Professional Documents
Culture Documents
(2) السؤال الفلسفي والسؤال العادي
(2) السؤال الفلسفي والسؤال العادي
"تشكل الفلسفة دون شك رغبة في المعرفة ,ويمكن أن نقبل الفكرة التي تقول إن الدهشة والتساؤل أصل الفلسفة,وأن الشخص
الذي يطرح سؤاال فلسفيا ما ,مثل :ما هي الحقيقة,ما هو أصل الوجود,و ما معنى القيم ..إلى آخر تلك األسئلة التي يطرحها العقل
,إنما يريد من ورائها التوصل إلى المعرفة .ولكن السؤال "أين مدرستك " ليس سؤاال فلسفيا.
يتميز السؤال الفلسفي بسمة خاصة هي أنه تساؤل وليس مجرد سؤال مفرد.بمعنى أن السؤال الفلسفي يولد آخر ينتمي إلى نفس
التساؤل حتى يتم التوصل إلى المعرفة المطلوبة ..وهذه الخاصية جعلت الفلسفة مرتبطة بالحكمة"
اشتهرت الفلسفة أول ما اشتهرت بممارسة السؤال ،وأشهر من مارس السؤال في الفلسفة هو أبو الفلسفة " سقراط" .غير أن
السؤال الفلسفي لم يتخذ له شكال واحدا فقط ،وإنما نميز فيه بين شكلين اثنين
.يميز الدكتور طه عبد الرحمن بين نوعين من السؤال الفلسفي ،فهناك السؤال الفلسفي اليوناني القديم ،والسؤال األوربي
الحديث.
فأما األول ،فقد كان عبارة عن عملية فحص وتمحيص ،تبدأ بسؤال عام عن مفهوم ما ،يليه جواب ينبع عنه سؤال آخر ،وهكذا...
وخير شاهد على هذا النوع من السؤال الفيلسوف اليوناني سقراط ،الذي كانت تنتهي به أسئلته التي تطول وتتشعب إلى إبراز
اور.
التناقض بين أجوبة الم َح َ
إن السؤال بهذا المعنى يولد األفكار كما كان يقول سقراط ،إنه خطاب المستقبل الذي يسعى نحو االمتالء واالكتمال.
أما السؤال الثاني وهو السؤال الفلسفي األوربي الحديث ،يؤكد الدكتور طه عبد الرحمن أنه سؤال النقد ال الفحص ،لكونه يميل
نحو تقليب القضايا والتحقق من تمام صدقها اعتمادا على العقل ،إنه سؤال يوجب النظر في المعرفة ويقصد الوقوف على حدود
العقل ،وخير مثال على هذا النقد فلسفة كانط حيث سمي قرنه بقرن النقد.
السؤال الفلسفي عموما يفترض مسبقا شكا في الجواب باعتباره معرفة ،وهو ال يمكن أن يطرح إال على الشخص الذي يمتلك
المعرفة.
]