Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫السنيور اميديو جويلليه‪:‬‬

‫الجئ و دبلوماسي ايطالي في المملكة المتوكلية اليمنية‬

‫بقلم محرر الجمعية البريطانية‪-‬اليمنية ‪ ،‬المجلد ‪)2008(16‬‬


‫ترجمة محمد علي موســــــــى‬

‫في شهر ديسمبر من عام ‪1941‬م وصل إلى الحديدة سمبوق به مسافرون من مصوع‪ ،‬و كان‬
‫عرف بين صحبته على متن السمبوق بـ " احمد عبدهللا‬ ‫من بين هؤالء المسافرين رجل ُ‬
‫الرداعي" الذي كان يعاني من عرج مزعج جراء جرح متقيح نجم عن رصاصة اصابت‬
‫كاحله‪ .‬و لما وضع هذا الرجل قدمه على البر اليمني‪ ،‬لم يتعرف احد على وجهه ذي المالمح‬
‫الهزيلة و اللحية الشعثاء و مالبسه الرثة‪ ،‬و هو الذي كان ذات يوم ضابطا في سالح الفرسان‬
‫متميزا باألناقة والجرأة و الحيوية‪ ،‬و كانت بسالته و براعته العسكرية و الفروسية قد أكسبته‬
‫تقديرا عظيما لدى أفراد الطبقة الحاكمة في ايطاليا‪ ،‬بمن فيهم المارشال بيترو بادوجليو‪ ،‬و‬
‫‪.‬دوق اوستا في الصومال االيطالي‪ ،‬و كذا المارشال بالبو حاكم ليبيا‬

‫وبعد ان اجرى الشاب احمد زبارة‪ ،‬مسئول ميناء الحديدة‪ ،‬تحقيقا مع هذا المسافر االعرج‪،‬‬
‫كشف االخير عن حقيقة هويته و عن رغبته في الحصول على لجوء في اليمن؛ بيد أن زبارة‬
‫كان مضطرا إلى إحالة القضية إلى صنعاء‪ ،‬و في نفس الوقت لم يكن لديه أي خيار آخر سوى‬
‫احتجاز اميديو جويلليه‪ .‬ثم أُخذ اميديو الى احدى السجون المحلية حيث وُضعت األصفاد حول‬
‫قدميه من قبل احد الحدادين‪ .‬و في السجن‪ ،‬كابد اميديو اقصى و اقسى ضروب الفاقة و‬
‫الضنى‪ .‬و بمرور الزمن‪ ،‬و مع استفحال تقيح جرح كاحله‪ ،‬بدأ اميديو يفكر قلقا في ما إذا كان‬
‫‪.‬سيخرج من هذا السجن حيا‬

‫لقد كان اميديو‪ ،‬الذي يبلغ من العمر االن حوالى مائة عاما‪ ،‬يمثل حلقة اتصال حية و نادرة مع‬
‫اليمن في ظل حكم االمامين يحيي و احمد‪ .‬ان قصة حياة اميديو غير المألوفة قد سردها‬
‫سيباستيان اوكيلي بتفصيل حي و أخاذ في كتابه " اميديو‪ :‬القصة الحقيقية لحرب رجل ايطالي‬
‫في الحبشة" الصادر عن دار هاربركولن عام ‪2003‬م‪ .‬وكانت حياته عبارة عن ملحمة من‬
‫المغامرات و محاوالت الفرار من السجون و عن الشجاعة و الجلد حين الشدائد‪ ،‬و االنجازات‬
‫التي تضارع ما ورد في القصص الخيالية‪ .‬لقد تم اختيار اميدو‪ ،‬باعتباره فارس بطل‪ ،‬لينضم‬
‫إلى فرقة الفرسان االيطالية في اولمبياد برلين عام ‪1936‬م‪ .‬إال انه‪ ،‬بدال ذلك‪ ،‬تصرف ببراعة‬
‫في مسألة نقله الى ليبيا ليشارك في احتالل الحبشة‪ .‬و قي عام ‪1939‬م عاد الى شرق إفريقيا‬
‫االيطالي (الحبشة و ارتيريا و البر الصومالي) حيث عينه حاكم المنطقة‪ ،‬دوق اوستا‪ ،‬قائدا‬
‫لفرقة قوية‪ ،‬مكونة من ‪2500‬جندي‪ ،‬عُرفت بـ" المجموعة االمهرية‪ ".‬ان توليه مثل هذا‬
‫المنصب و هو مازال برتبة مالزم يعد عالمة بارزة في نيل ثقة الدوق‪ .‬و ان هذه الفرقة‪ ،‬التي‬
‫جند افرادها من مختلف انحاء شرق افريقيا‪ ،‬مع مكلفين من االرتيريين المحليين و عدد قليل‬
‫جدا من الضباط االيطاليين‪ ،‬قد اشتملت على نخبة من سالح الفرسان و سرية من المشاة‬
‫غالبيتها من اليمنيين‪ .‬و بعد ان دخلت ايطاليا الحرب الى جانب المانيا في يونيو ‪1940‬م‪،‬‬
‫تمثلت مهمة اميديو في تعطيل زحف الحلفاء باتجاه الحبشة؛ و في يناير ‪1941‬م عند قيرو‪،‬‬
‫قاد اميديو هجوما فروسيا على رتل من الدبابات البريطانية ‪ -‬تقريبا هو آخرهجوم فرساني في‬
‫تاريخ الحروب الحديثة‪ .‬و قد خرج اميديو من ذلك الهجوم حيا باعجوبة‪ .‬اال ان افراد مجموعة‬
‫امهرا قد لحقت بهم اصابات بالغة و كثيرة في هذه العملية و في عمليات الحقة اثناء دعمهم‬
‫للقوات االيطالية المرابطة في اجوردات و قلعة جبل قيرين‪ .‬و بسقوط قيرين – بوابة اسمرا‪-‬‬
‫انهارت معنويات الجنود االيطاليين الى درجة قاتلة جراء استسالم دوق اوستا‪ ،‬صديق و نصير‬
‫‪1‬‬
‫اميديو‪ ،‬للبريطانيين في مايو ‪1941‬م‪ .‬ولكن‪ ،‬في غضون ذلك‪ ،‬و جراء تشربه بوالء اسري‬
‫‪.‬قوي للملك فيتوريو امانويل و للبيت الحاكم في سافوي‪ ،‬قرر اميديو مواصلة القتال‬

‫وطيلة ستة أشهر‪ ،‬و بمعية ما تبقى من قواته التي باتت متهالكة‪ ،‬قاد اميديو حرب عصابات‬
‫بغية تعطيل و تشتيت خطوط تواصل الحلفاء‪ .‬بيد انه في نهاية األمر تمكنت شبكة االستخبارات‬
‫البريطانية من تضييق الخناق عليه فحاصرته؛ األمر الذي دفعه إلى تفريق مجموعته الصغيرة‪،‬‬
‫و أن يتنكر بأنه " عربي من ليبيا "‪ ،‬فتخفى من حينها‪ .‬ومع انه عرضت مكافئة مالية لقتله أو‬
‫القبض عليه إال انه كان في مأمن من االنكشاف جراء والء أعوانه الشديد لقائدهم‪ ،‬و إخالص‬
‫خديجة‪ ،‬إحدى الفتيات اإلثيوبيات‪ ،‬التي لوال احتضانها له لما وجد اميديو أية سلوى ونجاة بعد‬
‫‪.‬مختلف حروبه‬

‫لقد قرر اميديو أن يبحث عن مالذ في اليمن‪ ،‬فعزم السفر إلى مصوع بصحبة ضيف هللا‪ ،‬احد‬
‫رفاقه اليمنيين‪ .‬ففي أواخر ‪ ،1941‬كانت هناك طريقتان للوصول إلى اليمن من ارتيريا‪:‬‬
‫تمثلت األولى في الحصول على إذن مسبق من السلطات البريطانية للسفر على متن الزعائم‬
‫الخاصة بالركاب التي كانت تبحر إلى الحديدة مرة كل شهر‪ .‬أما الطريقة األخرى فكانت من‬
‫خالل المهربين عبر الممرات السرية‪ .‬و كانت كلتا الطريقتين مكلفتين ماديا‪ ،‬و كان كال الرجلين‬
‫مفلسين‪ .‬و لذلك‪ ،‬أقام اميديو شراكة مع إحدى "الورادين" المحليين‪ .‬و طوال أسابيع عدة قام‬
‫بجلب المياه من إحدى اآلبار و تعبئتها في "قرب" و حملها على ظهر الحمار‪ ،‬و من ثم بيعها‬
‫عند ايواب المنازل‪ .‬و بهكذا طريقة تمكن اميديو من توفير ما يكفيه من المال لتسديد نفقات‬
‫‪.‬سفره و رفيقه إلى الحديدة‬

‫وعندما جاء يوم ركوبهما سيارة إحدى المهربين‪ ،‬لم يكن يتوقع اميديو و رفيقه أن يعيشا‬
‫بضعة ساعات من الكآبة وقلة الزاد و هما على بعد أميال باتجاه الساحل الجنوبي لمصوع‪ ،‬ذلك‬
‫لما تعرضا له من هجوم مباغت من بعض رعاة الغنم من الدناكل الذين ما انفكوا ينهبون كل‬
‫أمتعتهم‪ ،‬و كادا يموتا من الجوع و العطش لوال أن أنقذهما احد المارين الذي كان يتيمن باسم‬
‫السيد إبراهيم اليمني‪ .‬و ما كان من لقاءهما المحظوظ بذلك المسلم الورع الكريم إال أن مكنهم‬
‫من مواصلة مسيرتهم صوب مصوع‪ .‬و مع مرور بعض الوقت‪ ،‬و بعد أن تمكنا من التملص‬
‫من سلطات امن الميناء‪ ،‬ركب اميديو و رفيقه إحدى السنابيق المتوجهة صوب الحديدة بمعية‬
‫خمسة يمنيين آخرين كانوا من قدامى المحاربين ضمن "المجموعة االمهرية"‪.‬‬

‫إن معاناة اميديو في سجن الحديدة قد تبددت حالما وصلت التعليمات بإرساله إلى صنعاء‪ .‬و‬
‫من حينها فُكت قيوده و تمت معاملته باعتباره ضيفا جدير باالحترام‪ .‬و في صنعاء التقى‬
‫مرات عدة بالقاضي راغب بيه‪ ،‬وزير الخارجية اليمنية وقتذاك‪ ،‬الذي كان دبلوماسيا تركيا‬
‫مهذبا استمر في البقاء في اليمن حتى بعد انسحاب األتراك من المنطقة عام ‪1919‬م‪ .‬و بعد‬
‫تلكم اللقاءات حظي اميديو بمقابلة اإلمام يحيي الذي صرح عالنية بصداقته اليطاليا‪ ،‬و وعد‬
‫‪.‬اميديو بالسكن و المرتب‬

‫‪2‬‬
‫و إلى حد ما‪ ،‬كان اميديو قد استفاد كثيرا من المساعي الحثيثة المبذولة من قبل ايطاليا بغية‬
‫التقرب من اليمن و استمالتها؛ وكان من نتائج تلك المساعي أن أبرمت اتفاقية للتعاون‬
‫االقتصادي بين البلدين‪ ،‬و حصول اليمن على معدات عسكرية ايطالية‪ ،‬و تأسيس البعثة الطبية‬
‫االيطالية في صنعاء‪ ،‬حيث تلقى اميديو معالجة تعفن كاحله بنجاح على يد الدكتور لويجي‬
‫‪.‬ميروتشي الذي كان يحظى بتقدير غير عادي‬

‫وبأخذ في االعتبار العالقات المتدهورة بين اإلمام و بريطانيا‪ ،‬لم يكن لدى ملك اليمن أدنى‬
‫مخاوف أو شكوك في الترحيب باميديو ‪ -‬الرجل الذي تملص من المحاوالت التي قامت بها‬
‫األجهزة البريطانية لقتله أو اعتقاله في ارتيريا‪ .‬و بالمقابل‪ ،‬كان اميديو قد كرس نفسه‬
‫لمساعدة اليمن و خدمتها كلما سمحت الظروف بذلك‪ :‬حيث درب أفراد الحراسة الشخصية‬
‫لإلمام؛ و اعتمادا على معرفته البيطرية‪ ،‬نجح في احتواء تفشي مرض المواشي الذي كان‬
‫ينقله الذباب ف ي مأرب‪ .‬وقد أبدا ولي العهد‪ ،‬احمد بن يحيي‪ ،‬اهتماما خاصا بلقاء الضابط‬
‫السابق في سالح الفرسان االيطالي الذي يتحدث اللغة العربية‪ .‬وكانت زيارة اميديو لمقر سمو‬
‫األمير في تعز قد آذنت بقيام و تعزيز عالقات وثيقة ليس فقط بين البلدين و لكن أيضا بين‬
‫الشخصين عينهما‪ ،‬خاصة بعد أن عاد اميديو إلى اليمن في الخمسينات باعتباره دبلوماسي‬
‫‪.‬رسمي‪ ،‬وبعد أن أصبح احمد إماما للبالد خلفا ألبيه‬

‫و في منتصف عام ‪1943‬م‪ ،‬تناهت األخبار إلى مسامع اميديو بوجود خطط بريطانية لترحيل‬
‫المدنيين و الجنود الجرحى من االيطاليين من ارتيريا إلى بالدهم على متن سفينة يوليوس‬
‫قيصر التابعة للصليب األحمر‪ .‬و بصعوبة بالغة تمكن اميديو من استخراج إذن من اإلمام يحيي‬
‫بمغادرة اليمن إلى مصوع؛ فتسلل إلى تلك السفينة بعد أن تمكن ببراعة من التنكر على هيئة‬
‫كولي (حمال) محلي‪ .‬و بمساعدة كابتن السفينة االيطالي‪ ،‬اختبأ اميديو إلى أن غادر الحرس‬
‫‪.‬البريطاني السفينة عند جبل طارق‬

‫وفي ‪1944‬م‪ ،‬تزوج اميديو من خطيبته باتريسا جاندولفو؛ وبعد نهاية الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬تحديدا بعد أن تم إلغاء الملكية في ايطاليا‪ ،‬استقال من منصبه العسكري‪ ،‬بل ومن‬
‫خدمته كاملة و هو برتبة عقيد‪ ،‬ثم التحق بالسلك الدبلوماسي‪ .‬و كانت القاهرة أولى محطات‬
‫عمله الدبلوماسي عام ‪ .1950‬وبعدها بسنوات قالئل‪ ،‬بعد أن بدأت اليمن بإنشاء عالقات‬
‫دبلوماسية مع العالم الخارجي‪ ،‬تم نقل عمل اميديو إلى تعز‪ .‬سافر اميديو ومعه زوجته جوا‬
‫إلى عدن‪ ،‬ومن ثم انتقال برا إلى تعز‪ ،‬و قد استغرقت تلك الرحلة إحدى عشر ساعة‪.‬‬

‫وكان اإلمام احمد سعيدا للغاية برؤية صديقه القديم "أجمد عبد الله" ثانية؛ و في السنوات‬
‫التالية اعتمد اإلمام تمام االعتماد على نصائح اميديو و بصورة اكبر مقارنة ببقية المستشارين‬
‫الغربيين‪ .‬و تحت إشراف اميديو‪ ،‬تم ابتعاث العديد من الطالب و الطيارين اليمنيين إلى ايطاليا‬
‫للدراسة‪ ،‬وقد عكست زيارات اإلمام احمد االستشفائية إلى روما مدى ثقته في يقظة و حذر‬
‫اميديو فيما يتعلق بسالمته‪ .‬و أما بياتريس جويلليه‪ ،‬خطيبة اميديو‪ ،‬فقد تذكرت تلكم األيام التي‬
‫قضتها مع اميديو في اليمن واعتبرتها من أجمل سنوات عمرها‪ .‬و أما ابنيهما‪ ،‬باولو‪ ،‬من‬
‫مواليد اليمن عام ‪ ،1945‬و الفريدو ‪ ،1948‬فتم إرسالهما إلى إحدى المدارس الداخلية‬
‫االيطالية في مدينة أسمرة التي كانت في الخمسينات مكتظة بااليطاليين‪ .‬وكان هذان الصبيان‬
‫يقضيان إجازتهما في اليمن بمعية الوفي ضيف هللا الذي أعاد توظيفه اميديو في البعثة‬
‫االيطالية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ كان اميديو قادرا على مد يد العون‬،‫ و من خالل تأثيره على اإلمام احمد‬،‫وفي بعض المناسبات‬
"‫جوردون‬-‫ و لذا أصبح صديقا مقربا لـ"كريستوفر بيري‬،‫إلى بعض من زمالئه الغربيين‬
‫ دونت‬،‫ و في هذا الصدد‬.‫ الذي كان يتحدث االيطالية بطالقة‬،‫القنصل البريطاني في تعز‬
-1956( ‫ حاكم عدن في الفترة‬،‫ حرم السير وليام لوس‬،Luce(( ‫مارجريت لوس‬
‫ ونشر‬،‫م‬1959 ‫ في مذكراتها الرواية التالية حينما زارت تعز برفقة زوجها عام‬،)1960
‫) الصادر عن مايكل‬1966-1956 (‫ مذكرات شخصية‬:‫ من عدن إلى الخليج‬:‫ذلك في كتابها‬
:1987 ‫راسل عام‬

‫ لقد كان قنصال ايطاليا هنا‬.... ‫" انطلقنا لتناول الغذاء مع الدكتور و زوجته السيدة جويلليه‬
‫ وكان‬،‫ لقد كان ضابطا متقاعدا في سالح الفرسان‬،‫[في تعز] رغم اسمه الذي يوحي بفرنسيته‬
]‫ قاد [اميديو‬،‫ فعندما هزم دوق اوستا في الحرب في اريتريا‬.‫شخصية اقرب إلى األسطورة‬
‫جويلليه مقاومة حاسمة ضدنا بصورة ناجحة للغاية إلى درجة أننا قررنا منح جائزة قدرها‬
‫جوردون‬-‫ و كان اميديو يستعجل ببري‬.‫ثالثة أالف جنيه إسترليني لمن يقبض عليه حيا أو ميتا‬
‫ لقد كان اميديو فارسا‬..........‫ويحثه (ممازحا) على تحصيل تلك الجائزة اآلن ليتقاسمها معه‬
‫ وكان هذا‬.‫ و كان متعصبا بإخالص للملك ز الملكية‬،‫ وكان عاطفيا متعاونا‬، ‫رشيقا ملؤه نشاطا‬
‫ وكثيرا ما كان يرفض تكليفات وزارة الخارجية باالبتعاث إلى‬،‫الرجل مغرما بالخيل و الموسيقى‬
‫ حيث عايشه‬،‫ لقد كان صديقا مقربا من اإلمام‬.‫أي مكان ال يسمح له بتربية الخيول أو ركوبها‬
.‫ألكثر من ثمانية عشر عاما‬

When the Imam was so ill this year and taken to Rome, Dr Guillet
was with him the whole time. The Imam thought that perhaps he
was dying, as in fact he nearly was, and the one person he always
wanted and asked for was [Amedeo] Guillet, who never failed him,
even in the middle of the night. He is very fond of the Imam, and
says that he has the greatest admiration for the immense will-
power with which he conquered both his illness and his addiction
to morphia, and came back and took a grip again on his country . . .
The Guillets’ house was given to [Amedeo] by the Imam . . . It is a
completely Arab house in the middle of the town . . . and
surrounded by Yemeni families and their children . . . [Signora
Guillet] is rather young, and gentle and sweet, with red hair. . . She
has made the house as charming as it could be, and filled every
little rooftop and open space with tubs of geraniums and
poinsettias and hibiscus . . . ’  

One of Imam Ahmad’s farewell gifts to Amedeo when he left


Yemen in June 1962, on transfer as ambassador to Jordan, was a
handsome Hamdani colt. Amedeo called the horse Nasr and it
accompanied him to Jordan and later to Morocco when he was
posted there as ambassador. Nasr’s grandson, Akbar, kept at
Amedeo’s country house in Ireland, remained alive until 2006. 

4
‫ُ وإحتياطيُ وديناميُ ‪ a ,‬خيال عاطفي‪ ،‬و‪ a‬ملكي عاطفي‪. . .‬‬ ‫هو صغير‬
‫َ أي مكان‬ ‫يرسَل‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬‫َ‬
‫أ‬ ‫فض‬ ‫ر‬
‫َْ ُ‬ ‫ي‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫ان‬ ‫ب‬
‫َ ّ ِ‬‫ح‬ ‫ي‬ ‫العظيمة‬ ‫اإلثنان‬ ‫ه‬ ‫والموسيقى‬ ‫الخيول‬
‫ِ‪ . . .‬ه‪77‬و ‪a‬‬ ‫ِ والجول‪77‬ة‬ ‫بق‪77‬اء الخي‪77‬ول‬ ‫إ‬
‫ُ ْ‬ ‫ع‬ ‫ستطي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫هو‬ ‫أين‬ ‫خارجيته‬ ‫ِ‬
‫بوزارة‬
‫ن‬
‫َ‪77‬اَ‬‫ِ‪ .‬عن‪77‬دما اإلم‪77‬ام ك‬ ‫َه لثمان عشْرة سنة‬ ‫َرف‬
‫ِ وع‬ ‫ً اإلمام‬ ‫صديق شخصي عظيم جدا‬
‫ّ‬‫‪7‬ه ك ‪7‬ل‬ ‫مع‪7‬‬
‫ن َ‬‫‪7‬اَ‬
‫َ‪7‬‬‫دكتور ‪ Guillet‬ك‬ ‫ذ إلى روما‪ ،‬ال ‪ّ7‬‬ ‫ُخَِ‬ ‫ِ وأ‬‫َة‬‫ً هذه السَن‬ ‫ة جدا‬‫مريضَ‬
‫ً‬
‫ِ هو تقريبا‬ ‫ُ‪ ،‬كما في الحقيقة‬ ‫موت‬
‫َُ‬‫ي‬ ‫ن‬‫َ‬‫َا‬‫ك‬ ‫هو‬ ‫ربما‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫بأ‬ ‫َ‬‫م‬ ‫اإلما‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫إعتق‬ ‫الوقت‪.‬‬
‫ن [ ‪ ،Guillet 7]Amedeo‬الذي‬ ‫َاَ‬‫ل عن ك‬ ‫ً وسَأَ‬ ‫د دائما‬ ‫َ‪ ،‬والشخص الواحد أراَ‬ ‫َان‬‫ك‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫د‬
‫َ‬‫‪77‬‬‫ْ‬‫ن‬‫ِ‬‫ع‬ ‫ّه‬
‫ن‬ ‫بأ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ُو‬‫ق‬‫ي‬‫َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫م‬
‫ِ‬ ‫باإلما‬ ‫مولع‬ ‫ً‬
‫ا‬ ‫جد‬ ‫هو‬ ‫‪.‬‬‫ل‬
‫ِ‬ ‫اللي‬ ‫ِ‬
‫منتصف‬ ‫في‬ ‫حتى‬ ‫َه‪،‬‬
‫ل‬ ‫َش‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬
‫َ كال مرضه وإدمان‪77‬ه إلى‬ ‫َتح‬‫ِ الذي به ف‬ ‫ِ اإلرادة الهائلة‬ ‫ُ لقوة‬ ‫ُ األعظم‬
‫اإلعجاب‬
‫ِه‪ . . .‬بيت ‪ Guillets‬أعطىَ‬ ‫ة على بالد‬ ‫ذ ‪ a‬قبضة ثاني‪ً77‬‬ ‫َخَ‬ ‫َ وأ‬‫َجع‬‫المورفينِ‪ ،‬ور‬
‫‪7‬فِ‬
‫‪7‬ل في منتص‪7‬‬ ‫‪7‬ربي بالكام‪7‬‬ ‫‪7‬و ‪ a‬بيت ع‪7‬‬ ‫ِ‪ . . .‬ه‪7‬‬ ‫ِبل اإلمام‬ ‫ِن ق‬‫إلى [‪ ]Amedeo‬م‬
‫ِهم‪Signora[ . . .‬‬ ‫ِ وأطف‪77‬ال‬ ‫ِ اليمني‪77‬ة‬ ‫ِبل العوائل‬ ‫ِن ق‬‫َ م‬ ‫ِ‪ . . .‬وأحاط‬ ‫البلدة‬
‫ْ ال‪77‬بيت‬
‫َ‬ ‫َعلت‬‫ِ‪ . . .‬ج‬ ‫ِ األحم ‪7‬ر‬ ‫بالش‪77‬عر‬
‫َ‬ ‫ّ‪،‬‬
‫ُ باألحرى‪ ،‬ولطيف وحل ‪7‬و‬ ‫‪ ]Guillet‬شاب‬
‫ض‬‫‪7‬أحواِ‬ ‫‪7‬وح ب‪7‬‬ ‫‪7‬اء مفت‪7‬‬ ‫َ‪7‬غير وفض‪7‬‬ ‫‪7‬قف ص‬ ‫ّ س‪7‬‬ ‫ُ ‪7‬ل‬
‫ْ ك‬‫مألت‬
‫َ‪ ،‬وَ‬ ‫‪7‬ون‬ ‫ُ‪7‬‬
‫يك‬‫ن َ‬‫َْ‬
‫ُ أ‬ ‫يمكن‬‫سَاحِر كهو ُ‬
‫ِ و‪ poinsettias‬و‪' . . .hibiscus‬‬ ‫الجيرانيوم‬

‫َ‪77‬ركَ اليمن في‬ ‫ِ أحم‪77‬د إلى ‪ Amedeo‬عن‪77‬دما ت‬ ‫ِ وداع اإلم‪77‬ام‬ ‫أح‪77‬د ه‪77‬دايا‬
‫ن ‪ a‬مس‪77‬دس ‪Hamdani‬‬ ‫َاَ‬‫ِ كسفير إلى األردن‪ ،‬ك‬ ‫يونيو‪/‬حزيرانِ ‪ ،1962‬على النقل‬
‫ً إلى المغرب‬ ‫َه إلى األردن والحقا‬ ‫دعا ‪ Amedeo‬الحصان نصر وهو رافق‬ ‫ممتاز‪َ .‬‬ ‫ُ‬
‫َ هناك كسفير‪ .‬حفيد نصر‪ ،‬أكبر‪ ،‬أبقىَ في بيت ‪ Amedeo‬ال‪77‬ريفي‬ ‫ّن‬
‫ُي‬‫متى هو ع‬
‫ً حتى ‪.2006‬‬ ‫ّا‬‫بقى حي‬ ‫في إيرلنده‪َ ،‬‬
‫ِ‪77‬ه‪ ،‬الب‪77‬در‪.‬‬ ‫ِب‪77‬ل إبن‬ ‫ِن ق‬‫َ م‬‫ِ‪77‬ف‬
‫ُل‬‫َ وخ‬‫ِ ‪ ،1962‬اإلمام أحمد مات‬ ‫في سبتمبر‪/‬أيلول‬
‫ِ‪،‬‬‫ْثيل الرئيسِ اإليط‪77‬اليِ في الجن‪77‬ازة‬ ‫َم‬
‫َّان إلى صنعاء لت‬ ‫ْ عم‬ ‫ِن‬
‫َ م‬‫‪ Amedeo‬سافر‬
‫ِ‪.‬‬‫ِ الم‪77‬دفع‬ ‫ن ‪ awoken‬بص‪77‬وتِ ن‪77‬ار‬ ‫ِ هو ك‬
‫َ‪77‬اَ‬ ‫ِ ‪ .Maqam‬ليل الجنازة‬ ‫َ في قصر‬ ‫دم‬
‫ُّ‬‫وق‬
‫ِ‪.‬‬‫ِ الجدي ‪7‬د‬ ‫‪7‬ام‬‫َ إنقالب على اإلم‪7‬‬ ‫دف ‪7‬ع‬‫‪7‬ري َ‬‫ِ في مص‪7‬‬ ‫ْف القص ‪7‬ر‬ ‫َص‬‫ُ بق‬‫ْ الدبابات‬ ‫بدأت‬‫َ‬
‫َ ‪ Amedeo‬ماض‪77‬ي‬ ‫َهم‪ ،‬إنفج‪77‬ر‬ ‫ُ أس‪77‬لحت‬ ‫ّل‬‫تحم‬
‫ُوسة وُ‬ ‫مْ‬
‫لب‬ ‫ِص‬
‫ْف َ‬ ‫البدر وبضعة أتباع‪ ،‬ن‬
‫ِن‬
‫ْ‬ ‫ِ تحت‪ .‬العدي‪77‬د م‬ ‫ِه‪ ،‬قفز أسفل إلى الحديقة‬ ‫ِ غرفت‬‫بهم خالل نافذة‬ ‫َ هروَ‬ ‫َعل‬‫وج‬
‫ّة‬
‫ِ‬ ‫ِ شاذ‬ ‫ِ التالية‪ .‬بمراوغة‬ ‫ِلوا في األيام‬ ‫ُت‬‫ء ‪ Amedeo‬األقرب اليمنيون ق‬ ‫أصدقاِ‬
‫ن ه‪77‬دف‬
‫َ‬ ‫َ‪77‬اَ‬
‫ن ‪ en poste‬في المغرب متى الملك حسن ك‬ ‫َاَ‬‫ِ‪ Amedeo ،‬ك‬ ‫ْ المصير‬ ‫ِن‬
‫م‬
‫‪7‬مي‬ ‫‪7‬يف الرس‪7‬‬ ‫‪7‬زارة في ‪ 1991‬كالض‪7‬‬ ‫م‪7‬‬‫ُ ‪ Amedeo‬اليمن ُ‬ ‫دوم‬‫ي‪ُ 7‬‬
‫ِ‪َ .‬‬ ‫‪7‬ال‬‫ِ إغتي‪7‬‬‫محاولة‬
‫بق‪77‬اء‬ ‫ِه‪ ،‬ألفريدو وب‪77‬اولو‪ ،‬إلْ‬ ‫د على أبنائ‬ ‫ِ‪ ،‬ومنذ ذلك الحين إعتمَ‬ ‫للحكومة‬
‫ِ ‪ Guillet‬بالبالد‬
‫ِ‪.‬‬ ‫ِ العائلة‬ ‫وصلة‬
‫ِه الدبلوماسيِ النهائيِ كسفير إيط‪77‬الي في دلهي (أين‬ ‫في ‪ ،1975‬بعد تعيين‬
‫َهب‪77‬ا إلى‬ ‫ْ كث‪77‬يرة في المطلبِ)‪ Amedeo ،‬وزوجت‪77‬ه ذ‬ ‫َانت‬ ‫مهاراته الفروسية ك‬
‫ء‪ ،Meath .‬إيرلن‪77‬ده‪.‬‬ ‫ِ الجورجيِ الذي إشتروا في ش‪77‬ركاِ‬ ‫منزل كاهن األبرشية‬
‫َ‪77‬ه بين ال‪77‬بيوتِ في روم‪77‬ا‬ ‫ُ وقت‬ ‫قس‪77‬م‬
‫ُ ّ‬‫ي‬ ‫أرم‪77‬ل‪،‬‬ ‫‪a‬‬ ‫اآلن‬ ‫الي‪77‬وم ‪،Amedeo‬‬
‫وإيرلنده‪!wa la hawl wa la quwa illa billah . . .‬‬
‫ْ سيرة سيباس‪77‬تيان ‪ O'Kelly‬الذاتي‪َ77‬‬
‫ة‬ ‫َانت‬ ‫ِ ك‬
‫المصدر الرئيسي لهذه المقالة‬
‫ت‬
‫ْ‬ ‫وأعط‬ ‫‪7‬ان‪،‬‬‫بإمتن‪7‬‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ؤل‬‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫‪7‬اعد‬‫بمس‪7‬‬ ‫ر‬
‫ُّ‬‫ر‬ ‫المح‬ ‫يعترف‬
‫ُ‬ ‫ْ ‪َ .Amedeo Guillet‬‬ ‫ِن‬
‫م‬
‫ر‬
‫ُ‬ ‫‪7‬‬
‫ش‪7‬‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬‫ُ‬‫ت‬‫َ‬‫س‬ ‫تي‬ ‫‪7‬‬‫ال‬
‫ّ‬ ‫‪7‬ه‬
‫ِ‪7‬‬‫ت‬ ‫مجموع‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫‪7‬و‬
‫‪7‬‬ ‫للص‬ ‫‪Guillet‬‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫السفي‬ ‫ِبل‬‫ق‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫بلطف‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫الرخص‬
‫ِ‪.‬‬‫بالمقالة‬

‫‪5‬‬
One of Imam Ahmad’s farewell gifts to Amedeo when he left
Yemen in June 1962, on transfer as ambassador to Jordan, was
a handsome Hamdani colt. Amedeo called the horse Nasr and it
accompanied him to Jordan and later to Morocco when he was
posted there as ambassador. Nasr’s grandson, Akbar, kept at
Amedeo’s country house in Ireland, remained alive until 2006. 

In September 1962, Imam Ahmad died and was succeeded by his


son, al-Badr. Amedeo travelled from Amman to Sana’a to
represent the Italian President at the funeral, and was lodged in
the Maqam palace. The night of the funeral he was awoken by
the sound of cannon fire. Tanks had begun to bombard the
palace in an Egyptian-backed coup against the new Imam. Al-
Badr and a few followers, half-dressed and loading their
weapons, burst past Amedeo and made their escape through the
window of his room, jumping down into the garden below.
Many of Amedeo’s closest Yemeni friends were murdered in the
days that followed. By an odd quirk of fate, Amedeo was en
poste in Morocco when King Hassan was the target of an
assassination attempt. Amedeo last visited Yemen in 1991 as the
official guest of the government, and since then has relied on his
sons, Alfredo and Paolo, to maintain the Guillet family’s link
with the country. 

In 1975, following his final diplomatic appointment as Italian


ambassador in Delhi (where his equestrian skills were much in
demand), Amedeo and his wife retired to the Georgian Rectory
which they had bought in Co. Meath, Ireland. Today Amedeo,
now a widower, divides his time between homes in Rome and
Ireland . . . wa la hawl wa la quwa illa billah! 

The main source for this article has been Sebastian O’Kelly’s
biography of Amedeo Guillet. The Editor gratefully
acknowledges the author’s assistance, and the permission
kindly given by Ambassador Guillet for photographs from his
collection to be published with the article. 

Vol 16. 2008

You might also like