فالتكوين على الطريقة الكالسيكية يعتمد أساسا على تمتيع بعض
األعوان' دون سواهم بحلقات تكوينية لإلستراحة من العمل أو السفر للخارج وذلك دون الحاجة لذلك بحيث يكون المردود الفعلي على .المؤسسة صفرا ألنّ األمر ال ينبع من واقع العمل وفي كثير من األحيان تنجز أعمال تكوينية' لموظفين ال عالقة لهم بطبيعة عملهم كما ُيعتمد في غالب األحيان على العروض المقدمة من طرف مؤسسات التكوين وإن كانت بعيدة كل البعد عن الحاجة وذلك .للتم ّكن من صرف ما وقع اعتماده في الميزانية مس ّبقا وتجاوزا لهذه الوضعية االعتباطية للتكوين وتحقيق الجدوى القصوى في نفس الوقت للعامل والمؤسسة على حد السواء تم وضع مفاهيم «.جديدة تحت مس ّمى »هندسة التكوين' والهدف المنشود من هذه المنظومة هو التكوين' حسب حاجة المؤسسة ومركز العمل لتحقيق أهداف مع ّينة وضمن استراتيجية قائمة الذات .حسب تمشي يعتمد على آليات مضبوطة ومن أهم أسس هندسة التكوين' هو تحديد الحاجيات حسب األولويات وذلك باالعتماد على استراتيجية المؤسسة ومشاريعها الحالية والمستقبلية بما في ذلك التوجهات وعقود البرامج وتتم مقارنة الكفاءات المحققة على مستوى مراكز العمل والكفاءات المنتظرة أو المزمع تحقيقها فأن وجد نقص في الكفاءة في مركز معين يجب تكوين الشخص الموجود إذا كان قادرا على ذلك من خالل ما توفر له من قدرات وتكوين' أساسي أو تعويضه من داخل المؤسسة في حالة توفر الشخص المناسب أو في الحالة األخيرة انتداب العون المناسب من .السوق الخارجية إذن عملية التكوين مرتبطة بضروة الحاجة لذلك من خالل التقييم .والمساءلة والتقصي' على مستوى مركز العمل وبعد هذه المرحلة األساسية والهامة يأتي دور التكوين ومحتوى .التكوين والمؤسسة المكونة والكلفة وكراس الشروط والتقييم' فالتكوين ضمن هذه المنظومة الجديدة مرتبط بالعائد والمردودية ليساهم في تطور المؤسسة .ولضمان نجاح هذه العملية ،تربط منظومة هندسة التكوين' العملية التكوينية بتقدم العون في عمله ألن التكوين هو استثمار في الموارد البشرية والرفع من مستوى الكفاءة وهذا يؤدي إذا كنا نتبع تمشي التصرف في الكفاءات الى تحسين االجور والترقيات والمسؤوليات حتى ال نقع في مصيدة الكفاءة المؤدية الى التراجع الى .الوراء والالمباالة حسب ما كان معموال به في النظام الكالسيكي فالتقييم العلمي على مستوى المركز لكل عون بعد مرحلة التكوين' يعد أمرا ضروريا وفي غاية االهمية حتى نتحقق من جدوى التكوين' ومردوديته على أرض الواقع ما دمنا اعترفنا بأ ّنه استثمار فال يكون .االستثمار ناجحا إال إذا حقق عائدا مع ّينا واذا كنا نريد أن نحقق الجودة الشاملة على مستوى المؤسسة فالبد من تقييم علمي حسب أدوات وآليات التمشي والتصرف في الكفاءات لكل األعوان' في مراكز عملهم وتحديد حاجياتهم الموضوعية' للتكوين' أو الترقية أو تغيير المركز وذلك باالبتعاد عن األهواء الشخصية .والمحاباة فالتكوين ضروري لكل فرد في المؤسسة وليس حكرا على اإلطارات دون سواها ،فالمالحظ أن البعض يقوم في السنة بدورات عديدة .والبعض اآلخر يبقى سنوات عديدة دون الحصول على فرصة للتكوين' ولالبتعاد عن هذا الوضع غير العادل يجب تحديد ساعات معينة كل سنة .لكل عون يقوم فيها بالتكوين وذلك حسب حاجة المؤسسة والعون معا فالتكوين ينبع أيضا من إرادة العون الذي يحس بأ ّنه ال يؤدي عمله كما يجب ومن واجبه التنبيه' لذلك واالنصات' إليه فهو الذي يباشر العمل .ومن حقه التعبير عن إرادته ومن أه ّم األمور أن يكون ارتباط التكوين' بالحوافز المادية والمعنوية' ودون ذلك ال يمكن تحقيق الجدوى ألنّ االلتزام العاطفي نحو المؤسسة .أصبح في ظل ّ السوق المفتوحة أقل شأنا من االلتزام بالكفاءة وإنّ بقاء المؤسسة كنواة فاعلة لالقتصاد الوطني في ظل ّ مزاحمة شديدة وتغ ّيرات هيكل ّية متسارعة مرتبط أشدّ االتباط بمنظومة التكوين' التطور ّ األساسي والتكميلي' والتي' تجعل من العنصر البشري أساس شح الموارد المادية .والتقدّ م في ظل ّ وال يمكن تطوير الكفاءة اال بالتكوين' الج ّيد حسب منظومة هندسة .التكوين على أسس عصرية وحديثة كما ال يمكن تحسين الجودة والمردودية دون االعتماد على كفاءة العنصر البشري ،فالمال وحده ال يكفي وال يم ّكن المؤسسة من الديمومة .خاصة في ظل ّ التقلبات واألزمات المتالحقة