Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫( تنويه ‪ :‬بعض المعلومات الوارده هنا من الممكن ان تكون قد نسيت ان تقال في المنتدى لحظة النقاش او قد يتم صياغتها بطريقة مختلفة‬
‫عن اسلوب المنتدى بالضبط )‬

‫الحلقة االولى من المنتدى الفيزيائي ‪"(:‬األكوان المتوازية بين الحقيقة و السراب")‬

‫االربعاء الموافق ‪ 26/3/2014‬الساعة ‪ 2‬ظهرا‬

‫المقالة (‪:)1‬‬

‫بسم هللا و الصالة و السالم على رسول هللا ‪ ،‬في البداية اسمحوا لي بان اقتبس مقولة الرياضي االمريكي الشهير "جون ناش" للترحيب‬
‫بكم ‪ ،‬فمرحبا بالعقول الشابة التواقة للعلم والذين يولون اهمية للعلم فوق كل شيء‪ ،‬سوف تدور احداث موضوعنا اليوم –وهو موضوع شيق‬
‫بال شك – حول ثالثة محاور وهي (االكوان المتعددة من وجهة نظر‪ :‬ميكانيكا الكم – االوتار الفائقة – من ناحية دينية )‪.‬‬

‫البداية كانت مع ميكانيكا الكم ‪،‬نشأت ميكانيكا الكم كفرع من الفيزياء ليس لديه اي جذور مقتبسة من الميكانيك الكالسيكي‪ ،‬ويرجع الفضل‬
‫في صياغة الكمية بصورة عامة الى نخبة من الفيزيائيين ("ماكس] بالنك‪ ،‬بوهر ‪ ،‬شرويدنجر‪ ،‬ماكس] بورن ‪ ،‬هايزنبيرغ ‪،‬فاينمان ‪،).....،‬‬
‫والدارس ألساسيات] ميكانيكا الكم يعلم تماما بانه علم قائم على االحتماالت و التأرجحات ‪ ،‬ففي العالم الكمومي ال يمكن معرفة] مواضع‬
‫االجسام بدقة اال كان ذلك على حساب] سرعتها و العكس صحيح ايضا وهذا لب "مبدأ الشك" المعروف في قلب النظرية‪ ،‬و االغرب‬
‫واالعجب من هذا كله ان نظام االحتماالت بالتعاون مع "مبدأ التراكب " يسمح للجسيمات] ان توجد في اكثر من مكان في نفس اللحظة‪.‬‬
‫ومبدأ التركب هذا يمكنه ان يجمع بين المتناقضات] وال تخفى علينا التجربة الذهنية الشهيرة المعروفة ب"قطة شرودنجر" ‪ :‬و التي تدور‬
‫احداثها حول قطة مسكينة تم وضعها في صندوق به مادة مشعة و عداد لقياس االشعاعات] باالضافة الى غاز سام موضوع في زجاجة ‪،‬‬
‫وتم اغالق الصندوق و وضع بعيدا عن االنظار ‪ ،‬األن ما الذي سيحدث‪ ،‬اذا تحللت المادة المشعة سيتم رصدها بواسطة العداد و اذا حدث‬
‫ذلك سينطلق الغاز السام و يقتل القطة المسكينة ‪ ،‬اذا لم يحدث تحلل للمادة المشعة تنجو القطة من الموت المحتم ‪ ،‬في هذه اللحظة اذا سألنا‬
‫سؤال كيف سنعرف مصير القطة ؟؟ ثمة اجابتان على هذا السؤال االولى‪ :‬نبقى في مكاننا ونستسلم لمبدأ التراكب و نقول ان القطة حية و‬
‫ميتة في نفس اللحظة ( ‪ %50‬قطة حية ‪ % 50 +‬قطة ميته = قطة حيميتة) ‪ .‬و االجابة الثانية ‪ :‬ان نتوجه نحو الصندوق و نقوم بفتحه‬
‫ونتحدى مبدأ التراكب وحتما سنشاهد حالة واحدة(احتمال واحد) فقط من الحالتين السابقتين – اما حية اما ميتة – وهنا يبدو لنا من الوهلة‬
‫االولى ان اصحاب مبدأ التراكب قد تورطوا ‪ ،‬اين ذهب االحتمال الثاني ‪..................‬‬

‫من هنا يبدأ الصداع ‪ ،‬يقفز فجأة الى الساحة نيلز بوهر واتباعه و الذين عرفوا بجماعة مدرسة كوبنهاجن ‪ ،‬ليقولوا كلمتهم بخصوص‬
‫االجابة على سؤال اين تذهب باقي االحتماالت في حالة رصد حدث احتمالي ؟؟‪ ..‬و كانت اجابتهم على النحو التالي ‪ :‬بما اننا في العالم‬
‫الكمومي نصف االشياء بواسطة "الدوال الموجية" و التى تحمل بين طياتها كافة المعلومات الفيزيائية المتعلقة بالنظام تحت الدراسة ‪،‬‬
‫وتظهر هذه المعلومات في شكل احتماالت مختزلة داخل هذه الدوال و تحت قيادة مبدأ التراكب تجمع هذه االحتماالت معا ‪ ،‬مع مالحظة ان‬
‫مبدأ التراكب ال يعمل اال في حاالت عدم الرصد ‪ ،‬وعندما نقوم برصد(مشاهدة) حدث احتمالي معين كقطة شرودنجر‪ ،‬ينهار مبدأ التراكب‬
‫و تنهار معه الدوال الموجية وتبقى دالة موجية واحدة فقطة تظهر للمشاهد كاحتمال وحيد‪ ( .‬بمعنى باقي االحتماالت تتالشى) ومن هنا‬
‫ظهر ألول مرة مفهوم " انهيارالدوال الموجية" ‪.‬‬

‫بدون حتى محاولة اعادة قراءة الفقرة االخيرة مرة اخرى يبدو من الواضح جدا ان االجابة غير شافية و حمقاء] في نفس الوقت‪ ،‬مع االخذ‬
‫في االعتبار ان هذا التفسير للطبيعة االحتمالية هو التفسير السائد في المراجع و الكتب العلمية و يعرف ب" تفسير كوبنهاجن"‪ .‬السؤال الذي‬
‫يطرح نفسه االن هل هنالك تفسير أكثر اقناعا من هذه الخزعبالت؟؟‪ .....‬نعم خزعبالت بعيدة كل البعد عن البرهان الرياضي و المنطقي‬
‫بالرغم من اقتناع تلك الكوكبة من علماء الفيزياء بها‪ .‬نيلز بوهر لم يكن فيزيائيا رياضيا بالمواصفات التي تجدها عند علماء اخرين امثال‬
‫"بول ديراك " ‪ ،‬الرجل كان اقرب للفلسفة كما كان يقول هيزنبيرغ في اخر حياته ‪،‬فقد اتبع ما يمكن تسميته بغسيل المخ لجمع اتباعه‬
‫( جماعة كوبنهاجن) و اقناعهم بتلك التراهات ‪ .....‬حتى ال نخرج عن الموضوع لنعد لالجابة على السؤال الرئيسي المطروح ‪ ،‬اين تذهب‬
‫باقي االحتماالت ؟؟؟؟‪ ....‬و االجابة تكمن عند رجل سكير (سكران) يجلس ألوقات متأخرة من الليل في البآرات و يكون تفكيره متقدا بشأن‬
‫الفيزياء ‪،‬و هو في ملهاه و في قمة ثملته أتانا باالجابة المثيرة و الشافية الى حد ما( وجهة نظر) ‪ .....‬الرجل هو "هيو يافريت" صاحب‬
‫تفسير "متعدد العوالم الكمومي " والذي ينص على‪ :‬في اي حدث احتمالي يظل مبدأ التراكب ساريا حتى عند قيامنا بالرصد و مشاهدة‬
‫احتمال واحدفقط ‪ ،‬وكل ما يحدث لباقي االحتماالت هو عملية بسيطة جدا تتشعب فيها هذا االحتماالت لتظهر في عوالم اخرى بشكل‬
‫متوازي (أكوان متوازية) ‪ ،‬وال يقف االمر عند هذا الحد ‪ ،‬فعند حدوث التشعب و هروب االحتماالت الى اكوان اخرى في كل كون يحدث‬
‫تشعب جديد وقد يمتد االمر ليشمل مجموعة ال متناهية من االكوان المتوازية في كل كون منها توجد نسخة مماثلة منك و مني و من‬
‫كافة االشياء مع اختالف بسيط في المصائر و االحداث ‪..............‬‬

‫وهذا التفسير ما يميزه انه مبرهن عليه رياضيا و بطريقة جميلة وانيقة جعلت منه النموذج االبسط رياضيا لفكرة األكوان المتعددة‪ .‬األن‬
‫وانت تقرأ هذا المقال من الممكن ان تكون قرأته مسبقا في كون اخر‪ ،‬بل من الممكن ان تكون انت من كتبه‪.‬‬

‫هكذا كانت البداية لفكرة االكوان المتوازية كمحاولة لتفسير الطبيعة االحتمالية لميكانيكا الكم ‪ ،‬وما لبثت الفكرة ان عادت وبقوة هذه المرة‬
‫مع بدايات ظهور نظرية االوتار الفائقة و تقدم علم الكونيات ‪ .‬االوتار الفائقة باختصار شديد تدور حول محاولة تفسير المادة في الكون‬
‫بوصفها مكونة من اوتار دقيقة جدا (جدائل من الطاقة ) تهتز بترددات معينة بحيث يعطي كل تردد معين نوع من المادة ‪ .‬اذا ما درس‬
‫المرء هذا النظرية سيجد نفسه مضطر من ناحية رياضية على التعامل مع ‪ 11‬بعد ‪ ،‬تلك هي المساحة التى تتحرك فيها االوتار و تتذبذب‬
‫لتعطينا المادة (و‪/‬أوالطاقة) ‪ 10‬ابعاد مكانية باالضافة الى بعد زمني واحد ‪ .‬و تتحرك هذا االوتر في هذه االبعاد متخذة شكال هندسيا يسمى‬
‫بشكل "كاالبي‪-‬يو " ولكن المفاجأة كانت عند ظهور اكثر من شكل ألشكال كاالبي‪-‬يو ‪ ،‬و وجد منظروا االوتار ان كل شكل يصف كونا‬
‫قائما بذاته ‪ ،‬وسرعان عادت فكرة االكوان المتعددة و لكن هذه المرة بطريقة مختلفة حيث ال توجد نسخ منا ‪ ،‬بل توجد قوانين فيزيائية‬
‫مختلفة تحكم كل كون موازي على حدى ‪ ،‬قد يكون في كون موازي سرعة الضوء ابطأ من السلحفاة و قد يكون قانون الجاذبية معكوس‬
‫وهكذا‪ ....‬بدون توقف يمكن ان نطلق العنان لمخياتنا بخصوص شكل هذه االكوان المتعددة ‪ .‬الظريف في االمر ان هذا التفسير اوجد اجابة‬
‫على سؤال طالما حير العقول الكبيرة منذ "اسحاق نيوتن " اال وهو لماذا قوة الجاذبية ضعيفة جدا بالرغم من انها هي من تمسكنا على‬
‫االرض بل و تمسك الكون كله ‪ ،‬وكانت االجابة من "ليزا راندل" الفيزيائية من جامعة] هارفرد ‪ ،‬حيث برهنة و باستخدام نظرية االوتار‬
‫الفائقة او بالتحديد مايعرف ب" نظرية‪ -‬م" ان الجاذبية من الممكن ان تكون قد توزعت على باقي االكون الموازية وهي في طريقها الى‬
‫كوننا و في النهاية وصل الينا الجزء اليسير منها‪.‬‬

‫من ناحية اخرى نجد ان الدليل المشاهد ( التجريبي ) لم يكن غائبا ‪ ،‬ففي السنوات الماضية تم التقاط صور بواسطة االقمار االصطناعية‬
‫لجزء بعيد من الكون الغير المرصود ‪ ،‬و وجدوا ان الصورة تظهر منطقة مظلمة جدا تظهر وكأنها انبعاجات ناتجة عن تصادم شيء ما مع‬
‫كوننا ‪ ،‬و بسرعة قال اصحاب االكوان المتعددة بضرورة انه ربما احد االكوان قد يكون هو المصطدم مع‬
‫كوننا ‪ .....................................‬يتبع‬

‫في المقال القادم سنقدم نموذج اسالمي متسق و متفق مع القرآن الكريم و االحاديث النبوية يؤكد و جود االكوان المتعددة ‪ ،‬يمكن تسميته‬
‫(بمتعدد األكوان االسالمي)‪ + .‬سنورد االعتراضات التى تمت على فكرة االكوان المتعددة و محاولة تفنيدها و الرد على هذه‬
‫االعتراضات‪.‬‬

You might also like