Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 73

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪2‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم علم النفس وعلوم التربية و األرطوفونيا‬

‫قلق المستقبل وعالقته بالتوافق النفسي‬


‫لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس في علم النفس‬


‫تخصص علم النفس العيادي‬

‫اشراف! االستاذ ‪:‬‬ ‫من اعداد الطلبة ‪:‬‬


‫زيد حسين‬ ‫‪ -‬بن جدية فرح ‪.‬‬
‫‪ -‬قداري أصالة ‪.‬‬
‫‪ -‬لعمش نور‪.‬‬
‫‪ -‬لعمش هادية خلود‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪.2019/2020:‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫ال يس! !!عنا في ه! !!ذا المق! !!ام نحن الطالب! !!ات الم! !!ذكورات أعاله إال أن نتق! !!دم بجزي! !!ل‬
‫الش !!كر لألس !!تاذ ال !!ذي س !!ار معن !!ا على ه !!ذا ال !!درب ون !!ور خطان !!ا لطلب العلم ولم‬
‫يبخ!!ل علين!!ا بنص!!ائحه وتوجيهات!!ه القيم!!ة ال!!تي أفادتن!!ا كث!!يرا في ه!!ذا البحث والنق!!د‬
‫البن!!اء‪ ،‬لنق!!دم األفض!!ل ولم يتركن!!ا ب!!دون توجي!!ه خاص!!ة في الظ!!روف الص!!عبة ال!!تي‬
‫نمر بها خالل أزمة كورونا التي حلت بالعالم أجمع‪ ،‬األستاذ الفاضل! زيد حسين‪.‬‬
‫وإ لى ك ! !!ل من س! !!اهم س ! !!واء ب ! !!الرأي أو اإلف ! !!ادة أو النص ! !!ح في إث ! !!راء ه! !!ذا البحث‬
‫وجه‪.‬‬ ‫العلمي حتى اكتمل على أفضل‬

‫﴾ بسم اهلل الرحمان الرحيم﴿‬


‫إهداء‬
‫الحمد اهلل الذي انار لنا الطريق و كان لنا خير عون‪ ،‬الى أغلى م!!ا نمل!!ك في ه!!ذه‬
‫الدنيا ‪،‬الى من كان‬
‫سبب في وجودنا على هذه األرض ولدينا أطال اهلل في أعمارهم ‪.‬‬
‫الى كل العائلة الكريمة ‪ ،‬الى كل األصدقاء القريب! منهم والبعيد‬
‫الى كل من ساهم وساعدنا في اتمام هذا العمل‬
‫اليهم جميعا نهدي هذا العمل تقديرا وعرفانا بالجميل ‪.‬‬
‫ملخص الدراسة ‪:‬‬
‫ه !!دفت الدراسة الى التع !!رف! على العالق !!ة بين قل !!ق المس !!تقبل و التواف !!ق النفس !!ي ل !!دى الطلب !!ة الج !!امعيين‬
‫المقبلين على التخرج‪ .‬التعرف على الفروق بين الذكور! واالناث في قلق المستقبل لدى الطلبة الجامعيين‬
‫المقبلين على التخ!!رج‪ ،‬ومعرف!!ة الف!!روق بين ال!!ذكور واالن!!اث في التواف !ق! النفس!!ي ل!!دى الطلب!!ة الج!!امعيين‬
‫المقبلين على التخرج‪.‬‬
‫ولجم!!ع البيان!!ات س!!يتم تط!!بيق مقي!!اس قل!!ق المس!!تقبل لــ محم!!د عب!!د الت!!واب مع!!وض و عب!!د العظيم محمد‪،‬‬
‫ومقي!!!اس التواف !!ق! النفس!!!ي من إع!!!داد زينب محم!!!ود ش!!!قير على عين !!ة من الطلب !!ة المقبلين على التخ!!!رج‪،‬‬
‫باتباع المنهج الوصفي بأسلوبي! االرتباط! و المقارنة‬
‫وكانت النتائج المتوقعة كمايلي‪:‬‬
‫‪.1‬وج ! ! !ود عالق! ! !!ة ارتباطية بين قل! ! !!ق المس! ! !!تقبل والتواف! ! !!ق النفسي ل! ! !!دى الطلب! ! !!ة الج! ! !!امعيين المقبلين على‬
‫التخرج‪.‬‬
‫‪.2‬وجود فروق! بين الذكور! واالناث في قلق المستقبل لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‪.‬‬
‫‪.3‬وجود فروق! بين الذكور! واالناث في التوافق النفسي لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬قلق المستقبل‪ ،‬التوافق النفسي‪ ،‬الطالب الجامعي‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The study aimed to identify the relationship between the future anxiety and‬‬
‫‪psychological adjustment among university students coming to graduate. to‬‬
‫‪identify the differences between males and females in the future anxiety of‬‬
‫‪university students coming to graduate and to know the differences between‬‬
‫‪males and females in the psychological adjustment of university student coming‬‬
‫‪to graduate .‬‬
‫‪To collect the data the future anxiety measure of mohamed abdul tawab mouwad‬‬
‫‪and abdul azim mhammed and the psychological adjustment measure prepared‬‬
‫‪by zainad mahmoud shuqir will be applied to a coming to graduate by following‬‬
‫‪the descriptive approche with correlation and comparison methods.‬‬
‫‪The expected results were as follows‬‬
‫‪1.there is a correlation between the anxiety of the future and the psychological‬‬
‫‪adjustment of university students who are coming to graduate.‬‬
2.there are differences between males and females in the future anxiety of
university students who are coming to graduate.
3.there are differences between males and females in the psychological
adjustment of university students who are coming to graduate .
Keywords: Future anxiety, Psychological adjustment, University student.
‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫المحتويات‬
‫شكر وتقدير‬
‫إهداء‬
‫ملخص الدراسة باللغة العربية‬
‫ملخص الدراسة باللغة االنجليزية‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس الجداول‬
‫فهرس المالحق‬
‫مقدمة‪ .............................................................................................‬أ‬
‫الجانب النظري‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكالية الدراسة ومنطلقاتها‬
‫أوال‪ .‬أهداف الدراسة ‪.................................................................. ............‬‬
‫ثانيا‪.‬أهمية الدراسة‪....................................................................... .........‬‬
‫ثالثا‪ .‬إشكالية الدراسة‪........................................................... ..................‬‬
‫رابعا‪ .‬تساؤالت الدراسة‪........................................................ ................. .‬‬
‫خامسا‪ .‬فرضيات الدراسة‪......................................................... ...........….‬‬
‫سادسا‪ .‬التعريف اإلجرائي! لمفاهيم الدراسة…………‪................................ .............‬‬
‫سابعا‪ .‬الدراسات السابقة‪......................................................... .............. .‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬قلق المستقبل‬
‫تمهيد‬
‫أوال‪ .‬مفهوم قلق المستقبل ‪.....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ .‬التصورات! النظرية لقلق المستقبل ‪........................................................‬‬
‫ثالثا‪ .‬أعراض قلق المستقبل ‪...................................................................‬‬
‫رابعا‪ .‬أسباب قلق المستقبل ‪...................................................................‬‬
‫خامسا‪ .‬سمات ذوي قلق المستقبل ‪.................................... ........................‬‬
‫خالصة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التوافق النفسي‬
‫تمهيد‬
‫أوال‪ .‬مفهوم التوافق! النفسي‬
‫ثانيا‪ .‬المصطلحات المتداخلة مع التوافق! النفسي ‪...................................................‬‬
‫ثالثا‪ .‬النظريات المفسرة للتوافق! النفسي‪........................................................‬‬
‫رابعا‪ .‬أهمية التوافق النفسي ‪........................................................................‬‬
‫خامسا‪ .‬أبعاد و معاييرالتوافق النفسي ‪................................................................‬‬
‫سادسا‪ .‬أساليب التوافق النفسي ‪.......................................................................‬‬
‫سابعا‪ .‬مجاالت و عوائق التوافق! النفسي‪.............................................................‬‬
‫خالصة‪.‬‬
‫الجانب الميداني‬

‫الفصل الرابع‪:‬إجراءات الدراسة الميدانية‬


‫تمهيد‬
‫أوال‪ .‬منهج الدراسة ‪....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ .‬حدود الدراسة ‪................................................................‬‬
‫ثالثا‪ .‬األدوات المستخدمة في الدراسة ‪....................................................‬‬
‫رابعا‪ .‬األساليب اإلحصائية المستخدمة في الدراسة ‪.........................................‬‬
‫خالصة‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬عرض نتائج الدراسة ومناقشتها‬


‫النتائج المتوقعة ومناقشتها! ‪....................‬‬
‫خالصة‪..................................‬‬
‫إقتراحات‪......................‬‬
‫‪-‬قائمة المراجع‪.‬‬
‫‪ -‬المالحق‪.‬‬
‫فهرس الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم!‬
‫العبارات الموجبة و السالبة في مقياس قلق المستقبل‬ ‫‪01‬‬
‫توزيع لفقرات مقياس التوافق! النفسي على المحاور‬ ‫‪02‬‬
‫صدق االتساق! الداخلي‪ ،‬ارتباط البعد بالدرجة الكلية لمقياس التوافق النفسي‬ ‫‪03‬‬
‫الثبات باستخراج معامل التجانس لمقياس التوافق! النفسي‬ ‫‪04‬‬

‫فهرس المالحق‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الملحق‬ ‫الرقم!‬
‫مقياس قلق المستقبل‬ ‫‪01‬‬
‫مقياس التوافق النفسي‬ ‫‪02‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعيش االنس !!ان في عص !!ر مليء ب! !التغيرات في مختل !!ف المي !!ادين السياس !!ية واالقتص !!ادية واالجتماعي !!ة و‬
‫الثقافية و التعليمية‪ .‬وهذه التغيرات المتسارعة قد تستثير لدى األفراد! قلقا حول مستقبلهم‪ ،‬فهم يتوجس !ون‬
‫و ي !ترقبون لم!!ا ق!!د يحص!!ل معهم في األي!!ام القادم!!ة‪ ،‬و يك!!ون ذل!!ك مص!!حوبا! بع!!دم االطمئن!!ان‪ ،‬مم!!ا يجعل‬
‫الف !!رد يفك !!ر في مس !!تقبله وم !!ا س !!يؤول! إلي !!ه في ظ !!ل ظ !!روف! حياتي !!ة متغ !!يرة تحص !!ل خالله !!ا أم !!ور! غ !!ير‬
‫متوقع!!ة قد تس!!بب ل!!ه آالما و ت!!وترا يجعل!!ه يش!!عر بالفش!!ل في تحقي!!ق إنجازات!!ه و إش!!باع حاجاته‪ ،‬فيعيش‬
‫الفرد في حالة عدم االنسجام و عدم التناغم‪.‬‬
‫وقلق! المستقبل اضطراب نفسي المنشأ ناتج عن خ!برات غ!!ير س!ارة ت!ترافق م!!ع تش!ويه وتحري!!ف إدراكي‬
‫عرفي للواق!ع ولل!ذات باستحض!!ار! ذكري!ات وخ!برات الماض!ي غ!ير الس!ارة م!ع تض!خيم! الس!لبيات وتجاه!ل‬
‫اإليجابي!!ات لل!!ذات والواق!!ع‪ ،‬ك!!ل ه!!ذا يجع!!ل الف !!رد في حال!!ة من الت!!وتر! وع!!دم االس!!تقرار‪ ،‬فيدفع!! ه للعج !!ز‬
‫وتعميم الفش!!!ل وإ لى حال !!ة من التش !!اؤم! وقل!!!ق التفك!!!ير في المس !!تقبل والخ !!وف! من المش !!كالت االجتماعي !!ة‬
‫واالقتص! !!ادية واألفك!!!ار اللاعقالني! !!ة‪ .‬إن القل! !!ق ال!!!ذي يع! !!اني من !!ه الط !!الب الج! !!امعي ل !!ه ت!!!أثير س!!!لبي على‬
‫شخص!!يته ومس!!تقبله وكلم!!ا زادت درج!!ة قل!!ق المس!!تقبل أو ع!!دم الق!!درة على تحدي!!د م!!ا يري!!ده اإلنس!!ان ف!!إن‬
‫ذل!!ك يس!!هم في إح!!داث العدي!!د من االض!!طرابات! النفس!!ية ل!!دى الش!!باب الج!!امعي (الرش!!يدي‪ ! ،2017 ،‬ص‬
‫‪.)64‬‬
‫ومن بين االض !!طرابات ال !!تي تص !!يب الط !!الب الج !!امعي س !!وء التواف! !ق! النفسي‪ ،‬حيث أن التواف !!ق النفس !!ي‬
‫إحدى ركائز الصحة النفسية لما له من أثر كبیر في فترة حیاة الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام‪.‬‬
‫والتواف !ق! مفه !!وم ج !!وهري وحس !!اس في علم النفس حیث یهتم ه!!ذا األخ!!ير بدراس!!ة الج !!انب الس !!يكولوجي‬
‫للف!!رد بمختل!!ف أبع!!اده وله!!ذا تناولن!!ا في هات!!ه الدراس!!ة كال الموض!!وعين قل!!ق المس!!تقبل والتواف!!ق النفس!!ي‬
‫لتوضيح العالقة بينهما‪.‬‬
‫حيث تناولن !!ا في الفص !!ل األول مش !!كلة الدراس !!ة ومنطلقاته! !ا! ‪ ،‬ثم في الفص !!ل الث !!اني قل !!ق المس !!تقبل حيث‬
‫تطرقنا! إلى مفهومه و التصورات! النظرية له ‪ ،‬أعراضه ‪ ،‬أساليبه و أخيرا سمات ذوي قلق المستقبل ‪.‬‬
‫أم!!ا بالنس!!بة للفص!!ل الث!!الث ال!!ذي تطرقن!ا! في!!ه للتواف!ق! النفس!!ي من حيث مفهوم!!ه و المص!!طلحات المتداخل!!ة‬
‫مع التوافق! النفسي‪ ،‬أهميته ‪ ،‬أبعاده ‪ ،‬معاييره ‪ ،‬أـساليبه ‪ ،‬عوائقه و أخيرا مجاالته‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكالية الدراسة ومنطلقاتها‬
‫أوال‪ .‬أهداف الدراسة‬
‫ثانيا‪ .‬أهمية الدراسة‬
‫ثالثا‪ .‬إشكالية الدراسة‬
‫رابعا‪ .‬تساؤالت الدراسة‬
‫خامسا‪ .‬فروض الدراسة‬
‫سادسا‪ .‬التعريف اإلجرائي لمفاهيم الدراسة‬
‫سابعا‪ .‬الدراسات السابقة‬
‫أوال‪ .‬أهداف الدراسة‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬التع ! ! !!رف على العالق ! ! !!ة بين قل ! ! !!ق المس ! ! !!تقبل والتواف! ! ! !ق! النفسي ل ! ! !!دى الطلبة الج ! ! !!امعيين المقبلين على‬
‫التخرج‪.‬‬
‫‪ .2‬التع !!رف على الف !!روق! بين ال !!ذكور واالن !!اث في قل !!ق المس !!تقبل ل !!دى الطلب !!ة الج !!امعيين المقبلين على‬
‫التخرج‪.‬‬
‫‪ .3‬التع!!رف! على الف!!روق! بين ال!!ذكور! واالن!!اث في التواف!!ق النفس!!ي ل!!دى الطلب!!ة الج!!امعيين المقبلين على‬
‫التخرج‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬أهمية الدراسة‬


‫تتمثل أهمية الدراسة في أهمية المتغيرات التي تناولتها! حيث أن‪:‬‬
‫قلق المستقبل‪:‬‬
‫باعتب!!!اره ي!!!ؤثر على كاف!!!ة ج!!!وانب الف!!!رد النفس!!!ية ‪،‬االجتماعي !!ة و الس !!لوكية‪ ،‬و حيث يعت!!!بر داف!!!ع و ق!!!وة‬
‫محرك!!ة للف!!رد ‪ ،‬ف!!الفرد ال!!ذي يمل!!ك درج!!ة عادي!!ة من قل!!ق المس!!تقبل ال!!تي تك!!ون هي ب!!دورها المحف!!زة ل!ه‬
‫في البحث و تحقي !!ق م !!ا يطمح ل !!ه ‪،‬و ك !!ذلك قل !!ق المس !!تقبل ي !!ؤثر على الحي !!اة الفردي !!ة للش !!خص و ك !!ذلك‬
‫مواقف!!ه و على توقع!!ه لم!!ا س!!يحدث مس!!تقبال و من ه!!ذا المنطل!!ق سيس!!ير حاجيات!!ه فيم!!ا بع!!د ه!!ذا ان اث!!ر‬
‫بالطريقة ايجابية ‪ ،‬اما ان اثر بالطريقة سلبية فانه قد يصبح قل!!ق المس!!تقبل عام!!ل مه!!دد لطمأنين!!ة الف!!رد و‬
‫ثقته بذاته و بامكانياته و طريقة تعامله مع االحداث‪.‬‬
‫التوافق النفسي‪:‬‬
‫عملية هامة و ضرورية للمحافظ!!ة على اس!!تمرارية التكي!!ف م!!ع االح!!داث ال!تي تص!!يب الف!!رد في واقع!!ه و‬
‫التي نادرا ما تكون ثابت!ة و بم!ا ان االح!داث في تغ!ير دائم فه!ذا م!ا يس!تدعي ظه!ور مص!طلح دائم!ا م!ا‬
‫يقترن مع التوافق و الذي يتمثل في التكيف و الذي يعتبر عملية ضرورية في التوافق! النفسي و بالتالي‬
‫ف!!ان الص!!حة النفس!!ية م!!ا هي اال دلي!!ل اح!!داث تواف!!ق بين ذات!!ه و م!!ع بيئت!!ه و ه!!ذا م!!ا ي!!ؤدي ب!!ه الى حي!!اة‬
‫سعيدة و خالية من االزمات النفسية و مستوى عالي من االتزان العاطفي والعقلي و االنفعالي ‪.‬‬
‫الطلب ة الج امعيين المقبلين على التخ رج‪ :‬حيث تعتبر فئ! !!ة الش! !!باب اس! !!اس بن! !!اء المجتمع! !!ات و رقيها!‪،‬‬
‫فالطالب المقبل على التخ!رج‪ ،‬مقب!ل على حي!اة مهني!ة وهي ليس!ت لذات!ه فق!ط ب!ل تعت!بر اس!لوب و طريق!ة‬
‫لتط!!وير! مجتمع!!ه و تط!!وير! بل!!ده‪ ،‬ف!!إذا وص!!ل الط!!الب الج!!امعي المقب!!ل على التخ!!رج الى درج!!ة عالي!!ة من‬
‫التواف! !ق! النفس !!ي و درج !!ة عادي !!ة من قل !!ق المس !!تقبل يمكنن !!ا ب !!ذلك ان نب !!ني ش !!ابا طموح! !ا! و مس !!تعدا لح !!ل‬
‫مشاكله و التأقلم! مع بيئته خاصة العملية مستقبال ‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬إشكالية الدراسة‬


‫يعد التعليم الجامعي من أهم المراحل التعليمية‪ ،‬و ينال كثيرا من العناية و االهتمام في معظم دول العالم‬
‫مم! !!ا يؤدي! !!ه من دور ه! !!ام في مج! !!ال التنمي! !!ة البش! !!رية و االجتماعي! !!ة و االقتص! !!ادية لألمم‪ ،‬حيث تتفاع! !!ل‬
‫الجامع!!ات م!!ع المجتم!!ع في البحث عن حاجيات!!ه و توف!!ير! متطلبات!!ه و ذل!!ك من خالل تك!!ريس جهوده!!ا في‬
‫إعداد أفراد تعتمد عليهم الشعوب في نهض!!تها و بنائه!!ا‪ ،‬ل!ذا ف!!إن تحلي!!ل الواق!ع الح!الي للتعليم الج!!امعي ل!ه‬
‫عقبات و حواجز تعيق مسيرة الطلبة الدراسية أيا كانت نوعيتها( أكاديمي!!ة‪ ،‬اقتص!!ادية‪ ،‬أخالقي!!ة) و ال!!تي‬
‫قد تؤثر على أداء أدوارهم! بصفة كامنة خاصة هذه الفئة العمرية التي يغلب عليها روح التض!حية وال!تي‬
‫تعود بالسلب على الجانب النفسي لديهم‪ ،‬هذا مايؤدي! إلى ما يعرف بسوء التوافق النفسي الذي قد ي!!ؤثر!‬
‫على إمكانياتهم! و أدائهم لألدوار! المأمولة منهم‪.‬‬
‫إن الطلب!!ة الج!!امعيين يفك!!رون في الغ!!د بش!!كل دائم ومستمر نحو القض!!ايا المس!!تقبلية ال!!تي من المتوقع! أن‬
‫يواجهوها بعد تخرجهم‪ ،‬فالحصر األكبر ال!!ذي يش!!غلهم ه!!و قل!!ق المس!!تقبل‪ ،‬ال!!ذي يحجب الرؤي!!ة الواض!!حة‬
‫عن إمكانياته ويفشل قدراته‪ ،‬وبالتالي! يعيق وضع أهداف واقعي!!ة تتف!!ق م!!ع طموحات!!ه في تحقي!!ق األه!!داف‬
‫المستقبلية التي تحقق له السعادة (بو لعسل ‪ ،2014‬ص ‪.)3‬‬
‫إن قلق المستقبل حسب "كاجان" ‪« 1972‬هوشعور غامض غير س!!ار يص!!حبه ه!!اجس‪ ،‬يك!!ون ش!!يء غ!ير‬
‫مرغوب فيه على وشك الح!!دوث‪ ،‬وأن!!ه غ!!ير واقعي مع!!ني بم!!ا يج!ري اآلن في المس!!تقبل"‪ .‬وبالت!!الي يمكن‬
‫تص!!ور قل!!ق المس!!تقبل بأن!!ه حال!!ة من الغم!!وض و الهل!!ع بش!!أن التغ!!يرات المتوق!ع! ح!!دوثها مس!!تقبال كح!!دوث‬
‫أمر سيئ‪.‬‬
‫إن أغلب م!!ا يث!!ير القل!!ق عن!!د الم!!راهقين و الش!!باب ه!!و المس!!تقبل ‪ ،‬و ه!!ذا راج!!ع إلى بعض المخ!!اوف! أو‬
‫المشاكل أو العقبات‪ ،‬كذلك نتيجة لغياب األمن النفسي في المجتمع فيشعر! بأن!!ه منف!!رد ألن فق!!دان اإلنس!!ان‬
‫لذات !!ه يجعل !!ه ال يش !!عر باألم !!ان و ينتاب !!ه القلق (ب !!و لعس! !ل‪،2014 ،‬ص‪ ،)3‬ول !!ذلك نج !!د من المهم إش !!باع‬
‫حاجات !!ه و تحقي !!ق أهدافه ليص !!بح س !!ويا نفس !!يا اجتماعي !!ا منتج !!ا إيجابي !!ا في مجتمع !!ه‪ ،‬و في حال !!ة ح !!دوث‬
‫عكس ذلكمن الممكن أن يؤثر بش!كل كب!ير على الص!حة النفس!ية ل!دى الط!الب مم!ا ي!ؤدي ب!ه إلى الت!وتر و‬
‫هو ما يسمى بسوء التوافق النفسي‪.‬‬
‫ففي دراسة سمين (‪ )2001‬حول قلق المستقبل وعالقته بمفهوم الذات لدى طلبة الجامع!!ة المستنص!!رية ‪،‬‬
‫حيث تبين وجود مستوى أعلى من المتوسط! في قلق المستقبل لدى الذكور و االناث ‪.‬‬
‫ويعتبر التوافق! النفسي من متطلبات البيئة الطبيعي!!ة واالجتماعي!ة ويتض!!من إش!!باع الف!!رد لحاجيات!!ه النفس!!ية‬
‫وتقبله لذاته و استمتاعه بعالقات اجتماعية حميمة والمشاركة في األنشطة االجتماعية المختلفة مما يعني‬
‫استمتاعه بحياة خالية من التوترات! والصراعات واالضطرابات النفسية‪.‬‬
‫ويمكن فهم عملي!!ة التواف !ق! النفس!!ي من خالل عملي!!ات أساس!!ية هي الدينامي!!ة وتص!!ور األش!!خاص و نم!!ط‬
‫التجارب و دينامية الذات المنبثقة عن العالقات مع الناس التي تعم!ل بإيجابي!ة لحماي!ة النفس من القل!ق أو‬
‫تعمل بسلبية لتتماشى! مع الثقافة السائدة التي تكون مغايرة لرغبة الفرد (رجاء عثمان‪ ،2017 ،‬ص‪.)2‬‬
‫ففي دراس! !!ة ص! !!الح ال! !!دين أحم! !!د الجم! !!اعي (‪ )2000‬ح! !!ول االغ! !!تراب النفس! !!ي و االجتم! !!اعي و عالقت! !!ه‬
‫بالتوافق! النفسي و االجتماعي لدى الطالب اليمنيين و الطالب العرب من الجامعات اليمني!ة‪ ،‬ت!!بين وج!!ود‬
‫عالقة ارتباطية سالبة بين االغتراب النفسي و التوافق النفسي لدى الطالب العرب و اليمنيين‪.‬‬
‫ففي ح!!دود علم الطالب!!ات ال توج!!د دراس!!ة تن!!اولت قل!!ق المس!!تقبل في عالقت!!ه ب!!التوافق النفس!!ي ل!!دى الطلب!!ة‬
‫الجامعيين المقبلين على التخرج ماعدا دراسة بولعسل روميسة ‪ ،‬لذلك جاءت ه!!ذه الدراس!!ة لالجاب!!ة على‬
‫التساؤالت التالية‪:‬‬
‫رابعا‪ .‬تساؤالت الدراسة‬
‫‪ .1‬ه!!ل توج!!د عالق!!ة ارتباطية بين قل!!ق المس!!تقبل والتواف !ق! النفسي ل!!دى الطلب!!ة الج!!امعيين المقبلين على‬
‫التخرج؟‬
‫‪ .2‬هل توجد فروق! بين الذكور! واالناث في قلق المستقبل لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج؟‬
‫‪ .3‬هل توجد فروق! بين الذكور! واالناث في التوافق النفسي لدى الطلب!ة الج!امعيين المقبلين على التخ!رج‬
‫؟‬
‫خامسا‪ .‬فرضيات الدراسة‬
‫‪ .1‬توج ! !!د عالق ! !!ة ارتباطية بين قل ! !!ق المس ! !!تقبل والتواف ! !!ق النفسي ل ! !!دى الطلب ! !!ة الج ! !!امعيين المقبلين على‬
‫التخرج‪.‬‬
‫‪ .2‬توجد فروق بين الذكور واالناث في قلق المستقبل لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‪.‬‬
‫‪ .3‬توجد فروق بين الذكور واالناث في التوافق! النفسي لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‪.‬‬

‫سادسا‪ .‬التعريف اإلجرائي لمفاهيم الدراسة‬


‫‪ .)1‬قلق المستقبل‬
‫حال!!!ة انفعالية غ!!!ير س!!!ارة يع !!ود ج !!زء منه !!ا إلى الوراث!!!ة‪ ،‬متعلم !!ة في الغ !!الب ويرافقه! !ا! الخش!!!ية والت!!!وتر‬
‫والتن!!اقض والخ!!وف من المجه!!ول على المس!!تقبل‪ ،‬وه!!ذه األم!!ور! ال مس!!وغ! له!!ا من الناحي!!ة الموض !!وعية‬
‫ولكن ص !!احبها! يس !!تجيب له كم !!ا ل !!و أنه !!ا تمث !!ل خط ! ً!را ملم !!ا‪ ،‬أو مواق !!ف تص !!عب مواجهته !!ا (ب !!و لعس! !ل‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.)36‬‬
‫ويعرف إجرائيا بالدرجة التي يتحصل عليها الطالب على استبيان قلق المس تقبل من إع داد محم د عب د‬
‫التواب معوض و سيدعبد العظيم محمد‪.‬‬

‫‪ .)2‬التوافق النفسي‬
‫يعرف "حامد زهران" التواف!ق! النفس!ي بأنه م!رادف للتواف!ق الشخص!ي‪ ،‬يع!ني الس!عادة عن النفس والرض!ا‬
‫عنها‪ ،‬وإ ش!!باع لل!!دوافع الفطري!!ة األولية (الداخلي!!ة) وال!!دوافع الثانوية المكتس!!بة (الخارجي!!ة) وبالت!!الي! يع!!بر‬
‫عن السالم الداخلي‪ ،‬كما يتضمن التوافق! مطالب النمو في مختلف المراحل العمرية المتتابعة"‪.‬‬
‫ويع رف إجرائي ا بالدرج ة ال تي يتحص ل عليه ا الط الب على اس تبيان التواف ق النفسي من إع داد زينب‬
‫محمود شقير‪.‬‬

‫سابعا‪ .‬الدراسات السابقة‬


‫في ح!!!دود علم الطالب!!!ات ال توج!!!د دراس!!!ات تن!!!اولت متغ!!!يري! الدراس !!ة‪ :‬قلق المس !!تقبل والتواف!!!ق النفس!!!ي‬
‫وعالقتهما ببعض لدى الطلبة المقبلين على التخرج ما عدا دراسة واحدة‪.‬‬
‫لذلك سيتم تقسيم الدراسات السابقة إلى ثالثة محاور‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬الدراسات التي تناولت قلق المستقبل وعالقته ببعض المتغيرات‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬الدراسات التي تناولت التوافق! النفسي وعالقته ببعض المتغيرات‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬الدراسات التي تناولت قلق المستقبل وعالقته بالتوافق النفسي‪.‬‬

‫‪ .)1‬المحور األول‪ :‬الدراسات التي تناولت قلق المستقبل وعالقته ببعض المتغيرات‪:‬‬
‫‪‬ﺩﺭﺍﺳﺔ هيام زياد عابد (‪:)2015‬‬
‫ﺑﻌنوﺍﻥ‪ !:‬ﻗﻠﻖ' ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ' ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍلذﺍﺕ ﻭﻣﺴتوﻯ! الطم!!وح ل!!دﻯ طلب!!ة ﺍﻟﺜﺎنوية ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ في ﻣﺤﺎفظة‬
‫ﻏﺰﺓ‪.‬‬
‫‪‬ﺃهدﺍﻑ الدراسة‪ :‬هدفت ﺍلدﺭﺍﺳﺔ إﻟﻰ‪:‬‬
‫‪‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ العالقة ﺑﻴﻦ' ﻗﻠﻖ' ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ' ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍ ل!!ذﺍﺕ ﻭمستوﻯ! الطموح ل!!دى طلب!!ة ﺍﻟﺜﺎنوية ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫في ﻣﺤﺎفظة شرق! ﻏﺰﺓ‪.‬‬
‫‪‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻗﻠﻖ' ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ' ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ال!!ذات ﻭ مس!!توﻯ! ﺍلطموﺡ ل!!دﻯ طلبة ﺍﻟﺜﺎنوية ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫مديرية ﺷﺮﻕ ﻏﺰﺓ‪.‬‬
‫‪‬ﺍﻟﻜﺸﻒ' ﻋﻦ' ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﻓﻲ ﻗﻠﻖ' ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ' ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ الذات ﻭ مستوى ﺍلطموﺡ لدى طلب!ة ﺍﻟﺜﺎنوية ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫مديرية ﺷﺮﻕ ﻏﺰﺓ ﺗﺒﻌا ﻟﻤﺘﻐير (الجنس والفرع والتحصيل الدراسي)‪.‬‬
‫‪‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ‪ :‬الوصفي ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ‪.‬‬
‫‪‬ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟدراسة‪ :‬بلغت عينة الدراسة (‪ )220‬طالبا من الثانوية العامة‪.‬‬
‫‪‬أدوات الدراسة‬
‫‪0003.‬ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬
‫‪‬ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ الذات‪.‬‬
‫‪‬مقياس مستوى الطموح‪.‬‬
‫‪‬ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍلدرﺍﺳﺔ‬
‫توجد ﻋﻼﻗﺔ ﺩﺍﻟﺔ إحصائيا! ﺑﻴن ﻗﻠﻖ' ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ الذات لدى! طلبة! الثانوية! ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣحافظة‬
‫ﺷﺮﻕ ﻏﺰﺓ‪ ،‬ﻛﻤﺎ توجد عالقة ﺑﻴﻦ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ مستوى الطموح‪.‬‬

‫‪‬دراسة سارة قرارة‪ ،‬نور بقة (‪.)2018‬‬


‫ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ‪ :‬ﻗلق ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻋﻼﻗته بالتوجه نحوﺍﻟﺤﻴﺎﺓ "ﺩﺭﺍﺳﺔ ميدانية ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺔ الوالئية ﻟﻜﺎﻓﻞ ﺍﻟﻴﺘيم"‪.‬‬
‫‪‬أهداف الدراسة‬
‫‪‬التعرف علىﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ قلق ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﺍﻟتوجه نحوﺍﻟﺤﻴﺎﺓ لدى تالميذ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﺑﺠﻤﻌﻴﺔ ﻛﺎﻓﻞ اليتيم‪.‬‬
‫‪‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺑﻴﻦ الذكور! واإلناث ﻓﻲ ﻣﺴتوى ﻗﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ بالجمعية اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻟﻜﺎﻓﻞ اليتيم‪.‬‬
‫‪‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ‪ :‬ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ‪.‬‬
‫‪‬عينة الدراسة ‪:‬شملت عينة الدراسة (‪ )30‬تلميذ وتلميذة‪ ،‬تم ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫم! ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻟﻜﺎﻓﻞ اليتيم‬
‫ﺑﺎﻟﺠﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫‪‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫‪‬ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬
‫‪‬ﻣﻘﻴﺎﺱﺍﻟتوﺟﻪ ﻧحوﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‪.‬‬
‫‪‬نتائج الدراسة‪ :‬هناك عالقة بين قلق المستقبل والتوجه نحو الحياة تعزى لمتغير الجنس‪.‬‬

‫‪‬ﺩﺭﺍﺳﺔ أشرف محمد حجاب ابراهيم‪)2019( -‬‬


‫ﺑﻌنوان‪ :‬االغتراب ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻘﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ لدى طلبة جامعة القدس المفتوحة فرع طولكرم‪.‬‬
‫‪‬أهداف الدراسة‪ :‬هدفت هذه الدراسة إﻟﻰ‪:‬‬
‫‪‬ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴتوى! االغتراب ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭ! ﻗﻠﻖﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ' ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ بينهما ل !!دى طلب !!ة جامعة الق !!دس المفتوحة‬
‫فرع طولكرم‪.‬‬
‫‪‬ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟفروق! ﺑﻴﻦ' متوسطات ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ! ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍلدراسة ﻓﻲمستوى! ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻭ! ﻗﻠﻖﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ' ﺗﺒﻌﺎ‬
‫ﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ (الجنس‪ ،‬ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ‪،‬المعدل التراكمي)‪.‬‬
‫‪‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ‪ :‬الوصفي االرتباطي‪.‬‬
‫‪‬ﻋﻴﻨﺔالدراسة‪ :‬تك! ! !!ونت من (‪ )300‬وهم يمثلونم ! ! !ا! نس! ! !!بته (‪ )%10‬تقريب! ! !!ا من المجتم! ! !!ع‪ ،‬تم اختي! ! !!ارهم‬
‫بطريقة عشوائية طبقية تبعا لمتغير الجنس والكلية‪.‬‬
‫‪‬ﺃﺩﻭﺍﺕالدراسة‬
‫‪‬ﻣﻘﻴﺎﺱﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ النفسي‪.‬‬
‫‪‬ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬
‫‪‬ﻧﺘﺎﺋﺞ الدراسة‬
‫وجود ﻋﻼﻗﺔ ارتباطية ﺑﻴﻦﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ لدى طلبة الجامعة إذ جاءت ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ طردية‬
‫موجبة‪.‬‬
‫‪ .)2‬المحور الثاني‪ :‬الدراسات التي تناولت التوافق النفسي وعالقته ببعض المتغيرات‪:‬‬
‫‪‬دراسة فتيحة حشود (‪)2017‬‬
‫بعنوان‪ :‬عالقة التوافق! النفسي بمستوى الطموح لدى تالميذ المرحلة الثانوية " دراس!ة ميداني!ة على عين!ة‬
‫من تالميذ المرحلة الثانوية بالحجيرة "‪.‬‬
‫‪‬أهداف الدراسة‪ :‬هدفت الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪‬الكش!!ف عن العالق !!ة االرتباطي!!ة بين ك!!ل من التواف !!ق النفس !!ي ومس!!توى الطم!!وح ل!!دى تالمي !!ذ المرحل!!ة‬
‫الثانوية‪.‬‬
‫‪‬التعرف على مستوى التوافق النفسي ومستوى! الطموح لدى تالميذ المرحلة الثانوية‪.‬‬
‫‪‬المنهج‪ :‬الوصفي‪.‬‬
‫‪‬عينة الدراسة‪ :‬الدراسة شملت عينة بلغ ع!ددها (‪ )270‬من مجتم!ع الدراس!ة األص!لي ال!ذي بل!غ (‪)462‬‬
‫تلميذ وتلميذة من التعليم الثانوي‪.‬‬
‫‪‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫‪‬مقياس التوافق النفسي لميرفت! عبد ربه مقبل ‪.2003‬‬
‫‪‬مقياس مستوى! الطموح لصالحي هناء ‪.2013‬‬
‫‪‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين التوافق! النفسي ومستوى الطموحل!دى! تالمي!!ذ المرحل!!ة الثانوي!!ة وهي‬
‫تدل على أنه كلما ارتفع التوافق النفسي كلما ارتفع مستوى! الطموح لدى تالميذ المرحلة الثانوية‪.‬‬
‫‪‬دراسة نجيبة منصر (‪:)2017‬‬
‫بعنوان‪ :‬مفهوم الذات وعالقته بالتوافق! النفسي لدى الطالب الجامعة‪.‬‬
‫‪‬أهداف الدراسة‪ :‬هدفت الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪‬إثبات أو نفي العالقة بين مفهوم الذات والتوافق النفسي لدى الطالب الجامعي‬
‫‪‬إثبات أو نفي العالقة بين مفهوم الذات والتوافق النفسي الشخصي! لدى الطالب الجامعي‪.‬‬
‫‪‬المنهج‪ :‬الوصفي االرتباطي‪.‬‬
‫‪‬عينة الدراسة‪ :‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )101‬طالب وطالبة من جامعة ''حمه لخضر بالوادي''‪.‬‬
‫‪‬أدوات الدراسة‪ :‬قامت الباحثة ببناء استبيانين وهما‪:‬‬
‫‪‬استبيان مفهوم الذات‪.‬‬
‫‪‬استبيان التوافق النفسي‪.‬‬
‫‪‬نتائج الدراسة‬
‫توجد عالقة بي نمفهوم الذات والتوافق! النفسي‪.‬‬
‫‪‬دراسة الزبون محمد سليم وآخرون (السلحيات‪ ،‬فواز نايل عواد) (‪.)2017‬‬
‫بعنوان‪ :‬التوافق النفسي وعالقته بالتسامح لدى طالبات الجامعات األردنية‪.‬‬
‫‪‬أهداف الدراسة‪ :‬هدفت الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪‬معرفة العالقة بين التوافق! النفسي والتسامح لدى طلبة الجامعات األردنية‪.‬‬
‫‪‬التحقق من وجود عالقة ارتباطية بين التوافق النفسي والتسامح لدى طلبة الجامعات األردنية‪.‬‬
‫‪‬المنهج‪ :‬الوصفي االرتباطي‪.‬‬
‫‪‬عينة الدراسة‪ :‬تم اختيار عين!ة الدراس!!ة من ثالث جامع!!ات ممثل!!ة عن إقليم الش!!مال وإ قليم! الوس!!ط و إقليم‬
‫طالبا وطالبة‪.‬‬
‫الجنوب بلغ عدد أفرادها (‪ً )384‬‬
‫‪‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫استخدام! أداة مطورة لقياس درجة التوافق النفسي والتسامح على مقياس ليكرت الخماسي‪.‬‬
‫‪‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫أظهرت نتائج الدراسة أنها توجد عالقة ارتباطية بين التوافق النفسي والتسامح لدى الطلبة‪.‬‬

‫‪ .)3‬المح ور الث الث‪ :‬الدراس ات ال تي تن اولت قل ق المس تقبل وعالقت ه ب التوافق النفس ي ل دى الطلب ة‬
‫المقبلين على التخرج‬
‫‪‬دراسة بو لعسلروميسة (‪)2014‬‬
‫بعنوان‪ :‬قل!ق المس!!تقبل وعالقت!!ه ب!!التوافق النفس!!ي ل!!دى الطلب!!ة المقبلين على التخ!!رج (دراس!!ة ميداني!!ة ل!!دى‬
‫عينة من طالب السنة الثالثة ليسانس وسنة الثانية ماستر)‪.‬‬
‫‪-‬أهداف الدراسة‪ :‬هدفت الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪‬التع!!رف على طبيع!!ة العالق!!ة بين قل!!ق المس!!تقبل والتواف !ق! النفسي ل!!دى الطلب!!ة الج!!امعيين المقبلين على‬
‫التخرج‪.‬‬
‫‪‬معرفة الفروق بين الذكور واإلناث لكل من قلق المستقبل والتوافق النفسي‪.‬‬
‫‪‬المنهج‪ :‬وصفي ارتباطي‪!.‬‬
‫‪‬عينة الدراسة‪ :‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )100‬طالب وطالبة سنة ثالثة ليسانس وسنة ثانية ماستر‪.‬‬
‫‪‬أدوات الدراسة‪ :‬قامت الباحثة باستخدام! أداتين هما‪:‬‬
‫‪‬مقياس قلق المستقبل ل‪ :‬د‪/‬محمد عبد التواب معوض‪ ،‬ود‪/‬سيد عبد العظيم محمد‪.‬‬
‫‪‬مقياس التوافق النفسي ل‪ :‬سامية بوشاشي‬
‫‪‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫توجد عالقة ارتباطية بين قلق المستقبل والتوافق! النفسي‪.‬‬

‫التعقيب على الدراسات السابقة‪:‬‬


‫بع! !!د اس !!!تعراض الدراس !!!ات الس !!!ابقة ال! !!تي اقتص !!!رت! على ثالث دراس! !!ات ح! !!ول المتغ! !!ير األول ‪،‬وثالث‬
‫دراس!!ات ح!!ول المتغ!!ير الث!!اني ‪ ،‬إ ْذ لم نتحص!!ل وفي! ح!!دود اطالعن!!ا على دراس!!ات تن!!اولت كال المتغ!!يرين‬
‫والذي تناول‪ :‬قلق المستقبل وعالقته بالتوافق النفسي لدى الطلبة المقبلين على التخرج‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬الدراسات التي تناولت قلق المستقبل‬


‫من حيث الهدف‪:‬‬
‫فقد ه! ! ! !!دفت الدراسات العالقة بين قلق المس! ! ! !!تقبل والتوجه نحو الحي! ! ! !!اة لدى تالميذ األيت! ! ! !!ام بجمعية كافل‬
‫اليتيم‪.‬‬
‫وإ يجاد! عالقة ترابطية بين متغ!!ير الجنس و قل!ق المس!!تقبل ل!دى تالميذ األيت!ام بجمعية كاف!ل الي!تيم) دراسة‬
‫قرارة‪ ،‬بقة ‪.)2018،‬‬
‫أما عن العينة فقد شملت (‪ )30‬تلميذ وتلميذة ينتمون للجمعية الخيرية لكافل الي!!تيم و اعتم!!دوا في اختي!!ار‬
‫العين! !!ةعلى تقس! !!يم االس! !!تمارات! الخاصة بالتالمي !!!ذ على كال الجنس! !!ين أما مس! !!تواهما الدراسي في مرحلة‬
‫المتوسط و الثانوي ) دراسة قرارة وبقة ‪.)2018،‬‬
‫و بالنسبة للنتائج فقد أظهرت دراسة (قرارة وبقة‪ )2018،‬أنها كعالقة بين قلق المستقبل و التوجه نحو‬
‫الحياة تعزى بمتغير الجنس‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬الدراسات التي تناولت التوافق النفسي‪:‬‬


‫من حيث الهدف‪:‬‬
‫اش !!تركت الدراس !!ة في وج !!ود عالق !!ة دال !!ة إحص !!ائيا بين التواف !!ق النفس !!ي ومس !!توى! الطم !!وح ل !!دى تالمي !!ذ‬
‫المرحلة الثانوية و تتفق هذه النتيجة مع نتائج الدراسات (السمري ‪ ،1999‬صالح مرح!اب‪،1984‬كاميلي!ا‬
‫عبد الفتاح ‪ )1984‬والتي أشارت إلى وجود عالقة بين التوافق! النفسي ومستوى! الطموح‪.‬‬
‫بينما تتعارض مع دراسة (واكسلير!‪ ،2002‬ودراسة حمادي‪ )1993‬والتي أشارت إلى عدم وجود! عالقة‬
‫ارتباطية بين التوافق النفسي ومستوى! الطموح‪.‬‬
‫أما عن العينة‪:‬‬
‫لقد شملت (‪ )270‬من مجتمع الدراسة األصلي الذي بلغ (‪ )462‬تلميذ وتلمي!!ذة من التعليم الث!!انوي! أي أن‬
‫النس!!بة المئوي!!ة لعين!!ة الدراس!!ة هي (‪ )% 58،44‬وهي نس!!بة مقبول!!ة إذا تمت مقارنته!!ا بم!!ا اقترح!!ه بعض‬
‫المتخصصين في البحث والقياس والتقويم!‪.‬‬
‫و بالنسبة للنتائج‪:‬‬
‫فق!!!ط أظه!!!رت دراس!!!ة حش!!!ود فتيح!!!ة (‪ )2017‬على أن!!!ه توح !!د عالق !!ة ذات دالل !!ة إحص !!ائية بين التواف!!!ق‬
‫النفس!!ي ومس!!توى! الطم!!وح ل!!دى تالمي!!ذ المرحل!!ة الثانوي!!ة‪ ،‬كما ت!!بين أيض!!ا أن!!ه ال توج!!د ف!!روق ذات دالل!!ة‬
‫إحص!!ائية في مس!!توى! الطم!!وح ل!!دى تالمي!!ذ المرحل!!ة الثانوي!!ة تبع!!ا لمتغ!!ير الجنس أو لعام!!ل المس!!توى أو‬
‫لعامل التخصص‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬الدراسات التي تناولت قلق المستقبل وعالقته بالتوافق النفسي‪:‬‬
‫في ح!!دود علم الطالب!!ات فإن!!ه ال توج!!د دراس!!ات تن!!اولت عالق!!ة المتغ!!يرات الدراس!!ة يبعض!!ها! البعض‪ ،‬ع!!دا‬
‫دراسة واحدة وهي أقرب إلى دراستنا وهي دراسة بولعسل رميسة‪.‬‬
‫‪-‬حيث هدفت إلى التعرف على طبيعة العالقة بين قل!!ق المس!!تقبل والتواف!!ق النفسي ل!دى الطلب!!ة الج!!امعيين‬
‫المقبلين على التخرج‪.‬‬
‫‪-‬اعتمدت الدراسة على عينة تتكون من (‪ )100‬طالب وطالبة‪ ،‬سنة ثالثة ليسانس وسنة ثانية ماستر‪.‬‬

‫‪-‬قد توصلت الدراسة إلى وجود! عالقة ارتباطية بين قلق المستقبل والتوافق النفسي‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬قلق المستقبل‬
‫تمهيد‬
‫أوال‪ .‬مفهوم قلق المستقبل‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬التصورات النظرية لقلق المستقبل‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬أعراض قلق المستقبل‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬أسباب قلق المستقبل‪.‬‬
‫خامسا‪ .‬سمات ذوي قلق المستقبل‪.‬‬
‫خالصة‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يتطلع العنصر! البشري في هذا العصر إلى مستقبله بشكل كبير وهذا ما يجعل!!ه كث!!ير االنفع!!ال والقل!!ق في‬
‫مواجهته للحياة بكل جوانبها حيث اعتبر القلق من المستقبل أحد الهواجس ال!تي ت!!ؤرق المجتمع!ات ف!!أكثر‬
‫ما يخشاه الناس ه!و المجه!ول مم!ا ي!ؤدي بهم الى ال!دخول في اض!طرابات! نفس!ية خط!يرة حيث يع!د القل!ق‬
‫من المستقبل سمة نفسية ب!ارزة من خالل مجموع!ة التغ!يرات و المخ!اوف تع!بر عن الش!!عور الس!ائد بع!!دم‬
‫الثقة في المستقبل مما يؤدي إلى خطر على صحة األفراد! النفسية‪.‬‬
‫أوال‪ .‬مفهوم قلق المستقبل‬
‫‪ .)1‬تعريف القلق‪:‬‬
‫‪ -‬القلق لغة‪ :‬هو االنزعاج‪ ،‬وأقلق الشيء من مكانه حركه والقلق أال يستقر في مكان واحد‪.‬‬
‫ويع! !!رف الفي!!!ومي بقول!!!ه‪ :‬ه! !!و التعب واالض! !!طراب! واالنزع !!اج‪ ،‬أقلق! !!ه الهم وغ !!يره (حي !!در‪ ،2015،‬ص‬
‫‪.)279‬‬
‫‪ -‬القلق اصطالحا‪ :‬حالة من التوتر الشامل والمستمر! الذي يحدث للفرد نتيجة توقعه لخطر يه!!دده س!!واء‬
‫ك! !!ان ه! !!ذا الخط! !!ر حقيقي! !!ا آو رمزي! !!ا يص! !!احبه خ! !!وف غ! !!امض باإلض! !!افة إلى بعض األع! !!راض النفس! !!ية‬
‫والجسمية (الشرافي‪ ،2013،‬ص‪.)29‬‬
‫تع!!ددت تعريف!!ات القل!!ق وتن!!وعت لكن على ال!!رغم من اختالفه!!ا في بعض النق!!اط فان!!ه من اله!!ام اإلحاط!!ة‬
‫بها لتقديم صورة أكثر وضوحا وشموال للقلق‪.‬‬
‫فيعرفه فرويد‪ :‬أنه رد فعل لحالة من الخطر‪.‬‬
‫وتعرفه هورني‪ :‬عبارة عن خبرات مؤلمة تبدأ من!!ذ المراح!!ل األولى لنش!!أة الطف!!ل ومن!!ه تض!!ارب مش!!اعر‬
‫الوالدين نحوه وتفضيل أحدإخوته عليه آو رفضهم له آوإ نزال العقاب غير العادل به والسخرية منه‪.‬‬
‫وتعرف!!ه م!!اي (‪ :)1950‬أن!!ه رد فع!!ل لتهدي!!د يتص !ف! بع!!دم التناس!!ب م!!ع الخط!!ر الحقيقي ويتض!!من الكبت‬
‫وبعض الص ! !!راعات و ال يس ! !!تطيع! الش ! !!خص العص ! !!بي ان يفهم بوض ! !!وح! األس ! !!باب ال ! !!تي أدت الى قلق ! !!ه‬
‫وتوتره‪.‬‬
‫ويعرف!!ه الرف!!اعي(‪ :)2003‬القل!!ق اس!!تجابة لخط!!ر يخش!!ى من وقوع!!ه فيك!!ون موجه!!ا للمكون!!ات الشخص!!ية‬
‫واالس!!تجابة ه!!ذه تحم!!ل مع!!نى داخلي!!ا يتص!!ل بالش!!خص ويض!!يفه على الع!!الم الخ!!ارجي! (ش!!لهوب‪،2016 ،‬‬
‫ص‪)33‬‬
‫‪ .1‬قلق المستقبل‪:‬‬
‫يرى كرميان صالح (‪ :)2007‬أن أحد مصادر! القلق هو توق!ع تهدي!د م!ا‪ ،‬س!واء ك!ان ه!ذا التهدي!د معلوم!ا!‬
‫أم غامض!!ا فمن الب!!ديهي‪ ،‬التوق!!ع يرتب!!ط باألح!!داث المس!!تقبلية وال ينش!!أ القل!!ق من ماض!!ي الف!!رد وإ نم!!ا ه!!و‬
‫خوف من المستقبل وما يحمله من أح!داث ته!دد وج!ود! الف!رد أو س!المته وراحت!ه ف!القلق ينجم من الخ!وف‬
‫بشأن أم!ور! يتوق!ع الف!رد ح!دوثها في المس!تقبل والتفك!ير بش!أن األح!داث المس!تقبلية ال يش!كل مش!كلة إال إذا‬
‫كان يصاحبها! قلق ال يمكن السيطرة عليه ويكون القلق عندئذ حالة مزمنة يصعب التعامل معها‪.‬‬
‫ي رى"زاليس كي"‪:‬أن ك!!ل أن!!واع القل!!ق تقريب!!ا يتض!!من عنص!!ر المس!!تقبل لكن المس!!تقبل ه!!ذا يمكن ان يك!!ون‬
‫مح!!!ددا ب!!!دقائق! آو س!!!اعات أو أي!!!ام على األك!!!ثر وأن مفه!!!وم قل !!ق المس !!تقبل يش !!ير إلى المس!!!تقبل المتمث!!!ل‬
‫بمس!!افة زمني!!ة أط!!ول ويمكن تص!!وره كحال!!ة من الغم!!وض والتخ!!وف والهل!!ع واالك!!تراث بش!!أن تغي!!يرات‬
‫متوقعة الحدوث في المستقبل الشخصي البعيد أو توقع! حدوث أمر سيئ (بكار‪ ،2013 ،‬ص‪.)69‬‬
‫تش ير "ش قير"إلى أن قل ق المس تقبل ه!!و خل!!ل أو اض!!طراب نفس!!ي المنش!!أ ينجم عن خ!!برات ماض!!ية غ!!ير‬
‫س!!ارة م!!ع تش!!ويه و تحري!ف! إدراكي مع!!رفي للواق!!ع و لل!!ذات من خالل استحض!!ار! لل!!ذكريات و الخ!!برات‬
‫الماضية غير السارة مع تضخيم للسلبيات و دحض لاليجابيات الخاصة بال!!ذات و الواق!!ع تجع!!ل ص!!احبها‬
‫في حال!!ة من الت!!وتر! و ع!!دم األمن مم!!ا ق!!د يدفع!!ه لت!!دمير ال!!ذات و العج!!ز الواض!!ح و تعميم الفش!!ل و توق!!ع‬
‫الك! ! !!وارث و ت! ! !!ؤدي ب! ! !!ه إلى حال! ! !!ة من التش! ! !!اؤم من المس! ! !!تقبل و الخ! ! !!وف من المش! ! !!كالت االجتماعي! ! !!ة و‬
‫االقتصادية المستقبلية المتوقعة و األفكار الو سواسية و قلق الموت و اليأس‪.‬‬
‫وتعرف "ناهد سعود" قلق المس تقبل بأنه‪ :‬ج!!زء من القل!!ق الع!!ام المعمم على المس!!تقبل يمتل!!ك ج!!ذوره في‬
‫الواقع الراهن ويتمثل في مجموعة من البني كالتشاؤم! أوإ دراك! العجز في تحقيق األهداف العامة وفق!!دان‬
‫السيطرة على الحاضر! وعدم التأكد من المستقبل وال يتضح إال ضمن إطار فهمنا للقل!!ق الع!!ام (حري!!زي‪،‬‬
‫‪ ،2017‬ص‪.)38‬‬

‫ثانيا‪ .‬التصورات النظرية لقلق المستقبل‬


‫‪ .)1‬نظرية التحليل النفسي‪:‬‬
‫‪ -‬عند" ألفريد أدلر" (‪ :)1937_1870‬إن سلوك اإلنسان تحدد دافعتيه بداللة توقعات المس!!تقبل ويص!ر!‬
‫على أن أهداف المستقبل أكثر أهمية من أحداث الماضي وقد! أوضح أدلر رأيه حول المس!!تقبل من خالل‬
‫مقارنة بين الفرد السوي الذي يستطيع أن يحرر نفسه من تأثير التخيالت واألوهام ويواجه الواقع عندما‬
‫تتطلب الض!!رورة ذل!!ك‪ ،‬أو الف!!رد العص!!ابي ال!!ذي يك!!ون غ!!ير ق!!ادر على العم!!ل ه!!ذا م!!ع العلم ب!!ان التخي!!ل‬
‫يمكن االنسان من القدرة على التعامل بفعالية عالية وان توقعه للمستقبل يدفع!!ه أك!!ثر مم!!ا تدفع!!ه التج!!ارب‬
‫الماضية‬
‫‪ -‬عند "أريك اريكسون " (‪ :)1902‬فيش!!عر! أن تش!!كيل وقب!!ول هوية الف!!رد هي مهم!!ة غاي!!ة في الص!!عوبة‬
‫وغاي!!ة في القل!!ق يجب أن يج!!رب فيه!!ا الف!!رد ويح!!اول أن يج!!رب أدوار وأفك!!ار مختلفة ليح!!دد أيه!!ا أفضل‬
‫وعلي!!ه يجد اريكس!!ون أن قل!!ق المس!!تقبل عن!!د المراه!!ق ينش!!أ نتيج!!ة ع!!دم الق!!درة على تحدي!!د هويت!!ه بس!!بب‬
‫التشتت واالنتشار! الذي يمر بهم!!ا المراه!ق ف!الفرد يك!ون في ه!!ذه الحال!ة واقع!ا! تحت ت!أثير الخ!وف الش!ديد‬
‫من عدم القدرة على التحكم في الذات أو السيطرة عليها وعلى مستقبله (بولعسل‪ ،2014 ،‬ص ص‪-39‬‬
‫‪.)40‬‬
‫‪ .)2‬النظرية السلوكية‪:‬‬
‫يرى أصحاب النظرية الس!!لوكية أن القل!!ق مكتس!!ب من خالل االش!!تراطات! أو العملي!!ات التعليمي!!ة األخ!!رى‬
‫األم !!ر ال !!ذي يول !!د الس !!لوك التجن !!بي أو اله !!روبي‪،‬وبالت !!الي! يكتس !!ب ه !!ذا الس !!لوك التعزي !ز! من خالل خفض‬
‫مستوى القلق‪ .‬و يفسر ايزنك استجابات القلق كنتيجة أحداث مص!!ادفة او سلس!!لة من الص!!عوبات المتتالي!!ة‬
‫تش!!تمل على رد فع!!ل عص!!بي ال إرادي على اف!!تراض ان المث!!يرات العص!!بية الس!!ابقة تص!!بح متص!!لة من‬
‫خالل ردود! أفع!!!ال متص !!لة ب!!!القلق تأخ !!ذ خص!!!ائص الدافعي !!ة من خالل مح !!اوالت خفض الت!!!وتر و القل !!ق‬
‫المتمثل!ة ب!الهروب! و التجنب ‪ ،‬و أن التجنب او اله!روب ال!ذي يتب!ع خفض القل!ق س!وف! يص!بح قوي!ا‪.‬و ق!د‬
‫ذك!ر الس!لوكيون أمثل!ة لمواق!ف! عادي!ة ممكن أن ت!!ؤدي للقل!ق و منه!!ا المواق!ف! ال!!تي ليس فيه!!ا إش!!باع حيث‬
‫أن الف!!رد ق!!د يتع!!رض في طفولت!!ه لمواق!!ف تحم!!ل خوف!!ا و تهدي!!دا وال يص!!احبها تكي!!ف ن!!اجح مم!!ا ي!!ترتب‬
‫على ذل!!ك الش!!عور بع!!دم االرتي!!اح االنفع!!الي و م!!ا يص!!احبه من ت!!وتر و ع!!دم اس!!تقرار(بولعس!!ل‪، 2014 ،‬‬
‫ص ‪.)39‬‬
‫‪ .)3‬النظرية الوجودية‪:‬‬
‫‪ -‬عند"سورين كير كيجارد"(‪ !:)1853_1813‬ي!!رى أن حي!!اة اإلنس!!ان وفهمه!!ا هي سلس!!لة من الق!!رارات‬
‫الض !!رورية وأن اإلنس !!ان عن !!دما يتمعن في اتخ !!اذ ق !!رار معين‪ ،‬ف !!إن ه !!ذا الق !!رار س !!يعمل على تغي !!ير ه !!ذا‬
‫اإلنس!!ان وسيض!!عه أم!!ام مس!!تقبل مجه!!ول وس!!يعيش بتبعية خ!!برة القل!!ق وإ ن تقليل القل!!ق وتغي!!ير الظ!!روف‬
‫المحيط!!ة تعت!!بر من قب!!ل ك!!ير كيج!!ارد وس!!يلة للنم!!و والتط!!ور وأن البعد عن القل!!ق بص!!ورة نهائي!!ة تعت!!بر‬
‫وسيلة الستمرار السكون في حياة اإلنسان وسيحقق ذلك الندم واليأس‪.‬‬
‫‪ -‬ويش !!ير! "كيركيج ارد"إلى أن القل !!ق من المس !!تقبل س !!ببه ع !!دم الق !!درة على التنب !!ؤ بم !!ا س !!يحدث في ع !!الم‬
‫المجه !!ول ك !!ذلك ف !!ان اختي !!ار الماض !!ي يق !!ود إلى الح !!زن بس !!ب ف !!وات الف !!رص على النم !!و خالل مراح !!ل‬
‫التغيير‪.‬‬
‫‪ -‬عند "رولومي"(‪ :)1994-1909‬فإنه يرى أن الفرد يواجه دائما بخيار المستقبل الذي يستدعي القلق‬
‫و خي!!ار الماض!!ي المص!!حوب بال!!ذنب و أن اح!!د الب!!ديلين في ض!!رورات االختي!!ار يحتم التغي!!ير‪ ،‬فاختي!!ار!‬
‫المستقبل يضع الفرد بالتالي في مواجهة المستقبل أما اختيار الماض!ي! فان!ه يس!مح للف!رد باالس!تمرار على‬
‫الوض!!ع ال!!راهن و ال ي!!ؤدي بالت!!الي الى التغي!!ير! ب!!ل إلى!!إن يش!!د نفس!!ه إلى الماض !ي! ف!!إذا اختي!!ار المس!!تقبل‬
‫س! !!يجلب ل! !!ه ذل! !!ك القل! !!ق الن الف! !!رد ال يس! !!تطيع إن يتنب! !!أ أو يس! !!يطر! على م! !!ا س! !!يحدث ل! !!ه حين يقف! !!ز إلى‬
‫المجه!!ول و إذا اخت!!ار الماض!!ي فس!!يجلب ل!!ه ال!!ذنب ألن!!ه عن!!دما يق!!رر الف!!رد ال يتغ!!ير فسيش!!عر! بالفرص!!ة‬
‫الضائعة (بولعسل‪ ،2014 ،‬ص‪.)44‬‬
‫‪ .)4‬النظرية المعرفية‪:‬‬
‫القل!!ق المس!!تقبل مكون!!ات معرفي!!ة هام!!ة وارتباط!!ات عض!!وية قليل!!ة فه!!و إدراكي مع!!رفي! أك!!ثر من!!ه انفع!!الي‬
‫ع!!اطفي‪ ،‬ويؤك!د! ه!!ذا الكالم زاليس!!كي! بقول!!ه " أن الج!!انب المع!!رفي! يعت!!بر مقدم!!ة أساس!!ية لقل!!ق المس!!تقبل"‪،‬‬
‫بالت!!الي فق!!د ارج!!ع رواد النظري!!ة المعرفي!!ة القل!!ق إلى التش!!ويه المع!!رفي وتحري!!ف التفك!!ير عن ال!!ذات وعن‬
‫المس!!تقبل وكيفي!!ة إدراك الش!!خص وتفس!!ير األح!!داث فأفك!!ار! الف!!رد هي ال!!تي تح!!دد ردود! أفعال!!ه في ض!!وء‬
‫محت! !!وى التفك! !!ير ويتض! !!من القلق ح! !!ديثا س! !!لبيا م! !!ع ال! !!ذات وتفس! !!ير! الف! !!رد للواق! !!ع بش! !!كل س! !!لبي وإ دراك‬
‫المعلومات عن الذات والمستقبل على أنها مص!!در! للقل!!ق والض!!عف المس!!يطر وانخف!!اض في فاعلي!!ة ال!!ذات‬
‫ال! !!تي ظه! !!رت في نظري! !!ة "بان دورا" كمنحى مع! !!رفي للقل! !!ق وفي! ه! !!ذا الس! !!ياق يق! !!دم "الزاروس" النم! !!وذج‬
‫المعرفي للقلق حيث يميز بين عمليتين وهما‪:‬‬
‫* التقييم األولي‪ :‬عبارة عن تقدير الفرد لمدى تهديد الموق!ف! من حي ش!!دته واقتراب!!ه وه!!ذا التق!!ويم يت!!أثر‬
‫بأمرين‪ :‬شخصية الفرد ومعتقداته وعوامل لها عالقة بطبيعة الموقف! من حيث طبيعة الحدث‪.‬‬
‫* التقييم الثانوي‪ :‬و يقصد ب!ه تق!دير الف!رد لم!ا لدي!ه من إمكان!ات و ق!درات للتعام!ل م!ع الموق!ف و يت!أثر‬
‫هذا التقويم بقدرات الفرد النفسية( التقدير للذات) والقدرات الجسمية( صحة الفرد وطاقته للعم!ل‪ ،‬ق!درات‬
‫اجتماعي!!ة‪( ،‬عالقات!!ه و حجم ال!!دعم و المس!!اندة المق!!دم ل!!ه)‪ ،‬ق!!درات مالي!!ة (حجم الم!!ال و التجه!!يزات) أم!!ا‬
‫"إيزنك" ف!يرى أن القل!ق أول رد فع!ل ص!حي لألفك!ار! الفاعل!ة البعي!دة ال!تي يتم إدراكه!ا عموم!ا أو للح!االت‬
‫المنف!!ردة و تتجلى وظيفت!!ه بكون!!ه إش!!ارة تنبيهي!!ة و مفاجئ!!ة و تحت!!اج الى اس!!تعداد‪ ،‬األم!!ر ال!!ذي يزي!!د من‬
‫انشغال البال و التفكير باألح!داث المس!تقبلية ثم إن معظم أش!كال القل!ق تتعل!ق باإلحباط!ات الممكن!ة و ع!دم‬
‫الحصول على مكافئات لإلنجازات الهامة للقلق أربع مكونات هامة كما يراها ايزنك و هي‪:‬‬
‫‪-‬مكون احتمال ذاتي (غير موضوعي) لحدوث األحداث المؤلمة‪.‬‬
‫‪-‬تأكيد ذاتي (غير موضوعي) لحدوث األحداث المؤلمة‬
‫‪-‬إدراك األحداث المؤلمة‪.‬‬
‫‪-‬إدراك ما بعد هذه األحداث كاستراتيجيات المواءمة‪.‬‬
‫ف !!الفرد وتبع !!ا للنظرية المعرفي !!ة يح !!رف الخ !!برات ال !!تي يم !!ر به !!ا في اتج !!اه التوق !!ع المس !!تمر! للخط !!أ وه !!ذا‬
‫التوقع يتدخل في تقييم الفرد للمواقف! المثيرة للقلق تقييما موضوعيا‪ ،‬فيب!!الغ في تق!!دير الخط!!ر الك!!امن في‬
‫الموق!!ف ويقل!!ل بالت!!الي من قدرت!!ه على مواجه!!ة ذل!!ك الموق!!ف مم!!ا يجعل!!ه في حال!!ة قل!!ق مس!!تمر! (ش!!لهوب‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص ص‪.)41-40‬‬
‫‪ )5‬النظرية اإلنسانية‪:‬‬
‫‪ -‬عند"كارل روجرز"(‪:)1902_1987‬‬
‫يفس!!ر روج!!رز قل!!ق المس!!تقبل ان!!ه حينم!!ا يك!!ون الف!!رد غ!!ير ق!!ادر على إعط!!اء اس!!تجابات تق!!ود إلى النج!!اح‬
‫أوإ لى إرض!!!اء الحاج!!!ات االجتماعي!!!ة(من خالل عالقت!!!ه م!!!ع اآلخ !!رين) تنش !!أ لدي !!ه حينئ !!ذ ص!!!راعات ت!!!ؤد‬
‫ب!!دورها! إلىإث!!ارة مش!!اعر قل!!ق ال س!!يما قل!!ق من المس!!تقبل فتنش!أ! مش!!اعر ع!!دم الرض!!ا عن ال!!ذات و تتص!!ور!‬
‫ال!!ذات بأنه!!ا المس!!ؤولية عن تل!!ك الص!!راعات‪ ،‬ه!!ذا الش!!عور الجدي!!د ي!!ؤدي ب!!دوره إلى نش!!وء مش!!اعر ع!!دم‬
‫األمن النفس !!ي ال !!ذي يه !!دد ال !!ذات نفس !!ها و حيثم !!ا يس !!تمر الص !!راع و ت !!زداد ش !!دة القل !!ق يتمرك !!ز الس !!لوك‬
‫اإلنس! !!اني أك! !!ثر ف! !!أكثر‪ ،‬في خفض القل! !!ق من خالل الميكانيزم! !!ات الدفاعي! !!ة و تتح! !!ول مس! !!ؤولية تك! !!ون‬
‫الصراع نح!و األف!راد اآلخ!رين المحيطين ب!الفرد ال!ذين تفاع!ل معهم و نس!تنتج من خالل روج!رز! ان قل!ق‬
‫المستقبل ينشأ ل!دى الف!رد حينم!ا يخف!ق في عالقات!ه م!ع اآلخ!رين و ه!ذا م!ا ي!ؤدي! ب!ه إلى ع!دم الرض!ا عن‬
‫الذات و إحساس بالفشل األمر الذي يشعره بعدم األمن النفسي و بالتالي تهديد ذات الفرد‪.‬‬
‫‪" -‬فريدريك ثورن"(‪:)1909_1978‬‬
‫قلق الفرد يكمن في خوفه من المستقبل أي ان القلق ليس ناشئا عن خبرات الماضي فاإلنسان ه!!و الك!!ائن‬
‫الحي الوحي!!د ال!!ذي ي!!درك تمام!!ا إن نهايت!!ه حتمي!!ة و إن الم!!وت ق!!د يح!!دث ل!!ه في أي لحظ!!ة و إن توق!!ع‬
‫حدوث الموت فجأة يعد التنبيه األساسي! لقلق المستقبل عن!د اإلنس!ان و يج!د ث!ورن أن ك!ل من!ا يحي!ا ومع!ه‬
‫بي!!ان ت!!راكمي! بع!!دد م!!رات فش!!له و ع!!دد م!!رات نجاح!!ه في الحي!!اة ف!!إذا م!!ا انخفض!!ت نس!!بة نج!!اح الف!!رد ‪%‬‬
‫‪50‬ازداد قلق!!ه و ي!!زداد ه!!ذا القل!!ق بازدي!!اد ه!!ذه النس!!بة و يع!!د فش!!ل الف!!رد في تحقي!!ق أهداف!!ه و في اختي!!ار‬
‫أسلوب حياته و خوفه من احتمال حدوث الفشل في المستقبل عوامل أساسية مثيرة لقلقه‪.‬‬
‫فالقلق حسب ثورن هو الخوف من المستقبل أو م!ا يحمل!!ه المس!تقبل من أح!داث ق!د ته!!دد اإلنس!!ان أو ته!!دد‬
‫إنسانيته والقلق ينشأ مما يتوقع! اإلنسان حدوثه وليس ناشئا عن ماضي الفرد‪.‬‬
‫يرى بكار (‪ !،)2013‬أن ثورن يربط! قلق المستقبل ل!!دى الف!!رد بمق!!دار م!ا يم!ر ب!ه من خ!!برات ناجح!ة أو‬
‫فاشلة والقلق عن!ده ال عالق!ة ل!ه بالماض!ي! ب!ل يس!تطيع الف!رد تج!اوز! ماض!يه من خالل قدرت!ه على تش!كيل‬
‫المستقبل (بكار‪ ،2013 ،‬ص ص‪.)76-77‬‬

‫ثالثا‪ .‬أعراض قلق المستقبل‬


‫‪ .)1‬أعراض فيسيولوجية‪:‬‬
‫ش!!حوب الوج!!ه‪ ،‬تع!!ابير الخ!!وف! على الوج!!ه‪ ،‬س!!رعة ض!!ربات القلب‪ ،‬ارتف!!اع ض!!غط ال!!دم‪ ،‬س!!رعة التنفس‬
‫والش !!عور! باالختن !!اق‪ ،‬جف !!اف الحل !!ق وص !!عوبة البلع‪ ،‬االم في المع !!دة واألمع !!اء‪ ،‬ص !!عوبة التب !!ول والرغب !!ة‬
‫المستمرة فيه‬
‫‪ .)2‬أعراض نفسية واجتماعية‪:‬‬
‫الت!!!وتر واالنزع!!!اج ألتف !!ه األس !!باب‪ ،‬األحالم المزعج !!ة‪ ،‬اض !!طرابات! في الن !!وم‪ ،‬الخ !!وف الش !!ديد من ش !!ر‬
‫مرتكب‪ ،‬العجز الذي ال يرتبط! بخطر حقيقي‪ ،‬االنسحاب وعدم التفاعل مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ .)3‬أعراض عقلية‪:‬‬
‫اضطرابات! التفكير‪ ،‬عدم التركيز‪ ،‬صعوبة إعمال العقل (الشرافي!‪ ، 2013،‬ص ص‪.) 39-38‬‬
‫رابعا‪ .‬أسباب قلق المستقبل‬
‫يشير مولين ‪ 1990‬إلىأن هناك أسباب عدة تؤدي الى قل المستقبل عند الفرد تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .)1‬أسباب شخصية‪:‬‬
‫ع !!دم الق !!درة على التكي!!ف م !!ع الص !!عوبات والمش!!كالت ال!!تي يع !!اني منه !!ا الف !!رد وع !!دم الق!!درة على فص !!ل‬
‫أمانيه عن التوقعات المبنية على الواقع وإ مكاناته وقدراته‪.‬‬
‫‪ .)2‬أسباب اجتماعية‪:‬‬
‫باإلض !!افة إلى التخلخ !!ل والتفك!!ك األس !!ري وش!!عور الف !!رد بع!!دم انتمائ!!ه لألس!!رة والمجتم!!ع وع!!دم الش !!عور‬
‫ب !!األمن النفس !!ي واالجتم !!اعي باإلض !!افة الى نقص الق !!درة على التكهن بالمس !!تقبل وع !!دم وج !!ود معلوم !!ات‬
‫كافية لدى الفرد لبناء أفكار عن المستقبل (بقدور‪ ،2018 ،‬ص‪.)109‬‬
‫يعت !!بر قل !!ق المس !!تقبل ه !!و قل !!ق ن !!اتج عن التفك !!ير الالعقالني في المس !!تقبل والخ !!وف! من األح !!داث البيئي !!ة‬
‫المتوقع حدوثها والشعور باالرتباك و الضيق والغموض وتوقع السوء أي النظرة السلبية للحياة‪.‬‬
‫وتشير! العجمي إلى أن أسباب قلق المستقبل لدى الفرد تعود الى‪:‬‬
‫‪-‬ضعف القدرة على تحقيق األهداف والطموحات!‬
‫‪-‬اإلحساس بأن الحياة غير جديرة باالهتمام‬
‫‪-‬عدم القدرة على فصل أمانيه عن التوقعات المبنية على الواقع‬
‫‪-‬ع!!دم الق!!درة على التكهن بالمس!!تقبل وع!!دم وج!!ود! معلوم!!ات كافي!!ة لدي!!ه لبن!!اء أفك!!ار عن المس!!تقبل وك!!ذلك‬
‫تشوه األفكار الحالية‬
‫‪-‬الشعور! بعدم االنتماء داخل األسرة والمجتمع‬
‫‪-‬عدم قدرته على التكيف مع المشاكل التي يعاني منها‬
‫‪-‬الشعور! بعدم األمان واإلحساس بالتمزق‬
‫‪-‬مشكلة في كل من الوالدين والقائمين على رعايته في عدم قدرتهم على حل مشاكله‬
‫التفكك األسري‬
‫ويرى! العشري أن أسباب قلق المستقبل ترجع إلى‪:‬‬
‫‪-‬الخوف الغامض نحو ما يحمله الغد‬
‫‪-‬التنبؤ السلبي باألحداث المتوقعة‬
‫‪-‬التنبؤ بالضيق والتوتر واالنقباض عند االستغراق! في التفكير في المستقبل‬
‫‪-‬ضعف القدرة على تحقيق األهداف والطموحات!‬
‫‪-‬االنزعاج وفقدان القدرة على التركيز‬
‫وت!!!رى س!!!عود ب!!!أن قل!!!ق المس!!!تقبل يتمث!!!ل في مجموع!!!ة من الب !!نى كالتش !!اؤم! أو إدراك العج!!!ز في تحقي!!!ق‬
‫األهداف الهامة فقدان السيطرة على الحاضر وعدم التأكد من المستقبل‪.‬‬
‫في حين يشير حسن إلى أن أسباب قلق المستقبل ترجع إلى‪:‬‬
‫‪-‬اإلدراك الخاطئ لألحداث المحتملة في المستقبل‬
‫‪-‬تقليل فعالية الشخص في التعامل مع هذه األحداث و النظر إليها بطريقة سلبية‬
‫‪-‬عدم القدرة على التكيف مع المشاكل التي يعاني منها الشخص‬
‫‪-‬الشعور! بعدم االنتماء (بولعسل‪ ،2014 ،‬ص ص‪.)38-37‬‬

‫خامسا‪ .‬سمات ذوي قلق المستقبل‬


‫يورد! حسانين نقال عن الع!نزي (‪ )2010‬مجموع!ة من الس!مات ال!تي يتس!م به!ا من ل!ديهم قل!ق المس!تقبل و‬
‫التي من أهمها‪:‬‬
‫‪-‬التركيز! الشديد على أحداث الوقت الحاضر أو الهروب نحو المستقبل‬
‫‪-‬االنسحاب من األنشطة البناءة‬
‫‪-‬الحفاظ على الظروف الروتينية والطرق المعرفية في التعامل مع مواقف الحياة‬
‫‪-‬االنطواء وظهور! عالمات الحزن والشك والتردد‪.‬‬
‫‪-‬صالبة الرأي والتعنت‪.‬‬
‫‪-‬الخوف من التغيرات االجتماعية والسياسية المتوقع! حدوثها! في المستقبل‬
‫‪-‬ظهور! االنفعاالت ألدنى األسباب ‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫إن قلق الفرد ح!!ول مس!تقبله راج!ع إلى تفك!!ير العقالني في المس!!تقبل وانح!راف! إدراكي! مع!!رفي لألح!داث‬
‫البيئية الحاصلة في حياة الفرد اليومية وعدم القدرة على إعطاء استجابات تقود إلى النجاح وبالتالي عدم‬
‫تحقي!!ق رض!!ا ذاتي مم!!ا يعقب!!ه ع!!دم رض!!ا مجتمعي األم!!ر ال!!ذي ي!!ودي ب!!ه إلى ص!!راعات مث!!يرة لمش!!اعر‬
‫القلق ومنه إثارة مشاعر قلق المستقبل‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التوافق النفسي‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫أوال‪ .‬مفهوم التوافق النفسي‬
‫ثانيا‪ .‬المصطلحات المتداخلة مع التوافق النفسي‬
‫ثالثا‪ .‬النظريات المفسرة للتوافق النفسي‬
‫رابعا‪ .‬أهمية التوافق النفسي‬
‫خامسا‪ .‬أبعاد ومعايير التوافق النفسي‬
‫سادسا‪ .‬اساليب التوافق النفسي‬
‫سابعا‪ .‬مجاالت و عوائق التوافق النفسي‬
‫خالصة‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫إن مصطلح التوافق! النفسي هو من أكثر المصطلحات انتشارا! في علم النفس والصحة النفسية وقد تكمن‬
‫أهمي!!ة ه!!ذا المص!!طلح في عص!!رنا ه!!ذا في الحاج!!ة إلى األمن واالس!!تقرار! النفس!!ي‪ .‬حيث يع!!رف مص!!طلح‬
‫التوافق عموما على أنه حال!!ة تكي!ف الك!ائن البش!ري! م!ع البيئ!!ة المادي!ة والطبيعي!ة واالجتماعي!ة وأيض!!ا هو‬
‫تكيف الشخص مع بيئته االجتماعية في مج!ال مش!كالته م!ع اآلخ!رين‪ .‬ف!التوافق! ه!و عملي!ة تفاع!ل دين!امي‬
‫مس!!!تمر بين الف!!!رد نفس!!!ه وبيئت!!!ه المادية‪،‬أي يس!!!عى الف!!!رد إلى إش !!باع حاجات !!ه البيولوجي !!ة والس!!!يكولوجية‬
‫وتحقيق مختلف مطالبه متبعا في ذلك وسائل مالئمة لذاته‪.‬‬
‫أوال‪ .‬مفهوم التوافق النفسي‪:‬‬
‫‪ )1‬التوافق‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف التوافق‪:‬‬
‫لق!!د تع!!ددت التع!!اريف! ال!!تي ق!!دمت للتواف!!ق وذل!!ك حس!!ب اهتم!!ام و اتج!!اه العلم!!اء و الب!!احثين ومن بين أهم‬
‫التعاريف نجد‪:‬‬
‫‪ -‬المعجم الشامل للمصلحات السيكولوجية والتحليل النفسي‬
‫يعرف التوافق بأنه‪ " :‬حالة من العالقة المتآلفة مع البيئة حيث يك!!ون الش!خص ق!ادرا! على الحص!ول على‬
‫إش!!باع أك!!بر ق!!در من حاجات!!ه وعلى أن يواج!!ه كاف!!ة المتطلب!!ات الجس!!مية واالجتماعي!!ة ال!!تي تف!!رض نفس!!ها‬
‫عليه" (بن ستي‪ ،2013 ،‬ص‪. )10‬‬
‫ويتفق هذا التعريف! مع تعريف معجم العلوم السلوكية " لولمان‪ !" 1973 ،‬والذي يرى أن التوافق هو‬
‫عالق !!ة متس !!قة م !!ع البيئ !!ة‪ ،‬تتض !!من الق !!درة على إش !!باع معظم حاج !!ات الف !!رد ومواجه !!ة معظم المتطلب !!ات‬
‫الجسمية واالجتماعية التي تفرض نفسها عليه‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف الزاروس‪:‬‬
‫التوافق هو مجموعة العمليات النفسية التي تساعد الفرد على التغلب على متطلبات والضغوط! المتعددة‬
‫‪ .)2‬التوافق النفسي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف التوافق النفسي‬
‫يطرح علماء النفس التوافق! النفسي على أنه توافق! الفرد مع ذاته وتوافقه مع الوسط المحيط به‪.‬‬
‫ويض !!يف! علم!!اء النفس بق !!ولهم إن التوافق! ال !!ذاتي ه!!و ق !!درة الف!!رد على التوفي !ق! بين دوافع!!ه وبين أدواره‬
‫االجتماعي! !!ة المتص! !!ارعة م! !!ع ه! !!ذه ال! !!دوافع! بحيث ال يك! !!ون هن! !!اك ص! !!راع داخلي (بلح! !!اج ‪ ،2011،‬ص‬
‫‪.)117‬‬
‫‪ -‬يقول صالح مخيمر أن التوافق النفسي‪ :‬هو الرض!!اء ب!!الواقع! المس!!تحيل على التغي!!ير (وه!!ذا جم!!ود! و‬
‫سلبية واستسالم) وتغيير! الواقع القابل للتغيير (وهذا مرونة و إيجابية وابتكار وسيرورة)‪.‬‬
‫‪ -‬التواف!ق! النفس!!ي ه!!و م!!دى م!!ا يتمت!!ع ب!!ه الف!!رد من الق!!درة على الس!!يطرة على القل!!ق والش!!عور ب!!األمن و‬
‫االطمئنان بعيدا عن الخوف والتوتر (بن ستي‪، 2013 ،‬ص‪.)11‬‬
‫‪ -‬كم!ا يعرف!!ه عب!د الحمي!د محم!!د ش!!اذلي " فيق!ول إن التوافق! النفس!!ي يش!مل الس!!عادة م!ع النفس والثق!!ة بها‪،‬‬
‫والش!!عور! بقيمته!!ا‪،‬وإ ش!!باع! الحاج!!ات و الس!!لم ال!!داخلي‪ .‬والش!!عور بالحرية في التخطي!!ط لأله!!داف‪ ،‬والس!!عي‬
‫لتحقيقه! !!ا و توجي! !!ه الس! !!لوك ومواجه! !!ة المش! !!كالت الشخص! !!ية وحله! !!ا وتغي! !!ير الظ! !!روف البيئي! !!ة والتواف ! !ق!‬
‫لمطالب النمو في المراحل المتتالية‪،‬وهو ما يحقق األمن النفسي " (بوبقاروعوينة ‪ ،2018،‬ص ‪. )36‬‬
‫‪ -‬ويع!!رف أـيضا بأن!!ه‪" :‬عملي !ة دينامي!!ة مس!!تمرة تتن!!اول الس!!لوك والبيئ!!ة (الطبيعي!!ة واالجتماعية) ب!!التغيير!‬
‫والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته (سليماني ‪ ،2014،‬ص ‪.)755‬‬
‫‪ -‬فهو العملية الدينامي!ة المس!تمرة ال!تي يق!وم به!ا الف!رد مس!تهدفا تغي!ير! س!لوكه ليح!دث عالق!ة أك!ثر توازن!ا‬
‫بين!!ه وبين نفس!!ه‪،‬وبين!!ه وبين بيئت!!ه‪ ،‬من جه!!ة أخ!!رى يش!!ير! التواف!!ق النفس!!ي على االنس!!جام م!!ع البيئ!!ة ال!!تي‬
‫تشمل كل المؤثرات واإلمكانيات للحصول على االستقرار النفس!ي وتتك!ون ه!ذه البيئ!ة من ثالث ج!وانب‪،‬‬
‫البيئة الطبيعية والبيئة المادية والبيئة االجتماعية ثم الفرد ومكوناته واستعداده وميول!ه وفكرت!ه عن نفس!ه‪.‬‬
‫ويش!مل الق!درة على إش!باع أغلب حاج!!ات الف!!رد ومواجه!ة المتطلب!ات الجس!!مية واالجتماعي!!ة‪ .‬وه!!و مفه!!وم‬
‫خ! !!اص باإلنس! !!ان في س! !!عيه لتنظيم حيات! !!ه‪ .‬وح! !!ل ص! !!راعاته ومواجه! !!ة مش! !!كالته من إش! !!باع واحباط! !!ات!‬
‫وص!!وال لما يس!!مى بالص!!حة النفس!!ية أو الس!!واء أو االنس!!جام! والتن!!اغم الت!!ام م!!ع ال!!ذات وم!!ع األش!!خاص أو‬
‫اآلخرين في األسرة (رجاء عثمان ‪ ،2017،‬ص ‪.)18‬‬
‫من خالل التع!!اريف الس!!ابقة يمكن تعريف التواف !ق! النفس!!ي بأن!!ه‪ :‬إش!!باع الف!!رد لحاجات!!ه النفس!!ية والتوفي !ق!‬
‫بين دوافعه واألدوار! االجتماعية‪.‬‬
‫فالش!!خص ال!!ذي يتمت!!ع بتواف!!ق نفس!!ي جي!!د ه!!و ش!!خص اس!!تطاع! التكي!!ف م!!ع مختل!!ف الظ!!روف ويمكن أن‬
‫يتع!!ايش معه!!ا وم!!ع أزماته!ا! و يتجاوزه!ا! ويس!!تطيع! أن يواج!!ه ظ!!روف! الحي!!اة ومش!!قتها ويك!!ون راض عن‬
‫نفس !!ه ويتص !!رف! بش !!كل مناس !!ب وإ يج !!ابي في جمي !!ع المواق!!ف! س !!واء ك !!انت مواق !ف! اجتماعي !!ة أم مواق !!ف‬
‫تخص مستقبله الشخصي‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬المصطلحات المتداخلة مع التوافق النفسي‪:‬‬


‫‪ .)1‬التكيف‪:‬‬
‫هن !!اك خل !!ط بين مفه !!ومي التواف! !ق! والتكي !!ف إلى ح !!د المطابق !!ة‪ .‬لكن ل !!و أمعن !!ا النظ !!ر لوج !!دنا أن التكي !!ف‬
‫يستخدم لمعنى بيولوجي! أو طبيعي‪ ،‬أما لفظ!!ة التواف!!ق فتش!!ير إلى الج!!انب النفس!!ي من نش!!اط اإلنس!!ان‪ .‬فق!!د‬
‫استعار علماء النفس مفهوم التكي!!ف من علم البيولوجي!ا! على نح!و م!!ا حددت!ه نظري!ة " داروين " المعروف!!ة‬
‫بنظرية النشوء واالرتقاء " وسموه التوافق‪.‬‬
‫إذا ف!!!التكيف! ه!!!و مظه!!!ر من مظ!!!اهر الص!!!حة النفس!!!ية وه!!!و عملية ديناميكي !!ة مس !!تمرة بين الف!!!رد والبيئ!!!ة‬
‫االجتماعية التي يعيش فيها‪.‬يه!دف فيه!ا الف!رد إلى تع!ديل س!لوكه أو أن يغ!ير من!ه أو من بيئت!ه االجتماعي!ة‬
‫فينعكس ذل!!ك على ش!!عوره بقيم!!ة ذات!!ه‪ ،‬ويمكن!!ه من إقام!!ة عالق!!ات جي!!دة م!!ع اآلخ!!رين ليواف !ق! بين نفس!!ه‬
‫وبين العالم المحيط به‪.‬‬
‫‪ .)2‬التأقلم‪:‬‬
‫هذا المفهوم يسمى أيضا بالتعايش ويعني! الطريقة التي كيف يواجه به!ا الف!رد وض!ع ص!عب وذل!ك بقيام!ه‬
‫بعدة وضعيات! من أجل تعديل واختيار الوضعية المناس!!بة‪،‬ويس!تخدم التع!ايش الي!!وم على نط!!اق واس!ع إلى‬
‫م!!ا يش!!ير ل!!ه بنظري!!ة اإلجه!!اد المع!!رفي‪ .‬و يعت!!بر كوس!!يط للعملي!!ات ال!!تي ت!!ؤثر! ع!!ل العالق!!ة بين األح!!داث‬
‫الض!!اغطة و الم!!وارد! غ!!ير المتاح!!ة للف!!رد من أج!!ل المواجه!!ة ل!!ذا فهن!!اك ع!!دة نم!!اذج أخ!!رى مختلف!!ة ح!!ول‬
‫التع!!ايش ق!!د وض!!عت و اعت!!برت بعض العوام!!ل كمس!!ير و مس!!هل له!!ذه العملي!!ة و هن!!اك ن!!وعين من ه!!ذه‬
‫النم ! !!اذج ال ! !!تي ح ! !!اولت االق ! !!تراب من تحديده ! !!ذا! بوض ! !!وح! و هي ‪ :‬الن ! !!وع األول‪:‬و ال ! !!ذي اعت ! !!بر الت ! !!أقلم‬
‫كاميكانيزم! وسيط! يتأثر بالدعم و التكفل االجتماعي ‪،‬أما النوع الثاني فع!!دد العالق!!ة بين التحكم " الس!!يطرة‬
‫" و بين ال !!دعم " التكف !!ل"و ألقى الض !!وء على حقيق !!ة أن التحكم يلعب دورا مهم !!ا في تغي !!ير ال !!دعم و ح !!ق‬
‫كفاءة العيش ( بوبقار! و عوينة ‪ ،2018 ،‬ص ‪.)38‬‬
‫‪ .)3‬الصحة النفسية‪:‬‬
‫عرفت منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية على أنها " ليست مج!رد غي!!اب االض!!طرابات النفس!ية‪ ،‬ب!!ل‬
‫هي حال!!ة من العافي!!ة يس!!تطيع! فيه!!ا ك!!ل ف!!رد! إدراك إمكانات!!ه الخاص!!ة والتكي!ف! مع ح!!االت الت!!وتر! العادي!!ة‬
‫والعمل بشكل منتج ومفيد واإلسهام! في مجتمعه المحلي "‪.‬‬
‫‪ -‬وتع!!رف أيض!!ا حس!!ب ع!!الم النفس فروي!د! بأنه!!ا‪" :‬الق!!درة على القي!!ام بالعم!!ل طالم!!ا أن اإلنس!!ان ال يع!!اني‬
‫من أي مرض يمنعه من ذلك‪ .‬وبالتالي يعتبر أن الصحة النفسية نقيض للمرض‪.‬‬
‫‪ -‬حالة من التكيف والتوافق! واالنتص!ار على الظ!روف! والمواقف ال!تي يعيش!ها الش!خص‪ ،‬ويستش!عر! فيها‬
‫بأنه راض عن نفس!!ه‪،‬وس!!عيد! بأحوال!!ه ومتص!!الح مع الواق!!ع‪ ،‬ويس!!يطر! فيه!!ا على انفعاالت!!ه‪ ،‬ويس!!تطيع! أن‬
‫يستغل قدراته االستغالل األمثل لصالح نفسه ولصالح الناس من حوله‪ ،‬ويتصرف! بروية و حكمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬النظريات المفسرة للتوافق النفسي‬
‫‪ .)1‬نظرية التحليل النفسي (الكالسيكية)‪:‬‬
‫يرى فرويد أن الشخصية تتكون من ثالث أجهزة نفسية هي (الهو) و (األنا) و (األن!ا األعلى) و الب!!د أن‬
‫تعمل هذه األجهزة ة جميعها في تع!اون فيم!ا بينه!ا لكي تحق!ق الت!وازن و االس!تقرار النفس!ي للف!رد و األن!ا‬
‫القوي!!ة هي ال!!تي نمت نم!!وا س!!ليما و هي ال!!تي تس!!تطيع! التواف !ق! بين األجه!!زة النفس!!ية أم!!ا األن!!ا الض!!عيفة‬
‫فهي التي تخضع لسيطرة الهو و عندئ!ذ يس!ود! مبدا الل!ذة و يهم!ل مب!دأ الواق!ع و م!ا يطلب!ه األن!ا األعلى ‪،‬‬
‫فيلجا الفرد في هذه الحالة إلى تحطيم! العوائق و القيود و هكذا يص!بح الس!لوك منحرف!ا و ق!د يأخ!ذ أش!كاال‬
‫عدواني! !!ة كم! !!ا أن األن! !!ا الض! !!عيفة ق! !!د تخض! !!ع لت! !!أثير األن! !!ا األعلى فتص! !!بح ع! !!اجزة عن إش! !!باع الحاج! !!ات‬
‫األساسية و توازن الشخصية فتق!ع فريس!!ة للص!!راع و الت!!وتر و القل!ق مم!!ا يؤل!ف مجموع!ة ق!وى ض!اغطة‬
‫تكبت الدافع و تزج به في أعمال الالشعور! و هذا يؤدي إلى ظه!ور األع!راض المرض!ية ال!تي تع!بر عن‬
‫الموضوع! الكبت ذاته في صور! آليات دفاعية‪.‬‬
‫كما أن الشخص حسن التوافق! في نظر فرويد! هو الذي تكون عنده "األنا" بمثابة الم!!دير المنف!!ذ للشخص!!ية‬
‫أي ه!!و ال!!ذي يس!!يطر! على ك!!ل من "أله!!و و االن!!ا األعلى" ويتحكم! بهم!!ا و ي!!دير حركة التفاع!!ل م!!ع الع!!الم‬
‫الخارجي تفاعال ترعى فيه مصلحة الشخصية بأسرها ومالها من حاجات‪.‬‬
‫يتضح أن من مرتكزات التوافق النفسي في النظرية التحليلية مما يلي‪:‬‬
‫‪-‬أن تكون األنا بمثابة المدير المنفذ للشخصية من الصراعات‪.‬‬
‫‪-‬أن تدير األنا حركة تفاعل مع العالم الخارجي تفاعل قائم على المصلحة العليا للشخصية‪.‬‬
‫‪-‬أن يدرك الفرد شعوريا لدوافعه وإ ن يكيفها مع الواقع‪.‬‬
‫‪-‬سوء التوافق يرجعه (فرويد) للخبرات المؤلمة في السنوات الخمسة األولى للفرد‪.‬‬
‫‪ .)2‬مدرسة التحليل النفسي الجديدة‬
‫ينظر مجددو مدرسة التحليل النفسي الجديدة إلى التواف!!ق نظ!رة مختلف!ة عما ي!!راه فروي!د! فيهم يميل!ون إلى‬
‫عدم االهتمام لآلثار الس!لبية للمجتم!ع على الف!رد ب!ل يهتم!ون باآلث!ار االيجابي!ة لتل!ك العالق!ة وه!ذا الترك!يز!‬
‫على أهمية المجتمع في صياغة السلوك وتشكيله وهو الذي يسمح لهم بالتفاؤل فيم!!ا يتعل!!ق بإمك!!ان تع!!ديل‬
‫السلوك في مراحل الحيلة المقبلة للشخصية‪.‬‬
‫وي! !!رى! "ادلر" أن الس! !!لوك يتح! !!دد على نح! !!و أولى بال! !!دوافع! االجتماعي! !!ة ب! !!الرغم من ان! !!ه يعت! !!بر اإلمكاني! !!ة‬
‫االجتماعية فطرية‪ ،‬ولقد ك!!ان الكف!اح من اج!ل التف!وق والرفع!ة للتوافق ه!و ال!!دافع االجتم!اعي ال!!ذي يرك!ز!‬
‫عليهادلركتعويض عن مشاعر الدونية‪،‬كما يرى إن حدوث السلوك المرضي! عن طريقة مبالغة الفرد في‬
‫إظهار شعور! بالدونية والرغبة في التف!وق‪،‬غ!ير إن النتيج!ة النهائي!ة هي وج!ود ق!وة دافع!ة أساس!ية في ك!ل‬
‫الكائنات اإلنسانية بحيث تفسر النماء والتقدم االجتماعي (أبو سكران‪ ،2009،‬ص‪.)31‬‬
‫وت! !!رى" ه ورني" إن التواف! !!ق يق! !!ود إلى الس! !!واء و الالتواف ! !ق! ي! !!ؤدي إلى العص! !!اب ويرجع! !!ان إلى عملي! !!ة‬
‫التنشئة االجتماعية وفي! ضوء ثقاف!ة م!ا وعلي!ه يعد س!وء التواف!ق! بمثاب!ة ع!دم أو قل!ة في التواف!ق! للعالق!ات‬
‫اإلنسانية وتعطى أهمية كبيرة للحقائق االجتماعية والبيئية في التأثير لتطور الشخصية‪.‬‬
‫ومن هن!!ا ف!!ان مج!!ددو! النظري!!ة التحليلي!!ة يؤك!!دون على الواق!!ع االجتم!!اعي في إكس!!اب عملي!!ة التواف !ق! إلى‬
‫جانب عوامل أخرى مساعدة لهذه العملية‪.‬‬
‫يتض !!ح أن الفروي !!ديون الج !!دد يؤك !!دون على أهمي !!ة الج !!انب االجتم !!اعي للف !!رد وإ ن الف !!رد يب !!دأ باكتس !!اب‬
‫الخ!!برة من لحظ!!ة انفص!!اله عن أمه‪ ،‬وان اله!!دف األساس!!ي من التحلي!!ل النفس!!ي ه!!و إث!!ارة الق!!وى الداخلي!!ة‬
‫في الفرد لتساعده في التخلص من المشاكل والضغوط التي تواجه!!ه في الحي!!اة (أبو س!!كران‪ ،2009،‬ص‬
‫‪.)31‬‬
‫‪ .)3‬المدرسة السلوكية‪:‬‬
‫تفترض المدرسة السلوكية إلى إن الشخص يتعلم الس!لوك من خالل تفاعل!ه م!!ع البيئ!!ة وعلى ه!!ذا األس!!اس‬
‫يجب وص!!ف األش!!خاص بكائن!!ات اس!!تجابة ويس!!تجيبون للمث!!يرات ال!!تي تق!!دمها لهم البيئ!!ة وفي! أثن!!اء تل!!ك‬
‫العملية تتكون أنماط من السلوك والشخصية في نهاية األمر‪.‬‬
‫وعلي!!ه ف!!ان المواق!!ف البيئي!!ة له!!ا دور في تش!!كيل شخص!!ية اإلنس!!ان وتوافق!!ه ول!!ذلك يجب إن ي!!درك س!!لوك‬
‫على ان!!ه خ!!اص بموق!!ف بعين!!ه كم!!ا ي!!رى دوالرد ميلر‪:‬إنن!!ا نكتب شخص!!ياتنا ب!!الطريق نفس!!ها ال!!تي تكتس!!ب‬
‫به!!ا أنماطن!!ا الس!!لوكية وذل!!ك من خالل تك!!وين شخص!!ياتنا فاألطف!!ال يتعلم!!ون النط!!ق الص!!حيح للكلم!!ات من‬
‫خالل االستجابات! الناجمة التي يتم تدعيمها من قبل الوالدين والمحيطين بهم‪.‬‬
‫كما و يؤكد السلوكيين علي إن السلوك بصفة عامة ناتج عن مثير و استجابة و إن خدم التواف!!ق في ه!ذه‬
‫العالق!ة ق!د يك!ون ناتج!ا عن مص!!در المث!ير‪ ،‬بحيث يعج!!ز المص!!در عن توص!!يل م!!ا يري!ده اإلنس!ان بالش!!كل‬
‫الص!حيح و ق!د ينتج عن الش!خص ال!ذي يق!وم باالس!تجابة و ه!ذا أم!ا يك!ون نقص مع!رفي! أو نقص انفع!الي‬
‫أو اجتماعي و قد يرجع إلى عدم السواء عن عوامل خارجية كحدوث ضوضاء أو أي معوقات! خارجية‬
‫أخرى يتضح للباحث إن السلوكيين جعلوا الف!!رد آل!ة ص!ماء تعم!!ل وف!ق! المث!!ير الخ!ارجي!‪ -‬أي بن!اء على‬
‫ردة الفعل‪ -‬وان سوء التوافق! الفرد ويكون ناتج عن استجابته للمثير بطريق!!ة غ!ير س!!ليمة و يع!!ود س!!بب‬
‫ذلك هو النقص المعرفي أو عيب انفعالي أو اجتماعي (أبو سكران ‪ ،2009 ،‬ص ص‪.)33-32‬‬
‫‪ .)4‬النظرية المعرفية‪:‬‬
‫ي!!رى أص!!حاب ه!!ذه النظري!!ة التواف !ق! ي!!أتي ع!!بر معرف!!ة اإلنس!!ان لذات!!ه و قدرات!!ه و التواف !ق! معه!!ا حس!!ب‬
‫إمكانياته المتاحة و إن كل فرد يمتلك القدرة على التوافق! للذاتي و على هذا األساس قد أكد عبر خبرات!!ه‬
‫م!!ع المرض!ى! إن يوض!!ح لهم أن امتالك الق!!درة ع!!بر الح!!ديث ال!!داخلي على التواف!!ق فق!!د أك!!د البرت اليس‬
‫على أهمية تعليم المرضى النفسيين كيف يغيرون تفك!يرهم في ح!ل المش!كالت و أن يوض!ح للم!ريض أن‬
‫حديثه مع ذاته يعتبر مصدرا الضطرابه االنفعالي و أن ي!!بين ل!ه كي!ف ه!!ذه األح!!اديث غ!ير المنطقي!ة وان‬
‫يساعده على أن يستقيم تفكيره حتى يصبح الحديث الذاتي لديه أكثر منطقية و فعالية ‪.‬‬
‫كم!!ا وي!!رى! أص!!حاب المدرس!!ة المعرفي!!ة إن لإلنس!!ان الحري!!ة في اختب!!ار أفعال!!ه ال!!تي يتواف!!ق به!!ا م!!ع نفس!!ه‬
‫ومع مجتمعه المحيط به وهو يقبل على اختي!ار الس!لوك المقب!ول اجتماعي!ا ويتواف!ق! توافقا حس!نا م!ع نفس!ه‬
‫ومع مجتمعه وهو ال يتواف!ق! توافق!!ا س!!يئا إال إذا تع!!رض للض!غوط! البيئي!!ة والظلم! والش!عور بالتهدي!د! وع!!دم‬
‫التقب!!ل و من هنا يمكن الق!!ول إن ق!!درة الف!!رد الذاتي!!ة والمعرفي!!ة لها أهمي!!ة في إكس!!ابه التواف!!ق‪،‬فكلم!!ا ك!!ان‬
‫الفرد متعلما ومكتسب األفكار! التي تتناسب مع الواقع المحيط‪ ،‬كلما كان ق!ادرا على التواف!ق الس!ليم‪( .‬اب!و‬
‫سكران‪ ،2009 ،‬ص ‪)35‬‬
‫‪ .)5‬المدرسة اإلنسانية‪:‬‬
‫ي!رى رواد االتج!اه اإلنس!اني إلى إن اإلنس!ان كك!ائن فاع!ل يس!تطيع! ح!ل مش!كالته و تحقي!ق الت!وازن و ان!ه‬
‫ليس عب !!دا للحتمي !!ات البيولوجي !!ة ك !!الجنس و الع !!دوان كم !!ا ي !!رى ف !!رو أو للمث !!يرات الخارجي !!ة كم !!ا ي !!ري‬
‫الس!!لوكيين‪،‬وان التواف!!ق يع!!ني كم!!ال الفاعلي!!ة و تحقي!!ق ال!!ذات في حين أن س!!وء التواف!!ق ينتج عن ش!!عور‬
‫الف!!رد بع!!دم الق!!درة و تك!!وين مفهوم!!ا س!!البا عن ذات!!ه و تمث!!ل نظري!!تي "روجرز" و"ما سلو" أهم النظري!!ات!‬
‫في ه!!ذا المج!!ال حيث يربط!!ان إجم!!اال التواف!ق! بتحقي!!ق ال!!ذات و ي!!رى روج!!رز! أن الش!!خص المنتج الفع!!ال‬
‫هو الفرد الذي يعمل إلى أقصى مستوى أو إلى الحد األعلى و انه يتصف بعدة صفات أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬االنفت اح على الخ برات‪ :‬حيث يك!!ون ه!!ذا الش!!خص م!!دركا و واعي!!ا لكل خبرات!!ه فه!!و ليس دفاعي!!ا وال‬
‫يحتاج إلى تنكر أو تشويه لخبراته‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنس انية‪:‬ه !!ؤالء األش !!خاص ل !!ديهم الق !!درة على العيش والس !!عادة واالس !!تمتاع! بكل لحظ !!ة من لحظ !!ات‬
‫وجودهم! فكل خ!برة بالنس!بة لهم تعت!بر! جدي!دة فهم ال يحت!اجون إلى تص!ورات مس!بقة لك!ل فك!رة أو موق!ف!‬
‫لتفسير ما يحدث‪.‬‬
‫‪ -‬الثقة‪ :‬ه!!!ؤالء األش!!!خاص ق!!!د يأخ!!!ذون آراء الن!!!اس اآلخ!!!رين وموافق !!ة مجتمعهم في الحس!!!بان لكنهم ال‬
‫يتقيدون بها كما أن محور أو نواة اتخاذ القرار موجودة في داخلهم لتوفر! الثقة في أنفسهم‪.‬‬
‫‪-‬الحرية‪ :‬فه !!ؤالء األش !!خاص يتص !!رفون بش !!كل س !!وي خي !!ارات ح !!رة يوظف !!ون طاق !!اتهم! إلى أقص!!ى! ح !!د‬
‫ويشعرون ذاتيا بالحرية في أن يكونوا! واعين لحاجاتهم ويستجيبون للمثيرات على ضوء ذلك‪.‬‬
‫فأص!!حاب المدرس!!ة اإلنس!!انية وعلى رأس!!هم روج!!رز ص!!احب نظري!!ة ال!!ذات ي!!رى إن اإلنس!!ان لدي!!ه الق!!درة‬
‫على قي!!ادة نفس!!ه والتحكم! فيه!!ا وع!!زى أن!!واع الس!!لوك اإلنس!!اني كاف!!ة إلى داف!!ع واح!!د وه!!و تحقيق ال!!ذات‬
‫والشخصية نتاج للتفاعل المستمر بين الذات والبيئة المادية واالجتماعية فهي ليست س!!اكنة ب!!ل هي دائم!!ة‬
‫الحركة والتغير!‪.‬‬
‫أما "ما سلو" فقد اتفق مع روجرز! إن السلوك التوافقي والصحة النفسية بش!كل ع!ام ترتب!ط! بتحقي!ق ال!ذات‬
‫في الش!!خص المتمت!!ع بالص!!حة النفس!!ية يحق!!ق اإلمكاني!!ات الموج!!ودة لدي!!ه ووض!!ع له!!ؤالء خص!!ائص معين!!ة‬
‫كمؤشر للتوافق الجيد أهمها‪:‬‬
‫‪-‬يدركو!ن العالم كما هو ال كما يحبون‪.‬‬
‫‪-‬يميلون إلى البساطة والتلقائية‪.‬‬
‫‪-‬لديهم القدرة على التجديد لذا ال يعانون من الملل‪.‬‬
‫‪-‬لديهم روح الدعابة إال إن المزاح الذي يستخدمونه ال يتضمن الحط من شان االخرين‪.‬‬
‫‪-‬لديهم حس ديمقراطي! فهم بعيدون عن إطالق األحكام المسبقة على اآلخرين‪.‬‬
‫وبما إن الشخصية المتوافقة هي التي تتمتع بالتوازن بين الفرد وذات!!ه من جه!ة وبين مجتمع!!ه‪،‬إض!افة إلى‬
‫قبول الذات والرضا االجتم!اعي فالب!د اإلش!ارة إلى إن ه!!ذه المش!اعر تتش!!كل ض!!من مح!!ددات تتكام!ل فيم!ا‬
‫بينه !!ا ويعت !!بر! كل من الوراث !!ة والبيئ !!ة جانبا مهم !!ا وال يمكن الحكم على الف !!رد من ج !!انب أو اتج !!اه معين‬
‫دون النظر للجوانب األخرى (حمدي‪ ،2011 ،‬ص ص ‪.)29-28‬‬
‫رابعا‪ .‬أهمية التوافق النفسي‬
‫يؤدي! التوافق! دورا اساسيا في حياة االفراد و الجماعات ‪ ،‬فه!!و يحق!!ق ش!!عورا بالرض!ا! واالرتیاح! واألمن‬
‫وع!!دم الخ!!وف‪ ،‬في ك!!ل م!!ا یمارس!!ه الف!!رد من ن!!واحي األنش!!طة وأن ل!!دى مجتمعاتن!!ا اإلس!!المیة ال ینص!!ب‬
‫من التواف!!ق بین أبنائن!!ا‪ ،‬ومرج!!ع ذل!!ك تع!!الیم دینن!!ا اإلس!!المي الح!!نیف بم!!ا يحمل!!ه من وض!!وح! لغایات م!!ا‬
‫یتمناه البشر من توافق! وطمأنینة نفسیة‪ ،‬تقیم الجسور بین النفس اإلنسانیة وبین مخلوقات الكون ‪.‬‬
‫ف !!التوافق النفس !!ي ‪:‬ه!!و الفط !!رة ال!!تي فط !!ر ﷲ الن!!اس عليه!!ا ‪ ،‬واإلنس !!ان إذا أراد لنفس!!ه أن یك!!ون متوافق !ا!‬
‫نفس!!یا وبالت!!الي یتمت!!ع بالص!!حة النفس!!یة فعلي!!ه أن یس!!تمد قيمت!!ه من إرادة اهلل ‪ ،‬فاإلنس!!ان عن!!دما یل!!تزم في‬
‫س!لوكه م!!ع م!!ا أم!ر ﷲ ب!ه عب!!اده فه!و! یس!یر! وف!ق! الص!!راط المس!تقیم ال!!ذي یؤدي! ب!ه إلى الخ!!یر‪ ،‬ومن ینش!!د‬
‫الخ !!یر فإن !!ه لن یض !!ل التواف !!ق في تعامله !!ا م !!ع ذات !!ه وم !!ع اآلخ !!رین من ب !!ني البش !!ر ‪.‬فغایة ﷲ تتجلى من‬
‫خالل م!!ا یتم من أعم!!ال من قب!!ل االنس!!ان بش!!رط ان تك!!ون ه!!ذه األعم!!ال إبتغ!!اء وج!!ه ﷲ تع!!الى‪ .‬وتب!!دو!‬
‫اهمي!!ة التواف!ق! النفس!!ي من خالل االتجاه!!ات الفكریة ونظریات الفلس!!فیة ال!!تي تن!!اولت س!!لوك اإلنس!!ان في‬
‫مواقف الحیاة المتعددة‪ ،‬ونظرا إلى القیمة الوظیفیة للسلوك اإلنساني ‪.‬‬
‫»اإلطار األخالقي! المنظم للسلوك اإلنساني« والذي في ضوءه یتفاع!!ل اإلنس!!ان ویتع!!ایش ویحق!!ق التواف!ق!‬
‫النفسي‪ ،‬أویقع نهبا للصراع النفسي إذ ابتعد عن هذا اإلطار! و جانبه الصواب في التصرف ‪.‬‬
‫كم!!!ا ان الشخص !!یة المتوافق!!!ة المتمتع !!ة بالص!!!حة النفس!!!یة تتجلى في أعظم معانيه !!ا ‪ ،‬متمثل !!ة في حساس!!!یة‬
‫القلب وحیویة العاطف !!ة والرغب !!ة في عم !!ل الخ !!یر ابتغ !!اء ﷲ وتج !!رد من ك !!ل المحسوس !!ات! واالبتع !!اد عن‬
‫سلوك المصلحة التي یجعل اإلنسان في وضع أناني یفقد انسانيته ‪(.‬بولعسل‪، 2014 ،‬ص ‪.)70‬‬

‫خامسا‪ .‬أبعاد و معايير التوافق النفسي‪:‬‬


‫‪.)1‬ابعاد التوافق النفسي ‪:‬‬
‫‪ -1‬البعد البيولوجي‪:‬‬

‫يشترك! الباحث " لوراس " مع الباحث " شمبين " في القول إن الكائن!!ات الحي!!ة تمي!!ل على أن التغي!!ير من‬
‫أوج !!ه نش !!اطها! في اس !!تجاباتها! للظ !!روف المتغ !!يرة في بيئته !!ا‪ ،‬أي تغ !!ير الظ !!روف! ينبغي أن يقابل !!ه تغي !!ير‬
‫وتع! !!ديل في الس! !!لوك بحيث ينبغي على الك! !!ائن الحي أن يج! !!د ط! !!رق جدي! !!دة إلش! !!باع رغبات! !!ه‪ .‬ف! !!التوافق‬
‫هوعملي!ة تتس!م بالمرون!ة م!ع الظ!روف! المتغ!!يرة أي أن هن!اك إدراك لطبيع!!ة العالق!ة الديناميكي!ة المس!تمرة‬
‫بين الف !!رد والبيئ !!ة (س !!هير‪ ،2003،‬ص‪ ،)36_35‬كم !!ا يتض !!من التواف !!ق ال !!بيولوجي للم !!ؤثرات الخارجي !!ة‬
‫ال! !!تي تس! !!تدعي ب! !!دورها! أعض! !!اء الحس والمس! !!تقبالت المتص! !!لة بالعق! !!ل وهي أعض! !!اء من جس! !!م اإلنس! !!ان‬
‫تخصص!!ت في اإلحس!!اس ب!!أنواع! معين!!ة من تغ!!يرات البيئ!!ة دون غيره!!ا‪ ،‬ك!!العين ال!!تي تس!!تقبل اإلحس!!اس‬
‫بالموجات الضوئية واألذن المجه!زة من أج!ل التق!اط األص!وات إلى ج!انب أعض!اء ك!األنف للش!م واللس!ان‬
‫للتذوق‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫مم!!ا س!!بق يمكن اس!!تنتاج أن الف!!رد يحت!!اج إلى أن يغ!!ير من س!!لوكياته ويع!!دلها بم!!ا يتناس!!ب م!!ع الظ!!روف‬
‫المحيطة به على المستوى! البيولوجي! والفيسيولوجي! بهدف التوافق‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد السيكولوجي‪:‬‬
‫يقص! !!د ب! !!ه ق! !!درة الف! !!رد على التوفي ! !ق! بين دوافع! !!ه المتص! !!ارعة‪ ،‬أي الق! !!درة على حس! !!م ه! !!ذه الص! !!راعات‬
‫والتحكم فيها بصورة مرضية والقدرة على حل المشاكل بصفة إيجابية على المنوال التالي‪:‬‬
‫‪-‬االعتماد على النفس‪ :‬قدرة الفرد على توجيه سلوكه وتحمل المسؤولية‪.‬‬
‫‪-‬اإلحس !!اس بالقيم !!ة الذاتي !!ة‪ :‬ش !!عور الف !!رد بأن !!ه ق !!ادر على توجي !!ه س !!لوكه وأن !!ه يس !!تطيع أن يض !!ع خط !!ط‬
‫مستقبلية‪.‬‬
‫‪-‬الش !!!عور باالنتم! !!اء والخل! !!و من األم !!!راض العص !!!بية‪ :‬أي أن يتمت! !!ع الف! !!رد بحب أس! !!رته وبش !!!عوره أن! !!ه‬
‫مرغ!!وب في!!ه وال يش!!كو! من األع!!راض والمظ!!اهر ال!!تي تش!!ير! إلى االنح!!راف النفس!!ي كع!!دم الق!!درة على‬
‫النوم بسبب األحالم المزعجة أو الخوف! المستمر والبكاء‪.‬‬
‫فالبع !!د الس !!يكولوجي ينظ !!ر إلى التواف !!ق على ان !!ه ق !!درة الف !!رد على توجي !!ه مس !!ؤوليته واإلحس !!اس! بقيمت !!ه‬
‫الذاتي!ة ومكانت!ه في المجتم!ع وقدرت!ه على التوفي!!ق بين دوافع!ه وح!ل المش!!اكل ال!تي يمكن أن يتع!رض له!!ا‬
‫باالعتماد على نفسه (مني‪ ،2015،‬ص ‪.)68‬‬
‫‪ -3‬البعد االجتماعي‪:‬‬
‫و يتض!!من ه!!ذا البع!!د الس!!عادة على االل!!تزام بأخالقي!!ات المجتم!!ع‪ ،‬و مس!!ايرة المع!!ايير االجتماعية وقواع !د!‬
‫الض !!بط والتفاع !!ل االجتم !!اعي الس !!ليم وتحم !!ل المس !!ؤولية االجتماعية وتع !!ديل القيم مم !!ا ي !!ؤدي إلى تحقي !!ق‬
‫الصحة النفسية (رجاء عثمان‪ ،2017،‬ص ‪.)15‬‬
‫وق!!د يعت!!بر ك!!ل من التس!!امح و المحب!!ة بين اآلخ!!رين من أب!!رز عوام!!ل التواف!ق! االجتم!!اعي باإلض!!افة إلى‬
‫تب! !!ادل اآلراء واألفك! !!ار‪ ،‬والتح! !!رر! من الوح! !!دة واإلحس! !!اس! باالنتم! !!اء إلى المجتمع واالع! !!تراف! بحاج! !!ات‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫ق!!د ي!!ؤدي! االبتع!!اد عن قيم المجتم!!ع وع!!دم التقي!!د بقوانين!!ه وقيم!!ه ومبادئ!!ه إلى س!!وء التواف!!ق االجتم!!اعي و‬
‫بالتالي االنحراف! وسلوك! مسالك خاطئة‪.‬‬

‫‪.)2‬معايير التوافق النفسي ‪:‬‬


‫سوف! نشير إلى المعايير المختلفة كما يراها طلعت منصور! وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬المعيار اإلحصائي‪:‬‬
‫يش!!ير مفه!!وم التواف!!ق طبق!!ا للمعي!!ار اإلحص!!ائي إلى القاع!!دة المعروف!!ة ب!!التوزيع! االعت!!دالي‪ ،‬والس!!وية طبق!!ا‬
‫لهذه القاعدة تعني المتوسط! العام لمجموعة الخصائص واألشخاص أو السمات أو السلوك‪.‬‬
‫والمفه !!وم اإلحص !!ائي! ب !!ذلك ال يض !!ع في االعتب !!ار‪ ،‬أن التواف !!ق عن !!د الش !!خص ينبغي أن يك !!ون مص !!حوبا!‬
‫بالرضا عنده وبتوافقه مع نفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬المعيار القيمي‪:‬‬
‫يس!!!تخدم! المنظ!!!ور! القيمي مفه!!!وم التواف!!ق! لوص!!ف! م!!!دى إتق !!ان الس !!لوك م !!ع المع !!ايير! األخالقي!!!ة وقواع!!!د‬
‫الس !!لوك الس !!ائدة في المجتم !!ع‪،‬وعلى ه !!ذا النح !!و ينظ!!ر! للتواف !!ق على أن !!ه مس !!ايرة‪ ،‬أي اتف !!اق الس !!لوك م !!ع‬
‫أساليب أو المعاني التي تحدد التصرف‪ ،‬أو المسلك السليم في المجتمع ولذلك فإن الش!!خص المتواف!ق! ه!!و‬
‫ال!!ذي يتف!!ق س!!لوكه م!!ع القيم االجتماعي!!ة الس!!ائدة في جماعت!!ه وق!!د ينظ!!ر للتواف!!ق بنظ!!رة أخالقي!!ة أو قواع!!د‬
‫سلوكية تقرها ثقافة المجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬المعيار الطبيعي‪:‬‬
‫يش!!تق مفه!!وم التواف!ق! طبع!!ا له!!ذا المفه!!وم من حقيق!!ة اإلنس!!ان الطبيعي!!ة‪ ،‬وأص!!حاب ه!!ذا االتج!!اه يس!!تنبطون‬
‫مفه!!!وم التواف !!ق! من البيولوجي ! !ا! وعلم النفس وليس! !!ت من نظري! !!ة القيم المباش! !!رة وهي نظري! !!ة تبحث عم! !!ا‬
‫يمكن تحقيقه‪.‬‬
‫ويس !!تخلص مفه !!وم التواف!!ق! طبع !!ا له !!ذا المعي !!ار بن !!اءا على خاص !!يتين يتم !!يز بهم !!ا اإلنس !!ان من غ !!يره من‬
‫المخلوقات‪:‬‬
‫‪ -‬الخاصية األولى‪ :‬قدرة اإلنسان الفريدة على استخدام الرموز‪.‬‬
‫‪ -‬الخاصية الثانية‪ :‬هي طول فترة الطفولة لدى اإلنسان إذا ما قورن بالحيوان والش!خص المتواف!ق! طبق!ا‬
‫له!!ذا المفه !!وم ه!!و من لدي!!ه إحس !!اس بالمس!!ؤولية االجتماعي !!ة كم !!ا أن اكتس!!اب المث !!ل والق!!درة على ض !!من‬
‫الذات طبقا لهذا المفهوم من معالم الشخصية المتوافقة‪.‬‬
‫‪ -4‬المعيار الثقافي‪:‬‬
‫إن المجتم!!!ع وثقافت!!!ه يمثالن مح!!!ددات رئيس!!!ية لبن!!!اء الشخص !!ية اإلنس !!انية‪،‬ومن هن !!ا يعت !!بر بص!!!فة عام!!!ة‬
‫انعكاسا للواقع الثقافي الذي يعيشه‪ ،‬وفقا لهذا المعيار‪ ،‬فإن الحكم على الشخص المتواف!!ق يك!!ون في إط!!ار‬
‫الجماع!!ة المرجعي!!ة للف!!رد‪ ،‬إال ان!!ه يجب أن نض!!ع في االعتب!!ار عن!!د اس!!تخدام! ه!!ذا المعي!!ار في الحكم على‬
‫الش !!خص المتواف !!ق مع !!ايير النس !!بية الثقافي !!ة‪ ،‬فم !!ا ه !!و س !!وي في جماع !!ة فق !!د يعت !!بر ش !!اذا أو مرض !!يا في‬
‫جماعة أخرى‪.‬‬
‫ومع!!نى! ذلك أن الحكم على الش!!خص المتواف !ق! أو غ!!ير المتواف!!ق ال يمكن الوص!!ول إلي!!ه‪ ،‬إال بع!!د دراس!!ة‬
‫ُثقافته وتحويلها إلى ثقافات فرعية مختلفة‪.‬‬
‫‪ -5‬المعيار الظاهري (الذاتي)‪:‬‬
‫هو التوافق! كما يدرك الشخص ذاتها حيث يستطيع النظر على المسايرة التي قد يبديها الفرد على أساس‬
‫المعايير السابقة‪ ،‬فالمحك! الهام هنا ما يشعر به الشخص‪،‬وكيف يرى في نفسه االتزان أو الس!!عادة أي أن‬
‫السوي هنا إحساس داخلي او الخبرة الذاتية‪.‬‬
‫فإذا كان الشخص وفقا لهذا المعيار يشعر بالقلق والتعاسة فهو غير متوافق‪،‬ورغم أهمية هذا المعي!!ار في‬
‫اإلحس !!اس والتواف !!ق ذاتي !!ا‪ ،‬إال أن علم !!اء النفس يق !!رون أن بعض المرض !!ى النفس !!انيين يعط !!ون تق !!ديرات‬
‫ذاتية وانطباع!!ات شخص!!ية‪ ،‬عن ه!!دوئهم وإ حساس!هم بالس!عادة باإلض!!افة إلى أن!ه م!ا يم!ر معظمه!ا بح!االت‬
‫الضيق والقلق‪.‬‬
‫‪ -6‬المعيار اإلكلينيكي‪:‬‬
‫يتحدد مفهوم التوافق! أو الصحة النفسية في ضوء المعايير! اإلكلينيكية لتشخيص األعراض المرضية‪،‬‬
‫فالص !!حة النفس !!ية تتح !!دد على أس !!اس غي !!اب األع !!راض المرض !!ية والخل !!و من مظ !!اهر الم !!رض‪ ،‬ويش !!ير‬
‫«طلعت منصور " إلى أن التوافق بالمعنى السابق! يعتبر مفهوما مضلال وضيقا‪ ،‬فال يكفي أن يخلو الفرد‬
‫من األع!!راض لكي تعت!!بره متواف!!ق ولكن ينبغي أن تلقى أهداف!!ه وطاقت!!ه توظيف !ا! فع!!اال في مواق!!ف الحي!!اة‬
‫المختلفة‪ ،‬و يحقق ذاته بشكل بناء ولذلك المعيار اإلكلينيكي ال يحدد التوافق! على نحو إيجابي وذو معنى‬
‫(بولعسل‪ ،2014 ،‬ص ص ‪.)68-66‬‬

‫سادسا‪ .‬أساليب التوافق النفسي‪:‬‬


‫يمكن تصنيف! أساليب التوافق! النفسي إلى نوعين رئيسيين هما‪ :‬أساليب مباشرة‪ ،‬وأساليب غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ .)1‬أساليب التوافق النفسي المباشرة‪:‬‬
‫وتتميز! هذه األساليب بكونها شعورية مباشرة‪ ،‬يستطيع الفرد من خاللها إشباع حاجاته ورغباته ودوافعه‬
‫وتحقي!!!ق أهداف!!!ه بطريق! !!ة مباش! !!رة وش! !!عورية على نح!!!و س!!!ليم يس! !!اعده في التخلص من مواق! !!ف اإلحب!!!اط‬
‫والصراع وحل مشكالته التي يتع!رض له!ا حال حاس!ما ونهائي!ا! يض!من ل!ه تحقي!ق أفض!ل ق!در من التواف!ق!‬
‫النفسي‪ ،‬وهذه األساليب هي‪:‬‬
‫‪ -1‬بذل الجهد إلزالة العوائق وتحقيق الهدف‪:‬‬
‫وهي أول ما يمكن فعله لتذليل العوائق والصعوبات! أم!!ام تحقي!ق األف!!راد أله!!دافهم والتغلب على المواق!!ف‬
‫المحيط!!ة والص!!راعات‪ ،‬و تس!!تند بش!!كل أساس!!ي إلى مض!!اعفة الجه!!ود والتعام!!ل بجدية و إص!!رار إلش!!باع‬
‫رغباتهم ودوافعهم! وتحقيق أهدافهم و ما يطمحون إليه‪.‬‬
‫‪ -2‬البحث عن طرق أخرى للوصول إلى الهدف‪:‬‬
‫ترى أن ك!ل ش!خص س!واء ك!ان كفيف!ا أو ص!ما يت!درب على الط!رق! البديل!ة ال!تي تمكن!ه من تحقي!ق أهداف!ه‬
‫والوص!ول! إليه!ا‪ .‬كون!ه يش!عر! ب!أن الطريق!ة المس!تخدمة لتحقي!ق ذل!ك اله!دف ال تج!دي نفع!ا وح!تى م!ع ب!ذل‬
‫الجهد ومضاعفة النشاط ومن هنا فإنه يحاول اختيار طرق أخرى أكثر فعالية ومناسبة‪.‬‬
‫‪ -3‬استبدال الهدف بغيره‪:‬‬
‫حيث يسعى الفرد الستبدال هدفه الذي لم يتمكن من الوصول إليه بهدف آخر قد يقترب منه في النتيج!!ة‪،‬‬
‫للتخلص من حالة اإلحباط والتوتر! الناجم عن قدرته على تحقيق اله!دف األص!لي‪،‬ومن الج!دير بال!ذكر أن‬
‫نج!!اح ه!!ذا األس!!لوب يعتم!!د بش!!كل كب!!ير على م!!دى ق!!درة الش!!خص على تحقي!!ق اله!!دف الجدي!!د (زه!!ران‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.)105‬‬
‫‪ -4‬تحرير السلوك‪:‬‬
‫ويلجأ الفرد إليه إذا لم يتمكن من إشباع احتياجاته ب!!الطرق المعت!ادة فإن!!ه يح!!اول إش!!باعها باس!تخدام! أنم!!اط‬
‫أخرى قد تساهم في خفض التوتر‪.‬‬
‫‪ -5‬إعادة تفسير الموقف‪:‬‬
‫قد يجد الفرد نفسه أنه بحاجة إلى تفسير الموق!ف! ال!!ذي اعت!!بره معيق!!ا أو س!!ببا في فش!!له إذ أن!!ه من الممكن‬
‫أن يكون لجأ إلى تفسير ذلك الموقف! في السابق! على نحو بعيد من الدقة والصواب‪،‬وهذا يدل على مدى‬
‫تفهم الفرد للموقف وتفاعله معه (بوبقار و عوينة‪ ،2018 ،‬ص ‪.)44‬‬
‫‪ .)2‬أساليب التوافق النفسي غير المباشرة (الحيل الدفاعية)‪:‬‬
‫وتمت !!از! ه !!ذه األس !!اليب بكونه !!ا ال ش !!عورية ويمكن أن يلج !!أ إليه !!ا الف !!رد بش !!كل غ !!ير مباش !!ر للتخلص من‬
‫التوتر الناجم عن المواقف! المحبطة والصراعات التي يتعرض لها وتشمل على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسقاط‪:‬‬
‫وهو حيلة ال شعورية تجد الفرد فيه يلصق! لغيره وم!!ا يش!!عر ب!!ه وأن النزاع!!ات و الرغب!!ات البغيض!!ة إلى‬
‫نفسه إنما هي صفات غيره‪.‬‬
‫‪ -2‬النكوص‪:‬‬
‫وهو العودة إلى مراحل سابقة من النمو النفسي كان قد خبر فيها الطفل إشباعا‪.‬‬
‫‪ -3‬التع ويض‪ :‬ه!!و حيل!!ة دفاعي!!ة يعتم!!د فيه!!ا الف!!رد إلى إخف!!اء نقص أو التغلب علي!!ه وكث!!يرا! م!!ا يك!!ون‬
‫التع!!ويض س!!تر لنقص ال للق!!وة‪ ،‬أم!!ا التع!!ويض الزائ!!د فه!و! مهاجم!!ة النقص بعن!!ف مم!!ا ي!!ؤدي إلى تض!!خيم‬
‫التعويض‪.‬‬

‫سابعا‪ .‬مجاالت وعوائق التوافق النفسي‪:‬‬


‫‪ .)1‬مجاالت التوافق النفسي ‪:‬‬
‫تعددت مج!!االت و مظ!اهر التواف!ق! حس!!ب الب!احثين ك!ل حس!ب تخصص!!ه ونط!اق دراس!ته‪ ,‬وس!يتم! الترك!!يز‬
‫على المجاالت األهم لدى الطلبة الجامعيين وهي كاالتي‪:‬‬
‫‪ -1‬التكيف النفسي (الذاتي)‪:‬‬
‫و يعت!!بر التواف!!ق النفس!!ي و المج!!ال االول و االساس!ي! من مج!!االت التواف!ق! حيث ان!!ه يعم!!ل على الص!!عيد‬
‫ال!!ذاتي للف!!رد و الطريق!!ة ال!!تي ينظ!!ر به!!ا الى نفس!!ه ال!!تي بين جنبي!!ه و الى المجتم!!ع من حول!!ه‪ .‬و يتض!!من‬
‫التوافق الذاتي رضا الفرد على نفسه من خالل اشباع الدوافع و الحاجات االولية الفطري!!ة و العض!!وية و‬
‫الفيسيولوجية و الثانوية المكتسبة ‪.‬فيحصل الفرد على السلم ال!!داخلي حيث ال ص!!راع داخلي و ه!!ذا الس!!لم‬
‫الداخلي ياتي من خالل القدرة الذاتية للفرد و وجود الحوافز! الناسبة للمتطلبات الذاتية و الشخصية‪.‬‬
‫التواف!!ق النفس!!ي او ال!!ذاتي ه!!و ان يك!!ون الف!!رد راض!!يا! عن نفس!!ه غ!!ير ك!!اره له!!ا او ن!!افر! منه!!ا او س!!اخط‬
‫عليه!!ا او غ!!ير واث!!ق به!!ا و تتس!!م حيات!!ه النفس!!ية ب!!الخلو من الت!!وترات و الص!!راعات النفس!!ية ال!!تي تق!!ترن‬
‫بمشاعر الذنب و القلق( زهران‪ ،1997،‬ص‪.)29‬‬
‫‪ -2‬التوافق االجتماعي ‪:‬‬
‫يعتبر التوافق! االجتماعي امتداد للتوافق الذاتي و النفس!ي‪ ،‬و ان فق!د االنس!ان توافق!ه النفس!ي فان!ه حتم!ا لن‬
‫يس !!تطيع التواف !!ق م !!ع الجماع !!ة او م !!ع اس !!رته او م !!ع مدرس !!ته و ل !!ذلك ف !!ان التواف !!ق االجتم !!اعي يتض !!من‬
‫الس !!عادة م !!ع اآلخ !!رين و االل !!تزام بأخالقي !!ات المجتم !!ع مس !!ايرته للمع !!ايير االجتماعي !!ة ة االمتث !!ال لقواع !!د‬
‫الض !!بط االجتم !!اعي و تقب !!ل التغ !!ير االجتم !!اعي الس !!ليم و العم !!ل لخ !!ير الجماع !!ة و الس !!عادة الزوجي !!ة مم !!ا‬
‫ي!!ؤدي! الى تحقي!!ق الص!!حة المجتمعي!!ة ‪ ،‬وه!!ذا م!!ا يطل!!ق علي!!ه ب!!التطبيع! االجتم!!اعي ال!!ذي يتمث!!ل في ق!!درة‬
‫االنس!!ان على الحي!!اة في ظ!!ل الجماع!!ة و ان التط!!بيع االجتم!!اعي وال!!تي تعيش فيه!!ل الف!!رد و يتفاع!!ل معه!!ا‬
‫سواء كانت هذه العالقات في مجتمع االسرة او المدرسة او الرفاق او المجتمع الكبير و الذي يح!!دث في‬
‫ه!ذه الناحي!ة ذو طبيع!ة تكويني!ة الن المجتم!ع يكس!ب الف!رد الع!ادات و التقالي!د الس!ائدة و التقب!ل للمعتق!دات‪.‬‬
‫(أبو سكران‪)2009،54،‬‬
‫‪ -3‬التوافق المدرسي‪: ‬‬
‫تعت!!بر المدرس!!ة المحص!!ن الث!!اني في االهمي!!ة بع!!د االس!!رة فهي الن!!واة االساس!!ية الثاني!!ة و ال!!تي تس!!اهم في‬
‫تش !!كيل شخص !!ية الف !!رد و ت !!ؤثر في س !!لوكه ت !!أثيرا كب !!يرا و الب !!د أن تك !!ون العالق !!ة المتبادل !!ة بين الف !!رد و‬
‫المدرسة عالقة توافقية ايجابية و يعد الفرد متوافقا! مدرسيا! اذا كان في حالة رضا عن انجازه االك!!اديمي‬
‫م !!ع رض !!ا المدرس !!ة عن !!ه س !!واء في ادائ !!ه االك !!اديمي او في عالقات !!ه المدرس !!ية من مدرس !!ين و زمالء و‬
‫عاملين و التوافق االجتماعي المدرسي السوي له االثار االيجابية التي تعود على الفرد بالسعادة و التعلم‬
‫الجيد لألنماط السلوكية المقبلة و المهارات التي تسهل وص!!وله الى عالق!!ات اجتماعي!!ة ناجح!!ة‪ ،‬كم!!ا و ان‬
‫التوافق المدرسي مؤشرات تتمثل في بناء الفرد عالق!ات حميم!ة م!ع االص!دقاء و االق!ران في المدرس!ة و‬
‫مدى شعوره باالحترام! بينهم و تنمية الشعور! بالثقة بالنفس و ب!!اآلخرين و تعاون!!ه و مش!!اركته في انش!!طة‬
‫المدرسة المختلفة كذلك فان التوافق المدرس!ي! الس!!يء على الف!رد ف!!ان ذل!!ك ي!ؤثر س!لبا على حيات!ه النفس!ية‬
‫و المدرسية و على عالقاته االجتماعية و بالتالي فانه يصبح فردا منب!!وذا و ه!!ذا ي!!ؤدي! الى س!!وء التواف!!ق‬
‫الدراسي و المدرسي‪ ( !.‬أبو سكران‪ ،2009 ،‬ص‪)46‬‬
‫‪ -4‬التوافق المجتمعي ‪:‬‬
‫و يقصد به التغيرات التي تحدث في سلوك الفرد و في اتجاهاته او عاداته بهدف مواءمته للبيئة و اقامة‬
‫عالقات منسجمة معها اشباعا لحاجات الفرد و متطلب!ات البيئ!ة‪ ،‬فعن!دما! يش!عر الف!رد باألم!ان في المجتم!ع‬
‫الذي يعيش فيه فان!ه يك!ون س!عيدا أمن!ا و تتهي!أ ل!ه الف!رص لتعلم االنم!اط االجتماعي!ة المقبول!ة و المه!ارات‬
‫التي تسهل له وصوله الى عالقات اجتماعية بارزة و يكون عن نفسه فك!رة مناس!بة نتيج!ة تقب!ل اآلخ!رين‬
‫له‪ ،‬و يساعده ذلك في ان يكون حرا في ان يواج!!ه انتباه!!ه الى الع!!الم الخ!!ارجي و أن يهتم باألش!!خاص و‬
‫األشياء الخارجة عنه و يحقق ما يتوقعه المجتمع منه (ابو سكران‪،2009،‬ص‪. )47‬‬

‫‪ .)2‬عوائق التوافق النفسي‪:‬‬


‫‪ -1‬العوائق الجسمية‪:‬‬
‫ويقصد بها العاهات والتشوهات الجسمية و نقص الحواس التي تحول بين الف!رد وأهداف!ه‪ ،‬فض!عف القلب‬
‫وضعف البنية قد يعوق! الفرد عن المشاركة في بعض األنشطة و تكوين األصدقاء‪.‬‬
‫‪ -2‬العوائق النفسية‪:‬‬
‫ويقص !!د به !!ا نقص ال !!ذكاء االجتم !!اعي آو ض !!عف في الق !!درات العقلي !!ة والمه !!ارات! النفس !!ية والحركي !!ة او‬
‫إخالال في نم !!و الشخص !!ية وال !!تي تع !!وق في تحقي !!ق األه !!داف والص !!راع النفس !!ي ال !!ذي ينش !!ا عن تن !!اقض‬
‫وتعارض االهداف وعدم القدرة على المفاضلة بين األشياء في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫العوائق المادية االقتصادية‪:‬‬
‫ويقصد بها نقص المال وعدم توافر اإلمكانيات المادية وهذا يعتبر عائقا كبيرا يمنع كث!!يرا من الن!!اس من‬
‫تحقيق أهدافهم في الحياة وقد يسبب لهم الشعور باإلحباط‪.‬‬
‫‪ -4‬العوائق االجتماعية‪:‬‬
‫ويقص!!د به!!ا القي!ود ال!!تي يفرض!ها المجتم!ع في عادات!!ه وتقاليد هو قوانين!ه لض!بط الس!لوك وتنظيم العالق!ات‬
‫(عبد اهلل أبو سكران‪ ،2009 ،‬ص‪)33‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫في الخت!!ام توص!!لنا إلى أن التواف!!ق النفس!!ي ه!!و تواف!ق! الف!!رد م!!ع ذات!!ه وم!!ع الوس!!ط المحي!!ط ب!!ه‪ ،‬و االت!!زان‬
‫االجتماعي واالنفعالي خاليا من أي اضطرابات نفسية و أو نفسوجسمية‪ .‬حيث يشعر! بالرضا! نحو حياته‬
‫وتأكيد ذاته ويصل الى تحقيق أعلى مستوى طموحاته واستغاللها! بالشكل أفضل‪.‬‬
‫الجانب الميداني‬
‫الفصل الرابع‪ :‬إجراءات الدراسة الميدانية‪.‬‬
‫أوال‪ .‬منهج الدراسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬حدود الدراسة‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬الأدوات المستخدمة في الدراسة‬
‫رابعا‪ .‬األساليب االحصائية المستخدمة في الدراسة‬
‫تمهيد‬
‫سنتناول في هذا الفصل إجراءات الدراسة لميدانية حيث تطرقنا! إلى وصف كافة اإلج!!راءات المتبع!!ة في‬
‫تنفي!!ذ الدراس !ة من خالل إب!!راز المنهج المتب!!ع وتحدي !د! مجتمع وعين!!ة الدراس!!ة بع!!دها األدوات المس!!تخدمة‬
‫في جمع البيانات ‪.‬‬
‫أوال‪ .‬منهج الدراسة‬
‫تختل!!ف أس!!اليب ومن!!اهج البحث بحس!!ب اختالف الدراس!!ات وتع!!دد! البح!!وث و يتخ!!ذ المنهج المس!!تعمل في‬
‫الدراسة حسب الظاهرة المراد دراس!تها! وموض!!وع! تس!!اؤالتها! ومن!!ه يع!!رف المنهج‪ :‬بأن!ه الطري!!ق الم!ؤدي!‬
‫إلى الكش !!ف عن الحقيق !!ة في العل !!وم بواس !!طة طائف !!ة من القواع !!د العام !!ة تهيمن على س !!ير العق !!ل وتح !!دد!‬
‫عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة (دشلي‪ ،2016 ،‬ص ‪.)26‬‬
‫وبالتالي! ف!!ان المنهج ال!واجب إتباع!ه في حال!ة مح!ددة ق!!د يختل!ف من أخ!ر لحال!!ة مختلف!ة وعلي!ه ف!!ان وج!!ود‬
‫منهج متعددة يتيح للباحث محاولة فهم الدراسة أو المشكلة‪.‬‬
‫إن المنهج المالئم لدراس!!تنا! ه!!و المنهج الوص!!في بأس!!لوبي االرتب!!اط! والمقارن!!ة‪ ،‬باعتب!!اره مناس!!با! أله!!داف‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫لقد كانت حدود! الدراسة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .)1‬الحدود البشرية‪ :‬تتمثل في عينة الدراسة‬
‫العينة هي ج!!زء من المجتم!!ع األص!!لي يتم اختي!!اره وف!!ق أس!!اليب المعاين!!ة اإلحص!!ائية ويش!!ترط أن تك!!ون‬
‫ممثلة للمجتمع الذي نقوم بدراسته (عزيز‪ ،2014 ،‬ص‪.)09‬‬
‫وعينة دراس!تنا يتم س!حبها من طلب!ة الس!نة الثالث!ة علم النفس العي!ادي المقبلين على التخ!رج‪ ،‬من الجنس!ين‬
‫ويتم إختيارهم! بطريقة عرضية ‪.‬‬
‫‪ .)2‬الحدود الزمنية‪:‬‬
‫تم إجراؤها خالل الموسم! الجامعي ‪2020_2019‬‬
‫‪ .)3‬الحدود المكانية‪:‬‬
‫تتمث! !!ل الح! !!دود المكاني! !!ة للدراس! !!ة في قس! !!م علم النفس وعل! !!وم التربي! !!ة واالرطفوني! !!ا بجامع! !!ة محم! !!د لمين‬
‫دباغين سطيف ‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬الأدوات المستخدمة في الدراسة‪:‬‬
‫من أجل تحقيق أهداف الدراسة تم االعتماد على أداتين لجمع المعلومات والبيانات وهي‪:‬‬
‫‪-‬مقیاس قلق المستقبل لــ‪ :‬عبدالتواب معوض‪ ،‬وسید عبد العظیم‬
‫‪-‬مقیاس التوافق! النفسي لـ‪ :‬ـزينب محمود شقير‬
‫‪ .)1‬مقياس قلق المستقبل‪:‬‬
‫‪ -1‬وصف المقياس‪:‬‬
‫أع !!د ه !!ذا المقي !!اس محم !!د عب !!د الت! !واب مع !!وض‪ ،‬وس !!يد عب !!د العظيم محمد‪ ،‬وذل !!ك لقي !!اس قل !!ق المس !!تقبل‬
‫ويتك!!ون المقي!!اس من (‪ )40‬عب!!ارة موزع!!ة على أربع!!ة مح!!اور‪ ،‬هي‪ :‬الخ!!وف من المش!!كالت المس!!تقبلية‪،‬‬
‫التشاؤم من المستقبل‪ ،‬قلق التفكير في المستقبل‪ ،‬قلق الموت‪.‬‬
‫لقد وضعت خمسة بدائل لإلجاب!ة عن ك!ل بن!د من بن!ود المقي!اس وهي‪ :‬مع!ترض بش!دة (‪ ،)01‬مع!ترض (‬
‫‪ ،)02‬ال أس! ! !!تطيع تحدي! ! !!د رأي (‪ ،)03‬مواف! ! !!ق (‪ ،)04‬موافق! بش! ! !!دة (‪ ،)05‬وتعكس ه! ! !!ذه ال! ! !!درجات في‬
‫العبارات السالبة‪.‬‬
‫وق!!د تم تع!!ديل ب!!دائل المقي!!اس إلى ثالث!!ة ب!!دائل وهي‪ :‬ال وتأخ!!ذ الدرج!!ة ‪ ،0‬قليال وتأخ!!ذ الدرج!!ة ‪ ،1‬كث!!يرا‬
‫وتأخذ الدرجة ‪ ،2‬وتعكس الدرجات في العبارات السلبية‪ .‬وتتراوح! الدرجة الكلية بين‪)80-0( :‬‬
‫العب ! ! ! !!ارات ‪،20 ،19، 18 17، 16، 14، 13 ،12، 11، 10، 9، 8، 7، 6 ،5 ،4، 3 ،2 ،1‬‬
‫‪.40، 39، 38 ،37، 36، 35، 34 33، 31، 30، 29 ،26، 25، 24، 23 ،22، 21‬‬ ‫الموجبة‬
‫العب ! ! ! !!ارات‬
‫‪. 2، 28، 15،27‬‬
‫السالبة‬
‫جدول رقم‪ :1‬العبارات الموجبة والسالبة في مقياس قلق المستقبل‬
‫‪ -2‬الخصائص السیكومتریة لمقیاس قلق المستقبل‪:‬‬
‫ق!!امت بولعس!!ل رميس!!ة بحس!!اب الخص!!ائص الس!!يكومترية للمقي!!اس في البيئ!!ة المحلي!!ة‪ ،‬وذل!!ك بتطبيق!!ه على‬
‫عين!!ة تك!!ونت من (‪ )30‬طالب!!ا مقبلا على التخ!!رج ) س!!نة ثالث!!ة ليس!!انس و ثانیة ماس!!تر (‪،‬من كلیة العل!!وم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية قسم علم النفس جامعة العربي بن مهدي أم البواقي!‪ .‬وكانت نتائج الصدق والثب!!ات‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬صدق مقياس قلق المستقبل‪:‬‬
‫تم حساب صدق المقياس عن طريق‪:‬‬
‫الص!!دق التمییزي‪ :‬بالمقارنة الطرفية‪ :‬حیث ق!!امت ‪ ،‬بأخ!!ذ (‪ )27‬من أعلى درج!!ات المقي!!اس و(‪ )27‬من‬
‫أدنى درجات المقياس للعينة التي تتكون من (‪ )30‬فردا! وهذا بعد ترتيب هذه الدرجات تصاعديا فتصبح‬
‫مجموعتان تتكون كل واحدة منها من(‪ )08‬أفراد! ألن (‪ )8.1=100/ )30 *27‬ومنه نأخذ (‪( )08‬أفراد‬
‫من المجموع!!ة العلي!!ا و(‪ )08‬أف!!راد! من المجموع!!ة ال!!دنيا ثم نق!!ارن بين المجموع!!تين باختب!!ار "ت "لدالل!!ة‬
‫الفرق بينهما‪.‬و كانت النتيجة (ت = ‪.)14.98‬‬
‫‪ .2‬ثبات مقياس قلق المستقبل‪:‬‬
‫تم حساب الثبات باستخدام! معامل ثبات ألفا كرونباخ‪.‬‬
‫وتم التوص!!ل إلى معام!!ل ثب!!ات ق!!دره (‪ )0.80‬وھذا المعام!!ل دال إحص!!ائيا عن!!د مس!!توى الدالل!!ة (‪)0.01‬‬
‫مما یشیر إلى أن المقياس یتمتع بقدر عالي من الثبات‪.‬‬
‫‪ .)2‬مقياس التوافق النفسي‬
‫‪ -1‬وصف المقياس‪:‬‬
‫ص! !!مم ه! !!ذا المقي! !!اس من ط!!!رف زينب محم! !!ود ش!!!قير س! !!نة ‪ ،2003‬وفي س !!بيل إع !!داده ق!!!امت المؤلف! !!ة‬
‫ب!!االطالع على ال!!تراث النظ!!ري والدراس!!ات! الس!!ابقة وك!!ذا على بعض المف!!اهيم النظري!!ة للتواف !ق! النفس!!ي‬
‫وأبع!!!اده المختلف!!!ة‪ ،‬كم!!!ا اطلعت على بعض مق!!!اييس التواف !!ق! النفس !!ي مث !!ل مقي !!اس كاليفورني!!!ا للشخص!!!ية‬
‫ومقياس التوافق! إعداد عبد الوهاب كامل ومقياس التوافق النفسي إعداد وليد القفاص‪...‬إلخ وهي مقاييس‬
‫أجريت على فئة العاديين من الناس‪ ،‬إلى أن توص!!لت المؤلفة إلى أربع!!ة أبع!!اد رئيس!!ية للتواف!ق! تتمث!!ل في‬
‫المحاور التالية‪:‬‬
‫‪-‬التوافق! الشخصي! واالنفعالي (وقد رأت المؤلفة ضم هذين البعدين معا الرتباطهما الوثيق ببعض)‪.‬‬
‫‪-‬التوافق! الصحي والجسمي‪.‬‬
‫‪-‬التوافق! األسري‪.‬‬
‫‪-‬التوافق! االجتماعي‪.‬‬
‫وتم التوصل إلى ‪ 30‬فقرة ي!برز من خالله!ا التواف!ق ل!دى الف!رد وال!تي انتهت إلى عش!رون فق!رة لك!ل بع!د‬
‫من أبعاد المقاييس الفرعية وذلك بع!!د االنته!اء من التق!!نين الخ!!اص بالمقي!!اس‪،‬وب!ذلك! أص!!بحت ع!دد فق!رات‬
‫المقياس الكلية ‪ 80‬مقسمة إلى ‪ 20‬فقرة لكل بعد فرعي على حدة‪ ،‬كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫فقرات المقياس‬
‫المجموع الكلي‬ ‫محاور المقياس‬
‫الفقرات السالبة‬ ‫الفقرات الموجبة‬

‫‪20‬‬ ‫من ‪ 15‬إلى ‪20‬‬ ‫من ‪ 1‬إلى ‪14‬‬ ‫التوافق الشخصي و االنفعالي‬
‫‪20‬‬ ‫من ‪ 29‬إلى ‪40‬‬ ‫من ‪ 21‬إلى ‪28‬‬ ‫التوافق الصحي الجسمي‬
‫‪20‬‬ ‫من ‪ 56‬إلى ‪60‬‬ ‫من ‪ 41‬إلى ‪55‬‬ ‫التوافق األسري‬
‫‪20‬‬ ‫من ‪ 75‬إلى ‪80‬‬ ‫من ‪ 61‬إلى ‪74‬‬ ‫التوافق االجتماعي‬
‫‪80‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪51‬‬ ‫عدد الفقرات اإلجمالي‬
‫جدول رقم (‪ :)02‬توزيع فقرات مقياس التوافق النفسي على المحاور‬
‫هذا ويمكن تطبيق المقياس على الجنس!ين من مختل!ف األعم!ار ابت!داء من نهاي!ة مرحل!ة الطفول!ة المت!أخرة‬
‫إلى كبار السن‪.‬‬
‫وق! ! !د! ص! !!مم ه! !!ذا المقي! !!اس على طريق! !!ة "ليك رت" وذل! !!ك بإعط! !!اء تق! !!دير دقي! ! !ق! على مقي! !!اس مت! ! !درج من‬
‫(موافق‪،‬محايد‪ ،‬معارض) حيث أعطت الباحثة له!ا ال!!درجات (‪ )2،1،0‬وه!ذا في ح!ال ك!ان اتج!اه التواف!ق!‬
‫إيجابيا‪ ،‬أما إذا كان اتجاهه سلبيا فتمنح اإلجابات الدرجات (‪،)0،1،2‬ومنه فإن‪:‬‬
‫‪‬أعلى درجة يمكن الحصول عليها هي (‪ !)160‬وهذا إذا أجاب الف!رد على ك!!ل عب!!ارات المقي!!اس بالب!ديل‬
‫الذي يأخذ الدرجة "‪ "2‬سواء في فقرات اإليجابية أو السلبية‪.‬‬
‫‪‬متوس !!ط الدرج !!ة ال !!تي يمكن الحص !!ول عليه !!ا (‪ !!)80‬وه !!ذا إذا أج !!اب الف !!رد على ك !!ل عب !!ارات المقي !!اس‬
‫بالبديل أحيانا الذي يأخذ الدرجة "‪."1‬‬
‫أدنى درجة يمكن الحصول عليها هي (‪ !)0‬وهذا إذا أجاب الفرد على كل عب!!ارات المقي!!اس بالب!!ديل ال!!ذي‬
‫يأخذ الدرجة "‪ "0‬سواء في فقرات اإليجابية أو السلبية‪.‬‬
‫وق!د! تم تع!!ديل ب!!دائل المقي!!اس إلى ثالث!!ة ب!!دائل وهي‪ :‬ال وتأخ!!ذ الدرج!!ة ‪ ،0‬قليال وتأخ!!ذ الدرج!!ة ‪ ،1‬كث!!يرا‬
‫وتأخذ الدرجة ‪، 2‬وتعكس الدرجات في العبارات السلبية‪ .‬وتتراوح! الدرجة الكلية بين‪.) 160-0(:‬‬

‫‪ -2‬الخصائص السیكومتریة لمقیاس التوافق النفسي‪:‬‬


‫‪.1‬صدق مقياس التوافق النفسي‪:‬‬
‫صدق االتساق الداخلي‪:‬‬

‫بحساب االرتباط بين درجة كل بعد والدرجة الكلية للمقياس‪.‬‬


‫مستوى الداللة‬ ‫معامل االرتباط!‬ ‫أبعاد المقياس‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫التوافق! الشخصي!‬
‫‪//‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫التوافق! الصحي‬
‫‪//‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫التوافق! األسري!‬
‫‪//‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫التوافق! االجتماعي‬
‫‪//‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫التوافق! النفسي‬
‫جدول رقم (‪ :)03‬صدق االتساق ال داخلي‪ ،‬ارتب اط البع د بالدرج ة الكلي ة لمقي اس التواف ق‬
‫النفسي‬
‫من خالل الجدول يتضح ان جميع معامالت االرتباط! دالة عند مس!توى الدال!ة ‪ ، 0.01‬مم!ا يش!ير إلى أن‬
‫المقياس صادق‪.‬‬

‫‪ .2‬ثبات مقياس التوافق النفسي‬


‫‪.1‬طريق ة ألف ا كرونب اخ ‪ :‬حيث تم حس!!!اب الثب!!!ات عن طري !!ق اس !!تخراج معام !!ل التج !!انس معام!!!ل ألف!!!ا‬
‫كرونباخ‪ .‬النتائج موضحة في الجدول رقم (‪)04‬‬

‫ألفا كرونباخ‬ ‫عدد البنود‬


‫‪0.92‬‬ ‫‪80‬‬
‫جدول رقم (‪: )04‬الثبات باستخراج معامل التجانس لمقياس التوافق النفسي‬
‫بلغت قيم !!ة ‪ 0.92‬ألف !!ا كرونب !!اخ وهي مؤش! !ر! دال على ثب !!ات المقي !!اس‪ ،‬و ه !!ذا يع !!ني ان المقي !!اس يتمت !!ع‬
‫بمعامل ثبات قوي ‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬األساليب االحصائية المستخدمة في الدراسية ‪:‬‬
‫سيتم استخدام األساليب اإلحصائية التالية‪:‬‬
‫‪−‬المتوسط الحسابي‪.‬‬
‫‪−‬االنحراف المعياري‪.‬‬
‫‪−‬معادلة "ت" للمقارنة الطرفية‪.‬‬
‫‪−‬معامل االرتباط بيرسون‬
‫الفصل الخامس ‪:‬‬
‫عرض نتائج الدراسة ومناقشتها‬
‫نظ !!را للوض !!عية الص !!حية ال !!تي تم !!ر ب !!ه البالد نتيج !!ة وب !!اء كورون !!ا (كوفي !!د ‪ 19‬المس !!تجد)‪ ،‬تع !!ذر علين !!ا‬
‫الحص!!ول على العين!!ة الم!!راد دراس!!تها‪ ،‬وبالت!!الي تع!!ذر تط!!بيق! أدوات الدراس!!ة وإ ج!!راء الج!!انب المي!!داني‪.‬‬
‫لذلك سيتم عرض النتائج التي من المتوقع أن تتوصل إليها الدراسة‪ ،‬ومناقشتها‪.‬‬

‫النتائج المتوقعة ومناقشتها‪:‬‬


‫إنطالقا! من الدراسات السابقة واالطار! النظري‪ ،‬يمكن أن نتوقع مايلي‪:‬‬
‫‪ .)1‬الفرضية األولى‪:‬‬
‫توجد عالقة ارتباطية بين قلق المستقبل و التوافق النفسي لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‪.‬‬
‫‪ -1‬نتائجها‪ :‬نتوقع أن تتحقق الفرضية األولى والتي تنص على مايلي‪:‬‬
‫توجد عالقة ارتباطية بين قلق المستقبل و التوافق النفسي لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‪.‬‬
‫‪ -2‬مناقشة نتائج الفرضية األولى‪:‬‬
‫تتف !!ق ه !!ذه النتيج !!ة م !!ع دراس !!ة بولعس !ل! روميس !!ة ‪ ،‬ح !!ول قل !!ق المس !!تقبل و عالقت !!ه ب !!التوافق! النفس !!ي ل !!دى‬
‫الطلب! !!ة المقبلين على التخ! !!رج‪ ،‬وال! !!تي توص! !!لت الى وج! !!ود! عالق! !!ة ارتباطي! !!ة س! !!البة (عكس! !!ية ) بين قل! !!ق‬
‫المس! !!تقبل والتواف ! !ق! النفس! !!ي ل! !!دى الطلب! !!ة المقبلين على التخ! !!رج‪ ،‬أي كلم! !!ا زادت درج! !!ة قل! !!ق المس! !!تقبل‬
‫انخفض!!ت درج!!ة التواف !ق! النفس!!ي و العكس ص!!حيح‪ ،‬كلم!!ا زادت درج!!ة التواف !ق! النفس!!ي انخفض!!ت درج!!ة‬
‫قلق المستقبل‪.‬‬
‫ويمكن تفس!!ير ه!!ذه النتيج!!ة بـأن الزي!!ادة في قل!!ق المس!!تقبل يخفض من درج!!ة التواف!ق! النفس!!ي ل!!دى الطلب!!ة‬
‫المقبلين على التخ!!رج‪ ،‬و ه!!ذا م!!ا يش!!ير الى ان هن!!اك بعض المش!!كالت ال!!تي ت!!ؤدي الى س!!وء التواف!ق! م!!ع‬
‫البيئة المحيطة بهم "البيئة الجامعية" ترجع الى اإلمكانيات التي توفرها الجامع!!ة من متطلب!!ات و ه!!ذا من‬
‫اج!!ل الوص!!ول! الى م!!راتب اعلى في التحص!!يل الدراس!!ي فكلم!!ا وف!!رت الجامع!!ة تل!!ك االحتياج!!ات للطلب!!ة و‬
‫وفرت ظروف احسن كلما اتسم الطلبة بالتفاؤل و األمل نحو مستقبلهم‪ ،‬ه!!ذا م!!ا ي!!ؤدي بهم الى التكي!!ف و‬
‫التالؤم م !!ع ب !!يئتهم‪ ،‬فيس !!عى إلش !!باع ه !!ذه الحاجي !!ات كي يس !!تطيع اح !!داث ن !!وع من التواف !ق! لتحدي !!د مس !!ار‬
‫حياته لألفضل‪ ،‬و هذا راجع الى بعض العوامل كتكوين مه!!ارات و مف!!اهيم منطقي!!ة ص!!الحة م!!ع اس!!تكمال‬
‫الدراس! !!ة ‪ ،‬و ه! !!ذا االم! !!ر يرج! !!ع الى ق! !!درتهم على تحقي! !!ق مس! !!توى! من الس! !!عادة حيث يش! !!عر باالس! !!تمتاع!‬
‫بالحياة ال!تي يعيش!ها! في تل!ك البيئ!ة الجامعي!ة ‪ ،‬و التغلب على مختل!ف المواق!!ف المحبط!ة‪ ،‬و ه!ذا م!ا ي!وثر!‬
‫عليهم‪.‬‬
‫و من اجل التوافق أكثر‪ ،‬فعلى الطلب!!ة زي!!ادة درج!ة الثق!ة ب!!النفس‪ ،‬و الق!درة على ادراك الواق!!ع و من ثم!!ة‬
‫تتض!!!ح ل!!!ديهم مع!!!الم المس!!!تقبل ‪ ،‬و بالت!!!الي كلم!!!ا زادت درج !!ة ت !!وافقهم! انخفض !!ت درج !!ة ش!!!عورهم بقل!!!ق‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫‪ .)2‬الفرضية الثانية‪:‬‬
‫توجد فروق! بين الذكور! و االناث في قلق المستقبل لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‬
‫‪ -1‬نتائجها‪ :‬نتوقع أن تتحقق الفرضية الثانية والتي تنص على مايلي‪:‬‬
‫توجد فروق! بين الذكور! و االناث في قلق المستقبل لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‬
‫‪ -‬مناقشة نتائج الفرضية الثانية‪:‬‬
‫يمكن تفس!!ير ه!!ذه النتيج!!ة ب!!أن الط!!الب القل!!ق على مس!!تقبله يك!!ون ذو نظ!!رة س!!لبية للحي!!اة مم!!ا ي!!ؤثر على‬
‫تفكيره و القدرة على التركيز عند الذكور أك!ثر من!ه عن!!د اإلن!!اث فأغلبي!!ة ال!ذكور! تك!!ون ل!!ديهم ش!!كوك في‬
‫ق!!دراتهم و ع!!دم ق!!درتهم! على مواجه!!ة الحي!!اة فهم ينظ!!رون الى المش!!كالت الحياتي!!ة و المس!!تقبلية بص!!ورة‬
‫اك!!ثر تعقي!!دا في حي!!اتهم و ه!!ذا يمكن ارجاع!!ه الى ع!!دة عوام!!ل منه!!ا كون!!ه من الجنس ال!!ذكري ال!!ذي دائم!!ا‬
‫ما يرمز اليه المجتمع ب!!القوة و أيض!!ا إلى بعض المف!!اهيم الس!!ائدة أن الجنس ال!!ذكري دائم!!ا يجب االعتم!!اد‬
‫على نفس!!ه و تك!!وين اس!!تقالليته في جمي!!ع الج!!وانب على خالف االن!!اث ال!!تي تتلقى نوع!!ا من ال!!دعم س!!واء‬
‫من العائل!!!ة أو األق!!!ارب‪ ،‬كم!!!ا يمكنن!!!ا الح!!!ديث أيض!!!ا على الف !!رص المتاح !!ة للعم !!ل بع !!د التخ!!!رج فأغلبي!!!ة‬
‫الشباب يتخوفون و بدرجة اكبر من اإلناث إن لم يج!!دوا فرص!!ة للعم!!ل ال!!تي تعت!بر البداي!ة االولى لتك!!وين‬
‫االس!!تقاللية الشخص!!ية فاإلن!!اث هن!!ا اق!!ل درج!!ة من ال!!ذكور! و ه!!ذا يمكن ارجاع!!ه الى ال!!دعم ال!!ذين يتلقون!!ه‬
‫من محيطهم‪.‬‬
‫‪ .)3‬الفرضية الثالثة ‪:‬‬
‫توجد فروق! بين الذكور! و االناث في التوافق! النفسي لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‬
‫‪ -1‬نتائجها‪ :‬نتوقع أن تتحقق الفرضية الثالثة و التي تنص على ما يلي ‪:‬‬
‫توجد فروق! بين الذكور! و االناث في التوافق! النفسي لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‬
‫‪ -2‬مناقشة نتائج الفرضية الثالثة‪:‬‬
‫يمكن تفسير هذه النتيجة بأنه على الرغم من عيش هؤالء الطلبة الج!امعيين المقبلين على التخ!رج في‬
‫نفس الظ!!روف الحي!!اة الجامعي!!ة و نفس المن!!اخ الج!!امعي ال!!ذي تحكم!!ه نفس الق!!وانين الداخلي!!ة للجامع!!ة و‬
‫نفس الحجم الساعي للم!واد ‪ ،‬فق!د يرج!ع ه!ذا االختالف الى ان الطالب!ات اك!ثر توافق!ا م!ع االس!اتذة و اك!ثر‬
‫قدرة على تكوين عالقات متينة معهم ‪ ،‬كما نجد ان اغلبي!!ة االن!اث ليس ل!ديهم مش!كالت او ص!!عوبات م!!ع‬
‫الم !!واد الدراس !!ية و مناهجه !!ا مقارن !!ة بال !!ذكور! ‪ ،‬فال !!ذكور غالب !!ا م !!ا نج !!د ل !!ديهم مس !!ؤوليات مل !!زومين به !!ا‬
‫خ!ارج الجامع!ة مثال مس!ؤوليات الم!نزل و ايض!ا مس!ؤوليات العم!ل ال!ذي يك!ون بع!د انه!اء اوق!ات الدراس!ة‬
‫فالط!!الب هن!!ا في بعض االحي!!ان يتعب جس!!ديا و معنوي!!ا و ه!!ذا م!!ا ي!!ؤدي ب!!ه الى ك!!ثرة الغياب!!ات و الت!!أخر‬
‫على موع!!!د الحص !!ص و ك !!ذا انخف!!!اض في التحص!!!يل الدرس !!ي و ه !!ذا م !!ا ي !!ؤدي ب !!ه الى حال!!!ة من ع !!دم‬
‫التوافق النفسي ‪.‬‬
‫خالصة‬
‫من خالل عرض النتائج المتوقعة يمكن إجمال ما ستسفر عليه هذه الدراسة في مايلي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن!!ه توج!!د عالق!!ة إرتباطي!!ة بين قل!!ق المس!!تقبل والتواف!!ق النفس!!ي ل!!دى الطلب!!ة الج!!امعيين المقبلين على‬
‫التخرج ‪.‬‬
‫‪ .2‬توج!!د ف!!روق بين ال!!ذكور! و االن!!اث في قل!!ق المس!!تقبل و التواف !ق! النفس!!ي تقب!!ل ل!!دى الطلب!!ة الجمع!!يين‬
‫المقبلين على التخرج‪.‬‬
‫‪ .3‬توجد فروق بين الذكور و االناث في التوافق النفسي لدى الطلبة الجامعيين المقبلين على التخرج‪.‬‬

‫إقتراحات‪:‬‬
‫إنطالقا من النتائج المتوقعة يمكن إقتراح مايلي‪:‬‬
‫‪ .1‬ان يتم تطبيق وإ جراء هذه الدراسة ميدانيا للتحقق من النتائج التي تم توقعها‪.‬‬
‫‪ .2‬إجراء مثل هذه الدراسة في جامعات اخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬إجراء مثل هذه الدراسة على طلبة الماستر‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪.1‬أب !!و س !!كران‪ ،‬عب !!د اهلل يوس !!ف (‪ ! !.) 2009‬التواف! !ق! النفس !!ي و اإلجتم !!اعي و عالقت !!ه بمرك !!ز الض !!بط‬
‫(الداخلي الخارجي) للمعاقين حركيا ( رسالة ماجيستر غير منشورة )‪ .‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬

‫‪.2‬بوبقار‪ ،‬فاطمة؛ عوينة ‪ ،‬سارة (‪ !. !)2018‬الفعالية الذاتية و عالقتها بالتوافق النفسي لدى طلبة الس!!نة‬
‫أولى علوم إجتماعية ( مذكرة ماستر)‪ .‬جامعة خميس مليانة‪.‬‬
‫‪.3‬بك!!ار ‪ ،‬س!!ارة (‪ .)2013‬أنم!!اط التفك!!ير ل!!دى الطلب!!ة الجامع!!ة و قل!!ق المس!!تقبل المه!!ني(رس!!الة ماجيس!!تر!‬
‫غير منشورة )‪ .‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان ‪.‬‬
‫‪.4‬بولعس ! !!ل ‪ ،‬رميس ! !!ة (‪ .)2014‬قل ! !!ق المس ! !!تقبل و عالقت ! !!ه ب ! !!التوافق! النفس ! !!ي ل ! !!دى الطلب ! !!ة المقبلين على‬
‫التخرج (مذكرة ماستر)‪ .‬جامعة العربي بن مهيدي‪.‬‬
‫‪.5‬بلح! !!اج ‪ ،‬فروج! !!ة (‪ . !!!)2011‬التواف! !!ق النفس! !!ي اإلجتم! !!اعي و عالقت! !!ه بالدافعي! !!ة للتعلم ل! !!دى المراهق‬
‫المتمدرس في التعليم الثانوي (رسالة ماجيستر! غير منشورة )‪ .‬جامعة تيزي وزو‪.‬‬
‫‪.6‬بن ستي ‪ ،‬حسينة (‪ . )2013‬التوافق النفسي و عالقته بالدافعية للتعلم لدى تالميذ سنة أولى (مذكرة‬
‫ماستر)‪ .‬جامعة مهدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.‬‬
‫‪.7‬بقدور ‪ ،‬فاطمة (‪ .)2018‬صورة الذات لدى الطالب الج!امعي ذو الجنس!ية المثلي!ة و أثره!ا على قل!ق‬
‫المستقبل لديه (مذكرة ماستر)‪ .‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪.‬‬
‫‪.8‬دشلي ‪ ،‬كمال (‪ .)2016‬منهجية البحث العلمي‪ .‬منشورات! كلية اإلقتصاد‪.‬جامعة حماة‪.‬‬
‫‪.9‬زهران‪ ،‬حامد (‪ . )1997‬الصحة النفسية و العالج النفسي ‪( .‬ط‪ )2‬القاهرة ‪:‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪.10‬حري! !!زي ‪ ،‬قيس (‪ ! ! .)2017‬قل! !!ق المس! !!تقبل و ن! !!وع اس! !!تراجيات التعام! !!ل ( ‪ )coping‬ل! !!دى عينة من‬
‫الشباب الذكور المتأخرين عن الزواج (مذكرة ماستر )‪ .‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.‬‬
‫‪.11‬الكحل!!وت ‪ ،‬أم!!اني حم!!دي ش!!حادة (‪ ! .)2011‬دراس!!ة مقارن!!ة للتواف !ق! النفس!!ي االجتم!!اعي ل!!دى أبن!!اء‬
‫الع!!امالت و غ!!ير الع!!امالت في المؤسس!!ات الخاص!!ة في مدين!!ة غ!!زة (رس!!الة ماجس!!تير غ!!ير منش!!ورة )‪.‬‬
‫الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫‪.12‬مالل ‪ ،‬خديج !!!ة (‪ !!!.)2017‬الس! !!ياقات النفس! !!ية و عالقته! !!ا بمس! !!توى التكي! !!ف ل! !!دى الطلبة الج! !!امعيين‬
‫(أطروحة دكتوراه غير منشورة)‪ .‬جامعة محمد بن احمد‪ ،‬وهران‪.‬‬
‫‪.13‬عبدي ‪ ،‬عزيز (‪ !. !)2014‬أثر حجم العينة على الخصائص السيكومترية لإلختبار (م!!ذكرة ماس!!تر)‪.‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم ‪.‬‬
‫‪.14‬سهير‪ ،‬كامل أحمد (‪ .)2001‬الصحة النفسية لألطفال ‪(.‬ط‪ )2‬مصر ‪ :‬مركز! االسكندرية‬
‫‪.15‬س!!ليماني‪ ،‬جميل!!ة (‪ !.)2014‬محط!!ات في علم النفس الع!!ام ‪ (.‬د ط ) الجزائ!!ر‪ :‬دار هوم!!ة للطباع!!ة و‬
‫النشر و التوزيع ‪.‬‬
‫‪.16‬سني ‪ ،‬أحمد (‪ !.)2015‬تقدير الذات و عالقته ب!!التوافق! النفس!ي ل!دى المسن ( رس!الة ماجس!!تير غ!ير‬
‫منشورة)‪ .‬جامعة محمد بن احمد‪ ،‬وهران‪.‬‬
‫‪.17‬س! !!الم س! !!الم اعج! !!ال ‪ ،‬فتيح! !!ة (‪ . ! ! !)2015‬قل! !!ق المس! !!تقبل ل! !!دى الش! !!باب الج! !!امعي في ض! !!وء بعض‬
‫المتغيرات ‪ .‬مجلة جامعة سبها ‪. 163 -143 ،)1( 14،‬‬
‫‪.18‬رج!!اء عثم!!ان ‪ ،‬محم!!د قس!!م الس!!يد (‪ ! .)2017‬التواف !ق! النفس!!ي و االجتم!!اعي و عالقت!!ه بتق!!دير ال!!ذات‬
‫لدى نزالء السجون بوالية الخرطوم( أطروحة دكتوراه غير منشورة)‪ .‬جامعة الرباط الوطني‪.‬‬
‫‪.19‬رمضان محمد‪ ،‬القذافي (‪ !.)1998‬الص!!حة النفس!!ية و التوافق!‪( .‬ط‪ .)3‬االس!كندرية ‪:‬المكتب الج!!امعي‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪.20‬ش!!لهوب ‪ ،‬دع!!اء جه!!اد (‪ !.)2016‬قل!!ق المس!!تقبل و عالقت!!ه بالص!!البة النفس!!ية ( رس!!الة ماجس!!تير! غ!!ير‬
‫منشورة)‪ .‬جامعة دمشق‪.‬‬

‫‪ .21‬الش!!رافي! ‪ ،‬م!!اهر موس!!ى مص!!طفى (‪ !.)2013‬اإلنه!!اك النفس!!ي و عالقت!!ه بك!!ل من قلق المس!!تقبل و‬
‫مستوى الطموح لدى العاملين في االنفاق ( رسالة ماجيستر! غير منشورة )‪ .‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫قائمة المالحق‬
‫الملحق ‪:1‬مقياس قلق المستقبل‬
‫إعداد ‪ :‬محمد عبد التواب معوض و سيد عبد العظيم محمد‬

‫أنثى‬ ‫الجنس ‪ :‬ذكر‬


‫المستوى! الدراسي! ‪......................... :‬‬
‫التخصص ‪............................... :‬‬
‫التعليمة ‪:‬‬
‫يعرض عليك فيمايلي مجموعة من العبارات ‪ ،‬المطلوب منك وضع عالمة أمام كل عبارة في أسفل أحد االختيارات التي تنطبق عليك ‪.‬‬

‫كثيرا‬ ‫قليال‬ ‫ال‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬

‫يجعلني التفكير في المستقبل متشائما‬ ‫‪1‬‬


‫يخيفني التغير الذي يطرأ على العالم‬ ‫‪2‬‬

‫تقلقني التغيرات السياسية المتوقع حدوثها في المستقبل‬ ‫‪3‬‬


‫أشعر بعدم األمان بالنسبة لحياتي المستقبلية‬ ‫‪4‬‬
‫يصيبني! القلق على ما سيحدث لي مستقبال‬ ‫‪5‬‬
‫يشغلني التفكير بخصوص حياتي في المستقبل‬ ‫‪6‬‬
‫قلقني التفكير في المستقبل‬ ‫‪7‬‬
‫يجعلني التفكير في حياتي المستقبلية مضطربا!‬ ‫‪8‬‬
‫تراودني فكرة موت شخص عزيز لي‬ ‫‪9‬‬
‫تنتابني! وساوس! بأنني سأموت قريبا‬ ‫‪10‬‬
‫تشغلني مشكلة الزيادة المستمرة في األسعار‬ ‫‪11‬‬
‫يقلقني ما يطرأ على القيم من تغيرات‬ ‫‪12‬‬
‫أخشى دائما من زيادة موجة العنف و اإلرهاب‬ ‫‪13‬‬
‫أشعر بأن المستقبل سيمثل لي مشكلة‬ ‫‪14‬‬
‫أشعر بالطمأنينة و الهدوء بالنسبة لحياتي المستقبلية‬ ‫‪15‬‬
‫اشعر بأنني سأحرم من األوالد‬ ‫‪16‬‬
‫أعتقد أن تفكيري في المستقبل هو المصدر األساسي لقلقي‬ ‫‪17‬‬
‫أستغرق! وقتا! طويال في تخيل ما يمكن أن يكون عليه مستقبلي‬ ‫‪18‬‬
‫أعتقد أن التفكير في الكوارث الطبيعية المتوقعة يقلقني‬ ‫‪19‬‬
‫أعتقد أن معدل الوفيات! ستزداد مستقبال‬ ‫‪20‬‬
‫يضايقني! كثيرا الحديث عن الموت‬ ‫‪21‬‬
‫أخشى من انتشار األمراض الخطيرة (الوبائية )‬ ‫‪22‬‬
‫أخاف من انتشار الحروب و استخدام األسلحة الفتاكة‬ ‫‪23‬‬

‫أخشى من نقص المياه في المستقبل‬ ‫‪24‬‬


‫تشغلني مشكلة الزيادة المستمرة في السكان‬ ‫‪25‬‬
‫أشك في تحقيق طموحي الدراسي‬ ‫‪26‬‬
‫شعر أنني سأكون مستقرا في حياتي المقبلة‬ ‫‪27‬‬
‫أشعر أنني سأكون من المتفوقين في مجال تخصصي‬ ‫‪28‬‬
‫أشعر أنني لن أحقق السعادة في حياتي المقبلة‬ ‫‪29‬‬
‫أخشى من صعوبة الحصول على عمل في المستقبل‬ ‫‪30‬‬
‫يشغلني التفكير في احتمال فشل حياتي االسرية‬ ‫‪31‬‬
‫أعتقد أن حياتي المستقبلية ستكون سعيدة‬ ‫‪32‬‬
‫يشغلني التفكير في احتمال فشلي في تحقيق السعادة مستقبال‬ ‫‪33‬‬
‫تراودني كثيرا فكرة إصابتي باألمراض الخطيرة‬ ‫‪34‬‬
‫أشعر أنني سأتعرض لمشاكل صحية خطيرة‬ ‫‪35‬‬
‫أخاف من الموت‬ ‫‪36‬‬
‫اشعر أن المستقبل غامض‬ ‫‪37‬‬
‫يقلقني تأخر سن الزواج بين الشباب‬ ‫‪38‬‬
‫أخشى من زيادة االثار السلبية للتقني!!ات الحديث!!ة مث!!ل‪ :‬الفض!!ائيات‪،‬‬
‫االنترنت ‪ ،‬الهواتف المحمولة‬ ‫‪39‬‬
‫أخشى من زيادة تلوث البيئة‬ ‫‪40‬‬
‫الملحق ‪ :2‬مقياس التوافق النفسي‬
‫إعداد ‪ :‬زينب محمود شقير ‪2003‬‬

‫أنثى‬ ‫الجنس ‪ :‬ذكر‬


‫المستوى! الدراسي! ‪....................... :‬‬
‫التخصص ‪............................. :‬‬
‫التعليمة ‪:‬‬
‫يع!رض علي!ك فيم!ايلي! مجموع!ة من العب!ارات ‪ ،‬المطل!وب من!ك وض!ع عالم!ة أم!ام ك!ل عب!ارة في‬
‫أسفل أحد االختيارات التي تنطبق! عليك ‪.‬‬

‫كثيرا‬ ‫قليال‬ ‫ال‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬

‫هل لديك ثقة في نفسك بدرجة كافية؟‬ ‫‪1‬‬

‫هل أنت متفائل بصفة عامة ؟‬ ‫‪2‬‬

‫هل لديك رغبة في الحديث عن نفسك وعن انجازاتك أمام اآلخرين؟‬ ‫‪3‬‬

‫هل أنت قادر على مواجهة مشكالتك بقوة وشجاعة ؟‬ ‫‪4‬‬

‫هل تشعر أنك شخص له فائدة ونفع في الحياة ؟‬ ‫‪5‬‬

‫هل تتطلع لمستقبل مشرق! ؟‬ ‫‪6‬‬

‫هل تشعر بالراحة النفسية و الرضا في حياتك ؟‬ ‫‪7‬‬

‫هل أنت سعيد و بشوش في حياتك ؟‬ ‫‪8‬‬

‫هل تشعر أنك شخص محظوظ! ؟‬ ‫‪9‬‬

‫هل تشعر باالتزان االنفعالي و الهدوء أمام الناس ؟‬ ‫‪10‬‬

‫هل تحب اآلخرين و تتعاون معهم ؟‬ ‫‪11‬‬

‫هل تحب اآلخرين و تتعاون معهم ؟‬ ‫‪12‬‬

‫هل أنت ناجح و متوافق! في الحياة ؟‬ ‫‪13‬‬

‫هل تشعر باألمن و الطمأنينة النفسية و أنك في حالة طيبة ؟‬ ‫‪14‬‬

‫هل تشعر باليأس و تهبط همتك بسهولة ؟‬ ‫‪15‬‬

‫هل تشعر باستياء وضيق! من الدنيا عموما ؟‬ ‫‪16‬‬

‫هل تشعر بالقلق من وقت لآلخر ؟‬ ‫‪17‬‬

‫هل تعتبر نفسك عصبي المزاج إلى حد ما ؟‬ ‫‪18‬‬


‫هل تميل إلى أن تتجنب المواقف المؤلمة بالهرب منها ؟‬ ‫‪19‬‬

‫هل تشعر بنوبات صداع أو غثيان من وقت آلخر ؟‬ ‫‪20‬‬

‫هل حياتك مملؤة بالنشاط! والحيوية معظم الوقت ؟‬ ‫‪21‬‬

‫هل لديك قدرات و مواهب متميزة ؟‬ ‫‪22‬‬

‫هل تتمتع بصحة جيدة وتشعر بأنك قوي البنية ؟‬ ‫‪23‬‬

‫هل أنت راض عن مظهرك الخارجي! (طول القامة ‪،‬حجم الجسم)؟‬ ‫‪24‬‬

‫هل تساعدك صحتك على مزاولة االعمال بنجاح؟‬ ‫‪25‬‬

‫هل تهتم بصحتك! جيدا و تتجنب اإلصابة بالمرض ؟‬ ‫‪26‬‬


‫هل تعطي نفسك قدر! من االسترخاء و الراحة للمحافظة على صحتك‬
‫‪27‬‬
‫في حالة جيدة ؟‬
‫هل تعطي نفس!ك ق!درا! كافي!ا من الن!وم(أو تم!ارس الرياض!ة) للمحافظ!ة‬
‫‪28‬‬
‫على صحتك ؟‬
‫ه ! ! ! !!ل تع ! ! ! !!اني من بعض الع ! ! ! !!ادات مث ! ! ! !!ل ( قض ! ! ! !!م االظ ! ! ! !!افر ‪،‬الغم ! ! ! !!ز‬
‫‪29‬‬
‫بالعين‪)...،‬؟‬
‫هل تشعر بالصداع أو ألم في رأسك من وقت آلخر؟‬ ‫‪30‬‬

‫هل تشعر أحيانا بحاالت برودة أو سخونة ؟‬ ‫‪31‬‬


‫ه! !!ل تع! !!اني من مش! !!اكل أو اض! !!طرابات األك! !!ل(س! !!وء الهض! !!م ‪،‬فق! !!دان‬
‫‪32‬‬
‫الشهية ‪ ،‬شره عصبي)؟‬
‫هل يدق قلبك بسرعة عند قيامك! بأي عمل ؟‬ ‫‪33‬‬

‫هل تشعر باإلجهاد وضعف! الهمة من وقت آلخر؟‬ ‫‪34‬‬

‫هل تتصبب عرقا (أو ترتعش يداك )عندما تقوم بعمل؟‬ ‫‪35‬‬

‫هل تشعر أحيانا أنك قلق و أعصابك غير موزونة ؟‬ ‫‪36‬‬

‫هل يعوقك! وجع ظهرك أو يداك عن مزاولة العمل ؟‬ ‫‪37‬‬

‫هل تشعر أحيانا بصعوبة في النطق و الكالم؟‬ ‫‪38‬‬


‫هل تعاني من امساك(أو اسهال) كثيرا؟‬ ‫‪39‬‬

‫هل تشعر بالنسيان (أو عدم القدرة على التركيز) من وقت آلخر؟‬ ‫‪40‬‬

‫هل تشعر أنك متعاون مع أسرتك؟‬ ‫‪41‬‬

‫هل تشعر بالسعادة في حياتك و أنت مع أسرتك؟‬ ‫‪42‬‬

‫هل أنت محبوب من أفراد أسرتك؟‬ ‫‪43‬‬

‫هل تشعر بأن لك دور فعال و هام في أسرتك ؟‬ ‫‪44‬‬

‫هل تحترم أسرتك رأيك و ممكن أن تأخذ به ؟‬ ‫‪45‬‬

‫هل تفضل أن تقضي معظم وقتك مع أسرتك؟‬ ‫‪46‬‬

‫هل تأخذ حقك من الحب و العطف و الحنان واألمن من أسرتك؟‬ ‫‪47‬‬

‫هل التفاهم هو اسلوب التعامل مع أسرتك؟‬ ‫‪48‬‬

‫هل تحرص على مشاركة اسرتك أفراحها و أحزانها؟‬ ‫‪49‬‬

‫هل تشعر أن عالقاتك مع أفراد أسرتك وثيقة وصادقة؟‬ ‫‪50‬‬

‫هل تفتخر أمام األخرين أنك تنتمي لهذه األسرة ؟‬ ‫‪51‬‬

‫هل انت راض عن ظروف األسرة االقتصادية ؟‬ ‫‪52‬‬

‫هل تشجعك أسرتك على اظهار! ما لديك من قدرات و مواهب ؟‬ ‫‪53‬‬


‫ه! !!ل أف! !!راد أس! !!رتك تق! !!ف بج! !!وارك! و تخ !!!اف علي! !!ك عن! !!دما تتع! !!رض‬
‫‪54‬‬
‫لمشكلة ما ؟‬
‫هل تشجعك أسرتك على تبادل زيارات مع األصدقاء و الجيران ؟‬ ‫‪55‬‬

‫هل تشعرك أسرتك أنك عبئا ثقيال عليها ؟‬ ‫‪56‬‬

‫هل تتمنى أحيانا أن تكون لك أسرة غير أسرتك؟‬ ‫‪57‬‬

‫هل تعاني من الكثير من المشاكل داخل أسرتك ؟‬ ‫‪58‬‬

‫هل تشعر بالقلق أو الخوف! و أنت داخل أسرتك؟‬ ‫‪59‬‬

‫هل تشعر بأن أسرتك تعاملك على أنك طفل صغير؟‬ ‫‪60‬‬

‫ه!!!ل تح!!!رص على المش!!!اركة االيجابي!!!ة االجتماعي!!!ة و الترويحي !!ة م !!ع‬ ‫‪61‬‬
‫األخرين؟‬
‫هل تستمتع بمعرفة اآلخرين و الجلوس معهم‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫هل تشعر بالمسؤولية تجاه تنمية المجتمع مثل كل مواطن ؟‬ ‫‪63‬‬

‫هل تتمنى ان تقضي معظم وقت فراغك مع االخرين؟‬ ‫‪64‬‬

‫هل تحترم رأي زمالئك و تعمل به إذا كان رأيا صائبا؟‬ ‫‪65‬‬

‫هل تشعر بتقدير اآلخرين ألعمالك و إنجازاتك؟!‬ ‫‪66‬‬

‫هل تعتذر لزميلك إذا تأخرت عن الموعد المحدد؟‬ ‫‪67‬‬

‫هل تشعر بالوالء واالنتماء ألصدقائك؟‬ ‫‪68‬‬

‫هل تشعر بالسعادة ألشياء قد يفرح بها اآلخرون كثيرا؟‬ ‫‪69‬‬

‫هل تربطك عالقات طيبة مع الزمالء و تحرص على ارضائهم ؟‬ ‫‪70‬‬

‫هل يسعدك المشاركة في الحفالت و المناسبات االجتماعية؟‬ ‫‪71‬‬

‫هل تحرص على حقوق اآلخرين بقدر حرصك على حقوقك؟!‬ ‫‪72‬‬

‫هل تحاول الوفاء بوعدك مع اآلخرين ألن وعد الحر دين عليه؟‬ ‫‪73‬‬

‫هل تجد متعة كبيرة في تبادل زيارات مع األصدقاء و الجيران؟‬ ‫‪74‬‬

‫هل تفكر كثيرا عند االقبال على عمل يضر اآلخرين ؟‬ ‫‪75‬‬

‫هل تفتقد الثقة و االحترام! المتبادل مع اآلخرين؟‬ ‫‪76‬‬


‫هل يصعب عليك الدخول في منافسات م!ع اآلخ!رين ح!تى و ل!و ك!انوا‬
‫‪77‬‬
‫في مثل سنك؟‬
‫ه!!!ل تخج!!!ل من مواجه!!!ة الكث!!!ير من الن!!!اس (أو ترتب !!ك أثن !!اء الح !!ديث‬
‫‪78‬‬
‫أمامهم)؟‬
‫هل لديك الشجاعة على اسداء النصيحة ؟‬ ‫‪79‬‬
‫هل تشعر بعدم ق!درتك على مس!اعدة اآلخ!رين و ل!و في بعض االم!ور‬
‫‪80‬‬
‫البسيطة؟‬

You might also like