‫حيدد أالن جورانفيل ‪ A.

Juraville‬طبيعة السؤال الفلسفي و خصوصياته يف ما يلي‪( :‬ا) إن السؤال‬

‫الفلسفي سؤال قصدي‪ ،‬ألنه يروم بناء معرفة تتسم بالشمولية واإلطالقية‪( .‬ب) إن السؤال الفلسفي سؤال‬
‫يتضمن شكا قبليا يف اجلواب‪ ،‬على اعتبار أن ليست هناك معرفة جاهزة وهنائية‪( .‬ج) إن السؤال الفلسفي‬
‫يوجه باخلصوص إىل أولئك الذين يعتقدون امتالك احلقيقة (سلوك سقراط مثال)‪ ،‬ليظهر هلم دونية معرفتهم‪.‬‬
‫فالفلسفة فكر جيند نفسه ضد الوثوقية (الدوغمائية)‪( .‬د) إن السؤال الفلسفي تساؤل‪ ،‬باعتباره سؤاال يتضمن‬
‫يف الواقع سلسلة متدرجة من األسئلة‪ :‬فكل سؤال يستدعي سؤاال آخر؛ وكل سؤال هو بداية لتساؤل جديد‬
‫(كارل ياسربس)‪ .‬إن طبيعة السؤال تتحدد وترتبط بطبيعة اجلواب ‪ ،‬وتفسر ملاذا تتعدد اخلطابات الفلسفية‪ .‬إن‬
‫السؤال الفلسفي – يف العمق – ليس إال إشعارا حبدوث الدهشة لدى املتسائل‪ .‬وكما قال أرسطو ‪ " :‬إن‬
‫الدهشة هي اليت دفعت الناس إىل التفلسف"‪ .‬فاإلنسان هو أكثر املوجودات دهشة‪ ،‬ألن الدهشة تتطلب درجة‬
‫عالية من العقل‪ .‬إال أن هناك اختالفا بني "الدهشة العلمية" و"الدهشة الفلسفية" ؛ فكما يرى شوبنهاور‬
‫‪ : Schopenhauer‬دهشة الفيلسوف هي دهشة أمام األمور االعتيادية واليت تكتسي حلة البداهة‪ ،‬وهي‬
‫دهشة أمام األشياء ذات الصبغة األكثر عمومية‪ ،‬وجعلها موضوع التساؤل‪ ،‬وحتويلها إىل قضايا إشكالية‪ .‬أما‬
‫دهشة العامل‪ ،‬فهي دهشة أمام أمور جزئية نادرة ومنتقاة‪ ،‬وهي سعي لربطها بقضايا معروفة لديه سابقا‪ ،‬أو‬
‫بتعبري أدق هي إرجاع اجملهول إىل املعلوم‪ .‬وما دامت هناك أمور تؤمل اإلنسان كاملرض واملوت‪ ~،‬والبؤس‪،‬‬
‫والشقاء‪ ..‬وما دام الوجود اإلنساين ووجود العامل يشكالن لغزا حمريا فستستمر الدهشة الفلسفية وسيستمر‬
‫التفلسف‪.‬‬