة‬

‫‪65‬‬
‫عندما يصبح استقالل الدولة العربية أو اليهودية نافذاً‪-‬كما كما هو‬
‫منصوص عليه في المشروع الحاضر‪ -‬ويكون البيان والتعهد‬
‫المنصوص عليهما في هذا المشروع قد وقعا من قبل الدولة‪ ،‬يصبح‬
‫عندئذ من المالئم أن ينظر بعين العطف إلى طلب قبولها عضواً في‬
‫األمم المتحدة طبقاً للمادة (‪ )4‬من ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬

‫الجزء الثاني‪ -‬الحدود‬

‫أ‪ -‬الدولة العربية‬

‫يحد منطقة الدولة العربية في الجليل الغربي من الغرب البحر األبيض‬


‫المتوسط‪ ،‬ومن شمال حدود لبنان من رأس الناقورة إلى نقطة شمالي‬
‫الصالحة‪ ،‬ومن هناك يسير خط الحدود في اتجاه الجنوب تاركاً منطقة‬
‫الصالحة المبنية في الدول العربية فيالقي النقطة الواقعة في أقصى‬
‫جنوبي هذه القرية‪ .‬من ثم يتبع خط الحدود الغربية لقرى علما‬
‫والرياحنة طبطبة‪ ،‬ومنها يتبع خط الحد الشمالي لقرية ميرون فيلتقي‬
‫بخط حدود قضاء عكا ‪ /‬صفد‪ .‬ويتبع هذا إلى نقطة غربي قرية‬
‫السموعي‪ ،‬ويالقيه مرة أخرى في نقطة في أقصى شمالي قرية‬
‫الفراضية‪ .‬ومن هناك يتبع خط حدود القضاء إلى طريق عكا ‪ /‬صفد‬
‫العام‪ ،‬ومن هنا يتبع الحدود الغربية لقرية كفر عنان حتى يصل خط‬
‫حدود قضاء طبريا‪ /‬عكا‪ ،‬ما اًر بغربي تقاطع عكا ‪ /‬صفد ولوبية‪/‬كفر‬
‫عنان‪ ،‬ومن الزاوية الجنوبية الغربية لقرية كفر عنان يتبع خط الحدود‬
‫‪66‬‬
‫الغربية لقضاء طبريا إلى نقطة قريبة من خط الحدود بين قريتي المغار‬
‫وعيلبون‪ ،‬ومن ثم يبرز إلى الغرب ليضم اكبر مساحة من الجزء‬
‫الشرقي من سهل البطوف الزمة للخزان الذي اقترحته الوكالة اليهودية‬
‫لري األراضي غلى الجنوب والشرق‪.‬‬

‫تعود الحدود فتلقي بحدود قضاء طبريا في نقطة على طريق الناصرة‪/‬‬
‫طبريا إلى الجنوب الشرقي من منطقة طرعان المبنية‪ ،‬ومن هناك تسير‬
‫في اتجاه الجنوب‪ ،‬تابعة بادئ األمر حدود القضاء‪ ،‬ثم مارة بين‬
‫مدرسة خضوري الزراعية وجبل تابور إلى نقطة في الجنوب عند‬
‫قاعدة جبل تابور‪ .‬ومن هنا تسير إلى الغرب‪ ،‬موازية لخط التقاطع‬
‫العرضي ‪ 230‬إلى الزاوية الشمالية الشرقية من أراضي قرية تل‬
‫عداشيم‪ .‬ثم تسير إلى الزاوية الشمالية الغربية من هذه األ راضي ومنها‬
‫تنعطف إلى الجنوب والغرب حتى تضم إلى الدولة العربية مصادر مياه‬
‫الناصرة في قرية يافا‪ .‬وحين تصل جنجار‪ ،‬تتبع حدود أراضي هذه‬
‫القرية الشرقية والشمالية والغربية إلى زاويتها الجنوبية الغربية‪ ،‬ومن‬
‫هناك تسير في خط مستقيم إلى نقطة على سكة حديد يافا‪ /‬العفولة‬
‫على الحدود ما بين قريتي ساريد والمجيدل‪ ،‬وهذه هي نقطة التقاطع‪.‬‬

‫تتخذ الحدود الجنوبية الغربية من منطقة الدولة العربية في الجليل خطاً‬

‫من هذه النقطة ما اًر نحو الشمال على محاذاة حدود ساريد وغفات‬
‫الشرقية إلى الزاوية الشمالية الشرقية من نهالل‪ ،‬ماضياً من هناك عبر‬
‫‪67‬‬
‫أراضي كفار هاحوريش إلى نقطة متوسطة على الحدود الجنوبية لقرية‬
‫عيلوط‪ ،‬ومن ثم نحو الغرب محاذياً حدود تلك القرية إلى حدود بيت‬
‫لحم الشرقية‪ ،‬ومنها نحو الشمال فالشمال الشرقي على حدودها‬
‫الغربية إلى الزاوية الشمالية الشرقية من ولدهايم ومن هناك جنوب‬
‫الشمال الغربي عبر أراضي قرية شفا عمرو إلى الزاوية الجنوبية‬
‫الشرقية من رامات يوحانان‪ .‬ومن هنا يسير شماالً فشماالً شرقياً إلى‬
‫نقطة على طريق شفا عمرو‪ /‬حيفا‪ ،‬إلى الغرب من اتصالها بطريق‬
‫عبلين‪ .‬ومن هناك يسير شماالً شرقياً إلى نقطة على الحدود الجنوبية‬
‫من طريق عبلين للبروة‪ .‬ومن هناك يسير على تلك الحدود إلى أقصى‬
‫نقطة غربية لها‪ ،‬ومنها ينعطف إلى الشمال فيمضي إلى أراضي قرية‬
‫تمرة إلى أقصى زاوية شمالية غربية‪ ،‬وعلى محاذاة حدود جوليس‬
‫الغربية حتى يصل إلى طريق عكا‪ /‬صفد‪ .‬بعد ذلك يسير صوب الغرب‬
‫حتى يصل إلى طريق عكا‪ /‬صفد إلى حدود منطقة الجليل‪ /‬حيفا‪ ،‬ومن‬
‫هذه النقطة يتبع تلك الحدود إلى البحر‪.‬‬

‫تبدأ حدود منطقة السامرة واليهودية الجبلية على نهر األردن في وادي‬
‫المالح إلى الجنوب الشرقي من بيسان‪ ،‬وتسير نحو الغرب فتلتقي‬
‫بطريق بيسان‪ /‬أريحا‪ ،‬ثم تتبع الجانب الغربي من ذلك الطريق في‬
‫اتجاه شمالي غربي إلى ملتقى حدود أقضية بيسان ونابلس وجنين‪.‬‬
‫ومن هذه النقطة تتبع حدود مقاطعة نابلس ‪ /‬جنين في اتجاه الغرب‬

‫‪68‬‬
‫إلى مسافة تبغ نحو ثالثة كيلو مترات‪ ،‬ثم تعطف نخو الشمال الغربي‬
‫مارة بشرقي المنطقة المبنية من قرى جليون وفقوعة إلى حدود‬
‫مقاطعتي جنين وبيسان في نقطة إلى الشمال الشرقي من نورس‪ .‬ومن‬
‫هنا تسير بادئ األمر نحو الشمال الغربي إلى نقطة شمالي المنطقة‬
‫المبنية من زرعين‪ ،‬ثم شطر الغرب إلى سكة حديد العفولة‪ /‬جنين‪،‬‬
‫ومن ثم في اتجاه شمالي غربي على طول خط حدود المنطقة إلى‬
‫نقطة التقاطع على الخط الحديدي الحجازي‪ .‬من هنا تتجه الحدود إلى‬
‫الجنوب الغربي بحيث تكون المنطقة المبنية وبعض أراضي خربة ليد‬
‫ضمن الدولة العربي‪ ،‬ثم تقطع طريق حيفا‪ /‬جنين في نقطة على حدود‬
‫المنطقة بين حيفا والسامرة إلى الغرب من المنسي‪ ،‬وتتبع هذه الحدود‬
‫إلى أقصى نقطة جنوبي قرية البطيمات‪ .‬ومن هنا تتبع الحدود‬
‫الشمالية والشرقية لقرية عرعرة ملتقية مرة أخرى بخط حدود المنطقة‬
‫بين حيفا والسامرة في وادي عارة‪ ،‬ومن هناك تتجه نحو الجنوب‬
‫فالجنوب الغربي في خط مستقيم تقريباً ملتقيه بحدود قاقون الغربي‪،‬‬
‫ومتجهة معها إلى نقطة تقع إلى الشرق من سكة الحديد على حدود‬
‫قرية قاقون الشرقية‪ .‬ومن هنا تسير مع سكة الحديد مسافة إلى‬
‫الشرق منها نحو نقطة تقع شرقي محطة سكة الحديد في طولكرم‪،‬‬
‫ومن هناك تتبع الحدود خطاً في منتصف المسافة بين سكة الحديد‬
‫وبين طريق طولكرم‪/‬قلقيلية ‪ /‬جلجولية ‪/‬رأس العين حتى نقطة تقع‬
‫شرقي محطة رأس العين‪ ،‬التي تسير منها في اتجاه سكة الحديد‬
‫‪69‬‬
‫مسافة إلى الشرق حتى نقطة على سكة الحديد جنوبي ملتقى سكك‬
‫حيفا‪ /‬اللد‪ /‬بيت نباال‪ ،‬ومن هنا تسير في اتجاه حدود مطار اللد‬
‫الجنوبية إلى زاويته الجنوبية الغربية‪ ،‬ومن ثم في اتجاه جنوبي غربي‬
‫إلى نقطة المنطقة المبنية من صرفند العمار‪ ،‬ومن هناك تنعطف شطر‬
‫الجنوب مارة غربي المنطقة المبنية من أبو الفضل إلى الزاوية‬
‫الشمالية الشرقية من أراضي بير يعقوب (يجب تحديد خط الحدود بحث‬
‫يسمح باتصال مباشر بين الدولة العربي ومطار اللد)‪ ،‬ومن هناك يتبع‬
‫خط الحدود حدود بلدة الرملة الغربي والجنوبية إلى الزاوية الشمالية‬
‫الشرقية من قرية النعماني‪ .‬ومن ثم يسير في خط مستقيم إلى نقطة‬
‫في أقصى الجنوب من البرية على محاذاة حدود تلك القرية الشرقية‬
‫وحدود قرية عنابة الجنوبي‪ ،‬ومن هناك ينعطف شماالً فيتبع الجانب‬
‫الجنوبي من طريق يافا‪ /‬القدس حتى القباب‪ ،‬ومنها يتبع الطريق إلى‬
‫حدود أبي شوشة‪ ،‬ويسير في محاذاة الحدود الشرقية ألبي شوشة‬
‫وسيدون وحلدة حتى نقطة في أقصى الجنوب من حلدة‪ .‬ويسير من‬
‫هنا نحو الغرب في خط مستقيم إلى الزاوية الشمالية الشرقية من أم‬
‫كلخا‪ ،‬ومنها يتبع الحدود الشمالية ألم كلخا والقزازة وحدود المخيزن‬
‫الشمالية والغربية إلى حدود منطقة غزة‪ ،‬ومنها يسير عبر أراضي‬
‫قريتي المسمية الكبيرة و ياصور إلى النقطة الجنوبية من التقاطع‬
‫الواقع في منتصف المسافة بين المناطق‬

‫‪70‬‬
‫المبنية من ياصور وبطاني شرقي‪.‬‬

‫تتجه خطوط الحدود من نقطة التقاطع الجنوبية نحو الشمال الغربي‬


‫بين قريتي غان يفنة وبرقة إلى البحر في منتصف المسافة بين النبي‬
‫ونس وميناء القالع‪ ،‬ونحو الجنوب الشرقي إلى نقطة غربي قسطينة‪،‬‬
‫ومنها تنعطف في اتجاه جنوبي غربي مارة شرقي المناطق المبنية من‬
‫السوافير وعبدس‪ .‬من الزاوية الجنوبية الشرقية من قرية عبدس تسير‬
‫إلى نقطة في الجنوب الشرقي من المنطقة المبنية من بيت عقة قاطعة‬
‫طريق الخليل‪ /‬المجدل إلى الغرب من المنطقة المبنية من عراق‬
‫سويدان‪ ،‬ومن هناك تسير في اتجاه جنوبي على محاذاة الحدود‬
‫الغربية لقرية الفالوجة إلى حدود قضاء بئر السبع‪ .‬ثم تسير عبر‬
‫األراضي القبلية لعرب الجبارات إلى نقطة على الحدود ما بين قضاءي‬
‫بئر السبع إلى الشمال من خربة خويلفة‪ ،‬ومن هناك تسير في اتجاه‬
‫جنوبي غربي إلى نقطة على طريق بئر السبع‪ /‬غزة العام على بعد‬
‫كيلو مترين إلى الشمال الغربي من البلدة ثم تنعطف شطر الجنوب‬
‫الشرقي فتصل وادي السبع في نقطة واقعة على بعد كيلو متر واحد‬
‫إلى الغرب منه‪ .‬ومن هنا تنعطف في اتجاه شمالي شرقي‪ ،‬وتسير على‬
‫محاذاة وادي السبع وعلى محاذاة طريق بئر السبع‪ /‬الخليل مسافة‬
‫كيلو متر واحد‪ ،‬ومن ثم تنعطف شرقاً وتسير في خط مستقيم إلى‬
‫خربة كسيقة لتلتقي بحدود المقاطعة بين بئر السبع والخليل‪ .‬ثم تتبع‬

‫‪71‬‬
‫حدود بئر السبع‪ /‬الخليل في اتجاه الشرق إلى نقطة شمالي رأس‬
‫الزويرة‪ .‬ثم تنفصل عنها فتقطع قاعدة الفراغ من بين خطي الطول‬
‫‪ 150‬و‪ .160‬وعلى بعد خمسة كيلو مترات تقريباً إلى الشمال الشرقي‬
‫من رأس الزويرة ‪ ،‬تنعطف الحدود شماالً بحيث تستثني من الدولة‬
‫العربية قطاعاً على محاذاة ساحل البحر الميت ال يزيد عرضه على‬
‫سبعة كيلو مترات وذلك حتى عين جدي‪ ،‬حيث تنعطف من هناك إلى‬
‫الشرق لتلتقي حدود شرق األردن في البحر الميت‪.‬‬

‫تبدأ الحدود الشمالية للجزء العربي من السهل الساحلي من نقطة بين‬


‫ميناء القالع والنبي يونس‪ ،‬مارة بين المناطق المبنية من غان يفنة‬
‫وبرقة حتى نقطة التقاطع‪ ،‬ومن هنا تسير في اتجاه الجنوب الغربي‬
‫مارة عبر أراضي بطاني شرقي على محاذاة الحد الشرقي من أراضي‬
‫بيت داراس وعبر أراضي جوليس‪ ،‬تاركة المناطق المبنية من بطاني‬
‫شرقي وجوليس في الغرب‪ ،‬وماضية حتى الزاوية الشمالية الغربية من‬
‫أراضي يبت طيما‪ .‬ومن هناك تتجه إلى الشرق من الجية عبر أراضي‬
‫قرية البربرة على محاذاة الحدود الشرقية من قرى بيت جرجا ودير‬
‫سنيد ودمرة‪ .‬ومن الزاوية الشرقية لدمرة تعبر حدود أراضي بيت حانون‬
‫تاركة األ راضي اليهودية من نير عام صوب الشرق‪ .‬ومن الزاوية‬
‫الجنوبية الشرقية لبيت حانون تتجه الحدود إلى الجنوب الغربي نحو‬
‫نقطة إلى الجنوب من خط التوازي ‪ ،100‬ثم تنعطف نحو الشمال‬

‫‪72‬‬
‫الغربي مسافة كيلو مترين‪ ،‬وتنعطف ثانية في اتجاه جنوبي غربي‬
‫وتمضي في خط مستقيم تقريباً إلى الزاوية الشمالية الغربية من أراضي‬
‫خربة أخزاعة ومن هناك تتبع خط حدود هذه القرية إلى أقصى نقطة‬
‫جنوبية منها‪ .‬بعد ذلك تسير في اتجاه جنوبي على محاذاة خط الطول‬
‫‪ 90‬حتى نقطة تقاطعه مع خط العرض ‪ 70‬ثم تنعطف في اتجاه‬
‫جنوبي شرقي إلى خربة الرحيبة وتمضي في اتجاه جنوبي إلى نقطة‬
‫معروفة باسم البها‪ ،‬حيث تعبر من خلفها طريق بئر السبع ‪/‬العوجا‬
‫العام إلى الغرب من خربة المشرف‪،‬ومن هناك تلتقي بوادي الزياتين‬
‫إلى الغرب من السبيطة ومن هناك تنعطف إلى الشمال الشرقي ثم إلى‬
‫الجنوب الشرقي تابعة هذا الوادي ثم تمضي إلى الشرق من عبدة‬
‫فتلتقي بوادي النفخ‪ .‬وتبرز بعد ذلك إللى الجنوب الغربي على محاذاة‬
‫وادي النفخ ووادي عجرم ووادي لسان حتى النقطة التي تقطع فيها‬
‫وادي لسان الحدود المصرية‪.‬‬

‫تتكون منطقة قطاع يافا العربي من ذلك الجزء من منطقة تخطيط‬


‫مدينة يافا التي تقع إلى الغرب من األحياء اليهودية الواقعة جنوبي تل‬
‫أبيب‪ ،‬وإلى الغرب من امتداد شارع هرتزل حتى التقائه بطريق يافا‪/‬‬
‫القدس‪ ،‬وإلى الجنوب الشرقي من نقطة اإللتقاء تلك‪ ،‬وإلى الغرب من‬
‫أراضي مكفيه إسرائيل وإلى الشمال الغربي من منطقة مجلس حولون‬
‫المحلي‪ ،‬وإلى الشمال من الخط الذي يصل الزاوية الشمالية الغربية من‬

‫‪73‬‬
‫حولون بالزاوية الشمالية الشرقية من منطقة مجلس بات يام المحلي‪،‬‬
‫وإلى الشمال من منطقة مجلس بات يام المحلي‪ .‬أما مسألة حي‬
‫الكاترون فستبتها لجنة الحدود بحيث تأخذ بعين االعتبار –إضافة إلى‬
‫االعتبارات األخرى‪ -‬الرغبة في ضم اقل عدد ممكن من سكانه العرب‬
‫وأكبر عدد ممكن من سكانه اليهود إلى الدولة اليهودية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدولة اليهودية‬

‫تحد نظام القطاع الشمالي الشرقي من الدولة اليهودية(الجليل الشرقي)‬


‫من الشمال والغرب والحدود اللبنانية‪ ،‬ومن الشرق حدود سوريا وشرق‬
‫األردن‪ .‬ويضم كل حوض الحولة وبحيرة طبريا وكل مقاطعة بيسان‪،‬‬
‫حيث يمتد خط الحدود إلى قمة جبال الجلبوع ووادي المالح‪ .‬ومن‬
‫هناك تمتد الدولة اليهودية نحو الشمال الغربي ضمن الحدود التي‬
‫وصفت فيما يتعلق بالدولة العربية‪.‬‬

‫يمتد الجزء اليهودي من السهل الساحلي من نقطة بين ميناء القالع‬


‫والنبي يونس في مقاطعة غزة‪ ،‬ويضم مدينتي حيفا وتل أبيب تاركاً يافا‬
‫قطاعاً تابعاً للدولة العربية‪ .‬وتتبع الحدود الشرقية للدولة اليهودية‬
‫الحدود التي وصفت فيما يتصل بالدولة العربية‪.‬‬

‫ج‪ -‬مدينة القدس‬

‫‪74‬‬
‫تكون حدود مدينة القدس كما هي محددة في التوصيات المتعلقة‬
‫بمدينة‬

‫القدس‪( .‬راجع أدناه الجزء الثالث‪ ،‬القسم ب‪).‬‬

‫الجزء الثالث‪ -‬مدينة القدس‬

‫أ‪ -‬نظام خاص‬

‫يجعل لمدينة القدس كيان منفصل (‪ )corpus Sepratum‬خاضع‬


‫لنظام دولي خاص‪ ،‬وتتولى األمم المتحدة إدارتها‪ ،‬ويعين مجلس‬
‫وصاية ليقوم بأعمال السلطة اإلدارية نيابة عن األمم المتحدة‪.‬‬

‫ب‪ -‬حدود المدينة‬

‫تشمل مدينة القدس بلدية القدس الحالية مضافاً إليها القرى والبلدان‬
‫المجاورة‪ ،‬وأبعدها شرقاً أبو ديس‪ ،‬وأبعدها جنوباً بيت لحم‪ ،‬وغرباً عين‬
‫كارم‪ .‬وتشمل معها المنطقة المبنية من قرية قالونيا‪.‬‬

‫ج‪ -‬نظام المدينة األساسي‬

‫على مجلس الوصاية خالل خمس أشهر من الموافقة على المشروع‬


‫الحاضر‪ ،‬أن يضع ويقر دستو اًر مفصالً للمدينة يتضمن جوهر الشروط‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلدارة الحكومية مقاصدها الخاصة‪:‬‬


‫‪75‬‬
‫على السلطة اإلدارية أن تتبع في أثناء قيامها بالتزاماتها اإلدارية‬
‫األهداف الخاصة التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬حماية المصالح الروحية والدينية الفريدة الواقعة ضمن مدينة‬


‫العقائد التوحيدية الكبيرة الثالث المنتشرة في أنحاء العالم – المسيحية‬
‫واليهودية واإلسالم‪ -‬وصيانتها‪ ،‬والعمل لهذه الغاية بحيث يسود النظام‬
‫والسالم – السالم الديني خاصة – مدينة القدس‪.‬‬

‫ب‪ -‬دعم روح التعاون بين سكان المدينة جميعهم‪ ،‬سواء في سبيل‬
‫مصلحتهم الخاصة أم في سبيل تشجيع التطور السلمي للعالقات‬
‫المشتركة بين شعبي فلسطين في البالد المقدسة بأسرها‪ ،‬وتأمين‬
‫األمن والرفاهية‪ ،‬وتشجيع كل تدبير بناء من شأنه أن يحسن حياة‬
‫السكان‪ ،‬أخذا بعين االعتبار العادات والظروف الخاصة لمختلف‬
‫الشعوب والجاليات‪.‬‬

‫‪ -2‬الحاكم والموظفون اإلداريون‪:‬‬

‫يقوم مجلس الوصاية بتعيين حاكم للقدس يكون مسؤوالً أمامه‪،‬ويكون‬


‫هذا االختيار على أساس كفايته الخاصة دون مراعاة لجنسيته‪ ،‬على‬
‫أال يكون مواطناً ألي من الدولتين في فلسطين‪.‬‬

‫يمثل الحاكم األمم المتحدة في مدينة القدس‪ ،‬ويمارس نيابة عنها‬


‫جميع السلطات اإلدارية بما في ذلك إدارة الشؤون الخارجية‪ ،‬وتعاونه‬

‫‪76‬‬
‫مجموعة من الموظفين اإلداريين يعتبر أفرادها موظفين دوليين وفق‬
‫منطوق المادة (‪ )100‬من الميثاق‪ ،‬ويختارون قدر اإلمكان من بين‬
‫سكان المدينة ومن سائر فلسطين دون أي تمييز عنصري‪ .‬وعلى‬
‫الحاكم أن يقدم مشروعاً مفصالً لتنظيم إدارة المدينة إلى مجلس‬
‫الوصاية لينال موافقته عليه‪.‬‬

‫‪ -3‬االستقالل المحلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬يكون للوحدات القائمة حالياً ذات االستقالل المحلي في منطقة‬


‫المدينة(القرى والمراكز والبلديات) سلطات حكومية وإدارية واسعة ضمن‬
‫النطاق المحلي‪.‬‬

‫ب‪ -‬يدرس الحاكم مشروع إنشاء وحدات بلدية خاصة تتألف من‬
‫األقسام اليهودية والعربية في مدينة القدس الجديدة‪ ،‬ويرفعه إلى‬
‫مجلس الوصاية للنظر فيه وإصدار قرار بشأنه‪ .‬وتستمر الوحدات‬
‫البلدية الجديدة في تكوين جزء من البلدية الحالية لمدينة القدس‪.‬‬

‫‪ -4‬تدابير األمن ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تجرد مدينة القدس من السالح ويعلن حيادها ويحافظ عليه‪ ،‬وال‬
‫يسمح بقيام أية تشكيالت أو تدريب أو نشاط عسكري ضمن حدودها‪.‬‬

‫ب‪ -‬في حال عرقلة أعمال اإلدارة في مدينة القدس بصورة خطيرة أو‬
‫منعها من جراء عدم تعاون أو تدخل فئة أو أكثر من السكان‪ ،‬يكون‬
‫‪77‬‬
‫للحاكم السلطة باتخاذ التدابير الالزمة إلعادة سير اإلدارة الفعال‪.‬‬

‫ج‪ -‬للمساعدة على استتباب القانون والنظام الداخلي‪ ،‬وبصورة خاصة‬


‫لحماية األماكن المقدسة والمواقع واألبنية الدينية في المدينة‪ ،‬يقوم‬
‫الحاكم بتنظيم شرطة خاصة ذات قوة خاصة كافية بجد أفرادها من‬
‫خارج فلسطين ويعطي الحاكم الحق في التصرف في البنود الميزانية‬
‫بحسب الحاجة للمحافظة على هذه القوة واالتفاق عليها‪.‬‬

‫‪ -5‬النظام التشريعي ‪:‬‬

‫تكون السلطة التشريعية والضرائبية بيد مجلس تشريعي منتخب‬


‫باالقتراع العام السري‪ ،‬على أساس تمثيل نسبي لسكان مدينة القدس‬
‫البالغين‪ ،‬وبغير تمييز من حيث الجنسية‪ .‬ومع ذلك يجب أال يتعارض‬
‫أي إجراء تشريعي أو يتناقض مع األحكام المنصوص عليها في‬
‫دستور المدينة‪ ،‬كما يجب أال يسود هذه األحكام أي قانون أو الئحة‬
‫أو تصرف رسمي ويعطي الدستور الحاكم الحق في االعتراض‬
‫(‪ )VETO‬على مشاريع القوانين المتنافية مع األحكام المذكورة‪،‬‬
‫ويمنحه كذلك سلطة إصدار أوامر وقتية في حال تخلف المجلس عن‬
‫الموافقة في الوقت المالئم على مشروع قانون يعتبر جوهرياً بالنسبة‬
‫إلى سير اإلدارة الطبيعي‪.‬‬

‫‪ -6‬القضاء‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫يجب أن ينص القانون على إنشاء نظام قضائي مستقل‪ ،‬يشتمل على‬

‫محكمة استئناف يخضع لواليتها سكان المدينة‪.‬‬

‫‪ -7‬االتحاد االقتصادي والنظام االقتصادي ‪:‬‬

‫تكون مدينة القدس داخلة ضمن االتحاد االقتصادي الفلسطيني ومقيدة‬


‫بأحكام التعهد جميعها وبكل معاهدة تنبثق منه‪ ،‬وكذلك بجميع ق اررات‬
‫المجلس االقتصادي المشترك‪ .‬ويقام مقر المجلس االقتصادي في‬
‫منطقة المدينة ويجب أن يحتوي الدستور على أحكام للشؤون‬
‫االقتصادية التي ال تقع ضمن نظام الوحدة االقتصادية‪ ،‬وذلك على‬
‫أساس من عدم التمييز والمساواة في المعاملة بالنسبة إلى الدول‬
‫األعضاء في األمم المتحدة ورعاياها‪.‬‬

‫‪ -8‬حرية العبور‪ TRANSIT‬والزيارة والسيطرة على المقيمين ‪:‬‬

‫تكون حرية الدخول واإلقامة ضمن حدود المدينة مضمونة للمقيمين‬


‫في الدولتين العربية واليهودية وذلك بشرط عدم اإلخالل باعتبارات‬

‫األمن‪ ،‬مع مراعاة االعتبارات االقتصادية كما يحددها الحاكم وفقاً‬


‫لتعليمات مجلس الوصاية‪ .‬وتكون الهجرة إلى داخل حدود المدينة‬
‫واإلقامة فيها بالنسبة إلى رعايا الدول األخرى‪ ،‬خاضعة لسلطة الحاكم‬
‫وفقاً لتعليمات مجلس الوصاية‪.‬‬

‫‪ -9‬العالقات بالدولتين العربية واليهودية‪:‬‬


‫‪79‬‬
‫يعتمد الحاكم للمدينة ممثلي الدولتين العربية واليهودية‪ ،‬ويكونان‬
‫مكلفين‬

‫بحماية مصالح دولتيهما ورعاياهما لدى اإلدارة الدولية للمدينة‪.‬‬

‫‪ -10‬اللغات الرسمية ‪:‬‬

‫تكون العربية والعبرية لغتي المدينة الرسميتين‪ ،‬وال يحول هذا النص‬
‫دون أن يعتمد في العمل لغة أو لغات إضافية عدة بحسب الحاجة‪.‬‬

‫‪ -11‬المواطنة‪:‬‬

‫يصبح جميع المقيمين بحكم الواقع مواطنين في مدينة القدس‪ ،‬ما لم‬
‫يختاروا جنسية الدولة التي كانوا رعاياها‪ ،‬أو ما لم يكونوا عرباً أو‬
‫يهوداً قد أعلنوا نيتهم أن يصبحوا مواطنين في الدولة العربية والدولة‬
‫اليهودية طبقاً للفقرة (‪ )9‬من القسم (ب) من الجزء األول من المشروع‬
‫الحاضر‪ .‬ويتخذ مجلس الوصاية التدابير لتوفير الحماية القنصلية‬
‫لمواطني المدينة خارج أرضها‪.‬‬

‫‪ -12‬حريات المواطنين ‪:‬‬

‫أ‪ -‬يضمن لسكان المدينة –بشرط عدم اإلخالل بمقتضيات النظام العام‬
‫واآلداب العامة – حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪،‬مشتملة حرية‬

‫‪80‬‬
‫العقيدة والدين والعبادة واللغة والتعليم وحرية القول وحرية الصحافة‬
‫وحرية االجتماع واالنتماء إلى الجمعيات وتكوينها‪ ،‬وحرية التظلم‪.‬‬

‫ب‪ -‬ال يجري أي تمييز بين السكان بسبب األصل أو الدين أو اللغة أو‬

‫الجنس‪.‬‬

‫ج‪ -‬يكون لجميع المقيمين داخل المدينة حق متساو في التمتع‬


‫بحماية القانون‪.‬‬

‫د‪ -‬يجب احترام قانون األسرة واألحوال الشخصية لمختلف األفراد‬


‫ومختلف الطوائف‪ ،‬كما تحترم كذلك مصالحهم الدينية‪.‬‬

‫هـ‪ -‬مع عدم اإلخالل بضرورات النظام العام وحسن اإلدارة ال يتخذ أي‬
‫إجراء يعوق أو يتدخل في نشاطات المؤسسات الدينية أو الخيرية‬
‫لجميع المذاهب‪ ،‬وال يجوز عمل أي تمييز نحو ممثلي هذه المؤسسات‬
‫أو أعضائها بسبب دينهم أو جنسيتهم‪.‬‬

‫و‪ -‬تؤمن المدينة تعليماً ابتدائياً وثانوياً كافيين للطائفتين العربية‬


‫واليهودية كل بلغتها ووفق تقاليدها الثقافية‪ .‬وإن حقوق كل طائفة في‬
‫االحتفاظ بمدارسها الخاصة لتعليم أفرادها بلغتهم القومية – شرط أن‬
‫تلتزم بمتطلبات التعليم العامة التي قد تفرها المدينة – لن تنكر أو‬
‫تعطل‪ .‬أما مؤسسات التعليم األجنبية فتتابع نشاطها على أساس‬
‫الحقوق القائمة‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫ز‪ -‬ال يجوز أن تحد حرية أي فرد من سكان المدينة في استخدام أية‬
‫لغة كانت في أحاديثه الخاصة‪ ،‬أو في التجارة أو في األمور الدينية‪،‬‬
‫أو‬

‫الصحافة أو المنشورات بجميع أنواعها‪ ،‬أو االجتماعات العامة‪.‬‬

‫‪ -13‬األماكن المقدسة ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ال يجوز أن يلحق أي مساس بالحقوق القائمة الحالية المتعلقة‬


‫باألماكن المقدسة واألبنية والمواقع الدينية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تضمن حرية الوصول إلى األماكن المقدسة واألبنية والمواقع‬


‫الدينية‪ ،‬وحرية ممارسة العبادة‪ ،‬وفقاً للحقوق القائمة شرط مراعاة‬
‫حفظ النظام واللياقة‪.‬‬

‫ج‪ -‬تصان األماكن المقدسة واألبنية والمواقع الدينية ويحرم كل فعل‬


‫من شأنه أن يسيء بأية صورة كانت إلى قداستها‪ .‬وإن رأى الحاكم في‬
‫أي وقت ضرورة ترميم مكان مقدس أو بناء موقع ديني ما‪ ،‬فيجوز له‬
‫أن يدعو الطائفة أو الطوائف المعنية إلى القيام بالترميمات الالزمة‬
‫ويجوز له القيام بهذه الترميمات على حساب الطائفة أو الطوائف‬
‫المعنية إن لم يتلق جواباً عن طلبه خالل مدة معقولة‪.‬‬

‫د‪-‬ال تجبى أي ضريبة على مكان مقدس أو مبنى أو موقع ديني كان‬
‫معفياً منها وقت إقامة المدينة(بوضعها الدولي)‪ ،‬وال يلحق أي تعديل‬
‫‪82‬‬
‫في هذه الضريبة يكون من شأنه التمييز بين مالكي األماكن واألبنية‬
‫والمواقع الدينية أو ساكنيها‪ ،‬أو يكون من شأنه وضع هؤالء المالكين‬
‫أو الساكنين من أثر الضريبة العام في وضع أقل مالئمة مما كان‬
‫عليه‬

‫حالهم وقت تبني توصيات الجمعية العامة‪.‬‬

‫‪ -14‬سلطات الحاكم الخاصة فيما يتعلق باألماكن المقدسة واألبنية‬


‫والمواقع الدينية في المدينة وفي أي جزء من فلسطين‪:‬‬

‫أ‪ -‬إن حماية األماكن المقدسة واألبنية والمواقع الدينية الموجودة في‬
‫مدينة القدس‪ ،‬يجب أن تكون موضع اهتمام الحاكم بصورة خاصة‪.‬‬

‫ب‪ -‬وفيما يتعلق باألماكن واألبنية والمواقع المماثلة الموجودة في‬


‫فلسطين خارج المدينة يقر الحاكم –بموجب السلطات التي يكون قد‬
‫منحه إياها دستور الدولتين – ما إذا كانت أحكام دستوري الدولتين‬
‫العربية واليهودية في فلسطين والخاصة بهذه األماكن وبالحقوق‬
‫الدينية المتعلقة بها‪ ،‬مطبقة ومحترمة كما يجب‪.‬‬

‫ج‪ -‬وللحاكم كذلك الحق في اتخاذ الق اررات على أساس الحقوق‬
‫القائمة في حال حدوث خالف بين مختلف الطوائف الدينية أو بشأن‬
‫شعائر طائفة ما بالنسبة إلى األماكن المقدسة واألبنية والمواقع الدينية‬
‫في سائر أنحاء فلسطين‪ .‬ويجوز للحاكم أن يستعين في أثناء قيامه‬

‫‪83‬‬
‫بهذه المهمة بمجلس استشاري مؤلف من ممثلين لمختلف الطوائف‬
‫يعملون بصفة استشارية‪.‬‬

‫د‪ -‬مدة نظام الحكم الخاص‬

‫يبدأ تنفيذ الدستور الذي يضعه مجلس الوصاية_في ضوء المبادئ‬

‫الذكورة أعاله_ في ميعاد أقصاه أول أكتوبر‪ /‬تشرين األول ‪،1948‬‬

‫ويكون سريانه أول األمر خالل عشر سنوات ما لم ير مجلس الوصاية‬


‫وجوب القيام في اقرب وقت بإعادة النظر في هذه األحكام‪ .‬ويجب عند‬
‫انقضاء هذه المدة أن يعاد النظر في مجموع النظام من قبل مجلس‬
‫الوصاية في ضوء التجارب المكتسبة خالل هذه الفترة من العمل به‪.‬‬
‫وعندئذ يكون للمقيمين في المدينة الحرية في اإلعالن‪ ،‬بطريق‬
‫االستفتاء‪ ،‬عن رغباتهم في التعديالت الممكن إجرائها على نظام‬
‫المدينة‪.‬‬

‫الجزء الرابع‪ -‬االمتيازات‬

‫إن الدول التي يكون رعاياها قد تمتعوا في الماضي في فلسطين‬


‫بالمزايا والحصانات القنصلية التي كانت ممنوحة لهم في أثناء الحكم‬
‫العثماني بموجب االمتيازات أو العرف‪ ،‬مدعوة إلى التنازل عن جميع‬
‫حقوقها في إعادة تثبيت المزايا والحصانات المذكورة في الدولتين‬
‫العربية واليهودية المنوي إنشاؤهما وكذلك في مدينة القدس‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األمر الواقع وحالة الالقانون‬

‫المبحث األول‪:‬‬

‫تقصير مجلس األمن‬

‫على الرغم مما يقال عن أن المجتمع الدولي اقر بمشروعية توصيات‬


‫القرار‪ 181‬وإلزامها‪ ،‬إال أنه ال يمكن القول بحال من األحوال أن القرار‬
‫بشكل مشروعية قانونية لحل سياسي‪ ،‬إنه مشروع حل سياسي تم‬
‫خارج سياق البنود الواضحة التي يحددها الميثاق للتعامل مع الحالة‬
‫الفلسطينية كما كانت عليه بتاريخه‪ ،‬حال ًة تستجوب التعامل معها‬
‫ضمن‬

‫‪85‬‬
‫نظام الوصاية‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬فإن ق اررات الجمعية العامة‪ ،‬وإن كانت تعبر عن آراء أكثر الدول‬
‫من ناحية سياسية وبحسب توازن القوى الدولية في كل مرحلة‬
‫تاريخية‪ ،‬إال أنه ليس لها طابع االلتزام‪.‬‬

‫فلو سلمنا جدالً بإلزامية القرار ‪ ،181‬فإن موافقة إسرائيل عليه تلزمها‬
‫به‪ ،‬ورفض الدول العربية والفلسطينيين له‪ ،‬يوجب تحويل األمر إما إلى‬
‫محكمة العدل الدولية أو إلى مجلس األمن الدولي للنظر في تطبيقه‬
‫ضمن صالحيات المجلس وبحسب مواد الفصلين السادس والسابع من‬
‫الميثاق‪ ،‬حيث ال يعود بعدها من حق الجمعية العمومية أن توصي‪-‬‬
‫ناهيك عن أن تقرر‪ -‬أي شيء بخصوص المسألة موضع البحث‪،‬‬
‫وذلك وفق منطوق المادة‪ 1/12‬من الميثاق‪.‬‬

‫وحيث أن إسرائيل قد التزمت بتنفيذ القرارين ‪ ،181‬و ‪ 194‬كشرط‬


‫لقبول عضويتها في األمم المتحدة وفق القرار ‪ 273‬في (أيار ‪،1949‬‬
‫على حين أن عضوية أية دولة عربية لم تكن مشروطة بالموافقة على‬
‫القرارين‪ ،‬فإن هناك‪ -‬على أهون تقدير‪ -‬هوة وعدم تكافؤ في‬
‫االلتزامات المترتبة على الطرفين‪ ،‬بما يجعله ق ار اًر تم تجاوزه باألمر‬
‫الواقع الذي تم فرضه بالقوة العسكرية سواء على صعيد احتالل األرض‬
‫أو على صعيد تهجير سكانها‪ ،‬إن نص القرار لم يطبق في أي جانب‬
‫منه‪ ،‬وتغيرت التسوية التي اقترحها‪ ،‬ولم يتخذ مجلس األمن اإلجراءات‬
‫‪86‬‬
‫الضرورية من أجل تنفيذها‪ ،‬ولم يعتبر كل المحاوالت التي جرت لتغيير‬
‫خطة التسوية –وأدت إلى تغييرها فعالً‪-‬تهديداً للسالم أو خرقاً له‪ ،‬أو‬
‫عمالً عدوانياً وذلك بحسب المادة ‪ 39‬من الميثاق‪ ،‬كذلك لم تطبق أي‬
‫من بنود القرار الخاصة بمدينة القدس‪ ،‬ولم يتم السير أية خطوة على‬
‫األرض في مشروع اإلتحاد االقتصادي‪ ،‬هذا على الرغم من أن قرار‬
‫التقسيم كان خاضعاً إلمالءات ورغبات الوكالة اليهودية بشكل ضمني‬
‫أو بالنص الصريح (كما منطوق الفقرة(‪ )1‬من الجزء الثاني)‪ ،‬أي أنه‬
‫جاء ق ار اًر سياسياً بشكل أساسي‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال يصلح ألن يكون خط‬
‫األساس أو اإلطار المرجعي الالزم قانونياً ألية تسوية إذا أريد لها أن‬
‫تكون دائمة وعادلة ‪ ،‬فالعدل يتحقق بتطبيق حكم القانون وليس‬
‫بحسب بوصالت المصالح السياسية‪.‬‬

‫وفوق ذلك كله‪ ،‬فإن الجهات السياسية التي كانت وراء إصدار القرار‬
‫المذكور لم تكن أصالً عازمة على تنفيذه‪ ،‬فعندما يشير القرار إلى‬
‫ضرورة تدخل مجلس األمن بحسب المادة (‪ ،)39‬فإن ذلك يعني‬
‫بموجب نص المادة المذكورة‪ ،‬العودة إلى المادتين(‪ )41‬و(‪ )42‬حكماً‪:‬‬

‫"المادة (‪)39‬‬

‫يقرر مجلس األمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخالل به أو‬
‫كان ما وقع عمالً من أعمال العدوان‪ ،‬ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر‬

‫‪87‬‬
‫ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً ألحكام المادتين (‪ )14‬و(‪ )42‬لحفظ‬
‫السلم‬

‫واألمن الدولي أو إعادته إلى نصابه"‪.‬‬

‫وللتوضيح فإن المادتين (‪ )41‬و (‪ )42‬تنصان على التوالي‪:‬‬

‫"المادة (‪)41‬‬

‫لمجلس األمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي ال تتطلب‬

‫استخدام القوات المسلحة لتنفيذ ق ارراته‪ ،‬وله أن يطلب إلى أعضاء‬


‫األمم المتحدة تطبيق هذه التدابير‪ ،‬ويجوز أن يكون من بينها وقف‬
‫الصالت االقتصادية والمواصالت الحديدية والبحرية والجوية والبريدية‬

‫والبرقية والالسلكية وغيرها من وسائل المواصالت وقفاً جزئياً أو كلياً‬


‫وقطع العالقات الدبلوماسية‪.‬‬

‫المادة (‪)42‬‬

‫إذا رأى مجلس األمن أن التدابير المنصوص عليها في المادة (‪ )41‬ال‬


‫تفي بالغرض أو تبين أنها لم تف به‪ ،‬جاز له أن يتخذ عن طريق‬
‫القوات الجوية والبحرية والبرية من األعمال ما يلزم لحفظ السلم واألمن‬
‫الدولي أو إلعادته إلى نصابه ويجوز أن تشمل هذه األعمال التلويح‬

‫‪88‬‬
‫باستخدام القوة والحصار والعمليات األخرى بطريق القوات الجوية أو‬
‫البحرية أو البرية التابعة ألعضاء األمم المتحدة"‪.‬‬

‫وتقول وقائع القضية أن مجلس األمن لم يتدخل بحسب ما هو‬


‫منصوص عليه في القرار على الرغم من قيام إسرائيل باإلستيالء على‬
‫مناطق واسعة خارج ما حدده لها قرار التقسيم‪ ،‬ورغم عدم تقيدها بأي‬
‫بند من بنود القرار المذكور‪ ،‬متذرعة بأنها مارست سنة ‪ 1948‬حق‬
‫الدفاع عن النفس‪ ،‬على الرغم من أن حق الدفاع عن النفس محدد‬
‫نصاً في الميثاق وبخاصة في المادة (‪ )51‬التي تنص على أن التدابير‬
‫التي يتخذها أي طرف للدفاع عن النفس يجب أن يتم إبالغ مجلس‬
‫األمن بها‪ ،‬وشريطة أن ال تؤثر هذه التدابير على حق مجلس األمن‬
‫في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة التخاذه من األعمال لحفظ‬
‫السلم واألمن الدولي أو إعادته إلى نصابه‪.‬‬

‫وعلى سبيل المقارنة‪ ،‬فإن هذا التراخي من قبل مجلس األمن في‬
‫ممارسة صالحياته لتطبيق القرار ‪ ،181‬ال نجد مثله في األزمة‬
‫الكورية حيث كان مجرد توجيه االتهام لكوريا الشمالية (عند نهاية‬
‫األربعينيات من القرن العشرين) بأنها هددت السلم العالمي ألن قواتها‬
‫انتهكت خط العرض (‪ )38‬كافياً ألن يصدر مجلس األمن سنة ‪1950‬‬
‫ثالثة ق اررات (‪ 82‬و ‪ 83‬و ‪ )84‬وطلب فيها من دول العالم أن "تقدم‬
‫المساعدة وأن تضع مساعداتها وإمكاناتها التي تقدمها تحت قيادة‬

‫‪89‬‬
‫واحدة تتوالها الواليات المتحدة"‪ ،‬وقد تداعى أعضاء المجموعة الدولية‬
‫إلى تقديم المساعدات حيث عرضت ‪ 16‬دولة تقديم مساعدة عسكرية‬
‫وعرضت ‪ 30‬دولة تقديم مساعدات لوجستية وفنية‪ ،‬وتم حشد ‪280‬‬
‫ألف جندي (بينهم ‪ 250‬ألف جندي أمريكي) تحت علم األمم المتحدة‬
‫للمشاركة في القتال ضد (المعتدين) حيث دام التدخل (أو الحرب) ضد‬
‫كوريا حتى تموز ‪.1953‬‬

‫هنا ال بد من التساؤل عن سبب اعتبار اجتياز خط عرض معين من‬


‫قبل دولة ما‪ ،‬عدواناً يستوجب حشد ربع مليون جندي إذا تم في جنوب‬
‫شرق آسيا‪ ،‬وال يعتبر احتالل أرض بضمنها وبينها مدينة القدس التي‬
‫تهم أتباع الديانات الثالث في العالم كله‪ ،‬عدواناً يستوجب أي تدخل؟‬
‫هذا مع عدم وجود فاصل زمني بين األمرين (نهاية األربعينات وبداية‬
‫الخمسينات) وفي ظل وجود نفس الميثاق بال أي تعديل أو تبديل‪.‬‬

‫تدل الحقائق والقرائن الواردة فيما سبق أن رفض أو قبول العرب لقرار‬
‫التقسيم ليس هو سبب تعطيل القرار المذكور‪ ،‬بل إن العيوب القانونية‬
‫واإلجرائية التي شابت القرار المذكور هي التي جعلته غير صالح‬
‫كأساس لحل المشكلة‪.‬‬

‫أعقب اعتماد القرار ‪( 181‬د‪ )2-‬نشوب أعمال عنف في فلسطين‪،‬‬


‫وعندما تردى الوضع دعا مجلس األمن إلى عقد دورة استثنائية‬

‫‪90‬‬
‫للجمعية العامة‪ ،‬وعقدت تلك الدورة في الفترة من ‪ 16‬نيسان – ‪14‬‬
‫أيار ‪.1948‬‬

‫وفي ‪ 14‬أيار ‪ 1948‬سحبت بريطانيا قواتها من فلسطين تنفيذاً إلنهاء‬


‫انتدابها‪ .‬وفي نفس اليوم أعلنت الوكالة اليهودية إنشاء دولة إسرائيل‪،‬‬
‫وجاء في نص اإلعالن أنه حيث "أقرت الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫في التاسع والعشرين من تشرين ثان سنة ‪ 1948‬مشروعاً يدعو إلى‬
‫إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل‪ ،‬وأن الجمعية العامة قد طالبت‬
‫سكان أرض إسرائيل باتخاذ الخطوات الالزمة من جانبهم لتنفيذ ذلك‬
‫القرار‪ ،‬وأن اعتراف األمم المتحدة هذا بحق الشعب اليهودي في إقامة‬
‫دولة هو اعتراف يتعذر الرجوع عنه أو إلغاؤه‪...‬‬

‫فإننا أعضاء مجلس الشعب ممثلي الجالية اليهودية في أرض إسرائيل‬


‫والحركة الصهيونية نجتمع هنا اليوم في يوم انتهاء االنتداب البريطاني‬
‫على أرض إسرائيل‪ ،‬وبفضل حقنا الطبيعي والتاريخي وبقوة القرار‬
‫الصادر عن الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬نجتمع لنعلن قيام الدولة‬
‫اليهودية"‪ ،‬وأكد اإلعالن على أن "إسرائيل سوف تضمن حرية الدين‬
‫والعقيدة واللغة والتعليم والثقافة وسوف تحمي األماكن المقدسة لجميع‬
‫الديانات وسوف تكون وفية لمبادئ األمم المتحدة‪ ،‬ومستعدة للتعاون‬
‫مع وكاالت األمم المتحدة وممثليها من أجل تنفيذ قرار الجمعية العامة‬

‫‪91‬‬
‫في ‪ 29‬تشرين ثان ‪ ،1947‬وسوف تتخذ الخطوات الكفيلة بتحقيق‬
‫الوحدة االقتصادية ألرض إسرائيل بكاملها"‪.‬‬

‫وال معنى بعد ذلك عن رضا أو عدم رضا الوكالة اليهودية عن بعض‬
‫بنود القرار ‪ 181‬وبخاصة فيما يتعلق بالقيود المفروضة على الدولة‬
‫اليهودية المقترحة‪ ،‬فعدم الرضا لم يعد له وزن سياسي‪ ،‬وال قانوني‪،‬‬
‫بعد هذه إعالن الوثيقة موضع البحث‪ ،‬بل إن اإلعالن نفسه يؤكد على‬
‫التعاون لتنفيذ القرار‪.‬‬

‫وسواء قال اإلسرائيليون بعد ذلك أنهم وافقوا أو لم يوافقوا على القرار‪،‬‬
‫فإنهم أكدوا لألمم المتحدة أن إسرائيل "تقبل دون تحفظ االلتزامات‬
‫الواردة في ميثاق األمم المتحدة وتتعهد باحترامها منذ اليوم الذي‬
‫تصبح فيه عضواً في األمم المتحدة‪ ،‬وهذا ما نص عليه حرفياً قرار‬
‫األمم المتحدة بقبول إسرائيل عضواً فيها والصادر في ‪ /11‬أيار ‪/‬‬
‫‪.1948‬‬

‫وقد تلقت الجمعية العامة لألمم المتحدة تقرير مجلس األمن عن طلب‬
‫إسرائيل االنضمام إلى عضوية األمم المتحدة‪.‬‬

‫"وإذ تالحظ أن إسرائيل‪ ،‬في تقدير مجلس األمن‪ ،‬دولة محبة للسلم‬
‫وقادرة وعازمة على تنفيذ االلتزامات التي يتضمنها الميثاق‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫وإذ تحيط علماً بأن مجلس األمن قد أوصى الجمعية العامة بقبول‬
‫إسرائيل في عضوية األمم المتحدة‪.‬‬

‫وإذ تحيط علماً كذلك بإعالن دولة إسرائيل أنها تقبل دون تحفظ‬
‫االلتزامات الواردة في ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وتتعهد باحترامها من اليوم‬
‫الذي تصبح فيه عضواً في األمم المتحدة‪.‬‬

‫وإذ تشير إلى قراريها الصادرين في ‪ 29‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر‬

‫‪ 1947‬وفي ‪ 11‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1948‬ومع اإلحاطة علماً‬


‫بالتصريحات واإليضاحات المقدمة من ممثل حكومة إسرائيل أمام‬
‫اللجنة السياسية المختصة فيما يتعلق بتنفيذ القرارين المذكورين‪.‬‬

‫إن الجمعية العامة‪ ،‬عمالً منها باختصاصاتها بموجب المادة ‪ 4‬من‬


‫الميثاق والمادة ‪ 125‬من نظامها الداخلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تقرر أن إسرائيل دولة محبة للسلم‪ ،‬متقبلة لاللتزامات الواردة في‬


‫الميثاق‪ ،‬وقادرة وعازمة على تنفيذ هذه االلتزامات‪.‬‬

‫‪ .2‬تقرر قبول إسرائيل في عضوية األمم المتحدة‪.‬‬

‫أدى صدور القرار ‪ 181‬إلى فتح الباب أمام اليهود كي يفرضوا وقائع‬
‫جديدة على األرض من دون أن يتقيدوا بأية ضوابط سوى محددات‬
‫قوتهم العسكرية‪ ،‬وفي أعقاب ما سماه أحداث عنف دعا مجلس األمن‬

‫‪93‬‬
‫إلى عقد دورة استثنائية للجمعية العامة في الفترة من ‪ 16‬نيسان –‬
‫‪ 14‬أيار ‪ 1948‬كما ذكرنا‪.‬‬

‫وفي ‪ 17‬نيسان ‪ 1948‬دعا مجلس األمن إلى وقف جميع األنشطة‬


‫العسكرية وشبه العسكرية في فلسطين‪.‬‬

‫وفي ‪ 23‬نيسان ‪ 1948‬أنشأ لجنة هدنة لإلشراف على وقف إطالق‬


‫النار والمساعدة على تحقيقه‪ .‬وفي تلك الفترة أعفت الجمعية العامة‬
‫لجنة فلسطين من مسؤولياتها‪ ،‬واكتفت بدالً منها بتعيين وسيط حددت‬
‫مهمته بأنها التشجيع على التوصل إلى تسوية سلمية بالتعاون مع‬
‫لجنة الهدنة‪ ،‬وفي ‪ 20‬أيار ‪ 1948‬عين الكونت فولك برنادوت رئيس‬
‫جمعية الصليب األحمر السويدية وسيطاً لألمم المتحدة‪.‬‬

‫وفي غضون ذلك كان القتال ال يزال مستم اًر‪ ،‬وفي ‪ 29‬أيار ‪ 1948‬دعا‬
‫مجلس األمن إلى هدنة مدتها أربعة أسابيع‪ ،‬تم البدء بتنفيذها منذ ‪11‬‬
‫حزيران ‪ ،1948‬تحت إشراف هيئة األمم المتحدة لمراقبة الهدنة‪ .‬ولكن‬
‫الهدنة لم تدم شه اًر واحداً‪ ،‬واندلع القتال في ‪ 8‬تموز ‪ ،1948‬ما دعا‬
‫مجلس األمن في ‪ 15‬تموز ‪ 1948‬ألن يقرر "أن الحالة في فلسطين‬
‫تشكل تهديداً للسالم" وأعلن المجلس "أن عدم اإلمتثال لوقف إطالق‬
‫النار يعد انتهاكاً للسلم يستدعي النظر فو اًر في تدابير بموجب الفصل‬
‫السابع من الميثاق األمر الذي لم يحصل أبداً‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫وفي المقابل استمرت إسرائيل في احتالل أجزاء جديدة من األ راضي‬
‫المخصصة للدولة العربية بموجب قرار التقسيم‪ ،‬إضافة إلى أنها ضمت‬
‫الجزء الغربي من القدس‪ ،‬في انتهاك واضح لقرار التقسيم‪ ،‬بل إن‬
‫القتال استمر منذ تشرين أول ‪ ،1948‬وآذار ‪ 1949‬واستولت إسرائيل‬
‫خالل الجولة األخيرة على أراضي جديدة من أراضي الدولة العربية‬
‫المفترضة‪ ،‬وفي وقت سابق تعثرت مفاوضات الهدنة بعد قتل ممثل‬
‫األمم المتحدة برندوت في الجزء الذي كانت تسيطر عليه إسرائيل في‬
‫مدينة القدس إلى أن تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة بين إسرائيل‬
‫والدول العربية خالل الفترة من شباط – تموز ‪.1949‬‬

‫أي أن مجلس األمن لم يطالب إسرائيل بالعودة إلى الحدود التي‬


‫وضعها قرار التقسيم‪ ،‬وكأنه لم يكن أساس التسوية‪ ،‬وفي المقابل لم‬
‫يلجأ مجلس األمن إلى الفصل السابع أسوة بما حدث في كوريا مثالً‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫قرار ‪ :194‬الدفوع اإلسرائيلية‪:‬‬

‫واكتفت الجمعية العامة خالل هذه الفترة بإصدار قرار (قديم – جديد)‬
‫هو القرار رقم ‪( 194‬د‪ )3-‬في ‪ 11‬كانون أول ‪.1948‬‬

‫تلخيص الحجج اإلسرائيلية في رفض منح الفلسطينيين حق العودة‪:‬‬


‫‪95‬‬
‫ترى روث البيدوث أستاذة القانون الدولي في الجامعة العبرية بالقدس‬
‫أن المطالبة الفلسطينية ناتجة عن قراءة غير صحيحة للنصوص ذات‬
‫العالقة‪:‬‬

‫‪ .1‬من حيث القانون الدولي العام‪:‬‬

‫(أ) إن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة‬


‫‪ ،1966‬ينص على أنه ال يجوز أن يحرم شخص بشكل تعسفي من‬
‫دخول بلده"‪ .‬ولكن الحجة اإلسرائيلية في مواجهة ذلك هي أن "مقارنة‬
‫النصوص المختلفة وقراءة المناقشات التي جرت قبل تبني هذه‬
‫النصوص تؤدي إلى االستنتاج بأن حق العودة محفوظ لمواطني الدولة‬
‫المعنية‪ ،‬ال بل إن هذا الحق ليس مطلقاً بل إنه مقيد بشرط أن ال‬
‫يكون الحرمان تعسفياً‪.‬‬

‫(ب) إن حق العودة حق فردي وليس المقصود في العهد أن يعالج‬

‫الدعاوي الجماعية لشعب تم تهجيره في سياق عمليات عسكرية أو‬


‫نتيجة عمليات سياسية لنقل السكان أو السيادة‪ ،‬مثلما حصل مع‬
‫األلمان أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬أو انتقال اليهود من الدول‬
‫العربية أو خروج الفلسطينيين من األرض التي أصبحت إسرائيل‪.‬‬

‫‪ .2‬ق اررات األمم المتحدة‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫(أ) قرار الجمعية العمومية رقم ‪ 194‬في ‪ 11‬كانون أول ‪ 1948‬الذي‬
‫وجه لجنة التوفيق "التخاذ خطوات لمساعدة الحكومات والسلطات‬
‫المعنية للتوصل إلى تسوية نهائية لكل المسائل القائمة بينهما" وتعالج‬
‫الفقرة الثانية موضوع الالجئين بالقول إن "الجمعية العمومية تقرر أن‬
‫الالجئين الذين يرغبون في العودة إلى منازلهم وأن يعيشوا بسالم مع‬
‫جيرانهم ينبغي السماح لهم بعمل ذلك في أقرب وقت ممكن عملياً‪،‬‬
‫وأنه ينبغي دفع تعويض لمن يختارون عدم العودة عن ممتلكاتهم وعن‬
‫الخسائر واألضرار التي ينبغي أن تقدم بشكل جيد من قبل الحكومات‬
‫والسلطات المسؤولة وذلك في ظل مبادئ القانون الدولي ومبادئ‬
‫المساواة"‪.‬‬

‫لقد رفضت الحكومات العربية أساساً هذا القرار‪ ،‬ولكنها عادت لتستند‬
‫إليه واعتبرته اعترافاً بحق شامل في اإلعادة إلى الوطن‪ ،‬ولكن هذا‬
‫التفسير ال يبدو صالحاً ألن الفقرة ال تعترف بأي "حق" ولكنها توصي‬
‫بأنه ينبغي السماح لالجئين بالعودة في ظل تحقيق شرطين وهما رغبة‬
‫الالجئ في العودة وكذلك رغبته في التعايش بسالم مع جيرانه‪ .‬وأن‬
‫العنف الذي يندلع يغلق الباب أمام أي أمل بالتعايش المشترك بين‬
‫اإلسرائيليين وجماهير الالجئين العائدة‪ .‬وأن عبارة ينبغي السماح‬
‫بالعودة توضح أن هذه مجرد توصية‪ ،‬ذلك أن الميثاق ال يصرح‬

‫‪97‬‬
‫للجمعية العمومية أساساً بأن تتخذ ق اررات ملزمة إال في المسائل‬
‫المتعلقة بميزانيتها وأنظمتها الداخلية وتعليماتها‪.‬‬

‫أما اإلشارة إلى مبادئ القانون الدولي والمساواة فهي ال تنطبق إال‬
‫على التعويض‪ ،‬وال يبدو أنها تشير إلى "حق" العودة‪.‬‬

‫(ب) إن قرار مجلس األمن رقم ‪ 237‬في حزيران ‪ ،1967‬وإن كان دعا‬
‫إسرائيل إلى تمكين السكان الذين تركوا مناطق العمليات العسكرية من‬
‫العودة إلى منازلهم إال أنه ال يتحدث عن "حق" العودة‪ ،‬بل جاء على‬
‫شكل توصية‪.‬‬

‫(ج) إن قرار مجلس األمن رقم ‪ 242‬لسنة ‪ 1967‬والذي أكد في الفقرة‬


‫(ب) منه على "ضرورة التوصل إلى تسوية كاملة عادلة لمشكلة‬
‫الالجئين"‪ ،‬لم يقترح حالً محدداً وال اقتصر على تخصيص الالجئين‬
‫العرب بالتسوية‪ ،‬ذلك أن تفويض الالجئين اليهود الذين غادروا الدول‬
‫العربية يستحق التعويض أيضاً‪ ،‬وال يوجد أساس لإلدعاء العربي القرار‬
‫‪ 242‬قد تضمن الحل الذي أوصى به قرار الجمعية العامة رقم ‪194‬‬
‫لسنة ‪.1948‬‬

‫‪ .3‬االتفاقيات بين إسرائيل والعرب‪:‬‬

‫(أ) نصت اتفاقية إطار السالم بين مصر وإسرائيل لسنة ‪ 1978‬على‬
‫أن مشكلة الالجئين تسوى من خالل لجنة دائمة تضم ممثلين عن‬

‫‪98‬‬
‫مصر وإسرائيل واألردن والفلسطينيين تقرر باالتفاق سبل قبول عودة‬
‫األشخاص الذي تركوا الضفة الغربية وغزة سنة ‪( 1967‬المادة أ‪)3/‬‬
‫وأن تعمل مصر وإسرائيل واألطراف األخرى المهتمة لوضع إجراءات‬
‫متفق عليها من أجل التوصل إلى تطبيق سريع وعادل ودائم لتطبيق‬
‫الق اررات المتعلقة بمشكلة الالجئين (المادة أ‪.)4/‬‬

‫(ب) في إعالن المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي االنتقالي لسنة‬


‫‪ 1993‬بين إسرائيل والفلسطينيين‪ ،‬تم االتفاق على لجنة دائمة لقبول‬
‫األشخاص الذين هجروا سنة ‪ ،1967‬أما موضوع الالجئين فقد اتفق‬
‫على أن يتم التفاوض عليه في إطار مفاوضات الوضع النهائي (المادة‬
‫‪.)3/5‬‬

‫(ج) إن المادة (‪ )8‬من معاهدة السالم بين األردن وإسرائيل لسنة‬


‫‪ ،1967‬قد تطرقت إلى الحاجة إلى حل مشكلة الالجئين في إطار‬
‫المجموعة العاملة متعددة األطراف المشكلة إثر مؤتمر مدريد للسالم‬
‫سنة ‪ 1991‬وضمن مفاوضات الوضع النهائي‪ ،‬و‪...‬‬

‫أي أن االتفاقات المعقودة بين إسرائيل من جهة‪ ،‬ومصر أو األردن أو‬

‫‪99‬‬
‫الفلسطينيين من جهة أخرى ال تمنح أي منها لالجئين حق العودة إلى‬
‫داخل إسرائيل(‪.)1‬‬

‫وحتى على مستوى العالم‪ ،‬فإن الموسوعة البريطانية تذكر أن عدد‬


‫الالجئين في مختلف أنحاء العالم سنة ‪ 2005‬كان يقدر بحوالي تسعة‬
‫ماليين‪ ،‬ويكفي أن تتخيل أن الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث‬
‫وحدها‪ ،‬يصل إلى ‪ 4.35‬مليون الجئ‪ ،‬أي أن تقدير عدد الالجئين‬

‫الفلسطينيين حتى سنة ‪ 2005‬بحوالي ستة ماليين الجئ يبدو رقماً‬


‫معقوالً تماماً‪ ،‬فهل تتوقع مع استمرار تفاقم المشكلة الفلسطينية‪ ،‬ومع‬
‫المواظبة على حل مشاكل الالجئين اآلخرين‪ ،‬أن نصل إلى عالم ال‬
‫يوجد فيه الجئون من أية جنسية غير الجنسية الفلسطينية؟‬

‫إن جعل الالجئين الفلسطينيين "استثناء" – مع أنهم أصبحوا يشكلون‬


‫القاعدة في مشكلة اللجوء في العالم كله كما رأينا‪ -‬قد أدى إلى أن‬
‫األمم المتحدة –وعلى الرغم من كل ما يقال عن عدم فاعليتها قد‬
‫استطاعت فرض حلول لمشاكل الالجئين في أكثر من حالة نكتفي هنا‬
‫بأمثلة منها‪:‬‬

‫‪-‬إعادة المهجرين إلى نامبيا سنة ‪.1989‬‬

‫‪ -‬إعادة المهجرين إلى جنوب إفريقيا سنة ‪.1991‬‬

‫‪ .)1‬عن ‪Ruth Lapidoth, Do Palestinian Refugees Have a Right to‬‬


‫‪Return to Israel? Jewish Virtual Library, 2007.‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ -‬إعادة المهجرين إلى أثيوبيا سنة ‪.1993‬‬

‫‪ -‬إعادة المهجرين إلى طاجكستان باتفاق سنة ‪.1994‬‬

‫‪ -‬التوصل إلى اتفاق دايتون القاضي بعودة كل الالجئين في البوسنة‬


‫والهرسك سنة ‪.1995‬‬

‫‪-‬اتفاق الفصائل األفغانية على عودة الالجئين عام ‪.2002‬‬

‫إن استثناء الالجئين الفلسطينيين من السياق الدولي العام لحل مشاكل‬


‫الالجئين في العالم‪ ،‬لم يأت مصادفة‪ ،‬فقد تم استثناء الالجئين‬
‫الفلسطينيين منذ البداية بتأسيس وكالة األنوروا‪ ،‬مع أن إقرار النظام‬
‫األساسي للمفوضية السامية لشؤون لالجئين قد وضع حيز لتنفيذ في‬
‫كانون أول سنة ‪ ،1950‬وتم اعتماده بشكل رسمي في ‪ 28‬تموز‬
‫‪.1951‬‬

‫أي أن مشكلة الالجئين الفلسطينيين لم تكن أول مشكلة الجئين‬


‫تبحثها مؤسسات المجتمع الدولي على مستوى العالم‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬لم‬
‫يكن إعطاؤها الوضع االستثنائي مصادفة‪ ،‬يؤكد ذلك أن الواليات‬
‫المتحدة هي التي تحفظت على استثناء الفلسطينيين من اتفاقية سنة‬
‫‪ ،1951‬ويروي الكاتب الهولندي لكس تاكنبرغ أن المندوب األمريكي لم‬
‫يقدم أسباباً محددة الستثناء الالجئين من تعريف الالجئين بل إنه قال‬
‫أن تعريف الالجئ الفلسطيني هو أمر بالغ الغموض ألنه يعادل إصدار‬

‫‪101‬‬
‫شيك مفتوح –على بياض‪ -‬وسواء كانت أسباب االستثناء مالية‪ ،‬أو‬
‫سياسية‪ ،‬وحتى لو كان لها بعض النتائج اإليجابية على صعيد إبراز‬
‫خصوصية القضية الفلسطينية‪ ،‬إال أن هذا االستثناء لم يكن مبر اًر على‬
‫أسس قانونية‪ ،‬وربما كان الهدف منه جعل أكبر عدد من الدول الغنية‬
‫–وحتى إسرائيل‪ -‬على اتفاقية سنة ‪ 1951‬المتعلقة بالالجئين ‪ ،‬وفيما‬
‫بعد على البروتوكول الملحق بهذه االتفاقية (‪ 31‬كانون الثاني ‪)1967‬‬
‫وتوفر هاتان األداتان معايير محددة للحماية في أكثر من ‪ 130‬دولة‬
‫اآلن‪ ،‬وحسب رأي تاكنبرغ في كتابه "وضع الالجئين الفلسطينيين في‬
‫القانون الدولي" أن الدول لتي وقعت االتفاقية والبروتوكول الملحق بها‬
‫معارضة في معظمها لفسح المجال أمام الفلسطينيين لإلفادة من هاتين‬
‫األداتين‪ ،‬وربما ألن هذه الدول تواجه أجياالً متالحقة وتجد من الصعب‬
‫منح وضع الجئ تلقائياً ألشخاص ال عماد لدعواهم سوى تحدرهم من‬
‫آباء أو أجداد الجئين‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تاكنبرغ يرى أن ال فرق بين‬
‫الجئ والجئ سوى كان عمره سنة أو سبعين سنة ألن وضعهما‬
‫القانوني هو وضع الالجئ‪ ،‬بل وعديم جنسية أحياناً ويفتقر إلى حماية‬
‫وطنية‪.‬‬

‫ال توجد اتفاقية عربية جماعية إقليمية لتنظيم أوضاع الالجئين في‬
‫العالم العربي‪ ،‬ولم يذكر ميثاق الجامعة الالجئين بشكل مباشر‪ ،‬وإن‬
‫كانت المادة الثانية التي تنص على تقوية العالقات بين الدول‬

‫‪102‬‬
‫األعضاء وتنسيق سياساتها لتحقيق التعاون فيما بينها وحماية‬
‫استقاللها وسيادتها‪ ،‬بالتالي‪ ،‬صدر عن الجامعة قرار سنة ‪1954‬‬
‫يقضي بتوحيد وثائق سفر مؤقتة لالجئين لتسهيل تحركاتهم‪ ،‬ونص‬
‫القرار على أن "يعامل حاملو الوثيقة على أراضي الدول األعضاء‬
‫المعاملة نفسها التي يلقاها مواطنو تلك الدول فيما يتعلق بالتأشيرات‬
‫واإلقامة‪ ،‬وفي نفس السنة أعفى الالجئون من رسوم إصدار التأشيرة‬
‫وتجديد وثائق السفر‪ .‬ولكن هذه الق اررات ظلت نظرية في كثير من‬
‫الحاالت‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫الق اررات الدولية بعد سنة ‪:1948‬‬

‫أوالً‪:‬‬

‫الفترة بعد حرب عام ‪:1967‬‬

‫إنشاء قوة الطوارئ األولى التابعة لألمم المتحدة‪:‬‬

‫اندلع صراع مسلح في عام ‪ ،1956‬عندما بدأت إسرائيل في ‪29‬‬


‫تشرين األول ‪ /‬أكتوبر عمليات عسكرية ضد مصر‪ ،‬انضمت إليها في‬
‫ذلك فيما بعد فرنسا والمملكة المتحدة‪ .‬وكانت مصر قد قامت‪ ،‬في جو‬
‫مشحون بالتوتر السياسي‪ ،‬بتأميم قناة السويس في تموز ‪ /‬يوليه من‬
‫ذلك العام‪ .‬وانتهت األزمة بوقف إطالق النار الذي دعت إليه الجمعية‬
‫العامة في دورة استثنائية طارئة‪ ،‬وبانسحاب القوات الغازية في‬
‫النهاية‪ ،‬وبنشر قوة الطوارئ األولى التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬وهي أول‬
‫قوة لحفظ السالم تابعة لألمم المتحدة‪.‬‬

‫وقد سحبت قوة الطوارئ األولى في شهر أيار ‪ /‬مايو ‪ 1967‬بناء على‬
‫طلب من مصر‪ ،‬التي أجبرت األمين العام بأنها لم تعد تقبل بمرابطة‬
‫القوة في األراضي المصرية وفي غزة‪ .‬وبدأت األعمال العدائية في ‪5‬‬
‫حزيران ‪ /‬يونيه ‪ 1967‬بين إسرائيل ومصر واألردن وسوريا‪ .‬وبحلول‬
‫الوقت الذي قبلت فيه األطراف وقف إطالق النار الذي دعا إليه‬
‫‪104‬‬
‫مجلس األمن كانت إسرائيل قد احتلت سيناء وقطاع غزة والضفة‬
‫الغربية بما فيها القدس الشرقية وجزءاً من مرتفعات الجوالن السورية‪.‬‬

‫وبعد أن تم تثبيت وقف إطالق النار‪ ،‬اتخذ مجلس األمن القرار ‪237‬‬
‫(‪ )1967‬الذي دعا فيه إسرائيل إلى ضمان سالمة ورفاه وأمن سكان‬
‫المناطق التي جرت فيها عمليات عسكرية‪ ،‬وتيسير عودة النازحين‪.‬‬
‫وطلب من الحكومات المعنية أن تراعي بدقة احترام المبادئ اإلنسانية‬
‫التي تحكم حماية األشخاص المدنيين وقت الحرب والتي تتضمنها‬
‫اتفاقية جنيف الرابعة لعام ‪ .1949‬وفي دورتها االستثنائية الطارئة‬
‫الخامسة‪ ،‬التي عقدتها بعد بدء القتال‪ ،‬دعت الجمعية العامة‬
‫الحكومات والمنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة اإلنسانية الطارئة‬
‫للذين تأثروا بالحرب‪ .‬وطلبت الجمعية العامة من إسرائيل إلغاء جميع‬
‫التدابير التي سبق أن اتخذتها والكف عن اتخاذ مزيد من اإلجراءات‬
‫التي من شأنها تغيير وضع مدينة القدس‪.‬‬

‫قرار مجلس األمن ‪:)1967( 242‬‬

‫وفي وقت الحق من تلك السنة‪ ،‬اتخذ مجلس األمن باإلجماع بعد‬
‫مفاوضات كثيرة‪ ،‬في ‪ 22‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر‪ ،‬القرار ‪242‬‬
‫(‪ )1967‬الذي يرسي المبادئ لتسوية سلمية في الشرق األوسط‪.‬‬
‫ونص القرار على أن إقامة سالم عادل ودائم يجب أن تتضمن تطبيق‬
‫مبدأين‪:‬‬
‫‪105‬‬
‫‪ -‬انسحاب القوات اإلسرائيلية من األراضي التي احتلتها في النزاع‬
‫األخير‪.‬‬

‫‪ -‬وإنهاء جميع إدعاءات أو حاالت الحرب‪ ،‬واحترام سيادة كل‬


‫دولة في المنطقة وسالمتها اإلقليمية واستقاللها السياسي‬
‫وحقها في أن تعيش في سالم داخل حدود آمنة ومعترف بها‬
‫دون تعرض للتهديد أو استخدام القوة‪ ،‬واالعتراف بذلك‪.‬‬

‫كما أن القرار يؤكد حرمة أراضي كل دولة في المنطقة ويدعو إلى‬


‫"تحقيق تسوية عادلة لمشكلة الالجئين"‪.‬‬

‫وقبلت مصر واألردن بالقرار ‪ )1967( 242‬وقالتا إن انسحاب إسرائيل‬


‫من جميع األراضي التي احتلتها في حرب عام ‪ 1967‬شرط مسبق‬
‫للمفاوضات‪ .‬إال أن إسرائيل التي قبلت أيضاً بالقرار قالت إن مسألتي‬
‫االنسحاب والالجئين ال يمكن حلهما إال عن طريق المفاوضات‬
‫المباشرة مع الدول العربية‪ ،‬وإبرام معاهدة سالم شاملة‪ .‬ورفضت سوريا‬
‫اإلجراء الذي اتخذه المجلس‪ ،‬مؤكدة أن هذا القرار جعل مسألة‬
‫المركزية وهي االنسحاب خاضعة لتنازالت تفرض على الدول العربية‪.‬‬
‫وانتقدت منظمة التحرير الفلسطينية بشدة القرار الذي قالت إنه يختزل‬
‫قضية فلسطين إلى مشكلة الالجئين‪.‬‬

‫حرب عام ‪ 1973‬وقرار مجلس األمن ‪:)1973( 338‬‬

‫‪106‬‬
‫في شهر تشرين األول ‪ /‬أكتوبر ‪ ،1973‬اندلعت الحرب مرة أخرى بين‬
‫مصر وإسرائيل في منطقة قناة السويس وسيناء‪ ،‬وبين إسرائيل‬
‫والجمهورية العربية السورية في مرتفعات الجوالن‪ .‬وفيما بلغ القتال‬
‫مرحلة بالغة الخطورة‪ ،‬طلب االتحاد السوفيتي والواليات المتحدة‪،‬‬
‫مشتركين‪ ،‬عقد اجتماع عاجل لمجلس األمن‪ .‬وفي ‪ 22‬تشرين األول ‪/‬‬
‫أكتوبر اتخذ مجلس األمن القرار ‪ )1973( 338‬الذي أعاد تأكيد مبادئ‬
‫القرار ‪ 242‬ودعا إلى مفاوضات تهدف إلى إحالل "سالم عادل ودائم‬
‫في الشرق األ وسط"‪ .‬وتم تأكيد الدعوة إلى وقف إطالق النار‪ ،‬فيما‬
‫بعد‪ ،‬بالقرار ‪ )1973( 339‬المؤرخ ‪ 23‬تشرين األول ‪/‬أكتوبر‪ ،‬وطلب‬
‫إلى األمين العام أن يوفد فو اًر مراقبين من األمم المتحدة‪.‬‬

‫غير أنه نظ اًر الستمرار القتال في المنطقة‪ ،‬وجه الرئيس المصري‬


‫نداء مباش اًر إلى االتحاد السوفيتي والواليات‬
‫ً‬ ‫الراحل أنور السادات‬
‫المتحدة ناشدهما فيه التدخل بقوات لتنفيذ وقف إطالق النار‪ .‬وبينما‬
‫وافق االتحاد السوفيتي على الطلب قامت الواليات المتحدة برفضه‪،‬‬
‫وبناء على طلب‬
‫ً‬ ‫مما وضع الدولتين العظميين في طريق الصدام‪.‬‬
‫مصر‪ ،‬عاد مجلس األمن إلى االنعقاد في ‪ 24‬تشرين األول ‪/‬أكتوبر‪،‬‬
‫حيث تم االتفاق على قرار يدعو إلى إنشاء قوة جديدة لحفظ السالم‬
‫أصبحت قوة الطوارئ الثانية التابعة لألمم المتحدة‪ .‬وبعد أن اتفقت‬
‫مص وإسرائيل على فض االشتباك بين قواتهما‪ ،‬تولت قوة الطوارئ‬

‫‪107‬‬
‫الثانية اإلشراف على إعادة نشرهما‪ .‬وبموجب اتفاق مستقل تم التوصل‬
‫إليه في أيار ‪ /‬مايو ‪ ،1974‬وقعت سوريا وإسرائيل على اتفاق فض‬
‫االشتباك بين القوات‪ .‬وأدى هذا إلى إنشاء قوة األمم المتحدة لمراقبة‬
‫فض االشتباك التي أوكل إليها رصد تطبيق االتفاقات بين إسرائيل‬
‫وسوريا‪ .‬وظل مجلس األمن يجدد والية قوة الطوارئ التابعة لألمم‬
‫المتحدة بصورة دورية حتى تموز ‪ /‬يوليه ‪ 1979‬عندما سمح‬
‫بانتهائها في أعقاب إبرام معاهدة سالم بين مصر وإسرائيل‪ .‬وما زالت‬
‫قوة األمم المتحدة لمراقبة فض االشتباك تؤدي وظائفها في الجوالن‪.‬‬

‫ار مجلس األمن ‪ 242‬و ‪:338‬‬


‫قر ا‬

‫يعتبر قرار مجلس األمن ‪ 242‬المتخذ في ‪ 22‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر‬


‫‪ ،1967‬والقرار ‪ 338‬المتخذ في ‪ 22‬تشرين األول ‪ /‬أكتوبر ‪1973‬‬
‫صكين أساسيين في كل المناقشات الالحقة الرامية إلى إيجاد تسوية‬
‫سلمية في الشرق األوسط‪.‬‬

‫(‪ )1‬قرار مجلس األمن ‪ )1967( 242‬المؤرخ في ‪ 22‬تشرين الثاني ‪/‬‬


‫نوفمبر ‪:1967‬‬

‫إن مجلس األمن‪ ،‬إذ يعرب عن قلقه المستمر للحالة الخطيرة في‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬وإذ يؤكد عدم جواز اكتساب أي إقليم بالحرب وضرورة‬
‫العمل إلقامة سلم عادل دائم يتيح لكل دولة في المنطقة أن‬

‫‪108‬‬
‫تحيا حياة آمنة‪.‬‬

‫وإذ يؤكد كذلك أن جميع الدول األعضاء‪ ،‬بقبولها ميثاق األمم المتحدة‪،‬‬
‫قد رتبت على نفسها التزاماً بالتصرف وفقاً للمادة ‪ 2‬من الميثاق‪.‬‬

‫‪ .1‬يؤكد أن إعمال مبادئ الميثاق يستلزم إقامة سلم عادل دائم في‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬يشمل وجوباً‪ ،‬المبدأين التاليين كليهما‪:‬‬

‫(أ) سحب القوات المسلحة اإلسرائيلية من األقاليم المحتلة في النزاع‬


‫األخير‪.‬‬

‫(ب) ترك كل تمسك بصفة المحاربة وإنهاء كل حالة حرب‪ ،‬وإيالء‬


‫االحترام واالعتراف لسيادة كل دولة من دول المنطقة‪ ،‬ولسالمتها‬
‫اإلقليمية واستقاللها السياسي‪ ،‬ولحقها في أن تحيا داخل حدود آمنة‬
‫معترف بها‪ ،‬خالية من التهديدات وأعمال القوة‪.‬‬

‫‪ .2‬ويؤكد كذلك ضرورة ما يلي‪:‬‬

‫(أ) ضمان حرية المالحة عبر الطرق المائية الدولية في المنطقة‪.‬‬

‫(ب) إيجاد تسوية عادلة لمشكلة الالجئين‪.‬‬

‫(ج) ضمان الحرية اإلقليمية واالستقالل السياسي لكل دولة في‬


‫المنطقة‪ ،‬باتخاذ التدابير الالزمة‪ ،‬بما فيها إنشاء مناطق مجردة من‬

‫السالح‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫‪ .3‬ويلتمس من األمين العام تسمية ممثل خاص ليذهب إلى الشرق‬
‫األوسط إلقامة ومواصلة االتصاالت الالزمة مع الدول المعنية بغية‬
‫تشجيع االتفاق ومساعدة الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية‬
‫مقبولة وفقاً لألحكام والمبادئ الواردة في هذا القرار‪.‬‬

‫ويلتمس من األمين العام موافاة مجلس األمن‪ ،‬في أقرب وقت ممكن‪،‬‬
‫بالتقرير الالزم عن سير جهود الممثل الخاص‪.‬‬

‫اعتمد باإلجماع في الجلسة ‪.1382‬‬

‫قرار مجلس األمن رقم ‪ 252‬لسنة ‪ 1968‬في ‪ 21‬أيار ‪ :1968‬إن قرار‬


‫مجلس األمن‪ ،‬مستذك اًر ق اررات الجمعية العامة رقم ‪ 2253‬في ‪14‬‬
‫تموز ‪ ،1967‬و‪ 2254‬في ‪ 14‬تموز ‪.1967‬‬

‫وآخذاً باالعتبار رسالة مندوب األردن الدائم حول الوضع في القدس‬


‫(‪1‬س ‪ )1/8560‬وكذلك تقرير األمين العام رقم (‪1‬س ‪ ،)2/8/46‬وبعد‬
‫أن استمع إلى البيانات التي تم اإلدالء بها أمام المجلس‪ ،‬وتفسي اًر إلى‬
‫أنه منذ تبني القرارين المذكورين أعاله‪ ،‬فإن إسرائيل قد قامت بالمزيد‬
‫من اإلجراءات واألفعال بما يتناقض وهذين القرارين‪.‬‬

‫وآخذاً بالحسبان الحاجة إلى العمل من أجل إقامة سالم دائم وعادل‪،‬‬
‫ومعيداً التأكيد على أن اكتساب األراضي بالغلبة العسكرية هو أمر غير‬
‫مقبول‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ .1‬يستنكر فشل إسرائيل في االستجابة إلى قراري الجمعية العامة‬
‫المذكورين أعاله‪.‬‬

‫‪ .2‬يعتبر أن كل اإلجراءات واألفعال التشريعية واإلدارية التي قامت بها‬


‫إسرائيل‪ ،‬بما في ذلك مصادرة األراضي والممتلكات‪ ،‬والتي ترمي إلى‬
‫تغيير الوضع القانوني للقدس باطلة وال يمكنها أن تغير ذلك الوضع‪.‬‬

‫‪ .3‬يحث إسرائيل على وجه الضرورة للتخلي عن مثل هذه اإلجراءات‬


‫التي اتخذتها‪ ،‬ولإلقالع الحقاً عن مثل هذه اإلجراءات التي اتخذتها‪،‬‬
‫ولإلقالع الحقاً عن القيام بأي عمل يرمي إلى تغيير وضع القدس‪.‬‬

‫‪.4‬يطلب إلى األمين العام أن يبلغ مجلس األمن عن تطبيق هذا القرار‬
‫الراهن‪.‬‬

‫(تم تبينه في االجتماع ‪ 1426‬بأغلبية ‪ 413‬صوتاً مقابل ال شيء‪،‬‬

‫وامتناع كل من الواليات المتحدة وكندا عن التصويت)‪.‬‬

‫تركت إقامة إسرائيل وقانون العودة عدداً كبي اًر من الفلسطينيين بال‬

‫جنسية‪ ،‬وتركت عدة ماليين من الفلسطينيين من دون جنسية‪.‬‬

‫(‪ )2‬قرار مجلس األمن ‪ )1973( 338‬المؤرخ ‪ 22‬تشرين األول‪/‬‬


‫أكتوبر ‪:1973‬‬

‫إن مجلس األمن‪:‬‬


‫‪111‬‬
‫‪ .1‬يدعو جميع األطراف المشتركة في القتال الدائر حالياً إلى وقف‬
‫إطالق النار بصورة كاملة‪ ،‬وإنهاء جميع األعمال العسكرية فو اًر في‬
‫مدة ال تتجاوز ‪ 12‬ساعة من لحظة اتخاذ هذا القرار وفي الواقع التي‬
‫تحتلها اآلن‪.‬‬

‫‪ .2‬يدعو جميع األطراف المعنية إلى البدء فو اًر بعد وقف إطالق النار‬
‫بتنفيذ قرار مجلس األمن رقم ‪ )1967( 242‬بجميع أجزائه‪.‬‬

‫‪ .3‬يقرر أن تبدأ فور وقف إطالق النار وخالله‪ ،‬مفاوضات بين‬


‫األطراف المعنية تحت رعاية مناسبة بهدف إقامة سالم عادل ودائم في‬
‫الشرق األوسط‪.‬‬

‫اعتمد في الجلسة ‪ 747‬بأغلبية ‪ 14‬صوتاً مقابل ال شيء وامتناع‬


‫الصين عن التصويت‪.‬‬

‫ثانياً‪:‬‬
‫‪112‬‬
‫حق تقرير المصير واستبعاد القانون‪:‬‬

‫من الممكن القول إن دور األمم المتحدة ظل حتى حرب سنة ‪1967‬‬
‫مقتص اًر على مراقبة خطوط الهدنة‪ ،‬وانتقل تركيزها إلى المشكلة‬
‫الفلسطينية من كونها قضية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته‬
‫بحسب قرار ‪ ،181‬وحق الالجئين في العودة‪ ،‬إلى كونها قضية إقليمية‬
‫(كما في عدوان ‪ )1956‬وحرب ‪ 1967‬و ‪ ،1973‬وفي كل حال‪ ،‬لم تعد‬
‫األمم المتحدة معنية بتطبيق ق ارراتها السابقة وبخاصة القرارين (‪)181‬‬
‫و (‪ )194‬على الرغم من أن القرارين لم يكونا مشروطين برغبة أو‬
‫موافقة الحكومات ذات العالقة‪ ،‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فإن وجود أحد‬
‫الطرفين –إسرائيل‪ -‬واالعتراف بها من قبل المنظمة الدولية كان‬
‫مشروطاً بالقبول بهذه الق اررات‪.‬‬

‫وبعد حرب سنة ‪ ،1967‬صارت األمم المتحدة تسترشد بشكل أساسي‬


‫بالقرار رقم ‪ 242‬وأضيف إليه لقرار ‪ 338‬بعد حرب ‪ ،1973‬وصار‬
‫هناك توسيع في بحث القضية الفلسطينية خارج نطاق األمم المتحدة‪،‬‬
‫مع أن سنوات السبعينات شهدت إصدار عدد من الق اررات عن الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني وبالقضية‬
‫الفلسطينية بكل أبعادها‪ ،‬وعلى أي حال‪ ،‬فإن هذه الق اررات في مجملها‬
‫كانت تتخذ من قبل الجمعية العامة حيث كان يوجد للعرب أغلبية‬
‫مريحة نسبياً‪ ،‬على حين أن مجلس األمن أصبح أكثر تقييداً بالفيتو‬

‫‪113‬‬
‫األمريكي‪ ،‬ولم تعد هناك أية إشارة إلى استخدام صالحيات مجلس‬
‫األمن بمقتضى أحكام الفصل السابع‪،‬ن مع أن المنطقة شهدت‬
‫منعطفات خطيرة كانت تؤثر على األمن والسلم الدوليين‪.‬‬

‫وتكرست جراء ذلك حالة انقسام بين اإلدارة الدولية على الورق‪ ،‬وبين‬
‫الواقع السياسي على األرض‪ ،‬ولم يعد هناك مجال للحديث عن حكم‬
‫القانون في المنظمة الدولية‪.‬‬

‫ولم يكن هذا التطور مجرد مفارقة طارئة‪ ،‬وإنما علينا وضعه في ضوء‬
‫اإلصرار اإلسرائيلي واألمريكي على "إجراء مفاوضات مباشرة ودون‬
‫شروط مسبقة"‪ .‬ولعل مؤتمر جنيف الدولي للسالم الذي عقد في جنيف‬
‫في كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ 1973‬برعاية األمم المتحدة‪ ،‬والذي أرجأ‬
‫أعماله إلى أجل غير مسمى بعد ثالث جلسات‪ ،‬كان آخر محاوالت‬
‫األمم المتحدة الجادة لرعاية حل تفاوضي سياسي للصراع العربي –‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬وليس للقضية الفلسطينية بكل أبعادها‪ ،‬فقد كان هناك‬
‫إصرار إسرائيلي – مؤيد أمريكياً‪ -‬حتى سنة ‪ 1977‬على عدم مشاركة‬
‫منظمة التحرير الفلسطينية في أي مؤتمر من هذا القبيل‪ ،‬ولكن سنوات‬
‫السبعينات أيضاً شهدت تأكيداً متزايداً على إقرار الحقوق المشروعة‬
‫للشعب الفلسطيني‪ ،‬وتطورت صياغة هذه الق اررات من الحديث عن‬
‫عودة الالجئين إلى الحديث عن إقرار حق الشعب‬

‫الفلسطيني في تقرير المصير‪.‬‬


‫‪114‬‬
‫وتوضح المرفقات التالية المختارة من عدد من ق اررات األمم المتحدة‬
‫منذ الخمسينات وحتى التسعينات طبيعة هذا التطور‪ .‬هذا مع مالحظة‪:‬‬

‫‪ -‬عدم تركيز هذه الق اررات على الحقوق الفردية للفلسطينيين‬


‫وتراكم خسائرهم البشرية والمادية الواجبة التعويض خالل‬
‫سنوات الصراع الذي ال يزال قائماً‪ ،‬بأسبابه ومجرياته ونتائجه‪،‬‬
‫دون تحديد صريح للحقوق الناجمة عن ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬بقاء هذه الق اررات ذات طبيعة غير ملزمة قانوناً‪ ،‬وعدم تحويلها‬
‫إلى مجلس األمن من أجل النظر في تنفيذها سنداً ألحكام‬
‫الفصل السابع من الميثاق‪.‬‬

‫في العاشر من تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪ 1975‬قررت الجمعية العامة‬


‫المتحدة (إنشاء لجنة معنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير‬
‫القابلة للتصرف)‪( ..‬لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة الحقوق‬
‫المعترف بها في الفقرتين ‪ 1،2‬من قرار الجمعية العامة ‪_( 3236‬د –‬
‫‪ )29‬وأن تأخذ في االعتبار‪ ،‬عند صياغة توصياتها الخاصة بتنفيذ ذلك‬
‫البرنامج‪ ،‬كل السلطات التي خولها الميثاق للهيئات الرئيسية في األمم‬
‫المتحدة)‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ولقد كرست الجمعية العامة يوم التاسع والعشرين من تشرين الثاني‪/‬‬
‫نوفمبر من كل عام يوماً للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني‪،‬‬
‫لتأكيد اال لتزام بق اررات الشرعية الدولية‪.‬‬

‫جاء ذلك في قرار الجمعية العامة رقم ‪ 3376‬في ‪ 10‬تشرين الثاني‪/‬‬


‫نوفمبر ‪ ،1975‬تعبر الجمعية العامة عن قلقها العميق بسبب عدم‬
‫إنجاز أي تقدم نحو‪:‬‬

‫‪ .1‬ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه غير القابل للتصرف في فلسطين‬


‫وهذا شمل حق تقرير المصير دون تدخل خارجي وحق االستقالل‬
‫الوطني والسيادة‪.‬‬

‫‪ .2‬حق الفلسطينيين‪ ،‬غير القابل للتصرف‪ ،‬في العودة إلى ديارهم‬


‫وممتلكاتهم التي شردوا واقتلعوا منها‪.‬‬

‫‪ .3‬تقرر إنشاء لجنة ممارسة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب‬


‫الفلسطيني التي تتشكل من عشرين دولة من الدول األعضاء تعينها‬
‫الجمعية العامة في جلستها المنعقدة حالياً‪.‬‬

‫‪ .4‬تطلب من اللجنة أن توصي الجمعية العامة بعمل برنامج يمكن‬


‫الشعب الفلسطيني من ممارسة الحقوق التي تنص عليها الفقرات ‪ 1‬و‬
‫‪ 2‬من قرار الجمعية العامة رقم ‪( 3236‬الدورة ‪ )29‬واتخاذ توصيات‬
‫بشأن تفويض البرنامج بجميع الصالحيات التي يوفرها ميثاق األمم‬

‫‪116‬‬
‫المتحدة لمنظماتها الرئيسية‪.‬‬

‫وجاء اتفاق اإلطار في كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في أيلول‬


‫‪ 1978‬وما تاله من توقيع معاهدة سالم بين البلدين في آذار ‪1979‬‬
‫إلى حل سياسي بين مصر وإسرائيل‪ ،‬كان واضحاً أنه لن يؤدي إلى حل‬
‫مشكلة الحقوق الفردية والجمعية للشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ثالثاً‪:‬‬

‫اتفاقات كامب ديفيد‪:1978 ،‬‬

‫ط أر عنصر جديد على الحالة في لشرق األوسط في تشرين الثاني‪/‬‬


‫نوفمبر ‪ 1978‬عندما زار الرئيس المصري‪ ،‬أنور السادات‪ ،‬القدس‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬أدت المفاوضات المباشرة بين مصر وإسرائيل‪ ،‬التي‬
‫شاركت فيها الواليات المتحدة كوسيط‪ ،‬إلى التوقيع في أيلول‪ /‬سبتمبر‬
‫‪ 1978‬على إطارين التفاقات السالم عرفا باتفاقات كامب ديفيد‪.‬‬
‫وبالرغم من المعارضة الشديدة من معظم البلدان العربية األخرى‬

‫ومنظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬أدت االتفاقات إلى توقيع معاهدة سالم‬


‫بين البلدين في آذار‪ /‬مارس ‪ .1979‬وانسحبت القوات اإلسرائيلية‬
‫نتيجة للمعاهدة من سيناء في نيسان‪ /‬أبريل ‪.1982‬‬

‫وفي ‪ 1‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،1982‬دعا رئيس الواليات المتحدة‪ ،‬رونالد‬


‫ريغان‪ ،‬إلى منح الفلسطينيين الحكم الذاتي في األرض الفلسطينية‬
‫المحتلة باالرتباط مع األردن‪ ،‬وقال إن هذا االرتباط يوفر أفضل فرصة‬
‫"لسالم دائم وعادل وثابت"‪ .‬ودعا أيضاً إلى تجميد إقامة المستوطنات‬
‫اإلسرائيلية‪.‬‬

‫واستندت مبادرته للسالم على صيغة "األرض مقابل السالم" الواردة في‬
‫قراري مجلس األمن ‪ )1967( 242‬و‪.)1973( 338‬‬

‫‪118‬‬
‫وفي الشهر ذاته‪ ،‬اعتمد مؤتمر القمة الثاني عشر لجامعة الدول‬
‫العربية الذي عقد في فاس بالمغرب‪ ،‬إعالناً يدعو إلى انسحاب‬
‫إسرائيل من األراضي التي احتلتها في عام ‪ ،1967‬وتفكيك‬
‫المستوطنات اإلسرائيلية في األراضي الفلسطينية المحتلة‪ ،‬وإعادة تأكيد‬
‫حق الفلسطينيين في تقرير المصير‪ ،‬وإلى إقامة دولة فلسطينية‬
‫مستقلة بعد فترة انتقالية تحت إشراف األمم المتحدة‪ .‬ودعا إعالن‬
‫فاس أيضاً مجلس األمن إلى أن يضمن السالم "بين جميع دول‬
‫المنطقة‪ ،‬بما فيها الدولة الفلسطينية المستقلة"‪ .‬وفي وقت الحق من‬
‫تلك السنة‪ ،‬رحبت الجمعية العامة بخطة السالم العربية‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫رابعاً‪:‬‬

‫المؤتمر الدولي المعني بقضية فلسطين ‪:1981‬‬

‫في تلك األثناء‪ ،‬كانت الجمعية العامة قد قررت عام ‪ ،1981‬وقد أقلقها‬
‫عدم التوصل إلى تسوية عادلة لقضية فلسطين‪ ،‬أن تدعو إلى عقد‬
‫مؤتمر دولي معني بهذه القضية‪ .‬وعقد المؤتمر الدولي المعني بقضية‬
‫فلسطين في مكتب األمم المتحدة في جنيف في الفترة من ‪ 29‬آب‪/‬‬
‫أغسطس إلى ‪ 7‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ .1983‬وحضر المؤتمر ممثلو ‪137‬‬
‫دولة منها‪ 117 ،‬دولة شاركت مشاركة كاملة و‪ 20‬دولة بصفة مراقب‪،‬‬
‫فضالً عن منظمة التحرير الفلسطينية‪ .‬ولم تحظ المبادرة بالتأييد‬
‫الكامل‪ ،‬إذ أعربت إسرائيل والواليات المتحدة وبعض البلدان األخرى عن‬
‫معارضتها لعقد المؤتمر‪.‬‬

‫واعتمد المؤتمر بالتزكية إعالناً بشأن فلسطين وأقر برنامج عمل‬


‫إلعمال الحقوق الفلسطينية‪ .‬وأوصى البرنامج بتدابير تتخذها الدول‬
‫وأجهزة األمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية وغير الحكومية‪.‬‬
‫ورأى المؤتمر أنه من الضروري عقد مؤتمر دولي للسالم في الشرق‬
‫األوسط برعاية األمم المتحدة تشارك فيه جميع أطراف الصراع العربي‬
‫– اإلسرائيلي على قدم المساواة‪.‬‬

‫في ‪ 15‬كانون األول ‪ 1988‬اعترفت الجمعية العامة في قرارها‬

‫‪120‬‬
‫‪ 177/43‬بإعالن دولة فلسطين الصادر عن المجلس الوطني‬
‫الفلسطيني‪ ،‬وأعادت التأكيد على الحاجة إلى تمكين الشعب الفلسطيني‬
‫من ممارسة سيادته على أرضه المحتلة منذ عام ‪ ،1967‬وقررت‬
‫الجمعية العامة أيضاً استخدام اسم "فلسطين" بدالً من منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية‪.‬‬

‫وفي كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1988‬أعربت الجمعية العامة‪ ،‬التي‬


‫انعقدت في جنيف لالستماع إلى بيان لرئيس منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية‪ ،‬ياسر عرفات‪ ،‬عن تأييد ال سابق له لعقد مؤتمر السالم‬
‫المقترح‪ .‬وطالبت الجمعية في القرار ‪ ،176/43‬الذي اتخذ بأغلبية‬
‫‪ 138‬صوتاً مقابل صوتين وامتناع عضوين عن التصويت‪ ،‬بعقد‬
‫المؤتمر الدولي للسالم في الشرق األوسط‪ ،‬برعاية األمم المتحدة‪،‬‬
‫بحيث يشارك فيه جميع أطراف الصراع‪ ،‬بما فيا منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية‪ ،‬على قدم المساواة‪ ،‬واألعضاء الخمسة الدائمون في‬
‫مجلس األمن‪ ،‬استناداً إلى قراري مجلس األمن ‪ )1967( 242‬و ‪338‬‬
‫(‪ )1973‬والحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني‪ ،‬وال سيما‬
‫الحق في تقرير المصير‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫خامساً‪:‬‬

‫إعالن دولة فلسطين‬

‫أعقب اجتماع الجمعية العامة مباشرة اجتماعاً عقده المجلس الوطني‬


‫الفلسطيني في الجزائر العاصمة‪ ،‬في تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪.1988‬‬
‫وكان المجلس الوطني الفلسطيني قد أصدر وثيقتين رائدتين‪ ،‬كانت‬
‫األولى "بياناً سياسياً" أكد تصميم المجلس الوطني الفلسطيني على‬
‫التوصل إلى تسوية سياسية شاملة لقضية فلسطين ضمن إطار ميثاق‬
‫األمم المتحدة وق ارراتها‪ ،‬أما الثانية فكانت إعالن استقالل دولة‬
‫فلسطين‪ ،‬وفيه أعلن المجلس قيام دولة فلسطين‪ ،‬وعاصمتها القدس‪،‬‬
‫بموجب أحكام القانون الدولي‪ ،‬بما في ذلك قرار الجمعية العامة ‪181‬‬
‫(د ‪ )2-‬لعام ‪ 1947‬الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية‬
‫ويهودية‪.‬‬

‫وبإصدار هاتين الوثيقتين‪ ،‬اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بالفعل‬


‫بدولة إسرائيل‪ .‬وأكد السيد عرفات ذلك صراحة أثناء االجتماع الذي‬
‫عقدته الجمعية العامة في جنيف في كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1988‬إذ‬
‫اعترف "بحق جميع األطراف المعنية بالصراع في الشرق األوسط في‬
‫العيش بأمن وسالم"‪ ،‬بما فيها دولة فلسطين ودولة إسرائيل والدول‬
‫المجاورة األخرى‪ ،‬بموجب قرار مجلس األمن ‪.)1967( 242‬‬

‫‪122‬‬
‫مؤتمر السالم في الشرق األوسط مدريد ‪:1991‬‬

‫بحلول عام ‪ ،1991‬أثرت التغيرات التي شهدها العالم‪ ،‬كنهاية الحرب‬


‫الباردة واندالع حرب الخليج وتبعاتها‪ ،‬على الوضع في الشرق األوسط‬
‫أيضاً‪ .‬واستؤنفت عملية المفوضات بشكل جدي في تشرين األول‪/‬‬
‫أكتوبر‪ 1991‬بانعقاد مؤتمر السالم في الشرق األوسط في مدريد‬
‫برئاسة كل من الواليات المتحدة واالتحاد السوفيتي (‪ 30‬تشرين األول‪/‬‬
‫أكتوبر – ‪ 1‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر)‪ ،‬الذي ضم ألول مرة كل أطراف‬
‫الصراع‪ .‬وحضر ممثل لألمين العام المؤتمر بصفة مراقب‪.‬‬

‫وسلم المؤتمر بطلب إسرائيل إجراء مفاوضات مع كل طرف على حدة‪،‬‬


‫في حين تجري مناقشة عملية السالم ألول مرة في إطار مؤتمر دولي‪.‬‬
‫وأنشأ المؤتمر مسارات مفاوضات ثنائية إلسرائيل والدول العربية‬
‫المجاورة (لبنان واألردن وسوريا) والفلسطينيين الذين انضموا إلى وفد‬
‫أردني – فلسطيني مشترك‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬بدأت في وقت واحد‬
‫مفاوضات متعددة األطراف في كانون الثاني‪ /‬يناير ‪ 1992‬بشأن‬

‫جوانب إقليمية تتعلق بمسائل متنوعة تهم جميع المشاركين ودوالً‬


‫أخرى مهتمة باألمر‪ .‬وشملت هذه المسائل تحديد األسلحة‪ ،‬واألمن‬
‫اإلقليمي‪ ،‬والمياه‪ ،‬والبيئة‪ ،‬والتنمية االقتصادية واإلقليمية‪ ،‬والالجئين‪.‬‬

‫وأبلغ األمين العام مجلس األمن في تقريره عن مؤتمر مدريد أن هذا‬

‫‪123‬‬
‫المؤتمر‪ ،‬وإن تم عقده خارج إطار األمم المتحدة‪ ،‬يحظى بتأييد جميع‬
‫األطراف المعنية ويستند إلى قراري مجلس األمن ‪ )1967( 242‬و‬
‫‪ )1973( 338‬اللذين يعتبران حجر الزاوية لتسوية سلمية شاملة‪.‬‬
‫وأشاد األمين العام بمؤتمر مدريد واصفاً إياه بأنه مؤتمر "تاريخي"‪.‬‬

‫انضمام األمم المتحدة إلى المفاوضات المتعددة األطراف بصفة مشارك‬


‫كامل من خارج المنطقة‪:1993 ،‬‬

‫في عام ‪ ،1992‬دعا راعيا المؤتمر‪ ،‬الواليات المتحدة واالتحاد الروسي‬


‫(االتحاد السوفيتي سابقاً)‪ ،‬األمم المتحدة إلى المشاركة في المفاوضات‬
‫المتعددة األطراف بصفة مشارك كامل من خارج المنطقة‪.‬‬

‫ومع أن الجمعية العام رحبت بتطور األحداث في الشرق األوسط‪ ،‬فقد‬


‫أعادت تأكيد دعوتها لعقد مؤتمر دولي للسالم برعاية األمم المتحدة‪،‬‬
‫إذ اعتبرت أن هذا المؤتمر سيسهم في تعزيز السالم في المنطقة‪.‬‬
‫وعلى حين تعثر المؤتمر الدولي فقد نجحت محادثات أوسلو في أواخر‬
‫آب‪ /‬أغسطس ‪ ،1993‬وأعلن نبأ إبرام اتفاق بين إسرائيل ومنظمة‬
‫التحرير الفلسطينية‪ .‬وفي ‪ 10‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،1993‬تبادلت إسرائيل‬
‫ومنظمة التحرير الفلسطينية رسائل االعتراف المتبادل‪ .‬فاعترفت‬
‫منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود‪ ،‬واعترفت إسرائيل‬
‫بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثالً للشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫سادساً‪:‬‬
‫اتفاق أوسلو ‪1993‬‬
‫نص اتفاق إعالن المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل‬
‫الذي عرف باتفاق "أوسلو" أو اتفاق "غزة ‪ -‬أريحا للحكم الذاتي‬
‫الفلسطيني"‪( .‬أيلول ‪)1993 /‬‬
‫إعالن المبادئ حول ترتيبات الحكومة االنتقالية الذاتية‪:‬‬
‫تتفق حكومة إسرائيل والفريق الفلسطيني (في الوفد األردني الفلسطيني‬
‫المشترك إلى مؤتمر السالم حول الشرق األوسط)‪ ،‬ممثل الشعب‬
‫الفلسطيني‪ ،‬أنه آن األوان لوضع حد لعقود من المواجهات والصراع‬
‫واالعتراف المتبادل لحقوقهما السياسية والشرعية ولتحقيق تعايش‬
‫سلمي وكرامة وأمن متبادلين والوصول إلى تسوية سلمية عادلة‬
‫وشاملة ودائمة ومصالحة تاريخية من خالل العملية السياسية المتفق‬
‫عليها‪ .‬وعليه يتفق الطرفان على المبادئ التالية‪:‬‬
‫البند األول‪ :‬هدف المفاوضات‬
‫إن هدف المفاوضات اإلسرائيلية الفلسطينية ضمن إطار عملية السالم‬
‫الشرق أوسطية هو وإلى جانب أمور أخرى‪ ،‬تشكيل سلطة فلسطينية‬
‫انتقالية ذاتية‪ .‬المجلس المنتخب المجلس "للفلسطينيين في الضفة‬
‫الغربية وقطاع غزة لمرحلة انتقالية ال تتعدى الخمس سنوات وتؤدي‬

‫‪125‬‬
‫إلى تسوية نهائية مبنية على أساس قراري مجلس األمن ‪ 242‬و‬
‫‪ .338‬ومن المفهوم أن الترتيبات االنتقالية هي جزء ال يتج أز من‬
‫العملية السلمية الشاملة وأن المفاوضات حول الوضع النهائي ستؤدي‬
‫إلى تطبيق قراري مجلس األمن ‪ 242‬و ‪. 338‬‬
‫البند الثاني‪ :‬إطار عمل للمرحلة االنتقالية ‪:‬‬
‫إن إطار العمل المتفق عليه للمرحلة االنتقالية منصوص عليه في‬
‫إعالن المبادئ هذا‪.‬‬
‫البند الثالث‪ :‬االنتخابات‬
‫‪ .1‬حتى يتمكن الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من حكم‬
‫أنفسهم وفق المبادئ الديمقراطية‪ ،‬سيتم إجراء انتخابات سياسية عامة‬
‫مباشرة وحرة النتخاب المجلس في ظل إشراف متفق عليه تحت مراقبة‬
‫دولية في الوقت الذي ستحافظ فيه الشرطة الفلسطينية على النظام‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ .2‬سيصار إلى اتفاقية حول روح وشروط االنتخابات حسب‬
‫البروتوكول المرفق كالملحق رقم واحد‪ ،‬بهدف إجراء انتخابات ضمن‬
‫فترة ال تتعدى التسعة أشهر بعد دخول إعالن المبادئ هذا حيز‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫‪ .3‬ستشكل هذه االنتخابات خطوة أولية انتقالية مهمة باتجاه االعتراف‬
‫بالحقوق الشرعية والمطالب العادلة للشعب الفلسطيني‪.‬‬
‫البند الرابع‪ :‬الوالية‬
‫ستشمل والية المجلس منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء‬

‫‪126‬‬
‫قضايا سيتم التفاوض عليها في مفاوضات للوضع النهائي‪ .‬ينظر‬
‫الطرفان إلى الضفة الغربية وقطاع غزة كوحدة جغرافية واحدة والتي‬
‫سيحافظ على وحدتها خالل الفترة االنتقالية‪.‬‬
‫البند الخامس‪ :‬الفترة االنتقالية ومفاوضات الوضع النهائي‬
‫‪ .1‬ستبدأ مرحلة الخمس سنوات االنتقالية حال االنسحاب من قطاع‬
‫غزة ومنطقة أريحا‪.‬‬
‫‪ .2‬ستنطلق مفاوضات الوضع النهائي في أقرب وقت ممكن على أال‬
‫يتعدى ذلك بداية السنة الثالثة للفترة االنتقالية بين حكومة إسرائيل‬
‫وممثلي الشعب الفلسطيني‪.‬‬
‫‪ .3‬من المفهوم أن هذه المفاوضات ستغطي قضايا متبقية تشمل‬
‫القدس‪ ،‬الالجئين‪ ،‬المستوطنات‪ ،‬الترتيبات األمنية والحدود‪ ،‬العالقات‬
‫والتعاون مع جيران آخرين وقضايا أخرى ذات أهمية مشتركة‪.‬‬
‫‪ .4‬يتفق الطرفان على أن نتيجة مفاوضات الوضع النهائي لن تكون‬
‫محكومة ومتأثرة باتفاقات تم التوصل إليها للمرحلة اال نتقالية‪.‬‬
‫البند السادس‪ :‬نقل الصالحيات والمسؤوليات التمهيدية‬
‫‪ .1‬مع دخول إعالن المبادئ هذا حيز التنفيذ واالنسحاب من قطاع‬
‫غزة ومنطقة أريحا سيبدأ نقل للسلطة من الحكومة العسكرية‬
‫اإلسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الفلسطينيين المخولين لهذه المهمة‪،‬‬
‫كما هو موضح هنا‪ .‬وستكون طبيعة هذا النقل أولية حتى إنشاء‬
‫المجلس‪.‬‬
‫‪ .2‬وحاالً بعد إعالن المبادئ هذا حيز التنفيذ واالنسحاب من قطاع غزة‬

‫‪127‬‬
‫ومنطقة أريحا آخذين بعين االعتبار ترويج التطوير االقتصادي لقطاع‬
‫غزة ومنطقة أريحا ستنقل السلطة إلى الفلسطينيين في المجاالت‬
‫التالية التعليم والثقافة الصحة‪ ،‬الشؤون االجتماعية‪ ،‬الضرائب المباشرة‬
‫والسياحة‪ ،‬وسيشرع الجانب الفلسطيني في بناء قوة الشرطة‬
‫الفلسطينية حسب ما هو متفق عليه‪ .‬وبانتظار إنشاء المجلس يمكن‬
‫للجانبين التفاوض على نقل صالحيات ومسؤوليات إضافة حسب ما‬
‫عليه‪.‬‬ ‫متفق‬ ‫هو‬
‫البند السابع‬
‫‪ .1‬سيتفاوض الوفدان الفلسطيني واإلسرائيلي حول اتفاقية للمرحلة‬
‫االنتقالية "االتفاقية االنتقالية"‪.‬‬
‫‪ .2‬ستحدد االتفاقية االنتقالية‪ ،‬ضمن أمور أخرى‪ ،‬تركيبة المجلس‪،‬‬
‫عدد أعضائه ونقل الصالحيات والمسؤوليات من الحكومة اإلسرائيلية‬
‫العسكرية وإدارتها المدنية إلى المجلس‪ ،‬وستحدد االتفاقية االنتقالية‬
‫أيضاً سلطة المجلس التنفيذية والسلطات التشريعية وفقاً للبند التاسع‬
‫المبين أدناه واألجهزة القضائية الفلسطينية المستقلة‪.‬‬
‫‪ .3‬ستشمل االتفاقيات االنتقالية ترتيبات تطبق حال تشكيل المجلس‬
‫لتوليه الصالحيات والمسؤوليات المنقولة مسبقاً حسب البند السادس ‪.‬‬
‫‪ .4‬من أجل مساعدة المجلس على تشجيع النمو االقتصادي حال‬
‫إنشائه سيشكل المجلس ضمن أمور أخرى‪ ،‬سلطة كهرباء فلسطينية‪،‬‬
‫سلطة ميناء بحري في غزة‪ ،‬بنك تنمية فلسطيني‪ ،‬هيئة تشجيع‬
‫صادرات فلسطينية‪ ،‬سلطة بيئة فلسطينية‪ ،‬وسلطة أراضي فلسطينية‬
‫وسلطة إدارة مياه فلسطينية وأي سلطات يتفق عليها وفقاً لالتفاقية‬

‫‪128‬‬
‫االنتقالية التي ستحدد صالحيتها ومسؤولياتها‪.‬‬
‫‪ .5‬بعد إنشاء المجلس ستحل اإلدارة المدنية وتنسحب الحكومة‬
‫العسكرية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫البند الثامن‪ :‬النظام العام واألمن‬
‫من أجل ضمان النظام العام واألمن الداخلي لفلسطينيي الضفة الغربية‬
‫وقطاع غزة سيشكل المجلس قوة شرطة فلسطينية قوية بينما تواصل‬
‫إسرائيل تحمل مسؤولية الدفاع ضد المخاطر الخارجية وكذلك مسؤولية‬
‫أمن اإلسرائيليين العام بغرض حماية أمنهم الداخلي والنظام العام‪.‬‬
‫البند التاسع‪ :‬القوانين واألوامر العسكرية‬
‫‪ .1‬سيخول المجلس بالتشريع وفقاً لال تفاقية االنتقالية‪ .‬في كل‬
‫الصالحيات المنقولة إليه‪.‬‬

‫‪ .2‬سينظر الطرفان معاً في القوانين واألوامر العسكرية المتداولة حالياً‬


‫في المجاالت المتبقية‪.‬‬
‫البند العاشر‪ :‬لجنة االرتباط الفلسطينية اإلسرائيلية المشتركة‬
‫من أجل توفير تطبيق سهل إلعالن المبادئ هذا وأية اتفاقية تالية‬
‫متعلقة بالفترة االنتقالية‪ ،‬وفور دخول إعالن المبادئ هذا حيز التنفيذ‪،‬‬
‫سيتم تشكيل لجنة ارتباط فلسطينية إسرائيلية مشتركة بغرض معالجة‬
‫قضايا تتطلب التعاون‪ ،‬وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك ونزاعات‪.‬‬
‫البند الحادي عشر‪ :‬التعاون اإلسرائيلي الفلسطيني في المجاالت‬
‫االقتصادية اعترافاً بالمنفعة المتبادلة للتعاون بتشجيع تطوير الضفة‬
‫الغربية وقطاع غزة وإسرائيل‪ ،‬وفور دخول إعالن المبادئ هذا حيز‬

‫‪129‬‬
‫التنفيذ‪ ،‬سيتم تشكيل لجنة تعاون اقتصادية فلسطينية إسرائيلية من‬
‫أجل تطوير وتطبيق ضمن روح تعاونية‪ ،‬البرامج المشار إليها في‬
‫البروتوكوالت المرفقة كالملحق الثالث والملحق الرابع‪.‬‬
‫البند الثاني عشر‪ :‬االرتباط والتعاون مع مصر واألردن‬
‫سيقوم الطرفان بدعوة كل من األردن ومصر للمشاركة في تشكيل‬
‫المزيد من ترتيبات التعاون واالرتباط بين حكومة إسرائيل والممثلين‬
‫الفلسطينيين من جهة‪ ،‬وحكومتي األردن ومصر من جهة أخرى‬
‫لتشجيع التعاون بينهم‪ ،‬وستشتمل هذه الترتيبات على تكوين لجنة‬
‫متابعة ستقرر‪ ،‬من خالل اتفاقية‪ ،‬ماهية صيغة الدخول‪ ،‬ألشخاص‬
‫شردوا من الضفة الغربية وقطاع غزة في العام ‪ 1967‬ومعاً‪ ،‬بواسطة‬
‫اإلجراءات الضرورية‪ ،‬لمنع الفوضى والخلل‪ ،‬وستعالج هذه اللجنة‬
‫مسائل أخرى ذات اهتمام مشترك‪.‬‬
‫البند الثالث عشر‪ :‬إعادة انتشار القوات اإلسرائيلية‬
‫‪ .1‬بعد دخول إعالن المبادئ هذا حيز التنفيذ‪ ،‬وليس أبعد من عشية‬
‫انتخابات المجلس‪ ،‬سيتم إعادة انتشار القوات اإلسرائيلية المنصوص‬
‫عليه وفقاً للبند الرابع عشر‪.‬‬
‫‪ .2‬وبإعادة انتشار قواتها العسكرية فإن إسرائيل ستتبع المبادئ التي‬
‫تفيد أنه يجب إعادة انتشار قواتها العسكرية خارج المناطق السكانية‪.‬‬
‫‪ .3‬سيتم تطبيق تدريجي لعمليات إعادة انتشار أخرى إلى مواقع محددة‬
‫وفقاً لتولي مسؤوليات تجاه النظام العام واألمن الداخلي من قبل قوة‬
‫الشرطة الفلسطينية المنصوص عليه في البند الثامن‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫البند الرابع عشر‪ :‬االنسحاب اإلسرائيلي من قطاع غزة ومنطقة أريحا‬
‫ستنسحب إسرائيل من قطاع غزة ومنطقة أريحا حسب ما هو مفصل‬
‫في البروتوكول المرفق كالملحق رقم اثنين‪.‬‬
‫البند الخامس عشر‪ :‬حل النزاعات‬
‫‪ .1‬سيتم حل النزاعات الناجمة عن تطبيق أو تفسير إعالن المبادئ‬
‫هذا أو أية اتفاقات متعلقة بالفترة االنتقالية بواسطة التفاوض من‬
‫خالل لجنة االرتباط المشتركة التي سيتم تشكيلها وفقاً للبند العاشر‪.‬‬
‫‪ .2‬يمكن حل النزاعات التي ال يمكن للمفاوضات تسويتها من خالل‬
‫آلية توفيق يتفق األطراف عليها‪.‬‬
‫‪ .3‬يمكن لألطراف اللجوء إلى التحكيم حول نزاعات متعلقة بالفترة‬
‫االنتقالية والتي ال يمكن حلها بواسطة التوفيق‪ ،‬وإلى هذا الحد وفور‬
‫موافقة الطرفين‪ ،‬يشكل الطرفان لجنة تحكيم‪.‬‬
‫البند السادس عشر‪ :‬التعاون الفلسطيني اإلسرائيلي المتعلق بالبرامج‬
‫اإلقليمية‬
‫ينظر الطرفان إلى مجموعات عمل المحادثات المتعددة األطراف كأداة‬
‫مالئمة لترويج "خطة مارشال" برامج إقليمية وبرامج أخرى تشتمل على‬
‫برامج خاصة للضفة الغربية وقطاع غزة كما هو مشار إليه في‬
‫البروتوكول المرفق كالملحق رقم أربعة‪.‬‬
‫البند السابع عشر‪ :‬فقرات مختلفة‬
‫‪ .1‬يدخل إعالن المبادئ حيز التنفيذ بعد شهر من توقيعه‪.‬‬
‫‪ .2‬جميع البروتوكوالت الملحقة بإعالن المبادئ هذا والتفاصيل المتفق‬

‫‪131‬‬
‫عليها المتعلقة به يجب أن تعتبر كجزء واحد منه‪.‬‬
‫نص مالحق االتفاق الفلسطيني ‪ -‬اإلسرائيلي‬
‫في ما يأتي ترجمة عن النص اإلنكليزي لمالحق االتفاق الفلسطيني‬
‫اإلسرائيلي األربعة حول ترتيبات الحكومة الفلسطينية االنتقالية الذاتية‬
‫والذي من المتوقع أن يتم التوقيع عليه في واشنطن حيث بدأت جولة‬
‫المفاوضات العربية اإلسرائيلية الحادية عشرة‪:‬‬
‫الملحق األول‪:‬‬
‫بروتوكول حول روح وشروط االنتخابات‪،‬‬
‫‪ .1‬يحق لفلسطينيي القدس الذين يعيشون فيها المشاركة في عملية‬
‫االنتخابات وفقاً التفاقية بين الطرفين‪.‬‬
‫‪ .2‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب أن تشمل اتفاقية االنتخابات ضمن أمور‬
‫أخرى‪ ،‬القضايا التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬نظام االنتخابات‬
‫ب ‪ -‬صيغة اإلشراف المتفق عليه والمراقبة الدولية وتركيبتها‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ج ‪ -‬القوانين واإلجراءات المتعلقة بحملة االنتخابات‪ ،‬وترتيبات متفق‬
‫عليها لتنظيم اإلعالم الجماهيري وإمكانية ترخيص محطة تلفزيون‬
‫وإذاعة‪.‬‬
‫‪ .3‬الوضع المستقبلي للفلسطينيين المشردين الذين سجلوا في الرابع‬
‫من شهر حزيران ‪ 1967‬لن يتغير ألنهم لن يتمكنوا من المشاركة في‬
‫عملية االنتخابات ألسباب عملية‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫الملحق الثاني‪:‬‬
‫بروتوكول حول انسحاب قوات إسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة أريحا‪.‬‬
‫‪ .1‬سيتوصل الطرفان ويوقعان في خالل فترة شهرين من دخول إعالن‬
‫المبادئ هذا حيز التنفيذ اتفاقية حول انسحاب قوات إسرائيلية من‬
‫قطاع غزة‪ .‬وتشمل هذه االتفاقية ترتيبات شاملة تطبق على قطاع غزة‬
‫ومنطقة أريحا عطفاً على االنسحاب اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪ .2‬تنفذ إسرائيل انسحاباً مبرمجاً وسريعاً لقوات عسكرية إسرائيلية من‬
‫قطاع غزة ومنطقة أريحا فور التوقيع على اتفاقية قطاع غزة ومنطقة‬
‫أريحا وتستكمل خالل فترة ال تتعدى األربعة أشهر من توقيع هذه‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫‪ .3‬وتشمل االتفاقية المشار إليها أعاله إضافة إلى أمور أخرى‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ترتيبات النتقال هادئ وسلمي للسلطة من الحكومة العسكرية‬
‫اإلسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الممثلين الفلسطينيين‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تركيبة وصالحيات ومسؤوليات السلطة الفلسطينية في هذه‬
‫المناطق ما عدا األمن الخارجي‪ ،‬والمستوطنات‪ ،‬واإلسرائيليين‪،‬‬
‫العالقات الخارجية ومسائل أخرى متبادلة ومتفق عليها‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ترتيبات تولي األمن الداخلي والنظام العام من قبل قوة الشرطة‬
‫الفلسطينية المكونة من ضباط شرطة مجندين محلياً ومن الخارج‬
‫(حملة جوازات سفر أردنية ووثائق سفر صادرة من مصر)‪ .‬وأولئك‬
‫الذين سيشاركون في الشرطة الفلسطينية وهم من الخارج يجب‬
‫تدريبهم كشرطة وضباط‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫د ‪ -‬وجود دولي أو أجنبي مؤقت‪ ،‬حسب ما يتفق حوله‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬تشكل لجنة تعاون وتنسيق فلسطينية إسرائيلية مشتركة ألهداف‬
‫أمنية متبادلة‪.‬‬
‫و ‪ -‬برنامج للتنمية واالستقرار االقتصادي‪ ،‬يتضمن إنشاء صندوق‬
‫طوارئ لتشجيع االستثمار األجنبي والدعم المالي واالقتصادي‪ .‬ينسق‬
‫ويتعاون الطرفان بشكل مشترك ومنفرد مع األطراف الدولية واإلقليمية‬
‫لدعم هذه األهداف‪.‬‬
‫ز ‪ -‬ترتيبات لضمان مرور أمن لألشخاص والمواصالت بين قطاع غزة‬
‫ومنطقة أريحا‪.‬‬
‫‪ .4‬تشمل االتفاقية المشار إليها أعاله ترتيبات للتنسيق بين الطرفين‬
‫بخصوص ممرات أ‪ :‬غزة ‪ -‬مصر‪ ،‬ب‪ :‬أريحا – األردن‪.‬‬
‫‪ .5‬المكاتب المسؤولة عن تنفيذ السلطة والمسؤوليات للسلطة‬
‫الفلسطينية بموجب الملحق رقم ‪ 2‬وبند رقم ‪ 6‬من إعالن المبادئ‬
‫سيكون موقعها في قطاع غزة وفي منطقة أريحا حتى إنشاء المجلس‪.‬‬
‫‪ .6‬إضافة إلى هذه الترتيبات المتفق عليها‪ ،‬يبقى وضع قطاع غزة‬
‫ومنطقة أريحا جزءاً ال يتج أز من الضفة الغربية وقطاع غزة ولن يتغير‬
‫في الفترة االنتقالية‪.‬‬
‫الملحق الثالث‪ :‬بروتوكول التعاون اإلسرائيلي ‪ -‬الفلسطيني في البرامج‬
‫االقتصادية والتنمية‬
‫"يتفق الجانبان على تشكيل" لجنة إسرائيلية ‪ -‬فلسطينية دائمة‬
‫للتعاون االقتصادي تركز عملها‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ ،‬على ما يأتي‪:‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ .1‬تعاون في حقل الماء يشمل "برنامجاً لتنمية الموارد المائية" يعده‬
‫خبراء من كال الجانبين ويحدد أيضاً إجراءات التعاون في إدارة الموارد‬
‫المائية في الضفة الغربية وقطاع غزة ويتضمن مقترحات إلجراء‬
‫دراسات وخطط حول حقوق كل جانب في المياه إضافة إلى استخدام‬
‫عادل للموارد المائية المشتركة‪ ،‬على أن يطبق في المرحلة االنتقالية‬
‫وما عداها‪.‬‬
‫‪ .2‬تعاون في حقل الكهرباء يشمل "برنامجاً لتنمية الموارد الكهربائية"‬
‫ويحدد أيضاً إجراءات التعاون في إنتاج الموارد الكهربائية والحفاظ‬
‫عليها وشرائها وبيعها‪.‬‬
‫‪ .3‬تعاون في حقل الطاقة يشمل "برنامجاً لتطوير الطاقة" يتعلق‬
‫باستغالل النفط والغاز ألغراض صناعية خصوصاً في قطاع غزة وفي‬
‫النقب ويشجع على استغالل مشترك لموارد الطاقة األخرى‪ .‬ويمكن لهذا‬
‫البرنامج أيضاً أن يتضمن بناء تجمع صناعي بيتروكيميائي في قطاع‬
‫غزة وبناء أنابيب نفط وغاز‪.‬‬
‫‪ .4‬تعاون في حقل المال يشمل "برنامجاً للتطوير المالي" و "برنامج‬
‫عمل" لتشجيع االستثمارات الدولية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي‬
‫إسرائيل وكذلك تأسيس "بنك فلسطيني للتنمية"‪.‬‬
‫‪ .5‬تعاون في مجال النقل واالتصاالت مع إعداد برنامج يحدد الخطوط‬
‫العريضة إلنشاء "منطقة مرفأ غزة" وينص على إقامة خطوط نقل‬
‫واتصاالت من وإلى الضفة الغربية وغزة إلى إسرائيل وإلى دول أخرى‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن البرنامج سينص على بناء ما هو ضروري من‬
‫الطرقات والسكك الحديد وخطوط االتصاالت ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ .6‬تعاون في مجال التجارة بما في ذلك إعداد دراسات و"برامج‬
‫لتشجيع التجارة" ‪ ..‬بهدف تشجيع التجارة المحلية واإلقليمية وبين دول‬
‫المنطقة‪ .‬إضافة إلى دراسة حول إمكانية إنشاء مناطق تجارة حرة في‬
‫قطاع غزة وفي إسرائيل مفتوحة أمام الجانبين وتعاون في المجاالت‬
‫األخرى المرتبطة بالتجارة‪.‬‬
‫‪ .7‬تعاون في مجال الصناعة بما في ذلك إعداد "برنامج لتطوير‬
‫الصناعة" تنص على إقامة مراكز إسرائيلية ‪ -‬فلسطينية للبحث‬
‫الصناعي والتنمية وتشجع على تشكيل شركات فلسطينية ‪ -‬إسرائيلية‬
‫وتحدد الخطوط العريضة للتعاون في صناعات النسيج واألغذية‬
‫واألدوية واإللكترونيات والماس والكومبيوتر وغيرها من الصناعات ذات‬
‫األساس العلمي‪.‬‬
‫‪ .8‬برنامج للتعاون في حقل العمل وتنظيم العالقات في هذا المجال‬
‫وتعاون في المسائل المتعلقة بالضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .9‬خطة لتنمية الطاقات البشرية والتعاون تنص على تنظيم محترفات‬
‫وندوات إسرائيلية ‪ -‬فلسطينية وعلى إقامة مراكز تأهيل مشتركة ومراكز‬
‫أبحاث وبنوك للمعلومات‪.‬‬
‫‪ .10‬خطة لحماية البيئة تنص على تدابير مشتركة (و ‪ -‬أو) منسقة‬
‫في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ .11‬برنامج لتطوير التنسيق والتعاون في مجال االتصال ووسائل‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫‪ .12‬أي برامج أخرى ذات اهتمام مشترك‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫الملحق الرابع‪ :‬بروتوكول التعاون اإلسرائيلي ‪ -‬الفلسطيني في مجال‬
‫برامج التنمية في المنطقة‬
‫‪ .1‬يتعاون الجانبان في إطار مساعي السالم المتعددة األطراف‬
‫للتشجيع على وضع برنامج تنمية "للمنطقة بما في ذلك الضفة الغربية‬
‫وقطاع غزة‪ ،‬تطلقه مجموعة السبع" (مجموعة الدول الصناعية‬
‫السبع)‪ .‬ويطلب الجانبان من مجموعة السبع أن تسعى إلى مشاركة‬
‫دول أخرى مهتمة مثل الدول األعضاء في منظمة التنمية والتعاون‬
‫االقتصادي والدول العربية في المنطقة ومؤسسات عربية إضافة إلى‬
‫القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ .2‬يتضمن "برنامج التنمية" شقين (أ) "برنامج تنمية اقتصادية" للضفة‬
‫الغربية وقطاع غزة‪( ،‬ب) "برنامج تنمية اقتصادية للمنطقة"‪.‬‬
‫أ ‪ -‬برنامج التنمية االقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة يتضمن‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬برنامج إعادة تأهيل اجتماعي يتضمن "برنامجاً لإلسكان والبناء"‪.‬‬
‫‪" .2‬برنامج لتنمية المؤسسات الصغيرة والخاصة"‪.‬‬
‫‪" .3‬برنامج لتطوير البنية التحتية" (ماء وكهرباء ونقل واتصاالت‬
‫إلخ)‪...‬‬
‫‪" .4‬برنامج للطاقات البشرية"‪.‬‬
‫‪ .5‬برامج أخرى‪.‬‬
‫ب ‪ -‬برنامج التنمية االقتصادية للمنطقة يمكن أن يتضمن النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪137‬‬
‫(‪ )1‬تأسيس "صندوق للتنمية في الشرق األوسط" كخطوة أولى و"بنك‬
‫للتنمية في الشرق األوسط" كخطوة ثانية‪.‬‬
‫(‪ )2‬وضع "برنامج إسرائيلي ‪ -‬فلسطيني ‪ -‬أردني" مشترك لتنسيق‬
‫استثمار منطقة البحر الميت‪.‬‬
‫(‪ )3‬البحر المتوسط (غزة) ‪ -‬قناة البحر الميت‪.‬‬
‫(‪ )4‬مشاريع في المنطقة لتحلية المياه ومشاريع أخرى لتنمية الموارد‬
‫المائية‪.‬‬
‫(‪ )5‬برنامج إقليمي لتنمية الزراعة بما في ذلك القيام بتحرك إقليمي‬
‫للوقاية من التصحر‪.‬‬
‫(‪ )6‬ربط الشبكات الكهربائية‪.‬‬
‫(‪ )7‬تعاون إقليمي لنقل وتوزيع الغاز والنفط وموارد الطاقة األخرى‬
‫واستغاللها صناعياً‪.‬‬
‫(‪" )8‬برنامج إقليمي للسياحة والنقل واالتصاالت‪.:‬‬
‫(‪" )9‬تعاون إقليمي" في مجاالت أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬يعمل الجانبان على تشجيع مجموعات العمل المتعددة األطراف‬
‫وينسقان تحركهما بهدف إنجاحها‪ .‬يحث الطرفان على مواصلة‬
‫النشاطات بين الجولة واألخرى وعلى إعداد دراسات حول إمكانية‬
‫تطبيق ما يتم االتفاق عليه داخل مختلف مجموعات العمل المتعددة‬
‫األطراف‪.‬‬
‫يلي الملحقات األربعة ثالث صفحات تتضمن مالحظات تحدد نقاط‬
‫التفاهم واالتفاقات الخاصة بالبنود السابقة‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫الجدول الزمني لتطبيق االتفاق‬
‫في ما يأتي الجدول الزمني المقرر لتطبيق االتفاق بين إسرائيل‬
‫ومنظمة التحرير الفلسطينية حول الحكم الذاتي في األراضي المحتلة‪:‬‬
‫‪ -‬يبدأ تطبيق إعالن المبادئ حول الحكم الذاتي في األراضي المحتلة‬
‫بعد شهر من توقيعه الذي يتوقع أن يتم خال ل األيام المقبلة في‬
‫واشنطن في إطار مفاوضات السالم‪.‬‬
‫‪ -‬في الشهرين اللذين يعقبان دخول إعالن المبادئ حيز التنفيذ يبرم‬
‫الطرفان اتفاقاً حول انسحاب القوات اإلسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة‬
‫أريحا في الضفة الغربية‪.‬‬
‫‪ -‬ما إن يدخل إعالن المبادئ حيز التنفيذ تقوم إسرائيل في المقابل‬
‫بنقل محدود للسلطات إلى الفلسطينيين‪.‬‬
‫‪ -‬فور التوقيع على االتفاق حول قطاع غزة ومنطقة أريحا‪ ،‬تقوم‬
‫إسرائيل بسرعة وفق برنامج محدد بسحب قواتها العسكرية من قطاع‬
‫غزة ومنطقة أريحا‪ .‬ويتم هذا االنسحاب في فترة ال تتجاوز أربعة أشهر‬
‫بعد توقيع االتفاق‪.‬‬
‫‪ -‬تجري انتخابات مباشرة النتخاب مجلس فلسطيني للحكم الذاتي في‬
‫األراضي المحتلة بعد تسعة شهور على األكثر من دخول إعالن‬
‫المبادئ حيز التنفيذ‪ .‬وبعد تشكيل المجلس الفلسطيني على الحكم‬
‫العسكري اإلسرائيلي االنسحاب‪.‬‬
‫‪ -‬تعيد القوات اإلسرائيلية انتشارها خارج المناطق المأهولة في باقي‬
‫الضفة الغربية في مدة أقصاها عشية إجراء االنتخابات‪ .‬وتجري‬

‫‪139‬‬
‫عمليات إعادة انتشار أخرى للقوات اإلسرائيلية في مواقع محددة‬
‫مسبقاً‪ ،‬وبشكل تدريجي جنباً إلى جنب مع تولي الشرطة الفلسطينية‬
‫مسؤولية النظام العام واألمن الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬تبدأ المرحلة االنتقالية لخمسة أعوام مع االنسحاب من قطاع غزة‬
‫ومن منطقة أريحا‪.‬‬
‫‪ -‬تبدأ المفاوضات حول الوضع النهائي لأل راضي المحتلة في أسرع‬
‫وقت ممكن وكحد أقصى في بداية العام الثالث من المرحلة االنتقالية‪.‬‬
‫الموقعين‪:‬‬
‫‪-‬عن الجانب الصهيوني‪ :‬إسحق رابين ‪.‬‬
‫‪ -‬عن الجانب الفلسطيني‪ :‬ياسر عرفات ‪.‬‬
‫‪ -‬مكان التوقيع‪ :‬البيت األبيض األميركي‪.‬‬
‫الدول األعضاء‪:‬‬
‫‪ -‬فلسطين‬
‫‪ -‬الكيان إسرائيل‪.‬‬
‫‪ -‬الواليات المتحدة األمريكية"‪.‬‬
‫وبعد ذلك بثالثة أيام‪ ،‬في ‪ 13‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،1993‬وفي حفل أقيم‬
‫في البيت األبيض في العاصمة األمريكية واشنطن‪ ،‬وبحضور رئيس‬
‫الواليات المتحدة األمريكية بيل كلينتون ووزير الخارجية الروسي أندري‬
‫ف‪ .‬كورزيرف‪ ،‬وقع ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إعالن‬
‫مبادئ ترتيبات الحكم الذاتي المؤقت (اتفاق أوسلو)‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫اتفاق في‬
‫ً‬ ‫في ‪ 4‬أيار‪ /‬مايو ‪ ،1994‬أبرم الفلسطينيون واإلسرائيليون‬
‫القاهرة بشأن المرحلة األولى من تنفيذ إعالن المبادئ‪ .‬وفي ذلك‬
‫التاريخ‪ ،‬بدأت المرحلة االنتقالية رسمياً‪ .‬وعاد السيد عرفات‪ ،‬زعيم‬
‫منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية التي أنشئت‬
‫حديثاً‪ ،‬إلى غزة في تموز‪ /‬يوليه ليتولى زمام اإلدارة الجديدة‪.‬‬
‫وأحرز تقدم هام خالل عام ‪ 1995‬عندما تم توقع االتفاق اإلسرائيلي‪-‬‬
‫الفلسطيني المؤقت بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة في ‪ 28‬أيلول‪/‬‬
‫سبتمبر في واشنطن العاصمة‪ .‬ونص االتفاق على حل اإلدارة المدنية‬
‫اإلسرائيلية وانسحاب الحكم العسكري اإلسرائيلي‪ ،‬وعلى جدول زمني‬
‫لنقل السلطات والمسؤوليات إلى سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية‬
‫المؤقتة‪ .‬وتضمن االتفاق الجديد أيضاً طرائق مشاركة الفلسطينيين في‬
‫الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة في االنتخابات‪ ،‬ونص على وجود‬
‫مراقبين دوليين للعملية االنتخابية‪ .‬وتمثل هذه االتفاقات خطوة بالغة‬
‫األهمية في المضي قدماً من أجل تنفيذ إعالن المبادئ‪.‬‬
‫ومن سمات االتفاق الرئيسية تقسيم الضفة الغربية إلى المناطق الثالث‬
‫التالية‪ ،‬والتي تتفاوت في كل منها درجات المسؤولية التي يضطلع بها‬
‫اإلسرائيليون والفلسطينيون‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة ألف‪ ،‬وتضم المدن الفلسطينية الرئيسية السبع‪ :‬جنين‬
‫وقلقيلية وطولكرم ونابلس ورام هللا وبيت لحم والخليل‪ ،‬ويمارس‬
‫الفلسطينيون فيها المسؤولية الكاملة عن أمن المدنيين‪.‬‬
‫‪ -‬في المنطقة باء‪ ،‬التي تضم جميع مراكز التجمع السكاني‬
‫الفلسطيني األخرى (باستثناء بعض مخيمات الالجئين)‪ ،‬تحتفظ‬
‫‪141‬‬
‫"إسرائيل بمسؤولية عظمى" عن األمن‪.‬‬
‫‪ -‬في المنطقة جيم‪ ،‬التي تضم جميع المستوطنات والقواعد‬
‫والمناطق العسكرية وأراضي الدولة‪ ،‬تمارس إسرائيل وحدها‬
‫المسؤولية عن األمن‪.‬‬
‫اغتيل رئيس الوزراء اإلسرائيلي‪ ،‬إسحق رابين‪ ،‬في تل أبيب في ‪4‬‬
‫تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪.1995‬‬
‫وفي كانون الثاني‪ /‬يناير ‪ ،1996‬أجرت السلطة الفلسطينية التي‬
‫تسلمت مهامها حديثاً أولى انتخاباتها الديمقراطية الختيار المجلس‬
‫الوطني الفلسطيني الذي يضم ‪ 88‬عضواً‪ .‬وانتخب السيد عرفات‪،‬‬
‫رئيس منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬رئيساً للسلطة التنفيذية‬
‫الفلسطينية‪.‬‬

‫وقبل االنتخابات اإلسرائيلية في أيار‪ /‬مايو ‪ ،1996‬بدأت رسمياً‬


‫المفاوضات بين الطرفين بشأن الوضع النهائي‪ .‬إال أنه لم يحرز أي‬
‫تقدم عندما اندلع العنف في أعقاب اتخاذ الحكومة اإلسرائيلية الجديدة‬
‫ق ار اًر بفتح نفق قديم تحت المسجد األقصى‪ .‬وبعد أن دع مجلس األمن‬
‫في ‪ 27‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ 1996‬إلى وقف فوري لألفعال التي فاقمت‬
‫الوضع وإلى إلغائها‪ ،‬استؤنفت المفاوضات بشأن الوضع لنهائي في‬
‫تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪.1996‬‬
‫في كانون الثاني‪ /‬يناير ‪ ،1997‬وقعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية‬
‫بروتوكول الخليل بشأن إعادة انتشار جيش الدفاع اإلسرائيلي في‬
‫الخليل‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫ولم تشهد السنتان التاليتان تقدماً يذكر في عملية السالم‪ .‬ونظ اًر لتزايد‬
‫القلق من تدهور الحالة‪ ،‬استأنفت الجمعية العامة دورتها االستثنائية‬
‫الطارئة العاشرة في ‪ 17‬آذار‪ /‬مارس ‪ 1998‬لمناقشة "اإلجراءات‬
‫اإلسرائيلية غير المشروعة في القدس الشرقية المحتلة وسائر األرض‬
‫الفلسطينية"‪ .‬وكانت هذه الدورة قد دعيت إلى االنعقاد بادئ األمر في‬
‫نيسان‪ /‬أبريل ‪ 1997‬ثم اجتمعت دورتين مستأنفتين في تموز‪ /‬يوليه‬
‫وتشرين الثاني‪ /‬نوفمبر من تلك السنة‪ .‬وأعربت الجمعية عن قلقها‬
‫إزاء استمرار إسرائيل في انتهاك أحكام اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية‬
‫المدنيين وقت الحرب (اتفاقية جنيف الرابعة)‪ ،‬وكررت دعوتها إلى‬
‫األطراف المتعاقدة السامية في االتفاقية عقد مؤتمر معني بالتدابير‬
‫لتنفيذ االتفاقية في األرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما فيها القدس‪.‬‬
‫المؤتمر المعني باتفاقية جنيف الرابعة‪:1999 ،‬‬
‫حثت الجمعية العامة بشكل متزايد على النظر في تدابير تكفل حماية‬
‫دولية للمدنيين الفلسطينيين‪ .‬وواصلت إبقاء الحالة قيد نظرها‪ ،‬ودعت‬
‫في دورتها االستثنائية الطارئة العاشرة إلى عقد مؤتمر معني بالتدابير‬
‫لتنفيذ اتفاقية جنيف الرابعة‪ ،‬وذلك في ‪ 15‬تموز‪ /‬يوليه ‪.1999‬‬

‫ولكن االجتماع‪ ،‬الذي كانت الجمعية قد حددت له في األصل موعداً‬


‫أقصاه شباط‪ /‬فبراير ‪ ،1998‬لم يعقد‪ .‬وبعد أن اقترحت سويس ار الشروع‬
‫في حوار بشأن تنفيذ االتفاقية‪ ،‬عقد اجتماع مغلق بين إسرائيل‬
‫ومنظمة التحرير الفلسطينية في جنيف في حزيران ‪/‬يونيه ‪ .1998‬وفي‬
‫تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪ ،1998‬عقد اجتماع لخبراء األطراف المتعاقدة‬
‫السامية في االتفاقية‪ .‬وبالرغم من تلك المشاورات‪ ،‬تعذر التوصل إلى‬

‫‪143‬‬
‫توافق في اآلراء بشأن عقد المؤتمر‪( .‬عندما عقد المؤتمر في نهاية‬
‫األمر في جنيف في ‪ 15‬تموز‪ /‬يوليه ‪ ،1999‬لم يدم سوى يوم واحد‪.‬‬
‫وفي بيان صدر في نهاية المؤتمر‪ ،‬أعادت األطراف المتعاقدة السامية‬
‫المشاركة في المؤتمر تأكيد انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على األرض‬
‫الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما فيها القدس الشرقية‪ .‬وأرجأ المؤتمر أعماله‪،‬‬
‫على أن ينعقد من جديد في ضوء المشاورات بشأن تطور الحالة‬
‫اإلنسانية في الميدان)‪.‬‬

‫مذكرة واي ريفر ‪:1998‬‬


‫وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مذكرة واي ريفر في‬
‫العاصمة األمريكية واشنطن في ‪ 23‬تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪.1998‬‬
‫وتضمن االتفاق‪:‬‬
‫‪ -‬أن تسحب إسرائيل قواتها من ‪ 13‬في المائة من أراضي الضفة‬
‫الغربية‪.‬‬
‫‪ -‬وأن يستأنف الطرفان فو اًر المفاوضات بشأن الوضع النهائي‪.‬‬
‫وأعربت الجمعية العامة أيضاً في قرار اتخذته في ‪ 2‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪ 1998‬عن دعمها الكامل لعملية السالم وعن أملها في أن‬
‫تنفذ المذكرة بالكامل‪ .‬وجرى استكمال االتفاق في عام ‪ 1999‬بتوقيع‬
‫اتفاق مؤقت لمواصلة إعادة انتشار القوات اإلسرائيلية في الضفة‬
‫الغربية‪ ،‬واتفاقات بشأن األسرى وفتح معابر آمنة بين الضفة الغربية‬
‫وغزة‪ ،‬واستئناف المفاوضات بشأن المسائل المتعلقة بالوضع النهائي‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫وفي ‪ 4‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،1999‬وقعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية‬
‫مذكرة شرم الشيخ المتعلقة بالجدول الزمني لتنفيذ االلتزامات المعلقة‬
‫الواردة في االتفاقات الموقعة واستئناف مفاوضات الوضع النهائي‪.‬‬
‫محادثات كامب ديفيد ‪:2000‬‬
‫في تموز‪/‬يوليه ‪ ،2000‬دعا رئيس الواليات المتحدة‪ ،‬بيل كلينتون‪،‬‬
‫زعيما إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى إجراء محادثات سالم كامب‬
‫ديفيد‪.‬‬
‫بوالية ماريالند‪ .‬واختتم مؤتمر القمة دون التوصل إلى نتيجة حاسمة‪،‬‬
‫إذ تعذر على الطرفين أن يتوصال إلى اتفاق بشأن المسائل المتعلقة‬
‫بالوضع النهائي‪.‬‬
‫وفي نهاية أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،2000‬اندلعت موجة جديدة من‬
‫االحتجاجات والعنف في األرض الفلسطينية المحتلة بعد أن قام زعيم‬
‫المعارضة في إسرائيل (ورئيس الوزراء الحقاً)‪ ،‬أرييل شارون‪ ،‬بزيارة‬
‫الحرم الشريف في القدس في ‪ 28‬أيلول‪ /‬سبتمبر‪ .‬وأفيد عن مقتل ‪50‬‬
‫شخصاُ على األقل وإصابة زهاء ‪ 1500‬بجراح‪ ،‬معظمهم من‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬نتيجة لخمسة أيام من الصدامات المتواصلة بين‬
‫اإلسرائيليين والفلسطينيين‪.‬‬
‫وسرعان ما عرفت هذه الموجة من العنف بـ "انتفاضة األقصى"‪.‬‬
‫وفي القرار ‪ ،)2000( 1322‬أدان مجلس األمن‪ ،‬وقد أثار جزعه‬
‫التصعيد الهائل‪ ،‬أحدث موجة من العنف في الشرق األوسط واستعمال‬
‫القوة بصورة مفرطة ضد الفلسطينيين‪ .‬وحث أيضاً إسرائيل على االلتزام‬

‫‪145‬‬
‫باتفاقية جنيف الرابعة‪ ،‬ودعا إلى االستئناف الفوري لمحادثات السالم‪.‬‬
‫وكررت لجنة حقوق الفلسطينيين‪ ،‬التي اجتمعت في تشرين األول‪/‬‬
‫أكتوبر الستعراض الحالة‪ ،‬اإلعراب عن موقفها بأنه يتعين على األمم‬
‫المتحدة أن تواصل االضطالع بمسؤولياتها الدائمة تجاه جميع جوانب‬
‫قضية فلسطين حتى يتم إعمال حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة‬
‫للتصرف بشكل كامل‪.‬‬
‫وذكر األمين العام كوفي عنان في تقريره عن الحالة في الشرق‬
‫األوسط في تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪ ،2000‬أن ما يزيد على ‪230‬‬
‫شخصاً قتلوا وأن العديد أصيبوا بجراح‪ .‬وقال إن هذه "الحالة المفجعة‬
‫اف لجميع الجهات أن أكثر ما يلحق الضرر بقضية‬
‫أظهرت بوضوح و ٍ‬
‫السالم هو اإلفراط في استخدام القوة والعنف واإلرهاب دون تمييز‪.‬‬
‫واتخذت الجمعية العامة ق ار اًر في ‪ 1‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪،2000‬‬
‫أعربت فيه عن تأييدها الكامل لعملية السالم‪ .‬كما أعربت عن أملها‬
‫في أن تؤدي هذه العملية إلى إقامة سالم دائم وشامل في الشرق‬
‫األوسط‪ .‬وشددت أيضاً على الحاجة إلى االلتزام بمبدأ األرض مقابل‬
‫السالم وبتنفيذ قراري مجلس األمن ‪،)1973( 388 )1967( 242‬‬
‫والحاجة إلى التنفيذ الفوري والدقيق لالتفاقات التي توصل إليها‬
‫الطرفان‪ ،‬بما في ذلك إعادة انتشار القوات اإلسرائيلية في الضفة‬
‫الغربية‪.‬‬
‫واجتمع الطرفان من جديد في طابا‪ ،‬بمصر‪ ،‬في كانون الثاني‪ /‬يناير‬
‫‪ .2001‬وتواصلت أعمال العنف دون هوادة في األرض الفلسطينية‬
‫المحتلة‪ .‬ووصف األمين العام‪ ،‬كوفي عنان‪ ،‬األزمة‪ ،‬في خطاب ألقاه‬

‫‪146‬‬
‫أمام اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة‬
‫للتصرف في ‪ 1‬آذار‪ /‬مارس ‪ ،2001‬بأنها "مأساة إنسانية ومصدر‬
‫للقلق الشديد بالنسبة للمستقبل"‪ .‬وحسبما قال‪ ،‬فإن الطرفين يواجهان‬
‫عدة أزمت قي وقت واحد‪:‬‬
‫‪ -‬األولى‪ ،‬أزمة أمنية بسبب تكرار العنف والدمار والموت‪.‬‬
‫‪ -‬والثانية‪ ،‬أزمة اقتصادية واجتماعية بسبب تنامي البطالة‪،‬‬
‫والفقر‪ ،‬وإغالق المعابر‪ ،‬والقيود والتدابير التي تحرم السلطة‬
‫الفلسطينية من الموارد المالية الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬والثالثة‪ ،‬أزمة ثقة بسبب ازدياد الخوف واليأس والغضب في‬
‫الشارع وانحسار اإليمان بعملية السالم‪.‬‬
‫واجتمع مجلس األمن لألمم المتحدة في آذار‪ /‬مارس ‪ 2001‬للنظر في‬
‫مقترحات إلقامة وجود لمراقبين تابعين لألمم المتحدة في األرض‬
‫الفلسطينية المحتلة من أجل توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين‪.‬‬
‫وعندما طرح مشروع قرار يشير إلى استعداد المجلس إلنشاء هذه‬
‫اآللية للتصويت في ‪ 27‬آذار‪ /‬مارس ‪ ،2001‬صوتت تسعة بلدان‬
‫لصالحه وعارضه بلد واحد وامتنعت أربعة بلدان عن التصويت‪.‬‬
‫وتواصل العنف في األشهر التالية‪ ،‬موقعاً أعداداً ال سابق لها من‬
‫القتلى والجرحى في الجانبين‪ .‬وفي بادرة تبعث على التفاؤل‪ ،‬نشرت‬
‫لجنة شرم الشيخ لتقصي الحقائق تقريرها (تقرير ميتشيل) في ‪21‬‬
‫أيار‪ /‬مايو‪ .‬وكان رئيس الواليات المتحدة بيل كلينتون قد عين هذه‬
‫اللجنة الدولية المؤلفة من خمسة أعضاء برئاسة جورج ميتشيل‪،‬‬
‫العضو السابق في مجلس الشيوخ بالواليات المتحدة‪ ،‬بعد مؤتمر قمة‬
‫‪147‬‬
‫شرم الشيخ‪ .‬ودعا التقرير في جملة أمور إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الوقف الفوري إلطالق النار‪.‬‬
‫‪ -‬تجميد بناء المستوطنات اليهودية‪.‬‬
‫‪ -‬إدانة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -‬واستئناف محادثات السالم‪.‬‬

‫سابعاً‪:‬‬

‫نصوص ونماذج من الق اررات الدولية‬

‫قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪394‬‬

‫إن الجمعية العامة‪ ،‬إذ تذكر قرارها رقم ‪ 194‬الصادر في ‪11‬‬


‫كانون األول‪/‬ديسمبر ‪ ،1948‬وبعد أن درست بتقدير التقرير العام‬
‫المؤرخ ‪ 2‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،1950‬والتقرير المحلق المؤرخ ‪23‬‬
‫تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ ،1950‬الصادرين عن لجنة التوفيق بشأن‬
‫فلسطين التابعة لألمم المتحدة‪.‬‬

‫وإذ تالحظ بقلق أنه‪:‬‬

‫‪148‬‬
‫(أ) لم يصل الفرقاء إلى اتفاق على التسوية النهائية للمسائل المعلقة‬
‫بينهم‪.‬‬

‫(ب) لم يجر تنفيذ إعادة الالجئين‪ ،‬وإعادة استيطانهم وتأهيلهم‬


‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ودفع التعويضات إليهم‪ ،‬وإذ تعترف بأن‬
‫مشكلة الالجئين يجب أن تعالج كمسألة ملحة‪ ،‬وذلك لمصلحة السالم‬
‫واالستقرار في الشرق األدنى‪.‬‬

‫‪ .1‬تحث الحكومات والسلطات المعنية على الوصول إلى اتفاق عن‬


‫طريق مفاوضات تجري إما مباشرة أو مع لجنة التوفيق‪ ،‬للوصول إلى‬

‫تسوية نهائية لكل المشكالت المتعلقة بينها‪.‬‬

‫‪ .2‬توعز إلى لجنة التوفيق بشأن فلسطين بإنشاء مكتب تحت إشرافه‪،‬‬
‫وعلى هذا المكتب‪:‬‬

‫(أ) أن يتخذ التدابير التي تراها اللجنة ضرورية لتقدير ودفع‬


‫التعويضات المنصوص عليها في الفقرة ‪ 11‬من قرار الجمعية العامة‬
‫رقم ‪( 194‬الدورة ‪.)3‬‬

‫(ب) أن يضع التدابير العملية لتنفيذ األهداف األخرى الواردة في الفقرة‬


‫‪ 11‬في القرار المذكور‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫(ج) أن يواصل االستشارات مع الفرقاء المعنيين بصدد اإلجراءات‬
‫للمحافظة على حقوق الالجئين وأمالكهم ومصالحهم‪.‬‬

‫‪ .3‬تدعو الحكومات المعنية إلى اتخاذ إجراءات تضمن معاملة‬


‫الالجئين –الذين يعودون منهم إلى يدارهم أو يستوطنون‪ -‬دون أي‬
‫تمييز في القانون أو الواقع‪.‬‬

‫قرار رقم ‪ 2452‬ألف‪ ،‬باء‪ ،‬جيم (الدورة ‪ )23‬بتاريخ ‪ 19‬كانون األول‪/‬‬


‫ديسمبر ‪.1968‬‬

‫الطلب من إسرائيل اتخاذ التدابير الفورية الالزمة إلعادة السكان الذين‬


‫نفروا من المناطق المحتلة وتمديد والية األنوروا‪.‬‬

‫ألف‪ -‬إن الجمعية العامة إذ تشير إلى قرار مجلس األمن ‪237‬‬
‫(‪ )1967‬المتخذ في ‪ 14‬حزيران ‪ /‬يوليه ‪ ،1967‬وإذ تؤكد من جديد‬
‫قرارها ‪( 2252‬دإط ‪ ،)5‬المتخذ في ‪ 4‬تموز‪ /‬يوليه ‪ 1967‬وإذ تحيط‬
‫علماً بالنداء الذي وجهه األمين العام لألمم المتحدة في اللجنة‬

‫السياسية الخاصة في ‪ 11‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ ،1968‬واقتناعاً‬

‫‪150‬‬
‫منها بأن خير سبيل لتخفيف محنة المشردين هو تأمين عودتهم‬
‫بسرعة إلى ديارهم وإلى المخيمات التي كانوا يقطنونها قبالً‪ ،‬وإذ تشدد‬
‫بالتالي على ضرورة عودتهم بسرعة‪:‬‬

‫‪ .1‬تطلب من حكومة إسرائيل اتخاذ التدابير الفعالة الفورية الالزمة‬


‫لتجري دون تأخير عودة أولئك السكان الذين فروا من المناطق منذ‬
‫نشوب األعمال العدائية‪.‬‬

‫‪ .2‬تطلب من األمين العام تتبع التنفيذ الفعال لهذا القرار‪ ،‬وإعالم‬


‫الجمعية العامة عن ذلك‪.‬‬

‫باء‪ -‬أن الجمعية العامة‪ ،‬إذ تشير إلى قرارها ‪( 194‬الدورة‪ )3‬المتخذ‬

‫في ‪ 11‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1948‬وقرارها ‪( 302‬الدورة ‪)4‬‬


‫المتخذ في ‪ 8‬كانون األول‪/‬ديسمبر‪ ،1949‬وقراريها ‪( 393‬الدورة ‪)5‬‬
‫و‪( 394‬الدورة ‪ )5‬المتخذين في ‪ 2‬و ‪ 14‬كانون األول‪ /‬ديسمبر‬
‫‪ ،)1950‬وقراريها ‪( 512‬الدورة ‪ )6‬المتخذين في ‪ 26‬كانون الثاني‪/‬‬
‫يناير ‪ ،1952‬وقرارها ‪( 314‬الدورة ‪ )7‬المتخذ في ‪ 6‬تشرين الثاني‪/‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1952‬وقرارها ‪( 720‬الدورة ‪ )8‬المتخذ في ‪ 27‬تشرين الثاني‪/‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1953‬وقرارها ‪( 818‬الدورة ‪ )9‬المتخذ في ‪ 4‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1954‬وقرارها ‪( 916‬الدورة ‪ )10‬المتخذ في ‪ 3‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1955‬وقرارها (الدورة ‪ )11‬المتخذ في ‪ 28‬شباط‪ /‬فبراير‬

‫‪151‬‬
‫‪ 1957‬وقرارها ‪( 1191‬الدورة ‪ )12‬المتخذ في ‪ 12‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1957‬وقرارها ‪( 1315‬الدورة ‪ )13‬المتخذ في ‪12‬‬
‫كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1958‬وقرارها ‪( 1456‬الدورة ‪ )14‬المتخذ في‬
‫‪ 9‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1959‬وقرارها ‪( 1604‬الدورة ‪ )10‬المتخذ‬
‫في ‪ 21‬نيسان‪ /‬أبريل ‪ ،1961‬وقرارها ‪( 1725‬الدورة ‪ )16‬المتخذ في‬
‫‪ 20‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪ ،1961‬وقرارها ‪( 1856‬الدورة ‪ )17‬المتخذ‬
‫في ‪ 20‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1962‬وقرارها ‪( 1912‬الدورة ‪)18‬‬
‫المتخذ في ‪ 3‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1963‬وقرارها ‪( 2002‬الدورة‬
‫‪ )19‬المتخذ في ‪ 10‬شباط‪ /‬فبراير ‪ ،1965‬وقرارها ‪( 2052‬الدورة ‪)20‬‬
‫المتخذ في ‪ 15‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1965‬وقرارها ‪( 2154‬الدورة‬
‫‪ )21‬المتخذ في ‪ 17‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر‪ ،1966‬وقرارها ‪2154‬‬
‫(الدورة ‪ )22‬المتخذ في ‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1967‬وإذ تحيط‬
‫علماً بالتقرير السنوي للمفوض العام الوكالة األمم المتحدة إلغاثة‬
‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬عن الفترة من ‪1‬‬
‫تموز‪ /‬يوليو ‪ 1967‬إلى ‪ 30‬حزيران‪ /‬يونيه ‪.1968‬‬

‫‪ .1‬تالحظ مع األسف الشديد أنه لم تتم إعادة الالجئين إلى ديارهم أو‬
‫تعويضهم كما هو منصوص عليه في الفقرة ‪ 11‬من ق ارر الجمعية‬
‫العامة ‪( 194‬الدورة ‪ ،)3‬وأنه لم يحوز أي تقدماً ملموس في برنامج‬
‫إعادة دمج الالجئين إما بإعادتهم إلى ديارهم أو توطينهم‪ ،‬وهو‬

‫‪152‬‬
‫البرنامج الذي أقرته الجمعية العامة في الفقرة ‪ 2‬من القرار ‪513‬‬
‫(الدورة ‪ ،)6‬وأن حالة الالجئين ال تزال لذلك مدعاة للقلق الشديد‪.‬‬

‫‪ .2‬تعرب عن شكرها للمفوض العام وكالة األمم المتحدة إلغاثة‬


‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم ولموظفيها‪ ،‬للجهود‬
‫الصادقة التي يواصلون بذلها لتوفير الخدمات األساسية لالجئين‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬وللوكاالت المتخصصة والمنظمات الخاصة لألعمال‬
‫القيمة التي تقوم بها لمساعدة الالجئين‪.‬‬

‫‪ .3‬وتوعز إلى المفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الفلسطينيين‬


‫في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬أن يواصل جهوده الرامية إلى اتخاذ‬
‫التدابير الالزمة‪ ،‬بما في ذلك تدابير تصحيح قوائم اإلغاثة‪ ،‬لكي يضمن‬
‫بالتعاون مع الحكومات المعنية‪ ،‬تحقيق أقصى قدر ممكن من العدالة‬
‫في توزيع اإلغاثة على أساس الحاجة‪.‬‬

‫‪ .4‬وتالحظ مع األسف أن لجنة األمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين‬


‫لم تتمكن من إيجاد وسيلة إلحراز تقدم في تنفيذ الفقرة ‪ 11‬من قرار‬
‫الجمعية العامة ‪( 194‬الدورة ‪ )3‬وتلتمس من اللجنة مواصلة جهودها‬
‫في سبيل تنفيذها‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ .5‬وت لفت األنظار إلى الحالة المالية الحرجة التي ما زالت تكتنف‬
‫وكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى‬
‫وتشغيلهم‪ ،‬كما يتبين من تقرير المفوض العام‪.‬‬

‫‪ .6‬وتالحظ مع القلق أنه رغم الجهود الحميدة الموفقة التي بذلها‬


‫المفوض العام لجمع التبرعات اإلضافية بغية تخفيف عجز الميزانية‬
‫الخطير الحاصل في العام الماضي‪ ،‬فإن التبرعات المقدمة إلى وكالة‬
‫األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى‬
‫وتشغيلهم ما زالت أقل من األموال الالزمة لمواجهة حاجاتها المالية‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪ .7‬وتدعو جميع الحكومات إلى القيام على وجه االستعجال‪ ،‬ببذل‬


‫أسخى الجهود الممكنة لتلبية الحاجات المتوقعة لوكالة األمم المتحدة‬
‫إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬ال سيما‬
‫في ضوء العجز المنتظر حصوله في الميزانية حسب تقرير المفوض‬
‫العام وتحث لذلك الحكومات غير المتبرعة على التبرع‪ ،‬والحكومات‬
‫المتبرعة على النظر في زيادة تبرعاتها‪.‬‬

‫‪ .8‬وتقرر تمديد والية األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في‬


‫الشرق األدنى وتشغيلهم حتى ‪ 30‬حزيران‪ /‬يونيو ‪ ،1972‬وذلك دون‬
‫إخالل بأحكام الفقرة ‪ 11‬من القرار ‪( 194‬الدورة ‪.)3‬‬

‫‪154‬‬
‫جيم‪ -‬إن الجمعية العامة إذ تشير إلى قرارها ‪( 2252‬دإط ‪ )5-‬المتخذ‬
‫في ‪ 4‬تموز‪ /‬يوليه ‪ ،1967‬وقرارها ‪ 2314‬باء (الدورة ‪ )22‬المتخذ في‬
‫‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ .1967‬وإذ تحيط بالتقرير السنوي للمفوض‬
‫العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق‬
‫األدنى وتشغيلهم‪ ،‬عن الفترة الممتدة من ‪ 1‬تموز‪ /‬يوليه ‪ 1967‬إلى‬
‫‪ 30‬حزيران‪ /‬يونيه ‪.1968‬‬

‫وإذ تحيط علماً كذلك بالنداء الذي وجهه األمين العام لألمم المتحدة‬
‫في اللجنة الخاصة السياسية في ‪ 11‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪،1968‬‬
‫وإذ يساورها القلق الستمرار اآلالم البشرية التي أحدثتها األعمال‬
‫العدائية التي نشبت في حزيران‪ /‬يوليه ‪ 1967‬في الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪ .1‬تؤكد من جديد قراريها ‪( 2252‬دإط ‪ )5‬و ‪ 2341‬باء (الدورة ‪.)22‬‬

‫‪ .2‬وتؤيد في ضوء أهداف هذين القرارين‪ ،‬الجهود التي يبذلها‬

‫المفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في‬


‫الشرق األدنى وتشغيلهم لالستمرار‪ ،‬قدر المستطاع وعلى أساس طارئ‬
‫وباعتبار ذلك تدبي اًر مؤقتاً‪ ،‬في توفير المساعدة اإلنسانية الالزمة‬
‫لألشخاص اآلخرين الموجودين حالياً في المنطقة "مشردين ومحتاجين‬
‫شديد الحاجة إلى المساعدة المستمرة نتيجة لألعمال العدائية التي‬
‫حصلت في حزيران‪ /‬يونيو ‪.1967‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ .3‬وتناشد بشدة جميع الحكومات‪ ،‬وكذلك المنظمات واألفراد‪ ،‬تقديم‬
‫المساعدات السخية لألغراض السالفة إلى وكالة األمم المتحدة إلغاثة‬
‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم وإلى المنظمات‬
‫األخرى الحكومية الدولية وغير الحكومية المعنية‪.‬‬

‫قرار رقم ‪ 2672‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د (الدورة ‪ )25‬بتاريخ ‪ 8‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪:1970‬‬

‫االعتراف لشعب فلسطين بحق تقرير المصير والطلب مرة أخرى من‬
‫"إسرائيل" اتخاذ خطوات فورية إلعادة المشردين‬

‫إن الجمعية العامة‪ ،‬إذ تذكر قرارها ‪( 194‬الدورة ‪ )3‬المتخذ في كانون‬


‫األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1948‬وقرارها ‪( 302‬الدورة ‪ )4‬المتخذ في ‪ 8‬كانون‬
‫األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1949‬وقراريها ‪( 393‬الدورة ‪ )5‬و‪( 394‬الدورة ‪)5‬‬
‫‪156‬‬
‫المتخذين في ‪ 2‬و ‪ 14‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1950‬وقراريها ‪512‬‬
‫(الدورة ‪ )6‬و‪( 513‬الدورة ‪ )6‬المتخذين في ‪ 26‬كانون الثاني‪ /‬يناير‬
‫‪ ،1952‬وقرارها ‪( 614‬الدورة ‪ )7‬المتخذ في ‪ 6‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر‬
‫‪ ،1952‬وقرارها ‪( 720‬الدورة ‪ )8‬المتخذ في ‪ 27‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر‬
‫‪ ،1953‬وقرارها ‪( 818‬الدورة ‪ )9‬المتخذ في ‪ 4‬كانون األول‪ /‬ديسمبر‬
‫‪ ،1954‬وقرارها ‪( 916‬الدورة ‪ )10‬المتخذ في كانون األول‪ /‬ديسمبر‬
‫‪ ،1955‬وقرارها ‪( 1018‬الدورة ‪ )11‬المتخذ في ‪ 28‬شباط‪ /‬فبراير‬
‫‪ ،1957‬وقرارها ‪( 1191‬الدورة ‪ )12‬المتخذ في ‪ 12‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1957‬وقرارها ‪( 1315‬الدورة ‪ )13‬المتخذ في ‪12‬‬
‫كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1958‬وقرارها ‪( 1456‬الدورة ‪ )14‬المتخذ في‬
‫‪ 9‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1959‬وقرارها ‪( 1604‬الدورة ‪ )15‬المتخذ‬
‫في ‪ 21‬نيسان‪ /‬أبريل ‪ ،1961‬وقرارها ‪( 1725‬الدورة ‪ )16‬المتخذ في‬
‫‪ 20‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1962‬وقرارها ‪( 1912‬الدورة ‪ )18‬المتخذ‬
‫في ‪ 3‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1963‬وقرارها ‪( 2002‬الدورة ‪)19‬‬
‫المتخذ في ‪ 10‬شباط‪ /‬فبراير ‪ ،1965‬وقرارها ‪( 2052‬الدورة ‪)20‬‬
‫المتخذ في ‪ 15‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1965‬وقرارها ‪( 2154‬الدورة‬
‫‪ )21‬المتخذ في ‪ 17‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪ ،1966‬وقرارها ‪2314‬‬
‫(الدورة ‪ )22‬المتخذ في ‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1967‬وقرارها‬
‫‪( 2425‬الدورة ‪ )23‬المتخذ في ‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪،1968‬‬

‫‪157‬‬
‫وقرارها ‪ 2535‬ألف (الدورة ‪ )24‬المتخذ في ‪ 10‬كانون األول‪ /‬ديسمبر‬
‫‪.1969‬‬

‫أ‪ .‬وإذ تالحظ علماً بالتقرير السنوي للمفوض العام لوكالة األمم‬
‫المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪،‬‬
‫عن الفقرة الممتدة من ‪ 1‬تموز‪ /‬يوليه ‪ 1969‬إلى ‪ 30‬حزيران‪ /‬يونيه‬
‫‪.1970‬‬

‫‪ .1‬تالحظ مع األسف الشديد أنه لم تتم إعادة الالجئين إلى ديارهم أو‬
‫تعويضهم‪ ،‬كما هو منصوص عليه في الفقرة ‪ 11‬من قرار الجمعية‬
‫العامة ‪( 194‬الدورة ‪ ،)3‬وأنه لم يحرز أي تقدم ملموس في برنامج‬
‫إعادة الالجئين إما بإعادتهم إلى ديارهم أو توطينهم‪ ،‬وهو البرنامج‬
‫الذي أقرته الجمعية العامة في الفقرة ‪ 2‬من قرارها ‪( 513‬الدورة ‪)6‬‬
‫وأن حالة الالجئين ال تزال لذلك مدعاة إلى القلق الشديد‪.‬‬

‫‪ .2‬وتعرب عن شكرها للمفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة‬

‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬وموظفيها الجهود‬


‫الصادقة التي يواصلون بذلها لتوفير الخدمات األساسية لالجئين‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬وكذلك للوكاالت المتخصصة والمنظمات الخاصة لألعمال‬
‫القيمة التي تقوم بها لمساعدة الالجئين‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ .3‬وتوعز إلى المفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين‬
‫الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم أن يواصل جهوده الرامية‬
‫إلى اتخاذ التدابير الالزمة بما في ذلك تدابير تصحيح قوائم اإلغاثة‪،‬‬
‫لكي يضمن‪ ،‬بالتعاون مع الحكومات المعنية‪ ،‬تحقيق أقصى قدر ممكن‬
‫من العدالة في توزيع اإلغاثة على أساس الحاجة‪.‬‬

‫‪ .4‬تالحظ مع األسف أن لجنة األمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين‬


‫لم تتمكن من إيجاد وسيلة إلحراز تقدم في تنفيذ الفقرة ‪ 11‬من قرار‬
‫الجمعية العامة ‪( 194‬الدورة ‪ )3‬وتطلب من اللجنة مواصلة جهودها‬
‫في سبيل تنفيذها‪.‬‬

‫‪ . 5‬تلفت األنظار إلى الحالة المالية الحرجة التي ما زالت تكتنف وكالة‬
‫األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى‬
‫وتشغيلهم‪ ،‬كما يتبين من تقرير المفوض العام‪.‬‬

‫‪ .6‬وتدعو جميع الحكومات إلى القيام‪ ،‬على وجه االستعجال‪ ،‬ببذل‬


‫أسخى الجهود الممكنة لتلبية الحاجات المتوقعة لوكالة األمم المتحدة‬
‫إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬ال سيما‬
‫على ضوء العجز المنتظر حدوثه في الميزانية بحسب تقرير المفوض‬
‫العام‪ ،‬ولذا تحث الحكومات غير المتبرعة على التبرع‪ ،‬والحكومات‬
‫المتبرعة على النظر في زيادة تبرعاتها‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫ب‪ .‬إن الجمعية العامة إذ تذكر قرارها ‪( 2252‬دإط الدورة ‪ )5‬المتخذ‬
‫في ‪ 4‬تموز‪ /‬يوليه ‪ ،1967‬وقرارها ‪ 2341‬باء (الدورة ‪ )22‬المتخذ في‬
‫‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1967‬وقرارها ‪ 2452‬جيم (الدورة ‪)23‬‬
‫المتخذ في ‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1968‬وقرارها ‪ 2535‬جيم‬
‫(الدورة ‪ )24‬المتخذ في ‪ 10‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1969‬وإذ تأخذ‬
‫علماً بالتقرير السنوي للمفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة‬
‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم عن الفترة الممتدة‬
‫من ‪ 1‬تموز‪ /‬يوليه ‪ 1969‬إلى ‪ 30‬حزيران‪ /‬يونيه ‪.1970‬‬

‫وإذ تضع نصب أعينها الرسالة المؤرخة في ‪ 13‬آب‪ /‬أغسطس ‪1970‬‬


‫التي وجهها األمين العام إلى الدول األعضاء في األمم المتحدة أو‬
‫األعضاء في الوكاالت المتخصصة وإذ يراودها القلق الستمرار اآلالم‬
‫البشرية التي أحدثتها األعمال العدائية التي نشبت في حزيران‪ /‬يونيه‬
‫‪ 1967‬في الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪ .1‬تؤكد من جديد قرارها ‪( 2252‬دإط ‪ )5-‬وقرارها ‪ 2314‬باء (الدورة‬


‫‪ )23‬وقرارها ‪ 2452‬جيم (الدورة ‪ )23‬وقرارها ‪ 2535‬جيم‬

‫(الدورة ‪.)24‬‬

‫‪ .2‬تؤيد في ضوء أهداف تلك الق اررات‪ ،‬الجهود التي يبذلها المفوض‬
‫العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق‬

‫‪160‬‬
‫األدنى وتشغيلهم باستمرار قدر المستطاع على أساس طارئ وباعتبار‬
‫ذلك تدبي اًر مؤقتاً في توفير المساعدة اإلنسانية الالزمة لألشخاص‬
‫اآلخرين الموجودين حالياً في المنطقة الذين هم اآلن مشردين وبأمس‬
‫الحاجة إلى المساعدة المستمرة نتيجة األعمال العدائية التي حدثت في‬
‫حزيران‪ /‬يونيه ‪.1967‬‬

‫‪ .3‬وتناشد جميع الحكومات‪ ،‬وكذلك المنظمات واألفراد‪ ،‬تقديم‬


‫التبرعات السخية لألغراض السالفة الذكر إلى وكالة األمم المتحدة‬
‫إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬وإلى‬
‫المنظمات المعنية األخرى الحكومية منها وغير الحكومية‪.‬‬

‫ج‪ .‬إن الجمعية العامة إذ تدرك أن مشكلة الالجئين العرب الفلسطينيين‬


‫ناشئة عن إنكار حقوقهم غير القابلة للتصرف‪ ،‬المقررة في ميثاق‬
‫األمم المتحدة واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وإذ تذكر قرارها‬
‫‪ 2535‬باء (الدورة ‪ )24‬المتخذ في ‪ 10‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪،1969‬‬
‫والتي أكدت من جديد‪ ،‬حقوق شعب فلسطين وإذ تضع نصب عينها‬
‫مبدأ تساوي الشعوب في الحقوق وحقها في تقرير المصير المكرس‬
‫في المادتين ‪ 1‬و ‪ 55‬من ميثاق األمم المتحدة والمعاد تأكيده آلخر مرة‬
‫في اإلعالن الخاص بمبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعالقات الودية‬
‫والتعاون بين الدول وفقاً لميثاق األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ .1‬تعترف لشعب فلسطين بالتساوي في الحقوق وبحق تقرير المصير‪،‬‬
‫وفقاً لميثاق األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ .2‬وتعلن أن االحترام التام لحقوق شعب فلسطين غير القابلة‬


‫للتصرف‪ ،‬هو عنصر ال غنى عنه في إقامة سلم عادل في الشرق‬
‫األوسط‪.‬‬

‫د‪.‬إن الجمعية العامة إذ تذكر قرار مجلس األمن ‪ )1967( 237‬المتخذ‬


‫في ‪ 14‬حزيران‪ /‬يونيه ‪ ،1967‬وإذ تذكر قرارها ‪( 2252‬دإط – ‪)5‬‬
‫المتخذ في ‪ 4‬تموز‪ /‬يوليه ‪ ،1967‬وقرارها ‪ 2452‬ألف (الدورة ‪)23‬‬
‫المتخذ في ‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1968‬الذي طالبت فيه حكومة‬
‫إسرائيل اتخاذ التدابير الفعالة الفورية الالزمة لتجري دون تأخير‪،‬‬
‫عودة أولئك السكان الذين فروا من المناطق منذ نشوب أعمال‬
‫العدائية‪ ،‬وقرارها ‪ 2535‬باء (الدورة ‪ )24‬المتخذ في ‪ 10‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪.1969‬‬

‫وإذ يساورها القلق الشديد لمحنة المتشردين‪ ،‬واقتناعاً منه بأن خير‬
‫سبيل لتخفيف محنة المشردين هو اإلسراع بإعادتهم إلى ديارهم وإلى‬
‫المخيمات التي كانوا يقيمون بها من قبل‪ .‬وإذ تشدد على الضرورة‬

‫الحتمية لتنفيذ ق ارراتها المتخذة لتخفيف محنة المتشردين‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ .1‬ترى أن محنة المشردين مستمرة نظ اًر إلى أنهم لم يتمكنوا من‬
‫العودة إلى ديارهم ومخيماتهم‪.‬‬

‫‪ .2‬وتدعو مرة أخرى حكومة "إسرائيل" إلى أن تتخذ‪ ،‬فو اًر ودون مزيد‬
‫من التأخير‪ ،‬خطوات فعالة إلعادة المشردين‪.‬‬

‫‪ .3‬وتطلب من األمين العام متابعة تنفيذ هذا القرار وإعالم الجمعية‬


‫العامة بذلك‪.‬‬

‫قرار الجمعية العامة رقم ‪( 3236‬الدورة ‪ )29‬بتاريخ ‪ 22‬تشرين الثاني‪/‬‬


‫نوفمبر ‪:1974‬‬

‫إقرار حقوق الشعب الفلسطيني‪:‬‬

‫إن الجمعية العامة‪ ،‬وقد نظرت في قضية فلسطين‪،‬‬

‫وقد استمعت إلى بيان منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬ممثلة شعب‬


‫فلسطين‪ ،‬وقد استمعت أيضاً إلى بيانات أخرى ألقيت خالل المناقشة‪.‬‬

‫وإذ يقلقها عميق القلق أنه لم يتم حتى اآلن‪ ،‬التوصل إلى حل عادل‬
‫لمشكلة فلسطين‪ ،‬وإذ لم تعترف بأن مشكلة فلسطين ال تزال تعرض‬
‫السلم واألمن الدوليين للخطر‪.‬‬

‫واعترافاً منها بأن للشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير وفقاً‬

‫‪163‬‬
‫لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وإذ تعرب عن بالغ قلقها لكون الشعب‬
‫الفلسطيني قد منع من التمتع بحقوقه‪ ،‬غير القابلة للتصرف‪ ،‬ال سيما‬
‫حقه في تقرير مصيره‪.‬‬

‫وإذ تسترشد بمقاصد الميثاق ومبادئه‪ ،‬وإذ تشير إلى ق ارراتها المتصلة‬
‫بالموضوع‪ ،‬والتي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره‪:‬‬

‫‪ .1‬تؤكد من جديد حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين‪ ،‬غير القابلة‬


‫للتصرف‪ ،‬وخصوصاً‪:‬‬

‫(أ) الحق في تقرير مصيره دون تدخل خارجي‪.‬‬

‫(ب) الحق في االستقالل والسيادة الوطنيين‪.‬‬

‫‪ .2‬تؤكد من جديد أيضاً حق الفلسطينيين‪ ،‬غير القابل للتصرف‪ ،‬في‬


‫العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها‪ ،‬وتطالب بإعادتهم‪.‬‬

‫‪ .3‬وتشدد على أن االحترام الكلي لحقوق الشعب الفلسطيني هذه غير‬


‫القابلة للتصرف‪ ،‬وإحقاق هذه الحقوق‪ ،‬أمران ال غنى عنهما لحل‬
‫قضية فلسطين‪.‬‬

‫‪ .4‬وتعترف بأن الشعب الفلسطيني طرف رئيسي في إقامة سلم عادل‬


‫ودائم في الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪ .5‬وتعترف كذلك بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه بكل‬

‫‪164‬‬
‫الوسائل وفقاً لمقاصد ميثاق األمم المتحدة ومبادئه‪.‬‬

‫‪ .6‬وتناشد جميع الدول والمنظمات الدولية أن تمد بدعمها الشعب‬


‫الفلسطيني في كفاحه السترداد حقوقه‪ ،‬وفقاً للميثاق‪.‬‬

‫‪ .7‬وتطلب إلى األمين العام أن يقيم اتصاالت مع منظمة التحرير‬


‫الفلسطينية في كل الشؤون المتعلقة بقضية فلسطين‪.‬‬

‫‪ .8‬وتطلب إلى األمين العام أن يقدم إلى الجمعية العامة‪ ،‬في دورتها‬
‫الثالثين‪ ،‬تقري اًر عن تنفيذ هذا الق ارر‪.‬‬

‫‪ .9‬وتقرر أن يدرج البند المعنون "قضية فلسطين" في جدول األعمال‬


‫المؤقت لدورته الثالثين‪.‬‬

‫منح منظمة التحرير الفلسطينية مركز المراقب‬

‫دعت الجمعية العامة‪ ،‬في قرار اتخذته في ‪ 22‬تشرين لثاني‪ /‬نوفمبر‬


‫‪ ،1974‬منظمة التحرير الفلسطينية إلى المشاركة في دورات الجمعية‬
‫العامة وأعماله بصفة مراقب‪.‬‬

‫إن الجمعية العامة‪،‬‬

‫وقد نظرت في قضية فلسطين‪ ،‬وإذ تضع في اعتبارها صفة العالمية‬


‫المقررة لألمم المتحدة في الميثاق‪ ،‬وإذ تذكر قرارها ‪( 3102‬د – ‪)28‬‬
‫المؤرخ ‪ 12‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1973‬وإذ تأخذ بعين االعتبار‬

‫‪165‬‬
‫قراري المجلس االقتصادي واالجتماعي ‪( 1835‬د‪ )56 -‬المؤرخ ‪14‬‬
‫أيار‪ /‬مايو ‪ ،1974‬و‪( 1840‬د‪ )56-‬المؤرخ ‪ 12‬أيار‪ /‬مايو ‪.1974‬‬

‫وإذ تالحظ أن كال من المؤتمر الدبلوماسي المعني بإعادة توكيد‬


‫القانون اإلنساني الدولي الساري على المنازعات المسلحة وإنمائه‪،‬‬
‫ومؤتمر السكان العالمي‪ ،‬والمؤتمر الغذائي العالمي‪ ،‬قد دعا بالفعل‬
‫منظمة التحرير الفلسطينية إلى االشتراك في مداوالته‪.‬‬

‫وإذ تالحظ أيضاً أن مؤتمر األمم المتحدة الثالث لقانون البحار قد دعا‬
‫منظمة التحرير الفلسطينية إلى االشتراك في مداوالته بصفة مراقب‪،‬‬

‫‪ .1‬تدعو منظمة التحرير الفلسطينية إلى االشتراك في دورات الجمعية‬


‫العامة وفي أعمالها بصفة مراقب‪.‬‬

‫‪ .2‬تدعو منظمة التحرير الفلسطينية إلى االشتراك في دورات كل‬


‫المؤتمرات الدولية التي تعقد برعاية الجمعية العامة وفي أعمالها بصفة‬
‫مراقب‪.‬‬

‫‪ .3‬تعتبر أن من حق منظمة التحرير الفلسطينية االشتراك بصفة‬


‫مراقب في دورات وفي أعمال كل المؤتمرات الدولية التي تعقد برعاية‬
‫هيئات األمم المتحدة األخرى‪.‬‬

‫‪ .4‬تطلب إلى األمين العام أن يتخذ الخطوات الالزمة لتنفيذ هذا القرار‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫قرار رقم ‪ 3089‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د‪ ،‬هـ (الدورة ‪ )28‬بتاريخ ‪ 7‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪:1973‬‬

‫أ‪ -‬تأييد نداء األنوروا لالستمرار في التبرع على أساس طارئ وكتدبير‬
‫مؤقت للنازحين الجدد ضحايا حرب حزيران‪ /‬يونيو ‪:1967‬‬

‫إن الجمعية العامة‪ ،‬إذ تذكر ق ارراتها رقم ‪( 2252‬الدورة االستثنائية‬


‫الطارئة‪ )5 -‬في ‪ 4‬تموز‪ /‬يوليو ‪ ،1967‬ورقم ‪ 2341‬ب (الدورة ‪)22‬‬
‫في ‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1967‬ورقم ‪ 2452‬ج (الدورة ‪)23‬‬
‫في ‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1968‬ورقم ‪ 2535‬ج (الدورة ‪)24‬‬
‫في ‪ 10‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1969‬ورقم ‪ 2672‬ب (الدورة ‪)25‬‬
‫في ‪ 8‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1970‬ورقم ‪ 2792‬ب (الدورة ‪ )26‬في‬
‫‪ 6‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1971‬ورقم ‪ 2963‬ب (الدورة ‪ )27‬في ‪13‬‬
‫كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ 1972‬وقد أخذت علماً بالتقرير السنوي الذي‬
‫قدمه المفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين‬
‫في الشرق األدنى وتشغيلهم عن الفترة الممتدة من ‪ 1‬تموز‪ /‬يوليو‬
‫‪ 1972‬إلى ‪ 30‬حزيران‪ /‬يونيو ‪ ،1973‬وإذ يقلقها استمرار اآلالم‬
‫الناجمة عن حرب حزيران‪ /‬يونيو ‪ 1967‬في الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪ .1‬تؤكد من جديد ق ارراتها رقم ‪( 2252‬الدورة االستثنائية الطارئة‪-‬‬


‫‪ ،)5‬ورقم ‪ 2341‬ب (الدورة ‪ ،)22‬ورقم ‪ 2452‬ج (الدورة ‪ ،)23‬ورقم‬

‫‪167‬‬
‫‪ 2535‬ج (الدورة ‪ ،)24‬ورقم ‪ 2672‬ب (الدورة ‪ ،)25‬ورقم ‪ 2792‬ب‬
‫(الدورة ‪ ،)26‬ورقم ‪ 2963‬ب (الدورة ‪.)27‬‬

‫‪ .2‬تؤيد في ضوء أهداف تلك الق اررات‪ ،‬الجهود التي يبذلها المفوض‬
‫العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق‬
‫األدنى وتشغيلهم لالستمرار‪ ،‬قدر المستطاع على أساس طارئ واعتبار‬
‫ذلك تدبي اًر مؤقتاً‪ ،‬في توفير المساعدة اإلنسانية الالزمة لألشخاص‬
‫اآلخرين في المنطقة الذين هم اآلن مشردون وبحاجة ماسة إلى‬
‫مساعدة مستمرة نتيجة حرب حزيران‪ /‬يونيو ‪.1967‬‬

‫‪ .3‬وتناشد قوة جميع الوكاالت والمنظمات واألفراد‪ ،‬أن يتبرعوا بسخاء‬


‫لألغراض السالفة إلى وكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين‬
‫الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم وإلى المنظمات المعنية‬
‫الحكومية منها وغير الحكومية‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعبير عن األسف لعدم تنفيذ الفقرة ‪ 11‬من القرار رقم ‪194‬‬
‫(الدورة ‪ )3‬وطلب زيادة التبرع لألنوروا‪:‬‬

‫أن الجمعية العامة إذ تذكر قرارها رقم ‪ 2963‬أ (الدورة ‪ )27‬في ‪13‬‬
‫كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1972‬وجميع الق اررات السابقة المشار إليها‬
‫فيه‪ ،‬ومن ضمنها القرار ‪( 194‬الدورة ‪ ،)3‬المتخذ في ‪ 11‬كانون‬
‫األول‪ /‬ديسمبر ‪.1948‬‬

‫‪168‬‬
‫وقد أخذت علماً بالتقرير السنوي الذي قدمه المفوض العام لوكالة‬
‫األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى‬
‫وتشغيلهم عن الفترة الممتدة من ‪ 1‬تموز‪ /‬يوليو ‪ 1972‬إلى‬
‫‪30‬حزيران‪ /‬يونيه ‪.1973‬‬

‫‪ .1‬نالحظ مع األسف العميق أن إعادة الالجئين أو تعويضهم‪ ،‬كما هو‬


‫منصوص عليهما في الفقرة ‪ 11‬من قرار الجمعية العامة ‪( 194‬الدورة‬
‫‪ ،)3‬لم ينفذا‪ ،‬ولم يتم إحراز تقدم ملموس في برنامج إعادة دمجهم إما‬
‫بإعادتهم أو توظيفهم‪ ،‬وفقاً للبرنامج الذي أقرته الجمعية العامة في‬
‫الفقرة ‪ 2‬من القرار ‪( 513‬الدورة ‪ ،)6‬تاريخ ‪ 26‬كانون الثاني‪ /‬يناير‬
‫‪ ،1952‬وأن وضع الالجئين ال يزال لذلك مدعاة إلى القلق الشديد‪.‬‬

‫‪ .2‬تعرب عن شكرها للمفوض العام ولموظفي وكالة األمم المتحدة‬


‫إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬على‬
‫الجهود المخلصة والمتواصلة لتوفير خدمات أساسية لالجئين‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬وكذلك للوكاالت المتخصصة والمنظمات الخاصة على‬
‫عملها القيم لمساعدة الالجئين‪.‬‬

‫‪ .3‬تالحظ مع األسف أن لجنة األمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين‬


‫لم تتمكن من إيجاد وسيلة إلحراز تقدم في تنفيذ الفقرة ‪ 11‬من قرار‬
‫الجمعية العامة ‪( 194‬الدورة ‪ ،)3‬وتطلب من اللجنة مواصلة جهودها‬

‫‪169‬‬
‫في سبيل تنفيذها‪ ،‬وبتقديم تقرير بذلك‪ ،‬بحسب األصول‪ ،‬على أال‬
‫يتأخر‬

‫عن تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪.1974‬‬

‫‪ .4‬تلفت النظر إلى الوضع المالي الخطر لوكالة األمم المتحدة إلغاثة‬
‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬كما يتبين من‬
‫تقرير المفوض العام‪.‬‬

‫‪ .5‬وتالحظ بقلق أنه على الرغم من جهود المفوض العام المشكورة‬


‫والموفقة في جمع تبرعات إضافية‪ ،‬بغية تخفيف العجز الخطير في‬
‫ميزانية السنة الماضية‪ ،‬فإن التبرعات لوكالة األمم المتحدة إلغاثة‬
‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى ال تزال دون األموال الال زمة‬
‫لتغطية المقتضيات األساسية للموازنة‪.‬‬

‫‪ .6‬تدعو الحكومات‪ ،‬كأمر مستعجل إلى بذل أسخى الجهود الممكنة‬


‫لسد الحاجات المنتظرة لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين‬
‫الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬خصوصاً في ضوء العجز‬
‫المنتظر في الميزانية‪ ،‬الذي عرضه تقرير المفوض العام‪ ،‬ولذلك تحث‬
‫الحكومات التي لم تتبرع على التبرع والحكومات المتبرعة على النظر‬
‫في زيادة تبرعاتها‪.‬‬

‫ج‪ -‬إعادة تأكيد حق النازحين في العودة إلى ديارهم‪:‬‬

‫‪170‬‬
‫إن الجمعية العامة إذ تذكر قرار مجلس األمن ‪ )1967( 237‬في ‪14‬‬
‫حزيران‪ /‬يونيو ‪ ،1967‬وإذ تذكر أيضاً ق ارراتها رقم ‪( 2252‬الدورة‬
‫االستثنائية الطارئة – ‪ )5‬في ‪ 4‬تموز‪ /‬يوليو ‪ ،1967‬ورقم ‪ 2425‬أ‬
‫(الدورة ‪ )23‬في ‪ 19‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1968‬ورقم ‪ 2535‬ب‬
‫(الدورة ‪)24‬في ‪ 1‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1969‬ورقم ‪ 2672‬د‬
‫(الدورة ‪ )25‬في ‪ 8‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1975‬ورقم ‪ 2792‬هـ‬
‫(الدورة ‪ )26‬في ‪ 6‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1971‬ورقم ‪( 2693‬الدورة‬
‫‪ )27‬في ‪ 13‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1972‬التي تدعو فيها حكومة‬
‫"إسرائيل" إلى اتخاذ خطوات فعالة وفورية لتعيد‪ ،‬دون تأخير‪ ،‬السكان‬
‫الذين نزحوا نتيجة حرب حزيران‪ /‬يونيو ‪ ،1967‬وقراريها رقم ‪ 2792‬ج‬
‫(الدورة ‪ 26‬في كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1971‬ورقم ‪( 2963‬الدورة‬
‫‪ )27‬في ‪ 13‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ 1972‬اللذين يدعوان حكومة‬
‫"إسرائيل" إلى اتخاذ خطوات فورية وفعالة لتعيد الالجئين المعنيين إلى‬
‫المخيمات التي أقصوا عنها في قطاع غزة‪ ،‬وتوفير مالجئ مالئمة‬
‫إليوائهم‪ ،‬وإذ تؤكد ضرورة تنفيذ تام للق اررات التي تقدم ذكرها‪ ،‬وإذ‬
‫نظرت في تقريري األمين العام تاريخ ‪ 18‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،1973‬وإذ‬
‫الحظت أن سلطات االحتالل "اإلسرائيلي" قد أصرت على اتخاذ إجراءات‬
‫تعرقل عودة السكان النازحين إلى ديارهم ومخيماتهم في األ راضي‬
‫المحتلة‪ ،‬ومن ضمن ذلك تغييرات في تركيبها السكاني والطبيعي‪،‬‬
‫بتشريد السكان‪ ،‬ونقلهم بالقوة‪ ،‬وهدم المدن والقرى والبيوت وإقامة‬
‫‪171‬‬
‫المستوطنات "اإلسرائيلية"‪ ،‬مخالفة بذلك أحكام اتفاقية جنيف الخاصة‬
‫بحماية األشخاص المدنيين في زمن الحرب تاريخ ‪ 21‬آب‪ /‬أغسطس‬
‫‪ ،1949‬وكذلك ق اررات األمم المتحدة المتعلقة بهذا الشأن‪ ،‬مؤكدة من‬
‫جديد أنها تعتبر تلك اإلجراءات باطلة والغية‪.‬‬

‫‪ .1‬تؤكد من جديد حق السكان النازحين‪ ،‬ومن ضمنهم النازحون نتيجة‬


‫األعمال العدوانية األخيرة‪ ،‬في العودة إلى ديارهم ومخيماتهم‪.‬‬

‫‪ .2‬تعتبر أن محنة السكان النازحين مستمرة ألنهم حرموا العودة إلى‬


‫ديارهم ومخيماتهم‪.‬‬

‫‪ .3‬تستنكر رفض السلطات "اإلسرائيلية" اتخاذ خطوات لعودة السكان‬


‫النازحين عمالً بالق اررات المتقدمة الذكر‪.‬‬

‫‪ .4‬وتدعو "إسرائيل" مرة أخرى‪ ،‬وفي الحال‪ ،‬إلى‪:‬‬

‫(أ) اتخاذ خطوات لعودة السكان النازحين‪.‬‬

‫(ب) الكف عن جميع اإلجراءات التي تعرقل عودة السكان النازحين‪،‬‬


‫ومن ضمنها اإلجراءات التي تؤثر في التركيب الطبيعي والسكاني‬
‫للمناطق المحتلة‪.‬‬

‫(ج)اتخاذ خطوات فعالة لعودة الالجئين المعنيين إلى المخيمات التي‬


‫أخرجوا منها في قطاع غزة‪ ،‬وتوفير مالجئ مالئمة لسكانهم‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ .5‬وتطلب من األمين العام‪ ،‬لوكالة األمم المتحدة إغاثة الالجئين‬

‫الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬أن يقدم تقري اًر بأسرع وقت‬
‫ممكن‪ ،‬وكلما كان مالئماً فيما بعد‪ ،‬على أال يتأخر تقديمه‪ ،‬في أي‬
‫حال‪ ،‬عن تاريخ افتتاح دورة الجمعية العامة التاسعة والعشرين‪ ،‬وذلك‬
‫بشأن تنفيذ "إسرائيل" للفقرة ‪ 4‬من هذا القرار‪.‬‬

‫د‪ -‬إعادة تأكيد حق تقرير المصير والحقوق المتساوية لشعب‬


‫فلسطين‪:‬‬

‫إن الجمعية العامة إذ تدرك أن مشكلة الالجئين الفلسطينيين قد نشأت‬


‫عن إنكار حقوقهم غير القابلة للتصرف بموجب ميثاق األمم المتحدة‬
‫واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وإذ تذكر قرارها رقم ‪ 2435‬ب‬
‫(الدورة ‪ )24‬في كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1969‬الذي أعادت فيه تأكيد‬
‫حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف‪ ،‬وق ارراتها رقم ‪2649‬‬
‫(الدورة ‪ )25‬في ‪ 30‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪ ،1970‬ورقم ‪2672‬‬
‫(الدورة ‪ )25‬في ‪ 8‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1970‬ورقم ‪( 2787‬الدورة‬
‫‪ )26‬في ‪ 6‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1971‬ورقم ‪ 2792‬د (الدورة ‪)26‬‬
‫في ‪ 6‬كانون األ ول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1971‬ورقم ‪( 2955‬الدورة ‪ )27‬في ‪12‬‬
‫كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1972‬ورقم ‪( 2963‬الدورة ‪ )27‬في ‪13‬‬
‫كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1972‬التي اعترفت فيها‪ ،‬إلى جانب أمور‬
‫أخرى‪ ،‬بأن لشعب فلسطين الحق في تقرير المصير‪ ،‬وإذ تضع نصب‬
‫‪173‬‬
‫عينيها مبدأ الحقوق المتساوية وتقرير المصير الذي نصت عليه‬
‫المادتان ‪ 1‬و ‪ 5‬من الميثاق‪ ،‬وأعيد تأكيده مؤخ اًر في إعالن مبادئ‬

‫القانون الدولي المتعلقة بالعالقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً‬


‫لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وفي إعالن تقوية األمن الدولي‪.‬‬

‫‪ .1‬تؤكد من جديد أن لشعب فلسطين الحق في حقوق متساوية وفي‬


‫حق تقرير المصير وفقاً لميثاق األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ .2‬تعرب‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬عن قلقها الشديد أن "إسرائيل" قد حرمت شعب‬


‫فلسطين التمتع بحقوقه غير القابلة للتصرف‪ ،‬وممارسة حقه في تقرير‬
‫المصير‪.‬‬

‫‪ .3‬تعلن أن االحترام التام لحقوق شعب فلسطين غير القابلة للتصرف‪،‬‬


‫وتحقيقها‪ ،‬وخصوصاً حقه في تقرير المصير‪ ،‬ال بد منهما لتوطيد سالم‬
‫عادل ودائم في الشرق األوسط‪ ،‬وأن تمتع الالجئين العرب الفلسطينيين‬
‫بالحق في العودة إلى ديارهم وأمالكهم‪ ،‬ذلك الحق الذي اعترفت به‬
‫الجمعية العامة في القرار ‪( 194‬الدورة ‪ )3‬في ‪ 11‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪ 1948‬والذي أعادت الجمعية العامة تأكيده م ار اًر منذ ذلك‬
‫التاريخ‪ ،‬ال بد منه لتحقيق تسوية عادلة لمشكلة الالجئين‪ ،‬ولممارسة‬
‫شعب فلسطين حقه في تقرير المصير‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫هـ‪ -‬توجيه نداء إلى الدول األعضاء من أجل زيادة مساهماتها‬
‫لألنوروا‪:‬‬

‫إن الجمعية العامة إذ ترى أن وكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين‬


‫الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم بحاجة ماسة إلى أموال‬
‫إضافية لسد الحد األدنى من النفقات السنوية‪ ،‬وإذ تالحظ أن كثي اًر من‬
‫الدول األعضاء ليس في وضع يمكنه من أي تبرع لوكالة األمم‬
‫المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪،‬‬
‫وإذ تالحظ أيضاً أن دوالً كثيرة تفضل‪ ،‬بدالً من التبرع لميزانية وكالة‬
‫األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى‬
‫وتشغيلهم‪ ،‬تقديم المعونة إلى الالجئين الفلسطينيين مباشرة‪.‬‬

‫وإذ تأخذ بعين االعتبار أن تبرع الواليات المتحدة األمريكية لميزانية‬


‫األمم المتحدة العادية قد أنقصت ‪ % 25‬بموجب قرار الجمعية العامة‬
‫رقم ‪ 2961‬ب (الدورة ‪ )27‬في ‪ 13‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪،1972‬‬
‫علماً بأن الواليات المتحدة ستحاول أن تبقي على تبرعاتها التطوعية‬
‫لمختلف وكاالت األمم المتحدة وأجهزتها األخرى وربما تزيدها‪ .‬وإذ ترى‬

‫أيضاً االهتمام العميق بالشرق األوسط الذي أظهره بعض دول أوروبا‬
‫الغربية ودول أخرى منذ أعوام طويلة‪:‬‬

‫‪175‬‬
‫‪ . 1‬تعرب عن شكرها لجميع الدول التي تبرعت في الماضي بسخاء‬
‫لميزانية وكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق‬
‫األدنى وتشغيلهم‪.‬‬

‫‪ .2‬تناشد الدول األعضاء‪ ،‬وال سيما التي دخل الفرد فيها ‪1500‬‬

‫دوال اًر أو أكثر النظر في زيادة تبرعاتها لوكالة األمم المتحدة إلغاثة‬
‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪.‬‬

‫القرار ‪ 52/52‬تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية‪:‬‬

‫الجلسة العامة ‪ / 9‬ديسمبر ‪1997‬‬

‫إن الجمعية العامة‪ ،‬إذ تشير إلى ق ارراتها ذات الصلة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الق اررات المتخذة في الدورة االستثنائية الطارئة العاشرة‪ ،‬وإذ تشير إلى‬
‫ق اررات مجلس األمن ذات الصلة‪ ،‬بما فيها الق ارران ‪)1967( 242‬‬
‫المؤرخ ‪ 22‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪ 1967‬و ‪ )1973(388‬المؤرخ ‪22‬‬
‫تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪.1973‬‬

‫وإذ تدرك أن عام ‪ 1997‬يمثل السنة الخمسين منذ اتخاذ القرار ‪181‬‬
‫(د ‪ )2-‬المؤرخ ‪ 29‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪ 1947‬والسنة الثالثين منذ‬
‫احتالل األرض الفلسطينية‪ ،‬بما فيها القدس‪ ،‬وقد نظرت في تقرير‬
‫األمين العام المقدم عمالً بالطلب الوارد في قرارها ‪ 26 / 21‬المؤرخ‪4‬‬
‫كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1996‬واقتناعاً منها بأن تحقيق تسوية نهائية‬
‫‪176‬‬
‫وسلمية لقضية فلسطين‪ ،‬جوهر النزاع العربي اإلسرائيلي‪ ،‬هو أمر ال بد‬
‫منه لبلوغ سالم شامل ودائم في الشرق األوسط‪ ،‬وإدراكاً منها أن مبدأ‬
‫تكافؤ الشعوب في الحقوق وحقها في تقرير مصيرها من بين مقاصد‬
‫ميثاق األمم المتحدة ومبادئه‪.‬‬

‫وإذ تؤكد مبدأ عدم جواز اكتساب األ راضي عن طريق الحرب‪ ،‬وإذ تؤكد‬
‫أيضاً عدم مشروعية المستوطنات اإلسرائيلية في األراضي المحتلة منذ‬
‫عام ‪ 1967‬وعدم مشروعية اإلجراءات اإلسرائيلية التي تستهدف تغيير‬
‫وضع القدس‪ ،‬وإذ تؤكد مرة أخرى حق جميع دول المنطقة في العيش‬
‫في سالم داخل حدود أمنة ومعترف بها دولياً‪ ،‬وإذ تشير إلى االعتراف‬
‫المتبادل بين حكومة دولة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬ممثل‬
‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬وتوقيع الطرفين على إعالن المبادئ المتعلق‬
‫بترتيبات الحكم الذاتي المؤقت في واشنطن العاصمة في ‪ 13‬أيلول‪/‬‬
‫سبتمبر ‪ ،1993‬وكذلك اتفاقات التنفيذ الالحقة‪ ،‬بما فيها االتفاق‬
‫اإلسرائيلي –الفلسطيني المؤقت بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة‬
‫الموقع في واشنطن العاصمة في ‪ 28‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪.1995‬‬

‫وإذ تشير أيضاً إلى انسحاب الجيش اإلسرائيلي في عام ‪ 1995‬من‬


‫قطاع غزة ومنطقة أريحا وفقاً لالتفاقات التي توصل إليها الطرفان‪،‬‬
‫وبدء عمل السلطة الفلسطينية في هاتين المنطقتين‪ ،‬وكذلك بدء إعادة‬

‫‪177‬‬
‫انتشار الجيش اإلسرائيلي في بقية الضفة الغربية في عام ‪ ،1996‬وإذ‬
‫تالحظ مع االرتياح إجراء أول انتخابات عامة فلسطينية بنجاح‪.‬‬

‫وإذ تالحظ مع التقدير عمل مكتب منسق األمم المتحدة الخاص في‬
‫األراضي المحتلة‪ ،‬وإسهامه اإليجابي‪ ،‬وإذ ترحب بانعقاد مؤتمر دعم‬
‫السالم في الشرق األوسط‪ ،‬في واشنطن العاصمة في ‪ 1‬تشرين األول‪/‬‬
‫أكتوبر ‪ ،1993‬وكذلك كافة اجتماعات المتابعة واآلليات الدولية‬
‫المنشأة لتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫وإذ يساورها القلق إزاء الصعوبات الخطيرة التي تواجهها عملية السالم‬
‫في الشرق األوسط‪ ،‬بما في ذلك عدم تنفيذ االتفاقات التي تم التوصل‬
‫إليها‪ ،‬وتدهور الظروف االجتماعية واالقتصادية للشعب الفلسطيني‬
‫نتيجة للمواقف واإلجراءات التي تتخذها إسرائيل‪.‬‬

‫‪ .1‬تؤكد من جديد ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية لقضية فلسطين‪،‬‬


‫جوهر النزاع العربي – اإلسرائيلي‪ ،‬من جميع جوانبها‪.‬‬

‫‪ .2‬تعرب عن تأييدها الكامل لعملية السالم الجارية التي بدأت في‬


‫مدريد‪ ،‬وإلعالن المبادئ المتعلق بترتيبات الحكم الذاتي المؤقت لعام‬
‫‪ ،1993‬وكذلك اتفاقات التنفيذ الالحقة‪ ،‬بما في ذلك االتفاق اإلسرائيلي‬
‫– الفلسطيني المؤقت بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة لعام ‪،1995‬‬

‫‪178‬‬
‫وتعرب عن األمل في أن تفضي تلك العملية إلى إقامة سالم شامل‬
‫وعادل ودائم في الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪ .3‬تشدد على ضرورة االلتزام بمبدأ األرض مقابل السالم وتنفيذ قراري‬

‫مجلس األمن ‪ )1967( 242‬و ‪ )1973( 388‬اللذين يشكالن أساس‬


‫عملية السالم في الشرق األوسط‪ ،‬والحاجة إلى تنفيذ االتفاقات التي‬
‫تم التوصل إليها بين الطرفين تنفيذاً فورياً دقيقاً‪ ،‬بما في ذلك إعادة‬
‫انتشار القوات اإلسرائيلية من الضفة الغربية وبدء المفاوضات بشأن‬
‫التسوية الهائية‪.‬‬

‫‪ .4‬تطلب إلى األطراف المعنية وإلى المشاركين في رعاية عملية السالم‬


‫واألطراف األخرى المهتمة باألمر والمجتمع الدولي بأسره بذل كل ما‬
‫يلزم من جهود ومبادرات إلعادة عملية السالم إلى مسارها وضمان‬
‫استمرارها ونجاحها‪.‬‬

‫‪ .5‬تشدد على الحاجة إلى القيام بما يلي‪:‬‬

‫(أ) إعمال حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف‪ ،‬وبالدرجة‬


‫األولى الحق في تقرير المصير‪.‬‬

‫(ب) انسحاب إسرائيل من األرض الفلسطينية المحتلة منذ عام ‪.1967‬‬

‫‪ .6‬تشدد أيضاً على الحاجة إلى حل مشكلة الالجئين الفلسطينيين وفقاً‬


‫لقرارها ‪( 194‬د ‪ )3-‬المؤرخ ‪ 11‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪.1948‬‬
‫‪179‬‬
‫‪ .7‬تحث الدول األعضاء على التعجيل بتقديم المساعدات االقتصادية‬
‫والتقنية إلى الشعب الفلسطيني خالل هذه الفترة الحرجة‪.‬‬

‫‪ .8‬تشدد على أهمية قيام األمم المتحدة بدور أكثر نشاطاً وأوسع‬
‫نطاقاً في عملية السالم الجارية وفي تنفيذ إعالن المبادئ‪.‬‬

‫‪ .9‬تطلب إلى األمين العام أن يواصل جهوده مع األطراف المعنية‪،‬‬


‫وبالتشاور مع مجلس األمن‪ ،‬من أجل تعزيز السالم في المنطقة‪ ،‬وأن‬
‫يقدم تقارير مرحلية عن التطورات في هذه المسألة‪.‬‬

‫الجلسة العامة ‪68‬‬

‫‪ 9‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪1997‬‬

‫قرار رقم ‪( 2154‬الدورة ‪ )21‬بتاريخ ‪ 17‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر‬


‫‪.1966‬‬

‫مطالبة لجنة التوفيق برفع تقرير عن إعادة الالجئين إلى ديارهم ودعوة‬
‫الحكومات إلى زيادة تبرعاتها لألنوروا‪.‬‬

‫إن الجمعية العامة إذ تشير إلى قرارها ‪( 194‬الدورة ‪ )3‬المتخذ في ‪11‬‬


‫كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1948‬وقرارها ‪( 302‬الدورة ‪ )4‬المتخذ في ‪8‬‬
‫كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1949‬وقراريها ‪( 393‬الدورة – ‪ )5‬و ‪394‬‬

‫‪180‬‬
‫(الدورة ‪ )5‬المتخذين في ‪ 2‬و ‪ 14‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪،1950‬‬
‫وقراريها ‪( 512‬الدورة ‪ )6‬و ‪( 513‬الدورة ‪ )6‬المتخذين في ‪ 26‬كانون‬
‫الثاني ‪ /‬يناير ‪ ،1952‬وقرارها ‪( 614‬الدورة ‪ )7‬المتخذ في ‪ 6‬تشرين‬
‫الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ ،1952‬وقرارها ‪( 720‬الدورة ‪ )8‬المتخذ في ‪27‬‬
‫تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪ ،1953‬وقرارها ‪( 818‬الدورة ‪ )9‬المتخذ في ‪4‬‬
‫كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1954‬وقرارها ‪( 916‬الدورة ‪ )15‬المتخذ في‬
‫‪ 3‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1955‬وقرارها ‪( 1018‬الدورة ‪ )11‬المتخذ‬
‫في ‪ 28‬شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،1957‬وقرارها ‪( 1191‬الدورة ‪ )12‬المتخذ في‬
‫‪ 12‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1957‬وقرارها ‪( 1315‬الدورة ‪ )13‬المتخذ‬
‫في ‪ 12‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1958‬وقرارها ‪( 1456‬الدورة ‪)14‬‬
‫المتخذ في ‪ 9‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ 1959‬وقرارها ‪( 1654‬الدورة‬
‫‪ )15‬المتخذ في ‪ 21‬نيسان ‪ /‬ابريل ‪ ،1961‬وقرارها ‪( 1725‬الدورة‬
‫‪ )16‬المتخذ في ‪ 20‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1961‬وقرارها ‪1856‬‬
‫(الدورة ‪ )17‬المتخذ في ‪ 20‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1962‬وقرارها‬
‫‪( 1912‬الدورة ‪ )18‬المتخذ في ‪ 3‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪،1963‬‬
‫وقرارها ‪( 2002‬الدورة ‪ )19‬المتخذ في ‪ 15‬شباط ‪ /‬فبراير ‪،1965‬‬
‫وقرارها ‪( 20052‬الدورة ‪ )20‬المتخذ في‪ 15‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر‬
‫‪ ،1965‬وإذ تحيط علماً بالتقرير السنوي للمفوض العام لوكالة األمم‬
‫المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪،‬‬

‫‪181‬‬
‫عن الفترة الممتدة من ‪ 1‬تموز ‪ /‬يوليو ‪ 1965‬إلى ‪ 30‬حزيران ‪ /‬يونيو‬
‫‪.1965‬‬

‫‪ .1‬تالحظ مع األسف الشديد أنه لم تتم إعادة الالجئين إلى ديارهم أو‬
‫تعويضهم كما هو منصوص عليه في الفقرة ‪ 11‬من قرار الجمعية‬
‫العامة ‪( 194‬الدورة ‪ ،)3‬وأنه لم يحرز أي تقدم ملموس في برنامج‬
‫إعادة إدماج الالجئين إما بإعادتهم إلى ديارهم أو توطينهم‪ ،‬وهو‬
‫البرنامج الذي أثرته الجمعية العامة في الفقرة ‪ 2‬من القرار ‪513‬‬
‫(الدورة ‪ ،)6‬وأن حالة الالجئين ال تزال لذلك مدعاة للقلق الشديد‪.‬‬

‫‪ .2‬تعرب عن شكرها للمفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة‬


‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغليهم ولموظفيها‪ ،‬للجهود‬
‫الصادقة التي يواصلون بذلها لتوفر الخدمات األساسية لالجئين‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬وللوكاالت المتخصصة والمنظمات الخاصة‪ ،‬لألعمال‬

‫القيمة التي تقوم لها لمساعدة الالجئين‪.‬‬

‫‪ . 3‬تلفت األنظار إلى الحالة المالية الحرجة التي ما زالت تكتنف وكالة‬
‫األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى‬
‫وتشغليهم‪ ،‬كما يتبين من تقرير المفوض العام‪.‬‬

‫‪ .4‬تالحظ مع القلق‪ ،‬أنه رغم الجهود الحميدة الموفقة التي بذلها‬


‫المفوض العام لجمع التبرعات اإلضافية بغية تخفيف عجز الميزانية‬

‫‪182‬‬
‫الخطير الحاصل في العام الماضي‪ ،‬فإن التبرعات المقدمة إلى وكالة‬
‫األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى‬
‫وتشغيلهم ما زالت أقل من األموال الالزمة لمواجهة حاجاتها المالية‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪ .5‬وتدعو جميع الحكومات إلى القيام‪ ،‬على وجه االستعجال‪ ،‬يبذل‬


‫أسخى الجهود الممكنة لتلبية الحاجات المتوقعة لوكالة األمم المتحدة‬
‫إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬ال سيما‬
‫في ضوء العجز المنتظر حصوله في الميزانية حسب تقرير المفوض‬
‫العام‪ ،‬وتحث لذلك الحكومات غير المتبرعة على التبرع والحكومات‬
‫المتبرعة على النظر في زيادة تبرعاتها‪.‬‬

‫‪ .6‬وتوعز إلى المفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين‬


‫الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪ ،‬أن يواصل جهوده الرامية‬
‫إلى اتخاذ التدابير الالزمة‪ ،‬بما في ذلك تدابير تصحيح قوائم اإلغاثة‬
‫لكي يضمن‪ ،‬بالتعاون مع الحكومات المعنية تحقيق أقصى قدر ممكن‬
‫من العدالة في توزيع اإلغاثة على أساس الحاجة‪.‬‬

‫‪ .7‬وتالحظ مع األسف أن لجنة األمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين‬


‫لم تتمكن‪ ،‬بسبب عدم تغير الحالة في المنطقة‪ ،‬من إيجاد وسيلة‬
‫إلحراز تقدم في تنفيذ الفقرة ‪ 11‬من قرار الجمعية العامة ‪( 194‬الدورة‬

‫‪183‬‬
‫‪ ،)3‬وتدعو الحكومات المعنية إلى مد يد التعاون لكي تتمكن اللجنة‬
‫من مواصلة جهودها في هذا السبيل‪.‬‬

‫‪ .8‬تدعو لجنة األمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين إلى مضاعفة‬


‫جهودها لتنفيذ الفقرة ‪ 11‬من القرار ‪( 194‬الدورة ‪ ،)3‬وإلى اإلعالم عن‬
‫ذلك حسب المالئمة وفي موعد ال يتجاوز ‪ 1‬تشرين األول ‪ /‬أكتوبر‬
‫‪.1967‬‬

‫تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم ‪ 1468‬بـ ‪68‬‬
‫صوتاً مقابل ‪ 0‬وامتناع‪ 3‬دول عن التصويت‪.‬‬

‫قرار رقم ‪( 1604‬الدورة ‪ )5‬بتاريخ ‪ 21‬نيسان ‪ /‬ابريل ‪1961‬‬

‫اإليعاز إلى لجنة التوفيق برفع تقرير عن إعادة الالجئين إلى ديارهم‬

‫إن الجمعية العامة إذ تشير إلى ق ارراتها رقم ‪( 194‬الدورة ‪ )3‬المتخذ‬


‫في ‪ 11‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1948‬ورقم ‪( 302‬الدورة ‪ )4‬المتخذ‬
‫في ‪ 8‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1949‬ورقم ‪( 393‬الدورة ‪ )5‬المتخذ‬
‫في ‪ 2‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1950‬ورقم ‪( 513‬الدورة ‪ )6‬المتخذ‬
‫في ‪ 26‬كانون الثاني ‪ /‬يناير ‪ ،1952‬ورقم ‪( 614‬الدورة ‪ )7‬المتخذ‬
‫في ‪ 6‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ ،1952‬ورقم ‪( 720‬الدورة ‪ )8‬المتخذ‬
‫في ‪ 2‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ ،1953‬ورقم ‪( 818‬الدورة ‪ )9‬المتخذ‬
‫في ‪ 4‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1954‬ورقم ‪( 916‬الدورة ‪ )10‬المتخذ‬

‫‪184‬‬
‫في ‪ 3‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1955‬ورقم ‪( 1018‬الدورة ‪)11‬‬
‫المتخذ في ‪ 28‬شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،1957‬ورقم ‪( 1191‬الدورة ‪)12‬‬
‫المتخذ في ‪ 12‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1957‬ورقم ‪( 1315‬الدورة‬
‫‪ )13‬المتخذ في ‪ 12‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1958‬ورقم ‪1456‬‬
‫(الدورة ‪ )14‬المتخذ في ‪ 9‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪.1959‬‬

‫وإذ تحيط علماً بالتقرير السنوي للمدير وكالة األمم المتحدة إلغاثة‬

‫الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم عن الفقرة الواقعة‬


‫بين ‪ 1‬تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1959‬و‪ 30‬حزيران ‪ /‬يونيو ‪ ،1960‬وإذ تالحظ‬
‫مع األسف الشديد أنه لم تتم إعادة الالجئين إلى ديارهم أو تعويضهم‬
‫كما هو منصوص عليه في الفترة ‪ 11‬من قرار الجمعية العامة رقم‬
‫‪( 194‬الدورة ‪ ،)3‬وأنه لم يتحقق تقدم ملموس في برنامج إعادة إدماج‬
‫الالجئين إما بإعادتهم إلى ديارهم أو توطينهم‪ ،‬وهو البرنامج الذي‬
‫وافقت عليه الجمعية في الفقرة ‪ 2‬من القرار ‪( 513‬الدورة ‪ ،)6‬وأن‬
‫حالة الالجئين ال تزال لذلك مدعاة للقلق الشديد‪.‬‬

‫‪ .1‬تالحظ مع األسف أن لجنة األمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين‬


‫لم تتمكن من اإلعالم عن أي تقدم في تنفيذ المهمة التي كلفت بها‬
‫بمقتضى الفقرة ‪ 4‬من قرار الجمعية العامة رقم ‪( 1456‬الدورة ‪،)14‬‬
‫وتطلب إلى اللجنة مجدداً بذل الجهود الالزمة لتأمين تنفيذ الفقرة ‪11‬‬

‫‪185‬‬
‫من قرار الجمعية العامة رقم ‪( 194‬الدورة ‪ ،)3‬ولإلعالم عن ذلك في‬
‫موعد ال يتجاوز ‪ 15‬تشرين األول ‪ /‬أكتوبر‪.‬‬

‫‪ .2‬وتلفت األنظار إلى الحالة المالية الحرجة التي تكتنف وكالة األمم‬
‫المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم‪،‬‬
‫وتحث الحكومات على النظر في مدى قدرتها على التبرع أو زيادة‬
‫تبرعاتها لتمكين الوكالة من تنفيذ برنامجها‪.‬‬

‫‪ .3‬وتعرب عن شكرها لمدير الوكالة ولموظفيها للجهود التي‬

‫يواصلون لتنفيذ المهمة الملقاة على عاتقها‪ ،‬وللوكاالت المتخصصة‬


‫والمنظمات الخاصة العديدة ألعمالها القيمة المتواصلة التي تقوم بها‬
‫لمساعدة الالجئين‪.‬‬

‫تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم ‪ 933‬بـ ‪37‬‬
‫صوتاً مقابل ‪ 17‬وامتناع ‪ 38‬دولة عن التصويت‪.‬‬

‫قرار الجمعية العامة رقم ‪( 2336‬الدورة ‪ )29‬بتاريخ ‪ 22‬تشرين الثاني‬


‫‪ /‬نوفمبر ‪ 1974‬إقرار حقوق الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫إن الجمعية العامة‪ ،‬وقد نظرت في قضية فلسطين‪،‬‬

‫وقد استمعت إلى بيان منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬ممثلة شعب‬


‫فلسطين‪،‬‬

‫‪186‬‬
‫وقد استمعت أيضاً إلى بيانات أخرى ألقيت خالل المناقشة‪،‬‬

‫وإذ يقلقها عميق القلق أنه لم يتم‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬التوصل إلى حل عادل‬
‫لمشكلة فلسطين‪ ،‬وإذ تعترف بأن مشكلة فلسطين ال تزال تعرض السلم‬
‫واألمن الدوليين للخطر‪.‬‬

‫واعترافاً منها بأن للشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير وفقاً‬


‫لميثاق األمم المتحدة‪.‬‬

‫وإذ تعرب عن بالغ قلقها لكون الشعب الفلسطيني قد منع من التمتع‬

‫بحقوقه‪ ،‬غير القابلة للتصرف‪ ،‬ال سيما حقه في تقرير مصيره‪،‬‬

‫وإذ تسترشد بمقاصد الميثاق ومبادئه‪،‬‬

‫وإذ تشير إلى ق ارراتها المتصلة بالموضوع‪ ،‬والتي تؤكد حق الشعب‬

‫الفلسطيني في تقرير مصيره‪.‬‬

‫‪ .1‬تؤكد من جديد حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين‪ ،‬غير القابلة‬


‫للتصرف‪ ،‬وخصوصاً‪:‬‬

‫أ‪ .‬الحق في تقرير مصيره دون تدخل خارجي‪.‬‬

‫ب‪ .‬الحق في االستقالل والسيادة الوطنيين‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫‪ .2‬تؤكد من جديد أيضاً حق الفلسطينيين‪ ،‬غير القابل للتصرف في‬
‫العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها واقتلعوا منها‪ ،‬وتطالب‬
‫بإعادتهم‪.‬‬

‫‪ .3‬وتشدد على أن االحترام الكلي لحقوق الشعب الفلسطيني هذه‪ ،‬غير‬


‫القابلة للتصرف‪ ،‬وإحقاق هذه الحقوق أمران ال غنى عنهما لحل قضية‬
‫فلسطين‪.‬‬

‫‪ .4‬وتعترف بأن الشعب الفلسطيني طرف رئيسي في إقامة سلم عادل‬


‫ودائم في الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪ .5‬وتعترف كذلك بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه بكل‬


‫الوسائل وفقاً لمقاصد ميثاق األمم المتحدة ومبادئه‪.‬‬

‫‪ .6‬وتناشد جميع الدول والمنظمات الدولية أن تمد بدعمها الشعب‬


‫الفلسطيني في كفاحه السترداد حقوقه‪ ،‬وفقاً للميثاق‪.‬‬

‫‪ .7‬وتطلب إلى األمين العام أن يقيم اتصاالت مع منظمة التحرير‬


‫الفلسطينية في كل الشؤون المتعلقة بقضية فلسطين‪.‬‬

‫‪ .8‬وتطلب إلى األمين العام أن يقدم إلى الجمعية العامة‪ ،‬في دورتها‬
‫الثالثين‪ ،‬تقري اًر عن تنفيذ هذا القرار‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫‪ .9‬وتقرر أن يدرج البند المعنون "قضية فلسطين" في جدول األعمال‬
‫المؤقت لدورتها الثالثين‪.‬‬

‫تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم ‪ ،2296‬بـ ‪89‬‬
‫صوتاً مع القرار مقابل ‪ 8‬ضد القرار وامتناع ‪ 37‬عن التصويت‪.‬‬

‫قرار رقم ‪( 3070‬الدورة ‪ )28‬بتاريخ ‪ 30‬تشرين الثاني (نوفمبر)‬


‫‪1973‬‬
‫أهمية اإلدراك العالمي لحق الشعوب في تقرير المصير‪ ،‬ولإلسراع في‬
‫منح البالد والشعوب المستعمرة استقاللها‪ ،‬من أجل ضمان حقوق‬
‫اإلنسان ورعايتها بصورة فعالة‬

‫إن الجمعية العامة أمانة منها لقرارها رقم ‪( 1514‬الدورة ‪ )15‬في ‪14‬‬
‫كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1960‬الذي يتضمن إعالن االستقالل للبالد‬
‫والشعوب المستعمرة‪ ،‬وإدراكا منها ألهمية التحقيق العالمي لحق‬
‫الشعوب في تقرير المصير‪ ،‬ولإلسراع في منح البالد والشعوب‬
‫المستعمرة استقاللها‪ ،‬وإذ تضع نصب عينيها اإلعالن السياسي‬
‫‪189‬‬
‫لرؤساء دول أو حكومات البالد غير المنحازة في مؤتمرهم الرابع الذي‬
‫عقد في الجزائر من ‪ 5‬إلى ‪ 9‬أيلول (سبتمبر) ‪،1973‬‬

‫وإذ تذكر قرارها رقم ‪ 2588‬بـ (الدورة ‪ )24‬في ‪ 15‬كانون األول‬


‫(ديسمبر)‪ ،1969‬ورقم‪( 2787‬ا لدورة ‪ )26‬في ‪ 6‬كانون األول‬
‫(ديسمبر) ‪ ،1971‬ورقم ‪( 1 955‬الدورة ‪ )27‬في ‪ 12‬كانون األول‬
‫(ديسمبر) ‪ ،1 972‬ورقم ‪2963‬هـ (الدورة ‪ )27‬في ‪ 13‬كا نون األول‬
‫(ديسمبر) ‪ ،1972‬وكذلك القرار رقم ‪ 8‬الذي اتخذه المؤتمر الدولي‬
‫لحقوق اإلنسان الذي عقد في طهران سنة ‪ ،1968‬وإذ تالحظ مع‬
‫االرتياح تقرير األمين العام تاريخ ‪ 21‬أيلول (سبتمبر) ‪،1973‬‬
‫والمساعدة التي قدمها بعض الحكومات والوكاالت المتخصصة‬
‫والمنظمات الحكومية وغير الحكومية إلى المناطق غير المستقلة‪ ،‬وإذ‬
‫يزعجها استمرار القمع والمعاملة غير اإلنسانية للشعوب التي ال تزال‬
‫تحت السيطرة االستعمارية واألجنبية واالستعباد األجنبي‪ ،‬ومن ضمنها‬
‫المعاملة غير اإلنسانية للمساجين بسبب نضالهم في سبيل تقرير‬
‫المصير‪،‬‬
‫وإذ تقر بالحاجة الملحة إلى إنهاء مبكر للحكم االستعماري‪ ،‬والسيطرة‬
‫األجنبية‪ ،‬واالستعباد األجنبي؟‬

‫‪ .1‬تعود وتؤكد الحق الثابت الذي ال يمكن التنازل عنه لجميع الشعوب‬
‫الخاضعة للسيطرة االستعمارية واألجنبية ولالستعباد األجنبي في تقرير‬

‫‪190‬‬
‫المصير والحرية واالستقالل‪ ،‬وفقاً لق اررات الجمعية العامة رقم ‪1514‬‬
‫(الدورة ‪ )15‬في ‪ 14‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1960‬ورقم ‪2649‬‬
‫(الدورة ‪ )25‬في ‪ 30‬تشرين الثاني (نوفمبر) ‪ ،1970‬ورقم ‪2787‬‬
‫(الدورة ‪ )26‬في ‪ 6‬كانون األول (ديسمبر)‪.1971‬‬

‫‪ .2‬تعود وتؤكد أيضاً شرعية نضال الشعوب في سبيل التحرر من‬


‫السيطرة االستعمارية واألجنبية ومن االستعباد األجنبي بكل الوسائل‬
‫المتوفرة ومن ضمنها الكفاح المسلح‪.‬‬

‫‪ .3‬تدعو جميع الدول‪ ،‬استناداً إلى ميثاق األم المتحدة وق ارراتها‬


‫المتعلقة بهذا األمر‪ ،‬إلى أن تعترف بحق جميع الشعوب في تقرير‬
‫المصير واالستقالل‪ ،‬وأن تقدم المعونة المعنوية والمادية وأية معونة‬
‫أخرى إلى جميع الشعوب التي تناضل في سبيل الممارسة التامة‬
‫لحقوقها غير القابلة للتصرف في تقرير المصير واالستقالل‪.‬‬

‫‪ .4‬تدين بشدة حكومتي البرتغال وجنوب أفريقيا‪ ،‬وجميع الحكومات‬


‫األخرى التي تستمر في عدم االكتراث بق اررات األمم المتحدة المتعلقة‬
‫بحق كل الشعوب في تقرير المصير واالستقال ل‪.‬‬

‫‪ .5‬تدين أيضاً سياسات أولئك األعضاء في منظمة حلف شمالي‬


‫األطلسي والبالد األخرى التي تساعد البرتغال واألنظمة األخرى‬
‫العنصرية في أفريقيا وأماكن أخرى‪ ،‬على كبت تطلع الشعوب إلى‬

‫‪191‬‬
‫حقوق اإلنسان والتمتع بها‪.‬‬

‫‪ .6‬تدين جميع الحكومات التي ال تعترف بحق الشعوب في تقرير‬


‫المصير واالستقالل‪ ،‬وخصوصاً شعوب أفريقيا التي ال تزال تحت‬
‫السيطرة االستعمارية وكذلك الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫‪ .7‬تعرب عن تقديرها لجهود الحكومات‪ ،‬ووكاالت األم المتحدة‪،‬‬


‫والمنظمات الحكومية وغير الحكومية المرتبطة باألمم المتحدة والتي‬
‫قدمت مختلف أنواع المساعدة إلى المناطق غير المستقلة‪ ،‬وتناشدها‬
‫أن تزيد هذه المساعدة‪.‬‬

‫‪ .8‬ترحب بمبادرة اللجنة الفرعية الخاصة بمنع التفرقة وحماية‬

‫األقليات لتعيين مقرر خاص‪ ،‬في دورتها السابعة والعشرين‪ ،‬يتولى‬


‫إعداد دراسة مفصلة للتطور التاريخي والحالي لحق الشعوب في تقرير‬
‫المصير‪ ،‬على أساس ميثاق األم المتحدة والمستندات األخرى التي‬
‫أقرتها أجهزة األم المتحدة‪ ،‬وخصوصا فيما يتعلق بتعزيز حقوق‬
‫اإلنسان وحرياته األساسية وحمايتها‪.‬‬

‫‪ .9‬تطلب من األمين العام االستمرار في مساعدة الوكاالت المتخصصة‬


‫والمنظمات األخرى الداخلة ضمن نظام األم المتحدة من أجل إيجاد‬
‫إجراءات لتوفير مساعدة دولية متزايدة لشعوب المناطق المستعمرة‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫‪ .10‬تطلب من األمين العام تقديم تقرير بشأن تنفيذ القرار الحالي إلى‬
‫الجمعية العامة في دورتها التاسعة والعشرين‪.‬‬

‫الدورة االستثنائية الطارئة العاشرة‪:‬‬

‫البند ‪ 5‬من جدول األعمال‬

‫قرار اتخذته الجمعية العامة‬

‫دإط – ‪ – 15/10‬فتوى محكمة العدل الدولية‪ ،‬بشأن اآلثار القانونية‬


‫الناشئة عن تشييد جدار في األرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما فيها‬
‫القدس الشرقية وما حولها‪:‬‬

‫إن الجمعية العامة‪ ،‬إذ تسترشد بمبادئ ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وإذ ترى‬

‫أن تعزيز احترام االلتزامات الناشئة عن الميثاق وغيره من صكوك‬


‫وقواعد القانون الدولي هو ضمن مقاصد األمم المتحدة ومبادئها‬
‫األساسية‪ ،‬وإذ تشير إلى ق ارراها ‪( 2625‬د‪ ،)25-‬المؤرخ ‪24‬‬
‫تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪ ،1970‬بشأن إعالن مبادئ القانون الدولي‬
‫المتعلقة بالعالقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً لميثاق األمم‬
‫المتحدة‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫وإذ تؤكد من جديد عدم شرعية اكتساب األراضي الناجم عن التهديد‬
‫باستعمال القوة أو استعمالها‪ ،‬وإذ تشير إلى األنظمة المرفقة باتفاقية‬
‫الهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لعام ‪.)1( 1907‬‬

‫وإذ تشير أيضاً إلى اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت‬
‫الحرب والمؤرخة ‪ 12‬آب‪ /‬أغسطس ‪ ،)2( 1949‬واألحكام ذات الصلة‬
‫من القانون العرفي‪ ،‬بما فيها تلك المدونة في البروتوكول األول‬
‫اإلضافي التفاقيات جنيف (‪ .)3‬وإذ تشير كذلك إلى العهد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (‪ )4‬والعهد الدولي الخاص‬
‫بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (‪ )5‬واتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬

‫وإذ تؤكد من جديد المسؤولية الدائمة لألمم المتحدة إزاء قضية‬


‫مرض على‬
‫ٍ‬ ‫فلسطين إلى أن يتم حلها في جميع جوانبها على نحو‬
‫أساس الشرعية الدولية‪ ،‬وإذ تشير إلى ق اررات مجلس األمن ذات‬
‫الصلة‪ ،‬بما فيها الق اررات ‪ )1967( 242‬المؤرخ ‪ 22‬تشرين الثاني‪/‬‬

‫‪ .) 1‬انظر‪ :‬صندوق كارينغي الدولي‪ ،‬اتفاقيات وإعالنات الهاي لعامي ‪ 1899‬و‬


‫‪( 1907‬نيويورك‪ ،‬مطبعة جامعة أوكسفورد‪.)1915 ،‬‬
‫‪ .) 2‬األمم المتحدة‪ ،‬مجموعة المعاهدات‪ ،‬المجلد ‪ ،75‬الرقم ‪.973‬‬
‫‪ .) 3‬المرجع نفسه‪ ،‬المجلد ‪ ،1125‬الرقم ‪.17512‬‬
‫‪ .) 4‬انظر القرار ‪ 2200‬ألف (د‪ ،)21 -‬المرفق‪.‬‬
‫‪ .) 5‬القرار‪ ،25/44‬المرفق‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1967‬و‪ )1973( 338‬المؤرخ ‪ 22‬تشرين األول‪ /‬أكتوبر‬
‫‪ ،1973‬و‪ )1979( 446‬المؤرخ ‪ 22‬آذار ‪/‬مارس ‪ ،1979‬و‪452‬‬
‫(‪ )1979‬المؤرخ ‪ 20‬تموز ‪ /‬يوليه ‪ ،1979‬و‪ )1980( 465‬المؤرخ ‪1‬‬
‫آذار‪ /‬مارس ‪ ،1980‬و‪ )1980( 476‬المؤرخ ‪ 30‬حزيران ‪ /‬يونيه‬
‫‪ ،1980‬و ‪ )1980( 478‬المؤرخ ‪ 20‬آب ‪ /‬أغسطس ‪ ،1980‬و ‪904‬‬
‫(‪ )1994‬المؤرخ ‪ 18‬آذار ‪ /‬مارس ‪ ،1994‬و‪ )1996( 1073‬المؤرخ‬
‫‪ 28‬أيلول ‪ /‬سبتمبر ‪ ،1996‬و‪ )2002( 1397‬المؤرخ ‪ 12‬آذار ‪/‬‬
‫مارس ‪ ،2002‬و‪ )2003( 1515‬المؤرخ ‪ 19‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر‬
‫‪ ،2003‬و‪ )2004( 1544‬المؤرخ ‪ 19‬أيار ‪ /‬مايو ‪.2004‬‬

‫وإذ تشير أيضاً إلى ق اررات دورتها االستثنائية الطارئة العاشرة بشأن‬
‫األعمال اإلسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية‬

‫األرض الفلسطينية المحتلة‪.‬‬

‫وإذ تؤكد من جديد قرار دورة الجمعية العامة الثامنة والخمسين األحدث‬
‫عهداً بشأن وضع األرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما فيها القدس‬
‫الشرقية‪ ،‬أال وهو القرار ‪ ،292/58‬المؤرخ ‪ 6‬أيار ‪ /‬مايو ‪ ،2004‬وإذ‬
‫تؤكد من جديد أيضاً حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير‪ ،‬بما‬
‫في ذلك حقه في دولته المستقلة‪ ،‬فلسطين‪ .‬وإذ تؤكد من جديد كذلك‬
‫االلتزام بالحل المتمثل في دولتين‪ ،‬إسرائيل وفلسطين‪ ،‬تعيشان جنباً إلى‬

‫‪195‬‬
‫جنب في سالم وأمن ضمن حدود معترف بها‪ ،‬على أساس حدود ما‬
‫قبل عام ‪.1967‬‬

‫وإذ تدين جميع أعمال العنف واإلرهاب والتدمير‪ ،‬وإذ تهيب بكال‬

‫الطرفين الوفاء بالتزاماتها‪ ،‬بموجب أحكام خريطة الطريق (‪ )1‬ذات‬


‫الصلة بأن تبذل السلطة الفلسطينية جهوداً ملحوظة على األرض‬
‫إللقاء القبض على األفراد والجماعات الذين يشنون هجمات عنيفة‬
‫ويخططون لها وتشتيتهم وكبحهم وبأال تتخذ حكومة إسرائيل خطوات‬
‫من شأنها تقويض الثقة‪ ،‬بما في ذلك عمليات الترحيل والهجمات ضد‬
‫المدنيين وعمليات القتل خارج نطاق القانون‪.‬‬

‫وإذ تؤكد من جديد أن من حق كل الدول ومن واجبها أن تتخذ‬

‫إجراءات وفقاً للقانون الدولي وللقانون اإلنساني الدولي وترمي إلى‬


‫التصدي ألعمال العنف القاتلة ضد سكانها المدنيين بغرض حماية‬
‫أرواح مواطنيها‪.‬‬

‫وإذ تشير إلى قرارها دإط – ‪ 13/10‬المؤرخ تشرين األول‪ /‬أكتوبر‬


‫‪ ،2003‬الذي طالبت فيه إسرائيل بوقف تشييد الجدار في األرض‬
‫الفلسطينية المحتلة والعودة إلى الوضع السابق‪ ،‬بما في ذلك القدس‬
‫الشرقية وما حولها‪.‬‬

‫‪ ، S/2003/529 .)1‬المرفق‪.‬‬
‫‪196‬‬
‫وإذ تشير أيضاً إلى قرارها دإط ‪ ،14/10-‬المؤرخ ‪ 8‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2003‬الذي طالبت فيه إلى محكمة العدل الدولية أن تصدر‬
‫فتوى‪ ،‬على جناح السرعة‪ ،‬بشأن المسألة التالية‪:‬‬

‫"ما هي اآلثار القانونية الناشئة عن تشييد الجدار الذي تقوم إسرائيل‪،‬‬


‫السلطة القائمة باالحتالل‪ ،‬بإقامته في األرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما‬
‫في ذلك في القدس الشرقية وحولها‪ ،‬على النحو المبين في تقرير‬
‫األمين العام‪ ،‬وذلك من حيث قواعد ومبادئ القانون الدولي‪ ،‬بما في‬
‫ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لعام ‪ ،1949‬وق اررات مجلس األمن والجمعية‬
‫العامة ذات الصلة؟"‪.‬‬

‫وقد تلقت مع االحترام الفتوى الصادرة في ‪ 9‬تموز ‪ /‬يوليه ‪ 2004‬عن‬


‫المحكمة بشأن اآلثار القانونية الناشئة عن تشييد جدار في األرض‬

‫الفلسطينية المحتلة (‪.)1‬‬

‫وإذ تالحظ بصفة خاصة أن المحكمة ردت على السؤال الذي طرحته‬
‫الجمعية العامة في القرار دإط ‪ ،14/10-‬على النحو التالي(‪:)2‬‬

‫‪ .) 1‬انظر ‪ A/ES- 10273‬و ‪.Corr.1‬‬


‫‪ .) 2‬المرجع نفسه‪ ،‬الفقرة ‪.163‬‬
‫‪197‬‬
‫ألف‪ -‬إن تشييد الجدار الذي تقوم إسرائيل‪ ،‬السلطة القائمة باالحتالل‪،‬‬
‫ببنائه في األرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما في ذلك القدس الشرقية‬
‫وما حولها‪ ،‬والنظام المرتبط به‪ ،‬يتعارضان مع القانون الدولي‪.‬‬

‫باء‪ -‬إسرائيل ملزمة بوضع حد النتهاكها للقانون الدولي‪ ،‬وهي ملزمة‬


‫بأن توقف على الفور أعمال تشييد الجدار الذي تقوم ببنائه في‬
‫األرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما فيها القدس الشرقية وما حولها‪ ،‬وأن‬
‫تفكك على الفور الهيكل اإلنشائي القائم هناك‪ ،‬وأن تلغي على الفور‬

‫أو تبطل مفعول جميع القوانين التشريعية والتنظيمية المتصلة به‪ ،‬وفقاً‬
‫للفقرة ‪ 151‬من هذه الفتوى‪.‬‬

‫جيم‪ -‬إسرائيل ملزمة بجير جميع األضرار الناتجة عن تشييد الجدار‬


‫في األرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما فيها القدس الشرقية وما حولها‪.‬‬

‫دال‪ -‬جميع الدول ملزمة بعدم االعتراف بالوضع غير القانوني المترتب‬
‫على تشييد الجدار وعدم تقديم العون أو المساعدة في اإلبقاء على‬
‫الوضع العون أو المساعدة في اإلبقاء على الوضع الناشئ عن هذا‬
‫التشييد‪ ،‬وتتحمل جميع الدول األطراف في اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب المؤرخة ‪ 12‬آب ‪/‬أغسطس‬

‫‪ ،1949‬مع احترامها لميثاق األمم المتحدة والقانون الدولي‪ ،‬التزاماً‬


‫إضافياً بكفالة امتثال إسرائيل للقانون اإلنساني الدولي على النحو‬
‫الوارد في تلك االتفاقية‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫هاء‪ -‬ينبغي لألمم المتحدة‪ ،‬وال سيما الجمعية العامة ومجلس األمن‪،‬‬
‫النظر في ما يلزم من إجراءات أخرى إلنهاء الوضع غير القانوني‬
‫الناتج عن تشييد الجدار والنظام المرتبط به‪ ،‬مع المراعاة الواجبة لهذه‬
‫الفتوى"‪.‬‬

‫وإذ تالحظ أن المحكمة قد خلصت إلى أن "إقامة المستوطنات‬

‫اإلسرائيلية في األ راضي الفلسطينية المحتلة (بما فيها القدس الشرقية)‬


‫تمثل خرقاً للقانون الدولي(‪.")1‬‬

‫وإذ تالحظ أيضاً ما ذكرته المحكمة من أن "إسرائيل وفلسطين ملزمتان‬


‫بالتقيد الدقيق بقواعد القانون اإلنساني الدولي‪ ،‬والذي تمثل حماية‬
‫الحياة المدنية أحد مقاصده األساسية"(‪ ،)2‬وأنه "ترى المحكمة أنه ال‬
‫يمكن وضع نهاية لهذا الوضع المأساوي إال بتنفيذ جميع ق اررات‬
‫مجلس األمن ذات الصلة بنية صادقة‪ ،‬وال سيما قراريه ‪)1967( 242‬‬
‫و‪.)1973( 338‬‬

‫وإذ ترى أن احترام المحكمة ومهامها أمر أساسي ال غنى عنه لسيادة‬
‫القانون وتغليب العقل والمنطق في الشؤون الدولية‪:‬‬

‫‪ .) 1‬المرجع نفسه‪ ،‬الفقرة ‪.120‬‬


‫‪ ) 2‬المرجع نفسه‪ ،‬الفقرة ‪.162‬‬
‫‪199‬‬
‫تقر بفتوى محكمة العدل الدولية‪ ،‬المؤرخة ‪ 9‬تموز ‪ /‬يوليه‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ،2004‬بشأن اآلثار القانونية الناشئة عن تشييد جدار في األرض‬
‫الفلسطينية‪ ،‬بما فيها القدس الشرقية وما حولها‪.‬‬

‫‪ .2‬تطالب إسرائيل‪ ،‬السلطة القائمة باالحتالل‪ ،‬بالتقيد بالتزاماتها‬


‫القانونية على النحو المذكور في الفتوى‪.‬‬

‫‪ .3‬تهيب بجميع الدول األعضاء في األمم المتحدة التقيد بالتزاماتها‬

‫القانونية على النحو المذكور في الفتوى‪.‬‬

‫‪ .4‬تطلب إلى األمين العام إنشاء سجل لألضرار التي لحقت بجميع‬
‫األشخاص الطبيعيين أو االعتباريين المعنيين في ما يتعلق بالفقرتين‬
‫‪ 152‬و ‪ 153‬من الفتوى‪.‬‬

‫‪ .5‬تقرر العودة إلى االنعقاد لتقييم مدى تنفيذ هذا القرار بهدف إنهاء‬
‫الحالة غير القانونية الناشئة عن تشييد الجدار والنظام المرتبط به في‬

‫األرض الفلسطينية‪ ،‬بما فيها القدس الشرقية‪.‬‬

‫‪ .6‬تهيب بكل من حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية القيام على‬


‫الفور بتنفيذ التزاماتها بموجب خريطة الطريق بالتعاون مع اللجنة‬
‫الرباعية‪ ،‬حسب ما أقره قرار مجلس األمن ‪ ،)2003( 1515‬لتحقيق‬
‫الرؤية المتمثلة في وجود دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سالم‬

‫‪200‬‬
‫وأمن‪ ،‬وتؤكد أن كالً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ملزمة بالتقيد‬
‫الدقيق بقواعد القانون اإلنساني الدولي‪.‬‬

‫‪ .7‬تهيب بجميع الدول األطراف في اتفاقية جنيف الرابعة كفالة احترام‬


‫إسرائيل لالتفاقية‪ ،‬وتدعو سويسرا‪ ،‬بصفتها المودعة التفاقيات‬
‫جنيف(‪ ،)1‬مشاورات وأن تقدم تقري اًر إلى الجمعية العامة عن هذه‬
‫المسألة‪ ،‬بما في ذلك ما يتعلق بإمكانية استئناف مؤتمر األطراف‬
‫المتعاقدة السامية في اتفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬

‫‪ .8‬تقرر رفع جلسات الدورة االستثنائية الطارئة مؤقتاً واإلذن لرئيس‬


‫الجمعية العامة في أحدث دورة لها باستئناف انعقادها فور ورود طلب‬
‫من الدول األعضاء‪.‬‬

‫الجلسة العامة‬

‫‪ 20‬تموز‪ /‬يوليه ‪2004‬‬

‫جدول ببعض ق اررات األمم المتحدة‪ ،‬الجمعية العامة‪ ،‬فيما يخص قضية‬
‫الالجئين الفلسطينيين‪:‬‬

‫الموضوع‬ ‫التاريخ‬ ‫القرار‬

‫إنشاء اللجنة الخاصة لفلسطين‬ ‫‪1947/5/15‬‬ ‫‪106‬‬

‫‪ .)1‬األمم المتحدة‪ ،‬مجموعة المعاهدات‪ ،‬المجلد ‪ ،75‬األرقام ‪ 970‬إلى ‪.973‬‬


‫‪201‬‬
‫(‪)UNSCOP‬‬

‫قرار تقسيم فلسطين‪.‬‬ ‫‪1947/11/29‬‬ ‫‪181‬‬

‫حق العودة‬ ‫‪1948/11/11‬‬ ‫‪194‬‬

‫إنشاء صندوق إغاثة الالجئين‬ ‫‪1948/11/19‬‬ ‫‪212‬‬

‫قبول إسرائيل المشروط في األمم المتحدة‪.‬‬ ‫‪1949/5/11‬‬ ‫‪273‬‬

‫إنشاء وكالة غوث وتشغيل الالجئين‬ ‫‪1949/12/4‬‬ ‫‪302‬‬

‫الفلسطينيين‬

‫استمرار المساعدة المباشرة للفلسطينيين‬ ‫‪1950/12/2‬‬ ‫‪393‬‬

‫تمديد عمل وكالة الغوث مدة ‪ 3‬سنوات‬ ‫‪1952/1/26‬‬ ‫‪513‬‬

‫زيادة موازنة صندوق وكالة الغوث‪.‬‬ ‫‪1952/11/6‬‬ ‫‪614‬‬

‫تميدي عمل وكالة الغوث مدة ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫‪1954/12/4‬‬ ‫‪818‬‬

‫توجيه وكالة الغوث لتقليص برامجها‪.‬‬ ‫‪1955/12/3‬‬ ‫‪916‬‬

‫توجيه وكالة الغوث لتقليص برامجها‪.‬‬ ‫‪1957/2/28‬‬ ‫‪1018‬‬

‫توجيه وكالة الغوث لتقليص برامجها‪.‬‬ ‫‪1957/12/12 1191‬‬

‫توجيه وكالة الغوث لتقليص برامجها‪.‬‬ ‫‪1958/12/12 1315‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ 1959/11/20 1390‬إعالن الدعم المتواصل في سنة الجئ العالم‬

‫تمديد عمل وكالة الغوث مدة ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫‪1959/12/9‬‬ ‫‪1456‬‬

‫مالحظة نجاح سنة الالجئين‪.‬‬ ‫‪1960/12/2‬‬ ‫‪1502‬‬

‫توجيه اللجنة االستشارية لألمم المتحدة‬ ‫‪1961/4/21‬‬ ‫‪1604‬‬

‫لتقدم تقريرها حول إعادة الالجئين إلى‬


‫ديارهم‪.‬‬

‫طلب تحديد قيمة األمالك العربية غير‬ ‫‪1961/12/20 1725‬‬


‫المنقولة لعرب فلسطين‪ ،‬حتى تاريخ‬
‫‪.1948/5/15‬‬

‫تمديد عمل وكالة الغوث لمدة ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫‪1962/12/20 1856‬‬

‫تمديد والية األمم المتحدة‪.‬‬ ‫‪1965/2/10‬‬ ‫‪2002‬‬

‫طلب من اللجنة االستشارية قبول تقارير‬ ‫‪1965/12/15 2025‬‬


‫اعتمادات األنوروا‪.‬‬

‫الطلب من الدول المانحة تسديد التزاماتها‬ ‫‪1966/11/17 2154‬‬


‫لألنوروا‪.‬‬

‫التأكيد على وجوب احترام الحقوق اإلنسانية‬ ‫‪1967/7/4‬‬ ‫‪2252‬‬

‫‪203‬‬
‫في األماكن المتأثرة بحرب ‪ 1967‬والطلب‬
‫من إسرائيل ضمان األمن واألمان واالزدهار‬
‫للسكان‪.‬‬

‫‪ 1967/12/19 2341‬التأكيد على وجوب احترام الحقوق اإلنسانية‬


‫في األماكن المتأثرة بحرب ‪ 1967‬وتمديد‬
‫والية األنوروا‪.‬‬

‫تشكيل لجنة خاصة للتحقيق بالممارسات‬ ‫‪1968/12/19 2443‬‬


‫اإلسرائيلية التي تمس حقوق اإلنسان فيما‬
‫يخص تعداد السكان في المناطق المحتلة‪.‬‬

‫‪ 1968/12/19 2453‬دعوة إسرائيل التخاذ إجراءات فورية تضمن‬


‫عودة الذين أخرجوا من األ ارضي المحتلة‬
‫وتمديد والية األنوروا‪.‬‬

‫األسف من فشل تطبيق العودة والتعويض‪،‬‬ ‫‪1969/12/10 2535‬‬


‫والتأكيد على الحقوق الثابتة لالجئين‬
‫الفلسطينيين وتمديد عمل وكالة الغوث‪.‬‬

‫‪ 1969/12/11 2546‬شجب انتهاكات إسرائيل لحقوق اإلنسان في‬


‫األراضي الفلسطينية المحتلة‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫أكدت فيه ضرورة انسحاب الصهاينة من‬ ‫‪2628‬‬

‫األراضي التي احتلتها عام ‪ 1967‬مع‬


‫مراعاة حق الالجئين في العودة‪ ،‬والتوقف‬
‫عن انتهاك حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫إدانة إنكار حق تقرير المصير لشعب‬ ‫‪2649‬‬

‫فلسطين‪.‬‬

‫االعتراف لشعب فلسطين بحق تقرير لمصير‬ ‫‪2672‬‬

‫والطلب من إسرائيل اتخاذ خطوات فورية‬


‫إلعادة المشردين‪.‬‬

‫تشكيل ورشة عمل فيما يخص تمويل وكالة‬ ‫‪1970/12/7‬‬ ‫‪2656‬‬

‫الغوث‪.‬‬

‫أكدت فيه ضرورة انسحاب الصهاينة من‬ ‫‪2628‬‬

‫األراضي التي احتلتها عام ‪ 1967‬مع‬


‫مراعاة حق الالجئين في العودة‪ ،‬والتوقف‬
‫عن انتهاك حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫إدراك أن شعب فلسطين مؤهل لتقرير‬ ‫‪1970/12/8‬‬ ‫‪2627‬‬

‫المصير والطلب من إسرائيل أن تأخذ‬


‫خطوات فورية إعادة الفلسطينيين‬

‫‪205‬‬
‫المعتقلين‪.‬‬

‫الطلب من إسرائيل تنفيذ توصيات اللجنة‬ ‫‪1970/12/15 2727‬‬


‫الخاصة للتحقق من ممارسات إسرائيل‬
‫الماسة بحقوق األراضي الفلسطينية المحتلة‬
‫والطلب من اللجنة متابعة أعمالها‪.‬‬

‫تأكيد شرعية الكفاح بغية تقرير المصير‬ ‫‪1971/12/6‬‬ ‫‪2787‬‬

‫للشعوب التي تحت االحتالل والهيمنة‬


‫األجنبية بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني‬
‫في ذلك‪.‬‬

‫تمديد والية الغوث واستنكار تدمير إسرائيل‬ ‫‪1971/12/6‬‬ ‫‪2792‬‬

‫لمالجئ الالجئين في قطاع غزة والطلب من‬


‫إسرائيل اتخاذ إجراءات إلعادتهم فو اًر‪.‬‬

‫تقرير حق الشعوب في تقرير المصير‬ ‫‪1972/12/12 2955‬‬


‫والحرية‪.‬‬

‫أعلنت فيه مبدأ عدم حيازة األرض بالقوة‪.‬‬ ‫كانون األول‪/‬‬ ‫‪2949‬‬
‫‪1972‬‬

‫تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير‬ ‫‪1972/12/13 2963‬‬

‫‪206‬‬
‫المصير‪.‬‬

‫أكدت فيه عميق قلقها لعدم السماح للشعب‬ ‫‪2993‬‬

‫الفلسطيني التمتع في حقوقه الغير قابلة‬


‫للتصرف‪.‬‬

‫تأكيد حق المشردين في العودة إلى ديارهم‪.‬‬ ‫‪1973/12/7‬‬ ‫‪3089‬‬

‫‪ 1974/11/22 3236‬أكدت الحقوق األساسية للشعب الفلسطيني‪،‬‬


‫خاصة (الحق في تقرير المصير‪ ،‬والحق في‬
‫االستقالل والسيادة الوطنيين)‪.‬‬

‫أكدت فيه على القرار السابق‪.‬‬ ‫‪1975/11/10 3375‬‬

‫أعربت فيه الجمعية عن قلقها بسبب عدم‬ ‫‪3376‬‬

‫التوصل إلى حل عادل لمشكلة الشعب‬


‫الفلسطيني وممارسته لحقوقه الغير قابلة‬
‫للتصرف‪.‬‬

‫سمحت باشتراك منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫‪28/23‬‬


‫في أي اتفاقيات الهدف منها حل مشكلة‬
‫الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫تأكيد حق الشعب الفلسطيني غير القابل‬ ‫‪1979‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪207‬‬
‫للتصرف في تقرير المصير وفي إقامة دولة‬
‫كاملة السيادة في فلسطين وحث الدول على‬
‫تقديم الدعم للشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫دعوة منظمة التحرير لالشتراك في أعمال‬ ‫‪1974/10/24 3210‬‬


‫دورة الجمعية العامة‪.‬‬

‫منحت فيه الجمعية العامة منظمة التحرير‬ ‫‪1974/11/22 3237‬‬


‫الفلسطينية صفة المراقب الدائم‪.‬‬

‫رحبت فيه الجمعية بإعالن دولة فلسطين‪.‬‬ ‫‪1988/12/10‬‬ ‫‪/43‬‬


‫‪ 176‬و‬
‫‪177‬‬

‫قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية‪.‬‬ ‫‪1975/3/22‬‬ ‫‪3379‬‬

‫جدول ببعض ق اررات مجلس األمن بشأن فلسطين‪:‬‬


‫‪208‬‬
‫الموضوع‬ ‫التاريخ‬ ‫الق ار‬
‫ر‬

‫طلب توصيات بشأن الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1948/3/5‬‬ ‫‪42‬‬

‫طلب من الجهات المتحاربة في فلسطين أن‬ ‫‪1948/4/1‬‬ ‫‪43‬‬

‫توقف إطالق النار واالعتراف بخطورة‬


‫الوضع‪.‬‬

‫طلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة حول‬ ‫‪1948/4/1‬‬ ‫‪44‬‬

‫الوضع في فلسطين‪.‬‬

‫مسؤولية بريطانيا عن الحفاظ على السلم‬ ‫‪1948/4/17‬‬ ‫‪46‬‬

‫والنظام في فلسطين‪ ،‬ووقف جلب المسلمين‬


‫واألسلحة إلى فلسطين‪ ،‬والطلب إلى كل طرف‬
‫االمتناع عن أي القيام بأي نشاط قد يمس‬
‫بحقوق الطرف اآلخر واالمتناع عن القيام‬
‫بأي عمل قد يمس سالمة األماكن المقدسة‬
‫في فلسطين‪.‬‬

‫الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1948/4/23‬‬ ‫‪48‬‬

‫الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1948/5/22‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪209‬‬
‫الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1948/5/29‬‬ ‫‪50‬‬

‫الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1948/7/7‬‬ ‫‪53‬‬

‫الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1948/7/15‬‬ ‫‪54‬‬

‫الوضع في فلسطين‪(.‬دعوة لعدم انتهاك‬ ‫‪1948/8/19‬‬ ‫‪56‬‬

‫الهدنة)‪.‬‬

‫الوضع في فلسطين‪(.‬إدانة مقتل الوسيط‬ ‫‪1948/9/18‬‬ ‫‪57‬‬

‫برنادوت على أيدي مجموعة إرهابية في‬


‫الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من‬
‫القدس)‪.‬‬

‫‪ 1948/10/19‬مالحظة من إسرائيل لم تبلغ المجلس بشأن‬ ‫‪59‬‬

‫اغتيال برنادوت وتحميل كل طرف المسؤولية‬


‫عن ما يرتكبه أفراد تابعون له‪.‬‬

‫‪ 1948/10/29‬الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫التحذير من أن انتهاك الهدنة يمكن أن يؤدي‬ ‫‪1948/11/4‬‬ ‫‪61‬‬

‫إلى تقييم الوضع بموجب الفصل السابع من‬


‫الميثاق‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ 1948/11/16‬الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪ 1948/12/29‬الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1949/8/11‬‬ ‫‪72‬‬

‫إعفاء الوسيط الدولي من مهامه‪.‬‬ ‫‪1948/8/11‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪ 1950/11/17‬وقف إطالق النار‪ ،‬والدعوة إلى عدم طرد‬ ‫‪89‬‬

‫المزيد من الفلسطينيين‪.‬‬

‫نذكر األطراف بالتزاماتها المترتبة عليها‪.‬‬ ‫‪1951/5/8‬‬ ‫‪92‬‬

‫الدعوة إلى إعادة الفلسطينيين الذين طردوا‬ ‫‪1951/5/18‬‬ ‫‪93‬‬

‫من المناطق منزوعة السالح‪.‬‬

‫الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1951/9/1‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪ 1953/10/27 100‬الطلب من إسرائيل وقف أعمالها في المناطق‬


‫منزوعة السالح‪.‬‬

‫‪ 1953/11/24 101‬إدانة الهجوم اإلسرائيلي على قبية في ‪14‬‬


‫تشرين األول‪.‬‬

‫إدانة إسرائيل إلغارتها على غزة وانتهك وقف‬ ‫‪1955/3/29‬‬ ‫‪106‬‬

‫إطالق النار‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1955/3/30‬‬ ‫‪107‬‬

‫الوضع في فلسطين‪.‬‬ ‫‪1955/9/8‬‬ ‫‪108‬‬

‫الطلب من إسرائيل تعليق العمل بمنطقة‬ ‫‪127‬‬

‫األرض لتي ليست ألحد‪.‬‬

‫حث إسرائيل على التجاوب مع ق اررات األمم‬ ‫‪162‬‬

‫المتحدة‪.‬‬

‫مراقبة إسرائيل لغارتها على السموع‪.‬‬ ‫‪228‬‬

‫حث إسرائيل على السماح بعودة الالجئين‬ ‫‪237‬‬

‫الفلسطينيين الجدد‪.‬‬

‫‪ 1967/11/22 242‬ما صار يعرف بمبدأ األرض مقابل السالم‪.‬‬

‫إدانة إسرائيل لهجومها على الكرامة في‬ ‫‪248‬‬

‫األردن‪.‬‬

‫يدعو إسرائيل إلى االمتناع عن إقامة‬ ‫‪250‬‬

‫استعراض عسكري في القدس‪.‬‬

‫يستنكر بشكل عميق إقامة االستعراض‬ ‫‪251‬‬

‫العسكري اإلسرائيلي في القدس في تحد للقرار‬

‫‪212‬‬
‫‪.250‬‬

‫إعالن أن األفعال اإلسرائيلية لتوحيد القدس‬ ‫‪252‬‬

‫كعاصمة للدولة اليهودية باطلة‪.‬‬

‫إدانة الغرات اإلسرائيلية على األردن على أنها‬ ‫‪256‬‬

‫انتهاك صارخ‪.‬‬

‫استهجان رفض إسرائيل قبول بعثة األمم‬ ‫‪259‬‬

‫المتحدة للتقصي بشأن االحتالل‪.‬‬

‫إدانة هجوم إسرائيل على مطار بيروت (لقتل‬ ‫‪262‬‬

‫قادة فلسطين)‪.‬‬

‫إدانة غارة إسرائيلية على مدينة السلط‬ ‫‪265‬‬

‫األردنية‪.‬‬

‫مراقبة اإلجراءات اإلسرائيلية الرامية إلى تغيير‬ ‫‪267‬‬

‫وضع القدس‪.‬‬

‫إدانة إسرائيل لفشلها في االمتثال لق اررات‬ ‫‪271‬‬

‫األمم المتحدة بشأن القدس‪.‬‬

‫مطالبة إسرائيل بسحب قواتها من جنوب‬ ‫‪279‬‬

‫‪213‬‬
‫لبنان‪.‬‬

‫إدانة إسرائيل بسبب هجماتها على لبنان‪.‬‬ ‫‪280‬‬

‫مطالبة إسرائيل بسحب قواتها من لبنان‪.‬‬ ‫‪285‬‬

‫يستنكر قيام إسرائيل بتغيير الوضع في‬ ‫‪289‬‬

‫القدس‪.‬‬

‫مطالبة إسرائيل بوقف هجماتها على لبنان‪.‬‬ ‫‪313‬‬

‫إدانة إسرائيل بسبب هجماتها المتكررة على‬ ‫‪316‬‬

‫لبنان‪.‬‬

‫إستنكار رفض إسرائيل إطالق سراح‬ ‫‪317‬‬

‫مخطوفين في لبنان‪.‬‬

‫إدانة هجمات إسرائيل المتكررة على لبنان‪.‬‬ ‫‪332‬‬

‫إدانة إسرائيل النتهاكها السيادة اللبنانية‪.‬‬ ‫‪337‬‬

‫المطالبة بوقف إطالق النار‪.‬‬ ‫‪1973/10/22 338‬‬

‫التأكيد على القرار (‪)338‬‬ ‫‪1973/10/23 339‬‬

‫إدانة إسرائيل بسبب هجماتها على لبنان‪.‬‬ ‫‪347‬‬

‫‪214‬‬
‫الطلب من إسرائيل سحب قواتها من لبنان‬ ‫‪425‬‬

‫(‪.)1978‬‬

‫الطلب من إسرائيل سحب قواتها من لبنان‬ ‫‪427‬‬

‫(‪.)1978‬‬

‫استنكار عدم تعاون إسرائيل مع قوات حفظ‬ ‫‪444‬‬

‫السالم‪.‬‬

‫يقرر أن المستوطنات اإلسرائيلية تشكل عقبة‬ ‫‪1979 446‬‬

‫خطيرة أمام السالم‪ ،‬ويطالب إسرائيل باالمتثال‬


‫التفاقية جنيف الرابعة‪ ،‬دعوة إسرائيل لوقف‬
‫هجماتها على لبنان‪.‬‬

‫دعوة إسرائيل لوقف هجماتها على لبنان‪.‬‬ ‫‪450‬‬

‫الطلب من إسرائيل أن تتوقف عن بناء‬ ‫‪452‬‬

‫المستوطنات في األراضي المحتلة‪.‬‬

‫استنكار بناء المستوطنات والطلب إلى الدول‬ ‫‪465‬‬

‫األعضاء عدم مساعدة إسرائيل في برامج‬


‫اإلستيطان‪.‬‬

‫يدين بقوة التدخل اإلسرائيلي في لبنان‪.‬‬ ‫‪467‬‬

‫‪215‬‬
‫إدانة إبعاد إسرائيل لفلسطين والمطالبة‬ ‫‪468‬‬

‫بإعادتهم‪.‬‬

‫يستنكر بقوة فشل إسرائيل في مراعاة أمر‬ ‫‪469‬‬

‫مجلس األمن بعدم إبعاد فلسطين‪.‬‬

‫يعبر عن القلق العميق لفشل إس ارئيل في‬ ‫‪470‬‬

‫اإللزام باتفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬

‫يعيد التأكيد على أن دعوى إسرائيل في‬ ‫‪476‬‬

‫القدس الغية وباطلة‪.‬‬

‫ينتقد إسرائيل بأقوى العبارات لما ورد من‬ ‫‪1980/8/20 478‬‬


‫دعواها بشأن القدس في قانونها األساسي‪.‬‬

‫يؤكد على إعادة رؤساء البلديات المبعدين‪.‬‬ ‫‪484‬‬

‫يدين إسرائيل بقوة بسبب هجومها على‬ ‫‪487‬‬

‫المفاعل النووي العراقي‪.‬‬

‫يقرر أن ضم إسرائيل لمرتفعات الجوالن‬ ‫‪1981/12/17 497‬‬


‫السورية هو باطل والغ ويطالب إسرائيل‬
‫بإلغاء قرار الضم‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫يدعو إسرائيل إلى االنسحاب من لبنان‪.‬‬ ‫‪498‬‬

‫يدعو إسرائيل لوقف هجماتها على لبنان‬ ‫‪501‬‬

‫وسحب قواتها منه‪.‬‬

‫يطالب إسرائيل إلى أن تسحب ومن دون‬ ‫‪509‬‬

‫شروط قواتها من لبنان‪.‬‬

‫يطالب إسرائيل بأن ترفع الحصار عن بيروت‬ ‫‪515‬‬

‫وتسمح لإلمدادات الغذائية بالدخول‪.‬‬

‫ينتقد إسرائيل لعدم االمتثال لق اررات األمم‬ ‫‪517‬‬

‫المتحدة ويطالب إسرائيل بسحب قواتها من‬


‫لبنان‪.‬‬

‫يطالب إسرائيل بأن تتعاون بشكك كامل مع‬ ‫‪518‬‬

‫قوات األمم المتحدة في لبنان‪.‬‬

‫يدين الهجمات اإلسرائيلية في غرب بيروت‪.‬‬ ‫‪520‬‬

‫يدين إسرائيل بشدة لقصفها مقر م‪ .‬ت‪ .‬ف‬ ‫‪573‬‬

‫في تونس‪.‬‬

‫يحيط علماً بالدعوات السابقة إلسرائيل لسحب‬ ‫‪587‬‬

‫‪217‬‬
‫قواتها من لبنان‪.‬‬

‫يدين قتل طالب من جامعة بيرزيت بأيدي‬ ‫‪592‬‬

‫قوات إسرائيلية‪.‬‬

‫يستنكر سياسات إسرائيل وممارساتها التي‬ ‫‪605‬‬

‫تنتهك حقوق اإلنسان للفلسطينيين‪.‬‬

‫يدعو إسرائيل إلى عدم إبعاد فلسطينيين‪،‬‬ ‫‪607‬‬

‫ويطلب منها بقوة االمتثال ألحكام اتفاقية‬


‫جنيف الرابعة‪.‬‬

‫يأسف بعمق لتحدي إسرائيل لألمم المتحدة‬ ‫‪608‬‬

‫ولقيامها بإبعاد فلسطينيين‪.‬‬

‫يأسف بعمق إلبعاد إسرائيل لمدنيين‬ ‫‪636‬‬

‫فلسطينيين‪.‬‬

‫يستنكر استمرار بإبعاد الفلسطينيين‪.‬‬ ‫‪641‬‬

‫يدين إسرائيل بسبب استخدامها العنف ضد‬ ‫‪672‬‬

‫الفلسطينيين في الحرم الشريف في القدس‪.‬‬

‫يستنكر رفض إسرائيل التعاون مع األمم‬ ‫‪673‬‬

‫‪218‬‬
‫المتحدة‪.‬‬

‫يستنكر إستئناف إسرائيل لعمليات إبعاد‬ ‫‪681‬‬

‫الفلسطينيين‪.‬‬

‫يستنكر إبعاد إسرائيل لفلسطينيين ويدعوها‬ ‫‪684‬‬

‫إلى ضمان عودة فورية وآمنة لهم‪.‬‬

‫يدين إسرائيل بقوة إلبعادها فلسطينيين‪.‬‬ ‫‪726‬‬

‫يستنكر بقوة قيام إسرائيل بإبعاد ‪413‬‬ ‫‪799‬‬

‫فلسطينياً ويدعو إلى إعادة فورية لهم‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫المبحث الرابع‪:‬‬

‫الفيتو والقضية الفلسطينية‪:‬‬

‫تعتبر القضية الفلسطينية أنموذجاً واقعياً مورست فيه كل أشكال‬


‫الفيتو(‪ ،)1‬الصريحة من االتحاد السوفيتي‪ ،‬ومن الواليات المتحدة‪،‬‬
‫وكذلك األشكال الضمنية من الفيتو بما فيها سحب مشاريع الق اررات‬
‫جراء التهديد باستخدام الفيتو ضدها‪ ،‬أو ممارسة الضغوط على الدول‬
‫المختلفة خارج مقر المنظمة الدولية لتثنيها عن اتخاذ مواقف معينة‪.‬‬
‫وقد أدى االستخدام المتكرر لحق النقض الفيتو من قبل الواليات‬
‫المتحدة إلى إحداث حالة من الشلل في قدرة هذا المجلس على العمل‬
‫فيما يتعلق بفلسطين وأدى في المقابل إلى نشاط قسري مكثف في‬

‫‪ .) 1‬لإلطالع بشكل مفصل على إساءة استخدام حق النقض (الفيتو) وما أحدثه‬
‫من تشويهات في النظام العالمي‪ ،‬انظر‪ :‬عصام غزاوي وبشير البرغوثي‬
‫"المنظمات غير الحكومية وحكم القانون – نحو قانون عالمي موحد" د‪.‬ن‪ .‬عمان‬
‫– األردن (‪.)2007‬‬
‫‪220‬‬
‫حاالت أخرى مثل أفغانستان والعراق‪ .‬ويلخص الكاتب األمريكي ميللر‬
‫بوروز (‪ )1‬في كتاب "مشكلة فلسطين من صنع أمريكا" القضية قائالً‪:‬‬

‫"لقد كان قرار التقسيم برهاناً قاطعاً ومعيباً على أن في وسع أساليب‬
‫التهديد والضغط التي تخلو من التحفظ وتفتقر إلى األخالق أن تسيطر‬
‫على منظمة دولية أقيمت أصالً لغاية نبيلة وسامية هي تحقيق العدالة‬
‫الدولية‪ ،‬األمر الذي يجعلنا نفقد الثقة بالواليات المتحدة وباألمم‬
‫المتحدة نفسها"‪.‬‬

‫ويروي الكتاب قصص بعض الدول التي أجبرتها الواليات المتحدة على‬
‫تغيير مواقفها من قرار األمم المتحدة رقم ‪ 181‬بشأن تقسيم فلسطين‬
‫إلى دولتين عربية ويهودية‪ ،‬منها "مملكة سيام التي تم اإلدعاء (فجأة)‬
‫بأن أوراق عضويتها في األمم المتحدة كانت ناقصة‪ ،‬وبالتالي يجب‬
‫إسقاط صوتها إلى أن تكتمل أوراقها في الدورة التالية‪ .‬أما ليبريا‬
‫وهايتي والحبشة والفلبين‪ ،‬بروغواي ولوكسمبورغ فقد تعرضت‬
‫لتهديدات مختلفة حول وقف المساعدات األمريكية إليها إذا عارضت‬
‫القرار"‪ .‬إن هذا الشكل شكل من أشكال الفيتو غير الصريح خارج‬
‫وداخل أروقة المنظمة الدولية‪ ،‬وعدا عن ذلك‪ ،‬فأن الواليات المتحدة‬
‫هي التي ضغطت من أجل عدم تطبيق القرار الذي سبق أن ضغطت‬

‫‪ .)1‬نقالً عن خيري حماد "قضايانا في األمم المتحدة" – المكتب التجاري –‬


‫بيروت ‪ ،1962‬ص ‪.161‬‬
‫‪221‬‬
‫من أجل تطبيقه بحجة وجوب السعي إلى تعديله‪ ،‬هذا على الرغم من‬
‫أن القرار ‪ 181‬ينص على أن "يقوم مجلس األمن بمتابعة فرض هذا‬
‫القرار‪ ،‬وعليه أن يعتبر كل محاولة ترمي إلى تغيير التسوية التي حققه‬

‫هذا القرار عن طريق القوة تهديداً للسالم وخرقاً له وعمالً عدوانياً‬

‫بموجب المادة ‪ 39‬من الميثاق"‪.‬‬

‫وتعتبر الحالة الفلسطينية في بدايتها حالة استثنائية من حيث‬


‫االنسجام الذي ساد الموقفين األمريكي والسوفيتي‪ ،‬حيث اتفق الطرفان‬
‫على قبول إسرائيل عضواً في األمم المتحدة‪ ،‬إذ من المعروف أن‬
‫طلبات دول أخرى ظلت ترفض منذ سنة ‪ 1946‬حتى ‪1955/1/15‬‬
‫حين قبلت ‪ 16‬دولة دفعة واحدة‪ ،‬بعد اتفاق أمريكي‪-‬سوفيتي مفاجئ‬
‫خارج مجلس األمن(‪.)1‬‬

‫وكان موقف االتحاد السوفيتي بعدم استخدام حق النقض وقبول‬


‫"إسرائيل" مفاجئاً لكثير من األوساط العربية‪.‬‬

‫كذلك (غاب) الفيتو السوفيتي عندما عادت القضية إلى مجلس األمن‬
‫كقضية وقف إطالق نار وهدنة‪ ،‬سواء حين قرر في ‪1948/4/23‬‬
‫تشكيل لجنة هدنة من قناصل الدول األعضاء في المجلس يكون مقرها‬
‫في القدس‪ ،‬حيث أن (الخالف) الوحيد كان مع سوريا التي لم تعارض‬

‫‪ .) 1‬قدري قلعجي "أمريكا وغطرسة القوة" دار الكاتب العربي ‪ ،‬بيروت‪.1992 ،‬‬
‫‪222‬‬
‫القرار‪ ،‬ولكنها اعتذرت عن إيفاد وفد إلى القدس‪ .‬أما في ‪1948/5/22‬‬
‫فقد دعا المجلس إلى وقف القتال في غضون ‪ 36‬ساعة‪ ،‬ولم يستجب‬
‫أحد حيث كانت القوات اليهودية ماضية قدماً في احتالل مناطق جديدة‬
‫غير التي خصصها لها قرار التقسيم‪ ،‬وقرر المجلس في ‪ 5/29‬إعالن‬
‫هدنة مؤقتة‪ ،‬مهدداً باستخدام الفصل السابع من الميثاق‪ ،‬ثم توالت‬
‫الق اررات لتجديد الهدنة (ق ارران من غير فيتو) مع اإلشارة إلى الفصل‬
‫السابع من الميثاق‪ ،‬ثم صدرت أربعة ق اررات أخرى بشأن العدوان‬
‫اإلسرائيلي في النقب‪ ،‬وهنا غاب الفيتو أيضاً‪ ،‬وغابت اإلشارة إلى‬
‫الفصل السابع‪ ،‬بل اكتفى القرار بالتشديد على ضرورة وقف إطالق‬
‫النار‪.‬‬

‫كذلك الحال لم يعمل مجلس األمن على ممارسة صالحياته في تطبيق‬


‫القرار ‪ 194‬وق اررات الجمعية العمومية التالية حول وجوب عودة‬
‫الالجئين وتعويضهم‪ ،‬وأيضاً تم إغفال التطرق إلى الفصل السابع من‬
‫الميثاق‪ ،‬ثم جاءت حرب ‪ 1967‬وتبعها قرار مجلس األمن الدولي رقم‬
‫‪ 242‬الذي اعتبر أساساً للتسوية‪ ،‬مع عدم تجويزه احتالل أراضي الغير‬
‫بالقوة‪ ،‬ولكنه لم يشر إلى الفصل السابع مما يجعله غير ملزم بتطبيقه‬
‫– خالفاً قائماً عليه الحال في النزاعات األخرى وهناك قرار مهم آخر‬
‫حول إحراق المسجد األقصى‪ ،‬لكنه خال من آية صيغة عملية‪ ،‬وكذلك‬

‫‪223‬‬
‫حال القرار رقم ‪ )1( )1969/9/15( 271‬الذي نص على "إبطال‬
‫اإلجراءات واألعمال التي اتخذتها إسرائيل لتغيير وضع مدينة القدس‬
‫وإدانة فشل إسرائيل في تنفيذ الق اررات السابقة‪ .‬وقد تم تمرير القرار‬
‫بموافقة ‪ 11‬عضو مقابل ال شيء‪ ،‬وامتناع الواليات المتحدة عن‬
‫التصويت (ولم يعتبر امتناعها استخداماً للفيتو)‪ ،‬كذلك امتنعت‬
‫كولومبيا‪ ،‬وفلندا وبارغواي عن التصويت‪ ،‬وأيدت الصين واال تحاد‬
‫السوفيتي وفرنسا وبريطانيا وهنغاريا والجزائر وزامبيا والسنغال ونيبال‬
‫والباكستان وإسبانيا ذلك القرار‪.‬‬

‫ومن مفارقات مجلس األمن والسياسة األمريكية معاً أن الواليات‬


‫المتحدة عادت في التسعينات إلى استخدام حق الفيتو إلسقاط كل‬
‫المشاريع التي تدين المستوطنات في القدس(‪.)2‬‬

‫أما اإلدعاء األمريكي التقليدي بأن القرار ‪ 242‬وقرار ‪ 338‬الذي جاء‬


‫في أعقاب حرب ‪ ،1973‬ال يشيران إلى الفصل السابع‪ ،‬مما يعني كما‬
‫سبق القول أنهما غير ملزمين‪ ،‬ألن هناك كثي اًر من الق اررات التي لم‬
‫ترفضها الواليات المتحدة واضحة في إلزامها‪ ،‬ومع ذلك لم يتم اإللتزام‬

‫‪ .)1‬د‪ .‬سيف الوادي الرمحي "القانون الدولي في قضية فلسطين – كاظمة للنشر‬
‫والتوزيع‪ -‬الكويت ‪( 1948‬المالحق)‪.‬‬
‫‪ .)2‬اإلمبراطورية األمريكية " صفحات من الماضي والحاضر" – عدة مؤلفين –‬
‫ترجمة ونشر دار الشروق القاهرة ‪.2001‬‬
‫‪224‬‬
‫بإلزام إسرائيل باإلذعان لها‪ ،‬ومنها القرار رقم ‪)1980/6/30( 476‬‬
‫والقرار الذي تاله (في ‪ )1( )1980/8/20‬فقد جاءت صياغته محددة‬
‫اض بالقوة غير مقبول‪،‬‬
‫وجازمة‪" :‬إن المجلس يؤكد على أن اكتساب أر ٍ‬
‫ويالحظ أن إسرائيل فشلت في االستجابة للقرار ‪ ...456‬ويؤكد تصميمه‬
‫على البحث عن وسائل وطرق وفقاً لفقرات ميثاق األمم المتحدة ذات‬
‫العالقة باألمر لتأمين تنفيذ عملي تام للقرار في حالة عدم استجابة‬
‫إسرائيل"‪.‬‬

‫وقد صدر القرار بموافقة ‪ 14‬عضواً مقابل ال شيء وامتناع الواليات‬


‫المتحدة وحدها عن التصويت‪.‬‬

‫ويعني القرار بوضوح أنه ال يعترف بقانون ضم القدس واعتبارها‬


‫عاصمة إلسرائيل فيما بعد‪ ،‬ويعني أيضاً عدم شرعية االستيطان‪.‬‬

‫ويتحدث نصاً عن "فقرات الميثاق ذات العالقة" والفصل السابع هو من‬


‫الميثاق‪ ،‬وهو ذو عالقة‪.‬‬

‫ويتحدث عن تأمين تنفيذ عملي تام للقرار في حالة عدم استجابة‬


‫إسرائيل‪.‬‬

‫وبدل أن تبادر الواليات المتحدة إلى فرض القرار الدولي بالقوة تحت‬
‫علم األمم المتحدة‪ ،‬كما حصل في كوريا والعراق‪ ،‬فإنها أخذت تبادر‬

‫‪ .) 1‬الرمحي – مصدر سابق (المالحق)‪.‬‬


‫‪225‬‬
‫إلى العمل على إسقاط المشاريع التالية التي تقوم على هذا القرار‬
‫وغيره‪ ،‬بالتلويح بالفيتو‪ ،‬بل واستخدامه إال في الق اررات المتعلقة‬
‫بالتمديد للقوات الدولية‪ ،‬على الرغم من كثرة المشاريع التي جاءت‬
‫كينيا‪،‬‬ ‫بنين‪،‬‬ ‫باكستان‪،‬‬ ‫المنحازة(‪:)1‬‬ ‫غير‬ ‫الدول‬ ‫بمبادرة‬
‫موريتانيا‪،‬أندونيسيا‪ ،‬النمسا‪.‬‬

‫ومن الق اررات التي أسقطتها الواليات المتحدة بالفيتو خالل السبعينات‬
‫–على سبيل المثال ال حصر "مشروع بتاريخ ‪ 1975/12/8‬إلدانة‬
‫هجوم جوي على لبنان‪ ،‬وكذلك مشروع في ‪ 1976/1/15‬بشأن تفاقم‬
‫األوضاع في األ راضي المحتلة سنة ‪ ،1967‬ألن المشروع دعا إلى‬
‫"تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف‪.‬‬
‫وهكذا كان الحال مع أي مشروع يدين إسرائيل أو اعتداءاتها‪.‬‬

‫ومن المفارقات أن سنوات السبعينات – على خطورتها شهدت هدوءاً‬


‫سوفيتياً حيث لم يتقدم االتحاد السوفيتي بأية مبادرة إلى مجلس األمن‬
‫ال فردية وال ثنائية وال جماعية‪ .‬هذا على الرغم من أن الفترة من تموز‬
‫‪ – 1973‬حتى أيار ‪ 1977‬توضح مدى خطورة القضية الفلسطينية في‬
‫المجلس – ناهيك عن الجمعية العمومية‪. -‬‬

‫)‪ .‬د‪ .‬عطية حسين "مجلس األمن وأزمة الشرق األوسط‪،"1977-1967 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،1986 ،‬ص ‪.379‬‬


‫‪226‬‬
‫أوالً‪ :‬من ‪ :1973/10/12-8‬عقد مجلس األمن ‪ 4‬جلسات لم تسفر‬
‫جميعها عن أي قرار لعدم اتفاق االتحاد السوفيتي والواليات المتحدة‪.‬‬

‫• بعد ‪ 17‬يوم صدر قرار ‪ 338‬الشهير الذي دعا إلى ‪ :‬وقف‬

‫إطالق النار‪ ،‬والبدء بالتفاوض طبقاً للقرار ‪ -242‬وليس الدعوة‬


‫إلى تطبيق فوري للقرار المذكور‪.‬‬

‫• خالل الفترة الباقية حتى نهاية ‪ :1973‬أصدر المجلس أربع‬


‫ق اررات‪ ،‬توضح طبيعتها سبب االتفاق عليها‪ ،‬ضمن ما أشرنا‬
‫إليه سابقاً بشأن الموقف األمريكي‪:‬‬

‫قرار رقم ‪ / 339‬حول استكمال وقف إطالق النار‪.‬‬

‫قرار رقم ‪ / 340‬حول إنشاء قوات دولية للفصل بين القوات‬


‫المتحابة‪.‬‬

‫قرار رقم ‪ / 341‬حول طبيعة مهام هذه القوات‪.‬‬

‫قرار رقم ‪ / 344‬حول عقد مؤتمر جنيف (أي تخلي مجلس‬


‫األمن عن صالحياته ومسؤولياته في تطبيق ق اررات األمم‬
‫المتحدة بعامة‪ ،‬وق ارراته بخاصة‪ ،‬األمر الذي يدل على مرونة‬
‫عجيبة لدى مجلس األمن في تحديد صالحيات وتقليصها أو‬
‫توسيعها دون محددات قانونية ودون إبداء أسباب واضحة‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫• في الفترة من بداية سنة ‪ 1974‬وحتى شهر أيار ‪ :1977‬عقد‬
‫مجلس األمن ‪ 239‬جلسة خصص منها ‪ 49‬جلسة لدراسة‬
‫الوضع في (الشرق األوسط)‪ ،‬ونال (الشرق األوسط) ‪ 12‬ق ار اًر‬
‫من أصل ‪ 63‬ق ار اًر اتخذها المجلس طيلة هذه الفترة‪.‬‬

‫أما من حيث اإلدارة الدولية‪:‬‬

‫فإن خمس ق اررات صدرت بأغلبية ‪ 14‬صوتاً مقابل اعتراض‪ ،‬وامتناع‬


‫الصين عن التصويت‪.‬‬

‫على حين أن ‪ 11‬ق ار اًر صدرت بموافقة ‪ 13‬صوتاً‪ ،‬مقابل ال اعتراض‬


‫وامتناع الصين وليبيا عن التصويت‪.‬‬

‫والمفروض في ظل هذه اإلدارة التي تميزت بتأييد األغلبية – مهما‬


‫كانت طبيعة تغير المقاعد غير الدائمة العضوية – أن تكون هناك آلية‬
‫لحل القضية الفلسطينية بشكل ال يخضع اإلدارة الدولية كلها (لشبح)‬
‫الفيتو‪ ،‬األمر الذي سيتطرق إليه البحث الحقاً‪.‬‬

‫دراسة حالة ‪:‬‬

‫مخيم جنين في مجلس األمن‬

‫تعتبر الحالة الفلسطينية حالة استقصائية مميزة من بين كل القضايا‬


‫التي تعاملت معها األمم المتحدة ومجلس األمن – وبخصوصاً في‬

‫‪228‬‬
‫مجال استخدام حق الفيتو ويأتي تمييز هذه الحالة من خالل النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬عدم وجود حالة شبيهة فقد تم تطبيق إعالن األمم المتحدة‬


‫حول إنهاء االستعمار في كل مناطق العالم باستثناء فلسطين‬
‫التي لم‬

‫تلق حاالً عادالً‪.‬‬

‫‪ .2‬ليس هناك احتالل عسكري استيطاني بعد حل قضيتي الجزائر‬


‫وجنوب أفريقيا إال في فلسطين‪.‬‬

‫‪ .3‬ليس هناك قضية لها نفس مستوى التأثير على الدول‬


‫المجاورة‪ ،‬وعلى الدول العربية واإلسالمية وبشكل يجعلها قضية‬
‫قابلة ألن تعرض السلم العالمي للخطر عند أي مفترق‪.‬‬

‫‪ .4‬هي القضية الوحيدة التي لم تطبق فيها ق اررات الجمعية‬


‫العمومية‪ ،‬وال حتى ق اررات مجلس األمن التي نجت لسبب أو‬
‫ألخر من مقصلة الفيتو‪.‬‬

‫ومما ينبغي مالحظته أن أيام وقف إطالق النار أقل بكثير من أيام‬
‫دوائر العنف والعنف المضاد تجنباً لتسمية األشياء بمسمياتها‪ ،‬ولكن‬
‫هناك أحداثاً كانت تسبب شرخاً في جدار الوعي اإلنساني على مستوى‬
‫العالم‪ ،‬ومنها اقتحام قوات االحتالل اإلسرائيلية األراضي الفلسطينية‪،‬‬
‫‪229‬‬
‫منذ مطلع سنة ‪ ،2002‬وبخاصة ما حصل في مخيم جنين لالجئين‬
‫الفلسطينيين في شمال الضفة الفلسطينية‪ .‬والالفت لالنتباه في أحداث‬
‫هذا المخيم‪ ،‬أن سكانه كان من المفترض أن تتم إعادتهم إلى بيوتهم‬
‫وممتلكاتهم في األراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة ‪ ،1948‬وذلك‬
‫تطبيقاً لقرار الجمعية العمومية لألمم المتحدة رقم ‪ – 194‬الذي سبق‬
‫التطرق إلى مطالبة مجلس األمن م ار اًر وتك ار اًر بتطبيقه دون جدوى‪.‬‬
‫وبدل إجبارها على اإليضاع إلى ق اررات الشرعية الدولية‪ ،‬فإن القوات‬
‫اإلسرائيلية نفذت في ذلك المخيم ما وصفه الفلسطينيون بأنه مجزرة‪،‬‬
‫وطالبوا بإيفاد لجنة دولية لتقصي الحقائق بشأنها‪ ،‬وذلك بعد طرح‬
‫األمر على مجلس األمن الدولي من قبل السلطة الفلسطينية والدول‬
‫العربية‪ .‬ولم يرضخ الجانب اإلسرائيلي حتى لمطلب التعاون مع بعثة‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬واألمر الذي وصفته صحيفة الفايننثال تاميز اللندنية‬
‫(‪ )2002/5/5‬بأنه "دليل ال يقبل الشك على أن األمين العام لألمم‬
‫المتحدة –كوفي عنان‪ -‬ال يمتلك أية سلطة فعالة وأن منصبه مجرد‬
‫منصب فخري بال نفوذ‪ .‬وبخاصة بعد أن أكدت منظمات عديدة لحقوق‬
‫اإلنسان وقوع جرائم حرب وأكدت على أهمية إرسال لجنة لتقصي‬
‫الحقائق‪.‬‬

‫لقد كان هناك إجماع دولي على مستوى دول العالم والرأي العام‬
‫العالمي‪ ،‬ومؤسسات األمم المتحدة من منظمة الصحة العالمية إلى‬

‫‪230‬‬
‫منظمة العفو الدولية إلى لجنة حقوق اإلنسان في األمم المتحدة على‬
‫ضرورة إيفاد لجنة التحقيق أو تقصي الحقائق‪ ،‬وبخاصة بعد أن نقلت‬
‫وسائل اإلعالم تقرير تيري رودالرسن الموفد الخاص لألمم المتحدة(‪)1‬‬

‫الذي جاء فيه‪ :‬إن الدمار يفوق الوصف‪ ،‬لقد تم تدمير المخيم تماماً‬
‫وكأن زل ازالً حل به‪ ،‬لقد رافقني خبراء اعتادوا مشاهدة نتائج الحروب‬
‫والزالزل وهم يؤكدون أنهم لم يشهدوا مثيالً لهذا الدمار من قبل‪.‬‬

‫ونقلت كل وسائل اإلعالم في نفس الفترة تصريحات ماري روبنسون‬


‫رئيسة المفوضية العليا لحقوق اإلنسان في األمم المتحدة حيث طالبت‬
‫بوقف العمليات العسكرية وإجراء تحقيق شامل ومستقل في أعمال‬
‫العنف التي شهدتها األ راضي الفلسطينية‪.‬‬

‫كيف تعامل مجلس األمن مع الموضوع؟‬

‫طالب الفلسطينيون العالم بأن يضطلع بمسؤولياته حيث أن رفض‬


‫(إسرائيل) استقبال لجنة تقصي الحقائق الدولية هو بحسب التوصيف‬
‫القانون عمل خطر استناداً إلى الفصل السابع من ميثاق األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬مما يوجب اتخاذ قرار من مجلس األمن بشأنها‪ ،‬في ضوء‬

‫)‪ .‬نشرة صحافة اليوم – قضايا األردن والشرق األوسط في الصحافة العربية‬ ‫‪1‬‬

‫والعالمية‪ -‬دائرة المطبوعات والنشر األردنية الملحق ‪-5‬ب بتاريخ ‪2002/5/5‬‬


‫عمان – األردن‪.‬‬
‫‪231‬‬
‫االستمرار اإلسرائيلي في ممارسة الجرائم المختلفة ضد الفلسطينيين‬
‫(‪.)1‬‬

‫على الجانب اإلسرائيلي لخص شمعون بيرس رئيس حزب العمل وزير‬
‫الخارجية(‪ )2‬الموقف ضمن النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬الوضع ليس سهالً فقد يتخذ مجلس األمن ق ار اًر ضد إسرائيل‪.‬‬

‫‪ .2‬لو اتخذ مثل هذا القرار‪ ،‬فإنه يمكن تصويره على أنه محاولة‬
‫لطمس ما جرى في جنين‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا اتخذ قرار في مجلس األمن فلن تستخدم الواليات المتحدة‬


‫حق النقض‪.‬‬

‫‪ .4‬على إسرائيل أن تستقبل لجنة تقصي الحقائق التي شكلها‬


‫األمين العام لألمم المتحدة تالفياً لتشكيل لجنة بقرار من مجلس‬
‫األمن‪.‬‬

‫‪ .5‬حتى لو استخدمت الواليات المتحدة حق النقض في مجلس‬


‫األمن‪ ،‬فإن هناك مؤسسات أخرى ال تملك فيها هذا الحق مثل‬

‫)‪ .‬نشرة وكالة األنباء الفلسطينية وفا – غزة بتاريخ ‪ /200/5/1‬عن نقابة‬ ‫‪1‬‬

‫المحامين الفلسطينيين‪.‬‬
‫‪ .)2‬وثائق السلطة الوطنية الفلسطينية –مكتب الرئيس‪ -‬المعلومات نشرة بتاريخ‬
‫‪ 4/30‬تلخيص عن اإلذاعة اإلسرائيلية‪.‬‬
‫‪232‬‬
‫الجمعية العمومية‪ ،‬وهناك دول عدم االنحياز والمجلس‬
‫األوروبي‪.‬‬

‫‪ .6‬على إسرائيل التعامل مع اللجنة ولكن ضمن شروطها‪ ،‬لمنع‬


‫اتخاذ إجراءات قانونية مستقبالً بحق جنودها ومالحقتهم أمام‬
‫القضاء الدولي"‪.‬‬

‫وبعد ذلك بدأ الحديث عن الصفقات مع الواليات المتحدة‪ ،‬ويقول‬


‫الكاتب اليهودي عكيفا الدار (صحيفة هآرتس العبرية ‪ )2002/5/2‬إن‬
‫"الحقيقة غير معروفة فيما يتعلق بصفقتين واحدة يتحدث عنها‬
‫شمعون بيرس تقول أن االتفاق تم على تشكيل لجنة تقصي حقائق‬
‫معينة من قبل األمين العام لألمم المتحدة وبتشكيلة أمريكية بدل‬
‫تشكيل لجنة تحقيق من قبل مجلس األمن‪ ،‬أما شارون فيدعي أنه‬
‫حصل على وعد أمريكي باستخدام حق النقض على أي قرار لمجلس‬
‫األمن بتشكيل لجنة تحقيق"‪.‬‬

‫وعلى الرغم من كل ما سبق‪ ،‬فإن الجانب اإلسرائيلي رفض التعامل مع‬


‫لجنة تقصي الحقائق حتى بعد الحصول على وعد بأن هذه اللجنة لن‬
‫تقدم أية توصيات إلى مجلس األمن أو الجمعية العمومية بأية‬
‫توصيات أو مطالب‪ ،‬وهكذا وجد األمين العام لألمم المتحدة نفسه في‬
‫ورطة‪ ،‬فاضطر إلى طمأنة الجانب اإلسرائيلي بأن حل هذه اللجنة "ما‬
‫هو إال مسألة وقت ال أكثر"‪.‬‬
‫‪233‬‬
‫وذلك ما جاء في وكاالت األنباء العالمية كلها في ‪ ،2002/5/2‬حيث‬

‫أكد عنان في ذلك التاريخ أنه أجل حل لجنة مدة ‪ 24‬ساعة احتراماً‬
‫ألعضاء مجلس األمن" بعد أن تلقى مكالمة هاتفية من وزير الخارجية‬
‫األمريكي –كولن باول‪ -‬اخبره فيها أن إسرائيل غير مستعدة لتغيير‬
‫موقفها من اللجنة! (المشكلة أصالً بموافقة أمريكية وبقرار من األمين‬

‫العام)‪.‬‬

‫وعادت المناقشات بعد ذلك إلى مجلس األمن حيث‪:‬‬

‫أ‪ .‬اقترحت الواليات المتحدة أن يتبنى مجلس األمن مشروع قرار‬


‫يعرب فيه المجلس عن أسفه لعدم تمكن إسرائيل من التعاون‬
‫مع عنان‪ ،‬ويدعو فيه إلى إحاطة أعضاء المجلس علماً بأية‬
‫معلومات (من دون أية آلية دولية لتحديد مصادر المعلومات أو‬
‫أية شروط للتحقق من مصدر أهميتها وموثوقيتها ومع تجاهل‬
‫وجود لجنة تقصي حقائق للبدء من نقطة الصفر)‪.‬‬

‫ب‪ .‬تم طرح مشروع أوروبي يختلف عن المشروع األمريكي من‬


‫حيث أنه يدين إسرائيل بدل اإلكتفاء باإلعراب عن األسف‪،‬‬
‫ولكن من دون الدعوة إلى اتخاذ أي إجراء ضدها‪.‬‬

‫ج‪ .‬ومقابل ذلك كان هناك مشروع قرار عربي (كان من المفترض‬
‫أن تتقدم به سوريا وتونس‪ ،‬حيث كان لسوريا مقعد مؤقت في تلك‬

‫‪234‬‬
‫الفترة)‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن المشروع العربي تمت صياغته‬
‫بحذر دبلوماسي شديد بحيث ينص على (القلق) بدل األسف لعدم‬
‫إيضاح إسرائيل لق اررات مجلس األمن السابقة‪ ،‬ويقرر أن الحالة‬
‫(الراهنة) في المنطقة تشكل تهديداً للسالم واألمن الدوليين‪ ،‬ولذلك‬
‫فإنه يطلب سنداً ألحكام الفصل السابع من الميثاق أن يتم التنفيذ‬
‫الفوري لقراري مجلس األمن ‪ 1402‬و ‪ 1403‬لسنة ‪ ،2002‬وما‬
‫نصا عليه من رفع الحصار العسكري المفروض على مقر الرئاسة‬
‫الفلسطينية وعلى كنيسة المهد في مدينة بيت لحم‪.‬‬

‫ويطالب مشروع القرار العربي بأن تتعاون إسرائيل والسلطة الفلسطينية‬


‫مع لجنة تقصي الحقائق التي عينها األمين العام‪.‬‬

‫لقد تمت صياغة مشروع القرار العربي أمالً بحشد تأييد أوروبي له‬
‫وبشكل ال يستفز الواليات المتحدة ويدفعها إلى استخدام حق النقض‬
‫الفيتو‪ ،‬حيث لم تتم المطالبة مثالً بتطبيق ق اررات الشرعية الدولية‬
‫السابقة (قرار مجلس األمن رقم ‪ 242‬لسنة ‪ 1967‬وقرار ‪ 338‬لسنة‬
‫‪ )1973‬وهي ق اررات ذات صلة بتلك األحداث‪ ،‬أسوأ بما حصل مثالً في‬
‫الحالة العراقية حيث كان هناك إجماع داخل مجلس األمن على تطبيق‬
‫كل الق اررات ذات الصلة!‬

‫وعلى الرغم من كل ما سبق‪ ،‬فإن الواليات المتحدة نجحت بإقناع‬


‫تسعة من أعضاء مجلس األمن بمعارضة مشروع القرار السوري‪.‬‬
‫‪235‬‬
‫األمر الذي يمكن اعتباره (حق نقض) غير مباشر بشكل استباقي‬
‫و(أقنع) األعضاء التسعة برفض المشروع قبل طرحه‪ ،‬بل و(أقنع)‬
‫الجانب السوري بعدم طرح المشروع أصالً‪ ،‬وهكذا لم يبق أمام المجلس‬
‫إال مشروعين اثنين هما المشروع األمريكي والمشروع األوروبي‪ ،‬وكان‬
‫الجانب األمريكي مطمئناً أيضاً إلى أنه لن يضطر إلى استخدام حق‬
‫النقض ضد المشروع األوروبي‪ ،‬ألن هذا المشروع ال توجد أمامه أية‬
‫فرصة كي يجمع األعضاء التسعة الضروريين لتبنيه(‪ ،)1‬وهكذا أرجأ‬
‫المجلس أعماله‪ ،‬ويبدو أنه لم يعاودها حتى تاريخ إعداد هذا البحث‪.‬‬
‫بعد أن أعلنت الواليات المتحدة أنها مقتنعة باإلدعاء اإلسرائيلي حول‬
‫عدم حصول مجزرة‪.‬‬

‫إن الدراسة الموجزة الواردة هنا لقضية مجزرة مخيم جنين في مجلس‬
‫األمن توضح تماماً حقيقة أن حق النقض الفيتو ال ينشئ حقاً‪ ،‬بل‬
‫يمكن أن يحجب حقوقاً‪ ،‬فالجانب اإلسرائيلي لم يحصل من خالله بمزايا‬
‫التهديد بالفيتو‪ ،‬وفي المقابل‪ ،‬فإن ذلك أدى إلى حرمان الفلسطينيين‬
‫من كثير من حقوقهم أو حتى من مجرد بحثها‪.‬‬

‫)‪ .‬وثائق مكتب الرئيس الفلسطيني رقم ‪ A6‬بتاريخ ‪ 2002/5/2‬مكتب‬ ‫‪1‬‬

‫المعلومات‪.‬‬
‫‪236‬‬
237
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ملف دعوى الالجئين‬


‫المبحث األول‪:‬‬

‫حق العودة قبل القرار ‪194‬‬

‫نص قرار رقم ‪( 194‬الدورة ‪ )3‬بتاريخ ‪ 11‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر‬


‫‪1948‬‬

‫إن الجمعية العامة وقد بحثت في الحالة في فلسطين من جديد‪:‬‬

‫‪ .1‬تعرب عن عميق تقديرها للتقدم الذي تم بفضل المساعي المبذولة‬


‫من وسيط األمم المتحدة الراحل في سبيل تعزيز تسوية سلمية للحالة‬
‫المستقبلة في فلسطين‪ ،‬تلك التسوية التي ضحى من أجلها بحياته‪.‬‬
‫وتشكر للوسيط بالوكالة ولموظفيه جهودهم المتواصلة‪ ،‬وتفانيهم‬
‫للواجب في فلسطين‪.‬‬
‫‪238‬‬
‫‪ .2‬تنشئ لجنة توفيق مؤلفة من ثالثة دول أعضاء في األمم المتحدة‪،‬‬
‫تكون لها المهمات التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬القيام بقدر ما ترى أن الظروف القائمة تستلزم القيام بالمهمات التي‬

‫أوكلت إلى وسيط األمم المتحدة لفلسطين بموجب قرار الجمعية العامة‬

‫رقم ‪-2( 186‬د) الصادر في ‪ 14‬أيار ‪ /‬مايو سنة ‪.1948‬‬

‫ب‪ .‬تنفيذ المهمات والتوجيهات المحددة التي يصدرها إليها القرار‬


‫الحالي‪ ،‬والتوجيهات اإلضافية التي قد تصدرها إليها الجمعية العامة أو‬
‫مجلس األمن‪.‬‬

‫ج‪ .‬القيام ‪-‬بناء على طلب مجلس األمن‪ -‬بأية مهمة تكلفها حالياً‬
‫ق اررات مجلس األمن إلى وسيط األمم المتحدة لفلسطين‪ ،‬أو إلى لجنة‬
‫بناء على طلب مجلس‬
‫األمم المتحدة للهيئة‪ .‬وينتهي دور الوسيط ً‬
‫األمن من لجنة التوفيق القيام بجميع المهمات المتبقية‪ ،‬التي ال تزال‬
‫ق اررات مجلس األمن تكلها إلى وسيط األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ .3‬تقرر أن تعرض لجنة من الجمعية العامة‪ ،‬مكونة من الصين‬


‫وفرنسا واتحاد الجمهوريات االشتراكية السوفيتية والمملكة المتحدة‬
‫والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬اقتراحاً بأسماء الدول الثالث التي‬
‫ستتكون منها لجنة التوفيق على الجمعية لموافقتها قبل نهاية القسم‬
‫األول من دورتها الحالية‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫‪ .4‬تطلب من اللجنة أن تبدأ عملها فو اًر حتى تقيم في أقرب وقت‬
‫عالقات بين األطراف ذاتها وبين هذه األطراف واللجنة‪.‬‬

‫‪ .5‬تدعو الحكومات والسلطات المعنية إلى توسيع نطاق المفاوضات‬

‫المنصوص عليها في قرار مجلس األمن الصادر في ‪ 16‬تشرين‬


‫الثاني (نوفمبر) سنة ‪ ،1948‬وإلى البحث عن اتفاق بطريق مفاوضات‬
‫تجري إما مباشرة أو مع لجنة التوفيق‪ ،‬بغية إجراء تسوية نهائية‬
‫لجميع المسائل المعلقة بينها‪.‬‬

‫‪ .6‬تصدر تعليمات إلى لجنة التوفيق التخاذ التدابير بغية معونة‬


‫الحكومات والسلطات المعنية‪ ،‬إلحراز تسوية نهائية لجميع المسائل‬
‫المعلقة بينها‪.‬‬

‫‪ .7‬تقرر وجوب حماية األماكن المقدسة –بما فيها الناصرة‪ -‬والمواقع‬


‫واألبنية الدينية في فلسطين‪ ،‬وتأمين حرية الوصول إليها وفقاً للحقوق‬
‫القائمة‪ ،‬والعرف التاريخي‪ ،‬ووجوب إخضاع الترتيبات المعمولة بها‬
‫لهذه الغاية إلشراف األمم المتحدة الفعلي‪ .‬وعلى لجنة التوفيق التابعة‬
‫لألمم المتحدة‪ ،‬لدى تقديمها إلى الجمعية العامة في دورتها العادية‬
‫الرابعة اقتراحاتها المفصلة بشأن نظام دولي دائم في منطقة القدس‪،‬‬
‫أن تتضمن توصيات بشأن األماكن المقدسة في باقي فلسطين‪،‬‬

‫‪240‬‬
‫والوصول إلى هذه األماكن‪ ،‬وعرض هذه التعهدات على الجمعية العامة‬
‫للموافقة‪.‬‬

‫‪ .8‬تقرر أنه نظ اًر إلى ارتباط منطقة القدس بديانات عالمية ثالث‪ ،‬فإن‬
‫هذه المنطقة‪ ،‬بما في ذلك القدس الحالية‪ ،‬يضاف إليها القرى والمدن‬
‫المجاورة التي يكون أبعدها شرقاً أبو ديس وأبعدها جنوباً بيت لحم‬
‫وأبعدها غرباً عين كارم (بما فيها المنطقة المبنية في موتسا) وأبعدها‬
‫شماالً شعفاط‪ ،‬يجب أن تتمتع بمعاملة خاصة منفصلة عن معاملة‬
‫مناطق فلسطين األخرى‪ ،‬ويجب أن توضع تحت مراقبة األمم المتحدة‬
‫الفعلية‪.‬‬

‫تطلب من مجلس األمن اتخاذ تدابير جديدة بغية تأمين نزع السالح‬
‫في مدينة القدس في أقرب وقت ممكن‪.‬‬

‫تصدر تعليمات إلى لجنة التوفيق لتقدم إلى الجمعية العامة في دورتها‬
‫العادية الرابعة اقتراحاتها مفصلة بشأن نظام دولي دائم لمنطقة‬
‫القدس‪ ،‬يؤمن لكل من الفئتين المتميزتين الحد األقصى من الحكم‬
‫الذاتي المحلي المتوافق مع النظام الدولي الخاص لمنطقة القدس‪.‬‬

‫إن لجنة التوفيق مخولة صالحية تعيين ممثل لألمم المتحدة‪ ،‬يتعاون‬
‫مع السلطات المحلية فيما يتعلق باإلدارة المؤقتة لمنطقة القدس‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫‪ .9‬تقرر وجوب منح سكان فلسطين جميعهم‪ ،‬أقصى حرية ممكنة‬
‫للوصول إلى مدينة القدس بطريق البر والسكك الحديدية وبطريق‬
‫الجو‪ ،‬وذلك إلى أن تتفق الحكومات والسلطات المعنية على ترتيبات‬
‫أكثر تفصيالً‪.‬‬

‫تصدر تعليمات إلى لجنة لتوفيق بأن تعلم مجلس األمن فو اًر‪ ،‬بأي‬
‫محاولة لعرقلة الوصول إلى المدينة من قبل أي من األطراف‪ ،‬وذلك‬
‫كي يتخذ المجلس التدابير الالزمة‪.‬‬

‫‪ .10‬تصدر تعليمات إلى لجنة التوفيق بالـعمل إليجاد ترتيبـات بين‬

‫الحكومات والسلطات المعنية‪ ،‬من شأنها نمو المنطقة االقتصادي‪،‬‬


‫بما في ذلك عقد اتفاقيات بشأن الوصول إلى المرافئ والمطارات‬
‫واستعمال وسائل النقل والمواصالت‪.‬‬

‫‪ .11‬تقرر وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن‪ ،‬لالجئين‬


‫الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسالم مع جيرانهم‪ ،‬ووجوب‬
‫دفع تعويضات عن الممتلكات للذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم‬

‫وعن كل مفقود أو مصاب بضرر‪ ،‬عندما يكون من الواجب وفقاً‬


‫لمبادئ القانون الدولي واإلنصاف أن يعوض عن ذلك الفقدان أو‬
‫الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫وتصدر تعليمات إلى لجنة التوفيق بتسهيل إعادة الالجئين‪ ،‬وتوطينهم‬
‫من جديد‪ ،‬وإعادة تأهيلهم االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬وكذلك دفع‬
‫التعويضات‪ ،‬وبالمحافظة على االتصال الوثيق بمدير إغاثة األمم‬
‫المتحدة لالجئين الفلسطينيين‪ ،‬ومن خالله بالهيئات والوكاالت‬
‫المتخصصة المناسبة في منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ .12‬تفوض لجنة التوفيق صالحية تعيين الهيئات الفرعية واستخدام‬


‫الخبراء الفنيين العاملين تحت إمرتها‪ ،‬ما ترى أنها بحاجة إليه لتؤدي‬
‫بصورة مجدية وظائفها‪ ،‬والتزاماتها الواقعة على عاتقها بموجب نص‬
‫القرار الحالي‪ ،‬ويكون على السلطات المسؤولة عن حفظ النظام في‬
‫القدس اتخاذ جميع التدابير الالزمة لتأمين سالمة اللجنة‪ .‬ويقدم‬
‫األمين‬

‫العام عدداً محدداً من الحراس لحماية موظفي اللجنة ودورها‪.‬‬

‫‪ .13‬تصدر تعليمات إلى لجنة التوفيق بأن تقدم إلى األمين العام‬
‫بصورة دورية تقارير عن تطور الحالة كي يقدمها إلى مجلس األمن‬
‫وإلى أعضاء منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ .14‬تدعو الحكومات والسلطات المعنية‪ ،‬جميعاً إلى التعاون مع لجنة‬


‫التوفيق‪ ،‬وإلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة للمساعدة على تنفيذ القرار‬
‫الحالي‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ .15‬ترجو األمين العام تقديم ما يلزم من موظفين وتسهيالت واتخاذ‬
‫الترتيبات المناسبة لتوفير األموال الالزمة لتنفيذ أحكام القرار الحالي‪.‬‬

‫تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم ‪ 128‬ب ‪23‬‬
‫صوتاً مقابل ‪ 13‬وامتناع ‪ 10‬دول عن التصويت‪.‬‬

‫أما القرار الدولي ‪ 194‬بتاريخ ‪ 11‬كانون األول ‪ 1948‬فقد ظل منذ‬


‫تاريخ صدروه يشكل األساس لمطالبة الالجئين الفلسطينيين للعودة إلى‬
‫بلدهم‪ ،‬ولتعويض من يختارون عدم العودة‪.‬‬

‫وكما هو واضح في نص القرار وبحسب منطوق ألفاظه وسياقه فإن‬

‫مصطلح الالجئين يعني الالجئين الفلسطينيين‪ ،‬وهو ال يتطرق بأي‬


‫شكل إلى اليهود الذين غادروا الدول العربية‪ ،‬إن المادة التي تحدثت‬
‫عن "وجوب السماح بالعودة‪ ،‬في أقرب وقت ممكن لالجئين الراغبين‬
‫في العودة إلى ديارهم والعيش بسالم مع جيرانهم‪ ،‬ووجوب دفع‬
‫تعويضات عن الممتلكات للذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن‬
‫كل مفقود أو مصاب بضرر‪ ،‬عندما يكون من الواجب وفقاً لمبادئ‬
‫القانون الدولي واإلنصاف أن يعوض عن ذلك الفقدان والضرر من قبل‬
‫الحكومات أو السلطات المسؤولة‪.‬‬

‫وتصدر تعليمات إلى لجنة التوفيق بتسهيل إعادة الالجئين وتوطينهم‬


‫من جديد وإعادة تأهيلهم االجتماعي واالقتصادي وكذلك دفع‬

‫‪244‬‬
‫التعويضات‪ ،‬وبالمحافظة على االتصال الوثيق بمدير إغاثة األمم‬
‫المتحدة لالجئين الفلسطينيين ومن خالله بالهيئات والوكاالت‬
‫المتخصصة المناسبة في منظمة األمم المتحدة"‪.‬‬

‫وكما يتضح من سياق نص القرار الذي نعرض هنا كامالً‪ ،‬فإن هذه‬
‫المادة هي المادة الوحيدة التي تطرقت إلى موضوع الالجئين في القرار‬
‫المذكور وهي ال تتحدث عن أي الجئين آخرين غير الالجئين‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬بل إن القرار ‪ 194‬ذاته ليس ق ار اًر متعلقاً بحل مشكلة‬
‫الالجئين وحدها بل جاء لتشكيل لجنة التوفيق وتقرير وضع القدس في‬
‫نظام دولي دائم‪ ،‬وتعديل األ وضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السالم في‬

‫فلسطين في المستقبل‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬فمشكلة اليهود الذين غادروا البالد العربية وعودتهم أو تعويضهم‬


‫ليست موضع بحث في هذا القرار‪ ،‬ولو كانت‪ ،‬فهل الدول العربية هي‬
‫التي كانت تسعى لتهجير يهود العالم إلى فلسطين أم أن الوكالة‬
‫اليهودية وإس ارئيل هما الطرفان اللذان كانا يتوليان تهجير اليهود إلى‬
‫فلسطين بمختلف الوسائل‪ ،‬وبصرف النظر عن مدى مشروعيتها‪ ،‬فهذا‬
‫ليس مكان بحثها‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫وهل كانت الدول العربية هي التي تطالب بفتح أبواب فلسطين أمام‬
‫المهاجرين اليهود؟ وهل جاء يهود الدول العربية إلى فلسطين‬
‫كالجئين؟‬

‫وهل ينطبق على من هاجر إلى فلسطين من اليهود تعريف الالجئ‬


‫حسب ما هو معروف في االتفاقيات الخاصة بالالجئين؟‬

‫وأيضاً‪ :‬فإن الق اررات الدولية األخرى ذات الصلة ومن بينها مثالً القرار‬
‫رقم ‪ 3236‬الصادر عن الجمعية العمومية بتاريخ ‪ 22‬تشرين ثان‬
‫‪ ،1974‬ومنها أيضاً قرار مجلس األمن الدولي رقم ‪ 244‬الصادر في‬
‫سنة ‪ ،1967‬لم تحدث عن مشكلة اليهود الذين غادروا الدول العربية‪.‬‬

‫ويعني ما سبق أن المقصود بالالجئين الوارد ذكرهم في القرار ‪194‬‬

‫هم الالجئون الفلسطينيون دون سواهم‪ ،‬وهذا أمر واضح من نص‬


‫القرار ذاته‪ ،‬ومن نصوص الق اررات التي جاءت بعده وارتبطت به سواء‬
‫كانت صادرة عن الجمعية العمومية أم عن مجلس األمن‪.‬‬

‫وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فحبذا لو كان هناك قرار دولي يتحدث عن‬
‫عودة الالجئين أو المهاجرين اليهود إلى مواطنهم التي قدموا منها‪،‬‬
‫ألن األولوية في كل الق اررات الدولية ذات الصلة هي إلعادة توطين‬
‫الالجئين في بلدانهم األصلية‪ ،‬ويأتي التعويض كخيار أو كبديل ثان‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫إن مقتضيات اإلنصاف والعدل والقانون تقول إن استمرار التأكيد على‬
‫هذا الحق في الق اررات الصادرة عن الجمعية العامة لألمم المتحدة وعن‬
‫مجلس األمن وانسجام فحوى القرار مع األدوات القانونية ذات الصلة‪،‬‬
‫ومع العرف الدولي ومع قواعده اآلمرة‪ ،‬يجعل منه مرجعاً أهم من‬
‫تصريح بلفور –من الناحية القانونية إذا تم وزن حجج الطرفين بأي‬
‫قدر معقول من الحيدة والنزاهة‪.‬‬

‫فإذا تذرع طرف بأن من المستحيل إعادة ماليين الالجئين ألن ذلك‬
‫سيغير الواقع الديموغرافي لدولة طرف‪ ،‬فهذه الذريعة مردودة ألن وعد‬
‫بلفور الذي كان إساءة استخدام سلطة في أحسن حاالت حسن الظن‪،‬‬
‫كان قد دعا في حينه إلى تغيير الواقع الديموغرافي والسياسي ‪...‬الخ‬
‫إلقليم فلسطين‪ ،‬ومع ذلك تم التشبث به وتطبيقه‪ ،‬وأيضاً إساءة تطبيقه‬
‫ألن إقامة الوطن القومي قد نجم عنها إلحاق إجحاف ومساس‬

‫بحقوق السكان اآلخرين في فلسطين‪ ،‬خالفاً لما نص عليه الوعد‬


‫نفسه‪.‬‬

‫فأيهما حقيق بأن يتم إلغاؤه أو نسخه ‪:‬وعد بلفور؟ أم القرار ‪194‬؟‬

‫إننا قد نضيف حجة أخرى إلى الحجج التي يحتج بها الجانب‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬وهي أن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬

‫الصادر في ‪ ،1965/12/19‬والذي من المفترض أن يعتبر ملزماً‬

‫‪247‬‬
‫إلسرائيل‪ ،‬إال أنها لم تصادق عليه إال بعد ربع قرن (في‬
‫‪ ،)1991/10/3‬والحجة اإلسرائيلية هي عدم رجعية القوانين ولكن‬
‫يمكن للفلسطينيين أن يدفعوا بأن‪:‬‬

‫ليست عمليات التهجير و‪/‬أو اإلبعاد التي حصلت سنة ‪ ،1948‬هناك‬


‫عمليات مماثلة سنة ‪ ،1967‬وهناك عمليات إبعاد مباشر لمجموعات‬
‫من الفلسطينيين استمرت حتى سنة ‪ ،2001‬وهناك عمليات إبعاد غير‬
‫مباشرة مثلما كان يحصل عندما ال يسمح للفلسطينيين بالعودة إلى‬
‫المناطق المحتلة سنة ‪ 1967‬إذا كان قد غادرها مدة ثالث سنوات‪،‬‬
‫األمر الذي أوجد فئة أخرى تضم عشرات اآلالف من الفلسطينيين‬
‫تسمى فئة "فاقدي التصاريح" وكذلك من هربوا من إجراءات االحتالل‬
‫ومالحقاته ومضايقاته المستمرة لهؤالء ومعظم هؤالء من الطالب‬
‫الجامعيين الذين كانوا يتلقون دراستهم خارج األراضي المحتلة سنة‬
‫‪ ،1967‬وبعضهم لم يكن يستطيع ألسباب مالية أو شخصية أخرى أن‬
‫يعود إلى األرض المحتلة بشكل سنوي‪ .‬وحتى بعد إنشاء السلطة‬
‫الوطنية الفلسطينية‪ ،‬فإنه تم سنة ‪ 2001‬إبعاد عدد من الفلسطينيين‬
‫إلى قبرص أو من الضفة الغربية إلى قطاع غزة‪.‬‬

‫وهناك فئة أخرى من فاقدي الهوية تشكلت بعد إنشاء السلطة وعودة‬
‫اآلالف من الفلسطينيين إما بشكل دائم أو ضمن برامج زيادة‪ ،‬وقد ظلوا‬
‫من دون بطاقات هوية ألنهم غير مسجلين في الكومبيوتر اإلسرائيلي‬

‫‪248‬‬
‫وبالتالي أصبحت إقامتهم في بيوتهم وبين أهلهم غير قانونية‪ ،‬ذلك أن‬
‫أية بطاقة تصدرها السلطة الفلسطينية ال تعترف بها السلطات‬
‫اإلسرائيلية وال حواجزها وال جنودها مما يجعل هؤالء عرضة لإلبعاد‬
‫وبخاصة مع رفض السلطات اإلسرائيلية إعطاء تصاريح جمع شمل‬
‫عائالت طيلة أكثر من عشر سنوات(‪.)1‬‬

‫نخلص مما سبق إلى بطالن الحجة اإلسرائيلية حول عدم رجعية العهد‬
‫الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اشتراط قبول إسرائيل في األمم المتحدة بالتزامها بالق اررات الدولية‪،‬‬


‫وحق العودة منصوص عليه في أكثر من قرار‪ ،‬صادقت إسرائيل على‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أم لم تصادق‪.‬‬

‫‪ -‬إن آثار اإلبعاد والتهجير ال تزال مستمرة حتى اآلن‪ ،‬وبأشكال‬


‫مختلفة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫الالجئون وأدوات القانون الدولي ذات الصلة‬

‫‪1‬‬
‫‪).http://www.alquds.co.uk. 30/12/2007.‬‬
‫‪249‬‬
‫لنفترض اآلن‪ ،‬أن قرار رقم ‪ 194‬لم يصدر أصالً‪ ،‬فهل يعني ذلك أنه‬
‫لن يكون هناك حل لمشكلة أكثر من ثالثة أرباع مليون إنسان تم‬
‫تشريدهم من بالدهم؟‬

‫إن القرار ‪ 194‬وما تاله من ق اررات تعضده من ق اررات وال تعارضه‬


‫ليست كلها بدعة في القانون الدولي‪ ،‬سواء العرفي أم المعاهداتي منه‪،‬‬
‫وإن إعادة توطين من يخرجون من بالدهم بفعل الحرب تحديداً قد ورد‬
‫عليه النص في أول معاهدة سياسية مكتوبة‪ ،‬في تاريخ البشرية‪ ،‬وهي‬
‫معاهدة قادش التي عقدت حوالي سنة ‪ 1269‬ق‪.‬م‪ ،‬وتجد نسخة منها‬
‫في مبنى األمم المتحدة في نيويورك‪.‬‬

‫وقد جاءت تلك المعاهدة في ‪ 18‬مادة وتحتوي على الكثير من‬


‫العناصر واألركان التي صارت توجد في صياغة المعاهدات الالحقة‬
‫بشكل تقليدي‪ ،‬وقد كتبت بثالث لغات وثالث نسخ أصلية (أي أنها‬
‫مستوفية للشروط الشكلية المرعية في االتفاقات المعاصرة)‪ .‬إن هذه‬
‫المعاهدة السلمية الدولية التي أبرمت بين الملك رمسيس الثاني ملك‬
‫مصر آنذاك وحاتوسيليس ملك الحثيين تنص بكل وضوح على إعادة‬
‫توطين (الهاربين) من بلدهم األصلي إلى البلد اآلخر‪ ،‬وهي أكثر عناية‬
‫بحقوق اإلنسان حتى من اتفاقيات إعادة األسرى إلى بلدانهم‪ ،‬التي‬
‫عقدت في القرن العشرين حيث ليس المطلوب من المعادين إلى‬
‫بالدهم أن يقدموا أي تعهد وال أن يبدوا أية رغبة في "العيش بسالم مع‬

‫‪250‬‬
‫جيرانهم" كما هو في نص قرار ‪ 194‬الذي أشار إلى ذلك بدل أن ينص‬
‫على حق الالجئين في العيش بسالم في داخل بالدهم‪ ،‬أما في معاهدة‬
‫قادش فإن الملكين الموقعين عليها يتعهد كل منهما باسمه بأن "ال‬
‫يحرك أية قضية ضد من تتم إعادته إلى بالده من رعيته"‪ ،‬ويتعهد كل‬
‫من الملكين باسمه على عدم تدمير بيوت هؤالء العائدين أو إيذاء‬
‫زوجاتهم أو أطفالهم" وعدا عن أن المعاهدة تحظر على أي من‬
‫الملكين قتل أي من هؤالء العائدين‪ ،‬فإنها تحظر عليهما إلحاق أي‬
‫أذى بأي عائد في سمعه أو بصره أو لسانه وقدميه (‪.)1‬‬

‫إن معاهدة قادش وضوابطها الصارمة في لحفاظ على حقوق العائدين‬


‫غير ملزمة بالطبع لنبي البشر في القرن العشرين‪ ،‬ولكنها سابقة في‬
‫تاريخ حقوق اإلنسان تدل على أن البشرية ال تزال تعود القهقرى في‬
‫مجال إحقاق وتحقيق هذه الحقوق خالفاً لكل ما يثار بخالف ذلك‪.‬‬

‫وال شك أيضاً في أن ويالت الحربين العالميتين األولى والثانية قد‬

‫جعلت البشرية تتنبه إلى أهمية إعادة توطين الالجئين في بلدانهم‬


‫التي غادروه‪ ،‬وتكفي اإلشارة في هذا السياق‪ ،‬إلى المادة (‪ )13‬من‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لسنة ‪ 1948‬والتي تنص على "حق‬
‫كل إنسان في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلده والعودة إليه "‪،‬إضافة‬

‫‪ .) 1‬انظر‪" :‬دعوى نزع الجنسية‪ ،‬عصام الغزاوي وبشير البرغوثي‪ ،‬د‪.‬ن عمان‪،‬‬
‫األردن ‪ 2007‬ص ‪.34 – 33‬‬
‫‪251‬‬
‫إلى المادة (‪ )12‬الفقرة الرابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية التي تنص على أنه "ال يجوز منع احد بصورة‬
‫تعسفية من حقه في الدخول إلى بلده أما في القانون اإلنساني‬
‫الدولي‪ ،‬فإن هناك‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة لسنة ‪ 1949‬والمتعلقة‬
‫بحماية األشخاص من المدنيين قي وقت الحرب والتي تعتبر أحكامها‬
‫قواعد أمرة حتى لو لم توقع عليها الدولة المعنية‪ ،‬كما أنها تلغي‬
‫اشتراط المعاملة بالمثل‪ .‬إن نصوص اتفاقية جنيف في المادة (‪)44‬‬
‫تقول بأنه ال يجوز أن تعامل الدولة الحاجزة الالجئين الذين ال‬
‫يتمتعون في الواقع بحماية أية حكومة‪ ،‬كأجانب أعداء لمجرد تبعيتهم‬
‫القانونية لدولة معادية"‪.‬‬

‫إن هذه المادة تدحض أية حجة إسرائيلية تقوم على أن بعض‬
‫الالجئين كانوا أصالً من المحاربين الذين دخلوا مع قوات اإلنقاذ‬
‫العربية أو غيرها من الفصائل‪ ،‬وبالتالي أنه ال بد من استبعادهم على‬
‫أنهم ليسوا فلسطينيين‪ ،‬وأنهم اختاروا السكن في المخيمات بعد‬
‫خروجهم من فلسطين بدل أن يعودوا إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم في‬
‫الدول العربية‬

‫ألن المخيمات كانت مريحة لهم أكثر!!!(‪)1‬‬

‫‪ .)1‬لتفصيل هذه الحجة انظر "دعوى نزع الملكية‪ ...‬اإلستيطان اليهودي والعرب"‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪252‬‬
‫وطبعاً لم تحدد إسرائيل أعداد هؤالء ولم تقدم قوائمهم بأسمائهم‪-‬كي‬
‫تعرف نسبتهم بين الالجئين‪ -‬ولم يتم النظر في حالتهم‪ -‬إن وجدت‬
‫على هذه الصورة‪ -‬من قبل أية جهة محايدة‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 45‬من اتفاقية جنيف الرابعة فهي أكثر تفصيالً في هذا‬
‫المجال حيث تنص على‪:‬‬

‫"ال يجوز نقل األشخاص المحميين إلى دولة ليست طرفاً في هذه‬
‫االتفاقية وال يجوز أن يشكل هذا الحكم بأي حالة عقبة أمام إعادة‬
‫األشخاص المحميين إلى أوطانهم أو عودتهم إلى بلدان إقامتهم بعد‬
‫انتهاء األعمال العدائية‪".‬‬

‫كما تنص المادة (‪ )46‬على أن "تلغى التدابير التقييدية التي تتخذ‬


‫إزاء األشخاص المحميين بأسرع ما يمكن بعد انتهاء األعمال العدائية‬
‫ما لم تكن قد ألغيت قبل ذلك‪ ،‬وتبطل التدابير التقييدية التي اتخذت‬

‫إزاء ممتلكاتهم بأسرع ما يمكن بعد انتهاء العمليات العدائية طبقاً‬


‫لتشريعات الدولة الحاجزة"‪.‬‬

‫إما المادة (‪ )47‬من القسم الثالث من اتفاقية جنيف الرابعة ذاتها‬


‫فتنص‬

‫على أنه‪" :‬ال يحرم األشخاص المحميون الذين يوجدون في أي إقليم‬


‫محتل بأي حال وال بأية كيفية من االنتفاع بهذه االتفاقية‪ ،‬سواء‬

‫‪253‬‬
‫بسبب أي تغيير يط أر نتيجة الحتالل األ راضي على مؤسسات اإلقليم‬
‫المذكور أو حكومته‪ ،‬أو بسبب أي اتفاق يعقد بين سلطات اإلقليم‬
‫المذكور أو حكومته‪ ،‬أو بسبب أي اتفاق يعقد بين سلطات اإلقليم‬
‫المحتل ودولة اإلحتالل‪ ،‬أو كذلك بسبب قيام هذه الدولة بضم كل أو‬
‫جزء من األراضي المحتلة‪".‬‬

‫أما المادة (‪ )49‬فهي تنص على‪:‬‬

‫"يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي لألشخاص من المحميين أو‬


‫نفيهم من األ راضي المحتلة إلى أراضي دولة اإلحتال ل أو إلى أراضي‬
‫أية دولة أخرى‪ ،‬محتلة أو غير محتلة‪ ،‬وأياً كانت دواعيه‪.‬‬

‫ومع ذلك يجوز لدولة اإلحتالل أن تقوم بإخالء كلي أو جزئي لمنطقة‬
‫محتلة معينة‪ ،‬إذا اقتضى ذلك أمن السكان أو ألسباب عسكرية قهرية‪،‬‬
‫وال يجوز أن يترتب على عمليات اإلخالء نزوح األشخاص من‬
‫المحميين إال في إطار حدود األراضي المحتلة‪ ،‬ما لم يتعذر ذلك من‬
‫الناحية المادية‪ ،‬ويجب إعادة السكان المنقولين على هذا النحو إلى‬
‫مواطنهم لمجرد توقف األعمال العدائية في هذا القطاع‪.‬‬

‫وعلى دولة اإلحتالل التي تقوم بـعمليات النقـل أو اإلخـالء هذه أن‬

‫تتحقق إلى أقصى حد ممكن من توفير أماكن اإلقامة المناسبة‬


‫إلستقالل األشخاص المحميين‪ ،‬ومن أن اإلنتقاالت تجري في ظروف‬

‫‪254‬‬
‫مرضية من حيث السالمة والشروط الصحية واألمن والتغذية‪ ،‬ومن‬
‫عدم تفريق أفراد العائلة الواحدة‪ .‬ويجب إخطار الدولة الحامية بعمليات‬
‫النقل واإلخالء بمجرد حدودها‪.‬‬

‫ال يجوز لدولة اإلحتالل أن تحجز األشخاص المحميين في منطقة‬


‫معرضة بشكل خاص ألخطار الحرب‪ ،‬إال إذا اقتضى ذلك أمن السكان‬
‫أو ألسباب عسكرية قهرية‪.‬‬

‫ال يجوز لدولة اإلحتالل أن ترحل أو تنقل ج اًز من سكانها المدنيين إلى‬
‫األراضي التي تحتلها"‬

‫ال خالف على حجية هذه المادة في القانون اإلنساني الدولي‪ ،‬وإن‬
‫كان باإلمكان اإلدعاء بان قاعدة "عدم رجعية القوانين"‪ ،‬وقاعدة "أن ال‬
‫عقوبة إال بنص" يمكن انطباقها على أساس أن أفعال تهجير أو هجرة‬
‫الفلسطينيين وقعت قبل إنشاء هذه االتفاقية‪ ،‬ولكن هذه الحجة تدفع‬
‫بأن آثار أفعال الطرد والتهجير ال تزال ماثلة حتى اآلن‪ ،‬أي أن‬
‫اإلنتهاك لم ينته وال يزال قائماً‪ .‬ليس هذا فحسب‪ ،‬وإنما يجب النظر‬
‫على إخراج هذا العدد الكبير من مواطني بلد ما ضمن الوقائع التي‬
‫حصلت في تلك الفترة والتي ال تدل قرائنها بحال من األحوال على أن‬
‫الخروج كان طوعياً أو مجرد (مغادرة) للمواطن بل كان بفعل عمليات‬
‫طرد واسعة النطاق لمجموعات بشرية بناء على انتمائها القومي و‪ /‬أو‬
‫الديني‪ ،‬فإذا قالت إسرائيل إنهم خرجوا طوعاً‪ ،‬فإن إصرارها على عدم‬
‫‪255‬‬
‫عودتهم يدفع ببطالن هذا الزعم‪ ،‬ولكن هناك الكثير من الشهادات من‬
‫عرب ويهود تفيد بما ال يدع مجاالً للشك بأن تهجير الفلسطينيين تم‬
‫في أحيان كثيرة بأوامر عسكرية مباشرة من الجيش اإلسرائيلي‪،‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن األدوات القانونية التي يتم اإلحتجاج بها في موضوع‬
‫الالجئين ال تقتصر على اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لسنة‬
‫‪،1948‬وال على قرار ‪ ،194‬وال على العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية‪،‬وإذا كان بعض الباحثين اإلسرائيليين يدفعون بأن‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية‪ ،‬إنما يتحدثان عن حق اإلنسان في العودة إلى‬
‫(دولته)‪ ،‬مع أن النص هو على (بلده)‪ ،‬فإن هذا الدفع يساعد في فتح‬
‫الباب أمام حجج أخرى أكثر وجاهة‪ ،‬يمكن طرحها ضمن األدوات‬
‫التالية‪-:‬‬

‫‪-‬مبادئ نورنبرغ (كما صاغتها لجنة القانون الدولي سنة ‪)1950‬‬


‫والتي تنص‪-:‬‬

‫في المبدأ األول على أنه يعتبر أي شخص يرتكب فعالً من األفعال‬
‫التي تشكل جريمة بمقتضى القانون الدولي مسؤوالً عن هذا الفعل‬
‫وعرضه للمعاقبة‪.‬‬

‫وتنص المبادئ من الثاني إلى الخامس والمبدأ السابع على ما يلي‪:‬‬

‫‪256‬‬
‫المبدأ الثاني‪ :‬إذا كان القانون الدولي الداخلي ال يفرض عقوبة على‬
‫فعل يشكل جريمة بمقتضى القانون الدولي فإن ذلك ال يعفي الشخص‬
‫الذي ارتكب الفعل من المسؤولية بمقتضى القانون الدولي‪.‬‬

‫المبدأ الثالث‪ :‬إذا كان الشخص الذي ارتكب فعالً يشكل جريمة‬

‫بمقتضى القانون الدولي قد تصرف باعتباره رئيساً للدولة أو مسؤوالً‬


‫حكومياً رسمياً فإن ذلك ال يعفيه من المسؤولية بمقتضى القانون‬
‫الدولي‪.‬‬

‫المبدأ الرابع‪ :‬إذا كان الشخص قد تصرف بناء على أمر من حكومته‬
‫أو أحد رؤسائه فإن ذلك ال يعفيه من المسؤولية بمقتضى القانون‬
‫الدولي‪ ،‬شريطة أن تكون قد توافرت له بالفعل إمكانية لالختيار‬
‫األخالقي‪.‬‬

‫المبدأ الخامس‪ :‬لكل شخص متهم بجريمة بمقتضى القانون الدولي‬


‫الحق في محاكمة عادلة بناء على الواقع والقانون‪.‬‬

‫المبدأ السابع‪ :‬يشكل التواطؤ في ارتكاب جريمة ضد السلم‪ ،‬أو جريمة‬


‫حرب‪ ،‬أو جريمة ضد اإلنسانية طبقاً لما تبينه المادة السادسة‪ ،‬جريمة‬
‫بمقتضى القانون الدولي‪.‬‬

‫وينص المبدأ السادس على اعتبار ما يلي جرائم يعاقب عليها بمقتضى‬
‫القانون الدولي‪:‬‬

‫‪257‬‬
‫(أ) الجرائم ضد السلم‪:‬‬

‫أوالً‪ -‬التخطيط لحرب عدوانية أو حرب تنتهك المعاهدات أو االتفاقات‬


‫أو الضمانات الدولية‪ ،‬أو اإلعداد لهذه الحرب أو الشروع فيها أو‬
‫شنها‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬االشتراك في خطة أو مؤامرة مشتركة إلنجاز أي من األفعال‬


‫المذكورة في‪.1‬‬

‫(ب) جرائم الحرب‪ :‬انتهاكات قوانين أو أعراف الحرب التي تشمل‪،‬‬


‫ولكنها ال تقتصر على‪ ،‬اإلغتيال وسوء المعاملة وترحيل السكان‬
‫المدنيين في األراضي المحتلة للقيام بأعمال السخرة أو ألي غرض‬
‫آخر‪ ،‬واغتيال أو إساءة معاملة أسرى الحرب‪ ،‬أو راكبي البحر‪ ،‬أو قتل‬
‫الرهائن‪ ،‬أو نهب الملكية العامة أو الخاصة‪ ،‬أو التدمير الغاشم للمدن‬
‫الصغيرة أو القرى‪ ،‬أو التخريب الذي ال تبرره ضرورة عسكرية‪.‬‬

‫( ج) الجرائم ضد اإلنسانية‪ :‬اغتيال أي سكان مدنيين أو إبادتهم أو‬


‫استرقاقهم أو نفيهم أو أي أعمال غير إنسانية أخرى ترتكب ضدهم‪ ،‬أو‬
‫ممارسات اضطهاد على أسس سياسة أو عنصرية أو دينية‪ ،‬إذا ما‬
‫ارتكبت مثل هذه األفعال أو مورس مثل هذا االضطهاد في سياق تنفيذ‬
‫أي جريمة ضد اإل نسانية أو أي جريمة حرب أو بصددهما‪.‬‬

‫اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها‪:‬‬

‫‪258‬‬
‫إذ ترى الجمعية العامة لألمم المتحدة بقرارها ‪( 96‬د‪ )10-‬المؤرخ في‬
‫‪ 11‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ 1946‬قد أعلنت أن اإلبادة الجماعية‬
‫جريمة بمقتضى القانون الدولي‪ ،‬تتعارض مع روح األمم المتحدة‬
‫وأهدافها ويدينها العالم المتمدن‪.‬‬

‫وإذ تعترف بأن اإلبادة الجماعية قد ألحقت‪ ،‬في جميع عصور التاريخ‪،‬‬
‫خسائر جسمية باإلنسانية‪ ،‬وإيماناً منها بأن تحرير البشرية من مثل‬
‫هذه اآلفة البغيضة يتطلب التعاون الدولي‪.‬‬

‫تتفق على ما يأتي‪:‬‬

‫المادة ‪:1‬‬

‫تصادق األطراف المتعاقدة على أن اإلبادة الجماعية‪ ،‬سواء ارتكبت في‬


‫أيام السلم أو أثناء الحرب‪ ،‬هي جريمة بمقتضى القانون الدولي‪،‬‬
‫وتتعهد بمنعها والمعاقبة عليها‪.‬‬

‫المادة ‪:2‬‬

‫في هذه االتفاقية تعين اإلبادة الجماعية أياً من األفعال التالية‪،‬‬


‫المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية‬
‫أو عنصرية أو دينية‪ ،‬بصفتها هذه‪:‬‬

‫(أ) قتل أعضاء من الجماعة‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة‪.‬‬

‫(ج) إخضاع الجماعة‪ ،‬عمداً لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي‬
‫كلياً أو جزئياً‪.‬‬

‫(د) فرض تدابير تستهدف الحول دون إنجاب األطفال داخل الجماعة‪.‬‬

‫(هـ) نقل أطفال من الجماعة‪ ،‬عنوة‪ ،‬إلى جماعة أخرى‪.‬‬

‫المادة ‪:3‬‬

‫يعاقب على األفعال التالية‪:‬‬

‫(أ) اإلبادة الجماعية‪.‬‬

‫(ب) التآمر على ارتكاب اإلبادة الجماعية‪.‬‬

‫(ج) التحريض المباشر والعلني على ارتكاب اإلبادة الجماعية‪.‬‬

‫(د) محاولة ارتكاب اإلبادة الجماعية‪.‬‬

‫(هـ) االشتراك في اإلبادة الجماعية‪.‬‬

‫المادة ‪4‬‬

‫يعاقب مرتكبو اإلبادة الجماعية أو أي من األفعال األخرى المذكورة‬

‫‪260‬‬
‫في المادة الثالثة‪ ،‬سواء كانوا حكاماً دستوريين أو موظفين عامين أو‬
‫أفراداً‪.‬‬

‫المادة ‪5‬‬

‫يتعهد األطراف المتعاقدون بأن يتخذوا‪ ،‬كل طبقاً لدستوره‪ ،‬التدابير‬


‫التش ريعية الالزمة لضمان إنفاذ أحكام هذه االتفاقية وعلى وجه‬
‫الخصوص النص على عقوبات جنائية ناجعة تنزل بمرتكبي اإلبادة‬
‫الجماعية أو أي من األفعال األخرى المذكورة في المادة الثالثة‪.‬‬

‫المادة ‪6‬‬

‫يحاكم األشخاص المتهمون بارتكاب اإلبادة الجماعية أو أي من‬


‫األفعال األخرى المذكورة في المادة الثالثة أمام محكمة مختصة من‬
‫محاكم الدولة التي ارتكب الفعل على أرضها‪ ،‬أو أمام محكمة جزائية‬
‫دولية تكون ذات اختصاص إزاء من يكون من األطراف المتعاقدة قد‬
‫اعترف بواليتها‪.‬‬

‫المادة ‪7‬‬

‫ال تعتبر اإلبادة الجماعية واألفعال األخرى المذكورة في المادة الثالثة‬


‫جرائم سياسية على صعيد تسليم المجرمين‪ ،‬وتتعهد األطراف المتعاقدة‬
‫في مثل هذه الحاالت بتلبية طلب التسليم وفقاً لقوانينها ومعاهداتها‬
‫النافذة المفعول‪.‬‬
‫‪261‬‬
‫المادة ‪8‬‬

‫ألي من األطراف المتعاقدة أن يطلب إلى أجهزة األمم المتحدة‬


‫المختصة أن تتخذ‪ ،‬طبقاً لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬ما تراه مناسباً من‬
‫التدابير لمنع وقمع أفعال اإلبادة الجماعية أو أي من األفعال األخرى‬
‫المذكورة في المادة الثالثة‪.‬‬

‫المادة ‪9‬‬

‫تعرض على محكمة العدل الدولية‪ ،‬بناء على طلب أي من األطراف‬


‫المتنازعة‪ ،‬النزاعات التي تنشأ بين األطراف المتعاقدة بشأن تفسير أو‬
‫تطبيق أو تنفيذ هذه االتفاقية‪ ،‬بما في ذلك النزاعات المتصلة‬
‫بمسؤولية دولة ما عن إبادة جماعية أو عن أي من األفعال األخرى‬
‫المذكورة في المادة الثالثة‪.‬‬

‫المادة ‪10‬‬

‫تحمل هذه االتفاقية‪ ،‬التي تتساوى في الحجية نصوصها باإلسبانية‬


‫واإلنكليزية والروسية والصينية والفرنسية‪ ،‬تاريخ ‪ 9‬كانون األول ‪/‬‬
‫ديسمبر ‪.1948‬‬

‫أما المواد من المادة (‪ )11‬إلى المادة (‪ )19‬فهي مواد إدارية‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد اإلنسانية‪:‬‬

‫اعتمدت الجمعية العامة هذه االتفاقية وبدأ نفاذها في ‪ 11‬تشرين‬


‫الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪.1970‬‬

‫وتنص المادة األولى من االتفاقية على ما يأتي‪:‬‬

‫ال يسري أي تقادم على الجرائم التالية بصرف النظر عن وقت‬


‫ارتكابها‪:‬‬

‫(أ) جرائم الحرب الوارد تعريفها في النظام األساسي لمحكمة نورنبرغ‬


‫العسكرية الدولية الصادر في ‪ 8‬آب‪ /‬أغسطس ‪ ،1945‬وال سيما‬
‫"الجرائم الخطيرة" المعددة في اتفاقية جنيف المعقودة في ‪ 12‬آب ‪/‬‬
‫أغسطس ‪ 1949‬لحماية ضحايا الحرب‪.‬‬

‫(ب) الجرائم المرتكبة ضد اإلنسانية‪ ،‬سواء في زمن الحرب أو في زمن‬


‫السلم‪ ،‬الوارد تعريفها في النظام األساسي لمحكمة نورنبرغ العسكرية‬
‫الدولية الصادر في ‪ 8‬آب ‪ /‬أغسطس ‪ .1945‬والطرد باالعتداء‬
‫المسلح أو االحتالل‪ ،‬واألفعال المنافية لإلنسانية والناجمة عن سياسة‬
‫الفصل العنصري‪ ،‬وجريمة إبادة األجناس الوارد تعريفها في اتفاقية عام‬
‫‪ ،1948‬بشأن منع جريمة إبادة األجناس وقمعها‪ .‬حتى لو كانت‬
‫األفعال المذكورة ال تشكل إخالالً بالقانون الداخلي للبلد الذي ارتكبت‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫وبمقتضى المادة الثانية‪ ،‬تنطبق أحكام االتفاقية "على ممثلي سلطة‬
‫الدولة وعلى األفراد الذين يقومون‪ ،‬بوصفهم فاعلين أصليين أو‬
‫شركاء‪ ،‬بالمساهمة في ارتكاب أية جريمة من تلك الجرائم أو بتحريض‬
‫الغير تحريضاً مباش اًر على ارتكابها‪ ،‬أو الذين يتآمرون الرتكابها‪،‬‬
‫بصرف النظر عن درجة لتنفيذ‪ ،‬وعلى ممثلي سلطة الدولة الذين‬
‫يتسامحون بارتكابها" وبمقتضى المادة الثالثة‪ ،‬تتعهد الدول األطراف‬
‫في االتفاقية "باتخاذ جميع التدابير الداخلية‪ ،‬التشريعية وغير‬
‫التشريعية‪ ،‬الالزمة لكي يصبح في اإلمكان القيام‪ ،‬وفقاً للقانون‬
‫الدولي‪ ،‬بتسليم األشخاص المشار إليهم في المادة الثانية‪ "...‬وتنص‬
‫المادة الرابعة على أن الدول األطراف "تتعهد بالقيام وفقاً لإلجراءات‬
‫الدستورية لكل منها باتخاذ أية تدابير تشريعية أو غير تشريعية تكون‬
‫ضرورية لكفالة عدم سريان التقادم أو أي حد آخر على الجرائم‬
‫المشار إليها في المادتين األولى والثانية‪ ...‬ولكفالة إلغائه أنى وجد"‪.‬‬

‫يمكن الرجوع إلى كم كبير من الدراسات واألبحاث لباحثين إسرائيليين‬


‫وكلها تؤكد أنه تم طرد وتهجير مئات اآلالف من الفلسطينيين قس اًر‪،‬‬
‫ومن ذلك على سبيل المثال وليس الحصر – كتاب "والدة إسرائيل"‬
‫الصادر سنة ‪ 1987‬لمؤلفه سمحه فالبن الذي تحدث عن تعريض‬
‫الفلسطينيين لإلرهاب ودفعه إلى الفرار من بيوتهم‪.‬‬

‫وكذلك كتاب "والدة قضية الالجئين" لمؤلفه د‪ .‬بيني موريس الذي‬

‫‪264‬‬
‫يصف العنف الذي مورس ضد الفلسطينيين من قبل القوات العسكرية‬
‫وشبه العسكرية اإلسرائيلية في خضم العمليات الحربية‪.‬‬

‫وهناك كتاب إيالن بابي األستاذ في جامعة حيفا "بريطانيا والنزاع‬


‫العربي – اإلسرائيلي"‪ ،‬وكتابا توم سيغف "المليون السابع" و‬
‫"اإلسرائيليون األوائل" حيث يتحدث بإسهاب عن لجنة عاملة سماها بن‬
‫غوريون اللجنة المكلفة باالتنقادات وعمليات الطرد والترحيل ويشير‬
‫سيغف إلى أن ناشري مذكرات غوريون قد غيروا اسم لجنة الشؤون‬
‫العربية‪.‬‬

‫وهناك عشرات الكتب والشهادات ومن مصادر إسرائيلية مختلفة‬


‫ولباحثين من مختلف المواقف والمواقع األكاديمية والسياسية‪ ،‬والتي‬
‫تدل على أن الترحيل القسري تم في مناطق مختلفة في شمال فلسطين‬
‫ووسطها وجنوبها‪ ،‬وعلى مدى فترة طويلة من الزمن(‪ .)1‬وكل مواقع أو‬
‫موقعة بحاجة إلى إعداد ملف قضية متكامل يعتمد الوقائع كما‬
‫حصلت‪ ،‬سواء مما أمكن إثباته وتسجيله بالعيان‪ ،‬أو ما يمكن إثباته‬
‫بالبرهان‪.‬‬

‫وإنما نكتفي هنا بشهادة الكونت برنادوت في تقريره لشهر أيلول‬


‫‪ 1948‬الذي قال‪" :‬لقد جاء خروج العرب الفلسطينيين نتيجة الذعر‬
‫الذي سببه القتال في مواقعهم‪ ،‬واإلشاعات حول األفعال اإلرهابية‬

‫‪1‬‬
‫‪). http:///www.mostakabaliat.com. http://www.aljazeera.net.‬‬
‫‪265‬‬
‫الحقيقية أو المدعاة‪ ،‬وكذلك نتيجة للطرد‪ ...‬وهناك تقارير كثيرة من‬
‫مصادر موثقة عن أعمال نهب وسلب على نطاق واسع‪ ،‬وعن حاالت‬
‫من تدمير القرى بدون ضرورة ظاهرة‪ ...‬وستكون إساءة بالغة لمبادئ‬
‫العدالة األساسية إذا ما أنكر على هؤالء الضحايا األبرياء في الصراع‬
‫حق العودة إلى بيوتهم" (‪.)1‬‬

‫وإضافة إلى ذلك يوجد عدد كبير من الشواهد من تصريحات لمسؤولين‬


‫إسرائيليين حول رفض تمكين الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم‪،‬‬
‫ومعظم هذه التصريحات تستند إلى رفض عودة الالجئين الفلسطينيين‬
‫بحجج (أمنية) أو ديموغرافية تتعلق بالحفاظ على الطابع اليهودي‬
‫إلسرائيل‪ ،‬أي أن استبعاد إعادة مواطني البالد إلى بالدهم إنما تم ويتم‬
‫تبريره على أساسا ديني بالدرجة األولى‪ .‬ونحن هنا أمام حالة تمييز‬
‫تتناقض مباشرة مع اإلعالن الخاص بالقضاء على جميع أشكال‬
‫التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين والمعتقد (‪ 25‬تشرين ثان‬
‫‪ – 1981‬القرار ‪ ،)55/63‬وهو ما سنعرض له الحقاً بشيء من‬
‫التفصيل‪ ،‬ولكن ما نود توضيحه هنا‪ ،‬يتلخص في عدة نقاط‪:‬‬

‫‪ -‬تشير وقائع هذه القضية‪ ،‬وبحسب تقديرات األمم المتحدة إلى‬

‫)‪ .‬الهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اإلنسان "حق الالجئين الفلسطينيين‬ ‫‪1‬‬

‫بالعودة والتعويض" ‪ 2006/3/14‬عن الموقع اإللكتروني‪:‬‬


‫‪http://www.group194.net.‬‬
‫‪266‬‬
‫تهجير (‪ )750‬ألف شخص‪ ،‬وأن ذلك تم ألسباب ال يقرها القانون‬
‫الدولي‪ ،‬كما يتضح من نصوص القرارين (‪ )181‬و(‪ ،)194‬األول‬

‫أعطى لهؤالء دولة لهم حق الوجود المشروع لها‪ ،‬والوجود أيضاً‬


‫داخل حدود الدولة اليهودية‪ ،‬والثاني أكد مشروعية قانونية تواجدهم‬
‫بالنص على حقهم في العودة‪.‬‬

‫‪ -‬تشير الوقائع والشهادات اإلسرائيلية في هذا المجال ‪-‬أكثر من‬


‫الشهادات العربية– إلى أن عملية الترحيل تمت بشكل قسري‪.‬‬

‫‪ -‬تشير اإلحصاءات السكانية –وحتى اإلحصاءات اإلسرائيلية‬


‫المصدر‪ -‬إلى أن هؤالء الذين تم ترحيلهم كانوا موجودين‬
‫بصفة مشروعة –ومواطنين فلسطينيين في المناطق التي أبعدوا‬
‫منها‪ ،‬يثبت ذلك حصول قسم كبير منهم على اعتراف وكالة‬
‫الغوث الدولية بهم كالجئين مسجلين لديها بناء على شروطها‬
‫التي ال تعترف إال بالفلسطيني الذي كان مقيماً في فلسطين‬
‫بشكل معتاد وتشترط أن تكون إقامته لمدة سنتين متواصلتين‬
‫قبل مغادرة فلسطين‪ ،‬وذلك كما سبق أن عرضنا‪.‬‬

‫‪ -‬كل الشهادات والمذكرات التي كتبها زعماء إسرائيل وقادتها‬


‫العسكريون تشير إلى أنهم كانوا على علم بالظروف الواقعية‬
‫التي تثبت مشروعية وجود الفلسطينيين على أرضهم‪ ،‬ال بل‬
‫إنهم تعهدوا لألمم المتحدة باحترام قراري (‪ )181‬و (‪،)194‬‬
‫‪267‬‬
‫ولكنهم استولوا بالقوة العسكرية على مساحات جديدة‪ ،‬وأجلو‬
‫سكانها عنها أيضاً في سياق عمليات عسكرية‪ ،‬وفي حالة‬
‫حرب تشكل نزاعاً دولياً مسلحاً‪ ،‬ترتب عليه عقد اتفاقات هدنة‪.‬‬

‫‪ -‬تشير وقائع القضية وتطوراتها في كثير من المواقع أن إجالء‬


‫هؤالء السكان ونقلهم قس اًر إلى مناطق دول أخرى‪ ،‬قد تم ضمن‬
‫مخطط واسع النطاق إلقامة تواصل إقليمي بين التجمعات‬
‫اليهودية‪ ،‬ومن دون أي مبرر عسكري‪ ،‬وهذه الشواهد يمكن‬
‫العثور عليها في أعمال المجازر والتفجيرات التي استهدفت‬
‫مدنيين حتى قبل سنة ‪ ،1948‬وأدت إلى جعل كثير من القادة‬
‫اإلسرائيليين مطلوبين حتى لسلطات اإلنتداب التي رعت وسهلت‬
‫قدومهم إلى فلسطين وتسليحهم فيها‪.‬‬

‫إن هذه النقاط التي يمكن التوسع في شواهدها وشهاداتها تنطبق تمام‬
‫االنطباق وبشكل يكاد يكون حرفياً أحياناً مع أحكام المادة ‪()1( 7‬د)‬
‫من أركان الجرائم الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫األمر االعتيادي في كل دول العالم‪ ،‬أن كل من يحمل جنسية دولة ما‪،‬‬

‫يسمح له بالعودة إلى البلد التي يحمل جنسيتها‪ ،‬أي قانون الجنسية‬
‫هو الذي ينشئ حق العودة‪ ،‬أما في الحالة اإلسرائيلية‪ ،‬فإن (العودة)‬
‫تنشئ الجنسية‪ ،‬هذا ما يوضحه نص قانون العودة اإلسرائيلي لسنة‬

‫‪268‬‬
‫‪ ،1950‬والذي ينص في المادة األولى منه على‪ .1" :‬لكل يهودي‬
‫الحق في القدوم إلى هذه البالد كمهاجر"‪ ،‬أما المادة الثانية فقد نصت‬
‫في الفقرة (أ) منها على أن العودة تتم بمنح تأشيرة مهاجر ونصت‬
‫الفقرة (ب) على أن تأشيرة المهاجر تمنح لكل يهودي كان قد عبر عن‬
‫رغبته في أن يقيم في إسرائيل‪ ،‬ما لم يقتنع الوزير بأن (‪ )1‬مقدم‬
‫الطلب قد شارك في نشاط موجه ضد الشعب اليهودي‪ ،‬أو (‪ )2‬أنه من‬
‫المحتمل أن يعرض الصحة العامة أو أمن الدولة للخطر‪.‬‬

‫وقد تم تعديل هذا القانون عدة تعديالت‪ ،‬لعل أهمها هو التعديل الذي‬
‫ط أر عليه سنة ‪ ،1970‬والذي نص على حقوق أفراد العائلة‪ ،‬بأن جعل‬
‫الحقوق المترتبة‪ ،‬بموجب هذا القانون وكذلك حقوق المهاجر بموجب‬
‫قانون الجنسية لسنة ‪ 1952‬وكذلك حقوق المهاجر في أي تشريع‬
‫آخر‪ ،‬قابلة لالنتقال إلى قرين اليهودي‪ ،‬وإلى األطفال وإلى األحفاد ما‬
‫لم يكن أي من هؤالء قد غير الدين اليهودي طوعاً‪.‬‬

‫أما التعديل اآلخر فقد نص على أنه "‪ – 4‬ب‪ :‬لغايات هذا القانون‪،‬‬
‫فإن كلمة "يهودي" تعني الشخص المولود ألم يهودية‪ ،‬أو من اعتنق‬
‫اليهودية وليس معتنقاً ألي دين آخر"‪.‬‬

‫ونالحظ أن هنالك عشرين سنة تفصل بين إعطاء الحق لكل يهودي‬
‫بالقدوم إلى البالد‪ ،‬وبين تحديد صاحب هذا الحق‪ ،‬أي أن كل‬
‫المهاجرين الذين قدموا إلى فلسطين قبل سنة ‪ ،1948‬وما بعدها حتى‬
‫‪269‬‬
‫سنة ‪ ،1970‬يمكن نظرياً على األقل أن ينطبق عليهم كونهم يهوداً أو‬
‫ال ينطبق‪ ،‬أي أن ظاهر الحال‪ ،‬أو األمر الواقع للشخص كان أن يكفي‬
‫لتحديد أن شخصاً ما هو يهودي‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ينتقل هذا الحق له وألبنائه‬
‫وألحفاده‪.‬‬

‫وحيث أن العودة هي التي تنشئ الجنسية‪ ،‬فإن إسرائيل ال تزال غير‬


‫مستعدة لإلعتراف بجنسية الفلسطينيين التي كان من المفروض أن‬
‫تمنح لهم تلقائياً بموجب معاهدة لوزان التي عقدت في ‪ 24‬تموز‬
‫‪ ،1923‬وهكذا‪ ،‬تكون إسرائيل قد نزعت جنسية كل الفلسطينيين دفعة‬
‫واحدة‪ ،‬وحولت قسماً منهم إلى الجئين‪ ،‬وحولت قسماً آخر إلى‬
‫الجنسية اإلسرائيلية‪ ،‬األمر الذي يناقض القرار ‪ ،181‬ناهيك عن القرار‬
‫‪ ،194‬ناهيك عن االتفاقات الدولية األخرى بشأن الحد من انعدام‬
‫الجنسية‪.‬‬

‫أي أنه تم نزع جنسية أهل البالد‪ ،‬وتم إعطاء الجنسية ألناس لم‬
‫يكونوا في أي يوم من مواطني وال من رعايا البالد نفسها‪ ،‬وهذا يشكل‬
‫انتهاكاً فادحاً لمبادئ المساواة واإلنصاف‪ ،‬وإال فكيف يمكن إعطاء‬
‫شخص غادر أجداده بالداً منذ آالف السنين –إن صح أنهم كانوا هناك‬
‫في أي يوم‪ ،‬فنحن هنا ال ننفي وال نثبت ذلك ألية حالة منهم ألن كل‬
‫حالة على حدة بحاجة إلى إثبات وجود صلة لها بهذه البالد‪ ،‬فإذا أردنا‬
‫الحديث عن شعب بأكمله‪ ،‬فإن قواعد اإلنصاف في حدها األدنى توجب‬

‫‪270‬‬
‫السماح لكل فلسطيني بأن يثبت بأية وسيلة من وسائل اإلثبات صلته‬
‫‪-‬وصلة آبائه المباشرين‪ -‬بهذه البالد وهي فترة ال تتعدى المائة عام‬
‫وليس ثالثة آالف عام مثالً‪ ،‬وال يمكن أن يتم اإلحتكام في ذلك إلى أية‬
‫سلطة سياسية مهما كانت‪ ،‬بل يقتضي أن يتم من خالل السماح لكل‬
‫فلسطيني بإثبات صلته بهذه البالد من خالل هيئة قضائية مستقلة‬
‫ومحايدة ومتفق عليها من طرفي الصراع‪.‬‬

‫إن هذه الحجة هي من باب اإلفتراض النظري فقط‪ ،‬لو صحت الحجة‬
‫اإلسرائيلية بأن الفلسطينيين غادروا بالدهم طوعاً‪ ،‬لكن‪ ،‬وحيث أن‬
‫القانون اإلسرائيلي قد ميز ضدهم على أساس ديني‪ ،‬وكان وال يزال‬
‫يمنعهم من العودة إلى بالدهم‪ ،‬فإن مسألة تعويضهم يجب أن تبدأ‬
‫بالبعد الجنائي كعملية إبعاد قسري استهدفت قسماً من السكان ألسباب‬
‫دينية‪ ،‬ولو كانت هذه الجريمة قد انتهت ألمكن الدفع بأن ال بد لها من‬
‫إقامة محكمة جنائية خاصة بفلسطين‪ ،‬أسوة بالمحاكم الجنائية‬
‫الخاصة بيوغوسالفيا السابقة‪ ،‬وروندا‪ ،‬وسيراليون‪ ،‬أما وإن الفعل ال‬
‫يزال واقعاً وال تزال آثاره مستمرة‪ ،‬فإن تحويله إلى محكمة الجنايات‬
‫الدولية ال يمكن الدفع به على أساس عدم رجعية القوانين‪.‬‬

‫المادة ‪( )1( 7‬د)‪ :‬ترحيل السكان أو النقل القسري للسكان الذي‬


‫يشكل‬

‫جريمة ضد اإلنسانية‪:‬‬
‫‪271‬‬
‫األركان‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يرحل المتهم أو ينقل قس اًر شخصاً أو أكثر إلى دولة أخرى أو‬
‫مكان آخر بالطرد أو بأي فعل قسري آخر ألسباب ال يقرها القانون‬
‫الدولي‪.‬‬

‫‪.2‬أن يكون الشخص أو األشخاص المعنيون موجودين بصفة‬


‫مشروعة في المنطقة التي أبعدوا أو نقلوا منها على هذا النحو‪.‬‬

‫‪ .3‬أن يكون مرتكب الجريمة على علم بالظروف الواقعية التي تثبت‬
‫مشروعية هذا الوجود‪.‬‬

‫‪ . 4‬أن يرتكب هذا السلوك كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي‬


‫موجه ضد سكان مدنيين‪.‬‬

‫‪ .5‬أن يعلم مرتكب الجريمة بأن السلوك جز من هجوم واسع النطاق‬


‫أو منهجي موجه ضد سكان مدنيين أو أن ينوي أن يكون هذا السلوك‬
‫جزءاً من ذلك الهجوم‪.‬‬

‫في ‪ 8‬كانون أول سنة ‪ ،1949‬أنشأت منظمة األمم المتحدة "وكالة‬


‫األمم المتحدة لغوث وتشغيل الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى"‬
‫وذلك في قرار الجمعية العامة ‪ 302‬لسنة ‪ .1949‬وجاءت الوكالة‬

‫‪272‬‬
‫الجديدة لتخلف وكالة األمم المتحدة لغوث الالجئين الفلسطينيين التي‬
‫كان قد تم تأسيسها بشكل مؤقت استجابة لتقرير الوسيط بالنيابة رالف‬
‫بانش الذي جاء فيه أن "حالة الالجئين الفلسطينيين قد أصبحت اآلن‬
‫بالغة الخطورة"‪.‬‬

‫وفيما أخذت اآلمال في العودة الفورية لالجئين إلى ديارهم تتالشى‬


‫بفعل التعنت اإلسرائيلي‪ ،‬ورفض إسرائيل الوفاء بتعهداتها وبالتزاماتها‬
‫فإنه تم إنشاء وكالة غوث وتشغيل الالجئين الفلسطينيين في الشرق‬
‫األدنى‪ ،‬والتي صارت تعرف بالحروف األولى من اسمه "األنوروا"‪ ،‬وفي‬
‫أيار ‪ 1950 /‬تولت األنوروا من مقرها في لبنان العمليات التي كانت‬
‫تضطلع بها الوكاالت الدولية المتطوعة‪ ،‬ويبلغ عدد الالجئين‬
‫الفلسطينيين المسجلين لدى األنوروا قرابة ‪ 3.9‬مليون إنسان –حسب‬
‫تقديرات األمم المتحدة حتى سنة ‪ ،2000‬و ‪ 4.35‬مليون إنسان حسب‬
‫إحصاءات األنوروا نفسها لسنة ‪.2005‬‬

‫منظور السكان في فلسطين وتوزيع السكان‬

‫بين عامي ‪ 1553‬و ‪ 1554‬كان عدد سكان فلسطين ‪ 205.000‬مسلم‬


‫ومسيحي ويهودي‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1800‬كان إجمالي عدد السكان ‪ 275.000‬من بينهم‬


‫‪ 246.300‬مسلم و ‪ 21800‬مسيحي‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫وفي ‪( 1880‬وهي بداية اإلستيطان اليهودي) كان عدد سكان فلسطين‬
‫يتراوح بين ‪ 440.000-425.000‬عربي‪ ،‬ويعود التفاوت في التقدير‬
‫إلى أرقام البدو الرحل الذين كان يقدر عددهم بحوالي عشرة بالمائة من‬
‫إجمالي عدد السكان‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1890‬بلغ عدد السكان ‪ 532.100‬بينهم ‪ 42900‬يهودي‬

‫وفي سنة ‪ 1915‬بلغ عدد الفلسطينيين حوالي ‪ 698.275‬شخصاً‬


‫بينهم ‪ 83‬ألف يهودي‪.‬‬

‫وبحسب إحصاء سنة ‪ 1922‬الذي قامت به حكومة االنتداب فقد بلغ‬


‫عدد السكان كما يلي‪:‬‬

‫‪ 486.177‬من المسلمين‪.‬‬

‫‪ 103.331‬من البدو‪.‬‬

‫‪ 071.464‬من المسيحيين‪.‬‬

‫‪ 083.790‬من اليهود‪.‬‬

‫‪ 007.617‬من الدروز‪.‬‬

‫ولكن دائرة اإلحصاءات في حكومة االنتداب عادت (بعد االحتجاج على‬


‫تقديراتها كما يبدو) وغيرت عدد البدو إلى ‪ 85.697‬موضحة أن‬
‫‪ 17634‬مواطناً كانت قد احتسبتهم من البدو مع أنهم سكان دائمون‬

‫‪274‬‬
‫في قرى‪ ،‬ولكن ما يثير العجب في تخبط إحصاءات حكومة االنتداب أن‬
‫عدد البدو في إحصاء سنة ‪ 1931‬قد تراجع ليصل إلى ‪ 66553‬فقط‪.‬‬

‫ولكن دراسات يهودية الحقة خلصت إلى أن عدد سكان فلسطين سنة‬
‫‪ 1922‬كان يبلغ ‪ 503811‬مواطناً‪.‬‬

‫وعلى أي حال‪ ،‬فإن إحصاء سنة ‪ 1931‬يظهر وجود ‪ 693147‬مسلماً‬


‫و ‪ 66553‬بدوياً‪.‬‬

‫تتباين التقديرات ألعداد الالجئين الفلسطينيين الذين غادروا فلسطين‬


‫سنة ‪:1948‬‬

‫‪ -‬فالمصادر اإلسرائيلية تقدر عددهم بـ ‪ 538.000‬شخص‪.‬‬

‫‪ -‬ومصادر األمم المتحدة تقدر عددهم بـ ‪ 720.000‬شخص‪.‬‬

‫‪ -‬وتقدرهم مصادر فلسطينية بـ ‪ 850.000‬شخص‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫ملف مخيمات الالجئين‬

‫عدد الالجئين المسجلين‬ ‫مجموع‬ ‫عدد‬ ‫منظمة عمل‬


‫في المخيمات‬ ‫الالجئين‬ ‫المخيمات‬ ‫األنوروا‬

‫‪289110‬‬ ‫‪1827877‬‬ ‫‪10‬‬ ‫األردن‬

‫‪213349‬‬ ‫‪404170‬‬ ‫‪12‬‬ ‫لبنان‬

‫‪115473‬‬ ‫‪432048‬‬ ‫‪10‬‬ ‫سوريا‬

‫‪184382‬‬ ‫‪699817‬‬ ‫‪19‬‬ ‫الضفة الغربية‬

‫‪479364‬‬ ‫‪986034‬‬ ‫‪8‬‬ ‫غزة‬

‫‪1278678‬‬ ‫‪4349946‬‬ ‫‪59‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫الالجئون الفلسطينيون المسجلون‪:)1(2000 -1953 :‬‬

‫عدد الالجئين‬ ‫السنة‬

‫‪ .)1‬المصدر ‪ :‬األنوروا‪.‬‬
‫‪276‬‬
‫‪3.737.494‬‬ ‫‪2000‬‬

‫‪3.246.044‬‬ ‫‪1995‬‬

‫‪2.466.516‬‬ ‫‪1990‬‬

‫‪2.119.862‬‬ ‫‪1985‬‬

‫‪1.863.162‬‬ ‫‪1980‬‬

‫‪1.652.436‬‬ ‫‪1975‬‬

‫‪1.445.022‬‬ ‫‪1970‬‬

‫‪1.300.117‬‬ ‫‪1965‬‬

‫‪1.136.487‬‬ ‫‪1960‬‬

‫‪912.425‬‬ ‫‪1955‬‬

‫‪870.158‬‬ ‫‪1953‬‬

‫لقد كتب الكثير عن األنوروا ودورها اإليجابي و‪/‬أو السلبي من مختلف‬


‫زوايا ووجهات النظر السياسية واإلنسانية والقانونية‪ ،‬وما يهمنا التأكيد‬
‫عليه هنا هو‪:‬‬

‫‪ -‬إن الحل اإلنساني وتقديم الخدمات الفردية والجماعية ال تتنافى‬


‫مع الحل القانونية لقضية الالجئين‪ ،‬فالحل القانوني األخير هو‬
‫الحل الدائم المنشود والقائم على ضمان حقوق اإلنسان‬

‫‪277‬‬
‫األساسية في دخول بالده وليس مجرد السماح لالجئين أنفسهم‬
‫بالعودة‪ ،‬بمعنى أنه إذا قررت الجماعة الدولية وفي أي وقت‬
‫وقف مساعدة الالجئين الفلسطينيين –كلهم أو بعضهم ألية‬
‫أسباب مالية أو سياسية‪ ،‬فإن ذلك ال ينتقص من حقهم وحق‬
‫أبنائهم وأحفادهم في دخول بالدهم بحسب نص اإلعالن‬
‫العالمي والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية –‬
‫كما سبق أن بينا‪ .-‬وال يعني تلقي أية مساعدة من أي طرف‬
‫تنازل الالجئ –أي الجئ‪ -‬عن حقه في التماس حق قضائي‬
‫في النظر في قضيته من ناحية القانون الدولي‪ ،‬والقانون‬
‫اإلنساني الدولي‪ ،‬والقانون الدولي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -‬مع اإلدراك بأن الوكالة ذات مهمة إنسانية تقتصر على تقديم‬
‫المساعدة فإنه ال بد من القول أن هذه المساعدات آخذة في‬
‫التناقص والتقلص حتى باألرقام المطلقة‪ ،‬فعلى حين كانت‬
‫الوكالة تتفق زهاء (‪ )200‬دوالر على كل الجئ مسجل في‬
‫السنة خالل فترة السبعينات‪ ،‬فإن المبلغ هبط إلى نحو (‪)70‬‬
‫دوال اًر في السنة‪ ،‬وبحسابات السيد بيتر هانسن المفوض العام‬
‫للوكالة فإن ذلك يساوي أقل من (‪ )20‬سنتاً في اليوم لكل‬
‫الجئ‪ ،‬يجب أن تغطي مصاريف التعليم والرعاية الصحية‬
‫والخدمات االجتماعية ‪...‬إلخ‪ ،‬وواضح أن هذه األرقام‬

‫‪278‬‬
‫المتواضعة ال تفي بأي قدر معقول من متطلبات المعيشة‪ ،‬أي‬
‫أن الوكالة حتى لو استمرت‪ ،‬فإنها ال تقوم بالمهمة اإلنسانية‬
‫التي أقيمت ألجلها‪ ،‬فهذه المبالغ ال تغطي إال النزر اليسير من‬
‫حاجات فئة واحدة من الالجئين وهي الفئة التي تعترف بها‬
‫الوكالة‪.‬‬

‫‪ -‬يضاف إلى ذلك‪ ،‬أن الوكالة قد أقيمت لغوث وتشغيل الالجئين‪،‬‬


‫ويعني التفويض عموم الغوث وعموم التشغيل وعموم الالجئين‪،‬‬
‫وواضح أن ‪ 20‬سنتاً في اليوم ال تعني عموم الغوث‪ ،‬بأن‬
‫الوكالة ال تقدم خدماتها إال لجزء من الالجئين في الضفة‬
‫الغربية وغزة واألردن وسوريا ولبنان‪ ،‬إذ إن هناك‪:‬‬

‫‪ -‬أعداد كبيرة من الفلسطينيين رفضوا ألسباب تتعلق بالكرامة‬


‫الوطنية و‪/‬أو اإلنسانية أن يسجلوا أسماؤهم ال كالجئين وال‬
‫كنازحين‪ ،‬وهم غير مشمولين ال بإحصاءات الوكالة وال‬
‫بخدماتها‪.‬‬

‫‪ -‬الوكالة ال تعمل في دول العالم األخرى غير األقاليم المذكورة‬


‫أعاله‪ ،‬وحتى في مصر مثالً فإنها ال تقدم خدماتها‪ ،‬فما القول‬
‫بالالجئين الذين انتقلوا من فلسطين إلى مصر أو إلى دول‬
‫الخليج أو إلى دول العالم األخرى التي ربما كان لهم صالت‬
‫عائلية في بعضها أو عالقات عمل أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪279‬‬
‫‪ -‬وحتى في الدول التي تعمل فيها الوكالة‪ ،‬فإنها ال تعترف بكثير‬

‫من الالجئين الذين لم يسجلوا فيها لسبب أو آلخر‪ ،‬وبخاصة في‬


‫لبنان‪ ،‬كما أنها تقسم تجمعات الالجئين إلى مخيمات رسمية تعترف‬
‫بها‪ ،‬ومخيمات أخرى غير رسمية ال تحظى بأي اعتراف وال بأي‬
‫خدمات وال حتى بأية إحصائات نلخص ما سبق إلى أن وكالة األونروا‬
‫ال تشكل حالً لمشكلة الالجئين الفلسطينيين وذلك‪:‬‬

‫‪ -‬ألن تفويضها مؤقت يتم تجديده سنوياً‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فقد ال يتم‬


‫تجديده في أي وقت بحسب األوضاع المالية و‪/‬أو السياسية‬
‫األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬ألن تفويضها العملي جزئي "تقديم الغوث ومساعدات التشغيل"‪،‬‬


‫وليس لها أي تفويض قانوني‪ ،‬وال حتى أية صالحية فيما يتعلق‬
‫بإدارة المخيمات‪.‬‬

‫‪ -‬ألن نطاق عملها الجغرافي ال يمكنها من تقديم حتى الخدمات‬


‫الجزئية في كل الدول التي يتواجد فيها الالجئون‪.‬‬

‫‪ -‬ليس لدى الوكالة حتى قاعدة بيانات شمولية تغطي أعداد‬


‫الالجئين الفلسطينيين‪.‬‬

‫إن وكالة األونروا شكلت ‪-‬من أحد الجوانب‪ -‬ج اًز من محاولة تقليص‬
‫القضية الفلسطينية في أحد أهم مكوناتها وهو قضية الالجئين‪ ،‬فبعد‬
‫‪280‬‬
‫أن تحول االهتمام من إقامة دولة عربية ذات سيادة بحسب قرار‬
‫التقسيم ‪ ،181‬أخذ المجتمع الدولي ينظر إلى أحد نواتج هذه القضية‪،‬‬
‫وهي مشكلة الالجئين‪ ،‬وبعد أن فشل المجتمع الدولي‪ ،‬في إعادتهم إلى‬
‫بالدهم‪ ،‬بحسب التوصيات الصادرة عن كل لجان التحقيق‪ ،‬وبحسب‬
‫ق اررات الجمعية العامة أهمها قرار ‪ ،194‬فإن القضية تقلصت إلى‬
‫االهتمام بالجوانب الفنية واللوجستية‪.‬‬

‫وهكذا استطاع المجتمع الدولي حل معظم قضايا الالجئين في العالم‪،‬‬


‫وحتى تلك القضايا التي نشأت تاريخياً بعد قضية الالجئين‬
‫الفلسطينيين كي تبقى هذه القضية استثناء غير قابل للحل‪ ،‬وإذا أخذنا‬
‫األرقام ضمن وضعها النسبي فإن أعداد الالجئين الفلسطينيين تضعنا‬
‫وجهاً لوجه أمام أكبر حالة عدم تحمل في تاريخ البشرية كلها‪:‬‬

‫حقاً‪ ،‬لقد حصلت حالة عدم تحمل (سياسي) في روسيا في أعقاب ثورة‬
‫‪ ،1917‬وما تبعها من مصادرات حتى سنة ‪ ،1921‬وقد أدت تلك‬
‫الحرب إلى خروج ‪ 1.5‬مليون شخص من األقاليم التي شكلت‬
‫جمهوريات االتحاد السوفيتي‪ ،‬مع أن خروج كثير من هؤالء كان‬
‫برغبتهم‪ ،‬وليس نتيجة عدم تحمل سياسي‪ .‬ولكن كم يساوي رقم ‪1.5‬‬
‫مليون من النسبة اإلجمالية لسكان جمهوريات االتحاد السوفيتي‬
‫آنذاك؟ كذلك الحال بالنسبة إلى الجئين األرض من خالل الفترة‬
‫الممتدة بين ‪ 1923 – 19105‬والذين قدر عددهم بحوالي مليون‬

‫‪281‬‬
‫شخص‪ ،‬غادروا على مدار ثمان أو عشر سنوات وربما أكثر من ذلك‪،‬‬
‫أما الالجئون األسبان إلى فرنسا (‪ )1939-1936‬فلم يتجاو از اآلالف‪،‬‬
‫أما ألمانيا التي كانت مركز ومحور الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فإن استمر‬
‫محاوالت اللجوء من ألمانيا الشرقية إلى الغربية‪ ،‬وبعد التقسيم‪ ،‬وبوجود‬
‫رغبة ذاتية لدى األلمان الشرقيين للهجرة إلى ألمانيا الغربية وعلى‬
‫طول الفترة الممتدة من سنة ‪ 1961 – 1945‬قد أدت كلها متضافرة‬
‫إلى هجرة ‪ 3.7‬مليون شخص‪ ،‬وفوق ذلك‪ ،‬فإن مشكلة هؤالء حلت‬
‫حالً نهائياً سنة ‪.)1( 1989‬‬

‫أما في فلسطين‪ ،‬فإن أكثر من ثالثة أرباع السكان قد تم إخراجهم دفعة‬


‫واحدة‪ ،‬وبشكل يعبر عن استمرار حالة عدم التحمل ألية مجموعات‬
‫سكانية تختلف في الدين أو القومية عن المجموعة السياسية‬
‫المسيطرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪). Britannica Online Encyclopedia –refugee.‬‬
‫‪282‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫حق الدولة الثالثة في الوجود‬

‫المبحث األول‪:‬‬

‫من ملف الدعوى بشأن القدس‬

‫من المهم بداية أن نشير إلى أنه مع عدم التسليم بوجود أي بعد أو‬
‫أثر قانوني له‪ ،‬فإن تصريح بلفور بنصه المعروف لم يتطرق إلى‬
‫مدينة القدس تحديداً‪.‬‬

‫أما صك االنتداب على فلسطين والصادر عن عصبة األمم فإن نصه‬


‫يوضح استثناء مدينة القدس من المادة الثانية التي تنص على ‪:‬‬

‫المادة الثانية‪:‬‬

‫تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البالد في أحوال سياسية‬


‫وإدارية واقتصادية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي وفقاً لما جاء‬

‫‪283‬‬
‫بيانه في ديباجة هذا الصك وترقية مؤسسات الحكم الذاتي وتكون‬
‫مسؤولة أيضاً عن صيانة الحقوق المدنية والدينية لجميع سكان‬
‫فلسطين بقطع النظر عن الجنس والدين‪.‬‬

‫وقد عالجت المواد ‪ 16- 13‬من الصك المذكور وضع األماكن الدينية‬
‫عموماً في فلسطين كما يلي‪:‬‬

‫المادة الثالثة عشرة‪:‬‬

‫تضطلع الدولة المنتدبة بجميع المسؤوليات المتعلقة باألماكن المقدسة‬


‫والمباني أو المواقع الدينية في فلسطين بما في ذلك مسؤولية‬
‫المحافظة على الحقوق الموجودة وضمان الوصول إلى األماكن‬
‫المقدسة والمباني والمواقع الدينية المنتدبة مسؤولة أمام عصبة األمم‬
‫دون سواها عن كل ما يتعلق بذلك بشرط أال تحول نصوص هذه‬
‫المادة دون اتفاق الدولة المنتدبة مع إدارة البالد على ما تراه الدولة‬
‫المنتدبة مالئماً لتنفيذ نصوص هذه المادة وبشرط أال يفسر شيء من‬
‫هذا الصك تفسي اًر يخول الدولة المنتدبة سلطة التعرض أو التدخل في‬
‫نظام أو إدارة المقامات اإلسالمية المقدسة الصرفة المصونة حصانتها‪.‬‬

‫المادة الرابعة عشرة‪:‬‬

‫تؤلف الدولة المنتدبة لجنة خاصة لدرس وتحديد وتقرير الحقوق‬


‫واإلدعاءات المتعلقة باألماكن المقدسة والحقوق واإلدعاءات المتعلقة‬

‫‪284‬‬
‫بالطوائف الدينية في فلسطين وتعرض طريقة اختيار هذه اللجنة‬
‫وقوامها وظائفها على مجلس عصبة األمم إقرارها وال تعين اللجنة وال‬
‫تقوم بوظائفها دون موافقة المجلس المذكور‪.‬‬

‫المادة الخامسة عشرة‪:‬‬

‫يترتب على الدولة المنتدبة أن تضمن جعل الحرية الدينية وحرية القيام‬
‫بجميع شعائر العبادة مكفولتين للجميع بشرط المحافظة على النظام‬
‫العام واآلداب العامة ويجب أال يكون ثمة تمييز مهما كان نوعه بين‬
‫سكان فلسطين على أساس الجنس أو الدين أو اللغة وأال يحرم‬
‫شخص من دخول فلسطين بسبب معتقده الديني فقط‪.‬‬

‫ويجب أال تحرم أية طائفة من حق صيانة مدارسها الخاصة لتعليم‬

‫أبنائها بلغتها الخاصة وأال تنتقص من هذا الحق ما دام ذلك مطابقاً‬
‫لشروط التعليم العمومية التي قد تفرضها اإلدارة‪.‬‬

‫المادة السادسة عشرة‪:‬‬

‫تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن ممارسة ما يقتضيه أمر المحافظة‬


‫على النظام العام والحكم المنظم من اإلشراف على الهيئات الدينية‬
‫والجزئية التابعة لجميع الطوائف المذهبية في فلسطين ومع مراعاة هذا‬
‫الشرط ال يجوز أن تتخذ في فلسطين تدابير من شأنها إعاقة هذه‬

‫‪285‬‬
‫الهيئات أو التعرض لها أو إظهار التحيز ضد أي ممثل من ممثليها أو‬
‫عضو من أعضائها بسبب دينه أو جنسيته‪.‬‬

‫ومن الالفت أيضاً أن إعالن إقامة إسرائيل "إعالن االستقالل" لم‬


‫يتطرق إلى القدس كعاصمة إلسرائيل‪ ،‬بل إنه لم يصدر من القدس‬

‫وإنما من تل أبيب‪.‬‬

‫وقد دعت الجمعية العامة في قرارها ‪( 181‬د‪ )2-‬المؤرخ ‪ 29‬تشرين‬


‫الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ 1947‬بشأن تقسيم فلسطين إلى أن تكون القدس‬
‫منطقة مجردة من السالح بوصفها كياناً مستقالً يخضع لرعاية مجلس‬
‫الوصاية باألمم المتحدة الذي يتولى وضع مشروع نظام أساسي للقدس‬
‫وتعيين حاكم لها‪.‬‬

‫ويجري بعد ذلك انتخاب مجلس تشريعي عن طريق االقتراع العام‬


‫للراشدين‪ .‬ويظل ذلك النظام األساسي نافذاً لمدة عشر سنوات‪ ،‬ثم يقوم‬
‫مجلس الوصاية بدراسته على النحو الواجب بمشاركة المواطنين عن‬
‫طريق إجراء استفتاء‪.‬‬

‫وقد حال القتال الذي نشب فيما بعد دون تنفيذ القرار‪ .‬فقد احتلت‬
‫إسرائيل القطاع الغربي لمنطقة القدس‪ ،‬واستكملت احتالل مدينة القدس‬
‫بكاملها بعد حرب ‪.1967‬‬

‫‪286‬‬
‫بيد أن الجمعية العامة‪ ،‬في قرارها ‪( 194‬د‪ )3-‬المؤرخ ‪ 11‬كانون‬
‫األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1948‬أعادت تأكيد مبدأ التدويل والحقوق القائمة‬
‫على السواء‪ .‬ولم تقبل الدول العربية التي رفضت االعتراف بإسرائيل‬
‫ذلك القرار‪ .‬كما تجاهلت إسرائيل القرار ولجأت غلى توسيع واليتها‬
‫لتشمل ذلك الجزء من القدس الذي قامت باحتالله‪ .‬وفي ‪ 23‬كانون‬
‫الثاني‪ /‬يناير ‪ ،1950‬أعلنت إسرائيل القدس عاصمة لها التي غيرت‬
‫تلك الحالة تغيي اًر جذرياً‪ .‬فقد احتلت إسرائيل‪ ،‬نتيجة للحرب‪ ،‬القدس‬
‫الشرقية والضفة الغربية‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬أدخل عدد من التغييرات‬
‫الديمغرافية والمادية‪ ،‬وأعلنت الجمعية العامة ومجلس األمن كالهما‪،‬‬
‫في عدة ق اررات‪ ،‬بطالن اإلجراءات التي اتخذته إسرائيل لتغيير وضع‬
‫القدس‪ .‬وقد كان قرار مجلس األمن ‪ )1968( 252‬صريحاً على نحو‬
‫خاص في هذا الصدد‪ .‬ففي ذلك القرار‪ ،‬اعتبر المجلس "أن كل التدابير‬
‫واإلجراءات التشريعية واإلدارية التي اتخذتها إسرائيل‪ ،‬بما في ذلك‬
‫مصادرة األراضي والممتلكات القائمة عليها‪ ،‬والتي تسعى إلى تغيير‬
‫المركز القانوني للقدس‪ ،‬باطلة وال يمكن أن تغير ذلك المركز" ودعا‬
‫القرار إسرائيل إلى أن تقوم على وجه االستعجال "بإلغاء كل ما سبق‬
‫اتخاذه من تدابير من هذا القبيل والكف فو اًر عن اتخاذ أي إجراء آخر‬
‫يرمي إلى تغيير وضع القدس"‪ .‬وقد أعاد مجلس األمن تأكيد هذين‬
‫الموقفين مرات عديدة‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫وعقد مجلس األمن‪ ،‬في أيار ‪ /‬مايو ‪ ،1968‬جولة من االجتماعات‬
‫خصصت للقدس على وجه التحديد‪ .‬واعتبر المجلس الذي أكد من‬
‫جديد "عدم جواز اكتساب األراضي بالغزو العسكري" أن "جميع التدابير‬
‫واإلجراءات التشريعية واإلدارية التي اتخذتها إسرائيل‪ ،‬بما في ذلك‬
‫مصادرة األراضي والممتلكات القائمة عليها‪ ،‬والتي تسعى إلى نغيير‬
‫المركز القانوني للقدس‪ ،‬باطلة وال يمكن أن تغير ذلك المركز"‪ .‬وطالب‬
‫إسرائيل بأن تقوم على وجه االستعجال "بإلغاء كل ما سبق من تدابير‬
‫من هذا القبيل والكف فو اًر عن اتخاذ أي إجراء آخر يرمي إلى تغيير‬
‫وضع القدس"‪.‬‬

‫وعندما اتخذت إسرائيل خطوات لجعل القدس الموحدة عاصمة لها‪ ،‬بعد‬
‫أن أصدر الكنيست اإلسرائيلي في دورته التاسعة لسنة ‪ 1980‬ما‬
‫سمي بقانون أساس القدس –عاصمة إسرائيل الذي يهدف إلى تعزيز‬
‫وضع القدس كعاصمة إلسرائيل والتشديد على وحدتها‪ ،‬ومع أن‬
‫القانون تطرق إلى حقوق إتباع الديانات األخرى وحرية وصولهم إلى‬
‫أماكن العبادة إال أن السلطات اإلسرائيلية لم تلتزم بذلك في أي يوم من‬
‫أيام احتاللها "ألسباب أمنية" دائماً وما يعني اعترافها بعجزها عن‬
‫توفير األمن في عاصمتها‪.‬‬

‫اتخذ مجلس األمن في ‪ 30‬حزيران ‪ /‬يونيه ‪ 1980‬القرار ‪476‬‬


‫(‪ ،)1980‬وطالب فيه إسرائيل‪ ،‬السلطة القائمة باالحتالل‪ ،‬على سبيل‬

‫‪288‬‬
‫االستعجال بالتقيد بذلك القرار والق اررات السابقة له والكف فو اًر عن‬
‫اإلمعان في السياسة والتدابير التي تؤثر في طابع مدينة القدس‬
‫الشريف ومركزها‪.‬‬

‫وبعد عدم امتثال إسرائيل لذلك القرار‪ ،‬اتخذ المجلس‪ ،‬في ‪ 20‬آب ‪/‬‬
‫أغسطس‪ ،‬القرار ‪ )1980( 478‬الذي أعاد فيه تأكيد موقفه بأن كل‬
‫اإلجراءات التي تغير وضع المدينة باطلة والغية‪ ،‬ودعا الدول التي‬
‫أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحبها‪ .‬كما اعتبرت الجمعية‬
‫العامة إجراء إسرائيل انتهاكاً للقانون الدولي وال يؤثر في استمرار‬
‫انطباق اتفاقية جنيف الرابعة‪ .‬وهذا الفهم‪ ،‬الذي أكدته الجمعية العامة‬
‫في كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ 1980‬أعيد تأكيده في السنوات الالحقة‪.‬‬

‫وخالل الثمانينات‪ ،‬تناولت ق اررات األمم المتحدة مسألة القدس في‬


‫السياق األوسع لعدم جواز اكتساب األراضي بالقوة‪ ،‬وانطباق اتفاقية‬
‫جنيف الرابعة على األرض الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ‬
‫‪ .1967‬ويعتبر كل من الجمعية العامة ومجلس األمن‪ ،‬القدس الشرقية‬
‫جزءاً من األرض الفلسطينية المحتلة‪.‬‬

‫وفيما واصل المجتمع الدولي وبخاصة مجلس األمن‪ ،‬تتبع التطورات‬


‫المتعلقة بقضية فلسطين باهتمام‪ ،‬اتخذ المجلس إجراءاً هاماً بموجب‬
‫القرار ‪ ،672‬المعتمد في ‪ 12‬تشرين األول ‪/‬أكتوبر ‪ 1990‬في أعقاب‬
‫العنف الذي حصل في القدس في منطقة الحرم الشريف الذي يقع فيه‬
‫‪289‬‬
‫المسجد األقصى‪ ،‬ثالث األماكن المقدسة في اإلسالم‪ .‬فبعد أن أدان‬
‫المجلس "بصفة خاصة أعمال العنف التي ارتكبتها قوات األمن‬
‫اإلسرائيلية متسببة في إصابات وفقدان أرواح بشرية"‪ ،‬دعا إسرائيل‬
‫إلى "التقيد الدقيق بالتزاماتها ومسؤوليتها القانونية بموجب اتفاقية‬
‫جنيف المتعلقة بحماية األفراد المدنيين في وقت الحرب‪ ،‬المؤرخة ‪12‬‬
‫آب ‪ /‬أغسطس ‪ ،1949‬والتي تنطبق على كل األراضي التي تحتلها‬
‫إسرائيل منذ ‪."1967‬‬

‫وأعاد مجلس األمن تأكيد انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على القدس في‬
‫‪ 20‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،1990‬عندما أعرب عن قلقه الخطير إزاء‬
‫تدهور الحالة في "جميع األراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ‬
‫سنة ‪ ،1967‬بما فيها القدس"‪ ،‬ودعا إسرائيل إلى التقيد بها‪.‬‬

‫ومنذ سنة ‪ ،1997‬استؤنفت الدورة االستثنائية الطارئة العاشرة‬


‫للجمعية العامة عدة مرات‪ .‬وفي الدورة الطارئة المستأنفة المعقودة في‬
‫شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،1999‬أكدت الجمعية العامة تأييدها لعملية السالم في‬
‫الشرق األوسط على أساس ق اررات مجلس األمن ذات الصلة ومبدأ‬
‫األرض مقابل السالم‪ .‬فقد أشارت الجمعية إلى ق ارراتها ذات الصلة‪ ،‬بما‬
‫فيها القرار ‪( 181‬د‪( )2-‬مشروع التقسيم) وق اررات مجلس األمن‪،‬‬
‫مؤكدة من جديد أن للمجتمع الدولي‪ ،‬من خالل األمم المتحدة‪ ،‬مصلحة‬
‫مشروعة في قضية القدس وفي حماية طابعها الروحي والديني الفريد‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫كما أعادت تأكيد استمرار بطالن كل اإلجراءات التي اتخذتها إسرائيل‪،‬‬
‫السلطة القائمة باالحتالل التي بدلت أو توخت تبديل طابع مدينة‬
‫القدس‪ ،‬ومركزها القانوني وتكوينها الديمغرافي‪.‬‬

‫المستوطنات الجديدة في القدس الشرقية ‪:1999‬‬

‫وافقت الحكومة اإلسرائيلية‪ ،‬في أيار ‪ /‬مايو ‪ ،1999‬على خطة لتوسيع‬


‫منطقة مستوطنة "معاليه أدوميم" الواقعة شرقي القدس‪ ،‬بما يزيد على‬
‫‪ 1300‬هكتار (‪ 3250‬فداناً)‪ ،‬مشكلة بذلك حزاماً متواصالً من‬
‫المستوطنات‪ .‬ووفقاً لتقرير لجنة حقوق الفلسطينيين لعام ‪1999‬‬
‫المقدم إلى الدورة الرابعة والخمسين للجمعية العامة‪ ،‬فإن عدد األسر‬
‫الذين يقيمون في المستوطنة سيزيد بما يقدر بنسبة ‪ 25‬في المائة‬
‫بعد اكتمال األشغال‪.‬‬

‫وأكدت الجمعية العامة في قرار اتخذته في ‪ 9‬شباط ‪ /‬فبراير ‪،1999‬‬


‫من جديد أن جميع التدابير واإلجراءات التشريعية واإلدارية التي‬
‫اتخذتها إسرائيل‪ ،‬السلطة القائمة باالحتالل‪ ،‬وغيرت أو توخت تغيير‬
‫طابع القدس الشرقية المحتلة وبقية األرض الفلسطينية المحتلة‬
‫ومركزها وتكوينها الديمغرافي الغية وباطلة وال شرعية لها على‬
‫اإلطالق‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫ونظرت الجمعية العامة من جديد في مسألة القدس في دورتها‬
‫الخامسة والخمسين‪ .‬وقررت الجمعية‪ ،‬في قرار اتخذته في ‪1‬‬
‫كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪ ،2000‬أن قرار إسرائيل فرض قوانينها‬
‫وواليتها وإدارتها على مدينة القدس الشريف غير قانوني ومن ثم فهو‬
‫الغ وباطل‪ .‬وأعربت الجمعية أيضاً عن أسفها لقيام بعض الدول بنقل‬
‫ٍ‬
‫بعثاتها‬

‫الدبلوماسية إلى القدس‪ ،‬منتهكة بذلك قرار مجلس األمن‪478‬‬


‫(‪.)1980‬‬

‫إن هذه البيانات والق اررات‪ ،‬فضالً عن البيانات والق اررات العديدة األخرى‬
‫التي اعتمدتها هيئات األمم المتحدة‪ ،‬والمنظمات الدولية‪ ،‬والمنظمات‬
‫غير الحكومية‪ ،‬والجماعات الدينية‪ ،‬لتدل على استمرار تصميم‬
‫المجتمع الدولي على أن يظل مهتماً بمستقبل القدس‪ .‬كما أنها تظهر‬
‫قلقاً بالغاً إزاء الوضع الدقيق لعملية السالم والرغبة الجماعية في أال‬
‫تتخذ أي إجراءات من شأنها أن تعرض تلك العملية للخطر‪.‬‬

‫لقد تعمدنا في هذه الدراسة أن نكتفي بما هو وارد في منشورات األمم‬


‫المتحدة بشأن القدس‪ ،‬ذلك أن الق اررات الصادرة عن الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة وعن مجلس األمن الدولي‪ ،‬تمثل حد التوازن الذي‬
‫اتفقت عليه األمم ضمن متطلبات موازين القوى الدولية واستحقاقات‬
‫هذا التوازن‪.‬‬
‫‪292‬‬
‫بمعنى أن الق اررات الدولية تشكل بالنسبة للعالم اإلسالمي مطلب الحد‬
‫األدنى المقبول سياسياً‪ ،‬ولكن ليس عقائدياً وال قانونياً‪ ،‬فالموقف‬
‫اإلسالمي من القدس معبر عنه في الوثيقة (العهدة) العمرية‪:‬‬

‫العهدة العمرية‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫هذا ما أعطى عبد هللا عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من األمان‪.‬‬

‫أعطاهم أماناً ألنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم‪ ،‬سقيمها وبريئها‬


‫وسائر ملتها‪ :‬أنه ال ُتسكن كنائسهم‪ ،‬وال ُتهدم‪ ،‬وال ينتقص منها‪ ،‬وال‬
‫من حيزها‪ ،‬وال من صلبهم‪ ،‬وال من شيء من أموالهم‪ .‬وال ُيكرهون على‬
‫دينهم‪ ،‬وال يضار أحد منهم‪ ،‬وال يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود‪.‬‬

‫وعلى أهل إيلياء أن ُيعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن‪ .‬وعليهم‬
‫أن ُيخرجوا منها الروم واللصوص‪ .‬فمن خرج منهم فهو آمن على‬
‫نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم‪ .‬ومن أقام منهم فهو آمن‪ ،‬وعليه مثل‬
‫ما على أهل إيلياء من الجزية‪.‬‬

‫ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي‬


‫بيعهم وصلبهم‪ ،‬فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم‪،‬‬
‫حتى يبلغوا مأمنهم‪ .‬ومن كان فيها من أهل األرض‪ ،‬فيمن شاء منهم‬
‫قعد‪ ،‬وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية‪ .‬ومن شاء سار مع‬

‫‪293‬‬
‫الروم‪ .‬ومن رجع إلى أهله‪ ،‬فإنه ال يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا‬
‫حصادهم‪.‬‬

‫وعلى ما في الكتاب ع ْه ُد هللا وذمة الخفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا‬


‫الذي عليهم من الجزية‪.‬‬

‫كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية‪ ،‬شهد على ذلك‪:‬‬

‫خالد بن الوليد‪ ،‬وعبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وعمرو بن العاص‪ ،‬ومعاوية‬


‫وسّلمت هذه العهدة إلى صفرونيوس بطريارك الروم‪".‬‬
‫بن أبي سفيان‪ُ ،‬‬

‫وحتى لو كان هناك انتقال للسيادة (لم يتم أي نقل للسيادة على‬
‫القدس منذ اإلطاحة بالدولة العثمانية) وإنما نقلت الق اررات الدولية‬
‫الوالية عليها بوصفها تحت الوصاية‪ ،‬بحسب منطوق ق اررات عصبة‬
‫األمم ومن ثم هيئة األمم المتحدة‪ ،‬كما رأينا‪.‬‬

‫ولعل إسرائيل لم تستفد من الفرصة التي أتاحها ميزان القوى الدولي‪،‬‬


‫حيث تواصل التحكم بالمدينة المقدسة‪ ،‬وتعمل على تغيير طابعها‬
‫الديمغرافي وتمنع وصول أتباع الديانات السماوية إلى األماكن‬
‫المقدسة‪ ،‬بمعنى أنها مصرة على توسيع دائرة الصراع حين تحرم‬
‫المسلمين والمسيحيين مثالً من الوصول إلى أماكن تعبدهم‪ ،‬وحين‬
‫تصر على أن حقهم هذا غير مشروط في أية وثيقة دولية باالعتراف‬
‫بإسرائيل‪ ،‬وال بأسبابها األمنية‪ ،‬ألن السيطرة على القدس ليست رغبة‬
‫إسرائيل قانوناً‪ .‬فماذا لو كانت لدى العالم اإلسالمي الرغبة والقدرة على‬
‫تغيير هذا الواقع برمته ضمن أي حلف إقليمي عربي و‪/‬أو إسالمي‬
‫‪294‬‬
‫يتولى تصحيح انتهاك لحقوقه الدينية‪ ،‬وتصويب وضع تعهدت إسرائيل‬
‫عند قيامه بأن تحترم الق اررات الدولية لصادرة بشأنه؟ ماذا لو ابلغ أي‬
‫تحالف إقليمي مجلس األمن الدولي‪ ،‬بأنه سيتخذ من التدابير ما يكفي‬
‫للدفاع عن حقوق مواطنيه الدينية‪ ،‬إلى أن يتولى مجلس األمن تطبيق‬
‫ق ارراته ذات الصلة حسب البند السابع بدءاً من القرار رقم ‪)1949( 69‬‬
‫الذي أوصى فيه المجلس الجمعية العمومية بقبول إسرائيل دولة عضواً‬
‫على أساس "أنها دولة محبة للسالم وقادرة ومستعدة لتنفيذ االلتزامات‬
‫المترتبة عليها بموجب الميثاق؟"‪.‬‬

‫إن إسرائيل لم تدرك الرسالة الجـمعية التي يرسلها المـسلمون عبر‬

‫التاريخ بشأن القدس‪ ،‬وهي االبتعاد بالمدينة عن االختالالت السياسية‪،‬‬


‫ولنتذكر الرئيس المصري أنور السادات قد عرض على إسرائيل في‬
‫كانون الثاني ‪ 1979‬أن يمدها بجزء من حصة مصر في مياه النيل‬
‫الستخدامها في تحضير النقب مقابل حل مشكلة القدس‪ ،‬كما جاء ذلك‬
‫في رسالة السادات إلى الملك الحسن الثاني ملك المغرب في آب‬
‫‪ ،1980‬ولكن مفاهيم بيغن رئيس الوزراء اإلسرائيلي آنذاك رد عليه‬
‫بالقول‪" :‬دعنا نفرق بين األمرين‪ :‬القدس قيمة تاريخية وخلقية‪ ،‬وماء‬
‫النيل قضية مادية‪ ،‬القدس قضية وماء النيل قضية أخرى‪"...‬‬

‫استمرار تقصير مجلس األمن‪:‬‬

‫إن كثي اًر من الق اررات قد تم التصويت عليها فقرة فقرة‪ ،‬ولم يتم إجراء‬
‫تصويت على النص ككل‪ ،‬وبخاصة تلك الق اررات التي صدرت في الفترة‬

‫‪295‬‬
‫بين بداية شهر آذار ونهاية شهر أيار سنة ‪ ،1948‬فيما عدا قرارين‬
‫هما القرار رقم ‪ 5( 42‬آذار ‪ )1948‬والقرار رقم ‪ 1( 43‬نيسان ‪.)1948‬‬
‫أما القرار األول الذي جاء بعد أن تلقى مجلس األمن قرار الجمعية‬
‫العامة رقم ‪ 181‬بتاريخ ‪ 29‬تشرين ثاني ‪ ،1947‬وبعد تلقي القرار‬
‫الشهري األول لبعثة فلسطين‪ ،‬وكذلك تقريرها النهائي الخاص حول‬
‫األمن في فلسطين‪ ،‬وعليه قرر مجلس األمن في ذلك القرار "دعوة‬
‫األعضاء الدائمين في مجلس األمن للتشاور وإبالغ المجلس عن‬
‫تطورات الموقف في فلسطين‪ ،‬وأن يتقدموا على هذه المشاورات‬
‫بتوصياتهم إلى المجلس من أجل أن يحصل على اإلرشاد الالزم‬
‫والتعليمات التي يمكنه أن يزود بها بعثة فلسطين وذلك من أجل‬
‫تطبيق قرار الجمعية العامة رقم ‪ ،181‬ويطلب المجلس من أعضائه‬

‫الدائمين أن يبلغوه بنتائج مشاوراتهم هذه في غضون عشرة أيام‪.‬‬

‫ويناشد المجلس كل الحكومات والشعوب داخل وحول فلسطين أن‬


‫يقوموا بكل عمل ممكن من أجل الحد من مثل هذه االضطرابات التي‬
‫تحصل اآلن في فلسطين"‪.‬‬

‫وقد تم اتخاذ هذا القرار بأغلبية ‪ 8‬أصوات مقابل ال شيء وامتناع‬


‫ثالثة دول‪ ،‬من بينها بريطانيا‪ ،‬عن التصويت‪.‬‬

‫أما القرار الثاني الذي تم اتخاذه باإلجماع فهو القرار رقم ‪ ،43‬والذي‬
‫جاء فيه "أن مجلس األمن‪ ،‬إذ يمارس مهمته الرئيسية في الحفاظ‬
‫على السلم واألمن الدوليين‪:‬‬

‫‪296‬‬
‫‪ .1‬يشير إلى العنف واالضطراب المتزايدين في فلسطين‪ ،‬ويعتقد أن‬
‫الضرورة القصوى توجب تنفيذ هدنة فورية في فلسطين‪.‬‬

‫‪ .2‬يدعو (المجلس) الوكالة اليهودية لفلسطين والهيئة العربية العليا‬


‫إليفاد ممثلين عنهما إلى مجلس األمن بهدف ترتيب هدنة بين‬
‫الطائفتين العربة واليهودية في فلسطين‪ ،‬ويؤكد المجلس على جسامة‬
‫المسؤولية التي يمكن أن تترتب على أي فريق يفشل في مراعاة هذه‬
‫الهدنة‪.‬‬

‫‪ .3‬ويدعو المجلس المجموعات المسلحة العربية واليهودية في‬


‫فلسطين إلى وقف أعمال العنف فو اًر‪.‬‬

‫وجاء القرار ‪ 44‬في ‪ 1‬نيسان ‪ 1948‬كي يطلب إلى األمين العام‪،‬‬

‫واستناداً إلى أحكام المادة (‪ )25‬من الميثاق‪ ،‬لعقد دورة خاصة‬


‫للجمعية العامة من أجل مزيد من البحث في مستقبل حكومة فلسطين‪.‬‬

‫تلى ذلك القرار رقم ‪ 46‬في ‪ 17‬نيسان ‪ ،1948‬والذي دعا إلى وقف‬
‫كل األعمال العسكرية وشبه العسكرية وأعمال العنف واإلرهاب‬
‫والتخريب‪ ،‬وإلى االمتناع عن جلب أو المساعدة في جلب المقاتلين‬
‫وأدوات الحرب إلى فلسطين‪ ،‬واالمتناع عن القيام بأي نشاط سياسي‬
‫من قبل أي فريق قد "يمس بحقوق أو إدعاءات أو موقف الطائفة‬
‫األخرى"‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫كما دعا القرار إلى‪ :‬استمرار حكومة االنتداب في حفظ القانون والنظام‬
‫بشكل فعال‪.‬‬

‫‪ -‬وإلى عدم القيام بأي عمل قد يعرض األماكن المقدسة في‬


‫فلسطين إلى الخطر‪ ،‬أو قد يعيق الوصول إلى كل أماكن العبادة‬
‫لكل من له حق زيارة هذه األماكن والتعبد فيها‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة إلى تكرار الطلبات السابقة بوقف إدخال مواد القتال‬
‫والمقاتلين إلى فلسطين‪.‬‬
‫‪ -‬وقد ركز القرار ‪( 48‬في ‪ 23‬نيسان ‪ )1948‬على ما سبق أن‬
‫دعا إليه من تجاوب الفرقاء مع توصياته السابقة المحددة حول‬
‫ترتيب هدنة في فلسطين‪.‬‬

‫أما القرار ‪ 49‬في (‪ 22‬أيار ‪ )1948‬فقد بين أن مجلس األمن "يأخذ‬


‫بعين النظر أن ق اررات مجلس األمن السابقة المتعلقة بفلسطين لم يتم‬
‫االلتزام بها‪ ،‬وأن العمليات العسكرية ال زالت جارية في فلسطين"‪،‬‬
‫وعليه دعا القرار مرة أخرى الفرقاء إلى االلتزام بق ارراته‪.‬‬

‫أما القرار ‪( 50‬في ‪ 29‬أيار ‪ ،)1948‬فقد أشار في البند (‪ )11‬منه إلى‬


‫أنه في حالة رفض الحل المقترح من قبل مجلس األمن من قبل أي‬
‫فريق‪ ،‬أو من قبل الفريقين‪ ،‬وفي حالة قبوله أوالً ثم رفضه أو انتهاكه‬
‫فيما بعد‪ ،‬فإن الوضع في فلسطين سوف يتم النظر فيه من منظور‬
‫التصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة"‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫وأعاد القرار رقم ‪( 54‬في ‪ 5‬تموز ‪ )1948‬التأكيد على إعالن مجلس‬
‫األمن في الفقرة ‪ 2‬من القرار المذكور على "إصدار األمر إلى‬
‫الحكومات والسلطات المعينة‪ ،‬وسنداً ألحكام المادة ‪ 40‬من الميثاق‬
‫بالتوقف عن القيام بأي عمل عسكري وأن تصدر أوامر بوقف إطالق‬
‫النار إلى قواتها العسكرية وشبه العسكرية بحيث تصبح الهدنة نافذة‬
‫اعتبا اًر من الوقت الذي يحدده الوسيط وفيما موعد ال يتعدى بحال‬
‫ثالثة أيام من تاريخ إصدار هذا القرار"‪ .‬أما البند الثالث من القرار‬
‫المذكور فقد بين أن المجلس "يبين أن فشل أية حكومات أو سلطات‬
‫في التجاوب مع الفقرة السابقة أعاله سوف تكون تهديداً خطير للسالم‬
‫يتطلب النظر الفوري فيه من قبل مجلس األمن بهدف القيام بتصرف‬
‫الحق بموجب الفصل السابع من الميثاق‪ .‬أما القدس أوالها المجلس‬
‫في نفس القرار أهمية خاصة بحيث أنه أمر أم اًر خاصاً وتحت الضرورة‬
‫القصوى بوقف إطالق النار في غضون ‪ 24‬ساعة من تبني القرار‪،‬‬
‫وأمر المجلس لجنة الهدنة باتخاذ أية خطوات قد تكون ضرورية لجعل‬
‫وقف إطالق النار فعاالً‪ ،‬وطلب المجلس في الفقرة (‪ )6‬من ذلك القرار‬
‫من الوسيط الدولي أن يواصل بذل جهوده لجعل مدينة القدس منزوعة‬
‫السالح‪ ،‬ولضمان حماية األماكن المقدسة‪ ،‬واألماكن والمواقع الدينية‬
‫في فلسطين‪ ،‬ولحماية الوصول إليها‪ .‬واعتبر المجلس أنه انسجاماً مع‬
‫هذا القرار‪ ،‬ومع القرار رقم ‪( 50‬في ‪ 29‬أيار ‪ )1948‬فإنه يقرر أن‬
‫تبقى الهدنة سارية المفعول إلى أن يتم التوصل إلى تسوية سلمية‬
‫للوضع المستقبلي في فلسطين"‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫وما هو واضح‪ ،‬أنه منذ ذلك التاريخ‪ ،‬وحتى وقت إعداد هذه الدراسة‬
‫(سنة ‪ ،)2008‬فإنه لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية للوضع في‬
‫فلسطين‪ ،‬على األقل فيما يتعلق بوضع القدس التي يجب أن تكون‬
‫مدينة منزوعة السالح‪ ،‬وبحسب ما نص عليه قرار التقسيم (‪،)181‬‬
‫وبصرف النظر عن قبول أو عدم قبول األطراف بذلك‪ ،‬وحيث أن وضع‬
‫القدس تشكل محور السلم أو الحرب لما لقضيتها من أبعاد دولية ال‬
‫تخفى على أحد‪ ،‬فإن المجلس يكون قد فشل في حلها ويكون قد أحجم‬
‫عن استخدام صالحياته بموجب الفصل السابع‪ ،‬على حين أنه اعتبر‬
‫تجاوز القوات الكورية لخط معين يوجب التدخل القسري بموجب الفصل‬
‫السابع‪ ،‬وإن تلويح المجلس م ار اًر باستخدام الفصل السابع‪ ،‬ووعده‬
‫بذلك‪ ،‬مع عدم قيامه بهذا األمر‪ ،‬على الرغم من استمرار خطورة‬
‫الوضع طيلة هذه السنوات يشكل‪:‬‬

‫‪ -‬إخالالً خطي اًر من المجلس في ممارسة صالحياته والوفاء‬


‫بوعوده المترتبة بموجب الميثاق‪ ،‬وبموجب ق ارراته التي أشرنا‬
‫إليها‪.‬‬
‫‪ -‬دليالً على أن مجلس األمن ال يتعامل بحسب قواعد القانون‬

‫الدولي‪ ،‬كما هي واضحة في الميثاق‪ ،‬وإنما استناداً إلى ميزان‬


‫القوى السياسي إقليمياً ودولياً‪.‬‬

‫فهل يمكن لمجلس األمن‪ ،‬أو ألية هيئة أخرى‪ ،‬أن تضمن استمرار هذا‬
‫الخلل فيميزان القوى السياسي؟ وإذا حصل تغيير جدي في هذا الميزان‬

‫‪300‬‬
‫لصالح الطرف العربي‪ ،‬فهل سيظل مجلس األمن محجماً عن استخدام‬
‫صالحياته في الفصل السابع؟‬

‫إن قضية القدس‪ ،‬قضية دينية لكل طرف‪ ،‬ال تحل إال بحكم القانون‪،‬‬
‫وحيث أن الوقائع تقول إن مجلس األمن قد عجز عن حلها‪ ،‬فال بد‬
‫من حل قانونية من قبل محكمة كمحكمة العدل الدولية أوالً‪ ،‬ومن ثم‬
‫إعادتها إلى مجلس األمن بعد ذلك‪ ،‬ال أن يعطي مجلس األمن كل‬
‫الصالحيات التشريعية والتقديرية والتنفيذية في نفس الوقت الذي ال‬
‫يرغب فيه‪ ،‬وليس هو بقادر على ممارسة جزء يسير من صالحياته‬
‫التنفيذية‪ ،‬ذلك أنه آثر –ألسباب غير خافية‪ -‬أن يتعامل مع األمر‬
‫الواقع سياسياً‪ ،‬وليس مع الوقائع قانونياً‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫دولة القدس‪:‬‬

‫‪301‬‬
‫إن قضية القدس ال يمكن أن تحل بناء على معطيات أي وضع راهن‬
‫ليس له نصيب من مقومات الحق والعدل والقانون وال مقوم له إال‬
‫القوة العسكرية فقط‪.‬‬

‫ولما لموضوع القدس من ارتبط وثيق الصلة باألديان السماوية كلها‪،‬‬


‫وإضافة إلى البعد القومي العربي‪ ،‬فإن صلة العرب والمسلمين دينية‬
‫وتاريخية‪ ،‬وإذا كانت الصلة التاريخية لليهود بفلسطين قد استخدمت‬
‫مبر اًر إلقامة وطن قومي لليهود في فلسطين‪ ،‬كما جاء في صك‬
‫االنتداب الذي استثنى القدس نصاً وروحاً‪ ،‬فإن العرب والمسلمين لم‬
‫يطالبوا بإقامة دولة إسالمية أو عربية في القدس على نفس األساس‬
‫الذي اعتمد الصلة التاريخية‪ ،‬فإن من حقهم على األقل أن تصان هذه‬
‫الصلة وأن ال يتم رهنها باالحتالل اإلسرائيلي لها‪.‬‬

‫وعدا عن ذلك‪ ،‬فهناك يهود‪ ،‬وألسباب مختلفة ال يرون في القدس‬


‫عاصمة إلسرائيل كما هو حال طائفة ناطوري كارتا‪ ،‬وإنما ينظرون إلى‬
‫القدس من خالل صلتهم الروحية بها بعيداً عن السياسة اإلسرائيلية‪،‬‬
‫وبالتالي لم تعترف هذه الطائفة بالوجود السياسي إلسرائيل‬

‫أيضاً‪ ،‬وهذه الطائفة موجودة في القدس أصالً قبل إقامة إسرائيل‪.‬‬

‫ولو نحينا كل هذه المسوغات‪ ،‬فإن القرار الدولي األساسي الذي قامت‬
‫عليه إسرائيل (قرار التقسيم ‪ )181‬لم يعط الدولة اليهودية أية سيطرة‬

‫‪302‬‬
‫على فلسطين‪ ،‬وعلى العكس‪ ،‬فإننا نرى أن وجودها في القدس اعتبر‬
‫احتالالً‪.‬‬

‫وحيث أنه ال يمكن اآلن وضع القدس تحت الوصاية فقط‪ ،‬فقد نضجت‬
‫العالقات بين األمم واألديان إلى حد ضمان المساواة في السيادة بين‬
‫كل دول العالم وشعوبه‪.‬‬

‫فإن الحل الوحيد المتاح هو وجود دولة القدس وعاصمتها القدس‬


‫بالحدود التي وضعتها لها قرار التقسيم‪ ،‬على أن تكون ذات سيادة‬
‫مستقلة وليس تحت أية سيادة مشتركة ألية دولتين‪.‬‬

‫لقد شهدت منظمة األمم المتحدة عبر تاريخها الطويل دخول المزيد من‬
‫األعضاء وانضمام المزيد من الدول إليها سنوياً‪ ،‬ولم تغلق بابها أمام‬
‫الدول التي نشأت ألسباب وطنية أو قومية أو دينية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬
‫دولة القدس لن تكون نشا اًز‪ ،‬بل إنها ستكون موضع ترحاب من‬
‫شعوب األرض الذين من المفروض أن األمم المتحدة تعبر عنهم‪ ،‬بل‬
‫إن ديباجتها مستهلة باسمهم‪.‬‬

‫إننا نجد في سجالت األمم المتحدة أن (‪ )55‬دولة قد انضمت إلى‬


‫األمم‬

‫المتحدة خالل األربعينات (سنوات التأسيس)‪ ،‬وأن عدد الدول األعضاء‬


‫في األمم المتحدة بلغ ‪ 191‬دولة سنة ‪ ،2008‬وأن (‪ )22‬دولة انضمت‬

‫‪303‬‬
‫إلى هذه المنظمة الدولية هي خالل الخمسينات من القرن العشرين‪،‬‬
‫على حين أن (‪ )35‬دولة قد انضمت لها خالل الفترة بين عامي‬
‫(‪.)2008-1990‬‬

‫إن ال دول تولد ألسباب مختلفة‪ ،‬وليس بينها سبب أهم وال أكثر وجاهة‬
‫من سبب قيام دولة القدس‪.‬‬

‫ونحن في هذه الدراسة ال نعقد مقارنة بين روما والقدس‪ ،‬ولكننا ال‬
‫تملك إال أن نقارن بين القدس والفاتيكان‪ .‬وهل ثمة جدل بأن مبرر‬
‫إنشاء القدس يقل وجاهة عن مبرر إنشاء الفاتيكان؟ هل توجد مدينة‬
‫مرشحة ألن تكون عاصمة األديان السماوية غير القدس؟ هل يوجد‬
‫حائل أو مانع من القانون الدولي من الميثاق ومرو اًر بصك االنتداب‬
‫على فلسطين‪ .‬وبقرار التقسيم سنة ‪ ،1947‬يحول أو يمنع دون إقامة‬
‫دولة في القدس لحماية هذا التراث اإلنساني والديني الذي ال يجوز أن‬
‫يظل تحت سيطرة دولة واحدة‪ ،‬تسمح بدخول من تشاء وتمنع دخول‬
‫من تشاء إليها؟ وهل يوجد في القانون الدولي كله نص بمنع إنسان‬
‫من الوصول إلى مكان مقدس ألنه ال يعترف بالدولة التي تسيطر‬
‫بحكم االحتالل العسكري أساساً على ذلك المكان؟‬

‫أي أنه ليس القانون الدولي فقط هو الذي يدعم استقالل القدس‪ ،‬بل‬

‫والقانون الدولي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫وأيضاً‪ ،‬فإن الفاتيكان لم تكن أرضاً محتلة من قبل إيطاليا‪ ،‬ولكنها على‬
‫الرغم من ذلك استقلت عنها في ‪ 11‬شباط ‪ ،1929‬أي ال يوجد أي‬
‫قرار من مجلس األمن طالب حكومة موسوليني الفاشية بحسب قواتها‬
‫أو ميليشياتها من الفاتيكان‪ ،‬ومع ذلك أعطت إيطاليا للفاتيكان‬
‫استقاللها‪ ،‬فالسمو السيادي إليطاليا على أرض الفاتيكان أماكن يفوق‬
‫نظيره في الحالة اإلسرائيلية‪ ،‬وعلى األقل فال توجد في الفاتيكان أماكن‬
‫دينية وأوقافاً تخص طوائف أخرى تسطير عليها بالقوة العسكرية‪.‬‬

‫إن قلة الفاتيكان (‪ )0.44‬كم‪ ،‬تسقط أية حجة قد تثار حول مساحة‬
‫الدولة المنشودة في القدس‪.‬‬

‫كذلك فإن عدد سكان الفاتيكان الذي ال يتجاوز األلف‪ ،‬وعدم وجود‬
‫ناتج قومي إجمالي لها مع وجود عوائد بحوالي ربع مليار دوالر سنوياً‪،‬‬
‫وعدم وجود عملة خاصة بها‪ ،‬كل ذلك لم يمنع الفاتيكان من أن تكون‬
‫أصغر دولة ذات سيادة في العالم لها رأس دولتها الذي يحظى باحترام‬
‫العالم‪ ،‬ولها وزير دولة ولها طاقم إدارة ولها سفراء معتمدون في معظم‬
‫دول العالم‪ ،‬وتتمتع بوضع المراقب في األمم المتحدة‪ ،‬كما أن‬
‫عضويتها في كثير من االتفاقات الدولية واإلقليمية تكرس مبدأ التعاون‬
‫السلمي مع الدول األخرى‪ .‬وبالطبع يمكن مالحظة وجود الكثير من‬
‫االختالفات بين دولة الفاتيكان ودولة القدس‪ ،‬وكلها تؤكد إمكانية قيام‬
‫دولة القدس‪ ،‬فالفاتيكان كما هو معروف ال توجد فيها مصادر مائية‪،‬‬

‫‪305‬‬
‫على حين أن في القدس مصادر مائية جوفية كبيرة فهي جزء من‬
‫الحوض الجوفي الذي تأخذ منه إسرائيل كميات كبيرة من المياه‬
‫الجوفية كم يتبين معنا في الجزء المتعلق من هذه الدراسة‪ ،‬بل إننا‬
‫يمكن أن نذهب أبعد من ذلك‪ ،‬بإعطاء حصة من مياه نهر األردن‬
‫وروافده للقدس في حالة إقامة دولتها‪ ،‬كذلك يمكن التفكير بالحل‬
‫المصري الذي سبق أن طرحه الرئيس المصري أنور السادات بإيصال‬
‫جزء من مياه النيل إلى القدس كي تكون رم اًز للتعايش بين أتباع‬
‫الديانات الثالث!‬

‫أما من الناحية المالية‪ ،‬فإن الدخل القومي يمكن أن يتأتى من‬


‫السياحة‪ ،‬ومن أية تبرعات بأي اسم‪ ،‬فالعرب والمسلمون طيلة تاريخهم‬
‫يتهمون باألوقاف والتبرع لها ولنعرة قضايا وطنية أو إنسانية محددة‪،‬‬
‫وأن تباين حجم هذه التبرعات بين جهة وأخرى ومن وقت إلى آخر‪.‬‬

‫وإضافة إلى ذلك على المؤسسات المالية الدولية أن تقدم مساعداتها‬


‫بسخاء لدولة القدس‪ ،‬وإال فإنها ستكون تناقض نفسها فيما تطرحه‬
‫عن مشاريعها وطموحاتها‪ ،‬فعندما يقول البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‬
‫مثالً في تقريره السنوي لسنة ‪ 2007‬أن المؤسسة الدولية للتنمية‬
‫قدمت "أكبر حصة من ارتباطاتها إلى قطاع القانون والعدالة واإلدارة‬
‫العامة الذي تلقى ‪ 2.7‬بليون دوالر (‪ %23‬من إجمالي بلغ ‪11.9‬‬
‫بليون دوالر) فإن بوسعه أن يوجه حصة كبيرة من مثل هذا المبلغ‬

‫‪306‬‬
‫(المحسوب بأسعار سنة ‪ )2007‬لصالح قطاع القانون والعدالة واإلدارة‬
‫العامة في مشروع حضاري ال يخص دولة بعينها‪ ،‬وإنما يخص معظم‬
‫دول العالم‪.‬‬

‫وحتى لو وسعنا هامش المقارنة‪ ،‬فإننا نجد‪:‬‬

‫‪ -‬جمهورية ناورو‪ :‬هي عضو كامل في األمم المتحدة منذ ‪14‬‬


‫أيلول ‪ 1999‬مع أنها مستقلة منذ ‪ 31‬كانون الثاني ‪،1968‬‬
‫ومساحتها ال تزيد ‪ 21‬كم‪ ،‬وال يوجد لها عاصمة رسمية‪ ،‬وعدد‬
‫سكانها (لسنة ‪ )2005‬ال يتعدى (‪ )13005‬نسمة‪ ،‬ويذكر أن‬
‫اليابان احتلتها خالل الحرب العالمية الثانية ووضعت بعد ذلك‬
‫تحت الوصاية الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬دولة توفالو‪ :‬وهي دولة عضو كامل العضوية في منظمة األمم‬


‫المتحدة منذ ‪ 2000/9/5‬مساحتها (‪)26‬كم‪ 2‬وعدد سكانها‬
‫‪ 11468‬نسمة‪ .‬أصبحت مستقلة سنة ‪ 1978‬باستفتاء‬
‫سكانها‪ ،‬وقد أقيمت الدولة وتم االعتراف بها‪ ،‬مع أنها مهددة‬
‫بأي مد بحري قد يبتلعها كلها وقد يتم إخالء سكانها حيث‬
‫يجري التفكير في أماكن لهم في نيوزلندا أو غيرها‪ .‬وال يوجد‬
‫تهديد طبيعي تضاريسي يتهدد القدس مثل هذه الدولة‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫‪ -‬دولة أندورا‪ :‬وعدد سكانها ‪ 76875‬نسمة في بلدتين‪ ،‬وينص‬
‫دستورها في المادة ‪ 43‬منه على حكمها بشكل جماعي مشترك‬
‫ويعتبرون جميعاً "رؤساء للدولة" وهم أعلى سلطة تمثيلية فيها‪.‬‬
‫بمعنى أن كل واحد من الثمانية له ضمن المجموع صالحيات‬
‫رئاسية كاملة‪ ،‬مع أن القدس ال تحتاج إلى مجلس الثمانية بل‬
‫يكفي مجلس رؤساء من ثالثة ممثلين‪.‬‬

‫‪308‬‬
309
‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫الملفات األخرى للقضية‬


‫المبحث األول‪:‬‬

‫دعوى نزع الملكية‪:‬‬

‫في سنة ‪ 1858‬أصدرت الحكومة العثمانية قانون أراضي قصد به‬


‫تحديد األرمن وحقوق الملكية ضمن خمسة تصنيفات رئيسية –الملكية‬
‫الخاصة الكاملة‪ ،‬والوقف‪ ،‬والميري ‪ ،‬والموات واألراضي العامة‪.‬‬
‫وفرضت قيود بيع األراضي انتقال الملكية حتى سنة ‪ ،1912‬مع أن‬
‫الدول العظمى حصلت سنة ‪ 1867‬على حق شراء أراضي لتابعيها في‬
‫اإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬ولكن اسطنبول فسرت ذلك على أنه ينطبق‬
‫على الجميع باستثناء اليهود‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1883‬سمح لليهود حتى لو لم يكونوا رعايا عثمانيين بشراء‬


‫األرض بتصريح حكومي‪ ،‬ولكن هذا األمر لم يغير الكثير‪ ،‬فقد أصدر‬
‫حاكم القدس سنة ‪ 1893‬أم اًر صارماً بمنع بيع األراضي لليهود حتى‬
‫لو كانوا من رعايا الدولة العثمانية‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫وكلما استخدم اليهود وسيلة للحصول على أرض –مثل محاوالت كارل‬

‫بيتر الفرنسي شراء ‪ 2000‬دونم من أراضي يازور سنة ‪ 1866‬مستغالً‬


‫جنسيته الفرنسية‪ ،‬ولكن السكان اكتشفوا (الخدعة) ولكن الشرطة‬
‫التركية قمعتهم بكل قسوة‪.‬‬

‫وفي قضية أخرى ابتدأت سنة ‪ ،1878‬حاول فلسطيني اللجوء إلى‬


‫القضاء لتخليص قطعة أرض له من شخص غير فلسطيني استولى‬
‫عليها باالحتيال‪ ،‬واضطر الفلسطيني إلى بيع ‪ 3500‬دونم من أرضه‬
‫لتغطية نفقات قضية الدفاع عن أرضه الواقعة في منطقة ملبس‪.‬‬

‫وأدى القانون وسوء تطبيقه إلى تمركز األراضي في أيدي فئة قليلة من‬
‫كبار المال ك‪ ،‬وفي أيام االنتداب البريطاني تفاقم الوضع ألن كبار‬
‫المالك والوكالة اليهودية كانوا يحاولون الحصول على األراضي بشكل‬
‫محموم حيث كان أي شخص أو قوة تسيطر على األرض يعتبر كافة‬
‫مالكها‪ ،‬وفي أي نزاع بين الحكومة والفرد حول حقوق ملكية أرض ما‪،‬‬
‫فإن عبء اإلثبات يقع على كاهل الحكومة‪ ،‬أما في حالة نشوب نزاع‬
‫بين فالحين من المالكين الصغار وماكلين كبار أو شركات فإن عبء‬
‫المحاكم ورسومها وأتعاب المحاماة تقع على صغار الفالحين‪ ،‬وفي‬

‫إحدى الحاالت دفعت عائلة غير فلسطينية مبلغ ‪ 18550‬جنيهاً‬


‫إسترلينياً مقابل ‪ 230‬ألف دونم في المنطقة الشمالية‪ ،‬وكان أفراد هذه‬
‫العائلة يعيشون في باريس واإلسكندرية‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫وفي سنة ‪ 1911‬منح امتياز وادي الحولة إلى شخصين (غير‬
‫فلسطينيين) أسسا الشركة السورية العثمانية للزراعة‪.‬‬

‫وفي العشرينات كان هناك حوالي ‪ 3.130.000‬دون في أيدي ‪144‬‬


‫مالكاً‪ ،‬وفي غزة وبئر السبع كان هناك ‪ 28‬مالكاً يسيطرون على ‪2‬‬
‫مليون دونم‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬كان الوقف اإلسالمي وبعض الكنائس المسيحية حوالي‬


‫مليون دونم من األ راضي‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1921‬أرسل المندوب السامي البريطاني في فلسطين رسالة‬


‫إلى حكومته يقول فيها أن حكومة فلسطين كوريث لإلمبراطورية‬
‫العثمانية أصبح لها حقوق في األ رض‪ ،‬ومع ذلك فإن المندوب السامي‬
‫قد قرر أن يسمح ببيع األراضي الحكومية في ظل شروط معينة‪ .‬وبهذا‬
‫تخلى المندوب السامي برسالة عن المبدأ القائل بأن أراضي الدولة ال‬
‫تباع‪ ،‬وفي تلك السنة صادق المكتب االستعماري البريطاني في لندن‬
‫على قرار المندوب السامي‪.‬‬

‫وقد أثار هذا األمر المزيد من النزاعات القضائية وغيره‪ ،‬حيث كان‬
‫اليهود يحتجون على كل قطعة أرض يشتريها فلسطينيون‪ ،‬سواء وفي‬
‫اللقاء السنوي للجنة االنتداب في عصبة األمم‪ ،‬أو أمام لجان‬
‫التحقيق‪ ،‬حيث ادعى مندوب اتحاد العمل العام (اليهودي) أنه تم منح‬

‫‪312‬‬
‫آالف الدونمات لألغنياء ولمواطني دول أجنبية‪ ،‬ولم يمنح اليهود إال‬

‫القليل‪ ،‬وقد آثار ذلك غضب اللورد بيل الذي قال له‪ :‬هل تعرف رجالً‬
‫واحداً حصل على آالف الدونمات؟ أفال تستطيع أن تصرح باسمه؟ أم‬
‫أنكم تلعبون بنا؟ وبعد أيام قدم إلى بيل (مقال) في صحيفة دافار مؤرخ‬
‫في ‪.1929/12/13‬‬

‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬فإن امتياز وادي الحولة مثالً‪ ،‬وهو االمتياز الوحيد‬
‫المعطى لعرب –غير فلسطينيين‪ -‬وقد تم تحويله إلى شركة يهودية في‬
‫‪ 1934/9/29‬مع أن بل ورفضت حكومة االنتداب تخصيص أراضي‬
‫للفالحين الذين كانوا في منطقة االمتياز حسب ما كان متفقاً عليه‪،‬‬
‫وهو ‪ 40‬دونماً لكل عائلة وليس ‪ 10‬دونمات فقط‪ ،‬كذلك رفض اقتراح‬
‫المجلس اإلسالمي األعلى بإقامة مدرسة زراعية في المنطقة‪ ،‬وبتسليم‬
‫األراضي التي تجففها إلى الفالحين أهل المنطقة‪.‬‬

‫ومعظم القضايا لم يتم حلها في المحاكم‪ ،‬فقد استولى اليهود مثالً على‬
‫قطعة أرض إلقامة مصنع األسمنت‪ ،‬وأظهروا عقد بحيازتهم ل ‪ 7‬آالف‬
‫دونم من قطعة األرض‪ ،‬وبعد المسح تبين أن القطعة التي استولوا‬
‫عليها تبلغ ‪ 19‬ألف دونم واستمرت القضية حتى سنة ‪ 1973‬بعد أن‬
‫أفلس أصحاب األرض‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ ،1935‬عرض عوبيد بن آمي أحد مؤسسي مستوطنة‬


‫ناتانيا على المندوب السامي خطة للحصول على امتياز لتجفيف‬
‫‪313‬‬
‫مستنقع في المنطقة‪ ،‬وحصلت شركة تطوير ناتانيا على قطعة أرض‬
‫مساحتها ‪ 5000‬دونم (هدية مع المشروع بعد موافقة المندوب السامي‬
‫على منح االمتياز‪ ،‬ولكن شركة تطوير ناتانيا تنازلت عن األرض‬
‫(كهدية)!! للصندوق القومي اليهودي وأقيمت عليها ضاحية يهودية‪.‬‬

‫إن إلقاء نظرة على المزارعين الذين كانوا يطردون من أراضيهم خالل‬
‫الثالثينيات تبين مدى اإلجحاف الذي لحق بالفلسطينيين‪ ،‬فقد أوفدت‬
‫الحكومة البريطانية لويس فرينتش إلى فلسطين في ‪/20‬آب‪1931 /‬‬
‫لفحص دعاوى المزارعين العرب بشأن طردهم من أراضيهم‪ ،‬وتم تشكيل‬
‫قاض بريطاني يدعى هـ‪ .‬ب‪ .‬ويب‪ ،‬شريطة أن يقدم‬
‫ٍ‬ ‫لجنة عين لها‬
‫نسخة ملف كل دعوى عربية إلى الوكالة اليهودية قبل إعالن حكمه‪.‬‬

‫وفي ‪ 1931/9/15‬أتيح د‪ .‬حاييم أرلروف رئيس الدائرة السياسية في‬


‫الوكالة اليهودية وطاقم من محاميه وخبراء األراضي في الوكالة‬
‫للتدقيق في كل الوثائق من أجل ترتيب الملفات!! وقدرت الوكالة‬
‫اليهودية أن هناك ‪ 1898‬دعوى مرفوضة من العرب!! مع أن لويس‬
‫فرينتش نفسه قد بين في أول تقرير له إلى المكتب االستعماري في‬
‫لندن في ‪ 1931/12/31‬أنه تلقى حتى تاريخه ‪ 3172‬ملف دعوى‪،‬‬
‫وقد (تفاجأت) الوكالة اليهودية عند مقارنة الرقمين!! وطلبت دراسة‬
‫األمر مع القاضي ويب الذي ذكر أن عدد الملفات هو ‪ 2722‬قضية!!‬
‫فاحتجت الوكالة اليهودية‪ ،‬وقبل المندوب السامي االحتجاج وأرسل إلى‬

‫‪314‬‬
‫حكومته في ‪ 14‬تموز ‪ 1932‬بأن هناك ‪ 2722‬دعوى‪ 249 ،‬منها‬
‫وجدت عادلة‪ ،‬وتم رد ‪ 1021‬قضية منها‪ ،‬وال تزال هناك ‪ 1452‬قضية‬
‫قيد نظر المحكمة‪ .‬ولكن فرينتش واصل وقدم تقريره الثاني في نيسان‬
‫‪ 1932‬حذر فيه من توفر مصادر مالية كبيرة لبعض الفئات‪ ،‬بشكل‬

‫يرجح كفتها في مواجهة المالك الفلسطيني المستقل يعني إبعاداً كامالً‬


‫ودائماً له عن أرضه ومن فوق تراه‪ ،‬وأوصى بأن يكون هناك إشراف‬
‫على كل صفقات بيع األراضي‪ ،‬وفي أكتوبر ‪ 1932‬استقال فرينتش‪،‬‬
‫واستمر القاضي ويب ينظر في قضايا األراضي‪.‬‬

‫وحتى ‪ 1933/3/6‬ذكرت المصادر الحكومية أن ‪ 3188‬قضية قد‬


‫قدمت صدقت منها ‪ 570‬قضية‪ ،‬وردت ‪ 2519‬وكان ‪ 99‬منها ال تزال‬
‫موضع نظر‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1936‬قدمت حكومة االنتداب مذكرة إلى لجنة بيل الملكية‪،‬‬
‫وجاء فيها أنه حتى ‪ 1936/1/1‬تلقت محكمة األراضي ‪ 3261‬دعوى‪،‬‬
‫تم رد ‪ 2607‬منها مباشرة على حين هناك ‪ 654‬قضية "تستحق النظر‬
‫فيها"‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1947‬ادعت المصادر اليهودية أن إجمالي األمالك‬


‫اليهودية في فلسطين قد وصل ‪ 1.850.000‬دونم‪ ،‬وأن مصادرها كانت‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪315‬‬
‫‪ 180.000 -‬دونم من حكومة االنتداب على شكل امتيازات مثل امتياز‬
‫الحولة والبحر الميت وقيساريا‪.‬‬

‫‪ 120.000 -‬دونم من العرب والفلسطينيين بينها (‪ )500.00‬دونم من‬


‫الكنائس والبعثات األجنبية المختلفة‪.‬‬

‫‪ 1.550.000 -‬دونم من العرب والفلسطينيين بينها (‪ )500.00‬دونم‬


‫من فالحين فلسطينيين‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬وبعد أن قمنا بعملية جمع قضية لقطع األراضي التي يدعي‬
‫اليهود أنهم اشتروها من مالكيها‪ ،‬تبين أن مجموع مساحات هذه القطع‬
‫هو (‪ )41952‬دونم تمت ضمن ‪ 15‬صفقة‪ ،‬على حين هناك (أحاديث)‬
‫غير موثقة من حيث مساحة األراضي التي يزعم الباحثون اليهود‬
‫بانتقال ملكيتها إلى اليهود عن طريق الشراء‪ ،‬مقابل ادعاءات بصفقات‬
‫شراء مع حوالي ‪ 40‬شخصية و‪/‬أو عائلة ال ترد فيها مساحات‬
‫األراضي التي يزعم أنه تم شراؤها‪ ،‬كان يقال "أن األرض التي أقيمت‬
‫عليها الفالنية تم (الحصول) عليها من العائلة الفالنية‪ ،‬فإذا كانت‬
‫معظم األراضي التي تم (الحصول) عليها كان لها مالكون أفراد‪ ،‬فإن‬
‫هذا ينفي اإلدعاء القائل بأن فلسطين كانت أرضاً بال شعب‪ ،‬وإال فلماذا‬
‫لم يبحث اليهود عن قطع أراضي حكومية واسعة أو عن أراضي أميرية‬
‫وغير ذلك من ممتلكات كانت تحت سيطرة حكومة االنتداب؟ وإذا كانت‬
‫التجمعات السكانية الفلسطينية (مبعثرة) فلماذا لم تتم إقامة مستوطنة‬
‫‪316‬‬
‫واحدة‪ ،‬وال حتى موشاف واحد‪ ،‬وال حتى مدرسة زراعية واحدة من دون‬
‫اصطدام قانوني و‪/‬أو عنفي مع أصحاب األرض األصليين؟ ومع عدم‬
‫التسليم بالرقم المطلق الذي تورده المصادر اليهودية لأل راضي‬
‫الفلسطينية التي تسنى للوكالة اليهودية وللمالكين اليهود اآلخرين‬
‫الحصول عليها حتى سنة ‪ 1947‬وهو ‪ 108‬مليون دونم‪ ،‬فإن هذا‬
‫الرقم ال يزيد عن ‪ % 6.5 – 6‬من مساحة فلسطين‪.‬‬

‫وهنا تتضح عدم عدالة قرار التقسيم حق باستخدام األرقام اليهودية‬


‫حيث لم نلجأ هنا إلى أي مصدر محايد‪ ،‬وإنما اعتمدنا البحث الموسع‬
‫الذي قام به آريه‪ .‬ل‪ .‬افنيري بعنوان "دعوى نزع الملكية ‪ ...‬اإلستيطان‬
‫اليهودي والعرب في الفترة بين ‪ "1948 – 1878‬وقد تم إعداد هذا‬
‫البحث بعد سنوات من البحث في األرشيفات الحكومية اإلسرائيلية‪،‬‬
‫واألرشيف الصهيوني المركزي‪ ،‬ومكتب رئاسة الصندوق القومي‬
‫اليهودي‪ ،‬وأرشيف الوكالة اليهودية ‪...‬الخ‪ ،‬أي أن البحث لم يترك كما‬
‫نعتقد أية قطعة أرض أخرى غير ما هو وارد فيه يمكن لليهود أن‬
‫يدعوا أنهم حصلوا عليها‪ ،‬بغض النظر‪ ،‬ومع عدم التسليم بسالمة‬
‫التواقيع‪ ،‬ومع عدم التسليم بتوفر ملفات كاملة عن كل الدعاوى العربية‬
‫في المساحة المذكورة والتي كانت موضع نزاع في ما يزيد عن ثالثة‬
‫آالف قضية‪ ،‬هذا مع إدراك عدم قدرة معظم المزارعين العرب على‬
‫الوصول إلى المحاكم‪ ،‬ومع إدراك في معظم هذه القضايا‬

‫‪317‬‬
‫نلحظ المشهد المتكرر التالي‪:‬‬

‫‪ -‬مزارع عربي يضطر لبيع نصف أرضه أو رهنها من أجل تحمل‬


‫أعباء ومصاريف الدعاوى ورسومها الباهظة‪.‬‬

‫‪ -‬في مواجهة شركات كبيرة ووكالة يهودية ال ينقصها المحامون‪،‬‬


‫وال المستشارون وال الموارد المالية‪.‬‬

‫‪ -‬ال يستطيع القاضي البريطاني النظر في الدعوى‪ ،‬وال سماع‬


‫األطراف بل يجب عليه كما رأينا أن يحول الملف إلى الوكالة‬
‫اليهودية كي تقدم مشروحاتها على ملف الدعوى‪.‬‬

‫‪ -‬وفي ظل هذه اإلجراءات العجيبة يمكن لموظفي الوكالة سحب‬


‫ما يرونه من أوراق وإثباتات الدعوى العربية‪ ،‬ويعيدوها بعد ذلك‬
‫إلى القاضي البريطاني‪ ،‬أي أن هذه اإلجراءات تفتقر إلى قواعد‬
‫السرية والخصوصية بل إنها حولت الوكالة اليهودية من طرف‬
‫مدعى عليه إلى هيئة تدقيق ونظر في القضايا المرفوعة‬
‫ضدها‪.‬‬

‫‪ -‬وفوق ذلك‪ ،‬فإن محكمة األراضي لم تكن محكمة مستقلة‪،‬‬


‫وكانت طبيعة عملها تشكل انتهاكاً فادحاً لكل مبادئ استقاللية‬
‫القضاء‪ ،‬فهي مرتبطة بالمندوب السامي بل وخاضعة له‪ ،‬وال‬
‫يمكن اإلدعاء طبعاً بأن مبدأ استقاللية القضاء لم تكن‬

‫‪318‬‬
‫معروفة‪ ،‬على األقل بالنسبة ألهالي البالد‪ ،‬إذ أن استقالل‬
‫القضاء منصوص عليه في الدستور العثماني لسنة ‪1876‬‬
‫وبالتحديد في المادة (‪ )86‬التي تنص على حظر أية محاولة‬
‫للتدخل في عمل المحاكم‪ .‬كما تنص المادة ‪ 89‬على أنه "عدا‬
‫عن المحاكم النظامية‪ ،‬فإنه ال يجوز وتحت أي مسمى كان‬
‫ً‬
‫تشكيل محاكم استثنائية أو هيئات قضائية بهدف محاكمة‬
‫قضايا معينة خاصة"‪.‬‬

‫بل إن المادة ‪ 81‬تقول بأن "القضاة المعنيين بموجب القانون‬


‫الخاص بذلك‪ ...‬ال يمكن تنحيتهم بل يمكنهم أن يستقيلوا"‪ ،‬وإن‬
‫تعيينهم وترقيتهم تخضع لقانون خاص بذلك يحدد شروط‬
‫والصفات التي يجب توفرها لممارسة مهام القضاء أو المهام‬
‫األخرى للتنظيم القضائي‪...‬الخ‪ ،‬كما أن استقالل القضاء‬
‫والقضاة معروف عند المسلمين عموماً منذ أيام الخلفاء‬
‫الراشدين‪ ،‬نري من ذلك إلى تأكيد وجود الوعي الجمعي عند‬
‫أهالي البالد حيال ما يتعرضون له من انتهاك لحقوقهم‬
‫ولمبادئ العدل األساسية‪ ،‬هذا لو لم يكونوا على إطالع لمباد‬
‫فصل السلطات في الدساتير المعاصرة‪ .‬مع أن مجريات القضايا‬
‫التي كان يخوضها المحامون الفلسطينيون أمام المحاكم‬
‫البريطانية في فلسطين‪ ،‬وبالتحديد أمام محكمة األراضي تدل‬

‫‪319‬‬
‫على وعيهم القانوني التام النتهاك حقوقهم في التقاضي‬
‫والدفاع‪.‬‬

‫ومن المهم اإلشارة هنا إلى أن ملفات كل الدعاوى قد سقطت بيد‬


‫السلطات اإلسرائيلية بعد سنة ‪ ،1947‬ولم يتم النظر فيها من قبل أية‬
‫هيئة قضائية مستقلة‪.‬‬

‫لقد كانت مشكلة تدني نسبة األرض التي بحوزة منظمات يهودية وأفراد‬
‫يهود تشكل مأزقاً قانونياً حقيقياً بالنسبة إلسرائيل‪ ،‬إذ كيف يمكن‬
‫إعالن دولة يهودية على إقليم ليس لليهود فيه ستة بالمائة من‬
‫أرضه؟ ولم يكن هناك من حل لهذا المأزق سوى اإلستيالء على‬
‫األرض بالقوة العسكرية المكشوفة ومن دون أي سند قانوني‪ ،‬وبصرف‬
‫النظر عن كون قطع األرض هذه أمالكاً شخصية يشكل االستيالء‬
‫عليها انتهاكاً لكل القوانين المحلية والدولية‪ ،‬ولإلعالن العالمي لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ...‬الخ‪ ،‬لذلك لجأت السلطات اإلسرائيلية إلى تدمير القرى‬

‫والبلدات والمواقع واألحياء الفلسطينية‪ ،‬حيث يقدر أن ‪ % 80‬من‬


‫القرى الفلسطينية قد تم تدميرها كلياً أو جزياً‪ ،‬ومع التدمير كان يأتي‬
‫للجوء إلى المادة (‪ )125‬من أنظمة الطوارئ البريطانية لسنة ‪،1945‬‬
‫حيث يتم اإلعالن عن القرى والمواقع التي يتم تدميرها أو التي يتم‬
‫إخالء السكان منها على أنها مناطق عسكرية مغلقة يحظر الدخول‬
‫إليها‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫ومعنى ذلك عملياً‪ ،‬أن تتم السيطرة على األ راضي التي هاجر أصحابها‬
‫اض اضطر أهلها إلى مغادرتها إلى‬
‫إلى خارج فلسطين‪ ،‬وكذلك على أر ٍ‬
‫أماكن أخرى داخل فلسطين‪ ،‬بحيث ال يستطيع هؤالء دخول أراضيهم‬
‫لفالحتها‪ ،‬مما يعني أن تصبح أرضاً مواتاً يسهل االستيالء عليها‬
‫بحجة عدم استغاللها‪ ،‬سواء باالستناد إلى أنظمة الطوارئ (الفصل‬
‫المتعلق بفالحة األرض واستخدام مصادر المياه‪ ،‬أو باللجوء إلى‬
‫أنظمة طوارئ جديدة لسنة ‪ 1949‬فوضت وزير الدفاع اإلسرائيلي‬
‫صالحية اإلعالن عن مناطق أمنية ومنع دخلوا أي شخص إليها أو‬
‫خروجه منها‪ ،‬وشملت هذه المناطق األمنية كل األرض التي اعتبرت‬
‫مناطق قريبة من الحدود اللبنانية أو األردنية (في منطقة المثلث)‪ ،‬وقد‬
‫استخدم اإلسرائيليون هذه األوامر لطرد سكان قرى كاملة مثل قرى‬

‫أقرث وكفر برعم والغابسية في منطقة الجليل‪ ،‬وحالة قريتي أقرث وكفر‬
‫برعم مشابهة لمواقع كثيرة أخرى في فلسطين‪ ،‬فقد تقدم أهالي القريتين‬
‫إلى المحكمة العليا اإلسرائيلية طاعنين في القرار ألسباب إجرائية تتمثل‬
‫في عدم سالمة التبليغ‪ ،‬ولم تستطع المحكمة إال أن تلغي األمر‬
‫العسكري‪ ،‬وتوقع السكان بناء على ذلك أن تتم عودتهم إلى القريتين‬
‫في وقت مبكر من الخمسينيات من القرن الماضي‪ ،‬مع أن معظم‬
‫المنازل كان قد هدمت من قبل الجيش اإلسرائيلي‪ ،‬وفي سنة ‪1997‬‬
‫جدد أهالي القريتين مطالبتهم بعودتهم إلى أرضيهم أمام المحكمة‬
‫العليا اإلسرائيلية‪ ،‬طالبين منها أن تنفذ قرارها الذي اتخذته في بداية‬
‫‪321‬‬
‫الخمسينات!! مدعمين طلباتهم بق اررات حكومية إسرائيلية جديدة ظهرت‬
‫خالل التسعينات تؤكد بأن أهالي القريتين ال يشكلون خط اًر أمنياً على‬
‫إسرائيل‪.‬‬

‫وقد نظرت المحكمة في القضية مجدداً سنة ‪ ،2003‬ولكن المحكمة‬


‫اكتفت هذه المرة باالستماع إلى شهادة من إرئيل شارون تقول بأن‬
‫الخطر األمني المقصود ال يقتصر على أهالي القريتين وإنما يتعداهم‬
‫إلى أمور أكثر خط اًر‪ ،‬ألن إعادتهم ستشكل سابقة بمشروعية حق‬
‫العودة لالجئين الفلسطينيين‪ ،‬وبناء على هذا التبرير تم رد دعوى‬
‫أهالي القريتين ‪.‬‬

‫وعدا عن صالحيات الجيش اإلسرائيلي في التدمير واإلغالق‪،‬‬


‫وصالحية وزير الدفاع في مصادرة األراضي ألسباب أمنية‪ ،‬فإنه تم‬
‫إعطاء صالحيات واسعة أيضاً لوزير المالية اإلسرائيلي لمصادرة أية‬
‫مساحات من األ راضي ألية أغراض يعتبرها عامة أو هامة "لحاجة‬
‫الجمهور"‪ .‬إن قانون استمالك األ راضي للمصلحة العامة موجود –من‬
‫الناحية الشكلية‪ -‬في قانون يحمل هذا االسم وضعته سلطات االنتداب‬
‫البريطاني سنة ‪ ،1943‬ولكن هناك حاجة لدراسة طبيعة المنفعة‬
‫العامة‪ ،‬حيث لم يستفد أصحاب األرض ومالكوها األصليون من أية‬
‫مصادرات تمت في مناطقهم‪ ،‬ومثال ذلك مصادرة حوالي ألف ومائتي‬
‫دونم من السكان العرب في الناصرة سنة ‪ ،1953‬بحجة الحاجة إلى‬

‫‪322‬‬
‫بناء مجمعات حكومية لخدمة السكان‪ ،‬ولكن ما حصل في الواقع هو‬
‫أن أقل من ‪ 80‬دونماً قد تم استخدامها للصالح العام‪ ،‬على حين‬
‫استخدمت المساحة الباقية كلها إلقامة آالف الشقق لليهود تحولت‬
‫فيما‬

‫بعد إلى مستوطنة ثم إلى مدينة يهودية هي "الناصرة العليا"‪.‬‬

‫كذلك شملت هذه المصادرات مناطق واسعة في الجليل‪ ،‬وفي إحدى‬


‫الحاالت‪ ،‬فإن المواطنين العرب الذين صودرت منهم أراضيهم لم يتلقوا‬
‫تعويضاً عادالً وإنما تلقوا زخات من رصاص الجيش اإلسرائيلي في ‪30‬‬
‫آذار ‪ 1976‬حيث قتل ستة أشخاص وجرح المئات في أحداث ظلت‬
‫تعرف باسم "يوم األرض" أي أن النزاع على األ راضي المصادرة‬
‫المملوكة أصالً لمواطنين لم يتركوا فلسطين سنة ‪ ،1947‬وهم أصبحوا‬
‫يعتبرون مواطنين إسرائيليين لم يتركوا فلسطين سنة ‪ ،1947‬وهم‬
‫أصبحوا يعتبرون إسرائيليين بموجب القانون اإلسرائيلي‪ ،‬وقد استمر وال‬
‫يزال مستم اًر من دون أية إمكانية للنظر فيه من قبل هيئة قضائية‬
‫مستقلة ‪ ،‬إجحاف آخر نجم عن إساءة استخدام السلطات اإلسرائيلية‬
‫لقانون االستمالك وحوله إلى قانون "مصادرة مباشرة" ال عالقة له‬
‫باالستمالك للنفع العام‪ ،‬وهذا اإلجحاف يتمثل في التمييز بسبب الدين‪،‬‬
‫إذ أن المحكمة العليا اإلسرائيلية‪ ،‬قد تمسكت سنة ‪ 1995‬بأنه "ال‬
‫يمكن استرجاع أرض تمت مصادرتها من (إحدى العائالت الفلسطينية‬

‫‪323‬‬
‫في مدينة القدس) على الرغم من مضى أكثر من عشرين سنة على‬
‫مصادرتها بحجة استخدامها للمنفعة العامة‪ ،‬وعدم استخدامها طيلة‬
‫هذه الفترة ألية منفعة عامة"‪ ،‬ولكن نفس المحكمة قررت أنه "إذا لم‬
‫يتم استخدام أرض سبق أن صودرت الستخدامها للمنفعة العامة خالل‬
‫فترة معينة‪ ،‬فإنه يمكن إرجاعها إلى أصحابها األصليين" – ذلك ألن‬
‫(أصحاب) األرض في القضية الثانية كانوا من اليهود‪.‬‬

‫ومن أجل إضفاء نوع من (القانونية) على عمليات المصادرة و‪/‬أو‬


‫اإلستيالء على األ راضي العربية من قبل وكاالت وأشخاص من وجهات‬
‫يهودية‪ ،‬قام الكنيست اإلسرائيلي بسن قانون امتالك األ راضي لسنة‬
‫‪ ،1953‬لمعالجة السيطرة غير القانونية على األراضي في الفترة بين‬
‫عامي ‪ 1948‬و ‪ ،1953‬وقد تمت بالفعل المصادقة على عمليات‬
‫السيطرة على األ راضي التي تعود للعرب وذلك بأثر رجعي‪ ،‬في انتهاك‬
‫واضح لمبدأ قانوني مستقر وهو عدم رجعية القوانين‪.‬‬

‫وبحسب المادة (‪ )2‬من القانون المذكور‪ ،‬فإن عمليات السيطرة لتي‬


‫تمت قبل سن هذا القانون تصبح قانونية بشرط وجود (شهادة) من‬
‫وزير المالية اإلسرائيلي تفيد‪:‬‬

‫‪ -‬إن العقار لم يكن تحت الحيازة الفعلية للمالك بتاريخ ‪ 2‬نيسان‬


‫‪( !!1952‬مع أن معظم المصادرات تمت بين سنة ‪ 1948‬و‬

‫‪324‬‬
‫‪ ،1952‬وبالتالي ال يمكن ألي صاحب أرض أن يثبت أن‬
‫األرض كانت بحوزته)‪.‬‬

‫‪ -‬أن األرض أو العقار سوف تستخدم ألهداف تطويرية‪ ،‬أو‬


‫لالستيطان الجديد‪ ،‬أو ألسباب أمنية‪( .‬وهل هناك سبب آخر‬
‫غير هذه لالحتفاظ بأية أرض من قبل أية حكومة‪ ،‬هل توجد‬
‫قطعة أرض فلسطينية تقع خارج نطاق هذه المفاهيم اإلسرائيلية‬
‫لحيازة األرض؟)‪.‬‬

‫وبعد الحصول على هذه الشهادة‪ ،‬تصبح مصادرة األرض قانونية ولو‬
‫تمت بأثر رجعي‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تحال تلك األ راضي المصادرة بموجب هذا‬
‫القانون إلى سلطة التطوير بشكل تلقائي‪ ،‬ومن دون أية متابعة!!‬

‫وزيادة في اإلجحاف‪ ،‬فإن المحكمة العليا اإلسرائيلية أصدرت سنة‬


‫‪ 1985‬ق ار اًر "يمنع أي اعتراض قانوني ضد أي قرار تعلن فيه عن‬
‫حاجتها وملكيتها الفورية ألية أرض‪ ،‬مهما كانت األسباب"‪.‬‬

‫وال شك أن تحصين الق اررات الحكومية بهذا الشكل‪ ،‬بدل تسهيل‬


‫إجراءات التقاضي –ولو بشكل شكلي‪ -‬يدل على إدارة الظهر لكل‬
‫معايير الحق في التقاضي والحق في الوصول إلى المحاكم‪.‬‬

‫كذلك ال بد من اإلشارة في هذا المقام‪ ،‬إلى أحد قوانين مصادرة‬


‫األراضي والممتلكات (األموال المنقولة وغير المنقولة) فقد سنت‬

‫‪325‬‬
‫إسرائيل سنة ‪ 1950‬قانون أمالك الغائبين‪ ،‬مستخدمة أنظمة الطوارئ‬
‫لسنة ‪ ،1948‬وفي واقع الحال‪ ،‬وبعد الهجرة واسعة النطاق وإخراج‬
‫معظم الفلسطينيين إلى خارج فلسطين‪ ،‬أو نزوحهم إلى أماكن أخرى‬

‫داخل فلسطين‪ ،‬فإن معظم الفلسطينيين أصبحوا غائبين‪ ،‬وبرزت ظاهرة‬


‫"الحاضر الغائب" حيث المواطن الفلسطيني يتقدم إلى محكمة العدل‬
‫العليا اإلسرائيلية بنفسه مثبتاً أنه مواطن وأن القيم أو –حارس أمالك‬
‫الغائبين‪ -‬قد أخطأ باعتباره غائباً‪ ،‬إال أن المحكمة أعطت صالحيات‬
‫واسعة جداً للقيم – وهو موظف يعمل ضمن وزارة االقتصاد‪ -‬بحيث‬
‫أنها –أي المحكمة‪ -‬ال تترك مجاالً حتى لمحاولة إثبات خطأ القيم‬
‫عندما يعلن غياب مواطن على الرغم من وجود هذا المواطن بحكم‬
‫الواقع وبحكم القانون معاً في البلد‪.‬‬

‫ومن الصالحيات االستثنائية األخرى للقيم االستيالء على كل األموال‬


‫المنقولة وغير المنقولة بما في ذلك األ راضي والمنازل والموجودات‬
‫الثانية وحسابات البنوك واألسهم‪ ،‬حيث فسرت المحكمة واجبات القيم‬
‫على أنها "الحفاظ على هذه األمالك‪ ،‬ولكن ليس بالضرورة لصالح‬
‫أصحابها األصليين" وقررت المحكمة سنة ‪ ،1994‬بأن الهدف الرئيس‬
‫من سيطرة القيم هو تطوير الدولة‪ ،‬والحيلولة دون استخدام الغائبين‬
‫لها‪ ،‬واالحتفاظ بها إلى حين يتم التوصل إلى تسويات سياسية مع‬
‫الدول العربي تستند إلى مبدأ التبادلية!! وبكل وضوح‪ ،‬فإن أمالك‬

‫‪326‬‬
‫الفلسطينيين قد تم االستيالء عليها كرهينة في أحسن التفسيرات‬
‫اإلسرائيلية‪ ،‬ولكن الواقع أكثر سوءاً حتى من ذلك‪ ،‬فإن القيم يستطيع‬
‫بيع هذه األمالك بأي ثمن يراه مناسباً‪ ،‬وقد رفعت قضية من قبل‬
‫مواطن فلسطيني بيعت أرضه إلى جنود إسرائيليين بثمن بخس‪ ،‬بحجة‬
‫وجود المواطن الفلسطيني في دولة معادية‪ ،‬مع أن المواطن الفلسطيني‬
‫كان في بريطانيا سنة ‪.1948‬‬

‫مع أن نص المادة ‪( 19‬أ) من قانون أمالك الغائبين نفسه‪ ،‬يقول ألنه‬


‫عندما تكون أمال ك الغائب عبارة عن أرض فال يسمح للحارس بيعها‬
‫أو نقل ملكيتها إلى طرف ثالث باستثناء سلطة (التطوير) الحكومية –‬
‫مع أن سلطة التطوير قد تم إنشاؤها بعد ستة أشهر من سن قانون‬
‫أمالك الغائبين‪.‬‬

‫وبالفعل‪ ،‬قام الحارس بنقل ملكية حوالي ‪ 3.250.000‬دونم إلى سلطة‬


‫التطوير اليهودية‪ ،‬وذلك حتى سنة ‪.1959‬‬

‫أي أن حارس أمالك الغائبين‪ ،‬حصل لليهود خالل تسع سنوات على‬
‫ضعف األراضي التي استطاعوا الحصول عليها في فلسطين منذ سنة‬
‫‪ 1870‬وحتى سنة ‪.1947‬‬

‫نخلص من كل ما سبق من شواهد إلى ما يليك‬

‫‪327‬‬
‫‪ -‬إن ملف األراضي لفلسطينية هو أكثر الملفات خطورة وتحدياً‬
‫المبادئ القانون الدولي‪ ،‬فقد تم االعتداء على سالمة ووحدة‬
‫أراضي الدولة العربية في فلسطين‪ ،‬وإنهاء أية إمكانية لتواصلها‬
‫اإلقليمي‪ ،‬وذلك باستخدام القوة العسكرية المجردة في عمل‬
‫واضح من أعمال العدوان خالفاً ألحكام ميثاق األمم المتحدة‪،‬‬
‫وبما يشكل تهديداً لألمن والسلم الدولي‪ ،‬وبما يوجب تدخل‬
‫مجلس األمن بموجب صالحياته في الفصل السابع‪.‬‬

‫‪ -‬إن ملف األراضي الفلسطينية يشكل انتهاكاً لإلعالن العالمي‬


‫لحقوق اإلنسان ولكل المبادئ التي تنص على الحق في التملك‬
‫وعدم جواز نزع الملكية تعسفاً‪.‬‬

‫‪ -‬إن نزع الملكية هذا مستمر منذ سنة ‪ ،1870‬ولم يبدأ سنة‬
‫‪.1947‬‬

‫‪ -‬إن نزع الملكية لم يقتصر على الالجئين الذين غادروا فلسطين‬


‫و‪/‬أو أجبروا على تركها عشية قيام الدولة اليهودية‪ ،‬بل شمل‬
‫من بقي منهم داخل حدود هذه الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬إن نزع الملكية استمر بعد االحتالل اإلسرائيلي للضفة الغربية‬


‫والقدس‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫‪ -‬إن كل عمليات نزع الملكية هذه‪ ،‬يجب أن تنظر فيها‪ ،‬وعلى‬
‫قاعدة "حالة – حالة" أو كل حالة بحد ذاتها من قبل هيئة‬
‫قضائية غير متحيزة مشكلة تشكيالً قانونياً بموجب أحكام‬
‫القانون الدولي ذات الصلة‪ ،‬ومن قبل قضاة غير متحيزين‪،‬‬
‫تتاح لهم إمكانية اإلطالع على كافة الوثائق والشهادات ذات‬
‫الصلة سواء المحفوظة لدى الجانب اإلسرائيلي أو العربي أو‬
‫لدى األمم المتحدة ضمن محاضر وتوصيات لجنة التوفيق التي‬
‫شكلتها األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬إن الحق في ملكية األرض واألموال المنقولة وغير المنقولة‪،‬‬


‫هو حق فردي غير قابل للتصرف من قبل أية جهة غير‬
‫صاحبه األصلي‪ ،‬وبالتالي فإن التسوية الوحيدة الواجبة التطبيق‬
‫هي التسوية القانونية‪ ،‬وذلك ألن أسباب هذا النزاع ال تزال‬
‫قائمة وموجودة‪ ،‬ولكن أحد طرفي النزاع ‪-‬الفلسطينيون داخل‬
‫وخارج فلسطين‪ -‬ال تتاح لهم إمكانية الوصول إلى محاكم‬
‫عادلة ونزيهة ومحايدة وقادرة على إنصافهم‪.‬‬

‫وعدا عن األراضي التي تم االستيالء عليها‪ ،‬فإن هناك ثروات أخرى‬


‫وقعت بأيدي اليهود بعد إخراج الفلسطيني من المناطق التي احتلت‬
‫سنة ‪.1948‬‬

‫‪329‬‬
‫العناصر األساسية للممتلكات الفردية الفلسطينية التي وقعت بأيدي‬
‫الصهاينة‪:‬‬

‫‪ -‬المساكن‪.‬‬

‫‪ -‬المباني التجارية‪ :‬المصانع‪ ،‬المكاتب‪ ،‬المحالت‪ ،‬الفنادق‪،‬‬


‫المطاعم‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -‬تجهيزات المصانع والمشاغل ومحال التصليح والصيانة‬

‫والحرف اليدوية‪.‬‬

‫‪ -‬وسائل النقل والمواصالت والبنى التحتية‪.‬‬

‫‪ -‬المخزون السلعي في المصانع والمتاجر والبيوت‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -‬األثاث واألمتعة والمقتنيات الشخصية‪.‬‬

‫‪ -‬المحاصيل والمواشي والدواجن‪.‬‬

‫‪ -‬حسابات البنوك واإليداعات واألمانات‪.‬‬

‫وبلغ التقدير اإلجمالي للممتلكات الفريدة للفلسطينيين سنة ‪1948‬‬


‫حوالي ‪ 756.7‬مليون جنيه إسترليني (‪ ،)1‬على حين أن المبالغ التي‬

‫‪ .) 1‬فؤاد مرسي "االقتصاد اإلسرائيلي" دار المستقبل العربي‪ ،‬القاهرة‪،1983 ،‬‬


‫ط‪ 2‬ص ‪.110‬‬
‫‪330‬‬
‫أنفقتها الحركة الصهيونية طيلة الفترة السابقة حتى سنة ‪ 1948‬بلغت‬
‫حوالي (‪ )200‬مليون دوالر حسب أعلى التقديرات (‪،)1‬هذا طبعاً عدا‬
‫عن (أثمان) األراضي المسجلة بأسماء أصحابها كملكية فردية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫حق تقرير المصير الجمعي والفردي‬

‫عدا عن أن حق تقرير المصير هو مبدأ قانوني أساسي ال بد من توفره‬


‫لتحقيق المساواة بين الشعوب‪ ،‬فإن هناك كثي اًر من الوثائق الدولية‪،‬‬
‫التي تصل حد القواعد اآلمرة‪ ،‬وإذا كانت مبادئ الرئيس وولسون –‬
‫كما سبقت اإلشارة إليها في موضع سابق من هذه الدراسة قد أكدت‬
‫على مبدأ حق تقرير المصير‪ ،‬فإن هذا المبدأ قد اصطدم عند التطبيق‬
‫مع نظام االنتداب البريطاني الذي وضعته عصبة األمم‪ ،‬وخالل الحرب‬
‫العالمية الثانية صدر اإلعالن األطلسي في ‪ 14‬آب ‪ 1942‬بشكل‬
‫أمريكي بريطاني مشترك‪ ،‬وأشار اإلعالن في البندين الثاني والثالث إلى‬

‫‪ .) 1‬يوسف صايغ "االقتصاد اإلسرائيلي" معهد الدراسات العليا – جامعة الدول‬


‫العربية القاهرة‪ ،‬ط ‪ ، 6‬ص ‪.18‬‬
‫‪331‬‬
‫مبدأ حق كل الشعوب في اختيار شكل الحكومة التي يريدون العيش‬
‫في ظلها‪ .‬وال يمكن التذرع هنا بأن اإلعالن قصد به فقط الشعوب‬
‫األوروبية التي وقعت تحت االحتالل النازي ألن ذلك يتناقض مع‬
‫المساواة بين الشعوب‪ ،‬ويعتبر تميي اًز عنصرياً رفضته البشرية طيلة‬
‫تاريخا‪ .‬حيث تؤكد ديباجة الميثاق "اإليمان بالحقوق األساسية‬
‫لإلنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء ولألمم كبيرها‬
‫وصغيرها من حقوق متساوية"‪.‬‬

‫لكن ما ركزه هذا اإلعالن هو الربط بين شكل الحكم وتقرير المصير‪،‬‬

‫إذ أن الديمقراطية والمشاركة في الحكم ال يمكن تطبيقهما في واقع‬


‫الدول والمجتمعات إال في ظل توفر متطلب سابق‪ ،‬وهو إحقاق حق‬
‫الشعوب في تقرير مصيرها‪ ،‬األمر الذي يوضح الترابط بين البعدين‬
‫الجمعي والفردي في حق تقرير المصير‪.‬‬

‫وقد جاء نص ميثاق األمم المتحدة على حق الشعوب في تقرير‬


‫مصيرها واضحاً ال لبس فيه‪ ،‬فقد نصت الفقرة الثانية من المادة األولى‬
‫(الفصل األول‪ :‬المقاصد والمبادئ) على "‪ .2‬إنماء العالقات الودية بين‬
‫األمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالمساواة في الحقوق بين‬
‫الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها"‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫كذلك أكدت المادة (‪( )55‬الفصل التاسع) من الميثاق على حق تقرير‬
‫المصير‪:‬‬

‫"المادة ‪ :55‬رغبة في تهيئة دواعي االستقرار والرفاه الضروريين لقيام‬


‫عالقات سليمة ودية بين األمم مؤسسة على احترام المبدأ الذي يقضي‬
‫بالمساواة في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير‬
‫مصيرها‪ ،‬تعمل األمم المتحدة على‪:‬‬

‫(أ) تحقيق مستوى أعلى للمعيشة وتوفير أسباب االستخدام المتصل‬


‫لكل فرد والنهوض بعوامل التطور والتقدم االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫(ب) تيسير الحلول للمشاكل الدولية االقتصادية واالجتماعية والصحية‬

‫وما يتصل بها‪ ،‬وتعزيز التعاون الدولي في أمور الثقافة والتعليم‪.‬‬

‫(ج) أن يشيع في العالم احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية‬


‫للجميع بال تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين‪ ،‬وال تفريق بين‬
‫الرجال والنساء ومراعاة تلك الحقوق فعلياً"‪.‬‬

‫إن الحجة التي تثار حول ق اررات الجمعية العمومية وكونها أقرب إلى‬
‫التوصية وليس لها طابع إلزامي‪ ،‬ال يمكن قانوناً أن تثار عندما يتعلق‬
‫األمر بالميثاق‪ ،‬الذي يعتبر أكبر وثيقة تعاقدية بين دول العالم‪،‬‬
‫والمعاهدة العالمية األوسع انتشا اًر‪ ،‬ويظهر الطابع اإللزامي هنا في‬
‫المادة (‪ )56‬التي تنص على أن‪:‬‬
‫‪333‬‬
‫"يتعهد جميع األعضاء بأن يقوموا منفردين أو مشتركين بما يجب‬
‫عليهم من عمل بالتعاون مع الهيئة إلدراك المقاصد المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ ."55‬بل إن الفقرة (‪ )4‬من المادة (‪ )1‬من الفصل األول‬
‫تنص على أن من مقاصد الهيئة ومبادئها‪:‬‬

‫"جعل هذه الهيئة مرجعاً تنسيق أعمال األمم وتوجيهها نحو إدراك هذه‬
‫الغايات المشتركة"‪ .‬وال شك أن الفقرات (‪ )1‬و (‪ )2‬و (‪ )3‬من المادة‬
‫األولى التي تحدد مقاصد هيئة األمم تنطبق من جهة مع الفقرة (‪)4‬‬
‫قانوناً‪ ،‬وتنطبق من حيث الواقع والقانون معاً على حق تقرير المصير‬
‫للشعب الفلسطيني‪ ،‬سواء من حيث اعتراف الهيئة الدولية ومجلس‬
‫األمن م ار اًر بأن الوضع في فلسطين يشكل تهديداً للسلم واألمن (األمر‬
‫الذي يقابل األمم المتحدة المقصد األول في حفظ السلم واألمن‪ ،‬كما‬
‫هو وارد في الفقرة (‪ )1‬من المادة (‪ )1‬من الميثاق‪:‬‬

‫"‪ .1‬حفظ السلم واألمن الدولي‪ ،‬وتحقيقاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة‬
‫التدابير المشتركة الفعالة لمنع األسباب التي تهدد السلم وإل زالتها‪،‬‬
‫وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه اإلخالل بالسلم‪ ،‬وتتذرع‬
‫بالوسائل السلمية‪ ،‬وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي‪ ،‬لحل المنازعات‬
‫الدولية التي قد تؤدي إلى اإلخالل بالسلم أو لتسويتها"‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫وحيث أن حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه األساسية‪ ،‬ومنها حقه‬
‫في تقرير مصيره الذي يمنحه له الميثاق شكل ويشكل وسوف يشكل‬
‫تهديداً للسلم واألمن الدولي‪،‬‬

‫وحيث أن الهيئة –هيئة األمم المتحدة‪ -‬تهدف ألن تكون مرجعاً‬


‫لتنسيق أعمال األمم‪ ...‬وتتخذ التدابير الفعالة لمنع األسباب التي تهدد‬
‫السلم وتزيلها‪ ،‬وحيث أن الهيئة من المفترض أن تعمل وفقا لمبادئ‬
‫العدل والقانون‪ ،‬فإن السؤال هنا هو‪ :‬لماذا لم يكتف الميثاق بجعل‬
‫الهيئة تعمل وفقاً للقانون الدولي وحده؟ ‪....‬أي لماذا إضافة مبادئ‬
‫العدل قبل القانون الدولي؟‬

‫أال تقتضي مبادئ العدل إعطاء حوالي تسعة ماليين فلسطيني حق‬

‫تقرير المصير في استفتاء فردي مباشر؟‬

‫وعلى أي حال‪ ،‬فإن حق تقرير المصير لم يتم النص عليه في كل‬


‫ق اررات الجمعية العامة غير ملزمة‪ ،‬وبأنها كانت خاضعة إلدارة الدول‬
‫العربية واإلسالمية ودول عدم االنحياز والكتلة االشتراكية‪ ،‬إنما هو‬
‫تذرع يقوم أساساً على النظر إلى القضية الفلسطينية كاستثناء‪،‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يصبح حق تقرير المصير المنصوص عليه في القانون‬
‫الدولي كحق مشترك لجميع الشعوب‪ ،‬بحاجة إلى ق اررات خاصة عندما‬
‫يتعلق بالشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫ونضع السؤال هنا على الشكل التالي‪:‬‬

‫هل عدم صدور ق اررات من أية جهة دولية يعني حرمان الشعب‬
‫الفلسطيني من حقوق منصوص عليها في كل أدوات القانون الدولي‬
‫ذات الصلة‪.‬إن حق الشعوب في تقرير مصيرها ليس "ميزة خاصة"‬
‫منحتها دول األغلبية في الجمعية العامة للشعب الفلسطيني‪ ،‬وإنما هو‬
‫حق موجود في الميثاق‪ ،‬وفي كثير من أدوات القانون الدولي األخرى‪:‬‬

‫‪ -‬قرار الجمعية العامة رقم ‪ 421‬لسنة ‪ :1950‬وقد وضع توصيات‬


‫حول اآلليات التي يمكن العمل بها لتحقيق حق الشعوب في‬
‫تقرير مصيرها‪.‬‬

‫‪ -‬قرار الجمعية العامة رقم ‪ 1514‬الصادر في كانون أول ‪1960‬‬

‫المعنون (إعالن منح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة‪،‬‬


‫وهو تطوير لمفهوم التخلص من االستعمار بجميع أشكاله‪.‬‬
‫وتالياً نصه‪:‬‬

‫"وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬الذي اعتمد‬


‫وعرض للتوقيع واالنضمام بقرار الجمعية العامة ‪( 2200‬ألف) المؤرخ‬
‫في ‪ 16‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ 1966‬تاريخ بدء النفاذ‪ 23 :‬آذار‪/‬‬
‫مارس ‪ ،1967‬طبقاً للمادة ‪ 49‬الديباجة‪،‬‬

‫إن الدول األطراف في هذا العهد‪،‬‬


‫‪336‬‬
‫إذ ترى أن اإلقرار بما لجميع أعضاء األسرة البشرية من كرامة أصيلة‬
‫فيهم‪ ،‬ومن حقوق متساوية وثابتة‪ ،‬يشكل‪ ،‬وفقا للمبادئ المعلنة في‬
‫ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬أساس الحرية والعدل والسالم في العالم‪،‬‬
‫وإذ تقر بأن هذه الحقوق تنبثق من كرامة اإلنسان األصيلة فيه‪،‬‬
‫وإذ تدرك أن السبيل الوحيد لتحقيق المثل األعلى المتمثل‪ ،‬وفقا‬
‫لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬في أن يكون البشر أح اررا‪،‬‬
‫ومتمتعين بالحرية المدنية والسياسية ومتحررين من الخوف والفاقة‪،‬‬
‫هو سبيل تهيئة الظروف لتمكين كل إنسان من التمتع بحقوقه المدنية‬
‫والسياسية‪ ،‬وكذلك بحقوقه االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وإذ تضع‬
‫في اعتبارها ما على الدول‪ ،‬بمقتضى ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬من االلتزام‬
‫بتعزيز االحترام والمراعاة العالميين لحقوق اإلنسان وحرياته‪ ،‬وإذ تدرك‬
‫أن على الفرد‪ ،‬الذي تترتب عليه واجبات إزاء األفراد اآلخرين وإزاء‬
‫الجماعة التي ينتمي إليها‪ ،‬مسئولية السعي إلى تعزيز ومراعاة‬
‫الحقوق المعترف بها في هذا العهد‪،‬‬
‫وأما المادة األولى فهي واضحة من حيث النص على حق تقرير‬
‫المصير ونذكر هنا أن إسرائيل طرف في هذه االتفاقية‪:‬‬
‫الجزء األول‬
‫المادة ‪1‬‬
‫‪ .1‬لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها‪ .‬وهى بمقتضى هذا‬
‫الحق حرة في تقرير مركزها السياسي وحرة في السعي لتحقيق نمائها‬
‫االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫‪ .2‬لجميع الشعوب‪ ،‬سعيا وراء أهدافها الخاصة‪ ،‬التصرف الحر‬
‫بثرواتها ومواردها الطبيعية دونما إخالل بأية التزامات منبثقة عن‬
‫مقتضيات التعاون االقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة‬
‫وعن القانون الدولي‪ .‬وال يجوز في أية حال حرمان أي شعب من‬
‫أسباب عيشه الخاصة‪.‬‬

‫‪ .3‬على الدول األطراف في هذا العهد‪ ،‬بما فيها الدول التي تقع على‬
‫عاتقها مسئولية إدارة األقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي واألقاليم‬
‫المشمولة بالوصاية‪ ،‬أن تعمل على تحقيق حق تقرير المصير وأن‬
‫تحترم هذا الحق‪ ،‬وفقا ألحكام ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬

‫أما المادة الخامسة من العهد نفسه فتنص على أن‪:‬‬


‫"‪ .1‬ليس في هذا العهد أي حكم يجوز تأويله على نحو يفيد انطواءه‬
‫على حق ألي دولة أو جماعة أو شخص بمباشرة أي نشاط أو القيام‬
‫بأي عمل يهدف إلى إهدار أي من الحقوق أو الحريات المعترف بها‬
‫في هذا العهد أو إلى فرض قيود عليها أوسع من تلك المنصوص‬
‫عليها فيه‪.‬‬
‫‪ .2‬ال يقبل فرض أي قيد أو أي تضييق على أي من حقوق اإلنسان‬
‫األساسية المعترف أو النافذة في أي بلد تطبيقا لقوانين أو اتفاقيات أو‬
‫اعترفه‬
‫ا‬ ‫أنظمة أو أعراف‪ ،‬بذريعة كون هذا العهد ال يعترف بها أو كون‬
‫بها في أضيق مدى"‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫وال شك أن نصوص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬
‫والتي اقتبسنا منها أعاله‪ ،‬تدحض الحجة القائلة بأن بنود الميثاق‬
‫يشوبها الغموض بما ال يمكن معها اعتبارها نظاماً قانونياً والتزاماً‬
‫تعاقدياً‪ ،‬مع عدم التسليم بهذه الحجة أصالً‪ ،‬ألن الميثاق أنشأ النظام‬
‫األساسي لمحكمة العدل الدولية‪ ،‬الملحق أصالً بالميثاق‪ .‬كما هو‬
‫موضح في الفصل الرابع عشر من الميثاق‪:‬‬
‫"الفصل الرابع عشر‪ :‬في محكمة العدل الدولية‪:‬‬
‫المادة ‪: 92‬‬
‫محكمة العدل الدولية هي األداة القضائية الرئيسية "لألمم المتحدة"‪،‬‬
‫وتقوم بعملها وفق نظامها األساسي الملحق بهذا الميثاق وهو مبني‬
‫على النظام األساسي للمحكمة الدائمة للعدل الدولي وجزء ال يتج أز من‬
‫الميثاق‪.‬‬
‫المادة ‪:93‬‬
‫‪ .1‬يعتبر جميع أعضاء "األمم المتحدة" بحكم عضويتهم أطرافاً في‬
‫النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية‪.‬‬
‫‪ .2‬يجوز لدولة ليست من "األمم المتحدة" أن تنضم إلى عضويتها إلى‬
‫النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية بشروط تحددها الجمعية العامة‬
‫لكل حالة بناء على توصية مجلس األمن‪.‬‬
‫المادة ‪:94‬‬
‫‪ .1‬يتعهد كل عضو من أعضاء "األمم المتحدة" أن ينزل على حكم‬
‫محكمة العدل الدولية في أية قضية يكون طرفاً فيها‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا امتنع أحد المتقاضين ما عن القيام بما يفرضه عليه حكم‬
‫تصدره المحكمة‪ ،‬فللطرف اآلخر أن يلجأ إلى مجلس األمن‪ ،‬ولهذا‬
‫‪339‬‬
‫المجلس‪ ،‬إذا رأى ضرورة لذلك أن يقدم توصياته أو يصدر ق ار اًر‬
‫بالتدابير التي يجب اتخاذها لتنفيذ الحكم‪.‬‬
‫المادة ‪:95‬‬
‫ليس في هذا الميثاق ما يمنع أعضاء "األمم المتحدة" من أن يعهدوا‬
‫بحل ما ينشأ بينهم من خالف بينهم من خالف إلى محاكم أخرى‬
‫بمقتضى اتفاقات قائمة من قبل أو يمكن أن تعقد بينهم في المستقبل‪.‬‬
‫المادة ‪:96‬‬
‫‪ .1‬ألي من الجمعية العامة أو مجلس األمن أن يطلب إلى محكمة‬
‫العدل الدولية إفتاؤه في أية مسألة قانونية‪.‬‬
‫‪ .2‬ولسائر فروع الهيئة والوكاالت المتخصصة المرتبطة‪ ،‬ممن يجوز‬
‫أن تأذن لها الجمعية العامة بذلك في أي وقت‪ ،‬أن تطلب أيضاً من‬
‫المحكمة إفتاءها فيما يعرض لها من المسائل القانونية الداخلة في‬
‫نطاق أعمالها"‪.‬‬
‫كذلك فإن محكمة العدل الدولية في آرائها االستشارية (الفتوى بشأن‬
‫نامبيا في ‪ 21‬حزيران ‪ ،1971‬وغيرها) تؤكد كلها أن حق تقرير‬
‫المصير ليس (ميزة) أعطيت للشعب الفلسطيني في السبعينات‪ ،‬وليس‬
‫مبدأ أخالقياً عاماً فحسب بل هو مبدأ قانون دولي منسجم مع مبادئ‬
‫العدل‪.‬‬
‫بل تزيد على ذلك بالقول إن محكمة العدل الدولية صاحبة والية‬
‫واختصاص في النظر في كثير من جوانب القضية الفلسطينية‪ ،‬وفق ما‬
‫يفصله الفصل الثاني من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية‪،‬‬
‫والذي ينص على ‪:‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬في اختصاص المحكمة‪:‬‬
‫‪340‬‬
‫المادة ‪:34‬‬
‫‪ .1‬للدول وحدها الحق في أن تكون أطرافاً في الدعاوى التي ترفع‬
‫للمحكمة‪.‬‬
‫‪ .2‬للمحكمة أن تطلب من الهيئات الدولية العامة المعلومات المتعلقة‬
‫بالقضايا التي تنظر فيها‪ .‬وتتلقى المحكمة ما تبتدرها به هذه الهيئات‬
‫من المعلومات‪ ،‬كل ذلك مع مراعاة الشروط المنصوص عليها في‬
‫الئحتها الداخلية ووفقاً لها‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا أثير في قضية معروضة على المحكمة البحث في تأويل وثيقة‬
‫تأسيسية أنشأت بمقتضاها هيئة دولية عامة أو في تأويل اتفاق دولي‬
‫عقد على أساس هذه الوثيقة فعلى المسجل أن يخطر بذلك هذه الهيئة‬
‫وأن يرسل إليها صو اًر من المحاضر واألعمال المكتوبة‪.‬‬
‫المادة ‪:35‬‬
‫‪ .1‬للدول التي هي أطراف في هذا النظام األساسي أن يتقاضوا إلى‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫‪ .2‬يحدد مجلس األمن الشروط التي يجوز بموجبها لسائر الدول‬
‫األخرى أن تتقاضى إلى المحكمة‪ ،‬وذلك مع مراعاة األحكام الخاصة‬
‫الواردة في المعاهدات المعمول بها‪ .‬على أنه ال يجوز بحال وضع تلك‬
‫الشروط بكيفية تخل بالمساواة بين المتقاضين أمام المحكمة‪.‬‬
‫‪ .3‬عندما تكون دولة من غير أعضاء "األمم المتحدة" طرفاً في دعوى‬
‫تحدد المحكمة مقدار ما يجب أن تتحمله هذه الدولة من نفقات‬
‫المحكمة‪ .‬أما إذا كانت هذه الدولة من الدول المساهمة في نفقات‬
‫المحكمة فإن هذا الحكم ال ينطبق عليها‪.‬‬
‫المادة ‪:36‬‬
‫‪341‬‬
‫‪ .1‬تشمل والية المحكمة جميع القضايا التي يعرضها عليها‬
‫المتقاضون‪ ،‬كما تشمل جميع المسائل المنصوص عليها بصفة خاصة‬
‫في ميثاق "األمم المتحدة" أو في المعاهدات واالتفاقات المعمول بها‪.‬‬
‫‪ .2‬للدول التي هي أطراف في هذا النظام األساسي أن تصرح‪ ،‬في أي‬
‫وقت‪ ،‬بأنها بذات تصريحاتها هذا وبدون حاجة إلى اتفاق خاص‪ ،‬تقر‬
‫للمحكمة بواليتها الجبرية في نظر جميع المنازعات القانونية التي‬
‫بينها وبين دولة تقبل االلتزام نفسه‪ ،‬متى كانت هذه المنازعات‬
‫القانونية تتعلق بالمسائل اآلتية‪:‬‬
‫(أ) أية مسألة من مسائل القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬
‫(ب) أية مسألة من مسائل القانون الدولي الجنائي‪.‬‬
‫(ج) تحقيق واقعة من الوقائع التي إذا ثبتت كانت خرقاً اللتزام دولي‪.‬‬
‫(د) نوع التعويض المترتب على خرق التزام دولة ومدى هذا التعويض‪.‬‬
‫‪ .3‬يجوز أن تصدر التصريحات المشار إليها آنفاً دون قيد وال شرط‬
‫وأن ال تعلق على شروط التبادل من جانب عدة دول أو دول معنية‬
‫بذاتها أو تقيد بمدة معينة‪.‬‬
‫‪.4‬تودع هذه التصريحات لدى األمين العام "لألمم المتحدة" وعليه أن‬
‫يرسل صو اًر منها إلى الدول التي هي أطراف في هذا النظام األساسي‬
‫وإلى مسجل المحكمة‪.‬‬
‫‪ .5‬التصريحات الصادرة بمقتضى حكم المادة ‪ 36‬من النظام األساسي‬
‫للمحكمة الدائمة للعدل الدولي‪ ،‬المعمول بها حتى اآلن‪ ،‬تعتبر‪ ،‬فيما‬
‫بين الدول أطراف هذا النظام األساسي‪ ،‬بمثابة قبول للوالية الجبرية‬
‫لمحكمة العدل الدولية‪ .‬وذلك في الفترة الباقية من مدة سريان هذه‬
‫التصريحات ووفقاً للشروط الواردة فيها‪.‬‬
‫‪342‬‬
‫‪ .6‬في حالة قيام نزاع في شأن والية المحكمة تفصل المحكمة في هذا‬
‫النزاع بقرار منها‪.‬‬
‫المادة ‪:37‬‬
‫كلما نصت معاهدة أو اتفاق معمول به على إحالة مسألة إلى محكمة‬
‫تنشئها جمعية األمم أو إلى المحكمة الدائمة للعدل الدولي تعين‪ ،‬فيما‬
‫بين الدول التي هي أطراف في هذا النظام األساسي‪ ،‬إحالتها إلى‬
‫محكمة العدل الدولية‪.‬‬
‫المادة ‪:38‬‬
‫‪ .1‬وظيفة المحكمة أن تفصل في المنازعات التي ترفع إليها وفقاً‬
‫ألحكام القانون الدولي‪ ،‬وهي تطبق في هذا الشأن‪:‬‬
‫(أ) االتفاقات الدولية العامة والخاصة التي تضع قواعد معترفاً بها‬
‫صراحة من جانب الدول المتنازعة‪.‬‬
‫(ب) العادات الدولية المرعية المعتبرة بمثابة قانون دل عليه تواتر‬
‫االستعمال‪.‬‬
‫(ج) مبادئ القانون العامة التي أقرتها األمم المتمدنة‪.‬‬
‫(د) أحكام المحاكم ومذاهب كبار المؤلفين في القانون العام في‬
‫مختلف األمم‪ ،‬ويعتبر هذا أو ذاك مصد اًر احتياطياً لقواعد القانون‪،‬‬
‫وذلك مع مراعاة أحكام المادة ‪.59‬‬
‫‪ .2‬ال يترتب على النص المتقدم ذكره أي إخالل بما للمحكمة من‬
‫سلطة الفصل في القضية وفقاً لمبادئ العدل واإلنصاف متى وافق‬
‫أطراف الدعوى على ذلك‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫إن الحجج األساسية التي تعودت إسرائيل على التذرع بها في مواجهة‬
‫االحتكام إلى محكمة العدل الدولية أو حتى طلب الفتوى منها من قبل‬
‫الجمعية العامة‪ ،‬تتركز في عدد من المحاور‪:‬‬
‫‪ -‬إن القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية هي قضايا سياسية‬
‫تحل بالمفاوضات‪ ،‬وال والية للمحكمة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬إن هناك ق اررات أو أحكاماً في كثير من القضايا صادرة عن‬
‫محكمة العدل العليا اإلسرائيلية‪.‬‬
‫‪ -‬إن هناك أسباباً أمنية داخلية للقيام ببعض اإلجراءات التي قد ال‬
‫تنسجم مع بعض مواد عدد من االتفاقيات الدولية ذات الصلة‪.‬‬
‫وكل هذه قد تكون حجج أو دفوع طرف واحد من أطراف أية دعوى‪،‬‬
‫ولكنها في نهاية المآل ليست أحكاماً قضائية وال قواعد قانونية‪ ،‬ملزمة‬
‫إال للطرف الذي يصرح بها أحياناً‪ .‬أي أنه ال ينبغي التسليم بأي من‬
‫هذه الحجج وما نهج نهجها وما سار على منوالها‪ ،‬بمعنى أن إسرائيل‬
‫ال ينبغي أن تظل هي الطرف الذي يقرر أي قانون هو الواجب التطبيق‬
‫قي أية قضية‪ ،‬وال أن يقرر أية محكمة دولية هي صاحبة االختصاص‬
‫القضائي للنظر في أية قضية‪.‬‬
‫أما الحجج األمنية‪ ،‬فإن القانون الدولي‪ ،‬وإن كان يعترف للدول‬
‫بممارسة سيادتها على اإلقليم والشعب الذي يدخل في نطاق سيادتها‪،‬‬
‫إال أنه ال يبيح بحال أن تمارس دولة عمالً سيادياً مثالً يتعلق بحماية‬
‫أو عدم حماية أفراد من المفروض أنهم رعايا دولة أخرى‪ ،‬ألن نفس‬
‫القرار الذي أنشأ (دولة) إسرائيل‪ ،‬أنشأ دولة فلسطين‪ ،‬وحيث أن كل‬
‫قضايا النزاع هي بين دولتين‪ ،‬فال مجال للزعم بأن القانون المحلي‬
‫ألحد الدولتين هو الذي يجب تطبيقه على رعايا الدولتين معاً ألن ذلك‬
‫‪344‬‬
‫يعني أمناً بال حدود لطرف وحدوداً بال أمن للطرف الثاني مما يناقض‬
‫كل دواعي العدل واإلنصاف‪.‬‬
‫إن ما حصل في قضية جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة‬
‫اض وتقييد حرية مواطنين‬
‫الغربية‪ ،‬وما رافقه من إجراءات مصادرة أر ٍ‬
‫على أرضهم وداخل إقليمهم الذي من المفروض أن ال سيطرة إلسرائيل‬
‫عليه‪ ،‬فقد قررت الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬واستناداً إلى المادة‬
‫‪( 96‬الفقرة ‪ )1‬من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬أن تتقدم بطلب رأي استشاري‬
‫(فتوى) من محكمة العدل العليا‪ ،‬وسنداً ألحكام المادة ‪ 65‬من قانون‬
‫المحكمة المذكورة‪ ،‬حول اآلثار القانونية الناجمة عن إنشاء الجدار‪"..‬‬
‫وبحسب المادة ‪( 65‬فقرة ‪ )1‬من قانون المحكمة‪ ،‬وبحسب المادة ‪96‬‬
‫من الميثاق أيضاً‪ ،‬فإن الفتوى موضوع الطلب يجب أن تكون حول‬
‫مسألة قانونية‪.‬‬
‫هنا آثار الجانب اإلسرائيلي حجة أن القضية المطروحة على المحكمة‬
‫هي من حيث الجوهر قضية سياسية‪ ،‬ولكن هذا الزعم مشكوك فيه ألن‬
‫الموضوع المثار أمام المحكمة هو ذو طبيعة قانونية على وجه‬
‫التحديد‪ ،‬فهو يتعلق "باآلثار القانونية‪ "...‬باالعتبار أحكام ومبادئ‬
‫القانون الدولي‪ ،‬وبضمنه اتفاقية جنيف الرابعة لسنة ‪ ،1949‬وكذلك‬
‫الق اررات ذات الصلة الصادرة عن مجلس األمن والجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة‪ .‬أي أن السؤال الذي وجهته الجمعية العامة إلى المحكمة‬
‫موضوع ضمن إطار قانوني ويثير مسائل تتعلق بالقانون الدولي‪ ،‬مما‬
‫يجعله سؤاالًَ يستحق الرد عليه رداً يستند إلى القانون‪.‬‬
‫وقد خلصت المحكمة إلى عدة اعتبارات في هذه القضية‪:‬‬

‫‪345‬‬
‫‪ -‬وجدت أن المحكمة أن الجهة مقدمة الطلب مرخص لها قانوناً‬
‫بالقيام بذلك باالستناد إلى أحكام الفقرة األولى من المادة ‪،96‬‬
‫بحسب ما هو وارد إليها في قرار الجمعية العامة رقم‬
‫(‪ )ES/10/14‬في ‪ 8‬كانون أول ‪.2003‬‬
‫‪ -‬تجد المحكمة أن الجمعية العامة بتقديمها طلب الحصول على‬
‫فتوى من المحكمة لم تتعد أهليتها القانونية سنداً ألحكام الفقرة‬
‫األولى من المادة ‪ 12‬من الميثاق‪ ،‬حيث تنص تلك الفقرة على‬
‫أنه عندما يكون مجلس األمن يمارس مهامه فيما يتعلق بأي‬
‫نزاع أو وضع‪ ،‬فإن الجمعية العامة يجب أن ال تتقدم بأية‬
‫توصية فيما يتعلق بالموضوع الذي يبحثه المجلس‪ ،‬ما لم يرد‬
‫إليها طلب من المجلس ذلك‪.‬‬
‫وفي هذه القضية‪ ،‬فإن الجمعية قد تقدمت بطلبها أثناء انعقاد دورتها‬
‫الطارئة العاشرة‪ ،‬والتي عقدت سنداً للقرار ‪/377‬أ‪ ،5/‬والذي ينص على‬
‫أنه إ ذا أخفق المجلس في القيام بمهمته الرئيسية في الحفاظ على‬
‫السلم واألمن الدولي‪ ،‬فإن الجمعية العامة يمكنها أن تبدأ النظر فو اًر‬
‫في القضية موضع البحث بهدف توصياتها إلى الدول األعضاء‪ .‬وترى‬
‫المحكمة أنه تمت تلبية متطلبات ذلك القرار من حيث عقد الدورة‬
‫الطارئة العاشرة‪ ،‬وهو الوقت الذي طلبت فيه الجمعية العامة الرأي‬
‫االستشاري‪ ،‬حيث كان المجلس في ذلك الوقت عاج اًز عن تبني أي‬
‫قرار فيما يتعلق بإنشاء الجدار وذلك نتيجة استخدام الفيتو (حق‬
‫النقض السلبي) من قبل أحد أعضاء المجلس الدائمين‪.‬‬
‫‪ -‬رفضت المحكمة أيضاً الحجة القائلة بأنه ال يمكن تقديم فتوى‬
‫في القضية الراهنة على أساس عدم موافقة الدولة الطرف في‬
‫‪346‬‬
‫القضية‪ ،‬ألن ذلك ال أثر له بأي حال في هذه القضية‪ ،‬وأن‬
‫إعطاء رأي استشاري ال يصل في هذه القضية إلى حد تخطي‬
‫مبدأ الرضا بالتسوية القضائية ذلك أن المسألة التي طلبت‬
‫الجمعية العامة الرأي االستشاري بشأنها تقع ضمن إطار‬
‫مرجعي أوسع بكثير من إطار النزاع الثنائي بين دولتين –‬
‫إسرائيل وفلسطين‪ -‬بل إن هذه المسألة محل اهتمام مباشر من‬
‫الجمعية العامة كموضوع دولي‪.‬‬
‫‪ -‬كما رفضت المحكمة الحجة القائلة بأن إصدار الرأي االستشاري‬
‫المطلوب يمكن أن يعيق التوصل إلى حل سياسي تفاوضي‬
‫للصراع الفلسطيني اإلسرائيلي –مع التأكيد هنا على استخدام‬
‫مصطلح الصراع (‪ )conflict‬وليس النزاع (‪ – )dispute‬بل‬
‫إن المحكمة "تجد أن لديها من المعلومات واألدلة الكافية ما‬
‫يمكنها من تقديم رأي قانوني ويترك للجمعية العامة بعدئ ٍذ أن‬
‫تقيم مدى نفع ذلك الرأي"‪.‬‬
‫ولما سبق‪ ،‬فقد خلصت المحكمة إلى أنه ال يوجد سبب قاهر يوجب‬
‫عليها أن تمتنع عن تقديم الرأي القانوني المطلوب منها(‪.)1‬‬
‫إن من المهم هنا التأكيد على أن انضواء القضية على أبعاد سياسية‬
‫ال يمنع –بل إنه يوجب النظر إليها وفق أحكام القانون الدولي‪ .‬وهذا‬
‫التزماً من‬
‫الموقف الذي اتخذته المحكمة في قضية الجدار يمثل ا‬
‫المحكمة بسوابقها القضائية‪ -‬والتي تعتبر مصد اًر من مصادر القانون‬

‫‪1‬‬
‫‪). International Court of Justice “Legal Consequences of the‬‬
‫”‪Construction of a Wall in the Occupied Palestinian Territory‬‬
‫‪9 July2004 at: http://www.reliefweb.int/rw.nsf.‬‬
‫‪347‬‬
‫الدولي‪ ،‬ففي رأيها االستشاري بشأن "مدى قانونية استخدام دولة ما‬
‫لألسلحة النووية في صراع مسلح" – وذلك في ‪ 8‬تموز ‪ ،1996‬قررت‬
‫المحكمة أن "المسألة المعروضة عليها تشكل بالفعل مسألة سياسية‪،‬‬
‫من حيث أنه ال بد كي تحكم المحكمة في المسألة المقدمة إليها‪ ،‬من‬
‫أن تحدد التزامات الدول في ظل أحكام القانون الدولي‪ ،‬وأن تقيم ما إذا‬
‫كان السلوك موضع السؤال منسجماً مع هذه االلتزامات‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬
‫تقديم رد مستند إلى القانون؟‬
‫بل إن محكمة العدل الدولية قد بينت بوضوح شديد في ق اررات سابقة‬
‫لها أن حقيقة كون الموضوع ينطوي أيضاً على أبعاد سياسية‪ ،‬كما‬
‫هي طبيعة حال الكثير من األمور التي تظهر في الحياة الدولية‪،‬ال‬
‫يعتبر أم اًر كافياً ال لتجريد الموضوع المعني من طابعه القانوني‪ ،‬وال‬
‫لتجريد المحكمة من الصالحية الممنوحة لها بشكل صريح في قانونها‬
‫األساسي(‪.)1‬‬
‫إن المحكمة قد وجدت في قضايا سابقة أن الطبيعة السياسية للدوافع‬
‫التي يمكن اإلدعاء بأنها وراء تحريك الطلب‪ ،‬وكذلك المضامين‬
‫السياسية التي قد تنطوي عليها الفتوى التي قد يتم إصدارها ال أثر لها‬
‫قانوناً وال صلة في تقرير اختصاص المحكمة لتقديم رأي استشاري‪.‬‬
‫ألن محكمة العدل مخولة بتولي مسؤوليات محددة فيما يتعلق بالقانون‬
‫الدولي وباحترام هذا القانون من قبل الدول األعضاء‪( .‬انظر المادة ‪92‬‬
‫من الميثاق)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪). Application for Review of Judgment No. 158 of the United‬‬
‫‪Nation Administrative Tribunal, Advisory Opinion, I.C.J.‬‬
‫‪Reports 1973. P172. Para 14.‬‬
‫‪348‬‬
‫وفيما يتعلق باأل راضي الفلسطينية‪ ،‬فإن هناك رأياً قانونياً وجيهاً صاد اًر‬
‫بشكل مشترك عن االتحاد الدولي لحقوق اإلنسان والمفوضية الدولية‬
‫للقضاة‪ ،‬ويقوم على أن محكمة العدل العليا مخولة بشكل أكثر‬
‫تخصيصاً بمسؤوليات محددة فيما يتعلق باألراضي الفلسطينية‪ ،‬حيث‬
‫أن فلسطين هي إقليم سبق وضعه تحت االنتداب من قبل عصبة‬
‫األمم‪ ،‬وتم إخضاع هذا اإلقليم إلى تقسيم أراضيه من خالل مشروع‬
‫تقسيم وضعته منظمة األمم المتحدة‪ ،‬والجمعية العامة نفسها‪ .‬وإن‬
‫الوقائع التي نجمت عن عدم احترام مشروع التقسيم والنزاعات الالحقة‬
‫التي تلته ال يمكن أن تغير بأية طريقة طبيعة هذه المسؤولية المحددة‬
‫لمنظمة األمم المتحدة‪ ،‬وألداتها القانونية الرئيسية وهي محكمة العدل‬
‫الدولية‪.‬‬
‫وبخاصة ألن هذه المسؤولية قد تم تعزيزها والتأكيد عليها في عدد‬
‫كبير من الق اررات الصادرة عن كل من الجمعية العامة و‪/‬أو مجلس‬
‫األمن الدولي المتعلقة بالقضية الفلسطينية‪.‬‬
‫"وبالتالي‪ ،‬خلصت المفوضية الدولية للقضاة‪ ،‬واالتحاد الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان إلى أن من األهمية القصوى والمصلحة أن تصدر محكمة‬
‫العدل الدولية رأياً استشارياً حول اآلثار القانونية الناجمة عن بناء‬
‫حاجز‪ /‬جدار من قبل إسرائيل داخل األراضي الفلسطينية المحتلة‪،‬‬
‫وبخاصة داخل وحول مدينة القدس"‪.‬‬
‫الحجة المتعلقة بالتنازع على القانون الواجب التطبيق‪:‬‬
‫"هناك شخصان في القانون الدولي‪ ،‬إسرائيل وهي شخص بحكم الواقع‬
‫وبحكم القانون الدولي الواجب التطبيق كما تمثل في القرار ‪،181‬‬
‫وفلسطين هي شخص آخر بحكم القانون نفسه‪ ،‬وإن لم توجد في‬
‫‪349‬‬
‫الواقع‪ .‬أي أن الشعب الفلسطيني هو الشخص القانوني‪ ،‬تماماً كما‬
‫كان يقال عن اليهود في الشتات أنهم الشعب اليهودي‪ ،‬وتماماً كما‬
‫أعطي الشعب اليهودي صفة الشخص القانوني من خالل صك‬
‫االنتداب –قبل إقامة إسرائيل‪ -‬ويعني ذلك‪ ،‬أنه سواء كانت هناك‬
‫منظمة تحرير فلسطينية أو لم تكن‪ ،‬وسواء كانت هناك سلطة‬
‫فلسطينية أو لم تكن‪ ،‬فإن في هذا اإلقليم الجغرافي المسمى فلسطين‬
‫حقوقاً فردية وجمعية مصونة بموجب القانون الدولي سواء كانت‬
‫أراضي هذا الشعب كلها –أو أي جزء منها‪ -‬واقعاً تحت االنتداب أم ال‪.‬‬
‫وأن مبدأ التساوي في السيادة‪ ،‬ال يتيح إلسرائيل أن تمارس حقوقاً‬
‫سيادية على الشعب الفلسطيني وال على موارده‪ ،‬إذ ال يوجد في‬
‫القانون الدولي أية أداة وال حتى مادة تؤيد هذا اإلدعاء‪ .‬وال يعني ذلك‬
‫التسليم بقانونية إقامة إسرائيل‪ ،‬حتى ضمن معايير القانون الدولي‪،‬‬
‫ألن إقامتها مرتبطة أصالً بإقامة دولة عربية إلى جانبها‪ ،‬وبوضع‬
‫دولي لمدينة القدس‪ .‬أي أن األداة القانونية المستخدمة سواء من‬
‫حيث االحتجاج بصك االنتداب‪ ،‬أو من حيث قرار التقسيم لم يتم‬
‫تحقيقها ككل متكامل‪ ،‬أو كعقد كان من الممكن أن (يحكم) وجود‬
‫الشعبين معاً في نفس اإلقليم‪ .‬لذلك وسواء اعترف الفلسطينيون بوجود‬
‫إسرائيل أو لم يعترفوا‪ ،‬فإن هذا األمر –قانوناً‪ -‬ال يعني شيئاً على‬
‫الرغم من خطورته سياسياً‪ .‬إنه –أي مثل هذا االعتراف ليس شرطاً‬
‫مانعاً وال مانحاً ألي حق فردي أو جمعي للفلسطينيين‪ .‬هذا على صعيد‬
‫القانون الدولي‪.‬‬
‫أما على صعيد القانون اإلنساني الدولي‪ ،‬والذي يعتبر اتفاقات جنيف‬
‫وبخاصة الرابعة لسنة ‪ ،1949‬أهم أدواته‪ ،‬فإنه ال يشترط المعاملة‬
‫‪350‬‬
‫بالمثل وال التبادلية‪ ،‬مما يدعم النتيجة أعاله ويصب في نفس مجراها‪،‬‬
‫أي سواء قامت الدولة العربية –فلسطين‪ -‬أو لم تقم‪ ،‬وسواء انضمت‬
‫هذه الدولة أم لم تنضم إلى اتفاقيات جنيف‪ ،‬فإن الحقوق التي تصونها‬
‫هذه االتفاقيات مضمونة للشعب الفلسطيني بأفراده وبمجموعه‪.‬‬
‫وهنا يثار سؤاالن‪:‬‬
‫‪ -‬هل أدوات القانون اإلنساني الدولي‪ ،‬والقانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان واجبة التطبيق على وضع الفلسطينيين داخل وخارج‬
‫فلسطين؟‬
‫‪ -‬هل تحفظ إسرائيل على بعض مواد هذه األدوات يسمح بعدم‬
‫التزامها بها؟‬
‫ولإلجابة على السؤال األول‪ ،‬ال بد من اإلشارة إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬لقد أكدت األطراف السامية في اتفاقية جنيف الرابعة انطباق‬
‫اتفاقية جنيف الرابعة على قطاع غزة والضفة الغربية‪( .‬انظر‬
‫مؤتمر األطراف السامية في اتفاقية جنيف الرابعة‪ -‬اإلعالن في‬
‫‪ 5‬كانون األول ‪.)2001‬‬
‫‪ -‬تكرر هذا التأكيد حول انطباق االتفاقية م ار اًر في ق اررات مجلس‬
‫األمن الدولي والجمعية العامة لألمم المتحدة على حد‬
‫سواء‪ ،‬وكذلك في ق اررات اللجنة الدولية للصليب األحمر‪.‬‬
‫‪ -‬أكدت ذلك لجنة حقوق اإلنسان في تعليقها رقم ‪ 29‬عن حاالت‬
‫الطوارئ المادة ‪ 4‬في آب ‪ ،2001‬وكذلك في مالحظاتها‬
‫الختامية بشأن إسرائيل في ‪ 21‬آب ‪.2003‬‬
‫‪ -‬وأكد ذلك أيضاً المقرر الخاص لمفوضية حقوق اإلنسان في‬
‫عدة تقارير (منها تقرير بتاريخ ‪ 8‬أيلول ‪.)2003‬‬
‫‪351‬‬
‫‪ -‬بل إن محكمة العدل العليا قد قبلت بانطباق اتفاقية جنيف‬
‫الرابعة في القضية المعروفة بإسم عجوري مقابل قائد جيش‬
‫الدفاع اإلسرائيلي في أيلول ‪– 2002‬قرار رقم ‪ 70/5/02‬حيث‬
‫جاء في القرار‪" :‬خلصت المحكمة إلى أن حظر النقل القسري‬
‫هو قاعدة من قواعد قانون المعاهدات الدولي‪ ،‬و بالتالي بأنه‬
‫ال ينطبق في ظل القانون المحلي‪ ،‬ما لم يتم النص عليه في‬
‫القانون المحلي‪ ،‬وقد كان هذا المفهوم في السابق‪،‬أما اآلن‬
‫فإنه تغير سواء في القانون الدولي العام أو حتى في أحكام‬
‫هذه المحكمة‪ ،‬وإن من غير المتنازع فيه تقريباً أن اتفاقية‬
‫جنيف الرابعة هي انعكاس للقانون العرفي الدولي وهي ملزمة‬
‫لكل الحكومات‪ ،‬حتى تلك الحكومات التي لم توقع عليها‪ ،‬ألنها‬
‫تتضمن المبادئ األساسية التي قبلتها كل الدول"‪.‬‬
‫وحول السؤال الثاني المتعلق بتحفظ إسرائيل على بعض المواد في‬
‫بعض أدوات القانون الدولي فإن هذا السؤال يتعلق بالتحفظ الوحيد‬
‫الذي أبدته إسرائيل على المادة ‪ 9‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية والذي جاء في إعالن (حكومة) إسرائيل يوم ‪3‬‬
‫تشرين أول ‪ :1991‬إن حكومة إسرائيل قد وجدت أن من الضروري‪،‬‬
‫وانسجاماً مع المادة (‪ )4‬أن تقوم بإجراءات إلى الحد الضروري الذي‬
‫تقتضيه ضرورات الوضع للدفاع عن الدولة وحماية األرواح‬
‫والممتلكات‪ ،‬ويضمن ذلك ممارسة صالحيات القبض واإلعتقال‪،‬‬
‫وحيثما كانت هذه اإلجراءات غير منسجمة مع المادة (‪ )9‬من العهد‪،‬‬
‫فإن إسرائيل بذلك تحل نفسها من اإللتزامات المترتبة عليها بموجب‬
‫هذا البند" هنا ال بد من إيراد نص المادة (‪ )4‬وكذلك المادة (‪.)9‬‬
‫‪352‬‬
‫المادة ‪4‬‬
‫‪ .1‬في حاالت الطوارئ االستثنائية التي تتهدد حياة األمة‪ ،‬والمعلن‬
‫قيامها رسمياً‪ ،‬يجوز للدول األطراف في هذا العهد أن تتخذ‪ ،‬في‬
‫أضيق الحدود التي يتطلبها الوضع‪ ،‬تدابير ال تتقيد بااللتزامات‬
‫المترتبة عليها بمقتضى هذا العهد‪ ،‬شريطة عدم منافاة هذه التدابير‬
‫لاللتزامات األخرى المترتبة عليها بمقتضى القانون الدولي وعدم‬
‫انطوائها على تمييز يكون مبرره الوحيد هو العرق أو اللون أو‬
‫الجنس أو اللغة أو الدين أو األصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .2‬ال يجيز هذا النص أي مخالفة ألحكام المواد ‪ 6‬و ‪ 7‬و ‪( 8‬الفقرتين‬
‫‪ 1‬و ‪ )2‬و ‪ 11‬و ‪ 15‬و ‪ 16‬و ‪.18‬‬
‫‪ .3‬على أية دولة طرف في هذا العهد استخدمت حق عدم التقيد أن‬
‫تعلم الدول األطراف األخرى فو اًر‪ ،‬عن طريق األمين العام لألمم‬
‫المتحدة‪ ،‬باألحكام التي لم تتقيد بها وباألسباب التي دفعتها إلى ذلك‪.‬‬
‫وعليها‪ ،‬في التاريخ الذي تنهى فيه عدم التقيد‪ ،‬أن تعلمها بذلك مرة‬
‫أخرى وبالطريق ذاته‪.‬‬
‫المادة ‪9‬‬
‫‪ .1‬لكل فرد حق في الحرية وفى األمان على شخصه‪ .‬وال يجوز‬
‫توقيف أحد أو اعتقاله تعسفاً‪ .‬وال يجوز حرمان أحد من حريته إال‬
‫ألسباب ينص عليها القانون وطبقا لإلجراء المقرر فيه‪.‬‬
‫‪ .2‬يتوجب إبالغ أي شخص يتم توقيفه بأسباب هذا التوقيف لدى‬
‫وقوعه كما يتوجب إبالغه سريعا بأية تهمة توجه إليه‪.‬‬
‫‪ .3‬يقدم الموقوف أو المعتقل بتهمة جزائية‪ ،‬سريعاً‪ ،‬إلى أحد القضاة‬
‫أو أحد الموظفين المخولين قانوناً مباشرة وظائف قضائية‪ ،‬ويكون من‬
‫‪353‬‬
‫حقه أن يحاكم خالل مهلة معقولة أو أن يفرج عنه‪ .‬وال يجوز أن‬
‫يكون احتجاز األشخاص الذين ينتظرون المحاكمة هو القاعدة العامة‪،‬‬
‫ولكن من الجائز تعليق اإلفراج عنهم على ضمانات لكفالة حضورهم‬
‫المحاكمة في أية مرحلة أخرى من مراحل اإلجراءات القضائية‪ ،‬ولكفالة‬
‫تنفيذ الحكم عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ .4‬لكل شخص حرم من حريته بالتوقيف أو االعتقال حق الرجوع إلى‬
‫محكمة لكي تفصل هذه المحكمة دون إبطاء في قانونية اعتقاله‪،‬‬
‫وتأمر باإلفراج عنه إذا كان االعتقال غير قانوني‪.‬‬
‫‪ .5‬لكل شخص كان ضحية توقيف أو اعتقال غير قانوني حق في‬
‫الحصول على تعويض‪.‬‬
‫إن الدول تستطيع أن تعلن عن تقييد جزئي لاللتزامات المترتبة عليها‬
‫فيما يتعلق ببعض الحريات وحقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬ولكن هذه‬
‫اإلمكانية مقيدة جداً وليست على إطالقها‪ ،‬وقد جاءت المالحظات‬
‫العامة رقم‪ 29‬من مالحظات لجنة حقوق اإلنسان حاسمة في توضيح‬
‫األسس والشروط التي يسمح بها إال في ظل الشروط التالية‪-:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يشكل الوضع خط اًر استثنائياً على الجمهور‪ ،‬وبشكل‬
‫يهدد وجود الدولة‪،‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون الدولة الطرف في أية اتفاقية قد أعلنت حالة‬
‫الطوارئ رسمياً‪ .‬وهذا الشرط أساسي للحفاظ على مبادئ‬
‫القانونية وحكم القانون‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات التقييد يجب أن تكون ذات طبيعة استثنائية ومؤقتة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يسمح بالتقييدات إال ضمن الحد األدنى الضروري جداً الذي‬
‫توجب خطورة الموقف‪ ،‬وهذا األمر يحد من التقييد من حيث‬
‫‪354‬‬
‫األمد‪ ،‬الزمني‪ ،‬والنطاق الجغرافي‪ ،‬المحددين بحالة الطوارئ‬
‫المعلنة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب احترام مبدأ التناسب بين الضرورة والتقييد‬
‫‪ -‬يجب أن ال تنطوي إجراءات التقييد على أية تمييز يبنى على‬
‫أساس العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو األصل‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات التقييد يجب أن تكون منسجمة مع االلتزامات األخرى‬
‫المترتبة على الدولة الطرف في ظل القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن فرض تقييد على حقوق محددة توصف بأنها غير‬
‫قابلة للتقييد‪.‬‬
‫وحيث يتم فرض قيود ألسباب أمنية‪ ،‬فإن إمكانية فرضها ليست‬
‫متروكة لمشيئة الدولة المعنية‪ ،‬بل إن األمر يخضع لشروط صارمة‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون القيود منصوصاً عليها في القانون‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون القيود ضرورية بما يلزم المجتمع الديمقراطي‬
‫من حماية أمنه القومي ونظامه العام والصحة العامة أو‬
‫المعنويات‪ ،‬أو حقوق وحريات اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون التقييدات ضرورية بحد ذاتها لحماية هذه‬
‫األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون التقييدات متناسبة مع المصلحة المستهدفة‬
‫بالحماية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون التقييدات منسجمة مع كل الحقوق األخرى‬
‫المعترف بها في األداة القانونية أي أن القيود ينبغي أن ال‬
‫تفسد جوهر الحق نفسه‪ ،‬وينبغي أن ال يتم قلب المعادلة بين‬
‫‪355‬‬
‫الحق وبين تقييداته‪ ،‬بين العرف واالستثناء‪( ،‬الفقرة ‪ 13‬من‬
‫التعليق العام رقم ‪" 27‬حرية الحركة" صادر عن لجنة حقوق‬
‫اإلنسان في ‪ 2‬تشرين ثان ‪.)1999‬‬
‫إن التطبيق اإلسرائيلي يجعل التحفظات هي القاعدة العامة‪ ،‬ويجعل‬
‫التقييدات هي القاعدة وليس االستثناء‪.‬‬
‫نخلص من ذلك إلى أن أدوات القانون الدولي كلها وكذلك أدوات‬
‫القانون الدولي اإلنساني والقانون الدولي لحقوق إلنسان تنطبق كلها‬
‫على إسرائيل منذ قررت الجمعية العامة إقامتها‪ ،‬بموجب قرار التقسيم‪،‬‬
‫ويعني ذلك فيما عدا استثناءات ربما تكون محدودة جداً‪:‬‬
‫‪ -‬إن من حق كل من تعرضوا إلى انتهاك حقوقهم الواردة في‬
‫اتفاقيات جنيف‪ ،‬المطالبة بالتعويض عن انتهاك حقوقهم‬
‫األساسية في الحياة‪ ،‬والحرية‪ ،‬واألمن‪ ،‬والتنقل والتملك‪.‬‬
‫ومن المهم التأكيد هنا على أن المادة ‪ 42‬من أنظمة الهاي تنص‬
‫على أن "األرض تعتبر محتلة إذا كانت تقع فعلياً تحت سيطرة جيش‬
‫معادٍ"‪ ،‬وأن االحتالل ينطبق إلى المدى الذي تكون فيه هذه السيطرة‬
‫قائمة وتتم ممارستها"‪.‬‬
‫كما أن المادة (‪ )4‬من اتفاقية جنيف الرابعة تنطبق على األشخاص‬
‫الذين يجدون أنفسهم في أية لحظة‪ ،‬وبأي شكل كان‪ ،‬في حالة وقوع‬
‫نزاع أو احتالل‪ ،‬تحت سيطرة طرف في النزاع أو قوة احتالل ليسوا من‬
‫رعاياها‪ .‬ومن الواضح أن المواطنين الفلسطينيين هم أشخاص‬
‫محميون بموجب هذه المادة الرابعة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬فإن من الضروري التأكيد على أن كالً من الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة‪ ،‬ومجلس األمن الدولي قد أكدا في ق اررات عديدة‬
‫‪356‬‬
‫على أن محاوالت إسرائيل لتغيير الوضع القانوني أو الديمغرافي للقدس‬
‫(الشرقية) ال أثر قانوني لها وأنها باطلة‪ ،‬وأن المجتمع الدولي يعتبر‬
‫القدس (الشرقية) أرضاً محتلة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تنطبق عليها اتفاقية جنيف‬
‫الرابعة‪ .‬بل إن دواعي القانون توجب عدم التسليم بكل ما أحدثته‬
‫إسرائيل من تغييرات على حدود مدينة القدس‪ ،‬سواء باالحتالل‬
‫العسكري أو بالضم أو باالستيطان منذ سنة ‪ 1947‬وحتى أي تاريخ‪،‬‬
‫سواء في ذلك ما تسمى بالقدس الغربية أو الشرقية‪ ،‬ألن الوجود‬
‫اإلسرائيلي في أي جزء من القدس نجم عن احتالل‪ ،‬األمر الذي‬
‫يتناقض مباشرة مع مبدأ عدم جواز االستيالء على األرض أو اكتسابها‬
‫بالقوة العسكرية‪ ،‬وهذا المبدأ لم يحدد فترة زمنية يصبح بعدها اكتساب‬
‫األرض بالقوة عمالً مباحاً في القانون الدولي‪ ،‬إذ ال يوجد أي نص‬
‫يقول إنه إذا استمر االحتالل عدداً ما من السنوات‪ ،‬فإنه يصبح عمالً‬
‫مشروعاً‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن القدس الشرقية هي أرض محتلة –بإجماع كل الق اررات‬
‫الدولية الصادرة عن مجلس األمن والجمعية العامة منذ قرار ‪242‬‬
‫وحتى الرأي االستشاري لمحكمة العدل الدولية المشار إليه آنفاً‪ ،‬وكذلك‬
‫فإن القدس الغربية هي أرض محتلة بالقوة العسكرية بموجب صك‬
‫االنتداب‪ ،‬وبموجب قرار التقسيم ‪ 181‬الذي أنشأ إسرائيل‪ ،‬مع التذكير‬
‫بأن االعتراف بإسرائيل جاء على أساس ما قدمته من تعهد بااللتزام‬
‫بميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وهذا الميثاق نفسه ال يجيز اكتساب األ راضي‬
‫بالقوة‪ ،‬لم يجر ذلك في الماضي‪ ،‬وال يجيزه اآلن ولن يجيزه في‬
‫المستقبل ومهما طال أمد السيطرة الناجمة عن اكتساب األرض بالقوة‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫من ملف دعوى حقوق اإلنسان‬

‫‪358‬‬
‫تابعت اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة‬
‫للتصرف‪ ،‬واللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات اإلسرائيلية‬
‫التي تمس حقوق اإلنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب‬
‫في األراضي المحتلة‪ ،‬ووكالة األمم المتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئين‬
‫الفلسطينيين في الشرق األدنى (األنوروا) الحالة في األ راضي‬
‫الفلسطينية خالل الفترة ‪.1993 – 1987‬‬

‫وقدمت هذه التقارير عن التدابير القاسية التي اعتمدتها سلطات‬


‫االحتالل –بما فيها استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين والضرب‬
‫التأديبي‪ .‬وخالل الفترة بين ‪ 1987‬و ‪ ،1993‬قتل ما يزيد على ‪1000‬‬
‫فلسطيني وأصيب عشرات اآلالف بجراح‪ .‬واحتجز آالف الفلسطينيين‬
‫ونقل آالف آخرون إلى سجون في إسرائيل وأبعد العديد منهم عن‬
‫األرض الفلسطينية‪ .‬وتناقلت األنباء التقارير عن حاالت إساءة‬
‫المعاملة والتعذيب في السجون‪ ،‬واستخدام الغاز المسيل للدموع‬
‫بكميات مميتة‪ ،‬واالستخدام المفرط للذخيرة الحية‪ ،‬والضرب‪ ،‬وتدابير‬
‫شديدة أخرى‪ .‬ولجأت إسرائيل أيضاً إلى أشكال مختلفة من االنتقام‬
‫الجماعي‪ ،‬من قبيل هدم المنازل وفرض منع التجول لفترات طويلة‬
‫والتدابير االقتصادية التقييدية‪.‬‬

‫وتعطل النظام التعليمي عندما أغلقت المدارس والجامعات لفترات‬


‫طويلة ومنعت ترتيبات توفير التعليم غير النظامي‪ .‬وقلصت الخدمات‬

‫‪359‬‬
‫االجتماعية وحظرت وسائط اإلعالم والمنظمات المدنية‪ .‬واقتلعت‬
‫عشرات آالف األشجار المثمرة وخربت المحاصيل‪ .‬وتحدثت التقارير‬
‫عن ازدياد نطاق وخطورة أعمال العنف واالعتداء من جانب‬
‫المستوطنين اإلسرائيليين‪.‬‬

‫ورد مجلس األمن والجمعية العامة واألمين العام باإلعراب عن األسف‬


‫والقلق البالغ إزاء التدابير التي اتخذتها سلطات االحتالل ضد‬
‫االنتفاضة‪ .‬وأولي منذ انطالق االنتفاضة‪ ،‬وبدءاً بقرار مجلس األمن‬
‫‪ )1987( 605‬المؤرخ ‪ 22‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1987‬اهتمام‬
‫خاص لمسألة توفير الوسائل التي تكفل سالمة الفلسطينيين وحمايتهم‬
‫في األرض المحتلة وفقاً التفاقية جنيف (الرابعة) المتعلقة بحماية‬
‫المدنيين وقت الحرب المؤرخة ‪ 12‬آب ‪ /‬أغسطس ‪ .1949‬وفي ذلك‬
‫القرار‪ ،‬شجب مجلس األمن "بشدة ما تتبعه إسرائيل‪ ،‬السلطة القائمة‬
‫باالحتالل‪ /‬من سياسات وممارسات تنتهك حقوق اإلنسان للشعب‬
‫الفلسطيني في األراضي لمحتلة‪ ،‬وبصفة خاصة قيام الجيش اإلسرائيلي‬
‫بإطالق النار مما أدى إلى مقتل وجرح مدنيين فلسطينيين عزل"‪.‬‬

‫وبعد اعتماد القرار ‪ ،)1987( 605‬اتخذ مجلس األمن أربعة ق اررات‬


‫اقتصرت تحديداً على مسألة إبعاد الفلسطينيين عن األرض المحتلة‪.‬‬
‫وطالب المجلس إسرائيل‪ ،‬في ق ارراته ‪ )1988( 607‬المؤرخ ‪ 5‬كانون‬
‫الثاني يناير ‪ ،1988‬و‪ )1988( 608‬المؤرخ ‪ 14‬كانون الثاني ‪ /‬يناير‬

‫‪360‬‬
‫‪ ،1988‬و ‪ )1989( 636‬المؤرخ ‪ 6‬تموز ‪ /‬يوليه ‪ ،1989‬و ‪641‬‬
‫(‪ )1989‬المؤرخ ‪ 30‬آب‪ /‬أغسطس ‪ ،1989‬بالكف عن إبعاد المدنيين‬
‫الفلسطينيين وكفالة عودة الذين أبعدوا األراضي الفلسطينية المحتلة‬
‫بصورة آمنة وفورية‪.‬‬

‫وفي مذكرة رئاسية مؤرخة ‪ 26‬آب ‪ /‬أغسطس ‪ ،1988‬قال أعضاء‬


‫مجلس األمن إن قلقاً بالغاً يساورهم بسبب استمرار تدهور الحالة في‬
‫األراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام ‪ ،1967‬بما فيها‬
‫القدس‪.‬‬

‫ورأى أعضاء مجلس األمن أن الحالة في األراضي المحتلة تسببت في‬


‫عواقب وخيمة بالنسبة إلى المساعي المبذولة لتحقيق سالم دائم‬
‫وعادل وشامل في الشرق األوسط‪.‬‬

‫ولم يعتمد عدد من التدابير التي طرحت في مجلس األمن لكفالة‬


‫الحماية اآلمنة للفلسطينيين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة‪ ،‬وذلك نظ اًر‬
‫لعدم توافق آراء أعضائه الدائمين‪ .‬غير أن مجلس األمن طلب‬
‫باإلجماع في ‪ 20‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ 1990‬إلى األمين العام أن‬
‫يبذل جهوداً جديدة بصورة عاجلة لرصد ومراقبة وضع المدنيين‬
‫الفلسطينيين الخاضعين لالحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وحث إسرائيل على‬
‫تطبيق االتفاقية على كامل األراضي المحتلة‪ .‬ورفضت إسرائيل انطباق‬
‫االتفاقية قانوناً‪ ،‬في حين ذكرت أنها تحترمها بحكم الواقع‪.‬‬
‫‪361‬‬
‫أعرب مجلس األمن ألول مرة عن القلق إزاء حقوق اإلنسان للسكان‬
‫المدنيين في األراضي التي احتلتها إسرائيل خالل حرب ‪ ،1967‬في‬
‫القرار ‪ ،)1967(237‬الذي أوصى فيه المجلس‪ ،‬ضمن أمور أخرى‪،‬‬
‫الحكومات المعنية بأن تحترم احتراماً تاماً المبادئ اإلنسانية الواردة في‬
‫اتفاقية جنيف الرابعة لسنة ‪.1949‬‬

‫وفي كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1968‬أنشأت الجمعية العامة لجنة‬


‫خاصة تتكون من ثالثة أعضاء للتحقيق في الممارسات اإلسرائيلية‬
‫التي تمس حقوق اإلنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب‬
‫في األراضي المحتلة‪ ،‬وطلبت إلى اللجنة تقديم تقارير كلما دعت‬
‫الحاجة إلى ذلك‪ .‬وقد رفضت الحكومة اإلسرائيلية‪ ،‬منذ البداية‪ ،‬السماح‬
‫للجنة الخاصة بزيارة األراضي المحتلة إلجراء ما كلفت به من‬
‫تحقيقات‪ .‬وتمسكت بالقول إن القرار الذي أنشأ اللجنة الخاصة ذو‬
‫طابع تميزي‪ ،‬ويحاول أن يحكم مسبقاً على اإلدعاءات التي يفترض أن‬
‫تحقق فيها اللجنة الخاصة‪.‬‬

‫ومنذ عام ‪ ،1970‬دأبت اللجنة الخاصة على تقديم تقارير سنوية إلى‬

‫الجمعية العامة‪ ،‬يكمل كل منها‪ ،‬منذ سنة ‪ ،1989‬تقريران دوريان‬


‫إضافيان‪ .‬ولما كان الوصول المباشر إلى األرض الفلسطينية المحتلة‬
‫غير متيسر للجنة‪ ،‬فقد قرر أعضاؤها أن يستندوا في تقاريرهم إلى‬
‫مقابالت تجرى خالل زيارتهم إلى الدول المجاورة‪ ،‬مع أفراد لهم خبرة‬
‫‪362‬‬
‫مباشرة فيما يتعلق بأوضاع حقوق اإلنسان في األرض الفلسطينية‬
‫المحتلة‪.‬‬

‫ووثقت لتقارير خالل حالة حقوق اإلنسان في األراضي المحتلة‪ ،‬بما‬


‫في ذلك الحوادث المرتبطة باالنتفاضة (‪ ،)1993 – 1987‬وإقامة‬
‫العدل‪ ،‬ومعاملة المحتجزين‪ ،‬ومعاملة المدنيين الفلسطينيين‪ ،‬والتدابير‬
‫التي تؤثر على الحريات األساسية‪ ،‬وأنشطة المستوطنين اإلسرائيليين‬
‫التي تنتهك القانون الدولي‪.‬‬

‫وقد أكدت هذه التقارير‪ ،‬وباألخص على امتداد العقدين األخيرين‪ ،‬أن‬
‫إسرائيل واصلت تطبيق سياسة الضم بحكم األمر الواقع‪ ،‬من خالل‬
‫تدابير مثل إنشاء أو توسيع المستوطنات‪ ،‬ومصادرة الممتلكات‪ ،‬ونقل‬
‫المواطنين اإلسرائيليين إلى األ راضي المحتلة‪ ،‬وترحيل الفلسطينيين من‬
‫األراضي‪ ،‬وتشجيع الفلسطينيين على ترك وطنهم‪ ،‬أو إرغامهم على‬
‫ذلك‪ .‬وذكرت التقارير أن هذه األفعال تشكل انتهاكاً اللتزامات إسرائيل‬
‫باعتبارها دولة طرفاً في اتفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬

‫تعيين مقرر خاص للجنة حقوق اإلنسان معني بانتهاكات حقوق‬

‫اإلنسان‪:1993 ،‬‬

‫قررت لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان‪ ،‬في شباط ‪ /‬فبراير ‪،1993‬‬
‫ألول مرة‪ ،‬تعيين مقرر خاص معني بانتهاكات حقوق اإلنسان في‬

‫‪363‬‬
‫األراضي العربية المحتلة‪ ،‬بما فيها األراضي الفلسطينية‪ .‬وفي أيلول ‪/‬‬
‫سبتمبر ‪ ،1993‬عين السيد رينيه فيليب‪ ،‬رئيس سويس ار السابق‪ ،‬مقر اًر‬
‫خاصاً‪ .‬وقد دعي لزيارة األراضي الفلسطينية المحتلة في كانون الثاني‬
‫‪ /‬يناير ‪– 1994‬وكان بذلك أول شخص تناط به والية رسمية من‬
‫لجنة حقوق اإلنسان يسمح له بزيارة األراضي الفلسطينية‪ -‬وقد تمكن‬
‫من التحدث بحرية مع األشخاص الذين رغب في مقابلتهم‪ .‬وفي تقريره‬
‫المقدم في كانون الثاني‪ /‬يناير ‪ ،1994‬أهاب بالسلطات اإلسرائيلية‬
‫والفلسطينية‪ ،‬على حد سواء‪" ،‬اتخاذ تدابير الحتواء العنف‪ ،‬الذي قد‬
‫يشكل أخطر التهديدات لعملية السالم"‪ ،‬باعتبار ذلك مسألة ذات‬
‫أولوية‪.‬‬

‫وفي ‪ 25‬شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،1994‬لقي حوالي ‪ 30‬فلسطينياً‪ ،‬كانوا‬


‫يصلون في الحرم اإلبراهيمي في الخليل‪ ،‬مصرعهم على يد مستوطن‬
‫إسرائيلي‪ ،‬وأدينت هذه المذبحة إدانة عالمية‪ ،‬وكانت مبعث قلق كبير‬
‫بشأن مستقبل عملية السالم‪ ،‬وأدت إلى تجدد النداءات بتوفير شكل ما‬
‫من الحماية الدولية للفلسطينيين‪.‬‬

‫وكرد فعل على هذه المجزرة‪ ،‬دعا مجلس األمن في ‪ 18‬آذار ‪ /‬مارس‬

‫‪ 1994‬إلى اتخاذ تدابير لضمان سالمة وحماية المدنيين في كامل‬


‫أنحاء األراضي المحتلة‪ ،‬بما في ذلك توفير حضور دولي أو أجنبي‬
‫مؤقت‪ .‬وأدان المجلس بلهجة قوية هذه المجزرة‪ ،‬ودعا إسرائيل إلى‬
‫‪364‬‬
‫مواصلة اتخاذ تدابير تشمل مصادرة األسلحة‪ ،‬لمنع المستوطنين من‬
‫القيام بأعمال عنف غير مشروعة‪.‬‬

‫وإزاء هذه الخلفية من العنف المتزايد في المنطقة‪ ،‬قام المقرر الخاص‬


‫المعني بانتهاكات حقوق اإلنسان في األراضي العربية المحتلة‪ ،‬السيد‬
‫جورجيو جياكوميللي‪ ،‬بزيارة األرض الفلسطينية المحتلة في سنة‬
‫‪ ،1999‬وقد تقريره إلى لجنة حقوق اإلنسان في آذار‪ /‬مارس ‪,2000‬‬
‫ويشير السيد جياكوميللي في تقريره إلى أن قوات االحتالل اإلسرائيلي‬
‫كثي اًر ما تقوم بهدم منازل الفلسطينيين كإجراء عقابي‪ .‬ومن التدابير‬
‫التي تحد بشدة من تمتع الفلسطينيين في األرض المحتلة بما لهم من‬
‫حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬عمليات اإلغالق التي تؤدي إلى‬
‫عزل أجزاء من األرض المحتلة‪ ،‬بما فيها القدس الشرقية‪ ،‬عن بعضها‬
‫البعض‪ ،‬فضالً عن عزلها عن إسرائيل‪ .‬ويالحظ السيد جياكوميللي في‬
‫هذا الصدد أن سياسة عمليات اإلغالق تمارس بشكل منتظم منذ سنة‬
‫‪.1993‬‬

‫ويشير التقرير أيضاً إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ممارسة جهاز األمن العام اإلسرائيلي للتعذيب بصفة منتظمة‬

‫أثناء استجواب الفلسطينيين المشتبه في قيامهم بجرائم أمنية‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫‪ -‬نقل جميع السجناء السياسيين الفلسطينيين من األراضي‬
‫المحتلة إلى إسرائيل‪ ،‬إثر انسحاب الجيش اإلسرائيلي من المدن‬
‫الفلسطينية الرئيسية في الضفة الغربية في سنة ‪ ،1995‬وإعادة‬
‫انتشاره‪ ،‬األمر الذي يشكل انتهاكاً للمادة ‪ 76‬من اتفاقية جنيف‬
‫الرابعة‪.‬‬

‫‪ -‬االستمرار في ممارسة الحجز اإلداري‪ ،‬دون توجيه اتهام‪ ،‬أو‬


‫تقديم للمحاكمة‪.‬‬

‫عبر المقرر الخاص عن تسليمه بأن هدف الحماية الذي هو من‬


‫صلب القانون اإلنساني‪ ،‬ال سيما كما هو وارد في الئحة الهاي‬
‫واتفاقية جنيف الرابعة‪ ،‬لم يؤبه له حتى آذار ‪ /‬مارس ‪ .2000‬وخلص‬
‫في هذا الصدد إلى استنتاج ما يلي‪:‬‬

‫"ال سيما إال التوصية‪ ...‬بالتنفيذ الصارم‪ ،‬نصاً وروحاً‪ ،‬للمعايير الدولية‬
‫ذات الصلة‪ ،‬مما يعني إبطال جميع االتجاهات غير القانونية‬
‫وتصحيحها‪ ،‬والتعويض عن األضرار‪ ،‬عند االقتضاء"‪.‬‬

‫زيارة المفوضية السامية لحقوق اإلنسان إلى األراضي المحتلة‪ ،‬عام‬


‫‪: 2000‬‬

‫كانت السيدة ماري روبنسون‪ ،‬في تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ ،2000‬أول‬

‫‪366‬‬
‫شخص يشتغل منصب مفوض األمم المتحدة السامي لحقوق اإلنسان‬
‫يزور األرض المحتلة‪ .‬وتم ذلك إثر قرار اتخذ في الدورة االستثنائية‬
‫الخامسة للجنة‪ ،‬في ‪ 19‬تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪ ،2000‬يطلب إلى‬
‫المفوضية السامية أن تقوم بزيارة عاجلة إلى األرض المحتلة لتقف‬
‫عن كثب على انتهاكات حقوق اإلنسان للشعب الفلسطيني التي‬
‫تمارسها إسرائيل‪.‬‬

‫وأشارت السيدة روبنسون‪ ،‬في تقريرها المقدم في ‪ 29‬تشرين الثاني ‪/‬‬


‫نوفمبر ‪ ،2000‬إلى أن حالة حقوق اإلنسان في األرض الفلسطينية‬
‫كئيبة‪ .‬و "لقد كان اإلدعاء الذي تكرر لفت انتباه المفوضية السامية‬
‫إليه هو استخدام قوات األمن اإلسرائيلية للقوة المفرطة‪ ،‬غير المتناسبة‬
‫مع التهديدات التي يواجهها الجنود"‪ .‬والحظت المفوضية السامية أن‬
‫السلطات العسكرية اإلسرائيلية لجأت‪ ،‬في تفريق المتظاهرين‪ ،‬إلى‬
‫استخدام الذخيرة الحية‪ ،‬والرصاص الفوالذي المغلف بالمطاط‪ ،‬والغاز‬
‫المسيل للدموع‪ ،‬وأن كل هذه الوسائل قد أفضت إلى حدوث وفيات‬
‫وإصابات في صفوف الفلسطينيين‪ .‬كما أن أسلحة من نوع أثقل قد‬
‫استخدمت‪ ،‬بما في ذلك الصواريخ التي أطلقتها قوات المشاة‪،‬‬
‫والطائرات المروحية‪ ،‬في حين انتشرت العربات المصفحة والرشاشات‬
‫الثقيلة في أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية‪.‬‬

‫وتضمن التقرير عدة توصيات‪ ،‬من بينها‪:‬‬

‫‪367‬‬
‫‪ -‬ضرورة وقف تشييد أي مستوطنات جديدة‪ ،‬وضرورة إزالة‬
‫المستوطنات الواقعة في وسط المناطق الفلسطينية المكتظة‬
‫بالسكان‪.‬‬

‫‪ -‬وضرورة التحقيق في جميع حاالت استخدام القوة المميتة‪ ،‬من‬


‫كال الجانبين‪ ،‬وإخضاعها إلجراءات العدالة‪ ،‬تحاشياً لإلفالت من‬
‫العقاب‪.‬‬

‫‪ -‬وضرورة احترام جميع األماكن المقدسة‪ ،‬لدى جميع األديان‪،‬‬


‫وحرية الوصول إليها‪.‬‬

‫‪ -‬وضرورة ضمان السلطات اإلسرائيلية لحرية حركة الموظفين‬


‫الدوليين والمحليين التابعين لوكاالت األمم المتحدة‪ ،‬وتسهيل‬
‫وصولهم إلى من يكونون بحاجة إلى المساعدة‪.‬‬

‫وأعربت لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان‪ ،‬التي اجتمعت في دورتها‬


‫السابعة والخمسين في نيسان ‪/‬أبريل ‪ ،2001‬عن قلقها البالغ "إزاء‬
‫تدهور حالة حقوق اإلنسان والحالة اإلنسانية في األراضي الفلسطينية‬
‫المحتلة"‪.‬‬

‫وأدانت اللجنة "اللجوء غير المتناسب والعشوائي إلى استخدام القوة‪،‬‬


‫الذي ال يمكن أن يفسر عنه إال تفاقم الحالة وازدياد نسبة الخسائر في‬
‫األرواح‪ ،‬وهي نسبة مرتفعة أصالً"‪ .‬وطالبت اللجنة إسرائيل أيضاً "بأن‬

‫‪368‬‬
‫تكف عن ارتكاب كل أشكال انتهاكات حقوق اإلنسان في األرض‬
‫الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما فيها القدس الشرقية‪ ،‬واألراضي العربية‬
‫األخرى‪ ،‬وأن تحترم قواعد القانون الدولي‪ ،‬ومبادئ القانون اإلنساني‬
‫الدولي‪ ،‬والتزاماتها الدولية‪ ،‬واالتفاقات التي وقعت عليها مع منظمة‬
‫التحرير الفلسطينية"‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ ،1979‬اتخذ مجلس األمن والجمعية العامة إجراءات فيما‬


‫يتعلق بإنشاء المستوطنات اإلسرائيلية في األرض الفلسطينية المحتلة‪،‬‬
‫انتهاكاً للقانون الدولي –اتفاقية جنيف الرابعة ‪ -1949‬وق اررات األمم‬
‫المتحدة‪ .‬ففي القرار ‪ 446‬المؤرخ ‪ 22‬آذار ‪ /‬مارس ‪ ،1979‬قرر‬
‫مجلس األمن أن سياسات إسرائيل وممارساتها المؤدية إلى إقامة‬
‫المستوطنات في األراضي الفلسطينية واألراضي العربية األخرى المحتلة‬
‫منذ سنة ‪ 1967‬ليست لها شرعية قانونية وهي تشكل عرقلة تحول‬
‫دون تحقيق سالم شامل وعادل ودائم في الشرق األوسط‪ .‬وبموجب‬
‫القرار ذاته‪ ،‬أنشأ المجلس لجنة تتألف من ثالثة من أعضائه غير‬
‫الدائمين‪ ،‬وهي البرتغال وبوليفيا وزامبيا‪ ،‬لدراسة الحالة فيما يتعلق‬
‫بالمستوطنات في األراضي المحتلة‪ ،‬بما فيها القدس‪ .‬ورغم النداءات‬
‫المتكررة‪ ،‬لم تستطع اللجنة الحصول على تعاون الحكومة اإلسرائيلية‬
‫تنفيذاً لواليتها‪.‬‬

‫وقد تناولت اللجنة‪ ،‬في تقريرها المؤرخ ‪ 12‬تموز ‪ /‬يوليه ‪،1979‬‬

‫‪369‬‬
‫آثار سياسة االستيطان اإلسرائيلية على السكان العرب المحليين‪ ،‬مثل‬
‫تشريد السكان العرب‪ ،‬واالستيالء على األراضي والموارد المائية‪،‬‬
‫وتدمير المنازل‪ ،‬وإبعاد األشخاص‪ ،‬وتعريض السكان لضغط مستمر‬
‫كي يهاجروا من أجل إفساح المجال لمستوطنين جدد‪ ،‬فضالً عن‬
‫التغييرات الجذرية والضارة بالنمط االقتصادي واالجتماعي للحياة‬
‫اليومية لبقية السكان العرب‪ ،‬مما أحدث تغييرات ذات شأن في الطابع‬
‫الجغرافي والديمغرافي لأل راضي المتضررة‪ ،‬انتهاكاً التفاقية جنيف‬
‫الرابعة‪.‬‬

‫وقدمت اللجنة تقري اًر ثانياً إلى مجلس األمن في ‪ 4‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمبر ‪ .1979‬أكدت اللجنة مجدداً أن سياسة االستيطان اإلسرائيلية‪،‬‬
‫المتواصلة بالرغم من ق اررات مجلس األمن ونداءاته‪ ،‬تتنافى والسعي‬
‫إلى إحالل السالم في المنطقة‪ .‬وفي التقرير الثالث‪ ،‬المؤرخ ‪25‬‬
‫تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ ،1980‬أعدت للجنة تأكيد كامل االستنتاجات‬
‫الواردة في تقريريها السابقين‪ ،‬وركزت أيضاً على استغالل إسرائيل‬
‫للموارد الطبيعية في األراضي المحتلة‪ .‬ولم ينظر مجلس األمن في هذا‬
‫التقرير على اإلطالق‪.‬‬

‫وفي أواخر التسعينات‪ ،‬عقدت الجمعية العامة دورتها االستثنائية‬


‫بناء على القرار ‪ 377‬ألف (د‪ )5-‬المؤرخ ‪ 3‬تشرين‬
‫الطارئة العاشرة ً‬
‫الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ ،1950‬والمعنون "االتحاد من أجل السالم"‪ .‬وقد‬

‫‪370‬‬
‫وجهت عناية الجمعية العامة باألخص إلى قرار حديث اتخذته الحكومة‬
‫اإلسرائيلية للشروع في بناء المستوطنات اإلسرائيلية بمنطقة جبل أبو‬
‫غنيم وغيرها من مناطق القدس الشرقية‪ ،‬وهو ما اعتبر عمالً غير‬
‫قانوني‪ .‬وفي ذلك االجتماع‪ ،‬طلبت الجمعية العامة إلى األمين العام‪،‬‬
‫في قرار اتخذته في ‪ 25‬نيسان ‪ /‬أبريل ‪" ،1997‬أن يرصد هذه الحالة‬
‫وأن يقدم تقري اًر عن تنفيذ هذا القرار في غضون شهرين من اعتماده‪،‬‬
‫وبخاصة عن وقف إنشاء المستوطنة الجديدة في جبل أبو غنيم وعن‬
‫األعمال اإلسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية‬
‫األرض الفلسطينية المحتلة"‪.‬‬

‫وذكر األمين العام في تقريره المؤرخ ‪ 26‬حزيران ‪ /‬يوليه ‪ 1997‬أن‬


‫إسرائيل حسب المعلومات المتوفرة لألمم المتحدة‪ ،‬لم تتخل‪ ،‬حتى ‪20‬‬
‫حزيران ‪ /‬يونيه‪ ،1997‬عن بناء مستوطنة إسرائيلية جديدة في جبل‬
‫أبو غنيم‪.‬‬

‫المقرر الخاص للجنة حقوق اإلنسان المعني بالمستوطنات ‪:2000‬‬

‫وفقاً لما جاء في تقرير قدمه المقرر الخاص للجنة حقوق اإلنسان في‬
‫‪ 15‬آذار ‪ /‬مارس ‪ 2000‬عن حالة حقوق اإلنسان في األراضي‬
‫الفلسطينية‪ ،‬صادرت إسرائيل منذ سنة ‪ 1967‬ما يقدر بنحو ‪ 60‬في‬
‫المائة من الضفة الغربية و ‪ 33‬بالمائة من قطاع غزة‪ ،‬و‪ 33‬في‬
‫المائة تقريباً من األرض الفلسطينية في القدس‪.‬‬
‫‪371‬‬
‫‪ -‬أضرت الممارسات االحتالل اإلسرائيلي أيضاً بالبيئة الطبيعية‬
‫لألرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما في ذلك تدهور الهياكل‬
‫األساسية ومصادرة األراضي‪ ،‬واستنفاد المياه واقتالع األشجار‪،‬‬
‫ودفن النفايات السامة‪ ،‬وغير ذلك من ضروب التلويث‪.‬‬

‫وفي تقرير قدمته في تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪ 2000‬اللجنة الخاصة‬


‫المعنية بالتحقيق في الممارسات اإلسرائيلية التي تمس حقوق اإلنسان‬
‫للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في األراضي المحتلة‪،‬‬
‫جاءت الصورة مطابقة تقريباً لما سبق‪.‬‬

‫وأعربت لجنة حقوق الفلسطينيين عن جزعها من توسيع المستوطنات‬


‫اإلسرائيلية وشبكات الطرق‪ .‬وفي تقريرها لعام ‪ ،2000‬أعادت اللجنة‬
‫تأكيد اعتقادها الراسخ بأن سياسة إسرائيل االستيطانية وإجراءاتها تظل‬
‫تشكل عامالً رئيسياً يضر بعملية السالم‪ .‬وعلى نحو ذلك‪ ،‬أعلنت‬
‫الجمعية العامة في قرارها المؤرخ ‪ 20‬تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪ 2000‬أن‬
‫جميع المستوطنات اإلسرائيلية في األرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما‬

‫فيها القدس‪ ،‬غير قانونية وتشكل عقبة في طريق السالم‪ .‬ودعت أيضاً‬
‫إلى منع أعمال العنف غير القانونية التي يقترفها المستوطنون‬
‫اإلسرائيليون‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ ،2001‬أعلن منسق األمم المتحدة الخاص‪ ،‬السيد تيري‬

‫‪372‬‬
‫رود‪ -‬الرسن‪ ،‬النتائج الرئيسية التي توصل إليها تقرير مستكمل عن‬
‫اآلثار االجتماعية واالقتصادية الستمرار الصراع وسياسات اإلغالق‪.‬‬
‫ووفق التقديرات التي جاءت في تقريره‪ ،‬فإن االقتصاد الفلسطيني قد‬
‫عانى من خسائر في الناتج المحلي اإلجمالي تتجاوز ‪ 900‬مليون‬
‫دوالر منذ بداية األزمة‪ .‬وفضالً عن ذلك‪ ،‬فإن الخسائر في دخول‬
‫األيدي العاملة تجاوزت ‪ 240‬مليون دوالر‪ .‬وقدر إجمالي الخسائر‬
‫بمبلغ ‪ 1150‬مليون دوالر‪ ،‬أي ما يشكل‪ 20 :‬في المائة من الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي المتوقع لسنة ‪ .2000‬وتسببت أيضاً األضرار التي‬
‫لحقت بالهياكل األساسية‪ ،‬وتكلفة العناية بما يزيد على ‪11000‬‬
‫فلسطيني مصاب‪ ،‬والخسائر المالية‪ ،‬وغير ذلك من اآلثار المترتبة‬
‫على عمليات اإلغالق‪ ،‬خسائر أخرى تقدر قيمتها بمئات الماليين من‬
‫الدوالرات‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫المبحث الرابع‪:‬‬

‫من ملف دعوى الجدار العازل‪:‬‬

‫في رأيها االستشاري الصادر بتاريخ ‪ 9‬تموز ‪ 2004‬بشأن آلثار‬


‫القانونية المترتبة على بناء الجدار العازل في األراضي الفلسطينية‬
‫المحتلة‪ ،‬قررت محكمة العدل الدولية في الفقرة ‪ 163‬من قرارها ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫"على إسرائيل االلتزام بإنهاء انتهاكها للقانون الدولي‪ ،‬وعليها االلتزام‬


‫بالتوقف على الفور عن أعمال بناء الجدار العازل الذي يجري بناؤه‬
‫في األراضي الفلسطينية المحتلة‪ ،‬بما في ذلك المناطق داخل القدس‬
‫الشرقية وحولها‪ ،‬وأن تزيل على الفور البناء الواقع في هذه المنطقة‪،‬‬
‫وأن تلغي أو تبطل أثر كافة القوانين التشريعية والنظامية التي تتعلق‬
‫بذلك على الفور‪ ،‬حسب الفقرة ‪ 51‬من هذا الرأي‪.‬‬

‫في ‪ 20‬تموز ‪ 2004‬تبنت الجمعية العامة لألمم المتحدة القرار ‪A/Es-‬‬


‫‪ 10/L.18/Rev.1‬طالبت أن "تتقيد إسرائيل‪ ،‬القوة المحتلة‪،‬‬
‫بالتزاماتها القانونية كما جاء ذكرها في الرأي االستشاري"‪.‬‬

‫أ‪ .‬األراضي والسكان المتضررون بسبب الجدار العازل‪:‬‬

‫‪374‬‬
‫‪ .1‬األ راضي التي جرت مصادرتها لبناء الجدار العازل‪:‬‬

‫في حالة استكمال بناء كافة مقاطع الجدار‪ ،‬ستقوم إسرائيل بمصادرة‬
‫‪ %47.6‬من أراضي الضفة الغربية ووضعها خارج الجدار‪ .‬ومن شأن‬
‫ذلك أن يجعل ‪ %52.4‬من أراضي الضفة الغربية مناطق فلسطينية‬
‫معينة‪.‬‬

‫أ‪ .‬حتى تاريخ إعداد هذا التقرير‪ ،‬يستولي الجدار القائم حالياً على‬
‫‪ 358‬كم‪ ،2‬أي ما نسبته ‪ ،%6.1‬من أراضي الضفة الغربية‪.‬‬

‫ب‪ .‬يستولي المقطع من الجدار الذي تمت المصادقة عليه في المنطقة‬


‫الجنوبية الغربية من الخليل على مزيد من األ راضي التي تبلغ مساحتها‬
‫‪ 520‬كم‪ .2‬وتمثل هذه األراضي مساحة إضافية تبلغ ‪ %8.9‬من أراضي‬
‫الضفة الغربية‪ ،‬مما يزيد مجموع األراضي الواقعة خارج المقاطع من‬
‫الجدار التي تم بناؤها والمقاطع الغربية التي تمت المصادقة عليها إلى‬
‫‪ % 15‬من أراضي الضفة الغربية‪.‬‬

‫ت‪ .‬في حالة استكمال بناء المقطع الشرقي من الجدار الموصى به‪،‬‬
‫ستستولي إسرائيل على ‪ %25.2‬من أراضي الضفة الغربية‪ .‬ومن شأن‬
‫ذلك العمل على زيادة مجموع مساحة األ راضي الواقعة خارج الجدار‬
‫بنسبة ‪ %40.2‬من أراضي الضفة الغربية‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬تشكل‬
‫تجمعات المستوطنات اإلسرائيلية الواقعة داخل حدود المناطق‬

‫‪375‬‬
‫التي يحيط بها الجدار ‪ % 5.8‬من أراضي الضفة الغربية‪.‬‬

‫ث‪ .‬سيستولي مسار الجدار الموصى به والذي يحيط بمستوطنة معاليه‬


‫أدوميم على ‪ %1.6‬من األراضي ‪ ،‬مما يجعل ‪ %52.4‬من مساحة‬
‫الضفة الغربية عبارة عن مناطق فلسطينية يحيط بها الجدار من كافة‬
‫جوانبها‪.‬‬

‫‪ .2‬السكان الذين جرى استبعادهم بفعل الجدار العازل أو الذين تم‬


‫عزلهم عن أراضيهم الزراعية‪:‬‬

‫يقطن حوالي ‪ 241.000‬مواطن فلسطيني في الوقت الراهن خارج حدود‬


‫الجدار‪ ،‬وجرى عزل ‪ 94.000‬من المواطنين عن أراضيهم الزراعية‪.‬‬
‫وفي حالة استكمال بناء كافة مقاطع الجدار‪ ،‬ستكون سلطات االحتالل‬
‫اإلسرائيلي قد وضعت ‪ 723.300‬مواطن فلسطيني خارج حدود الجدار‬
‫أو عزلتهم عن أراضيهم الزراعية‪.‬‬

‫أ‪ .‬في الوقت الراهن‪ ،‬تقع ‪ 21‬قرية وبلدة فلسطينية يقطن فيها حوالي‬
‫‪ 241.000‬مواطن‪ ،‬خارج حدود الجدار‪ .‬ويضم هذا العدد ‪229.000‬‬
‫من المواطنين المقيمين في القدس الشرقية‪.‬‬

‫ب‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ستقع ‪ 28‬قرية وبلدة فلسطينية خارج مقاطع‬
‫الجدار التي تمت المصادقة عليها‪ ،‬مما يزيد مجموع عدد السكان‬
‫الفلسطينيين المقيمين خارج حدود الجدار إلى ‪ 249.000‬مواطناً‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫ت‪ .‬تم فصل ‪ 45‬قرية وبلدة فلسطينية أخرى‪ ،‬بسكانها البالغ عددهم‬
‫‪ 94.000‬مواطن‪ ،‬عن أراضيهم الزراعية‪.‬‬

‫ث‪ .‬سيجري فصل ‪ 235.000‬مواطن فلسطيني آخرين عن أراضيهم في‬


‫المناطق التي جرت المصادقة على بناء الجدار فيها‪ ،‬والممتدة من‬
‫بيت لحم باتجاه المنطقة الجنوبية الغربية من الخليل‪.‬‬

‫ج‪ .‬مع المقطع الشرقي من الجدار العازل‪ ،‬سيجري وضع ‪ 65‬قرية‬


‫وبلدة فلسطينية على األقل خارج حدود الجدار‪.‬‬

‫ب‪ .‬النشاطات المتعلقة ببناء الجدار العازل‪:‬‬

‫‪ .3‬محافظة القدس‪:‬‬

‫عملت قوات االحتالل اإلسرائيلي على تسريع وتيرة بناء الجدار العازل‬
‫في محافظة القدس في الفترة التي تلت قرار محكمة العدل الدولية‬
‫الصادر في ‪ 9‬تموز‪ .‬فمنذ ذلك التاريخ‪ ،‬واصلت قوات االحتالل أعمال‬
‫بناء الجدار العازل في مناطق صور باهر‪ ،‬السواحره الشرقية‪ ،‬أبو‬
‫ديس‪ ،‬العيزرية‪ ،‬وفي منطقة الشياح‪ ،‬وخلة العبد‪ .‬أما في الجهة‬
‫الشمالية الغربية من القدس‪ ،‬فقد قامت قوات االحتالل ببناء الجدار في‬
‫قريتي قطنة وبدو‪ .‬وإلى الجهة الشمالية من المحافظة‪ ،‬تواصلت أعمال‬
‫البناء في الجدار العازل على امتداد الطريق الرئيس بين القدس ورام‬
‫هللا (ضاحية البريد والرام)‪ ،‬وفي محيط مطار قلنديا‪ ،‬وعلى امتداد‬

‫‪377‬‬
‫الطريق الواصل بين قريتي جبع وحزما‪ ،‬وقرية عناتا‪ ،‬ومنطقة األقباط‪،‬‬
‫وشمال قرية عناتا‪.‬‬

‫وقد شهدت منطقتا ضاحية البريد والرام‪ ،‬على طريق رام هللا – القدس‪،‬‬
‫تسارعاً كبي اًر في بناء الجدار العازل‪ ،‬فبعد صدور قرار محكمة العدل‬
‫الدولية في ‪ 9‬تموز‪ ،‬قامت قوات االحتالل بوضع أساسات الجدار‪،‬‬
‫قاطعة بذلك منتصف الطريق الرئيسي‪ .‬وفي ‪ 1‬أيلول‪ ،‬قام المقاولون‬
‫اإلسرائيليون بنصب المقاطع األسمنتية من الجدار‪.‬‬

‫وفي المنطقة القريبة من قرية عناتا‪ ،‬شمال القدس‪ ،‬قامت قوات‬


‫االحتالل بتحديد أساسات واضحة للجدار منذ صدور قرار محكمة العدل‬
‫الدولية‪ ،‬وفي ‪ 12‬تموز‪ ،‬شرع المقاولون اإلسرائيليون‪ ،‬وتحت حماية‬
‫جيش االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬في بناء طريق استيطاني التفافي (الطريق‬
‫الشرقي الدائري) – باإلضافة إلى جدران استنادية على مساحة تبلغ‬
‫‪ 2.000‬دونم من األ راضي المصادرة في قرية حزما‪.‬‬

‫‪ .4‬محافظة جنين‪:‬‬

‫واصلت قوات االحتالل اإلسرائيلي أعمال تجريف األراضي لبناء الجدار‬


‫العازل شمال المحافظة في جلبون‪ ،‬والمطلة‪ ،‬ورابا‪ ،‬والمغير‪ ،‬وبردله‪،‬‬
‫وعين البيضا باتجاه نهر األردن‪ .‬في ‪ 24‬آب‪ ،‬قام جيش االحتالل‬
‫اإلسرائيلي بتجريف حوالي ‪ 20‬دونماً من األراضي الواقعة بالقرب من‬

‫‪378‬‬
‫الجدار والقريبة من قرية بردله لبناء معبر على طريق رقم ‪90‬‬
‫االلتفافي المؤدي إلى الخط األخضر‪ .‬وفي ‪ 30‬آب‪ ،‬صادرت قوات‬
‫االحتالل ‪ 50‬دونماً من أراضي المواطنين في قرية الجمله‪ ،‬شمال‬
‫مدينة جنين‪ ،‬لبناء معبر في تلك المنطقة‪.‬‬

‫في ‪ 20‬تموز‪ ،‬قامت قوات االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬يرافقها ‪ 35‬جيباً‬


‫عسكرياً وأكثر من ‪ 300‬جندي و ‪ 4‬جرافات على األقل‪ ،‬بهدم ‪ 30‬بناء‬
‫بالكامل‪ ،‬بما فيها ‪ 3‬منازل‪ ،‬ومعصرة زيت‪ ،‬و‪ 62‬محالً تجارياً في قرية‬
‫برطعه الشرقية الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من محافظة جنين‪.‬‬
‫ولم تقم قوات االحتالل بتسليم المواطنين إنذا اًر مسبقاً بعملية الهدم‪،‬‬
‫كما أن مالكي المباني المهدمة التي جرى هدمها أوالً لم يتمكنوا من‬
‫إخراج أمتعتهم وأغراضهم من مبانيهم قبل هدمها‪.‬‬

‫في قرية العقبه‪ ،‬التي يبلغ عدد سكانها ‪ 120‬مواطناً‪ ،‬يقع ‪ 14‬منزالً‬
‫من أصل ‪ 19‬منزالً تحت تهديد الهدم لبناء الجدار‪ ،‬حيث أصدرت‬
‫سلطات االحتالل اإلسرائيلي أوامر عسكرية بهدم ‪ 12‬منزالً في شهر‬
‫آب ‪.2003‬‬

‫‪ .5‬محافظة طولكرم‪:‬‬

‫في ‪ 17‬آب‪ ،‬شرعت قوات االحتالل اإلسرائيلي بتجريف أراضي قرى‬

‫‪379‬‬
‫خربة جبارة‪ ،‬الواقعة إلى الغرب من الجدار العازل‪ ،‬والراس وفرعون‬
‫وكفر صور‪ ،‬سيبقى مواطنو قرية فرعون معزولين عن أراضيهم‬
‫الزراعية الواقعة إلى الجنوب من الجدار والطريق االستيطاني االلتفافي‬
‫رقم ‪ .557‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬يبقى المواطنون في قرية كفر صور‬
‫معزولين عن أراضيهم الزراعية‪.‬‬

‫‪ .6‬محافظة قلقيلية‪:‬‬

‫في ‪ 9‬تموز‪ ،‬اقتحمت قوات االحتالل اإلسرائيلي قرية عزون عتمة‪،‬‬


‫الواقعة إلى الجانب الغربي من الجدار‪ ،‬وسلمت المواطنين أوامر إخالء‬
‫بهدف هدم منزلين‪ ،‬وخزان ماء‪ ،‬ودفيئة زراعية واحدة‪ .‬وفي ‪ 22‬و ‪25‬‬
‫تموز‪ ،‬قامت قوات االحتالل بتجريف األراضي الزراعية الواقعة بين‬
‫مدينة قلقيلية وقرية حبله‪ ،‬واقتلعت ‪ 30‬شجرة من أشجار الحمضيات‬
‫ودمرت شبكات الري في المنطقة‪ .‬وفي ‪ 4‬آب‪ ،‬هدمت قوات االحتالل‬
‫منزلين في قرية عزون عتمه‪ ،‬وفي اليوم التالي‪ ،‬هدمت هذه القوات ‪3‬‬
‫منازل أخرى في القرية‪.‬‬

‫أما قرية عزبة الطبيب‪ ،‬يقع ‪ 15‬منزالً من أصل ‪ 35‬من المنازل التي‬
‫تؤوي ‪ 40‬عائلة فلسطينية تحت التهديد الهدم‪ .‬وبالرغم من وجود قرية‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬ترفض اإلدارة المدينة‬
‫ً‬ ‫عزبة الطبيب منذ سنة ‪.1920‬‬
‫اإلسرائيلية إصدار تنظيم قروي للقرية‪ ،‬كما ترفض رفضاً قاطعاً إصدار‬
‫تراخيص للمواطنين لبناء منازل تؤويهم في القرية‪ .‬واألدهى واألمر أن‬
‫‪380‬‬
‫اإلدارة المدنية اإلسرائيلية تطلب من المواطنين هدم منازلهم ومبانيهم‬
‫بأيديهم‪ ،‬أو أن تقوم قوات االحتالل بهدمها وإجبار المواطنين‪ ،‬أصحاب‬
‫المباني‪ ،‬على تحمل تكاليف هدم ممتلكاتهم‪.‬‬

‫‪ .7‬محافظة سلفيت‪:‬‬

‫في ‪ 31‬تموز‪ ،‬جرفت قوات االحتالل اإلسرائيلي األ راضي الزراعية‬


‫المحاذية للطريق الرئيسي غرب قرية مرده‪ .‬وفي ‪ 22‬آب‪ ،‬جرفت قوات‬
‫اض مزروعة بأشجار الزيتون غرب هذه القرية لتوسيع‬
‫االحتالل أر ٍ‬
‫طريق استيطاني التفافي‪ .‬وفي ‪ 2‬أيلول‪ ،‬قامت قوات االحتالل‪ ،‬بمرافقة‬
‫ض غرب القرية‪.‬‬
‫جرافة‪ ،‬بتجريف أ ار ٍ‬

‫‪ .8‬محافظة بيت لحم‪:‬‬

‫تكون قوات االحتالل قد وضعت أكثر من ‪ 35‬منزالً في الجانب الغربي‬


‫من الجدار‪.‬‬

‫منذ ‪ 9‬تموز‪ ،‬ما زالت قوات االحتالل تغلق الطريق الوحيد المؤدي إلى‬
‫قرية النعمان الواقعة خارج حدود الجدار العازل شمال شرق محافظة‬
‫بيت لحم‪ .‬وبالرغم من أن قرية تقع داخل حدد بلدية القدس‪ .‬كما تعتبر‬
‫أن وجود سكان القرية فيها غير شرعي‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫اض لبناء مقطع من‬
‫وفي ‪ 2‬آب‪ ،‬شرعت قوات االحتالل بتجريف أر ٍ‬
‫الجدار‪ ،‬بطول ‪ 10‬كم‪ ،‬بين منطقة بئر عونه في مدينة بيت جاال‬
‫وقرية‬

‫الولجه‪.‬‬

‫وفي ‪ 3‬آب‪ ،‬جرفت قوات االحتالل ‪ 70‬دونماً من األ راضي الزراعية‬


‫شمال غرب مدينة بيت جاال‪ .‬وفي ‪ 8‬آب‪ ،‬سلمت قوات االحتالل‬
‫مذكرات بإخالء ‪ 50‬دونماً من أراضي المواطنين الزراعية في قرية‬
‫حوسان بحجة قربها من الجدار العازل‪ .‬وفي ‪ 17‬آب‪ ،‬جرفت قوات‬
‫االحتالل أراضي في منطقة بكوش‪ ،‬غرب بلدة الخضر‪.‬‬

‫‪ .9‬محافظة الخليل‪:‬‬

‫في ‪ 19‬تموز‪ ،‬أصدرت قوات االحتالل أم اًر عسكرياً يقضي بهدم ‪9‬‬
‫أحواض وبرك ماء في منطقة الرماضين‪ ،‬وفي ‪ 22‬تموز‪ ،‬أصدر جيش‬
‫االحتالل اإلسرائيلي أم اًر عسكرياً يفصل فيه مسار الجدار الذي سيجري‬

‫عوا‪ ،‬والذي يمتد‬


‫بناؤه في المنطقة الواقعة بين بلدتي صوريف وبيت ّ‬
‫إلى أراضي المواطنين في بلدات خاراس ونوبا وبيت أوال وإذنا‪.‬‬

‫في ‪ 1‬آب‪ ،‬أصدرت قوات االحتالل أم اًر عسكرياً بمصادرة ‪ 558.5‬دونماً‬


‫من األراضي (بطول ‪ 5.940‬مت اًر وعرض ‪ 100‬متر) شمال غرب مدينة‬
‫الخليل في بلدت وقرى صوريف ونوبا وخاراس وبيت أوال زترقوميا لبناء‬

‫‪382‬‬
‫الجدار العازل‪ .‬كما أصدرت قوات االحتالل أم اًر عسكرياً آخر بمصادرة‬
‫‪ 4.331‬دونماً (يصل طولها إلى حوالي ‪ 5.388‬مت اًر وبعرض ‪100‬‬
‫متر) جنوب غرب مدينة الخليل في قرى البرج ودير العسل والمجد‬
‫وبيت الروش التحتا لبناء الجدار العازل‪.‬‬

‫وفي ‪ 5‬أيلول ‪ ،2004‬شرعت قوات االحتالل بتجريف األراضي لبناء‬


‫عوا بطول ‪5‬‬
‫الجدار العازل في منطقة وادي خاراس غرب بلدة بيت ّ‬
‫كم‪ .‬وفي ‪ 8‬أيلول‪ ،‬جرفت قوات االحتالل حوالي ‪ 15‬دونماً من األراضي‬
‫الزراعية في قرية التواني‪ ،‬جنوب شرق بلدة يطا‪.‬‬

‫في الجدار عدد من األبواب‪ ،‬ومن المهم أن نتذكر أن هذا الجدار ليس‬
‫خطاً حدودياً بين كيان سياسي وآخر‪ ،‬وإنما هو يشق األ راضي‬
‫الفلسطينية ويمنع وصول األطفال إلى مدارسهم‪ ،‬والعمال إلى أماكن‬
‫عملهم‪ ،‬والمزارعين إلى أراضيهم‪.‬‬

‫إن عدد األبواب قليل جداً‪ ،‬كما أن معظمها مغلقة ولم يتم فتحها أبداً‪،‬‬
‫فمن المفروض نظرياً أنه خصص لمحافظة طول كرم ‪ 11‬بوابة‪ ،‬ولكن‬
‫أربع بوابات منها فقط يتم فتحها‪.‬‬

‫كذلك فإن البوابات ال تفتح طيلة اليوم‪ ،‬وإنما لثالث ساعات فقط وال‬
‫مساء‪،‬‬
‫ً‬ ‫مجال للمرور منها أبداً ال قبل السابعة صباحاً وال بعد السادسة‬
‫إن هذا يعني بالنسبة آلالف المزارعين الفلسطينيين عدم قدرتهم على‬

‫‪383‬‬
‫زراعة أرضهم‪ ،‬وإبقائها بو اًر فترات طويلة‪ ،‬مما يعرضها إلى المصادرة‪،‬‬
‫إن لم تتم مصادرتها لغايات بناء الجدار‪ ،‬والطرق المؤدية إليه‪،‬‬
‫والمساحات الالزمة ألمنه‪ ،‬حيث ال بد من تجريف األ راضي المحاذية له‬
‫حسب المساحات التي تقررها سلطات االحتالل‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬يتم حرمان المواطنين الفلسطينيين من حق التنقل داخل أرضهم‬


‫استثناء وبذرائع مختلفة‪.‬‬
‫ً‬ ‫وقراهم‪ ،‬إذ إن تصاريح العبور ال تمنح إال‬

‫وفي ظل الرأي االستشاري المهم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية‬


‫حول عدم قانونية بناء الجدار‪ ،‬فإن من المهم القيام بحملة واسعة‬
‫لرفع قضايا لكل المواطنين الفلسطينيين المتضررين والذين انتهك بناء‬
‫الجدار ووجوده وما رافقه وتبعه من أفعال كل حقوقهم األساسية‪.‬‬

‫إن الرأي االستشاري لمحكمة العدل الدولية يجب أن يعقبه عودة‬


‫الفلسطينيين إلى الجمعية العامة التخاذ المزيد من الق اررات بشأنه‪،‬‬
‫والضغط إلحالته إلى مجلس األمن الدولي مسنداً للفصل السابع‪،‬‬
‫والسير بخطوات جادة إلعداد ملفات الدعاوى الفردية لصالح‬
‫الفلسطينيين المتضررين أمام كل المحاكم الدولية واإلقليمية التي تقبل‬
‫اختصاصها القضائي للنظر في هذه القضايا‪ .‬إن القائمة التالية تبين‬
‫مدى انتهاك حرية الفلسطينيين في الوصول من وإلى بيوتهم وأرضهم‪،‬‬
‫علماً أنه ال يجوز للمركبات عبور هذه البوابات حيث ال بد لنقل‬
‫البضائع من تفريغها ونقلها عبر البوابة إلى شاحنات تكون على‬
‫‪384‬‬
‫الطرف اآلخر‪ ،‬كذلك ال بد من التنويه إلى أن من يسمح لهم بالعبور‬
‫يضطرون إلى االنتظار من أجل التفتيش والتدقيق األمني فترة قد تزيد‬

‫عن ثالث ساعات‪ ...‬أي أنه يتم إغالق البوابة مع إنتهاء التفتيش ‪:‬‬

‫عدد التصاريح‬ ‫عدد‬ ‫المحافظة‬ ‫اسم القرية‬


‫السكان‬

‫‪80‬‬ ‫‪600‬‬ ‫طولكرم‬ ‫قرية الرأس‬

‫‪8‬‬ ‫‪2800‬‬ ‫طولكرم‬ ‫قرية نزلة عيسى‬

‫ال تصاريح‬ ‫‪3200‬‬ ‫طولكرم‬ ‫قرية زيتا‬

‫‪37‬‬ ‫‪9000‬‬ ‫طولكرم‬ ‫قرية دير الغصون‬

‫‪17‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫طولكرم‬ ‫قرية قفين‬

‫‪100‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫طولكرم‬ ‫قرية فرعون‬

‫ال تصاريح (وال‬ ‫‪11000‬‬ ‫طولكرم‬ ‫قرية عتيل‬


‫بوابات)‬

‫ال تصاريح (وال‬ ‫‪6000‬‬ ‫قلقيلية‬ ‫قرية حبلة‬


‫بوابات)‬

‫‪385‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫قلقيلية‬ ‫قرية عسلة‬

‫‪40‬‬ ‫‪750‬‬ ‫قلقيلية‬ ‫قرية عزبة سليمان‬

‫‪75‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫قلقيلية‬ ‫قرية كفر ثلث‬

‫المبحث الخامس‪:‬‬

‫دعوى المياه‬

‫تعتبر المياه الفلسطينية التي استولت عليها إسرائيل في انتهاك واضح‬


‫للقانون الدولي من أوضح الدعاوى في مجال الحقوق الجمعية‬
‫والفردية‪ ،‬ولهذا سنحاول تناولها بشيء من التفصيل فيما يلي من هذه‬
‫الدراسة بهدف تبيان‪:‬‬

‫‪ -‬التقصير في رفع الدعاوى الفردية ضد السلطات اإلسرائيلية‬


‫لتحصيل أثمان المياه الجوفية والسطحية التي استولت عليها‬
‫عنوة على األرض المحتلة سنة ‪ ،1967‬في انتهاك التفاقية‬
‫جنيف الرابعة‪.‬‬

‫‪ -‬المطالبة بالحقوق الفردية للفلسطينيين سواء في المناطق التي‬


‫سيطرت عليها إسرائيل سنة ‪ 1948‬حيث تم االستيالء على كل‬
‫مضخات ومشاريع المياه العربية‪ ،‬ومن دون تعويض أصحابها‪.‬‬
‫كذلك تم االستيالء على مضخات ومشاريع المياه في الضفة‬

‫‪386‬‬
‫الغربية والقدس بعد سنة ‪ 1967‬في انتهاك التفاقية جنيف‬
‫الرابعة ولألدوات القانونية األخرى ذات الصلة‪ .‬إذ يستحيل أن‬
‫يتفهم أي قانون نسف ‪ 140‬مضخة مياه وهي أمالك فردية‬
‫للفلسطينيين بحجة المحافظة على أمن قوات االحتالل‪.‬‬

‫‪ -‬التنبيه إلى عدم التطرق إلى حقوق الفلسطينيين الفردية‬


‫والجمعية في مياههم ومواردهم في كل مشاريع التسوية‬
‫السياسية وحتى مشاريع التسوية المائية التي تم طرحها في‬
‫الخمسينات‪ ،‬حيث تم تصوير األمر على أنه محاولة إرواء‬
‫الالجئين‪ ،‬بدل أن يتم الحديث عن تعويضهم عن ثروتهم‬
‫المائية‪ ،‬التي كانت تشكل مصدر رزقهم األساسي‪.‬‬

‫‪ -‬لم يتم البحث في أي إنصاف قضائي للفلسطينيين‪ ،‬مع استمرار‬


‫االستيالء على مواردهم المائية حتى اآلن ‪ ،‬وبيان كيف أن‬
‫الجدار اإلسرائيلي العازل هدف بين جملة أهداف أخرى إلى‬
‫استمرار نهب المياه الجوفية للضفة الغربية‪.‬‬

‫وكان البد لذلك من األخذ بشهادات إسرائيلية ومحايدة بهذا الشأن‪،‬‬


‫علماً أنه تمت إدانة إسرائيل في أكثر من مؤتمر دولي منذ وقت مبكر‬
‫من السبعينات ومن ذلك‪:‬‬

‫‪387‬‬
‫‪ ...‬إدانة المؤتمر الدولي للمياه الذي عقد في األرجنتين في شهر آذار‬
‫‪ 77‬بأغلبية ساحقة‪ ،‬وقد جاء في ق اررات المؤتمر‪:‬‬

‫‪ -‬تأكيد حق الشعوب والبلدان الواقعة تحت السيطرة االستعمارية‬


‫أو األجنبية أو العنصرية في نضالها الستعادة السيطرة الفعالة‬
‫على مواردها الطبيعية بما في ذلك الموارد المائية‪.‬‬

‫‪ -‬التسليم بأن إنماء الموارد المائية في األراضي الخاضعة‬


‫لالستعمار يجب أن يوجه لفائدة السكان األصليين‪ ،‬الذين يجب‬
‫أن يكونوا المستفيدين الشرعيين من مواردهم الطبيعية بما فيها‬
‫الموارد المائية‪.‬‬

‫‪ -‬شجب أية سياسة أو تدابير تتخذها الدولة للسيطرة خالفاً لهذه‬


‫األحكام وخاصة في فلسطين‪ ...‬الخ(‪.)1‬‬

‫إن إسرائيل التي كانت تدعي أنها استفادت من كل الموارد المتاحة‬

‫وتتحدث عن حاجتها للتطوير النووي لتحلية مياه البحر‪ ،‬يضيع سنوياً‬


‫على أراضيها حوالي ‪ 3.5‬مليار م‪ 3‬من مياه األمطار الساقطة عليها في‬
‫السنوات العادية‪ ،‬وترتفع هذه الكمية تبعاً لتفاوت سقوط المطر (قد‬
‫تنخفض بنسبة ‪ %25‬في بعض السنوات ولكنها ترتفع أحياناً إلى‬
‫‪ %160‬نصف فلسطين ما يزيد عن ‪ 180‬ملم سنوياً)‪.‬‬

‫‪ .)1‬عن صوت الشعب األردنية ‪.84/2/28‬‬


‫‪388‬‬
‫إن تشدق إسرائيل بتكنولوجيتها‪ ،‬كان من المفروض أن يترجم‬
‫باستغالل أكفأ لمياه األمطار الضائعة‪ ،‬وتركيز على إقامة السدود‪،‬‬
‫وحجز مياه األمطار‪ ،‬قبل الحديث عن التوسع والسيطرة على مصادر‬
‫مياه اآلخرين‪ .‬ألن ذلك ليس من حقها بأي مقياس وأي قانون‪ ،‬كما‬
‫أن ذلك يلغي أية إمكانية في إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة‬
‫الغربية وقطاع غزة (‪ ،)1‬ألن (استقاللية) هذه الدولة ‪ /‬الخطة‪ /‬تصطدم‬
‫بموضوع المياه الجوفية في الضفة الغربية‪ ،‬حيث ال بد عندها من‬
‫"نسف" هذا االستقالل (ألسباب مائية) وذلك بمنع الدولة الفلسطينية‬
‫من سحب المياه من الطبقات الجوفية الغربية كي ال تهدد الكثير من‬
‫المزارع اإلسرائيلية بالفناء‪.‬‬

‫هذا ما تؤكده المخاوف اإلسرائيلية حتى من تطبيق الحكم اإلداري‬


‫بالشكل الذي طرحه حزب الليكود كي ال يؤدي استغالل أية إدارة في‬
‫الضفة الغربية لمياهها الجوفية‪ ،‬إلى مشاكل مختلفة أو على رأي‬
‫مردخاي يعقوفتيش المتحدث باسم مكودوت (شركة المياه اإلسرائيلية)‬
‫من أن التخلي عن مياه الضفة الغربية معناه خنق إسرائيل والعودة إلى‬
‫عهد آبار الجمع (‪.)2‬‬

‫‪1). A Palestinian State – The Implications for Isreal: Mark‬‬


‫‪Heller; Harvard University Press; London 1983.‬‬
‫‪ .)2‬هآرتس ‪.82/10/19‬‬
‫‪389‬‬
‫استهالك المياه في الضفة الغربية واسرائيل لعام ‪( )1( 1976‬بالمليون‬
‫متر مكعب)‬

‫الضفة الغربية‬ ‫إسرائيل‬

‫‪85‬‬ ‫‪1325‬‬ ‫الزراعة‬

‫‪7‬‬ ‫‪300‬‬ ‫االستهالك المدني‬

‫‪89‬‬ ‫‪1720‬‬ ‫المجموع‬

‫‪2‬‬
‫‪ 135‬م‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 537‬م‬ ‫استهالك الفرد‬
‫السنوي‬

‫‪2‬‬
‫‪ 10‬م‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 86‬م‬ ‫استهالك الفرد‬
‫المنزلي السنوي‬

‫‪ .) 1‬هشام عورتاني "الموارد والسياسات المائية في الضفة الغربية ‪.1979‬‬


‫‪390‬‬
‫أهمية مياه الضفة الغربية الجوفية (إلسرائيل)‬

‫قبل أن تنتهي حرب سنة ‪ 1967‬أصدرت الحكومة اإلسرائيلية في‬


‫السابع من حزيران أم ار بنقل كافة الصالحيات المتعلقة بمياه الضفة‬
‫الغربية إلى الحاكم العسكري العام للضفة الغربية‪ .‬وتبع ذلك سلسلة‬
‫أخرى من األوامر التفصيلية‪:‬‬

‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 92‬بتاريخ ‪ 1967/8/15‬وقد منح صالحية السيطرة‬


‫على كافة المسائل المتعلقة بمياه الضفة الغربية إلى ضابط‬
‫معين من قبل الحاكم العسكري‪.‬‬
‫‪ .2‬األمر رقم ‪ 58‬بتاريخ ‪ 1967/8/19‬منع إقامة أية منشأة مائية‬
‫دون ترخيص‪ ،‬مع تفويض ضابط المياه حق رفض منح أي‬
‫ترخيص دون إبداء األسباب‪ ،‬ومن دون أية إمكانية للجوء إلى‬
‫أية محكمة للطعن في قرار الضابط المذكور‪.‬‬
‫‪ .3‬األمر رقم ‪ 158‬بتاريخ ‪ 1967/10/1‬وضع جميع اآلبار‬
‫والينابيع ومصادر المياه تحت السلطة المباشرة للحاكم العسكري‬

‫اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫‪ .4‬األمر رقم ‪ 291‬لعام ‪ 1967‬وينص على أن جميع مصادر‬
‫المياه في الضفة الغربية هي "ملك لدولة إسرائيل" وفقاً للقانون‬
‫اإلسرائيلي الصادر سنة ‪.1959‬‬

‫وقد جاءت السياسات اإلسرائيلية بعد ذلك كي تؤكد على نية إسرائيل‬
‫في االستيالء عل مصادر المياه الجوفية والسطحية في الضفة الغربية‪.‬‬

‫ففي اجتماع لمركز حزب حيروت عقد في ‪ 1979/4/29‬قال مناحيم‬


‫بيغن ما يلي‪ " :‬لن تمر حدود بعد اآلن عبر غربي إسرائيل‪ ،‬إن الخط‬
‫األخضر موجود في مخيلة بعض الناس‪ ،‬ولكن لم يعد له وجود في‬
‫الواقع ‪ ...‬لقد اختفى‪ .‬لقد انقضى"‬

‫وفي ذلك االجتماع ذاته – الذي نقلت بعض وقائعه صحيفة هآرتس‬
‫اإلسرائيلية في ‪ – 1979/4/30‬قال شارون الذي كان آنذاك يشغل‬
‫منصب وزير الزراعة‪" :‬إن (إسرائيل) تقدم للعرب جميع الحقوق على‬
‫إسرئيل لكنها لن تعطيهم أي حق في أرض إسرائيل فهي‬
‫ا‬ ‫أرض‬
‫محفوظة إلسرائيل وحدها"‪.‬‬

‫وفي تلك الفترة أيضاً نقلت مجلة حوتام اإلسرائيلية الصادرة في‬
‫‪ 1979/4/20‬عن موشيه دايان قوله ‪ :‬إن إسرائيل سوف تواصل‬
‫السيطرة على الموارد المائية في الضفة الغربية ألنها تشكل موارد‬
‫المياه الرئيسية للسهل الساحلي ‪ ،‬و(طمأن) دايان عرب الضفة الغربية‬

‫‪392‬‬
‫بأن أكد لهم بأنهم لن يحصلوا على مياه أكثر مما يحصلون عليه‬
‫اآلن‪.‬‬

‫وكان عند الفضاء بهذه األقوال متجهاً إلى الواليات المتحدة للمشاركة‬
‫في واحدة من مفاوضات معاهدة السالم المصرية اإلسرائيلية حول‬
‫تطبيق الحكم اإلداري في الضفة الغربية وقطاع غزة‪....‬‬

‫والحقيقة أن ديان كان يستند إلى دراسة إسرائيلية حاولت اإلجابة على‬
‫السؤال التالي‪ :‬على من ينطبق الحكم الذاتي على السكان أم على‬
‫األرض؟‬

‫هي التوصيات التي خرج بها الياهو بن يسار‪-‬الليكودي الذي عين‬


‫سفي اًر لدى مصر في عام ‪ 1980‬وعضو الكنيست ‪ .‬ويذكر أن بن‬
‫يسار كان يشغل عند صدور توصياته في تشرين ثان ‪ 1978‬منصب‬
‫مدير عام مكتب رئيس وزراء إسرائيل‪ ،‬وقد جاء في توصيات لجنة بن‬
‫يسار هذه ما ملخصه أن إسرائيل يجب أن تستمر في السيطرة على‬
‫الموارد المائية في األراضي المحتلة ‪ .1967‬أيضا تحدث عمير شابي ار‬
‫في عل همشمار في ‪ 1978/6/25‬حول تحذيرات خبراء المياه‬
‫اإلسرائيليين للحكومة من خشيتهم أن يؤدي تطبيق الحكم الذاتي إلى‬
‫فقدان إسرائيل لسيطرتها على الموارد المائية في الضفة الغربية وفي‬
‫رأي هؤالء الخبراء أن على إسرائيل أن تدخل في خطة الحكم الذاتي‬
‫بنوداً تحول دون إيجاد وضع تتمكن فيه عناصر محلية –من الضفة‬
‫‪393‬‬
‫الغربية‪ -‬مستندة إلى تمويل خارجي من ضخ المياه عن طريق حفر‬
‫آبار عميقة مما يعرض ‪ 1/3‬مصادر المياه اإلسرائيلية للخطر‪.‬‬

‫وأكد يهودا اليطاني وهو من أكثر الصحافيين اإلسرائيليين اطالعاً في‬


‫هآرتس (‪ )1985/11/27‬أن الخطأ في تطبيق حفر اآلبار في الضفة‬
‫الغربية سوف يملح خزانات المياه الجوفية اإلس ارئيلية‪.‬‬

‫وعبارة (الخطأ في تطبيق حفر اآلبار في الضفة الغربية) وردت أيضاً‬


‫كأمر يجب مواجهته ضمن تقرير لجنة بن اليسار‪ .‬فأين يمكن مثل هذا‬
‫الخطأ؟ وما هو أثره على (إسرائيل)‪.‬‬

‫يحاول مايكل غيرتي في مقالة بعنوان (المياه‪...‬الملوحة‪..‬والخط‬


‫األخضر) نشرته هآرتس في ‪ 1978/11/30‬اإلجابة على بعض هذه‬
‫األسئلة المتعلقة بتملح إمدادات المياه في إسرائيل وذلك في إعقاب‬
‫اكتشاف تملح تدريجي لينابيع أرس العين التي توفر إمدادات المياه‬
‫الرئيسية لمشروع مياه العوجة النقب الذي يشكل االمتداد الجنوبي‬
‫لشبكة أنبوب المياه القطري‪ ،‬وكان تملح هذه المياه مصنفاً كمعلومات‬
‫سرية محظور اإلطالع عليها‪ ،‬وبلغ هذا التملح أقصى منحنى له في‬
‫عام ‪ 1973‬ونتيجة ذلك جرى بحث شامل لدراسة خطر التملح‪ ،‬وقد‬
‫توصل البحث إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪394‬‬
‫‪-‬هناك صالت بين خزانات المياه الجوفية اإلسرائيلية في الجنوب‬
‫وخزانات المياه الجوفية في الشمال ومن ثم فإن االستغالل المفرط‬
‫للمياه الجوفية في الجنوب سوف يؤدي إلى تملح مطرد من خالل‬
‫تسرب مياه البحر من الواجهة الشمالية الغربية إلى الواجهة الجنوبية‬
‫الشرقية وهي عملية وصلت حد الخطر ومع ذلك فإن هذا التوغل‬
‫بطيء واألهم من ذلك أنه قابل لالرتداد – من حيث المبدأ عن طريق‬
‫حقن إمدادات مياه عذبة داخل الطبقات الخازنة للمياه التي أفرط في‬
‫استغاللها مما يقوي ضغط المياه داخل هذه الطبقات ويدفع مياه البحر‬
‫إلى التراجع عبر شرائح الحصى والرمال ‪.‬‬

‫هناك أحزمة مياه مالحة ساكنة تحيط بالطبقات الصخرية الخازنة‬


‫للمياه العذبة في اآلبار اإلسرائيلية وملوحة هذه األحزمة أعلى من‬
‫ملوحة مياه البحر‪ ،‬وهي أحزمة تظل ساكنة ما دام هناك ضغط كاف‬
‫في طبقات المياه العذبة‪ ،‬أما إذا انخفض ضغط المياه العذبة إلى حد‬
‫معين نتيجة اإلفراط في سحب هذه المياه فإن ذلك يؤدي إلى تغلغل‬
‫المياه المالحة إلى داخل خزانات المياه األكثر عذوبة مما يملح شبكة‬
‫المياه الجوفية هذه بشكل كلين وتغلغل مياه هذه األحزمة يختلف عن‬
‫تغلغل مياه البحر من حيث أنه غير قابل لالرتداد من حيث المبدأ‪،‬‬
‫وهذه القضية جعلت التفكير السياسي اإلسرائيلي يتركز على كيفية‬
‫الحفاظ على السيطرة اإلسرائيلية على حفر اآلبار في فلسطين بشكل‬

‫‪395‬‬
‫عام وكلي‪ ،‬وبالتالي فإن النقطة التي يتعين على إسرائيل حلها هي‪:‬‬
‫هل سيتم التوصل إلى اتفاق حول الموضوع مع إدارة أي حكم ذاتي‬
‫يمكن أن يقوم في الضفة الغربية‪ ،‬أم أن على إسرائيل أن تحتفظ‬
‫بسيطرة فعلية مباشرة على الموارد المائية الموجودة في يدها وهذا‬
‫يتطلب بالتالي إشرافاً عسكرياً مباش اًر على معظم أراضي الضفة والحد‬
‫بالتالي من إمكانية التوصل إلى آية تسوية سياسية للمناطق المحتلة‪.‬‬

‫إن معظم الدراسات اإلسرائيلية تشير إلى وصول استغالل المياه‬


‫الجوفية في إسرائيل إلى حده األعلى‪ ،‬إلى الحد الذي يجعلها تتخوف‬
‫حتى من تطبيق الحكم الذاتي كما طرحته هي بل وتعود وتتخذ إجراءات‬
‫تنسف ما طرحته هي حول اإلدارة الذاتية لمصادر المياه في الضفة‬
‫الغربية‪ ،‬ومن الواضح أن التشنج اإلسرائيلي في السيطرة على موارد‬
‫المياه الجوفية في الضفة الغربية سوف يؤدي إلى تشنج إسرائيلي‬
‫سياسي عام‪.‬‬

‫ال مجال الجتهادات تكتيكية فيه بخالف القضايا األيدلوجية واألمنية‬


‫التي يتوافر أمامها مجال واسع للمناورة‪ ،‬ويتضح هذا التشنج عندما‬
‫نعود بالذاكرة إلى ما ورد في توصيات لجنة الياهو بن اليسار كما‬
‫نشرتها يديعوت احرونوت في‪ ،1979/2/11‬بالنص التالي‪:‬‬

‫‪396‬‬
‫(اإلشراف والمراقبة على المياه تكون في أيدي إدارة مشتركة من العرب‬
‫واليهود وقد أرفق مع التوصيات تقرير سلطة المياه اإلسرائيلية موجودة‬
‫في الضفة الغربية)‪.‬‬

‫وعادت إسرائيل وأضافت شرطا آخر خالل المباحثات الالحقة مع مصر‬


‫بحيث يصبح النص الحرفي (تكون مصادر المياه الظاهرة والجوفية‬
‫الواقعة في مجال الضفة الغربية قبل عام ‪ 67‬ضمن الصالحية التامة‬
‫لسلطة اإلدارة المحلية‪ ،‬ويقرر الجهاز االستشاري كيفية استغالل هذه‬
‫المياه وذهبت إسرائيل إلى ما هو أبعد قليالً حين اشترطت بأن (تكون‬
‫ق اررات الهيئة االستشارية متفقاً عليها من قبل الجانبين) وتقول‬
‫يديعوت احرونوت التي نشرت النبأ في ‪ 1980/10/14‬أن ذلك يتيح‬
‫إلسرائيل أن تعيق حفر أي بئر في أية منطقة من أراضي الضفة‬
‫الغربية‪.‬‬

‫جاء ذلك في أعقاب محاولة أمريكية لتقريب مواقف مصر وإسرائيل قام‬
‫بها السفير سول لينوفتس خالل جولته في المنطقة(‪)1980/9/3‬‬
‫حيال أربع قضايا كان موضوع المياه ثانيها في مذكرة التفاهم التي‬
‫عرضها لينوفتس‪.‬‬

‫إذاً‪( ،‬فالمفصل) الرئيسي في موضوع المياه الجوفية في الضفة الغربية‬


‫هو كيف تسيطر إسرائيل على عملية حفر اآلبار في المناطق‪ .‬ويوضح‬
‫الكاتب اإلسرائيلي عمير شابي ار في عل همشمار اإلسرائيلية الصادرة‬
‫‪397‬‬
‫بتاريخ‪ ، 1978/6/25‬ذلك التخوف اإلسرائيلي في مقالة بعنوان‪:‬‬
‫(اختصاصيو المياه يحذرون من أن الحكم الذاتي في الضفة الغربية‬
‫سوف يعرض إسرائيل لخطر فقدان مواردها المائية)‪:‬يقول شابيرا‪:‬‬

‫"ليس من الصعب القيام بحفر اآلبار بعمق على طول المنحدرات‬


‫الغربية لجبال (السامرة) التي يمكن أن تعرقل نظام الضخ اإلسرائيلي‬
‫الذي يتغذى من ذات الطبقات الخازنة للمياه‪ ،‬حيث أنه لن يكون من‬
‫الصعب على إدارة حكم ذاتي أن توفر األموال لهذا المشروع الذي لن‬
‫ينقصه التبرير اإلنساني كمشروع تنمية يهدف إلى تنفيذ برنامج مكثف‬
‫إلسكان الالجئين مثالً مما يجعله يلقي تعاطفاً دولياً‪ .‬وهذه الحقيقة ال‬
‫بد أن تهم صناع القرار في إسرائيل وهي تستلزم استعدادات وإجراءات‬
‫إسرائيلية مع تغييرات في خطة الحكم الذاتي حيث أن مثل هذا النمط‬
‫من حفر اآلبار المشار إليه يمكن أن يشكل إذا تم تنفيذه مبر اًر للحرب‬
‫بالنسبة إلسرائيل ألنه على النقيض من الوضع في مكان آخر – حيث‬
‫ال يمكن تقديم بدائل إلسرائيل فيما يتعلق بهذا األمر‪.‬‬

‫كاتب إسرائيلي آخر‪ ،‬وهو آمون ماغين كان أوضح نسبياً (في‬
‫إسرائيليته) حيال هذه المسألة حيث كتب في دافار بتاريخ ‪/11/26‬‬
‫‪ 1978‬قائال‪:‬‬

‫خالل عمرها القصير استطاعت إسرائيل أن تدخل في مواجهة مع‬


‫اثنتين من جاراتها هما سوريا واألردن بل وأن تعبئ الطائرات والجيوش‬
‫‪398‬‬
‫ضدهما بسبب مسألة استغالل مياه ( نهري األردن واليرموك وفي‬
‫الوقت نفسه ال يزال يتطور) صراع آخر بين إسرائيل والعرب ممن‬
‫يعيشون على طول حدودها – أو كما يقول بعض اإلسرائيليين داخل‬
‫حدودها ‪ ،-‬ومن (المصادفة) – لنالحظ المصادفة! في خوض حربين‬
‫وصراع دائم – أن تكون هذه الصراعات الثالثة تتركز على نفس‬
‫الكمية من المياه ‪ 500‬مليون م‪ 3‬وهو مقدار التدفق من نهر األردن‬
‫مع السوريين لم يهددوا إال بتحويل جزء من هذه المياه‪ ،‬فقط‪ ،‬كمية ألـ‬
‫‪ 500‬مليون م‪ 3‬هذه هي نفس المياه التي تضخ إلى إسرائيل من‬
‫األمطار التي تهطل على منحدرات جبال القدس والسامرة‪.‬‬

‫فكيف تضخ إسرائيل هذه المياه؟ يقول الكاتب‪ :‬إن حظنا السعيد –‬
‫لنالحظ الحظ السعيد وعامل المصادفة الذي يرد للمرة الثانية في سياق‬
‫تحليل قضية ارض وحياة شعب – يتابع الكاتب‪ :‬إن حظنا السعيد هو‬
‫أن الزراعة غير المتطورة في الضفة الغربية‪ ،‬فحتى سنة ‪ 1967‬كانت‬
‫زراعة بعلية جافة تعتمد على هطول األمطار وحسب والتي تصل‬
‫إلى‪ 800‬ملم في نواحي نابلس ورام هللا وحوالي ‪ 500‬ملم في الخليل‪،‬‬
‫أما زراعة الري فمحدودة وتتغذى من الينابيع ولم يتم إال حفر القليل‬
‫من اآلبار ويعود السبب جزئياً إلى ضرورة الحفر إلى مئات األمتار من‬
‫أجل الوصول إلى المياه الجوفية بينما ال يتطلب األمر إال الحفر‬
‫لمسافة ‪300‬م على أقصى تقدير في إسرائيل‪ ،‬وقد استخدمت اآلبار‬

‫‪399‬‬
‫‪3‬‬
‫أساساً لالستهالك المنزلي وكان استهالكاً محدوداً ال يتعدى‪40،‬م‬
‫للشخص الواحد في‬ ‫‪3‬‬
‫للشخص الواحد سنوياً مقارنة ب‪100‬م‬
‫المستعمرات اإلسرائيلية مع العلم أن إسرائيل تواصل اإلدعاء بأن‬
‫الموظفين العرب يسرفون في استخدام المياه ويستعملونها بشكل‬
‫خاطئ‪ ،‬إال أن تفسير الكاتب اإلسرائيلي هو من أكثر ما تطرحه إسرائيل‬
‫طرافة وشر البلية ما يضحك‪ ،‬حيث يفسر آمون ماغين زيادة استهالك‬
‫الفرد اإلسرائيلي للمياه (بحقيقة إن اإلسرائيليين يغتسلون ويغسلون‬
‫مرات عديدة مقارنة بجيرانهم ويزرعون حدائق بيوتهم !! وإذا ضربت‬
‫‪40‬م‪ 3‬للشخص في ‪ 700‬ألف مقيم يكون حاصل الضرب ما يقارب ‪30‬‬
‫مليون م‪ 3‬سنوياً وهي كمية ليست كبيرة جداً‪ ،‬وبعد حرب األيام الستة‬
‫ارتفع مستوى المعيشة في الضفة الغربية بدرجة كبيرة جدا‪( .‬والكاتب‬
‫يفترض أن سائر مناطق العالم األخرى قد بقيت على حالها منذ عام‬
‫‪ 1967‬أما الضفة الغربية فهي الوحيدة من (بالد هللا قاطبة) التي‬
‫حظيت بدرجة كبيرة من التقدم بفعل االحتالل اإلسرائيلي)‪ .‬ونعود إلى‬
‫الكاتب اإلسرائيلي الذي يعترف بأن (اإلدارة العسكرية لم تعط تراخيص‬
‫لتعميق اآلبار إال ناد اًر جداً ولم يتم ذلك إال لتوفير إمدادات مياه الشرب‬
‫لالستخدام المنزلي من أجل أن ال يتأثر الضخ في إسرائيل)‪ .‬وهكذا‬
‫كانت النتيجة أن حكم على سكان الضفة الغربية بأن يستهلكوا ثلث‬
‫استهالك إسرائيل المنزلي من المياه حتى ال تتأثر رفاهية وإسراف‬
‫المستوطن اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪400‬‬
‫أما المياه التي تسحبها إسرائيل من الطبقة تحت األرضية من مياه‬
‫الضفة الغربية فنترك تقديره لباحثة أمريكية تقول (‪:)1‬‬

‫(إن إسرائيل تستغل أكثر من ‪ %70‬من مياه الضفة الغربية تاركة‬


‫لألغلبية العربية ‪ %30‬فقط‪ ،‬وتقدر كميات المياه التي تسحبها إسرائيل‬
‫من الطبقات الصخرية الجوفية في الضفة الغربية بحوالي‪ 600‬مليون‬
‫متر مكعب (ضعف الرقم الذي أورده هيللر) إضافة إلى حوالي‬
‫‪200‬مليون م‪ 3‬من نهر األردن‪ ،‬كما أن ‪ 1/3‬استهالك إسرائيل من‬
‫المياه قد أتى من الضفة الغربية عن طريق اآلبار اإلسرائيلية الموجودة‬
‫على جانبها من خط الهدنة قبل حرب ‪.1967‬‬

‫و يعترف الكاتب اإلسرائيلي مارك هيللر بأن إسرائيل تستولي على‬


‫المياه الجوفية للضفة الغربية "إن إسرائيل تسحب حالياً حوالي ‪300‬‬
‫مليون م‪ 3‬أي ما يساوي ‪ %18‬من مجموع استهالكها من حوض‬
‫اليركون – التنميم الذي يفصل الضفة الغربية عن إسرائيل‪ ،‬دون أن‬
‫يؤثر ذلك على احتياجات الضفة الغربية أو يهدد احتياطها؟ وذلك ألن‬
‫متطلبات الضفة الغربية اآلن قليلة‪ ،‬حيث تبلغ بحدود ‪ 120‬مليون م‪،3‬‬
‫سنوياً يروى منها ما مساحته ‪ 85.200‬دونم فقط‪ ،‬حيث أن معظم‬
‫أراضي الضفة الغربية غير قابلة للري أما بسبب أوضاع التربة أو‬
‫األوضاع التضاريسية‪ ،‬ولكن حكومة فلسطينية أخرى ملتزمة ستجد‬

‫‪ .) 1‬األنباء الكويتية ‪ 1984/8/16 :‬ليسلي شميدا‪.‬‬


‫‪401‬‬
‫مساحات تستحق الري يقع معظمها غربي الحافة الجبلية مما يتطلب‬
‫‪ 100‬مليون م‪ 3‬أخرى من المياه سوف يأتي معظمها من الطبقة‬
‫الغربية مهدداً االحتياجات اإلسرائيلية‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك لم يناقش هيللر‪ ،‬ولن يناقش أي إسرائيلي كما نعتقد‬
‫موضوع المياه التي تم سحبها فعالً لري المستوطنات اإلسرائيلية على‬
‫أرض الضفة الغربية‪ ،‬وكأن تلك المياه (مجانية) ال حق ألحد فيها‪ ،‬إن‬
‫من حق سكان الضفة الغربية أن يطالبوا إسرائيل بثمن كل قطرة ماء‬
‫ذهبت إلى مسبح مستوطنة ما‪ ،‬في وقت كان أبناء الضفة الغربية فيه‬
‫يعانون من العطش‪.‬‬

‫هذا إضافة إلى أن المستوطنات اإلسرائيلية تستخدم حوالي ‪ 50‬مليون‬


‫متر مكعب سنوياً من مياه الضفة الغربية بشكل مباشر‪ .‬كما أن‬
‫استخدام الشخص الواحد في الضفة الغربية يبلغ حوالي ‪ %23‬من‬
‫استهالك الشخص اإلسرائيلي‪ ،‬إذاً فالمسؤول عن هدر المياه هو‬
‫الجانب اإلسرائيلي وليس الفلسطيني‪ ،‬هذا الهدر ال يتم على حساب ري‬
‫األرض العربية فقط بل وحتى على حساب عطش المواطن الفلسطيني‪.‬‬

‫أهمية مصادر المياه في الضفة الغربية‪:‬‬

‫إن السلسلة الجبلية في الضفة الغربية تشكل مستودعاً للمياه الجوفية‬


‫الهامة والكبرى في غربي فلسطين فمياه األمطار التي تخترق الصخور‬

‫‪402‬‬
‫إلى قلب طبقات األرض تجعل تلك المنطقة مصد اًر للمياه الجوفية‬

‫ألواسط البالد الممتدة من سهل بيسان شماالً وحتى بئر السبع جنوباً‬
‫وأن ‪ 650‬مليون متر مكعب من المياه سنوياً تجيء من الضفة الغربية‬
‫ولهذا السبب فقط ال يمكن تخيل التخلي عن السيطرة على هذا المصدر‬
‫الحيوي من المياه وتقدر الطاقة المائية في الضفة الغربية بـ‪440‬‬
‫مليون متر مكعب سنوياً ويبلغ االستهالك الفعلي للمنطقة من المياه‬
‫‪ 110‬ماليين متر مكعب من المياه سنوياً‪.‬‬

‫أما مصطفى نسيبة مدير دائرة مياه الضفة الغربية فقد ذكر في نفس‬
‫التحقيق التلفزيوني بأن ‪ 20‬ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية‬
‫يحصلون على ‪ 27‬مليون م‪ 3‬من الماء بينما يحصل ‪ 700‬ألف مواطن‬
‫عربي على ‪ 26‬مليون م‪ 3‬من الماء (‪.)1‬‬

‫مشاريع مياه الضفة الغربية‪:‬‬

‫‪ .1‬مشروع مياه قباطية عرابة‪.‬‬

‫‪ .2‬مشروع مياه بيت أيبا‪.‬‬

‫‪ .3‬مشروع مياه ال ازوية – نابلس‪.‬‬

‫‪ .4‬مشروع مياه عابود – شبتين – رام هللا‪.‬‬

‫‪ .)1‬هآرتس ‪.1981/7/9‬‬
‫‪403‬‬
‫‪ .5‬مشروع مياه بطن الغول – بيت لحم‪.‬‬

‫‪ .6‬مشروع مياه دير شعر في منطقة الخليل‪.‬‬

‫‪ .7‬مشروع مياه السموع في منطقة الخليل‪.‬‬

‫وقد قامت السلطات بالسيطرة على هذه المشاريع من أجل تسليمها إلى‬
‫شركة مكوروت اإلسرائيلية‪.‬‬

‫إن هذه المشاريع موجودة قبل االحتالل اإلسرائيلي عام ‪ 1967‬ولكن‬


‫كما يتضح فإن إسرائيل مستمرة في نهبها إما عن طريق خطوط مياه‬
‫ثابتة إلى المستوطنات‪ ،‬أو عن طريق الصهاريج وغيرها لصالح‬
‫الجيش اإلسرائيلي‪ ،‬وكانت هذه المشاريع تابعة لدائرة مياه الضفة‬
‫الغربية‪ ،‬وهي مؤسسة أردنية وفروع لسلطة المصادر الطبيعية‬
‫األردنية‪.‬‬

‫وقد طالبت شركة مكوروت م ار اًر باالستيالء على هذه المشاريع‪ ،‬إلى‬
‫أن تم لها ذلك في ‪ 1982/8/1‬حين صدر قرار من وزير الدفاع بنقل‬
‫شؤون مياه الضفة الغربية إليها‪ ،‬وطالبت الحكومة اإلسرائيلية وزارة‬
‫الخارجية اإلسرائيلية بتأمين التغطية الدبلوماسية الالزمة للمشروع‪.‬‬

‫وفي أواخر ‪ 1978‬استمعت لجنة الخارجية واألمن التابعة للكنيست إلى‬


‫تقرير مئير بن مئير المسؤول عن شؤون المياه والذي دعا إلى‬

‫‪404‬‬
‫اشترط مواصلة التحكم في مياه الضفة الغربية للموافقة على أية‬
‫ا‬
‫تسوية‪.‬‬

‫عشية االحتالل اإلسرائيلي بلغ عدد هذه اآلبار ‪ 720‬بئ اًر يضخ منها‬

‫فعالً حوالي ‪ 314‬بئ اًر وأما الباقي فقد كان يعاني الجفاف أو اإلهمال‬
‫أو اإلغالق لسبب ما‪.‬‬

‫ولم يصدر عن الحكم العسكري سوى رخصتي حفر في العوجا بعد‬


‫الضجة الداخلية والعالمية التي أحدثها الجفاف في العوجا مقابل الهدر‬
‫الواضح في المستوطنات المجاورة‪ .‬أما آبار الشرب فلم يسمح االحتالل‬
‫إال بحفر بئرين لبلدية نابلس‪ ،‬وبئر واحدة لكل من قلقيلية وطولكرم‪.‬‬

‫وأوردت (البالد) أيضاً في ‪ 1984/6/17‬خب اًر مفاده أن شركة مكوروت‬


‫قد صارت لصالحها عدداً من اآلبار تنتج حوالي ‪ 10‬مليون م‪ 3‬حتى‬
‫سنة ‪.1980‬‬

‫وبشكل إجمالي فإن اآلبار العربية البالغ عددها ‪ 314‬بئ اًر‪ ،‬تضخ ما‬
‫مجموعه ‪ 33‬مليون م‪ 3‬من المياه‪ ،‬بينما تنتج ‪ 17‬بئ اًر تابعة لشركة‬
‫مكوروت ‪ 14.1‬مليون م‪.3‬‬

‫وبعد قيام إسرائيل واستخراجها للدراسات القديمة التي سبق وأن أعدتها‬
‫لصالحها‪ ،‬عمدت إلى وضع الصالحيات المائية في يد شركة‬
‫ميكوروت‪ ،‬التي سبق وأن أسستها الوكالة اليهودية عام ‪ 1937‬لدراسة‬
‫‪405‬‬
‫وتخطيط المشاريع المائية في فلسطين‪ ،‬وكلفت الحكومة اإلسرائيلية‬
‫الشركة بمتابعة وضع الدراسات والتصاميم والتنفيذ واإلشراف! وتم‬
‫توزيع أسهم ملكيتها بين الحكومة ‪ %33‬والهستدروت ‪ %33‬والوكالة‬
‫اليهودية ‪.%34‬‬

‫إن الدستور اإلسرائيلي ينص على أن مصادر المياه هي ملك للشعب‬


‫تديره الحكومة وتوزعه حسب متطلبات السكان ومتطلبات تطوير‬
‫إسرائيل‪ .‬وأن حق الشخص في امتالك األرض ال يعطيه حق تملك‬
‫مصادر المياه الموجودة فيها أو التي تمر عبرها أو في حدودها‪ .‬وقد‬
‫صدر هذا القانون في شهر آب ‪.1949‬‬

‫بدأت في شهر تشرين األول عام ‪ 1950‬عملية التجفيف للمستنقعات‬


‫المجاورة للبحيرة وفي عام ‪ 1951‬بدأت إسرائيل بتجفيف مياه البحيرة‬
‫نفسها على ‪ 3‬مراحل كلفت ما مجموعه ‪ 8‬ماليين ليرة إسرائيلية‪،‬‬
‫أشرف على تمويلها الصندوق القومي اليهودي‪ ،‬وانتهت في تشرين‬
‫الثاني عام ‪.1957‬‬

‫إن مخطط تجفيف الحولة –مثله مثل سائر المخططات المائية وغير‬
‫المائية اإلسرائيلية‪ -‬تميز منذ البداية بتجاهل الحقوق العربية وخرق‬
‫االتفاقات المعقودة مع الدول العربية‪ ،‬مستندة إلى القوة لفرض هذه‬
‫المخططات‪ ،‬فمنذ أن بدأت أعمال التجفيف عام ‪ 1951‬عزز‬
‫اإلسرائيليون قواتهم في المنطقة (في القاطع األوسط من المنطقة‬
‫‪406‬‬
‫المجردة) واحتلت ‪ 107‬فدانات جنوبي البحيرة من المنطقة المنزوعة‬
‫السالح بعد رفض أصحابها العرب بيعها‪ ،‬واحتلت القوات اإلسرائيلية‬
‫بلدتي كراد الغنامة ومزرعة الخوري‪ ،‬وفي ‪ 1951/3/31‬قام الجيش‬
‫اإلسرائيلي بطرد أهالي قرية كراد البقارة من قريتهم‪.‬‬

‫وفي ‪ 1951/4/5‬قدمت سوريا احتجاجاً إلى رئيس لجنة الهدنة‬


‫المشتركة وطلبت إطالع مجلس األمن على الموضوع حيث أن منطقة‬
‫الحولة منطقة منزوعة السالح حسب اتفاقات الهدنة وبالتالي ال يجوز‬
‫تغيير معالمها أو طرد سكانها أو استثمارها‪ ،‬كما أن تجفيف‬
‫المستنقعات يعطي لقوات اإلسرائيلية ميزة عسكرية تتلخص في القدرة‬
‫على الحركة السريعة واستعمال اآلليات الثقيلة لالعتداء على كل من‬
‫سوريا ولبنان‪.‬‬

‫وبناء على الطلب السوري عقد مجلس األمن جلسة لبحث الموقف في‬
‫‪ 1951/4/17‬ليصدر قراره في ‪ 1951/5/18‬رقم ‪ 1951/93‬طالباً تقيد‬
‫إسرائيل وسوريا باتفاقات الهدنة لعام ‪ 1949‬ودعيا إلى تشكيل لجنة‬
‫مشتركة من ممثلين عن لجنة الهدنة المشتركة وسوريا وإسرائيل‪ ،‬إال‬
‫أن إسرائيل رفضت حضور اجتماعات هذه اللجنة مدعية بأن ما تقوم‬
‫به ال يشكل مساً بحقوق أحد! وفي المقابل اعتبر موشيه شاريت وزير‬
‫خارجية إسرائيل القضية قضية سياسية قائالً إن جنودنا إنما يدافعون‬
‫عن حياة مزارعينا‪.‬‬

‫‪407‬‬
‫وأدان قرار مجلس األمن الغارات الجوية اإلسرائيلية على القرى العربية‪،‬‬
‫وطلب من إسرائيل أن تسمح بعودة المواطنين العرب الذين‬

‫طردتهم من قراهم‪.‬‬

‫وكالعادة فقد كان قرار مجلس األمن (ازدواجياً) فقد نص على أن‬
‫أعمال إسرائيل قانونية ما لم تلحق أض ار اًر بالمواطنين العرب وعلى أية‬
‫حال فقد توقفت إسرائيل مؤقتاً عن العمل أثناء مناقشته القضية في‬
‫مجلس األمن لتعاود العمل بعد وقت قصير جداً معلنة في تموز ‪1951‬‬
‫عن تعديل األمر لتعاود العمل بعد وقت قصير جداً معلنة في تموز‬
‫‪ 1951‬عن تعديل خطتها‪( ،‬استعاضت عن القناة التي حفرتها قرب‬
‫مزرعة الخوري بقناة أخرى) تمر بكاملها من المنطقة المحتلة‪ .‬وأنشأوا‬
‫سداً عند ملتقى القناة الجديدة بالقديمة بحيث أصبح مجرى النهر‬
‫يسير بمحاذاة الحدود دون أن يمسها‪.‬‬

‫وقدمت سوريا شكوى ‪ 1957/3/26‬حيث أن اإلسرائيليين أخذوا‬


‫يردمون رصيف ضفة النهر القريبة بتراب قناتهم الجديدة من أجل‬
‫إنشاء رصيف تقف عليه آلياتهم بدون استعمال األرض العربية‪،‬‬
‫وأخذوا بإقامة جسر عند مخرج بحيرة الحولة‪.‬‬

‫لكن إسرائيل استمرت في تجاهلها لق اررات الهيئات الدولية‪ ،‬بل إنها‬


‫رفضت مجرد السماح بإقامة مركز للمراقبة في منطقة الحولة في آب‬

‫‪408‬‬
‫‪ .1957‬إلى أن نجحت في تنفيذ مخططها‪ ،‬محققة المرحلة األولى في‬
‫حلمها لجر مياه األردن إلى النقب‪.‬‬

‫تحويل نهر األردن‪:‬‬

‫في عام ‪ 1953‬بدأت إسرائيل بتحويل نهر األردن عند جسر بنات‬
‫يعقوب فوق بحيرة الحولة لالستفادة من عذوبة المياه قبل دخولها‬
‫البحيرة المالحة نسبياً‪ ،‬وتجاهلت إسرائيل طلبات منظمة الرقابة التابعة‬
‫لألمم المتحدة حول إيقاف العمل في شق القناة في المناطق المنزوعة‬
‫السالح‪.‬‬

‫ورفعت سوريا األمر إلى مجلس األمن‪ ،‬ووقف أبا إيبان مندوب‬
‫إسرائيل ليدعي بأن هذا المشروع ينفذ بموجب التنازل الممنوح في‬
‫الخامس من آذار ‪ 1926‬إلى مؤسسة كهرباء فلسطين (روتنبرغ)‬
‫متناسياً أن االمتياز منح لشركة خاصة تحولت فيما بعد إلى شركة‬
‫شبه حكومية وأصبحت مؤسسة الكهرباء اإلسرائيلية‪.‬‬

‫كما أن إسرائيل اضطرت لتحديد نقطة أخرى للتحويل في نفس العام‬


‫‪ 1958‬عند إيشود كنروت في الزاوية الشمالية الغربية من بحيرة‬
‫طبريا‪ ،‬بدل خزانات بيت ناتوف التي اكتشفت أن طبقتها الصخرية‬
‫منفذة للماء وتسمح بتسريبه بكميات كبيرة‪ .‬ولذلك اضطرت إسرائيل‬
‫الستخدام طبريا كخزان رغم ملوحتها الجزئية مستفيدة من مستقبل‬

‫‪409‬‬
‫البحيرة الغامض لصالحها وناقضة االتفاقات الفرنسية البريطانية التي‬
‫منحت لسوريا حقوقاً في البحيرة‪ ،‬ومستندة إلى امتياز روتنبرغ‪ ،‬وقبل‬
‫ذلك وبعده مستغلة تفوقها العسكري لمنع سوريا من استغالل البحيرة‬
‫حيث أقامت الكيبوتسات الحصينة وسيرت دوريات مسلحة بالمدافع‬
‫ومعدات اإلنزال وضربت المناطق لسورية عدة مرات‪ ،‬ولم تتوقف‬
‫المناوشات إال بشكل مؤقت عام ‪ ،1954‬وكان عجز األمم المتحدة عن‬
‫ضبط الموقف واضحاً‪.‬‬

‫مشاريع التسوية المائية‪:‬‬

‫أوالً ًَ‪ :‬مشروع أيونيدس‪:‬‬

‫أشارت لجنة بيل اإلنجليزية في عام ‪ 1937‬إلى ضرورة إجراء دراسات‬


‫مستفيضة عن توزيع موارد المياه في فلسطين (بما فيها نهر األردن)‬
‫من أجل الري‪ ،‬ولكن المشروع لم يطرح بشكل كامل إال عام‪.1946‬‬

‫وتتلخص تفاصيل مشروعه في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تحويل جزء من مياه اليرموك (‪1.6‬م ‪/‬ث) عبر قناة تتجه جنوباً‬
‫‪3‬‬

‫تقطع وادي العرب نحو وادي زقالب‪.‬‬

‫‪ .2‬تخزين فائض اليرموك في طبريا وإنشاء قناة تسحب مياهها من‬


‫البحيرة مباشرة‪ ،‬لري ‪ 300.000‬دونم من الغور الشرقي‪ ،‬مع‬
‫إمكانية شق قناة لري الغور الغربي‪ .‬علماً بأن استثمار اليرموك‬
‫‪410‬‬
‫أو طبريا غير ممكن إال بعد التفاوض مع شركة روتنبرغ‬
‫واالتفاق معها‪.‬‬

‫أي أن المشروع يكرس نقطتين‪:‬‬

‫‪ .1‬الوجود اليهودي وحقه في السيطرة على الموارد المائية ليس‬


‫في فلسطين فقط‪ ،‬وإنما فيما يتعلق بنهر اليرموك أيضاً‪،‬‬
‫انسجاماً مع الشروط الصهيونية بأن تمتد حدود الدولة إلى‬
‫داخل الضفة الشرقية‪.‬‬

‫‪ .2‬أن يتم أي حل مستقبالً لمشاكل الفلسطينيين واحتياجاتهم‬


‫المائية على حساب األردن‪ ،‬ويالحظ أن ذلك يلتقي مع مشاريع‬
‫سياسية مشابهة طرحت في أوقات الحقة‪ ،‬تخلي طرف إسرائيل‬
‫من أي عبء في حل المشكلة الفلسطينية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مشروع والتركالي الودر ميلك‪:‬‬

‫أوفدته وزارة الزراعة األمريكية عام ‪ 1938‬بذريعة أنه خبير في حماية‬


‫التربة مكلف بدراسة استعماالت األ راضي في البالد العريقة في القدم‬
‫لتبين إمكان االستفادة منها في حماية األراضي األمريكية وتحت هذا‬
‫ا لغطاء من التعمية‪ ،‬تابع ميلك دراساته في المنطقة خالل الحرب‬
‫العالمية الثانية حيث خرج سنة ‪ 1944‬بكتاب أرض الميعاد‪ ،‬ومشروعه‬
‫عبارة عن عدد من المقترحات والتوجيهات‪:‬‬

‫‪411‬‬
‫‪ -‬إن كميات المياه المتوفرة في حوض األردن تزيد عن حاجة‬
‫المنطقة ‪ 540‬ألف دونم‪ .‬و‪ 135‬ألف فدان تحتاج إلى ‪800‬‬
‫مليون م‪ 3‬تكفي لري ‪ 1.200.000‬دونم‪ 3‬ويمكن نقل الفائض‬
‫إلى النقب‪.‬‬

‫‪ -‬تعويض البحر الميت بجر قناة من المتوسط قرب حيفا بطول ‪7‬‬
‫أميال حتى جبل الكرمل تم عبر نفق بطول ‪ 20‬ميالً لتصب في‬
‫الجانب الغربي من وادي األردن لتسقط عن علو ‪ 400‬م لتوليد‬
‫طاقة كهربائية‪.‬‬

‫‪ -‬تشكيل هيئة عليا على نمط هيئة وادي تنسي في الواليات‬


‫المتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬السيطرة على المشروع يجب أن تظل بأيدي اليهود الين تعرضوا‬


‫لالضطهاد على أيدي مسيحي أوروبا مع إمكانية إشراف األمم‬
‫المتحدة عليه وأما العرب فإذا وجدوا أنهم ال يحبون العيش في‬
‫بالد متطورة فيمكن نقلهم إلى أماكن أخرى‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬مشروع هيس‪:‬‬

‫نشر عام ‪ 1948‬تحت عنوان اقترحات لتطوير الري والطاقة الكهربائية‬


‫في فلسطين‪ ،‬مع أنه كان معداً من عام ‪ 1946‬الضغط على لجنة‬
‫التحقيق األنجلو أمريكية المكلفة بدراسة التقسيم‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫يحاول مشروع هيز وضع تصور الستقالل موارد حوض األردن على‬
‫ثماني مراحل‪:‬‬

‫‪ -‬استثمار المياه الجوفية وخاصة في الساحل مع إنشاء سد على‬


‫الحاصباني في لبنان‪.‬‬

‫‪ -‬تحويل بانياس عبر قناة تتجه نحو تل القاضي (دان) لتجميع‬


‫مياهها مع المياه الفائضة من الحاصباني وجرها في قناة‬
‫مكشوفة إلرواء الحولة ومرج بن عامر ثم تمريرها عبر نفق‬
‫لتخزين فائضها في سهل البطوف‪.‬‬

‫‪ -‬تحويل مياه اليرموك إلى طبريا لتعويضها عن مياه روافد نهر‬


‫األردن المحولة في المرحلة الثانية‪.‬‬

‫‪ -‬تحويل جزء من ماء المتوسط إلى الميت‪.‬‬

‫‪ -‬إقامة سدود ومنشآت في سهل البطوف لخزن مياه الفيضانات‬


‫في بحيرة لتستوعب مليار م‪.3‬‬

‫‪ -‬استصالح الحولة وتجفيف مستنقعاتها وضخ مياه ينابيعها لري‬


‫األراضي المستصلحة وتحويل الباقي ‪ 45‬مليون م‪ 3‬إما لري‬
‫سهول الساحل أو سهول أريحا‪.‬‬

‫‪ -‬االستفادة من مياه الينابيع المحلية وسيول الوديان غربي نهر‬

‫‪413‬‬
‫األردن بدءاً من وادي سدرة والفارعة في الشمال وحتى سهول‬
‫أريحا في الجنوب‪ .‬مع تأجيل االستفادة من نهر األردن لري الغور‬
‫الغربي إلى ما بعد التأكد من أفضلية تحويل مياهه إلى مناطق‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء السدود في الساحل لنقل كل ما يفيض عن حاجته إلى‬


‫النقب حوالي ‪ 320‬مليون م‪.3‬‬

‫ويذكر أن المنظمة الصهيونية العالمية هي التي دعت هيس لوضع‬


‫ترجمته لمشروع ميلك‪ ،‬وقد عمل هيس مع المهندس األمريكي جون‬
‫كوتن (الذي طور مشروع هيس) مستشا اًر للحكومة اإلسرائيلية لتطوير‬
‫مشروع شبكة أنبوب المياه القطري‪ ،‬وقد ابتدأ هيس العمل منذ ‪1948‬‬
‫مع لجنة إسرائيلية من ‪ 17‬خبي اًر‪ ،‬وأما كوتن فقد عمل بين عامي‬
‫‪ 1951‬و ‪.1955‬‬

‫رابعاً‪ :‬مشروع مكونالد‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬مشروع بونجر‪:‬‬

‫لكن الحركة الصهيونية رأت في المشروع ما يعارض مطامعها في نهر‬


‫اليرموك‪ ،‬وضغطت على الواليات المتحدة التي بدأت بدوره حملة واسعة‬
‫إلحباط مشروع بونجر مدعية بأن المشروع غير عملي وغير اقتصادي‬
‫وبالفعل سحبت وكالة التعاون الفني األمريكية دعمها للمشروع‪ ،‬وكذلك‬

‫‪414‬‬
‫فعلت وكالة الغوث التي كانت قد وافقت على تغطية ‪ 40‬مليون دوالر‬
‫من تكاليف المشروع المقدرة وقتها بـ‪ 70‬مليون‬

‫دوالر‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬مشروع بيكروهيزا‪:‬‬

‫وهو مشروع تفصيلي لمشروع بونجر قدمته الشركة في ‪1955/7/15‬‬


‫إلى الحكومة األردنية في ‪ 8‬مجلدات متكاملة نظرية وعملية‪ ،‬وأهم ما‬
‫في المشروع‪:‬‬

‫‪ -‬يرى المشروع أن تخزين مياه اليرموك على مسار النهر وحده‬


‫غير اقتصادي وغير مناسب ولذلك فهو يقترح تخزين فائض‬
‫اليرموك في طبريا ورفع منسوبها ‪ 3.5‬م‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬مشروع جونستون‪:‬‬

‫في أعقاب الضغوطات التي مارستها الواليات المتحدة لتعطيل مشروع‬


‫بونجر‪ ،‬وفي أعقاب إعالن إسرائيل عن خطتها السباعية للتنمية‬
‫المائية واستغالل مياه نهر األردن من جانب واحد‪ ،‬وفي أعقاب إلغاء‬
‫أمريكا قرضاً لمصر لبناء سد أسوان (من أجل ابتزاز موافقة مصرية‬
‫على مشروعه الذي نحن بصدده)‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫وفي جو متوتر عسكرياً بين سوريا وإسرائيل حول بحيرة طبريا‪ ،‬وقبيل‬
‫قيام إسرائيل بشن هجوم بربري على قرية قبية‪ ،‬أعلن الرئيس‬
‫ايزنهاور‪ ،‬عن إيفاد مبعوثه الخاص جونستون في ‪ 1953/10/16‬إلى‬
‫منطقة الشرق األوسط‪.‬‬

‫وصلت بعثة جونستون من أجل‪:‬‬

‫‪ -‬التوصل إلى تسوية مائية إقليمية الستغالل حوض نهر األردن‬


‫من قبل دول المنطقة‪.‬‬

‫‪ -‬حل مشكلة الالجئين والقضاء على جو االستياء والمرارة في‬


‫المنطقة‪ ،‬حسب ما أعلنه داالس وزير خارجية الواليات المتحدة‬
‫آنذاك‪.‬‬

‫‪ -‬التوصل إلى اعتراف عربي ولو ضمني بإسرائيل من خالل‬


‫مشاريع التعاون لمشترك المائية‪.‬‬

‫أهم نقاط مشروع جونستون‪:‬‬

‫‪ -‬تجفيف بحيرة الحولة واستصالح منطقتها‪.‬‬

‫‪ -‬جعل بحيرة طبريا خزاناً للمياه من نهري األردن واليرموك مع‬


‫رفعها مترين آخرين‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫‪ -‬بناء سد أو شق قناة لتحويل الحاصباني وبانياس والدان‬
‫وعيون الحولة العليا باتجاه المناطق المحتلة‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم نهر اليرموك إلى قسمين‪:‬‬

‫األول يصب في طبريا من خالل نهر األردن‪ ،‬والثاني يخزن بقناة‬


‫لري األغوار الشرقية‪ ،‬إضافة إلى إقامة قنوات وترع لري الضفتين‬
‫الشرقية والغربية من النهر من بحيرة طبريا مباشرة‪ ،‬من أجل‬
‫توطين ‪ 150‬ألف الجئ في المنطقة‪.‬‬

‫‪ -‬توزيع المياه‪ :‬قسم جونستون الموارد المائية في المنطقة بين‬


‫دولها على الشكل اآلتي‪:‬‬

‫سوريا ‪ 45‬مليون م‪.3‬‬

‫األردن ‪ 774‬مليون م‪.3‬‬

‫لبنان ‪ 35‬مليون م‪.3‬‬

‫فلسطين المحتلة ‪ 394‬مليون م‪.3‬‬

‫وتم تعديل هذه المخصصات كما يلي بعد عدة جوالت من المباحثات‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫إسرائيل رفعت حصتها إلى ‪ 492‬مليون م‪ 3‬ثم إلى ‪ 565‬مليون م‬
‫(وهو رقم يتعدى ما حددته إسرائيل لنفسها ضمن خطتها السباعية‬
‫آنذاك)‪ .‬وجرى تخفيض حصة األردن بمعدل طردي مع الزيادة التي‬

‫‪417‬‬
‫منحت إلسرائيل‪ ،‬مع العلم أن من نصيب األردن ‪ 15‬مليون م‪ 3‬من‬
‫مياه الينابيع المالحة أصالً في طبريا‪ .‬أي أن المشروع يعني تعويض‬
‫األردن عن مياه اليرموك الحلوة التي تذهب إلى إسرائيل بمياه مالحة‬
‫قادمة من طبريا‪.‬‬

‫‪ -‬إن بحيرة طبريا وهي الخزان المقترح تقع كلها داخل إسرائيل مما‬
‫يعني أن تكون مياه اليرموك ومناطق األغوار بالكامل تحت‬
‫رحمة إسرائيل‪.‬‬

‫‪ -‬من الناحية الزمنية راعى البرنامج الزمني للمشروع أن تتم‬


‫األجزاء اإلسرائيلية أوالً‪ ،‬مما يجعل انتفاع الدول العربية‬
‫بالمشروع (حكماً مع وقف التنفيذ)‪.‬‬

‫‪ -‬إ‪ ،‬المشروع يعني االعتراف إلسرائيل بل وإعطائها مكافأة على‬


‫اغتصابها لألرض العربية ‪ %33‬من مياه حوض النهر‪ ،‬حيث‬
‫أن جونستون اقترح أن يكون هنالك إشراف دولي على المشروع‬
‫وقد رفض اإلسرائيليون ذلك –لجر العرب إلى التعاون معهم وقد‬
‫وافق العرب على البند الخاص باإلشراف الدولي واستمرت‬
‫إسرائيل على رفضها‪ ،‬ولم تحل هذه النقطة حيث فشل‬
‫جونستون في وضع صيغة مناسبة لها‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫وبعد الجولة الثالثة في شباط ‪ 1955‬والجولة الرابعة في تشرين أول‬
‫‪ 1955‬انتهت جوالت جونستون المكوكية إلى فشل ذريع‪ ،‬وإن كان‬
‫اإلسرائيليون وجونستون قد قدموا بعض التنازالت‪ ،‬مثل السماح ببناء‬
‫سد على نهر اليرموك‪ ،‬وجد جونستون في جولته الثانية في منتصف‬
‫عام ‪ 1954‬مشروعين بديلين إحداهما عربي واآلخر إسرائيلي‪.‬‬

‫أثر الخطة على الصعيد اإلسرائيلي‪:‬‬

‫تعاملت إسرائيل مع مرحلة ما بعد بعثة جونستون‪ ،‬بشكل برغماتي فيه‬


‫الكثير من االزدواجية‪ ،‬فمن ناحية اعتبرت مقترحات جونستون أم اًر‬
‫مسلماً به‪ ،‬وعلى رأي إحدى صحفها في تموز ‪ 1980‬من أن الواقع‬
‫يثبت بأنه تم التوصل إلى اتفاق تسحب بموجبه إسرائيل ‪ 720‬مليون‬
‫م‪ !3‬رغم أن أحداً لم يعترف بهذا االتفاق‪ ،‬وهذا ما ذكره بن غورين‬
‫أيضاً (وكأنه غير بن غورين الذي رفض التعاطي مع بعثة جونستون‬
‫سابقا) في عام ‪ 1959‬عندما قال ‪ :‬إذا لم يتعاون العرب معنا في‬
‫مسألة المياه فسوف نأخذ نصيبنا ولو بالقوة!‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬اعتبرت إسرائيل فشل مهمة جونستون مؤش اًر لها‬
‫الستئناف العمل من جانب واحد في ما يتعلق باستثمار مياه حوض‬
‫األردن‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫فقد عدلت الخطة السباعية بخطة العشر سنوات التي تنتهي في عام‬
‫‪ ،1963‬وأدخلت عملية تحويل نهر األردن إلى النقب بشكل صريح في‬
‫الخطة (مع أن الخطة السباعية لم تشر صراحة على هذا التحويل) كما‬
‫دفعت إسرائيل كمية المياه المطلوب جرها من األردن من ‪ 540‬مليون‬
‫م‪ 3‬إلى ‪ 700‬مليون م‪ 3‬يسحب منها ‪ 500‬مليون م‪ 3‬من طبريا‪ ،‬بعد أن‬
‫كانت تلك الكمية سابقاً ‪ 340‬مليون م‪.3‬‬

‫أما الواليات المتحدة فقد أخذت تتعامل مع مياه المنطقة فيما بعد‬
‫حسب طروحات جونستون‪.‬‬

‫ثامناً‪ :‬المشروع العربي‪:‬‬

‫في نفس فترة تقديم إسرائيل لمشروع كوتن‪ ،‬قدم مشروع عربي مضاد‪،‬‬
‫يستند إلى دراسة قدمتها مؤسستا بيكر وهار از وتم تشكيل لجنة فنية‬
‫عربية‪ ،‬اعتمدت في عملها مبدأ استخدام المياه ضمن أحواضها‬
‫وحسب تدفقها الطبيعي بالجاذبية وليس بالضخ‪.‬‬

‫وبعد مجادالت عربية طويلة‪ ،‬قررت اللجنة الفنية لجامعة الدول العربية‬
‫عام ‪ 1960‬بلورة المشروع المائي العربي على الشكل التالي‪.‬‬

‫فيما يتعلق في اليرموك‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء سد في المقارن أو في موقع وادي خالد‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫‪ -‬إكمال قناة الغور الشرقية بتحويل المياه إليها‪.‬‬

‫‪ -‬إقامة أربع محطات بين المقارن والعدسية‪.‬‬

‫‪ -‬يسمح المشروع بتحويل المياه التي تفيض عن التخزين في سد‬


‫المقارن إلى بحيرة طبريا‪.‬‬

‫أي أن المشروع العربي يعني االستفادة من ‪ 250‬مليون م‪ 3‬من الدان‬


‫(‪ %50‬من تصريفه السنوي) و‪ 45‬مليون م‪ 3‬من نهر األردن (‪%10‬‬

‫من تصريفه السنوي) و‪ 75‬مليون م‪ 3‬من بانياس‪.‬‬

‫وبقي األمر كذلك حتى ثارت زوبعة التحويل اإلسرائيلي لنهر األردن‪،‬‬
‫فدعا الرئيس جمال عبد الناصر إلى عقد أو ل قمة عربية (‪ 17‬كانون‬
‫الثاني ‪ )1964‬خصصت لوضع خطة مضادة ومناقشة التحويل‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬وقد قررت القمة العربية تحويل نهر األردن وتشكيل هيئة‬
‫عليا برئاسة رئيس هيئة األركان المصري أخذت تعقد اجتماعات‬
‫متالحقة في العواصم المعنية التخاذ ما يلزم من ترتيبات لحماية‬
‫المشروع‪ ،‬لكن الحماس العربي للمشروع كانت تنقصه عوامل الجدية‬
‫والمسؤولية‪ ،‬إضافة إلى العجز عن الرد على الهجمات اإلسرائيلية على‬
‫مواقع العمل أو حماية العاملين بها فقد ردت إسرائيل على عمليات‬
‫التحويل لنهر بانياس بعنف ورد السوريون بأن أطلقوا النار على‬
‫المعدات اإلسرائيلية على جبل دان واتسعت االشتباكات المسلحة بين‬

‫‪421‬‬
‫البلدين‪ ،‬وضرب اإلسرائيليين معدات تحويل النفق السوري‪ ،‬مما اضطر‬
‫السوريين إلى إنشاء نفق تحويل آخر يبعد عن األول ‪ 10‬كم‪ ،‬ولكن‬
‫سالح الجو اإلسرائيلي ضرب المعدات في مواقع العمل السورية‬
‫والمعدات الهندسية السورية على بعد ‪ 12‬كم من طبريا في ‪ 14‬تموز‬
‫عام ‪.1966‬‬

‫أما النهاية المأساوية للمشروع العربي فقد كانت في حزيران ‪،1967‬‬


‫حيث استولت إسرائيل على كافة مواقع المشروع في سوريا وعلى كافة‬
‫آلياته وتمركزت قواتها عبر طريق التحويل المقترح وأصبح مشروع نقل‬
‫المياه اإلسرائيلي من نهر األردن رسمياً حيث سيطرت إسرائيل على‬
‫جميع مياه نهر األردن إضافة إلى نقطة التقائه بنهر اليرموك‪ ،‬وحلت‬
‫مشاكل الينابيع المالحة في طبريا عن طريق ضخ المياه المالحة في‬
‫نهر األردن‪ ،‬كما دمرت إسرائيل سد خالد بن الوليد وشلت قناة الغور‬
‫الشرقية‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فقد حلت حرب ‪ 1967‬الوضع لصالح إسرائيل تماماً‪.‬‬

‫تاسعاً‪ :‬مشروع كوتن‪:‬‬

‫نشر في شباط ‪ 1954‬من قبل مكتب اإلعالم اإلسرائيلي في نيويورك‬


‫بعنوان‪ :‬مشروع جون كوتن لتطوير واستثمار الموارد المائية في‬
‫حوضي األردن والليطاني‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫وبشكل مختصر‪ ،‬فقد رفع كوتن تقديره لموارد الماء في المنطقة بحيث‬
‫بلغت ‪ 2345‬مليون م‪( 3‬بينما قدرتها بعثة جونستون بـ ‪ 1450‬مليون‬
‫م‪ ،3‬واخرج المشروع إلى العلن مشروع تحويل نهر األردن وباتت‬
‫إسرائيل تتحدث عنه كأمر مفروغ منه‪ ،‬بحيث تأخذ إسرائيل من مياه‬
‫األردن (حسب مشروع كوتن) ‪ 1920‬مليون م‪ 3‬من المياه لري ‪2600‬‬
‫دونم‪ ،‬أي ضعفي مجموع المساحات المطلوب ريها في الدول العربية‬
‫الثالث حيث وزع المشروع (العادل) مياه المنطقة كما يلي‪:‬‬

‫لبنان ‪ 300‬مليون م‪ 3‬لري ‪ 350‬ألف دونم‪.‬‬

‫األردن ‪ 710‬مليون م‪ 3‬لري ‪ 430‬ألف دونم‪.‬‬

‫سوريا ‪ 45‬مليون م‪ 3‬لري ‪ 30‬ألف دونم‪.‬‬

‫إسرائيل ‪ 1920‬مليون م‪ 3‬لري ‪ 2600‬دونم‪.‬‬

‫أي أن مشروع كوتن أصر على شمول نهر الليطاني – مع أنه ال‬
‫يجري داخل (إسرائيل) ضمن التسوية المائية المقترحة‪ ،‬وأكثر من ذلك‬
‫فإن المشروع ينص بشكل محدد‪ :‬على تحويل ‪ 400‬مليون م‪ 3‬من‬
‫الليطاني إلى الحاصباني‪ ،‬ثم تحويل ‪ 740‬مليون م‪ 3‬من الحاصباني‬
‫والدان وبانياس وتخزينها في البطوف لري النقب‪ ،‬مع تجفيف الحولة‬
‫وجر ‪ 100‬مليون م‪ 3‬من مياه نهر يعتبر لبنانياً بالكامل‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫وجهة نظر إسرائيلية في‪" :‬الماء‪ :‬الحرب والسالم"‬

‫هو شاؤول راماتي‪ -‬صحيفة الجيروسالم بوست اإلسرائيلية‪-‬‬


‫اإلسرائيلي يوم ‪ 1985/8/13‬يلخص باختصار وجهة نظر إسرائيل‬
‫األساسية فيما يتعلق بعالقة موضوع المياه بالتسوية السياسية في‬
‫الشرق األوسط "والخطوط الحمراء" التي تضعها مسألة المياه فيما‬
‫يتعلق بالتنازالت التي يمكن أن تصلها على هذا الصعيد‪ ،‬يقول المقال‪:‬‬

‫"إن أية مقترحات سالم يجب أن تأخذ بعين االعتبار أنه في ضوء‬
‫محاوالت الدول العربية لتحويل المياه في الماضي‪ ،‬فإنه ال يتوقع‬
‫حكومة إسرائيلية أن تتخلى عن هذه السيطرة –على موارد المياه‪ -‬في‬
‫المست قبل‪ .‬ونفس الشيء ينطبق على الضفة الغربية‪ ،‬مع أن الجانب‬
‫األمني هو الذي تتم مناقشته عادة عند بحث تخلي إسرائيل عن‬
‫السيطرة على موارده الضفة الغربية المائية أمر ال يقل حيوية عن ذلك‬

‫‪424‬‬
‫فيما يتعلق بتواصل الوجود اإلسرائيلي‪ .‬حيث أن إسرائيل تسحب الكثير‬
‫من المياه من طبقة مياه الضفة الغربية أكثر مما تأخذ من نهر‬
‫األردن‪ .‬وإدارة تسيطر عليها األمم المتحدة لكل المصادر المتوفرة غربي‬
‫نهر األردن‪ ،‬إدارة من هذا النوع فقط يمكن أن تمنع هدر تلك الموارد‪.‬‬
‫ذلك الهدر الذي يؤدي إلى زحف مياه البحر إلى الداخل والتسبب في‬
‫أضرار ال يمكن إصالحها وكارثة لكل سكان هذه المنطقة‪ .‬ولذلك فإن‬
‫إسرائيل حذرة في عدم السماح بأي عمل يمكن أن‬

‫يعرض سالمة المياه األرضية وبالتالي رفاه األجيال القادمة للخطر‪.‬‬

‫إن مفاوضات السالم يمكن أن تركز على درجة الحكم الذاتي‬


‫للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية‪ ،‬أما سيطرة إسرائيل‬
‫النهائية على هذه المناطق فال يمكن أن تكون قابلة للتفاوض‪ ،‬فإذا‬
‫كان العرب أح ار اًر في الوصول إلى قلب الطبقات الصخرية المائية كما‬
‫يحلو لهم فإنهم يستطيعون عندئذ أن يحولوا السهل الساحلي‬
‫اإلسرائيلي الخصب إلى صحراء"‪.‬‬

‫أثر الجدار على مصادر المياه الفلسطينية ‪:‬‬

‫تأتي المرحلة األولى من عملية بناء الجدار العازل لفصل الحوض‬


‫الغربي‪ ،‬أكبر مصادر المياه في الضفة الغربية‪ ،‬عن المناطق السكانية‬
‫والزراعية ‪ ،‬تحقيقا ألحالم الصهاينة بوضع يدهم على الكنز المائي‬

‫‪425‬‬
‫األهم‪ .‬فقد أعتبر رفائيل إيتان‪ ،‬وزير الزراعة اإلسرائيلي األسبق أن هذا‬
‫الحوض يمثل جزءا أساسيا من أمن(إسرائيل) المائي‪ .‬أما مردخاي‬
‫وزير الحرب األسبق فقد دعا لضمه وإلى األبد للدولة اليهودية‪.‬‬

‫يالحظ أن الجدار يسير بشكل منسجم مع حدود أحواض المياه في‬


‫الضفة الغربية‪ ،‬وليس هذا بمحض الصدفة إنما جاء بعد سلسلة من‬
‫الدراسات حول أماكن وجود المياه الجوفية وأماكن تركز اآلبار األمر‬
‫الذي يسهل السيطرة عليها‪ .‬وسيلتهم الجدار في مرحلته األولى ‪32‬‬
‫بئ ار في منطقة قلقيلية مما سيحرمها من ‪ 9،1‬م‪ 3‬أي ما يعادل ‪% 51‬‬
‫من مصادرها المائية‪ ،‬إضافة إلى ‪ 3747‬دونما يمتلكها ‪ 612‬مزارعا‬
‫وتعتبر من أخصب أراضيها الزراعية (البنك الدولي)‪.‬‬

‫وفي طولكرم سيلتهم الجدار ‪18‬بئرا‪ ،‬ويمثل هذا العدد ما نسبته ‪%79‬‬
‫من مجمل اآلبار المصادرة في المرحلة األولى‪ .‬وقد فقدت هاتان‬
‫المنطقتان من جراء بناء الجدار حتى اآلن ‪ %50‬من أراضيها الزراعية‬
‫المروية‪ .‬ولحقت األضرار مناطق‪ :‬حبلة‪ ،‬عزبة سليمان‪ ،‬عزون‪،‬‬
‫جيوس‪ ،‬فالميا‪ ،‬فرعون‪ ،‬الراس‪ ،‬كفرصور‪ ،‬دير الغصون‪ ،‬باقة‬
‫الشرقية‪ ،‬نزلة عيسى‪ ،‬رمانة‪ ،‬زيتا والتيل‪.‬‬

‫أما المرحلة الثانية من بناء الجدار فستؤدي إلى حجز أكثر من ‪400‬‬
‫فلسطيني بين الخط األخضر والجدار العازل‪ ،‬وستأتي عمليات اإلنشاء‬
‫على ‪ %25‬من أراضي الضفة الغربية تضم ‪%80‬من أراضيها الزراعية‬
‫‪426‬‬
‫وما نسبته ‪ %65‬من مصادر مياه الضفة الغربية التي ستصبح تحت‬
‫السيطرة اإلسرائيلية بالكامل(‪.)1‬‬

‫إضافة إلى مصادرة اآلبار تقوم السلطات اإلسرائيلية بتدمير آبار أخرى‬

‫تحت ذريعة أن وجودها يعيق عملية بناء الجدار أو أنها تقع في‬
‫منطقة الـ ‪ 100‬متر التي حددتها كمنطقة عازلة يمر الجدار بها‪.‬‬
‫وحتى أكتوبر من العام الماضي كانت أعمال بناء الجدار قد أتت على‬
‫شبكات توزيع المياه في ‪ 39‬قرية‪ .‬وعند اكتمال بناء الجدار تكون‬
‫(إسرائيل) قد وضعت يدها على ‪ %95‬من مياه الحوض الغربي أي ما‬
‫يعادل ‪ 362‬م‪.3‬‬

‫وسيؤدي بناء الجدار إلى جرف آالف األشجار مما يتسبب بتغيير بيئي‬
‫واضح يتمثل أساساً في تغيير هيدرولوجي وتغيير في كمية ونوعية‬
‫المياه الجوفية والسطحية رغم قلتها ‪.‬‬

‫وتسعى( إسرائيل) من وراء ذلك إلى خلق سياسة أمر واقع عن طريق‬
‫ضم الجدار ألهم المصادر المائية مما يزيد في تحكمها بها وضمان‬
‫عجز المزارعيين الفلسطينيين على ري أراضيهم الزراعية األمر الذي‬
‫يعطي (إسرائيل) الحق بمصادرتها وفق قانون األراضي اإلسرائيلي‪ .‬من‬
‫جهة أخرى تهدف (إسرائيل) إلى تحويل الفلسطينيين الذين سيفقدون‬

‫‪1‬‬
‫‪).”Israel,s security wall” :Its Impact on Palestinian Oct.2003.‬‬
‫‪parliamentary Briefing ,CAABU, Communities.‬‬
‫‪427‬‬
‫أراضيهم الزراعية إلى أيد عاملة رخيصة للعمل في مؤسساتها أو‬
‫دفعهم إلى الهجرة‪ ،‬مما سيخلي أمامها مساحات واسعة تستغلها إلقامة‬
‫مستوطنات جديدة واستيعاب مهاجرين جدد(‪.)1‬‬

‫إن أي حل عادل يجب أن يأخذ بالحسبان تعويض الفلسطينيين –‬


‫كشعب و‪/‬أو أفراد عن حقوقهم وعن حرمانهم من االنتفاع بمقدراتهم‬
‫المائية‪ .‬وهذا التعويض بحاجة إلى إعداد قوائم موثقة بأسماء‬
‫المتضررين ودراسة حجم الضرر الذي تعرض له كل واحد منهم‪،‬‬
‫ونكتفي هنا بأمثلة‪:‬‬

‫‪-‬تعويض الفلسطينيين –كشعب‪ -‬عن المياه الجوفية التي سحبتها‬


‫إسرائيل من حوض الضفة الغربية‪ ،‬وكما رأينا فإن الكمية تتراوح بين‬
‫(‪ )300‬مليون متر مكعب حسب التقديرات اإلسرائيلية و(‪ )600‬مليون‬
‫متر مكعب حسب تقديرات محايدة‪ ،‬وعند الحديث عن التعويض‪ ،‬فإننا‬
‫ال نتحدث عن "حق" أدبي فقط‪ ،‬وإنما عن تعويض مادي يجب أن يتم‬
‫دفعه‪ ،‬باالستناد إلى االتفاقات الدولية وأهمها اتفاقية السيادة الدائمة‬
‫على الموارد الطبيعية لسنة ‪ ،1962‬كما يشمل التعويض تمكين‬
‫الفلسطينيين من حفر آبار جوفية بآالت وأعماق وتجهيزات مناسبة‬
‫وفق اختيارهم وبحسب حاجاتهم التنموية أوالً‪.‬‬

‫‪). http://www.fm-m.com.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪428‬‬
‫وعندما نتحدث عن (‪ )500‬مليون متر مكعب من المياه سنوياً فإن‬
‫ذلك يعني ما ال يقل عن مائتين وخمسين مليون دوال اًر سنوياً‪ ،‬إن‬
‫بإمكان أي طالب فلسطيني أن يضع في ذهنه أن إسرائيل سلبت من‬
‫شعبه ما قيمته عشرة مليارات من الدوالرات على شكل مياه جوفية‬
‫فقط‪ ،‬وال شك أن ذلك سيخلق مرارة لن تلغيها كل ابتسامات رجال‬
‫السياسية‪.‬‬

‫فإذا أضفنا إلى ذلك كميات المياه التي استغلتها القوات اإلسرائيلية‬
‫لمعسكراتها والمستوطنات اإلسرائيلية لمساعدتها في الضفة الغربية‪،‬‬
‫وضمن حسابات قد يضعها خبراء محايدون‪.‬‬

‫وإذا أضفنا إلى ذلك حرمان الفلسطينيين من االستفادة من مياه نهر‬


‫األردن وروافده التي تجري بمحاذاة أراضيهم الزراعية‪ ،‬مع تجريف قسم‬
‫كبير من أراضي الغور –على الجانب الفلسطيني‪ -‬من أجل إقامة‬
‫المستوطنات والموشافات والمعسكرات واألحزمة األمنية‪ ،‬فإننا نصل إلى‬
‫مليارات الدوالرات‪ ،‬وهي أموال حقيقية تم حرمان الفلسطينيين منها‬
‫بأشكال مباشرة وغير مباشرة‪.‬‬

‫علينا أن نذكر أيضاً أن كثي اًر من اآلبار والمضخات التي استولت‬


‫عليها إسرائيل وحولت ملكيتها إلى شركتها الحكومية –مكورورت‪ -‬أو‬
‫نسفهتا بالمتفجرات مباشرة أو أغلقتها‪ ،‬والبنى التحتية واإلدارية لهذه‬
‫المنشآت‪ ،‬كلها مملوكة للحكومة األردنية و‪/‬أو للفلسطينيين‪ ،‬ومن غير‬
‫‪429‬‬
‫المعقول أن ال تتم أية محاسبة عليها‪ ،‬وبحسب ما يتفق عليه خبراء‬
‫يتفق على تحديدهم‪ .‬ذلك أن أعمال النسف واإلغالق واإلستيالء على‬
‫هذه المرافق تتناقص أيضاً مع أحكام المادة (‪ )53‬من اتفاقية جنيف‬
‫الرابعة لسنة ‪.1949‬‬

‫إن هذه الحسابات هي حقوق ال بد من أدائها‪ ،‬قبل الحديث عن أي‬


‫تعاون مستقبلي‪ ،‬ومن حق الفلسطينيين أن يحصلوا على هذه الحقوق‬
‫قبل أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون أو ال يريدون (التعاون) في مشاريع‬
‫عمالقة أو في مشاريع إقليمية‪.‬‬

‫وأن تجهيز ملفات هذه المطالبات الفردية والجماعية بحيث تتحول إلى‬

‫مطالبات مالية‪ ،‬سواء تم حل سياسي أم لم يتم‪ ،‬هي مسؤولية السلطة‬


‫الوطنية الفلسطينية و‪/‬أو أية جهة أخرى تتولى تمثيل الشعب‬
‫الفلسطيني‪ ،‬بل إن واجب أية سلطة أو هيئة تمثيلية للفلسطينيين أن‬
‫تتولى تنظيم إجراءات التقاضي وتنسيقها مع األطراف األخرى‪ ،‬وضمان‬
‫تيسير وصول (رعاياها) إلى محكمة مختصة بهذا الموضوع‪ ،‬وبخاصة‬
‫أنه سيكون موضع تنازع حول القانون الواجب التطبيق‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال‬
‫بد أن يتم الحل ضمن إطار محكمة خاصة بالتعويضات‪.‬‬

‫السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية‬

‫‪430‬‬
‫قرار الجمعية العامة ‪( 1803‬د‪ )17 -‬المؤرخ في ‪ 14‬كانون األول ‪/‬‬
‫ديسمبر ‪ 1962‬والمعنون "السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية"‬

‫إن الجمعية العامة‪ ،‬إذ تشير إلى قرارها ‪( 523‬د‪ )6-‬المؤرخ في ‪12‬‬
‫كانون الثاني ‪ /‬يناير ‪ ،1952‬وقرارها ‪( 626‬د‪ )7-‬المؤرخ في ‪21‬‬
‫كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪.1952‬‬

‫وإذ تذكر قرارها ‪( 1314‬د‪ )13-‬المؤرخ في ‪ 12‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر‬


‫‪ ،1958‬الذي قررت به إنشاء لجنة السيادة الدائمة على الموارد‬
‫الطبيعية‪ ،‬وطلبت إليها إجراء دراسة تامة عن وضع السيادة الدائمة‬
‫على الثروات والموارد الطبيعية كركن أساسي من أركان حق تقرير‬
‫المصير‪ ،‬وتقديم التوصيات عند اللزوم بشأن تعزيزه‪ ،‬وقررت كذلك أن‬
‫يصار‪ ،‬عند إجراء الدراسة التامة لوضع السيادة لدائمة للشعوب واألمم‬
‫على ثرواتها ومواردها الطبيعية‪ ،‬إلى التزام المراعاة الحقة لحقوق‬
‫الدول وواجباتها المقررة بمقتضى القانون الدولي وألهمية تشجيع‬
‫التعاون الدولي في التنمية االقتصادية للبلدان النامية‪.‬‬

‫وإذ تذكر قرارها ‪( 1515‬د‪ )15-‬المؤرخ في ‪ 15‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر‬


‫‪ ،1960‬الذي أوصت فيه باحترام الحق المطلق لكل دولة في التصرف‬
‫في ثرواتها ومواردها الطبيعية‪ ،‬وإذ ترى وجوب إقامة أي تدابير يتخذ‬
‫بها الشأن على أساس االعتراف بما لجميع الدول من حق ثابت في‬
‫حرية التصرف في ثروتها ومواردها الطبيعية وفقاً لمصالحها القومية‪،‬‬
‫‪431‬‬
‫وعلى أساس احترام استقالل الدول االقتصادي‪ ،‬وإذ ترى انه ليس في‬
‫الفقرة ‪ 4‬أدناه ما يتضمن أي إخالل بموقف أية دولة عضو بشأن أي‬
‫وجه من وجوه مسألة حقوق والتزامات الدول والحكومات الخلف بصدد‬
‫الممتلكات المكتسبة قبل نيل البلدان التي كانت واقعة تحت الحكم‬
‫االستعماري كامل سيادتها‪.‬‬

‫وإذ تالحظ أن موضوع خالف الدول والحكومات هو قيد الدرس على‬


‫سبيل األولوية من جانب لجنة القانون الدولي‪ ،‬وإذ ترى من‬
‫المستصوب تشجيع التعاون الدولي من أجل التنمية االقتصادية للبلدان‬
‫النامية‪ ،‬ووجوب قيام االتفاقات االقتصادية والمالية بين البلدان النامية‬
‫على أساس مبدأي المساواة وحق الشعوب واألمم في تقرير المصير‪.‬‬

‫وإذ ترى أن توفير المساعدة االقتصادية والتقنية وتقديم القروض‬


‫وزيادة االستثمارات األجنبية يجب أن ال يخضع لشروط تتنافى مع‬
‫مصالح الدولة المستفيدة‪.‬‬

‫ونظ اًر للفوائد التي يمكن جنيها من تبادل المعلومات التقنية والعلمية‬
‫الكفيلة بتعزيز إنماء تلك الموارد والثروات واالنتفاع بها‪ ،‬وللدور الهام‬
‫المطلوب من األمم المتحدة والمنظمات الدولية األخرى القيام به في‬
‫هذا الصدد‪ ،‬وإذ تعلق أهمية خاصة على مسألة تعزيز التنمية‬
‫االقتصادية للبلدان النامية وتأمين استقاللها االقتصادي‪ ،‬وإذ تالحظ أن‬
‫إقامة وتعزيز سيادة الدول الدائمة على ثرواتها ومواردها الطبيعية‬
‫‪432‬‬
‫تعزز استقاللها االقتصادي‪ ،‬وإذ ترغب في أن تمضي األمم المتحدة في‬
‫دراسة موضوع السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية بروح من التعاون‬
‫الدولي في ميدان التنمية االقتصادية للبلدان النامية‪ ،‬تعلن ما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬يتوجب أن تتم ممارسة حق الشعوب واألمم في السيادة الدائمة‬


‫على ثرواتها ومواردها الطبيعية وفقاً لمصلحة تنميتها ورفاه شعب‬
‫الدولة المعنية‪.‬‬

‫‪ .2‬ينبغي أن يتمشى التنقيب عن تلك الموارد وإنماؤها والتصرف فيها‪،‬‬


‫وكذلك استيراد رأس المال األجنبي الالزم لهذه األغراض‪ ،‬مع القواعد‬
‫والشروط التي ترى الشعوب واألمم بمطلق حريتها أنها ضرورية أو‬
‫مستحسنة على صعيد الترخيص بتلك األنشطة أو تقييدها أو حظرها‪.‬‬

‫‪ .3‬تسري على رأس المال المستورد والكسب الناجم عنه‪ ،‬في حالة‬
‫الترخيص به‪ ،‬شروط هذا الترخيص وأحكام التشريع القومي الساري‬
‫والقانون الدولي‪ ،‬ويراعي وجوباً تقسيم األرباح المتحققة بالنسب‬
‫المتفق عليها بحرية‪ ،‬في كل حالة من الحاالت‪ ،‬بين المستثمرين‬
‫والدولة المستفيدة‪ ،‬مع االهتمام الحق بتأمين عدم اإلخالل‪ ،‬ألي سبب‬
‫من األسباب بسيادة تلك الدولة على ثرواتها ومواردها الطبيعية‪.،‬‬

‫‪ .4‬يتوجب استناد التأميم أو نزع الملكية الصادرة إلى أسس وأسباب‬


‫من المنفعة العامة أو األمن أو المصلحة القومية‪ ،‬مسلم بأرجحيتها‬

‫‪433‬‬
‫على المصالح الفردية أو الخاصة البحتة‪ ،‬المحلية واألجنبية على‬

‫السواء‪ .‬ويدفع للمالك في مثل هذه الحاالت التعويض المالئم‪ ،‬وفقاً‬


‫للقواعد السارية في الدولة التي تتخذ تلك التدابير ممارسة منها‬
‫لسيادتها وفقاً للقانون الدولي‪ .‬ويراعي حال نشوء أي نزاع حول مسألة‬
‫التعويض‪ ،‬استنفاد الطرق القضائية القومية للدولة التي تتخذ تلك‬
‫التدابير‪ .‬ويراعي مع ذلك‪ ،‬إذا اتفق على ذلك بين الدول ذات السيادة‬
‫واألطراف المعنيين اآلخرين‪ ،‬تسوية النزاع بطريق التحكيم‪ ،‬أو القضاء‬
‫الدولي‪.‬‬

‫‪ .5‬يراعي وجوباً‪ ،‬تشجيع الممارسة الحرة المفيدة لسيادة الشعوب‬


‫واألمم على ثرواتها ومواردها الطبيعية‪ ،‬باالحترام المتبادل بين الدول‬

‫على أساس المساواة المطلقة‪.‬‬

‫‪ .6‬يراعى في التعاون الدولي في ميدان التنمية االقتصادية للبلدان‬


‫النامية‪ ،‬سواء جرى على صورة استثمارات رساميل عامة وخاصة‪ ،‬أو‬
‫تبادل سلع أو خدمات‪ ،‬أو مساعدة تقنية أو تبادل معلومات علمية‪ ،‬أن‬
‫يكون مشجعاً للتنمية القومية المستقلة لتلك البلدان‪ ،‬وأن يقوم على‬
‫أساس احترام سيادتها على ثرواتها ومواردها الطبيعية‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫‪ .7‬يعتبر انتهاك حقوق الشعوب واألمم في السيادة على ثرواتها‬

‫ومواردها الطبيعية منافياً لروح ميثاق األمم المتحدة ومبادئه ومعرقالً‬


‫إلنماء التعاون الدولي وصيانة السلم‪.‬‬

‫‪ .8‬يراعي حسن النية في التزام االتفاقات المتعلقة باالستثمار األجنبي‬


‫والمعقود من قبل الدول ذات السيادة أو فيما بينها‪ ،‬وتراعي الدول‬
‫والمنظمات الدولية االحترام الدقيق الصادق لسيادة الشعوب واألمم على‬
‫ثرواتها ومواردها الطبيعية‪ .‬وفقاً لميثاق األمم المتحدة وللمبادئ‬
‫المقررة في هذا القرار‪.‬‬

‫خاتمة واستنتاجات‬

‫ما الذي يمنع عودة الفلسطينيين إلى وطنهم وقراهم وبيوتهم التي ال‬
‫يزال كثير منها موجوداً حتى اآلن؟‬

‫ما الذي يمنع تعويض الفلسطينيين مقابل انتهاك حقوقهم األكثر‬


‫أساسية بدءاً من الحق في الحياة‪ ،‬وحتى حرية العمل والتنقل؟‬
‫‪435‬‬
‫بسيط هو السبب إلى حد أن القوى الفاعلة في العالم غير مستعدة‬
‫للتفكير فيه‪ ،‬إن السبب هو التمييز على أساس ديني‪ ،‬فلو كان‬
‫الفلسطينيون يهوداً مثالً لكانت إعادتهم إلى فلسطين أولى من جلب‬
‫مهاجرين من الفالشا أو دول االتحاد السوفيتي السابق‪.‬‬

‫والغريب حقاً أن األدوات القانونية في العالم‪ ،‬ومعظم دساتير دول العالم‬


‫تدين التمييز على أساس الدين‪ ،‬على حين أن هذا العالم نفسه ال يفعل‬
‫شيئاً إلعادة بعض من حقوق الفلسطينيين إليهم‪.‬‬

‫إن للقضية الفلسطينية اسماً مرادفاً وهو تطبيق حكم القانون ولكن هل‬
‫يستطيع القانون أن يصلح ما أفسدت السياسة الدولية؟ في الحقيقة‬
‫إن هذا هو واجب القانون وواجب اآلليات الدولية التي وضعها العالم‬
‫لتطبيقه؟‬

‫إن التاريخ‪ ،‬ذلك األستاذ الكبير الذي يكرر نفسه عندما يشعر أن‬
‫البشر لم يستوعبوا الدرس‪ ،‬يعلمنا يومياً أن معطيات أي أمر واقع‬
‫مهما كانت قوته ليست قد اًر أزلياً ال مرد له‪ ،‬بل إن الدول كالبشر تولد‬
‫وقد تفنى‪ ،‬نجد ذلك في وجود إسرائيل في القرن العشرين‪ ،‬مع أنها لم‬
‫تكن موجودة في القرن التاسع عشر‪ ،‬ونجد ذلك في غياب االتحاد‬
‫السوفيتي‪ ،‬في القرن الحادي والعشرين بعد أن كان شاغل الدنيا في‬
‫القرن العشرين‪ ،‬ومتى وجدت أمريكا؟‬

‫‪436‬‬
‫ومن قال أنه كان يتخيل في سبعينات القرن العشرين أن تتحول جنوب‬
‫أفريقيا من دولة األقلية البيضاء إلى دولة تسود فيها الديمقراطية‬
‫وتسترد فيها األغلبية السوداء حقوقها؟‬

‫لقد آن إلسرائيل أن تعي أن مصلحتها ومصلحة اليهود هي في‬


‫االنصياع لحكم القانون ومبادئ العدل والمساواة واإلنصاف التي‬
‫جاءت كل األديان السماوية وكل المنظومات األخالقية والقانونية‬
‫إلرسائها‪ ،‬وإن انتهاك هذه المبادئ هو أس الشرور كلها‪ ،‬إذ ال‬
‫تستطيع إسرائيل أن تضمن أن تظل ردود الفعل على انتهاكها كما هي‬
‫عليه اآلن‪ ،‬بل إن استمرار الظلم قد يوقع المنطقة في دوائر ال قبل لها‬
‫من العنف والعنف المضاد‪ .‬لقد أصبحت التكنولوجيا العسكرية سلعة‬
‫رخيصة‪ ،‬وال يمكن أن تحمي الشعوب نفسها بالجدران واألسالك‬
‫الشائكة فقط‪.‬‬

‫ليس هذا ما نقوله نحن وحدنا كطرف آخر‪ ،‬بل يقول باحثون وكتاب‬
‫يهود بعبارات أشد تجريحاً إلسرائيل والستعالئها ولعنصريتها‪ ،‬وحيث أنه‬
‫ال بد لتنظيم العالقات بين البشر من االنصياع لحكم القانون‪ ،‬فإن‬
‫مهمة القانون فعالً أن يصلح ما أفسدت السياسة‪ ،‬وأن يكون النظام‬

‫قضاء مستقالً‪ ،‬ونزيهاً‬


‫ً‬ ‫القضائي الذي يتصدى لحل هذه المشكلة‬
‫ومحايداً وفق أرقى ما توصلت له البشرية من معايير نظ اًر لحساسية‬

‫‪437‬‬
‫القضية وارتباطها باألديان السماوية الثالثية‪ ،‬حيث كثي اًر ما نسمع‬
‫ونق أر من يقول إن األديان مسؤولة عن كثير من الحروب‪.‬‬

‫إن حل الدولتين –فلسطين وإسرائيل‪ -‬ليس حالً قانونياً كما رأينا‪ ،‬بل‬
‫إنه حل توفيقي ساوى بين معطيات األمر الواقع وبين القواعد القانونية‬
‫الراسخة‪ ،‬وحاول التوفيق عبثاً بين عدم جواز احتالل األرض بالقوة‬
‫كمبدأ قانوني وأخالقي راسخ‪ ،‬وبين ما أتاحه التفوق العسكري‬
‫اإلسرائيلي في فترة مؤقتة لن تدوم إلى األبد‪.‬‬

‫إن القدس‪ ،‬تظل أرضاً محتلة تم اإلستيالء عليها بالقوة‪ ،‬في انتهاك‬
‫لقرار دولي بجعلها كياناً دولياً‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن كل اإلجراءات التي بنيت‬
‫على أساس السيطرة العسكرية اإلسرائيلية على القدس ال يمكن أن‬
‫تكون مسوغة قانوناً‪.‬‬

‫ومن هنا تأتي أهمية وشرعية الحل القائم على إقامة ثالث دول لكل‬
‫منها سيادة مختلفة‪ ،‬ففلسطين يجب أن تكون تحت السيادة‬
‫الفلسطينية‪ ،‬وإسرائيل تحت السيادة اإلسرائيلية‪ ،‬والقدس تحت السيادة‬
‫الدولية‪ ،‬وبحسب الحدود التي وضعها قرار التقسيم ‪ ،181‬بحيث يكون‬
‫لها مجلس حكم يتم ترسيخه دولياً من خالل منظمة األمم المتحدة أو‬
‫لجنة خاصة بها‪ ،‬ويتم انتخابه محلياً‪ ،‬بعد تغيير شروط المواطنة في‬
‫القدس بما يتناسب ووضعها الدولي‪ ،‬بحيث ال يكون هناك إزدواجية في‬
‫الجنسية بين فلسطين وإسرائيل والقدس‪ ،‬فالمواطن اإلسرائيلي الذي‬
‫‪438‬‬
‫يريد البقاء في القدس يصبح مواطناً مقدسياً وكذا الفلسطيني‪ ،‬وال يحق‬
‫لمواطني القدس الحصول على جنسية أي من الدولتين‪ .‬وطبيعي أن‬
‫يكون لمدينة القدس قوة األمن والدفاع الخاص بها‪ ،‬كإقليم ذي سيادة‬
‫ينظم أمنه داخلياً‪ ،‬وتشرف قوات األمم المتحدة على حدوده ومعابره من‬
‫دون سيطرة ال من دولة فلسطين وال من إسرائيل على حرية الحركة‬
‫والتنقل‪ .‬وبحيث يتم وضع معايير الوصول إلى األماكن المقدسة‬
‫بحسب معايير دولية‪ ،‬وليس وفق رغبة أو مزاج هذا الضابط اإلسرائيلي‬
‫أو ذاك‪ ،‬ألن ربط الوصول إلى مناطق العبادة برغبة قائد إسرائيلي فيه‬
‫مساس بالمشاعر الدينية لمليار مسلم‪ ،‬وال يمكن أن يستمر التغاضي‬
‫عنه إلى ما ال نهاية‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬فإن إسرائيل فشلت في ضمان األمن‬
‫في القدس سواء عندما يتعلق األمر باألماكن المقدسة اإلسالمية‪ ،‬أو‬
‫حتى بالنسبة إلى مواطنيها هي‪.‬‬

‫ومن الممكن جداً توفير موازنة لدولة القدس من خالل مساهمات دول‬

‫العالم ومؤسساته المالية المختلفة‪ ،‬هذا على افتراض أن ليس هناك‬


‫مصدر للدخل سوى السياحة الدينية وما يرتبط بها من نشاطات‪.‬‬

‫أما دولة فلسطين‪ ،‬فإنها يجب أن تقام فو اًر بحسب منطوق الق اررات‬
‫الدولية‪ ،‬ومع سحب المستوطنات اليهودية‪ ،‬أو تخيير سكانها بين‬
‫االنتقال إلى إسرائيل أو أن يصبحوا مواطنين فلسطينيين‪ ،‬فال بد من أن‬
‫تتحمل إسرائيل تكاليف إخالء المستوطنات‪ ،‬وأن تعوض الفلسطينيين‬
‫‪439‬‬
‫شعباً وأفراداً عن حقوقهم مقابل أراضيهم واستغاللها‪ ،‬وكذلك مياههم‬
‫الجوفية والسطحية‪ ،‬إذ ال يعقل في أي قانون –وضمن أي حل‬
‫قانوني‪ -‬أن تكتفي دولة فلسطين بإجالء المستوطنات هكذا من دون‬
‫أن يدفعوا ما أنتجت األرض لهم وما استغلوه من مصادرها ومياهها‬
‫ألن فتح ملفات األ راضي التي أقيمت عليها المستوطنات سيكشف أن‬
‫هناك ممتلكات فردية من األ راضي قد تمت مصادرتها لصالح‬
‫االستيطان‪ ،‬وتقضي دواعي اإلنصاف بتعويض أصحابها عن فترة‬
‫حرمانهم منها عند إعادتها إليهم‪.‬‬

‫وكما رأينا‪ ،‬فإن الفلسطينيين بحاجة إلى إجراء مصالحة –ليس بينهم‬
‫وبين إسرائيل وال بين جماعاتهم السياسية التي ال تكاد تتفق حتى‬
‫تختلف من جديد –وإنما بين ما هو سياسي وما هو قانوني أوالً‪.‬‬

‫وسواء قامت دولة فلسطين أم لم تقم ألي سبب‪ ،‬فإن الفلسطينيين ال‬
‫يزالون بعيدين عن السالم‪ ،‬إنهم في حالة حرب غير متكافئة تشكل‬
‫نزاعاً مسلحاً ذا طابع دولي‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن المدنيين واألسرى منهم‬
‫على وجه الخصوص بحاجة إلى دولة حامية‪ ،‬أكثر من حاجتهم إلى‬
‫مفاوضات سياسية‪ ،‬إن من المفهوم‪ ،‬أن األسرى يجب أن يعادوا إلى‬
‫أوطانهم فور انتهاء األعمال العدائية‪ ،‬وكان يجب أن يتم ذلك منذ‬
‫التوصل إلى اتفاق أوسلو‪ ،‬وفي كل األحوال‪ ،‬فإن حقوق األسرى‪ ،‬في‬
‫قاض ليس‬
‫ٍ‬ ‫عدم جواز نقلهم إلى خارج بلدانهم‪ ،‬وفي محاكمتهم أمام‬

‫‪440‬‬
‫قاضيهم الطبيعي‪ ،‬وفي الزيارات وفي الرسائل‪ ،‬وفي الحبس اإلنفرادي‬
‫فترات طويلة‪ ،‬وفي وحشية وسائل التحقيق‪ ،‬حيث يمارس التعذيب من‬
‫أجل التعذيب وليس من أجل الحصول على معلومات‪ ،‬وفي قتل األسرى‬

‫بعد السيطرة عليهم وكل هذه قضايا يجب أن ترفع أمام محاكم جنائية‬
‫و‪/‬أو مدنية في المحاكم الدولية واإلقليمية المختصة‪ ،‬كذا الحال في‬
‫عمليات الطرد واإلبعاد وما نجم عنها من حرمان الفلسطينيين من‬
‫حقوقهم‪ ،‬وكما رأينا‪ ،‬فإن كل جانب من جوانب الصراع يحتاج آالف‬
‫القضايا‪ ،‬ألن كل الفلسطينيين أصبحوا ضحايا بشكل أو بآخر‪.‬‬

‫وتتطلب المصالحة بين ما هو سياسي وما هو قانوني إيجاد تمثيل‬


‫حقيقي معبر للفلسطينيين وعنهم‪ ،‬فمعظم الفلسطينيين خارج فلسطين‪،‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬ال يستطيع المجلس التشريعي (داخل فلسطين) تمثيلهم‪ ،‬أما‬
‫في خارج فلسطين فليس هناك هيئة تمثيل حقيقية‪ ،‬وبخاصة لن‬
‫الفلسطينيين متفقون على ما يبدو على ضرورة تعديل الميثاق‬
‫الوطني‪ ،‬ولكن التعامل مع الميثاق لم يكن قانونياً أيضاً‪ ،‬بصرف النظر‬
‫عن صواب الموقف السياسي من عدمه‪ ،‬وبما أن كل الهيئات‬
‫الفلسطينية خارج فلسطين تستمد شرعيتها من الميثاق‪ ،‬وبما أن ليس‬
‫كل الفلسطينيين في تنظيمات فلسطينية‪ ،‬وبما أن استقاللية المستقلين‬
‫كانت تخضع لحسابات التنظيمات المختلفة والتوازنات بينها‪ ،‬وبما أن‬
‫قواعد التمثيل النسبي اعتمدت في مؤسسات كثيرة ولفترات طويلة‬

‫‪441‬‬
‫قاعدة تمثيل الفصائل وليس التجمعات الفلسطينية‪ ،‬وبما أنه توجد‬
‫فصائل فاعلة خارج إطار أطر منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬ولغير ذلك‬
‫من دواع‪ ،‬يمكن القول إن الفلسطينيين في الخارج لم يتم لهم حتى‬
‫اللحظة فرصة تمثيل حقيقي‪ ،‬وحتى لو اختار بعض هؤالء البقاء خارج‬
‫فلسطين أو الحفاظ على جنسياتهم غير الفلسطينية‪ ،‬فإن ذلك ال ينفي‬
‫وجود حقوق فردية لهم في فلسطين‪.‬‬

‫ويتطلب ذلك تفعيالً حقيقياً لدور نشطاء المجتمع المدني للعمل بشكل‬
‫متناسق معاً لخدمة الحقوق الفلسطينية ككل‪ ،‬فمعركة الحقوق هي‬
‫معركة جمعية للقيادة أهميتها فيها من حيث التنسيق والتنظيم ولكن‬
‫ليس كقدرات فردية خارقة للعادة‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن أية قيادة سياسية فلسطينية يمكنها أن تلقي‬
‫المزيد من المهام على شعبها بعد أن تمده بالذخيرة القانونية الالزمة‬
‫له للمطالبة بحقوقه‪ ،‬مع بذل أقصى درجات الحرص على عدم‬
‫التفاوض على الحقوق الفردية التي ال يمكن بحال أن تحل على طاولة‬
‫مفاوضات سياسية حتى في ظل وجود تعادل في موازين القوى‪،‬‬
‫فالحقوق الفردية ال تسوى إال تحت مظلة حكم القانون وأمام قضاء‬
‫عادل ونزيه‪.‬‬

‫إن أي زعيم فلسطيني يحسن صنعاً‪ ،‬إذا تمسك باالحتجاج بأن شعبه‬
‫يدعي أن له حقوقاً‪ ،‬وأن مهمته تتلخص في أن يؤمن لهؤالء األفراد‬
‫‪442‬‬
‫سبل التقاضي أمام هيئة قضائية مستقلة ومحايدة كي تنظر في‬
‫دعاوى هذا الشعب‪ .‬وال بد من ذلك في مواجهة التصلب اإلسرائيلي‬
‫المستمر والمتمثل في مطالبة النخبة الفلسطينية كي تتنازل عن أشياء‬
‫وعن موجودات ليست لها أصالً‪.‬‬

‫مالحق ذات صلة‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬إعالن منح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة‬


‫اعتمد ونشر على المأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫‪(1514‬د‪ )15-‬المؤرخ في ‪ 14‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪1960‬‬

‫‪443‬‬
‫إن الجمعية العامة‪،‬‬
‫إذ تذكر أن شعوب العالم قد أعلنت في ميثاق األمم المتحدة عن‬
‫عقدها العزم على أن تؤكد من جديد إيمانها بحقوق اإلنسان‬
‫األساسية‪ ،‬وبكرامة اإلنسان وقدره‪ ،‬وبتساوي حقوق الرجال والنساء‬
‫وحقوق األمم كبيرة وصغيرة‪ ،‬وعلى أن تعزز التقدم االجتماعي وتحسين‬
‫مستويات الحياة في جو من الحرية أفسح‪،‬‬
‫وإذ تدرك ضرورة إيجاد ظروف تتيح االستقرار والرفاه وإقامة عالقات‬
‫سلمية وودية على أساس احترام مبادئ تساوي جميع الشعوب في‬
‫الحقوق وحقها في تقرير مصيرها‪ ،‬واالحترام والمراعاة العامين لحقوق‬
‫اإلنسان والحريات األساسية للناس جميعا دون تمييز بسبب العرق أو‬
‫الجنس أو اللغة أو الدين‪،‬‬
‫وإذ تدرك التوق الشديد إلي الحرية لدي كافة الشعوب التابعة‪ ،‬والدور‬
‫الحاسم الذي تقوم به هذه الشعوب لنيل استقاللها‪،‬‬
‫ولما كانت على بينة من تفاقم المنازعات الناجمة عن إنكار الحرية‬
‫على تلك الشعوب أو إقامة العقبات في طريقها مما يشكل تهديداً‬
‫خطي اًر للسلم العالمي‪،‬‬
‫وإذ تأخذ بعين االعتبار ما لألمم المتحدة من دور هام في مساعدة‬
‫الحركة الهادفة إلي االستقالل في األقاليم المشمولة بالوصاية واألقاليم‬
‫غير المتمتعة بالحكم الذاتي‪،‬‬
‫وإذ تدرك أن شعوب العالم تحدوها رغبة قوية في إنهاء االستعمار‬
‫بجميع مظاهره‪،‬‬

‫‪444‬‬
‫وإذ تري عن اقتناع أن استمرار قيام االستعمار يعيق إنماء التعاون‬
‫االقتصادي الدولي‪ ،‬ويحول دون اإلنماء االجتماعي والثقافي‬
‫واالقتصادي للشعوب التابعة‪ ،‬ويناقض مثل السالم العالمي الذي تطمح‬
‫إليه األمم المتحدة‪،‬‬
‫وإذ تؤكد أن للشعوب‪ ،‬تحقيقاً لغاياتها الخاصة‪ ،‬التصرف بحرية في‬
‫ثرواتها ومواردها الطبيعية دون اإلخالل بأية التزامات ناشئة عن‬
‫التعاون االقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة‪ ،‬وعن‬
‫القانون الدولي‪،‬‬
‫وإذ تعتقد أنه ال يمكن مقاومة عملية التحرر وقلبها‪ ،‬وأنه يتحتم‪،‬‬
‫اجتناباً ألزمات خطيرة‪ ،‬وضع حد لالستعمار ولجميع أساليب الفصل‬
‫والتمييز المقترنة به‪،‬‬
‫وإذ ترحب بنيل عدد كبير من األقاليم التابعة الحرية واالستقالل في‬
‫السنوات األخيرة‪ ،‬وتدرك االتجاهات المتزايدة القوة نحو الحرية في‬
‫األقاليم التي لم تنل بعد استقاللها‪،‬‬
‫وإذ تؤمن بأن لجميع الشعوب حقاً ثابتاً في الحرية التامة وفي ممارسة‬
‫سيادتها وفي سالمة ترابها الوطني‪،‬‬
‫وتعلن رسمياً ضرورة القيام‪ ،‬سريعاً ودون أية شرط‪ ،‬بوضع حد‬
‫لالستعمار بجميع صوره ومظاهره‪ ،‬ولهذا الغرض‪،‬‬
‫تعلن ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إن إخضاع الشعوب الستعباد األجنبي وسيطرته واستغالله يشكل‬
‫إنكا ار لحقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬ويناقض ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬ويعيق‬

‫‪445‬‬
‫قضية السلم والتعاون العالميين‪،‬‬
‫‪ .2‬لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها‪ ،‬ولها بمقتضى هذا الحق‬
‫أن تحدد بحرية مركزها السياسي وتسعي بحرية إلي تحقيق إنمائها‬
‫االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪،‬‬
‫‪ .3‬ال يجوز أبدا أن يتخذ نقص االستعداد في الميدان السياسي أو‬
‫االقتصادي أو االجتماعي أو التعليمي ذريعة لتأخير االستقالل‪،‬‬
‫‪ .4‬يوضع حد لجميع أنواع األعمال المسلحة أو التدابير القمعية‪،‬‬
‫الموجهة ضد الشعوب التابعة‪ ،‬لتمكينها من الممارسة الحرة والسلمية‬
‫لحقها في االستقالل التام‪ ،‬وتحترم سالمة ترابها الوطني‪،‬‬
‫‪ .5‬يصار فو اًر إلي اتخاذ التدابير الالزمة‪ ،‬في األقاليم المشمولة‬
‫بالوصاية أو األقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي‪ ،‬أو جميع األقاليم‬
‫األخرى التي لم تنل بعد استقاللها‪ ،‬لنقل جميع السلطات إلي شعوب‬
‫تلك األقاليم‪ ،‬دون أية شروط أو تحفظات‪ ،‬ووفقاً إلرادتها ورغبتها‬
‫المعرب عنهما بحرية‪ ،‬دون تمييز بسبب العرق أو المعتقد أو اللون‪،‬‬
‫لتمكينها من التمتع باالستقالل والحرية والتأمين‪،‬‬
‫‪ .6‬كل محاولة تستهدف التقويض الجزئي أو الكلي للوحدة القومية‬
‫والسالمة اإلقليمية لبلد ما تكون متنافية ومقاصد ميثاق األمم المتحدة‬
‫ومبادئه‪،‬‬
‫‪ .7‬تلتزم جميع الدول بأمانة ودقة أحكام ميثاق األمم المتحدة‪،‬‬
‫واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وهذا اإلعالن على أساس المساواة‬
‫وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول‪ ،‬واحترام حقوق‬
‫السيادة والسالمة اإلقليمية لجميع الشعوب‪.‬‬
‫‪446‬‬
‫ثانياً‪ :‬قرار رقم ‪( 3236‬الدورة ‪ )29‬بتاريخ ‪ 22‬تشرين الثاني (نوفمبر)‬
‫‪1974‬‬
‫إقرار حقوق الشعب الفلسطيني‬
‫إن الجمعية العامة وقد نظرت في قضية فلسطين‪ ،‬وقد استمعت إلى‬
‫بيان منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬ممثلة شعب فلسطين‪ .333 ،‬وقد‬
‫استمعت أيضاً إلى بيانات أخرى ألقيت خالل المناقشة‪ ،‬وإذ يقلقها‬
‫عميق القلق أنه لم يتم‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬التوصل إلى حل عادل لمشكلة‬

‫‪447‬‬
‫فلسطين‪ ،‬وإذ تعترف بأن مشكلة فلسطين ال تزال تعرض السلم واألمن‬
‫الدوليين للخطر‪ ،‬واعترافاً منها بأن للشعب الفلسطيني الحق في تقرير‬
‫المصير وفقاً لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وإذ تعرب عن بالغ قلقها لكون‬
‫الشعب الفلسطيني قد منع من التمتع بحقوقه‪ ،‬غير القابلة للتصرف‪،‬‬
‫ال سيما حقه في تقرير مصيره‪ ،‬وإذ تسترشد بمقاصد الميثاق ومبادئه‪،‬‬
‫وإذ تشير إلى ق ارراتها المتصلة بالموضوع‪ ،‬والتي تؤكد حق الشعب‬
‫الفلسطيني في تقرير مصيره‪،‬‬
‫‪ .1‬تؤكد من جديد حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين‪ ،‬غير القابلة‬
‫للتصرف‪ ،‬وخصوصاًَ‪:‬‬
‫أ_ الحق في تقرير مصيره دون تدخل خارجي‪،‬‬
‫ب_الحق في استقالل والسيادة الوطنيين‪.‬‬
‫‪ .2‬وتؤكد من جديد أيضا حق الفلسطينيين‪ ،‬غير القابلة للتصرف‪ ،‬في‬
‫العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها واقتلعوا منها‪ ،‬وتطالب‬
‫بإعادتهم‪.‬‬
‫‪ .3‬وتشدد على أن االحترام الكلي لحقوق الشعب الفلسطيني هذه‪ ،‬غير‬
‫القابلة للتصرف‪ ،‬وإحقاق هذه الحقوق‪ ،‬أمران ال غنى عنهما لحل‬
‫قضية فلسطين‪.‬‬
‫‪ .4‬وتعترف بأن الشعب الفلسطيني طرف رئيسي في إقامة سلم عادل‬
‫ودائم في الشرق األوسط‪.‬‬
‫‪ .5‬وتعترف كذلك بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه بكل‬
‫الوسائل وفقاً لمقاصد ميثاق األم المتحدة ومبادئه‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫‪ .6‬وتناشد جميع الدول والمنظمات الدولية أن تمد بدعمها الشعب‬
‫الفلسطيني في كفاحه استرداد حقوقه‪ ،‬وفقاً للميثاق‪.‬‬
‫‪ .7‬وتطلب إلى األمين العام أن يقيم اتصاالت مع منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية في كل الشؤون المتعلقة بقضية فلسطين‪.‬‬
‫‪ .8‬وتطلب إلى األمين العام أن يقدم إلى الجمعية العامة‪ ،‬في دورتها‬
‫الثالثين‪ ،‬تقري اًر عن تنفيذ هذا القرار‪.‬‬
‫‪ .9‬وتقرر أن يدرج البند المعنون "قضية فلسطين" في جدول األعمال‬
‫المؤقت لدورتها الثالثين‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬قرار رقم ‪ ( 2649‬الدورة ‪ )25‬بتاريخ ‪ 30‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر‬


‫‪1970‬‬
‫إدانة إنكار حق تقرير المصير خصوصاً لشعوب جنوب أفريقيا‬
‫وفلسطين‬

‫إن الجمعية العامة إذ توكد أهمية التحقيق العالمي لحق الشعوب في‬
‫تقرير المصير‪ ,‬واإلسراع في منح االستقالل للشعوب والبالد المستعمرة‬
‫من أجل الضمان الفعال لحقوق اإلنسان والتقيد بها‪ ،‬وإذ تعرب عن‬

‫‪449‬‬
‫قلقها من أن كثي اًر من الشعوب ال يزال محروماً حق تقرير المصير وال‬
‫يزال خاضعاً للسيطرة واالستعمارية واألجنبية ‪.‬‬
‫وإذ تأسف ألن اإللتزامات الملقاة على الدول بموجب ميثاق األمم‬
‫المتحدة‪ ,‬وكذلك الق اررات الصادرة عن أجهزة األمم المتحدة لم تكن‬
‫كافية لتحقيق االحترام لحق الشعوب في تقرير المصير في جميع‬
‫الحاالت‪،‬‬
‫وإذ تذكر قرار رقم ‪ 2588‬بـ ( الدورة ‪ )24‬الصادر في ‪ 15‬كانون الثاني‬
‫(ديسمبر) ‪ ،1969‬والقرار رقم ‪ 8‬الذي اتخذه المؤتمر العالمي لحقوق‬
‫اإلنسان في طهران سنة ‪ ،1968‬وإذ تذكر ق ارراها رقم ‪ ( 1514‬الدورة‬
‫‪ )15‬الصادر في ‪ 14‬كانون األول (ديسمبر) ‪ 1960‬والمتضمن إعالن‬
‫منح االستقالل للبالد وللشعوب المستعمرة‪،‬‬
‫‪ .1‬تؤكد شرعية نضال الشعوب الخاضعة للسيطرة االستعمارية‬
‫واألجنبية‪ ،‬والمعترف بحقها في تقرير المصير‪ ،‬لكي تستعيد ذلك الحق‬
‫بأية وسيلة في متناولها‪.‬‬
‫‪ .2‬تعترف للشعوب الخاضعة للسيطرة االستعمارية واألجنبية‪ ،‬في‬
‫ممارساتها الشرعية لحقها في تقرير المصير‪ ،‬بالبحث عن جميع أنواع‬
‫المعونة المعنوية والمادية وتلقيها‪ ،‬بموجب ق اررات األمم المتحدة وروح‬
‫ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ .3‬تدعو جميع الحكومات التي تنكر حق تقرير على الشعوب الخاضعة‬
‫للسيطرة االستعمارية واألجنبية‪ ،‬إلى االعتراف بذلك الحق واحترامه وفقاً‬
‫وروحه‪.‬‬ ‫المتحدة‬ ‫األمم‬ ‫ميثاق‬ ‫ومبادئ‬ ‫الدولية‬ ‫للمواثيق‬
‫‪ .4‬تعتبر أن االستيالء على األ راضي واالحتفاظ بها خالفاً لحق شعب‬
‫‪450‬‬
‫تلك األراضي في تقرير المصير‪ ،‬ال يمكن قبوله‪ ،‬ويشكل خرقاً فاحشاً‬
‫للميثاق‪.‬‬
‫‪ .5‬تدين تلك الحكومات التي تنكر حق تقرير المصير على الشعوب‬
‫المعترف لها بذلك الحق وخصوصاً شعوب أفريقيا وفلسطين‪.‬‬
‫‪ .6‬تطلب من لجنة حقوق اإل نسان أن تبحث‪ ،‬في دورتها السابعة‬
‫والعشرين‪ ،‬في تنفيذ ق اررات األمم المتحدة المتعلقة بحق الشعوب‬
‫الخاضعة للسيطرة االستعمارية واألجنبية في تقرير المصير‪ ،‬وأن ترفع‬
‫استنتاجاتها وتوصياتها إلى الجمعية العامة عن طريق المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي في أقرب وقت ممكن‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬قرار رقم ‪( 2787‬الدورة ‪ )26‬بتاريخ ‪ 6‬كانون األول (ديسمبر)‬


‫‪1971‬‬
‫تأكيد شرعية نضال الشعوب في سبيل تقرير المصير والتحرر‬
‫من االستعمار والتسلط واالستعباد األجنبي‪ ،‬بما في ذلك شعب‬
‫فلسطين‪.‬‬

‫إن الجمعية العامة إذ تعيد تأكيد ق ارراتها رقم ‪( 1514‬الدورة ‪)15‬‬


‫الصادر في ‪ 14‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1960‬ورقم ‪( 1803‬الدورة‬

‫‪451‬‬
‫‪ )17‬الصادر في ‪ 14‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1962‬ورقم ‪1904‬‬
‫(الدورة ‪ )18‬الصادر في ‪ 20‬تشرين الثاني (نوفمبر) ‪ ،1963‬ورقم‬
‫‪( 22000‬الدورة ‪ )21‬في ‪ 16‬كانون الثاني (ديسمبر) ‪ ،1966‬ورقم‬
‫‪ 2535‬ب (الدورة ‪ )24‬الصادر في ‪ 10‬كانون األول (ديسمبر) ‪،1969‬‬
‫ورقم ‪( 2649‬الدورة ‪ )25‬الصادر في ‪ 24‬تشرين األول (أكتوبر)‬
‫‪ ،1970‬ورقم ‪( 2649‬الدورة ‪ )25‬الصادر في ‪ 30‬تشرين الثاني‬
‫(نوفمبر) ‪ ،1970‬ورقم ‪ 2672‬ج ( الدورة ‪ )25‬الصادر في ‪ 8‬كانون‬
‫األول (ديسمبر) ‪ ،1970‬والقرار رقم ‪ 8‬الذي اتخذه مؤتمر حقوق‬
‫‪،1968‬‬ ‫سنة‬ ‫طهران‬ ‫في‬ ‫عقد‬ ‫الذي‬ ‫الدولي‬ ‫اإل نسان‬
‫وإذ تعيد بجد تأكيد أن إخضاع الشعوب لالستعباد والتسلط األجنبيين‬
‫ولالستغالل االستعماري ‪ ،‬انتهاك لمبدأ تقرير المصير وإنكار لحقوق‬
‫اإلنسان األساسية ومخالف لميثاق األمم المتحدة ‪،‬وإذ يقلقها أن شعوباً‬
‫كثيرة ال تزال محرومة حق تقرير المصير‪ ،‬وتعيش في ظل أحوال‬
‫االستعمار والتسلط األجنبيين‪،‬‬
‫وإذ تعرب عن قلقها من أن بعض الدول وخصوصاً البرتغال‪ ،‬يشن‬
‫بتأييد من حلفاءه في منظمة حلف األطلسي‪ ،‬الحرب على حركة‬
‫التحرر الوطني في المستعمرات وعلى بعض الدول المستقلة في‬
‫أفريقيا وآسيا والدول النامية‪،‬‬
‫وإذ تؤكد أن االستعمار في كل صوره ومظاهره ‪ ،‬ومن ضمنها طرق‬
‫االستعمار الجديد‪ ،‬يكون عدواناً جسيماً على حقوق الشعوب وعلى‬
‫حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬وقد اقتنعت بأن تطبيق مبدأ تقرير‬
‫الشعوب لمصيرها ذو أهمية عظمى لتعزيز عالقة الصداقة بين البالد‬

‫‪452‬‬
‫والشعوب‪ ،‬ولضمان حقوق اإلنسان والمحافظة على السالم في العالم‪،‬‬
‫وإذ تؤكد أن مستقبل زمبابوي ال يمكن التفاوض في شانه مع عهد‬
‫غير شرعي وأن التسوية يجب أن تقوم على أساس "ال استقالل قبل‬
‫حكم األغلبية"‪،‬‬

‫وإذ تعود فتؤكد حقوق جميع الشعوب غير القابلة للتصرف ‪ ،‬خصوصاً‬
‫شعوب زمبابوي‪ ،‬ناميبيا‪ ،‬أنغوال‪ ،‬موزامبيق‪ ،‬غينيا‪ ،‬بيساو‪ ،‬والشعب‬
‫الفلسطيني‪ ،‬في الحرية والمساواة وتقرير المصير‪ ،‬وشرعية نضالها من‬
‫أجل استرداد الحقوق‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬قرار رقم ‪( 2955‬الدورة ‪ )27‬بتاريخ ‪ 12‬كانون األول‬


‫(ديسمبر) ‪1972‬‬
‫إدراك حق الشعوب في تقرير المصير والحرية‬
‫إن الجمعية العامة إذ نظرت في البند الذي عنوانه "أهمية اإلدراك لحق‬
‫الشعوب في تقرير المصير‪ ،‬ولإلسراع في منح البالد والشعوب‬
‫المستعمرة استقاللها‪ ،‬من أجل ضمان حقوق اإلنسان‪ ،‬ورعايتها‬
‫‪453‬‬
‫بصورة فعالة"‪،‬‬
‫وإذ تذكر القرار ‪( 2787‬الدورة ‪ )26‬الصادر في ‪ 6‬كانون األول‬
‫(ديسمبر) ‪ ،1971‬الذي حثت فيه الجمعية العامة األمين العام والدول‬
‫األعضاء في األمم المتحدة أو أعضاء الوكاالت المتخصصة‪ ،‬على‬
‫اتخاذ خطوات فعالة لضمان تنفيذ ق اررات األمم المتحدة ذات الصلة‬
‫بالموضوع‪ ،‬وإذ تعيد تأكد الحق الثابت لجميع الشعوب‪( ،‬التي هي تحت‬
‫االستعمار والسيطرة األجنبية‪ ،‬في تقرير المصير والحرية واالستقالل‬
‫وفقاً إلعالن منح االستقالل للبالد والشعوب المستعمرة‪ ،‬الذاتي يشتمل‬
‫عليه قرار الجمعية العامة رقم ‪( 1514‬الدورة ‪ )15‬إلى الصادر في ‪14‬‬
‫كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1960‬ولقراري الجمعية العامة رقم ‪2649‬‬
‫(الدورة ‪ )25‬الصادر في ‪ 30‬تشرين الثاني (نوفمبر)‪1970‬ورقم ‪2787‬‬
‫(الدورة ‪ )26‬الصادر في ‪ 6‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1971‬وإذ يزعجها‬
‫استمرار معارضة دول االستعمار والتمييز العنصري‪ ،‬كالبرتغال وجنوب‬
‫أفريقيا‪ ،‬لالعتراف بحق تقرير المصير واالستقالل لشعوب المناطق‬
‫الواقعة تحت االستعمار وتطبيق ذلك الحق‪،‬‬
‫كثير موقف بعض الدول األعضاء السلبي من تنفيذ ق اررات‬ ‫وإذ يقلقها اً‬
‫مجلس األمن والجمعية العامة المتعلقة باالستعمار والتمييز العنصري‬
‫وتقرير المصير‪،‬‬
‫كثير اشتداد القمع المسلح والقتل الذي ال مبرر له‬
‫اً‬ ‫وإذ يؤسفها‬
‫للشعوب الواقعة تحت االستعمار والسيطرة األجنبية‪ ،‬وأعمال العدوان‬
‫التي يرتكبها المستعمرون والقوات األجنبية ضد عدد من الدول‬
‫والشعوب التي تناضل لتقرير مصيرها‪ ،‬األمر الذي يعيق التمتع التام‬

‫‪454‬‬
‫اإلنسان‪،‬‬ ‫بحقوق‬
‫وإذ تالحظ الحاجة الماسة‪ ،‬وفقاً لبنود ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬إلى توفير‬
‫أقصى معونة مادية وإنسانية ومعنوية لشعوب المناطق المحررة‪،‬‬
‫والمناطق المستعمرة‪ ،‬وكذلك المناطق الخاضعة لألجانب‪،‬‬
‫‪ .1‬تعيد تأكيد حق جميع الشعوب‪ ،‬وخصوصاً تلك التي ذكرت في قرار‬
‫الجمعية العامة رقم ‪( 2787‬الدورة ‪ ،)26‬في تقرير المصير والحرية‬
‫واالستقالل‪ ،‬وكذلك شرعية نضالها في سبيل التحرر من االستعمار‬
‫والسيطرة األجنبية والخضوع لألجانب‪ ،‬بكل الوسائل المتوفرة وفقاً‬
‫لميثاق األم المتحدة وق ارراتها‪.‬‬
‫‪ .2‬تدين بقوة كل تلك الحكومات‪ ،‬خصوصاً حكومتي البرتغال وجنوب‬
‫أفريقيا‪ ،‬التي تصر على رفض تنفيذ قرار الجمعية العامة رقما ‪1514‬‬
‫(الدورة ‪ )15‬والق اررات األخرى المتعلقة بهذا الموضوع‪.‬‬
‫‪ .3‬تدين بقوة سياسات الدول أعضاء حلف األطلسي والدول األخرى‬
‫التي تساعد البرتغال وأنظمة التمييز العنصري األخرى في أفريقيا‬
‫وسواها‪ ،‬الخاصة بكبت مطامح الشعوب إلى حقوق اإلنسان والتمتع‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ .4‬تقرر دراسة طرق ووسائل معينة لتقديم أقصى معونة إنسانية‬
‫ومادية إلى شعوب المناطق المحررة والمناطق المستعمرة والخاضعة‬
‫لألجانب‪.‬‬
‫‪ .5‬تطب من األمين العام تقديم تقرير إلى الجمعية العامة‪ ،‬في دورتها‬
‫الثامنة والعشرين‪ ،‬يعين فيه مجال وطبيعة المعونة المتوفرة للبالد‬
‫والشعوب المستعمرة‪ ،‬وكذلك للمناطق المحررة‪ ،‬من أموال التبرع‬

‫‪455‬‬
‫الموجودة الخاصة بذلك‪ ،‬وأنواع المعونة األخرى التي تقدمها أجهزة‬
‫األمم المتحدة ذات العالقة‪ ،‬والوكاالت المختصة ووكالة الطاقة الذرية‬
‫الدولية‪ ،‬والمنظمات اإلقليمية الحكومية‪ ،‬والمنظمات المختصة غير‬
‫الحكومية‪ ،‬وذلك بعد التشاور مع لجنة المجلس بشأن المنظمات غير‬
‫الحكومية‪ ،‬كي تساعد على دراسة المناطق وطرق ووسائل تقوية‬
‫المعونة اإلنسانية والمادية‪ ،‬على أن يهتم بالحاجة إلى التنسيق‪.‬‬
‫‪ .6‬تدعو المنظمات المتقدمة الذكر إلى التعاون مع األمين العام على‬
‫تنفيذ الفقرة ‪ 5‬من هذا القرار‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬قرار رقم ‪( 3103‬الدورة ‪ )28‬بتاريخ ‪ 12‬كانون األول‬


‫(ديسمبر) ‪1973‬‬

‫إعالن المبادئ اإلنسانية األساسية في جميع النزاعات المسلحة ومبادئ‬


‫الوضع القانوني الخاص بالمناضلين ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية‬
‫واألنظمة العنصرية‬
‫إن الجمعية العامة إذ تذكر أن ميثاق األمم المتحدة يؤكد من جديد‬

‫‪456‬‬
‫اإليمان بكرامة اإلنسان وقيمته‪ ،‬وإذ تذكر القرار رقم ‪( 2444‬الدورة ‪)23‬‬
‫في ‪ 19‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1968‬الذي اعترفت فيه الجمعية‬
‫العامة‪ ،‬إلى جانب أمور أخرى‪ ،‬بالحاجة إلى تطبيق المبادئ اإلنسانية‬
‫األساسية على جميع النزاعات المسلحة‪.‬‬
‫وإذ تقر عالوة على ذلك أهمية احترام اتفاقيات الهاي لسنة ‪1907‬‬
‫وبروتوكول جنيف لسنة‪ ،1925‬واتفاقيات جنيف لسنة ‪ ،1949‬ومقاييس‬
‫أخرى معترف بها كلياً في القانون الدولي المعاصر من أجل حماية‬
‫حقوق اإلنسان في النزاعات المسلحة‪ ،‬وإذ تؤكد من جديد أن استمرار‬
‫االستعما ر في جميع أشكاله ومظاهره‪ ،‬كما ورد في قرار الجمعية العامة‬
‫رقم ‪( 2621‬الدورة ‪ )25‬في ‪ 12‬تشرين األول (أكتوبر) ‪ ،1970‬هو‬
‫جريمة‪ ،‬وأن للشعوب المستعمرة حقا طبيعياً في النضال بكل الوسائل‬
‫التي تصرفها ضد الدول االستعمارية والسيطرة األجنبية‪ ،‬ممارسة بذلك‬
‫حقها في تقرير المصير الذي اعترف به ميثاق األمم المتحدة وإعالن‬
‫مبادئ القانون الدولي بشأن العالقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً‬
‫لميثاق األمم المتحدة‪،‬‬
‫وإذ تشدد على أن سياسة التمييز واالضطهاد العنصريين قد أدانتها‬
‫البالد والشعوب جميعاً‪ ،‬وأن إتباع مثل هذه السياسة قد اعتبر جريمة‬
‫دولية ‪ ،‬وإذ تؤكد من جديد إعالنات الجمعية العامة في قراريها رقم‬
‫‪( 2548‬الدورة‪ )24‬في‪ 11‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1969‬ورقم ‪2708‬‬
‫(الدورة ‪ )25‬في ‪ 14‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1971‬أن عادة استخدام‬
‫الجنود المرتزقة ضد حركات التحرر القومي في المناطق المستعمرة‬
‫تشكل عمالً إجرامياً ‪.‬‬

‫‪457‬‬
‫وإذ تذكر النداءات المتعددة التي وجهتها الجمعية العامة إلى الدول‬
‫االستعمارية‪ ،‬وإلى أولئك الذين يحتلون مناطق أجنبية‪ ،‬وكذلك إلى‬
‫األنظمة العنصرية‪ ،‬والتي وردت‪ ،‬مع أمور أخرى‪ ،‬في ق ارراتها رقم‬
‫‪( 2383‬الدورة ‪ )23‬في ‪ 7‬تشرين الثاني (نوفمبر) ‪ 1968‬ورقم ‪2508‬‬
‫(الدورة ‪ )24‬في ‪ 21‬تشرين الثاني (نوفمبر) ‪ ،1969‬ورقم ‪2547‬‬
‫(الدورة ‪ )24‬في ‪ 11‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1969‬ورقم ‪2652‬‬
‫(الدورة ‪ )25‬في ‪ 3‬كانون األول (ديسمبر‪ ،1975 ،‬ورقم ‪( 2678‬الدورة‬
‫‪ )25‬في ‪ 9‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1975‬ورقم‪( 2707‬الدورة ‪ )25‬في‬
‫‪ 14‬كانون األول (ديسمبر)‪ ،1970‬ورقم ‪( 2795‬الدورة ‪ )26‬في ‪2796‬‬
‫(الدورة ‪ )26‬في‪ 10‬كانون األول (ديسمبر)‪ ،1971‬ورقم ‪( 2871‬الدورة‬
‫‪ )26‬في ‪ 2 0‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1971‬لتضمن أن تطبق على‬
‫المحاربين في سبيل الحرية وتقرير المصير بنود اتفاقية جنيف المتعلقة‬
‫بمعاملة أسرى الحرب تاريخ ‪ 12‬آب (أغسطس) ‪ ،1949‬واتفاقية جنيف‬
‫المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب تاريخ ‪ 12‬آب (أغسطس)‬
‫‪.1949‬‬
‫وإذ يقلقها بشدة أنه‪ ،‬على الرغم من نداءات الجمعية العامة المتعددة‪،‬‬
‫لم يضمن بعد اإلذعان لالتفاقيتين المذكورتين‪ ،‬وإذ تالحظ أن معاملة‬
‫المحاربين الذين يناضلون ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية‪ ،‬واألنظمة‬
‫إنسانية‪.‬‬ ‫غير‬ ‫تزال‬ ‫ال‬ ‫أسرى‬ ‫يقعون‬ ‫والذين‬ ‫العنصرية‪،‬‬
‫وإذ تذكر قراريها رقم ‪( 2674‬الدورة ‪ )25‬في ‪ 9‬كانون األول (ديسمبر)‬
‫‪ ،1975‬ورقم ‪( 2852‬الدورة ‪ )26‬في ‪ 20‬كانون األول (ديسمبر)‬
‫‪ ،1971‬اللذين أشا ار إلى الحاجة إلى توسيع المستندات والمقاييس‬

‫‪458‬‬
‫اإلضافية التي تهدف‪ ،‬إلى جانب أمور أخرى‪ ،‬إلى زيادة حماية‬
‫األشخاص الذين يناضلون في سبيل الحرية ضد السيطرة االستعمارية‬
‫واألجنبية واألنظمة العنصرية‪.‬‬
‫تعلن رسمياً المبادئ األساسية التالية للوضع القانوني الخاص‬
‫بالمحاربين الذين يناضلون ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية واألنظمة‬
‫العنصرية‪ ،‬دون اإلخالل في توسيعها في المستقبل ضمن إطار تطور‬
‫القانون الدولي الذي ينطبق على حماية حقوق اإلنسان في النزاع‬
‫المسلح‪:‬‬
‫‪ .1‬إن نضال الشعوب الواقعة تحت السيطرة االستعمارية واألجنبية‬
‫واألنظمة العنصرية في سبيل تحقيق حقها في تقرير المصير‬
‫واالستقالل‪ ،‬هو نضال شرعي‪ ،‬ويتفق تماماً مع مبادئ القانون الدولي‪،‬‬
‫‪ .2‬إن أي محاولة لقمع الكفاح ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية‬
‫واألنظمة العنصرية هي مخالفة لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وإلعالن مبادئ‬
‫القانون الدولي الخاصة بالعالقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً‬
‫لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬ولإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وإلعالن منح‬
‫البالد والشعوب المستعمرة استقاللها‪ ،‬وتشكل خط اًر على السالم واألمن‬
‫الدوليين‪،‬‬
‫‪ .3‬إن النزاعات المسلحة التي تنطوي على نضال الشعوب ضد السيطرة‬
‫االستعمارية واألجنبية واألنظمة العنصرية‪ ،‬يجب النظر إليها باعتبارها‬
‫نزاعات دولية مسلحة بالمعنى الوارد في اتفاقية جنيف لسنة ‪1949‬‬
‫والوضع القانوني المعد لتطبيقه على المحاربين في اتفاقية جنيف‬
‫(‪ )1949‬وفي المستندات الدولية األخرى التي تنطبق على األشخاص‬

‫‪459‬‬
‫الملتزمين في نضال مسلح ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية واألنظمة‬
‫العنصرية‪،‬‬
‫‪ .4‬إن المحاربين المناضلين ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية‬
‫واألنظمة العنصرية‪ ،‬الذين وقعوا في األسر‪ ،‬يجب أن يمنحوا وضع‬
‫أسرى الحرب‪ ،‬وأن يعاملوا وفق أحكام اتفاقية جنيف الخاصة‬
‫بمعاملة أسرى الحرب تاريخ ‪ 12‬آب (أغسطس) ‪. 1949‬‬
‫‪ .5‬إن استخدام األنظمة العنصرية واالستعمارية للجنود المرتزقة ضد‬
‫حركات التحرير القومي التي تناضل في سبيل حريتها واستقاللها من‬
‫نير السيطرة االستعمارية واألجنبية‪ ،‬يعتبر عمالً إجراميا‪ ،‬ولذلك يجب‬
‫معاقبة الجنود المرتزقة كمجرمين‪،‬‬
‫‪ .6‬إن انتهاك الوضع القانوني الخاص بالمحاربين المناضلين ضد‬
‫السيطرة االستعمارية واألجنبية واألنظمة العنصرية في أثناء النزاع‬
‫المسلح ينتج تحمل المسؤولية التامة وفقاً لمبادئ القانون الدولي‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬الميثاق الوطني الفلسطيني‬


‫المادة ‪:1‬‬
‫فلسطين وطن الشعب العربي الفلسطيني وهي جزء ال يتج أز من الوطن‬
‫العربي الكبير والشعب الفلسطيني جزء من األمة العربية‪.‬‬

‫‪460‬‬
‫المادة‪2:‬‬
‫فلسطين بحدودها التي كانت قائمة في عهد االنتداب البريطاني وحدة‬
‫إقليمية ال تتج أز‪.‬‬
‫المادة‪3:‬‬
‫الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الشرعي في وطنه ويقرر‬
‫مصيره بعد أن يتم تحرير وطنه وفق مشيئته وبمحض إرادته واختياره‪.‬‬
‫المادة‪4:‬‬
‫الشخصية الفلسطينية صفة أصيلة الزمة ال تزول وهي تنتقل من‬
‫اآلباء إلى األبناء وان االحتالل الصهيوني وتشتيت الشعب العربي‬
‫الفلسطيني نتيجة النكبات التي حلت به ال يفقدانه شخصيته وانتمائه‬
‫الفلسطيني وال ينفيانها‪.‬‬
‫المادة‪5:‬‬
‫الفلسطينيون هم المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في‬
‫فلسطين حتى عام ‪ 1947‬سواء من اخرج منها أو بقي فيها‪ ،‬وكل من‬
‫ولد ألب عربي فلسطيني بعد هذا التاريخ داخل فلسطين أو خارجها هو‬
‫فلسطيني‪.‬‬
‫المادة‪6:‬‬
‫اليهود الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في فلسطين حتى بدء الغزو‬
‫الصهيوني لها يعتبرون فلسطينيين‪.‬‬
‫المادة‪7:‬‬
‫االنتماء الفلسطيني واالرتباط المادي والروحي والتاريخي بفلسطين‬
‫‪461‬‬
‫حقائق ثابتة‪ ،‬وان تنشئة الفرد الفلسطيني تنشئة عربية ثورية واتخاذ‬
‫كافة وسائل التوعية والتثقيف لتعريف الفلسطيني بوطنه تعريفاً روحياً‬
‫ومادياً عميقاً وتأهيله للنضال والكفاح المسلح والتضحية بماله وحياته‬
‫السترداد وطنه حتى التحرير واجب قومي‪.‬‬
‫المادة‪8:‬‬
‫المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هي مرحلة الكفاح الوطني‬
‫لتحرير فلسطين ولذلك فإن التناقضات بين القوى الوطنية هي من نوع‬
‫التناقضات الثانوية التي يجب أن تتوقف لصالح التناقض األساسي‬
‫فيما بين الصهيونية واالستعمار من جهة وبين الشعب العربي‬
‫الفلسطيني من جهة ثانية‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن الجماهير‬
‫الفلسطينية سواء من كان منها في ارض الوطن أو في المهاجر تشكل‬
‫منظمات وأفرادا جبهة وطنية واحدة تعمل السترداد فلسطين وتحريرها‬
‫بالكفاح المسلح‪.‬‬
‫المادة‪9:‬‬
‫الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وهو بذلك‬
‫إستراتيجية وليس تكتيكاً ويؤكد الشعب العربي الفلسطيني تصميمه‬
‫المطلق وعزمه الثابت على متابعة الكفاح المسلح والسير قدماً نحو‬
‫الثورة الشعبية المسلحة لتحرير وطنه والعودة إليه وعن حقه في‬
‫الحياة الطبيعية فيه وممارسة حق تقرير مصيره فيه والسيادة عليه‪.‬‬
‫المادة‪10:‬‬
‫العمل الفدائي يشكل نواة حرب التحرير الشعبية الفلسطينية وهذا‬

‫‪462‬‬
‫يقتضي تصعيده وشموله وحمايته وتعبئة كافة الطاقات الجماهيرية‬
‫والعلمية الفلسطينية وتنظيمها وإشراكها في الثورة الفلسطينية المسلحة‬
‫وتحقيق التالحم النضالي الوطني بين مختلف فئات الشعب الفلسطيني‬
‫وبينها وبين الجماهير العربية ضماناً الستمرار الثورة وتصاعدها‬
‫وانتصارها‪.‬‬
‫المادة‪11:‬‬
‫يكون للفلسطينيين ثالثة شعارات‪ :‬الوحدة الوطنية‪ ،‬والتعبئة القومية‪،‬‬
‫والتحرير‪.‬‬
‫المادة‪12:‬‬
‫الشعب العربي الفلسطيني يؤمن بالوحدة العربية ولكي يؤدي دوره في‬
‫تحقيقها يجب عليه في هذه المرحلة من كفاحه الوطني أن يحافظ على‬
‫شخصيته الفلسطينية ومقوماتها‪ ،‬وان ينمي الوعي بوجودها وان‬
‫يناهض أيا من المشروعات التي من شأنها إذابتها أو إضعافها‪.‬‬
‫المادة‪13:‬‬
‫الوحدة العربية وتحرير فلسطين هدفان متكامالن يهيئ الواحد منهما‬
‫تحقيق اآلخر‪ ،‬فالوحدة العربية تؤدي إلى تحرير فلسطين وتحرير‬
‫فلسطين يؤدي إلى الوحدة العربية والعمل لهما يسير جنباً إلى جنب‪.‬‬
‫المادة‪14:‬‬
‫مصير األمة العربية‪ ،‬بل الوجود العربي بذاته رهن بمصير القضية‬
‫الفلسطينية ومن الترابط ينطلق سعي األمة العربية وجهدها لتحرير‬
‫فلسطين ويقوم شعب فلسطين بدوره الطليعي لتحقيق هذا الهدف‬

‫‪463‬‬
‫القومي المقدس‪.‬‬
‫المادة‪15:‬‬
‫تحرير فلسطين من ناحية عربية هو واجب قومي لرد الغزوة‬
‫الصهيونية واإلمبريالية عن الوطن العربي الكبير ولتصفية الوجود‬
‫الصهيوني في فلسطين‪ ،‬تقع مسؤولياته كاملة على األمة العربية‬
‫شعوباً وحكومات وفي طليعتها الشعب العربي الفلسطيني‪ ،‬ومن اجل‬
‫ذلك فإن على األمة العربية أن تعبئ جميع طاقاتها العسكرية والبشرية‬
‫والمادية والروحية للمساهمة مساهمة فعالة مع الشعب الفلسطيني في‬
‫تحرير فلسطين‪ ،‬وعليها بصورة خاصة في مرحلة الثورة الفلسطينية‬
‫المسلحة القائمة اآلن أن تبذل وتقدم للشعب الفلسطيني كل العون وكل‬
‫التأييد المادي والبشري وتوفر له كل الوسائل والفرص الكفيلة بتمكينه‬
‫من االستمرار للقيام بدوره الطليعي في متابعة ثورته المسلحة حتى‬
‫تحرير وطنه‪.‬‬
‫المادة‪16:‬‬
‫تحرير فلسطين‪ ،‬من ناحية روحية‪ ،‬يهيئ للبالد المقدسة جوا من‬
‫الطمأنينة والسكينة تصان في ظالله جميع المقدسات الدينية وتكفل‬
‫حرية العبادة والزيارة للجميع من غير تفريق وال تمييز سواء على‬
‫أساس العنصر أو اللون أو اللغة أو الدين‪ ،‬ومن اجل ذلك فإن أهل‬
‫فلسطين يتطلعون إلى نصرة جميع القوى الروحية في العالم‪.‬‬
‫المادة‪17:‬‬
‫تحرير فلسطين‪ ،‬من ناحية إنسانية‪ ،‬يعيد إلى اإلنسان الفلسطيني‬

‫‪464‬‬
‫كرامته وعزته وحريته‪ ،‬لذلك فإن الشعب العربي الفلسطيني يتطلع إلى‬
‫دعم المؤمنين بكرامة اإلنسان وحريته في العالم‪.‬‬
‫المادة‪18:‬‬
‫تحرير فلسطين‪ ،‬من ناحية دولية‪ ،‬هو عمل دفاعي تقتضيه ضرورات‬
‫الدفاع عن النفس من اجل ذلك فإن الشعب الفلسطيني الراغب في‬
‫مصادقة جميع الشعوب يتطلع إلى تأييد الدول المحبة للحرية والعدل‬
‫والسالم إلعادة األوضاع الشرعية إلى فلسطين وإقرار األمن والسالم‬
‫في ربوعها‪ ،‬وتمكين أهلها من ممارسة السيادة الوطنية والحرية‬
‫القومية‪.‬‬
‫المادة‪19:‬‬
‫تقسيم فلسطين الذي جرى عام ‪ 1947‬وقيام إسرائيل باطل من أساسه‬
‫مهما طال عليه الزمن لمغايرته إلرادة الشعب الفلسطيني وحقه‬
‫الطبيعي في وطنه ومناقضته للمبادئ التي نص عليها ميثاق األمم‬
‫المتحدة وفي مقدمتها حق تقرير المصير‪.‬‬
‫المادة‪20:‬‬
‫يعتبر باطال كل من تصريح بلفور وصك االنتداب وما ترتب عليهما‬
‫وان دعوى الترابط التاريخية أو الروحية بين اليهود وفلسطين ال تتفق‬
‫مع حقائق التاريخ وال مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح‪ ،‬وان‬
‫اليهودية بوصفها ديناً سماوياً ليست قومية ذات وجود مستقل وكذلك‬
‫فإن اليهود ليسوا شعباً واحداً له شخصيته المستقلة وإنما هم مواطنون‬
‫في الدول التي ينتمون إليها‪.‬‬

‫‪465‬‬
‫المادة‪21:‬‬
‫الشعب العربي الفلسطيني‪ ،‬معب اًر عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة‬
‫يرفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحري اًر كامالً ويرفض كل‬
‫المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية‪ ،‬أو تدويلها‪.‬‬
‫المادة‪22:‬‬
‫الصهيونية حركة سياسية مرتبطة ارتباطاً عضوياً باإلمبريالية العالمية‬
‫ومعادية لجميع حركات التحرر والتقدم في العالم وهي حركة عنصرية‬
‫تعصبية في تكوينها‪ ،‬عدوانية توسعية استيطانية في أهدافها‪ ،‬وفاشية‬
‫نازية في وسائلها‪ ،‬وان إسرائيل هي أداة الحركة الصهيونية وقاعدة‬
‫بشرية جغرافية لإلمبريالية العالمية ونقطة ارتكاز ووثوب لها في قلب‬
‫ارض الوطن العربي لضرب أماني األمة العربية في التحرير والوحدة‬
‫والتقدم‪ .‬إن إسرائيل مصدر دائم لتهديد السالم في الشرق األوسط‬
‫والعالم اجمع‪ ،‬ولما كان تحرير فلسطين يقضي على الوجود الصهيوني‬
‫واإلمبريالي فيها ويؤدي إلى استتباب السالم في الشرق األوسط‪ ،‬لذلك‬
‫فإن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى نصرة جميع أحرار العالم وقوى الخير‬
‫والتقدم والسالم فيه ويناشدهم جميعاً على اختالف ميولهم واتجاهاتهم‬
‫تقديم كل عون وتأييد له في نضاله العادل المشروع لتحرير وطنه‪.‬‬
‫المادة‪23:‬‬
‫دواعي األمن والسلم ومقتضيات الحق والعدل تتطلب من الدول‬
‫جميعها‪ ،‬حفظاً لعالقات الصداقة بين الشعوب واستبقاء لوالء‬
‫المواطنين ألوطانهم أن تعتبر الصهيونية حركة غير مشروعة وتحرم‬
‫وجودها ونشاطها‪.‬‬
‫‪466‬‬
‫المادة‪24:‬‬
‫يؤمن الشعب العربي الفلسطيني بمبادئ العدل والحرية والسيادة وتقرير‬
‫المصير والكرامة اإلنسانية وحق الشعوب في ممارستها‪.‬‬
‫المادة‪25:‬‬
‫تحقيقاً ألهداف هذا الميثاق ومبادئه تقوم منظمة التحرير الفلسطينية‬
‫بدورها الكامل في تحرير فلسطين‪.‬‬
‫المادة‪26:‬‬
‫منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة لقوى الثورة الفلسطينية مسئولة‬
‫عن حركة الشعب العربي الفلسطيني في نضاله من اجل استرداد وطنه‬
‫وتحريره والعودة إليه وممارسة حق تقرير مصيره‪ ،‬في جميع الميادين‬
‫العسكرية والسياسية والمالية وسائر ما تتطلبه قضية فلسطين على‬
‫الصعيدين العربي والدولي‪.‬‬
‫المادة‪27:‬‬
‫تتعاون منظمة التحرير الفلسطينية مع جميع الدول العربية كل حسب‬
‫إمكانياتها وتلتزم بالحياد فيما بينها في ضوء مستلزمات معركة التحرير‬
‫وعلى أساس ذلك‪ ،‬وال تتدخل في الشؤون الداخلية ألية دولة عربية‪.‬‬
‫المادة‪28:‬‬
‫يؤكد الشعب العربي الفلسطيني أصالة ثورته الوطنية واستقالليتها‬
‫ويرفض كل أنواع التدخل والوصاية والتبعية‪.‬‬
‫المادة‪29:‬‬
‫الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق األول واألصيل في تحرير‬
‫‪467‬‬
‫واسترداد وطنه ويحدد موقفه من كافة الدول والقوى على أساس‬
‫مواقفها من قضيته ومدى دعمها له في ثورته لتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫المادة‪30:‬‬
‫المقاتلون وحملة السالح في معركة التحرير هم نواه الجيش الشعبي‬
‫الذي سيكون الدرع الواقي لمكتسبات الشعب العربي الفلسطيني‪.‬‬
‫المادة‪31:‬‬
‫يكون لهذه المنظمة علم وقسم ونشيد ويقرر ذلك كله بموجب نظام‬
‫خاص‪.‬‬
‫المادة‪32:‬‬
‫يلحق بهذا الميثاق نظام يعرف بالنظام األساسي لمنظمة التحرير‬
‫الفلسطينية تحدد فيه كيفية تشكيل المنظمة وهيئاتها ومؤسساتها‬
‫واختصاصات كل منها وجميع ما تقتضيه الواجبات الملقاة عليها‬
‫بموجب هذا الميثاق‪.‬‬
‫المادة‪33:‬‬
‫ال يعدل هذا الميثاق إال بأكثرية ثلثي مجموع أعضاء المجلس الوطني‬
‫لمنظمة التحرير الفلسطينية في جلسة خاصة يدعى إليها من اجل هذا‬
‫الغرض‪.‬‬

‫‪468‬‬
‫قائمة المحتويات‬

‫رقم‬ ‫الموضوع‬
‫الصفحة‬

‫‪5‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪469‬‬
‫‪15‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فلسطين بين سالمة اإلقليم والتقسيم‬

‫المبحث األول‪ :‬الوالية العثمانية‬

‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬صك االنتداب‬

‫‪30‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬قرار التقسيم ‪181‬‬

‫‪83‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬األمر الواقع وحالة الالقانون‬

‫المبحث األول‪ :‬تراخي مجلس األمن‬

‫‪93‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬قرار ‪ :194‬الدفوع اإلسرائيلية‬

‫‪101‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الق اررات الدولية بعد سنة ‪1948‬‬

‫أوالً‪ :‬الفترة بعد حرب ‪1967‬‬

‫‪110‬‬ ‫ثانياً‪ :‬حق تقرير المصير واستبعاد القانون‬

‫‪115‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬اتفاقات كامب ديفيد‬

‫‪117‬‬ ‫رابعاً‪ :‬المؤتمر الدولي سنة ‪1981‬‬

‫‪119‬‬ ‫خامساً‪ :‬إعالن دولة فلسطين‬

‫‪122‬‬ ‫سادساً‪ :‬اتفاق أوسلو ‪1993‬‬

‫‪470‬‬
‫‪145‬‬ ‫سابعاً‪ :‬نصوص ونماذج من الق اررات الدولية‬

‫‪215‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬الفيتو والقضية الفلسطينية‬

‫‪233‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬ملف دعوى الالجئين‬

‫المبحث األول‪ :‬حق العودة قبل القرار ‪194‬‬

‫‪244‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الالجئون وأدوات القانون الدولي ذات‬


‫الصلة‬

‫‪277‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬حق الدولة الثانية في الوجود‬

‫المبحث األول‪ :‬من ملف الدعوى بشأن القدس‬

‫‪295‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دولة القدس‬

‫‪303‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الملفات األخرى للقضية‬

‫المبحث األول‪ :‬دعوى نزع الملكية‬

‫‪324‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حق تقرير المصير الجمعي والفردي‬

‫‪351‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬من ملف دعوى حقوق اإلنسان‬

‫‪366‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬من ملف دعوى الجدار العازل‬

‫‪378‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬دعوى المياه‬

‫‪471‬‬
‫‪427‬‬ ‫خاتمة واستنتاجات‬

‫مالحق ذات صلة‬

‫‪435‬‬ ‫أوالً‪ :‬إعالن منح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة‬

‫‪439‬‬ ‫ثانياً‪ :‬قرار رقم ‪( 3236‬الدورة ‪ )29‬بتاريخ ‪ 22‬تشرين‬


‫الثاني‪ /‬نوفمبر ‪1974‬‬

‫‪440‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬قرار رقم ‪( 2649‬الدورة ‪ )25‬بتاريخ ‪ 30‬تشرين‬


‫الثاني‪ /‬نوفمبر ‪1970‬‬

‫‪443‬‬ ‫رابعاً‪ :‬قرار رقم ‪( 2787‬الدورة ‪ )26‬بتاريخ ‪ 6‬كانون األول‪/‬‬


‫ديسمبر ‪1971‬‬

‫‪446‬‬ ‫خامساً‪ :‬قرار رقم ‪( 2955‬الدورة ‪ )27‬بتاريخ ‪ 12‬كانون‬


‫األول‪ /‬ديسمبر ‪1972‬‬

‫‪448‬‬ ‫سادساً‪ :‬قرار رقم ‪( 3103‬الدورة ‪ )28‬بتاريخ ‪ 12‬كانون‬


‫األول‪ /‬ديسمبر ‪1973‬‬

‫‪452‬‬ ‫سابعاً‪ :‬الميثاق الوطني الفلسطيني‬

‫‪472‬‬
473
474

You might also like