Professional Documents
Culture Documents
القضية الفلسطينية وحكم القانون
القضية الفلسطينية وحكم القانون
وحكم القانون
دولة القدس:
2
القضية الفلسطينية
وحكم القانون
دولة القدس
أساس الحق والعدل
إعداد
المحامي
بشير شريف البرغوثي عصام الغزاوي
3
4
بسم هللا الرحمن الرحيم
مقدمة
منذ حوالي قرن من الزمان و الفلسطينيون في حالة ذهول يتساءلون
"عم يتنازلون؟" وعند نقاط انعطاف كثيرة في مراحل الصراع المرير بدا
الفلسطينيون وكأنهم يحاولون الدفاع عن حقهم في الموت بعد أن
فقدوا الحق في الحياة وفي خضم دوامات التدمير والتهجير ،انبثق
األمل بالتحرير ،ذلك األمل الذي كان يتعاظم حيناً حتى يظن أنه واقع
غداً ويتالشى أحياناً حتى يبدو أنه لن يتحقق أبداً .وحاول
الفلسطينيون مراكمة انتصارات صغيرة عسكرية أو سياسية على أمل
أن هذه التراكمات قد تحدث الفارق النوعي في مرحلة ما ،ولكن كل
إنجاز صغير كان يعقبه فشل مدير كبير.
في الب داية ،كان الهدف هو تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى
البحر ،واختلط هذا الشعار بشعار دولة ديمقراطية في فلسطين يعيش
فيها الجميع مسلمين ومسيحيين ويهود بال إرهاب وال عنصرية .وال
شك أن هذا الطرح كان متقدماً جداً في بداية الستينات من القرن
الماضي ،بل إنه القى تأييد بعض اليهود أيضاً كما يتضح في محاورات
محجوب عمر مع يهودا اديف وغيره في كتاب "حوار في ظل البنادق"
5
حين وصل األمر ببعض الجماعات اليهودية اليسارية (الفهود السود
وغيرهم) أن تقادم مشروع إقامة إسرائيل ومؤسساتها حتى بوسائل
العنف ،بل كان هناك يهود متدينون رفضوا منذ البداية فكرة إقامة بناء
إسرائيل ألن إقامتها ستؤدي في نهاية المطاف إلى مذبحة لليهود،
ومن هؤالء الحاخام عميرام مؤسس طائفة الناطوري كارتا _حراس
المدينة_ الذين ما فتئوا يعلنون أنه "إذا لم يبن الرب الهيكل "فعبثاً
يتعب البانون" كما في كتاب "يهود ال صهاينة" لمؤلفته روت بالو،
وفي الواقع لقد كان هناك أيضاً شخصيات يهودية مهمة عارضت
المشروع الصهيوني منذ بدايته ورأت النتائج الكارثية التي قد تنجم
عنه ،ففي سنة 1913كتب المفكر اليهودي "آحاد هاعام" إلى أحد
قادة االستيطان اليهودي في فلسطين _سميالنسكي_ متسائالً عن
الكيفية التي سيؤول إليها الوضع في فلسطين لو وصل المستوطنون
إلى موقع القوة ومؤكداً أنه "إذا كان هذا هو المخلص المنتظر ذاته،
فإنني ال أتمنى أن أكون شاهداً على قدومه" أي أن مشروع الدولة
الديمقراطية كمشروع سياسي كانت له أرضية سياسية ودينية وفكرية،
ولكن فلسطين عادت لتشكل استثناء مرة أخرى ،فعلى حين كان العالم
يستعد لمرحلة من الموجات الديمقراطية المتالحقة في مختلف أرجائه،
اتجه الوضع في فلسطين إلى حل غير ديمقراطي .وتتضح طبيعة
استثنائية الوضع في فلسطين عندما نفكر في طرح الدولة الديمقراطية
سنة ،2008حيث ترسخ دعم الديمقراطية _كما هو معلن على األقل_
6
في أولويات السياسة الخارجية األمريكية ولنحاول أن نتعامل مع الطرح
على الشكل التالي :أين يجب نظرياً أن تقف الواليات المتحدة (الداعمة
للديمقراطية)؟ مع الفلسطينيين الذين ينادون بدولة ديمقراطية؟ أم مع
اإلسرائيليين الذين يطالبون بدولة دينية؟ وهل لو كانت دولة إسالمية
في فلسطين ،فهل ستؤيدها الواليات المتحدة في مواجهة يهود يدعون
إلى دولة ديمقراطية؟ من المفترض (نظرياً) أن السياق العام لتطور
البشرية في القرن الحادي والعشرين يوجب أن يدعم العالم _وبخاصة
في دول الشمال_ دعاة الديمقراطية ،سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين
أم يهود ،ولكن عندما يصل األمر إلى فلسطين ،فإن االستثناء يقود
القاعدة نحو االنغالق.
7
األولى لذلك ،فكيف يكون انفتاحها الذي تريد تحقيقه في ظل عدد
محدود من األبواب التي ال تفتح سوى ساعات محدودة في اليوم وال
تسمح حتى بعبور شاحنة _كما سنرى في هذه الدراسة؟
وظل الفلسطينيون يتأكدون يوماً إثر يوم أنهم خارج سياق النظام
العالمي ،فال انطبقت عليهم مبادئ ولسون حول حق تقرير المصير،
وال انسجم العالم مع مقولة فراكلين روزفلت الشهيرة سنة 1936من
أن شعار الحرب هو" :فليعش األقوياء وليفنى الضعفاء ،أما السلم
فشعاره هو" :فليساعد األقوياء الضعفاء على البقاء".
8
بدرجة أو بأخرى نحو مخزوناتهم الجمعية الفكرية ،وصارت احتماالت
معركة تل مجدو أو هارمجدون المقبلة ،ويأجوج ومأجوج أهم من
الحسابات المباشرة لدى كثيرين ،وصارت كتب التنجيم "نبؤات فوستر
اداموس" مثالً من الكتب األكثر مبيعاً ،ومع فشل كل الحلول السياسية
الدولية ،والثنائية فشالً ذريعاً ،فإن الناس صاروا خبراء في الماضي أو
وتكرس في غضون ذلك
ّ المستقبل وفقدوا اهتمامهم بالحاضر،
االستيالء على الحقوق الفلسطينية في األرض وفي حق العودة وفي
التعويضات ،وبتجسيد جوانب معينة من اتفاقات أوسلو على األرض
صار الفلسطينيون يعيشون في حدود _ال يعرفونها_ بال أمن ،وفي
مواجهة أمن بال حدود إلسرائيل ،أدى فيما أدى إليه إلى مزيد من
عمليات القتل العمد يومياً ،وإلى مزيد من االعتقاالت واألسر ،ولم يكن
ممكناً لمراقب محايد أن يفهم كيف يتم التوصل إلى اتفاق بين طرفين
متحاربين ال يشمل عودة األسرى إلى وطنهم؟ مع أن هذه األعراف
الدولية المتواترة التطبيق منذ أنظمة الهاي ،1907وحتى اتفاقية
إعادة األسرى إلى أوطانهم لسنة ،1929وانتهاء باتفاقات جنيف
األربعة لسنة .1949
9
الشروط التي تخدم مصالحها على حساب الحقوق األساسية للشعب
الفلسطيني ،ما يجعل إقامة سالم دائم وعادل أم اًر غير وارد.
إن إشعال أية حرب ال يحتاج أكثر من حفنة رجال وبعض السالح ،أما
السالم فال تضعه إالّ مجتمعات .والحرب قرار فردي أساساً ،أما السالم
بمعناه العادل والشامل فهو إرادة جماعية يصوغها األفراد الحقاً .ويتبع
ذلك ،بل قد ينبع منه ،إن الحرب ال تفيد إالّ صانعيها ،أما السالم فهو
مصلحة وصالح الجميع .ولكن كل سالم ،وبخاصة بعد سلسلة الحروب
الطاحنة في فلسطين ومن أجلها أو حولها ،ال بد من مصالحة رضائية
ال تقوم إال اإلكراه ،وال على موازين القوى ،وإنما تقوم على قناعة
الشعوب بشكل فردي وجمعي ،وقد يتخيل البعض نتيجة اختالل ميزان
القوى الكائن محلياً ودولياً أن الفلسطينيين وحدهم هم من سوف
يستفيد من أي سالم ،حتى لو لم يحقق لهم سوى الحفاظ على الحق
األساسي األول وهو الحق في الحياة ،وبالتالي ،فإنهم من المفترض
أن يقبلوا بأي سالم بأي ثمن ،ولكن هل يضمن من يحاولون وضع
خطط السالم ،إن ميزان القوى الكائن هو ميزان أزلي ال يقبل التغيير
وبالتالي ال يستطيعون تخيل أي ميزان قوى كامن؟ إن إسرائيل ال
تستطيع ال هي وال غيرها ضمان طبيعة التحالفات التي قد تنشأ في أية
10
إصرارها على استعداء شعوب المنطقة بأساليب مختلفة من مظاهر
االستعالء الذي مارسته طيلة الوقت مع الفلسطينيين .لقد ركن الزعماء
اإلسرائيليون إلى القوة كضابط للسالم ،ولكن شريطة أن ال تتوفر القوة
إال إلسرائيل فقط ،ولكن :ما هو نوع الحق الذي يمكن استخدامه لمنع
اآلخرين من الحصول على مصادر القوة؟ بل هل يمكن الحيلولة بين
أكثر من مليار نسمة وبين الحصول على مصادر القوة إلى ما ال
نهاية؟ وكما يقول الباحث اإلسرائيلي يعقوب شاريت (ابن موشيه
شاريت أول وزير خارجية إلسرائيل وأحد مؤسسيها) فإن العرب ال
يمكن هزيمتهم وكل حرب ستلد حرباً أخرى ،وعلى رأي شاريت" :فقد
هناك مجال لزعماء اليهود بعد حرب 1948حيث كان السالم محتمالً،
ولكنهم اختاروا أن يكونوا قنبلة نووية لها دولة وليس دولة لها قنبلة
نووية ....متناسين أنهم هم الطرف الذي جاء إلى بالد ليست خالية،
وأننا نشكل خرقاً للوضع الراهن وتهديداً لألغلبية التي تعيش في هذه
المنطقة" ،ويخلص شاريت إلى أن إسرائيل تستحق دخول كتاب األرقام
السياسية من حيث شذوذها:
-فهي الدولة الوحيدة التي قامت فوق خرائب سيادة ضاعت قبل
ألفي عام.
-ليس لها أي دولة شقيقة من أي نوع دينياً ،وال قومياً ،وال
لغوياً.
11
%75 -ممن أقيمت ألجلهم أصالً يعيشون خارجاً ،وهاجر منها
%15من سكانها في أول أربعين سنة من عمرها.
-الدولة الوحيدة التي ليس لها دستور.
-لم تعلن حدودها النهائية حتى اآلن.
-ال تعترف بعاصمتها سوى دولتين من دول العالم كله.
-أقيمت كدولة يهودية وليس فيها فصل بين الدين والدولة ،ومن
المفروض أنها دولة يهودية الديانة ولكن لم تحدد من هو
اليهودي حتى اآلن)1(.
.) 1بشير البرغوثي "زوال إسرائيل وحتمية التاريخ :دراسة مقارنة "دار زهران
للنشر األردن 2000 ،ص .63
12
الحقوق الفردية والجمعية ،وأما الحقوق الجمعية فال تنتهي بإقامة
الدولة العربية في فلسطين على حدود قرار التقسيم ،وإنما تبدأ من هذه
النقطة بالضبط ،أي أن إقامة الدولة ليست غاية بحد ذاتها في هذا
الصراع ،وإنما هي الوسيلة والبداية وفي هذا المجال ،فإن المشاريع
السياسية كلها تقلب الهرم على رأسه ،فهي تبتدئ (بالسلطة) وتؤجل
قضايا القدس والالجئين ،مع أن الجهة التي ينبغي أن تمثل شعباً في
قضية الجئين يجب أن تكون قادرة على ممارسة السيادة ،وقادرة على
ضمان حق تقرير المصير لشعبها ،وقادرة أن تمثل العالم اإلسالمي في
موضوع القدس.
13
والقانون الدولي لحقوق اإلنسان ،ألن بقاء الموضوع الفلسطيني
مستثنى من السياق الدولي العام ال يليق بقواعد المساواة بين البشر
بد
وال بقواعد اإلنصاف ،فكيف يمكن استخدام االستثناء إلقامة سالم ال ّ
أن يكون شامالً؟
14
الفصل األول:
الوالية العثمانية
16
اإلمبراطورية العثمانية تشكل كالً واحداً ال يتج أز وال يمكن سلخ أي جزء
منه بأي سبب كان" (.)1
لغايات هذه الدراسة ،فإننا نكتفي بالنتيجة التي ظل عليها ظاهر الحال،
وهي أن فلسطين كانت تحت السيادة العثمانية ،ولم يكن هذا األمر
موضع جدال قانوني من أي نوع بطبيعة الحال ،إلى أن وقعت الحرب
العالمية األولى سنة ،1914وظهر تصريح بلفور ( 2تشرين ثان
.)1917
وقد كتب الكثير عن هذا التصريح الذي أعطى اسم الوعد –ربما لربطه
بالوعد التاريخي أو الوعد اإللهي -مع أن النص اإلنجليزي الرسمي ال
يسمح بهذا الهامش من االختالف في الترجمة.
18
هنا ال بد من اإلشارة إلى أن تصريح بلفور صدر قبل أن تسيطر
القوات البريطانية رسمياً على فلسطين ،وقبل أن يصدر صك االنتداب
الذي بموجبه أعطت بريطانيا سلطة االنتداب على فلسطين.
إن أية مناقشة قانونية لوعد بلفور ال يمكن أن تقود الباحث إال إلى
طريق غير نافذ ،وإال فكيف (تتنازل) دولة عن أراضي دولة أخرى
على احتالل فلسطين؟ وما الذي جعل فلسطين موضع استثناء دوناً
عن الواليات واألقاليم األخرى التي وضعت تحت االنتداب بحيث يتم
تقرير مستقبلها ومصير شعبها مسبقاً؟ بل لنذهب إلى أبعد من ذلك،
ونفترض جدالً أن فلسطين كانت جزءاً ال يتج أز من األراضي البريطانية،
فهل يتم نقل السيادة عليها إلى جهة أخرى بمجرد إصدار تصريح أو
إعالن من السلطة التنفيذية فيها وعلى مستوى وزارة الخارجية ،وليس
على المستوى التشريعي؟
19
قانون االنتداب ،كل ذلك مما يدفع الباحث دفعاً إلى االعتقاد بأن هذه
الصفقة ،كانت خارج أية حسابات قانونية نزيهة أو منصفة ،ولهذا
االستنتاج تداعياته الخطيرة على مستوى تعميق االقتناع لدى أهل
المنطقة العرب وغيرهم باستحالة الحل القانوني ألن االستيالء على
فلسطين الذي استند إلى وعد بلفور ما هو إال جزء من المؤامرة ،وحتى
عندما أتيح لزعماء فلسطين أن يناقشوا رئيس وزراء بريطانيا –
تشرشل -بشأن هذا الوعد ،فإنه لم يقدم أي رد قانوني ،ولم يحولهم
إلى لجنة قانونية ،وال إلى أي مبدأ قانوني ،كل ما في األمر أنه اكتفى
بالقول "إنكم تطلبون مني أن ألغي تصريح بلفور ،وهذا أمر ال أنا
بقادر على القيام به ،وال أرغب في القيام به أيضاً" (.)1
"اإلستثنائي" الذي أعطى لبريطانيا على فلسطين ،والذي ربط الغاية من
االنتداب بإقامة وطن قومي لليهود قد استند إلى تصريح بلفور –كما
سنعرض له تالياً -أي أن اإلدارة التي أصدرت الصك ممثلة بقوى
.)1للتفصيل :وليام غاي "أحجار على رقعة الشطرنج" دار النفائس -بيروت،
ط.232 -223 )1991( 13
20
يجعل من االنتداب وسيلة لتحقيق استقالل الدول وإعطاء الشعوب حق
تقرير المصير.
فما الذي منع من وضع فلسطين ضمن النسق القانوني الذي وضعه
الحلفاء والذي يقضي بمنح الشعب حق تقرير المصير؟ ال يوجد في
رأينا أي سبب سوى أن نتيجة أي استفتاء في تاريخه كانت ستؤدي
إلى إبطال مشروع الوطن القومي اليهودي.
إن أبسط قواعد المحاسبة والمساءلة تقتضي بأن تراجع بريطانيا هذا
التصريح ،وأهليته القانونية في ضوء القوانين الدولية المحلية
البريطانية ،ألن كثي اًر من الق اررات الالحقة صدرت على أساسه ،وألن
عمليات نقل (نزع) ملكية األراضي الفلسطينية إنما تمت في ظل سيطرة
بريطانيا على مقاليد األمور السياسية والتشريعية والقضائية ،وألن
انسحابها قد جاء متمشياً مع الخطوط العامة لهذا التصريح وليس بناء
على أداء مهمتها في تهيأة أوضاع فلسطين لالستقالل .وإن اكتفاء
بريطانيا بالتخلي عن مسؤولياتها المادية واألدبية تجاه فلسطين وأهلها
ال من خالل امتناع بريطانيا عن التصويت على قرار التقسيم رقم
،181ال يشكل وفاء بما تعهدت هي به في تصريح بلفور من عدم
اإلجحاف بحقوق الطوائف األخرى في فلسطين ،وال بما يلزمها به صك
االنتداب .ومن البديهي أن بريطانيا لن تكون عامالً مساعداً على
إقامة سالم دائم وعادل إال بالعودة إلى االنحياز إلى الحق القانوني
21
وليس إلى الحق التاريخي ،والحق القانوني بحاجة إلى أدوات قانونية
يعضد بعضها بعضهاً وال يمكن أن يتم التوصل إلى حل قانوني وإلى
تطبيق حكم القانون بادعاءات الحق التاريخي التي يدحض بعضها
بعضاً .ومن دون نسخ هذا التصريح ،فال مجال أمام أهل المنطقة إال
أن يستمروا في االعتقاد على مستويات الوعي الجمعي والالوعي
الجمعي بأن ضياع حقوقهم نجم عن مؤامرة عالمية خفية ال بد من
إحباطها يوماً ،وبالتالي ،سيظل الساسة يتحدثون عن السالم ،وستظل
المنطقة تصحو كل يوم على وقع انفجارات قد يقال إنها غامضة ،ولكن
استثناء خارجاً عن كل
ً منشأها الوحيد هو بقاء القضية الفلسطينية
سياقات القانون الدولي العام والقانون اإلنساني الدولي والقانوني
الدولي لحقوق اإلنسان .وال شك أن منظومة القانون الدولي هذه هي
من أهم انجازات البشرية في القرن العشرين ،ولكن اإلفراط في تطبيقها
في دولة ما والتفريط بها في دولة أخرى يحرم هذا النظام العالمي العام
من أهم مقومات بقائه وهو ثقة البشرية به .ولن يستقيم األمر إال بأن
تصلح مبادئ القانون ما أفسدت مصالح السياسة.
المبحث الثاني:
صك االنتداب
إن صك االنتداب ال يقول في أية كلمة من كلمات مقدمته وال متنه وال
خاتمته ما يفيد استناده إلى أي قانون دولي عام ،باستثناء استناده
إلى المدة ( )22من ميثاق عصبة األمم حيث يقول في المقدمة:
"لما كانت دول الحلفاء الكبرى قد وافقت على أن يعهد بإدارة فلسطين
التي كانت تابعة فيما مضى للحكومة العثمانية بالحدود التي تعينها
تلك الدول إلى دولة منتدبة تختارها الدول المشار إليها تنفيذاً لنصوص
المادة ( )22من ميثاق عصبة األمم "...ومن المالحظات على هذه
الفقرة:
أي أن الصك يستند قانونياً إلى المادة ( )22في وضع فلسطين تحت
االنتداب فقط ،ولكن ليس هناك نص وال إستناد إلى نص قانوني فيما
يتعلق بتنفيذ تصريح بلفور.
24
لإلمبراطورية العثمانية( ،)1وتنص الفقرة الثالثة من ذات المادة 22
على أن طبيعة (خصائص) االنتداب يجب أن تتباين بحسب مرحلة
تطور الشعب الموضوع تحت االنتداب وبحسب الموقع الجغرافي لإلقليم
وظروفه االقتصادية وما شابه ذلك من ظروف ،وتنص الفقرة الرابعة
بوضوح على أن رغبات المجتمعات التي كانت تحت الحكم العثماني
يجب أن تولى االعتبار األساس عند اختيار دولة االنتداب .وحين
يتحدث الصك عن إنشاء وطن قومي لليهود بحسب مقتضى تصريح
بلفور ،فإنه ال يشير إلى كلمة (حق) أو إلى كلمة (قانون) إنما يحدد
في مقدمته أنه " قد اعترف (بالصلة) التاريخية التي تربط الشعب
اليهودي بفلسطين (وباألسباب) التي تبحث على إعادة إنشاء وطنهم
في تلك البالد".
كيف يمكن فهم هذه اإلشكالية التي تتكرر أيضاً في المادة السادسة
-:
26
"تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن جعل النظام القضائي القائم في
فلسطين ضامناً تمام الضمان لحقوق األجانب والوطنيين على السواء،
ويكون احترام األحوال الشخصية والمصالح الدينية لمختلف الشعوب
والطوائف مضموناً تمام الضمان أيضاً وبصورة خاصة تكون إدارة
األوقاف خاضعة للشرائع الدينية وشروط الواقفين".
فهناك مواطنون مفترضون لم يأتوا بعد إلى بلد معين ،وقد تم إعطاء
حقوق لهم من خال ل (هيئات تمثيلية) لم تكن قد استوت على سوقها
بعد ،مقابل مواطنين موجودين فعالً في نفس البلد لم يتم إيالء حقوقهم
المعترف بها في نفس الصك أي اعتبار .وهناك إقليم اسمه فلسطين
بحسب مفردات الصك نفسه تم شطبه لصالح كيان سياسي افتراضي
لم يوجد بعد.
27
وحيث أن فلسطين اإلقليم كانت موجودة بنفس التسمية السياسية
ومعترفاً بها بنفس االسم ،فإن الشعب الذي يتوطنها آنذاك هو حكماً
الشعب الفلسطيني الذي كان يجب أن يعطى حق تقرير المصير بحسب
منطوق المادة ( )12من مبادئ الرئيس األمريكي ولسون بتاريخ
1918/1/8حيث تقول المادة ( )12من تلك المادة بـ "سيادة تركيا
على األجزاء الخاصة بها من اإلمبراطورية وإعطاء الشعوب األخرى
حق تقرير المصير".
وهذا الذي نقول به هو ما خلص إليه أيضاً باحثون آخرون غير عرب
حيث يرى ميخائيل كوهين مثالً أنه تم (تفضيل) صك االنتداب كي
يتماشى مع طموحات بريطانيا وفرنسا في واقع الحال ،مع استرضاء
28
التفكير المثالي األمريكي حول حق تقرير المصير ،بل إن الصك قد
تجاوز تصريح بلفور ذاته ،وإال فكيف كان باإلمكان تحويل األكثرية
العربية إلى أقلية من دون أي مساس بمركزها القانوني في البالد(.)1
المبحث الثالث:
قرار التقسيم 181
30
كما تبين معنا سابقاً ،فإن صك االنتداب الصادر عن عصبة األمم لم
يحاول تسوية الحقوق الخاصة بأهل فلسطين بعد أن اكتفى بوضعها
مقابل "الصلة التاريخية" التي تربط اليهود بفلسطين ،وكأن الصلة
التاريخية تنشئ حقوقاً قانونية لألفراد أو الجماعات ،هكذا ،وكأن وجود
صلة تاريخية بين البريطانيين والواليات المتحدة تبيح وتتيح لهم إقامة
وطن قومي فيها ،أو أن الوجود العربي في اسبانيا يتيح ألية دولة
عربية أن تطالب بإقامة وطن قومي فيها ألية جماعة عربية أو
إسالمية.
ولم تكن منظمة األمم المتحدة ،أكثر قرباً إلى قانونها وميثاقها من
عصبة األمم ،لقد ورثت هيئة األمم المشكلة الفلسطينية ،وسنرى أنها
لم تلتزم بميثاقها طيلة فترة توليها لهذه القضية ،وكانت النتيجة هز
الثقة بهذه الهيئة منذ البداية ،وبخاصة في ظل الشكوك الكثيرة التي
31
أحاطت بمالبسات تشكيلها ووضع ميثاقها والنظر إليها كحصان
طروادة هدفه تثبت وجود الوطن القومي اليهودي في فلسطين بأي
ثمن (.)1
.)1للمزيد حول كون منظمة األمم المتحدة حصان طروادة لضمان تكريس وجود
إسرائيل ،تنظر مثالً:
-نورد ديفيس "درع الصحراء وفضيحة النظام العالمي الجديد" ،مترجم ،دار
الدليل الوطني ،عمان.
وليام غاي كار "أحجار على رقعة شطرنج" ،دار النفائس ،بيروت، -
.1970
32
-1االختصاص -:
إن االحتكام إلى الميثاق أهم – قانونياً – على المستوى الدولي من
وثائق طرفي النزاع ،إنه يجب – نظرياً -أن يسمو على الميثاق
الوطني الفلسطيني مثالً ،وهو يسمو أيضاً على تصريح بلفور ،وعلى
قانون "العودة" اإلسرائيلي ...وهو يسمو قانونياً على أي مشروع
تسوية – ناهيك عن أية معالجة من أي نوع -وال يعني هذا بأي حال
من األحوال ،أن ال يكون ألي طرف تحفظاته على هذا الميثاق ،ولكن
التوقيع عليه ،يجعله ملزماً لكل األطراف السامية الموقعة عليه بصفتها
ممثلة لشعوبها.
إن الفصل األول من الميثاق "في مقاصد الهيئة ومبادئها" يحدد في
المادة األولى منه أن مقاصد األمم المتحدة هي -:
33
بالوسائل السلمية ،وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل المنازعات
الدولية التي تؤدي إلى اإلخالل بالسلم أو لتسويتها.
-2إنماء العالقات الودية بين األمم على أساس احترام المبدأ الذي
يقضي بالمساواة في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير
مصيرها ،وكذلك اتخاذ التدابير األخرى المالئمة لتعزيز السلم العام.
......-3
-4جعل هذه الهيئة مرجعاً لتنسيق أعمال األمم وتوجيهها نحو إدراك
هذه الغايات المشتركة.
إن هذه المقاصد واألهداف تؤكد صحة حجة االحتكام إلى الميثاق
قانونياً ،ومما يؤكد ذلك :
.) 1بشير البرغوثي "زوال إسرائيل وحتمية التاريخ :دراسة مقارنة" دار زهران
لنشر ،األردن.2000 ،
35
المشاريع عن الجهة التي كان من المفترض أن تقدم رأيها القانوني
في المشكلة بشكل متكامل أال وهي محكمة العدل الدولية ،كما أن
مجلس األمن لم يصدر أي قرار متعلق بالمشكلة الفلسطينية سنداً للبند
السابع ،وظلت كل ق اررات الجمعية العمومية ذات الصلة مجرد توصيات
قابلة للتجاوز وللنسيان وأحياناً لإللغاء المباشر.
36
مشروعاً يقوم على األسس التالية:
-4تخضع القدس لنظام دولي خاص تديره األمم المتحدة عبر مجلس
وصاية ويسكنها 105آالف عربي و 100ألف يهودي.
عن التصويت بينها بريطانيا .وهذا التأجيل وغيره أثار انتقادات وشكوكاً
كثيرة حول القرار ،األمر الذي يشار إليه في موضع آخر من هذه
الدراسة .إن من الطبيعي أن ال يتم استبعاد كل المجادالت السياسية
37
التي دارت قبل وأثناء وبعد التوصل إلى هذا القرار رقم ،181وإن إثارة
أي منها هنا أو التطرق له ،إنما جاء في سياق عرض الوقائع ذات
الصلة ،والتي تبين:
-أنه كانت هنالك خالفات حادة داخل الجمعية العمومية حول هذا
القرار .
-أن عملية اتخاذ القرار خضعت لعد األصوات وليس إلى وزن الحجج
والشهادات .
-وأن العملية شهدت تغييرات على مواقف بعض الدول في مراحل ما
قبل التصويت وسواء نجمت هذه التغييرات عن(إقناع) أو عن
(إخضاع) ،فإن النتيجة واحدة وهي أن القول الفصل كان للموقف
السياسي وليس للرأي القانوني.
38
يعطي الجمعية العمومية سلطة تقسيم إقليم محدد دولياً خالفاً لرغبة
سكانه.
-حيث أنه لم تكن هناك دولة عربية ،فإن الجمعية العمومية قد
تجاوزت صالحياتها واستولت على صالحية مجلس الوصاية لتقرير
إنهاء االنتداب ووضع أي جزء من اإلقليم أو كله تحت نظام الوصاية
ذلك أن المادة ( )12من الفصل الثاني عشر من الميثاق قد حددت
بكل وضوح أن :
" . 1يطبق نظام الوصاية على األقاليم الداخلة في الفئات اآلتية مما قد
يوضع تحت حكمها بمقتضى اتفاقيات وصاية -:
39
(أ) األقاليم المشمولة اآلن باالنتداب".
كذلك حتى تاريخ عرض المشكلة الفلسطينية على األمم المتحدة سنة
.1947
بل إن المادة 76من نفس الفصل الثاني عشر من الميثاق تبين بال
لبس أن فلسطين كان يجب أن توضع تحت نظام الوصاية.
"المادة 76
بما يتفق مع رغبات هذه الشعوب التي تعرب عنها بملء حريتها وطبقاً
لما قد ينص عليه في شروط كل اتفاق من اتفاقيات الوصاية.
40
والنساء والتأكيد على ما بين شعوب العالم من تقيد بعضهم بالبعض
اآلخر.
وجدير بالذكر أن المادة ( )80تنص على أنه "ال يجوز تأويل نص أي
حكم من أحكام هذا الفصل وال تخريجه تأويالً أو تخريجاً من شأنه أن
يغير بطريقة ما أية حقوق ألية دول أو شعوب ".....وتنص الفقرة 2
من نفس المادة على أنه "ال يجوز تأويل الفقرة 1على أنها تهيئ سبباً
لتأخير أو تأجيل المفاوضة في اإلتفاقات التي ترمي لوضع األقاليم
إن االقتباسات الواردة أعاله من نظام الوصاية الدولي تبين أنه في
ضوء حقائق الواقع وأحكام القانون ،فإن فلسطين لم تكن مهيأة ال
إلقامة دولة يهودية واحدة فيها ،وال إلقامة دولتين عربية ويهودية وال
لنقل السيادة إلى الدولتين على قدم المساواة وبشكل متزامن.
41
إن من المفروض أن الجمعية العامة كانت تدرك كل ذلك ،وكانت تدرك
أن مشروع التقسيم إنما يهدف إلى قلب المعادلة التي كانت موجودة
عشية وضع فلسطين تحت االنتداب ،والتي كانت كما يلي -:
"وطن قومي يهودي قائم فعالً مقابل فكرة افتراضية عن دولة وحقوق
للعرب" .وإذا اعتبرنا أن من مقاصد األمم المتحدة كفالة المساواة بين
هؤالء األهالي في ما يتعلق بإجراءات القضاء "كما هو نص الفقرة (د)
من المادة ( )76من الميثاق – فإن السؤال البدهي هو :هل كان أحد
يتصور أن الوضع في فلسطين مهيأ لكفالة هذه المساواة عندما تقوم
دولة يهودية تم وضع األساس لها مقابل دولة عربية تم تفكيك كل
حقوقها؟ أم كان ال بد من وضع البالد ضمن نظام الوصاية الدولي
وبشروط تضمن مبادئ اإلنصاف والعدل وكفالة المساواة؟
(أ) :إن الجمعية العامة وقد عقدت دورة استثنائية بناء على طلب
السلطة المنتدبة لتأليف لجنة خاصة وتكليفها اإلعداد للنظر في مسألة
حكومة فلسطين المستقلة في الدورة العادية الثانية ،وقد ألفت لجنة
42
خاصة ،وكلفتها التحقيق في جميع المسائل والقضايا المتعلقة بقضية
فلسطين ،وإعداد اقتراحات لحل المشكلة .وقد تلقت وبحثت في تقرير
اللجنة الخاصة بما في ذلك عدد من التوصيات االجتماعية ومشروع
تأخذ علماً بتصريح سلطة االنتداب بأنها تسعى إلتمام جالئها عن
فلسطين في 1أغسطس /آب .1948
أ .أن يتخذ مجلس األمن اإلجراءات الضرورية ،كما هي مبينة في
الخطة من أجل تنفيذها.
ب .أن ينظر مجلس األمن –إذا كانت الظروف خالل الفترة االنتقالية
تقتضي مثل ذلك النظر -فيما إذا كان الوضع في فلسطين يشكل
تهديداً للسلم .فإذا قرر مجلس األمن وجود هذا التهديد وجب عليه في
سبيل المحافظة على السلم واألمن الدوليين ،أن يضيف إلى تفويض
43
الجمعية العامة اتخاذ إجراءات تمنح لجنة األمم المتحدة –تمشياً مع
المادتين 39و 41من الميثاق وكما هو مبين في هذا القرار -سلطة
االضطالع في فلسطين بالمهمات المنوطة بها في هذا القرار،
عليها في هذا القرار تهديداً للسالم ،أو خرقاً له ،أو عمالً عدوانياً،
وذلك بحسب المادة 39من الميثاق.
د .أن يبلغ مجلس الوصاية بمسوؤلياته التي تنطوي عليها هذه
الخطة.
44
(ب) :إن الجمعية العامة تفوض األمين العام سحب مبلغ من صندوق
رأس المال العامل ال يتجاوز مليوني دوالر لألغراض المبينة في الفقرة
األخيرة من القرار المتعلق بحكومة فلسطين المستقلة.
. 1ينتهي االنتداب على فلسطين في أقرب وقت ممكن ،على أال يتأخر
في أي حال عن 1أغسطس /آب .1948
45
.3تنشأ في فلسطين الدولتان المستقلتان العربية واليهودية والحكم
الدولي الخاص بمدينة القدس المبين في الجزء الثالث من هذه الخطة،
وذلك بعد شهرين من إتمام جالء القوات المسلحة التابعة للسلطة
المنتدبة ،على أال يتأخر ذلك في أي حال عن 1أكتوبر /تشرين األول
.1948أما حدود الدولة العربية والدولة اليهودية ومدينة القدس
فتكون
في الوقت الذي تسحب فيه السلطة المنتدبة قواتها المسلحة ،تسلم
إدارة فلسطين بالتدريج إلى اللجنة التي ستعمل وفق توصيات الجمعية
العامة بتوجيه مجلس األمن .وعلى السلطة المنتدبة أن تنسق إلى
أبعد حد ممكن خططها لالنسحاب مع خطط اللجنة لتسلم المناطق
التي يتم الجالء عنها وإدارتها.
46
.2في سبيل تنفيذ هذه المسؤولية اإلدارية تخول اللجنة سلطة إصدار
األنظمة الضرورية واتخاذ اإلجراءات األخرى كما يقتضي الحال.
47
.5مع مراعاة نصوص هذه التوصيات ،يكون لكل من المجلسين في
أثناء فترة االنتقال –بإشراف اللجنة -كامل السلطة في المناطق التابعة
لها ،وبنوع خاص السلطة في القضايا المتعلقة بالهجرة وتنظيم
األراضي.
.8يجند مجلس الحكومة المؤقت لكل دولة –في أقصر وقت ممكن-
مليشيا مسلحة من سكان تلك الدولة تكون كافية في عددها للمحافظة
على النظام الداخلي ،وللحيلولة دون اشتباكات على الحدود .يجب أن
تكون هذه المليشيا المسلحة في كل دولة –من أجل أغراض
العمليات -تحت إمرة ضباط يهود أو عرب مقيمين في تلك الدولة .بيد
أن السيطرة السياسية والعسكرية العامة على المليشيا بما فيها اختيار
قيادتها العليا ،يجب أن تمارسها اللجنة.
48
.9يجري مجلس الحكومة المؤقت لكل دولة انتخابات "الجمعية
التأسيسية" على أسس ديمقراطية ،بحيث ال يتأخر ذلك عن شهرين
اثنين من انسحاب القوات المسلحة التابعة للسلطة المنتدبة .يضع
مجلس الحكومة المؤقت أنظمة االنتخاب في كل دولة وتوافق عليها
اللجة ويكون مؤهالً لهذا االنتخاب في كل دولة من تجاوزت سنهم
ثمانية عشر عاماً ،على أن يكونوا (أ) مواطنين فلسطينيين مقيمين في
تلك الدولة( ،ب) عرباً ويهوداً مقيمين في الدولة ،وإن لم يكونوا
مواطنين فلسطينيين ولكنهم وقعوا قبل االقتراع بياناً أعربوا فيه عن
نيتهم أن يصبحوا مواطنين في تلك الدولة .يحق للعرب واليهود
المقيمين في مدينة القدس ممن وقعوا بياناً أعربوا فيه عن نيتهم أن
يصبحوا مواطنين ،والعرب في الدولة العربية واليهود في الدولة
اليهودية ،أن يقترعوا في الدولتين العربية واليهودية بالترتيب المذكور.
49
المذكور في القسم (ج) أدناه ،ويحويان في جملة ما يحويان ،أحكاماً
لما يلي:
ب .تسوية جميع الخالفات الدولية التي قد تصبح الدولة طرفاً فيها
بالوسائل السلمية وبطريقة ال تعرض السالم واألمن الدولي للخطر.
د .أن تكفل الدولة لكل شخص وبغير تمييز حقوقاً متساوية في
الشؤون
50
هـ .المحافظة على حرية المرور والزيارة لجميع سكان مواطني الدولة
األخرى في فلسطين ومدينة القدس ،ويخضع ذلك العتبارات األمن
القومي ،على أن تضبط كل دولة اإلقامة ضمن حدودها.
51
.14تسترشد اللجنة في أعمالها بتوصيات الجمعية العامة،
وبالتعليمات التي قد يرى مجلس األمن ضرورة إصدارها .تصبح
اإلجراءات التي تتخذها اللجنة –ضمن توصيات الجمعية العامة -نافذة
فو اًر ما لم تكن اللجنة قد تسلمت قبل ذلك تعليمات مضادة من مجلس
األمن .وعلى اللجنة أن تقدم إلى مجلس األمن تقري اًر كل شهر عن
حالة البالد ،أو أكثر من تقرير إذا كان ذلك مرغوباً فيه.
ج .تصريح:
حكم عام:
الفصل األول:
52
.1ال تنكر أو تمس الحقوق القائمة المتعلقة باألماكن المقدسة
واألبنية والمواقع الدينية.
يجب أال يحدث أي تغيير في وقع هذه الضريبة يكون من شأنه التمييز
بين مالكي أو قاطني األماكن المقدسة أو األبنية أو المواقع الدينية،
53
أو يكون من شأنه وضع هؤالء المالكين أو القاطنين في موضع أقل
شأناً بالنسبة إلى الواقع العام للضريبة مما كان عليه حالهم وقت تبني
توصيات الجمعية.
الفصل الثاني:
.2ال يجوز التمييز بين السكان بأي شكل من األشكال بسبب األصل
54
.3يكون لجميع األشخاص الخاضعين لوالية الدولة الحق في حماية
القانون.
.7لن تفرض أية قيود على حرية أي مواطن في استعمال أية لغة في
المحادثات الخاصة أو في التجارة أو الدين أو الصحافة أو المنشورات
على أنواعها أو في االجتماعات العامة.
55
اليهودية أو يهودياً في الدولة العربية إال للمنفعة العامة ،وفي جميع
الحاالت يجب دفع تعويض كامل وبالمقدار الذي تحدده المحكمة
العليا ،وأن يتم الدفع قبل تجريد المالك من أرضه.
الفص الثالث:
56
ويجوز للعرب المقيمين في إقليم الدولة اليهودية المقترحة ،الذين
وقعوا تصريحاً برغبتهم في اختيار جنسية الدولة األخرى أن يشتركوا
في انتخابات الجمعية التأسيسية لهذه الدولة ،ولكن ليس في انتخابات
الجمعية التأسيسية للدولة التي يقيمون فيها.
.2االتفاقيات الدولية:
ب .كل نزاع بشأن إمكان تطبيق االتفاقيات أو المعاهدات الدولية التي
وقعتها أو انضمت إليها حكومة االنتداب نيابة عن فلسطين أو بشأن
استمرار صحتها ،يرفع إلى محكمة العدل الدولية وفق أحكام نظام
المحكمة.
.3االلتزامات المالية:
أ .على الدولة أن تحترم وتنفذ جميع أنواع االلتزامات التي أخذتها على
عاتقها عن فلسطين في أثناء ممارستها االنتداب والتي تعرف لها
الدولة ،وهذا الشرط يشمل حق الموظفين في مرتبات التقاعد
57
والتعويضات والمكافأت.
الفصل الرابع:
أحكام متنوعة:
59
البريد والبرق والهاتف والموانئ والمطارات المستعملة في التجارة
الدولية ،على أساس من عدم التمييز في سبيل المصلحة العامة.
60
التي تعود إلى الدولة المذكورة من عائدات الجمارك بموجب االتحاد
االقتصادي ،فإن تمادت الدولة في عدم التعاون يجوز للمجلس أن
يقرر باألكثرية البسيطة اتخاذ ما يراه مالئماً من العقوبات بما في ذلك
التصرف في األموال التي يكون احتبسها.
.9يجوز لكل دولة –بما يتفق مع البند (2ب) أعاله -أن تدير
61
دولة –في فترة مدتها اثنا عشر شه اًر -مبلغ من القطع األجنبي كاف
لكي يضمن لإلقليم ذاته مقدا اًر من البضائع والخدمات المستوردة ألجل
االستهالك المحلي مساوياً لمقدار من البضائع والخدمات التي
استهلكها اإلقليم خالل االثني عشر شه اًر المنتهية في 31ديسمبر/
كانون األول ،1947وذلك بالقدر الذي يسمح به مجموع الدخل من
القطع األجنبي الذي تحصل عليه الدولتان من تصدير البضائع
والخدمات ،وشرط أن تتخذ كل دولة التدابير المالئمة لصيانة مواردها
الخاصة من القطع األجنبي.
63
خمس سنوات أن يعيد النظر في مبادئ توزيع اإليرادات المشتركة
مستلهماً في ذلك اعتبارات العدالة.
.19يبقى التعهد وأية اتفاقية صادرة عنه نافذتين مدة عشر سنين،
ويستمر كذلك حتى يطلب أي من الطرفين إنهاءه فينهى بعد ذلك
64
بعامين.
.20ال يجوز خالل فترة العشر سنوات األولى تعديل هذا التعهد أو أية
اتفاقية صادرة عنه ،إال بقبول كال الطرفين وموافقة الجمعية العامة.
.21كل نزاع متعلق بتطبيق أو تفسير التعهد وأية اتفاقية صادرة عنه
يرجع فيه – بناء على طلب أي من الفريقين – إلى محكمة العدل
الدولية ،ما لم يتفق الطرفان على وسيلة أخرى للتسوية.
هـ -الموجودات:
.2يجب على الدولة المنتدبة خالل الفترة التي تنقضي بين تاريخ
تعيين لجنة األمم المتحدة وإنهاء االنتداب أن تتشاور مع اللجنة في
أي إجراء تفكر في اتخاذه ،متضمناً تصفية أموال حكومة فلسطين
والتصرف بها أو رهنها ،مثل فائض الخزينة المتراكم ،وريع السندات
65
عندما يصبح استقالل الدولة العربية أو اليهودية نافذاً-كما كما هو
منصوص عليه في المشروع الحاضر -ويكون البيان والتعهد
المنصوص عليهما في هذا المشروع قد وقعا من قبل الدولة ،يصبح
عندئذ من المالئم أن ينظر بعين العطف إلى طلب قبولها عضواً في
األمم المتحدة طبقاً للمادة ( )4من ميثاق األمم المتحدة.
تعود الحدود فتلقي بحدود قضاء طبريا في نقطة على طريق الناصرة/
طبريا إلى الجنوب الشرقي من منطقة طرعان المبنية ،ومن هناك تسير
في اتجاه الجنوب ،تابعة بادئ األمر حدود القضاء ،ثم مارة بين
مدرسة خضوري الزراعية وجبل تابور إلى نقطة في الجنوب عند
قاعدة جبل تابور .ومن هنا تسير إلى الغرب ،موازية لخط التقاطع
العرضي 230إلى الزاوية الشمالية الشرقية من أراضي قرية تل
عداشيم .ثم تسير إلى الزاوية الشمالية الغربية من هذه األ راضي ومنها
تنعطف إلى الجنوب والغرب حتى تضم إلى الدولة العربية مصادر مياه
الناصرة في قرية يافا .وحين تصل جنجار ،تتبع حدود أراضي هذه
القرية الشرقية والشمالية والغربية إلى زاويتها الجنوبية الغربية ،ومن
هناك تسير في خط مستقيم إلى نقطة على سكة حديد يافا /العفولة
على الحدود ما بين قريتي ساريد والمجيدل ،وهذه هي نقطة التقاطع.
من هذه النقطة ما اًر نحو الشمال على محاذاة حدود ساريد وغفات
الشرقية إلى الزاوية الشمالية الشرقية من نهالل ،ماضياً من هناك عبر
67
أراضي كفار هاحوريش إلى نقطة متوسطة على الحدود الجنوبية لقرية
عيلوط ،ومن ثم نحو الغرب محاذياً حدود تلك القرية إلى حدود بيت
لحم الشرقية ،ومنها نحو الشمال فالشمال الشرقي على حدودها
الغربية إلى الزاوية الشمالية الشرقية من ولدهايم ومن هناك جنوب
الشمال الغربي عبر أراضي قرية شفا عمرو إلى الزاوية الجنوبية
الشرقية من رامات يوحانان .ومن هنا يسير شماالً فشماالً شرقياً إلى
نقطة على طريق شفا عمرو /حيفا ،إلى الغرب من اتصالها بطريق
عبلين .ومن هناك يسير شماالً شرقياً إلى نقطة على الحدود الجنوبية
من طريق عبلين للبروة .ومن هناك يسير على تلك الحدود إلى أقصى
نقطة غربية لها ،ومنها ينعطف إلى الشمال فيمضي إلى أراضي قرية
تمرة إلى أقصى زاوية شمالية غربية ،وعلى محاذاة حدود جوليس
الغربية حتى يصل إلى طريق عكا /صفد .بعد ذلك يسير صوب الغرب
حتى يصل إلى طريق عكا /صفد إلى حدود منطقة الجليل /حيفا ،ومن
هذه النقطة يتبع تلك الحدود إلى البحر.
تبدأ حدود منطقة السامرة واليهودية الجبلية على نهر األردن في وادي
المالح إلى الجنوب الشرقي من بيسان ،وتسير نحو الغرب فتلتقي
بطريق بيسان /أريحا ،ثم تتبع الجانب الغربي من ذلك الطريق في
اتجاه شمالي غربي إلى ملتقى حدود أقضية بيسان ونابلس وجنين.
ومن هذه النقطة تتبع حدود مقاطعة نابلس /جنين في اتجاه الغرب
68
إلى مسافة تبغ نحو ثالثة كيلو مترات ،ثم تعطف نخو الشمال الغربي
مارة بشرقي المنطقة المبنية من قرى جليون وفقوعة إلى حدود
مقاطعتي جنين وبيسان في نقطة إلى الشمال الشرقي من نورس .ومن
هنا تسير بادئ األمر نحو الشمال الغربي إلى نقطة شمالي المنطقة
المبنية من زرعين ،ثم شطر الغرب إلى سكة حديد العفولة /جنين،
ومن ثم في اتجاه شمالي غربي على طول خط حدود المنطقة إلى
نقطة التقاطع على الخط الحديدي الحجازي .من هنا تتجه الحدود إلى
الجنوب الغربي بحيث تكون المنطقة المبنية وبعض أراضي خربة ليد
ضمن الدولة العربي ،ثم تقطع طريق حيفا /جنين في نقطة على حدود
المنطقة بين حيفا والسامرة إلى الغرب من المنسي ،وتتبع هذه الحدود
إلى أقصى نقطة جنوبي قرية البطيمات .ومن هنا تتبع الحدود
الشمالية والشرقية لقرية عرعرة ملتقية مرة أخرى بخط حدود المنطقة
بين حيفا والسامرة في وادي عارة ،ومن هناك تتجه نحو الجنوب
فالجنوب الغربي في خط مستقيم تقريباً ملتقيه بحدود قاقون الغربي،
ومتجهة معها إلى نقطة تقع إلى الشرق من سكة الحديد على حدود
قرية قاقون الشرقية .ومن هنا تسير مع سكة الحديد مسافة إلى
الشرق منها نحو نقطة تقع شرقي محطة سكة الحديد في طولكرم،
ومن هناك تتبع الحدود خطاً في منتصف المسافة بين سكة الحديد
وبين طريق طولكرم/قلقيلية /جلجولية /رأس العين حتى نقطة تقع
شرقي محطة رأس العين ،التي تسير منها في اتجاه سكة الحديد
69
مسافة إلى الشرق حتى نقطة على سكة الحديد جنوبي ملتقى سكك
حيفا /اللد /بيت نباال ،ومن هنا تسير في اتجاه حدود مطار اللد
الجنوبية إلى زاويته الجنوبية الغربية ،ومن ثم في اتجاه جنوبي غربي
إلى نقطة المنطقة المبنية من صرفند العمار ،ومن هناك تنعطف شطر
الجنوب مارة غربي المنطقة المبنية من أبو الفضل إلى الزاوية
الشمالية الشرقية من أراضي بير يعقوب (يجب تحديد خط الحدود بحث
يسمح باتصال مباشر بين الدولة العربي ومطار اللد) ،ومن هناك يتبع
خط الحدود حدود بلدة الرملة الغربي والجنوبية إلى الزاوية الشمالية
الشرقية من قرية النعماني .ومن ثم يسير في خط مستقيم إلى نقطة
في أقصى الجنوب من البرية على محاذاة حدود تلك القرية الشرقية
وحدود قرية عنابة الجنوبي ،ومن هناك ينعطف شماالً فيتبع الجانب
الجنوبي من طريق يافا /القدس حتى القباب ،ومنها يتبع الطريق إلى
حدود أبي شوشة ،ويسير في محاذاة الحدود الشرقية ألبي شوشة
وسيدون وحلدة حتى نقطة في أقصى الجنوب من حلدة .ويسير من
هنا نحو الغرب في خط مستقيم إلى الزاوية الشمالية الشرقية من أم
كلخا ،ومنها يتبع الحدود الشمالية ألم كلخا والقزازة وحدود المخيزن
الشمالية والغربية إلى حدود منطقة غزة ،ومنها يسير عبر أراضي
قريتي المسمية الكبيرة و ياصور إلى النقطة الجنوبية من التقاطع
الواقع في منتصف المسافة بين المناطق
70
المبنية من ياصور وبطاني شرقي.
71
حدود بئر السبع /الخليل في اتجاه الشرق إلى نقطة شمالي رأس
الزويرة .ثم تنفصل عنها فتقطع قاعدة الفراغ من بين خطي الطول
150و .160وعلى بعد خمسة كيلو مترات تقريباً إلى الشمال الشرقي
من رأس الزويرة ،تنعطف الحدود شماالً بحيث تستثني من الدولة
العربية قطاعاً على محاذاة ساحل البحر الميت ال يزيد عرضه على
سبعة كيلو مترات وذلك حتى عين جدي ،حيث تنعطف من هناك إلى
الشرق لتلتقي حدود شرق األردن في البحر الميت.
72
الغربي مسافة كيلو مترين ،وتنعطف ثانية في اتجاه جنوبي غربي
وتمضي في خط مستقيم تقريباً إلى الزاوية الشمالية الغربية من أراضي
خربة أخزاعة ومن هناك تتبع خط حدود هذه القرية إلى أقصى نقطة
جنوبية منها .بعد ذلك تسير في اتجاه جنوبي على محاذاة خط الطول
90حتى نقطة تقاطعه مع خط العرض 70ثم تنعطف في اتجاه
جنوبي شرقي إلى خربة الرحيبة وتمضي في اتجاه جنوبي إلى نقطة
معروفة باسم البها ،حيث تعبر من خلفها طريق بئر السبع /العوجا
العام إلى الغرب من خربة المشرف،ومن هناك تلتقي بوادي الزياتين
إلى الغرب من السبيطة ومن هناك تنعطف إلى الشمال الشرقي ثم إلى
الجنوب الشرقي تابعة هذا الوادي ثم تمضي إلى الشرق من عبدة
فتلتقي بوادي النفخ .وتبرز بعد ذلك إللى الجنوب الغربي على محاذاة
وادي النفخ ووادي عجرم ووادي لسان حتى النقطة التي تقطع فيها
وادي لسان الحدود المصرية.
73
حولون بالزاوية الشمالية الشرقية من منطقة مجلس بات يام المحلي،
وإلى الشمال من منطقة مجلس بات يام المحلي .أما مسألة حي
الكاترون فستبتها لجنة الحدود بحيث تأخذ بعين االعتبار –إضافة إلى
االعتبارات األخرى -الرغبة في ضم اقل عدد ممكن من سكانه العرب
وأكبر عدد ممكن من سكانه اليهود إلى الدولة اليهودية .
74
تكون حدود مدينة القدس كما هي محددة في التوصيات المتعلقة
بمدينة
تشمل مدينة القدس بلدية القدس الحالية مضافاً إليها القرى والبلدان
المجاورة ،وأبعدها شرقاً أبو ديس ،وأبعدها جنوباً بيت لحم ،وغرباً عين
كارم .وتشمل معها المنطقة المبنية من قرية قالونيا.
ب -دعم روح التعاون بين سكان المدينة جميعهم ،سواء في سبيل
مصلحتهم الخاصة أم في سبيل تشجيع التطور السلمي للعالقات
المشتركة بين شعبي فلسطين في البالد المقدسة بأسرها ،وتأمين
األمن والرفاهية ،وتشجيع كل تدبير بناء من شأنه أن يحسن حياة
السكان ،أخذا بعين االعتبار العادات والظروف الخاصة لمختلف
الشعوب والجاليات.
76
مجموعة من الموظفين اإلداريين يعتبر أفرادها موظفين دوليين وفق
منطوق المادة ( )100من الميثاق ،ويختارون قدر اإلمكان من بين
سكان المدينة ومن سائر فلسطين دون أي تمييز عنصري .وعلى
الحاكم أن يقدم مشروعاً مفصالً لتنظيم إدارة المدينة إلى مجلس
الوصاية لينال موافقته عليه.
ب -يدرس الحاكم مشروع إنشاء وحدات بلدية خاصة تتألف من
األقسام اليهودية والعربية في مدينة القدس الجديدة ،ويرفعه إلى
مجلس الوصاية للنظر فيه وإصدار قرار بشأنه .وتستمر الوحدات
البلدية الجديدة في تكوين جزء من البلدية الحالية لمدينة القدس.
أ -تجرد مدينة القدس من السالح ويعلن حيادها ويحافظ عليه ،وال
يسمح بقيام أية تشكيالت أو تدريب أو نشاط عسكري ضمن حدودها.
ب -في حال عرقلة أعمال اإلدارة في مدينة القدس بصورة خطيرة أو
منعها من جراء عدم تعاون أو تدخل فئة أو أكثر من السكان ،يكون
77
للحاكم السلطة باتخاذ التدابير الالزمة إلعادة سير اإلدارة الفعال.
-6القضاء:
78
يجب أن ينص القانون على إنشاء نظام قضائي مستقل ،يشتمل على
تكون العربية والعبرية لغتي المدينة الرسميتين ،وال يحول هذا النص
دون أن يعتمد في العمل لغة أو لغات إضافية عدة بحسب الحاجة.
-11المواطنة:
يصبح جميع المقيمين بحكم الواقع مواطنين في مدينة القدس ،ما لم
يختاروا جنسية الدولة التي كانوا رعاياها ،أو ما لم يكونوا عرباً أو
يهوداً قد أعلنوا نيتهم أن يصبحوا مواطنين في الدولة العربية والدولة
اليهودية طبقاً للفقرة ( )9من القسم (ب) من الجزء األول من المشروع
الحاضر .ويتخذ مجلس الوصاية التدابير لتوفير الحماية القنصلية
لمواطني المدينة خارج أرضها.
أ -يضمن لسكان المدينة –بشرط عدم اإلخالل بمقتضيات النظام العام
واآلداب العامة – حقوق اإلنسان والحريات األساسية،مشتملة حرية
80
العقيدة والدين والعبادة واللغة والتعليم وحرية القول وحرية الصحافة
وحرية االجتماع واالنتماء إلى الجمعيات وتكوينها ،وحرية التظلم.
ب -ال يجري أي تمييز بين السكان بسبب األصل أو الدين أو اللغة أو
الجنس.
هـ -مع عدم اإلخالل بضرورات النظام العام وحسن اإلدارة ال يتخذ أي
إجراء يعوق أو يتدخل في نشاطات المؤسسات الدينية أو الخيرية
لجميع المذاهب ،وال يجوز عمل أي تمييز نحو ممثلي هذه المؤسسات
أو أعضائها بسبب دينهم أو جنسيتهم.
د-ال تجبى أي ضريبة على مكان مقدس أو مبنى أو موقع ديني كان
معفياً منها وقت إقامة المدينة(بوضعها الدولي) ،وال يلحق أي تعديل
82
في هذه الضريبة يكون من شأنه التمييز بين مالكي األماكن واألبنية
والمواقع الدينية أو ساكنيها ،أو يكون من شأنه وضع هؤالء المالكين
أو الساكنين من أثر الضريبة العام في وضع أقل مالئمة مما كان
عليه
أ -إن حماية األماكن المقدسة واألبنية والمواقع الدينية الموجودة في
مدينة القدس ،يجب أن تكون موضع اهتمام الحاكم بصورة خاصة.
ج -وللحاكم كذلك الحق في اتخاذ الق اررات على أساس الحقوق
القائمة في حال حدوث خالف بين مختلف الطوائف الدينية أو بشأن
شعائر طائفة ما بالنسبة إلى األماكن المقدسة واألبنية والمواقع الدينية
في سائر أنحاء فلسطين .ويجوز للحاكم أن يستعين في أثناء قيامه
83
بهذه المهمة بمجلس استشاري مؤلف من ممثلين لمختلف الطوائف
يعملون بصفة استشارية.
المبحث األول:
85
نظام الوصاية.
كذلك ،فإن ق اررات الجمعية العامة ،وإن كانت تعبر عن آراء أكثر الدول
من ناحية سياسية وبحسب توازن القوى الدولية في كل مرحلة
تاريخية ،إال أنه ليس لها طابع االلتزام.
فلو سلمنا جدالً بإلزامية القرار ،181فإن موافقة إسرائيل عليه تلزمها
به ،ورفض الدول العربية والفلسطينيين له ،يوجب تحويل األمر إما إلى
محكمة العدل الدولية أو إلى مجلس األمن الدولي للنظر في تطبيقه
ضمن صالحيات المجلس وبحسب مواد الفصلين السادس والسابع من
الميثاق ،حيث ال يعود بعدها من حق الجمعية العمومية أن توصي-
ناهيك عن أن تقرر -أي شيء بخصوص المسألة موضع البحث،
وذلك وفق منطوق المادة 1/12من الميثاق.
وفوق ذلك كله ،فإن الجهات السياسية التي كانت وراء إصدار القرار
المذكور لم تكن أصالً عازمة على تنفيذه ،فعندما يشير القرار إلى
ضرورة تدخل مجلس األمن بحسب المادة ( ،)39فإن ذلك يعني
بموجب نص المادة المذكورة ،العودة إلى المادتين( )41و( )42حكماً:
"المادة ()39
يقرر مجلس األمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخالل به أو
كان ما وقع عمالً من أعمال العدوان ،ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر
87
ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً ألحكام المادتين ( )14و( )42لحفظ
السلم
"المادة ()41
المادة ()42
88
باستخدام القوة والحصار والعمليات األخرى بطريق القوات الجوية أو
البحرية أو البرية التابعة ألعضاء األمم المتحدة".
وعلى سبيل المقارنة ،فإن هذا التراخي من قبل مجلس األمن في
ممارسة صالحياته لتطبيق القرار ،181ال نجد مثله في األزمة
الكورية حيث كان مجرد توجيه االتهام لكوريا الشمالية (عند نهاية
األربعينيات من القرن العشرين) بأنها هددت السلم العالمي ألن قواتها
انتهكت خط العرض ( )38كافياً ألن يصدر مجلس األمن سنة 1950
ثالثة ق اررات ( 82و 83و )84وطلب فيها من دول العالم أن "تقدم
المساعدة وأن تضع مساعداتها وإمكاناتها التي تقدمها تحت قيادة
89
واحدة تتوالها الواليات المتحدة" ،وقد تداعى أعضاء المجموعة الدولية
إلى تقديم المساعدات حيث عرضت 16دولة تقديم مساعدة عسكرية
وعرضت 30دولة تقديم مساعدات لوجستية وفنية ،وتم حشد 280
ألف جندي (بينهم 250ألف جندي أمريكي) تحت علم األمم المتحدة
للمشاركة في القتال ضد (المعتدين) حيث دام التدخل (أو الحرب) ضد
كوريا حتى تموز .1953
تدل الحقائق والقرائن الواردة فيما سبق أن رفض أو قبول العرب لقرار
التقسيم ليس هو سبب تعطيل القرار المذكور ،بل إن العيوب القانونية
واإلجرائية التي شابت القرار المذكور هي التي جعلته غير صالح
كأساس لحل المشكلة.
90
للجمعية العامة ،وعقدت تلك الدورة في الفترة من 16نيسان – 14
أيار .1948
91
في 29تشرين ثان ،1947وسوف تتخذ الخطوات الكفيلة بتحقيق
الوحدة االقتصادية ألرض إسرائيل بكاملها".
وال معنى بعد ذلك عن رضا أو عدم رضا الوكالة اليهودية عن بعض
بنود القرار 181وبخاصة فيما يتعلق بالقيود المفروضة على الدولة
اليهودية المقترحة ،فعدم الرضا لم يعد له وزن سياسي ،وال قانوني،
بعد هذه إعالن الوثيقة موضع البحث ،بل إن اإلعالن نفسه يؤكد على
التعاون لتنفيذ القرار.
وسواء قال اإلسرائيليون بعد ذلك أنهم وافقوا أو لم يوافقوا على القرار،
فإنهم أكدوا لألمم المتحدة أن إسرائيل "تقبل دون تحفظ االلتزامات
الواردة في ميثاق األمم المتحدة وتتعهد باحترامها منذ اليوم الذي
تصبح فيه عضواً في األمم المتحدة ،وهذا ما نص عليه حرفياً قرار
األمم المتحدة بقبول إسرائيل عضواً فيها والصادر في /11أيار /
.1948
وقد تلقت الجمعية العامة لألمم المتحدة تقرير مجلس األمن عن طلب
إسرائيل االنضمام إلى عضوية األمم المتحدة.
"وإذ تالحظ أن إسرائيل ،في تقدير مجلس األمن ،دولة محبة للسلم
وقادرة وعازمة على تنفيذ االلتزامات التي يتضمنها الميثاق.
92
وإذ تحيط علماً بأن مجلس األمن قد أوصى الجمعية العامة بقبول
إسرائيل في عضوية األمم المتحدة.
وإذ تحيط علماً كذلك بإعالن دولة إسرائيل أنها تقبل دون تحفظ
االلتزامات الواردة في ميثاق األمم المتحدة ،وتتعهد باحترامها من اليوم
الذي تصبح فيه عضواً في األمم المتحدة.
أدى صدور القرار 181إلى فتح الباب أمام اليهود كي يفرضوا وقائع
جديدة على األرض من دون أن يتقيدوا بأية ضوابط سوى محددات
قوتهم العسكرية ،وفي أعقاب ما سماه أحداث عنف دعا مجلس األمن
93
إلى عقد دورة استثنائية للجمعية العامة في الفترة من 16نيسان –
14أيار 1948كما ذكرنا.
وفي غضون ذلك كان القتال ال يزال مستم اًر ،وفي 29أيار 1948دعا
مجلس األمن إلى هدنة مدتها أربعة أسابيع ،تم البدء بتنفيذها منذ 11
حزيران ،1948تحت إشراف هيئة األمم المتحدة لمراقبة الهدنة .ولكن
الهدنة لم تدم شه اًر واحداً ،واندلع القتال في 8تموز ،1948ما دعا
مجلس األمن في 15تموز 1948ألن يقرر "أن الحالة في فلسطين
تشكل تهديداً للسالم" وأعلن المجلس "أن عدم اإلمتثال لوقف إطالق
النار يعد انتهاكاً للسلم يستدعي النظر فو اًر في تدابير بموجب الفصل
السابع من الميثاق األمر الذي لم يحصل أبداً.
94
وفي المقابل استمرت إسرائيل في احتالل أجزاء جديدة من األ راضي
المخصصة للدولة العربية بموجب قرار التقسيم ،إضافة إلى أنها ضمت
الجزء الغربي من القدس ،في انتهاك واضح لقرار التقسيم ،بل إن
القتال استمر منذ تشرين أول ،1948وآذار 1949واستولت إسرائيل
خالل الجولة األخيرة على أراضي جديدة من أراضي الدولة العربية
المفترضة ،وفي وقت سابق تعثرت مفاوضات الهدنة بعد قتل ممثل
األمم المتحدة برندوت في الجزء الذي كانت تسيطر عليه إسرائيل في
مدينة القدس إلى أن تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة بين إسرائيل
والدول العربية خالل الفترة من شباط – تموز .1949
المبحث الثاني:
واكتفت الجمعية العامة خالل هذه الفترة بإصدار قرار (قديم – جديد)
هو القرار رقم ( 194د )3-في 11كانون أول .1948
96
(أ) قرار الجمعية العمومية رقم 194في 11كانون أول 1948الذي
وجه لجنة التوفيق "التخاذ خطوات لمساعدة الحكومات والسلطات
المعنية للتوصل إلى تسوية نهائية لكل المسائل القائمة بينهما" وتعالج
الفقرة الثانية موضوع الالجئين بالقول إن "الجمعية العمومية تقرر أن
الالجئين الذين يرغبون في العودة إلى منازلهم وأن يعيشوا بسالم مع
جيرانهم ينبغي السماح لهم بعمل ذلك في أقرب وقت ممكن عملياً،
وأنه ينبغي دفع تعويض لمن يختارون عدم العودة عن ممتلكاتهم وعن
الخسائر واألضرار التي ينبغي أن تقدم بشكل جيد من قبل الحكومات
والسلطات المسؤولة وذلك في ظل مبادئ القانون الدولي ومبادئ
المساواة".
لقد رفضت الحكومات العربية أساساً هذا القرار ،ولكنها عادت لتستند
إليه واعتبرته اعترافاً بحق شامل في اإلعادة إلى الوطن ،ولكن هذا
التفسير ال يبدو صالحاً ألن الفقرة ال تعترف بأي "حق" ولكنها توصي
بأنه ينبغي السماح لالجئين بالعودة في ظل تحقيق شرطين وهما رغبة
الالجئ في العودة وكذلك رغبته في التعايش بسالم مع جيرانه .وأن
العنف الذي يندلع يغلق الباب أمام أي أمل بالتعايش المشترك بين
اإلسرائيليين وجماهير الالجئين العائدة .وأن عبارة ينبغي السماح
بالعودة توضح أن هذه مجرد توصية ،ذلك أن الميثاق ال يصرح
97
للجمعية العمومية أساساً بأن تتخذ ق اررات ملزمة إال في المسائل
المتعلقة بميزانيتها وأنظمتها الداخلية وتعليماتها.
أما اإلشارة إلى مبادئ القانون الدولي والمساواة فهي ال تنطبق إال
على التعويض ،وال يبدو أنها تشير إلى "حق" العودة.
(ب) إن قرار مجلس األمن رقم 237في حزيران ،1967وإن كان دعا
إسرائيل إلى تمكين السكان الذين تركوا مناطق العمليات العسكرية من
العودة إلى منازلهم إال أنه ال يتحدث عن "حق" العودة ،بل جاء على
شكل توصية.
(أ) نصت اتفاقية إطار السالم بين مصر وإسرائيل لسنة 1978على
أن مشكلة الالجئين تسوى من خالل لجنة دائمة تضم ممثلين عن
98
مصر وإسرائيل واألردن والفلسطينيين تقرر باالتفاق سبل قبول عودة
األشخاص الذي تركوا الضفة الغربية وغزة سنة ( 1967المادة أ)3/
وأن تعمل مصر وإسرائيل واألطراف األخرى المهتمة لوضع إجراءات
متفق عليها من أجل التوصل إلى تطبيق سريع وعادل ودائم لتطبيق
الق اررات المتعلقة بمشكلة الالجئين (المادة أ.)4/
99
الفلسطينيين من جهة أخرى ال تمنح أي منها لالجئين حق العودة إلى
داخل إسرائيل(.)1
101
شيك مفتوح –على بياض -وسواء كانت أسباب االستثناء مالية ،أو
سياسية ،وحتى لو كان لها بعض النتائج اإليجابية على صعيد إبراز
خصوصية القضية الفلسطينية ،إال أن هذا االستثناء لم يكن مبر اًر على
أسس قانونية ،وربما كان الهدف منه جعل أكبر عدد من الدول الغنية
–وحتى إسرائيل -على اتفاقية سنة 1951المتعلقة بالالجئين ،وفيما
بعد على البروتوكول الملحق بهذه االتفاقية ( 31كانون الثاني )1967
وتوفر هاتان األداتان معايير محددة للحماية في أكثر من 130دولة
اآلن ،وحسب رأي تاكنبرغ في كتابه "وضع الالجئين الفلسطينيين في
القانون الدولي" أن الدول لتي وقعت االتفاقية والبروتوكول الملحق بها
معارضة في معظمها لفسح المجال أمام الفلسطينيين لإلفادة من هاتين
األداتين ،وربما ألن هذه الدول تواجه أجياالً متالحقة وتجد من الصعب
منح وضع الجئ تلقائياً ألشخاص ال عماد لدعواهم سوى تحدرهم من
آباء أو أجداد الجئين ،ومع ذلك ،فإن تاكنبرغ يرى أن ال فرق بين
الجئ والجئ سوى كان عمره سنة أو سبعين سنة ألن وضعهما
القانوني هو وضع الالجئ ،بل وعديم جنسية أحياناً ويفتقر إلى حماية
وطنية.
ال توجد اتفاقية عربية جماعية إقليمية لتنظيم أوضاع الالجئين في
العالم العربي ،ولم يذكر ميثاق الجامعة الالجئين بشكل مباشر ،وإن
كانت المادة الثانية التي تنص على تقوية العالقات بين الدول
102
األعضاء وتنسيق سياساتها لتحقيق التعاون فيما بينها وحماية
استقاللها وسيادتها ،بالتالي ،صدر عن الجامعة قرار سنة 1954
يقضي بتوحيد وثائق سفر مؤقتة لالجئين لتسهيل تحركاتهم ،ونص
القرار على أن "يعامل حاملو الوثيقة على أراضي الدول األعضاء
المعاملة نفسها التي يلقاها مواطنو تلك الدول فيما يتعلق بالتأشيرات
واإلقامة ،وفي نفس السنة أعفى الالجئون من رسوم إصدار التأشيرة
وتجديد وثائق السفر .ولكن هذه الق اررات ظلت نظرية في كثير من
الحاالت.
103
المبحث الثالث:
أوالً:
وقد سحبت قوة الطوارئ األولى في شهر أيار /مايو 1967بناء على
طلب من مصر ،التي أجبرت األمين العام بأنها لم تعد تقبل بمرابطة
القوة في األراضي المصرية وفي غزة .وبدأت األعمال العدائية في 5
حزيران /يونيه 1967بين إسرائيل ومصر واألردن وسوريا .وبحلول
الوقت الذي قبلت فيه األطراف وقف إطالق النار الذي دعا إليه
104
مجلس األمن كانت إسرائيل قد احتلت سيناء وقطاع غزة والضفة
الغربية بما فيها القدس الشرقية وجزءاً من مرتفعات الجوالن السورية.
وبعد أن تم تثبيت وقف إطالق النار ،اتخذ مجلس األمن القرار 237
( )1967الذي دعا فيه إسرائيل إلى ضمان سالمة ورفاه وأمن سكان
المناطق التي جرت فيها عمليات عسكرية ،وتيسير عودة النازحين.
وطلب من الحكومات المعنية أن تراعي بدقة احترام المبادئ اإلنسانية
التي تحكم حماية األشخاص المدنيين وقت الحرب والتي تتضمنها
اتفاقية جنيف الرابعة لعام .1949وفي دورتها االستثنائية الطارئة
الخامسة ،التي عقدتها بعد بدء القتال ،دعت الجمعية العامة
الحكومات والمنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة اإلنسانية الطارئة
للذين تأثروا بالحرب .وطلبت الجمعية العامة من إسرائيل إلغاء جميع
التدابير التي سبق أن اتخذتها والكف عن اتخاذ مزيد من اإلجراءات
التي من شأنها تغيير وضع مدينة القدس.
وفي وقت الحق من تلك السنة ،اتخذ مجلس األمن باإلجماع بعد
مفاوضات كثيرة ،في 22تشرين الثاني /نوفمبر ،القرار 242
( )1967الذي يرسي المبادئ لتسوية سلمية في الشرق األوسط.
ونص القرار على أن إقامة سالم عادل ودائم يجب أن تتضمن تطبيق
مبدأين:
105
-انسحاب القوات اإلسرائيلية من األراضي التي احتلتها في النزاع
األخير.
106
في شهر تشرين األول /أكتوبر ،1973اندلعت الحرب مرة أخرى بين
مصر وإسرائيل في منطقة قناة السويس وسيناء ،وبين إسرائيل
والجمهورية العربية السورية في مرتفعات الجوالن .وفيما بلغ القتال
مرحلة بالغة الخطورة ،طلب االتحاد السوفيتي والواليات المتحدة،
مشتركين ،عقد اجتماع عاجل لمجلس األمن .وفي 22تشرين األول /
أكتوبر اتخذ مجلس األمن القرار )1973( 338الذي أعاد تأكيد مبادئ
القرار 242ودعا إلى مفاوضات تهدف إلى إحالل "سالم عادل ودائم
في الشرق األ وسط" .وتم تأكيد الدعوة إلى وقف إطالق النار ،فيما
بعد ،بالقرار )1973( 339المؤرخ 23تشرين األول /أكتوبر ،وطلب
إلى األمين العام أن يوفد فو اًر مراقبين من األمم المتحدة.
107
الثانية اإلشراف على إعادة نشرهما .وبموجب اتفاق مستقل تم التوصل
إليه في أيار /مايو ،1974وقعت سوريا وإسرائيل على اتفاق فض
االشتباك بين القوات .وأدى هذا إلى إنشاء قوة األمم المتحدة لمراقبة
فض االشتباك التي أوكل إليها رصد تطبيق االتفاقات بين إسرائيل
وسوريا .وظل مجلس األمن يجدد والية قوة الطوارئ التابعة لألمم
المتحدة بصورة دورية حتى تموز /يوليه 1979عندما سمح
بانتهائها في أعقاب إبرام معاهدة سالم بين مصر وإسرائيل .وما زالت
قوة األمم المتحدة لمراقبة فض االشتباك تؤدي وظائفها في الجوالن.
إن مجلس األمن ،إذ يعرب عن قلقه المستمر للحالة الخطيرة في
الشرق األوسط ،وإذ يؤكد عدم جواز اكتساب أي إقليم بالحرب وضرورة
العمل إلقامة سلم عادل دائم يتيح لكل دولة في المنطقة أن
108
تحيا حياة آمنة.
وإذ يؤكد كذلك أن جميع الدول األعضاء ،بقبولها ميثاق األمم المتحدة،
قد رتبت على نفسها التزاماً بالتصرف وفقاً للمادة 2من الميثاق.
.1يؤكد أن إعمال مبادئ الميثاق يستلزم إقامة سلم عادل دائم في
الشرق األوسط ،يشمل وجوباً ،المبدأين التاليين كليهما:
السالح.
109
.3ويلتمس من األمين العام تسمية ممثل خاص ليذهب إلى الشرق
األوسط إلقامة ومواصلة االتصاالت الالزمة مع الدول المعنية بغية
تشجيع االتفاق ومساعدة الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية
مقبولة وفقاً لألحكام والمبادئ الواردة في هذا القرار.
ويلتمس من األمين العام موافاة مجلس األمن ،في أقرب وقت ممكن،
بالتقرير الالزم عن سير جهود الممثل الخاص.
وآخذاً بالحسبان الحاجة إلى العمل من أجل إقامة سالم دائم وعادل،
ومعيداً التأكيد على أن اكتساب األراضي بالغلبة العسكرية هو أمر غير
مقبول.
110
.1يستنكر فشل إسرائيل في االستجابة إلى قراري الجمعية العامة
المذكورين أعاله.
.4يطلب إلى األمين العام أن يبلغ مجلس األمن عن تطبيق هذا القرار
الراهن.
تركت إقامة إسرائيل وقانون العودة عدداً كبي اًر من الفلسطينيين بال
.2يدعو جميع األطراف المعنية إلى البدء فو اًر بعد وقف إطالق النار
بتنفيذ قرار مجلس األمن رقم )1967( 242بجميع أجزائه.
ثانياً:
112
حق تقرير المصير واستبعاد القانون:
من الممكن القول إن دور األمم المتحدة ظل حتى حرب سنة 1967
مقتص اًر على مراقبة خطوط الهدنة ،وانتقل تركيزها إلى المشكلة
الفلسطينية من كونها قضية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته
بحسب قرار ،181وحق الالجئين في العودة ،إلى كونها قضية إقليمية
(كما في عدوان )1956وحرب 1967و ،1973وفي كل حال ،لم تعد
األمم المتحدة معنية بتطبيق ق ارراتها السابقة وبخاصة القرارين ()181
و ( )194على الرغم من أن القرارين لم يكونا مشروطين برغبة أو
موافقة الحكومات ذات العالقة ،وعلى العكس من ذلك ،فإن وجود أحد
الطرفين –إسرائيل -واالعتراف بها من قبل المنظمة الدولية كان
مشروطاً بالقبول بهذه الق اررات.
113
األمريكي ،ولم تعد هناك أية إشارة إلى استخدام صالحيات مجلس
األمن بمقتضى أحكام الفصل السابع،ن مع أن المنطقة شهدت
منعطفات خطيرة كانت تؤثر على األمن والسلم الدوليين.
وتكرست جراء ذلك حالة انقسام بين اإلدارة الدولية على الورق ،وبين
الواقع السياسي على األرض ،ولم يعد هناك مجال للحديث عن حكم
القانون في المنظمة الدولية.
ولم يكن هذا التطور مجرد مفارقة طارئة ،وإنما علينا وضعه في ضوء
اإلصرار اإلسرائيلي واألمريكي على "إجراء مفاوضات مباشرة ودون
شروط مسبقة" .ولعل مؤتمر جنيف الدولي للسالم الذي عقد في جنيف
في كانون األول /ديسمبر 1973برعاية األمم المتحدة ،والذي أرجأ
أعماله إلى أجل غير مسمى بعد ثالث جلسات ،كان آخر محاوالت
األمم المتحدة الجادة لرعاية حل تفاوضي سياسي للصراع العربي –
اإلسرائيلي ،وليس للقضية الفلسطينية بكل أبعادها ،فقد كان هناك
إصرار إسرائيلي – مؤيد أمريكياً -حتى سنة 1977على عدم مشاركة
منظمة التحرير الفلسطينية في أي مؤتمر من هذا القبيل ،ولكن سنوات
السبعينات أيضاً شهدت تأكيداً متزايداً على إقرار الحقوق المشروعة
للشعب الفلسطيني ،وتطورت صياغة هذه الق اررات من الحديث عن
عودة الالجئين إلى الحديث عن إقرار حق الشعب
-بقاء هذه الق اررات ذات طبيعة غير ملزمة قانوناً ،وعدم تحويلها
إلى مجلس األمن من أجل النظر في تنفيذها سنداً ألحكام
الفصل السابع من الميثاق.
115
ولقد كرست الجمعية العامة يوم التاسع والعشرين من تشرين الثاني/
نوفمبر من كل عام يوماً للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني،
لتأكيد اال لتزام بق اررات الشرعية الدولية.
116
المتحدة لمنظماتها الرئيسية.
117
ثالثاً:
واستندت مبادرته للسالم على صيغة "األرض مقابل السالم" الواردة في
قراري مجلس األمن )1967( 242و.)1973( 338
118
وفي الشهر ذاته ،اعتمد مؤتمر القمة الثاني عشر لجامعة الدول
العربية الذي عقد في فاس بالمغرب ،إعالناً يدعو إلى انسحاب
إسرائيل من األراضي التي احتلتها في عام ،1967وتفكيك
المستوطنات اإلسرائيلية في األراضي الفلسطينية المحتلة ،وإعادة تأكيد
حق الفلسطينيين في تقرير المصير ،وإلى إقامة دولة فلسطينية
مستقلة بعد فترة انتقالية تحت إشراف األمم المتحدة .ودعا إعالن
فاس أيضاً مجلس األمن إلى أن يضمن السالم "بين جميع دول
المنطقة ،بما فيها الدولة الفلسطينية المستقلة" .وفي وقت الحق من
تلك السنة ،رحبت الجمعية العامة بخطة السالم العربية.
119
رابعاً:
في تلك األثناء ،كانت الجمعية العامة قد قررت عام ،1981وقد أقلقها
عدم التوصل إلى تسوية عادلة لقضية فلسطين ،أن تدعو إلى عقد
مؤتمر دولي معني بهذه القضية .وعقد المؤتمر الدولي المعني بقضية
فلسطين في مكتب األمم المتحدة في جنيف في الفترة من 29آب/
أغسطس إلى 7أيلول /سبتمبر .1983وحضر المؤتمر ممثلو 137
دولة منها 117 ،دولة شاركت مشاركة كاملة و 20دولة بصفة مراقب،
فضالً عن منظمة التحرير الفلسطينية .ولم تحظ المبادرة بالتأييد
الكامل ،إذ أعربت إسرائيل والواليات المتحدة وبعض البلدان األخرى عن
معارضتها لعقد المؤتمر.
120
177/43بإعالن دولة فلسطين الصادر عن المجلس الوطني
الفلسطيني ،وأعادت التأكيد على الحاجة إلى تمكين الشعب الفلسطيني
من ممارسة سيادته على أرضه المحتلة منذ عام ،1967وقررت
الجمعية العامة أيضاً استخدام اسم "فلسطين" بدالً من منظمة التحرير
الفلسطينية.
121
خامساً:
122
مؤتمر السالم في الشرق األوسط مدريد :1991
123
المؤتمر ،وإن تم عقده خارج إطار األمم المتحدة ،يحظى بتأييد جميع
األطراف المعنية ويستند إلى قراري مجلس األمن )1967( 242و
)1973( 338اللذين يعتبران حجر الزاوية لتسوية سلمية شاملة.
وأشاد األمين العام بمؤتمر مدريد واصفاً إياه بأنه مؤتمر "تاريخي".
124
سادساً:
اتفاق أوسلو 1993
نص اتفاق إعالن المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل
الذي عرف باتفاق "أوسلو" أو اتفاق "غزة -أريحا للحكم الذاتي
الفلسطيني"( .أيلول )1993 /
إعالن المبادئ حول ترتيبات الحكومة االنتقالية الذاتية:
تتفق حكومة إسرائيل والفريق الفلسطيني (في الوفد األردني الفلسطيني
المشترك إلى مؤتمر السالم حول الشرق األوسط) ،ممثل الشعب
الفلسطيني ،أنه آن األوان لوضع حد لعقود من المواجهات والصراع
واالعتراف المتبادل لحقوقهما السياسية والشرعية ولتحقيق تعايش
سلمي وكرامة وأمن متبادلين والوصول إلى تسوية سلمية عادلة
وشاملة ودائمة ومصالحة تاريخية من خالل العملية السياسية المتفق
عليها .وعليه يتفق الطرفان على المبادئ التالية:
البند األول :هدف المفاوضات
إن هدف المفاوضات اإلسرائيلية الفلسطينية ضمن إطار عملية السالم
الشرق أوسطية هو وإلى جانب أمور أخرى ،تشكيل سلطة فلسطينية
انتقالية ذاتية .المجلس المنتخب المجلس "للفلسطينيين في الضفة
الغربية وقطاع غزة لمرحلة انتقالية ال تتعدى الخمس سنوات وتؤدي
125
إلى تسوية نهائية مبنية على أساس قراري مجلس األمن 242و
.338ومن المفهوم أن الترتيبات االنتقالية هي جزء ال يتج أز من
العملية السلمية الشاملة وأن المفاوضات حول الوضع النهائي ستؤدي
إلى تطبيق قراري مجلس األمن 242و . 338
البند الثاني :إطار عمل للمرحلة االنتقالية :
إن إطار العمل المتفق عليه للمرحلة االنتقالية منصوص عليه في
إعالن المبادئ هذا.
البند الثالث :االنتخابات
.1حتى يتمكن الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من حكم
أنفسهم وفق المبادئ الديمقراطية ،سيتم إجراء انتخابات سياسية عامة
مباشرة وحرة النتخاب المجلس في ظل إشراف متفق عليه تحت مراقبة
دولية في الوقت الذي ستحافظ فيه الشرطة الفلسطينية على النظام
العام.
.2سيصار إلى اتفاقية حول روح وشروط االنتخابات حسب
البروتوكول المرفق كالملحق رقم واحد ،بهدف إجراء انتخابات ضمن
فترة ال تتعدى التسعة أشهر بعد دخول إعالن المبادئ هذا حيز
التنفيذ.
.3ستشكل هذه االنتخابات خطوة أولية انتقالية مهمة باتجاه االعتراف
بالحقوق الشرعية والمطالب العادلة للشعب الفلسطيني.
البند الرابع :الوالية
ستشمل والية المجلس منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء
126
قضايا سيتم التفاوض عليها في مفاوضات للوضع النهائي .ينظر
الطرفان إلى الضفة الغربية وقطاع غزة كوحدة جغرافية واحدة والتي
سيحافظ على وحدتها خالل الفترة االنتقالية.
البند الخامس :الفترة االنتقالية ومفاوضات الوضع النهائي
.1ستبدأ مرحلة الخمس سنوات االنتقالية حال االنسحاب من قطاع
غزة ومنطقة أريحا.
.2ستنطلق مفاوضات الوضع النهائي في أقرب وقت ممكن على أال
يتعدى ذلك بداية السنة الثالثة للفترة االنتقالية بين حكومة إسرائيل
وممثلي الشعب الفلسطيني.
.3من المفهوم أن هذه المفاوضات ستغطي قضايا متبقية تشمل
القدس ،الالجئين ،المستوطنات ،الترتيبات األمنية والحدود ،العالقات
والتعاون مع جيران آخرين وقضايا أخرى ذات أهمية مشتركة.
.4يتفق الطرفان على أن نتيجة مفاوضات الوضع النهائي لن تكون
محكومة ومتأثرة باتفاقات تم التوصل إليها للمرحلة اال نتقالية.
البند السادس :نقل الصالحيات والمسؤوليات التمهيدية
.1مع دخول إعالن المبادئ هذا حيز التنفيذ واالنسحاب من قطاع
غزة ومنطقة أريحا سيبدأ نقل للسلطة من الحكومة العسكرية
اإلسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الفلسطينيين المخولين لهذه المهمة،
كما هو موضح هنا .وستكون طبيعة هذا النقل أولية حتى إنشاء
المجلس.
.2وحاالً بعد إعالن المبادئ هذا حيز التنفيذ واالنسحاب من قطاع غزة
127
ومنطقة أريحا آخذين بعين االعتبار ترويج التطوير االقتصادي لقطاع
غزة ومنطقة أريحا ستنقل السلطة إلى الفلسطينيين في المجاالت
التالية التعليم والثقافة الصحة ،الشؤون االجتماعية ،الضرائب المباشرة
والسياحة ،وسيشرع الجانب الفلسطيني في بناء قوة الشرطة
الفلسطينية حسب ما هو متفق عليه .وبانتظار إنشاء المجلس يمكن
للجانبين التفاوض على نقل صالحيات ومسؤوليات إضافة حسب ما
عليه. متفق هو
البند السابع
.1سيتفاوض الوفدان الفلسطيني واإلسرائيلي حول اتفاقية للمرحلة
االنتقالية "االتفاقية االنتقالية".
.2ستحدد االتفاقية االنتقالية ،ضمن أمور أخرى ،تركيبة المجلس،
عدد أعضائه ونقل الصالحيات والمسؤوليات من الحكومة اإلسرائيلية
العسكرية وإدارتها المدنية إلى المجلس ،وستحدد االتفاقية االنتقالية
أيضاً سلطة المجلس التنفيذية والسلطات التشريعية وفقاً للبند التاسع
المبين أدناه واألجهزة القضائية الفلسطينية المستقلة.
.3ستشمل االتفاقيات االنتقالية ترتيبات تطبق حال تشكيل المجلس
لتوليه الصالحيات والمسؤوليات المنقولة مسبقاً حسب البند السادس .
.4من أجل مساعدة المجلس على تشجيع النمو االقتصادي حال
إنشائه سيشكل المجلس ضمن أمور أخرى ،سلطة كهرباء فلسطينية،
سلطة ميناء بحري في غزة ،بنك تنمية فلسطيني ،هيئة تشجيع
صادرات فلسطينية ،سلطة بيئة فلسطينية ،وسلطة أراضي فلسطينية
وسلطة إدارة مياه فلسطينية وأي سلطات يتفق عليها وفقاً لالتفاقية
128
االنتقالية التي ستحدد صالحيتها ومسؤولياتها.
.5بعد إنشاء المجلس ستحل اإلدارة المدنية وتنسحب الحكومة
العسكرية اإلسرائيلية.
البند الثامن :النظام العام واألمن
من أجل ضمان النظام العام واألمن الداخلي لفلسطينيي الضفة الغربية
وقطاع غزة سيشكل المجلس قوة شرطة فلسطينية قوية بينما تواصل
إسرائيل تحمل مسؤولية الدفاع ضد المخاطر الخارجية وكذلك مسؤولية
أمن اإلسرائيليين العام بغرض حماية أمنهم الداخلي والنظام العام.
البند التاسع :القوانين واألوامر العسكرية
.1سيخول المجلس بالتشريع وفقاً لال تفاقية االنتقالية .في كل
الصالحيات المنقولة إليه.
129
التنفيذ ،سيتم تشكيل لجنة تعاون اقتصادية فلسطينية إسرائيلية من
أجل تطوير وتطبيق ضمن روح تعاونية ،البرامج المشار إليها في
البروتوكوالت المرفقة كالملحق الثالث والملحق الرابع.
البند الثاني عشر :االرتباط والتعاون مع مصر واألردن
سيقوم الطرفان بدعوة كل من األردن ومصر للمشاركة في تشكيل
المزيد من ترتيبات التعاون واالرتباط بين حكومة إسرائيل والممثلين
الفلسطينيين من جهة ،وحكومتي األردن ومصر من جهة أخرى
لتشجيع التعاون بينهم ،وستشتمل هذه الترتيبات على تكوين لجنة
متابعة ستقرر ،من خالل اتفاقية ،ماهية صيغة الدخول ،ألشخاص
شردوا من الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967ومعاً ،بواسطة
اإلجراءات الضرورية ،لمنع الفوضى والخلل ،وستعالج هذه اللجنة
مسائل أخرى ذات اهتمام مشترك.
البند الثالث عشر :إعادة انتشار القوات اإلسرائيلية
.1بعد دخول إعالن المبادئ هذا حيز التنفيذ ،وليس أبعد من عشية
انتخابات المجلس ،سيتم إعادة انتشار القوات اإلسرائيلية المنصوص
عليه وفقاً للبند الرابع عشر.
.2وبإعادة انتشار قواتها العسكرية فإن إسرائيل ستتبع المبادئ التي
تفيد أنه يجب إعادة انتشار قواتها العسكرية خارج المناطق السكانية.
.3سيتم تطبيق تدريجي لعمليات إعادة انتشار أخرى إلى مواقع محددة
وفقاً لتولي مسؤوليات تجاه النظام العام واألمن الداخلي من قبل قوة
الشرطة الفلسطينية المنصوص عليه في البند الثامن.
130
البند الرابع عشر :االنسحاب اإلسرائيلي من قطاع غزة ومنطقة أريحا
ستنسحب إسرائيل من قطاع غزة ومنطقة أريحا حسب ما هو مفصل
في البروتوكول المرفق كالملحق رقم اثنين.
البند الخامس عشر :حل النزاعات
.1سيتم حل النزاعات الناجمة عن تطبيق أو تفسير إعالن المبادئ
هذا أو أية اتفاقات متعلقة بالفترة االنتقالية بواسطة التفاوض من
خالل لجنة االرتباط المشتركة التي سيتم تشكيلها وفقاً للبند العاشر.
.2يمكن حل النزاعات التي ال يمكن للمفاوضات تسويتها من خالل
آلية توفيق يتفق األطراف عليها.
.3يمكن لألطراف اللجوء إلى التحكيم حول نزاعات متعلقة بالفترة
االنتقالية والتي ال يمكن حلها بواسطة التوفيق ،وإلى هذا الحد وفور
موافقة الطرفين ،يشكل الطرفان لجنة تحكيم.
البند السادس عشر :التعاون الفلسطيني اإلسرائيلي المتعلق بالبرامج
اإلقليمية
ينظر الطرفان إلى مجموعات عمل المحادثات المتعددة األطراف كأداة
مالئمة لترويج "خطة مارشال" برامج إقليمية وبرامج أخرى تشتمل على
برامج خاصة للضفة الغربية وقطاع غزة كما هو مشار إليه في
البروتوكول المرفق كالملحق رقم أربعة.
البند السابع عشر :فقرات مختلفة
.1يدخل إعالن المبادئ حيز التنفيذ بعد شهر من توقيعه.
.2جميع البروتوكوالت الملحقة بإعالن المبادئ هذا والتفاصيل المتفق
131
عليها المتعلقة به يجب أن تعتبر كجزء واحد منه.
نص مالحق االتفاق الفلسطيني -اإلسرائيلي
في ما يأتي ترجمة عن النص اإلنكليزي لمالحق االتفاق الفلسطيني
اإلسرائيلي األربعة حول ترتيبات الحكومة الفلسطينية االنتقالية الذاتية
والذي من المتوقع أن يتم التوقيع عليه في واشنطن حيث بدأت جولة
المفاوضات العربية اإلسرائيلية الحادية عشرة:
الملحق األول:
بروتوكول حول روح وشروط االنتخابات،
.1يحق لفلسطينيي القدس الذين يعيشون فيها المشاركة في عملية
االنتخابات وفقاً التفاقية بين الطرفين.
.2إضافة إلى ذلك ،يجب أن تشمل اتفاقية االنتخابات ضمن أمور
أخرى ،القضايا التالية:
أ -نظام االنتخابات
ب -صيغة اإلشراف المتفق عليه والمراقبة الدولية وتركيبتها
الشخصية.
ج -القوانين واإلجراءات المتعلقة بحملة االنتخابات ،وترتيبات متفق
عليها لتنظيم اإلعالم الجماهيري وإمكانية ترخيص محطة تلفزيون
وإذاعة.
.3الوضع المستقبلي للفلسطينيين المشردين الذين سجلوا في الرابع
من شهر حزيران 1967لن يتغير ألنهم لن يتمكنوا من المشاركة في
عملية االنتخابات ألسباب عملية.
132
الملحق الثاني:
بروتوكول حول انسحاب قوات إسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة أريحا.
.1سيتوصل الطرفان ويوقعان في خالل فترة شهرين من دخول إعالن
المبادئ هذا حيز التنفيذ اتفاقية حول انسحاب قوات إسرائيلية من
قطاع غزة .وتشمل هذه االتفاقية ترتيبات شاملة تطبق على قطاع غزة
ومنطقة أريحا عطفاً على االنسحاب اإلسرائيلي.
.2تنفذ إسرائيل انسحاباً مبرمجاً وسريعاً لقوات عسكرية إسرائيلية من
قطاع غزة ومنطقة أريحا فور التوقيع على اتفاقية قطاع غزة ومنطقة
أريحا وتستكمل خالل فترة ال تتعدى األربعة أشهر من توقيع هذه
االتفاقية.
.3وتشمل االتفاقية المشار إليها أعاله إضافة إلى أمور أخرى:
أ -ترتيبات النتقال هادئ وسلمي للسلطة من الحكومة العسكرية
اإلسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الممثلين الفلسطينيين.
ب -تركيبة وصالحيات ومسؤوليات السلطة الفلسطينية في هذه
المناطق ما عدا األمن الخارجي ،والمستوطنات ،واإلسرائيليين،
العالقات الخارجية ومسائل أخرى متبادلة ومتفق عليها.
ج -ترتيبات تولي األمن الداخلي والنظام العام من قبل قوة الشرطة
الفلسطينية المكونة من ضباط شرطة مجندين محلياً ومن الخارج
(حملة جوازات سفر أردنية ووثائق سفر صادرة من مصر) .وأولئك
الذين سيشاركون في الشرطة الفلسطينية وهم من الخارج يجب
تدريبهم كشرطة وضباط.
133
د -وجود دولي أو أجنبي مؤقت ،حسب ما يتفق حوله.
هـ -تشكل لجنة تعاون وتنسيق فلسطينية إسرائيلية مشتركة ألهداف
أمنية متبادلة.
و -برنامج للتنمية واالستقرار االقتصادي ،يتضمن إنشاء صندوق
طوارئ لتشجيع االستثمار األجنبي والدعم المالي واالقتصادي .ينسق
ويتعاون الطرفان بشكل مشترك ومنفرد مع األطراف الدولية واإلقليمية
لدعم هذه األهداف.
ز -ترتيبات لضمان مرور أمن لألشخاص والمواصالت بين قطاع غزة
ومنطقة أريحا.
.4تشمل االتفاقية المشار إليها أعاله ترتيبات للتنسيق بين الطرفين
بخصوص ممرات أ :غزة -مصر ،ب :أريحا – األردن.
.5المكاتب المسؤولة عن تنفيذ السلطة والمسؤوليات للسلطة
الفلسطينية بموجب الملحق رقم 2وبند رقم 6من إعالن المبادئ
سيكون موقعها في قطاع غزة وفي منطقة أريحا حتى إنشاء المجلس.
.6إضافة إلى هذه الترتيبات المتفق عليها ،يبقى وضع قطاع غزة
ومنطقة أريحا جزءاً ال يتج أز من الضفة الغربية وقطاع غزة ولن يتغير
في الفترة االنتقالية.
الملحق الثالث :بروتوكول التعاون اإلسرائيلي -الفلسطيني في البرامج
االقتصادية والتنمية
"يتفق الجانبان على تشكيل" لجنة إسرائيلية -فلسطينية دائمة
للتعاون االقتصادي تركز عملها ،من بين أمور أخرى ،على ما يأتي:
134
.1تعاون في حقل الماء يشمل "برنامجاً لتنمية الموارد المائية" يعده
خبراء من كال الجانبين ويحدد أيضاً إجراءات التعاون في إدارة الموارد
المائية في الضفة الغربية وقطاع غزة ويتضمن مقترحات إلجراء
دراسات وخطط حول حقوق كل جانب في المياه إضافة إلى استخدام
عادل للموارد المائية المشتركة ،على أن يطبق في المرحلة االنتقالية
وما عداها.
.2تعاون في حقل الكهرباء يشمل "برنامجاً لتنمية الموارد الكهربائية"
ويحدد أيضاً إجراءات التعاون في إنتاج الموارد الكهربائية والحفاظ
عليها وشرائها وبيعها.
.3تعاون في حقل الطاقة يشمل "برنامجاً لتطوير الطاقة" يتعلق
باستغالل النفط والغاز ألغراض صناعية خصوصاً في قطاع غزة وفي
النقب ويشجع على استغالل مشترك لموارد الطاقة األخرى .ويمكن لهذا
البرنامج أيضاً أن يتضمن بناء تجمع صناعي بيتروكيميائي في قطاع
غزة وبناء أنابيب نفط وغاز.
.4تعاون في حقل المال يشمل "برنامجاً للتطوير المالي" و "برنامج
عمل" لتشجيع االستثمارات الدولية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي
إسرائيل وكذلك تأسيس "بنك فلسطيني للتنمية".
.5تعاون في مجال النقل واالتصاالت مع إعداد برنامج يحدد الخطوط
العريضة إلنشاء "منطقة مرفأ غزة" وينص على إقامة خطوط نقل
واتصاالت من وإلى الضفة الغربية وغزة إلى إسرائيل وإلى دول أخرى.
إضافة إلى ذلك ،فإن البرنامج سينص على بناء ما هو ضروري من
الطرقات والسكك الحديد وخطوط االتصاالت ...إلخ.
135
.6تعاون في مجال التجارة بما في ذلك إعداد دراسات و"برامج
لتشجيع التجارة" ..بهدف تشجيع التجارة المحلية واإلقليمية وبين دول
المنطقة .إضافة إلى دراسة حول إمكانية إنشاء مناطق تجارة حرة في
قطاع غزة وفي إسرائيل مفتوحة أمام الجانبين وتعاون في المجاالت
األخرى المرتبطة بالتجارة.
.7تعاون في مجال الصناعة بما في ذلك إعداد "برنامج لتطوير
الصناعة" تنص على إقامة مراكز إسرائيلية -فلسطينية للبحث
الصناعي والتنمية وتشجع على تشكيل شركات فلسطينية -إسرائيلية
وتحدد الخطوط العريضة للتعاون في صناعات النسيج واألغذية
واألدوية واإللكترونيات والماس والكومبيوتر وغيرها من الصناعات ذات
األساس العلمي.
.8برنامج للتعاون في حقل العمل وتنظيم العالقات في هذا المجال
وتعاون في المسائل المتعلقة بالضمان االجتماعي.
.9خطة لتنمية الطاقات البشرية والتعاون تنص على تنظيم محترفات
وندوات إسرائيلية -فلسطينية وعلى إقامة مراكز تأهيل مشتركة ومراكز
أبحاث وبنوك للمعلومات.
.10خطة لحماية البيئة تنص على تدابير مشتركة (و -أو) منسقة
في هذا المجال.
.11برنامج لتطوير التنسيق والتعاون في مجال االتصال ووسائل
اإلعالم.
.12أي برامج أخرى ذات اهتمام مشترك.
136
الملحق الرابع :بروتوكول التعاون اإلسرائيلي -الفلسطيني في مجال
برامج التنمية في المنطقة
.1يتعاون الجانبان في إطار مساعي السالم المتعددة األطراف
للتشجيع على وضع برنامج تنمية "للمنطقة بما في ذلك الضفة الغربية
وقطاع غزة ،تطلقه مجموعة السبع" (مجموعة الدول الصناعية
السبع) .ويطلب الجانبان من مجموعة السبع أن تسعى إلى مشاركة
دول أخرى مهتمة مثل الدول األعضاء في منظمة التنمية والتعاون
االقتصادي والدول العربية في المنطقة ومؤسسات عربية إضافة إلى
القطاع الخاص.
.2يتضمن "برنامج التنمية" شقين (أ) "برنامج تنمية اقتصادية" للضفة
الغربية وقطاع غزة( ،ب) "برنامج تنمية اقتصادية للمنطقة".
أ -برنامج التنمية االقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة يتضمن
النقاط التالية:
.1برنامج إعادة تأهيل اجتماعي يتضمن "برنامجاً لإلسكان والبناء".
" .2برنامج لتنمية المؤسسات الصغيرة والخاصة".
" .3برنامج لتطوير البنية التحتية" (ماء وكهرباء ونقل واتصاالت
إلخ)...
" .4برنامج للطاقات البشرية".
.5برامج أخرى.
ب -برنامج التنمية االقتصادية للمنطقة يمكن أن يتضمن النقاط
التالية:
137
( )1تأسيس "صندوق للتنمية في الشرق األوسط" كخطوة أولى و"بنك
للتنمية في الشرق األوسط" كخطوة ثانية.
( )2وضع "برنامج إسرائيلي -فلسطيني -أردني" مشترك لتنسيق
استثمار منطقة البحر الميت.
( )3البحر المتوسط (غزة) -قناة البحر الميت.
( )4مشاريع في المنطقة لتحلية المياه ومشاريع أخرى لتنمية الموارد
المائية.
( )5برنامج إقليمي لتنمية الزراعة بما في ذلك القيام بتحرك إقليمي
للوقاية من التصحر.
( )6ربط الشبكات الكهربائية.
( )7تعاون إقليمي لنقل وتوزيع الغاز والنفط وموارد الطاقة األخرى
واستغاللها صناعياً.
(" )8برنامج إقليمي للسياحة والنقل واالتصاالت.:
(" )9تعاون إقليمي" في مجاالت أخرى.
.3يعمل الجانبان على تشجيع مجموعات العمل المتعددة األطراف
وينسقان تحركهما بهدف إنجاحها .يحث الطرفان على مواصلة
النشاطات بين الجولة واألخرى وعلى إعداد دراسات حول إمكانية
تطبيق ما يتم االتفاق عليه داخل مختلف مجموعات العمل المتعددة
األطراف.
يلي الملحقات األربعة ثالث صفحات تتضمن مالحظات تحدد نقاط
التفاهم واالتفاقات الخاصة بالبنود السابقة.
138
الجدول الزمني لتطبيق االتفاق
في ما يأتي الجدول الزمني المقرر لتطبيق االتفاق بين إسرائيل
ومنظمة التحرير الفلسطينية حول الحكم الذاتي في األراضي المحتلة:
-يبدأ تطبيق إعالن المبادئ حول الحكم الذاتي في األراضي المحتلة
بعد شهر من توقيعه الذي يتوقع أن يتم خال ل األيام المقبلة في
واشنطن في إطار مفاوضات السالم.
-في الشهرين اللذين يعقبان دخول إعالن المبادئ حيز التنفيذ يبرم
الطرفان اتفاقاً حول انسحاب القوات اإلسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة
أريحا في الضفة الغربية.
-ما إن يدخل إعالن المبادئ حيز التنفيذ تقوم إسرائيل في المقابل
بنقل محدود للسلطات إلى الفلسطينيين.
-فور التوقيع على االتفاق حول قطاع غزة ومنطقة أريحا ،تقوم
إسرائيل بسرعة وفق برنامج محدد بسحب قواتها العسكرية من قطاع
غزة ومنطقة أريحا .ويتم هذا االنسحاب في فترة ال تتجاوز أربعة أشهر
بعد توقيع االتفاق.
-تجري انتخابات مباشرة النتخاب مجلس فلسطيني للحكم الذاتي في
األراضي المحتلة بعد تسعة شهور على األكثر من دخول إعالن
المبادئ حيز التنفيذ .وبعد تشكيل المجلس الفلسطيني على الحكم
العسكري اإلسرائيلي االنسحاب.
-تعيد القوات اإلسرائيلية انتشارها خارج المناطق المأهولة في باقي
الضفة الغربية في مدة أقصاها عشية إجراء االنتخابات .وتجري
139
عمليات إعادة انتشار أخرى للقوات اإلسرائيلية في مواقع محددة
مسبقاً ،وبشكل تدريجي جنباً إلى جنب مع تولي الشرطة الفلسطينية
مسؤولية النظام العام واألمن الداخلي.
-تبدأ المرحلة االنتقالية لخمسة أعوام مع االنسحاب من قطاع غزة
ومن منطقة أريحا.
-تبدأ المفاوضات حول الوضع النهائي لأل راضي المحتلة في أسرع
وقت ممكن وكحد أقصى في بداية العام الثالث من المرحلة االنتقالية.
الموقعين:
-عن الجانب الصهيوني :إسحق رابين .
-عن الجانب الفلسطيني :ياسر عرفات .
-مكان التوقيع :البيت األبيض األميركي.
الدول األعضاء:
-فلسطين
-الكيان إسرائيل.
-الواليات المتحدة األمريكية".
وبعد ذلك بثالثة أيام ،في 13أيلول /سبتمبر ،1993وفي حفل أقيم
في البيت األبيض في العاصمة األمريكية واشنطن ،وبحضور رئيس
الواليات المتحدة األمريكية بيل كلينتون ووزير الخارجية الروسي أندري
ف .كورزيرف ،وقع ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إعالن
مبادئ ترتيبات الحكم الذاتي المؤقت (اتفاق أوسلو).
140
اتفاق في
ً في 4أيار /مايو ،1994أبرم الفلسطينيون واإلسرائيليون
القاهرة بشأن المرحلة األولى من تنفيذ إعالن المبادئ .وفي ذلك
التاريخ ،بدأت المرحلة االنتقالية رسمياً .وعاد السيد عرفات ،زعيم
منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية التي أنشئت
حديثاً ،إلى غزة في تموز /يوليه ليتولى زمام اإلدارة الجديدة.
وأحرز تقدم هام خالل عام 1995عندما تم توقع االتفاق اإلسرائيلي-
الفلسطيني المؤقت بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة في 28أيلول/
سبتمبر في واشنطن العاصمة .ونص االتفاق على حل اإلدارة المدنية
اإلسرائيلية وانسحاب الحكم العسكري اإلسرائيلي ،وعلى جدول زمني
لنقل السلطات والمسؤوليات إلى سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية
المؤقتة .وتضمن االتفاق الجديد أيضاً طرائق مشاركة الفلسطينيين في
الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة في االنتخابات ،ونص على وجود
مراقبين دوليين للعملية االنتخابية .وتمثل هذه االتفاقات خطوة بالغة
األهمية في المضي قدماً من أجل تنفيذ إعالن المبادئ.
ومن سمات االتفاق الرئيسية تقسيم الضفة الغربية إلى المناطق الثالث
التالية ،والتي تتفاوت في كل منها درجات المسؤولية التي يضطلع بها
اإلسرائيليون والفلسطينيون.
-المنطقة ألف ،وتضم المدن الفلسطينية الرئيسية السبع :جنين
وقلقيلية وطولكرم ونابلس ورام هللا وبيت لحم والخليل ،ويمارس
الفلسطينيون فيها المسؤولية الكاملة عن أمن المدنيين.
-في المنطقة باء ،التي تضم جميع مراكز التجمع السكاني
الفلسطيني األخرى (باستثناء بعض مخيمات الالجئين) ،تحتفظ
141
"إسرائيل بمسؤولية عظمى" عن األمن.
-في المنطقة جيم ،التي تضم جميع المستوطنات والقواعد
والمناطق العسكرية وأراضي الدولة ،تمارس إسرائيل وحدها
المسؤولية عن األمن.
اغتيل رئيس الوزراء اإلسرائيلي ،إسحق رابين ،في تل أبيب في 4
تشرين الثاني /نوفمبر .1995
وفي كانون الثاني /يناير ،1996أجرت السلطة الفلسطينية التي
تسلمت مهامها حديثاً أولى انتخاباتها الديمقراطية الختيار المجلس
الوطني الفلسطيني الذي يضم 88عضواً .وانتخب السيد عرفات،
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ،رئيساً للسلطة التنفيذية
الفلسطينية.
142
ولم تشهد السنتان التاليتان تقدماً يذكر في عملية السالم .ونظ اًر لتزايد
القلق من تدهور الحالة ،استأنفت الجمعية العامة دورتها االستثنائية
الطارئة العاشرة في 17آذار /مارس 1998لمناقشة "اإلجراءات
اإلسرائيلية غير المشروعة في القدس الشرقية المحتلة وسائر األرض
الفلسطينية" .وكانت هذه الدورة قد دعيت إلى االنعقاد بادئ األمر في
نيسان /أبريل 1997ثم اجتمعت دورتين مستأنفتين في تموز /يوليه
وتشرين الثاني /نوفمبر من تلك السنة .وأعربت الجمعية عن قلقها
إزاء استمرار إسرائيل في انتهاك أحكام اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية
المدنيين وقت الحرب (اتفاقية جنيف الرابعة) ،وكررت دعوتها إلى
األطراف المتعاقدة السامية في االتفاقية عقد مؤتمر معني بالتدابير
لتنفيذ االتفاقية في األرض الفلسطينية المحتلة ،بما فيها القدس.
المؤتمر المعني باتفاقية جنيف الرابعة:1999 ،
حثت الجمعية العامة بشكل متزايد على النظر في تدابير تكفل حماية
دولية للمدنيين الفلسطينيين .وواصلت إبقاء الحالة قيد نظرها ،ودعت
في دورتها االستثنائية الطارئة العاشرة إلى عقد مؤتمر معني بالتدابير
لتنفيذ اتفاقية جنيف الرابعة ،وذلك في 15تموز /يوليه .1999
143
توافق في اآلراء بشأن عقد المؤتمر( .عندما عقد المؤتمر في نهاية
األمر في جنيف في 15تموز /يوليه ،1999لم يدم سوى يوم واحد.
وفي بيان صدر في نهاية المؤتمر ،أعادت األطراف المتعاقدة السامية
المشاركة في المؤتمر تأكيد انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على األرض
الفلسطينية المحتلة ،بما فيها القدس الشرقية .وأرجأ المؤتمر أعماله،
على أن ينعقد من جديد في ضوء المشاورات بشأن تطور الحالة
اإلنسانية في الميدان).
144
وفي 4أيلول /سبتمبر ،1999وقعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية
مذكرة شرم الشيخ المتعلقة بالجدول الزمني لتنفيذ االلتزامات المعلقة
الواردة في االتفاقات الموقعة واستئناف مفاوضات الوضع النهائي.
محادثات كامب ديفيد :2000
في تموز/يوليه ،2000دعا رئيس الواليات المتحدة ،بيل كلينتون،
زعيما إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى إجراء محادثات سالم كامب
ديفيد.
بوالية ماريالند .واختتم مؤتمر القمة دون التوصل إلى نتيجة حاسمة،
إذ تعذر على الطرفين أن يتوصال إلى اتفاق بشأن المسائل المتعلقة
بالوضع النهائي.
وفي نهاية أيلول /سبتمبر ،2000اندلعت موجة جديدة من
االحتجاجات والعنف في األرض الفلسطينية المحتلة بعد أن قام زعيم
المعارضة في إسرائيل (ورئيس الوزراء الحقاً) ،أرييل شارون ،بزيارة
الحرم الشريف في القدس في 28أيلول /سبتمبر .وأفيد عن مقتل 50
شخصاُ على األقل وإصابة زهاء 1500بجراح ،معظمهم من
الفلسطينيين ،نتيجة لخمسة أيام من الصدامات المتواصلة بين
اإلسرائيليين والفلسطينيين.
وسرعان ما عرفت هذه الموجة من العنف بـ "انتفاضة األقصى".
وفي القرار ،)2000( 1322أدان مجلس األمن ،وقد أثار جزعه
التصعيد الهائل ،أحدث موجة من العنف في الشرق األوسط واستعمال
القوة بصورة مفرطة ضد الفلسطينيين .وحث أيضاً إسرائيل على االلتزام
145
باتفاقية جنيف الرابعة ،ودعا إلى االستئناف الفوري لمحادثات السالم.
وكررت لجنة حقوق الفلسطينيين ،التي اجتمعت في تشرين األول/
أكتوبر الستعراض الحالة ،اإلعراب عن موقفها بأنه يتعين على األمم
المتحدة أن تواصل االضطالع بمسؤولياتها الدائمة تجاه جميع جوانب
قضية فلسطين حتى يتم إعمال حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة
للتصرف بشكل كامل.
وذكر األمين العام كوفي عنان في تقريره عن الحالة في الشرق
األوسط في تشرين الثاني /نوفمبر ،2000أن ما يزيد على 230
شخصاً قتلوا وأن العديد أصيبوا بجراح .وقال إن هذه "الحالة المفجعة
اف لجميع الجهات أن أكثر ما يلحق الضرر بقضية
أظهرت بوضوح و ٍ
السالم هو اإلفراط في استخدام القوة والعنف واإلرهاب دون تمييز.
واتخذت الجمعية العامة ق ار اًر في 1كانون األول /ديسمبر ،2000
أعربت فيه عن تأييدها الكامل لعملية السالم .كما أعربت عن أملها
في أن تؤدي هذه العملية إلى إقامة سالم دائم وشامل في الشرق
األوسط .وشددت أيضاً على الحاجة إلى االلتزام بمبدأ األرض مقابل
السالم وبتنفيذ قراري مجلس األمن ،)1973( 388 )1967( 242
والحاجة إلى التنفيذ الفوري والدقيق لالتفاقات التي توصل إليها
الطرفان ،بما في ذلك إعادة انتشار القوات اإلسرائيلية في الضفة
الغربية.
واجتمع الطرفان من جديد في طابا ،بمصر ،في كانون الثاني /يناير
.2001وتواصلت أعمال العنف دون هوادة في األرض الفلسطينية
المحتلة .ووصف األمين العام ،كوفي عنان ،األزمة ،في خطاب ألقاه
146
أمام اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة
للتصرف في 1آذار /مارس ،2001بأنها "مأساة إنسانية ومصدر
للقلق الشديد بالنسبة للمستقبل" .وحسبما قال ،فإن الطرفين يواجهان
عدة أزمت قي وقت واحد:
-األولى ،أزمة أمنية بسبب تكرار العنف والدمار والموت.
-والثانية ،أزمة اقتصادية واجتماعية بسبب تنامي البطالة،
والفقر ،وإغالق المعابر ،والقيود والتدابير التي تحرم السلطة
الفلسطينية من الموارد المالية الالزمة.
-والثالثة ،أزمة ثقة بسبب ازدياد الخوف واليأس والغضب في
الشارع وانحسار اإليمان بعملية السالم.
واجتمع مجلس األمن لألمم المتحدة في آذار /مارس 2001للنظر في
مقترحات إلقامة وجود لمراقبين تابعين لألمم المتحدة في األرض
الفلسطينية المحتلة من أجل توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
وعندما طرح مشروع قرار يشير إلى استعداد المجلس إلنشاء هذه
اآللية للتصويت في 27آذار /مارس ،2001صوتت تسعة بلدان
لصالحه وعارضه بلد واحد وامتنعت أربعة بلدان عن التصويت.
وتواصل العنف في األشهر التالية ،موقعاً أعداداً ال سابق لها من
القتلى والجرحى في الجانبين .وفي بادرة تبعث على التفاؤل ،نشرت
لجنة شرم الشيخ لتقصي الحقائق تقريرها (تقرير ميتشيل) في 21
أيار /مايو .وكان رئيس الواليات المتحدة بيل كلينتون قد عين هذه
اللجنة الدولية المؤلفة من خمسة أعضاء برئاسة جورج ميتشيل،
العضو السابق في مجلس الشيوخ بالواليات المتحدة ،بعد مؤتمر قمة
147
شرم الشيخ .ودعا التقرير في جملة أمور إلى ما يلي:
-الوقف الفوري إلطالق النار.
-تجميد بناء المستوطنات اليهودية.
-إدانة اإلرهاب.
-واستئناف محادثات السالم.
سابعاً:
148
(أ) لم يصل الفرقاء إلى اتفاق على التسوية النهائية للمسائل المعلقة
بينهم.
.2توعز إلى لجنة التوفيق بشأن فلسطين بإنشاء مكتب تحت إشرافه،
وعلى هذا المكتب:
149
(ج) أن يواصل االستشارات مع الفرقاء المعنيين بصدد اإلجراءات
للمحافظة على حقوق الالجئين وأمالكهم ومصالحهم.
ألف -إن الجمعية العامة إذ تشير إلى قرار مجلس األمن 237
( )1967المتخذ في 14حزيران /يوليه ،1967وإذ تؤكد من جديد
قرارها ( 2252دإط ،)5المتخذ في 4تموز /يوليه 1967وإذ تحيط
علماً بالنداء الذي وجهه األمين العام لألمم المتحدة في اللجنة
150
منها بأن خير سبيل لتخفيف محنة المشردين هو تأمين عودتهم
بسرعة إلى ديارهم وإلى المخيمات التي كانوا يقطنونها قبالً ،وإذ تشدد
بالتالي على ضرورة عودتهم بسرعة:
باء -أن الجمعية العامة ،إذ تشير إلى قرارها ( 194الدورة )3المتخذ
151
1957وقرارها ( 1191الدورة )12المتخذ في 12كانون األول/
ديسمبر ،1957وقرارها ( 1315الدورة )13المتخذ في 12
كانون األول /ديسمبر ،1958وقرارها ( 1456الدورة )14المتخذ في
9كانون األول /ديسمبر ،1959وقرارها ( 1604الدورة )10المتخذ
في 21نيسان /أبريل ،1961وقرارها ( 1725الدورة )16المتخذ في
20كانون األول/ديسمبر ،1961وقرارها ( 1856الدورة )17المتخذ
في 20كانون األول /ديسمبر ،1962وقرارها ( 1912الدورة )18
المتخذ في 3كانون األول /ديسمبر ،1963وقرارها ( 2002الدورة
)19المتخذ في 10شباط /فبراير ،1965وقرارها ( 2052الدورة )20
المتخذ في 15كانون األول /ديسمبر ،1965وقرارها ( 2154الدورة
)21المتخذ في 17تشرين الثاني /نوفمبر ،1966وقرارها 2154
(الدورة )22المتخذ في 19كانون األول /ديسمبر ،1967وإذ تحيط
علماً بالتقرير السنوي للمفوض العام الوكالة األمم المتحدة إلغاثة
الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم ،عن الفترة من 1
تموز /يوليو 1967إلى 30حزيران /يونيه .1968
.1تالحظ مع األسف الشديد أنه لم تتم إعادة الالجئين إلى ديارهم أو
تعويضهم كما هو منصوص عليه في الفقرة 11من ق ارر الجمعية
العامة ( 194الدورة ،)3وأنه لم يحوز أي تقدماً ملموس في برنامج
إعادة دمج الالجئين إما بإعادتهم إلى ديارهم أو توطينهم ،وهو
152
البرنامج الذي أقرته الجمعية العامة في الفقرة 2من القرار 513
(الدورة ،)6وأن حالة الالجئين ال تزال لذلك مدعاة للقلق الشديد.
153
.5وت لفت األنظار إلى الحالة المالية الحرجة التي ما زالت تكتنف
وكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى
وتشغيلهم ،كما يتبين من تقرير المفوض العام.
154
جيم -إن الجمعية العامة إذ تشير إلى قرارها ( 2252دإط )5-المتخذ
في 4تموز /يوليه ،1967وقرارها 2314باء (الدورة )22المتخذ في
19كانون األول /ديسمبر .1967وإذ تحيط بالتقرير السنوي للمفوض
العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق
األدنى وتشغيلهم ،عن الفترة الممتدة من 1تموز /يوليه 1967إلى
30حزيران /يونيه .1968
وإذ تحيط علماً كذلك بالنداء الذي وجهه األمين العام لألمم المتحدة
في اللجنة الخاصة السياسية في 11تشرين الثاني /نوفمبر ،1968
وإذ يساورها القلق الستمرار اآلالم البشرية التي أحدثتها األعمال
العدائية التي نشبت في حزيران /يوليه 1967في الشرق األوسط.
155
.3وتناشد بشدة جميع الحكومات ،وكذلك المنظمات واألفراد ،تقديم
المساعدات السخية لألغراض السالفة إلى وكالة األمم المتحدة إلغاثة
الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم وإلى المنظمات
األخرى الحكومية الدولية وغير الحكومية المعنية.
قرار رقم 2672أ ،ب ،ج ،د (الدورة )25بتاريخ 8كانون األول/
ديسمبر :1970
االعتراف لشعب فلسطين بحق تقرير المصير والطلب مرة أخرى من
"إسرائيل" اتخاذ خطوات فورية إلعادة المشردين
157
وقرارها 2535ألف (الدورة )24المتخذ في 10كانون األول /ديسمبر
.1969
أ .وإذ تالحظ علماً بالتقرير السنوي للمفوض العام لوكالة األمم
المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم،
عن الفقرة الممتدة من 1تموز /يوليه 1969إلى 30حزيران /يونيه
.1970
.1تالحظ مع األسف الشديد أنه لم تتم إعادة الالجئين إلى ديارهم أو
تعويضهم ،كما هو منصوص عليه في الفقرة 11من قرار الجمعية
العامة ( 194الدورة ،)3وأنه لم يحرز أي تقدم ملموس في برنامج
إعادة الالجئين إما بإعادتهم إلى ديارهم أو توطينهم ،وهو البرنامج
الذي أقرته الجمعية العامة في الفقرة 2من قرارها ( 513الدورة )6
وأن حالة الالجئين ال تزال لذلك مدعاة إلى القلق الشديد.
158
.3وتوعز إلى المفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين
الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم أن يواصل جهوده الرامية
إلى اتخاذ التدابير الالزمة بما في ذلك تدابير تصحيح قوائم اإلغاثة،
لكي يضمن ،بالتعاون مع الحكومات المعنية ،تحقيق أقصى قدر ممكن
من العدالة في توزيع اإلغاثة على أساس الحاجة.
. 5تلفت األنظار إلى الحالة المالية الحرجة التي ما زالت تكتنف وكالة
األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى
وتشغيلهم ،كما يتبين من تقرير المفوض العام.
159
ب .إن الجمعية العامة إذ تذكر قرارها ( 2252دإط الدورة )5المتخذ
في 4تموز /يوليه ،1967وقرارها 2341باء (الدورة )22المتخذ في
19كانون األول /ديسمبر ،1967وقرارها 2452جيم (الدورة )23
المتخذ في 19كانون األول /ديسمبر ،1968وقرارها 2535جيم
(الدورة )24المتخذ في 10كانون األول /ديسمبر ،1969وإذ تأخذ
علماً بالتقرير السنوي للمفوض العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة
الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم عن الفترة الممتدة
من 1تموز /يوليه 1969إلى 30حزيران /يونيه .1970
(الدورة .)24
.2تؤيد في ضوء أهداف تلك الق اررات ،الجهود التي يبذلها المفوض
العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق
160
األدنى وتشغيلهم باستمرار قدر المستطاع على أساس طارئ وباعتبار
ذلك تدبي اًر مؤقتاً في توفير المساعدة اإلنسانية الالزمة لألشخاص
اآلخرين الموجودين حالياً في المنطقة الذين هم اآلن مشردين وبأمس
الحاجة إلى المساعدة المستمرة نتيجة األعمال العدائية التي حدثت في
حزيران /يونيه .1967
161
.1تعترف لشعب فلسطين بالتساوي في الحقوق وبحق تقرير المصير،
وفقاً لميثاق األمم المتحدة.
وإذ يساورها القلق الشديد لمحنة المتشردين ،واقتناعاً منه بأن خير
سبيل لتخفيف محنة المشردين هو اإلسراع بإعادتهم إلى ديارهم وإلى
المخيمات التي كانوا يقيمون بها من قبل .وإذ تشدد على الضرورة
162
.1ترى أن محنة المشردين مستمرة نظ اًر إلى أنهم لم يتمكنوا من
العودة إلى ديارهم ومخيماتهم.
.2وتدعو مرة أخرى حكومة "إسرائيل" إلى أن تتخذ ،فو اًر ودون مزيد
من التأخير ،خطوات فعالة إلعادة المشردين.
وإذ يقلقها عميق القلق أنه لم يتم حتى اآلن ،التوصل إلى حل عادل
لمشكلة فلسطين ،وإذ لم تعترف بأن مشكلة فلسطين ال تزال تعرض
السلم واألمن الدوليين للخطر.
163
لميثاق األمم المتحدة ،وإذ تعرب عن بالغ قلقها لكون الشعب
الفلسطيني قد منع من التمتع بحقوقه ،غير القابلة للتصرف ،ال سيما
حقه في تقرير مصيره.
وإذ تسترشد بمقاصد الميثاق ومبادئه ،وإذ تشير إلى ق ارراتها المتصلة
بالموضوع ،والتي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره:
164
الوسائل وفقاً لمقاصد ميثاق األمم المتحدة ومبادئه.
.8وتطلب إلى األمين العام أن يقدم إلى الجمعية العامة ،في دورتها
الثالثين ،تقري اًر عن تنفيذ هذا الق ارر.
165
قراري المجلس االقتصادي واالجتماعي ( 1835د )56 -المؤرخ 14
أيار /مايو ،1974و( 1840د )56-المؤرخ 12أيار /مايو .1974
وإذ تالحظ أيضاً أن مؤتمر األمم المتحدة الثالث لقانون البحار قد دعا
منظمة التحرير الفلسطينية إلى االشتراك في مداوالته بصفة مراقب،
.4تطلب إلى األمين العام أن يتخذ الخطوات الالزمة لتنفيذ هذا القرار.
166
قرار رقم 3089أ ،ب ،ج ،د ،هـ (الدورة )28بتاريخ 7كانون األول/
ديسمبر :1973
أ -تأييد نداء األنوروا لالستمرار في التبرع على أساس طارئ وكتدبير
مؤقت للنازحين الجدد ضحايا حرب حزيران /يونيو :1967
167
2535ج (الدورة ،)24ورقم 2672ب (الدورة ،)25ورقم 2792ب
(الدورة ،)26ورقم 2963ب (الدورة .)27
.2تؤيد في ضوء أهداف تلك الق اررات ،الجهود التي يبذلها المفوض
العام لوكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق
األدنى وتشغيلهم لالستمرار ،قدر المستطاع على أساس طارئ واعتبار
ذلك تدبي اًر مؤقتاً ،في توفير المساعدة اإلنسانية الالزمة لألشخاص
اآلخرين في المنطقة الذين هم اآلن مشردون وبحاجة ماسة إلى
مساعدة مستمرة نتيجة حرب حزيران /يونيو .1967
ب -التعبير عن األسف لعدم تنفيذ الفقرة 11من القرار رقم 194
(الدورة )3وطلب زيادة التبرع لألنوروا:
أن الجمعية العامة إذ تذكر قرارها رقم 2963أ (الدورة )27في 13
كانون األول /ديسمبر ،1972وجميع الق اررات السابقة المشار إليها
فيه ،ومن ضمنها القرار ( 194الدورة ،)3المتخذ في 11كانون
األول /ديسمبر .1948
168
وقد أخذت علماً بالتقرير السنوي الذي قدمه المفوض العام لوكالة
األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى
وتشغيلهم عن الفترة الممتدة من 1تموز /يوليو 1972إلى
30حزيران /يونيه .1973
169
في سبيل تنفيذها ،وبتقديم تقرير بذلك ،بحسب األصول ،على أال
يتأخر
.4تلفت النظر إلى الوضع المالي الخطر لوكالة األمم المتحدة إلغاثة
الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم ،كما يتبين من
تقرير المفوض العام.
170
إن الجمعية العامة إذ تذكر قرار مجلس األمن )1967( 237في 14
حزيران /يونيو ،1967وإذ تذكر أيضاً ق ارراتها رقم ( 2252الدورة
االستثنائية الطارئة – )5في 4تموز /يوليو ،1967ورقم 2425أ
(الدورة )23في 19كانون األول /ديسمبر ،1968ورقم 2535ب
(الدورة )24في 1كانون األول /ديسمبر ،1969ورقم 2672د
(الدورة )25في 8كانون األول /ديسمبر ،1975ورقم 2792هـ
(الدورة )26في 6كانون األول /ديسمبر ،1971ورقم ( 2693الدورة
)27في 13كانون األول /ديسمبر ،1972التي تدعو فيها حكومة
"إسرائيل" إلى اتخاذ خطوات فعالة وفورية لتعيد ،دون تأخير ،السكان
الذين نزحوا نتيجة حرب حزيران /يونيو ،1967وقراريها رقم 2792ج
(الدورة 26في كانون األول /ديسمبر ،1971ورقم ( 2963الدورة
)27في 13كانون األول /ديسمبر 1972اللذين يدعوان حكومة
"إسرائيل" إلى اتخاذ خطوات فورية وفعالة لتعيد الالجئين المعنيين إلى
المخيمات التي أقصوا عنها في قطاع غزة ،وتوفير مالجئ مالئمة
إليوائهم ،وإذ تؤكد ضرورة تنفيذ تام للق اررات التي تقدم ذكرها ،وإذ
نظرت في تقريري األمين العام تاريخ 18أيلول /سبتمبر ،1973وإذ
الحظت أن سلطات االحتالل "اإلسرائيلي" قد أصرت على اتخاذ إجراءات
تعرقل عودة السكان النازحين إلى ديارهم ومخيماتهم في األ راضي
المحتلة ،ومن ضمن ذلك تغييرات في تركيبها السكاني والطبيعي،
بتشريد السكان ،ونقلهم بالقوة ،وهدم المدن والقرى والبيوت وإقامة
171
المستوطنات "اإلسرائيلية" ،مخالفة بذلك أحكام اتفاقية جنيف الخاصة
بحماية األشخاص المدنيين في زمن الحرب تاريخ 21آب /أغسطس
،1949وكذلك ق اررات األمم المتحدة المتعلقة بهذا الشأن ،مؤكدة من
جديد أنها تعتبر تلك اإلجراءات باطلة والغية.
172
.5وتطلب من األمين العام ،لوكالة األمم المتحدة إغاثة الالجئين
الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم ،أن يقدم تقري اًر بأسرع وقت
ممكن ،وكلما كان مالئماً فيما بعد ،على أال يتأخر تقديمه ،في أي
حال ،عن تاريخ افتتاح دورة الجمعية العامة التاسعة والعشرين ،وذلك
بشأن تنفيذ "إسرائيل" للفقرة 4من هذا القرار.
174
هـ -توجيه نداء إلى الدول األعضاء من أجل زيادة مساهماتها
لألنوروا:
أيضاً االهتمام العميق بالشرق األوسط الذي أظهره بعض دول أوروبا
الغربية ودول أخرى منذ أعوام طويلة:
175
. 1تعرب عن شكرها لجميع الدول التي تبرعت في الماضي بسخاء
لميزانية وكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق
األدنى وتشغيلهم.
.2تناشد الدول األعضاء ،وال سيما التي دخل الفرد فيها 1500
دوال اًر أو أكثر النظر في زيادة تبرعاتها لوكالة األمم المتحدة إلغاثة
الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم.
إن الجمعية العامة ،إذ تشير إلى ق ارراتها ذات الصلة ،بما في ذلك
الق اررات المتخذة في الدورة االستثنائية الطارئة العاشرة ،وإذ تشير إلى
ق اررات مجلس األمن ذات الصلة ،بما فيها الق ارران )1967( 242
المؤرخ 22تشرين الثاني /نوفمبر 1967و )1973(388المؤرخ 22
تشرين األول /أكتوبر .1973
وإذ تدرك أن عام 1997يمثل السنة الخمسين منذ اتخاذ القرار 181
(د )2-المؤرخ 29تشرين الثاني /نوفمبر 1947والسنة الثالثين منذ
احتالل األرض الفلسطينية ،بما فيها القدس ،وقد نظرت في تقرير
األمين العام المقدم عمالً بالطلب الوارد في قرارها 26 / 21المؤرخ4
كانون األول /ديسمبر ،1996واقتناعاً منها بأن تحقيق تسوية نهائية
176
وسلمية لقضية فلسطين ،جوهر النزاع العربي اإلسرائيلي ،هو أمر ال بد
منه لبلوغ سالم شامل ودائم في الشرق األوسط ،وإدراكاً منها أن مبدأ
تكافؤ الشعوب في الحقوق وحقها في تقرير مصيرها من بين مقاصد
ميثاق األمم المتحدة ومبادئه.
وإذ تؤكد مبدأ عدم جواز اكتساب األ راضي عن طريق الحرب ،وإذ تؤكد
أيضاً عدم مشروعية المستوطنات اإلسرائيلية في األراضي المحتلة منذ
عام 1967وعدم مشروعية اإلجراءات اإلسرائيلية التي تستهدف تغيير
وضع القدس ،وإذ تؤكد مرة أخرى حق جميع دول المنطقة في العيش
في سالم داخل حدود أمنة ومعترف بها دولياً ،وإذ تشير إلى االعتراف
المتبادل بين حكومة دولة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ،ممثل
الشعب الفلسطيني ،وتوقيع الطرفين على إعالن المبادئ المتعلق
بترتيبات الحكم الذاتي المؤقت في واشنطن العاصمة في 13أيلول/
سبتمبر ،1993وكذلك اتفاقات التنفيذ الالحقة ،بما فيها االتفاق
اإلسرائيلي –الفلسطيني المؤقت بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة
الموقع في واشنطن العاصمة في 28أيلول /سبتمبر .1995
177
انتشار الجيش اإلسرائيلي في بقية الضفة الغربية في عام ،1996وإذ
تالحظ مع االرتياح إجراء أول انتخابات عامة فلسطينية بنجاح.
وإذ تالحظ مع التقدير عمل مكتب منسق األمم المتحدة الخاص في
األراضي المحتلة ،وإسهامه اإليجابي ،وإذ ترحب بانعقاد مؤتمر دعم
السالم في الشرق األوسط ،في واشنطن العاصمة في 1تشرين األول/
أكتوبر ،1993وكذلك كافة اجتماعات المتابعة واآلليات الدولية
المنشأة لتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني.
وإذ يساورها القلق إزاء الصعوبات الخطيرة التي تواجهها عملية السالم
في الشرق األوسط ،بما في ذلك عدم تنفيذ االتفاقات التي تم التوصل
إليها ،وتدهور الظروف االجتماعية واالقتصادية للشعب الفلسطيني
نتيجة للمواقف واإلجراءات التي تتخذها إسرائيل.
178
وتعرب عن األمل في أن تفضي تلك العملية إلى إقامة سالم شامل
وعادل ودائم في الشرق األوسط.
.3تشدد على ضرورة االلتزام بمبدأ األرض مقابل السالم وتنفيذ قراري
.8تشدد على أهمية قيام األمم المتحدة بدور أكثر نشاطاً وأوسع
نطاقاً في عملية السالم الجارية وفي تنفيذ إعالن المبادئ.
مطالبة لجنة التوفيق برفع تقرير عن إعادة الالجئين إلى ديارهم ودعوة
الحكومات إلى زيادة تبرعاتها لألنوروا.
180
(الدورة )5المتخذين في 2و 14كانون األول /ديسمبر ،1950
وقراريها ( 512الدورة )6و ( 513الدورة )6المتخذين في 26كانون
الثاني /يناير ،1952وقرارها ( 614الدورة )7المتخذ في 6تشرين
الثاني /نوفمبر ،1952وقرارها ( 720الدورة )8المتخذ في 27
تشرين الثاني /نوفمبر ،1953وقرارها ( 818الدورة )9المتخذ في 4
كانون األول /ديسمبر ،1954وقرارها ( 916الدورة )15المتخذ في
3كانون األول /ديسمبر ،1955وقرارها ( 1018الدورة )11المتخذ
في 28شباط /فبراير ،1957وقرارها ( 1191الدورة )12المتخذ في
12كانون األول /ديسمبر ،1957وقرارها ( 1315الدورة )13المتخذ
في 12كانون األول /ديسمبر ،1958وقرارها ( 1456الدورة )14
المتخذ في 9كانون األول /ديسمبر 1959وقرارها ( 1654الدورة
)15المتخذ في 21نيسان /ابريل ،1961وقرارها ( 1725الدورة
)16المتخذ في 20كانون األول /ديسمبر ،1961وقرارها 1856
(الدورة )17المتخذ في 20كانون األول /ديسمبر ،1962وقرارها
( 1912الدورة )18المتخذ في 3كانون األول /ديسمبر ،1963
وقرارها ( 2002الدورة )19المتخذ في 15شباط /فبراير ،1965
وقرارها ( 20052الدورة )20المتخذ في 15كانون األول /ديسمبر
،1965وإذ تحيط علماً بالتقرير السنوي للمفوض العام لوكالة األمم
المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم،
181
عن الفترة الممتدة من 1تموز /يوليو 1965إلى 30حزيران /يونيو
.1965
.1تالحظ مع األسف الشديد أنه لم تتم إعادة الالجئين إلى ديارهم أو
تعويضهم كما هو منصوص عليه في الفقرة 11من قرار الجمعية
العامة ( 194الدورة ،)3وأنه لم يحرز أي تقدم ملموس في برنامج
إعادة إدماج الالجئين إما بإعادتهم إلى ديارهم أو توطينهم ،وهو
البرنامج الذي أثرته الجمعية العامة في الفقرة 2من القرار 513
(الدورة ،)6وأن حالة الالجئين ال تزال لذلك مدعاة للقلق الشديد.
. 3تلفت األنظار إلى الحالة المالية الحرجة التي ما زالت تكتنف وكالة
األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى
وتشغليهم ،كما يتبين من تقرير المفوض العام.
182
الخطير الحاصل في العام الماضي ،فإن التبرعات المقدمة إلى وكالة
األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى
وتشغيلهم ما زالت أقل من األموال الالزمة لمواجهة حاجاتها المالية
األساسية.
183
،)3وتدعو الحكومات المعنية إلى مد يد التعاون لكي تتمكن اللجنة
من مواصلة جهودها في هذا السبيل.
تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم 1468بـ 68
صوتاً مقابل 0وامتناع 3دول عن التصويت.
اإليعاز إلى لجنة التوفيق برفع تقرير عن إعادة الالجئين إلى ديارهم
184
في 3كانون األول /ديسمبر ،1955ورقم ( 1018الدورة )11
المتخذ في 28شباط /فبراير ،1957ورقم ( 1191الدورة )12
المتخذ في 12كانون األول /ديسمبر ،1957ورقم ( 1315الدورة
)13المتخذ في 12كانون األول /ديسمبر ،1958ورقم 1456
(الدورة )14المتخذ في 9كانون األول /ديسمبر .1959
وإذ تحيط علماً بالتقرير السنوي للمدير وكالة األمم المتحدة إلغاثة
185
من قرار الجمعية العامة رقم ( 194الدورة ،)3ولإلعالم عن ذلك في
موعد ال يتجاوز 15تشرين األول /أكتوبر.
.2وتلفت األنظار إلى الحالة المالية الحرجة التي تكتنف وكالة األمم
المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين في الشرق األدنى وتشغيلهم،
وتحث الحكومات على النظر في مدى قدرتها على التبرع أو زيادة
تبرعاتها لتمكين الوكالة من تنفيذ برنامجها.
تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم 933بـ 37
صوتاً مقابل 17وامتناع 38دولة عن التصويت.
186
وقد استمعت أيضاً إلى بيانات أخرى ألقيت خالل المناقشة،
وإذ يقلقها عميق القلق أنه لم يتم ،حتى اآلن ،التوصل إلى حل عادل
لمشكلة فلسطين ،وإذ تعترف بأن مشكلة فلسطين ال تزال تعرض السلم
واألمن الدوليين للخطر.
187
.2تؤكد من جديد أيضاً حق الفلسطينيين ،غير القابل للتصرف في
العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها واقتلعوا منها ،وتطالب
بإعادتهم.
.8وتطلب إلى األمين العام أن يقدم إلى الجمعية العامة ،في دورتها
الثالثين ،تقري اًر عن تنفيذ هذا القرار.
188
.9وتقرر أن يدرج البند المعنون "قضية فلسطين" في جدول األعمال
المؤقت لدورتها الثالثين.
تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم ،2296بـ 89
صوتاً مع القرار مقابل 8ضد القرار وامتناع 37عن التصويت.
إن الجمعية العامة أمانة منها لقرارها رقم ( 1514الدورة )15في 14
كانون األول (ديسمبر) ،1960الذي يتضمن إعالن االستقالل للبالد
والشعوب المستعمرة ،وإدراكا منها ألهمية التحقيق العالمي لحق
الشعوب في تقرير المصير ،ولإلسراع في منح البالد والشعوب
المستعمرة استقاللها ،وإذ تضع نصب عينيها اإلعالن السياسي
189
لرؤساء دول أو حكومات البالد غير المنحازة في مؤتمرهم الرابع الذي
عقد في الجزائر من 5إلى 9أيلول (سبتمبر) ،1973
.1تعود وتؤكد الحق الثابت الذي ال يمكن التنازل عنه لجميع الشعوب
الخاضعة للسيطرة االستعمارية واألجنبية ولالستعباد األجنبي في تقرير
190
المصير والحرية واالستقالل ،وفقاً لق اررات الجمعية العامة رقم 1514
(الدورة )15في 14كانون األول (ديسمبر) ،1960ورقم 2649
(الدورة )25في 30تشرين الثاني (نوفمبر) ،1970ورقم 2787
(الدورة )26في 6كانون األول (ديسمبر).1971
191
حقوق اإلنسان والتمتع بها.
192
.10تطلب من األمين العام تقديم تقرير بشأن تنفيذ القرار الحالي إلى
الجمعية العامة في دورتها التاسعة والعشرين.
إن الجمعية العامة ،إذ تسترشد بمبادئ ميثاق األمم المتحدة ،وإذ ترى
193
وإذ تؤكد من جديد عدم شرعية اكتساب األراضي الناجم عن التهديد
باستعمال القوة أو استعمالها ،وإذ تشير إلى األنظمة المرفقة باتفاقية
الهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لعام .)1( 1907
وإذ تشير أيضاً إلى اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت
الحرب والمؤرخة 12آب /أغسطس ،)2( 1949واألحكام ذات الصلة
من القانون العرفي ،بما فيها تلك المدونة في البروتوكول األول
اإلضافي التفاقيات جنيف ( .)3وإذ تشير كذلك إلى العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ( )4والعهد الدولي الخاص
بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ( )5واتفاقية حقوق الطفل.
وإذ تشير أيضاً إلى ق اررات دورتها االستثنائية الطارئة العاشرة بشأن
األعمال اإلسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية
وإذ تؤكد من جديد قرار دورة الجمعية العامة الثامنة والخمسين األحدث
عهداً بشأن وضع األرض الفلسطينية المحتلة ،بما فيها القدس
الشرقية ،أال وهو القرار ،292/58المؤرخ 6أيار /مايو ،2004وإذ
تؤكد من جديد أيضاً حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ،بما
في ذلك حقه في دولته المستقلة ،فلسطين .وإذ تؤكد من جديد كذلك
االلتزام بالحل المتمثل في دولتين ،إسرائيل وفلسطين ،تعيشان جنباً إلى
195
جنب في سالم وأمن ضمن حدود معترف بها ،على أساس حدود ما
قبل عام .1967
وإذ تدين جميع أعمال العنف واإلرهاب والتدمير ،وإذ تهيب بكال
، S/2003/529 .)1المرفق.
196
وإذ تشير أيضاً إلى قرارها دإط ،14/10-المؤرخ 8كانون األول/
ديسمبر ،2003الذي طالبت فيه إلى محكمة العدل الدولية أن تصدر
فتوى ،على جناح السرعة ،بشأن المسألة التالية:
وإذ تالحظ بصفة خاصة أن المحكمة ردت على السؤال الذي طرحته
الجمعية العامة في القرار دإط ،14/10-على النحو التالي(:)2
أو تبطل مفعول جميع القوانين التشريعية والتنظيمية المتصلة به ،وفقاً
للفقرة 151من هذه الفتوى.
دال -جميع الدول ملزمة بعدم االعتراف بالوضع غير القانوني المترتب
على تشييد الجدار وعدم تقديم العون أو المساعدة في اإلبقاء على
الوضع العون أو المساعدة في اإلبقاء على الوضع الناشئ عن هذا
التشييد ،وتتحمل جميع الدول األطراف في اتفاقية جنيف الرابعة
المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب المؤرخة 12آب /أغسطس
وإذ ترى أن احترام المحكمة ومهامها أمر أساسي ال غنى عنه لسيادة
القانون وتغليب العقل والمنطق في الشؤون الدولية:
.4تطلب إلى األمين العام إنشاء سجل لألضرار التي لحقت بجميع
األشخاص الطبيعيين أو االعتباريين المعنيين في ما يتعلق بالفقرتين
152و 153من الفتوى.
.5تقرر العودة إلى االنعقاد لتقييم مدى تنفيذ هذا القرار بهدف إنهاء
الحالة غير القانونية الناشئة عن تشييد الجدار والنظام المرتبط به في
200
وأمن ،وتؤكد أن كالً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ملزمة بالتقيد
الدقيق بقواعد القانون اإلنساني الدولي.
الجلسة العامة
جدول ببعض ق اررات األمم المتحدة ،الجمعية العامة ،فيما يخص قضية
الالجئين الفلسطينيين:
الفلسطينيين
202
1959/11/20 1390إعالن الدعم المتواصل في سنة الجئ العالم
203
في األماكن المتأثرة بحرب 1967والطلب
من إسرائيل ضمان األمن واألمان واالزدهار
للسكان.
204
أكدت فيه ضرورة انسحاب الصهاينة من 2628
فلسطين.
الغوث.
205
المعتقلين.
أعلنت فيه مبدأ عدم حيازة األرض بالقوة. كانون األول/ 2949
1972
206
المصير.
207
للتصرف في تقرير المصير وفي إقامة دولة
كاملة السيادة في فلسطين وحث الدول على
تقديم الدعم للشعب الفلسطيني.
الوضع في فلسطين.
209
الوضع في فلسطين. 1948/5/29 50
الهدنة).
210
1948/11/16الوضع في فلسطين. 62
المزيد من الفلسطينيين.
إطالق النار.
211
الوضع في فلسطين. 1955/3/30 107
المتحدة.
الفلسطينيين الجدد.
األردن.
212
.250
انتهاك صارخ.
قادة فلسطين).
األردنية.
وضع القدس.
213
لبنان.
القدس.
لبنان.
مخطوفين في لبنان.
214
الطلب من إسرائيل سحب قواتها من لبنان 425
(.)1978
(.)1978
السالم.
215
إدانة إبعاد إسرائيل لفلسطين والمطالبة 468
بإعادتهم.
216
يدعو إسرائيل إلى االنسحاب من لبنان. 498
في تونس.
217
قواتها من لبنان.
قوات إسرائيلية.
فلسطينيين.
218
المتحدة.
الفلسطينيين.
219
المبحث الرابع:
.) 1لإلطالع بشكل مفصل على إساءة استخدام حق النقض (الفيتو) وما أحدثه
من تشويهات في النظام العالمي ،انظر :عصام غزاوي وبشير البرغوثي
"المنظمات غير الحكومية وحكم القانون – نحو قانون عالمي موحد" د.ن .عمان
– األردن (.)2007
220
حاالت أخرى مثل أفغانستان والعراق .ويلخص الكاتب األمريكي ميللر
بوروز ( )1في كتاب "مشكلة فلسطين من صنع أمريكا" القضية قائالً:
"لقد كان قرار التقسيم برهاناً قاطعاً ومعيباً على أن في وسع أساليب
التهديد والضغط التي تخلو من التحفظ وتفتقر إلى األخالق أن تسيطر
على منظمة دولية أقيمت أصالً لغاية نبيلة وسامية هي تحقيق العدالة
الدولية ،األمر الذي يجعلنا نفقد الثقة بالواليات المتحدة وباألمم
المتحدة نفسها".
ويروي الكتاب قصص بعض الدول التي أجبرتها الواليات المتحدة على
تغيير مواقفها من قرار األمم المتحدة رقم 181بشأن تقسيم فلسطين
إلى دولتين عربية ويهودية ،منها "مملكة سيام التي تم اإلدعاء (فجأة)
بأن أوراق عضويتها في األمم المتحدة كانت ناقصة ،وبالتالي يجب
إسقاط صوتها إلى أن تكتمل أوراقها في الدورة التالية .أما ليبريا
وهايتي والحبشة والفلبين ،بروغواي ولوكسمبورغ فقد تعرضت
لتهديدات مختلفة حول وقف المساعدات األمريكية إليها إذا عارضت
القرار" .إن هذا الشكل شكل من أشكال الفيتو غير الصريح خارج
وداخل أروقة المنظمة الدولية ،وعدا عن ذلك ،فأن الواليات المتحدة
هي التي ضغطت من أجل عدم تطبيق القرار الذي سبق أن ضغطت
كذلك (غاب) الفيتو السوفيتي عندما عادت القضية إلى مجلس األمن
كقضية وقف إطالق نار وهدنة ،سواء حين قرر في 1948/4/23
تشكيل لجنة هدنة من قناصل الدول األعضاء في المجلس يكون مقرها
في القدس ،حيث أن (الخالف) الوحيد كان مع سوريا التي لم تعارض
.) 1قدري قلعجي "أمريكا وغطرسة القوة" دار الكاتب العربي ،بيروت.1992 ،
222
القرار ،ولكنها اعتذرت عن إيفاد وفد إلى القدس .أما في 1948/5/22
فقد دعا المجلس إلى وقف القتال في غضون 36ساعة ،ولم يستجب
أحد حيث كانت القوات اليهودية ماضية قدماً في احتالل مناطق جديدة
غير التي خصصها لها قرار التقسيم ،وقرر المجلس في 5/29إعالن
هدنة مؤقتة ،مهدداً باستخدام الفصل السابع من الميثاق ،ثم توالت
الق اررات لتجديد الهدنة (ق ارران من غير فيتو) مع اإلشارة إلى الفصل
السابع من الميثاق ،ثم صدرت أربعة ق اررات أخرى بشأن العدوان
اإلسرائيلي في النقب ،وهنا غاب الفيتو أيضاً ،وغابت اإلشارة إلى
الفصل السابع ،بل اكتفى القرار بالتشديد على ضرورة وقف إطالق
النار.
223
حال القرار رقم )1( )1969/9/15( 271الذي نص على "إبطال
اإلجراءات واألعمال التي اتخذتها إسرائيل لتغيير وضع مدينة القدس
وإدانة فشل إسرائيل في تنفيذ الق اررات السابقة .وقد تم تمرير القرار
بموافقة 11عضو مقابل ال شيء ،وامتناع الواليات المتحدة عن
التصويت (ولم يعتبر امتناعها استخداماً للفيتو) ،كذلك امتنعت
كولومبيا ،وفلندا وبارغواي عن التصويت ،وأيدت الصين واال تحاد
السوفيتي وفرنسا وبريطانيا وهنغاريا والجزائر وزامبيا والسنغال ونيبال
والباكستان وإسبانيا ذلك القرار.
.)1د .سيف الوادي الرمحي "القانون الدولي في قضية فلسطين – كاظمة للنشر
والتوزيع -الكويت ( 1948المالحق).
.)2اإلمبراطورية األمريكية " صفحات من الماضي والحاضر" – عدة مؤلفين –
ترجمة ونشر دار الشروق القاهرة .2001
224
بإلزام إسرائيل باإلذعان لها ،ومنها القرار رقم )1980/6/30( 476
والقرار الذي تاله (في )1( )1980/8/20فقد جاءت صياغته محددة
اض بالقوة غير مقبول،
وجازمة" :إن المجلس يؤكد على أن اكتساب أر ٍ
ويالحظ أن إسرائيل فشلت في االستجابة للقرار ...456ويؤكد تصميمه
على البحث عن وسائل وطرق وفقاً لفقرات ميثاق األمم المتحدة ذات
العالقة باألمر لتأمين تنفيذ عملي تام للقرار في حالة عدم استجابة
إسرائيل".
وبدل أن تبادر الواليات المتحدة إلى فرض القرار الدولي بالقوة تحت
علم األمم المتحدة ،كما حصل في كوريا والعراق ،فإنها أخذت تبادر
ومن الق اررات التي أسقطتها الواليات المتحدة بالفيتو خالل السبعينات
–على سبيل المثال ال حصر "مشروع بتاريخ 1975/12/8إلدانة
هجوم جوي على لبنان ،وكذلك مشروع في 1976/1/15بشأن تفاقم
األوضاع في األ راضي المحتلة سنة ،1967ألن المشروع دعا إلى
"تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف.
وهكذا كان الحال مع أي مشروع يدين إسرائيل أو اعتداءاتها.
) .د .عطية حسين "مجلس األمن وأزمة الشرق األوسط،"1977-1967 : 1
227
• في الفترة من بداية سنة 1974وحتى شهر أيار :1977عقد
مجلس األمن 239جلسة خصص منها 49جلسة لدراسة
الوضع في (الشرق األوسط) ،ونال (الشرق األوسط) 12ق ار اًر
من أصل 63ق ار اًر اتخذها المجلس طيلة هذه الفترة.
228
مجال استخدام حق الفيتو ويأتي تمييز هذه الحالة من خالل النقاط
التالية:
ومما ينبغي مالحظته أن أيام وقف إطالق النار أقل بكثير من أيام
دوائر العنف والعنف المضاد تجنباً لتسمية األشياء بمسمياتها ،ولكن
هناك أحداثاً كانت تسبب شرخاً في جدار الوعي اإلنساني على مستوى
العالم ،ومنها اقتحام قوات االحتالل اإلسرائيلية األراضي الفلسطينية،
229
منذ مطلع سنة ،2002وبخاصة ما حصل في مخيم جنين لالجئين
الفلسطينيين في شمال الضفة الفلسطينية .والالفت لالنتباه في أحداث
هذا المخيم ،أن سكانه كان من المفترض أن تتم إعادتهم إلى بيوتهم
وممتلكاتهم في األراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة ،1948وذلك
تطبيقاً لقرار الجمعية العمومية لألمم المتحدة رقم – 194الذي سبق
التطرق إلى مطالبة مجلس األمن م ار اًر وتك ار اًر بتطبيقه دون جدوى.
وبدل إجبارها على اإليضاع إلى ق اررات الشرعية الدولية ،فإن القوات
اإلسرائيلية نفذت في ذلك المخيم ما وصفه الفلسطينيون بأنه مجزرة،
وطالبوا بإيفاد لجنة دولية لتقصي الحقائق بشأنها ،وذلك بعد طرح
األمر على مجلس األمن الدولي من قبل السلطة الفلسطينية والدول
العربية .ولم يرضخ الجانب اإلسرائيلي حتى لمطلب التعاون مع بعثة
األمم المتحدة ،واألمر الذي وصفته صحيفة الفايننثال تاميز اللندنية
( )2002/5/5بأنه "دليل ال يقبل الشك على أن األمين العام لألمم
المتحدة –كوفي عنان -ال يمتلك أية سلطة فعالة وأن منصبه مجرد
منصب فخري بال نفوذ .وبخاصة بعد أن أكدت منظمات عديدة لحقوق
اإلنسان وقوع جرائم حرب وأكدت على أهمية إرسال لجنة لتقصي
الحقائق.
لقد كان هناك إجماع دولي على مستوى دول العالم والرأي العام
العالمي ،ومؤسسات األمم المتحدة من منظمة الصحة العالمية إلى
230
منظمة العفو الدولية إلى لجنة حقوق اإلنسان في األمم المتحدة على
ضرورة إيفاد لجنة التحقيق أو تقصي الحقائق ،وبخاصة بعد أن نقلت
وسائل اإلعالم تقرير تيري رودالرسن الموفد الخاص لألمم المتحدة()1
الذي جاء فيه :إن الدمار يفوق الوصف ،لقد تم تدمير المخيم تماماً
وكأن زل ازالً حل به ،لقد رافقني خبراء اعتادوا مشاهدة نتائج الحروب
والزالزل وهم يؤكدون أنهم لم يشهدوا مثيالً لهذا الدمار من قبل.
) .نشرة صحافة اليوم – قضايا األردن والشرق األوسط في الصحافة العربية 1
على الجانب اإلسرائيلي لخص شمعون بيرس رئيس حزب العمل وزير
الخارجية( )2الموقف ضمن النقاط التالية:
.2لو اتخذ مثل هذا القرار ،فإنه يمكن تصويره على أنه محاولة
لطمس ما جرى في جنين.
) .نشرة وكالة األنباء الفلسطينية وفا – غزة بتاريخ /200/5/1عن نقابة 1
المحامين الفلسطينيين.
.)2وثائق السلطة الوطنية الفلسطينية –مكتب الرئيس -المعلومات نشرة بتاريخ
4/30تلخيص عن اإلذاعة اإلسرائيلية.
232
الجمعية العمومية ،وهناك دول عدم االنحياز والمجلس
األوروبي.
أكد عنان في ذلك التاريخ أنه أجل حل لجنة مدة 24ساعة احتراماً
ألعضاء مجلس األمن" بعد أن تلقى مكالمة هاتفية من وزير الخارجية
األمريكي –كولن باول -اخبره فيها أن إسرائيل غير مستعدة لتغيير
موقفها من اللجنة! (المشكلة أصالً بموافقة أمريكية وبقرار من األمين
العام).
ج .ومقابل ذلك كان هناك مشروع قرار عربي (كان من المفترض
أن تتقدم به سوريا وتونس ،حيث كان لسوريا مقعد مؤقت في تلك
234
الفترة) ،ومن الجدير بالذكر أن المشروع العربي تمت صياغته
بحذر دبلوماسي شديد بحيث ينص على (القلق) بدل األسف لعدم
إيضاح إسرائيل لق اررات مجلس األمن السابقة ،ويقرر أن الحالة
(الراهنة) في المنطقة تشكل تهديداً للسالم واألمن الدوليين ،ولذلك
فإنه يطلب سنداً ألحكام الفصل السابع من الميثاق أن يتم التنفيذ
الفوري لقراري مجلس األمن 1402و 1403لسنة ،2002وما
نصا عليه من رفع الحصار العسكري المفروض على مقر الرئاسة
الفلسطينية وعلى كنيسة المهد في مدينة بيت لحم.
لقد تمت صياغة مشروع القرار العربي أمالً بحشد تأييد أوروبي له
وبشكل ال يستفز الواليات المتحدة ويدفعها إلى استخدام حق النقض
الفيتو ،حيث لم تتم المطالبة مثالً بتطبيق ق اررات الشرعية الدولية
السابقة (قرار مجلس األمن رقم 242لسنة 1967وقرار 338لسنة
)1973وهي ق اررات ذات صلة بتلك األحداث ،أسوأ بما حصل مثالً في
الحالة العراقية حيث كان هناك إجماع داخل مجلس األمن على تطبيق
كل الق اررات ذات الصلة!
إن الدراسة الموجزة الواردة هنا لقضية مجزرة مخيم جنين في مجلس
األمن توضح تماماً حقيقة أن حق النقض الفيتو ال ينشئ حقاً ،بل
يمكن أن يحجب حقوقاً ،فالجانب اإلسرائيلي لم يحصل من خالله بمزايا
التهديد بالفيتو ،وفي المقابل ،فإن ذلك أدى إلى حرمان الفلسطينيين
من كثير من حقوقهم أو حتى من مجرد بحثها.
المعلومات.
236
237
الفصل الثالث:
أ .القيام بقدر ما ترى أن الظروف القائمة تستلزم القيام بالمهمات التي
أوكلت إلى وسيط األمم المتحدة لفلسطين بموجب قرار الجمعية العامة
ج .القيام -بناء على طلب مجلس األمن -بأية مهمة تكلفها حالياً
ق اررات مجلس األمن إلى وسيط األمم المتحدة لفلسطين ،أو إلى لجنة
بناء على طلب مجلس
األمم المتحدة للهيئة .وينتهي دور الوسيط ً
األمن من لجنة التوفيق القيام بجميع المهمات المتبقية ،التي ال تزال
ق اررات مجلس األمن تكلها إلى وسيط األمم المتحدة.
240
والوصول إلى هذه األماكن ،وعرض هذه التعهدات على الجمعية العامة
للموافقة.
.8تقرر أنه نظ اًر إلى ارتباط منطقة القدس بديانات عالمية ثالث ،فإن
هذه المنطقة ،بما في ذلك القدس الحالية ،يضاف إليها القرى والمدن
المجاورة التي يكون أبعدها شرقاً أبو ديس وأبعدها جنوباً بيت لحم
وأبعدها غرباً عين كارم (بما فيها المنطقة المبنية في موتسا) وأبعدها
شماالً شعفاط ،يجب أن تتمتع بمعاملة خاصة منفصلة عن معاملة
مناطق فلسطين األخرى ،ويجب أن توضع تحت مراقبة األمم المتحدة
الفعلية.
تطلب من مجلس األمن اتخاذ تدابير جديدة بغية تأمين نزع السالح
في مدينة القدس في أقرب وقت ممكن.
تصدر تعليمات إلى لجنة التوفيق لتقدم إلى الجمعية العامة في دورتها
العادية الرابعة اقتراحاتها مفصلة بشأن نظام دولي دائم لمنطقة
القدس ،يؤمن لكل من الفئتين المتميزتين الحد األقصى من الحكم
الذاتي المحلي المتوافق مع النظام الدولي الخاص لمنطقة القدس.
إن لجنة التوفيق مخولة صالحية تعيين ممثل لألمم المتحدة ،يتعاون
مع السلطات المحلية فيما يتعلق باإلدارة المؤقتة لمنطقة القدس.
241
.9تقرر وجوب منح سكان فلسطين جميعهم ،أقصى حرية ممكنة
للوصول إلى مدينة القدس بطريق البر والسكك الحديدية وبطريق
الجو ،وذلك إلى أن تتفق الحكومات والسلطات المعنية على ترتيبات
أكثر تفصيالً.
تصدر تعليمات إلى لجنة لتوفيق بأن تعلم مجلس األمن فو اًر ،بأي
محاولة لعرقلة الوصول إلى المدينة من قبل أي من األطراف ،وذلك
كي يتخذ المجلس التدابير الالزمة.
242
وتصدر تعليمات إلى لجنة التوفيق بتسهيل إعادة الالجئين ،وتوطينهم
من جديد ،وإعادة تأهيلهم االجتماعي واالقتصادي ،وكذلك دفع
التعويضات ،وبالمحافظة على االتصال الوثيق بمدير إغاثة األمم
المتحدة لالجئين الفلسطينيين ،ومن خالله بالهيئات والوكاالت
المتخصصة المناسبة في منظمة األمم المتحدة.
.13تصدر تعليمات إلى لجنة التوفيق بأن تقدم إلى األمين العام
بصورة دورية تقارير عن تطور الحالة كي يقدمها إلى مجلس األمن
وإلى أعضاء منظمة األمم المتحدة.
243
.15ترجو األمين العام تقديم ما يلزم من موظفين وتسهيالت واتخاذ
الترتيبات المناسبة لتوفير األموال الالزمة لتنفيذ أحكام القرار الحالي.
تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم 128ب 23
صوتاً مقابل 13وامتناع 10دول عن التصويت.
244
التعويضات ،وبالمحافظة على االتصال الوثيق بمدير إغاثة األمم
المتحدة لالجئين الفلسطينيين ومن خالله بالهيئات والوكاالت
المتخصصة المناسبة في منظمة األمم المتحدة".
وكما يتضح من سياق نص القرار الذي نعرض هنا كامالً ،فإن هذه
المادة هي المادة الوحيدة التي تطرقت إلى موضوع الالجئين في القرار
المذكور وهي ال تتحدث عن أي الجئين آخرين غير الالجئين
الفلسطينيين ،بل إن القرار 194ذاته ليس ق ار اًر متعلقاً بحل مشكلة
الالجئين وحدها بل جاء لتشكيل لجنة التوفيق وتقرير وضع القدس في
نظام دولي دائم ،وتعديل األ وضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السالم في
فلسطين في المستقبل.
245
وهل كانت الدول العربية هي التي تطالب بفتح أبواب فلسطين أمام
المهاجرين اليهود؟ وهل جاء يهود الدول العربية إلى فلسطين
كالجئين؟
وأيضاً :فإن الق اررات الدولية األخرى ذات الصلة ومن بينها مثالً القرار
رقم 3236الصادر عن الجمعية العمومية بتاريخ 22تشرين ثان
،1974ومنها أيضاً قرار مجلس األمن الدولي رقم 244الصادر في
سنة ،1967لم تحدث عن مشكلة اليهود الذين غادروا الدول العربية.
وعلى النقيض من ذلك ،فحبذا لو كان هناك قرار دولي يتحدث عن
عودة الالجئين أو المهاجرين اليهود إلى مواطنهم التي قدموا منها،
ألن األولوية في كل الق اررات الدولية ذات الصلة هي إلعادة توطين
الالجئين في بلدانهم األصلية ،ويأتي التعويض كخيار أو كبديل ثان.
246
إن مقتضيات اإلنصاف والعدل والقانون تقول إن استمرار التأكيد على
هذا الحق في الق اررات الصادرة عن الجمعية العامة لألمم المتحدة وعن
مجلس األمن وانسجام فحوى القرار مع األدوات القانونية ذات الصلة،
ومع العرف الدولي ومع قواعده اآلمرة ،يجعل منه مرجعاً أهم من
تصريح بلفور –من الناحية القانونية إذا تم وزن حجج الطرفين بأي
قدر معقول من الحيدة والنزاهة.
فإذا تذرع طرف بأن من المستحيل إعادة ماليين الالجئين ألن ذلك
سيغير الواقع الديموغرافي لدولة طرف ،فهذه الذريعة مردودة ألن وعد
بلفور الذي كان إساءة استخدام سلطة في أحسن حاالت حسن الظن،
كان قد دعا في حينه إلى تغيير الواقع الديموغرافي والسياسي ...الخ
إلقليم فلسطين ،ومع ذلك تم التشبث به وتطبيقه ،وأيضاً إساءة تطبيقه
ألن إقامة الوطن القومي قد نجم عنها إلحاق إجحاف ومساس
فأيهما حقيق بأن يتم إلغاؤه أو نسخه :وعد بلفور؟ أم القرار 194؟
إننا قد نضيف حجة أخرى إلى الحجج التي يحتج بها الجانب
اإلسرائيلي ،وهي أن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية
247
إلسرائيل ،إال أنها لم تصادق عليه إال بعد ربع قرن (في
،)1991/10/3والحجة اإلسرائيلية هي عدم رجعية القوانين ولكن
يمكن للفلسطينيين أن يدفعوا بأن:
وهناك فئة أخرى من فاقدي الهوية تشكلت بعد إنشاء السلطة وعودة
اآلالف من الفلسطينيين إما بشكل دائم أو ضمن برامج زيادة ،وقد ظلوا
من دون بطاقات هوية ألنهم غير مسجلين في الكومبيوتر اإلسرائيلي
248
وبالتالي أصبحت إقامتهم في بيوتهم وبين أهلهم غير قانونية ،ذلك أن
أية بطاقة تصدرها السلطة الفلسطينية ال تعترف بها السلطات
اإلسرائيلية وال حواجزها وال جنودها مما يجعل هؤالء عرضة لإلبعاد
وبخاصة مع رفض السلطات اإلسرائيلية إعطاء تصاريح جمع شمل
عائالت طيلة أكثر من عشر سنوات(.)1
نخلص مما سبق إلى بطالن الحجة اإلسرائيلية حول عدم رجعية العهد
الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لألسباب التالية:
المبحث الثاني:
1
).http://www.alquds.co.uk. 30/12/2007.
249
لنفترض اآلن ،أن قرار رقم 194لم يصدر أصالً ،فهل يعني ذلك أنه
لن يكون هناك حل لمشكلة أكثر من ثالثة أرباع مليون إنسان تم
تشريدهم من بالدهم؟
250
جيرانهم" كما هو في نص قرار 194الذي أشار إلى ذلك بدل أن ينص
على حق الالجئين في العيش بسالم في داخل بالدهم ،أما في معاهدة
قادش فإن الملكين الموقعين عليها يتعهد كل منهما باسمه بأن "ال
يحرك أية قضية ضد من تتم إعادته إلى بالده من رعيته" ،ويتعهد كل
من الملكين باسمه على عدم تدمير بيوت هؤالء العائدين أو إيذاء
زوجاتهم أو أطفالهم" وعدا عن أن المعاهدة تحظر على أي من
الملكين قتل أي من هؤالء العائدين ،فإنها تحظر عليهما إلحاق أي
أذى بأي عائد في سمعه أو بصره أو لسانه وقدميه (.)1
.) 1انظر" :دعوى نزع الجنسية ،عصام الغزاوي وبشير البرغوثي ،د.ن عمان،
األردن 2007ص .34 – 33
251
إلى المادة ( )12الفقرة الرابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية التي تنص على أنه "ال يجوز منع احد بصورة
تعسفية من حقه في الدخول إلى بلده أما في القانون اإلنساني
الدولي ،فإن هناك ،اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949والمتعلقة
بحماية األشخاص من المدنيين قي وقت الحرب والتي تعتبر أحكامها
قواعد أمرة حتى لو لم توقع عليها الدولة المعنية ،كما أنها تلغي
اشتراط المعاملة بالمثل .إن نصوص اتفاقية جنيف في المادة ()44
تقول بأنه ال يجوز أن تعامل الدولة الحاجزة الالجئين الذين ال
يتمتعون في الواقع بحماية أية حكومة ،كأجانب أعداء لمجرد تبعيتهم
القانونية لدولة معادية".
إن هذه المادة تدحض أية حجة إسرائيلية تقوم على أن بعض
الالجئين كانوا أصالً من المحاربين الذين دخلوا مع قوات اإلنقاذ
العربية أو غيرها من الفصائل ،وبالتالي أنه ال بد من استبعادهم على
أنهم ليسوا فلسطينيين ،وأنهم اختاروا السكن في المخيمات بعد
خروجهم من فلسطين بدل أن يعودوا إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم في
الدول العربية
.)1لتفصيل هذه الحجة انظر "دعوى نزع الملكية ...اإلستيطان اليهودي والعرب"
مرجع سابق.
252
وطبعاً لم تحدد إسرائيل أعداد هؤالء ولم تقدم قوائمهم بأسمائهم-كي
تعرف نسبتهم بين الالجئين -ولم يتم النظر في حالتهم -إن وجدت
على هذه الصورة -من قبل أية جهة محايدة.
أما المادة 45من اتفاقية جنيف الرابعة فهي أكثر تفصيالً في هذا
المجال حيث تنص على:
"ال يجوز نقل األشخاص المحميين إلى دولة ليست طرفاً في هذه
االتفاقية وال يجوز أن يشكل هذا الحكم بأي حالة عقبة أمام إعادة
األشخاص المحميين إلى أوطانهم أو عودتهم إلى بلدان إقامتهم بعد
انتهاء األعمال العدائية".
253
بسبب أي تغيير يط أر نتيجة الحتالل األ راضي على مؤسسات اإلقليم
المذكور أو حكومته ،أو بسبب أي اتفاق يعقد بين سلطات اإلقليم
المذكور أو حكومته ،أو بسبب أي اتفاق يعقد بين سلطات اإلقليم
المحتل ودولة اإلحتالل ،أو كذلك بسبب قيام هذه الدولة بضم كل أو
جزء من األراضي المحتلة".
ومع ذلك يجوز لدولة اإلحتالل أن تقوم بإخالء كلي أو جزئي لمنطقة
محتلة معينة ،إذا اقتضى ذلك أمن السكان أو ألسباب عسكرية قهرية،
وال يجوز أن يترتب على عمليات اإلخالء نزوح األشخاص من
المحميين إال في إطار حدود األراضي المحتلة ،ما لم يتعذر ذلك من
الناحية المادية ،ويجب إعادة السكان المنقولين على هذا النحو إلى
مواطنهم لمجرد توقف األعمال العدائية في هذا القطاع.
وعلى دولة اإلحتالل التي تقوم بـعمليات النقـل أو اإلخـالء هذه أن
254
مرضية من حيث السالمة والشروط الصحية واألمن والتغذية ،ومن
عدم تفريق أفراد العائلة الواحدة .ويجب إخطار الدولة الحامية بعمليات
النقل واإلخالء بمجرد حدودها.
ال يجوز لدولة اإلحتالل أن ترحل أو تنقل ج اًز من سكانها المدنيين إلى
األراضي التي تحتلها"
ال خالف على حجية هذه المادة في القانون اإلنساني الدولي ،وإن
كان باإلمكان اإلدعاء بان قاعدة "عدم رجعية القوانين" ،وقاعدة "أن ال
عقوبة إال بنص" يمكن انطباقها على أساس أن أفعال تهجير أو هجرة
الفلسطينيين وقعت قبل إنشاء هذه االتفاقية ،ولكن هذه الحجة تدفع
بأن آثار أفعال الطرد والتهجير ال تزال ماثلة حتى اآلن ،أي أن
اإلنتهاك لم ينته وال يزال قائماً .ليس هذا فحسب ،وإنما يجب النظر
على إخراج هذا العدد الكبير من مواطني بلد ما ضمن الوقائع التي
حصلت في تلك الفترة والتي ال تدل قرائنها بحال من األحوال على أن
الخروج كان طوعياً أو مجرد (مغادرة) للمواطن بل كان بفعل عمليات
طرد واسعة النطاق لمجموعات بشرية بناء على انتمائها القومي و /أو
الديني ،فإذا قالت إسرائيل إنهم خرجوا طوعاً ،فإن إصرارها على عدم
255
عودتهم يدفع ببطالن هذا الزعم ،ولكن هناك الكثير من الشهادات من
عرب ويهود تفيد بما ال يدع مجاالً للشك بأن تهجير الفلسطينيين تم
في أحيان كثيرة بأوامر عسكرية مباشرة من الجيش اإلسرائيلي،
وبالتالي ،فإن األدوات القانونية التي يتم اإلحتجاج بها في موضوع
الالجئين ال تقتصر على اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لسنة
،1948وال على قرار ،194وال على العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية،وإذا كان بعض الباحثين اإلسرائيليين يدفعون بأن
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية ،إنما يتحدثان عن حق اإلنسان في العودة إلى
(دولته) ،مع أن النص هو على (بلده) ،فإن هذا الدفع يساعد في فتح
الباب أمام حجج أخرى أكثر وجاهة ،يمكن طرحها ضمن األدوات
التالية-:
في المبدأ األول على أنه يعتبر أي شخص يرتكب فعالً من األفعال
التي تشكل جريمة بمقتضى القانون الدولي مسؤوالً عن هذا الفعل
وعرضه للمعاقبة.
256
المبدأ الثاني :إذا كان القانون الدولي الداخلي ال يفرض عقوبة على
فعل يشكل جريمة بمقتضى القانون الدولي فإن ذلك ال يعفي الشخص
الذي ارتكب الفعل من المسؤولية بمقتضى القانون الدولي.
المبدأ الثالث :إذا كان الشخص الذي ارتكب فعالً يشكل جريمة
المبدأ الرابع :إذا كان الشخص قد تصرف بناء على أمر من حكومته
أو أحد رؤسائه فإن ذلك ال يعفيه من المسؤولية بمقتضى القانون
الدولي ،شريطة أن تكون قد توافرت له بالفعل إمكانية لالختيار
األخالقي.
وينص المبدأ السادس على اعتبار ما يلي جرائم يعاقب عليها بمقتضى
القانون الدولي:
257
(أ) الجرائم ضد السلم:
258
إذ ترى الجمعية العامة لألمم المتحدة بقرارها ( 96د )10-المؤرخ في
11كانون األول /ديسمبر 1946قد أعلنت أن اإلبادة الجماعية
جريمة بمقتضى القانون الدولي ،تتعارض مع روح األمم المتحدة
وأهدافها ويدينها العالم المتمدن.
وإذ تعترف بأن اإلبادة الجماعية قد ألحقت ،في جميع عصور التاريخ،
خسائر جسمية باإلنسانية ،وإيماناً منها بأن تحرير البشرية من مثل
هذه اآلفة البغيضة يتطلب التعاون الدولي.
المادة :1
المادة :2
259
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
(ج) إخضاع الجماعة ،عمداً لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي
كلياً أو جزئياً.
(د) فرض تدابير تستهدف الحول دون إنجاب األطفال داخل الجماعة.
المادة :3
المادة 4
260
في المادة الثالثة ،سواء كانوا حكاماً دستوريين أو موظفين عامين أو
أفراداً.
المادة 5
المادة 6
المادة 7
المادة 9
المادة 10
262
اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد اإلنسانية:
263
وبمقتضى المادة الثانية ،تنطبق أحكام االتفاقية "على ممثلي سلطة
الدولة وعلى األفراد الذين يقومون ،بوصفهم فاعلين أصليين أو
شركاء ،بالمساهمة في ارتكاب أية جريمة من تلك الجرائم أو بتحريض
الغير تحريضاً مباش اًر على ارتكابها ،أو الذين يتآمرون الرتكابها،
بصرف النظر عن درجة لتنفيذ ،وعلى ممثلي سلطة الدولة الذين
يتسامحون بارتكابها" وبمقتضى المادة الثالثة ،تتعهد الدول األطراف
في االتفاقية "باتخاذ جميع التدابير الداخلية ،التشريعية وغير
التشريعية ،الالزمة لكي يصبح في اإلمكان القيام ،وفقاً للقانون
الدولي ،بتسليم األشخاص المشار إليهم في المادة الثانية "...وتنص
المادة الرابعة على أن الدول األطراف "تتعهد بالقيام وفقاً لإلجراءات
الدستورية لكل منها باتخاذ أية تدابير تشريعية أو غير تشريعية تكون
ضرورية لكفالة عدم سريان التقادم أو أي حد آخر على الجرائم
المشار إليها في المادتين األولى والثانية ...ولكفالة إلغائه أنى وجد".
264
يصف العنف الذي مورس ضد الفلسطينيين من قبل القوات العسكرية
وشبه العسكرية اإلسرائيلية في خضم العمليات الحربية.
1
). http:///www.mostakabaliat.com. http://www.aljazeera.net.
265
الحقيقية أو المدعاة ،وكذلك نتيجة للطرد ...وهناك تقارير كثيرة من
مصادر موثقة عن أعمال نهب وسلب على نطاق واسع ،وعن حاالت
من تدمير القرى بدون ضرورة ظاهرة ...وستكون إساءة بالغة لمبادئ
العدالة األساسية إذا ما أنكر على هؤالء الضحايا األبرياء في الصراع
حق العودة إلى بيوتهم" (.)1
) .الهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اإلنسان "حق الالجئين الفلسطينيين 1
إن هذه النقاط التي يمكن التوسع في شواهدها وشهاداتها تنطبق تمام
االنطباق وبشكل يكاد يكون حرفياً أحياناً مع أحكام المادة ()1( 7د)
من أركان الجرائم الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية.
يسمح له بالعودة إلى البلد التي يحمل جنسيتها ،أي قانون الجنسية
هو الذي ينشئ حق العودة ،أما في الحالة اإلسرائيلية ،فإن (العودة)
تنشئ الجنسية ،هذا ما يوضحه نص قانون العودة اإلسرائيلي لسنة
268
،1950والذي ينص في المادة األولى منه على .1" :لكل يهودي
الحق في القدوم إلى هذه البالد كمهاجر" ،أما المادة الثانية فقد نصت
في الفقرة (أ) منها على أن العودة تتم بمنح تأشيرة مهاجر ونصت
الفقرة (ب) على أن تأشيرة المهاجر تمنح لكل يهودي كان قد عبر عن
رغبته في أن يقيم في إسرائيل ،ما لم يقتنع الوزير بأن ( )1مقدم
الطلب قد شارك في نشاط موجه ضد الشعب اليهودي ،أو ( )2أنه من
المحتمل أن يعرض الصحة العامة أو أمن الدولة للخطر.
وقد تم تعديل هذا القانون عدة تعديالت ،لعل أهمها هو التعديل الذي
ط أر عليه سنة ،1970والذي نص على حقوق أفراد العائلة ،بأن جعل
الحقوق المترتبة ،بموجب هذا القانون وكذلك حقوق المهاجر بموجب
قانون الجنسية لسنة 1952وكذلك حقوق المهاجر في أي تشريع
آخر ،قابلة لالنتقال إلى قرين اليهودي ،وإلى األطفال وإلى األحفاد ما
لم يكن أي من هؤالء قد غير الدين اليهودي طوعاً.
أما التعديل اآلخر فقد نص على أنه " – 4ب :لغايات هذا القانون،
فإن كلمة "يهودي" تعني الشخص المولود ألم يهودية ،أو من اعتنق
اليهودية وليس معتنقاً ألي دين آخر".
ونالحظ أن هنالك عشرين سنة تفصل بين إعطاء الحق لكل يهودي
بالقدوم إلى البالد ،وبين تحديد صاحب هذا الحق ،أي أن كل
المهاجرين الذين قدموا إلى فلسطين قبل سنة ،1948وما بعدها حتى
269
سنة ،1970يمكن نظرياً على األقل أن ينطبق عليهم كونهم يهوداً أو
ال ينطبق ،أي أن ظاهر الحال ،أو األمر الواقع للشخص كان أن يكفي
لتحديد أن شخصاً ما هو يهودي ،وبالتالي ،ينتقل هذا الحق له وألبنائه
وألحفاده.
أي أنه تم نزع جنسية أهل البالد ،وتم إعطاء الجنسية ألناس لم
يكونوا في أي يوم من مواطني وال من رعايا البالد نفسها ،وهذا يشكل
انتهاكاً فادحاً لمبادئ المساواة واإلنصاف ،وإال فكيف يمكن إعطاء
شخص غادر أجداده بالداً منذ آالف السنين –إن صح أنهم كانوا هناك
في أي يوم ،فنحن هنا ال ننفي وال نثبت ذلك ألية حالة منهم ألن كل
حالة على حدة بحاجة إلى إثبات وجود صلة لها بهذه البالد ،فإذا أردنا
الحديث عن شعب بأكمله ،فإن قواعد اإلنصاف في حدها األدنى توجب
270
السماح لكل فلسطيني بأن يثبت بأية وسيلة من وسائل اإلثبات صلته
-وصلة آبائه المباشرين -بهذه البالد وهي فترة ال تتعدى المائة عام
وليس ثالثة آالف عام مثالً ،وال يمكن أن يتم اإلحتكام في ذلك إلى أية
سلطة سياسية مهما كانت ،بل يقتضي أن يتم من خالل السماح لكل
فلسطيني بإثبات صلته بهذه البالد من خالل هيئة قضائية مستقلة
ومحايدة ومتفق عليها من طرفي الصراع.
إن هذه الحجة هي من باب اإلفتراض النظري فقط ،لو صحت الحجة
اإلسرائيلية بأن الفلسطينيين غادروا بالدهم طوعاً ،لكن ،وحيث أن
القانون اإلسرائيلي قد ميز ضدهم على أساس ديني ،وكان وال يزال
يمنعهم من العودة إلى بالدهم ،فإن مسألة تعويضهم يجب أن تبدأ
بالبعد الجنائي كعملية إبعاد قسري استهدفت قسماً من السكان ألسباب
دينية ،ولو كانت هذه الجريمة قد انتهت ألمكن الدفع بأن ال بد لها من
إقامة محكمة جنائية خاصة بفلسطين ،أسوة بالمحاكم الجنائية
الخاصة بيوغوسالفيا السابقة ،وروندا ،وسيراليون ،أما وإن الفعل ال
يزال واقعاً وال تزال آثاره مستمرة ،فإن تحويله إلى محكمة الجنايات
الدولية ال يمكن الدفع به على أساس عدم رجعية القوانين.
جريمة ضد اإلنسانية:
271
األركان:
.1أن يرحل المتهم أو ينقل قس اًر شخصاً أو أكثر إلى دولة أخرى أو
مكان آخر بالطرد أو بأي فعل قسري آخر ألسباب ال يقرها القانون
الدولي.
.3أن يكون مرتكب الجريمة على علم بالظروف الواقعية التي تثبت
مشروعية هذا الوجود.
272
الجديدة لتخلف وكالة األمم المتحدة لغوث الالجئين الفلسطينيين التي
كان قد تم تأسيسها بشكل مؤقت استجابة لتقرير الوسيط بالنيابة رالف
بانش الذي جاء فيه أن "حالة الالجئين الفلسطينيين قد أصبحت اآلن
بالغة الخطورة".
273
وفي ( 1880وهي بداية اإلستيطان اليهودي) كان عدد سكان فلسطين
يتراوح بين 440.000-425.000عربي ،ويعود التفاوت في التقدير
إلى أرقام البدو الرحل الذين كان يقدر عددهم بحوالي عشرة بالمائة من
إجمالي عدد السكان.
486.177من المسلمين.
103.331من البدو.
071.464من المسيحيين.
083.790من اليهود.
007.617من الدروز.
274
في قرى ،ولكن ما يثير العجب في تخبط إحصاءات حكومة االنتداب أن
عدد البدو في إحصاء سنة 1931قد تراجع ليصل إلى 66553فقط.
ولكن دراسات يهودية الحقة خلصت إلى أن عدد سكان فلسطين سنة
1922كان يبلغ 503811مواطناً.
275
ملف مخيمات الالجئين
.)1المصدر :األنوروا.
276
3.737.494 2000
3.246.044 1995
2.466.516 1990
2.119.862 1985
1.863.162 1980
1.652.436 1975
1.445.022 1970
1.300.117 1965
1.136.487 1960
912.425 1955
870.158 1953
277
األساسية في دخول بالده وليس مجرد السماح لالجئين أنفسهم
بالعودة ،بمعنى أنه إذا قررت الجماعة الدولية وفي أي وقت
وقف مساعدة الالجئين الفلسطينيين –كلهم أو بعضهم ألية
أسباب مالية أو سياسية ،فإن ذلك ال ينتقص من حقهم وحق
أبنائهم وأحفادهم في دخول بالدهم بحسب نص اإلعالن
العالمي والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية –
كما سبق أن بينا .-وال يعني تلقي أية مساعدة من أي طرف
تنازل الالجئ –أي الجئ -عن حقه في التماس حق قضائي
في النظر في قضيته من ناحية القانون الدولي ،والقانون
اإلنساني الدولي ،والقانون الدولي لحقوق اإلنسان.
-مع اإلدراك بأن الوكالة ذات مهمة إنسانية تقتصر على تقديم
المساعدة فإنه ال بد من القول أن هذه المساعدات آخذة في
التناقص والتقلص حتى باألرقام المطلقة ،فعلى حين كانت
الوكالة تتفق زهاء ( )200دوالر على كل الجئ مسجل في
السنة خالل فترة السبعينات ،فإن المبلغ هبط إلى نحو ()70
دوال اًر في السنة ،وبحسابات السيد بيتر هانسن المفوض العام
للوكالة فإن ذلك يساوي أقل من ( )20سنتاً في اليوم لكل
الجئ ،يجب أن تغطي مصاريف التعليم والرعاية الصحية
والخدمات االجتماعية ...إلخ ،وواضح أن هذه األرقام
278
المتواضعة ال تفي بأي قدر معقول من متطلبات المعيشة ،أي
أن الوكالة حتى لو استمرت ،فإنها ال تقوم بالمهمة اإلنسانية
التي أقيمت ألجلها ،فهذه المبالغ ال تغطي إال النزر اليسير من
حاجات فئة واحدة من الالجئين وهي الفئة التي تعترف بها
الوكالة.
إن وكالة األونروا شكلت -من أحد الجوانب -ج اًز من محاولة تقليص
القضية الفلسطينية في أحد أهم مكوناتها وهو قضية الالجئين ،فبعد
280
أن تحول االهتمام من إقامة دولة عربية ذات سيادة بحسب قرار
التقسيم ،181أخذ المجتمع الدولي ينظر إلى أحد نواتج هذه القضية،
وهي مشكلة الالجئين ،وبعد أن فشل المجتمع الدولي ،في إعادتهم إلى
بالدهم ،بحسب التوصيات الصادرة عن كل لجان التحقيق ،وبحسب
ق اررات الجمعية العامة أهمها قرار ،194فإن القضية تقلصت إلى
االهتمام بالجوانب الفنية واللوجستية.
حقاً ،لقد حصلت حالة عدم تحمل (سياسي) في روسيا في أعقاب ثورة
،1917وما تبعها من مصادرات حتى سنة ،1921وقد أدت تلك
الحرب إلى خروج 1.5مليون شخص من األقاليم التي شكلت
جمهوريات االتحاد السوفيتي ،مع أن خروج كثير من هؤالء كان
برغبتهم ،وليس نتيجة عدم تحمل سياسي .ولكن كم يساوي رقم 1.5
مليون من النسبة اإلجمالية لسكان جمهوريات االتحاد السوفيتي
آنذاك؟ كذلك الحال بالنسبة إلى الجئين األرض من خالل الفترة
الممتدة بين 1923 – 19105والذين قدر عددهم بحوالي مليون
281
شخص ،غادروا على مدار ثمان أو عشر سنوات وربما أكثر من ذلك،
أما الالجئون األسبان إلى فرنسا ( )1939-1936فلم يتجاو از اآلالف،
أما ألمانيا التي كانت مركز ومحور الحرب العالمية الثانية ،فإن استمر
محاوالت اللجوء من ألمانيا الشرقية إلى الغربية ،وبعد التقسيم ،وبوجود
رغبة ذاتية لدى األلمان الشرقيين للهجرة إلى ألمانيا الغربية وعلى
طول الفترة الممتدة من سنة 1961 – 1945قد أدت كلها متضافرة
إلى هجرة 3.7مليون شخص ،وفوق ذلك ،فإن مشكلة هؤالء حلت
حالً نهائياً سنة .)1( 1989
1
). Britannica Online Encyclopedia –refugee.
282
الفصل الرابع:
المبحث األول:
من المهم بداية أن نشير إلى أنه مع عدم التسليم بوجود أي بعد أو
أثر قانوني له ،فإن تصريح بلفور بنصه المعروف لم يتطرق إلى
مدينة القدس تحديداً.
المادة الثانية:
283
بيانه في ديباجة هذا الصك وترقية مؤسسات الحكم الذاتي وتكون
مسؤولة أيضاً عن صيانة الحقوق المدنية والدينية لجميع سكان
فلسطين بقطع النظر عن الجنس والدين.
وقد عالجت المواد 16- 13من الصك المذكور وضع األماكن الدينية
عموماً في فلسطين كما يلي:
284
بالطوائف الدينية في فلسطين وتعرض طريقة اختيار هذه اللجنة
وقوامها وظائفها على مجلس عصبة األمم إقرارها وال تعين اللجنة وال
تقوم بوظائفها دون موافقة المجلس المذكور.
يترتب على الدولة المنتدبة أن تضمن جعل الحرية الدينية وحرية القيام
بجميع شعائر العبادة مكفولتين للجميع بشرط المحافظة على النظام
العام واآلداب العامة ويجب أال يكون ثمة تمييز مهما كان نوعه بين
سكان فلسطين على أساس الجنس أو الدين أو اللغة وأال يحرم
شخص من دخول فلسطين بسبب معتقده الديني فقط.
أبنائها بلغتها الخاصة وأال تنتقص من هذا الحق ما دام ذلك مطابقاً
لشروط التعليم العمومية التي قد تفرضها اإلدارة.
285
الهيئات أو التعرض لها أو إظهار التحيز ضد أي ممثل من ممثليها أو
عضو من أعضائها بسبب دينه أو جنسيته.
وإنما من تل أبيب.
وقد حال القتال الذي نشب فيما بعد دون تنفيذ القرار .فقد احتلت
إسرائيل القطاع الغربي لمنطقة القدس ،واستكملت احتالل مدينة القدس
بكاملها بعد حرب .1967
286
بيد أن الجمعية العامة ،في قرارها ( 194د )3-المؤرخ 11كانون
األول /ديسمبر ،1948أعادت تأكيد مبدأ التدويل والحقوق القائمة
على السواء .ولم تقبل الدول العربية التي رفضت االعتراف بإسرائيل
ذلك القرار .كما تجاهلت إسرائيل القرار ولجأت غلى توسيع واليتها
لتشمل ذلك الجزء من القدس الذي قامت باحتالله .وفي 23كانون
الثاني /يناير ،1950أعلنت إسرائيل القدس عاصمة لها التي غيرت
تلك الحالة تغيي اًر جذرياً .فقد احتلت إسرائيل ،نتيجة للحرب ،القدس
الشرقية والضفة الغربية .ومنذ ذلك الحين ،أدخل عدد من التغييرات
الديمغرافية والمادية ،وأعلنت الجمعية العامة ومجلس األمن كالهما،
في عدة ق اررات ،بطالن اإلجراءات التي اتخذته إسرائيل لتغيير وضع
القدس .وقد كان قرار مجلس األمن )1968( 252صريحاً على نحو
خاص في هذا الصدد .ففي ذلك القرار ،اعتبر المجلس "أن كل التدابير
واإلجراءات التشريعية واإلدارية التي اتخذتها إسرائيل ،بما في ذلك
مصادرة األراضي والممتلكات القائمة عليها ،والتي تسعى إلى تغيير
المركز القانوني للقدس ،باطلة وال يمكن أن تغير ذلك المركز" ودعا
القرار إسرائيل إلى أن تقوم على وجه االستعجال "بإلغاء كل ما سبق
اتخاذه من تدابير من هذا القبيل والكف فو اًر عن اتخاذ أي إجراء آخر
يرمي إلى تغيير وضع القدس" .وقد أعاد مجلس األمن تأكيد هذين
الموقفين مرات عديدة.
287
وعقد مجلس األمن ،في أيار /مايو ،1968جولة من االجتماعات
خصصت للقدس على وجه التحديد .واعتبر المجلس الذي أكد من
جديد "عدم جواز اكتساب األراضي بالغزو العسكري" أن "جميع التدابير
واإلجراءات التشريعية واإلدارية التي اتخذتها إسرائيل ،بما في ذلك
مصادرة األراضي والممتلكات القائمة عليها ،والتي تسعى إلى نغيير
المركز القانوني للقدس ،باطلة وال يمكن أن تغير ذلك المركز" .وطالب
إسرائيل بأن تقوم على وجه االستعجال "بإلغاء كل ما سبق من تدابير
من هذا القبيل والكف فو اًر عن اتخاذ أي إجراء آخر يرمي إلى تغيير
وضع القدس".
وعندما اتخذت إسرائيل خطوات لجعل القدس الموحدة عاصمة لها ،بعد
أن أصدر الكنيست اإلسرائيلي في دورته التاسعة لسنة 1980ما
سمي بقانون أساس القدس –عاصمة إسرائيل الذي يهدف إلى تعزيز
وضع القدس كعاصمة إلسرائيل والتشديد على وحدتها ،ومع أن
القانون تطرق إلى حقوق إتباع الديانات األخرى وحرية وصولهم إلى
أماكن العبادة إال أن السلطات اإلسرائيلية لم تلتزم بذلك في أي يوم من
أيام احتاللها "ألسباب أمنية" دائماً وما يعني اعترافها بعجزها عن
توفير األمن في عاصمتها.
288
االستعجال بالتقيد بذلك القرار والق اررات السابقة له والكف فو اًر عن
اإلمعان في السياسة والتدابير التي تؤثر في طابع مدينة القدس
الشريف ومركزها.
وبعد عدم امتثال إسرائيل لذلك القرار ،اتخذ المجلس ،في 20آب /
أغسطس ،القرار )1980( 478الذي أعاد فيه تأكيد موقفه بأن كل
اإلجراءات التي تغير وضع المدينة باطلة والغية ،ودعا الدول التي
أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحبها .كما اعتبرت الجمعية
العامة إجراء إسرائيل انتهاكاً للقانون الدولي وال يؤثر في استمرار
انطباق اتفاقية جنيف الرابعة .وهذا الفهم ،الذي أكدته الجمعية العامة
في كانون األول /ديسمبر 1980أعيد تأكيده في السنوات الالحقة.
وأعاد مجلس األمن تأكيد انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على القدس في
20كانون األول /ديسمبر ،1990عندما أعرب عن قلقه الخطير إزاء
تدهور الحالة في "جميع األراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ
سنة ،1967بما فيها القدس" ،ودعا إسرائيل إلى التقيد بها.
290
كما أعادت تأكيد استمرار بطالن كل اإلجراءات التي اتخذتها إسرائيل،
السلطة القائمة باالحتالل التي بدلت أو توخت تبديل طابع مدينة
القدس ،ومركزها القانوني وتكوينها الديمغرافي.
291
ونظرت الجمعية العامة من جديد في مسألة القدس في دورتها
الخامسة والخمسين .وقررت الجمعية ،في قرار اتخذته في 1
كانون األول /ديسمبر ،2000أن قرار إسرائيل فرض قوانينها
وواليتها وإدارتها على مدينة القدس الشريف غير قانوني ومن ثم فهو
الغ وباطل .وأعربت الجمعية أيضاً عن أسفها لقيام بعض الدول بنقل
ٍ
بعثاتها
إن هذه البيانات والق اررات ،فضالً عن البيانات والق اررات العديدة األخرى
التي اعتمدتها هيئات األمم المتحدة ،والمنظمات الدولية ،والمنظمات
غير الحكومية ،والجماعات الدينية ،لتدل على استمرار تصميم
المجتمع الدولي على أن يظل مهتماً بمستقبل القدس .كما أنها تظهر
قلقاً بالغاً إزاء الوضع الدقيق لعملية السالم والرغبة الجماعية في أال
تتخذ أي إجراءات من شأنها أن تعرض تلك العملية للخطر.
العهدة العمرية
هذا ما أعطى عبد هللا عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من األمان.
وعلى أهل إيلياء أن ُيعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن .وعليهم
أن ُيخرجوا منها الروم واللصوص .فمن خرج منهم فهو آمن على
نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم .ومن أقام منهم فهو آمن ،وعليه مثل
ما على أهل إيلياء من الجزية.
293
الروم .ومن رجع إلى أهله ،فإنه ال يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا
حصادهم.
وحتى لو كان هناك انتقال للسيادة (لم يتم أي نقل للسيادة على
القدس منذ اإلطاحة بالدولة العثمانية) وإنما نقلت الق اررات الدولية
الوالية عليها بوصفها تحت الوصاية ،بحسب منطوق ق اررات عصبة
األمم ومن ثم هيئة األمم المتحدة ،كما رأينا.
إن كثي اًر من الق اررات قد تم التصويت عليها فقرة فقرة ،ولم يتم إجراء
تصويت على النص ككل ،وبخاصة تلك الق اررات التي صدرت في الفترة
295
بين بداية شهر آذار ونهاية شهر أيار سنة ،1948فيما عدا قرارين
هما القرار رقم 5( 42آذار )1948والقرار رقم 1( 43نيسان .)1948
أما القرار األول الذي جاء بعد أن تلقى مجلس األمن قرار الجمعية
العامة رقم 181بتاريخ 29تشرين ثاني ،1947وبعد تلقي القرار
الشهري األول لبعثة فلسطين ،وكذلك تقريرها النهائي الخاص حول
األمن في فلسطين ،وعليه قرر مجلس األمن في ذلك القرار "دعوة
األعضاء الدائمين في مجلس األمن للتشاور وإبالغ المجلس عن
تطورات الموقف في فلسطين ،وأن يتقدموا على هذه المشاورات
بتوصياتهم إلى المجلس من أجل أن يحصل على اإلرشاد الالزم
والتعليمات التي يمكنه أن يزود بها بعثة فلسطين وذلك من أجل
تطبيق قرار الجمعية العامة رقم ،181ويطلب المجلس من أعضائه
أما القرار الثاني الذي تم اتخاذه باإلجماع فهو القرار رقم ،43والذي
جاء فيه "أن مجلس األمن ،إذ يمارس مهمته الرئيسية في الحفاظ
على السلم واألمن الدوليين:
296
.1يشير إلى العنف واالضطراب المتزايدين في فلسطين ،ويعتقد أن
الضرورة القصوى توجب تنفيذ هدنة فورية في فلسطين.
تلى ذلك القرار رقم 46في 17نيسان ،1948والذي دعا إلى وقف
كل األعمال العسكرية وشبه العسكرية وأعمال العنف واإلرهاب
والتخريب ،وإلى االمتناع عن جلب أو المساعدة في جلب المقاتلين
وأدوات الحرب إلى فلسطين ،واالمتناع عن القيام بأي نشاط سياسي
من قبل أي فريق قد "يمس بحقوق أو إدعاءات أو موقف الطائفة
األخرى".
297
كما دعا القرار إلى :استمرار حكومة االنتداب في حفظ القانون والنظام
بشكل فعال.
298
وأعاد القرار رقم ( 54في 5تموز )1948التأكيد على إعالن مجلس
األمن في الفقرة 2من القرار المذكور على "إصدار األمر إلى
الحكومات والسلطات المعينة ،وسنداً ألحكام المادة 40من الميثاق
بالتوقف عن القيام بأي عمل عسكري وأن تصدر أوامر بوقف إطالق
النار إلى قواتها العسكرية وشبه العسكرية بحيث تصبح الهدنة نافذة
اعتبا اًر من الوقت الذي يحدده الوسيط وفيما موعد ال يتعدى بحال
ثالثة أيام من تاريخ إصدار هذا القرار" .أما البند الثالث من القرار
المذكور فقد بين أن المجلس "يبين أن فشل أية حكومات أو سلطات
في التجاوب مع الفقرة السابقة أعاله سوف تكون تهديداً خطير للسالم
يتطلب النظر الفوري فيه من قبل مجلس األمن بهدف القيام بتصرف
الحق بموجب الفصل السابع من الميثاق .أما القدس أوالها المجلس
في نفس القرار أهمية خاصة بحيث أنه أمر أم اًر خاصاً وتحت الضرورة
القصوى بوقف إطالق النار في غضون 24ساعة من تبني القرار،
وأمر المجلس لجنة الهدنة باتخاذ أية خطوات قد تكون ضرورية لجعل
وقف إطالق النار فعاالً ،وطلب المجلس في الفقرة ( )6من ذلك القرار
من الوسيط الدولي أن يواصل بذل جهوده لجعل مدينة القدس منزوعة
السالح ،ولضمان حماية األماكن المقدسة ،واألماكن والمواقع الدينية
في فلسطين ،ولحماية الوصول إليها .واعتبر المجلس أنه انسجاماً مع
هذا القرار ،ومع القرار رقم ( 50في 29أيار )1948فإنه يقرر أن
تبقى الهدنة سارية المفعول إلى أن يتم التوصل إلى تسوية سلمية
للوضع المستقبلي في فلسطين".
299
وما هو واضح ،أنه منذ ذلك التاريخ ،وحتى وقت إعداد هذه الدراسة
(سنة ،)2008فإنه لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية للوضع في
فلسطين ،على األقل فيما يتعلق بوضع القدس التي يجب أن تكون
مدينة منزوعة السالح ،وبحسب ما نص عليه قرار التقسيم (،)181
وبصرف النظر عن قبول أو عدم قبول األطراف بذلك ،وحيث أن وضع
القدس تشكل محور السلم أو الحرب لما لقضيتها من أبعاد دولية ال
تخفى على أحد ،فإن المجلس يكون قد فشل في حلها ويكون قد أحجم
عن استخدام صالحياته بموجب الفصل السابع ،على حين أنه اعتبر
تجاوز القوات الكورية لخط معين يوجب التدخل القسري بموجب الفصل
السابع ،وإن تلويح المجلس م ار اًر باستخدام الفصل السابع ،ووعده
بذلك ،مع عدم قيامه بهذا األمر ،على الرغم من استمرار خطورة
الوضع طيلة هذه السنوات يشكل:
فهل يمكن لمجلس األمن ،أو ألية هيئة أخرى ،أن تضمن استمرار هذا
الخلل فيميزان القوى السياسي؟ وإذا حصل تغيير جدي في هذا الميزان
300
لصالح الطرف العربي ،فهل سيظل مجلس األمن محجماً عن استخدام
صالحياته في الفصل السابع؟
إن قضية القدس ،قضية دينية لكل طرف ،ال تحل إال بحكم القانون،
وحيث أن الوقائع تقول إن مجلس األمن قد عجز عن حلها ،فال بد
من حل قانونية من قبل محكمة كمحكمة العدل الدولية أوالً ،ومن ثم
إعادتها إلى مجلس األمن بعد ذلك ،ال أن يعطي مجلس األمن كل
الصالحيات التشريعية والتقديرية والتنفيذية في نفس الوقت الذي ال
يرغب فيه ،وليس هو بقادر على ممارسة جزء يسير من صالحياته
التنفيذية ،ذلك أنه آثر –ألسباب غير خافية -أن يتعامل مع األمر
الواقع سياسياً ،وليس مع الوقائع قانونياً.
المبحث الثاني:
دولة القدس:
301
إن قضية القدس ال يمكن أن تحل بناء على معطيات أي وضع راهن
ليس له نصيب من مقومات الحق والعدل والقانون وال مقوم له إال
القوة العسكرية فقط.
ولو نحينا كل هذه المسوغات ،فإن القرار الدولي األساسي الذي قامت
عليه إسرائيل (قرار التقسيم )181لم يعط الدولة اليهودية أية سيطرة
302
على فلسطين ،وعلى العكس ،فإننا نرى أن وجودها في القدس اعتبر
احتالالً.
وحيث أنه ال يمكن اآلن وضع القدس تحت الوصاية فقط ،فقد نضجت
العالقات بين األمم واألديان إلى حد ضمان المساواة في السيادة بين
كل دول العالم وشعوبه.
لقد شهدت منظمة األمم المتحدة عبر تاريخها الطويل دخول المزيد من
األعضاء وانضمام المزيد من الدول إليها سنوياً ،ولم تغلق بابها أمام
الدول التي نشأت ألسباب وطنية أو قومية أو دينية ،وبالتالي ،فإن
دولة القدس لن تكون نشا اًز ،بل إنها ستكون موضع ترحاب من
شعوب األرض الذين من المفروض أن األمم المتحدة تعبر عنهم ،بل
إن ديباجتها مستهلة باسمهم.
303
إلى هذه المنظمة الدولية هي خالل الخمسينات من القرن العشرين،
على حين أن ( )35دولة قد انضمت لها خالل الفترة بين عامي
(.)2008-1990
إن ال دول تولد ألسباب مختلفة ،وليس بينها سبب أهم وال أكثر وجاهة
من سبب قيام دولة القدس.
ونحن في هذه الدراسة ال نعقد مقارنة بين روما والقدس ،ولكننا ال
تملك إال أن نقارن بين القدس والفاتيكان .وهل ثمة جدل بأن مبرر
إنشاء القدس يقل وجاهة عن مبرر إنشاء الفاتيكان؟ هل توجد مدينة
مرشحة ألن تكون عاصمة األديان السماوية غير القدس؟ هل يوجد
حائل أو مانع من القانون الدولي من الميثاق ومرو اًر بصك االنتداب
على فلسطين .وبقرار التقسيم سنة ،1947يحول أو يمنع دون إقامة
دولة في القدس لحماية هذا التراث اإلنساني والديني الذي ال يجوز أن
يظل تحت سيطرة دولة واحدة ،تسمح بدخول من تشاء وتمنع دخول
من تشاء إليها؟ وهل يوجد في القانون الدولي كله نص بمنع إنسان
من الوصول إلى مكان مقدس ألنه ال يعترف بالدولة التي تسيطر
بحكم االحتالل العسكري أساساً على ذلك المكان؟
أي أنه ليس القانون الدولي فقط هو الذي يدعم استقالل القدس ،بل
304
وأيضاً ،فإن الفاتيكان لم تكن أرضاً محتلة من قبل إيطاليا ،ولكنها على
الرغم من ذلك استقلت عنها في 11شباط ،1929أي ال يوجد أي
قرار من مجلس األمن طالب حكومة موسوليني الفاشية بحسب قواتها
أو ميليشياتها من الفاتيكان ،ومع ذلك أعطت إيطاليا للفاتيكان
استقاللها ،فالسمو السيادي إليطاليا على أرض الفاتيكان أماكن يفوق
نظيره في الحالة اإلسرائيلية ،وعلى األقل فال توجد في الفاتيكان أماكن
دينية وأوقافاً تخص طوائف أخرى تسطير عليها بالقوة العسكرية.
إن قلة الفاتيكان ( )0.44كم ،تسقط أية حجة قد تثار حول مساحة
الدولة المنشودة في القدس.
كذلك فإن عدد سكان الفاتيكان الذي ال يتجاوز األلف ،وعدم وجود
ناتج قومي إجمالي لها مع وجود عوائد بحوالي ربع مليار دوالر سنوياً،
وعدم وجود عملة خاصة بها ،كل ذلك لم يمنع الفاتيكان من أن تكون
أصغر دولة ذات سيادة في العالم لها رأس دولتها الذي يحظى باحترام
العالم ،ولها وزير دولة ولها طاقم إدارة ولها سفراء معتمدون في معظم
دول العالم ،وتتمتع بوضع المراقب في األمم المتحدة ،كما أن
عضويتها في كثير من االتفاقات الدولية واإلقليمية تكرس مبدأ التعاون
السلمي مع الدول األخرى .وبالطبع يمكن مالحظة وجود الكثير من
االختالفات بين دولة الفاتيكان ودولة القدس ،وكلها تؤكد إمكانية قيام
دولة القدس ،فالفاتيكان كما هو معروف ال توجد فيها مصادر مائية،
305
على حين أن في القدس مصادر مائية جوفية كبيرة فهي جزء من
الحوض الجوفي الذي تأخذ منه إسرائيل كميات كبيرة من المياه
الجوفية كم يتبين معنا في الجزء المتعلق من هذه الدراسة ،بل إننا
يمكن أن نذهب أبعد من ذلك ،بإعطاء حصة من مياه نهر األردن
وروافده للقدس في حالة إقامة دولتها ،كذلك يمكن التفكير بالحل
المصري الذي سبق أن طرحه الرئيس المصري أنور السادات بإيصال
جزء من مياه النيل إلى القدس كي تكون رم اًز للتعايش بين أتباع
الديانات الثالث!
306
(المحسوب بأسعار سنة )2007لصالح قطاع القانون والعدالة واإلدارة
العامة في مشروع حضاري ال يخص دولة بعينها ،وإنما يخص معظم
دول العالم.
307
-دولة أندورا :وعدد سكانها 76875نسمة في بلدتين ،وينص
دستورها في المادة 43منه على حكمها بشكل جماعي مشترك
ويعتبرون جميعاً "رؤساء للدولة" وهم أعلى سلطة تمثيلية فيها.
بمعنى أن كل واحد من الثمانية له ضمن المجموع صالحيات
رئاسية كاملة ،مع أن القدس ال تحتاج إلى مجلس الثمانية بل
يكفي مجلس رؤساء من ثالثة ممثلين.
308
309
الفصل الخامس:
310
وكلما استخدم اليهود وسيلة للحصول على أرض –مثل محاوالت كارل
وأدى القانون وسوء تطبيقه إلى تمركز األراضي في أيدي فئة قليلة من
كبار المال ك ،وفي أيام االنتداب البريطاني تفاقم الوضع ألن كبار
المالك والوكالة اليهودية كانوا يحاولون الحصول على األراضي بشكل
محموم حيث كان أي شخص أو قوة تسيطر على األرض يعتبر كافة
مالكها ،وفي أي نزاع بين الحكومة والفرد حول حقوق ملكية أرض ما،
فإن عبء اإلثبات يقع على كاهل الحكومة ،أما في حالة نشوب نزاع
بين فالحين من المالكين الصغار وماكلين كبار أو شركات فإن عبء
المحاكم ورسومها وأتعاب المحاماة تقع على صغار الفالحين ،وفي
311
وفي سنة 1911منح امتياز وادي الحولة إلى شخصين (غير
فلسطينيين) أسسا الشركة السورية العثمانية للزراعة.
وقد أثار هذا األمر المزيد من النزاعات القضائية وغيره ،حيث كان
اليهود يحتجون على كل قطعة أرض يشتريها فلسطينيون ،سواء وفي
اللقاء السنوي للجنة االنتداب في عصبة األمم ،أو أمام لجان
التحقيق ،حيث ادعى مندوب اتحاد العمل العام (اليهودي) أنه تم منح
312
آالف الدونمات لألغنياء ولمواطني دول أجنبية ،ولم يمنح اليهود إال
القليل ،وقد آثار ذلك غضب اللورد بيل الذي قال له :هل تعرف رجالً
واحداً حصل على آالف الدونمات؟ أفال تستطيع أن تصرح باسمه؟ أم
أنكم تلعبون بنا؟ وبعد أيام قدم إلى بيل (مقال) في صحيفة دافار مؤرخ
في .1929/12/13
وعلى سبيل المثال ،فإن امتياز وادي الحولة مثالً ،وهو االمتياز الوحيد
المعطى لعرب –غير فلسطينيين -وقد تم تحويله إلى شركة يهودية في
1934/9/29مع أن بل ورفضت حكومة االنتداب تخصيص أراضي
للفالحين الذين كانوا في منطقة االمتياز حسب ما كان متفقاً عليه،
وهو 40دونماً لكل عائلة وليس 10دونمات فقط ،كذلك رفض اقتراح
المجلس اإلسالمي األعلى بإقامة مدرسة زراعية في المنطقة ،وبتسليم
األراضي التي تجففها إلى الفالحين أهل المنطقة.
ومعظم القضايا لم يتم حلها في المحاكم ،فقد استولى اليهود مثالً على
قطعة أرض إلقامة مصنع األسمنت ،وأظهروا عقد بحيازتهم ل 7آالف
دونم من قطعة األرض ،وبعد المسح تبين أن القطعة التي استولوا
عليها تبلغ 19ألف دونم واستمرت القضية حتى سنة 1973بعد أن
أفلس أصحاب األرض.
إن إلقاء نظرة على المزارعين الذين كانوا يطردون من أراضيهم خالل
الثالثينيات تبين مدى اإلجحاف الذي لحق بالفلسطينيين ،فقد أوفدت
الحكومة البريطانية لويس فرينتش إلى فلسطين في /20آب1931 /
لفحص دعاوى المزارعين العرب بشأن طردهم من أراضيهم ،وتم تشكيل
قاض بريطاني يدعى هـ .ب .ويب ،شريطة أن يقدم
ٍ لجنة عين لها
نسخة ملف كل دعوى عربية إلى الوكالة اليهودية قبل إعالن حكمه.
314
حكومته في 14تموز 1932بأن هناك 2722دعوى 249 ،منها
وجدت عادلة ،وتم رد 1021قضية منها ،وال تزال هناك 1452قضية
قيد نظر المحكمة .ولكن فرينتش واصل وقدم تقريره الثاني في نيسان
1932حذر فيه من توفر مصادر مالية كبيرة لبعض الفئات ،بشكل
وفي عام 1936قدمت حكومة االنتداب مذكرة إلى لجنة بيل الملكية،
وجاء فيها أنه حتى 1936/1/1تلقت محكمة األراضي 3261دعوى،
تم رد 2607منها مباشرة على حين هناك 654قضية "تستحق النظر
فيها".
315
180.000 -دونم من حكومة االنتداب على شكل امتيازات مثل امتياز
الحولة والبحر الميت وقيساريا.
لكن ،وبعد أن قمنا بعملية جمع قضية لقطع األراضي التي يدعي
اليهود أنهم اشتروها من مالكيها ،تبين أن مجموع مساحات هذه القطع
هو ( )41952دونم تمت ضمن 15صفقة ،على حين هناك (أحاديث)
غير موثقة من حيث مساحة األراضي التي يزعم الباحثون اليهود
بانتقال ملكيتها إلى اليهود عن طريق الشراء ،مقابل ادعاءات بصفقات
شراء مع حوالي 40شخصية و/أو عائلة ال ترد فيها مساحات
األراضي التي يزعم أنه تم شراؤها ،كان يقال "أن األرض التي أقيمت
عليها الفالنية تم (الحصول) عليها من العائلة الفالنية ،فإذا كانت
معظم األراضي التي تم (الحصول) عليها كان لها مالكون أفراد ،فإن
هذا ينفي اإلدعاء القائل بأن فلسطين كانت أرضاً بال شعب ،وإال فلماذا
لم يبحث اليهود عن قطع أراضي حكومية واسعة أو عن أراضي أميرية
وغير ذلك من ممتلكات كانت تحت سيطرة حكومة االنتداب؟ وإذا كانت
التجمعات السكانية الفلسطينية (مبعثرة) فلماذا لم تتم إقامة مستوطنة
316
واحدة ،وال حتى موشاف واحد ،وال حتى مدرسة زراعية واحدة من دون
اصطدام قانوني و/أو عنفي مع أصحاب األرض األصليين؟ ومع عدم
التسليم بالرقم المطلق الذي تورده المصادر اليهودية لأل راضي
الفلسطينية التي تسنى للوكالة اليهودية وللمالكين اليهود اآلخرين
الحصول عليها حتى سنة 1947وهو 108مليون دونم ،فإن هذا
الرقم ال يزيد عن % 6.5 – 6من مساحة فلسطين.
317
نلحظ المشهد المتكرر التالي:
318
معروفة ،على األقل بالنسبة ألهالي البالد ،إذ أن استقالل
القضاء منصوص عليه في الدستور العثماني لسنة 1876
وبالتحديد في المادة ( )86التي تنص على حظر أية محاولة
للتدخل في عمل المحاكم .كما تنص المادة 89على أنه "عدا
عن المحاكم النظامية ،فإنه ال يجوز وتحت أي مسمى كان
ً
تشكيل محاكم استثنائية أو هيئات قضائية بهدف محاكمة
قضايا معينة خاصة".
319
على وعيهم القانوني التام النتهاك حقوقهم في التقاضي
والدفاع.
لقد كانت مشكلة تدني نسبة األرض التي بحوزة منظمات يهودية وأفراد
يهود تشكل مأزقاً قانونياً حقيقياً بالنسبة إلسرائيل ،إذ كيف يمكن
إعالن دولة يهودية على إقليم ليس لليهود فيه ستة بالمائة من
أرضه؟ ولم يكن هناك من حل لهذا المأزق سوى اإلستيالء على
األرض بالقوة العسكرية المكشوفة ومن دون أي سند قانوني ،وبصرف
النظر عن كون قطع األرض هذه أمالكاً شخصية يشكل االستيالء
عليها انتهاكاً لكل القوانين المحلية والدولية ،ولإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان ...الخ ،لذلك لجأت السلطات اإلسرائيلية إلى تدمير القرى
320
ومعنى ذلك عملياً ،أن تتم السيطرة على األ راضي التي هاجر أصحابها
اض اضطر أهلها إلى مغادرتها إلى
إلى خارج فلسطين ،وكذلك على أر ٍ
أماكن أخرى داخل فلسطين ،بحيث ال يستطيع هؤالء دخول أراضيهم
لفالحتها ،مما يعني أن تصبح أرضاً مواتاً يسهل االستيالء عليها
بحجة عدم استغاللها ،سواء باالستناد إلى أنظمة الطوارئ (الفصل
المتعلق بفالحة األرض واستخدام مصادر المياه ،أو باللجوء إلى
أنظمة طوارئ جديدة لسنة 1949فوضت وزير الدفاع اإلسرائيلي
صالحية اإلعالن عن مناطق أمنية ومنع دخلوا أي شخص إليها أو
خروجه منها ،وشملت هذه المناطق األمنية كل األرض التي اعتبرت
مناطق قريبة من الحدود اللبنانية أو األردنية (في منطقة المثلث) ،وقد
استخدم اإلسرائيليون هذه األوامر لطرد سكان قرى كاملة مثل قرى
أقرث وكفر برعم والغابسية في منطقة الجليل ،وحالة قريتي أقرث وكفر
برعم مشابهة لمواقع كثيرة أخرى في فلسطين ،فقد تقدم أهالي القريتين
إلى المحكمة العليا اإلسرائيلية طاعنين في القرار ألسباب إجرائية تتمثل
في عدم سالمة التبليغ ،ولم تستطع المحكمة إال أن تلغي األمر
العسكري ،وتوقع السكان بناء على ذلك أن تتم عودتهم إلى القريتين
في وقت مبكر من الخمسينيات من القرن الماضي ،مع أن معظم
المنازل كان قد هدمت من قبل الجيش اإلسرائيلي ،وفي سنة 1997
جدد أهالي القريتين مطالبتهم بعودتهم إلى أرضيهم أمام المحكمة
العليا اإلسرائيلية ،طالبين منها أن تنفذ قرارها الذي اتخذته في بداية
321
الخمسينات!! مدعمين طلباتهم بق اررات حكومية إسرائيلية جديدة ظهرت
خالل التسعينات تؤكد بأن أهالي القريتين ال يشكلون خط اًر أمنياً على
إسرائيل.
322
بناء مجمعات حكومية لخدمة السكان ،ولكن ما حصل في الواقع هو
أن أقل من 80دونماً قد تم استخدامها للصالح العام ،على حين
استخدمت المساحة الباقية كلها إلقامة آالف الشقق لليهود تحولت
فيما
323
في مدينة القدس) على الرغم من مضى أكثر من عشرين سنة على
مصادرتها بحجة استخدامها للمنفعة العامة ،وعدم استخدامها طيلة
هذه الفترة ألية منفعة عامة" ،ولكن نفس المحكمة قررت أنه "إذا لم
يتم استخدام أرض سبق أن صودرت الستخدامها للمنفعة العامة خالل
فترة معينة ،فإنه يمكن إرجاعها إلى أصحابها األصليين" – ذلك ألن
(أصحاب) األرض في القضية الثانية كانوا من اليهود.
324
،1952وبالتالي ال يمكن ألي صاحب أرض أن يثبت أن
األرض كانت بحوزته).
وبعد الحصول على هذه الشهادة ،تصبح مصادرة األرض قانونية ولو
تمت بأثر رجعي ،وبالتالي ،تحال تلك األ راضي المصادرة بموجب هذا
القانون إلى سلطة التطوير بشكل تلقائي ،ومن دون أية متابعة!!
325
إسرائيل سنة 1950قانون أمالك الغائبين ،مستخدمة أنظمة الطوارئ
لسنة ،1948وفي واقع الحال ،وبعد الهجرة واسعة النطاق وإخراج
معظم الفلسطينيين إلى خارج فلسطين ،أو نزوحهم إلى أماكن أخرى
326
الفلسطينيين قد تم االستيالء عليها كرهينة في أحسن التفسيرات
اإلسرائيلية ،ولكن الواقع أكثر سوءاً حتى من ذلك ،فإن القيم يستطيع
بيع هذه األمالك بأي ثمن يراه مناسباً ،وقد رفعت قضية من قبل
مواطن فلسطيني بيعت أرضه إلى جنود إسرائيليين بثمن بخس ،بحجة
وجود المواطن الفلسطيني في دولة معادية ،مع أن المواطن الفلسطيني
كان في بريطانيا سنة .1948
أي أن حارس أمالك الغائبين ،حصل لليهود خالل تسع سنوات على
ضعف األراضي التي استطاعوا الحصول عليها في فلسطين منذ سنة
1870وحتى سنة .1947
327
-إن ملف األراضي لفلسطينية هو أكثر الملفات خطورة وتحدياً
المبادئ القانون الدولي ،فقد تم االعتداء على سالمة ووحدة
أراضي الدولة العربية في فلسطين ،وإنهاء أية إمكانية لتواصلها
اإلقليمي ،وذلك باستخدام القوة العسكرية المجردة في عمل
واضح من أعمال العدوان خالفاً ألحكام ميثاق األمم المتحدة،
وبما يشكل تهديداً لألمن والسلم الدولي ،وبما يوجب تدخل
مجلس األمن بموجب صالحياته في الفصل السابع.
-إن نزع الملكية هذا مستمر منذ سنة ،1870ولم يبدأ سنة
.1947
328
-إن كل عمليات نزع الملكية هذه ،يجب أن تنظر فيها ،وعلى
قاعدة "حالة – حالة" أو كل حالة بحد ذاتها من قبل هيئة
قضائية غير متحيزة مشكلة تشكيالً قانونياً بموجب أحكام
القانون الدولي ذات الصلة ،ومن قبل قضاة غير متحيزين،
تتاح لهم إمكانية اإلطالع على كافة الوثائق والشهادات ذات
الصلة سواء المحفوظة لدى الجانب اإلسرائيلي أو العربي أو
لدى األمم المتحدة ضمن محاضر وتوصيات لجنة التوفيق التي
شكلتها األمم المتحدة.
329
العناصر األساسية للممتلكات الفردية الفلسطينية التي وقعت بأيدي
الصهاينة:
-المساكن.
والحرف اليدوية.
المبحث الثاني:
لكن ما ركزه هذا اإلعالن هو الربط بين شكل الحكم وتقرير المصير،
332
كذلك أكدت المادة (( )55الفصل التاسع) من الميثاق على حق تقرير
المصير:
إن الحجة التي تثار حول ق اررات الجمعية العمومية وكونها أقرب إلى
التوصية وليس لها طابع إلزامي ،ال يمكن قانوناً أن تثار عندما يتعلق
األمر بالميثاق ،الذي يعتبر أكبر وثيقة تعاقدية بين دول العالم،
والمعاهدة العالمية األوسع انتشا اًر ،ويظهر الطابع اإللزامي هنا في
المادة ( )56التي تنص على أن:
333
"يتعهد جميع األعضاء بأن يقوموا منفردين أو مشتركين بما يجب
عليهم من عمل بالتعاون مع الهيئة إلدراك المقاصد المنصوص عليها
في المادة ."55بل إن الفقرة ( )4من المادة ( )1من الفصل األول
تنص على أن من مقاصد الهيئة ومبادئها:
"جعل هذه الهيئة مرجعاً تنسيق أعمال األمم وتوجيهها نحو إدراك هذه
الغايات المشتركة" .وال شك أن الفقرات ( )1و ( )2و ( )3من المادة
األولى التي تحدد مقاصد هيئة األمم تنطبق من جهة مع الفقرة ()4
قانوناً ،وتنطبق من حيث الواقع والقانون معاً على حق تقرير المصير
للشعب الفلسطيني ،سواء من حيث اعتراف الهيئة الدولية ومجلس
األمن م ار اًر بأن الوضع في فلسطين يشكل تهديداً للسلم واألمن (األمر
الذي يقابل األمم المتحدة المقصد األول في حفظ السلم واألمن ،كما
هو وارد في الفقرة ( )1من المادة ( )1من الميثاق:
" .1حفظ السلم واألمن الدولي ،وتحقيقاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة
التدابير المشتركة الفعالة لمنع األسباب التي تهدد السلم وإل زالتها،
وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه اإلخالل بالسلم ،وتتذرع
بالوسائل السلمية ،وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي ،لحل المنازعات
الدولية التي قد تؤدي إلى اإلخالل بالسلم أو لتسويتها".
334
وحيث أن حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه األساسية ،ومنها حقه
في تقرير مصيره الذي يمنحه له الميثاق شكل ويشكل وسوف يشكل
تهديداً للسلم واألمن الدولي،
أال تقتضي مبادئ العدل إعطاء حوالي تسعة ماليين فلسطيني حق
335
ونضع السؤال هنا على الشكل التالي:
هل عدم صدور ق اررات من أية جهة دولية يعني حرمان الشعب
الفلسطيني من حقوق منصوص عليها في كل أدوات القانون الدولي
ذات الصلة.إن حق الشعوب في تقرير مصيرها ليس "ميزة خاصة"
منحتها دول األغلبية في الجمعية العامة للشعب الفلسطيني ،وإنما هو
حق موجود في الميثاق ،وفي كثير من أدوات القانون الدولي األخرى:
337
.2لجميع الشعوب ،سعيا وراء أهدافها الخاصة ،التصرف الحر
بثرواتها ومواردها الطبيعية دونما إخالل بأية التزامات منبثقة عن
مقتضيات التعاون االقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة
وعن القانون الدولي .وال يجوز في أية حال حرمان أي شعب من
أسباب عيشه الخاصة.
.3على الدول األطراف في هذا العهد ،بما فيها الدول التي تقع على
عاتقها مسئولية إدارة األقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي واألقاليم
المشمولة بالوصاية ،أن تعمل على تحقيق حق تقرير المصير وأن
تحترم هذا الحق ،وفقا ألحكام ميثاق األمم المتحدة.
338
وال شك أن نصوص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية
والتي اقتبسنا منها أعاله ،تدحض الحجة القائلة بأن بنود الميثاق
يشوبها الغموض بما ال يمكن معها اعتبارها نظاماً قانونياً والتزاماً
تعاقدياً ،مع عدم التسليم بهذه الحجة أصالً ،ألن الميثاق أنشأ النظام
األساسي لمحكمة العدل الدولية ،الملحق أصالً بالميثاق .كما هو
موضح في الفصل الرابع عشر من الميثاق:
"الفصل الرابع عشر :في محكمة العدل الدولية:
المادة : 92
محكمة العدل الدولية هي األداة القضائية الرئيسية "لألمم المتحدة"،
وتقوم بعملها وفق نظامها األساسي الملحق بهذا الميثاق وهو مبني
على النظام األساسي للمحكمة الدائمة للعدل الدولي وجزء ال يتج أز من
الميثاق.
المادة :93
.1يعتبر جميع أعضاء "األمم المتحدة" بحكم عضويتهم أطرافاً في
النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية.
.2يجوز لدولة ليست من "األمم المتحدة" أن تنضم إلى عضويتها إلى
النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية بشروط تحددها الجمعية العامة
لكل حالة بناء على توصية مجلس األمن.
المادة :94
.1يتعهد كل عضو من أعضاء "األمم المتحدة" أن ينزل على حكم
محكمة العدل الدولية في أية قضية يكون طرفاً فيها.
.2إذا امتنع أحد المتقاضين ما عن القيام بما يفرضه عليه حكم
تصدره المحكمة ،فللطرف اآلخر أن يلجأ إلى مجلس األمن ،ولهذا
339
المجلس ،إذا رأى ضرورة لذلك أن يقدم توصياته أو يصدر ق ار اًر
بالتدابير التي يجب اتخاذها لتنفيذ الحكم.
المادة :95
ليس في هذا الميثاق ما يمنع أعضاء "األمم المتحدة" من أن يعهدوا
بحل ما ينشأ بينهم من خالف بينهم من خالف إلى محاكم أخرى
بمقتضى اتفاقات قائمة من قبل أو يمكن أن تعقد بينهم في المستقبل.
المادة :96
.1ألي من الجمعية العامة أو مجلس األمن أن يطلب إلى محكمة
العدل الدولية إفتاؤه في أية مسألة قانونية.
.2ولسائر فروع الهيئة والوكاالت المتخصصة المرتبطة ،ممن يجوز
أن تأذن لها الجمعية العامة بذلك في أي وقت ،أن تطلب أيضاً من
المحكمة إفتاءها فيما يعرض لها من المسائل القانونية الداخلة في
نطاق أعمالها".
كذلك فإن محكمة العدل الدولية في آرائها االستشارية (الفتوى بشأن
نامبيا في 21حزيران ،1971وغيرها) تؤكد كلها أن حق تقرير
المصير ليس (ميزة) أعطيت للشعب الفلسطيني في السبعينات ،وليس
مبدأ أخالقياً عاماً فحسب بل هو مبدأ قانون دولي منسجم مع مبادئ
العدل.
بل تزيد على ذلك بالقول إن محكمة العدل الدولية صاحبة والية
واختصاص في النظر في كثير من جوانب القضية الفلسطينية ،وفق ما
يفصله الفصل الثاني من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية،
والذي ينص على :
الفصل الثاني :في اختصاص المحكمة:
340
المادة :34
.1للدول وحدها الحق في أن تكون أطرافاً في الدعاوى التي ترفع
للمحكمة.
.2للمحكمة أن تطلب من الهيئات الدولية العامة المعلومات المتعلقة
بالقضايا التي تنظر فيها .وتتلقى المحكمة ما تبتدرها به هذه الهيئات
من المعلومات ،كل ذلك مع مراعاة الشروط المنصوص عليها في
الئحتها الداخلية ووفقاً لها.
.3إذا أثير في قضية معروضة على المحكمة البحث في تأويل وثيقة
تأسيسية أنشأت بمقتضاها هيئة دولية عامة أو في تأويل اتفاق دولي
عقد على أساس هذه الوثيقة فعلى المسجل أن يخطر بذلك هذه الهيئة
وأن يرسل إليها صو اًر من المحاضر واألعمال المكتوبة.
المادة :35
.1للدول التي هي أطراف في هذا النظام األساسي أن يتقاضوا إلى
المحكمة.
.2يحدد مجلس األمن الشروط التي يجوز بموجبها لسائر الدول
األخرى أن تتقاضى إلى المحكمة ،وذلك مع مراعاة األحكام الخاصة
الواردة في المعاهدات المعمول بها .على أنه ال يجوز بحال وضع تلك
الشروط بكيفية تخل بالمساواة بين المتقاضين أمام المحكمة.
.3عندما تكون دولة من غير أعضاء "األمم المتحدة" طرفاً في دعوى
تحدد المحكمة مقدار ما يجب أن تتحمله هذه الدولة من نفقات
المحكمة .أما إذا كانت هذه الدولة من الدول المساهمة في نفقات
المحكمة فإن هذا الحكم ال ينطبق عليها.
المادة :36
341
.1تشمل والية المحكمة جميع القضايا التي يعرضها عليها
المتقاضون ،كما تشمل جميع المسائل المنصوص عليها بصفة خاصة
في ميثاق "األمم المتحدة" أو في المعاهدات واالتفاقات المعمول بها.
.2للدول التي هي أطراف في هذا النظام األساسي أن تصرح ،في أي
وقت ،بأنها بذات تصريحاتها هذا وبدون حاجة إلى اتفاق خاص ،تقر
للمحكمة بواليتها الجبرية في نظر جميع المنازعات القانونية التي
بينها وبين دولة تقبل االلتزام نفسه ،متى كانت هذه المنازعات
القانونية تتعلق بالمسائل اآلتية:
(أ) أية مسألة من مسائل القانون الدولي اإلنساني.
(ب) أية مسألة من مسائل القانون الدولي الجنائي.
(ج) تحقيق واقعة من الوقائع التي إذا ثبتت كانت خرقاً اللتزام دولي.
(د) نوع التعويض المترتب على خرق التزام دولة ومدى هذا التعويض.
.3يجوز أن تصدر التصريحات المشار إليها آنفاً دون قيد وال شرط
وأن ال تعلق على شروط التبادل من جانب عدة دول أو دول معنية
بذاتها أو تقيد بمدة معينة.
.4تودع هذه التصريحات لدى األمين العام "لألمم المتحدة" وعليه أن
يرسل صو اًر منها إلى الدول التي هي أطراف في هذا النظام األساسي
وإلى مسجل المحكمة.
.5التصريحات الصادرة بمقتضى حكم المادة 36من النظام األساسي
للمحكمة الدائمة للعدل الدولي ،المعمول بها حتى اآلن ،تعتبر ،فيما
بين الدول أطراف هذا النظام األساسي ،بمثابة قبول للوالية الجبرية
لمحكمة العدل الدولية .وذلك في الفترة الباقية من مدة سريان هذه
التصريحات ووفقاً للشروط الواردة فيها.
342
.6في حالة قيام نزاع في شأن والية المحكمة تفصل المحكمة في هذا
النزاع بقرار منها.
المادة :37
كلما نصت معاهدة أو اتفاق معمول به على إحالة مسألة إلى محكمة
تنشئها جمعية األمم أو إلى المحكمة الدائمة للعدل الدولي تعين ،فيما
بين الدول التي هي أطراف في هذا النظام األساسي ،إحالتها إلى
محكمة العدل الدولية.
المادة :38
.1وظيفة المحكمة أن تفصل في المنازعات التي ترفع إليها وفقاً
ألحكام القانون الدولي ،وهي تطبق في هذا الشأن:
(أ) االتفاقات الدولية العامة والخاصة التي تضع قواعد معترفاً بها
صراحة من جانب الدول المتنازعة.
(ب) العادات الدولية المرعية المعتبرة بمثابة قانون دل عليه تواتر
االستعمال.
(ج) مبادئ القانون العامة التي أقرتها األمم المتمدنة.
(د) أحكام المحاكم ومذاهب كبار المؤلفين في القانون العام في
مختلف األمم ،ويعتبر هذا أو ذاك مصد اًر احتياطياً لقواعد القانون،
وذلك مع مراعاة أحكام المادة .59
.2ال يترتب على النص المتقدم ذكره أي إخالل بما للمحكمة من
سلطة الفصل في القضية وفقاً لمبادئ العدل واإلنصاف متى وافق
أطراف الدعوى على ذلك.
343
إن الحجج األساسية التي تعودت إسرائيل على التذرع بها في مواجهة
االحتكام إلى محكمة العدل الدولية أو حتى طلب الفتوى منها من قبل
الجمعية العامة ،تتركز في عدد من المحاور:
-إن القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية هي قضايا سياسية
تحل بالمفاوضات ،وال والية للمحكمة عليها.
-إن هناك ق اررات أو أحكاماً في كثير من القضايا صادرة عن
محكمة العدل العليا اإلسرائيلية.
-إن هناك أسباباً أمنية داخلية للقيام ببعض اإلجراءات التي قد ال
تنسجم مع بعض مواد عدد من االتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وكل هذه قد تكون حجج أو دفوع طرف واحد من أطراف أية دعوى،
ولكنها في نهاية المآل ليست أحكاماً قضائية وال قواعد قانونية ،ملزمة
إال للطرف الذي يصرح بها أحياناً .أي أنه ال ينبغي التسليم بأي من
هذه الحجج وما نهج نهجها وما سار على منوالها ،بمعنى أن إسرائيل
ال ينبغي أن تظل هي الطرف الذي يقرر أي قانون هو الواجب التطبيق
قي أية قضية ،وال أن يقرر أية محكمة دولية هي صاحبة االختصاص
القضائي للنظر في أية قضية.
أما الحجج األمنية ،فإن القانون الدولي ،وإن كان يعترف للدول
بممارسة سيادتها على اإلقليم والشعب الذي يدخل في نطاق سيادتها،
إال أنه ال يبيح بحال أن تمارس دولة عمالً سيادياً مثالً يتعلق بحماية
أو عدم حماية أفراد من المفروض أنهم رعايا دولة أخرى ،ألن نفس
القرار الذي أنشأ (دولة) إسرائيل ،أنشأ دولة فلسطين ،وحيث أن كل
قضايا النزاع هي بين دولتين ،فال مجال للزعم بأن القانون المحلي
ألحد الدولتين هو الذي يجب تطبيقه على رعايا الدولتين معاً ألن ذلك
344
يعني أمناً بال حدود لطرف وحدوداً بال أمن للطرف الثاني مما يناقض
كل دواعي العدل واإلنصاف.
إن ما حصل في قضية جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة
اض وتقييد حرية مواطنين
الغربية ،وما رافقه من إجراءات مصادرة أر ٍ
على أرضهم وداخل إقليمهم الذي من المفروض أن ال سيطرة إلسرائيل
عليه ،فقد قررت الجمعية العامة لألمم المتحدة ،واستناداً إلى المادة
( 96الفقرة )1من ميثاق األمم المتحدة ،أن تتقدم بطلب رأي استشاري
(فتوى) من محكمة العدل العليا ،وسنداً ألحكام المادة 65من قانون
المحكمة المذكورة ،حول اآلثار القانونية الناجمة عن إنشاء الجدار"..
وبحسب المادة ( 65فقرة )1من قانون المحكمة ،وبحسب المادة 96
من الميثاق أيضاً ،فإن الفتوى موضوع الطلب يجب أن تكون حول
مسألة قانونية.
هنا آثار الجانب اإلسرائيلي حجة أن القضية المطروحة على المحكمة
هي من حيث الجوهر قضية سياسية ،ولكن هذا الزعم مشكوك فيه ألن
الموضوع المثار أمام المحكمة هو ذو طبيعة قانونية على وجه
التحديد ،فهو يتعلق "باآلثار القانونية "...باالعتبار أحكام ومبادئ
القانون الدولي ،وبضمنه اتفاقية جنيف الرابعة لسنة ،1949وكذلك
الق اررات ذات الصلة الصادرة عن مجلس األمن والجمعية العامة لألمم
المتحدة .أي أن السؤال الذي وجهته الجمعية العامة إلى المحكمة
موضوع ضمن إطار قانوني ويثير مسائل تتعلق بالقانون الدولي ،مما
يجعله سؤاالًَ يستحق الرد عليه رداً يستند إلى القانون.
وقد خلصت المحكمة إلى عدة اعتبارات في هذه القضية:
345
-وجدت أن المحكمة أن الجهة مقدمة الطلب مرخص لها قانوناً
بالقيام بذلك باالستناد إلى أحكام الفقرة األولى من المادة ،96
بحسب ما هو وارد إليها في قرار الجمعية العامة رقم
( )ES/10/14في 8كانون أول .2003
-تجد المحكمة أن الجمعية العامة بتقديمها طلب الحصول على
فتوى من المحكمة لم تتعد أهليتها القانونية سنداً ألحكام الفقرة
األولى من المادة 12من الميثاق ،حيث تنص تلك الفقرة على
أنه عندما يكون مجلس األمن يمارس مهامه فيما يتعلق بأي
نزاع أو وضع ،فإن الجمعية العامة يجب أن ال تتقدم بأية
توصية فيما يتعلق بالموضوع الذي يبحثه المجلس ،ما لم يرد
إليها طلب من المجلس ذلك.
وفي هذه القضية ،فإن الجمعية قد تقدمت بطلبها أثناء انعقاد دورتها
الطارئة العاشرة ،والتي عقدت سنداً للقرار /377أ ،5/والذي ينص على
أنه إ ذا أخفق المجلس في القيام بمهمته الرئيسية في الحفاظ على
السلم واألمن الدولي ،فإن الجمعية العامة يمكنها أن تبدأ النظر فو اًر
في القضية موضع البحث بهدف توصياتها إلى الدول األعضاء .وترى
المحكمة أنه تمت تلبية متطلبات ذلك القرار من حيث عقد الدورة
الطارئة العاشرة ،وهو الوقت الذي طلبت فيه الجمعية العامة الرأي
االستشاري ،حيث كان المجلس في ذلك الوقت عاج اًز عن تبني أي
قرار فيما يتعلق بإنشاء الجدار وذلك نتيجة استخدام الفيتو (حق
النقض السلبي) من قبل أحد أعضاء المجلس الدائمين.
-رفضت المحكمة أيضاً الحجة القائلة بأنه ال يمكن تقديم فتوى
في القضية الراهنة على أساس عدم موافقة الدولة الطرف في
346
القضية ،ألن ذلك ال أثر له بأي حال في هذه القضية ،وأن
إعطاء رأي استشاري ال يصل في هذه القضية إلى حد تخطي
مبدأ الرضا بالتسوية القضائية ذلك أن المسألة التي طلبت
الجمعية العامة الرأي االستشاري بشأنها تقع ضمن إطار
مرجعي أوسع بكثير من إطار النزاع الثنائي بين دولتين –
إسرائيل وفلسطين -بل إن هذه المسألة محل اهتمام مباشر من
الجمعية العامة كموضوع دولي.
-كما رفضت المحكمة الحجة القائلة بأن إصدار الرأي االستشاري
المطلوب يمكن أن يعيق التوصل إلى حل سياسي تفاوضي
للصراع الفلسطيني اإلسرائيلي –مع التأكيد هنا على استخدام
مصطلح الصراع ( )conflictوليس النزاع ( – )disputeبل
إن المحكمة "تجد أن لديها من المعلومات واألدلة الكافية ما
يمكنها من تقديم رأي قانوني ويترك للجمعية العامة بعدئ ٍذ أن
تقيم مدى نفع ذلك الرأي".
ولما سبق ،فقد خلصت المحكمة إلى أنه ال يوجد سبب قاهر يوجب
عليها أن تمتنع عن تقديم الرأي القانوني المطلوب منها(.)1
إن من المهم هنا التأكيد على أن انضواء القضية على أبعاد سياسية
ال يمنع –بل إنه يوجب النظر إليها وفق أحكام القانون الدولي .وهذا
التزماً من
الموقف الذي اتخذته المحكمة في قضية الجدار يمثل ا
المحكمة بسوابقها القضائية -والتي تعتبر مصد اًر من مصادر القانون
1
). International Court of Justice “Legal Consequences of the
”Construction of a Wall in the Occupied Palestinian Territory
9 July2004 at: http://www.reliefweb.int/rw.nsf.
347
الدولي ،ففي رأيها االستشاري بشأن "مدى قانونية استخدام دولة ما
لألسلحة النووية في صراع مسلح" – وذلك في 8تموز ،1996قررت
المحكمة أن "المسألة المعروضة عليها تشكل بالفعل مسألة سياسية،
من حيث أنه ال بد كي تحكم المحكمة في المسألة المقدمة إليها ،من
أن تحدد التزامات الدول في ظل أحكام القانون الدولي ،وأن تقيم ما إذا
كان السلوك موضع السؤال منسجماً مع هذه االلتزامات ،وبالتالي،
تقديم رد مستند إلى القانون؟
بل إن محكمة العدل الدولية قد بينت بوضوح شديد في ق اررات سابقة
لها أن حقيقة كون الموضوع ينطوي أيضاً على أبعاد سياسية ،كما
هي طبيعة حال الكثير من األمور التي تظهر في الحياة الدولية،ال
يعتبر أم اًر كافياً ال لتجريد الموضوع المعني من طابعه القانوني ،وال
لتجريد المحكمة من الصالحية الممنوحة لها بشكل صريح في قانونها
األساسي(.)1
إن المحكمة قد وجدت في قضايا سابقة أن الطبيعة السياسية للدوافع
التي يمكن اإلدعاء بأنها وراء تحريك الطلب ،وكذلك المضامين
السياسية التي قد تنطوي عليها الفتوى التي قد يتم إصدارها ال أثر لها
قانوناً وال صلة في تقرير اختصاص المحكمة لتقديم رأي استشاري.
ألن محكمة العدل مخولة بتولي مسؤوليات محددة فيما يتعلق بالقانون
الدولي وباحترام هذا القانون من قبل الدول األعضاء( .انظر المادة 92
من الميثاق).
1
). Application for Review of Judgment No. 158 of the United
Nation Administrative Tribunal, Advisory Opinion, I.C.J.
Reports 1973. P172. Para 14.
348
وفيما يتعلق باأل راضي الفلسطينية ،فإن هناك رأياً قانونياً وجيهاً صاد اًر
بشكل مشترك عن االتحاد الدولي لحقوق اإلنسان والمفوضية الدولية
للقضاة ،ويقوم على أن محكمة العدل العليا مخولة بشكل أكثر
تخصيصاً بمسؤوليات محددة فيما يتعلق باألراضي الفلسطينية ،حيث
أن فلسطين هي إقليم سبق وضعه تحت االنتداب من قبل عصبة
األمم ،وتم إخضاع هذا اإلقليم إلى تقسيم أراضيه من خالل مشروع
تقسيم وضعته منظمة األمم المتحدة ،والجمعية العامة نفسها .وإن
الوقائع التي نجمت عن عدم احترام مشروع التقسيم والنزاعات الالحقة
التي تلته ال يمكن أن تغير بأية طريقة طبيعة هذه المسؤولية المحددة
لمنظمة األمم المتحدة ،وألداتها القانونية الرئيسية وهي محكمة العدل
الدولية.
وبخاصة ألن هذه المسؤولية قد تم تعزيزها والتأكيد عليها في عدد
كبير من الق اررات الصادرة عن كل من الجمعية العامة و/أو مجلس
األمن الدولي المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
"وبالتالي ،خلصت المفوضية الدولية للقضاة ،واالتحاد الدولي لحقوق
اإلنسان إلى أن من األهمية القصوى والمصلحة أن تصدر محكمة
العدل الدولية رأياً استشارياً حول اآلثار القانونية الناجمة عن بناء
حاجز /جدار من قبل إسرائيل داخل األراضي الفلسطينية المحتلة،
وبخاصة داخل وحول مدينة القدس".
الحجة المتعلقة بالتنازع على القانون الواجب التطبيق:
"هناك شخصان في القانون الدولي ،إسرائيل وهي شخص بحكم الواقع
وبحكم القانون الدولي الواجب التطبيق كما تمثل في القرار ،181
وفلسطين هي شخص آخر بحكم القانون نفسه ،وإن لم توجد في
349
الواقع .أي أن الشعب الفلسطيني هو الشخص القانوني ،تماماً كما
كان يقال عن اليهود في الشتات أنهم الشعب اليهودي ،وتماماً كما
أعطي الشعب اليهودي صفة الشخص القانوني من خالل صك
االنتداب –قبل إقامة إسرائيل -ويعني ذلك ،أنه سواء كانت هناك
منظمة تحرير فلسطينية أو لم تكن ،وسواء كانت هناك سلطة
فلسطينية أو لم تكن ،فإن في هذا اإلقليم الجغرافي المسمى فلسطين
حقوقاً فردية وجمعية مصونة بموجب القانون الدولي سواء كانت
أراضي هذا الشعب كلها –أو أي جزء منها -واقعاً تحت االنتداب أم ال.
وأن مبدأ التساوي في السيادة ،ال يتيح إلسرائيل أن تمارس حقوقاً
سيادية على الشعب الفلسطيني وال على موارده ،إذ ال يوجد في
القانون الدولي أية أداة وال حتى مادة تؤيد هذا اإلدعاء .وال يعني ذلك
التسليم بقانونية إقامة إسرائيل ،حتى ضمن معايير القانون الدولي،
ألن إقامتها مرتبطة أصالً بإقامة دولة عربية إلى جانبها ،وبوضع
دولي لمدينة القدس .أي أن األداة القانونية المستخدمة سواء من
حيث االحتجاج بصك االنتداب ،أو من حيث قرار التقسيم لم يتم
تحقيقها ككل متكامل ،أو كعقد كان من الممكن أن (يحكم) وجود
الشعبين معاً في نفس اإلقليم .لذلك وسواء اعترف الفلسطينيون بوجود
إسرائيل أو لم يعترفوا ،فإن هذا األمر –قانوناً -ال يعني شيئاً على
الرغم من خطورته سياسياً .إنه –أي مثل هذا االعتراف ليس شرطاً
مانعاً وال مانحاً ألي حق فردي أو جمعي للفلسطينيين .هذا على صعيد
القانون الدولي.
أما على صعيد القانون اإلنساني الدولي ،والذي يعتبر اتفاقات جنيف
وبخاصة الرابعة لسنة ،1949أهم أدواته ،فإنه ال يشترط المعاملة
350
بالمثل وال التبادلية ،مما يدعم النتيجة أعاله ويصب في نفس مجراها،
أي سواء قامت الدولة العربية –فلسطين -أو لم تقم ،وسواء انضمت
هذه الدولة أم لم تنضم إلى اتفاقيات جنيف ،فإن الحقوق التي تصونها
هذه االتفاقيات مضمونة للشعب الفلسطيني بأفراده وبمجموعه.
وهنا يثار سؤاالن:
-هل أدوات القانون اإلنساني الدولي ،والقانون الدولي لحقوق
اإلنسان واجبة التطبيق على وضع الفلسطينيين داخل وخارج
فلسطين؟
-هل تحفظ إسرائيل على بعض مواد هذه األدوات يسمح بعدم
التزامها بها؟
ولإلجابة على السؤال األول ،ال بد من اإلشارة إلى ما يلي:
-لقد أكدت األطراف السامية في اتفاقية جنيف الرابعة انطباق
اتفاقية جنيف الرابعة على قطاع غزة والضفة الغربية( .انظر
مؤتمر األطراف السامية في اتفاقية جنيف الرابعة -اإلعالن في
5كانون األول .)2001
-تكرر هذا التأكيد حول انطباق االتفاقية م ار اًر في ق اررات مجلس
األمن الدولي والجمعية العامة لألمم المتحدة على حد
سواء ،وكذلك في ق اررات اللجنة الدولية للصليب األحمر.
-أكدت ذلك لجنة حقوق اإلنسان في تعليقها رقم 29عن حاالت
الطوارئ المادة 4في آب ،2001وكذلك في مالحظاتها
الختامية بشأن إسرائيل في 21آب .2003
-وأكد ذلك أيضاً المقرر الخاص لمفوضية حقوق اإلنسان في
عدة تقارير (منها تقرير بتاريخ 8أيلول .)2003
351
-بل إن محكمة العدل العليا قد قبلت بانطباق اتفاقية جنيف
الرابعة في القضية المعروفة بإسم عجوري مقابل قائد جيش
الدفاع اإلسرائيلي في أيلول – 2002قرار رقم 70/5/02حيث
جاء في القرار" :خلصت المحكمة إلى أن حظر النقل القسري
هو قاعدة من قواعد قانون المعاهدات الدولي ،و بالتالي بأنه
ال ينطبق في ظل القانون المحلي ،ما لم يتم النص عليه في
القانون المحلي ،وقد كان هذا المفهوم في السابق،أما اآلن
فإنه تغير سواء في القانون الدولي العام أو حتى في أحكام
هذه المحكمة ،وإن من غير المتنازع فيه تقريباً أن اتفاقية
جنيف الرابعة هي انعكاس للقانون العرفي الدولي وهي ملزمة
لكل الحكومات ،حتى تلك الحكومات التي لم توقع عليها ،ألنها
تتضمن المبادئ األساسية التي قبلتها كل الدول".
وحول السؤال الثاني المتعلق بتحفظ إسرائيل على بعض المواد في
بعض أدوات القانون الدولي فإن هذا السؤال يتعلق بالتحفظ الوحيد
الذي أبدته إسرائيل على المادة 9من العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية والذي جاء في إعالن (حكومة) إسرائيل يوم 3
تشرين أول :1991إن حكومة إسرائيل قد وجدت أن من الضروري،
وانسجاماً مع المادة ( )4أن تقوم بإجراءات إلى الحد الضروري الذي
تقتضيه ضرورات الوضع للدفاع عن الدولة وحماية األرواح
والممتلكات ،ويضمن ذلك ممارسة صالحيات القبض واإلعتقال،
وحيثما كانت هذه اإلجراءات غير منسجمة مع المادة ( )9من العهد،
فإن إسرائيل بذلك تحل نفسها من اإللتزامات المترتبة عليها بموجب
هذا البند" هنا ال بد من إيراد نص المادة ( )4وكذلك المادة (.)9
352
المادة 4
.1في حاالت الطوارئ االستثنائية التي تتهدد حياة األمة ،والمعلن
قيامها رسمياً ،يجوز للدول األطراف في هذا العهد أن تتخذ ،في
أضيق الحدود التي يتطلبها الوضع ،تدابير ال تتقيد بااللتزامات
المترتبة عليها بمقتضى هذا العهد ،شريطة عدم منافاة هذه التدابير
لاللتزامات األخرى المترتبة عليها بمقتضى القانون الدولي وعدم
انطوائها على تمييز يكون مبرره الوحيد هو العرق أو اللون أو
الجنس أو اللغة أو الدين أو األصل االجتماعي.
.2ال يجيز هذا النص أي مخالفة ألحكام المواد 6و 7و ( 8الفقرتين
1و )2و 11و 15و 16و .18
.3على أية دولة طرف في هذا العهد استخدمت حق عدم التقيد أن
تعلم الدول األطراف األخرى فو اًر ،عن طريق األمين العام لألمم
المتحدة ،باألحكام التي لم تتقيد بها وباألسباب التي دفعتها إلى ذلك.
وعليها ،في التاريخ الذي تنهى فيه عدم التقيد ،أن تعلمها بذلك مرة
أخرى وبالطريق ذاته.
المادة 9
.1لكل فرد حق في الحرية وفى األمان على شخصه .وال يجوز
توقيف أحد أو اعتقاله تعسفاً .وال يجوز حرمان أحد من حريته إال
ألسباب ينص عليها القانون وطبقا لإلجراء المقرر فيه.
.2يتوجب إبالغ أي شخص يتم توقيفه بأسباب هذا التوقيف لدى
وقوعه كما يتوجب إبالغه سريعا بأية تهمة توجه إليه.
.3يقدم الموقوف أو المعتقل بتهمة جزائية ،سريعاً ،إلى أحد القضاة
أو أحد الموظفين المخولين قانوناً مباشرة وظائف قضائية ،ويكون من
353
حقه أن يحاكم خالل مهلة معقولة أو أن يفرج عنه .وال يجوز أن
يكون احتجاز األشخاص الذين ينتظرون المحاكمة هو القاعدة العامة،
ولكن من الجائز تعليق اإلفراج عنهم على ضمانات لكفالة حضورهم
المحاكمة في أية مرحلة أخرى من مراحل اإلجراءات القضائية ،ولكفالة
تنفيذ الحكم عند االقتضاء.
.4لكل شخص حرم من حريته بالتوقيف أو االعتقال حق الرجوع إلى
محكمة لكي تفصل هذه المحكمة دون إبطاء في قانونية اعتقاله،
وتأمر باإلفراج عنه إذا كان االعتقال غير قانوني.
.5لكل شخص كان ضحية توقيف أو اعتقال غير قانوني حق في
الحصول على تعويض.
إن الدول تستطيع أن تعلن عن تقييد جزئي لاللتزامات المترتبة عليها
فيما يتعلق ببعض الحريات وحقوق اإلنسان األساسية ،ولكن هذه
اإلمكانية مقيدة جداً وليست على إطالقها ،وقد جاءت المالحظات
العامة رقم 29من مالحظات لجنة حقوق اإلنسان حاسمة في توضيح
األسس والشروط التي يسمح بها إال في ظل الشروط التالية-:
-يجب أن يشكل الوضع خط اًر استثنائياً على الجمهور ،وبشكل
يهدد وجود الدولة،
-يجب أن تكون الدولة الطرف في أية اتفاقية قد أعلنت حالة
الطوارئ رسمياً .وهذا الشرط أساسي للحفاظ على مبادئ
القانونية وحكم القانون.
-إجراءات التقييد يجب أن تكون ذات طبيعة استثنائية ومؤقتة.
-ال يسمح بالتقييدات إال ضمن الحد األدنى الضروري جداً الذي
توجب خطورة الموقف ،وهذا األمر يحد من التقييد من حيث
354
األمد ،الزمني ،والنطاق الجغرافي ،المحددين بحالة الطوارئ
المعلنة.
-يجب احترام مبدأ التناسب بين الضرورة والتقييد
-يجب أن ال تنطوي إجراءات التقييد على أية تمييز يبنى على
أساس العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو األصل
االجتماعي.
-إجراءات التقييد يجب أن تكون منسجمة مع االلتزامات األخرى
المترتبة على الدولة الطرف في ظل القانون الدولي اإلنساني.
-ال يمكن فرض تقييد على حقوق محددة توصف بأنها غير
قابلة للتقييد.
وحيث يتم فرض قيود ألسباب أمنية ،فإن إمكانية فرضها ليست
متروكة لمشيئة الدولة المعنية ،بل إن األمر يخضع لشروط صارمة:
-يجب أن تكون القيود منصوصاً عليها في القانون.
-يجب أن تكون القيود ضرورية بما يلزم المجتمع الديمقراطي
من حماية أمنه القومي ونظامه العام والصحة العامة أو
المعنويات ،أو حقوق وحريات اآلخرين.
-يجب أن تكون التقييدات ضرورية بحد ذاتها لحماية هذه
األهداف.
-يجب أن تكون التقييدات متناسبة مع المصلحة المستهدفة
بالحماية.
-يجب أن تكون التقييدات منسجمة مع كل الحقوق األخرى
المعترف بها في األداة القانونية أي أن القيود ينبغي أن ال
تفسد جوهر الحق نفسه ،وينبغي أن ال يتم قلب المعادلة بين
355
الحق وبين تقييداته ،بين العرف واالستثناء( ،الفقرة 13من
التعليق العام رقم " 27حرية الحركة" صادر عن لجنة حقوق
اإلنسان في 2تشرين ثان .)1999
إن التطبيق اإلسرائيلي يجعل التحفظات هي القاعدة العامة ،ويجعل
التقييدات هي القاعدة وليس االستثناء.
نخلص من ذلك إلى أن أدوات القانون الدولي كلها وكذلك أدوات
القانون الدولي اإلنساني والقانون الدولي لحقوق إلنسان تنطبق كلها
على إسرائيل منذ قررت الجمعية العامة إقامتها ،بموجب قرار التقسيم،
ويعني ذلك فيما عدا استثناءات ربما تكون محدودة جداً:
-إن من حق كل من تعرضوا إلى انتهاك حقوقهم الواردة في
اتفاقيات جنيف ،المطالبة بالتعويض عن انتهاك حقوقهم
األساسية في الحياة ،والحرية ،واألمن ،والتنقل والتملك.
ومن المهم التأكيد هنا على أن المادة 42من أنظمة الهاي تنص
على أن "األرض تعتبر محتلة إذا كانت تقع فعلياً تحت سيطرة جيش
معادٍ" ،وأن االحتالل ينطبق إلى المدى الذي تكون فيه هذه السيطرة
قائمة وتتم ممارستها".
كما أن المادة ( )4من اتفاقية جنيف الرابعة تنطبق على األشخاص
الذين يجدون أنفسهم في أية لحظة ،وبأي شكل كان ،في حالة وقوع
نزاع أو احتالل ،تحت سيطرة طرف في النزاع أو قوة احتالل ليسوا من
رعاياها .ومن الواضح أن المواطنين الفلسطينيين هم أشخاص
محميون بموجب هذه المادة الرابعة.
وفي هذا السياق ،فإن من الضروري التأكيد على أن كالً من الجمعية
العامة لألمم المتحدة ،ومجلس األمن الدولي قد أكدا في ق اررات عديدة
356
على أن محاوالت إسرائيل لتغيير الوضع القانوني أو الديمغرافي للقدس
(الشرقية) ال أثر قانوني لها وأنها باطلة ،وأن المجتمع الدولي يعتبر
القدس (الشرقية) أرضاً محتلة ،وبالتالي ،تنطبق عليها اتفاقية جنيف
الرابعة .بل إن دواعي القانون توجب عدم التسليم بكل ما أحدثته
إسرائيل من تغييرات على حدود مدينة القدس ،سواء باالحتالل
العسكري أو بالضم أو باالستيطان منذ سنة 1947وحتى أي تاريخ،
سواء في ذلك ما تسمى بالقدس الغربية أو الشرقية ،ألن الوجود
اإلسرائيلي في أي جزء من القدس نجم عن احتالل ،األمر الذي
يتناقض مباشرة مع مبدأ عدم جواز االستيالء على األرض أو اكتسابها
بالقوة العسكرية ،وهذا المبدأ لم يحدد فترة زمنية يصبح بعدها اكتساب
األرض بالقوة عمالً مباحاً في القانون الدولي ،إذ ال يوجد أي نص
يقول إنه إذا استمر االحتالل عدداً ما من السنوات ،فإنه يصبح عمالً
مشروعاً.
وبالتالي ،فإن القدس الشرقية هي أرض محتلة –بإجماع كل الق اررات
الدولية الصادرة عن مجلس األمن والجمعية العامة منذ قرار 242
وحتى الرأي االستشاري لمحكمة العدل الدولية المشار إليه آنفاً ،وكذلك
فإن القدس الغربية هي أرض محتلة بالقوة العسكرية بموجب صك
االنتداب ،وبموجب قرار التقسيم 181الذي أنشأ إسرائيل ،مع التذكير
بأن االعتراف بإسرائيل جاء على أساس ما قدمته من تعهد بااللتزام
بميثاق األمم المتحدة ،وهذا الميثاق نفسه ال يجيز اكتساب األ راضي
بالقوة ،لم يجر ذلك في الماضي ،وال يجيزه اآلن ولن يجيزه في
المستقبل ومهما طال أمد السيطرة الناجمة عن اكتساب األرض بالقوة.
357
المبحث الثالث:
358
تابعت اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة
للتصرف ،واللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات اإلسرائيلية
التي تمس حقوق اإلنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب
في األراضي المحتلة ،ووكالة األمم المتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئين
الفلسطينيين في الشرق األدنى (األنوروا) الحالة في األ راضي
الفلسطينية خالل الفترة .1993 – 1987
359
االجتماعية وحظرت وسائط اإلعالم والمنظمات المدنية .واقتلعت
عشرات آالف األشجار المثمرة وخربت المحاصيل .وتحدثت التقارير
عن ازدياد نطاق وخطورة أعمال العنف واالعتداء من جانب
المستوطنين اإلسرائيليين.
360
،1988و )1989( 636المؤرخ 6تموز /يوليه ،1989و 641
( )1989المؤرخ 30آب /أغسطس ،1989بالكف عن إبعاد المدنيين
الفلسطينيين وكفالة عودة الذين أبعدوا األراضي الفلسطينية المحتلة
بصورة آمنة وفورية.
ومنذ عام ،1970دأبت اللجنة الخاصة على تقديم تقارير سنوية إلى
وقد أكدت هذه التقارير ،وباألخص على امتداد العقدين األخيرين ،أن
إسرائيل واصلت تطبيق سياسة الضم بحكم األمر الواقع ،من خالل
تدابير مثل إنشاء أو توسيع المستوطنات ،ومصادرة الممتلكات ،ونقل
المواطنين اإلسرائيليين إلى األ راضي المحتلة ،وترحيل الفلسطينيين من
األراضي ،وتشجيع الفلسطينيين على ترك وطنهم ،أو إرغامهم على
ذلك .وذكرت التقارير أن هذه األفعال تشكل انتهاكاً اللتزامات إسرائيل
باعتبارها دولة طرفاً في اتفاقية جنيف الرابعة.
اإلنسان:1993 ،
قررت لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ،في شباط /فبراير ،1993
ألول مرة ،تعيين مقرر خاص معني بانتهاكات حقوق اإلنسان في
363
األراضي العربية المحتلة ،بما فيها األراضي الفلسطينية .وفي أيلول /
سبتمبر ،1993عين السيد رينيه فيليب ،رئيس سويس ار السابق ،مقر اًر
خاصاً .وقد دعي لزيارة األراضي الفلسطينية المحتلة في كانون الثاني
/يناير – 1994وكان بذلك أول شخص تناط به والية رسمية من
لجنة حقوق اإلنسان يسمح له بزيارة األراضي الفلسطينية -وقد تمكن
من التحدث بحرية مع األشخاص الذين رغب في مقابلتهم .وفي تقريره
المقدم في كانون الثاني /يناير ،1994أهاب بالسلطات اإلسرائيلية
والفلسطينية ،على حد سواء" ،اتخاذ تدابير الحتواء العنف ،الذي قد
يشكل أخطر التهديدات لعملية السالم" ،باعتبار ذلك مسألة ذات
أولوية.
وكرد فعل على هذه المجزرة ،دعا مجلس األمن في 18آذار /مارس
365
-نقل جميع السجناء السياسيين الفلسطينيين من األراضي
المحتلة إلى إسرائيل ،إثر انسحاب الجيش اإلسرائيلي من المدن
الفلسطينية الرئيسية في الضفة الغربية في سنة ،1995وإعادة
انتشاره ،األمر الذي يشكل انتهاكاً للمادة 76من اتفاقية جنيف
الرابعة.
"ال سيما إال التوصية ...بالتنفيذ الصارم ،نصاً وروحاً ،للمعايير الدولية
ذات الصلة ،مما يعني إبطال جميع االتجاهات غير القانونية
وتصحيحها ،والتعويض عن األضرار ،عند االقتضاء".
366
شخص يشتغل منصب مفوض األمم المتحدة السامي لحقوق اإلنسان
يزور األرض المحتلة .وتم ذلك إثر قرار اتخذ في الدورة االستثنائية
الخامسة للجنة ،في 19تشرين األول /أكتوبر ،2000يطلب إلى
المفوضية السامية أن تقوم بزيارة عاجلة إلى األرض المحتلة لتقف
عن كثب على انتهاكات حقوق اإلنسان للشعب الفلسطيني التي
تمارسها إسرائيل.
367
-ضرورة وقف تشييد أي مستوطنات جديدة ،وضرورة إزالة
المستوطنات الواقعة في وسط المناطق الفلسطينية المكتظة
بالسكان.
368
تكف عن ارتكاب كل أشكال انتهاكات حقوق اإلنسان في األرض
الفلسطينية المحتلة ،بما فيها القدس الشرقية ،واألراضي العربية
األخرى ،وأن تحترم قواعد القانون الدولي ،ومبادئ القانون اإلنساني
الدولي ،والتزاماتها الدولية ،واالتفاقات التي وقعت عليها مع منظمة
التحرير الفلسطينية".
369
آثار سياسة االستيطان اإلسرائيلية على السكان العرب المحليين ،مثل
تشريد السكان العرب ،واالستيالء على األراضي والموارد المائية،
وتدمير المنازل ،وإبعاد األشخاص ،وتعريض السكان لضغط مستمر
كي يهاجروا من أجل إفساح المجال لمستوطنين جدد ،فضالً عن
التغييرات الجذرية والضارة بالنمط االقتصادي واالجتماعي للحياة
اليومية لبقية السكان العرب ،مما أحدث تغييرات ذات شأن في الطابع
الجغرافي والديمغرافي لأل راضي المتضررة ،انتهاكاً التفاقية جنيف
الرابعة.
وقدمت اللجنة تقري اًر ثانياً إلى مجلس األمن في 4كانون األول/
ديسمبر .1979أكدت اللجنة مجدداً أن سياسة االستيطان اإلسرائيلية،
المتواصلة بالرغم من ق اررات مجلس األمن ونداءاته ،تتنافى والسعي
إلى إحالل السالم في المنطقة .وفي التقرير الثالث ،المؤرخ 25
تشرين الثاني /نوفمبر ،1980أعدت للجنة تأكيد كامل االستنتاجات
الواردة في تقريريها السابقين ،وركزت أيضاً على استغالل إسرائيل
للموارد الطبيعية في األراضي المحتلة .ولم ينظر مجلس األمن في هذا
التقرير على اإلطالق.
370
وجهت عناية الجمعية العامة باألخص إلى قرار حديث اتخذته الحكومة
اإلسرائيلية للشروع في بناء المستوطنات اإلسرائيلية بمنطقة جبل أبو
غنيم وغيرها من مناطق القدس الشرقية ،وهو ما اعتبر عمالً غير
قانوني .وفي ذلك االجتماع ،طلبت الجمعية العامة إلى األمين العام،
في قرار اتخذته في 25نيسان /أبريل " ،1997أن يرصد هذه الحالة
وأن يقدم تقري اًر عن تنفيذ هذا القرار في غضون شهرين من اعتماده،
وبخاصة عن وقف إنشاء المستوطنة الجديدة في جبل أبو غنيم وعن
األعمال اإلسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية
األرض الفلسطينية المحتلة".
وفقاً لما جاء في تقرير قدمه المقرر الخاص للجنة حقوق اإلنسان في
15آذار /مارس 2000عن حالة حقوق اإلنسان في األراضي
الفلسطينية ،صادرت إسرائيل منذ سنة 1967ما يقدر بنحو 60في
المائة من الضفة الغربية و 33بالمائة من قطاع غزة ،و 33في
المائة تقريباً من األرض الفلسطينية في القدس.
371
-أضرت الممارسات االحتالل اإلسرائيلي أيضاً بالبيئة الطبيعية
لألرض الفلسطينية المحتلة ،بما في ذلك تدهور الهياكل
األساسية ومصادرة األراضي ،واستنفاد المياه واقتالع األشجار،
ودفن النفايات السامة ،وغير ذلك من ضروب التلويث.
فيها القدس ،غير قانونية وتشكل عقبة في طريق السالم .ودعت أيضاً
إلى منع أعمال العنف غير القانونية التي يقترفها المستوطنون
اإلسرائيليون.
372
رود -الرسن ،النتائج الرئيسية التي توصل إليها تقرير مستكمل عن
اآلثار االجتماعية واالقتصادية الستمرار الصراع وسياسات اإلغالق.
ووفق التقديرات التي جاءت في تقريره ،فإن االقتصاد الفلسطيني قد
عانى من خسائر في الناتج المحلي اإلجمالي تتجاوز 900مليون
دوالر منذ بداية األزمة .وفضالً عن ذلك ،فإن الخسائر في دخول
األيدي العاملة تجاوزت 240مليون دوالر .وقدر إجمالي الخسائر
بمبلغ 1150مليون دوالر ،أي ما يشكل 20 :في المائة من الناتج
المحلي اإلجمالي المتوقع لسنة .2000وتسببت أيضاً األضرار التي
لحقت بالهياكل األساسية ،وتكلفة العناية بما يزيد على 11000
فلسطيني مصاب ،والخسائر المالية ،وغير ذلك من اآلثار المترتبة
على عمليات اإلغالق ،خسائر أخرى تقدر قيمتها بمئات الماليين من
الدوالرات.
373
المبحث الرابع:
374
.1األ راضي التي جرت مصادرتها لبناء الجدار العازل:
في حالة استكمال بناء كافة مقاطع الجدار ،ستقوم إسرائيل بمصادرة
%47.6من أراضي الضفة الغربية ووضعها خارج الجدار .ومن شأن
ذلك أن يجعل %52.4من أراضي الضفة الغربية مناطق فلسطينية
معينة.
أ .حتى تاريخ إعداد هذا التقرير ،يستولي الجدار القائم حالياً على
358كم ،2أي ما نسبته ،%6.1من أراضي الضفة الغربية.
ت .في حالة استكمال بناء المقطع الشرقي من الجدار الموصى به،
ستستولي إسرائيل على %25.2من أراضي الضفة الغربية .ومن شأن
ذلك العمل على زيادة مجموع مساحة األ راضي الواقعة خارج الجدار
بنسبة %40.2من أراضي الضفة الغربية .ومن جهة أخرى ،تشكل
تجمعات المستوطنات اإلسرائيلية الواقعة داخل حدود المناطق
375
التي يحيط بها الجدار % 5.8من أراضي الضفة الغربية.
أ .في الوقت الراهن ،تقع 21قرية وبلدة فلسطينية يقطن فيها حوالي
241.000مواطن ،خارج حدود الجدار .ويضم هذا العدد 229.000
من المواطنين المقيمين في القدس الشرقية.
ب .باإلضافة إلى ذلك ،ستقع 28قرية وبلدة فلسطينية خارج مقاطع
الجدار التي تمت المصادقة عليها ،مما يزيد مجموع عدد السكان
الفلسطينيين المقيمين خارج حدود الجدار إلى 249.000مواطناً.
376
ت .تم فصل 45قرية وبلدة فلسطينية أخرى ،بسكانها البالغ عددهم
94.000مواطن ،عن أراضيهم الزراعية.
.3محافظة القدس:
عملت قوات االحتالل اإلسرائيلي على تسريع وتيرة بناء الجدار العازل
في محافظة القدس في الفترة التي تلت قرار محكمة العدل الدولية
الصادر في 9تموز .فمنذ ذلك التاريخ ،واصلت قوات االحتالل أعمال
بناء الجدار العازل في مناطق صور باهر ،السواحره الشرقية ،أبو
ديس ،العيزرية ،وفي منطقة الشياح ،وخلة العبد .أما في الجهة
الشمالية الغربية من القدس ،فقد قامت قوات االحتالل ببناء الجدار في
قريتي قطنة وبدو .وإلى الجهة الشمالية من المحافظة ،تواصلت أعمال
البناء في الجدار العازل على امتداد الطريق الرئيس بين القدس ورام
هللا (ضاحية البريد والرام) ،وفي محيط مطار قلنديا ،وعلى امتداد
377
الطريق الواصل بين قريتي جبع وحزما ،وقرية عناتا ،ومنطقة األقباط،
وشمال قرية عناتا.
وقد شهدت منطقتا ضاحية البريد والرام ،على طريق رام هللا – القدس،
تسارعاً كبي اًر في بناء الجدار العازل ،فبعد صدور قرار محكمة العدل
الدولية في 9تموز ،قامت قوات االحتالل بوضع أساسات الجدار،
قاطعة بذلك منتصف الطريق الرئيسي .وفي 1أيلول ،قام المقاولون
اإلسرائيليون بنصب المقاطع األسمنتية من الجدار.
.4محافظة جنين:
378
الجدار والقريبة من قرية بردله لبناء معبر على طريق رقم 90
االلتفافي المؤدي إلى الخط األخضر .وفي 30آب ،صادرت قوات
االحتالل 50دونماً من أراضي المواطنين في قرية الجمله ،شمال
مدينة جنين ،لبناء معبر في تلك المنطقة.
في قرية العقبه ،التي يبلغ عدد سكانها 120مواطناً ،يقع 14منزالً
من أصل 19منزالً تحت تهديد الهدم لبناء الجدار ،حيث أصدرت
سلطات االحتالل اإلسرائيلي أوامر عسكرية بهدم 12منزالً في شهر
آب .2003
.5محافظة طولكرم:
379
خربة جبارة ،الواقعة إلى الغرب من الجدار العازل ،والراس وفرعون
وكفر صور ،سيبقى مواطنو قرية فرعون معزولين عن أراضيهم
الزراعية الواقعة إلى الجنوب من الجدار والطريق االستيطاني االلتفافي
رقم .557ومن ناحية أخرى ،يبقى المواطنون في قرية كفر صور
معزولين عن أراضيهم الزراعية.
.6محافظة قلقيلية:
أما قرية عزبة الطبيب ،يقع 15منزالً من أصل 35من المنازل التي
تؤوي 40عائلة فلسطينية تحت التهديد الهدم .وبالرغم من وجود قرية
وبناء على ذلك ،ترفض اإلدارة المدينة
ً عزبة الطبيب منذ سنة .1920
اإلسرائيلية إصدار تنظيم قروي للقرية ،كما ترفض رفضاً قاطعاً إصدار
تراخيص للمواطنين لبناء منازل تؤويهم في القرية .واألدهى واألمر أن
380
اإلدارة المدنية اإلسرائيلية تطلب من المواطنين هدم منازلهم ومبانيهم
بأيديهم ،أو أن تقوم قوات االحتالل بهدمها وإجبار المواطنين ،أصحاب
المباني ،على تحمل تكاليف هدم ممتلكاتهم.
.7محافظة سلفيت:
منذ 9تموز ،ما زالت قوات االحتالل تغلق الطريق الوحيد المؤدي إلى
قرية النعمان الواقعة خارج حدود الجدار العازل شمال شرق محافظة
بيت لحم .وبالرغم من أن قرية تقع داخل حدد بلدية القدس .كما تعتبر
أن وجود سكان القرية فيها غير شرعي.
381
اض لبناء مقطع من
وفي 2آب ،شرعت قوات االحتالل بتجريف أر ٍ
الجدار ،بطول 10كم ،بين منطقة بئر عونه في مدينة بيت جاال
وقرية
الولجه.
.9محافظة الخليل:
في 19تموز ،أصدرت قوات االحتالل أم اًر عسكرياً يقضي بهدم 9
أحواض وبرك ماء في منطقة الرماضين ،وفي 22تموز ،أصدر جيش
االحتالل اإلسرائيلي أم اًر عسكرياً يفصل فيه مسار الجدار الذي سيجري
382
الجدار العازل .كما أصدرت قوات االحتالل أم اًر عسكرياً آخر بمصادرة
4.331دونماً (يصل طولها إلى حوالي 5.388مت اًر وبعرض 100
متر) جنوب غرب مدينة الخليل في قرى البرج ودير العسل والمجد
وبيت الروش التحتا لبناء الجدار العازل.
في الجدار عدد من األبواب ،ومن المهم أن نتذكر أن هذا الجدار ليس
خطاً حدودياً بين كيان سياسي وآخر ،وإنما هو يشق األ راضي
الفلسطينية ويمنع وصول األطفال إلى مدارسهم ،والعمال إلى أماكن
عملهم ،والمزارعين إلى أراضيهم.
إن عدد األبواب قليل جداً ،كما أن معظمها مغلقة ولم يتم فتحها أبداً،
فمن المفروض نظرياً أنه خصص لمحافظة طول كرم 11بوابة ،ولكن
أربع بوابات منها فقط يتم فتحها.
كذلك فإن البوابات ال تفتح طيلة اليوم ،وإنما لثالث ساعات فقط وال
مساء،
ً مجال للمرور منها أبداً ال قبل السابعة صباحاً وال بعد السادسة
إن هذا يعني بالنسبة آلالف المزارعين الفلسطينيين عدم قدرتهم على
383
زراعة أرضهم ،وإبقائها بو اًر فترات طويلة ،مما يعرضها إلى المصادرة،
إن لم تتم مصادرتها لغايات بناء الجدار ،والطرق المؤدية إليه،
والمساحات الالزمة ألمنه ،حيث ال بد من تجريف األ راضي المحاذية له
حسب المساحات التي تقررها سلطات االحتالل.
عن ثالث ساعات ...أي أنه يتم إغالق البوابة مع إنتهاء التفتيش :
385
75 1000 قلقيلية قرية عسلة
المبحث الخامس:
دعوى المياه
386
الغربية والقدس بعد سنة 1967في انتهاك التفاقية جنيف
الرابعة ولألدوات القانونية األخرى ذات الصلة .إذ يستحيل أن
يتفهم أي قانون نسف 140مضخة مياه وهي أمالك فردية
للفلسطينيين بحجة المحافظة على أمن قوات االحتالل.
387
...إدانة المؤتمر الدولي للمياه الذي عقد في األرجنتين في شهر آذار
77بأغلبية ساحقة ،وقد جاء في ق اررات المؤتمر:
2
135م 2
537م استهالك الفرد
السنوي
2
10م 2
86م استهالك الفرد
المنزلي السنوي
اإلسرائيلي.
391
.4األمر رقم 291لعام 1967وينص على أن جميع مصادر
المياه في الضفة الغربية هي "ملك لدولة إسرائيل" وفقاً للقانون
اإلسرائيلي الصادر سنة .1959
وقد جاءت السياسات اإلسرائيلية بعد ذلك كي تؤكد على نية إسرائيل
في االستيالء عل مصادر المياه الجوفية والسطحية في الضفة الغربية.
وفي ذلك االجتماع ذاته – الذي نقلت بعض وقائعه صحيفة هآرتس
اإلسرائيلية في – 1979/4/30قال شارون الذي كان آنذاك يشغل
منصب وزير الزراعة" :إن (إسرائيل) تقدم للعرب جميع الحقوق على
إسرئيل لكنها لن تعطيهم أي حق في أرض إسرائيل فهي
ا أرض
محفوظة إلسرائيل وحدها".
وفي تلك الفترة أيضاً نقلت مجلة حوتام اإلسرائيلية الصادرة في
1979/4/20عن موشيه دايان قوله :إن إسرائيل سوف تواصل
السيطرة على الموارد المائية في الضفة الغربية ألنها تشكل موارد
المياه الرئيسية للسهل الساحلي ،و(طمأن) دايان عرب الضفة الغربية
392
بأن أكد لهم بأنهم لن يحصلوا على مياه أكثر مما يحصلون عليه
اآلن.
وكان عند الفضاء بهذه األقوال متجهاً إلى الواليات المتحدة للمشاركة
في واحدة من مفاوضات معاهدة السالم المصرية اإلسرائيلية حول
تطبيق الحكم اإلداري في الضفة الغربية وقطاع غزة....
والحقيقة أن ديان كان يستند إلى دراسة إسرائيلية حاولت اإلجابة على
السؤال التالي :على من ينطبق الحكم الذاتي على السكان أم على
األرض؟
394
-هناك صالت بين خزانات المياه الجوفية اإلسرائيلية في الجنوب
وخزانات المياه الجوفية في الشمال ومن ثم فإن االستغالل المفرط
للمياه الجوفية في الجنوب سوف يؤدي إلى تملح مطرد من خالل
تسرب مياه البحر من الواجهة الشمالية الغربية إلى الواجهة الجنوبية
الشرقية وهي عملية وصلت حد الخطر ومع ذلك فإن هذا التوغل
بطيء واألهم من ذلك أنه قابل لالرتداد – من حيث المبدأ عن طريق
حقن إمدادات مياه عذبة داخل الطبقات الخازنة للمياه التي أفرط في
استغاللها مما يقوي ضغط المياه داخل هذه الطبقات ويدفع مياه البحر
إلى التراجع عبر شرائح الحصى والرمال .
395
عام وكلي ،وبالتالي فإن النقطة التي يتعين على إسرائيل حلها هي:
هل سيتم التوصل إلى اتفاق حول الموضوع مع إدارة أي حكم ذاتي
يمكن أن يقوم في الضفة الغربية ،أم أن على إسرائيل أن تحتفظ
بسيطرة فعلية مباشرة على الموارد المائية الموجودة في يدها وهذا
يتطلب بالتالي إشرافاً عسكرياً مباش اًر على معظم أراضي الضفة والحد
بالتالي من إمكانية التوصل إلى آية تسوية سياسية للمناطق المحتلة.
396
(اإلشراف والمراقبة على المياه تكون في أيدي إدارة مشتركة من العرب
واليهود وقد أرفق مع التوصيات تقرير سلطة المياه اإلسرائيلية موجودة
في الضفة الغربية).
جاء ذلك في أعقاب محاولة أمريكية لتقريب مواقف مصر وإسرائيل قام
بها السفير سول لينوفتس خالل جولته في المنطقة()1980/9/3
حيال أربع قضايا كان موضوع المياه ثانيها في مذكرة التفاهم التي
عرضها لينوفتس.
كاتب إسرائيلي آخر ،وهو آمون ماغين كان أوضح نسبياً (في
إسرائيليته) حيال هذه المسألة حيث كتب في دافار بتاريخ /11/26
1978قائال:
فكيف تضخ إسرائيل هذه المياه؟ يقول الكاتب :إن حظنا السعيد –
لنالحظ الحظ السعيد وعامل المصادفة الذي يرد للمرة الثانية في سياق
تحليل قضية ارض وحياة شعب – يتابع الكاتب :إن حظنا السعيد هو
أن الزراعة غير المتطورة في الضفة الغربية ،فحتى سنة 1967كانت
زراعة بعلية جافة تعتمد على هطول األمطار وحسب والتي تصل
إلى 800ملم في نواحي نابلس ورام هللا وحوالي 500ملم في الخليل،
أما زراعة الري فمحدودة وتتغذى من الينابيع ولم يتم إال حفر القليل
من اآلبار ويعود السبب جزئياً إلى ضرورة الحفر إلى مئات األمتار من
أجل الوصول إلى المياه الجوفية بينما ال يتطلب األمر إال الحفر
لمسافة 300م على أقصى تقدير في إسرائيل ،وقد استخدمت اآلبار
399
3
أساساً لالستهالك المنزلي وكان استهالكاً محدوداً ال يتعدى40،م
للشخص الواحد في 3
للشخص الواحد سنوياً مقارنة ب100م
المستعمرات اإلسرائيلية مع العلم أن إسرائيل تواصل اإلدعاء بأن
الموظفين العرب يسرفون في استخدام المياه ويستعملونها بشكل
خاطئ ،إال أن تفسير الكاتب اإلسرائيلي هو من أكثر ما تطرحه إسرائيل
طرافة وشر البلية ما يضحك ،حيث يفسر آمون ماغين زيادة استهالك
الفرد اإلسرائيلي للمياه (بحقيقة إن اإلسرائيليين يغتسلون ويغسلون
مرات عديدة مقارنة بجيرانهم ويزرعون حدائق بيوتهم !! وإذا ضربت
40م 3للشخص في 700ألف مقيم يكون حاصل الضرب ما يقارب 30
مليون م 3سنوياً وهي كمية ليست كبيرة جداً ،وبعد حرب األيام الستة
ارتفع مستوى المعيشة في الضفة الغربية بدرجة كبيرة جدا( .والكاتب
يفترض أن سائر مناطق العالم األخرى قد بقيت على حالها منذ عام
1967أما الضفة الغربية فهي الوحيدة من (بالد هللا قاطبة) التي
حظيت بدرجة كبيرة من التقدم بفعل االحتالل اإلسرائيلي) .ونعود إلى
الكاتب اإلسرائيلي الذي يعترف بأن (اإلدارة العسكرية لم تعط تراخيص
لتعميق اآلبار إال ناد اًر جداً ولم يتم ذلك إال لتوفير إمدادات مياه الشرب
لالستخدام المنزلي من أجل أن ال يتأثر الضخ في إسرائيل) .وهكذا
كانت النتيجة أن حكم على سكان الضفة الغربية بأن يستهلكوا ثلث
استهالك إسرائيل المنزلي من المياه حتى ال تتأثر رفاهية وإسراف
المستوطن اإلسرائيلي.
400
أما المياه التي تسحبها إسرائيل من الطبقة تحت األرضية من مياه
الضفة الغربية فنترك تقديره لباحثة أمريكية تقول (:)1
إضافة إلى ذلك لم يناقش هيللر ،ولن يناقش أي إسرائيلي كما نعتقد
موضوع المياه التي تم سحبها فعالً لري المستوطنات اإلسرائيلية على
أرض الضفة الغربية ،وكأن تلك المياه (مجانية) ال حق ألحد فيها ،إن
من حق سكان الضفة الغربية أن يطالبوا إسرائيل بثمن كل قطرة ماء
ذهبت إلى مسبح مستوطنة ما ،في وقت كان أبناء الضفة الغربية فيه
يعانون من العطش.
402
إلى قلب طبقات األرض تجعل تلك المنطقة مصد اًر للمياه الجوفية
ألواسط البالد الممتدة من سهل بيسان شماالً وحتى بئر السبع جنوباً
وأن 650مليون متر مكعب من المياه سنوياً تجيء من الضفة الغربية
ولهذا السبب فقط ال يمكن تخيل التخلي عن السيطرة على هذا المصدر
الحيوي من المياه وتقدر الطاقة المائية في الضفة الغربية بـ440
مليون متر مكعب سنوياً ويبلغ االستهالك الفعلي للمنطقة من المياه
110ماليين متر مكعب من المياه سنوياً.
أما مصطفى نسيبة مدير دائرة مياه الضفة الغربية فقد ذكر في نفس
التحقيق التلفزيوني بأن 20ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية
يحصلون على 27مليون م 3من الماء بينما يحصل 700ألف مواطن
عربي على 26مليون م 3من الماء (.)1
.)1هآرتس .1981/7/9
403
.5مشروع مياه بطن الغول – بيت لحم.
وقد قامت السلطات بالسيطرة على هذه المشاريع من أجل تسليمها إلى
شركة مكوروت اإلسرائيلية.
وقد طالبت شركة مكوروت م ار اًر باالستيالء على هذه المشاريع ،إلى
أن تم لها ذلك في 1982/8/1حين صدر قرار من وزير الدفاع بنقل
شؤون مياه الضفة الغربية إليها ،وطالبت الحكومة اإلسرائيلية وزارة
الخارجية اإلسرائيلية بتأمين التغطية الدبلوماسية الالزمة للمشروع.
404
اشترط مواصلة التحكم في مياه الضفة الغربية للموافقة على أية
ا
تسوية.
عشية االحتالل اإلسرائيلي بلغ عدد هذه اآلبار 720بئ اًر يضخ منها
فعالً حوالي 314بئ اًر وأما الباقي فقد كان يعاني الجفاف أو اإلهمال
أو اإلغالق لسبب ما.
وبشكل إجمالي فإن اآلبار العربية البالغ عددها 314بئ اًر ،تضخ ما
مجموعه 33مليون م 3من المياه ،بينما تنتج 17بئ اًر تابعة لشركة
مكوروت 14.1مليون م.3
وبعد قيام إسرائيل واستخراجها للدراسات القديمة التي سبق وأن أعدتها
لصالحها ،عمدت إلى وضع الصالحيات المائية في يد شركة
ميكوروت ،التي سبق وأن أسستها الوكالة اليهودية عام 1937لدراسة
405
وتخطيط المشاريع المائية في فلسطين ،وكلفت الحكومة اإلسرائيلية
الشركة بمتابعة وضع الدراسات والتصاميم والتنفيذ واإلشراف! وتم
توزيع أسهم ملكيتها بين الحكومة %33والهستدروت %33والوكالة
اليهودية .%34
إن مخطط تجفيف الحولة –مثله مثل سائر المخططات المائية وغير
المائية اإلسرائيلية -تميز منذ البداية بتجاهل الحقوق العربية وخرق
االتفاقات المعقودة مع الدول العربية ،مستندة إلى القوة لفرض هذه
المخططات ،فمنذ أن بدأت أعمال التجفيف عام 1951عزز
اإلسرائيليون قواتهم في المنطقة (في القاطع األوسط من المنطقة
406
المجردة) واحتلت 107فدانات جنوبي البحيرة من المنطقة المنزوعة
السالح بعد رفض أصحابها العرب بيعها ،واحتلت القوات اإلسرائيلية
بلدتي كراد الغنامة ومزرعة الخوري ،وفي 1951/3/31قام الجيش
اإلسرائيلي بطرد أهالي قرية كراد البقارة من قريتهم.
وبناء على الطلب السوري عقد مجلس األمن جلسة لبحث الموقف في
1951/4/17ليصدر قراره في 1951/5/18رقم 1951/93طالباً تقيد
إسرائيل وسوريا باتفاقات الهدنة لعام 1949ودعيا إلى تشكيل لجنة
مشتركة من ممثلين عن لجنة الهدنة المشتركة وسوريا وإسرائيل ،إال
أن إسرائيل رفضت حضور اجتماعات هذه اللجنة مدعية بأن ما تقوم
به ال يشكل مساً بحقوق أحد! وفي المقابل اعتبر موشيه شاريت وزير
خارجية إسرائيل القضية قضية سياسية قائالً إن جنودنا إنما يدافعون
عن حياة مزارعينا.
407
وأدان قرار مجلس األمن الغارات الجوية اإلسرائيلية على القرى العربية،
وطلب من إسرائيل أن تسمح بعودة المواطنين العرب الذين
طردتهم من قراهم.
وكالعادة فقد كان قرار مجلس األمن (ازدواجياً) فقد نص على أن
أعمال إسرائيل قانونية ما لم تلحق أض ار اًر بالمواطنين العرب وعلى أية
حال فقد توقفت إسرائيل مؤقتاً عن العمل أثناء مناقشته القضية في
مجلس األمن لتعاود العمل بعد وقت قصير جداً معلنة في تموز 1951
عن تعديل األمر لتعاود العمل بعد وقت قصير جداً معلنة في تموز
1951عن تعديل خطتها( ،استعاضت عن القناة التي حفرتها قرب
مزرعة الخوري بقناة أخرى) تمر بكاملها من المنطقة المحتلة .وأنشأوا
سداً عند ملتقى القناة الجديدة بالقديمة بحيث أصبح مجرى النهر
يسير بمحاذاة الحدود دون أن يمسها.
408
.1957إلى أن نجحت في تنفيذ مخططها ،محققة المرحلة األولى في
حلمها لجر مياه األردن إلى النقب.
في عام 1953بدأت إسرائيل بتحويل نهر األردن عند جسر بنات
يعقوب فوق بحيرة الحولة لالستفادة من عذوبة المياه قبل دخولها
البحيرة المالحة نسبياً ،وتجاهلت إسرائيل طلبات منظمة الرقابة التابعة
لألمم المتحدة حول إيقاف العمل في شق القناة في المناطق المنزوعة
السالح.
ورفعت سوريا األمر إلى مجلس األمن ،ووقف أبا إيبان مندوب
إسرائيل ليدعي بأن هذا المشروع ينفذ بموجب التنازل الممنوح في
الخامس من آذار 1926إلى مؤسسة كهرباء فلسطين (روتنبرغ)
متناسياً أن االمتياز منح لشركة خاصة تحولت فيما بعد إلى شركة
شبه حكومية وأصبحت مؤسسة الكهرباء اإلسرائيلية.
409
البحيرة الغامض لصالحها وناقضة االتفاقات الفرنسية البريطانية التي
منحت لسوريا حقوقاً في البحيرة ،ومستندة إلى امتياز روتنبرغ ،وقبل
ذلك وبعده مستغلة تفوقها العسكري لمنع سوريا من استغالل البحيرة
حيث أقامت الكيبوتسات الحصينة وسيرت دوريات مسلحة بالمدافع
ومعدات اإلنزال وضربت المناطق لسورية عدة مرات ،ولم تتوقف
المناوشات إال بشكل مؤقت عام ،1954وكان عجز األمم المتحدة عن
ضبط الموقف واضحاً.
.1تحويل جزء من مياه اليرموك (1.6م /ث) عبر قناة تتجه جنوباً
3
411
-إن كميات المياه المتوفرة في حوض األردن تزيد عن حاجة
المنطقة 540ألف دونم .و 135ألف فدان تحتاج إلى 800
مليون م 3تكفي لري 1.200.000دونم 3ويمكن نقل الفائض
إلى النقب.
-تعويض البحر الميت بجر قناة من المتوسط قرب حيفا بطول 7
أميال حتى جبل الكرمل تم عبر نفق بطول 20ميالً لتصب في
الجانب الغربي من وادي األردن لتسقط عن علو 400م لتوليد
طاقة كهربائية.
412
يحاول مشروع هيز وضع تصور الستقالل موارد حوض األردن على
ثماني مراحل:
413
األردن بدءاً من وادي سدرة والفارعة في الشمال وحتى سهول
أريحا في الجنوب .مع تأجيل االستفادة من نهر األردن لري الغور
الغربي إلى ما بعد التأكد من أفضلية تحويل مياهه إلى مناطق
أخرى.
414
فعلت وكالة الغوث التي كانت قد وافقت على تغطية 40مليون دوالر
من تكاليف المشروع المقدرة وقتها بـ 70مليون
دوالر.
415
وفي جو متوتر عسكرياً بين سوريا وإسرائيل حول بحيرة طبريا ،وقبيل
قيام إسرائيل بشن هجوم بربري على قرية قبية ،أعلن الرئيس
ايزنهاور ،عن إيفاد مبعوثه الخاص جونستون في 1953/10/16إلى
منطقة الشرق األوسط.
416
-بناء سد أو شق قناة لتحويل الحاصباني وبانياس والدان
وعيون الحولة العليا باتجاه المناطق المحتلة.
وتم تعديل هذه المخصصات كما يلي بعد عدة جوالت من المباحثات:
3
إسرائيل رفعت حصتها إلى 492مليون م 3ثم إلى 565مليون م
(وهو رقم يتعدى ما حددته إسرائيل لنفسها ضمن خطتها السباعية
آنذاك) .وجرى تخفيض حصة األردن بمعدل طردي مع الزيادة التي
417
منحت إلسرائيل ،مع العلم أن من نصيب األردن 15مليون م 3من
مياه الينابيع المالحة أصالً في طبريا .أي أن المشروع يعني تعويض
األردن عن مياه اليرموك الحلوة التي تذهب إلى إسرائيل بمياه مالحة
قادمة من طبريا.
-إن بحيرة طبريا وهي الخزان المقترح تقع كلها داخل إسرائيل مما
يعني أن تكون مياه اليرموك ومناطق األغوار بالكامل تحت
رحمة إسرائيل.
418
وبعد الجولة الثالثة في شباط 1955والجولة الرابعة في تشرين أول
1955انتهت جوالت جونستون المكوكية إلى فشل ذريع ،وإن كان
اإلسرائيليون وجونستون قد قدموا بعض التنازالت ،مثل السماح ببناء
سد على نهر اليرموك ،وجد جونستون في جولته الثانية في منتصف
عام 1954مشروعين بديلين إحداهما عربي واآلخر إسرائيلي.
ومن ناحية أخرى ،اعتبرت إسرائيل فشل مهمة جونستون مؤش اًر لها
الستئناف العمل من جانب واحد في ما يتعلق باستثمار مياه حوض
األردن.
419
فقد عدلت الخطة السباعية بخطة العشر سنوات التي تنتهي في عام
،1963وأدخلت عملية تحويل نهر األردن إلى النقب بشكل صريح في
الخطة (مع أن الخطة السباعية لم تشر صراحة على هذا التحويل) كما
دفعت إسرائيل كمية المياه المطلوب جرها من األردن من 540مليون
م 3إلى 700مليون م 3يسحب منها 500مليون م 3من طبريا ،بعد أن
كانت تلك الكمية سابقاً 340مليون م.3
أما الواليات المتحدة فقد أخذت تتعامل مع مياه المنطقة فيما بعد
حسب طروحات جونستون.
في نفس فترة تقديم إسرائيل لمشروع كوتن ،قدم مشروع عربي مضاد،
يستند إلى دراسة قدمتها مؤسستا بيكر وهار از وتم تشكيل لجنة فنية
عربية ،اعتمدت في عملها مبدأ استخدام المياه ضمن أحواضها
وحسب تدفقها الطبيعي بالجاذبية وليس بالضخ.
وبعد مجادالت عربية طويلة ،قررت اللجنة الفنية لجامعة الدول العربية
عام 1960بلورة المشروع المائي العربي على الشكل التالي.
420
-إكمال قناة الغور الشرقية بتحويل المياه إليها.
وبقي األمر كذلك حتى ثارت زوبعة التحويل اإلسرائيلي لنهر األردن،
فدعا الرئيس جمال عبد الناصر إلى عقد أو ل قمة عربية ( 17كانون
الثاني )1964خصصت لوضع خطة مضادة ومناقشة التحويل
اإلسرائيلي ،وقد قررت القمة العربية تحويل نهر األردن وتشكيل هيئة
عليا برئاسة رئيس هيئة األركان المصري أخذت تعقد اجتماعات
متالحقة في العواصم المعنية التخاذ ما يلزم من ترتيبات لحماية
المشروع ،لكن الحماس العربي للمشروع كانت تنقصه عوامل الجدية
والمسؤولية ،إضافة إلى العجز عن الرد على الهجمات اإلسرائيلية على
مواقع العمل أو حماية العاملين بها فقد ردت إسرائيل على عمليات
التحويل لنهر بانياس بعنف ورد السوريون بأن أطلقوا النار على
المعدات اإلسرائيلية على جبل دان واتسعت االشتباكات المسلحة بين
421
البلدين ،وضرب اإلسرائيليين معدات تحويل النفق السوري ،مما اضطر
السوريين إلى إنشاء نفق تحويل آخر يبعد عن األول 10كم ،ولكن
سالح الجو اإلسرائيلي ضرب المعدات في مواقع العمل السورية
والمعدات الهندسية السورية على بعد 12كم من طبريا في 14تموز
عام .1966
422
وبشكل مختصر ،فقد رفع كوتن تقديره لموارد الماء في المنطقة بحيث
بلغت 2345مليون م( 3بينما قدرتها بعثة جونستون بـ 1450مليون
م ،3واخرج المشروع إلى العلن مشروع تحويل نهر األردن وباتت
إسرائيل تتحدث عنه كأمر مفروغ منه ،بحيث تأخذ إسرائيل من مياه
األردن (حسب مشروع كوتن) 1920مليون م 3من المياه لري 2600
دونم ،أي ضعفي مجموع المساحات المطلوب ريها في الدول العربية
الثالث حيث وزع المشروع (العادل) مياه المنطقة كما يلي:
أي أن مشروع كوتن أصر على شمول نهر الليطاني – مع أنه ال
يجري داخل (إسرائيل) ضمن التسوية المائية المقترحة ،وأكثر من ذلك
فإن المشروع ينص بشكل محدد :على تحويل 400مليون م 3من
الليطاني إلى الحاصباني ،ثم تحويل 740مليون م 3من الحاصباني
والدان وبانياس وتخزينها في البطوف لري النقب ،مع تجفيف الحولة
وجر 100مليون م 3من مياه نهر يعتبر لبنانياً بالكامل.
423
وجهة نظر إسرائيلية في" :الماء :الحرب والسالم"
"إن أية مقترحات سالم يجب أن تأخذ بعين االعتبار أنه في ضوء
محاوالت الدول العربية لتحويل المياه في الماضي ،فإنه ال يتوقع
حكومة إسرائيلية أن تتخلى عن هذه السيطرة –على موارد المياه -في
المست قبل .ونفس الشيء ينطبق على الضفة الغربية ،مع أن الجانب
األمني هو الذي تتم مناقشته عادة عند بحث تخلي إسرائيل عن
السيطرة على موارده الضفة الغربية المائية أمر ال يقل حيوية عن ذلك
424
فيما يتعلق بتواصل الوجود اإلسرائيلي .حيث أن إسرائيل تسحب الكثير
من المياه من طبقة مياه الضفة الغربية أكثر مما تأخذ من نهر
األردن .وإدارة تسيطر عليها األمم المتحدة لكل المصادر المتوفرة غربي
نهر األردن ،إدارة من هذا النوع فقط يمكن أن تمنع هدر تلك الموارد.
ذلك الهدر الذي يؤدي إلى زحف مياه البحر إلى الداخل والتسبب في
أضرار ال يمكن إصالحها وكارثة لكل سكان هذه المنطقة .ولذلك فإن
إسرائيل حذرة في عدم السماح بأي عمل يمكن أن
425
األهم .فقد أعتبر رفائيل إيتان ،وزير الزراعة اإلسرائيلي األسبق أن هذا
الحوض يمثل جزءا أساسيا من أمن(إسرائيل) المائي .أما مردخاي
وزير الحرب األسبق فقد دعا لضمه وإلى األبد للدولة اليهودية.
وفي طولكرم سيلتهم الجدار 18بئرا ،ويمثل هذا العدد ما نسبته %79
من مجمل اآلبار المصادرة في المرحلة األولى .وقد فقدت هاتان
المنطقتان من جراء بناء الجدار حتى اآلن %50من أراضيها الزراعية
المروية .ولحقت األضرار مناطق :حبلة ،عزبة سليمان ،عزون،
جيوس ،فالميا ،فرعون ،الراس ،كفرصور ،دير الغصون ،باقة
الشرقية ،نزلة عيسى ،رمانة ،زيتا والتيل.
أما المرحلة الثانية من بناء الجدار فستؤدي إلى حجز أكثر من 400
فلسطيني بين الخط األخضر والجدار العازل ،وستأتي عمليات اإلنشاء
على %25من أراضي الضفة الغربية تضم %80من أراضيها الزراعية
426
وما نسبته %65من مصادر مياه الضفة الغربية التي ستصبح تحت
السيطرة اإلسرائيلية بالكامل(.)1
إضافة إلى مصادرة اآلبار تقوم السلطات اإلسرائيلية بتدمير آبار أخرى
تحت ذريعة أن وجودها يعيق عملية بناء الجدار أو أنها تقع في
منطقة الـ 100متر التي حددتها كمنطقة عازلة يمر الجدار بها.
وحتى أكتوبر من العام الماضي كانت أعمال بناء الجدار قد أتت على
شبكات توزيع المياه في 39قرية .وعند اكتمال بناء الجدار تكون
(إسرائيل) قد وضعت يدها على %95من مياه الحوض الغربي أي ما
يعادل 362م.3
وسيؤدي بناء الجدار إلى جرف آالف األشجار مما يتسبب بتغيير بيئي
واضح يتمثل أساساً في تغيير هيدرولوجي وتغيير في كمية ونوعية
المياه الجوفية والسطحية رغم قلتها .
وتسعى( إسرائيل) من وراء ذلك إلى خلق سياسة أمر واقع عن طريق
ضم الجدار ألهم المصادر المائية مما يزيد في تحكمها بها وضمان
عجز المزارعيين الفلسطينيين على ري أراضيهم الزراعية األمر الذي
يعطي (إسرائيل) الحق بمصادرتها وفق قانون األراضي اإلسرائيلي .من
جهة أخرى تهدف (إسرائيل) إلى تحويل الفلسطينيين الذين سيفقدون
1
).”Israel,s security wall” :Its Impact on Palestinian Oct.2003.
parliamentary Briefing ,CAABU, Communities.
427
أراضيهم الزراعية إلى أيد عاملة رخيصة للعمل في مؤسساتها أو
دفعهم إلى الهجرة ،مما سيخلي أمامها مساحات واسعة تستغلها إلقامة
مستوطنات جديدة واستيعاب مهاجرين جدد(.)1
). http://www.fm-m.com.
1
428
وعندما نتحدث عن ( )500مليون متر مكعب من المياه سنوياً فإن
ذلك يعني ما ال يقل عن مائتين وخمسين مليون دوال اًر سنوياً ،إن
بإمكان أي طالب فلسطيني أن يضع في ذهنه أن إسرائيل سلبت من
شعبه ما قيمته عشرة مليارات من الدوالرات على شكل مياه جوفية
فقط ،وال شك أن ذلك سيخلق مرارة لن تلغيها كل ابتسامات رجال
السياسية.
فإذا أضفنا إلى ذلك كميات المياه التي استغلتها القوات اإلسرائيلية
لمعسكراتها والمستوطنات اإلسرائيلية لمساعدتها في الضفة الغربية،
وضمن حسابات قد يضعها خبراء محايدون.
وأن تجهيز ملفات هذه المطالبات الفردية والجماعية بحيث تتحول إلى
430
قرار الجمعية العامة ( 1803د )17 -المؤرخ في 14كانون األول /
ديسمبر 1962والمعنون "السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية"
إن الجمعية العامة ،إذ تشير إلى قرارها ( 523د )6-المؤرخ في 12
كانون الثاني /يناير ،1952وقرارها ( 626د )7-المؤرخ في 21
كانون األول /ديسمبر .1952
ونظ اًر للفوائد التي يمكن جنيها من تبادل المعلومات التقنية والعلمية
الكفيلة بتعزيز إنماء تلك الموارد والثروات واالنتفاع بها ،وللدور الهام
المطلوب من األمم المتحدة والمنظمات الدولية األخرى القيام به في
هذا الصدد ،وإذ تعلق أهمية خاصة على مسألة تعزيز التنمية
االقتصادية للبلدان النامية وتأمين استقاللها االقتصادي ،وإذ تالحظ أن
إقامة وتعزيز سيادة الدول الدائمة على ثرواتها ومواردها الطبيعية
432
تعزز استقاللها االقتصادي ،وإذ ترغب في أن تمضي األمم المتحدة في
دراسة موضوع السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية بروح من التعاون
الدولي في ميدان التنمية االقتصادية للبلدان النامية ،تعلن ما يأتي:
.3تسري على رأس المال المستورد والكسب الناجم عنه ،في حالة
الترخيص به ،شروط هذا الترخيص وأحكام التشريع القومي الساري
والقانون الدولي ،ويراعي وجوباً تقسيم األرباح المتحققة بالنسب
المتفق عليها بحرية ،في كل حالة من الحاالت ،بين المستثمرين
والدولة المستفيدة ،مع االهتمام الحق بتأمين عدم اإلخالل ،ألي سبب
من األسباب بسيادة تلك الدولة على ثرواتها ومواردها الطبيعية.،
433
على المصالح الفردية أو الخاصة البحتة ،المحلية واألجنبية على
434
.7يعتبر انتهاك حقوق الشعوب واألمم في السيادة على ثرواتها
خاتمة واستنتاجات
ما الذي يمنع عودة الفلسطينيين إلى وطنهم وقراهم وبيوتهم التي ال
يزال كثير منها موجوداً حتى اآلن؟
إن للقضية الفلسطينية اسماً مرادفاً وهو تطبيق حكم القانون ولكن هل
يستطيع القانون أن يصلح ما أفسدت السياسة الدولية؟ في الحقيقة
إن هذا هو واجب القانون وواجب اآلليات الدولية التي وضعها العالم
لتطبيقه؟
إن التاريخ ،ذلك األستاذ الكبير الذي يكرر نفسه عندما يشعر أن
البشر لم يستوعبوا الدرس ،يعلمنا يومياً أن معطيات أي أمر واقع
مهما كانت قوته ليست قد اًر أزلياً ال مرد له ،بل إن الدول كالبشر تولد
وقد تفنى ،نجد ذلك في وجود إسرائيل في القرن العشرين ،مع أنها لم
تكن موجودة في القرن التاسع عشر ،ونجد ذلك في غياب االتحاد
السوفيتي ،في القرن الحادي والعشرين بعد أن كان شاغل الدنيا في
القرن العشرين ،ومتى وجدت أمريكا؟
436
ومن قال أنه كان يتخيل في سبعينات القرن العشرين أن تتحول جنوب
أفريقيا من دولة األقلية البيضاء إلى دولة تسود فيها الديمقراطية
وتسترد فيها األغلبية السوداء حقوقها؟
ليس هذا ما نقوله نحن وحدنا كطرف آخر ،بل يقول باحثون وكتاب
يهود بعبارات أشد تجريحاً إلسرائيل والستعالئها ولعنصريتها ،وحيث أنه
ال بد لتنظيم العالقات بين البشر من االنصياع لحكم القانون ،فإن
مهمة القانون فعالً أن يصلح ما أفسدت السياسة ،وأن يكون النظام
437
القضية وارتباطها باألديان السماوية الثالثية ،حيث كثي اًر ما نسمع
ونق أر من يقول إن األديان مسؤولة عن كثير من الحروب.
إن حل الدولتين –فلسطين وإسرائيل -ليس حالً قانونياً كما رأينا ،بل
إنه حل توفيقي ساوى بين معطيات األمر الواقع وبين القواعد القانونية
الراسخة ،وحاول التوفيق عبثاً بين عدم جواز احتالل األرض بالقوة
كمبدأ قانوني وأخالقي راسخ ،وبين ما أتاحه التفوق العسكري
اإلسرائيلي في فترة مؤقتة لن تدوم إلى األبد.
إن القدس ،تظل أرضاً محتلة تم اإلستيالء عليها بالقوة ،في انتهاك
لقرار دولي بجعلها كياناً دولياً ،وبالتالي ،فإن كل اإلجراءات التي بنيت
على أساس السيطرة العسكرية اإلسرائيلية على القدس ال يمكن أن
تكون مسوغة قانوناً.
ومن هنا تأتي أهمية وشرعية الحل القائم على إقامة ثالث دول لكل
منها سيادة مختلفة ،ففلسطين يجب أن تكون تحت السيادة
الفلسطينية ،وإسرائيل تحت السيادة اإلسرائيلية ،والقدس تحت السيادة
الدولية ،وبحسب الحدود التي وضعها قرار التقسيم ،181بحيث يكون
لها مجلس حكم يتم ترسيخه دولياً من خالل منظمة األمم المتحدة أو
لجنة خاصة بها ،ويتم انتخابه محلياً ،بعد تغيير شروط المواطنة في
القدس بما يتناسب ووضعها الدولي ،بحيث ال يكون هناك إزدواجية في
الجنسية بين فلسطين وإسرائيل والقدس ،فالمواطن اإلسرائيلي الذي
438
يريد البقاء في القدس يصبح مواطناً مقدسياً وكذا الفلسطيني ،وال يحق
لمواطني القدس الحصول على جنسية أي من الدولتين .وطبيعي أن
يكون لمدينة القدس قوة األمن والدفاع الخاص بها ،كإقليم ذي سيادة
ينظم أمنه داخلياً ،وتشرف قوات األمم المتحدة على حدوده ومعابره من
دون سيطرة ال من دولة فلسطين وال من إسرائيل على حرية الحركة
والتنقل .وبحيث يتم وضع معايير الوصول إلى األماكن المقدسة
بحسب معايير دولية ،وليس وفق رغبة أو مزاج هذا الضابط اإلسرائيلي
أو ذاك ،ألن ربط الوصول إلى مناطق العبادة برغبة قائد إسرائيلي فيه
مساس بالمشاعر الدينية لمليار مسلم ،وال يمكن أن يستمر التغاضي
عنه إلى ما ال نهاية .وفي الواقع ،فإن إسرائيل فشلت في ضمان األمن
في القدس سواء عندما يتعلق األمر باألماكن المقدسة اإلسالمية ،أو
حتى بالنسبة إلى مواطنيها هي.
ومن الممكن جداً توفير موازنة لدولة القدس من خالل مساهمات دول
أما دولة فلسطين ،فإنها يجب أن تقام فو اًر بحسب منطوق الق اررات
الدولية ،ومع سحب المستوطنات اليهودية ،أو تخيير سكانها بين
االنتقال إلى إسرائيل أو أن يصبحوا مواطنين فلسطينيين ،فال بد من أن
تتحمل إسرائيل تكاليف إخالء المستوطنات ،وأن تعوض الفلسطينيين
439
شعباً وأفراداً عن حقوقهم مقابل أراضيهم واستغاللها ،وكذلك مياههم
الجوفية والسطحية ،إذ ال يعقل في أي قانون –وضمن أي حل
قانوني -أن تكتفي دولة فلسطين بإجالء المستوطنات هكذا من دون
أن يدفعوا ما أنتجت األرض لهم وما استغلوه من مصادرها ومياهها
ألن فتح ملفات األ راضي التي أقيمت عليها المستوطنات سيكشف أن
هناك ممتلكات فردية من األ راضي قد تمت مصادرتها لصالح
االستيطان ،وتقضي دواعي اإلنصاف بتعويض أصحابها عن فترة
حرمانهم منها عند إعادتها إليهم.
وكما رأينا ،فإن الفلسطينيين بحاجة إلى إجراء مصالحة –ليس بينهم
وبين إسرائيل وال بين جماعاتهم السياسية التي ال تكاد تتفق حتى
تختلف من جديد –وإنما بين ما هو سياسي وما هو قانوني أوالً.
وسواء قامت دولة فلسطين أم لم تقم ألي سبب ،فإن الفلسطينيين ال
يزالون بعيدين عن السالم ،إنهم في حالة حرب غير متكافئة تشكل
نزاعاً مسلحاً ذا طابع دولي ،وبالتالي ،فإن المدنيين واألسرى منهم
على وجه الخصوص بحاجة إلى دولة حامية ،أكثر من حاجتهم إلى
مفاوضات سياسية ،إن من المفهوم ،أن األسرى يجب أن يعادوا إلى
أوطانهم فور انتهاء األعمال العدائية ،وكان يجب أن يتم ذلك منذ
التوصل إلى اتفاق أوسلو ،وفي كل األحوال ،فإن حقوق األسرى ،في
قاض ليس
ٍ عدم جواز نقلهم إلى خارج بلدانهم ،وفي محاكمتهم أمام
440
قاضيهم الطبيعي ،وفي الزيارات وفي الرسائل ،وفي الحبس اإلنفرادي
فترات طويلة ،وفي وحشية وسائل التحقيق ،حيث يمارس التعذيب من
أجل التعذيب وليس من أجل الحصول على معلومات ،وفي قتل األسرى
بعد السيطرة عليهم وكل هذه قضايا يجب أن ترفع أمام محاكم جنائية
و/أو مدنية في المحاكم الدولية واإلقليمية المختصة ،كذا الحال في
عمليات الطرد واإلبعاد وما نجم عنها من حرمان الفلسطينيين من
حقوقهم ،وكما رأينا ،فإن كل جانب من جوانب الصراع يحتاج آالف
القضايا ،ألن كل الفلسطينيين أصبحوا ضحايا بشكل أو بآخر.
441
قاعدة تمثيل الفصائل وليس التجمعات الفلسطينية ،وبما أنه توجد
فصائل فاعلة خارج إطار أطر منظمة التحرير الفلسطينية ،ولغير ذلك
من دواع ،يمكن القول إن الفلسطينيين في الخارج لم يتم لهم حتى
اللحظة فرصة تمثيل حقيقي ،وحتى لو اختار بعض هؤالء البقاء خارج
فلسطين أو الحفاظ على جنسياتهم غير الفلسطينية ،فإن ذلك ال ينفي
وجود حقوق فردية لهم في فلسطين.
ويتطلب ذلك تفعيالً حقيقياً لدور نشطاء المجتمع المدني للعمل بشكل
متناسق معاً لخدمة الحقوق الفلسطينية ككل ،فمعركة الحقوق هي
معركة جمعية للقيادة أهميتها فيها من حيث التنسيق والتنظيم ولكن
ليس كقدرات فردية خارقة للعادة.
وفي هذا الصدد ،فإن أية قيادة سياسية فلسطينية يمكنها أن تلقي
المزيد من المهام على شعبها بعد أن تمده بالذخيرة القانونية الالزمة
له للمطالبة بحقوقه ،مع بذل أقصى درجات الحرص على عدم
التفاوض على الحقوق الفردية التي ال يمكن بحال أن تحل على طاولة
مفاوضات سياسية حتى في ظل وجود تعادل في موازين القوى،
فالحقوق الفردية ال تسوى إال تحت مظلة حكم القانون وأمام قضاء
عادل ونزيه.
إن أي زعيم فلسطيني يحسن صنعاً ،إذا تمسك باالحتجاج بأن شعبه
يدعي أن له حقوقاً ،وأن مهمته تتلخص في أن يؤمن لهؤالء األفراد
442
سبل التقاضي أمام هيئة قضائية مستقلة ومحايدة كي تنظر في
دعاوى هذا الشعب .وال بد من ذلك في مواجهة التصلب اإلسرائيلي
المستمر والمتمثل في مطالبة النخبة الفلسطينية كي تتنازل عن أشياء
وعن موجودات ليست لها أصالً.
443
إن الجمعية العامة،
إذ تذكر أن شعوب العالم قد أعلنت في ميثاق األمم المتحدة عن
عقدها العزم على أن تؤكد من جديد إيمانها بحقوق اإلنسان
األساسية ،وبكرامة اإلنسان وقدره ،وبتساوي حقوق الرجال والنساء
وحقوق األمم كبيرة وصغيرة ،وعلى أن تعزز التقدم االجتماعي وتحسين
مستويات الحياة في جو من الحرية أفسح،
وإذ تدرك ضرورة إيجاد ظروف تتيح االستقرار والرفاه وإقامة عالقات
سلمية وودية على أساس احترام مبادئ تساوي جميع الشعوب في
الحقوق وحقها في تقرير مصيرها ،واالحترام والمراعاة العامين لحقوق
اإلنسان والحريات األساسية للناس جميعا دون تمييز بسبب العرق أو
الجنس أو اللغة أو الدين،
وإذ تدرك التوق الشديد إلي الحرية لدي كافة الشعوب التابعة ،والدور
الحاسم الذي تقوم به هذه الشعوب لنيل استقاللها،
ولما كانت على بينة من تفاقم المنازعات الناجمة عن إنكار الحرية
على تلك الشعوب أو إقامة العقبات في طريقها مما يشكل تهديداً
خطي اًر للسلم العالمي،
وإذ تأخذ بعين االعتبار ما لألمم المتحدة من دور هام في مساعدة
الحركة الهادفة إلي االستقالل في األقاليم المشمولة بالوصاية واألقاليم
غير المتمتعة بالحكم الذاتي،
وإذ تدرك أن شعوب العالم تحدوها رغبة قوية في إنهاء االستعمار
بجميع مظاهره،
444
وإذ تري عن اقتناع أن استمرار قيام االستعمار يعيق إنماء التعاون
االقتصادي الدولي ،ويحول دون اإلنماء االجتماعي والثقافي
واالقتصادي للشعوب التابعة ،ويناقض مثل السالم العالمي الذي تطمح
إليه األمم المتحدة،
وإذ تؤكد أن للشعوب ،تحقيقاً لغاياتها الخاصة ،التصرف بحرية في
ثرواتها ومواردها الطبيعية دون اإلخالل بأية التزامات ناشئة عن
التعاون االقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة ،وعن
القانون الدولي،
وإذ تعتقد أنه ال يمكن مقاومة عملية التحرر وقلبها ،وأنه يتحتم،
اجتناباً ألزمات خطيرة ،وضع حد لالستعمار ولجميع أساليب الفصل
والتمييز المقترنة به،
وإذ ترحب بنيل عدد كبير من األقاليم التابعة الحرية واالستقالل في
السنوات األخيرة ،وتدرك االتجاهات المتزايدة القوة نحو الحرية في
األقاليم التي لم تنل بعد استقاللها،
وإذ تؤمن بأن لجميع الشعوب حقاً ثابتاً في الحرية التامة وفي ممارسة
سيادتها وفي سالمة ترابها الوطني،
وتعلن رسمياً ضرورة القيام ،سريعاً ودون أية شرط ،بوضع حد
لالستعمار بجميع صوره ومظاهره ،ولهذا الغرض،
تعلن ما يلي:
.1إن إخضاع الشعوب الستعباد األجنبي وسيطرته واستغالله يشكل
إنكا ار لحقوق اإلنسان األساسية ،ويناقض ميثاق األمم المتحدة ،ويعيق
445
قضية السلم والتعاون العالميين،
.2لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها ،ولها بمقتضى هذا الحق
أن تحدد بحرية مركزها السياسي وتسعي بحرية إلي تحقيق إنمائها
االقتصادي واالجتماعي والثقافي،
.3ال يجوز أبدا أن يتخذ نقص االستعداد في الميدان السياسي أو
االقتصادي أو االجتماعي أو التعليمي ذريعة لتأخير االستقالل،
.4يوضع حد لجميع أنواع األعمال المسلحة أو التدابير القمعية،
الموجهة ضد الشعوب التابعة ،لتمكينها من الممارسة الحرة والسلمية
لحقها في االستقالل التام ،وتحترم سالمة ترابها الوطني،
.5يصار فو اًر إلي اتخاذ التدابير الالزمة ،في األقاليم المشمولة
بالوصاية أو األقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي ،أو جميع األقاليم
األخرى التي لم تنل بعد استقاللها ،لنقل جميع السلطات إلي شعوب
تلك األقاليم ،دون أية شروط أو تحفظات ،ووفقاً إلرادتها ورغبتها
المعرب عنهما بحرية ،دون تمييز بسبب العرق أو المعتقد أو اللون،
لتمكينها من التمتع باالستقالل والحرية والتأمين،
.6كل محاولة تستهدف التقويض الجزئي أو الكلي للوحدة القومية
والسالمة اإلقليمية لبلد ما تكون متنافية ومقاصد ميثاق األمم المتحدة
ومبادئه،
.7تلتزم جميع الدول بأمانة ودقة أحكام ميثاق األمم المتحدة،
واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وهذا اإلعالن على أساس المساواة
وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول ،واحترام حقوق
السيادة والسالمة اإلقليمية لجميع الشعوب.
446
ثانياً :قرار رقم ( 3236الدورة )29بتاريخ 22تشرين الثاني (نوفمبر)
1974
إقرار حقوق الشعب الفلسطيني
إن الجمعية العامة وقد نظرت في قضية فلسطين ،وقد استمعت إلى
بيان منظمة التحرير الفلسطينية ،ممثلة شعب فلسطين .333 ،وقد
استمعت أيضاً إلى بيانات أخرى ألقيت خالل المناقشة ،وإذ يقلقها
عميق القلق أنه لم يتم ،حتى اآلن ،التوصل إلى حل عادل لمشكلة
447
فلسطين ،وإذ تعترف بأن مشكلة فلسطين ال تزال تعرض السلم واألمن
الدوليين للخطر ،واعترافاً منها بأن للشعب الفلسطيني الحق في تقرير
المصير وفقاً لميثاق األمم المتحدة ،وإذ تعرب عن بالغ قلقها لكون
الشعب الفلسطيني قد منع من التمتع بحقوقه ،غير القابلة للتصرف،
ال سيما حقه في تقرير مصيره ،وإذ تسترشد بمقاصد الميثاق ومبادئه،
وإذ تشير إلى ق ارراتها المتصلة بالموضوع ،والتي تؤكد حق الشعب
الفلسطيني في تقرير مصيره،
.1تؤكد من جديد حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين ،غير القابلة
للتصرف ،وخصوصاًَ:
أ_ الحق في تقرير مصيره دون تدخل خارجي،
ب_الحق في استقالل والسيادة الوطنيين.
.2وتؤكد من جديد أيضا حق الفلسطينيين ،غير القابلة للتصرف ،في
العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها واقتلعوا منها ،وتطالب
بإعادتهم.
.3وتشدد على أن االحترام الكلي لحقوق الشعب الفلسطيني هذه ،غير
القابلة للتصرف ،وإحقاق هذه الحقوق ،أمران ال غنى عنهما لحل
قضية فلسطين.
.4وتعترف بأن الشعب الفلسطيني طرف رئيسي في إقامة سلم عادل
ودائم في الشرق األوسط.
.5وتعترف كذلك بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه بكل
الوسائل وفقاً لمقاصد ميثاق األم المتحدة ومبادئه.
448
.6وتناشد جميع الدول والمنظمات الدولية أن تمد بدعمها الشعب
الفلسطيني في كفاحه استرداد حقوقه ،وفقاً للميثاق.
.7وتطلب إلى األمين العام أن يقيم اتصاالت مع منظمة التحرير
الفلسطينية في كل الشؤون المتعلقة بقضية فلسطين.
.8وتطلب إلى األمين العام أن يقدم إلى الجمعية العامة ،في دورتها
الثالثين ،تقري اًر عن تنفيذ هذا القرار.
.9وتقرر أن يدرج البند المعنون "قضية فلسطين" في جدول األعمال
المؤقت لدورتها الثالثين.
إن الجمعية العامة إذ توكد أهمية التحقيق العالمي لحق الشعوب في
تقرير المصير ,واإلسراع في منح االستقالل للشعوب والبالد المستعمرة
من أجل الضمان الفعال لحقوق اإلنسان والتقيد بها ،وإذ تعرب عن
449
قلقها من أن كثي اًر من الشعوب ال يزال محروماً حق تقرير المصير وال
يزال خاضعاً للسيطرة واالستعمارية واألجنبية .
وإذ تأسف ألن اإللتزامات الملقاة على الدول بموجب ميثاق األمم
المتحدة ,وكذلك الق اررات الصادرة عن أجهزة األمم المتحدة لم تكن
كافية لتحقيق االحترام لحق الشعوب في تقرير المصير في جميع
الحاالت،
وإذ تذكر قرار رقم 2588بـ ( الدورة )24الصادر في 15كانون الثاني
(ديسمبر) ،1969والقرار رقم 8الذي اتخذه المؤتمر العالمي لحقوق
اإلنسان في طهران سنة ،1968وإذ تذكر ق ارراها رقم ( 1514الدورة
)15الصادر في 14كانون األول (ديسمبر) 1960والمتضمن إعالن
منح االستقالل للبالد وللشعوب المستعمرة،
.1تؤكد شرعية نضال الشعوب الخاضعة للسيطرة االستعمارية
واألجنبية ،والمعترف بحقها في تقرير المصير ،لكي تستعيد ذلك الحق
بأية وسيلة في متناولها.
.2تعترف للشعوب الخاضعة للسيطرة االستعمارية واألجنبية ،في
ممارساتها الشرعية لحقها في تقرير المصير ،بالبحث عن جميع أنواع
المعونة المعنوية والمادية وتلقيها ،بموجب ق اررات األمم المتحدة وروح
ميثاق األمم المتحدة.
.3تدعو جميع الحكومات التي تنكر حق تقرير على الشعوب الخاضعة
للسيطرة االستعمارية واألجنبية ،إلى االعتراف بذلك الحق واحترامه وفقاً
وروحه. المتحدة األمم ميثاق ومبادئ الدولية للمواثيق
.4تعتبر أن االستيالء على األ راضي واالحتفاظ بها خالفاً لحق شعب
450
تلك األراضي في تقرير المصير ،ال يمكن قبوله ،ويشكل خرقاً فاحشاً
للميثاق.
.5تدين تلك الحكومات التي تنكر حق تقرير المصير على الشعوب
المعترف لها بذلك الحق وخصوصاً شعوب أفريقيا وفلسطين.
.6تطلب من لجنة حقوق اإل نسان أن تبحث ،في دورتها السابعة
والعشرين ،في تنفيذ ق اررات األمم المتحدة المتعلقة بحق الشعوب
الخاضعة للسيطرة االستعمارية واألجنبية في تقرير المصير ،وأن ترفع
استنتاجاتها وتوصياتها إلى الجمعية العامة عن طريق المجلس
االقتصادي واالجتماعي في أقرب وقت ممكن.
451
)17الصادر في 14كانون األول (ديسمبر) ،1962ورقم 1904
(الدورة )18الصادر في 20تشرين الثاني (نوفمبر) ،1963ورقم
( 22000الدورة )21في 16كانون الثاني (ديسمبر) ،1966ورقم
2535ب (الدورة )24الصادر في 10كانون األول (ديسمبر) ،1969
ورقم ( 2649الدورة )25الصادر في 24تشرين األول (أكتوبر)
،1970ورقم ( 2649الدورة )25الصادر في 30تشرين الثاني
(نوفمبر) ،1970ورقم 2672ج ( الدورة )25الصادر في 8كانون
األول (ديسمبر) ،1970والقرار رقم 8الذي اتخذه مؤتمر حقوق
،1968 سنة طهران في عقد الذي الدولي اإل نسان
وإذ تعيد بجد تأكيد أن إخضاع الشعوب لالستعباد والتسلط األجنبيين
ولالستغالل االستعماري ،انتهاك لمبدأ تقرير المصير وإنكار لحقوق
اإلنسان األساسية ومخالف لميثاق األمم المتحدة ،وإذ يقلقها أن شعوباً
كثيرة ال تزال محرومة حق تقرير المصير ،وتعيش في ظل أحوال
االستعمار والتسلط األجنبيين،
وإذ تعرب عن قلقها من أن بعض الدول وخصوصاً البرتغال ،يشن
بتأييد من حلفاءه في منظمة حلف األطلسي ،الحرب على حركة
التحرر الوطني في المستعمرات وعلى بعض الدول المستقلة في
أفريقيا وآسيا والدول النامية،
وإذ تؤكد أن االستعمار في كل صوره ومظاهره ،ومن ضمنها طرق
االستعمار الجديد ،يكون عدواناً جسيماً على حقوق الشعوب وعلى
حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ،وقد اقتنعت بأن تطبيق مبدأ تقرير
الشعوب لمصيرها ذو أهمية عظمى لتعزيز عالقة الصداقة بين البالد
452
والشعوب ،ولضمان حقوق اإلنسان والمحافظة على السالم في العالم،
وإذ تؤكد أن مستقبل زمبابوي ال يمكن التفاوض في شانه مع عهد
غير شرعي وأن التسوية يجب أن تقوم على أساس "ال استقالل قبل
حكم األغلبية"،
وإذ تعود فتؤكد حقوق جميع الشعوب غير القابلة للتصرف ،خصوصاً
شعوب زمبابوي ،ناميبيا ،أنغوال ،موزامبيق ،غينيا ،بيساو ،والشعب
الفلسطيني ،في الحرية والمساواة وتقرير المصير ،وشرعية نضالها من
أجل استرداد الحقوق.
454
اإلنسان، بحقوق
وإذ تالحظ الحاجة الماسة ،وفقاً لبنود ميثاق األمم المتحدة ،إلى توفير
أقصى معونة مادية وإنسانية ومعنوية لشعوب المناطق المحررة،
والمناطق المستعمرة ،وكذلك المناطق الخاضعة لألجانب،
.1تعيد تأكيد حق جميع الشعوب ،وخصوصاً تلك التي ذكرت في قرار
الجمعية العامة رقم ( 2787الدورة ،)26في تقرير المصير والحرية
واالستقالل ،وكذلك شرعية نضالها في سبيل التحرر من االستعمار
والسيطرة األجنبية والخضوع لألجانب ،بكل الوسائل المتوفرة وفقاً
لميثاق األم المتحدة وق ارراتها.
.2تدين بقوة كل تلك الحكومات ،خصوصاً حكومتي البرتغال وجنوب
أفريقيا ،التي تصر على رفض تنفيذ قرار الجمعية العامة رقما 1514
(الدورة )15والق اررات األخرى المتعلقة بهذا الموضوع.
.3تدين بقوة سياسات الدول أعضاء حلف األطلسي والدول األخرى
التي تساعد البرتغال وأنظمة التمييز العنصري األخرى في أفريقيا
وسواها ،الخاصة بكبت مطامح الشعوب إلى حقوق اإلنسان والتمتع
بها.
.4تقرر دراسة طرق ووسائل معينة لتقديم أقصى معونة إنسانية
ومادية إلى شعوب المناطق المحررة والمناطق المستعمرة والخاضعة
لألجانب.
.5تطب من األمين العام تقديم تقرير إلى الجمعية العامة ،في دورتها
الثامنة والعشرين ،يعين فيه مجال وطبيعة المعونة المتوفرة للبالد
والشعوب المستعمرة ،وكذلك للمناطق المحررة ،من أموال التبرع
455
الموجودة الخاصة بذلك ،وأنواع المعونة األخرى التي تقدمها أجهزة
األمم المتحدة ذات العالقة ،والوكاالت المختصة ووكالة الطاقة الذرية
الدولية ،والمنظمات اإلقليمية الحكومية ،والمنظمات المختصة غير
الحكومية ،وذلك بعد التشاور مع لجنة المجلس بشأن المنظمات غير
الحكومية ،كي تساعد على دراسة المناطق وطرق ووسائل تقوية
المعونة اإلنسانية والمادية ،على أن يهتم بالحاجة إلى التنسيق.
.6تدعو المنظمات المتقدمة الذكر إلى التعاون مع األمين العام على
تنفيذ الفقرة 5من هذا القرار.
456
اإليمان بكرامة اإلنسان وقيمته ،وإذ تذكر القرار رقم ( 2444الدورة )23
في 19كانون األول (ديسمبر) ،1968الذي اعترفت فيه الجمعية
العامة ،إلى جانب أمور أخرى ،بالحاجة إلى تطبيق المبادئ اإلنسانية
األساسية على جميع النزاعات المسلحة.
وإذ تقر عالوة على ذلك أهمية احترام اتفاقيات الهاي لسنة 1907
وبروتوكول جنيف لسنة ،1925واتفاقيات جنيف لسنة ،1949ومقاييس
أخرى معترف بها كلياً في القانون الدولي المعاصر من أجل حماية
حقوق اإلنسان في النزاعات المسلحة ،وإذ تؤكد من جديد أن استمرار
االستعما ر في جميع أشكاله ومظاهره ،كما ورد في قرار الجمعية العامة
رقم ( 2621الدورة )25في 12تشرين األول (أكتوبر) ،1970هو
جريمة ،وأن للشعوب المستعمرة حقا طبيعياً في النضال بكل الوسائل
التي تصرفها ضد الدول االستعمارية والسيطرة األجنبية ،ممارسة بذلك
حقها في تقرير المصير الذي اعترف به ميثاق األمم المتحدة وإعالن
مبادئ القانون الدولي بشأن العالقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً
لميثاق األمم المتحدة،
وإذ تشدد على أن سياسة التمييز واالضطهاد العنصريين قد أدانتها
البالد والشعوب جميعاً ،وأن إتباع مثل هذه السياسة قد اعتبر جريمة
دولية ،وإذ تؤكد من جديد إعالنات الجمعية العامة في قراريها رقم
( 2548الدورة )24في 11كانون األول (ديسمبر) ،1969ورقم 2708
(الدورة )25في 14كانون األول (ديسمبر) ،1971أن عادة استخدام
الجنود المرتزقة ضد حركات التحرر القومي في المناطق المستعمرة
تشكل عمالً إجرامياً .
457
وإذ تذكر النداءات المتعددة التي وجهتها الجمعية العامة إلى الدول
االستعمارية ،وإلى أولئك الذين يحتلون مناطق أجنبية ،وكذلك إلى
األنظمة العنصرية ،والتي وردت ،مع أمور أخرى ،في ق ارراتها رقم
( 2383الدورة )23في 7تشرين الثاني (نوفمبر) 1968ورقم 2508
(الدورة )24في 21تشرين الثاني (نوفمبر) ،1969ورقم 2547
(الدورة )24في 11كانون األول (ديسمبر) ،1969ورقم 2652
(الدورة )25في 3كانون األول (ديسمبر ،1975 ،ورقم ( 2678الدورة
)25في 9كانون األول (ديسمبر) ،1975ورقم( 2707الدورة )25في
14كانون األول (ديسمبر) ،1970ورقم ( 2795الدورة )26في 2796
(الدورة )26في 10كانون األول (ديسمبر) ،1971ورقم ( 2871الدورة
)26في 2 0كانون األول (ديسمبر) ،1971لتضمن أن تطبق على
المحاربين في سبيل الحرية وتقرير المصير بنود اتفاقية جنيف المتعلقة
بمعاملة أسرى الحرب تاريخ 12آب (أغسطس) ،1949واتفاقية جنيف
المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب تاريخ 12آب (أغسطس)
.1949
وإذ يقلقها بشدة أنه ،على الرغم من نداءات الجمعية العامة المتعددة،
لم يضمن بعد اإلذعان لالتفاقيتين المذكورتين ،وإذ تالحظ أن معاملة
المحاربين الذين يناضلون ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية ،واألنظمة
إنسانية. غير تزال ال أسرى يقعون والذين العنصرية،
وإذ تذكر قراريها رقم ( 2674الدورة )25في 9كانون األول (ديسمبر)
،1975ورقم ( 2852الدورة )26في 20كانون األول (ديسمبر)
،1971اللذين أشا ار إلى الحاجة إلى توسيع المستندات والمقاييس
458
اإلضافية التي تهدف ،إلى جانب أمور أخرى ،إلى زيادة حماية
األشخاص الذين يناضلون في سبيل الحرية ضد السيطرة االستعمارية
واألجنبية واألنظمة العنصرية.
تعلن رسمياً المبادئ األساسية التالية للوضع القانوني الخاص
بالمحاربين الذين يناضلون ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية واألنظمة
العنصرية ،دون اإلخالل في توسيعها في المستقبل ضمن إطار تطور
القانون الدولي الذي ينطبق على حماية حقوق اإلنسان في النزاع
المسلح:
.1إن نضال الشعوب الواقعة تحت السيطرة االستعمارية واألجنبية
واألنظمة العنصرية في سبيل تحقيق حقها في تقرير المصير
واالستقالل ،هو نضال شرعي ،ويتفق تماماً مع مبادئ القانون الدولي،
.2إن أي محاولة لقمع الكفاح ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية
واألنظمة العنصرية هي مخالفة لميثاق األمم المتحدة ،وإلعالن مبادئ
القانون الدولي الخاصة بالعالقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً
لميثاق األمم المتحدة ،ولإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،وإلعالن منح
البالد والشعوب المستعمرة استقاللها ،وتشكل خط اًر على السالم واألمن
الدوليين،
.3إن النزاعات المسلحة التي تنطوي على نضال الشعوب ضد السيطرة
االستعمارية واألجنبية واألنظمة العنصرية ،يجب النظر إليها باعتبارها
نزاعات دولية مسلحة بالمعنى الوارد في اتفاقية جنيف لسنة 1949
والوضع القانوني المعد لتطبيقه على المحاربين في اتفاقية جنيف
( )1949وفي المستندات الدولية األخرى التي تنطبق على األشخاص
459
الملتزمين في نضال مسلح ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية واألنظمة
العنصرية،
.4إن المحاربين المناضلين ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية
واألنظمة العنصرية ،الذين وقعوا في األسر ،يجب أن يمنحوا وضع
أسرى الحرب ،وأن يعاملوا وفق أحكام اتفاقية جنيف الخاصة
بمعاملة أسرى الحرب تاريخ 12آب (أغسطس) . 1949
.5إن استخدام األنظمة العنصرية واالستعمارية للجنود المرتزقة ضد
حركات التحرير القومي التي تناضل في سبيل حريتها واستقاللها من
نير السيطرة االستعمارية واألجنبية ،يعتبر عمالً إجراميا ،ولذلك يجب
معاقبة الجنود المرتزقة كمجرمين،
.6إن انتهاك الوضع القانوني الخاص بالمحاربين المناضلين ضد
السيطرة االستعمارية واألجنبية واألنظمة العنصرية في أثناء النزاع
المسلح ينتج تحمل المسؤولية التامة وفقاً لمبادئ القانون الدولي.
460
المادة2:
فلسطين بحدودها التي كانت قائمة في عهد االنتداب البريطاني وحدة
إقليمية ال تتج أز.
المادة3:
الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الشرعي في وطنه ويقرر
مصيره بعد أن يتم تحرير وطنه وفق مشيئته وبمحض إرادته واختياره.
المادة4:
الشخصية الفلسطينية صفة أصيلة الزمة ال تزول وهي تنتقل من
اآلباء إلى األبناء وان االحتالل الصهيوني وتشتيت الشعب العربي
الفلسطيني نتيجة النكبات التي حلت به ال يفقدانه شخصيته وانتمائه
الفلسطيني وال ينفيانها.
المادة5:
الفلسطينيون هم المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في
فلسطين حتى عام 1947سواء من اخرج منها أو بقي فيها ،وكل من
ولد ألب عربي فلسطيني بعد هذا التاريخ داخل فلسطين أو خارجها هو
فلسطيني.
المادة6:
اليهود الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في فلسطين حتى بدء الغزو
الصهيوني لها يعتبرون فلسطينيين.
المادة7:
االنتماء الفلسطيني واالرتباط المادي والروحي والتاريخي بفلسطين
461
حقائق ثابتة ،وان تنشئة الفرد الفلسطيني تنشئة عربية ثورية واتخاذ
كافة وسائل التوعية والتثقيف لتعريف الفلسطيني بوطنه تعريفاً روحياً
ومادياً عميقاً وتأهيله للنضال والكفاح المسلح والتضحية بماله وحياته
السترداد وطنه حتى التحرير واجب قومي.
المادة8:
المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هي مرحلة الكفاح الوطني
لتحرير فلسطين ولذلك فإن التناقضات بين القوى الوطنية هي من نوع
التناقضات الثانوية التي يجب أن تتوقف لصالح التناقض األساسي
فيما بين الصهيونية واالستعمار من جهة وبين الشعب العربي
الفلسطيني من جهة ثانية ،وعلى هذا األساس فإن الجماهير
الفلسطينية سواء من كان منها في ارض الوطن أو في المهاجر تشكل
منظمات وأفرادا جبهة وطنية واحدة تعمل السترداد فلسطين وتحريرها
بالكفاح المسلح.
المادة9:
الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وهو بذلك
إستراتيجية وليس تكتيكاً ويؤكد الشعب العربي الفلسطيني تصميمه
المطلق وعزمه الثابت على متابعة الكفاح المسلح والسير قدماً نحو
الثورة الشعبية المسلحة لتحرير وطنه والعودة إليه وعن حقه في
الحياة الطبيعية فيه وممارسة حق تقرير مصيره فيه والسيادة عليه.
المادة10:
العمل الفدائي يشكل نواة حرب التحرير الشعبية الفلسطينية وهذا
462
يقتضي تصعيده وشموله وحمايته وتعبئة كافة الطاقات الجماهيرية
والعلمية الفلسطينية وتنظيمها وإشراكها في الثورة الفلسطينية المسلحة
وتحقيق التالحم النضالي الوطني بين مختلف فئات الشعب الفلسطيني
وبينها وبين الجماهير العربية ضماناً الستمرار الثورة وتصاعدها
وانتصارها.
المادة11:
يكون للفلسطينيين ثالثة شعارات :الوحدة الوطنية ،والتعبئة القومية،
والتحرير.
المادة12:
الشعب العربي الفلسطيني يؤمن بالوحدة العربية ولكي يؤدي دوره في
تحقيقها يجب عليه في هذه المرحلة من كفاحه الوطني أن يحافظ على
شخصيته الفلسطينية ومقوماتها ،وان ينمي الوعي بوجودها وان
يناهض أيا من المشروعات التي من شأنها إذابتها أو إضعافها.
المادة13:
الوحدة العربية وتحرير فلسطين هدفان متكامالن يهيئ الواحد منهما
تحقيق اآلخر ،فالوحدة العربية تؤدي إلى تحرير فلسطين وتحرير
فلسطين يؤدي إلى الوحدة العربية والعمل لهما يسير جنباً إلى جنب.
المادة14:
مصير األمة العربية ،بل الوجود العربي بذاته رهن بمصير القضية
الفلسطينية ومن الترابط ينطلق سعي األمة العربية وجهدها لتحرير
فلسطين ويقوم شعب فلسطين بدوره الطليعي لتحقيق هذا الهدف
463
القومي المقدس.
المادة15:
تحرير فلسطين من ناحية عربية هو واجب قومي لرد الغزوة
الصهيونية واإلمبريالية عن الوطن العربي الكبير ولتصفية الوجود
الصهيوني في فلسطين ،تقع مسؤولياته كاملة على األمة العربية
شعوباً وحكومات وفي طليعتها الشعب العربي الفلسطيني ،ومن اجل
ذلك فإن على األمة العربية أن تعبئ جميع طاقاتها العسكرية والبشرية
والمادية والروحية للمساهمة مساهمة فعالة مع الشعب الفلسطيني في
تحرير فلسطين ،وعليها بصورة خاصة في مرحلة الثورة الفلسطينية
المسلحة القائمة اآلن أن تبذل وتقدم للشعب الفلسطيني كل العون وكل
التأييد المادي والبشري وتوفر له كل الوسائل والفرص الكفيلة بتمكينه
من االستمرار للقيام بدوره الطليعي في متابعة ثورته المسلحة حتى
تحرير وطنه.
المادة16:
تحرير فلسطين ،من ناحية روحية ،يهيئ للبالد المقدسة جوا من
الطمأنينة والسكينة تصان في ظالله جميع المقدسات الدينية وتكفل
حرية العبادة والزيارة للجميع من غير تفريق وال تمييز سواء على
أساس العنصر أو اللون أو اللغة أو الدين ،ومن اجل ذلك فإن أهل
فلسطين يتطلعون إلى نصرة جميع القوى الروحية في العالم.
المادة17:
تحرير فلسطين ،من ناحية إنسانية ،يعيد إلى اإلنسان الفلسطيني
464
كرامته وعزته وحريته ،لذلك فإن الشعب العربي الفلسطيني يتطلع إلى
دعم المؤمنين بكرامة اإلنسان وحريته في العالم.
المادة18:
تحرير فلسطين ،من ناحية دولية ،هو عمل دفاعي تقتضيه ضرورات
الدفاع عن النفس من اجل ذلك فإن الشعب الفلسطيني الراغب في
مصادقة جميع الشعوب يتطلع إلى تأييد الدول المحبة للحرية والعدل
والسالم إلعادة األوضاع الشرعية إلى فلسطين وإقرار األمن والسالم
في ربوعها ،وتمكين أهلها من ممارسة السيادة الوطنية والحرية
القومية.
المادة19:
تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947وقيام إسرائيل باطل من أساسه
مهما طال عليه الزمن لمغايرته إلرادة الشعب الفلسطيني وحقه
الطبيعي في وطنه ومناقضته للمبادئ التي نص عليها ميثاق األمم
المتحدة وفي مقدمتها حق تقرير المصير.
المادة20:
يعتبر باطال كل من تصريح بلفور وصك االنتداب وما ترتب عليهما
وان دعوى الترابط التاريخية أو الروحية بين اليهود وفلسطين ال تتفق
مع حقائق التاريخ وال مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح ،وان
اليهودية بوصفها ديناً سماوياً ليست قومية ذات وجود مستقل وكذلك
فإن اليهود ليسوا شعباً واحداً له شخصيته المستقلة وإنما هم مواطنون
في الدول التي ينتمون إليها.
465
المادة21:
الشعب العربي الفلسطيني ،معب اًر عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة
يرفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحري اًر كامالً ويرفض كل
المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية ،أو تدويلها.
المادة22:
الصهيونية حركة سياسية مرتبطة ارتباطاً عضوياً باإلمبريالية العالمية
ومعادية لجميع حركات التحرر والتقدم في العالم وهي حركة عنصرية
تعصبية في تكوينها ،عدوانية توسعية استيطانية في أهدافها ،وفاشية
نازية في وسائلها ،وان إسرائيل هي أداة الحركة الصهيونية وقاعدة
بشرية جغرافية لإلمبريالية العالمية ونقطة ارتكاز ووثوب لها في قلب
ارض الوطن العربي لضرب أماني األمة العربية في التحرير والوحدة
والتقدم .إن إسرائيل مصدر دائم لتهديد السالم في الشرق األوسط
والعالم اجمع ،ولما كان تحرير فلسطين يقضي على الوجود الصهيوني
واإلمبريالي فيها ويؤدي إلى استتباب السالم في الشرق األوسط ،لذلك
فإن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى نصرة جميع أحرار العالم وقوى الخير
والتقدم والسالم فيه ويناشدهم جميعاً على اختالف ميولهم واتجاهاتهم
تقديم كل عون وتأييد له في نضاله العادل المشروع لتحرير وطنه.
المادة23:
دواعي األمن والسلم ومقتضيات الحق والعدل تتطلب من الدول
جميعها ،حفظاً لعالقات الصداقة بين الشعوب واستبقاء لوالء
المواطنين ألوطانهم أن تعتبر الصهيونية حركة غير مشروعة وتحرم
وجودها ونشاطها.
466
المادة24:
يؤمن الشعب العربي الفلسطيني بمبادئ العدل والحرية والسيادة وتقرير
المصير والكرامة اإلنسانية وحق الشعوب في ممارستها.
المادة25:
تحقيقاً ألهداف هذا الميثاق ومبادئه تقوم منظمة التحرير الفلسطينية
بدورها الكامل في تحرير فلسطين.
المادة26:
منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة لقوى الثورة الفلسطينية مسئولة
عن حركة الشعب العربي الفلسطيني في نضاله من اجل استرداد وطنه
وتحريره والعودة إليه وممارسة حق تقرير مصيره ،في جميع الميادين
العسكرية والسياسية والمالية وسائر ما تتطلبه قضية فلسطين على
الصعيدين العربي والدولي.
المادة27:
تتعاون منظمة التحرير الفلسطينية مع جميع الدول العربية كل حسب
إمكانياتها وتلتزم بالحياد فيما بينها في ضوء مستلزمات معركة التحرير
وعلى أساس ذلك ،وال تتدخل في الشؤون الداخلية ألية دولة عربية.
المادة28:
يؤكد الشعب العربي الفلسطيني أصالة ثورته الوطنية واستقالليتها
ويرفض كل أنواع التدخل والوصاية والتبعية.
المادة29:
الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق األول واألصيل في تحرير
467
واسترداد وطنه ويحدد موقفه من كافة الدول والقوى على أساس
مواقفها من قضيته ومدى دعمها له في ثورته لتحقيق أهدافه.
المادة30:
المقاتلون وحملة السالح في معركة التحرير هم نواه الجيش الشعبي
الذي سيكون الدرع الواقي لمكتسبات الشعب العربي الفلسطيني.
المادة31:
يكون لهذه المنظمة علم وقسم ونشيد ويقرر ذلك كله بموجب نظام
خاص.
المادة32:
يلحق بهذا الميثاق نظام يعرف بالنظام األساسي لمنظمة التحرير
الفلسطينية تحدد فيه كيفية تشكيل المنظمة وهيئاتها ومؤسساتها
واختصاصات كل منها وجميع ما تقتضيه الواجبات الملقاة عليها
بموجب هذا الميثاق.
المادة33:
ال يعدل هذا الميثاق إال بأكثرية ثلثي مجموع أعضاء المجلس الوطني
لمنظمة التحرير الفلسطينية في جلسة خاصة يدعى إليها من اجل هذا
الغرض.
468
قائمة المحتويات
رقم الموضوع
الصفحة
5 مقدمة
469
15 الفصل األول :فلسطين بين سالمة اإلقليم والتقسيم
470
145 سابعاً :نصوص ونماذج من الق اررات الدولية
471
427 خاتمة واستنتاجات
472
473
474