مقايس في علم الجمال

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫جامعة قاصدي مرباح ‪ .

‬ورقلة‬
‫كلية اآلداب و اللغات‬
‫قسم اللغة و األدب العربي‬

‫محاضرات في مقياس علم الجمال‬

‫الدكتور ‪ :‬أحمد بقار‬


‫الجمال و مفاهيمه‬
‫‪ / 1‬تعريف الجمال ‪:‬‬

‫ؼ علم اجلماؿ باسم ( اإلستطيقا ) ‪ ،‬ك يعود أصل الكلمة إىل اللغة اليونانية ‪ ،‬ك ىي مشتقة من كلمة‬
‫يػُ ْعَر ُ‬
‫(‪ )Aisthesis‬ك اليت تعٍت اإلحساس أك عامل األحاسيس ‪ ،‬ك علم اجلماؿ يبحث يف شركط اجلماؿ ك مقاييسو‬
‫ك نظرياتو ك األحكاـ ك القيم ادلتعلقة باآلثار الفنية ‪ ،‬ك يقسم " مجيل صليبا " علم اجلماؿ إىل قسمُت ‪:‬‬

‫‪ )1‬قسم نظرم عاـ ‪.‬‬


‫‪ )2‬قسم عملي خاص ‪.‬‬

‫األكؿ ‪ :‬يهتم بالبحث عن الصفات ادلشًتكة بُت الصفات اجلمالية ‪ ،‬فهو يفسر طبيعة اجلماؿ تفسَتا فلسفيا ؛‬
‫ألنو علم معيارم كادلنطق ك األخالؽ ‪.‬‬

‫الثاين ‪ :‬يبحث يف صورة الفن ‪ ،‬ك يطلق عليو اسم النقد الفٍت ‪.‬‬

‫‪ / 2‬مفاهيم الجمال عند الفالسفة ( نظرتهم للجمال) ‪:‬‬

‫" أفالطون " ‪ :‬اجلماؿ عنده ليس صفة خاصة ‪ ،‬يقوؿ ‪ " :‬إف اجلماؿ ليس صفة خاصة ٔتئة أك ألف شيء ‪،‬‬
‫فال شك يف أف الناس ك اجلياد ك ادلالبس ك العذراء ك القيثارة كلها أشياء مجيلة ‪ ،‬غَت أنو يوجد فوقها مجيعا‬
‫اجلماؿ نفسو " ‪.‬‬

‫أرسطو ‪ :‬عرؼ اجلماؿ بأنو التناسق التكويٍت ‪ ،‬ك أف العامل يتبدل يف أجلى مظاىره ‪ ،‬فهو ال يعٌت برؤية الناس‬
‫كما ىم يف الواقع بل كما جيب أف يكونوا عليو ‪.‬‬

‫فالسفة العصور الوسطى المسيحيين ‪ :‬نظركا إىل اجلماؿ من خالؿ معناه الركحي فقط ‪.‬‬

‫الفالسفة المسلمون ‪ :‬قسموا اجلماؿ إىل مادم ك معنوم ‪ ،‬ك ما فهم من القرآف عن اجلماؿ ك األلفاظ ادلرادفة‬
‫لو‪.‬‬

‫الفيلسوف األلماني ( ألكسندر جوتليب بومجارتن ) ‪ :‬ىو صاحب لفظ ( اإلستطيقا ) ك كاف يقصد بو‬
‫األحاسيس ‪ ،‬ك كاف يرل أف الذم يريد أف يقوـ بتحليل نظرية اجلماؿ ‪ ،‬جيب عليو امتالؾ صفتُت مها ‪:‬‬
‫‪ / 1‬التفكَت الصايف ‪.‬‬

‫‪ / 2‬احلساسية الفنية ‪.‬‬

‫كانط ‪ :‬يرل أف مصدر اجلماؿ ىو احلكم الذكقي النابع منا ضلن ‪ ،‬ك ليس الشكل سول مناسبة تؤدم إىل‬
‫ذلك الشعور باللذة الذكقية ‪.‬‬

‫رينيه ديكارت ‪ :‬يرل أف اللذة تقوـ على مرحلتُت ‪:‬‬

‫األكىل ‪ :‬ادلرحلة احلسية ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬ادلرحلة الذىنية ( العقلية ) ‪.‬‬

‫شوبنهور ‪ :‬يرل أف الوعي اجلمايل يكمن يف أفق التجربة ؛ ٔتعٌت أنو مل ينظر إىل الفن على أنو نوع من أنواع‬
‫التسليو أك اللهو ك الًتؼ بل جعل الفن أصدؽ شيء ‪ ،‬ك حيتوم على احلقيقة الكاملة ‪.‬‬

‫‪ / 3‬مقاييس الجمال عند بعص الشعوب ‪:‬‬

‫إف احلكم على اجلماؿ خيتلف من بلد إىل آخر ‪ ،‬ك قد يرجع ذلك إىل عدة عوامل منها ثقافة ىذا اجملتم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع ‪،‬‬
‫ك مدل حظو من ادلدنية ك التحضر ‪ ،‬ك أيضا مدل احًتاـ ىذا اجملتمع للمرأة ك نظرتو إليها ‪ ،‬ك ىناؾ العديد من‬
‫البالد ك اليت سوؼ نتناكذلا على النحو التايل ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬الجمال في الغرب ‪ :‬لقد حدد اجملتمع الغريب مقاييس اجلماؿ ‪ ،‬ك اليت تتمثل يف ادلرأة اجلميلة ‪ ،‬ك ىي أف‬
‫تكوف طويلة ‪ ،‬رشيقة ‪ ،‬مجيلة ‪ ،‬شقراء ‪ ،‬مبهجة للحواس ‪ ،‬ك أىم مقاييس اجلماؿ يف الغرب ىي ‪ :‬الطوؿ ‪،‬‬
‫فيجب أف تكوف ادلرأة طويلة ‪ ،‬مث يليو الشعر األشقر مث اجلسم النحيف الرياضي ‪ ،‬ك األكتاؼ العريضة ‪ ،‬ك‬
‫الشفتاف الغليظتاف ادلمتلئتاف ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬الجمال في الهند ‪ :‬أما اجلماؿ يف اذلند فلو مقاييس سلتلفة ‪ ،‬حيث صلد ادلرأة يف قبيلة ( اجلاكر ) يف اذلند‬
‫تضع عدة حلقات ذىبية يف أذنيها إذ تعتقد أف الشياطُت عند كفاهتا يتسابقوف للحصوؿ على ىذه احللػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقات ‪،‬‬
‫ك سيًتكوف ركحها ٘تر بسالـ إىل اجلنة ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬الجمال في اليابان ‪ :‬للمرأة اليابانية مجاؿ ىادئ حيث صلد اليابانيُت جيدكف اجلماؿ يف ادلرأة من خالؿ‬
‫نعومتها ‪ ،‬فهم حيبوف ادلرأة الناعمة الرقيقة الشكل البيضاء الصافية البشرة ك العنق ‪ ،‬اذلادئة الصوت ك اليت تكوف‬
‫قدماىا صغَتتاف ‪ ،‬ك مشيتها رقيقة متقاربة اخلطى ‪ ،‬ك كانوا يعتربكف الطوؿ عيبا ال ميزة يف ادلرأة ‪.‬‬

‫د ‪ /‬الجمال في اإلسكيمو ‪ :‬أما ادلرأة يف اإلسكيمو ٔتقياس احلكم عليها يف اجلماؿ يعتمد على (الرائحة) ‪ ،‬ك‬
‫ىذا يوجد عند شعيب اإلسكيمو ك اذلنود احلمر ‪ ،‬حيث يهتموف بالرائحة ك ٖتديدا ( الفم ‪ ،‬الشعر ‪ ،‬اجلسم ) ‪،‬‬
‫إذ حيرصوف على كضع الزيوت العطرية ك األكراؽ بالشعر مع مضغ بعض النباتات اليت تصيب رائحة الفم ‪ ،‬ك ىم‬
‫خيتربكف رائحة الفم للمرأة ك جسمها قبل خطبتها ‪ ،‬ك منها اخلاطبة اليت تقوـ ٔتهمتها البوليسية يف شم رائحة ادلرأة‬
‫ادلستهدفة ‪.‬‬

‫ه ‪ /‬الجمال عند اليونان ‪ :‬لقد كضع الفالسفة يف ( أثينا ) من كجهة نظر رلتمعهم للجم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ مقاييس ‪،‬‬
‫ك ىي تتوقف على ثالثة مواصفات خاصة باجلماؿ عند ادلرأة اليونانية ‪ ،‬ك ىي ‪:‬‬

‫األكىل ‪ :‬اللوف األبيض يف البشرة ك األسناف ك اليدين ك اللوف األسود يف العينُت ك الرموش ك احلاجبُت ك اللوف‬
‫األمحر يف الشفتُت ك اخلدين ك األظافر ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬احلجم الصغَت يف اجلبُت ك ما بُت العينُت ‪.‬‬

‫الثالثة ‪ :‬الطوؿ يف القامة ك الشعر ك اليدين ‪.‬‬

‫و ‪ /‬الجمال في أفريقيا ‪ :‬يف قبائل بورما اإلفريقية مقياس اجلماؿ عند النساء يف تلك القبائل غريب طريف فِت‬
‫أم امرأة من خالؿ طوؿ عنقها ‪ ،‬ك لذلك تتفنن النسوة يف جعل رقاهبن‬
‫الوقت نفسو ‪ ،‬حيث حيكم على مجاؿ ِّ‬
‫طويلة أكثر من الطوؿ الطبيعي ‪ ،‬فتقوـ النساء بوضع حلقات حوؿ رقاهبن لتضغط عليها ك تشدىا إىل أعلى ‪،‬‬
‫فكلما استطالت كضعت حلقات حوؿ رقاهبن لتضغط عليها ك تشدىا إىل أعلى ‪ ،‬فكلما استطالت كضعت‬
‫حلقات جديدة لدرجة أف بعض الرقاب تصل يف بعض األحياف إىل ‪ 40‬سنتمًتا ‪ ،‬ك ىناؾ قبيلة أخرل تسمى‬
‫(اذلوثنثوف) ‪ ،‬رمز اجلماؿ أف تكوف العركس (حوالء) ‪ ،‬ك ذلذا ك منذ الصغر ٖترص األمهات على أف تتدىل ضفائر‬
‫بناهتن أماـ عيوهنن حىت يصنب باحلوؿ ‪ ،‬ك أم فتاة غَت حوالء ال ديكن أف تتزكج باعتبارىا رمزا للقبح ‪.‬‬
‫كما أف ىناؾ قبائل تزيد من مهر ادلرأة كلما ازداد سواد بشرهتا ؛ ألف ذلك ليس دليال على اجلماؿ فحسب بل‬
‫دليل على صفاء عرقها ‪ ،‬كما أهنم ال يفضلوف الشعر الطويل إطالقا إذ يقوموف ْتلق شعور الفتيات ٘تاما حىت‬
‫تبدك أكثر أنوثة ك جاذبية كما تعجبهم السمينة ‪.‬‬

‫أما يف جنوب السوداف فنجد أف بعض القبائل هتتم كثَتا بالشقوؽ اليت يقوموف بعملها على كجو ادلرأة منذ‬
‫كالدهتا كحماية ذلا ‪ ،‬ك كذا بطنها ك يديها ‪ ،‬ك يعتربكف ادلرأة غَت ادلخشمة ناقصة ك قد ال تصلح للزكاج ‪.‬‬

‫ز ‪ /‬الجمال عند العرب ‪ :‬إف للعرب مقاييس ٗتتلف اختالفا كبَتا عما ذكر على اجلماؿ يف البالد سابقة‬
‫الذكر ‪ ،‬حيث صلد العرب يفضلوف ادلرأة ذات األنف الدقيق ك العيوف الواسعة الكحيلة ‪ ،‬ك العنق الصايف الطويل‬
‫ك البشرة البيضاء الصافية ‪ ،‬ك كاف العرب يركف أف البياض آية ادلالحة ك اجلماؿ ك خصوصا إذا مازج ىذا البياض‬
‫الصفرة أك احلمرة ‪ ،‬أما الصورة احملببة للمرأة عند العرب فهي جيب أف تكوف طويلة بيضاء مسراء الشعر ك العينُت‬
‫رقيقة الرائحة طيبة ادللمس ‪ ،‬ثقيلة اخلطوة ك احلركة ‪.‬‬

‫ح‪ /‬الجمال عند الفراعنة ‪ :‬إف ادلرأة الفرعونية ىي أصل اجلماؿ ك السحر يف تاريخ البشرية ‪ ،‬فاجلماؿ‬
‫الفرعوين ال يضاىيو مجاؿ ‪ ،‬ك ذلذا صلد أف احلضارة الفرعونية استطاعت أف تقرر فلسفتها اخلاصة باجلماؿ يف‬
‫أشكاؿ عديدة ‪ ،‬مثل ‪ :‬االىتماـ ّتماؿ الزم الفرعوين ‪ ،‬ك كذلك االىتماـ بكل ما يُظهر مجاؿ ادلرأة ‪ ،‬ك يتميز‬
‫اجلماؿ ادلصرم باللوف القمحي ك الشعر األسود ك العيوف السوداء الواسعة ك الشفاه ادلمتلئة ‪ ،‬كما أهنم اىتموا‬
‫بالعيوف الكحيلة أكثر من غَتىا ‪ ،‬ك لذلك ْتثوا عن أجود أنواع الكحل ؛ ألف ادلرأة كلما ركزت على مجاؿ عيوهنا‬
‫أصبحت أكثر سحرا ك جاذبية ‪ ،‬كما أهنم اىتموا بالعطور ك األٓترة ‪ ،‬ك ىم أكؿ من استخدـ اللباف لتعطَت الفم‪.‬‬

‫ط ‪ /‬الجمال المصري في العصر الحديث ‪ :‬إف ادلقاييس اجلمالية تتغَت كفق تغَت ادلفاىيم ‪ ،‬ك ٗتتلف كفق‬
‫طبيعة اجملتمعات ‪ ،‬ك يبقى احلكم على مجاؿ ادلرأة خاضعا للثقافة اليت يعيشها احمليطوف هبا ‪ ،‬ك ادلقاييس احلالية‬
‫للجماؿ يف مصر ‪ ،‬ك ىي ‪:‬‬

‫‪ -‬التأكيد على أمهية النحافة فيما كانت قد شددت باألمس –عند ادلماليك‪ -‬على أمهية السمنة ‪.‬‬
‫‪ -‬العيوف األثَتة لديهم ‪ ،‬ىي العيوف الزرقاء ك البشرة األثَتة البيضاء ‪ ،‬ك الشعر األشقر ‪ ،‬ك اللوف األبيض‬
‫يصبح أمجل إذا ما أصبح بركنزيا ‪.‬‬
‫مفاهيم الجمال‬
‫مدخل ‪ :‬يعترب مفهوـ اجلماؿ من ادلفاىيم اليت حَتت الفالسفة ك ادلفكرين ك األدباء ك الفنانُت ك علماء النفس‬
‫ك الناس بشكل عاـ ‪ ،‬ك ذلذا تعددت تفسَتاتو بتعدد ادلنطلقات الفلسفية ك النقدية ك اإلبداعية ك العلمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػية‬
‫ك اإلنسانية لو ‪ ،‬تلك اليت حاكلت تفسَته أك اإلحاطة ٔتظهره ك سلربه ‪ ،‬ك ظل اجلماؿ يركغ دكما عن كل‬
‫التفسَتات ‪ ،‬ك السؤاؿ ادلطركح ‪ ،‬ما اجلماؿ ؟‬

‫أوال ‪ :‬عند القدامى ‪:‬‬

‫‪ -‬عند أفالطوف ‪ " :‬تناكؿ أفالطوف اجلماؿ يف ثالث زلاكالت على ضلو خاص (ىبياس األكرب ‪ /‬فايدكس ‪/‬‬
‫‪1‬‬
‫ادلأدبة ) ك اعترب اجلماؿ مستقال عن مبدأ الشيء الذم يظهر على أنو مجيل ‪ ،‬فاجلميل صورة عقلية "‬
‫‪ ،‬ك ىذا يعٍت أف أفالطوف ربط اجلماؿ باألخالؽ ‪ ،‬ك أصدر حكما بأف الشكل ك ليس ادلضموف ىو‬
‫ما جيعل العمل الفٍت مجيال ‪.‬‬
‫‪ -‬القديس أكغسطُت ‪ :‬كاف يرل أف اجلماؿ " يقوـ يف الوحدة يف ادلختلفات ‪ ،‬ك التناسب العددم ك‬
‫االنسجاـ بُت األشياء "‪ ، 2‬ك يعٍت بذلك أف اجلماؿ ىو ذلك التناسق الذم حيدث أك ضلدثو بُت‬
‫األشياء ادلختلفة ‪ ،‬مثل تنسيق األلواف ادلختلفة يف ادللبس ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬في القرون الوسطى ‪:‬‬

‫‪ 3‬؛ أم أننا عندما‬ ‫القديس توما األكويٍت ‪ :‬يقوؿ أف اجلماؿ ىو ‪ " :‬ذلك الشيء الذم لدل رؤيتو يسر"‬
‫نرل أك نتأمل شيئا ما نسر بو ك نرتاح لو ‪ ،‬ك ال منل من تأملو؛ إذف فاجلماؿ يف العصور الوسطى كاف ينبع‬
‫من الالىوت مع كجود استبصارات مجالية عميقة مبكرة لدل القديس أكغسطُت خاصة ك كرست نظريات‬
‫اجلماؿ ك الفن ك تلك التصورات حوؿ اجلماؿ باعتباره إشعاع احلقيقة ذلك الذم يشع من خالؿ الرمز‬
‫اجلمايل الفٍت أك الطبيعي الذم يعكس كجود اهلل ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬عصر النهضة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ /‬التفضيل الجمالي ‪ :‬ص ‪. 14‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ /‬المرجع نفسه ‪ .‬ص ‪. 15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ /‬نفسه و الصفحة ‪.‬‬
‫يف ىذا العصر ارتبط على اجلماؿ بعلم األخالؽ ك ادلنطق ك اجلماليات اليت تدرس اخلَت ك احلق ك اجلماؿ ‪،‬‬
‫ففي بدايات القرف ‪ 18‬ابتكرت ىذه الكلمة ألكؿ مرة من خالؿ الفيلسوؼ "بورلارتن" ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ك يف فقو اللغة ك علماؤىا " فاجلماليات عندىم كانت تعٍت دراسة اإلدراؾ احلسي"‬

‫ك خالؿ القرف ‪ 18‬ظهر اىتماـ كبَت باحلديث عن اجلماؿ احلسي أك اجلماؿ ادلرتبط باحلواس ‪ ،‬ك كاف ىذا يف‬
‫كل من فرنسا ك بريطانيا ؛ أم أف اإلحساس اجلمايل كما يستشعره ادلشاىدكف ‪ ،‬ىو ذلك اإلحس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاس السار‬
‫ك الذم يشمل جسد اإلنساف كلو ‪ ،‬كما أف اجلماؿ ليس متعلقا بالشكل ادلنفصل أك ادلنعزؿ عن مضمونو ‪،‬‬
‫لذلك صلد كلمة اجلماؿ ٘تاثل كلمات السعادة ك ادلوىبة ك الفن ؛ ألف ىذه الكلمات غالبا ما تعٍت أشياء كثَتة ‪،‬‬
‫ك منو صلد اجلماؿ عند كل من الكالسيكيُت ك الركمانتيكيُت ك الطبيعيُت خيتلف من مذىب آلخر ‪،‬‬
‫‪ ، 2‬أما‬ ‫فالكالسيكيوف اعتربكه جوىر الواقع ‪ ،‬ك أنو التحقق الكامل للشكل أك اكتماؿ الشكل يف ذاتو‬
‫الركمانتيكيوف فاجلماؿ عندىم ىو أساس اإلرادة ك الشعور اللذين يتجدداف ذاتيا من خالؿ كل مشاىدة جديدة‬
‫للجماؿ ‪ ، 3‬ك نظر إليو الطبيعيوف على أنو " ذلك التوافق الذم حيدث يف الطبيعة " ‪.‬‬

‫في علم الجمال ‪:‬‬


‫اشتق مصطلح علم اجلماؿ ك اجلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػماليات ( ‪)Aesthetics‬من الكلمة اإلغريقية ( ‪)Aisthanestai‬‬
‫ك اليت تشَت إىل فعل اإلدراؾ ك أيضا من كلمة ( ‪ )Aistheta‬اليت تعٍت األشياء القابلة لإلدراؾ ك ذلك يف‬
‫األشياء غَت ادلادية أك ادلعنوية ‪ ،‬ك من ىنا فإف (قاموس إكسفورد ) يعرؼ اجلماليات "بأهنا ادلعرفة ادلستمدة من‬
‫احلواس" ‪ ،4‬أما الفيلسوؼ األدلاين "كانط" فقد قاؿ ‪":‬إف علم اجلماؿ ىو العلم ادلتعلق بالشركط اخلاصة باإلدراؾ‬
‫‪5‬‬
‫احلسي"‬

‫أما القاموس اإلصلليزم اجلديد فَتل أف اجلماؿ ىو ‪ " :‬فلسفة أك نظرية التذكؽ ‪ ،‬أك إدراؾ اجلميل يف الطب ػ ػ ػ ػ ػػيعة‬
‫ك الفن " ‪ ، 6‬ك يتفق الباحثوف بشكل عاـ على أف علم اجلماؿ نشأ يف البداية باعتباره فرعا من الفلسفة ‪ ،‬ك‬

‫‪1‬‬
‫‪ /‬التفضيل الجمالي ‪ :‬ص ‪16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ /‬نفسه ‪ :‬ص ‪. 17‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ /‬نفسه و الصفحة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ /‬نفسه ‪ .‬ص ‪. 18‬‬
‫‪5‬‬
‫‪/‬نفسه‪.‬ص‪. 18.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ /‬التفضيل الجمالي ‪ :‬ص ‪. 18‬‬
‫يتعلق بدراسة اإلدراؾ للجماؿ ك القبح ‪ ،‬ك يهتم أيضا ٔتحاكلة استكشاؼ ما إذا كانت اخلصائص اجلمالية‬
‫موجودة موضوعيا يف األشياء اليت ندركها ‪ ،‬أـ توجد ذاتيا يف عقل الشخص القائم باإلدراؾ ‪.‬‬

‫الفن و الجمال ‪ :‬كاف ىناؾ رأم شائع يف الدراسات الفلسفية ك النقدية يقوؿ أف ىدؼ الفناف ىو إنتاج‬
‫شيء ما يتسم باجلماؿ ‪ ،‬ىذا ما جعل العديد من الفنانُت ك الكتاب يعتقدكف أف مشكالت الفن ديكن حلها‬
‫بشكل جيد إذا حلل مفهوـ اجلماؿ بطريقة مقنعة ‪ ،‬ك منو صلد أف العالقة بيننا ك بُت األعماؿ الفنية ‪ ،‬ىي عالقة‬
‫االستمتاع ك التأمل ‪.‬‬

‫الخبرة الجمالية ‪ :‬ىي ذلك " االستمتاع اجلمايل يعٍت أنٍت أستمتع بنفسي موجودا َّ‬
‫يف أك من خالؿ موضوع‬
‫حسي ‪ ،‬خيتلف عن ذايت من أجل أف إٔتسد أنا فيو أك أف أتقمصو " ‪. 1‬‬

‫أنواع الجماليات ‪:‬‬


‫أ‪ .‬اجلماليات البيئية ‪ :‬ىذا النوع حياكؿ فهم التأثَت اخلاص للبيئة يف التفكَت ك االنفعاؿ ك السل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؾ ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ك أيضا فهم تفضيالت األفراد للبيئات ادلختلفة ‪.‬‬
‫ب‪ .‬مجاليات التلفزيوف ‪ :‬ك ىو علم يدرس عمليات التشكيل لألفكار ك التجسيد ذلا ‪ ،‬ك التعبَت عنها من‬
‫‪3‬‬
‫خالؿ العناصر األساسية للصورة التلفزيونية ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ج‪ .‬مجاليات التسويق ‪ :‬ىو علم يعمل على استشارة رغبة الشراء ك االستهالؾ لدل الناس ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫د‪ .‬مجاليات العواـ ‪ :‬ىي تلك ادلعايَت اجلماعية يف إصدار األحكاـ اجلمالية عن األشياء ‪.‬‬
‫ق‪ .‬مجاليات ادلظهر اخلارجي ‪ :‬ك ىذا النوع من اجلماليات حياكؿ أف حيقق لإلنساف نوعا من الشعور‬
‫‪6‬‬
‫ْتسن احلاؿ ‪ .‬العناية باجلسد ك اللباس ‪ ...‬إخل‬

‫إذف التفضيل اجلمايل عملية مركبة تشتمل على مقارنات ك ٘تييزات ك اختيارات بُت البدائل اجلمالية ادلتاحة ‪ ،‬ك‬
‫يتم التعبَت عن ىذا التفضيل اجلمايل من خالؿ أحكاـ مجالية خاصة يصدرىا الفرد على ىيئة تعبَتات لفظية من‬
‫خالؿ كلمات خاصة باجلماؿ ‪ ،‬كما يقوؿ ‪ :‬مجيلة ‪ ،‬شلتعة ‪ ،‬رائعة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ /‬نفسه ص ‪. 49‬‬
‫‪2‬‬
‫‪/‬نفسه‪:‬ص‪. 59‬‬
‫‪3‬‬
‫‪/‬نفسه و الصفحة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪/‬نفسه‪:‬ص‪. 60‬‬
‫‪5‬‬
‫‪/‬نفسه ‪ :‬ص ‪61‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ /‬نفسه ‪ :‬ص ‪. 66‬‬
‫و لكن ما هو علم الجمال هذا ؟‬

‫ىناؾ تياراف كبَتاف يتصارعاف داخلو من أجل ٖتديد رسالتو احلقيقية ‪:‬‬

‫أ‪ .‬التيار األكؿ ‪ :‬دشنو الفيلسوؼ األدلاين " ألكسندر جوتليب بورلارتن" ( ‪ ، ) 1762 / 1714‬أكؿ‬
‫من صك مصطلح (علم اجلماؿ) ‪ ،‬ك كاف يقصد بو علم اإلحساس أك احلساسية (استطي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقا) ‪،‬‬
‫ك يستهدؼ دراسة األفكار الغامضة مقابل األفكار الواضحة اليت دعا إليها ديكارت ‪( :‬األفكار‬
‫الغامضة = اإلستطيقا ‪ /‬األفكار الواضحة = علم اجلماؿ (ادلنطق) ‪-‬ديكارت‪ ، )-‬ك الفن عند‬
‫بورلارتن تعبَت يوقظ الشعور ‪ ،‬ك ىذا سلتلف عن اجلالء العقالين ‪ ،‬ك مادة الفنوف ليست عقلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػية ‪،‬‬
‫ك القيمة اجلمالية للعمل الفٍت تتناسب مع احليوية احلدسية للصنعة ادلنصهرة للتجربة اليت تتبعها ‪ ،‬إف‬
‫مهد الطريق جلعل (علم اجلماؿ) ليس علما لربطو باإلحساس ‪ ،‬ك يصل ىذا‬
‫بورلارتن هبذا ىو الذم َّ‬
‫التيار ذركتو عند الباحث الربيطاين ادلعاصر "كاريت" الذم يقوؿ يف كتابو (مدخل إىل علم اجلماؿ)‬
‫‪ :‬أف علم اجلماؿ ؛ علم دراسة خلربة ‪ ،‬إال أنو أدخلنا البوتقة الذاتية فقد جعلو دراسة للذكؽ ك أنو‬
‫ذكؽ اخلاصة ‪ ،‬ك قصر الدراسة اجلمالية على اخلربة ‪ ،‬ك ىي شيء ىامجو "أرسطو" منذ القدـ ؛ ألف‬
‫أصحاب اخلربة ال يطرحوف العلل ك األسباب على عكس الفنانُت الذين يطرحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوف ىذه العلل‬
‫ك األسباب ‪ ،‬ك مقابل ىذا التيار صلد ‪:‬‬
‫ب‪ .‬التيار الثاين ‪ :‬الذم دشنو الفيلسوؼ األدلاين "فريديريك ىيجل" ( ‪ ، )1831 /1770‬الذم جعل‬
‫علم اجلمل فلسفة للفن اجلميل ‪ ،‬فهو ٖتليل فلسفي للوعي اجلمايل ك رسم خط فاصل ما بُت الفن‬
‫اجلميل ك الفنوف التطبيقية ‪ ،‬ك بالتايل استبعاد ما ديكن أف يقحم نفسو على الفن اجلميل ‪.‬‬

‫إف علم اجلماؿ ليس تذكرة دكاء تصرؼ لألدباء ك ادلتذكقُت ‪ ،‬لكن علم اجلماؿ يكشف األسرار اجلمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالية ‪،‬‬
‫ك هبذا يسلخنا بوعي مجايل يفيد األدباء ك ادلتذكقُت شلا ديكن أف ينعكس على اجلميع فيقدـ األدب ‪.‬‬

‫ك تتضح العالقة ما بُت النقد ك علم اجلماؿ ‪ ،‬يف أف العمل الفٍت عبارة عن ثالث دكائر متداخلة ‪:‬‬

‫‪ o‬الدائرة األكىل ‪( :‬األكرب) تشمل العناصر اليت ٕتعل العمل الفٍت عمال فنيا ‪ ،‬ك ليكن ىذا مثال ‪ :‬أف يكوف‬
‫الفن تفكَتا بالصور مقابل العلم الذم ىو بناء بادلفاىيم ‪.‬‬
‫‪ o‬الدائرة الثانية ‪( :‬األكسط) تضم العناصر اليت ٕتعل ىذا العمل الفٍت يتحدد فيصبح قصة أك شعرا أك لوحة‬
‫أك قطعة موسيقية ‪ ،‬فالشعر مثال قد يكوف ادلميز لو ىو اإليقاع ‪.‬‬
‫‪ o‬الدائرة الثالثة ‪( :‬األصغر) ك تضم العناصر األسلوبية ك التقنية اخلاصة ادلميزة لألديب ‪.‬‬

‫صره منذ البداية بأف العمل الذم سينقده‬


‫إف الدائرة األكىل ىي ساحة علم اجلماؿ ‪ ،‬ك ىي تفيد الناقد بأهنا تػُبَ ِّ‬
‫عمل فٍت أصال حىت يواصل رحلتو النقدية أك يكف منذ البداية إذا مل يكن عمال فنيا ‪.‬‬

‫ك الدائرة الصغرل ‪ :‬ىي الدائرة اخلاصة بالناقد ك اجتهاده ؛ ألف ىنا عملو الرئيسي إبراز للخصائص ادلميزة‬
‫ألسلوب الكاتب ‪ ،‬ك طريقة بنائو لعملو األديب ك الوسائل التقنية اليت جلأ إليها ‪.. .‬‬

‫أما الدائرة الوسطى ‪ :‬فهي زلل اختصاص علم اجلماؿ ك الناقد ‪ :‬عامل اجلماؿ حيدد العناصر العامة اليت ٘تيز كل‬
‫نوع أديب أك فٍت ‪ ،‬ك الناقد يصور كيف ترجم األديب ىذه العناصر الفنية ك جسدىا يف عملو ‪ ،‬فإذا كاف عامل‬
‫اجلماؿ قد كشف أف اإليقاع ىو جوىر الشعر ‪ ،‬فإف الناقد يربز كيف جعل الشاعر اإليقاع كالسيكيا أك شعرا‬
‫‪1‬‬
‫حرا أك شعرا مرسال أك موشحا ‪ ،‬ك ىل لو كاف جلأ إىل إيقاع آخر لكاف صلاحو أكقع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ /‬ينظر ‪ :‬مجاهد عبد المنعم مجاهد ‪ :‬جدل النقد و علم الجمال‪.‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ .‬الفجالة‪.‬القاهرة‪.1997 .‬ص ‪.19.18.17‬‬
‫أنماط المتذوقين الجماليين‬
‫كضع عامل النفس اإلصلليزم ( بلوـ ) تصنيفا ألمناط ادلتذكقُت لألعماؿ الفنية اجلميلة ‪:‬‬

‫‪ /1‬النمط الترابطي ‪ :‬ك ىو إدراؾ ما يًتابط مع ادلوضوع اجلمايل الذم يدركو اآلف مع ادلاضي ‪ ،‬ك ىو‬
‫نوعاف ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬الًتابط ادلندمج ‪ :‬ك ىو الذم تزداد فيو نغمة اإلحساس بالشيء ‪ ،‬إذ يذكب ادلتذكؽ يف ادلوضوع اجلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمايل‬
‫ك يندمج فيو مباشرة ؛ أم استحواذ األثر الفٍت على اإلحساس ‪ ،‬ك كبت التصورات ك ادلؤثرات ادلاضية ‪.‬‬

‫ب‪ /‬الًتابط غَت ادلندمج ‪ :‬الذم يكوف فيو للًتابط نغمة انفعالية قوية خاصة بو تغطي الوعي احلاضر بادلوضوع‬
‫اجلمايل ؛ ٔتعٌت يتدخل ادلاضي دكف احلاضر ‪ ،‬باالستجابة للمؤثرات ادلاضية للعمل الفٍت ‪.‬‬

‫‪ / 2‬النمط الفزيولوجي ‪ :‬ىو احلكم على ادلوضوع اجلمايل من خالؿ ردكد األفعاؿ اجلسمية ك العضوية ؛‬
‫أم يؤكد ادلتذكؽ الفزيولوجي على األحاسيس يف داخلو خالؿ التجربة ‪ ،‬مث حيكم على ادلوضوع كفقا ألحاسيسو‬
‫الفزيولوجية ‪.‬‬

‫‪ /3‬النمط الموضوعي ‪ :‬ك ديثل عند ( بلوـ ) أكثر صور التذكؽ اجلمايل سطحية ‪ ،‬ك يصدر صاحبو نوعا‬
‫مضادا من األحكاـ ( موضوعية ‪ ،‬رلردة ) ‪ْ ،‬تيث يهتموف بطبيعة ادلوضوع ك خصائصو مث يقدركنو على أساس‬
‫معيار معُت يضعونو لو ؛ أم يصدركف أحكاما خاصة بادلوضوع ك ليس بالتذكؽ ‪.‬‬

‫‪ /4‬نمط الشخصية ‪ :‬ىم األفراد الذين يتذكقوف ادلوضوع بطريقة مفعمة باحليوية ك العمق ‪ ،‬تتميز بنغمة‬
‫انفعالية قوية ‪ ،‬ك تشتمل على استجابات عضوية ‪ ،‬كوف الشخصية ذلا احلرية يف إصدار األحكاـ على األشياء ك‬
‫تقوديها ‪ ،‬ك أهنا تتميز (باألنا الشخصي ) ك كحدتو يف احلاضر ك ثبات ىويتو يف الزماف ‪ْ ،‬تيث يظلوف زلتفظُت‬
‫ٔتوقف مجايل أصيل طواؿ ٕتربتهم ك بتفتح متعاطف كاضح ‪ ،‬ك ٔتشاركة انفعالية شديدة احليوية كما يرل ( بلوـ )‬
‫‪.‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬

‫ىناؾ فرؽ بُت النغمة االنفعالية القوية ادلوجودة يف الًتابط غَت ادلندمج ك ادلوجودة يف الشخصية ؛ فاألكىل تكوف‬
‫األنا غَت متفاعلة ك غَت حاضرة ‪ ،‬أما الثانية فتكوف األنا حاضرة ك متفاعلة ‪.‬‬
‫ك عليو فقد رتب ( بلوـ ) األمناط حسب زيادة أك نقصاف طابعها اجلمايل ‪:‬‬

‫‪ ‬الشخصية‬
‫‪ ‬النمط الًتابطي ادلندمج النمط ادلوضوعي‬
‫‪ ‬النمط الًتابطي غَت ادلندمج‬
‫‪ ‬النمط الفزيولوجي ‪.‬‬
‫خطوات التذوق الجمالي‬
‫حدد ( بايَت ) خطوات دير هبا ادلتذكؽ حىت يكتمل لديو اإلحساس ّتماؿ العمل الفٍت ك تذكقو ‪:‬‬

‫‪ ‬التوقف ‪ :‬يعٍت توقف رلرل التفكَت العادم ‪ ،‬ك النشاط اإلرادم يف سبيل استجابة الذات للموضوع‬
‫اجلمايل ‪ ،‬من خالؿ االستغراؽ يف ادلشاىدة ك التأمل ‪.‬‬
‫‪ ‬العزلة ( الوحدة ) ‪ :‬استبعاد كل ما عدا األثر الفٍت أك ادلوضوع اجلمايل من رلاؿ إدراكنا ك تركيز انتباىنا‬
‫على ادلوضوع اجلمايل فقط ‪.‬‬
‫‪ ‬إحساسنا بأننا ماثلوف أماـ ظواىر ال حقائق ‪ :‬ال يكوف اىتمامنا ٔتا ىو كاقعي ‪ ،‬ك إمنا ٔتا ىو صورم أك‬
‫شكلي أك مظهرم ‪.‬‬
‫‪ ‬ادلوقف احلدسي ‪ :‬يعٍت أف إدراكنا لن يكوف إدراكا قائما على االستدالؿ ك الربىنة العقلية ‪ ،‬ك إمنا‬
‫يكوف حدسيا مفاجئا مبهما ‪.‬‬
‫‪ ‬الطابع العاطفي أك الوجداين ‪ :‬ادلوقف اجلمايل ىو موقف كجداين يثَت عواطفنا ك انفعاالتنا ك يؤثر على‬
‫حركاتنا ك نشاطاتنا اجلسمية ‪.‬‬
‫‪ ‬التداعي ‪ :‬ك قد تثَت عواطفنا ك انفعاالتنا ك ضلن بإزاء عمل فٍت مجيل ذكريات ك عواطف ماضية تتعلق‬
‫بعمل فٍت مجيل شلاثل أك مشابو فيقوم ذلك إحساسنا بتذكؽ العمل الفٍت القائم ‪.‬‬
‫‪ ‬التقمص الوجداين أك التوحد ‪ :‬معٌت أننا حينما ضلكم على أم موضوع حكما مجاليا ‪ ،‬فإننا نضع‬
‫أنفسنا موضعو ‪ ،‬زلققُت بيننا ك بينو عالقة بشرية تشبيهية ‪ ،‬أك مشاركة كجدانية ‪ ،‬أك حىت زلاكاة‬
‫باطنية‪.‬‬
‫‪ o‬التقمص الوجداين ‪ :‬تلتقي الذات مع ادلوضوع ك تذكب فيو ‪.‬‬
‫‪ o‬عالقة بشرية تشبيهية ‪ :‬تلتقي ركح ادلتأمل مع ركح ادلوضوع ‪.‬‬
‫‪ o‬مشاركة كجدانية ‪ :‬تشيع شىت مظاىر إحساسها ك ركحها ك حياهتا ‪.‬‬
‫تربية الذوق الجمالي‬
‫ما ىو الذكؽ ؟ ك ىل ديكن توفر الذكؽ دكف تربية مقصودة ؟‬

‫يظن البعض أف الذكؽ مسألة فطرية ‪ ،‬ك ال حيتاج إىل رعاية أك تربية ‪ ،‬ك ىذا االعتقاد خاطئ من أساسو ‪،‬‬
‫فالطفل يولد يف بيئتو يتفاعل معها ‪ ،‬ك يتشرب منها أشياء كثَتة ‪ ،‬ك من بينها الذكؽ ‪ ،‬فالطفل يتدرج يف اكتساب‬
‫مقومات الذكؽ يف سلوكو ‪ ،‬فتكوف بذلك تربيتو غَت مقصودة ؛ أم تلقائية ‪ ،‬يتشرهبا دكف كعي كامل منو ‪ ،‬فإذا‬
‫كانت بيئتو مرتقية يف تذكقها ارتقى يف تذكقو ‪ ،‬ك إذا كانت متدنية تدىن يف تذكقو ‪ ،‬فهو ديارس تعلمو تلقائيا سواء‬
‫كانت ىذه ادلمارسة على مستول متدف أك رفيع ‪ . 1‬ك ىذا يعٍت أنو ديكن أف تكوف ىناؾ تربية مقصودة للذكؽ ‪،‬‬
‫تتم يف ادلدرسة ك خارجها ‪ ،‬حىت يشب الفرد زلتميا باجلماؿ مقدرا لو ك زلافظا عليو ‪.‬‬

‫الذوق ‪ :‬ىو قدرة اإلنساف على االستجابة للجماؿ ‪ ،‬ك استهجاف القبيح يف مواقف احلياة ادلختلفة ‪،‬‬
‫فيدرؾ اجلماؿ ك يرعاه ك ينشره ‪ .‬أك ىو االستجابة الوجدانية دلؤثرات اجلماؿ اخلارجية ‪ ،‬فهو اىتزاز الشعور يف‬
‫ادلواقف اليت تتوافر فيها العالقات اجلميلة ‪ ،‬ك ٕتعلو حيس بادلتعة ك االرتياح ‪ ،‬أك ال تتوافر تلك العالقات فيحس‬
‫بالقبح ‪ ،‬ك حياكؿ لفظو ‪ ،‬ك يتحرؾ ضلوه ليحيلو إىل مجاؿ ديتع اإلنساف ‪ ،‬فالذكؽ يتضمن القبوؿ ك النفور ‪ ،‬ك‬
‫ادلتعة ك التأفف ‪ ،‬اإلقداـ ك اإلحجاـ ‪ ،‬الرضى ك الرفض ‪.‬‬

‫فالذكؽ حركة قابلة للتأثَت ك التأثر قوامها عشق اجلماؿ ك لفظ القبح ‪.‬‬

‫الذكؽ يتضمن القدرة على التمييز بُت احلسن ك ادلتوسط يف احلسن ‪ ،‬ك السيئ يف األشياء اليت يصنعها ‪ ،‬ك‬
‫يرل " رسل لينز " أف الذكؽ قوامو ثالثة أشياء شائعة عند كل فرد ىي ‪ ( :‬الًتبية ‪ /‬اإلحساس ‪ /‬األخالؽ ) ‪.‬‬

‫ك ديكن تربية الذكؽ اجلمايل بالطرؽ اآلتية ‪:‬‬

‫‪ )1‬احلذؼ التدرجيي لكل ما ىو قبيح ‪.‬‬


‫‪ )2‬تكرار ادلثوؿ أماـ ادلوضوع (شلارسة متكررة لعملية التذكؽ) تنمي اإلحساس باجلماؿ ‪ ،‬ك تربية‬
‫الذكؽ لدل الطفل ‪ ،‬ك بالتايل إصدار أحكاـ مجالية تقوـ على إدراؾ متكامل دلعٌت اجلماؿ ‪.‬‬
‫‪ )3‬الطريقة ادلقارنة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ /‬ضرب أمثلة من الواقع المعيش ‪.‬‬
‫إف ادلعرفة اجلمالية ك اليت تعيننا على تربية الذكؽ اجلمايل جيب أف تكوف معرفة مرتبطة بادلوضوع اجلمايل ‪ ،‬ك‬
‫تكوف ادلعرفة مرتبطة بادلوضوع إذا توفر ثالثة شركط ىي ‪:‬‬

‫‪ )1‬أال تكوف مؤدية إىل إضعاؼ االنتباه اجلمايل إىل ادلوضوع أك القضاء عليو ‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا كانت متعلقة ٔتعىت ادلوضوع ك طابعو التعبَتم ‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا جعلنا الستجابتنا اجلمالية ادلباشرة بادلوضوع طابعا أرفع ك داللة أعمق ‪.‬‬

You might also like