Professional Documents
Culture Documents
الاكوان المتوازية بين الحقيقة و السراب
الاكوان المتوازية بين الحقيقة و السراب
( تنويه :بعض المعلومات الوارده هنا من الممكن ان تكون قد نسيت ان تقال في المنتدى لحظة النقاش او قد يتم صياغتها بطريقة مختلفة
عن اسلوب المنتدى بالضبط )
المقالة (:)1
بسم هللا و الصالة و السالم على رسول هللا ،في البداية اسمحوا لي بان اقتبس مقولة الرياضي االمريكي الشهير "جون ناش" للترحيب
بكم ،فمرحبا بالعقول الشابة التواقة للعلم والذين يولون اهمية للعلم فوق كل شيء ،سوف تدور احداث موضوعنا اليوم –وهو موضوع شيق
بال شك – حول ثالثة محاور وهي (االكوان المتعددة من وجهة نظر :ميكانيكا الكم – االوتار الفائقة – من ناحية دينية ).
البداية كانت مع ميكانيكا الكم ،نشأت ميكانيكا الكم كفرع من الفيزياء ليس لديه اي جذور مقتبسة من الميكانيك الكالسيكي ،ويرجع الفضل
في صياغة الكمية بصورة عامة الى نخبة من الفيزيائيين ("ماكس] بالنك ،بوهر ،شرويدنجر ،ماكس] بورن ،هايزنبيرغ ،فاينمان ،).....،
والدارس ألساسيات] ميكانيكا الكم يعلم تماما بانه علم قائم على االحتماالت و التأرجحات ،ففي العالم الكمومي ال يمكن معرفة] مواضع
االجسام بدقة اال كان ذلك على حساب] سرعتها و العكس صحيح ايضا وهذا لب "مبدأ الشك" المعروف في قلب النظرية ،و االغرب
واالعجب من هذا كله ان نظام االحتماالت بالتعاون مع "مبدأ التراكب " يسمح للجسيمات] ان توجد في اكثر من مكان في نفس اللحظة.
ومبدأ التركب هذا يمكنه ان يجمع بين المتناقضات] وال تخفى علينا التجربة الذهنية الشهيرة المعروفة ب"قطة شرودنجر" :و التي تدور
احداثها حول قطة مسكينة تم وضعها في صندوق به مادة مشعة و عداد لقياس االشعاعات] باالضافة الى غاز سام موضوع في زجاجة ،
وتم اغالق الصندوق و وضع بعيدا عن االنظار ،األن ما الذي سيحدث ،اذا تحللت المادة المشعة سيتم رصدها بواسطة العداد و اذا حدث
ذلك سينطلق الغاز السام و يقتل القطة المسكينة ،اذا لم يحدث تحلل للمادة المشعة تنجو القطة من الموت المحتم ،في هذه اللحظة اذا سألنا
سؤال كيف سنعرف مصير القطة ؟؟ ثمة اجابتان على هذا السؤال االولى :نبقى في مكاننا ونستسلم لمبدأ التراكب و نقول ان القطة حية و
ميتة في نفس اللحظة ( %50قطة حية % 50 +قطة ميته = قطة حيميتة) .و االجابة الثانية :ان نتوجه نحو الصندوق و نقوم بفتحه
ونتحدى مبدأ التراكب وحتما سنشاهد حالة واحدة(احتمال واحد) فقط من الحالتين السابقتين – اما حية اما ميتة – وهنا يبدو لنا من الوهلة
االولى ان اصحاب مبدأ التراكب قد تورطوا ،اين ذهب االحتمال الثاني ..................
من هنا يبدأ الصداع ،يقفز فجأة الى الساحة نيلز بوهر واتباعه و الذين عرفوا بجماعة مدرسة كوبنهاجن ،ليقولوا كلمتهم بخصوص
االجابة على سؤال اين تذهب باقي االحتماالت في حالة رصد حدث احتمالي ؟؟ ..و كانت اجابتهم على النحو التالي :بما اننا في العالم
الكمومي نصف االشياء بواسطة "الدوال الموجية" و التى تحمل بين طياتها كافة المعلومات الفيزيائية المتعلقة بالنظام تحت الدراسة ،
وتظهر هذه المعلومات في شكل احتماالت مختزلة داخل هذه الدوال و تحت قيادة مبدأ التراكب تجمع هذه االحتماالت معا ،مع مالحظة ان
مبدأ التراكب ال يعمل اال في حاالت عدم الرصد ،وعندما نقوم برصد(مشاهدة) حدث احتمالي معين كقطة شرودنجر ،ينهار مبدأ التراكب
و تنهار معه الدوال الموجية وتبقى دالة موجية واحدة فقطة تظهر للمشاهد كاحتمال وحيد ( .بمعنى باقي االحتماالت تتالشى) ومن هنا
ظهر ألول مرة مفهوم " انهيارالدوال الموجية" .
بدون حتى محاولة اعادة قراءة الفقرة االخيرة مرة اخرى يبدو من الواضح جدا ان االجابة غير شافية و حمقاء] في نفس الوقت ،مع االخذ
في االعتبار ان هذا التفسير للطبيعة االحتمالية هو التفسير السائد في المراجع و الكتب العلمية و يعرف ب" تفسير كوبنهاجن" .السؤال الذي
يطرح نفسه االن هل هنالك تفسير أكثر اقناعا من هذه الخزعبالت؟؟ .....نعم خزعبالت بعيدة كل البعد عن البرهان الرياضي و المنطقي
بالرغم من اقتناع تلك الكوكبة من علماء الفيزياء بها .نيلز بوهر لم يكن فيزيائيا رياضيا بالمواصفات التي تجدها عند علماء اخرين امثال
"بول ديراك " ،الرجل كان اقرب للفلسفة كما كان يقول هيزنبيرغ في اخر حياته ،فقد اتبع ما يمكن تسميته بغسيل المخ لجمع اتباعه
( جماعة كوبنهاجن) و اقناعهم بتلك التراهات .....حتى ال نخرج عن الموضوع لنعد لالجابة على السؤال الرئيسي المطروح ،اين تذهب
باقي االحتماالت ؟؟؟؟ ....و االجابة تكمن عند رجل سكير (سكران) يجلس ألوقات متأخرة من الليل في البآرات و يكون تفكيره متقدا بشأن
الفيزياء ،و هو في ملهاه و في قمة ثملته أتانا باالجابة المثيرة و الشافية الى حد ما( وجهة نظر) .....الرجل هو "هيو يافريت" صاحب
تفسير "متعدد العوالم الكمومي " والذي ينص على :في اي حدث احتمالي يظل مبدأ التراكب ساريا حتى عند قيامنا بالرصد و مشاهدة
احتمال واحدفقط ،وكل ما يحدث لباقي االحتماالت هو عملية بسيطة جدا تتشعب فيها هذا االحتماالت لتظهر في عوالم اخرى بشكل
متوازي (أكوان متوازية) ،وال يقف االمر عند هذا الحد ،فعند حدوث التشعب و هروب االحتماالت الى اكوان اخرى في كل كون يحدث
تشعب جديد وقد يمتد االمر ليشمل مجموعة ال متناهية من االكوان المتوازية في كل كون منها توجد نسخة مماثلة منك و مني و من
كافة االشياء مع اختالف بسيط في المصائر و االحداث ..............
وهذا التفسير ما يميزه انه مبرهن عليه رياضيا و بطريقة جميلة وانيقة جعلت منه النموذج االبسط رياضيا لفكرة األكوان المتعددة .األن
وانت تقرأ هذا المقال من الممكن ان تكون قرأته مسبقا في كون اخر ،بل من الممكن ان تكون انت من كتبه.
هكذا كانت البداية لفكرة االكوان المتوازية كمحاولة لتفسير الطبيعة االحتمالية لميكانيكا الكم ،وما لبثت الفكرة ان عادت وبقوة هذه المرة
مع بدايات ظهور نظرية االوتار الفائقة و تقدم علم الكونيات .االوتار الفائقة باختصار شديد تدور حول محاولة تفسير المادة في الكون
بوصفها مكونة من اوتار دقيقة جدا (جدائل من الطاقة ) تهتز بترددات معينة بحيث يعطي كل تردد معين نوع من المادة .اذا ما درس
المرء هذا النظرية سيجد نفسه مضطر من ناحية رياضية على التعامل مع 11بعد ،تلك هي المساحة التى تتحرك فيها االوتار و تتذبذب
لتعطينا المادة (و/أوالطاقة) 10ابعاد مكانية باالضافة الى بعد زمني واحد .و تتحرك هذا االوتر في هذه االبعاد متخذة شكال هندسيا يسمى
بشكل "كاالبي-يو " ولكن المفاجأة كانت عند ظهور اكثر من شكل ألشكال كاالبي-يو ،و وجد منظروا االوتار ان كل شكل يصف كونا
قائما بذاته ،وسرعان عادت فكرة االكوان المتعددة و لكن هذه المرة بطريقة مختلفة حيث ال توجد نسخ منا ،بل توجد قوانين فيزيائية
مختلفة تحكم كل كون موازي على حدى ،قد يكون في كون موازي سرعة الضوء ابطأ من السلحفاة و قد يكون قانون الجاذبية معكوس
وهكذا ....بدون توقف يمكن ان نطلق العنان لمخياتنا بخصوص شكل هذه االكوان المتعددة .الظريف في االمر ان هذا التفسير اوجد اجابة
على سؤال طالما حير العقول الكبيرة منذ "اسحاق نيوتن " اال وهو لماذا قوة الجاذبية ضعيفة جدا بالرغم من انها هي من تمسكنا على
االرض بل و تمسك الكون كله ،وكانت االجابة من "ليزا راندل" الفيزيائية من جامعة] هارفرد ،حيث برهنة و باستخدام نظرية االوتار
الفائقة او بالتحديد مايعرف ب" نظرية -م" ان الجاذبية من الممكن ان تكون قد توزعت على باقي االكون الموازية وهي في طريقها الى
كوننا و في النهاية وصل الينا الجزء اليسير منها.
من ناحية اخرى نجد ان الدليل المشاهد ( التجريبي ) لم يكن غائبا ،ففي السنوات الماضية تم التقاط صور بواسطة االقمار االصطناعية
لجزء بعيد من الكون الغير المرصود ،و وجدوا ان الصورة تظهر منطقة مظلمة جدا تظهر وكأنها انبعاجات ناتجة عن تصادم شيء ما مع
كوننا ،و بسرعة قال اصحاب االكوان المتعددة بضرورة انه ربما احد االكوان قد يكون هو المصطدم مع
كوننا .....................................يتبع
في المقال القادم سنقدم نموذج اسالمي متسق و متفق مع القرآن الكريم و االحاديث النبوية يؤكد و جود االكوان المتعددة ،يمكن تسميته
(بمتعدد األكوان االسالمي) + .سنورد االعتراضات التى تمت على فكرة االكوان المتعددة و محاولة تفنيدها و الرد على هذه
االعتراضات.